• البداية
  • السابق
  • 399 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 27588 / تحميل: 7150
الحجم الحجم الحجم
المباحثات

المباحثات

مؤلف:
العربية

العام. والوسط في هذا البيان هو أن الجوهرية إذا اخذت لازمة للجسم فهي أخص من الوجود للجسم ، أو لعل معنى هذا(491) الحل أنه يجوز أن يكون متقدمة بهذا الاعتبار. والوجه الذي شرحه إن لم يرد به إلزام المحال حتى يلزم معه استحالة التقدم.

(393) ط ـ ولعل حل الاولى أن علة الجوهرية من حيث هي جسم هي مخصّصة علة الجوهرية ـ من حيث هي علة للجوهرية ـ وإنما يختلفان اختلاف الإنسان والحيوان ، ثم تذكر ما قيل في حل الشبهة الأخيرة.

(394) ط ـ الآن(492) هذا باب من العلم تحتاج أن تفكر فيه ، ولعلك(493) تجد مخلصا إلى اصول كثيرة ، وبذر الزروع يجمع إلى كثرة العدد عظم المعزى ، ففكّر أيّها المتعلم بنفسك وأنا أشركك في الفكر ، وذكّرني بما نتيجة فكرك أذكرك بما نتيجة فكرتي(494) ، وليتخلص(495) إلى مقصد(496) لعلّه ما أقربه وأبعده ، وما أوضحه وأخفاه.

(395) فإن أخرجنا من هذه الأفكار شيئا توصلنا إلى معرفة أن علة الجوهر إما جوهر وهو مع ، وأما أعلى من الجوهر هو العلقة(497) ، وإليه المضرب ، والواسطة ليس يكون ما هو متأخر أصلا ـ بل مع أو متقدم(498) ـ. وعلة كل نوع مخالف له في النوع ، ولعله يوافقه في لازم أو جنس ، ولعل العقل يكون علة للعقل ، والنفس لا يكون علة للنفس ، أو(499) الجسم لا يكون علة للجسم ، لكن العرض يكون علة للعرض ، وأن المادة لا تكون علة لشيء في وجوده ـ بل في إمكان وجوده ـ فإن الصورة لا تكون علة للصورة ـ وكلتاهما ماديتان ـ وأن المجرد

__________________

(491) عشه : معنى أن هذا.

(492) ل : إلا أن.

(493) ل ، عشه : فلعلك.

(494) ل ، ش ، ه :فكري.

(495) ل ، عشه : ول؟؟؟ حاصر.

(496) عشه : مقصود.

(497) عشه ، ل : العلة.

(498) عشه ، ل : متقدما.

(499) عش ، ل : و.

١٤١

لا يحل ما فيه إمكان البطلان ، كما لا يحل ما فيه إمكان الانقسام ، كما لا يحل ما فيه إمكان اختلاف بعد اتفاق لا بفصل أو ما يجري(500) مجرى الفصل ـ من الأعراض التي(501) إذا تركّبت بالمعروض بها(502) لم يجعل أحدهما الآخر بحال زائدة على(503) [32 آ] المقارنة ؛ فقد عملنا(504) شيئا كثيرا ، ولعلنا إن فكرنا أكثر وجدنا أكثر ـ فليجتهد.

(396) [ولقد أشرت لك](505) إلى مبادي(506) وإلى خواتم ، وهو نصف العمل ، وقد بقي علي وعليك الإتمام والنظام ، وأنا لا أظنّ(507) بنفسي الوفاء بذلك ـ وإن كنت لا اخيب عنه الشركاء فى النوع ومع ذلك فإني أجتهد مع غلبة الظنّ باليأس ـ وآخذة(508) في طريق الاستقصاء ، ولكن نور الله ساطع وهو وليّ الرحمة.

__________________

(500) ل : ولا ما يجري.

(501) «التي» ساقطة من عشه.

(502) ل : بالمعروض لها. عشه : بالمعروضات لها.

(503) صفحه [31 ب] في ب ترك بياضا ولم يكتب.

(504) ل : فقد علمنا. عش : لقد عملنا. ه : لقد عملت.

(505) ل : ولقد أشرت ذلك. عشه : ولقد كان لك.

(506) عشه : مباد.

(507) عشه : وأنا أظن.

(508) النسخ مهملة عموما.

١٤٢

بسم الله الرحمن الرحيم

رب يسّر

(397) الخادم بهمنيار بن المرزبان(1) خادم مولانا الرئيس [السيد الأوحد الأجلّ](2) شرف الملك ، فخر الكفاة ـ أطال الله بقاه وأدام رفعته وعلاه ، وكبت حسّاده وأعداه ، خدم نهى(3) الحضرة بكتاب مطوي على أوراق وأسئلة وشكوك يرجو وصول الجميع إليها وإحاطة العلم الشريف بها ، وكان اقترح فيه على كرمه الإجابة عن تلك المسائل تحت كل فصل من الفصول المودعة تلك الأوراق المقرونة بالكتاب لئلا يشذّ شيء منها عن نظره ، فإن هذه الجوابات التي ينعم بها(4) ربما يضيع اصول المسائل على أيدي الغلمان ـ كثّرهم الله بدوام إقباله ـ فيقتصر في الجواب على ما يوجد من الجملة ، وربما تحمله كثرة الأشغال على الايجاز.

(398) وقد ساء ظنّي أيضا بالكتاب الصادر(5) أخيرا ، وخيّل إليّ الشيطان ضياعه ـ إمّا لتخلّف حامله وجلافته ، وإما لأنه لا يمكّن من(6) الوصول إلى حضرته [لبلادته ـ فأردفته بهذه الخدمة ، ومتحمّلها قاصد نفذ إلى حضرته](7) من جهتي بهذا الكتاب خاصّة ، وأثبتّ تحتها المسائل [على ذلك النظم](8) لينعم بكتب جواب واحدة واحدة منها تحتها على أتمّ شرح ، وأرغب أيضا إلى

__________________

(1) ج : مرزبان.

(2) ج : السيد السند الأوحد الاجل الاشرف.

(3) ج : ينهى.

(4) ج : التي يتضمن لها.

(5) ج خ : الواصل.

(6) ج : لا يمكن الوصول.

(7) ساقطة من م ، د ، ج.

(8) ساقطة من ج.

١٤٣

كرمه أن ينعم بتسهيل الإذن للمتوسط لئلا يتبرّم بالحجاب [فيستعفي من ما بقي(8) واضيع أنا في البين ،](9) ورأي مولانا الرئيس السيد الأجلّ وليّ النعم ـ أدام الله علاه ـ في الوقوف على هذه الخدمة وتشريفي بالإجابة عنها وتأهيلي لأوامره ونواهيه أعلى ـ إن شاء الله تعالى ـ [33 ب]

(399) المسائل ـ وهي ستّة فصول :

(400) قيل : «إن المزاج متغيّر ، والشخص الواحد ثابت بالعدد» ما البرهان(10) علي إثبات [شخص واحد؟ فإني أقول](11) : «إن هذه الأشخاص هي في التغيّر بحسب تغيّر المزاج» والدليل على ذلك الأفعال المتخلفة(12) الصادرة عنه بحسب تغيّر المزاج في الخلق والهضم والجذب والدفع والإدراك ـ حتى الإدراك العقلي ، فإن البدن الصحيح أقوى على جميع الإدراكات من المريض.

(401) فإن قيل : «[إن المتغيّر أو الفاسد](13) من الأمزجة ـ [كالغضبان وكالمريض](14) يعود إلى المزاج الأصلي،وكلى(15) المزاجين غريب فما الذي يحفظ الأول؟».

قلت : إن الأرض والماء إذا سخّنا زالت السخونة عنهما لتضادهما(16) إلى الحدّ الذي كانت النار الأصليّة تحفظ فيهما السخونة ، فيبقى علي ذلك الحد من السخونة.

(402) واريد أن يستعمل معي(17) في بيان ذلك غير طريقة الشعور

__________________

(8) الكلمة مهملة هكذا «بايقى» ولم اتمكن من قراءتها بغير هذا. ثم إن هذه الرقعة غير موجودة الا فى ب ، ج ، د ، م.

(9) ساقطة من ج. (14) ساقطة من ج.

(10) ل : ما لبرهان.

(11) ل : شخص واحد؟ أقول. عشه : شخص وأقول.

(12) ل ، عش ، ج : المختلفة.

(13) ج : المريض والمتغير والفاسد. ل : ان المتغير والفاسد.

(15) ج ، عش : وكلا. ل : فكلا.

(16) عش : بمصادهما. ه : لمضادهما.

(17) ل : معنى.

__________________

(399) يحتمل كون الفصول الستة إلى آخر الرقم (421) إذا لم نحسب (415 ـ 416) سؤالا على حدة.

(400) راجع الرقم (458) و (354) و (1012).

١٤٤

بالذات ، فإني قد جاربت نفسي في ذلك ، وأظن أنه مغالطة ـ مع صحّته ـ واريد أن أعرفه من طريقة اخرى ليطمئنّ قلبي.

(403) ج ط فه ـ ثبات الشيء واحد(14) بالعدد ليس هو أنه يثبت واحدا بالعدد بكميّته وكيفيته ـ بل بجوهره ـ.

ثم ثباتي أنا واحدا بإنيّتي الجوهرية ، وأن الموجود أمس لم يهلك ولم يعدم ولم يحدث غيره بالعدد ، وأني أنا ذلك المشاهد لما شاهدت أمس ، والمتذكّر لما نسيته مما شاهدته أمس ـ أمر لا يقع لي(15) فيه شك كذلك ولست أنا متكوّنا اليوم ، ولا كان بدني آخر(16) ـ فسد البارحة ـ وأني لست أعدم غدا ، ولا يفسد شخصي إن تأخّر أجلي غدا(17) ـ حتى يتكوّن جوهر غيري.

فإن كان من أنا عنده(18) يظن أنه تكوّن(19) اليوم عن مثل له فسد أمس ، وأنه(20) ليس الذي كان موجودا أمس ـ بل كما أنه متجدد الأحوال كذلك هو(21) متجدّد الجوهر ـ فليظن ذلك وليره(22) ، وليسأل في موضع آخر زيادة شرح(23) لهذا البيان.

(404) قيل(24) : إن النارية في المني والأبدان ليست هي من القلّة(25) بحيث لا يمكنها التفصّي ، وأناأقول : «إنها لصغر أجزائها لا يمكنها التفصّي» وذلك لأن الأجزاء الصغيرة أقبل للقسر.

ثم لم لا يجوز [34 آ] أن يكون اجتماع الماء والأرض على سبيل النشف ،

__________________

(14) ج : الواحد.

(15) «لى» ساقطة من ل ، عشه. (16) ج : أمر.

(17) عشه : غدا إن تأخر أجل. «غدا» ساقط من ج.

(18) ب : من أنا عبده. ج : من عنده.

(19) النسخ مهملة.

(20) ل : فإنه. (21) «هو» ساقط من عشه.

(22) ل خ ، عشه : وليسره.

(23) «شرح» ساقطة من عشه.

(24) «قيل» ساقطة من عشه.

(25) عشه : العلة.

__________________

(403) راجع الأسفار الأربعة : 9 / 108 والرقم : 416.

(404) راجع الرقم (12). والأسفار الأربعة : 8 / 29 ـ 30.

١٤٥

وتعلّق النار بهما كتعلّقها(26) بالحطب أو بالنورة؟

ولم لا يجوز أن يكون سبب اجتماع الأستقصّات نهاية تحريك الوالد؟ وما الذي يحوج(27) إلى أن يكون هاهنا طبيعة جامعة لها(28) حافظة؟ ولا يمتنع أن يكون سبب اجتماعها ما ذكر ثم يبقي هذا القسر زمانا(29) إلى أن يتحلّل.

ومن الدليل على أنه ليس يحتاج إلى شيء حافظ أنّ جسد الميّت تبقى الأستقصّات مجتمعة فيه زمانا بعد مفارقة النفس ـ وليس هناك حافظ ـ فلو كان سبب هذا الاجتماع النفس لكان وجب(30) أن يتفرق عند الموت ـ وليس الأمر على ذلك(31) ـ.

(405) ج ط ـ صغر الأجزاء فيما ليس بمغمور من المانع الكثير لا يمنع التفصّي ، الدليل عليه أن المنيّ إذا لم يلتقمه فم الرحم(32) زالت خثورته وخرجت عنه القوة النارية والهوائية وبقي مائيا ، إنما يحتبس الشيء لصغر أجزائه إذا كان الغامر أكثر منه في القدر والقوة ، وليس في المني كذلك.

(406) النشف يكون لإخلاء الهواء للماء مكانه الذي وقف فيه لضرورة الخلاء وعدم البدل ، وقد تكلّمنا في الأجوبة : إن للأرضية(33) والمائية جوارا(34) في الملازمة ليس لغير هما لاتفاق الميل.

وتعلّق النار بالحطب (35) من كلام من لا يعرف ، فإن(36) النار تحدث من الحطب ، ثم تفارقه على الاتّصال ـ حدوثا وانفصالا ـ ولا تعلّق هناك البتة ، فليس هناك واحد بالعدد يلزم واحدا(37) بالعدد ، بل هو كالماء الجاري على الاتّصال يتجدد ، والنشف يجري بين الماء والأرض على السبيل المذكورة(38) ، وليس في المني جوهران فقط لهما ميل واحد ، بل جواهر مختلفة الميول ، وكذلك في المتكوّن منه.

__________________

(26) عشه : وتعلق النارية بها كتعلق النار.

(27) «يحوج» ساقطة من عشه.

(28) «لها» ساقطة من عشه.

(29) عشه : زمانا كما يبقى إلى أن يتحلل.

(30) ل خ : ويجب. (31) عشه : الأمر كذلك.

(32) عشه ، ل : لم يلتقمه الرحم.

(33) د ، م ، ل : الأرضية. (34) عش : جوازا.

(35) ب ، د : بالحظب. (36) عشه : بأن.

(37) ل : واحد.

(38) عشه : المذكور.

١٤٦

(407) وأما حديث كون (39) حركة الأب مؤديا إلى اجتماع الأستقصّات فلعلّ ذلك في اجتماعها(40) في المني ، وقد بقي بعد ذلك ما تجمعه القوة التي في المني ، وحينئذ يتمّ العنصر الحيواني ، فإن المني ليس موضوعا قريبا ؛ ثم حركة الأب(41) علة لإزعاج(42) المني إلى السيلان ، لا لتكوين المني ، إنما يتكوّن المني في البيضتين [34 ب] فإذا كثر اندفع ودفع(43) من غير حركة الأب.

(408) والذي يقوله (44) من «أن جسد الميّت يبقى منحفظا مدة(45) » فهو كلام يحتاج فيه إلى تمييز ، وذلك لأن الحيوان فيه مزاج وهيئة وقدر من العناصر ما لم يستحل المزاج ومقادير العناصر والهيئة الأصلية فإنه لا يموت ، فإذا مات بقي فيه لون وشكل ليسا هما مما لا ينحفظان(46) إلا بالنفس ، ولا النفس هو فقط حافظ(47) لهما ، بل إن كان ولا بدّ فسبب(48) فاعلي بعيد يؤدي ضرب من حركاته إلي ذلك اللون والشكل ـ كالبنّاء والبيت ـ ثم يكون(49) الحافظ لذلك سببا طبيعيا(50) آخر قد يوجد في الحيوان وغير الحيوان ، فينحفظ في الميّت بحسب الحسّ مدة ما في مثلها يمكن أن [تتحرك العناصر تمام حركات الافتراق.](51)

(409) وذلك لأن الجامع إذا خلّى(52) لم يحصل التفرق دفعة ، بل في مدة يمكن أن تتحرك فيها(53) المخلوطات إلى الانفصال ـ حركة سريعة إن(54) كان الغمر قليلا ، أو بطيئة إن كان الغمر كثيرا ـ ويسبق إلى التفصّي فيها(55) ما شأنه

__________________

(39) ل : كونه حركة الأب مؤدية ، عشه : كون حركة آلات مؤدية.

(40) ل : اجتماعهما. (41) عشه : آلات. (42) ل خ : لا نر عاج

(43) عشه ، ل : ودفق. (44) عشه : يقول.

(45) عشه ، ل : مدة منحفظا.

(46) عشه : مما ينحفظان. (47) ل ، عشه : حافظا.

(48) فى ب مكتوب فوق الخط : فسببه.

(49) ب ، م ، د : لا يكون.

(50) ل ، عشه : سبب طبيعي.

(51) عشه : أن يتحرك تمام الحركات للافتراق.

(52) عشه : خلا. (53) ل : فيه.

(54) عشه : إذا. (55) عشه ، ل : ويسبق إلى الانفصال منها.

__________________

(407) راجع الرقم (483).

١٤٧

أن يسبق ، ويتأخّر ويبطئ ما شأنه أن يبطئ.

(410) ولما كانالبدن الحيواني مركبا من عناصر متضادة وموضوعا عند الوسط كان المبادر إلى المفارقة هو الجوهر الناري والهوائي ، ويبقى الأرضي والمائي غير سريعين إلى الانفصال لاتّفاق الجهة ، وبالأرضيّة والمائية يمكن أن يحفظ الشكل ـ لا سيّما بحسب الحسّ ـ وكذلك اللون ـ

وإذا اختلطت الأرضية والمائية في قرب الوسط من العالم لم تفارق المائية إلا بالقسر ـ بتصعيد أو نحوه أو نشف من غيره ـ فلهذا يبقى جسد الميت أقرب إلى صورة محفوظة مدة في مثلها تتحرك النارية والهوائية إلى الانفصال ، ثم يبقى مدة اخرى أبعد من تلك(56) الصورة يتصرف في مائيته(57) هواء العالم وناريّته حتى يحلّلها أو ينشّفها.

ولما لم يجب أن يكون مع زوال الحافظ من غير زمان انفصال المجموع ـ بل وجب أن يتوسط زمان فيه تنفصل أجزاء المجموع متحركة ، إذ كل حركة في زمان ، وكل [ـ 35 آ] افتراق بحركة ـ لم يجب أن يكون ثبات الميت زمانا قليلا بحسب الحسّ دليلا على أنه ينحفظ بلا حافظ ، بل هو في طريق الانفصال الذي يتم بحركته ، الذي تتم بزمان.(58)

(411) على أنك ـ إن حققّت ـ لا تجده وقد فارق الحياة وهو في آن من الآنات على ما كان في حال الحياة ـ لا في اللون ، ولا في الشكل فضلا عن غيره ـ بل ذلك بحسب الحسّ ـ وأما في الحقيقة(59) فلعلّه لا انحفاظ ، بل إمعان في التغيّر مستمرّ في جميع مدة فارق(60) فيها الحافظ ، أو في كل آن منه لا تجده كما كان حقيقته(61) ـ وإن كان حسا ـ.

_________________

(56) عشه ، ل : مدة اخرى بعد عدم تلك.

(57) عشه ، ل : مائية.

(58) ل : الذي يتم بحركة يتم بزمان ، عشه : الذي يتم بحركة التي يتم بزمان.

(59) عشه : وأما بالحقيقة.

(60) ل : فارقت.

(61) ل ، عشه : حقيقة.

١٤٨

(412) س ط غ وأما ما قيل من «حديث القوة المحركة » فلم لا يجوز(62) أن تكون الصورة الأرضية تمانع مقتضى الكيفية الحاصلة من المزاج كما تمانع عند زجّها أو رميها ؛ فلا تزال تمانعها إلى أن يبطل فعلها ـ كالتمانع الواقع بين النار والماء مثلا ـ فيبطل أحدهما الآخر.(63)

(413) الميل بالفعل يتبع الكيفية ، ليس يتبع الصورة الذاتية الاولي إلا بتوسّطها ، ولئلا يطول الكلام فليتأمل الزيبق الذي تقتضي صورته الثقل الشديد ، فيسخّن أدنى سخونة عرضية فتحدث فيه السخونة الميل(64) ـ وهو الصعود ـ فيصعد حيا كما هو لم يفسد صورته ، وربما صعد ذرورا(65) إنما يحدث فيه التفرق وإلا فهو زيبق ، ألا ترى أن الجميع يظهر للحسّ؟

وإذا(66) كان كذلك فالميل يتبع المزاج ، ويكون بحسب المزاج الغالب ، والأرض أيضا يمكن أن يصعد أرضا يغسل عنه الإحراق(67) ، فيعود ترابا ، كما كان ، وهذا مما يعرفه أهل التجارب.

فاذا الميل يتبع الكيف لا الصورة ـ وقد طوّلنا في هذا في موضع آخر(68) ـولا يستمع إلى من يقول : «إنه يكون في الشيء ميل إلى أسفل وميل إلى فوق(69) لا يتمانعان ولا يبطل أحدهما الآخر(70) » ؛ بل يكون مبدء ميل إلى أسفل ومنع عن أن يميل ، وأحدث في موضوعه(71) ميل آخر ، كما يمنع عن أن يبرد عند ما يحدث فيه الحرّ ، فالصورة الموجبة للبرد المحسوس توجب لها الميل السافل

__________________

(62) عشه : ولم لا يجوز. (63) ل ، عشه : بالآخر.

(64) عشه : السخونة فيه الميل. (65) ذرّ ذرورا القرن أو النبات : طلع أدنى شيء

(66) عشه ، ل : فإذا.

(67) ل : يغسل (ويحتمل القراءة : يفسل) عنه الاحتراق فيه الإحراق. عشه : فعل فيه الاحراق. ويمكن القراءة في ب أيضا «يفسل» الفسالة : ما تناثر من الحديد عند الطرق.

(68) عشه : في هذا في مواضع اخرى. ل في هذا مواضع اخرى.

(69) ل+ و. (70) عشه : بالآخر.

(71) عشه : إذا حدث في موضوعه. ل : إذا حدث في موضعه.

__________________

(412) راجع الرقم (20).

(413) يحتمل أن قوله : «وقد طولنا في موضع آخر» إشارة إلى ما مضى في المباحثة الاولى.

١٤٩

ويتوسطها(71) وكذلك الصورة الموجبة للحرّ المحسوس توجب لها الميل إلى فوق ويتوسطه [35 ب] فإذا منع من(72) أن يبرد تمام ما يحتاج إليه بدخول الضد ، منع عن أن يميل إلي أسفل. وإذا منع أن(73) يسخن تمام ما يحتاج إليه بدخول الضدّ ، منع عن أن يميل إلى فوق ، وإذا تمكّنت فيه هذه الكيفية كان ميله إلى مقتضاها وبحسبها.

ونحن إذا كان الغالب فينا الجزء الثقيل فالغالب فينا المزاج البارد ـ ولا شك(74) فيه ـ ومقتضاه النزول ، وليس مزاجنا(75) مزاجا يقتضي مخالفة الجزء الثقيل ـ بل هو كيفية ملائمة له إلى البرد ما هو ـ ويقتضي النزول ، بل هو ما به يقتضي العنصر الثقيل الميل النازل ، وهذا(76) بحسب أعضائنا ليس بحسب أرواحنا ، فلعلها خفيفة.

(414) على أن ايرادي الإعياء لم يكن على أنه عمدة الحجّة ، بل على أنه(77) شهادة ما ، والحجّة تتضح دون ايراد الإعياء ، والإعياء خاصّ بالعصب والوتر والعضل ، وبوجه(78) ضرب من سوء المزاج أو التمدد والتفرق(79) ، [يوجب من ذلك اختلاف اقتضاء](80) الحركة الإرادية والميل الطبيعي المزاجي.

(415) كنت سمعت مولانا في وقت وقد ناقض عليالمعتزلة و(81) مذهبهم في إجراء(82) العادة فأنسيته ، فاريد أن يكتب في بعض ذلك جميع ما يمكن أن يقال فيه.

__________________

(71) ع ، ه : يتوسطه. ش الفقرة (لها الميل توجب) ساقطة منها.

(72) عشه ، ل : عن.

(73) عشه ، ل : منع عن آن.

(74) ل : لا نشك. عشه : لا شك ، (كلاهما بلا واو).

(75) ب : مزاحيا.

(76) عشه ، ل : وهو.

(77) ل : أنها.

(78) ل ، عشه : ويوجبه.

(79) ل+ وال؟؟؟ فر؟؟؟ ق.

(80) عشه : ويوجد من اختلاف اقتضاء. ل : يوجب ذلك اختلاف ويوجد من اختلاف اقتضاء.

(81) «الواو» ساقطة من عشه ، ل.

(82) ج : إجزاء.

١٥٠

(416) ج ط ـلا أدري أيش أقول ، وكيف يجعلني ذلك المسموع منه ـ مع ايجابه أن كل شخص متبدّل ، وايجابه أن(83) المسموع منه منذ سنتين يكون قد بطل وحصل آخر

(417) لم تبقي الأستقصات مجتمعة في بدن الميّت ساعة واحدة وليس هناك ما يحفظها؟ ولم تتفرق بعد أيام؟

(418) ج ط(84) ـ الحق أنه لا تبقى إلا بحسب الحسّ ، وبعد ذلك فالجواب ما كتب(85) في موضع آخر.

(419) لم يجب أن يكون لكل نوع كالإنسان وسائر الحيوانات علة من خارج؟

ج ط ـ(86) الحديث فيه ما سمع وعلم(87) ، إني أصون(88) الجواب الحق فيه إلى وقت(89) .

وأما(90) علي الظاهر : فما هو معلول بنوعه فعلّته من غير نوعه.

(420) س ط ـ قيل : «إن الوجود عرض» ثم بيّن أن واجب الوجود(91) بذاته ليس بعرض ولا جوهر ،فأيّ فرق بين الوجودين؟

__________________

(83) ل : وايجابه في المسموع.

(84) ب : س ط. وكونه سهوا ظاهر.

(85) عشه ، ج. ل : كتبت.(86) عشه ، ج. ل : كتبت.

(87) «وعلم» ساقط من عشه.

(88) ى : اصور. ج : احول. (89) عشه : وقت ما.

(90) عشه ، ل : فأما. (91) ج : وجود واجب الوجود.

__________________

(416) راجع الأسفار الأربعة : 9 / 108. والرقم (403).

(417) السؤال راجع على الأظهر إلى قول الشيخ بكون فاعل المزاج وحافظه قوى النفس. راجع الرقم (347) و (409).

(418) مضى آنفا.

(420) السؤال والجواب تكرر في (789).

١٥١

(421) ج ط ـ الوجود عرض في الأشياء التي لها ماهيات يلحقها [36 آ] الوجود ـ مثلا المقولات العشر ـ فأما الذي هو موجود بذاته ـ لا بوجود يلحق ماهيته لحوق أمر غريب غير مأخوذ في الحدّ ـ فليس له وجود هو به موجود ـ فضلا عن أن يكون عارضا له ـ بل هو موجود بذاته واجب أن يكون كذلك.

وإذا قيل له : «واجب الوجود» فهو لفظ مجاز ، ومعناه أنه واجب أن يكون موجودا ـ لا أنه يجب الوجود لشيء موضوع فيه الوجود(91) ، يلحقه الوجود على وجوب أو غير وجوب ـ.

(422) ط ـ كلام في الإعادة :

إذا كان الوقت ليس إلا عرضا يوقّت به فمن يجوّز الإعادة على كل عرض [يجب أن يجعل بحيث يجوز أن يعاد الشيء](92) الموجود في وقت ما ، ويعاد الوقت ، فيكون الشيء والوقت واحدا بالعدد بعينه ، فلا يكون هناك عود ـ لأن العوديقتضي اثنينية الوقت بالعدد ، فالموجود في وقت واحد غير عائد ـ. وأما القائل منهم بالتفصيل ـ وتجويز ذلك في أشياء دون أشياء ـ مؤاخذ بأشياء يطول ذكرها ـ.

(423) علي أن الحق أن الفطر العقلية الصحيحة لا تحتاج إلى أن تتجشّم(93) الاحتجاج في إبطال هذه المقالة ، فإن هذا التجشّم فضل(94) ، وإن(95) صريح العقل يحكم بأن ما فات(96) وعدم فقد فات ، وأن العود إنما هو لثابت موجود إلى مثل حالة كان عليها ، وأنه حيث لا موجود ثابت الوجود في حال واخرى مثلها فلا عود ، وأن ما عدم فإنما يحدث مثله لا هو ـ حكما لا يشك فيه ؛ وإذا عرض الشك فيه فقد

__________________

(91) عشه : للوجود. (92) ج : يجب أن يجوز الاعادة على الشيء.

(93) ل : إلى أن تجشم. عشه : إلى تجشم. ب : الا أن تتجشم.

(94) ل : مطل. وفى ب كتب فوقه مصل (مهملة).

(95) عشه : فان.

(96) عشه : من مات. ل : ما مات.

__________________

(422) راجع الشفاء : الإلهيات ، م 1 ، ف 5 ، ص 36.

١٥٢

مرض وجرّ إلى شيء يتحيّر فيه ويساعد.

(424) ومثل هذا كثير ، فإن من جملة الأشياء التي فيالفطرة ما قد يضلل(97) عنه الذهن ، كما ضلل ذهن من جوّز حالا بين طرفي النقيض ، كما أن من(98) جملة ما ليس في الفطرة ما يحسب أنه في الفطرة.

وإنما تسلم في هذا المضيق(99) الأذهان الثاقبة(100) المحفوظة بعناية الله تعالى المشتملة على الكل ، ولا يفوتها شيء منها ـ بل من نفسه ولسوء استعداده أو لكثرة(101) عوائقه ـ.

(425) بعض الماهيات هي لغيرها وبعضها ليس(102) لغيرها. فإن ماهيّة(103) البياض لغير البياض ـ وهو الموضوع ـ وماهيّة الجسم لغير الجسم ـ وهو الهيولى [36 ب].

(426) ط ـ كل معقول فإن حقيقته مصوّرة فيما يعقله ، وهي حاصلة لما يعقله(104) وإن كان لا ينعكس ـفليس كل ما يحصل حقيقته لشيء (105) يصير به الشيء عاقلا ، بل يحتاج لا محالة إلى شرط زائد على هذا القدر ، فإن الحقائق قد تكون متخيّلة وقد تكون في الأعيان الخارجة محسوسة ، أو غير محسوسة ولا معقولة ؛ وهذا القدر هو(106) أن يكون على تحصيل ما.

(427) ط ـ من شأننا أن نعقل أنفسنا(107) ـ سواء كان طبعا أو كسبا ـ فبعض

__________________

(97) ع خ : ظلل. (98) عشه ، ل : في.

(99) ج : الضيق.

(100) عشه : الثابتة المحفوظة. ل : الثابتة فيه المحفوظة ل خ : الباقية المحظوظة.

(101) ل : أو كثرة. (102) ل ، عشه : ليست.

(103) عشه : فإن ماهيات. ج : ماهية.

(104) ل : له لما يعقله. ع ، ه : له بما يعقله. ع خ : له كما يعقله. ش : له بما لا يعقله.

(105) «لشيء» ساقطة من عشه.

(106) د ، ج : وهو. (107) ل ، ع خ : من شأنها أن يعقل أشياء.

__________________

(427) راجع الرقم (443). والأسفار الأربعة : 8 / 270. والمبدأ والمعاد لصدر المتألهين : 288. والشفاء :

الإلهيات : م 8 ، ف 6 ، ص 357.

١٥٣

الأشياء يعقل ذاته وجوهره ، وما يعقل شيئا فحقيقة ذلك الشيء حاصلة له(108) ،فحقائق ذواتنا حاصلة لها (109) ، وليس مرّتين ـ فإن حقيقة الشيء مرة واحدة ـ وليس نفس الوجود ـ فهذا لكل شيء ، وليس كل شيء يعقل ذاته(110) ؛ فهذا(111) إذن هو أنحقائق جوهرنا (112) الأصلية ليست (113) لغيرها.

(428) وهذا معنى قولهم : «كل ما يرجع على ذاته فهو عقل (114) » أي تكون ماهية ذاته ـ التي بها هي بالفعل(115) ـ لذاته ، ليست لغيره ، ونحن نعقل جوهرنا فجوهرنا ماهيته لذاته ليست لغيره(116) .

(429) ليس يجوز أن يكون أصل حقيقتنا له بالقياس إلى نفسه أنه موجود ـ الوجود الذي له ـ ثم له بالقياس إلى نفسه أنه معقول بزيادة أمر على أنه موجود الوجود الذي له ، على أنهما اثنان ، فإن حقيقته لا يفرض(117) لها مرة «شيء» ومرة «ليس ذلك الشيء» وهي واحدة في وقت واحد ، فليس لكونها معقولة زيادة شرط على كونها موجودة ، وجودها الذي لها ، بل زيادة شرط على الوجود مطلقا ، وهو أن وجود ماهيتها التي بها(118) هي معقولة حاصل

__________________

(108) عشه : له حاصلة.

(109) ع خ ، ه ، ش : لنا.

(110) ى+ فهذا لذاته ليست لغيره ـ ونحن نعقل جوهرنا. فجوهرنا ماهية لذاته ليست لغيره.

(111) «فهذا» ساقطة من ل.

(112) ج : جواهرنا.

(113) ل ، عشه : ليس.

(114) ج : عقلي.

(115) عش : التي لها هى بالعقل. ه : التي لها وجود هي بالفعل.

(116) هناك حاشية توجد فى جميع النسخ. إلا أن فى ب كتبت فى الهامش بلا علامة فحسبها النساخ من المتن أحيانا. فادرج فى م ود وج في المتن. وهي هذه : (ل : حاشية الكتاب. عشه : حاشية) هذا الكلام عكس كلامه في «أن المجرد يعقل ذاته» [لأن الباري والامور المفارقة لما كانت مجردة وجب أن يعقل ذواتها. ولم يلزم من مجرد هذا الدعوى أن عكسه واجب (عشه : ولم يلزم من بيان ذلك لزوم عكسه)] ؛ وهو «أن كل ما يعقل ذاته فهو مجرد» ؛ لأن الكلية الموجبة لا تنعكس كلية [في جميع المواضع (غير موجود فى عشه)] فتبين بهذه الاصول [أنها تنعكس هاهنا كليه (عشه : ذلك)] ؛ وهو «إن كل ما يدرك ذاته فماهيته له (عشه ، ل+ وكل ما ماهيته له) فهو مجرد (عشه+ تمت)».

(117) ل ، عشه. ج : لا يعرض.

(118) عشه : لها.

١٥٤

[37 ب] لها(119) في نفسها ليس لغيرها.

(430) وهذا أجلّ (120) ما أعرفه في هذا الباب ويحتاج إلى تصور(121) فإن الامور التصديقيّة قد يحيرّ عنها(122) فقدان التصور ، فإذا تمكّنت النفس من(123) التصور سارع إليها التصديق.

(431) ط ـكل ما ماهيّته له فإنه لا يعدم ، لأن كونه بالقوة في وجوده يستحيل ، لأنه إذا كان بالقوة كانت ماهيته لغيره(124) . وأما قبل حدوثه فإنما كانت قوته في هيولاه ، وإذا استحالت قوته في هيولاه(125) كان استحالة للهيولى ، ولم يكن هو بالقوة أصلا ، كان شيئا هو ممكن أن يكون هو ، قد صار هو ، بل كان شيئا يمكن أن يوجد هو له ويوجد معه ، وكان الإمكان في ذلك الشيء ؛ وإذا(126) وجد جوهره فإمكان عدم جوهره إن لم يكن أصلا لم يعدم ، وإن كان إمكان عدمه في غيره حال وجوده فإمّا أن يكون على أنه يعدم عنه ، أو يعدم معيته له(127) ـ فهذا ممكن.

(432) وليس هذا كالوجود ، لأن الموجود ، في غيره موجود في نفسه ، وليس المعدوم في غيره معدوما في نفسه ، فإمكان الوجود في غيره هو إمكان وجود(128) نفسه ، وليس إمكان العدم في غيره إمكان العدم في نفسه ولا مقتضيا له.

(433) إن كانالتعقل هو أن يحصل للعاقل حقيقة المعقول ، فإذن يحصل لنا

__________________

(119) ل : حاصل فى نفسها.

(120) عشه : أصل.

(121) ل ، عشه : إلى أن يتصور.

(122) ل : قد يحبر عنها. عشه. قد؟؟؟ ر. مهملة.

(123) عشه : في.

(124) عشه : لغيرها.

(125) ل : هيولا.

(126) عش : وإذ.

(127) عشه :؟؟؟ عينه له ج : تعينه له.

(128) عشه : وجوده في نفسه.

__________________

(430) راجع الشفاء : الإلهيات ، م 8 ، ف 6 ، ص 357. والرقم (433).

(431) راجع الشفاء : الإلهيات ، م 8 ، ف 4 ، ص 346.

(433) راجع الرقم (493) و (430).

١٥٥

إذا عقلنا الإله والعقول الفعّالة حقائقها ،(129) فلكل منها إذن(130) حقيقتان ، فلم لا يجوز أن يحصل لذواتنا أيضا حقيقتان ـ وهناك يجوز ـ؟

(434) إذا أمكننا أن نعقل المفارقات(131) تصورت حقائق لها في نفوسنا فتكون لها حقيقتان : حقائق لها في أنفسها لأنفسها(132) ـ وهي بها مفارقة(133) ـ وحقائق مصورة(134) فيناهي لنا ، فلذلك هذه(135) ليست بعقول.

(435) ثم إنّا نشعر بذواتنا ولا أدري «هل هو تعقّل ، أو إدراك آخر؟» وإنما يمكن أن نحقق أنّا نعقل إذا بينّا إن لنا حقيقة ذواتنا ، فإن(136) أمكن إن تبيّن أن لنا حقيقة ذواتنا من دون وساطة التعقّل فما الحاجة إلى(137) أن نقول : إنّا نعقل ذواتنا ؛ ونتوصل منه إلي أن لنا حقيقة ذواتنا؟ وإن لم يكن(138) حصل دور.

(436) ليس يتعلّق الكلام بالتعقّل(139) أو(140) الشعور ، بل بكل إدراك كان ، فإنه ملاحظة لحقيقة الشيء لا من حيث هي خارجة ، ولو كانت خارجة لم تكن الامور المعدومة تعقل ، بل هي فينا ، وليس [37 ب] الملاحظة وجودا لها ثالثا(141) بل نفس انتقاشها فينا ، وإلا(142) لتسلسل إلى غير النهاية(143) ، إلا أنّا على سبيل التوسّع نقول : «نلاحظ حقائقها» تشبيها بالمحسوسات على مجرى العادة

(437) وعند التحقيقالمحسوسات أيضا ملاحظتها حصول(144) حقائقها التي هي بها محسوسة لنا ، حتى تصير الخارجة بها ملاحظة(145) .

_________________

(129) «حقائقها» ساقطة من عش ، وفي ل : حقائقها كذا وجوبه وفيه حلل.

(130) «اذن» غير موجود فى ل ، عشه.

(131) ل خ : المفارق.

(132) ل ، عشه : حقائق لأنفسها في أنفسها.

(133) ل : مفارق. (134) ل ، عشه : متصورة.

(135) عشه ، ل : هي. (136) عشه : فإذا.

(137) عشه : في. وفي ل أيضا كذلك غير أنه استدرك فوق الخط.

(138) عشه ، ل : لم يمكن.

(139) ل : بالتعلق. (140) عشه : و.

(141) ل : ثالث. (142) ل : ولا.

(143) عش : غير نهاية. ج : لا نهاية.

(144) ل ، ه : أيضا حصول.

(145) عشه : حتى يصير بها الحاسة ملاحظة.

١٥٦

(438) أحسب إنا نعقل ذواتنا ، ولم يتبيّن بعد أنههل يجوز أن نعقل بآلة جسمانية ، أم لا؟ و (146) هل القوة العقلية في جسم ، أم لا؟ فلم لا يجوز أن تحصل قوتي(147) العاقلة في قوتي(148) الوهمية؟ فتشعر قوتي(149) الوهمية بها؟ كما أن القوة العاقلة تشعر بالقوة الوهمية ، فلا تكون ذات القوة العقلية مني حاصلة لذاتها بل [لغيرها ، كما أن القوة الوهمية مني ليست هي(150) حاصلة لذاتها ، بل](151) مثلا(152) للقوة العاقلة(153)

(439) فينا أو(154) لنا نحن(155) قوة ندرك بها المعاني الكلية وما يجري مجراها ، واخرى تدرك الجزئيات. والكلي من القوة التي بها [ندرك الكلي [ندرك](156) بما يدرك](157) به الكلي ، وذلك سمّه ما شئت ، لكنّا نسميه «القوة العقلية».

(440) ولا يخلو إما أن يعتبر الشعور أو الإدراك العقلي ـ وقد عرف(158) ما يوجبه الإدراك العقلي ـ فأما الشعور فأنتإنما تشعر بهويتك ، لست إنما تشعر بشيء من قواك ـ حتى تكون هي المشعور بها ، فحينئذ لا تكون شعرت بذاتك ، [بل بشيء من ذاتك(159) ، ولو شعرت(160) ذاتك لا بذاتك](161) بل بقوة كحسّ أو تخيّل(162) لم يكن المشعور بها(163) هو الشاعر ، ومع شعورك بذاتك [تشعر أنك إنما تشعر](164) بنفسك ، وأنك الشاعر بنفسك.

(438) راجع الأسفار الأربعة : 8 / 274.

__________________

(146) ل ، عش : أو ه : أم.

(147) عشه : قوى.(148) عشه : قوى.

(149) عشه : قوى. ج : القوى.

(150) «هي» ساقطة من عشه ، ل.

(151) ساقطة من م ، د ، ج.

(152) «مثلا» غير موجودة فى ل ، عشه.

(153) عشه : العقلية. (154) د ، ج : إذ.

(155) عشه ، ل : أو نحن. وفي ب أيضا كتب كذلك ثم صحح ومحي «أو».

(156) اضافة من ى وغير موجودة في النسخ.

(157) ل ، عشه : التي يدرك بها الكلي يدرك بما يدرك. والنسخ مهملة عموما.

(158) ل ، ه : وقد عرفت.

(159) ج : قوة ذاتك. (160) ل : ولا شعرت.

(161) ساقطة من عشه. (162) ل : تخيل ما.

(163) ج : به. (164) ل : انك انما؟؟؟ شعر.

١٥٧

(441) ثم إن كان الشاعر بنفسك قوة هي في نفسك وقائمة بها فيكون وجود نفسك بقوتها لنفسك ، ويرجع(164) علي نفسها مع القوة ولا يكون لغيرها ، وإن كانت تلك القوة قائمة بجسم ، ونفسك غير قائمة في ذلك الجسم ؛ فيكون الشاعر ذلك الجسم بتلك القوة لشيء مفارق بصور اخرى ، ولا يكون هناك شعور بذاتك بوجه ، ولا إدراك لذلك(165) بخصوصيّتها ، بل يكون جسم ما يحسّ بشيء غيره ، كما تحسّ بيدك ورجلك(166) .

(442) وإن كانت نفسك بتلك(167) القوة [38 آ] قائمة في ذلك الجسم فتكون النفس وقوتها وجودهما لغيرهما ، فلا تكون النفس بتلك القوة تدرك ذاتها ولا ذلك الجسم ، لأن ماهية القوة والنفس معا لغير هما ـ وهو ذلك الجسم ـ

وإن كان جوهر النفس هو القوة التي بها تدرك فليسا يفترقان(168) ـ فهل هاهنا جواب أبين منه(169) ، أم لا؟

كل هذا حق مبين.(170)

(443) قيل : «إنّا نعقل أنفسنا ، وكل ما يعقل شيئا فحقيقته حاصلة له ، فحقيقة ذاتنا(171) حاصلة لنا» فما معنى قوله : «ما يعقل شيئا حقيقته (172) حاصلة له »؟

ج ط ـ الجواب ما تقدّم.

(444) وما يدرينا أن شعورنا بذاتنا هو تعقّلنا له؟ فعسى هو إدراك آخر

__________________

(164) ل :؟؟؟ قو؟؟؟ ها إلى نفسك فيرجع.

(165) عشه ، ل : لذاتك.

(166) ل : بيدك رجلك. عشه : برجلك ويدك.

(167) د ، م : كانت بتلك. ج : كانت تلك.

(168) هنا فى ل وعشه علامة السؤال «س».

(169) ل : جواب أحق وأبين منه. عشه ، ل خ : جواب أحق وأبين من هذا.

(170) عشه : هذا كله حق مبين. ج : كل منهما حق مستبين.

(171) ل : فحقيقة نفسنا. عشه : فحقيقة ذواتنا.

(172) ل ، عشه : فحقيقته.

__________________

(443) راجع الرقم (427)

(444) راجع الأسفار الأربعة : 8 / 270.

١٥٨

لا يقتضي ذلك الإدراك أن تكون حقيقة ذاتنا حاصلة لنا ، بل هو أثر على لون ما حصل(171) لنا من ذاتنا ، فلا يكون ذلك الأثر هو بعينه حقيقة الذات(172) ، فلا يمتنع أن يكون لنا حقيقة وجود يحصل منها لنا أثر فنشعر(173) بذلك الأثر ، [فلا يكون الأثر هو الحقيقة](174) ، فلا يكون قد حصل لنا ذاتنا مرتين.

(445) ج ط ـ من لا يتصور حقيقة ماهيّته فليس يعقل ماهيّته ، وليس الإدراك إلا تحقّق حقيقة الشيء من حيث يدرك ، وهو معنى الشيء بالقياس إلى لفظه.

(446) وقوله : «يحصل لنا أثر فنشعر(175) بذلك الأثر» لا يخلو إما أن يجعل الشعور نفس حصول الأثر ، أو شيئا يتبع حصول الأثر ، فإن كان نفس حصول الأثر ، فقوله : «فنشعر بذلك الأثر» لا معنى له ، بل هو اسم آخر أو قول آخر مرادف ، فإن(176) كان الشعور شيئا يتبعه ، فإما أن يكون حصول معنى ماهيّة(177) الشيء أو غيره ، فإن كان غيره فيكون الشعور هو تحصيل ما ليس ماهيّة الشيء ومعناه ، وإن كان هو هو فتكون ماهيّة الذات تحتاج في أن تحصل لها ماهيّة الذات إلى أثر آخر به تحصل ماهيّة الذات ، [فيكون لم تكن](178) ماهيّة الذات [يحصّلها(179) أثر ، فليست متأثّرة ، بل متكوّنة.

وإن كانت(180) ماهيّة الذات](181) تحصل ثانيا بحال اخرى ـ من التجريد أو نزع(182) بعض ما يقارنها من العوارض [38 ب] أو زيادة تضاف(183) إليها ، فيكون المعقول هو ذلك الذي بحال اخرى وكلامنا في نفس الماهيّة وجوهرها الثابت في الحالين.(184)

__________________

(171) ل خ : على كون ما هو حاصل.

(172) عشه : حقيقة ذاتنا.

(173) ل ، عشه : لنا منها أثر ونشعر. ج : فيها لنا أثر فنشعر.

(174) ل : يكون الاثر هو الحقيقة. ج ساقطة.

(175) ل ، خ : فشعورنا.

(176) ل ، عشه : وان كان.

(177) ج : حصول ماهية.

(178) ج : فلن تكن.

(179) عشه ، ل : فحصلها.

(180) ل ، عشه : كان.

(181) ساقطة من د ، م ، ج.

(182) ج : بنزع. (183) ج : انضياف.

(184) ج : الحالتين.

١٥٩

(447) س ط ـ لم يبين أن كل إدراك هو أن تحصل حقيقة الشيء للمدرك ، بل إنما ذلك في التعقل وحده ، وعسى شعورنا بذواتنا ليس هو تعقلنا لذواتنا ، بل هو إدراك آخر ، ولا يكاد يبين(185) أن لنا حقيقة ذواتنا(186) إلا بعد أن يعلم أن شعورنا بذاتنا(187) هو عقلنا لذاتنا(188) .

(448) [لا جواب له](189)

(449) س ط ـ(190) قيل :(191) القوة العقلية [لو كانت تعقل بالآلة الجسدانية](192) حتى يكون فعلها إنما يستتم(193) باستعمال تلك الآلة الجسدانية لكان يجب أن لا تعقل ذاتها ، وأن لا تعقل(194) الآلة ، وأن لا تعقل أنها عقلت [فإنه(195) ليس بينها وبين ذاتها آلة ، [وليس بينها وبين آلتها آلة](196) ، وليس بينها وبين أنها عقلت آلة](197) ـ لكنها تعقل ذاتها وآلتها ، ولا تعقل(198) الآلة.

فلم قيل : «تعقل آلتها التي تدعى له وأنها عقلت »

(450) فإذن تعقل بذاتها لا بالآلة وما يدل(199) على أنه(200) ليس بينها وبين آلتها آلة أنها لو كانت تعقل آلتها(201) بآلة لكانت صورة آلتها في آلتها وفيها بالشركة دائما ، فيجب أن تعقل آلتها دائما ، إذ(202) كانت إنما

__________________

(185) ل : يتبين. (186) ج : ذاتنا.

(187) م ، د ، ل : بذواتنا.

(188) ل : لذواتنا.(189) عشه ساقطة.

(190) العلامة كان في ب قبل الجواب السابق «لا جواب له» بدلا من هنا والأظهر كونه سهوا من الناسخ والصحيح ما أثبتناه حدسا.

(191) ل ، عشه : قيل إن.

(192) عشه : لو كانت بآلة جسدانية.

(193) ج : حتى يتم. (194) عش : ولا لا تعقل.

(195) ل : عشه : وانه.

(196) ساقطة من د ، ل.

(197) ج : إذ ليس بينها وبين ذاتها ولا بينها وبين آلتها ولا بينها وبين أنها عقلت آلة.

(198) عشه : ولا اعقل. (199) ل خ : ومما يدل.

(200) عشه : ل : أنها. (201) ج : الآلة

(202) م ، د ، ج : إذا.

__________________

(449) الشفاء : النفس ، م 5 ، ف 2 ، ص 192 ـ 193.

١٦٠