• البداية
  • السابق
  • 399 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 27582 / تحميل: 7150
الحجم الحجم الحجم
المباحثات

المباحثات

مؤلف:
العربية

(847) سئل عن البرهان على أن النفس قبل المزاج فقال :(510) المزاج مزاجان : مزاج البدن(511) والمني ومزاج المخلّق حيوانا. ومزاج البدن(512) و(513) المني يفعله(514) القوة الوالديّة ـ فهو قبله ـ وأما النفس الخاصّة بالمخلّق(515) فليس قبله ، وأما مزاج المخلّق حيوانا فإن الفاعل القريب له هو نفسه ، أعني نفس المخلق(516) الذي ذكرناه في البذور(517) والفاعل قبل الفعل ـ.

(848) المني موضوعه الأخلاط والأغذية ، والمخلّق حيوانا موضوعه المني على الوجه الذي علم الاختلاف فيه.

(849) تشكك عليه بما قال في حد النفس من أنه «يصدر عنها أفعال مختلفة» فقيل : إن البسائط أيضا يصدر عنها أفعال مختلفة صدورا أوليّا؟

فأجاب بأن ذلك في موضوعات مختلفة ذوات استعدادات مختلفة ، والقوة المحركة والمغذّية تتصرّف في موضوع واحد.

(850) وتشكك عليه بأن النفس كافية في جميع أفعالها لا تحتاج إلى قوى بها تفعل أفعالها؟.

فأجاب بأنه(518) قد تحقّق أن الصور والمعاني الجسمانية لا تدرك إلا بآلة جسمانيّة ، والمجردة الكليّة لا تدرك بآلة جسمانية ، والنفس الواحدة ينسب إليها الأمران جميعا ولا تصلح أن تكون جسمانيّة ماديّة وغير جسمانية.

ومن الدليل على فساد هذا الرأي أن الإنسان عنده صور متخيّلة

__________________

(510) لر : الجواب بخطه.

(511) ى : البذر. لر : البذور.

(512) ج : فى. (513) ج : فى.

(514) ى : يفعل ، لر : يفعل فيه.

(515) ج : بالمخلوق. (516) لر : المخلوق.

(517) ج : البدن. (518) لر : فأجاب أنه.

__________________

(849) تكرر في الرقم (210 ـ 211). راجع الشفاء : النفس ، م 1 ، ف 1 ، ص 5.

(850) راجع الشفاء : النفس ، م 1 ، ف 4 ، ص 27.

٣٠١

ومذكورة محفوظة ، وقد يتأدّى إليه من الحسّ ما يذهل عنه وهو يدركه ـ ضربا من الإدراك ـ فهذه الصورة لو كانت منطبعة في النفس لم يجز أن يقال : «إنها مرة حاضرة ، ومرة غير حاضرة» و «مرة خاطرة بالبال(518) ، ومرة غير خاطرة» فإن الخطور ليس أمرا غير(519) حصول الصورة بالفعل ، فبقي أنها في حال الغفلة تكون غير حاضرة للنفس ، فلا يخلوا [82 ب] إما أن تكون حاضرة لقوى اخرى نفسانيّة حافظة لها أو منمحية أصلا ، ولو كانت منمحية(520) لكان لا يقع خطورها بالبال إلا على الوجه الذي حصلت عليه أولا حين كانت موجودة بالقوة ، فأوردها الحسّ ، فإذ ليست كذلك فهي موجودة بالفعل عند بعض القوى.

(851) إن قيل إن العقول الفعّالة في ذواتها ممكنة لا محالة والممكن أن يكون ممكن أن لا يكون ، فيلزم أن يكون في قوتها أن تعدم(521) .

فالجواب : إن إمكاناتها(522) هي بالقياس إلى الوجود وبمعنى أنه متى عدمت أسبابها عدمت هي ، وهذا غير ما نحن فيه ، بل ما نحن فيه هو(523) أن ما يمكن أن يعدم في ذاته مع قيام علته يجب أن يكون عدمه لفساد(524) يعرض في جوهره أولا ، وقبل الفساد كان له لا محالة فعل(525) غير وجوده(526) ، فيبطل عند الفساد عنه ذلك الفعل ، فلا محالة تكون هناك قوة أن تفسد وفعل أن تبقى. وأما حقايق المفارقات فكونها بالفعل هو أن تبقى مع العلة وتعدم مع عدمها لا بفساد يعرض في ذواتها.

وجد في رقعة (527) :

__________________

(518) «بالبال» ساقطة من لر.

(519) ج : ورى حصول.

(520) ج+ أصلا. (521) لر : فى قوتها العدم.

(522) لر : مكانها. (523) «هو» ساقطة من ج.

(524) لر ، ج : بفساد.

(525) ج : لا محالة له فعل

(526) ج : غير وجود. ى : عن وجوده.

(527) غير موجود فى ج.

__________________

(851) راجع الشفاء : النفس ، م 5 ، ف 4 ، ص 205.

٣٠٢

(852) القدر هو وجود العلل والأسباب واتّساقها على ترتيبها ونظامها حتى ينتهي إلى المعلول والمسبب ، وهو موجب القضاء تابع له.

(853) لا لميّة لفعل الباري فإن(528) فعله لذاته لا لداع دعاه إلى ذلك.

(854) الإرادة هي(529) علم بما عليه الوجود وكونه غير مناف لذاته.

(855) فعل الباري مخالف لأفعالنا ، فإنه لا يكون تابعا لتخيّل ، ولذلك(530) إرادته مخالفة لإرادتنا فإن فعله كما قال «كن ، فيكون».

(856) صور الموجودات مرتسمة في ذات الباري [سبحانه] إذ هي معلومة له ، وعلمه لها(531) سبب وجودها.

(857) سبب هذه التغيّرات [شيء متغيّر لا محالة ـ وهو الحركة ـ وهذه التغيرات](532) تتأدّى إلى ثابت واحد ، وهذه المختلفات تتأدّى إلى نظام واتفاق واتّحاد.

__________________

(528) ج ، لر : لان. (529) «هى» ساقطة من ج.

(530) لر : وكذلك. (531) ج : بها.

(532) يوجد فى ى فقط وغير موجود في سائر النسخ.

__________________

(852) راجع الشفاء : الإلهيات ، م 10 ، ف 1 ، ص 439.

(853) راجع الشفاء : الإلهيات ، م 9 ، ف 4 ، ص 402. و: م 8 ، ف 7 ، ص 366.

(854) راجع الشفاء : الإلهيات ، م 8 ، ف 7 ، ص 366.

(855) راجع الشفاء : الإلهيات ، م 9 ، ف 6 ، ص 415. و: م 8 ، ف 7 ، ص 366.

(856) راجع الشفاء : الإلهيات ، م 8 ، ف 7 ، ص 362.

(857) راجع الشفاء : الإلهيات ، م 9 ، ف 2 ، ص 383.

٣٠٣

(858) نحن إذا رأينا شيئا في المنام فإنما نعقله أولا ، ثم نتخيّله(533) ؛ وسببه أنالعقل الفعّال يفيض على عقولنا ذلك المعقول ثم يفيض عنه إلى تخيّلنا.

[83 آ] وإذا تعلّمنا شيئا ، فإنما نتخيّله أولا ثم نعقله فيكون بالعكس.

(859) القضاء سابق(534) علم الله تعالى الذي يتشعّب منه المقدرات(535)

(860) كل موجود كان وجوده بوسائط أقلّ كان أقوى وجودا ، والأقوى وجودا هو الجوهر ، لأنه وجد من جهته بوسائط أقلّ ، والأضعف وجودا هو العرض لأنه بالعكس من هذا.

فصل

من كلامه بخطه :

(861) سئل : ما البرهان على أن القوى الشوقية الإجماعية جسمانية؟

فأجاب : الإجماعية الوهميّة هي القوة التي يتأدّى إليها أثر الجزئي فيحركها إلى التحريك بأن تنفعل عن الجزئي.

وهذا للجسماني ،(536) وتدخل في هذا الشهوانيّة ، فإنها يتأدى(537) إليها طعم أو رايحة أو خيال منهما فتنفعل إلى الطلب.

وأما إن(538) كانت إجماعية عقليّة فإنما تكون مبدء للحركة(539)

__________________

(533) لر : فانما نعقله لو لا نتخيله.

(534) لر : السابق. (535) لر : المقدورات.

(536) لر :الجسماني. (537) «يتأدى» ساقطة من لر.

(538) لر : إذا. (539) لر : الحركة.

__________________

(858) راجع الشفاء : النفس ، م 5 ، ف 5 ، ص 208.

(859) راجع الشفاء : الإلهيات ، م 10 ، ف 1 ، ص 439.

(861) راجع الشفاء : النفس ، م 1 ، ف 4 ، ص 30. و: ف 5 ، ص 37. وم 4 ، ف 4 ، ص 172.

٣٠٤

والإجماع بعيدا لا قريبا ، وتحرك من جهته(540) الرأي الكلي ، فذلك شيء آخر.

(862) ما البيان الحقيقي لكونالأول مبدء للوجود وللجوهر؟ فإن الأوائل إنما بيّنوا أنه مبدء للحركة فقط؟

الجواب بخطّه.

بل قد تعرّضوا(541) لبيان كونه مبدء للحركة تعرّضا واضحا وبالفعل ، وتعرضوا للآخر تعرّضا كالتعريض(542) وكالشيء بالقوة.

ثم إنما هو مبدأ [لا للوجود كلّه ـ بل للوجود الممكن](543) ـ فإن عنى بالجوهر ماله ماهيّة وجودها لا في موضوع لزم أن يكون الوجود من لوازمها الغير المقومة ، ولا يكون من لوازم الماهيّة ، لأن العلّة الموجدة هي التي تقتضي المعلول الحاصل ، ولا تكون قبل الوجود موجودة [بتدرج](544) في هذه(545) الإشارة ، فبقي أن تكون من لواحقها الخارجة. وإن كان مركبا من هيولى(546) وصورة وقابلا للقسمة فقد تجافى عنه الوجوب بالذات ، إذ وجوبه بالغير(547)

(863) هل تعقل العقول ذواتها [أولا ثم ما يلزمها من وجود مباديها؟ أو إنما تعقل أولا مباديها ثم من مباديها ذواتها](548) ؟ ـ وبالجملة ـ ما الذي يجب أن يقال في إدراك العقل لما فوقه؟

الجواب من خطه : (549) تعقل أولا ماهياتها موجودة وتتوصّل إلى المبادي من وجودها [83 ب] ثمّ تنعطف فتعقل ذاتها جزءا من معقول أنها وجدت من

__________________

(540) لر : جهة.

(541) لر : بل تعرضوا.

(542) لر : كالتعرض.

(543) لر : لا للوجود المتمكن كله ، بل للوجود.

(544) ى : ولهذا بسط يندرج.

(545) لر : هذا.

(546) لر : وإن كان من كتاب هيولى وصورة قابلا (محرف).

(547) لر : بغيره.

(548) ساقطة من لر.

(549) «من خطه» غير موجود فى ج.

٣٠٥

الأول ؛ والشيء قد يعقل مرتين : مرة مفردا(550) ومرة باعتبار مقارنه من حيث المقارنة.

(864) ما حقيقة العقل وماهيّته في ذاته التي يلزمها أن يكون عقلا(551) وعاقلا ومعقولا ؟ فإنه(552) لا بد من حقيقة بسيطة غير كونها عقلا ، [ثم يتبعها أن يكون عقلا وعاقلا ومعقولا.

وبيّن ذلك بأن(553) العقل إما أن يعنى به جوهر الذات الذي من شأنه أن يعقل ، فيكون في ذاته عقلا](554) ، وبالقياس إلى ما يحصل له زيادة على ذاته عاقلا ؛ وإما أن يعنى به نفس نسبة هذه الذات إلى ما عقل ؛ وإما أن يعنى به قوة هذه الذات واستعدادها.

الجواب من خطّه : 549 ـ أما كونها عاقلة لنفسها فأمر داير(555) يكون به الشيء في نفسه عقلا بالفعل ، ومعقولا بالفعل ، وكونه عقلا(556) أنه مبدء مجرد تتصوّر فيه ماهيات مجردة ، وكونه عقلا بالفعل هو أن مجردا ما لا يباينه ، فإن(557) كان ذلك المجرد ذاته كان مفهوم «أنه عقل» مفهوم «أنه عاقل لذاته» ومفهوم «أنه معقول».

(865) وبهذا نشعر بذواتنا ونعقلها نوعا من العقل مخلوطا أولا خلطا عقليّا ؛ ثمّ ننتقل إلى نمط آخر من عقل(558) ماهية لذواتنا عامة باعتبار ما ، ذلك(559) الاعتبار أيضا صورة عقليّة ، وهو يخصّص النظر ،(560) فماهيّة العقل الجوهري ـ من حيث هو عقل ـ أنه موجود لا في موضوع ، مجرد عن الوضع والحركة ؛ ولست أعني بـ «الموجود» الموجود(561) بالفعل ، بل الشيء الذي من شأنه

__________________

(550) ج+ من غير.

(551) «عقلا و» ساقطة من لر.

(552) ج : إذ.

(553) لر : ان.

(554) ساقطة من ج.

(555) ى : دائم.

(556) لر : عقل.

(557) لر : وإن.

(558) لر : عقلى.

(559) لر : باعتبار ما كان ذلك.

(560) «النظر» ساقطة من ج.

(561) «الموجود» ساقطة من ج ، د.

٣٠٦

أن يكون وجوده لا في موضوع ؛ فقد علم أن الجوهر بهذا يكون جوهرا حيث علم.

فالشيء (563) البسيط المجرد عن الوضع والحركة ، القائم لا في موضوع ، هو العقل في نفسه من حيث هو عقل ؛ ولعله في نفسه ماهيّة وقوة ما بها جوهريّته وبها(564) عقليّته ، ولو لا أن عقليته لازم عسر(565) [وجوده عقول كثيرة](566) ؛ بل العقول ماهيّاتها [84 آ] الذاتيّة لعلّها أن تكون قوى ما مفارقة لها أفعال بوجه ، وتكون عقولا لأنها مجردة.

(866) وأما العقول باشتراك الاسم فهي أحوال للنفس كالعقل الهيولاني ، والعقل بالملكة ؛ وليست قوى قائمة بذواتها.

(867) مسئلة : قيل : «إن أول اثنينيّة في المبدع أن له في ذاته الإمكان ، ومن جانب الحق الأول الوجوب ، ومن هذين تأتلف هويته موجودة» فإن كان الأمر على هذا فأين حقيقة ذاته التي يلزمها الإمكان والوجوب ـ سواء كانت تلك الذات عقلا أو حقيقة يلزمها أن تكون عقلا ـ فيلزم لا محالة التثليث.

الجواب بخطه : الإمكان من لوازم الماهيّة تقتضيها الماهيّة [كما تقتضي الماهيّة](567) أشياء كثيرة ـ مثل ما يقتضي المثلّث كون زواياه مساوية لقائمتين ، وكما تقتضي الماهيّة أجزائها ـ فإذا وجدت الماهيّة التي لا يسبقها إمكانها وجد لها ذلك الإمكان ـ من حيث هو موجود ، لا من حيث هو مقتضى الماهيّة ـ والشيء من حيث هو موجود غيره من حيث هو مقتضى الماهية.

فأما إن كان إمكانها [يسبقها فوجوده بماهيّتها ؛](568) وهذا سر ؛ ويكاد أن يكون لما تسبقه ماهيّته إمكانان :

أعني بقولي : «الوجود» الوجود(569) في الأعيان ـ ليس الوجود الذي يعمّ

__________________

(563) لر : والشيء.

(564) لر : وبهذا عقلية

(565) لر : عن وجود. ج : عسر وجود.

(566) ى : وجود عقول كبيرة.

(567) ساقطة من لر.

(568) ى : سبقها موجودا لماهيتها فلا.

(569) لر : الوجود للوجود. ى ، د : الوجود.

٣٠٧

حالين(570) عينا ومعقولا ، فذلك الوجود لازم دائما للماهيّة أيضا ، وليس كونها شيئا وماهيّة هي كونها ذلك الوجود ، ويعلم ذلك لاختلاف المفهومين ، وأن إحداهما موضوع للآخر(571)

(868) كيف يكونالإمكان من لوازم الماهيات؟ وهل يدخل ذلك في(572) الإبداع ، أم لا يدخل فيه ـ فيكون شيء بعد الأول غير منسوب إلى الإبداع؟

الجواب عن خطّه : (573) اعتبار أنها ممكنة غير اعتبار(574) أن إمكانها موجود عينا ؛ كما أن اعتبار أن المثلث مساو زواياه لقائمتين غير اعتبار أن ذلك حاصل(575) مع عدم المثلّث ، بل هذا مقتضى الماهيّة ، وهو غير الوجود بالفعل للماهيّة ؛ كما أن الماهيّة غير الموجود(576) بالفعل ماهيّة في الأعيان مفهوما ولزوما.

(869) سئل عن الفرق بين الوجود وبين (577) الواجبيّة [84 ب] فقال : الوجود(578) لا يقتضي امتناع مقارنة جواز العدم.

(870) وسئل عن نسبة الوجود (579) إلى الإمكان ؛ فقال : نسبة تمام إلى نقص.

(871) مسئلة : حكم بأن مبدء الأشياء لما كان باقيا بذاته وحقّا بذاته صارت الأشياء كلها نازعة ـ إما بالاختيار ، وإما بالإرادة ،(580) وإما بالطباع(581) ـ إلىحبّ البقاء وطلبه بالشخص أو بالنوع ـ فلم وجب ذلك؟

__________________

(570) لر : حالتي. ى : حالتي الماهية.

(571) لر : فان أحدهما موضوع الآخر. ج : وأن احدهما موضوع للآخر.

(572) ج : في ذلك.

(573) لر : من خطه. ج ساقطة.

(574) «اعتبار» ساقطة من لر.

(575) ج : حاصل له.

(576) لر : الماهية الموجودة.

(577) «بين» ساقطة من ج.

(578) ن : الوجوب.

(579) ى : الوجوب.

(580) ج : أو بالارادة.

(581) لر : وإما بالطبع.

٣٠٨

الجواب عن خطه : سئل(582) عن مثل هذه الأشياء أفلاطون. أما أنا فأرى(583) أن الأول فليس للماهيات صفاته الشريفة من الوجود والوحدة والثبات والبقاء ؛ وكل ما له شعور فهو ينفر بالطبع عن أضدادها ؛ لأن الأول وصفاته معشوقان بالطبع لا بالعلة والسبب ؛ [فما يدرك(584) منها معشوق الأول لمن يناله بشعوره ـ وهو بعض الأشياء](585) ـ والصفات لمن ينالها بشعوره ـ وهو أيضا بعض من الأشياء أكثر(586) عددا من الأول ـ وربما كان(587) عدة شاعرين مختلفين [بصفات مختلفة ،](588) فاختلف عشقها وطلبها فتنازعت ـ كالشهوة والغضب ـ وربما [حال الأضعف مثلا أقوى](589) فعلا ـ لما هو بخلافه ـ عن طلبه كهاتين والعقل.

وأما ما لا شعور له فقد جعلت(590) العناية الأوليّة طبيعته مشتاقة(591) إلى حفظ ما ينال من ذلك [واستعادته إن مات](592) لفضل الرحمة الواسعة ؛ حتى يكاد ما لا شعور له يشبه(593) ما له شعور ، كما يكاد من ذوات الشعور ما لا عقل له يشبه(594) ما له عقل.

(872) وسئل : لم لا يجوز أن يكون العرض المهيئ للمادة لقبول الصورة نفسا؟

الجواب : هذا يجوز ولكن يكون مهيّئا لقبول غير الصورة المقومة(595) ؛ لأن النفس النوعيّة إذا اتّحد(596) بالهيولى تمّ(597) النوع.

_________________

(582) لر : من خطه يسئل.

(583) لر : وأما أنا ليرى ان الأول يلبس الماهيات. ب أرى.

(584) ى : ولكل مما يدرك.

(585) ساقطة من لر.

(586) ج : من الأشياء ليس عددا.

(587) لر : كانت.

(588) ساقطة من ج.

(589) ى : كان الاضعف نيلا الاقوى.

(590) ى : حصلت العناية. لر : جعلت الغاية.

(591) ى : منساقة. لر : يشتاقه.

(592) لر : واسعا فان.

ج : واستعادته ان فات.

(593) لر : نسبه. (594) لر : نسبه.

(595) ج : المنوعة. (596) ى : اتحدت.

(597) لر : ثم.

٣٠٩

(873) مسئلة : وجوب عقل الأول لذاته ، ثم للأشياء(597) من ذاته.

من خطّه : لأن من(598) صفات ذاته أنه مبدء وقوة ، وذلك يعقل بالقياس إلى غيره لا من حيث هو موجود ، بل من حيث هو ماهيّة ، ويعرض لها أن يكون جزء [85 آ] صفة ،(599) لأنها جزء عقل.

(874) سئل : لم يلزم إذا لم تكن حركة الفلك طبيعيّة أن تكون إراديّة؟

فأجاب : لأنه إما أن تصدر عن قصد وإرادة وإما أن لا تصدر عنها ، فتصدر عن جوهر الذات وصورته ، أو عن أمر خارج.

(875) شرح الحال في الفصل الذي يذكر فيه أن كل ماهيّة من ماهيات الأشياء(600) إنما تستطيع أن تلبس الوجود وكماله على قدر احتماله في ذاته ، وعلى درجاتها ، وأن ذلك ليس بسبب المفيد ، فلذلك تقع العاهات والأمراض ؛ بل لما يلزم من ضرورة المادة التي لا تقبل الصورة على كمالها(601) الأول والثاني.

(876) مسئلة : ذكر في موضع إن الأثر الذي ينال من الأول هو الملائم لكل شيء ـ طبيعيّا كان أو نفسانيّا أو عقليّا ـ فكل شيء ينال من فضله(602) وجوده بحسب طاقته ابتداء من الوجود وانتهاء إلى أكمل ما يكون في(603) إمكانه أن يقبله ، حتى يبلغ القدرة والعلم ، وحتى يبلغ أن ينال حقيقته فتنتقش في جوهر النائل الهيئة ، ووجد إن في هذا كلاما طويلا يحسن أن يسمع من المشرقيين.

الجواب من خطه : الكلام في هذا طويل ، وليس يدرى أن ذلك الطويل سنح(604) لخاطر هذا القائل حين يقول هذا القول ، فأما الأشياء العلميّة المناسبة

__________________

(597) م ، د ، لر : الأشياء.

(598) «من» غير موجودة فى ب وبتبعها فى م ود. وأثبتها مطابقا لنسختى ى ولر.

(599) ى : منه.

(600) ج : من الماهيات التي للاشياء.

(601) لر : كمال.

(602) لر : فضل.

(603) لر من.

(604) لر : يسنح.

٣١٠

لهذا الموضع فلعلها غير متناهية بالقوة.

(877) ذكر في فصل إن اختلافات الأحوال تضطرّ ضرورة في تجددها(605) إلىحركة مكانية ، وما لا يتحرك الحركة المكانية لا ينتهي إليه اختلاف حال ـ فما البرهان على ذلك؟

الجواب من خطه : هذا بيّن في كتاب الشفاء إنه لا بدّ من أن يكون لما كان بعد ما لم يكن علة لم تكن ، فكانت ؛ إما ذاتا(606) وإما علّة ؛ فيكون كل حادث محتاجا إلى حادث ؛(607) فإما أن يكون معا ـ وهذا محال ـ وإما أن يكون على التتالي ـ والتتالي لا يمكن بلا زمان ، والزمان لا يمكن بلا حركة مكانيّة ـ.

فالحركة المكانية هي التي بها يمكن أن يقال : إن العلة لم تكن مماسّة فماسّت ، أو قريبة(608) [85 ب] فقربت ، أو على وضع فوضعت عليها(609)

(878) سئل : قيل : إن الوجود في واجب الوجود بذاته لو كان لأنه وجود لا علّة له لكان كل وجود لا علة له ، وهذا أيضا لازم في الواجبيّة ؛ فأيّ فرق بين الواجبيّة والوجود؟

الجواب : الواجبيّة مطلقا كالوجود ، ويجوز أن تكون واجبيّة بعلّة ، فليس هو هو لأنه واجب ، بل لأن لذاته واجب(610)

(879) بيان أنه لا حركة ولا محرك [غير ما ذكر وتتميم ما ذكره من أنه إن كانت آخر](611) فإنها تتحرك لأنها تمام حركة ؛ ولكن لا حركة غير ما قيل.

وأنه لم لا يجوز أن يكون موجود(612) بريء عن المادة إلا وهو مبدء

__________________

(605) لر :؟؟؟ حد؟؟؟ دها.

(606) لر : فكانت اناديا.

(607) لر : يحتاج الى حادث واما.

(608) لر : أو قريب.

(609) لر : يوضع عليها.

(610) ى : واجبا.

(611) لر : غير ما ذكرتم وتتميم ما ذكرناه في أنه لو كان آخر.

(612) لر : موجودا.

٣١١

مشتهى لحركة وكالغاية لها؟ وأنه ليست الحالة التي هي الأفضل إلا هذا(613) .

الجواب بخطه : (614) قيل : قائل هذا القول حين أغواه(615) البيان فصار إلى التظنّي ، لكن هذا مما يمكن أن نتكلّف له نصرة قد استغنينا عنه.

(880) الموجود البريء عن المادة إما واجب الوجود فهو واحد هو مبدء للحركة بوجه ما متقدم ؛ وإما غير واجب الوجود فهو واسطة بينه وبين الأجرام ، فهو أيضا مبدء ما للحركة(616)

(881) سئل : ليس بمحال أن تكون قوة تدرك معنى النفس(617) ولا تدرك تلك القوة ذاتها ، فأظنّ أني أشعر بذاتي.

المعنى المدرك فينا الذي هو الأصل نسمّيه النفس ، والمدرك للكليّات نسمّيه النفس الناطقة ، والمدرك منّا للكليات(618) يدرك النفس(619) الناطقة من حيث هي نفس ناطقة ، فهي تدرك ذاتها(620)

(882) كيف يحصلللنفوس السمائية إدراك للأحوال(621) الجسمانيّة وإدراك للمبادي المفارقة؟ وهل ذلك للنفوس الإنسانيّة أيضا.

ج ـ(622) هذا لا يمكن أن يكتب.

(883) حكم في بعض المواضع «إن النفس إذا تمّت قوتها في هذا البدن فبالحري أن تستعمل بدله لضرورة ما وحاجة ما بدنا آخر أجلّ منه وأشرف» فكيف وجه الأمر في هذا؟ وهل يجب في كل نفس ، أو إنما يجب(623) في بعضها دون بعض؟

__________________

(613) لر : هذه.

(614) لر : من خطه

(615) لر : اعوزه.

(616) لر : مبدء للحركة.

(617) لر : للنفس.

(618) لر : الكليات.

(619) ج : بالنفس.

(620) لر : ذاته.

(621) لر : الاحوال.

(622) «ج» غير موجود فى لر ، ج. وفى ى بدلا منه : الجواب بخطه

(623) ج : أو يجب. لر : وانما يجب.

٣١٢

الجواب من خطه : لا أدري كيف قيل هذا ؛ ولعل هذا في استعمال النفوس المفارقة للبدن السمائي حالة(623) حاجة إن عرضت [86 آ] وهو تخمين وحزر(264) مني(625) ليس إلى منعه وإثباته لي سبيل ـ ولعلهما(626) يكون لغيري ـ.

(884) لم قالوا : «إنه لو كان للنفس صورة أو خالط شيئا ذا صورة منعته صورته وصورة ما يخالطه عن أن تقبل صورة غيره ، وأن ما له صورة تخصّه(627) فليس يمكنه أن يكون قابلا لجميع الامور التي يتصوّرها العقل ؛ بل تمنع تلك الصورة عن بعض ما للعقل أن يفعله(628) ؟

وما الفرق بين صورة قديمة لها ـ إن كانت ـ وبين صورة ما تحصل(629) لها مكتسبة؟ ولم تمنع الاولى(630) من التصور ولا تمنع الثانية؟

الجواب من خطه : لعلّهم قالوا هذا في العقل الهيولاني ، وأنه ليس بجسماني ، وأنه [لو](631) كانت له صورة جسمانيّة فكان في الموضوع الجسماني حالت(632) الماهيّة الجسمانيّة عن أن تقارنها كل ماهيّة مما تتصوّر به ، إذ لا مادة جسمانيّة تحصل(633) لكل صورة ، مثل الأضداد والمتباينات(634) وهيآت المقادير المختلفة والأوضاع المتباينة. أو لا أدري وليتعرف ذلك من مفسّريهم(635)

(885) س ـ ما وجه الاستغفار للموتى والترحّم لهم ؛ وبالجملة استمداد الفيض الإلهيّ بالأدعية؟

ج ـ(636) لعل هذا من المعاني(637) الممحقة للهيئة بتأثير من أوهامنا

__________________

(623) لر : حال.

(264) حزر الشيء : قدّره بالحدس وخمّنه.

(625) ى : مسند. (626) لر : لعلها.

(627) ج : شخصية. (628) ج : أن يعقله.

(629) لر : صورة تحصل. (630) لر : الأول.

(631) «لو» غير موجودة في النسخ ويوجد فى ى فقط. ج : وإن كانت.

(632) لر : حاله. ج : وحالت.

(633) لر : تصلح. (634) لر : المبائنات.

(635) لر : مفسرهم.

(636) ى : الجواب من خطه.

(637) فى ب : «المعاون» ثم كتب فوقه. المعاني.

٣١٣

يتعدي إما إلى تلك النفوس وإما إلى امور خفيّة علينا تكون معاونا.

(886) لعل العقل الذي يدرك المعقولات ليس يعنى به مجرد الشعور المحمل بالذات ، بل بعد ذلك ـ فلنفكر فيه ـ.

(887) [سئل عن البرهان على أن العقول التي لم تتهذّب ولم تكمل لا تدرك المعقولات بعد المفارقة ، فقال](638) لأنها(639) لو لم تحتج إلي العقل بالملكة وحصول المبادي لها إلى البدن لكان يمكن أن يتوصّل إلى المبادي من غير الاعتبار ، ولا شك أن العقل بالملكة مهيّئ للعقل بالفعل ، وأن بعض العقل بالفعل أيضا(640) يحتاج إلى زيادة على الملكة ، فإنه يحتاج بعد العقل بالملكة إلى اعتبارات جزئيّة ، فأما(641) التقدير فلا أعرفه ولعلّه أن يتمكّن من تصور المفارقات.

(888) سئل : (642) ما البرهان على أنالنفوس الكاملة تعقل بعد المفارقة؟ [86 ب] فقال(643) :

لأن العقل بالفعل اتّصال للنفس من جهة قوتها(644) العاقلة بالمبدإ المفارق ، الذي لك أن تسمّيه العقل الفعّال ، فإذا حصل استعداد كامل وكان(645) العقل غير محجوب بذاته وكان بعض ما يشغل(646) عن جهة الفاعل(647) قد زال ، وجب الإعطاء والقبول.

(889) سئل :(648) لم يجب أن يكون تميّز عدم الممكن عن الوجود

__________________

(638) لر : العقول الذي (كذا) لم تتهذب ولم تكمل ما البرهان على أنها بعد المفارقة لا يدرك المعقولات؟ الجواب بخطه.

(639) ج ، م : انها.

(640) «أيضا» ساقطة من ج.

(641) لر : وأما التقدير.

(642) «سئل» غير موجود في لر.

(643) لر : الجواب بخطه.

(644) لر : النفس. من قوتها

(645) لر : وان كان.

(646) ى : شغل.

(647) ج : الواجب.

(648) لر : مسئلة.

٣١٤

لعلّة(649) ؟ وأن إمكان الشيء لذاته لا لعلّة؟

[الجواب من خطه : هو](650) في حالتي وجوده وعدمه ممكن ، لا العدم يخرجه إلى الامتناع ، ولا الوجود(651) إلى الوجوب ، ولو خرج بالعدم إلى الامتناع أو بالوجود إلى الوجوب لكان هو في كل حال له ضروريّ ،(652) ولو خرج لوجوده إلى الوجوب وبطل الإمكان لخرج لعدمه إلى الامتناع وبطل الإمكان ؛ بل قوة الإمكان موجود(653) له في الحالين(654) جميعا.

(890) سئل : (655) ما البرهان على أن مايعقل غيره يعقل أنه يعقل ذلك الغير حتّى يلزم منه أنه يعقل ذاته؟

الجواب :(656) ذلك بالقوة القريبة أو الفعل(657) ؛ والأشياء الواجبة الأحوال ، فإن ما يمكن أن يكون فيها فهو واجب ؛ والأشياء الممكنة الأحوال يمكن(658) أن يكون فيها الأحوال وما يلزم الأحوال ويقوّم الأحوال ؛ وكونه أنه [عقل بالفعل يدخل في معقوله](659) ذاته ، فإن ذلك جزء هذه الجملة المعقولة ـ فهو قبله بالذات.

إن نشعر بذاتنا بحيث أنه معقول أو عاقل بالفعل فهو فينا بالإمكان وفيما يجب فيه(660) ما يصح(661) بالفعل.

(891) سئل : بأي قوة أشعر بأني أبصرت أو سمعت؟

الجواب : بالنفس الحيوانيّة أو الناطقة من طريق القوة(662) الوهميّة ، إذا

__________________

(649) لر : بعلة.

(650) لر : الجواب هو. ج ، م : الجواب ما هو.

(651) لر : الموجود. (652) ى : ضروريا.

(653) لر : بلى قوة الامكان موجودة.

(654) ج : الحالتين.

(655) «سئل» غير موجود فى لر.

(656) لر : الجواب بخطه.

(657) لر : العقل.

(658) ى ، لر : فيمكن.

(659) لر : يجعل بالفعل أن يدخل فى معقوله. ى : عقل بالفعل لن يدخل في معقولية.

(660) لر : منه.

(661) «ما يصح» ساقطة من ج.

(662) «القوة» ساقطة من ج.

٣١٥

اندفعت الصورة(663) المحسوسة من الحسّ الظاهر إلى المشترك ، إلى المصور ، إلى الوهم ـ تصورا بعد تصور متكرّر.

(892) سئل : إذاعقلت «النفس» أو «الإنسانيّة» فهل يحصل في الجزء العاقل منّي غير ذاتي(664) ؟ وإذا عقلت «إنسانيّة زيد» أو(665) «نفس زيد» فهل المعقول من النفس و(666) الإنسانيّة غير ذاتي مع اللازم المقترن بإنسانية زيد ، أو يحصل في ذاتي إنسانية اخرى مع عوارض اخرى؟

الجواب : إذا عقلت النفس أو(667) الإنسانيّة مطلقا مجردا [87 آ] فقد عقلت جزء ذاتك [وإذا عقلت إنسانيّة زيد تكون قد أضفت إلى جزء ذاتك](668) شيئا آخر قرنته به ، فلحظت(669) جزء(670) ذاتك جزء ذات اخرى ، ولا يتكرر فيك(671) الإنسانية مرتين بالموضوع ـ بل بالاعتبار ـ

(893) سئل : هل نشعر بعد المفارقة بذواتنا المتخصّصة كما نشعر بها الآن؟ أو نشعر بذواتنا مطلقة لا متخصّصة كما نعقل الآن ـ مثلا(672) معنى النفس ومعنى(673) الإنسان ـ؟

الجواب : نشعر بها متخصّصة بالهيئات التي بها تشخّصت ـ التشخّص اللازم ـ وهل(674) أمكنه أن يشعر بالهيئة مجردة ، أو لا يشعر بها إلا مخلوطة بالمعنى العامّ ـ فهذه مسئلة اخرى ـ.

(894) على أيّ وجه تتصوّر النفوس الماديّة المعقولات؟ فإنه قد اوجب لها

__________________

(663) ج : الصور.

(664) ج : عن ذاتى. ج خ : عين ذاتى.

(665) لر : و.

(667) لر : و.

(666) لر : أو.

(668) غير موجود فى ب ، د ، م ، ج.

(669) لر : فحلطت.

(670) ى : وجزء.

(671) لر : قبل.

(672) ج : مثل.

(673) «معنى» ساقطة من ج.

(674) ى : فأما هل. والكلمة ساقطة من ب. ج. د. م.

٣١٦

تصور لتلك ، لكن(674) لا من حيث هي معقولة؟

كما تقبل المادّة العنصرية المعاني(675) التي من شأنها أن تعقل ، ولكن غير مجردة ؛ لأنها تقبلها(676) مخلوطة بالأشياء التي تحتاج أن تجرد(677) عنها حتى تتهيّأ للعقل ؛ وكذلك التخيّل يقبلها وذلك من حيث هي معان لا من حيث هي معان مجردة.

(895) (678) شرح الحال فيما اشير إليه من اطلاع حقيقة ذات الأول على العقل من حيث يجب لها الطلوع على كل مستعد قابل وجوبا من جهته(679) ؛ فيكون إدراكه من حيث ينال عنه فقط من غير وجوب من ذات العقل ولا لميّة.

ولم جعل الجمهور مثل هذا الإدراك في التصورات والتصديقات ناقصة غير مكتنهة؟

الجواب : (680) الحق الأول يطلع على النفوس من حيث يجب لها الإشراق به(681) ، وذلك أن يطلع بالحد الأوسط ابتداء من غير طلب ، ليس بالنتيجة مفردة.

(896) هل يجوز أن يقال : إن النفوس البشريّة لم تزل كانت دائمة الوجود إذ كانت من حيث ذواتها هي مجردة عن المادة ، وإنما احتاجت إلى المادة والبدن لا لوجود ذواتها ، بل لتكميل(682) ذواتها التي(683) تكون لها بعد ما لم تكن.

الجواب : قد بينّا في المباحثات الصديقيّة (684) أن التشخّص لطبيعة النوع الواحد كيف يمكن أن يكون(685) ، ومن هناك تبيّن أن النفوس البشريّة لا تتكثر أشخاصها بالفعل ما لم يقع نسبة(686) إلى عنصر [86 ب] ووضع ، ثم من المحال أن

__________________

(674) لر : ولكن.

(675) «المعانى» ساقطة من ج.

(676) ج : نفسها. (677) ى : إلى أن تجرد.

لر : إلى مجرد. ج : إلى أن يتجرد.

(678) ج : سئل بشرح.

(679) ج : من جهة.

(680) ى+ من خطه.

(681) لر : الاشرف به.

(682) ج : ليكل. لر : لتكمل.

(683) لر : الذي.

(684) لر : المباحثات التصديقية.

(685) ج : كيف يكون.

(686) «نسبة» ساقطة من لر.

٣١٧

يكون شيء دائم يتوقّف طلبه للكمال أو حركته(687) إليه هذا التوقف كله ، فحينئذ يتنبّه.

(897) كيف يصحّ أن يقال : «إنه يعقل ما يلزم(688) ذاته ويتلوه» فإن الأشياء التي تتلو ذاته وتلزمه إما أن يكون اتباعها له(689) على أنها(690) تكون به موجودة ، فيلزم أن يكون موجودا فعقل(691) ، أو يكون اتباعها على أنها ماهيات مطلقة فيلزم أن يكون للماهيات المطلقة سبب ـ وقد قيل : «إنها لا يكون لها سبب»؟

[من خطه : قوله : «الاتباع»](692) يعني به اتباع الوجود ،(693) واتباع وجودها يكون بعد وجودها ؛ وكونها معقولة هو لماهيّتها وما يلحق ماهيّتها من اللوازم ـ كيف كانت ـ ومن لوازمها أن وجودها يكون عن مبدء كذا ؛ وهذا غير نفس وجودها ، بل أمر بالذات قبل وجودها.

فإن لم يكن بالزمان وهو يعقلها من حيث هي(694) ماهيات بهذه الصفة ، وهذا غير عقله لها موجودة ، بل هو عقل مركب مثلا عن عقل ماهياتها وعقل ما يلزمها من(695) استعداد بالقياس إليه ؛ فليس هو سببا لها(696) من حيث هي مهيّأة لأن تعقله ولا هي متبعة له بماهياتها مطلقة ؛ بل بوجودها وكونها معقولة له كان أمر قبل وجودها وسيلة(697) لماهياتها إلى وجودها ؛ ثم إذا عقلها موجودة فليس هو العقل الذي هو مبدء لصيرورتها موجودة ، بل كأنه عقل مركب من الأول ومما لحقه من الوجود ويعقل ذلك لا منها موجودة بل من نفسه ومن كونها معقولة ،

__________________

(687) ج : حركة.

(688) لر : ما لم يلزمه.

(689) «له» ساقطة من لر ، د.

(690) ج : على أنه ما يكون به.

(691) ج ، د ، لر : يعقل.

(692) غير موجود فى ج.

(693) لر : للوجود.

(694) «هى» ساقطة من لر.

(695) ج : و.

(696) لر : له.

(697) ى : كان أمرا قبل وجودها ووسيلة.

٣١٨

ومن عقله كون ما يعقله الضرب من العقل الذي يعقلها به موجودا.

(899) الرحى جسم متصل(698) واحد ، فحركتها واحدة ، والمسافة واحدة والاختلاف بين الطوق وبين ما يلي القطب بالفرض ، إذ لا جزء فيه بالفعل وإن اتّصل به جسم كان حركة(699) الجسم الثاني بالعرض.

(900) اثبات الجواهر (700) المفارق على الطريقة [88 آ]العرشية :

من خطه : الطريقة الأصلية البرهانية هي ما عرف في كتاب الشفاء من أن الموجود يفتقر إلى مبدء واجب الوجود ، لأن الوجود منقسم إلى ممكن في نفسه وواجب في نفسه ، ومردّ(701) الممكن إلى الواجب.

(901) بيان قول أرسطو في الجوهر المفارق : «إنه ينبغي أن يكون من غير عنصر(702) لأنه ينبغي أن يكون مؤبدا» يعني بقوله : «العنصر» ما يخالطه ما بالقوة ، ويعني(703) بـ «الموبد» موبد الذات وما للذات ،(704) ، ومن هذا القدر لا يلزم غير هذا القدر.

[تمّ المباحثات بحمد الله تعالى وحسن توفيقه في

شهر ذي الحجة سنة تسعة وثلثين ستمائة](705)

__________________

(698) لر :؟؟؟ تصل.

(699) لر : جزء.

(700) لر : الجوهر.

(701) ج : فيرد.

(702) ج ، م ، د : من عنصر.

(703) «يعنى» ساقطة من ج.

(704) لر : بالذات.

(705) ب كذا لر : والسلم على من اتبع الهدى.

٣١٩
٣٢٠