وهدوا إلى صراط الحميد

وهدوا إلى صراط الحميد23%

وهدوا إلى صراط الحميد مؤلف:
تصنيف: أديان وفرق
الصفحات: 331

وهدوا إلى صراط الحميد
  • البداية
  • السابق
  • 331 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 75611 / تحميل: 6383
الحجم الحجم الحجم
وهدوا إلى صراط الحميد

وهدوا إلى صراط الحميد

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

من واقعها الجديد كداعية إلى الإِسلام تؤكد «سلوى حسين» (الإسم الجديد لـ «فيلما») بعدما هاجرت إلى القاهرة لتمارس دورها التبليغي في مجتمع مسلم، إن مشكلة المسلمين اليوم هي في التناقض بين القول والسلوك وأخذ كل ما يوافق الهوى فقط من الإِسلام، مؤكدة في الوقت ذاته أن الغرب يكره الإِسلام ويحاول تشويهه بكل الصور، وأن تعدد الزوجات شرع الله، وشرع الله كله رحمة، ولا ضمان لسلامة المجتمع، ولا راحة للمرأة إلا به، لكن مشكلة بعض المسلمات أنهن يعشن بشكل إسلامي ويفكرن بعقل غربي! وفي البداية روت سلوى حكايتها قائلة:

«كنت أعيش في ضاحية «جيلونج» في أستراليا وأنتمي مع عائلتي إلى كنيسة «المورمن» ذات التوجهات الصهيونية الماسونية، وكان أفراد أسرتي يحرصون على الذهاب إلى الكنيسة ويعملون في خدمتها، وظللت أشارك في التبشير لمدة ١٥ عاماً كنت خلالها أجوب الشوارع وأطرق الأبواب لأحدث الناس عن النصرانية من خلال مذهب «المورمن» الذي أعتنقه، وأقول لهم «أن عيسى ابن الله وأنه مات لمغفرة خطاياكم»، وكانت الكنيسة تتبنى مجموعة من الأفكار المنحازة لليهود والمتعصبة ضد الشعب الفلسطيني والشعوب السوداء، حتى أن السود هناك ممنوعون من ولاية أية أمور كنسية، أما الفلسطينيون فموصوفون دوماً بأنهم وحوش بربرية تستحق ما جرى لها!

وتضيف: وإزاء هذه الأفكار الظالمة كانت هناك حوارات عنيفة تثور بداخلي، وأذكر وأنا صغيرة أنني استنكرتُ احتفالات الكنيسة بهزيمة ١٩٦٧م للعرب وقلت لهم كيف تحتفلون بقتل النساء والأطفال، ودعوت الله بدون وساطة يسوع بأن يهديني إلى الحق.

كيف كانت بداية تحولك إلى الإِسلام؟

كان هناك كثير من الرؤى قد استقرت في عقلي ووجداني للتشكيك فيما أنا وهؤلاء البشر عليه من استغلال للإنسان المخالف لهم في اللون والعقيدة في سبيل تحقيق مصالحهم الخاصة. ثم كيف يكون لله ابن؟ لماذا نتحمَّل خطيئة أبينا آدم؟ ولماذا تحتاج ذنوبنا إلى من يكفِّرها وذلك بأن يرسل الله «ابنه» ليفتدي البشر. ولماذا يتميز الأبيض على الأسود؟ ولماذا هذه التوجهات العنصرية ضد الفلسطينيين وهم الذين سُلِبت أراضيهم وشُرِّدوا، وتعجبت مما في العهد القديم من مغالطات خاصة الادعاء بأن قابيل قتل هابيل بسبب لونه الأسود، وبالتالي يجب على السود أن يدفعوا ثمن خطيئة قابيل مدى الحياة!

١٠١

عندما سمعت معاني سورة «مريم» بالإنكليزية لم أتمالك نفسي فانفجرت بالبكاء وكيف بدأت معرفتك بالإِسلام؟

حدث هذا أثناء إحدى جولاتي التنصيرية، إذ ذهبت إلى إحدى الأسر الفلسطينية المسلمة المقيمة في أستراليا متحدثة إليهم عن النصرانية، فإذا بهم يقرأون عليّ معاني سورة «مريم» بالإنكليزية فلم أتمالك نفسي وانتابتني نوبة من البكاء الشديد، ومنذ تلك اللحظة استقرَّ الإِسلام في قلبي، فتوجهتُ إلى الكنيسة وأعلنتُ فيها إسلامي، فقاطعني أهلي نحو عامين، إلا أنني لم آبه لذلك وانقطعتُ لدراسة الإِسلام والقرآن خمس سنوات، والتحقتُ بالجامعة لأؤكد لنفسي حسن اختياري، ثم درستُ العقائد المخالفة وعندما قررتُ إعلان الشهادة ذهبتُ إلى مركز إسلامي يبعد ٨٠ كيلومتراً، وهناك تعلّمتُ كيف أؤدي فرائض الإِسلام وارتديتُ الزي الإِسلامي وبدأتُ رحلة في دراسة العلوم الشرعية، ثم تفرّغتُ للعمل التبليغي، داعية إلى الإِسلام.

ما هي أولوياتك للدعوة إلى الإِسلام ورؤيتك للمشكلات التي تواجه المجتمعات الإِسلامية حالياً؟

فتجيب قائلة: المسلمون بحاجة الآن إلى من يأخذ بأيديهم ويردّهم رداً جميلاً إلى الإِسلام الصحيح بحيث يلتزمونه قولاً وسلوكاً، إذ أنهم يأخذون أحياناً من الشريعة ما يوافق أهواءهم ويتركون ما لا يتفق مع هذه الأهواء، مع أن الشرع كله جاء لمصلحة العباد وأنه يجب على المسلم أن يلتزم الإِسلام كاملاً غير منقوص ويعيش معه بقلبه وعقله.

وما هو رأيك في موقف المرأة المسلمة في وقتنا المعاصر من الحياة الزوجية؟

تعتقد بعض المسلمات أن الزواج هو نهاية العطاء والفاعلية الإِسلامية وأن علاقتها بالرجل علاقة «تملُّك» وليس «مشاركة» مع أننا جميعاً ملك لله، ومن ثم يجب على الزوجة أن تساعد زوجها على الإيمان والطاعة وأن تتعاون معه على البر والتقوى، وأن يكون هدفها هو الآخرة، وأن تعينه على الحياة وألا تكون عبئاً عليه.

١٠٢

أما الرجل فيجب عليه هو أيضاً ألا يرهق زوجته وأن يعينها على حسن صحبته وتربية أبنائه لكي تكون المودة والتراحم والثقة المتبادلة هي محور الحياة الزوجية. مسلمات أخريات يعتقدن أن الزواج هو بداية الترف والسعادة الدنيوية متناسيات أن يهيئن أنفسهن كزوجات للعطاء أو لكي تكون بحق سكناً للزوج ومدرسة للأسرة، وبعض الزوجات يعشن أيضاً بشكل إسلامي ويفكرن بعقل غربي من جراء الغزو الإعلامي، وهنا يجب على المرأة المسلمة أن تقرأ عن دينها كثيراً لكي تعرف دورها بحق.

وأخيراً ما هو رأيك فيما يثيره الغرب حول تعدد الزوجات الذي أباحه الإِسلام؟

الغرب يكره الإِسلام ويحاول بطرق شتى من خلال الصهيونية العالمية وتعصبه الديني تشويهه، وأما التعدد فإنه شرع الله الذي لا نقاش فيه وهو رحمة للنساء من قِبَل الرجال.. لأن الرجل هو الذي يجد صعوبة في التعامل مع طبائع عدة نساء، بل ومطلوب منه الإنفاق والعدل، أما المرأة فتظل مطمئنة وليس عليها مسؤوليات سوى طاعة زوجها.

ولا يجب أن نقف كثيراً عند مسألة «الغيرة» هكذا تقول سلوى حسين لأن المرأة المسلمة لها أولويات واهتمامات كبرى أبرزها أن تلتزم مسؤولياتها تجاه ربّها وزوجها وأختها في الله وهناك تؤكد أحدث الإحصائيات - تضيف سلوى - أن أعداد النساء تفوق أعداد الرجال في كثير من البلدان، ومن ثم فإن التعدد يعتبر الحل الوحيد لسلامة المجتمع الإِسلامي واستقراره ولراحة المرأة قبل الرجل على جميع المستويات.

١٠٣

الأخت الدانماركية كارين (كريمة):

وصيفتي التي أسرّت إسلامها، والقرآن الكريم شدّاني إلى الإِسلام

كل يوم تجتذب أنوار الإِسلام الهادية أفراداً وجماعات، تشدّهم من كل أقطار الأرض ومن كل الأجناس والمستويات الثقافية والاجتماعية.. تشرق على عقولهم وقلوبهم، فتزيل منها ظلام الشرك والجهل وتضيئها بنور الهدى والحق.. وينضم إلى قافلة الإيمان أشخاص ما كنّا نظنهم يوماً أنهم لاحقون بها.. وسرعان ما يصبح هؤلاء من أكثر المسلمين حماساً لمعرفة الدين، وأكثرهم نشاطاً في نشر هداه.. ويصبحون بالتالي حجة دامغة على كل المتساقطين والخانعين ممن لامستهم نعمة الإيمان بالوراثة ولكن عقولهم وقلوبهم انغلقت دونها..

.. وهنا قصة أخرى مثيرة للإعجاب والاحترام لامرأة دانماركية مثقفة من أسرة عريقة كتبها أحمد أحمد من القاهرة ونشرتها جريدة «المسلمون» ونعيد هنا نشرها للفائدة.

الإِسلام يملك كل العادات الطيبة التي لو سلكها الإنسان لعاش حياة نظيفة خالية من كل أمراض النفس والبدن

هي الدانماركية «كارين جونتر» المولودة عام ١٩٤٦م، لأسرة عريقة، ثرية، شبّت، كما يقولون، وفي فمها ملعقة من ذهب، وتعلمت في أرقى المدارس التي يلتحق بها الأمراء والأميرات، وكانت تعامل الناس بروح طيبة برغم تحذيرات وتنبيهات أبويها، إلّا أنها كما تقول: «كنت أجد نفسي، وراحتي مع البسطاء والفقراء، وكان عطفي عليهم كبيراً، ولم يستطع أحد أن يغيّر من طبيعتي، فقد كانت سعادة الدنيا كلها تتراءى لي وأنا أمسح جرح وألم البسطاء من الناس، ولم يأتِ ذلك من فراغ، فقد كانت لي وصيفة، اكتشفتُ أنها على خُلُق عالٍ فإذا بها تدين بالإِسلام في سرية تامة، ووعدتها بأن أتكتم على سرّها وإسلامها، ورحت أقلّدها ذات مرة في حركات الصلاة، وكانت ابتسامتها الجميلة تضيء وجهها في سعادة وإشراقة وبهجة ما رأيتها عليها قبل ذلك. ولما طلبت منها أن تحدثني عن الإِسلام، راحت تقصّ عليّ حياة رسول الإِسلام، في حبّ شديد وعشق متميز، وكانت تبكي كثيراً وتتحدث من خلال دموعها، عن الصعاب التي لاقاها رسول الله، من أقرب الناس إليه، وهو مصمم على أن يتمّ الرسالة بعد أن حملها أمانة من خالقه وخالق الكون كله.

١٠٤

وكثيراً ما كنت أخلو بوصيفتي لساعاتٍ طويلة في غرفة مكتبي في قصرنا الكبير، حيث الجناح الخاص بي، لنقرأ معاً عن الإِسلام ورسوله، وكانت سعادتي لا توصف، وأنا أقرأ وأعرف عن الإِسلام، ما لم أكن أعرفه من أعظم الصفات وأجل العادات، وأكرم السلوكيات للإنسان في حياة مليئة بالماديات المسيطرة على العقول والقلوب.

وتقول «كارين»: أسرّت لي وصيفتي ذات جلسة بأنها تتمنى أن تتزوج مسلماً، وتؤدي معه فريضة الحج، وتزور مصر، لتتعلم هناك اللغة العربية، وتعرف عن الإِسلام أكثر، لأن الإِسلام باللغة العربية التي نزل بها كتابه يعطي الإنسان مفاتيح كثيرة للتعرف على دين الله الخاتم.

البعض الذي حضر إعلان إسلامي تعرّف على الإِسلام ورسوله، وكثير منهم دخل الإِسلام

وأسرعتُ في طلب معلِّم يعلمني اللغة العربية ومعي وصيفتي، لنعرف معاً الإِسلام أكثر، ولم يَعجَب والداي من طلبي بل لبياه على وجه السرعة. واستغرق تعلمنا اللغة العربية وقتاً طويلاً، لأني كنت أدرس التاريخ والآداب في الجامعة، وما إن أنهيت دراستي، حتى أتقنت أنا ووصيفتي - أو صديقتي أو أختي - كما يحلو لي أن أناديها حالياً، أتقنتُ أنا وأختي اللغة العربية قراءة وكتابة وتحدثاً، لأني وأختي كنا نتحادث بها في فخر أمام أسرتي وأصدقائي، لدرجة أن كثيرين حاولوا تعلم اللغة العربية ليعرفوا ماذا نقول وفيم نتحدث بها؟

وكان الإِسلام باللغة العربية أشدّ وضوحاً وأكثر فهماً، فقد قرأتُ القرآن الكريم وتفسيره، وفهمت وعرفت أن القرآن هو الكتاب الذي بدأ نزوله بالعلم والمعرفة، لأن الخالق خاطب رسوله الكريم قائلاً:﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِی خَلَقَ ﴿١﴾ خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾ اقْرَأْ وَرَبُّکَ الأکْرَمُ ﴿٣﴾ الَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾ عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ یَعْلَمْ ﴿٥﴾ ﴾ [العلق: ١ -٥].

إنها كلمات تحثّ على التعلّم والمعرفة والتعرّف على العالم بكل ما فيه من سلبيات وإيجابيات ليمحو المتعلم السلبيات وينمي الإيجابيات ويبحث عنها ليقدمها إلى الناس الذين لا يعرفون.

١٠٥

وانطلاقاً من التعلّم والمعرفة، عرضتُ إسلامي على الناس، في حفل أقامه والداي في القصر ذات مساء ومعي أختي - وصيفتي - وقد كانت مفاجأة للجميع أن أعلنتُ أن الله واحد لا شريك له، وأنه خالق السماوات والأرض وما بينهما دون شريك له في الخلق، وأن الله الواحد، لم يلد، ولم يولد، وليس له نظير في أي شيء مخلوق بين الأرض والسماء، وعلى الأرض، وفي البحار والمحيطات، وأعلنتُ شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، خاتم الأنبياء، وإمامهم الذي اختاره الله واصطفاه ليكون دينه الإِسلامي العظيم مبلغاً على يديه إلى الناس جميعاً.

وتضايق أبواي من إسلامي، ولكنهما لم يملكا أمام إسلامي وإصراري عليه إلا الاستسلام لرغبتي، ربما تكون نزوة وأعدل عنها، وبالفعل دفعا إلى زميلاتي وزملائي، في محاولات يائسة خاسرة من جانبهم لأعود إلى ما هم عليه، لكن إسلامي كان قوياً وما زال يزداد قوة مع الأيام.

ولكن بعض الذين حضروا إعلان إسلامي تعرّف على الإسلام ورسوله، وكثيرٌ منهم دخل الإسلام وهو راضٍ عن نفسه، سعيد بتحوّله إلى هذا الدين العظيم، لأن الإِسلام يملك كل العادات الطيبة التي لو سلكها الإنسان لعاش حياة نظيفة خالية من كل أمراض النفس والبدن، ويجب أن يستيقظ الناس من غفلتهم ويتعرفوا على الدين الخاتم ويعرفوا سيرة رسوله العظيم (ص) الذي أدّبه ربّه فأحسن تأديبه، لينهلوا من سيرته الخلق الحميد، الذي كان سلوك الرسول الأعظم منذ أن عرف كيف يمشي ويتحرك ويتكلم، فهذا الرسول الأعظم (ص) لم يرتكب في حياته إثماً يُحسَب عليه، فقد أعطت حياته وسيرته التي ما زالت مستمرة، عطاء لا ينضب من الكمال في كل ما يهمّ الإنسان السوي، ومن يقرأ سيرته العظيمة ومسيرة الدعوة في عصره منذ أن جهر بها على الناس، يجد أن محمداً (ص) كان مثالاً ومثلاً في الجهاد في سبيل ترسيخ قواعد الإِسلام وإعلاء رايته لتظل خفاقة إلى أن تقوم الساعة.

١٠٦

الذين لا يسعون لتعريف الناس بالإسلام عليهم إثم كبير.

وإني لأعجب من المسلمين الذين يدينون بهذا الدين العظيم ولا يتخذون رسول الله (ص) قدوة في ترسيخ الدعوة إلى دين الله الخاتم، بالسلوك الإِسلامي الحسن وبالحكمة والموعظة الحسنة التي لو حدثت، فستؤتي ثمارها مسلمين جدد، ينضوون تحت لواء الإِسلام، وهنا يضرب المسلمون الوثنية التي يعيشها الناس ونحن في نهاية القرن العشرين، حيث تفشت الجاهلية، بوثنية وعبادة جديدة تحمل أسماء التطور والتقدم والتجديد وما شابه ذلك من مسميات جعلها الناس عبادة لهم. ومع الأسف نجد المسلمين اليوم يقفون أمام كل هذا دون أن يفعلوا شيئاً، وهذا ما نأخذه عليهم. وأقول إنني لست ضد التطور والتقدم والتجديد، لكنني لا أنصبهم آلهة جدداً، والله الواحد دعانا إلى القراءة والتعلّم والتعرّف، وقد تحدث القرآن عن كل العلوم الحديثة في نهاية القرن العشرين في سوره وآياته وتنبّأ بمستقبل الناس في كل زمان ومكان، بمعنى أن العلم الحديث هو تفسير واقعي لما جاء في القرآن الكريم منذ خمسة عشر قرناً من الزمان.

وتقول «كارين جونتر»: «إن الله الواحد (سبحانه وتعالى) لم يخلق الدنيا عبثاً ولا خلق عقل الإنسان إلّا ليفكر وينقل الإنسان من أجواء المادة إلى آفاق الروح المرتبطة بالتفكير في خلق الله وهدايتهم إلى الطريق السوي. واستخدام العلم الحديث في تطويع النفس وهدايتها إلى حياة لا يخلو من الاعتراف بأن الله واحد وأنه جلّت قدرته، أعطى العقل للإنسان كي يؤكد في كل مكتشفاته أن هناك إلهاً واحداً لا شريك له، هو الذي خلق هذا العقل وجعله يعمل ليصل إلى ما وصل إليه، وعلى المسلمين أن يجدوا الطريق إلى تأكيد ذلك ليترسخ في عقولهم وعقول الآخرين وإن أنكروا انطبق عليهم قوله (سبحانه وتعالى) في كتابه الكريم:

﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْ‌جَعُونَ ﴾ [المؤمنون: ١١٥]،﴿ یُرِیدُونَ أَنْ یُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَیَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ یُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ ﴿٣٢﴾ هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَى الدِّینِ کُلِّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْمُشْرِکُونَ ﴿٣٣﴾ ﴾ [سورة التوبة ٣٢ - ٣٣].

١٠٧

وحديث رسول الله (ص) واضح وصريح إذ يقول:«الناس نيام حتى إذا ماتوا انتبهوا» .

والذين يتمادون في غيّهم ولا يعرفون الإِسلام، عليهم إثم عدم المعرفة.

أمّا الذين لا يسعون لتعريف الناس بالإِسلام، فعليهم إثم أكبر. وأحمد الله تعالى أن هداني إلى الإِسلام، أعمل به وأطبقه في سلوكي مع أبنائي وزوجي المسلم ومع أصدقائي من المسلمين وإخواني منهم، وأقوم بتعريف غير المسلمين به حتى لا أصير آثمة.

بقي أن تعرف أن اسمي تحوّل ليصير: «كريمة».. وأرجو أن أكون عند الله مكرّمة إن شاء الله (سبحانه وتعالى)

السيدة الإنكليزية برينس هولتن:

«لم أكن مقتنعة بما نشأتُ عليه، وشدّني الإِسلام فاعتنقته»

السيدة برينس هولتن، إنكليزية المولد، أنهت دراستها الجامعية في كندا. انتقلت بين عدّة أديان ثم اعتنقت الإِسلام قبل أكثر من عشرين سنة. وهي حالياً متزوجة من رجل مسلم وتعيش في مجتمع إسلامي.

وفيما يلي نصّ مقابلة أُجريت معها، تتحدث فيها عن ظروف إسلامها ورأيها ببعض الأوضاع الإِسلامية.

س: هل لك أن تخبرينا عن الظروف والدوافع التي قادتك نحو الإِسلام؟

ج: منذ طفولتي كنت أواظب على الحضور في الكنيسة كما هو معتاد لدى العائلات المسيحية. ثم أصبحتُ معلمة في الكنيسة، مع أن تعاليم ومحتوى الإنجيل لم يقنعاني. تركتُ الكنيسة واتجهتُ نحو أديان أخرى كالهندوسية والبوذية.. كذلك الإِسلام.

إن المشكلة في المجتمع الغربي أن أحدنا يقرأ عن الإِسلام في كتب لا تقدم المضمون الصحيح للإِسلام، يتلاعب الكتّاب بالكلمات لتشويه المعلومات. آنذاك تخليتُ عن الأديان وفي الجامعة التقيتُ بطلبة من جميع أنحاء العالم، كان البعض منهم مسلماً، فكنت أسألهم عن الإِسلام. كانت السخرية من العرب والمسلمين آنذاك في أوجها في المجلات والصحف الغربية، حيث كان الإعلام الغربي يصوّرهم على أنهم حمقى وأغبياء، وأن في إمكان يهودي واحد أن يضلل ألف عربي.

١٠٨

على كل حال كنت أحادث من يفهم الإِسلام، ويمثل المسلمين بصدق، فكانوا يقدمون لي معلومات جيدة ومعقولة، كان هؤلاء الأفراد أذكياء ويظهرون الاهتمام بأسئلتي، كانوا يزودونني بكتب حررها إنكليز مسلمون. لم أفكر في البداية أن أصبح مسلمة، لأني كنت أعلم أن عائلتي وزملائي سوف يعارضونني ويسببون لي المتاعب، لذا فقد وضعتُ تلك الكتب جانباً وأبعدتها عن متناول يدي، غير أنني لم ألبث أن أسرعتُ في العودة إليها.

اعتنقتُ الإِسلام بعد أن حصلتُ على الشهادة الجامعية، وحصلتُ على عمل في مدينة تورنتو - كندا.

لم يكن الأمر سهلاً.. كان أصدقائي يسخرون من معتقداتي الإِسلامية، غير أني كنت متسامحة وحافظتُ على علاقتي الاجتماعية بهم.

أثناء شهر رمضان لم أكن أعرف كيف أنظم أوقات السحور والفطور، وتدهورت صحتي، فسارع زملائي في العمل إلى استدعاء الطبيب، ومنذ ذلك الحين تغيّرت معاملتهم لي نحو الأفضل، فكانوا يزودوني ببعض البسكويت عند الإفطار، ولا يزال هؤلاء الطيبين أصدقاء لي.

س: وماذا عن حرية المرأة في الغرب، وحالة المرأة المسلمة في المجتمع الإِسلامي؟

ج: لقد حصلت المرأة على كثير من حقوقها في السنوات الأخيرة، وقد اقتحمت جميع حقول المعرفة. يتحدث الغرب باستمرار عن الحرية، غير أنه لا يتحدث أبداً عن الواجبات والالتزامات، لا شكّ أنه من الأفضل للمرأة أن تتعلم وتحقق مستوىً اجتماعياً جيداً، وبإمكان المرأة أن تعمل في الطب والهندسة والأعمال المناسبة.

وليست المشكلة في أن تعمل المرأة أو لا تعمل خارج البيت. المشكلة أنها قد خُدعت وضُللت واغتُصبت.

في المجتمع الرأسمالي تتسابق الشركات للحصول على أعلى الأرباح، فمن الذي يشتري بضائع هذه الشركات؟ إنه الرجل، المرأة والطفل.

١٠٩

المرأة تستهلك نقود زوجها من أجل نفسها، والشركات تشجع المرأة على شراء حاجيات تافهة، وبدورها المرأة تتابع آخر ما تقدمه دور الأزياء ومصانع التجميل وشركات السيارات... المرأة بعد ذلك تفكر أين ومع من ستقضي هذا المساء؟ وتزداد أرباح الشركات.. لا يمكن تشجيع أي شيء في الغرب إن لم يكن مربحاً... هكذا انتشر الفساد والانحراف انتشار النار في الهشيم، وتحطمت الأسرة وشُرد الأطفال..

لقد نتج هذا الوضع بسبب الحملات الإعلامية والإعلانية التي لا تفرِّق بين ما هو صالح وجيد، وبين ما هو مفسد ومضلل..

س: وما رأيك بوضع المرأة المسلمة؟

ج: أعتقد أن المرأة المسلمة تعاني في مجتمعها الإِسلامي من المصاعب حتى من هؤلاء الذين يوافقون على زيها الإِسلامي، أراهم يوافقون بصعوبة على عمل المرأة خارج البيت.

كذلك تعاني المرأة من تربية أطفالها في مجتمعات غير دينية، حيث الإعلام وأجهزة التلفاز ومناهج الدراسة تصبّ في رؤوسهم كل ما يناقض معتقداتهم الإِسلامية. لذا على المرأة المسلمة أن تكون واعية فكرياً وعلى معرفة تامة بكل ما هو حلال أو حرام، فتوجّه أطفالها وفق ذلك.

س: كيف يمكن للمرأة أن تؤدي دوراً إيجابياً في المجتمع؟

ج: بإمكان كل فرد أن يلعب دوراً إيجابياً في المجتمع، وبإمكان المرأة المسلمة أن تربي أطفالها وفق تعاليم الشريعة الإِسلامية، أمّا أنا فأحبّ مطالعة الكتب العلمية والاجتماعية، وأوّد أن أقوم بدور إيجابي في خدمة الإنسانية المعذبة، لا سيما المعوّقين.

إن المعوَّقين بحاجة كبيرة إلى المنظمات التي ترعى شؤونهم، قد لا يبدو هذا العمل منتجاً حيث لا يظهر التحسّن عادة.. غير أنه في العالم الثالث، ومع كثرة المعوَّقين بسبب الحروب الإقليمية - العدوانية، لا نجد أثراً لمثل هذه المنظمات إلا نادراً، في حين أن عدد المعوَّقين في ازدياد يوماً بعد يوم.

١١٠

قد لا يعاني المعوَّق من فقدان يد أو فقدان ساق، بل قد يعاني من اضطراب نفسي أو من رصاصة مستقرة في كبده.. يشعر المعوَّق أنه دائماً عالة على أسرته، وقد يؤدي ذلك الشعور إلى مزيد من الاضطرابات النفسية.

إن بإمكان مثل هذه المنظمات أن تساعد كثيراً في هذا المجال، ويجب علينا كمسلمين أن نفعل ما بوسعنا لمساعدة هؤلاء.

«تاتانيا فاليريفنا كريفيتش جابر» الأوكرانية:

هكذا شرح الله صدري للإِسلام وأوصلني إلى دروب السعادة الحقيقية

يشهد الإِسلام اليوم انتشاراً ملحوظاً في البلدان الأجنبية شرقاً وغرباً، وذلك مع ازدياد الوعي على مستوى الفكر والعقيدة، مع نشاط الدعاة والكتّاب والمفكّرين الملتزمين بالإِسلام. وفي هذا العدد نستعرض نموذجاً جديداً يتمثّل في إسلام امرأة أوكرانية استطاع الإِسلام أن يستنقذها من براثن الإلحاد والنظام الشيوعي، وذلك بمساعدة زوجها المهندس المسلم الذي التقاها في «كييف» عاصمة أوكرانيا. وهي تُبيّن لنا في هذه المقابلة التي أجرتها معها المجلة في منزلها الزوجي في منطقة الشياح (جنوبي بيروت) كيف صار الإِسلام بالنسبة إليها حدثاً رائعاً غيّر الكثير من معالم حياتها، وملأ نفسها بسعادة لا توصف.

س: نرجو إعطاءنا أولاً فكرة عن محيطك ونشأتك قبل اعتناقك الإِسلام؟

ج: أرحّب بكم وبمجلة «نور الإِسلام» أولاً، وأجيب على سؤالكم الكريم بأنني أدعى تاتانيا فاليريفنا كريفيتش جابر، وُلدت في أسرة ذات مستوى ثقافي جيد، فقد كان أبي يعمل مسؤولاً في مصنع لقطع السيارات، وكانت أمي تعمل محاسبة في شركة للحاسبات الإلكترونية، والدي من روسيا البيضاء ووالدتي أوكرانية وجدي يوغوسلافي، وجدتي بولونية، وقد جمعت بذلك بين أصول مختلفة، وقد وُلدت في «كييف» عاصمة أوكرانيا سنة ١٩٧٠م، وأنا البنت الكبرى لعائلة من ثلاثة أولاد، وكانت علاقتي بأسرتي حميمة، وكنا نعيش كأي أسرة شرقية، تعتنق المذهب الأرثوذوكسي كدين تقليدي، حيث يذهب أكثر الناس هناك إلى الكنيسة انسجاماً فقط مع التقاليد والعادات، وليس بسبب الإيمان بتلك الشعائر والطقوس، لأن المفاهيم الماركسية كانت قد أوجدت جواً معادياً لأي عقيدة دينية!

١١١

وبموجب تلك الأنظمة التي كانت ساندة، كان يحظّر على الطلاب المسيحيين من الشبيبة الروسية أن يذهبوا إلى الكنيسة لغرض العبادة، بل كان يسمح لهم بزيارتها على اعتبار أن الكنائس هي كالمتاحف، أماكن للزيارة والاستطلاع وليست للصلاة.

س: وماذا عن المجتمع الذي نشأت فيه ونظرته للدين؟

ج: إن المجتمع الذي نشأت فيه كان مجتمعاً ماركسياً - لينينياً، تقوم النظرة فيه على دكتاتورية البروليتاريا، وكان الحزب الشيوعي يوجّه الشبيبة (الكومسومول) توجيهاً خاصاً يصنع منهم ماركسيين فيما بعد.

وقد ساد هذا الطابع وشمل كل جوانب الفكر والمجتمع حتى الفن، وكانت التربية تقوم على الإلحاد، وكنت واحدة من بين آلاف الأعضاء المنتمين إلى حركة الشبيبة (الكومسومول) وكنت أعمل على نشر المبادىء السائدة آنذاك لدى النظام قبل تعرّفي إلى الإِسلام.

وقد كانت الثقافة التعليمية في المدارس تستخدم الأيديولوجية القائمة على أساس الإلحاد، ولم أكن أعرف إلّا هذه التعاليم التي تدور حول ماركس ولينين والنظام الشيوعي الذي كان يتحتم علينا الإخلاص له. وكنا نتلقى بعض المعلومات الدينية التي تنظر إلى الدين كحركة اجتماعية مرّت وعبرت، كشكل من أشكال الوعي الاجتماعي، هذه نقطة أساسية أولى. والنقطة الثانية تقوم على اعتبار أن المادة هي في المقام الأول ثم يأتي الوعي الذي هو في نظرهم، شكل من أشكال المادة.

وكانت الشبيبة الروسية تعيش في غمرة الانبهار بالإنجازات التي حققتها الشيوعية في مدى نصف قرن من عمر الثورة البولشيفية، التي حدثت سنة ١٩١٧ في بداية هذا القرن، والتي بدأت معها الدولة منذ الستينات تسير نحو الصدارة لتصبح دولة كبرى في مقابل الغرب، كان لها أثر كبير في محيطها وفي غيره.

١١٢

وهي اليوم تشهد انحساراً نتيجة لظروف موضوعية تتعلق بمصداقية المبادئ التي قامت عليها، والتي ثبت أنها لم تكن إلا شعارات مؤقتة وزائفة، قامت في ظروف تعتبر الأسوأ في العالم المعاصر، مما أتاح لها أن تحقق ذلك النجاح والازدهار، وبعد انكشاف زيف تلك الحضارة المادية والخدعة الشيوعية كان السقوط المدوّي الذي نعيش آثاره وتجربته الجديدة، وقد ترافق ذلك مع تنامي الصحوة الإِسلامية التي ما زالت تمتد وتتوسع إلى محيط أبعد. وقد حلت اليوم بنظري النظرية الإِسلامية محل النظرية الماركسية في مواجهة الغرب ورأسماليته.

س: هل نستطيع أن نعرف الدوافع والظروف التي قادتك لاعتناق الإِسلام؟

ج: نعم، كنت أشعر منذ البداية في ظل النظام الماركسي بثغرات على مستوى الفكر والعقيدة، وكانت هناك بضعة أسئلة فطرية تلحّ عليّ بإصرار، ولا أجد لها جواباً، وبالإضافة إلى دوافع الفطرة التي هيأتني إلى دخول الجو الجديد، كان تعرفي على نموذج جديد في الفكر من خلال تعارفي مع زوجي، وقد ساعدني ذلك على الخروج من واقعي الحائر، فكان اللقاء معه نقطة بداية للدخول إلى أجواء الإِسلام، وكانت هذه الفرصة مهمة، كونها ساعدتني على مراجعة آرائي السابقة وتمحيص الثقافة والأفكار التي تربّيت عليها.

وبدايةً كان التساؤل عن أصل الإنسان (النظرية الداروينية) عن النشوء والارتقاء، مسيطراً عليّ، والسؤال المحور كان، هل المادة أولاً أم الوعي، وأيهما ينتج عن الآخر؟ وذلك يدور في إطار نظرية أصل الأشياء أو مبدأ الخلق والتكوين، وذلك بحثاً عن العلة الأولى الخالقة للكون، أهي المادة وتناقضاتها، أم أن هناك قوة فوق المادة؟ من هنا بدأت رحلتي مع الإيمان والعقيدة حيث وصلت إلى قناعات كافية وإيمان راسخ عن طريق الإجابات المقنعة التي يقدّمها الإِسلام في هذا المجال وسواه.

س: ما كان موقف أسرتك وأصدقائك من تحوّلك هذا؟

ج: أول الأمر كانت ردود الفعل سلبية لدى أهلي، نتيجة الدعاية السلبية الموّجهة عن الإِسلام في آسيا الوسطى وجمهوريات الاتحاد السوفياتي، وكذلك ما تعرضه الأفلام عن المرأة الشرقية المسلمة على أنها سلعة للبيع، وهي صورة قديمة غير صحيحة، يتداولها الإعلام الشيوعي، ولكن بعدما استطعت توضيح الصورة في أذهان أهلي وتبديد هذه الدعايات، تفهّموا دوافعي ورحبوا بفكرة الزواج من رجل مسلم.

١١٣

أما أصدقائي وأقربائي فقد بقوا على دهشتهم وتعجبهم من تحوّلي إلى الإِسلام ومن اختياري أن أعيش في مجتمع وطريقة مختلفين عما نشأتُ فيه وترعرعتُ عليه، ولكني آمل في يوم ما، أن يعوا ويتوصلوا إلى ما توصلتُ إليه.

س: ما هي المتغيرات الإيجابية التي تمت في حياتك بعد اعتناقك الإِسلام؟

ج: بعد اعتناقي الإِسلام شعرت براحة نفسية عظيمة، خصوصاً أنني بدأت أمارس الصلاة، وكذلك الصوم الذي فهمته كباعث ديني اجتماعي للتعاطف مع الفقراء، وقد وفرّت لي هذه العبادات شعوراً بالاطمئنان ودفعتني نحو التكامل الروحي والإنساني.

وبعد أن عرفتُ أن للحياة هدفاً وأن للكون خالقاً ومدبراً، تخلّصتُ من حيرتي ولم يعد هناك فراغ في حياتي على مستوى الفكر والعقيدة.

س: على ضوء تجربتك هل تقترحين وسائل جديدة للدعوة إلى الله؟

ج: يجب أن ندعو الناس إلى حوار فكري وعقيدي مهما كانت عقيدتهم ونظرتهم إلى الحياة، على قاعدة الاقتناع والبحث عن الحقيقة للوصول إلى قواسم مشتركة، خاصة مع أتباع الديانات السماوية الأخرى، وذلك مصداقاً للآية الكريمة:﴿ قُلْ یَا أَهْلَ الْکِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى کَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَیْنَنَا وَبَیْنَکُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِکَ بِهِ شَیْئًا وَلا یَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٦٤﴾ ﴾ [آل عمران: ٦٤] كما علينا أن نستفيد بشكل ذكي من وسائل الإعلام الحديثة، كي نعرض أفكار الإِسلام ومفاهيمه على أكبر مجموعات ممكنة من مختلف القوميات والشعوب.

س: ما هي نظرتك إلى واقع المسلمين اليوم؟

ج: أرى أن أكثر المسلمين يعيشون القشور في حياتهم ويتركون جوهر الإِسلام، وهناك الكثير ممن اكتفوا بالنظرية وتركوا التطبيق، ولم يحولوا ما أخذوه إلى واقع عملي وإيجابي، بالإضافة إلى أسباب وعوامل خارجية أخرى، تؤدي إلى ضعف التزام قطاعات كبيرة من المسلمين بدينهم، غير أن ذلك يجب أن لا يمنع الواعين من العمل الدؤوب لتحسين واقع المسلمين وتقوية الدين في نفوسهم، كذلك أشير إلى ضعف وحدة المسلمين، هذه الوحدة ضرورية لا من أجل خوض الحروب، بل من أجل لعب دور حضاري وفكري واسع ومؤثر، فالإِسلام لم يقم على الحروب كما يدّعي الغربيون، بل كانت تلك وسيلة للدفاع عن الرسالة وكيان الأمّة.

١١٤

س: وما هي نظرتك إلى واقع المرأة المسلمة اليوم؟

ج: يجب على المرأة المسلمة أن لا تنغلق على نفسها، وهي حينما ترتدي الحجاب إنما تستعيد حريتها الحقيقية، فهي إذا فهمت الإِسلام على حقيقته أصبحت عصية على المحاولات الخبيثة العاملة على انحرافها وضياعها، وبالتالي على إضعاف الأمّة والمجتمعات الإِسلامية، ولذلك يجب العمل بكل جهد لصيانة الجيل المسلم وخصوصاً الفتيات والمرأة بشكلٍ عام. إن المشكلة الرئيسية هي مع المسلمات قبل غيرهن، وإني أدعوهن للعودة إلى الينابيع الإِسلامية الأصيلة، كي يشاركن بشكل فعال في رقي مجتمعاتهن، وإنني أثمّن نشاط الحركات النسائية الإِسلامية الفعالة، وأطلب دعمهن ليتمكنَّ من تحقيق أهدافهن العزيزة.

س: هل من كلمة توجهينها عبر المجلة؟

ج: أشكر مجلة «نور الإِسلام» التي أتاحت لي الفرصة، وأفسحت لي المجال ولكل من يريد أن يتحدث عن تجربته الشخصية في طريقه للهداية، وإنني أدعو المسلمات المهتديات خصوصاً كي يتحدثن عن تجربتهن في الاهتداء إلى الإِسلام، من أجل إغناء أسلوب الدعوة وإيضاح الطريق أمام الأخريات.

كما أدعو الرجل المسلم إلى أن يعطي المرأة فرصة التعلّم والثقافة الصحيحة كي تنفتح على المجتمع وتتمكن من التعرّف على نقاط الوعي، لأن المرأة هي دعامة المجتمع، وعلى عاتقها تقع مسؤولية التربية والإعداد.

كما أدعو علماء الدين والهيئات الدينية الإِسلامية كي يحولوا الدين من مجرد دعوة جامدة، إلى دين حي يغتني بالفكر والواقع ويغنيهما، وأدعوهم إلى أن يرتفعوا إلى مستوى الرسالة الحضارية الإنسانية التي جاء بها الإِسلام، والعمل على إزالة الخلافات فيما بينهم، لأنها تؤثر على حركة التبليغ وسمعة الإِسلام، وهم يتحملون بذلك مسؤولية شرعية كبيرة.

١١٥

الأخ المسلم الفرنسي لوران ف. «علي عبد الله»

اخترت الإِسلام طريقاً إلى آخر حياتي بمحض إرادتي ووعيي.

أسعى لأربح نفسي وآخرتي من خلال قيامي بواجباتي تجاه نفسي وعائلتي ومجتمعي.

«علي عبد الله» كما أحب أن يسميَ نفسه بعد اعتناقه الإِسلام. هو شاب فرنسي «غربي» آخر ينضم عن اقتناع وحماس إلى القافلة المتعاظمة من المهتدين إلى الدين الحق. لبى «علي» نداء الفطرة الإلهية الداعية إلى التوحيد الخالص والتصديق بكتب الله تعالى ورسله بعد طول تأمل وتفكير، وبعد تجارب وممارسات سلوكية وسياسية واجتماعية عاش خلالها المعاناة بسبب مناخات الحضارة الغربية المتفلتة، والتي تقود إلى الضغوط النفسية المريرة في الوقت نفسه.

ينعم «علي» حالياً مع عائلته المسلمة التي كوَّنها في لبنان، في واحة الإِسلام وسماحته، منسجماً مع قناعاته، ومكافحاً في مجال تربية النشئ المسلم لتحصينه بالعلم والأخلاق.. في رحاب جمعية المبرات الخيرية، حيث يعمل مشرفاً على مادة اللغة الفرنسية، التقته «نور الإِسلام» فكان هذا الحديث الشيق والمعبر.

س: مع الترحيب بك على صفحات مجلة «نور الإِسلام»، نرجو في البداية إعطاءنا لمحة عن نشأتك وعن المحيط الذي ترعرعت فيه؟

الاسم والنشأة: إسمي الآن هو علي عبد الله وقد وُلدت في فرنسا في المنطقة الشمالية الشرقية على الحدود مع بلجيكا، تعلمتُ في مدارس المنطقة حتى الجامعة، حيث أنهيتُ السنة الثانية في العلوم الطبيعية.

أمي وأبي مسيحيان ملتزمان، ويعودان في أصولهما إلى إيطاليا، فقد كانا يركعان حين يشاهدان البابا على التلفزيون، لي منهما أخوان وأختان، ويرى والدي وجوب أن أنظر إليه بوصفه مثلي الأعلى.

كنا نذهب سوياً إلى الكنيسة، فقد كنت مسيحياً ملتزماً وأقوم حسب الطقس الكنسي مع زميل لي آخر بمساعدة خوري الكنيسة في المهمات الدينية، وبقيت على هذه الحال حتى الرابعة عشر من عمري، بداية سن المراهقة.

١١٦

كانت الدنيا عندي جميلة لأني كنت أصدق كل ما يقال لي، ولكن بدأت تزدحم عندي التساؤلات في أمور كثيرة، منها على سبيل المثال: كيف تكون مريم هي أم الله؟! وكيف يكون لله أم؟!.

وكنت أراقب كلام خوري الكنيسة، فكان فعله مخالفاً لأقواله، وصارت عندي ردة فعل تجاه الدين والكنيسة والإله والمجتمع، فنبذت كل ذلك وتمردت عليه، وصرتُ أبحث عن العدالة الحقيقية، لأني كنت أرى أن المجتمع غير عادل، فدخلتُ في تنظيم خاص بالشباب الشيوعي وهو غير الحزب الشيوعي الفرنسي.

س: إلى ماذا قادك هذا التفكير وهذا المنحى الجديدان؟

مرحلة القلق والاضطراب والبحث: بين عمر ١٤ وسن ١٩ جرّبت تقريباً كل شيء، ففي الوقت الذي كنت أنتقل من تنظيم سياسي إلى آخر، وأمارس نشاطاتي التنظيمية ومهماتي، كنت أمارس سلوكي كأي مراهق أوروبي يتعاطى المخدرات وأنواع الخمور وممارسة الجنس المحرّم، وكنت أتدرج في هذه الأمور من الأخف إلى الأشد، ولولا إسلامي لأصبحتُ مدمناً، ولانتهى بي الأمر إلى الانتحار أو الموت أو القتل.

تجارب سياسية: لقد جرّبتُ معظم النشاطات السياسية اليسارية، فقد جرّبتُ العمل مع الشيوعيين الذين تركتهم فيما بعد إلى التروتوسكيين، وقد بدأتُ من الوسط فانتهيتُ إلى أقصى اليسار المتطرف، حيث كنّا في كل فرنسا حوالي ألف شخص، وكان دورنا أن نقوم بأعمال عبثية، واكتشفت أن كل مَنْ أعمل معهم كانوا يستغلونني، وأيقنت أن كل شعاراتهم هي استغلالية وليست صادقة.

واقتنعتُ أخيراً بفكرة الحرية، أي أن أكون حراً وأعمل ما أريد كإنسان من دون الارتباط بجهة سياسية أو تنظيمية، وركّزت جهدي على فكرة مفادها «أن المجتمع الفرنسي نائم وغافل، وعليّ أن أوقظه من سباته الذي تسببت به السياسة غير العادلة والمخدرات»، فكنت أسعى للتخريب ولم يكن عندي تصوّر لما سيكون بعد ذلك.

١١٧

وكان شعاري في هذه المرحلة العمل الفرديAnarchie ، أي ليس هناك سلطة ولا دين ولا إله ولا أي شيء آخر، لا شيء غير التخريب من أجل التخريب، ويوجد من هذه الفئة (اليوم وسابقاً) في أوروبا كثيرون في أوساط الشباب، وهذا الطريق يؤدي في الغالب إلى الانتحار؛ ولكن بعد فترة من الزمن تتجاوز سني المراهقة والشباب الأول، يتراجع هؤلاء عبر التنازل والانخراط في المجتمع كالآخرين.

كل هذه الأمور (السياسية والسلوكية) كانت تتم عندي مترافقة متناسقة، وقد كان التنوّع والترقي في كل أمر، والانتقال فيه من مرحلة أدنى إلى مرحلة قصوى، كل ذلك بحثاً عن شيء ينقصني وسعياً وراء سعادة وهمية لا أجدها، لا في نفسي ولا في سلوكي، ولا في المجتمع ولا في كل ما حولي.

س: ما هي الخطوة الأولى التي قادتك نحو الإِسلام؟

محطة استراحة: في النهاية وصلتُ إلى نقطة الهاوية، بعد أن جرّبتُ كل شيء، وأدركتُ أن كل خطوة إلى الأمام هي هلاك، وكنت رغم صغر سني (١٩ سنة) وخبرتي المكثفة في السلوك والمجتمع، أعيش ذهنية إنسان عمره سبعون سنة، وكانت تراودني فكرة الانتحار كل يوم.

في هذه المرحلة كنت أطالع كتباً عن الإِسلام، فقلت لأجرب الإِسلام كبقية التجارب، ولو كنت غير مقتنع في البداية، لكنني اعتبرت أن هذا هو القطار الأخير فلألحق به ولتكن تجربة إلى فترة.

تدخّل عالم الغيب: حينما أسلمتُ، عشتُ فترة اضطراب لمدة أسبوع أسأل فيها نفسي: هل صحيح أنا مسلم؟! هل أنا منافق؟! أو ما زلت ملحداً؟!.

وهنا أحسست بالتدخل الإلهي ولطفه حين تساءلتُ: هل يمكنني وأنا المسلم ترك جميع المحرّمات التي أتعاطاها على أنواعها، في الوقت الذي لا يستطيع مدمن التدخين أن يترك السيجارة لمدة ثلاثة أيام؟!.

١١٨

ولكني وجدتُ عزيمة وإرادة قوية، وأحسستُ بالرعاية الإلهية المباشرة، فتركتُ جميع المحرّمات دفعة واحدة، وحصلت عندي علاقة خاصة مع الله (سبحانه وتعالى) ، وصرتُ كلما انحرفتُ أو قصرتُ أو عدلتُ عن القصد في حياتي، تحصل معي بعض القضايا، أشعر من خلالها، أنها تأديب من الله لأبقى في جادة الصواب، وتكررت معي حوادث بالمئات كانت عامل تنبيه وإيقاظ لي، وأحسست إحساساً شديداً بالمسؤولية، بعد أن كنت لا مبالياً أعيش ليومي ولا أهتم لغدي.

س: سؤالنا التقليدي كيف كانت ردة فعل أهلك وأصدقائك ومحيطك بعد إسلامك؟

ردة فعل الأهل والمجتمع: حينما أسلمت ذهبت إلى أحد المساجد لأشهر إسلامي وأتعلَّم بعض الأحكام، فلما دخلت وعرضت على الموجودين (وكانوا عرباً) رغبتي في الدخول في الإِسلام رفضوني وطردوني، ولم يقبلوا مني، وقالوا لا نتصور مسلماً غير عربي وأنت غير عربي.

تركتهم وذهبت إلى مسجد للأتراك (وهم كما تعلمون مسلمون غير عرب) استقبلوني باحترام ورحبوا بي وعلّموني بدايات الإِسلام، من الشهادتين إلى الصلاة والصوم وباقي العقائد والفرائض، ثم عرضوا عليّ مجموعة أسماء لأختار لي إسماً منها، فوقع في نفسي اسم علي واخترته على غيره من الأسماء.

ردة فعل الأهل: حينما علم أهلي بإسلامي ورأوا امتناعي عن شرب الخمر وتعاطي المخدرات ومحرمات اللحوم والنساء، ظنوا أن المخدرات قد ضربت دماغي وأني أحتاج إلى طبيب نفسي، واعتقدوا أنني من المستحيل أن أستمر على ديني الجديد، وأن الإِسلام ليس إلا موضة جديدة أماشيها لفترة ثم أتركه إلى غيره.

وبحمد الله فقد استمريت على عقيدتي وتغيّرت أخلاقي معهم، وصرتُ أتعامل معهم بحسب الأخلاق الإِسلامية، من البر وحمل الهدايا، وكانوا يظنون ذلك طمعاً في شيء أريده منهم حسب العادات الغربية، ولمّا تأكّد أهلي من التزامي بالإِسلام قاطعوني وامتنعوا عن مساعدتي بالمال، ولكن ذلك لم يؤثر عليّ، إذ كنت أعيش وحدي وأحصِّل نفقات معيشتي وأتابع دراستي.

ردة فعل الأصدقاء: بعد أن علم أصحابي وزملائي بإسلامي انفضوا من حولي كما تهرب العصافير من أول صوت مخيف.

١١٩

وكانت الفتيات يتندَّرن عليّ بعد أن أسلمتُ، ويهربن منّي ويتنادين عليّ للضحك والسخرية، ولم أجد أي صديق من حولي، فكلهم تركوني لأن الصداقة في المجتمعات الغربية هي أن تنخرط في أجوائهم اللاهية العابثة من تعاطي الجنس والخمور والمخدرات... الخ.

وهنا لا بدّ من إبداء ملاحظة عن الإعلام الغربي ودوره في تشويه صورة الإِسلام والمسلمين، خاصة ما يجري من سلبيات في المجتمعات الإِسلامية تعمل على تضخيمها وسائل الإعلام، فالمسلم في نظرهم متخلف، جاهل، إرهابي، يحب سفك الدماء، ويحب النساء... الخ.

ولقد حدثت معي حادثة طريفة، إذ جئت مرة لزيارة أهلي فوجدتُ والدتي قد أخفت السكاكين، وفتشت عن سكين لأقوم بتقطيع بعض الفاكهة، فلم أجد، فسألت والدتي، قالت خبأتها عنك حتى لا تقوم بقتلي، لأنكم أنتم المسلمين تحبون القتل وسفك الدماء، فقلت لها متعجباً ومتودداً هل من المعقول يا أمي أن أفعل ذلك وأنت والدتي ولك عليّ حق والله يأمرني بكل خير لك!

وهنا أضيف أنه في الوقت الذي لم يفهم أهلي بعض مقاصدي كنت أخطئ بحقهم، نتيجة بعض إرشادات المشرفين على توجيهي، حيث كانت توجيهاتهم ليست خاطئة فحسب، بل منافية لتعاليم الإِسلام والأخلاق النبوية السامية.

س: كيف جرت الأمور معك بعد اعتناقك الإِسلام؟

فترة ما بعد الإِسلام: بعد إسلامي، بقيت سنتين في فرنسا، وكانت لي علاقات مع طلاب الجامعات المغاربة والجزائريين والمصريين. وكانوا في غالبيتهم ممن يتميزون بمستوى الوعي السياسي والروح الثورية التي تنسجم مع نفسيتي، ولكني لم أكن أشعر بحالة روحانية معهم، فتركتهم ودخلتُ في التصوف: الطريقة الأولى كانت النقشبندية، والثانية المولوية، فقد كنت أشعر بروحانية عالية، وتدربتُ على الصبر والتواضع والزهد، كما كانت العلاقة عندي مع الله (سبحانه وتعالى) مميّزة، فطريقة التصوف كانت انقطاعاً عن المجتمع والدنيا، والمشكلة في هذا الأسلوب هو البعد عن المسؤولية في المجتمع، مع العلم أن إصلاحه هو هدف الإِسلام ولا يكون ذلك بالبعد عنه.

مشكلتان: سؤالان كانا يراودان فكري في هذه المرحلة ومشكلتان كنت أعيشهما:

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

لَا يَسْتَخْلِي(١) اللهُ مِنْهُ(٢) حَتّى يُدْخِلَهُ(٣) الْجَنَّةَ ، وَمَا بَعَثَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - نَبِيّاً وَوَصِيّاً(٤) إِلَّا سَخِيّاً ، وَمَا(٥) كَانَ أَحَدٌ مِنَ الصَّالِحِينَ إِلاَّ سَخِيّاً ، وَمَا زَالَ أَبِي يُوصِينِي بِالسَّخَاءِ حَتّى مَضى ، وَقَالَ(٦) : مَنْ أَخْرَجَ مِنْ مَالِهِ الزَّكَاةَ تَامَّةً ، فَوَضَعَهَا فِي مَوْضِعِهَا ، لَمْ يُسْأَلْ : مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبْتَ مَالَكَ؟ ».(٧)

٦١٥٠/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى(٨) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ(٩) بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمُكَارِي ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَتى رَسُولَ اللهِ(١٠) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وَفْدٌ مِنَ الْيَمَنِ ، وَفِيهِمْ(١١) رَجُلٌ كَانَ أَعْظَمَهُمْ كَلَاماً وَأَشَدَّهُمْ اسْتِقْصَاءً فِي مُحَاجَّةِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فَغَضِبَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ حَتَّى الْتَوى(١٢) عِرْقُ الْغَضَبِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ(١٣) ، وَأَطْرَقَ إِلَى‌

__________________

(١). في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، جن » وحاشية « بف »والوسائل وتحف العقول : « لا يتخلّى ». والاستخلاء : الفراغ ، والمعنى : لا يستفرغ منه ولا يتركه يذهب. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٨٠ ( خلا ).

(٢). في « بث » : « عنه ».

(٣). في « ظ ، جن »والوسائل : + « الله ».

(٤). فيالوافي : « ولا وصيّاً ».

(٥). في«بح،بخ،بر،بك»والوافي والوسائل : « ولا ».

(٦). في « بخ ، بر ، بف ، بك »والوافي : « فقال ».

(٧).الكافي ، كتاب الزكاة ، باب منع الزكاة ، ح ٥٧٤٨ ، من قوله : « وقال : من أخرج من ماله الزكاة ». وفيثواب الأعمال ، ص ٦٩ ، ح ١ ، بسنده عن أبي إسحاق إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن مهديّ رجل من أصحابنا ، عن أبي الحسن الأوّلعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٩ ، ح ١٥٨١ ، مرسلاً ، من قوله : « وقال : من أخرج من ماله الزكاة »الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٠ ، ح ٩٩٣١ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٤ ، ح ٢٧٨٢٠ ؛وفيه ، ج ٩ ، ص ٢١٨ ، ح ١١٨٧٥ ، من قوله : « وقال : من أخرج من ماله الزكاة » ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٤٦١ ، ح ٢٥ ، وتمام الرواية فيه : « ما بعث الله نبيّاً ولا وصيّاً إلّاسخيّاً ».

(٨). في الكافي ، ح ٦٢٠٣ : « عدّة من أصحابنا » بدل « محمّد بن يحيى ».

(٩). في « بف » : - « الحسين ».

(١٠). في «بح،بخ،بر،بف،بك»والوافي : « النبيّ ».

(١١). في « ى » : « وفيه ».

(١٢). « التوى » : مطاوع لَوَيْتُ الحبل ، فالتوى وتلوّى ، أي فتلته فالتفّ ، ويقال : التَوى الماءُ في مَجراه ، أي انعطف‌ولم يجر على الاستقامة. راجع :لسان العرب ، ج ٨ ص ٣٦٤ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٤٥ ( لوى ).

(١٣). « تربّد وجهه » ، أي تغيّر من الغضب. وقيل : اربدّ وتربّد وجهه ، أي احمرّ حمرة فيها سواد عند الغضب. =

٣٠١

الْأَرْضِ(١) ، فَأَتَاهُ(٢) جَبْرَئِيلُعليه‌السلام ، فَقَالَ : رَبُّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، وَيَقُولُ لَكَ(٣) : هذَا رَجُلٌ سَخِيٌّ يُطْعِمُ الطَّعَامَ ، فَسَكَنَ عَنِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ الْغَضَبُ ، وَرَفَعَ رَأْسَهُ ، وَقَالَ لَهُ(٤) : لَوْ لَا أَنَّ جَبْرَئِيلَ أَخْبَرَنِي عَنِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنَّكَ سَخِيٌّ تُطْعِمُ الطَّعَامَ ، لَشَرَّدْتُ بِكَ(٥) ، وَجَعَلْتُكَ حَدِيثاً لِمَنْ خَلْفَكَ(٦) ، فَقَالَ(٧) لَهُ الرَّجُلُ : وَإِنَّ(٨) رَبَّكَ لَيُحِبُّ(٩) السَّخَاءَ؟ فَقَالَ(١٠) : نَعَمْ ، فَقَالَ(١١) : إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لَارَدَدْتُ عَنْ(١٢) مَالِي أَحَداً ».(١٣)

__________________

= وقيل غير ذلك. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٧٢ ؛لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٧٠ ( ربد ).

(١). « أطرق إلى الأرض » أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض ، ويقال : أطرق الرجل ، إذا سكت فلم يتكلّم ، فالمعنى : سكت ناظراً إلى الأرض. وقيل : الإطراق : أن يقبل ببصره إلى صدره ويسكت ساكتاً. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥١٥ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ١٢٢ ( طرق ).

(٢). في « بف ، بك »والوافي : « فأتى ».

(٣). في « ى » : - « لك ».

(٤). في « بر ، بف ، بك »والوافي : - « له ».

(٥). فيالبحار : « شددت بك ». وقوله « لَشَرَّدْتُ بِكَ » بتضعيف الراء ، كما هو ظاهر كلام الفيض ونصّ الطريحي ، مثل قوله تعالى :( فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ ) [ الأنفال (٨) : ٥٧ ] ، من قولهم : شرَّد به : سمَّع الناسَ بعيوبه ، أي أذاع عنه عيوباً وندّدبها وشهّرها وفضحها وأسمع الناس إيّاها. أو فعل به فِعْلةً تُشرِّد وتُطرِّد غيرَه أن يفعل فعله ، كقولك : نكّلتُ به ، أي جعلت ما فعلت به نكالاً لغيره. راجع :المفردات للراغب ، ص ٤٤٩ ؛لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٢٣٧ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٢٥ ( شرد ).

(٦). فيالوافي : « حديثاً لمن خلفك : يحدّثون عنك بالشرّ ».

(٧). في « بر ، بف ، بك » : « وقال ».

(٨). في « بث ، بح » : « فإنّ ». وفي « بر ، بف ، بك »والوافي : « إنّ » بدون الواو.

(٩). في « بر ، بك »والوافي : « يحبّ ».

(١٠). في « جن » : « قال ».

(١١). في « بث ، بس ، جن » : « قال ».

(١٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي والبحار . وفي المطبوع : « من ».

(١٣).الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل إطعام الطعام ، ح ٦٢٠٣. وفيالمحاسن ، ص ٣٨٨ ، كتاب المآكل ، ح ١٤ ، عن محمّد بن عليّ بن الحكم ، عن الحسين بن أبي سعيد المكاري ، وفيهما مع اختلافالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨١ ، ح ٩٩٣٢ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ١٧ ، ح ١١٤٠٦ ، إلى قوله : « وأنّك رسول الله » ملخّصاً ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ٨٣ ، ح ٣٣.

٣٠٢

٦١٥١/ ٦. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ(١) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ إِبْرَاهِيمَعليه‌السلام كَانَ أَبَا أَضْيَافٍ ، فَكَانَ(٢) إِذَا لَمْ يَكُونُوا عِنْدَهُ ، خَرَجَ يَطْلُبُهُمْ ، وَأَغْلَقَ(٣) بَابَهُ ، وَأَخَذَ الْمَفَاتِيحَ يَطْلُبُ الْأَضْيَافَ ، وَإِنَّهُ رَجَعَ إِلى دَارِهِ ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ(٤) ، أَوْ شِبْهِ رَجُلٍ فِي الدَّارِ ، فَقَالَ(٥) : يَا عَبْدَ اللهِ ، بِإِذْنِ مَنْ دَخَلْتَ هذِهِ الدَّارَ؟ قَالَ : دَخَلْتُهَا بِإِذْنِ رَبِّهَا - يُرَدِّدُ ذلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - فَعَرَفَ إِبْرَاهِيمُعليه‌السلام أَنَّهُ جَبْرَئِيلُ ، فَحَمِدَ اللهَ(٦) ، ثُمَّ قَالَ : أَرْسَلَنِي رَبُّكَ إِلى عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِهِ يَتَّخِذُهُ خَلِيلاً ، قَالَ إِبْرَاهِيمُعليه‌السلام : فَأَعْلِمْنِي مَنْ هُوَ أَخْدُمْهُ(٧) حَتّى أَمُوتَ؟ قَالَ : فَأَنْتَ هُوَ ، قَالَ : وَمِمَّ(٨) ذلِكَ؟ قَالَ : لِأَنَّكَ لَمْ تَسْأَلْ أَحَداً شَيْئاً قَطُّ ، وَلَمْ تُسْأَلْ شَيْئاً(٩) قَطُّ ، فَقُلْتَ : لَا ».(١٠)

٦١٥٢/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمنِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَتى رَجُلٌ النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَيُّ النَّاسِ‌

__________________

(١). فيالوسائل : « محمّد بن أحمد » بدل « أحمد بن محمّد ». وهو سهوٌ ؛ فإنّ المراد من عليّ بن محمّد بن عبدالله ، هو عليّ بن محمّد بن بُندار سبط أحمد بن محمّد بن خالد البرقي وعليّ بن محمّد هذا ، لم يثبت روايته عن محمّد بن أحمد المنصرف إلى محمّد بن أحمد بن يحيى في موضع.

(٢). في « بث ، بخ ، بر ، بف ، بك »والوافي : « وكان ».

(٣). في « بر ، بك » : « فأغلق ».

(٤). في « بر ، بف ، بك » : « رجل ».

(٥). في « بف » : + « له ».

(٦). في « بخ ، بر ، بس ، بف ، بك » وحاشية « بث »والوافي والبحار : « ربّه ».

(٧). في « بك » : « أخدمنّه ».

(٨). في « ظ ، ى ، بح ، بر ، بف ، بك » وحاشية « بح »والوافي والوسائل : « وبم ». وفي حاشية « بث » : « ولم ».

(٩). في « بر ، بك » : - « شيئاً ».

(١٠).الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٤٠٥ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلافالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨١ ، ح ٩٩٣٣ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤١٨ ، ح ١٢٣٧٥ ، ملخّصاً ؛البحار ، ج ١٢ ، ص ١٣ ، ح ٤٠.

٣٠٣

أَفْضَلُهُمْ إِيمَاناً؟

قَالَ(١) : أَبْسَطُهُمْ كَفّاً ».(٢)

٦١٥٣/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ(٣) عَلِيِّ بْنِ يَحْيى ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَعْيَنَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : يُؤْتى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِرَجُلٍ ، فَيُقَالُ(٤) : احْتَجَّ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، خَلَقْتَنِي وَهَدَيْتَنِي ، فَأَوْسَعْتَ(٥) عَلَيَّ(٦) ، فَلَمْ أَزَلْ أُوسِعُ عَلى خَلْقِكَ ، وَأُيَسِّرُ(٧) عَلَيْهِمْ لِكَيْ تَنْشُرَ(٨) عَلَيَّ(٩) هذَا الْيَوْمَ رَحْمَتَكَ(١٠) ، وَتُيَسِّرَهُ(١١) فَيَقُولُ الرَّبُّ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَتَعَالى ذِكْرُهُ(١٢) - : صَدَقَ عَبْدِي ، أَدْخِلُوهُ(١٣) الْجَنَّةَ ».(١٤)

٦١٥٤/ ٩. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ(١٥) الْوَشَّاءِ ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام يَقُولُ : « السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللهِ ، قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ ، قَرِيبٌ‌

__________________

(١). في « بث ، بخ ، بر ، بف ، جن ، بك »والوافي : « فقال ».

(٢).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٢ ، ح ٩٩٣٤ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٤ ، ح ٢٧٨٢١.

(٣). فيالوسائل : - « أبي الحسن ».

(٤). في « بك » وحاشية « بر » والبحار ، ج ٦٧ : + « له ».

(٥). في « بح ، بخ ، بر ، بف ، بك »والوافي : « وأوسعت ».

(٦). في « ى » : + « رزقي ».

(٧). في «بخ،بر،بف،بك»والوافي : « وأنشر ».

(٨). في « ظ » : « لكي ينشر ». وفي « بث » : « لكي تيسّر ».

(٩). فيالبحار ، ج ٦٧ : - « عليّ ».

(١٠). في « بخ ، بر ، بف ، بك » : - « رحمتك ».

(١١). في « بث ، بح ، بر ، بف ، بك » : - « وتيسّره ».

(١٢). في « بح ، بس » : - « ذكره ». وفي حاشية « بث » : « عزّ وجلّ » بدل « جلّ ثناؤه وتعالى ذكره ».

(١٣). في « ى » : « أدخله ».

(١٤).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٢ ، ح ٩٩٣٥ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٥ ، ح ٢٧٨٢٢ ؛البحار ، ج ٧ ، ص ٢٨٨ ، ح ٦ ؛ وج ٦٧ ، ص ٢٠٣ ، ح ٦. (١٥). في « بخ ، بر ، بف » : - « الحسن بن عليّ ».

٣٠٤

مِنَ النَّاسِ ».

قَالَ(١) : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : « السَّخَاءُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا ، دَخَلَ الْجَنَّةَ ».(٢)

٦١٥٥/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ(٣) يَاسِرٍ الْخَادِمِ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : « السَّخِيُّ يَأْكُلُ(٤) طَعَامَ النَّاسِ لِيَأْكُلُوا(٥) مِنْ(٦) طَعَامِهِ ، وَالْبَخِيلُ لَايَأْكُلُ مِنْ(٧) طَعَامِ النَّاسِ لِئَلاَّ يَأْكُلُوا مِنْ طَعَامِهِ ».(٨)

٦١٥٦/ ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام لِابْنِهِ الْحَسَنِعليه‌السلام : « يَا بُنَيَّ ، مَا السَّمَاحَةُ(٩) ؟ قَالَ : الْبَذْلُ فِي الْيُسْرِ وَالْعُسْرِ(١٠) ».(١١)

__________________

(١). هكذا في « بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف ، بك ، جن »والوافي والوسائل . وفي سائر النسخ والمطبوع : - « قال ».

(٢).عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١٢ ، ح ٢٧ ، بسنده عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عن معلّى بن محمّد البصري. وفيالجعفريّات ، ص ١٥١ ؛وقرب الإسناد ، ص ١١٧ ، ح ٤٠٩ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٤٧٤ ، المجلس ١٧ ، ح ٥ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، مع زيادة في آخره.معاني الأخبار ، ص ٢٥٦ ، ح ٤ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول الله. وفيفقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٢ ؛والاختصاص ، ص ٢٥٢ ، مرسلاً عن العالمعليه‌السلام ، مع زيادة في آخره ، وفي الخمسة الأخيرة من قوله : « السخاء شجرة في الجنّة » وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٣ ، ح ٩٩٣٦ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٥ ، ح ٢٧٨٢٣.

(٣). فيالوسائل ، ح ٣٠٥١٦ : « وعن ». وهو سهو واضح.

(٤). فيالوسائل والعيون : + « من ».

(٥).فيالوسائل ،ح٢٧٨٢٨:«ليأكل الناس»بدل«ليأكلوا».

(٦). في « بخ ، بر ، بك »والوافي : - « من ».

(٧). في « بر ، بك » : - « من ».

(٨).المحاسن ، ص ٤٩٩ ، كتاب المآكل ، ح ٣٥٣ ، عن ياسر الخادم ، إلى قوله : « ليأكلوا من طعامه ».عيون الأخبار ، ص ١٢ ، ح ٢٦ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم.تحف العقول ، ص ٤٤٦الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٣ ، ح ٩٩٣٧ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٦ ، ح ٢٧٨٢٨ ؛ وج ٢٤ ، ص ٢٦٩ ، ح ٣٠٥١٦.

(٩). « السماحة » في اللغة : الجود والعطاء عن كرم وسخاء. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٧٦ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٩٨ ( سمح ).

(١٠). في « بث ، بح ، بخ ، بر ، بف ، بك »والوسائل والمعاني : « في العسر واليسر ».

(١١).معاني الأخبار ، ص ٢٥٦ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ، وفيه : « أحمد بن محمّد بن خالد =

٣٠٥

٦١٥٧/ ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام لِبَعْضِ جُلَسَائِهِ : « أَلَا أُخْبِرُكَ(١) بِشَيْ‌ءٍ يُقَرِّبُ مِنَ اللهِ ، وَيُقَرِّبُ مِنَ الْجَنَّةَ ، وَيُبَاعِدُ مِنَ النَّارِ؟ ».

فَقَالَ بَلى.

فَقَالَ : « عَلَيْكَ بِالسَّخَاءِ ؛ فَإِنَّ اللهَ خَلَقَ خَلْقاً بِرَحْمَتِهِ لِرَحْمَتِهِ ، فَجَعَلَهُمْ لِلْمَعْرُوفِ أَهْلاً ، وَلِلْخَيْرِ مَوْضِعاً ، وَلِلنَّاسِ وَجْهاً ، يُسْعى(٢) إِلَيْهِمْ(٣) لِكَيْ يُحْيُوهُمْ كَمَا يُحْيِي الْمَطَرُ الْأَرْضَ الْمُجْدِبَةَ(٤) ، أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ الْآمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».(٥)

٦١٥٨/ ١٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(٦) رَفَعَهُ ، قَالَ :

أَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ(٧) - إِلى مُوسَىعليه‌السلام : أَنْ لَاتَقْتُلِ(٨) السَّامِرِيَّ ؛ فَإِنَّهُ سَخِيٌّ.(٩)

٦١٥٩/ ١٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيِّ :

__________________

= قال : حدّثنا بعض أصحابنا بلغ به سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن الحارث الأعور قال : قال أمير المؤمنين للحسن ابنهعليهما‌السلام »الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٣ ، ح ٩٩٣٨ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٥ ، ح ٢٧٨٢٤.

(١). في « بح » : « اُخبركم ».

(٢). في « بس » : « وُجَهاء ، تسعى ».

(٣). في « بر ، بك » : - « إليهم ».

(٤). « المجدبة » : هي الأرض التي تمسك الماء فلا تشربه سريعاً. وقيل : هي الأرض التي ليس بها قليل ولا كثير ولا مرتع ولا كلأ. وقيل : هي الأرض التي لا نبات بها ، مأخوذ من الجَدْب ، وهو القحط. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٢٤٢ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٢٥٧ ( جدب ).

(٥).قرب الإسناد ، ص ٧٢ ، ح ٢٣٤ ، عن هارون بن مسلمالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٣ ، ح ٩٩٣٩ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٦ ، ح ٢٧٨٢٧. (٦). فيالوسائل : + « عن أبيه ».

(٧). في « بك » : - « الله عزّ وجلّ ».

(٨). في « ى ، بر ، بف ، بك » : « أن لا يقتل ».

(٩).الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦١ ، ح ١٧٠٩ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٣ ، ح ٩٩٤٠ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٦ ، ح ٢٧٨٢٦ ؛البحار ، ج ١٣ ، ص ٢٣٠ ، ح ٤٠.

٣٠٦

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ(١) عليه‌السلام ، قَالَ : « شَابٌّ سَخِيٌّ مُرَهَّقٌ(٢) فِي الذُّنُوبِ(٣) أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ شَيْخٍ عَابِدٍ بَخِيلٍ ».(٤)

٦١٦٠/ ١٥. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(٥) ، عَمَّنْ(٦) حَدَّثَهُ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « خِيَارُكُمْ سُمَحَاؤُكُمْ ، وَشِرَارُكُمْ بُخَلَاؤُكُمْ ، وَمِنْ خَالِصِ الْإِيمَانِ(٧) الْبِرُّ بِالإِخْوَانِ ، وَالسَّعْيُ فِي حَوَائِجِهِمْ ؛ وَإِنَّ الْبَارَّ بِالإِخْوَانِ لَيُحِبُّهُ الرَّحْمنُ ، وَفِي ذلِكَ مَرْغَمَةٌ(٨) ‌.........................................................

__________________

(١). في « بث ، بر ، بخ ، بف »والوافي : « أبي جعفر ».

(٢). « مُرَهَّقٌ » أي ذورَهَق ، وهو غشيان وإتيان للمحارم من شرب الخمر ونحوه. والإفراط فيها. والمرهَّق أيضاً : المتّهم بالسوء والسفه ؛ يقال : رجل مُرَهَّق ، إذا كان يُظَنّ به السوء. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٨٧ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٨٤ ( رهق ). (٣). في « جن » : « بالذنوب ».

(٤).الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦١ ، ح ١٧٠٧ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٤ ، ح ٩٩٤١ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٦ ، ح ٢٧٨٢٥.

(٥). السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(٦). ورد الخبر - باختلاف يسير - فيالأمالي للمفيد ، ص ٢٩١ ، المجلس ٤٣ ، ح ٩ ، بسنده ، وكذا فيالأمالي للطوسي ، ص ٦٨ ، المجلس ٣ ، ح ٧ بنفس سند المفيد عن أبي سعيد الآدمي - وهو سهل بن زياد - قال : حدّثني عمر بن عبد العزيز المعروف بزُحَل عن جميل بن درّاج. وقد روى عمر بن عبد العزيز عن جميل [ بن درّاج ] في أسناد الكتب الأربعة وغيرها ، منها ما ورد فيرجال الكشّي ، ص ١٤ ، الرقم ١١٣ من رواية أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن زحل عمر بن عبد العزيز ، عن جميل بن درّاج. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٣ ، ص ٣٧٦ - ٣٧٧. هذا ، وقد ورد الخبر فيالخصال ، ص ٩٦ ، ح ٤٢ ، بسنده عن سهل بن زياد الآدمي ، قال : حدّثني رجل وعمر بن عبد العزيز عن جميل بن درّاج. لكن في بعض مخطوطاتالخصال : « زحل عمر بن عبد العزيز » وهو الظاهر.

إذا تبيّن هذا ، فنقول : قال الاُستاد السيّد محمّد الجواد الشبيري - دام توفيقه - في تعليقته على السند حول تعبير « عمّن حدّثه » : « لعلّ في أصل مصدر المصنّف كان « زحل » ثمّ صحّف بـ « رجل » فعبّر المصنّف بدله بقوله : « عمّن حدّثه » ويمكن أن يكون في منبعالكافي ‌نظير ما في مطبوعةالخصال ، فعبّر المصنّف بدله بقوله : « عمّن حدّثه والله أعلم ».

(٧). في الخصال والأمالي للمفيد والأمالي للطوسي : « صالح الأعمال » بدل « خالص الإيمان ».

(٨). « المرغمة » ، بفتح الميم مصدر ، أو بكسرها اسم آلة من الرَّغام وهو التراب ؛ يقال : رَغِمَ ورَغَمَ أنفُه ، أي =

٣٠٧

لِلشَّيْطَانِ(١) ، وَتَزَحْزُحٌ(٢) عَنِ(٣) النِّيرَانِ ، وَدُخُولُ الْجِنَانِ. يَا جَمِيلُ ، أَخْبِرْ بِهذَا غُرَرَ(٤) أَصْحَابِكَ ».

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَنْ غُرَرُ(٥) أَصْحَابِي(٦) ؟

قَالَ : « هُمُ الْبَارُّونَ بِالإِخْوَانِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ ».

ثُمَّ قَالَ : « يَا جَمِيلُ ، أَمَا إِنَّ صَاحِبَ الْكَثِيرِ يَهُونُ عَلَيْهِ ذلِكَ(٧) ، وَقَدْ مَدَحَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي ذلِكَ صَاحِبَ الْقَلِيلِ ، فَقَالَ فِي كِتَابِهِ :( وَيُؤْثِرُونَ (٨) عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (٩) ».(١٠)

__________________

= لصق بالرغام ، وأرغم الله أنفَه ، أي ألصقه بالرغام. هذا هو الأصل ، ثمّ استعمل في الذلّ والعجز عن الانتصاف ، والانقياد على كره. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٣٨ ؛لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٤٥ - ٢٤٦ ( رغم ).

(١). في « ى » : « الشيطان ». وفي حاشية « بح »والفقيه : « لشيطان ».

(٢). التزحزح : التباعد والتنحّي ؛ يقال : زحزحه عن كذا ، أي باعدته عنه ونحّيته ، فتزحزح ، أي تباعد وتنحّى. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٣٧١ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٩٧ ( زحح ).

(٣). في « بخ ، بر ، بف ، بك » : « من ».

(٤). « الغُرَر » : جمع الأغرّ ، وهو الشريف وكريم الأفعال واضحُها. راجع :لسان العرب ، ج ٥ ، ص ١٤ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٢٧ ( غرر ).

(٥). فيالوافي : « في بعض النسخ : العزاز - في الموضعين - بالعين المهملة والمعجمتين : جمع العزيز ».

(٦). في « بر ، بك » : « أصحابك ».

(٧). في « بر ، بف ، بك » : « ذلك عليه ».

(٨). هكذا في المصحف وجميع النسخ التي قوبلت والوافي والفقيه والخصال والأمالي للمفيد والأمالي‌للطوسي ، ص ٦٨. وفي المطبوع :( يُؤْثِرُونَ ) بدون الواو.

(٩). الحشر (٥٩) : ٩.

(١٠).الخصال ، ص ٩٦ ، باب الثلاثة ، ح ٤٢ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن سهل بن زياد الآدمي ، عن رجل وعمر بن عبدالعزيز ، عن جميل بن درّاج. وفيالأمالي للمفيد ، ص ٢٩١ ، المجلس ٣٤ ، ح ٩ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٦٨ ، المجلس ٣ ، ح ٧ ، بسندهما عن أبي سعيد الآدمي ، عن عمر بن عبدالعزيز المعروف بزحل ، عن جميل بن درّاج.وفيه ، ص ٦٣٣ ، المجلس ٣١ ، ح ٨ ، بسنده عن جميل بن درّاج ، إلى قوله : « إنّ البارّ بالإخوان ليحبّه الرحمن ».الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦١ ، ح ١٧٠٧ ، مرسلاًالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٤ ، ح ٩٩٤٢ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٢٩ ، ذيل ح ١٢٤٠٨ ؛ وص ٤٧٥ ، ذيل ح ١٢٥٣٠.

٣٠٨

٨٢ - بَابُ الْإِنْفَاقِ‌

٦١٦١/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ(١) خَالِدٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْحَسَنِ(٢) بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْزَمٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الشَّمْسَ لَتَطْلُعُ(٣) وَمَعَهَا أَرْبَعَةُ أَمْلَاكٍ : مَلَكٌ يُنَادِي : يَا صَاحِبَ الْخَيْرِ ، أَتِمَّ وَأَبْشِرْ ؛ وَمَلَكٌ يُنَادِي : يَا صَاحِبَ الشَّرِّ ، انْزِعْ وَأَقْصِرْ ؛ وَمَلَكٌ يُنَادِي : أَعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً ، وَآتِ مُمْسِكاً تَلَفاً(٤) ؛ وَمَلَكٌ يَنْضَحُهَا(٥) بِالْمَاءِ(٦) ؛ وَلَوْ لَاذلِكَ ، اشْتَعَلَتِ(٧) الْأَرْضُ(٨) ».(٩)

__________________

(١). في « بر » : - « محمّد بن ».

(٢). في « بر ، بف » : - « الحسن ».

(٣). فيالبحار : « تطلع ».

(٤). فيالوافي : « قيل : معنى قوله : آت ممسكاً تلفاً ، ارزقه الإنفاق حتّى ينفق ، فإن لم يقدّر في سابق علمك أن ينفقه‌باختياره فأتلف ماله حتّى نأجره فيه أجر المصاب ، فيصيب خيراً ؛ فإنّ الملك لا يدعو بالشرّ لا سيّما في حقّ المؤمن.

أقول : إنّ دعاء الملائكة باللعن في القرآن والحديث وارد غير مرّة ، والدعاء بالشرّ على أهل الشرّ ليس بشرّ ، بل هو خير مع أنّ تنكير لفظتي المنفق والممسك يشعر بإرادة الخصوص دون العموم ، فيحمل المنفق على من أنفق ابتغاء مرضاة الله ، والممسك على من بخل بما افترض الله ، والبخل بما افترض الله موجب للتلف ، كما مرّ في الباب الأوّل من هذا الكتاب إلّا أنّ هذا لا ينافي ما قاله ذلك القائل ».

وفي هامشه عن صاحبه : « توجيه كلام هذا القائل أنّ الملك لا يدعو للمؤمن إلّابالخير ، بل هو لا يريد الشرّ لأحد ؛ لكونه مجبولاً على الخير ، ودعاؤه بتلف المال المستلزم للخير إنّما يكون بعد يأسه منه أن يختار الإنفاق الذي هو خير خالص. ولمّا كان إنفاقه غائباً عن علمه وإنّما هو في علم الله وهو بعدُ مجوّز له فدعاؤه بالتلف في الحقيقة مشروط بامتناع إنفاقه وعدم تأتّيه منه ».

(٥). في « بخ ، بر ، بك » : « ينضح ». وفيالوافي : « ينضح الأرض ».

(٦). في « بر ، بك » : « الماء ».

(٧). في « بخ » : « لاشتعلت ». وفي « بر ، بك » : « اشتغلت » بالغين المعجمة.

(٨). فيالوافي : « لعلّ الأرض إشارة إلى أرض قلوب بني آدم ، والماء إشارة إلى ماء الرحمة التي تنزل على قلوبهم من سماء فضل الله ، وبه يرحمون أنفسهم ويرحم بعضهم بعضاً. والاشتعال إشارة إلى نار الظلم التي تقع في =

٣٠٩

٦١٦٢/ ٢. أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ(١) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ ) (٢) قَالَ : « هُوَ الرَّجُلُ يَدَعُ مَالَهُ لَايُنْفِقُهُ(٣) فِي طَاعَةِ اللهِ بُخْلاً ، ثُمَّ يَمُوتُ ، فَيَدَعُهُ لِمَنْ يَعْمَلُ فِيهِ بِطَاعَةِ اللهِ أَوْ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ ، فَإِنْ(٤) عَمِلَ بِهِ(٥) فِي طَاعَةِ(٦) اللهِ ، رَآهُ(٧) فِي مِيزَانِ غَيْرِهِ ، فَرَآهُ(٨) حَسْرَةً وَقَدْ كَانَ الْمَالُ لَهُ ، وَإِنْ(٩) كَانَ عَمِلَ بِهِ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ ، قَوَّاهُ بِذلِكَ الْمَالِ حَتّى عَمِلَ بِهِ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ».(١٠)

٦١٦٣/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى(١١) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ سَمَاعَةَ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ(١٢) عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : مَنْ أَيْقَنَ بِالْخَلَفِ ،

__________________

= قلوبهم وبها يظلمون أنفسهم ويظلم بعضهم بعضاً وإلى نائرة الهموم والأحزان وحرقة تزاحم الآمال والحرمان ؛ إذ لولا ما نزل على القلوب من ماء الرحمة والحنان وديمة الغفلة والنسيان وبردّ الإطفاء والاطمئنان ، لاشتعلت بهذه المصائب واحترقت بتلك النوائب ، ولله‌الحمد ».

(٩).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٥ ، ح ٩٩٤٣ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٧ ، ح ٢٧٨٢٩ ؛البحار ، ج ٥٨ ، ص ١٤٣ ، ح ٢.

(١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن أبي عبد الله ، عدّة من أصحابنا.

(٢). البقرة (٢) : ١٦٧.

(٣). في « ظ ، بث ، بح ، بس »والوسائل : « ولا ينفقه ».

(٤). فيالوسائل : + « هو ».

(٥). في « بث ، بح »والوسائل والفقيه : « فيه ».

(٦). في « بث »والوسائل والفقيه : « بطاعة ».

(٧). في « بر ، بك » : « فرآه ».

(٨). في تفسير العيّاشي : « فزاده ».

(٩). في « بح ، بس »والوسائل : « فإن ».

(١٠).الأمالي للمفيد ، ص ٢٠٥ ، المجلس ٢٣ ، ح ٣٥ ، بسند آخر ، إلى قوله : « رآه في ميزان غيره » مع اختلاف يسير.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٧٢ ، ح ١٤٤ ، عن عثمان بن عيسى ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٢ ، ح ١٧١٣ ، مرسلاًالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٩٠ ، ح ٩٩٥٤ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٧ ، ح ٢٧٨٣٠.

(١١). في « بر » : - « بن عيسى ».

(١٢). في « بف » : + « موسى ».

٣١٠

سَخَتْ(١) نَفْسُهُ بِالنَّفَقَةِ(٢) ».(٣)

٦١٦٤/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ بَعْضِ مَنْ حَدَّثَهُ(٤) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ(٥) - فِي كَلَامٍ لَهُ : وَمَنْ يَبْسُطْ(٦) يَدَهُ بِالْمَعْرُوفِ إِذَا وَجَدَهُ ، يُخْلِفِ اللهُ(٧) لَهُ(٨) مَا أَنْفَقَ فِي دُنْيَاهُ ، وَيُضَاعِفْ لَهُ فِي آخِرَتِهِ ».(٩)

٦١٦٥/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ ، قَالَ:

قَرَأْتُ فِي(١٠) كِتَابِ أَبِي الْحَسَنِ(١١) عليه‌السلام إِلى أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام : « يَا أَبَا جَعْفَرٍ(١٢) ، بَلَغَنِي أَنَّ‌

__________________

(١). في « بر ، بف ، بك » : « سمحت ». وفي حاشية « بر » : « طابت ».

(٢). في « بخ ، بر ، بف ، بك » وحاشية « بث »والوافي : « بالعطيّة ».

(٣).الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل الصدقة ، ح ٦٠٠٣ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « من صدّق بالخلف جاد بالعطيّة ».الخصال ، ص ٦١٩ ، أبواب الثمانين ومافوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٠ ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنينعليهم‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٢ ، ح ١٧١٢ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛الاختصاص ، ص ٣٠ ، مرسلاً عن أبي جعفرعليه‌السلام .تحف العقول ، ص ١٠٩ ، عن عليّعليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير. وراجع :الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل الصدقة ، ح ٦٠٠٣ ومصادرهالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٦ ، ح ٩٩٤٤ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٧ ، ح ٢٧٨٣١.

(٤). في الكافي ، ح ١٩٩٢ : « يحيى » بدل « بعض من حدّثه ».

(٥). في « بح » : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٦). في الكافي ، ح ١٩٩٢ : « بسط ».

(٧). في « بر ، بك » : - « الله ».

(٨). فيالوسائل : « عليه ».

(٩).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب صلة الرحم ، ضمن ح ١٩٩٢. وفيالزهد ، ص ١٠٣ ، ضمن ح ١٠١ ، بسند آخر عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٨ ، ح ٩٩٤٧ ؛الوسائل ، ج ٢١،ص٥٤٨،ح٢٧٨٣٢؛البحار ،ج ٧١،ص ١٢١،ح ٨٦. (١٠). في « بخ » والعيون : - « في ».

(١١). هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بف ، بك »والوسائل . وفي « بس ، جن » والمطبوع : + « الرضا ».

(١٢). في « بث ، بك »والوافي : - « يا أبا جعفر ».

٣١١

الْمَوَالِيَ إِذَا رَكِبْتَ ، أَخْرَجُوكَ مِنَ الْبَابِ الصَّغِيرِ ، فَإِنَّمَا(١) ذلِكَ مِنْ بُخْلٍ مِنْهُمْ(٢) لِئَلَّا يَنَالَ مِنْكَ أَحَدٌ(٣) خَيْراً ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّي عَلَيْكَ لَايَكُنْ(٤) مَدْخَلُكَ وَمَخْرَجُكَ(٥) إِلَّا مِنَ الْبَابِ الْكَبِيرِ ، فَإِذَا(٦) رَكِبْتَ ، فَلْيَكُنْ مَعَكَ ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ ، ثُمَّ لَايَسْأَلُكَ أَحَدٌ شَيْئاً إِلَّا أَعْطَيْتَهُ ، وَمَنْ سَأَلَكَ مِنْ عُمُومَتِكَ أَنْ تَبَرَّهُ ، فَلَا تُعْطِهِ أَقَلَّ مِنْ خَمْسِينَ دِينَاراً وَالْكَثِيرُ إِلَيْكَ ، وَمَنْ سَأَلَكَ مِنْ عَمَّاتِكَ ، فَلَا تُعْطِهَا أَقَلَّ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ دِينَاراً وَالْكَثِيرُ إِلَيْكَ ؛ إِنِّي(٧) إِنَّمَا أُرِيدُ بِذلِكَ أَنْ يَرْفَعَكَ(٨) اللهُ ، فَأَنْفِقْ وَلَاتَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْتَاراً(٩) ».(١٠)

٦١٦٦/ ٦. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ(١١) ، عَنْ جَهْمِ بْنِ الْحَكَمِ الْمَدَائِنِيِّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ الْأَيْدِي ثَلَاثَةٌ : سَائِلَةٌ ، وَمُنْفِقَةٌ ، وَمُمْسِكَةٌ ؛ وَخَيْرُ(١٢) الْأَيْدِي الْمُنْفِقَةُ(١٣) ».(١٤)

__________________

(١). في « ظ ، ى ، بس » وحاشية « بح »والوافي والوسائل : « وإنّما ».

(٢). في « بث ، بح ، بس » وحاشية « ظ »والوسائل والعيون : « بهم ».

(٣). في « بخ ، بر ، بف ، بك » : « أحد منك ».

(٤). في « بر ، بك » : « لا تكن ».

(٥). في « ى » : « ولا مخرجك ».

(٦). في « بح ، بخ ، بر ، بف ، بك »والوافي والعيون : « وإذا ».

(٧). في « ى » : « وإنّي ». وفي « بح » : - « إنّي ».

(٨). في « بر ، بك »والوافي : « ليرفعك ».

(٩). الإقتار : التضييق على الإنسان في الرزق ، يقال : أقتر الله رزقه ، أي ضيّقه وقلّله ، وكذا القَتْر والتقتير. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٨٦ ؛النهاية ، ج ٤ ، ص ١٢ ( قتر ).

(١٠).عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٨ ، ح ٢٠ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنظيالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٩ ، ح ٩٩٥١ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٦٣ ، ح ١٢٥٠٤.

(١١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عدّة من أصحابنا.

(١٢). في « بح ، بخ ، بر ، بف ، بك »والوسائل : « فخير ».

(١٣). في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بف ، بك »والوافي والوسائل : « منفقة ».

(١٤).تحف العقول ، ص ٤٥ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٩ ، ح ٩٩٥٣ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٨ ، =

٣١٢

٦١٦٧/ ٧. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعْدَانَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ(٢) بْنِ أَيْمَنَ(٣) :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ(٤) : « يَا حُسَيْنُ ، أَنْفِقْ ، وَأَيْقِنْ بِالْخَلَفِ مِنَ اللهِ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَبْخَلْ عَبْدٌ وَلَا أَمَةٌ بِنَفَقَةٍ(٥) فِيمَا يُرْضِي اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ(٦) - إِلَّا أَنْفَقَ أَضْعَافَهَا(٧) فِيمَا يُسْخِطُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ».(٨)

٦١٦٨/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُمَرَ(٩) بْنِ أُذَيْنَةَ :

رَفَعَهُ إِلى(١٠) أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، أَوْ أَبِي جَعْفَرٍ(١١) عليه‌السلام ، قَالَ : « يُنْزِلُ(١٢) اللهُ(١٣) الْمَعُونَةَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْعَبْدِ بِقَدْرِ الْمَؤُونَةِ ، فَمَنْ(١٤) أَيْقَنَ بِالْخَلَفِ ، سَخَتْ(١٥) نَفْسُهُ بِالنَّفَقَةِ ».(١٦)

__________________

= ح ٢٧٨٣٣.

(١). في « بر »والوسائل : - « بن محمّد ». ثمّ إنّ السند معلّق كسابقه ؛ فقد روى محمّد بن خالد عن سعدان [ بن مسلم ] في بعض الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ١٦ ، ص ٣٥٧ - ٣٥٨.

(٢). في « بح ، بخ ، بر ، بف »والوسائل : « حسين ».

(٣). في « بح » وحاشية « ظ ، جن »والوسائل : « أبتر ». وفي « بخ » : « أبان ». وفي « بف » : « أمير ». وفي « جر » : « أعين » ، والمذكور في بعض نسخرجال الطوسي ، ذيل أصحاب أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسينعليه‌السلام هو الحسين بن أيمن. (٤). في « بر ، بف ، بك »والوسائل : - « قال ».

(٥). فيالوافي : « بنفقته ».

(٦). في « بر ، بك » : - « فيما يرضي الله عزّ وجلّ».

(٧). في « بر ، بك » : « أضعافاً ».

(٨).الاختصاص ، ص ٢٤٢ ، ذيل الحديث ، مرسلاً عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ؛تحف العقول ، ص ٢٩٣ ، ذيل الحديث ، وفيهما من قوله : « لم يبخل عبد » مع اختلاف يسير. وراجع :الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٢ ، ح ٥٨٩٩الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٨ ، ح ٩٩٤٨ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٨ ، ح ٢٧٨٣٤.

(٩). في « بر » : - « عمر ».

(١٠). في « بر » : « عن » بدل « رفعه إلى ».

(١١). في « بس » : « وأبي جعفر ».

(١٢). في « بخ ، بر ، بك » : « تنزل ».

(١٣). في « ى ، بخ ، بر ، بك » : - « الله ».

(١٤). في « بح ، بخ ، بف »والوسائل : « ومن ».

(١٥). في « بر ، بف ، بك »والوافي : « سمحت ».

(١٦).قرب الإسناد ، ص ١١٦ ، ح ٤٠٧ ، بسند آخر عن جعفرعليه‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفيالفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٨ ، ح ٥٩١١ ؛والأمالي للصدوق ، ص ٥٥١ ، المجلس ٨٢ ، ضمن ح ٣ ؛ والتوحيد ، ص ٤٠١ ، ضمن ح ٦ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٣٠٠ ، المجلس ١١ ، ضمن ح ٤١ ، بسند آخر عن الصادقعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٩٤ ، ضمن ح ٢٤٩٨ ، =

٣١٣

٦١٦٩/ ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى(١) :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَاعليه‌السلام ، قَالَ : دَخَلَ عَلَيْهِ مَوْلًى لَهُ ، فَقَالَ لَهُ : « هَلْ أَنْفَقْتَ الْيَوْمَ شَيْئاً؟».

فَقَالَ(٢) : لَاوَ اللهِ.

فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِعليه‌السلام : « فَمِنْ أَيْنَ يُخْلِفُ اللهُ عَلَيْنَا؟ أَنْفِقْ وَلَوْ دِرْهَماً وَاحِداً ».(٣)

٦١٧٠/ ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ يَضْمَنُ(٤) أَرْبَعَةً بِأَرْبَعَةِ أَبْيَاتٍ فِي الْجَنَّةِ؟ أَنْفِقْ وَلَا تَخَفْ فَقْراً ، وَأَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ ، وَأَفْشِ السَّلَامَ فِي الْعَالَمِ ، وَاتْرُكِ الْمِرَاءَ(٥) وَإِنْ كُنْتَ مُحِقّاً ».(٦)

__________________

= مرسلاً عن الصادقعليه‌السلام .الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٦٦ ، ح ٣٦١٣ ، مرسلاً عن أبي جعفرعليه‌السلام .تحف العقول ، ص ٤٠٣ ، عن موسى‌بن جعفرعليهما‌السلام .الاختصاص ، ص ٣٠ ؛ مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام .خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص ١٠٤ ، عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ؛نهج البلاغة ، ص ٤٩٤ ، الحكمة ١٣٩ ، وفي كلّ المصادر إلى قوله : « بقدر المؤونة » مع اختلاف يسير. وراجع :الكافي ، كتاب الزكاة ، باب الإنفاق ، ح ٦١٦٣ ومصادرهالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٧ ، ح ٩٩٤٥ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٨ ، ح ٢٧٨٣٥.

(١). في « بر »والوسائل : - « بن يحيى ».

(٢). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي والوسائل ، ح ١٢٥٠٥. وفي المطبوع : « قال ».

(٣).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٨ ، ح ٩٩٥٠ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٦٤ ، ح ١٢٥٠٥ ؛ وج ٢١ ، ص ٥٤٩ ، ح ٢٧٨٣٦.

(٤). فيالوسائل والبحار والكافي ح ١٩٤٨ والفقيه والمحاسن والزهد والخصال : + « لي ».

(٥). « المِراء » : الجدال ، إلّا أنّ المراء لا يكون إلّا اعتراضاً ، بخلاف الجدال ؛ فإنّه يكون ابتداءاً واعتراضاً. والتماري والمماراة : المجادلة على مذهب الشكّ والريبة. وقيل : المراء : المماراة والجدل. راجع :النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٢٢ ؛لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٧٨ ؛المصباح المنير ، ص ٥٧٠ ( مرا ).

(٦).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الإنصاف والعدل ، ح ١٩٤٨ ، بنفس السند ، مع اختلاف يسير. وفيالمحاسن ، ص ٨ ، كتاب الأشكال والقرائن ، ح ٢٢ ؛والزهد ، ص ٦٤ ، ح ٣ ،عن محمّد بن سنان.الخصال ،=

٣١٤

٨٣ - بَابُ الْبُخْلِ وَالشُّحِّ‌

٦١٧١/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ آبَائِهِعليهم‌السلام : « أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - سَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ : إِنَّ الشَّحِيحَ(١) أَغْدَرُ(٢) مِنَ الظَّالِمِ ، فَقَالَ لَهُ : كَذَبْتَ ؛ إِنَّ الظَّالِمَ قَدْ يَتُوبُ وَيَسْتَغْفِرُ وَيَرُدُّ الظُّلَامَةَ(٣) عَلى أَهْلِهَا ، وَالشَّحِيحُ إِذَا شَحَّ ، مَنَعَ الزَّكَاةَ وَالصَّدَقَةَ وَصِلَةَ الرَّحِمِ وَقِرَى(٤) الضَّيْفِ وَالنَّفَقَةَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأَبْوَابَ الْبِرِّ ، وَحَرَامٌ عَلَى الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَهَا شَحِيحٌ ».(٥)

٦١٧٢/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ‌

__________________

= ص ٢٢٣ ، باب الأربعة ، ح ٥٢ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن سنان ، مع اختلاف يسير.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٢ ، ح ١٧١١ ، مرسلاًالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٩ ، ح ٩٩٥٢ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٨٤ ، ح ٢٠٥٢٩ ؛ وج ٢١ ، ص ٥٤٩ ، ح ٢٧٨٣٧ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٣٠ ، ح ٢٣.

(١). « الشحيح » : البخيل ، من الشُّحِّ ، وهو البخل مع الحرص. وقيل : هو أشدّ البخل. وقيل : البخل في أفراد الاُمور و آحادها ، والشحّ عامّ. وقيل : البخل بالمال ، والشحّ بالمال والمعروف. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٧٨ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٤٨ ( شحح ).

(٢). في الوافي والوسائل والفقيه وقرب الإسناد : « أعذر ». و « أغدر » ، من الغَدْر ، وهو ترك الوفاء ، وقيل : هو ضدّ الوفاء بالعهد. راجع :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٦ ؛لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٨ ( غدر ).

(٣). قال الجوهري : « الظُلامة والظَليمة والمَظْلِمة : ما تطلبه عند الظالم ، وهو اسم ما اُخذ منك ». وقيل : الظُلامة : اسم مظلمتك التي تطلبه عند الظالم ، يقال : أخذها منه ظُلامة. راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٧٧ ؛لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٣٧٤ ( ظلم ).

(٤). في « جن » : « قراء ». وفيالوافي : « قرئ ( اقرأ - خ ل ) ». و « القِرى » : الإحسان إلى الضيف ، قال الجوهري : « إذاكسرت القاف قصرت ، وإذا فتحت مددت ». راجع :ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٤٧١ ،الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٩١ ( قرا ).

(٥).قرب الإسناد ، ص ٧٢ ، ح ٢٣٣ ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن عليّعليهم‌السلام .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٣ ، ح ١٧١٨ ، مرسلاً عن أمير المؤمنينعليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٩٠ ، ح ٩٩٥٥ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٥ ، ح ١١٤٥٨.

٣١٥

بَعْضِ أَصْحَابِهِ(١) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلّهِ فِي عَبْدٍ(٢) حَاجَةٌ ، ابْتَلَاهُ بِالْبُخْلِ ».(٣)

٦١٧٣/ ٣. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(٤) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لِبَنِي سَلِمَةَ : يَا بَنِي سَلِمَةَ ، مَنْ سَيِّدُكُمْ؟

قَالُوا(٥) : يَا رَسُولَ اللهِ ، سَيِّدُنَا رَجُلٌ فِيهِ بُخْلٌ.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ(٦) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوى مِنَ الْبُخْلِ؟ ثُمَّ قَالَ : بَلْ سَيِّدُكُمْ الْأَبْيَضُ الْجَسَدِ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ(٧) ».(٨)

٦١٧٤/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ ، عَنْ‌

__________________

(١). في « بخ ، بس » : « أصحابنا ».

(٢). فيالوسائل : « عبده ».

(٣).الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٣ ، ح ١٧١٧ ، مرسلاً عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام .الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٩١ ، ح ٩٩٥٦ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٤٩ ، ح ٢٧٨٣١.

(٤). في « بر » : - « بن محمّد ». ثمّ إنّ السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، محمّد بن يحيى.

(٥). في « بث ، بح ، بس » : « فقالوا ». وفي حاشية « بث » : « قال ».

(٦). في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جن » والبحار : - « رسول الله ». وفي « بر ، بف ، بك »والوافي : « النبيّ ».

(٧). في « ى ، بخ ، بر ، بف ، بك » : « معروف ». وهو سهو ؛ فإنّ البراء هذا هو البراء بن معرور الخزرجيّ السلميّ الذي كانقيب بني سلمة ، وأوّل من بايع ليلة العقبة الأولى ، وأوّل من استقبل القبلة ، وأوّل من أوصى بثلث ماله. راجع :اُسد الغابة ، ج ١ ، ص ٣٦٤ ، الرقم ٣٩٢ ؛الإصابة ، ج ١ ، ص ٤١٥ ، الرقم ٦٢٢.

(٨).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٧٩ ، ح ٥٧٩٩ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٧٦ ، وتمام الرواية فيهما : « أيّ داء أدوى من البخل »الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٩١ ، ح ٩٩٥٧ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٥٠ ، ح ٢٧٨٣٩ وتمام الرواية فيه : « أيّ داء أدوى من البخل » ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ١٣٠ ، ح ١٠٦.

٣١٦

مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ(١) :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسىعليه‌السلام ، قَالَ : « الْبَخِيلُ مَنْ بَخِلَ بِمَا افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْهِ ».(٢)

٦١٧٥/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِعليهما‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : مَا مَحَقَ الْإِسْلَامَ(٣) مَحْقَ الشُّحِّ شَيْ‌ءٌ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ لِهذَا الشُّحِّ دَبِيباً(٤) كَدَبِيبِ النَّمْلِ ، وَشُعَباً كَشُعَبِ الشَّرَكِ(٥) » وَفِي نُسْخَةٍ أُخْرى : « الشَّوْكِ(٦) ».(٧)

٦١٧٦/ ٦. أَحْمَدُ(٨) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ جَابِرٍ :

__________________

(١). في « ى ، بح » وحاشية « جن » وهامش المطبوعوالوسائل : « سلمة ». وفي « بخ ، بر ، بف » : « سلم».

(٢).معاني الأخبار ، ص ٢٤٦ ، ح ٦ ، بسنده عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن أبي الجهم. وفيالتوحيد ، ص ٣٧٣ ، ضمن ح ١٦ ؛والخصال ، ص ٤٣ ، باب الاثنين ، ضمن ح ٣٦ ؛وعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ١٤١ ، ضمن ح ٤١ ، بسند آخر عن أحمد بن سليمان ، عن أبي الحسنعليه‌السلام . وفيالفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٩٤ ، ضمن ح ٥٨٤٠ ؛والأمالي للصدوق ، ص ٢٠ ، المجلس ٦ ، ضمن ح ٤ ، بسند آخر عن الصادقعليه‌السلام .معاني الأخبار ، ص ١٩٥ ، ضمن ح ١ ، بسند آخر عن الصادق ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ٤٠٨ ، ضمن الحديث ، عن موسى‌بن جعفرعليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٩٢ ، ح ٩٩٥٩ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٦ ، ح ١١٤٥٩.

(٣). فيالخصال : « محق الإيمان ». والمَحْق : ذهابُ خير الشي‌ء وبركته ، ونقصانُه. وقيل : هو المحو والإبطال. وقيل : هو ذهاب الشي‌ء كلّه حتّى لا يرى له أثر. راجع :الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥٥٣ ؛لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٣٨ ( محق ).

(٤). الدبيب : المشي اليسير الخفيف بدون السرعة. راجع :المفردات للراغب ، ص ٣٠٦ ؛المصباح المنير ، ص ١٨٨.

(٥). « الشَّرَك » محرّكة : حبائل الصائد ، وما ينصب للطير. راجع :المصباح المنير ، ص ٣١١ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٥١ ( شرك ).

(٦). في « بر ، بك » : - « وفي نسخة اُخرى : الشوك ». والشوك من الشجر معروف.

(٧).الخصال ، ص ٢٦ ، باب الواحد ، ح ٩٣ ، بسنده عن هارون بن مسلم.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٣ ، ح ١٧١٦ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيهما إلى قوله : « كشعب الشرك »الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٩١ ، ح ٩٩٥٨ ؛الوسائل ، ج ٢١ ، ص ٥٥٠ ، ح ٢٧٨٤٠ ، إلى قوله : « كشعب الشرك ».

(٨). هكذا في « بر ، بف ، بك »والوسائل . وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، جن » والمطبوع : « أحمد بن =

٣١٧

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : لَيْسَ بِالْبَخِيلِ(١) الَّذِي يُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ فِي مَالِهِ ، وَيُعْطِي الْبَائِنَةَ(٢) فِي قَوْمِهِ ».(٣)

٦١٧٧/ ٧. أَحْمَدُ(٤) ، عَنْ شَرِيفِ بْنِ سَابِقٍ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي قُرَّةَ ، قَالَ :

قَالَ لِي(٥) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « تَدْرِي مَا(٦) الشَّحِيحُ؟ ».

قُلْتُ : هُوَ الْبَخِيلُ.

فَقَالَ(٧) : « الشُّحُّ أَشَدُّ مِنَ الْبُخْلِ ؛ إِنَّ(٨) الْبَخِيلَ يَبْخَلُ بِمَا فِي يَدِهِ ، وَالشَّحِيحُ يَشُحُّ(٩) عَلى مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ وَعَلى مَا فِي يَدَيْهِ(١٠) حَتّى لَايَرى مِمَّا(١١) فِي أَيْدِي النَّاسِ‌

__________________

= محمّد ». والمراد من أحمد ، هو أحمد بن أبي عبدالله المذكور في سند الحديث الرابع والراوي عن محمّد بن عليّ وهو أبوسمينة في غير واحد من الأسناد ، فيكون سندنا هذا معلّقاً على ذاك. وتقدّم فيالكافي ، ذيل ح ٦٠٦٣ ، أنّ المناسب في مثل المقام أن يكون التعبير من الراوي أمّا بما يوافق عنوانه المتقدّم أو بما هو مختصر عنه ، فلاحظ.

(١). في « ى ، بف » : « البخيل ».

(٢). في « ظ ، بث ، بخ ، بس ، بف ، جن » : « النائبة ». و « البائنة » : العطيّة ، سمّيت بها لأنّها اُفردت واُبينت من المال. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ١٧٤ ( بين ) ؛الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٩٢.

(٣).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٩٢ ، ح ٩٩٦٠ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٦ ، ح ١١٤٦٠.

(٤). هكذا في « بر ، بف ، بك ، جد ». وفي سائرالنسخ والمطبوع : « أحمد بن محمّد ». والمراد من أحمد ، هو أحمد بن أبي عبدالله ، كما تقدّم ذيل السند السابق ؛ فقد روى أحمد بن أبي عبدالله - بعناوينه المختلفة - عن شريف بن سابق في الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ٩ ، ص ٣٦٥.

(٥). هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف » وحاشية « جن » والوافي والفقيه وتحف العقول. وفي « جن » والمطبوع : - « لي ».

(٦). فيالوافي : « من ».

(٧). هكذا في « بث ، بخ ، بر ، بف ، بك » والوافي والفقيه وتحف العقول والمعاني. وفي سائر النسخ والمطبوع : « قال ».

(٨). في « بر ، بك » : - « إنّ ».

(٩). في « بر ، بك » : - « يشحّ ».

(١٠). في « بث ، بح ، بخ ، بر ، بف ، بك »والوافي والفقيه وتحف العقول : « يده ».

(١١). في « بخ ، بر ، بك »والوافي والفقيه وتحف العقول والمعاني : - « ممّا ».

٣١٨

شَيْئاً إِلَّا تَمَنّى أَنْ يَكُونَ لَهُ بِالْحِلِّ وَالْحَرَامِ(١) ، وَلَايَقْنَعُ(٢) بِمَا رَزَقَهُ اللهُ ».(٣)

٦١٧٨/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ(٤) بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : لَيْسَ الْبَخِيلُ مَنْ أَدَّى الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ مِنْ مَالِهِ ، وَأَعْطَى الْبَائِنَةَ(٥) فِي(٦) قَوْمِهِ ، إِنَّمَا الْبَخِيلُ حَقُّ الْبَخِيلِ مَنْ لَمْ يُؤَدِّ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ مِنْ مَالِهِ ، وَلَمْ يُعْطِ الْبَائِنَةَ(٧) فِي قَوْمِهِ ، وَهُوَ يُبَذِّرُ فِيمَا سِوى ذلِكَ ».(٨)

٨٤ - بَابُ النَّوَادِرِ‌

٦١٧٩/ ١. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُفْيَانَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « يَأْتِي عَلَى(٩) النَّاسِ زَمَانٌ(١٠) مَنْ سَأَلَ النَّاسَ عَاشَ ، وَمَنْ سَكَتَ مَاتَ ».

__________________

(١). في تحف العقول : + « لا يشبع ». وفي المعاني : + « ولا يشبع ».

(٢). في « ى » : « فلا يقنع ». وفي تحف العقول : « ولا ينتفع ».

(٣).الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٣ ، ح ١٧١٥ ، معلّقاً عن الفضل بن أبي قرّة السمندي.معاني الأخبار ، ص ٢٤٥ ، ح ١ ، بسند آخر.تحف العقول ، ص ٣٧١ ، عن الفضيل بن عياض ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٩٣ ، ح ٩٩٦٢.

(٤). في « بخ ، بر ، بف » : « مفضّل ».

(٥). في « بر ، بك » : « الثانية ». وفيهامش المطبوع عن بعض النسخ : « النائبة ». والبائنة : العطيّة ، سمّيت بها لأنّها اُبينت‌من المال. راجع :الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٩٢ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ١٧٤ ( بين ).

(٦). في « بح » : « من ».

(٧). في « بر ، بك » : « الثانية ». وفي هامش المطبوع عن بعض النسخ : « النائبة ».

(٨).معاني الأخبار ، ص ٢٤٥ ، ح ٤ ، بسنده عن جابر ، مع اختلاف يسير.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦٢ ، ح ١٧١٤ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٩٢ ، ح ٩٩٦١ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٣٦ ، ح ١١٤٦١.

(٩). في « بر ، بك » : - « على ».

(١٠). في « بر ، بك » : - « زمان ».

٣١٩

قُلْتُ : فَمَا(١) أَصْنَعُ(٢) إِنْ أَدْرَكْتُ ذلِكَ الزَّمَانَ؟

قَالَ : « تُعِينُهُمْ بِمَا عِنْدَكَ ، فَإِنْ(٣) لَمْ تَجِدْ فَبِجَاهِكَ(٤) ».(٥)

٦١٨٠/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ صَدَقَةٌ عَنْ(٦) ظَهْرِ غِنًى(٧) ».(٨)

٦١٨١/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ صَدَقَةٌ تَكُونُ عَنْ فَضْلِ الْكَفِّ(٩) ».(١٠)

٦١٨٢/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

__________________

(١). في « بخ ، بر ، بف ، بك » : « فماذا ».

(٢). في « بر ، بك » : « يصنع ».

(٣). في « بر ، بك » : « وإن ».

(٤). هكذا في « بث ، بح ، بخ ، بر ، بس ، بف ، بك »والوافي والوسائل . وفي المطبوع : « فتجاهد ». وفي « ى » : « فيجاهد ».

(٥).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٥٧٥ ، ح ١٠١٢٣ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٦٤ ، ح ١٢٥٠٧.

(٦). في « بث ، بخ ، بر ، بف ، بك » : « على ».

(٧). في « ظ ، بس ، جن »والوسائل : « الغنى ». وفيالوافي : « يعني ما يكون بعد الغنى والمؤونة ؛ لئلّا يكون القلب متعلّقاً بما يعطي ، فمعنى الحديث قريب من معنى سابقه » ، وسابقه هو الآتي بعده هنا. وقد مضى تفصيل الكلام في معناه ، ذيل الحديث ٦٠٩٥.

(٨).ثواب الأعمال ، ص ١٧٠ ، ح ١٥ ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب.الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل المعروف ، ضمن ح ٦٠٩٥ ، بسنده عن عبدالأعلى.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٦ ، صدر ح ١٦٨٨ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ .تحف العقول ، ص ٣٨٠ ، ضمن الحديث ، عن عبدالأعلىالوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٤١ ، ح ٩٨٤٤ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٦١ ، ح ١٢٤٩٩.

(٩). فيالوافي : « يعني عمّا يفضل عن الكفاف ». وهذه الرواية بتمامها لم ترد في « بر ، بف ، بك ».

(١٠).الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٤١ ، ح ٩٨٤٣ ؛الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٦١ ، ح ١٢٥٠١.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331