موسوعة عبد الله بن عبّاس الجزء ٩

موسوعة عبد الله بن عبّاس0%

موسوعة عبد الله بن عبّاس مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 496

موسوعة عبد الله بن عبّاس

مؤلف: السيد حسن الموسوي الخرسان
تصنيف:

الصفحات: 496
المشاهدات: 87818
تحميل: 4043


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 87818 / تحميل: 4043
الحجم الحجم الحجم
موسوعة عبد الله بن عبّاس

موسوعة عبد الله بن عبّاس الجزء 9

مؤلف:
العربية

أما والله ما نالا ولا نال واحد منهما شيئاً إلاّ وصاحبنا خير ممن نال ، وما أنكرنا تقدّم من تقّدم لعيب عبناه عليه ، ولو تقدم صاحبنا لكان أهلاً وفوق الأهل ، ولولا أنّك إنّما تذكر حظ غيرك وشرف أمريءٍ سواك لكلمتّك ، ولكن ما أنت وما لاحظّ لك فيه ، أقتصر على حظك ودع تيماً لتيم ، وعدياً لعدي ، وأمية لأمية. ولو كلمني تيمي أو عدوي أو أموي لكلّمته ، وأخبرته خبر حاضر عن حاضر لا خبر غائب عن غائب ، ولكن ما أنت وما ليس لك ، فإنّ يكن في أسد بن عبد العزّى شيء فهو لك.

أما والله لنحن أقرب بك عهداً ، وأبيضُ عندك يداً ، وأوفر عندك نعمة ممن أسميت ، تظن أنّك تصول به علينا ، وما أخلق ثوب صفية بعد.( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ) (1) (2) .

( قد أنصف القارة من راماها )

( تزوج عبد الله بن الزبير أم عمرو إبنة منظور بن أبان الفزارية. فلمّا دخل بها ، قال لها تلك الليلة : أتدرين مَن معك في حجلتك؟

قالت : نعم عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزي.

قال : ليس غير هذا.

قالت : فما الذي تريد؟

____________________

(1) يوسف / 118.

(2) شرح النهج للمعتزلي 4 / 490 ، والدرجات الرفيعة / 118.

٤٨١

قال : معك مَن أصبح من قريش بمنزلة الرأس من الجسد ، لا بل بمنزلة العينين من الرأس.

قالت : أم والله لو أنّ بعض بني عبد مناف حضرك لقال لك خلاف قولك.

فغضب وقال : الطعام والشراب عليّ حرام حتى أحضرك الهاشميين وغيرهم من بني عبد مناف فلا يستطيعون لذلك إنكاراً.

قالت : إن أطعتني لم تفعل ، وأنت أعلم وشأنك.

فخرج إلى المسجد فرأى حلقة فيها قوم من قريش منهم عبد الله بن العباس ، وعبد الله بن الحصين بن الحرث بن المطلب بن عبد مناف ، فقال لهم ابن الزبير : أحبّ أن تنطلقوا معي إلى منزلي. فقام القوم بأجمعهم حتى وقفوا على باب بيته ، فقال ابن الزبير : يا هذه اطرحي عليك سترك.

فلمّا أخذوا مجالسهم دعا بالمائدة فتغدى القوم فلمّا فرغوا ، قال لهم : إنّما جمعتكم لحديث ردتّه علي صاحبة الستر وزعمت أنّه لو كان بعض بني عبد مناف حضرني لما أقرّ لي بما قلت ، وقد حضرتم جميعاً ، وأنت يا ابن عباس ما تقول : إنّي أخبرتها إنّ معها في خدرها مَن أصبح في قريش بمنزلة الرأس من الجسد لا بل بمنزلة العين من الرأس فردّت علىّ مقالتي.

فقال : ابن عباس : أراك قصدت قصدي فإن شئت أن أقول قلتُ ، وإن شئت أن أكفّ كففت.

قال : بل قل وما عسى أن تقول : ألست تعلم أنّي ابن الزبير حواري

٤٨٢

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنّ أمي أسماء بنت أبي بكر الصديق ذات النطاقين؟ وأنّ عمتي خديجة سيدة نساء العالمين ، وأنّ صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جدتي؟ وأنّ عائشة أم المؤمنين خالتي؟ فهل تستطيع لهذا أنكاراً؟

قال ابن عباس : لا ولقد ذكرتَ شرفاً شريفاً وفخراً فاخراً ، غير أنّك تفاخر مَن بفخره فخرت وبفضله سموت.

قال : وكيف ذلك؟

قال : لأنّك لم تذكر فخراً إلاّ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أولى بالفخر به منك.

قال ابن الزبير : لو شئت لفخرت عليك بما كان قبل النبوة.

قال ابن عباس : ( قد أنصف القارة من راماها ) ، نشدتكم الله أيّها الحاضرون أعبد المطلب أشرف أم خويلد في قريش؟

قالوا : عبد المطلب.

قال : أفهاشم كان أشرف فيها أم أسد؟

قالوا : بل هاشم.

قال : أفعبد مناف أشرف أم عبد العزى؟

قالوا : عبد مناف.

فقال ابن عباس :

تنافرني يا بن الزبير وقد قضى

عليك رسول الله لا قول هازل

ولو غيرنا يا بن الزبير فخرته

ولكنما ساميت شمس الأصائل

٤٨٣

قضى لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالفضل في قوله : ( ما أفترقت فرقتان إلاّ كنت في خيرهما ، فقد فارقناك من بعد قصيّ بن كلاب ) ، أفنحن في فرقة الخير أم لا؟

إن قلت : نعم خُصمت ، وإن قلت لا كفرت. فضحك بعض القوم.

فقال ابن الزبير : أما والله لولا تحرّمك بطعامنا يا ابن عباس لأعرقت جبينك قبل أن تقوم من مجلسك.

قال ابن عباس ولم؟ أبباطل؟ فالباطل لا يغلب الحق ، أم بحق؟ فالحق لا يخشى من الباطل.

فقالت المرأة من وراء الستر : إنّي والله لقد نهيته عن هذا المجلس فأبى إلاّ ما ترون.

فقال ابن عباس : صه أيتها المرأة أقنعي ببعلك ، فما أعظم الخطر وما أكرم الخبر ، فأخذ القوم بيد ابن عباس وكان قد عمى ، فقالوا : إنهض أيها الرجل ، فقد أفحمته غير مرّة. فنهض وقال :

ألا يا قومنا أرتحلوا وسيروا

فلو تُرك القطا لغفا وناما

فقال ابن الزبير : يا صاحب القطا أقبل عليّ فما كنت لتدعني حتى أقول ، وأيم الله لقد عرف الأقوام أنّي سابق غير مسبوق ، وابن حواريّ وصدّيق ، متبجح في الشرف الأنيق ، خير من طليق وابن طليق.

فقال ابن عباس : رسعت بجرتك فلم تبق شيئاً ، هذا الكلام مردود ، من

٤٨٤

أمريء حسود ، فإن كنت سابقاً فالى مَن سبقت؟ وإن كنت فاخراً فبمن فخرت؟

فإن كنت أدركت هذا الفخر بأسرتك دون أسرتنا ، فالفخر لك علينا ، وإن كنت إنّما أدركته بأسرتنا فالفخر لنا عليك ، والكثكث في فمك ويدك.

وأمّا ما ذكرت من الطليق ، فو الله لقد ابتلي فصبر ، وأنعم عليه فشكر ، وإن كان والله لوفياً كريماً ، غير ناقض بيعة بعد توكيدها ، ولا مسلم كتيبة بعد التآمر عليها.

فقال ابن الزبير : أتعيّر الزبير بالجبن ، والله إنّك لتعلم منه خلاف ذلك.

قال ابن عباس : والله إنّي لا أعلم إلا أنّه فرّ وماكرَّ ، وحارَبَ فما صبر ، وبايع فما تمم ، وقطع الرحم وأنكر الفضل ، ورام ما ليس له بأهل :

وأدرك منها بعض ما كان يرتجى

وقصرّ عن جري الكرام وبلّدا

وما كان إلا كالهجين أمامه

عناق فجاراه العناق فأجهدا

فقال عبد الله بن الحصين بن الحرث : ويلك يا ابن الزبير أقمناه عنك وتأبى إلاّ منازعته ، والله لو نازعته من ساعتك إلى إنقضاء عمرك ، ما كنت إلاّ كالسغب الظمآن ، يفتح فاه يستزيد من الريح فلا يشبع من سغب ، ولا يروي من عطش فقل : إن شئت أو فدع ، فأنصرف القوم.

قال ابن الزبير : والله يا بني هاشم ما بقي إلاّ المحاربة والمضاربة بالسيوف.

٤٨٥

فقال له عبد الله بن نوفل بن الحرث : أما والله لقد جرّبت ذلك ، فوجدت غيه وخيماً ، فإن شئت فعد حتى نعود ، وانصرف القوم عنه وافتضح ابن الزبير )(1) .

( بئِسَ المرء يشبَع وجَارُه جَائِع )

( دخل ابن عباس على ابن الزبير وكان القائد له سعيد بن جبير.

فقال له ابن الزبير : تؤنبني وتعنفني.

قال ابن عباس : إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( بئس المرء المسلم يشبع ويجوع جاره ) ، وأنت ذلك الرجل.

فقال ابن الزبير : والله إنّي لأكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة.

وتشاجرا ، فخرج ابن عباس من مكة فأقام بالطائف حتى مات )(2) .

( والفَضَلُ لأَهَل الفَضَل )

عن الشعبي ، عن ابن عباس :

( إنّه دخل المسجد وقد سار الحسين بن علي رضي الله عنهما إلى العراق ، فإذا هو بابن الزبير في جماعة من قريش قد استعلاهم بالكلام.

فجاء ابن عباس حتى ضرب بيده بين عضدي ابن الزبير ، وقال : قرّت

____________________

(1) شرح النهج للمعتزلي 2 / 501 ط الأولى بمصر ، جمهرة خطب العرب 2 / 104 ـ 109 ، الدرجات الرفيعة / 132 ـ 134.

(2) مروج الذهب 2 / 102 ، شرح النهج 4 / 495 ، الرسالة الأولى من رسائل الجاحظ في الحاسد والمحسود / 8 ط مصر. الدرجات الرفيعة / 147.

٤٨٦

عينك يابن الزبير أصحبت والله كما قال الأوّل :

يا لك من قَبرّة بمعَمر

خلالكِ الجوَ فبيصي واصفري

ونقرّي ما شئتِ أن تنقري

قد رُفع الفخ فماذا تحذري

هذا الحسين سائر فأبشري

خلا الجو والله لك يا بن الزبير وسار الحسين إلى العراق ، خلت الحجاز من الحسين بن عليّ وأقبلت تهدر في جوانبها.

فغضب ابن الزبير وقال : والله إنّك لترى إنّك أحق بهذا الأمر من غيرك(1) .

فقال ابن عباس : إنّما يرى مَن كان في حال شك وإنّا ـ نحن ـ خ ل ـ من ذلك على يقين.

فقال : وبأي شيء تحقق عندك أنّك أحق بهذا الأمر مني؟

قال ابن عباس : لأنّا أحق ممَن يدّل بحقه ، ولكن أخبرني عن نفسك بماذا تروم هذا الأمر ـ خ ل ـ وبأي شيء تحقق عندك؟ إنّك أحق بها من سائر العرب إلاّ بنا.

فقال ابن الزبير : تحقق عندي أنّي أحق بها منكم لشرفي عليكم قديماً وحديثاً.

فقال : أنت أشرف أم من قد شُرفت به؟

فقال : أنّ من شرفتُ به زادني شرفاً إلى شرف قد كان لي قديماً وحديثاً.

____________________

(1) في رواية الدرجات الرفيعة : يا بن عباس والله ما ترون هذا الأمر إلا لكم ، ولا ترون إلا أنكم أحق به من جميع الناس في 1 / 138 مخطوطة السماوي / 130 ط الحيدرية.

٤٨٧

قال : أفمني الزيادة أم منك؟

قال : بل منك.

فتبسم ابن عباس ، وعلت أصواتهما.

فقال غلام من آل الزبير : يا بن عباس دعنا من لسانك هذا الذي تقلّبه كيف شئت ، والله لا تحبوننا يا بني هاشم ولا نحبّكم أبداً. فلطمه عبد الله ابن الزبير وقال له : أتتكلم وأنا حاضر.

وقال ابن عباس للغلام : صدقت نحن أهل بيت مع الله عزّو جلّ لا نحبّ من أبغضه الله تعالى. ثم قال لابن الزبير : لم ضربت الغلام؟ والله أحق بالضرب منه من خرق ومرق.

قال ابن الزبير : ومن هو؟

قال ابن عباس : أنت.

فقال ابن الزبير : يا بن عباس ما ينبغي لك أن تصفح عن كلمة واحدة؟

قال : أنا أصفح عمن أقرّ ، وأمّا عمن هرّ فلا ، والفضل لأهل الفضل.

قال ابن الزبير : فأين الفضل؟

قال : عندنا أهل البيت لا تصرفه عن أهله فتظلم ، ولا تضعه في غير أهله فتندم.

قال ابن الزبير : أَفَلسَتُ من أهله؟

قال ابن عباس : بلى إن نبذت الحسد ولزمت الجدَدَ.

وأنفضّ حديثهما باعتراض رجال من قريش بينهما فأسكتوهما ، وقام القوم فتفرقوا )(1) .

____________________

(1) أخبار الدولة العباسية / 108.

٤٨٨

قالوا : لمّا هَمَّ عبدُ الله بن الزبير بما همَّ به من أمرِ بني هاشم وإحراقهم وإنّه كان ذلك من ولايتهِ على رَأس خمسِ سنين ، لم يذكر رسولّ الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهن بحرفِ في خطبة ، فعُوتب على ذلك.

فقال : ( واللهِ ما تركتُه علانيةً إلاَّ أن أكونَ أقولُه سرَّاً ، وأكثَر منه ، ولكن رأيتُنِي إذا ذكرتُه طالتْ رِقابُ بني هاشمٍ ، واشرأبَّت ألوانهم ، ولم أكُن لأذْكُرَ لهم سرورّاً وأنا أقدر عليه.

ثم صعد المنبر ؛ فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيّها الناس ، إنّي حاظر لهم حظيرة ، فمضرمُها عليهم نارّاً ، فإنّي لا أقتلُ إلاّ آثماً كفَّارَاً أفَّاكاً سَحّاراً ، والله ما رضيَ بهم رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم خَفَراً ، ولا تَرَكَ فيهم خيراً ، ولا رضيهم لولايةٍ ، أهل كذبٍ استفرغَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صِدْقهم.

فقام إليه محمد بنُ سعد بن أبي وقاص ، فقال : وفقكَ الله يا أمير المؤمنين ، فأنّا أوّل من أعانكَ عليهم.

وقام عبدُ الله بن صفوانَ ، فقال : يا ابنَ الزبير ، أيمُ اللهِ ما قلتَ صواباً ، ولا هممتَ برُشْد ، أرهط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعيبُ ، وإياهم تقتُل ، والعرب حولَكَ؟! والله لئن لم ينصرهم الناسُ لينصرنَّهمُ الله منك.

قال : فقال ابن الزبير : اجلس يا أبا صفوان ؛ فإنّك لست بنَامُوسٍ.

وبلغ الخبرُ عبد الله بن العباس ؛ فخرج يتوكأ على يد ابنه حتى دخل المسجد ، فقصد قَصْدَ المنبر ، فقال : أيُها الناس ، إنّ ابن الزبير يقول : أن لا أوَّل ولا آخر لرسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فواللهِ إنَّ أوّلَ من ألَّف الإلف ، وأجاز عِيَرات قريش لهاشمٌ ، وما شدَّتْ بعيراً لسفرٍ ، ولا أناختْ بعيراً لحضَرٍ إلاّ بهاشم ، وإنَّ أوَّلَ مَنْ سقَى بمكة عذباً ، وجعل باب الكعبة ذهباً لعبد المطلب ، ثمَ لقد نشأتْ ناشئتُنا مع ناشئتهم ، فإنْ كنَّا لَقالتهم إذا قالوا ، وخطباؤُهم إذا

٤٨٩

نطقُوا ، وما عددتُ مجدّاً كمجد أوَّلنا ، ولا كان فيها مجد لغيرنا ، إلاّ في كُفْر ماحقٍ ، ودينِ فاسقِ ، وضُلّةِ ضالة في عشواءَ عمياء ، حتى إختار لها اللهُ نوراً ، وبعث لها سراجاً ، فأخذه طيبّاً من طيّب ، لا يُسَبُّ بمسَبَّةٍ ، ولا تغولُه غائلةُ. فكان أحدَنا وولدَنَا وعمَّنَا وابن عمِّنَا ، ثم إنَّ السابقين إليه لَمنَّا اللسان ، ثم إنَّا لخير الناس بعدَهُ صلى الله عليه وآله وسلم أظهرُهم أدبَاً ، وأكرمُهم حسبَاً ، والعجَبُ عجبَاً ، أنّ ابن الزبير يعيبُ أوَّلاً وآخرّاً من كان له لسانٌ نطق ، كذبَ أو صدق. متى كان عوَّامُ بن خويلد يطمع في صفيَّة ، لقد جلست الفرسُ بغلاً ، أما والذي لا إله غيره إنّه لمصلوّبُ قريش ، وإنّه لأُم عَفّي تَغْزِلُ من إستها ، ليس لها سوى بيتها. قيل للبغل : مَن أبوكَ يا بغل؟ قال : خالي الفرس )(1) .

وبهذه المحاورة ننهي صفحة إحتجاجات ابن عباس رضي الله عنه التي إفتتحها مع الذين تعاقبوا على الحكم ، ثم مع الذين شايعهم وتابعهم كأصحاب الجمل ، ثم مِن بعدهم معاوية وبني أميّة وابن العاص ، وأخيراً مع ابن الزبير ، فكانت مواقفه مع جميعهم تنبئ عن صدق إيمان ، وشجاعة قلب ، وقوّة حجة ، عزّ نظيرها ، إن لم يكن هو الفذّ بكلّ ما لهذا الوصف من معنى.

وبهذا نختم الجزء الرابع من الحلقة الثانية من ( موسوعة عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن ) ونرجئ بقية إحتجاجاته إلى الجزء الخامس ونلحقها بما ورد عنه من مفردات الكِلَم في ( جوامع ) الحِكَم.

نسأل الله تعالى التيسير فهو على كلّ شيء قدير.

تمّ تبييضه في يوم الجمعة

16 شهر رجب المرجب 1430 هـ

____________________

(1) أنظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 20 / 129 ، جمهرة العرب لأحمد زكي 2 / 120.

٤٩٠

فهرس الجزء التاسع

تمهيد 9

حقائق مغيّبة في عيابات المؤرخين 15

نماذج مثيرة لإعترافات خطيرة20

فماذا عن ابن عباس في كتاب 26

( الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة )؟26

الفصل الرابع 33

آثار الأدبية شعراً33

ونثراً ومحاججات كلامية33

وفيه ثلاثة مباحث 33

المبحث الأوّل 35

ابن عباس وما ينسب إليه من شعر وشاعرية35

المبحث الثاني 61

ابن عباس والخطابة61

نماذج من بعض خطبه65

المبحث الثالث 75

ابن عباس والإحتجاج 75

مواقف إحتجاجاته في أيام أبي بكر81

مقام رجلين من علماء اليهود بين يدي أبي بكر91

ابن عباس مع عمر بن الخطاب في أيام خلافته93

نماذج من احتجاجاته على عمر بن الخطاب 98

1 ـ ( لقد كان من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أمره ذرواً من قول ) 98

2 ـ ( أنت والله أحق أن تتبع ) 100

٤٩١

3 ـ ( أمسك عليَّ وأكتم ) 102

4 ـ ( إنّ عليّاً لأحق الناس ) 104

5 ـ ( فأردد إليه ظلامته ) 107

6 ـ ( أوّل من راثكم عن هذا ـ الأمر ـ أبو بكر ) 108

7 ـ ( إنّي بابٌ وعليّ مفتاحه ) 110

8 ـ ( ولو سكت سكتنا ) 111

9 ـ ( إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أراد الأمر له ) 112

10 ـ ( واهاً لابن عباس ما رأيته لا حى أحداً قط إلاّ خصمه ) 114

11 ـ ( إنّا أنزل علينا القرآن ) 126

12 ـ ( قد رشحه لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصُرفت عنه ) 127

13 ـ ( يكرهون ولا يتكم لهم! ) 128

14 ـ ( إنّكم فضلتموهم بالنبوّة ) 131

15 ـ ( لئن وليهم ليحملنهم على المحجة البيضاء ) 131

16 ـ ( نشنشة من أخشن ) 133

إحتجاجه على أهل الشورى 136

( كم تمنعون حقوقنا!؟ ) 136

بين يدي محاوراته مع عثمان 141

وصية العباس للإمام عليه السلام :150

تعقيب ابن أبي الحديد على الوصية :152

محاورات ابن عباس مع عثمان 155

بين يدي المحاورة الأولى :155

المحاورة الثانية :156

المحاورة الثالثة :161

المحاورة الرابعة :167

المحاورة الخامسة :171

٤٩٢

المحاورة السادسة :173

المحاورة السابعة :174

المحاورة الثامنة :175

المحاورة التاسعة :180

المحاورة العاشرة :184

المحاورة الحادية عشر :185

محاورات ابن عباس مع رموز الناكثين 188

( السفارة الأولى )189

( السفارة الثانية )190

( السفارة الثالثة )196

( السفارة الرابعة )196

( السفارة الخامسة )199

( السفارة السادسة )201

ابن عباس وعائشة205

أمر تسيير عائشة إلى المدينة :206

ماذا عن نص المحاورة؟211

نص المحاورة في مصادر القرن الثالث :216

نص المحاورة في مصادر القرن الرابع :222

نص المحاورة في مصادر القرن الخامس :236

نص المحاورة في مصادر القرن السادس :237

نص المحاورة في مصادر القرن السابع :241

نص المحاورة في مصادر القرن التاسع :245

فنادى ابن عباس؟247

وقفة مع الأفغاني للحساب :251

إستدراكها على عبد الله بن عباس 257

٤٩٣

تعقيب في استدراك عائشة على ابن عباس 271

( حديث واحد خير من ألف شاهد ) :272

فماذا قال علماء التبرير؟276

ماذا وراء الأكمة من غمّة؟283

نور على الدرب :287

محاورات ابن عباس مع معاوية313

مَن هم قتلة عثمان؟ هل هم بنو هاشم؟ أم هم بنو أمية؟314

كبرياء معاوية في عتابه واعتداد ابن عباس في جوابه :324

( حَكَماً من أهله وحَكَماً من أهلها )325

( المحاورة الأولى )329

مواقف فخر ونصرة341

( المحاورة الثانية )351

( المحاورة الثالثة )352

( المحاورة الرابعة )353

( المحاورة الخامسة )357

( المحاورة السادسة )360

( المحاورة السابعة )365

( المحاورة الثامنة )372

( المحاورة التاسعة )374

( المحاورة العاشرة )376

( المحاورة الحادية عشرة )381

( المحاورة الثانّية عشرة )383

( المحاورة الثالثة عشرة )384

( المحاورة الرابعة عشرة )386

( المحاورة الخامسة عشرة )387

( المحاورة السادسة عشرة )389

٤٩٤

( المحاورة السابعة عشرة )389

( المحاورة الثامنة عشرة )397

( المحاورة التاسعة عشرة )398

( المحاورة العشرون )400

معاوية في المدينة413

( المحاورة الحادية والعشرون )415

( المحاورة الثانية والعشرون )420

تضليل وأحابيل :423

( المحاورة الثالثة والعشرون )426

نصائح ابن عباس لمعاوية430

محاوراته مع عمرو بن العاص 432

حديث الخديعة :434

( بين عمرو بن العاص وابن عباس )435

كتاب معاوية إلى ابن عباس :442

( لأنّك من اللئام الفجرة )451

( إنّ قريشاً تزعم أنّك أعلمها )451

( فليت شعري بأيّ قدر تتعرض للرجال )453

( لك يدان ووجهان )454

( ما أرسلت كلمة إلا أرسلت نقيضها )460

محاورته مع الأشعث بن قيس 466

محاورته مع عتبة بن أبي سفيان 468

محاورته مع زياد ( الدعيّ )470

محاورته مع أبي موسى الأشعري 471

محاورته مع عروة بن الزبير 473

إحتجاجاته على ابن الزبير 475

( على رسلك )480

٤٩٥

( قد أنصف القارة من راماها )481

( بئِسَ المرء يشبَع وجَارُه جَائِع )486

( والفَضَلُ لأَهَل الفَضَل )486

فهرس الجزء التاسع 491

٤٩٦