• البداية
  • السابق
  • 399 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 27594 / تحميل: 7150
الحجم الحجم الحجم
المباحثات

المباحثات

مؤلف:
العربية

(135) وأنا أسألالشيخ أن يعرض هذه الصورة على أهل التحصيل من متعاطى هذه العلوم ، ليعلموا أنه لم يكن في أول الأمر إلى تلك الكتب فاقة تحتمل [15 آ] كل ذلك الاشتطاط ، ولا في آخر الأمر بها اقترار عين ، وبالله إنه ما وقعت أبصارنا فيما تأمّلناه من كتب المخلطين على ما هو أحرج وأعوج ممّا يشتمل عليه هذه الكتب ، مع قلّة تعرّض للمعاني ، وضيق مجال للبيان ، وايهام للتبكيت(36) ، واستعمال للمذهب الخطابي والسوفسطائي في العلوم البرهانيّة ، وتناقض منتظم السلوك(37) .

(136) والمحصّل عندنا من هذه الكتب ممّا (38) عمله في ايساغوجي ، وقاطيغورياس ، وباريرمينياس(39) ، وسوفسطيقا ، و(40) في كتاب السماء والحسّ والمحسوس وما بعد الطبيعة ؛ فمن عرض عليه من أهل العراق هذه الأحرف ، واشتبه عليه الحال في صدق جماعتنا فليعتن على أيّ موضع شاء(41) من المعاني التي تشتمل عليه هذه الكتب لا سيما الطبيعيّة والإلهيّة حتى نكتب بعضا(42) ما فيه من الفساد والخروج عن النظام والهذيان ، بحيث لا يشتبه على أحد ولا يختلف في تصديقنا فيه(43) اثنان.

(137) وأمافلان فلأنه ينتزه(44) عن تعاطي الكلام على كل شيء وعلى كل أحد ، ومن(45) ايحاش الأصدقاء ، ولا يذكر أحدا(46) إلا بجميل وشهادة مفرطة ؛ والعجب ممن يتجاسر(47) أن يحمل إلى مثله مثل هذه التخاليط وهو

__________________

(36) ل : ضيق مجال البيان وابهام التبكيت (خ : التشكيك). ب مهملة.

(37) ل :؟؟؟ سطلم الشكول. (في الهامش : مستطلم الشكوك).

(38) ل : ما عمله. (39) ل : بار مساس.

(40) «الواو» ساقطة من ل.

(41) ل : موضع من المعاني.

(42) ل : بعض. (43) ل : في تصديقنا اثنان.

(44) ل : يتنزه. (45) ل : وعن.

(46) ل : احد. (47) ل : عاشر. خ ل : حاسر؟؟؟. ب أيضا مهملة.

__________________

(136) الاصطلاحات يونانية مأخوذة من كتاب أرسطو في المنطق وكانت مستعملة في الكتب القديمة.

ايساغوجي ـ الكليات الخمس. قاطيغورياس ـ القضايا. باريرمينياس ـ العبارة. ويقال أيضا باري ارميناس ، وباريرميناس ، وباراارمانياس. قاطيغورياس ـ المقولات. سوفسطيقا ـ المغالطة.

٨١

الرجل الذي علّمنا تحليل جميع العلم وجميع فروعه وما ينشعب من فروعه ؛ ليس(48) بحسب صور الأشكال ، بل بحسب موادها إلى الحدود البسيطة ، وعلّمنا كيف يراعى النسب التي بين الحدود البسيطة ، مع تدقيقه النظر فيما علمناه في هذه النسب وخاصّة في علوم القياس البرهاني ، وهو يعد(49) كل موضع في العلوم يقف فيه الأوساط ويحتاج إلى وسط يجلب من خارج ، وأين وجد ، وأين لم يوجد ، فإن له من المعرفة بما ليست(50) حدود مقدمات القياسات البرهانية والجدلية والمغالطية ـ بتفصيل عظيم ـ ما لم يكن لغيره ولم يزل نسمعه يقول : «ليقلّ اشتغالكم في التحليل بمراعاة(51) صور المقاييس ، فإن ذلك من أهوانه(52) وقلّما يعرض فيه الغلط من القرائن(53) الصحيحة ، بل ارتاضوا بتفصيل المواد» وفيما [15 ب] سمعناه منه إن في تحصيل هذه الكتب فوائد :

(138) فإن المواضع المغالطيّة المعدودة(54) لفظية ومعنويّة ، وهي قليلة بحسب ما دوّنهأرسطوطاليس ، كثيرة بحسب ما فرّعنا(55) نحن ، حتى قاربت المواضع الجدليّة ، ولقلّتها ما قصر كتاب سوفسطيقا وجرى فيها معاودات النظر في تلك المواضع بعينها لتطول الكتاب ـ أدنى طول ـ.

(139) وجميع تلك المواضع يوجد لها من هذه التصانيف أمثلة علمية تغني(56) عن تلك الأمثلة الموردة ؛ بعضها من حدود عاميّة ، وبعضها من محاورات كانت متعالمة في ذلك العصر فسقطت.

(140) ومما سمعناه يقول : إنه ليعظم علي أن يكون الاعتقاد في ثبوت المبدأ الأول وفي ثبوت أنه واحد مسلوكا إليه من طريق الحركة ووحدة العالم(57) المتحرك ، كأنكتاب ما بعد الطبيعة لا يدر أخلافه(58) في أمر الله تعالى إلا بهذا ، وليس انما يستعظم هذا من المحدثين بل من جميع من أشبههم من مشايخهم ؛

__________________

(48) ل : وليست.

(49) ب : بعد.

(50) ل : المعرفة بنسب حدود.

(51) ل : مراعاة.

(52) ل : اهونه.(53) ل : العرامر.

(54) «المعدودة» ساقطة من ل.

(55) ل : فرعناه. (56) ل : ر؟؟؟.

(57) ل : العالى. (58) ل : لا قدر احلاقه.

٨٢

ويقول : لو فطنوا لأسرار(59) كتاب ما بعد الطبيعة استحيوا من هذا النمط ، ولم يحوجوا(60) إلى(61) أن يتكلّفوا ما لا وجه له من أن هذه المآخذ فيه سلوك طبيعي وسلوك(62) إلهي ، فإن هذا الكتاب يختصّ بالسلوك الإلهي.

(141) وقد فسّر هو هذا الكتاب تفسيرا مفردا يشتمل شرحهبحرف الألف الصغرى على قريب من جميع هذا التفسير المجلوب من مدينة السلام ثم لا يدخله مسئلة من مسائل فرع عنها في علم المنطق(63) أو في العلم الطبيعي أو الرياضي ، ولا يتكرر(64) فيه شيء ولا يطول فيه بيان ، بل(65) بأوجز لفظ مع الاشتمال على المعاني ، وكثيرا ما(66) يقول : يجب أن يأتي الشارح بجميع المقدمات المحتاج إليها ، ولا يحذف إلا ما لا يخفى حذفه ويبرد ايراده ، فإن أخرق(67) الشارحين من يستعمل في شرحه مقدمات هي أخفى من مقدمات ما يشرحه أو مساوية لها في الخفاء ، وهذه الشروح التي أتتنا بالحقيقة أخفى من الفصوص(68) دعاوي ، وأكثر خفائها للغلط.

(142) س ط ـ ما معني العقل بالقوة؟ فان الشيء الذي يدرك منا(69) المعقولات [16 آ] قد بان أنه مجرد عن المادة ، وقد قيل : «إن كل مجرد عن المادة فهو عقل(70) » فما معنى العقل بالقوة؟

__________________

(59) ل : لا شراك.

(60) ل : ولم يخرجوا. يحتمل قراءة ب أيضا كذلك.

(61) «إلى» ساقطة من ل.(62) ل : شكوك.

(63) ل : في المنطق أو في الطبيعي.

(64) ل : ولا يكرر. (65) «بل» ساقطة من ل.

(66) ب ، د ، م : وكثير ما.

(67) ل : أحدق. ل خ : أخرق.

(68) كذا في ل. وفي ب : القصوص. والظاهر كون الصحيح : النصوص.

(69) ج : يدرك بها.

(70) ر : عقل بالفعل.

__________________

(141) «الألف الصغرى» من كتب أرسطو في ما بعد الطبيعة. عرّبه إسحاق بن حنين.

(142) راجع الشفاء : النفس ، م 5 ، ف 6 ، ص 212 : «والنفس تتصور ذاتها ، وتصورها ذاتها يجعلها عقلا وعاقلا ومعقولا. واما تصورها لهذه الصور فلا يجعلها كذلك. فإنها في جوهرها في البدن دائما بالقوة عقل ...».

٨٣

(143) فإن قيل : «إنه بالفعل عقل ، إلا أنه معوّق عن أفعاله باشتغاله(71) بالبدن» فكيف يكون البدن نافعا له في كثير من الأشياء؟ [لأنه إن كان ينتفع بالبدن](72) فليس يكفى في أن يكون الشيء(73) عقلا تجرده عن المادة(74) .

(144) جط ـ ليس كل مجرّد عن المادة ـ كيف كان ـ عقلا بالفعل ، بل كل مجرد عن المادة ، التجريد التامّ ، حتى لا يكون المادة سببا(75) لقوامه ، ولا بوجه ما سببا(76) لحدوثه ، ولا سببا لهيئة بها يتشخّص(77) ، ولتهيّؤ به(78) يخرج إلى ضرب من الفعل.

(145) والبرهان الذي يقوم على أن كل مجرد عن المادة(79) عقل بالفعل ، إنما يقوم على المجرد ؛ التجريد التام ؛ الذي لا توسط للمادة في هيئة تشخّصه ولا في هيئة استعداده(80) .

(146) ثم ليس من العجيب(81) المستنكر أن يكون الشيء الذي(82) يمنع من شيء يمكّن من(83) شيء ، والذي يشغل عن شيء يشغل بشيء(84) .

(147) ينظر في هذه المسائل من النسخة الصادرة إليه من كتابالإشارات (85) .

(148) س ط فو(86) ـ قيل : «إن العقل إذا حصلت فيه الصورة(87) المعقولة

__________________

(71) ل : باشغاله. (72) ع : الا (خ : لا) انه ان كان ينتفع به آخر.

(73) «الشيء» ساقطة من عشه.

(74) في هامش ب : حاشية : البدن عائق له مثلا في أن يلوح الحد الأوسط دفعة ، ونافع له في طلب الحد الأوسط بالفكر.

(75) ل : سبب. (76) ل : سبب.

(77) عشه ، ل : يتشخص بها.

(78) ر : ولتهيؤه ج : ويتهؤ به.

(79) «عن المادة» ساقطة عن عشه.

(80) عشه : استعدادها.

(81) ع ، ر : العجب. ع خ : العجيب.

(82) «الذي» ساقطة من عشه. ر : التي يمتنع.

(83) ر : في. (84) عشه. ل+ لا والذي يشغل عن شيء لا يشغل عن شيء.

(85) ج : ينظر في هذه المسائل في كتاب الإشارات.

(86) كذا في ب.

(87) حصل فيه الصور. ر : حصلت فيه الصور.

__________________

(148) الشفاء النفس ، م 5 ، ف 6 ، ص 213.

٨٤

لا يبطل عنه مطلق الاستعداد(87) فأما بحسب شيء شيء فإن الاستعداد يبطل مع وجود الفعل» ولست أدري كيف يبطل عنه الاستعداد [وكيف يبقى؟](88) والهيولى إذا حصلت فيها الصورة فإن القوة(89) باقية بعد. فأيّ فرق بينهما؟(90) .

(149) جط ـالاستعداد اسم مرادف للمعنى الرابع من المعاني التي يقع عليها اسم «الإمكان» ، وهو ما كان من معاني الإمكان مقارنا لعدم ما هو ممكن ، وإذا(91) قايسنا العقل بالقوة إلى تصوّر معنى المثلّث(92) أو تصديق فيه مثلا ـ وكان(93) معدوما فيه ـ كان(94) هناك استعداد له ، فإذا حصل استحال أن يكون الاستعداد بهذا(95) المعنى باقيا ، وإلا فالشيء بعد معدوم. فأمّا مطلق المعقولات(96) فلعلّها لا يتناهي. وبالجملة فليس تخرج لنا بالفعل معا كلّها ـ بل ولا متناه منها له(97) كثرة تخرج إلى الفعل معا.

(150) س ط ـ هب أن مخرج العقل من القوة إلى الفعل عقل [16 ب] كما تحقّق عندنا ـ فما البرهان على أنّه يتّصل(98) به بعد المفارقة؟ وهاهنا ـ كما يرى(99) ـ لا يكاد [يتّصل به إلا بعد](100) مطالعته للصور(101) التي في الخيال وباستعمال الفكرة(102) ، وكأنّ(103) الفكرة توقع بينه وبين المفارق نسبة. فلم هاهنا هو كذا(104) وبهذا الشرط يخرجه إلى الفعل ، وبعد المفارقة يكون قد استغنى عنها؟

__________________

(87) عشه : الاستعداد المطلق.

(88) ساقطة من عشه ، ل ، ر ، ى. (89) ى : الصورة.

(90) ع : ما الفرق بينهما. ع خ : فأى فرق بينهما.

(91) عشه ، ل ، ر : فاذا. وجاء هنا في هامش ب : أي بحسب الالتفات الى حاله في الاستقبال.

(92) ى : في المثلث. (93) ع ، ر : فكان.

(94) ع ، ر : فكان. (95) ع ، ل : لهذا.

(96) ج : مطلق الاستعداد للمعقولات.

(97) ى : أو. وفي ل أيضا كتب فوق له : أو.

(98) ر : متصل. (99) عشه. ل : كما ترى. ر : كما نرى.

(100) ر : يتصل به بعد الا بعد المفارقة (محرف).

(101) ل : مطالعته الصور. ع خ : مطالعة الصور. ع خ : مطالعة للصور.

(102) عشه : الفكر. (103) ل : فان.

(104) ل ، ه : هكذا.

__________________

(150) راجع الشفاء : الفصل السابق ص 212 و 219. وراجع أيضا الرقم (1072) و (744).

٨٥

(151) فرجط ـ ليس(104) يحتاج العقل منّا(105) في كلّ اتّصال بالمفارق إلى الخيال ، بل في بدء ما يقتبس التصورات الأول الكليّة ، وربما استعان بالخيال أيضا في بعض التصرفات بشغل(106) الخيال عن المعارضة وليكن(107) التهيّؤ بمشاركته آكد ، كما يفعله(108) في مطالعة الأشكال الحسيّة أيضا عند التأمل الهندسي.

(152) وهذه الاستعانة نافعة ـ لا ضروريّة ـ و(109) في الامور التي هي من المحسوسات الحقيقية أو المشتركة. والقويّ العقل قدير فض(110) ذلك فلا يستعين بالحسّ ، وربما يمكن(111) أن يرفضه عن(112) الخيال أيضا. فلا يشخّص المعنى شخصا حسيّا ولا خياليّا(113) ، والقيّاس(114) المستقل(115) يتصرف في حدود(116) قياسه الكليّة غير متخيّلة(117) وفي حدود حدّه ورسمه.

(153) والمؤيّد بالحدس الثاقب يقع له الحد الأوسط دفعة من غير طلب وفكر(118) ولا استعانة بغير قوى العقل.

(154) فليس كلّ اتّصال إنما هو بمعونة الخيال ، ولا أيضا كل نفس إنسانيّة تتّصل عند المفارقة بالمفارق ، بل إذا كان قد استفاد(119) قوة هذا الاتصال والأمر في تحديد هذه القوّة(120) . ومتى يكون(121) كالمستصعب ؛ ولعله إذا تيسّر الاستقلال(122) يتصور المعاني المفارقة للمادة(123) .

__________________

(104) ر : فليس. (105) عشه : منا العقل.

(106) ي ، ر : ليشغل. عشه ، ل ، لشغل. لـ (فوق الخط) : بشغل.

(107) عشه ، ى ، ر ، ل : وليكون. (108) عشه ، ل : كما يستعمله.

(109) «الواو» ساقطة من ل.

(110) ر : رفض. (111) ر : مكّن؟؟؟. النسخ مهملة.

(112) ى : أعني. (113) ع : خيالا. (114) ر : والمقياس

(115) ع ، ل ، ر : المستقل بصناعته. ع خ ، ش : المستقل ببضاعته. ه : المستقبل بصناعته.

(116) ر : حدوث.(117) ر : عن محله. (118) ر : طلب فكر. عشه ، ل : طلب فكرى.

(119) عشه ، ل ، ر : كان استفاد. ى : كان استبقاء.

(120) وضع هنا فى بـ «س ج» والأظهر كونها سهوا والكلام من تتمة الجواب.

(121) ر : ومتى كان. فى ل ممحوة. (122) فى هامش ل : الاشتغال.

(123) ممحوة في ل.

__________________

(153) راجع الإشارات : النمط الثالث ، التنبيه 6.

(154) يحتمل كون هذه الفقرة من تمام السابقة فلا تكون مستقلة.

٨٦

(156) س ط ـ هل يخلوالعقل الفعّال من أن ينفعل عن ذاته حتى(123) يدرك المعقولات ، فيكون من حيث يفعل ينفعل؟

(157) ج طـ الانفعال يقال بوجه مرسل على كل خروج من القوة إلى الفعل ، ويقال على وجه(124) أخص من ذلك ـ مثل أن يكون خروجا زمانيّا ، ومثل أن يكون على سبيل الانتقاص ليس على سبيل الاستكمال ، وكل ذلك يشترك في أنه خروج عن قوة ما إلى فعل ، وحيث لا يوجد معنى ما بالقوّة ، فلا وجه للانفعال بوجه.

(158) [ولو كانت نفوسنا [17 آ] متصورة للمعقولات لا على سبيل](125) استيناف تصوّر بعد عدمه لما كانت(126) يقال إنها منفعلة ، على أنها الآن أيضا ينفى عنها(127) هذا الاسم على سبيل المعنى الخاصّ دون العام.

(159) أ ـ س ط ـلم قيل : «إن العقل الذي يتصوّر المعقولات المفصّلة(128) المرتبة ليس بسيطا من كل وجه؟ وكيف يكون ذلك؟ وكل ما يدرك المعقولات فإنه مجرد ، والمعقولات المفصّلة أيضا لا تحلّ الأجسام ، وهذا الشيء إما أن يكون ملابسا للمادة فيكون صورة جسمانيّة ـ وليس هو كذلك ـ أو يكون مفارقة(129) وهو بسيط. فأيّ حالة بين هاتين الحالتين؟

(160) ب ـ وما الفرق بين النفس الناطقة وبين العقل؟

(161) أ ـ كل مركب الجوهر مما بالفعل وبالقوّة(130) فهو غير بسيط ،

__________________

(123) في ر مكتوب فوق «حتى» : حين.

(124) ر ، ل : وجوه.

(125) ر : ولو كانت متصورة للمعقولات على سبيل.

(126) ع ، ل ، ر : لما كان. ل خ : لما كانت.

(127) عشه : ينفى عنها أيضا. (128) «المفصلة» ساقطة من ش ، ه ، ج.

(129) عشه ، ج ، ل : مفارقا. (130) ل : وما بالقوة. ج : ومما بالقوة.

__________________

(156) راجع الشفاء : النفس ، م 5 ، ف 5 ، ص 208.

(159) الشفاء : النفس ، م 5 ، ف 6. ص 215.

٨٧

والبسيط الحق واحد ، فأمّا(131) في الهيئات فلا شكّ أن ما يتكثّر عليه(132) الهيئات غير بسيط.

(162) و(133) اعلم إن كل شيء غير الأول الحقّ ، ففيه تركيب ما ـ وليتأمّل(134) من كتبنا ـ.

(163) ب ج ط ـ النفس(135) الناطقة هو الجوهر القابل للمعقولات والمتصرّف في مملكة البدن والعقل الهيولاني تهيّؤ له(136) ، والذي بالفعل صورة كماليّة فيه ، وإذا قيل لها عقل فمعناه عاقل(137) .

(164) س ط ـ كيف يطالع العقل الصور الخياليّة وهي في أجسام ذات(138) وضع أو قوى جسمانيّة ، وتلك هي مفارقة(139) .

(165) جط ـ انما كان يشكل هذا لو كان يأخذها منها خياليّة كما هي. وأما إذا كان بينها وبين العقل الذي لنفوسنا مناسبة ما تتأثّر منها نفوسنا تهيّؤا لقبول أثر من فوق ، فليس هو بعجيب فإن بين نفوسنا وأبداننا علاقة ما يتأثر بها أحد هما عن الآخر ، ولا عجب(140) أن [يتأثر متفارقان أحد هما عن الآخر ، ولو كان هذا عجبا(141) لم يتأثّر البدن عن النفس.

(166) فالخيال(142) ](143) آلة للنفس فتستعملها(144) مفارقة ، إذا احتجت(145)

__________________

(131) ج : وأما.

(132) عشه : عليها.

(133) «الواو» ساقطة من عشه ، ل ، ج ر.

(134) عشه ، ل : فليتأمل.

(135) عشه. ل : ان النفس.

(136) ر : مهيؤ له. (137) ل خ : قابل.

(138) عشه : ذوات. (139) عشه : وذلك مفارق. ع خ. وتلك هي مفارقة.

(140) ر : ولا عجيب. (141) عشه ، ل : عجيبا.

(142) عشه ، ل : والخيال. (143) ساقطة من ر.

(144) عشه ، ل ، ر ، ج :؟؟؟ ستعملها.

(145) ع ، ش ، ل : اذا جنحت ، ه : واذا احتاجت ر : واذا؟؟؟. ج : اذا احتجب.

__________________

(162) راجع الشفاء : الإلهيات ، م 1 ، ف 7 ، ص 47.

(165) راجع الشفاء : النفس ، م 5 ، ف 6 ، ص 219.

٨٨

النفس إلى الجانب البدني أثّر فيها الخيال والغضب والشهوة ، وكل هذا هيئات ليست هي فيها كما في(146) هذه الآلات ، وقد يتأثّر الشيء عن قوّة في المؤثّر خلاف تلك القوّة [17 ب] كالحركة عن(147) الميل ، والحرارة عن الحركة.

(167) س ط ـ كيف يكونإمكان الشيء المعدوم موجودا ، والمعدوم لا يكون له صفة موجودة؟

(168) جط ـ امكان الشيء صفة لهيولاه الموجود(148) يعقل بالقياس إليه ، ولو لا هذا لما وجب ثبوت المادة ؛ مع العلم بأن من الامور المعدومة ما يضطرّ العقل إلى أن يحكم بأنه ممكن فيكون الإمكان المضطرّ إلى إثباته صفة لشيء ما ، والمعدوم من حيث هو معدوم(149) غير موجود الصفة ، فهو لغيره ، لكنّه إذا عقل واحضر هو والمعدوم موجودا(150) بالفعل في العقل(151) ، وصف به المعدوم من حيث هو موجود في العقل ، كما يوصف بالعلاقة الطرفان(152) جميعا ، وإن كان اعتبار العلاقة من جهة الصورة اعتبار الاثنين ـ لا الواحد ـ.

(169) وبالجملة ـ إذا أحضرنا المعدوم في العقل قضينا في العقل بأن له إمكانا موجود(153) ، وفي الأعيان ، فإذن هو في الأعيان موجود(154) للمادّة ،

__________________

(146) عشه : كما هي في. (147) ع خ ، ه : عند.

(148) عشه : هيولى الموجودة. ل ، ج : لهيولاه الموجودة. ن : لهيولاه المعقولة.

(149) د : موجود معدوم. (150) ن : والموجود معدوما.

(151) «في العقل» ساقطة من عشه ، ن. ر ، ل : فالعقل.

(152) فى هامش ب : حاشية : الطرفان أي طرف المادة الموجودة والصورة المعدومة. حاشية : الاثنين أي الصورة النوعية الموجودة في العقل والشخصية المعدومة في الاعيان الممكنة وجوده (كذا) في المادة.

(153) ل ، عش : إمكان موجود في الاعيان.

ه : إمكانا موجودا في الاعيان ر : إمكانا موجود في الاعيان. ج : إمكانا موجودا في العقل وفي الاعيان.

والظاهر كون هذا الاخر هو الأصح ، إذ في نسخة ب أيضا ترك الكاتب مكان «في العقل» بياضا كأنه لم يتمكن من قراءته وأثبت «الواو» بعده خلافا لسائر النسخ.

(154) ر : موجودة.

__________________

(167) راجع الشفاء : الإلهيات ، م 4 ، ف 2 ، ص 182.

٨٩

وفى الذهن لكليهما.

(170) س ط ـالصورة (155) الماديّة والنفوس المتعلّقة بالمادة لا يلزم بطلانها ببطلان المادة إذ (156) كان سبب وجودها علة غير المادة ، وليس للمادة إلا القبول ، ثم إن الوجود للصورة أولا ثم للمادة ، وليس بممتنع(157) أن يستحفظ صورة واحدة بمواد يتبدّل عليها.

(171) اللهم إلا أن يكون حالها كحال الأعراض التي سبب وجودها المادة ، [فأما إذا كان سببها في إفادة الوجود غير المادة فلم يلزم بطلانها ببطلان المادة](158) .

(172) على أنّي لا أعقل وجود الصورة في الهيولى ، فليس بممتنع أن تكون الصورة مفارقة غير مخالطة ، ومع ذلك وجودها في المحل.

(173) ج ط ـ قد بيّنا في كتبنا أنه ليس يجوز أن يقال قولا مطلقا : إن المادة لا معونة لها في وجود الصورة ، وليس وجود الصورة عن(159) المفارق بالمفارق وحده ، ثمّ توجد المادة عن الصورة وحدها ـ فهذا ـ.

(174) ثم بيّنا ـ لا سيّما فيالإشارات وفي كتابالشفاء (160) وغيره ـ أن الصورة والعرض سيّان(161) في افتقار شخصيهما إلى شخصي من المادة فليتأمل من هناك فإن الكلام فيه [18 آ] طويل.

(175) س ط ـ ما معنى قوله في كتاب النفس : «إن القوى وجودها بحيث

__________________

(155) عشه ، ج : الصور.

(156) عش : اذا كان.

(157) عشه ، ر : يمتنع.

(158) ساقطة من ر. (159) ر : غير.

(160) ج : في الاشارات والشفاء ان. م : فى الاشارات وفى الشفاء ان.

(161) ج : سببان.

__________________

(174) راجع الشفاء : الإلهيات ، م 2 ، ف 4 ، ص 80.

(175) الشفاء : النفس ، م 4 ، ف 8 ، ص 27 ، راجع أيضا الرقم (1013).

٩٠

تفعل » وما البرهان على ذلك؟ فليس بممتنع في ظاهر النظر أن تكون قوّة موجودة ثم لا يصدر عنها فعل.

(176) ج ط ـ لا مانع من(162) أن تكون قوّة موجودة ممنوعة عن أن تفعل(163) بعارض ، فليتأمّل ما قيل في كتاب النفس فلعلّه ليس على(164) هذا الوجه.

(177) س ط ـ ما البرهان على أنمصدر أفعال الشيء وجوده وقوامه ؟

(178) لأنه إن لم يكن للفعل(165) مصدر ، لم تكن علّة(166) ، فلم يكن فعلا ؛ ومصدره إمّا ذات الشيء الموجود وقوامه وإما غيره ، فإن كان غيره فالفاعل غيره والعلّة غيره ـ لا هو ـ فبقي أن يكون مصدره هو.

(179) س ط ـ قال بعض المعتزلة : إنه ليس الوجود بشيء(167) . فلما أثبت الوجود قال : «دلّني عليه فإنّي لا أعرف(168) ما هو؟» فإن رأى ـ أدام الله علوه ـ أن يتكلّم في هذا الباب بكلام شاف في(169) إثباته وإثبات سائر الصفات واللوازم المشاكلة(170) والوحدة والدلالة عليه بأيّ نوع من الدلائل ـ من(171) التنبيهي وغيره ، فإن مثل هذا لا يمكن تعريفه بما هو أبين منه ـ كانت الفائدة عظيمة(172) .

(180) ج ط ـ العاقل لا يضيع فكره في هذه الخرافات! كل(173) عاقل يعقل(174) مثلا إن السماء موجودة ، وإن كونها سماء غير كونها موجودة(175) ، وليس الوجود غير كونه موجودا أو إنه موجود.(176)

__________________

(162) ل : فى. ل خ : من. (163) ج : ممنوعة الفعل.

(164) «على» ساقطة من ر. (165) ر : الفعل مصدر.

(166) عشه ، ل ، ر : لم تكن له علة.

(167) ر : الوجود لشيء. ل : الموجود بشيء. ل خ الوجود بشيء.

(168) ع : لا اعترف. ع خ : لا اعرف.

(169) عشه ، ل : وفي.

(170) م : من المشاكلة.

(171) عشه ، ل ، ر : كان من.

(172) عشه ، ل ، ر : فيه عظيمة.

(173) عشه ، ل : فان كل.

(174) ل ، ر : يعلم. ع : يعرف.

(175) عشه : وان كونها موجودة غير كونها سماء.

(176) عشه ، ل : وانه موجود.

٩١

(181) بلى(176) ـ هؤلاء يقولون شيئا آخر ، يقولون : «إن الوجود صفة تتجدد على الذوات(177) التي هي ذوات في حالي العدم والوجود ؛ والصفات ليست بموجودة ولا معدومة ، ولا مجهولة ولا معلومة(178) ، ولا هي بشيء(179) ، لأنّ الشيء هو الذات ، والمعلوم هو الذات بالصفة ، فالصفة(180) لا تعلم ولكن يعلم بها.

(182) وليس غرضهم في قولهم : «ليس بموجود» و «ليس بشيء» النفي المطلق ، بل نفي معنى اسم «الموجود» و «الشيء» على ما تواضعوا عليه ، ثم إذا غلظ عليهم التحقيق خاروا وسقطوا.

(183) وكما اضطرّ هم كون الذات(181) مشتركة في أنها ذوات إلى صفات يفترق بها ، كذلك يضطرّ هم كون الصفات غير مختلفة في أنها صفات إلى فرض قسم ثالث يفترق بها ، ويتمادى الأمر [18 ب] إلى غير النهاية ؛ وتبيّن(182) أنه إذا لم يعلم الشيء لم يعلم به الشيء ؛ وتبيّن(183) عليهم أن الصفة مخبر عنها كما أن الذات مخبر عنها ، والأمر في هذا يطول ، وليس لي روزجاره وقد تحيّر فيها(184) عامّة القوم بالريّ فتذبذبوا في آرائهم.

(184) س ط ـ لم وجب أن يكون انفعال القوى الماديّة بمشاركة(185) المادة؟

(185) فان قيل : لأن الانفعال للمادة.

__________________

(176) عشه ، ل : بل.

(177) ل خ : الصفات.

(178) عشه : ولا معلومة ولا مجهولة.

(179) ل : شيء. ر : لشيء.

(180) عشه : والصفة. (181) عشه ، ر : الذوات.

(182) عشه ، ل : وبيّن. (183) عش : وتلبّس عليهم.

(184) عشه ، ل : ر : فيه. (185) ر : لمشاركة.

__________________

(181) راجع الأسفار الأربعة ، المرحلة الأولى ، ف 8 ، ج 1 ص 86 ـ 77.

(183) «روز جاره» ـ على ما يظهر ـ مأخوذ من «روزگار» الفارسية ، بمعنى الدهر والأيام. ويظهر أن الكلمة كانت مستعملة عند هم ، إذ جاء فيما كتبه الجوزجاني كمقدمة على كتاب الشفاء (المدخل ، ص 2) : «وكان اشتغاله بذلك حسرة علينا وضياعا لروزجارنا ...».

(184) راجع الشفاء : الإلهيات ، م 4 ، ف 2 ، ص 182.

٩٢

قلنا : فلم ينفعل العقل ـ وهو غير مادي ـ

ثم إنا هو ذي(186) نرى المادة تنفعل عن أشياء لا تنفعل الصورة عنها(187) ، كما تسخن وتبرد وتتخلخل وتتكاثف ، ولا تنفعل الصورة هذه الانفعالات ، فغير ممتنع أن تكون القوة العقلية وجودها في مادة ثم إنها(188) تنفعل عن المعقولات ولا تنفعل عنها المادة.

(186) ج ط ـ معنىالانفعال حصول أثر ما في الشيء ، وإذا(189) كان ذات ذلك الشيء في المادة حصل الأثر أيضا في تلك المادة ، فإن استحال حصول الأثر في المادة استحال حصوله فيما لا يحصل فيه إلا ويحصل في المادة.

(187) ثم قوله : «فلم ينفعل العقل وهو غير مادي؟» غير مسلّم ، فإن النفس مادة للمعقولات(190) وهي المنفعلة بالذات لا العقل ، إلا أنّا كثيرا ما نتوسّع فنقول : «العقل» ونعني به النفس الناطقة.

(188) وقوله : «إن المادة تسخن والصورة لا تسخن» إن عنى أن السخونة تعرض لاستعداد في المادة ليس في الصورة ، فهو صادق ـ لكنّه(191) ليس فيه كلامنا بوجه ، فإن هاهنا من الأعراض ما تستعدّ له القوى الماديّة(192) أولا بمشاركة المادة(193) ككيفيّات الكميّات وأشياء من أعراض(194) مما عرفه أهل التحقيق. وإن عني أن السخونة تحدث مقارنة للمادة ـ دون الصورة ـ فذلك غير مسلّم ، بل تقارنهما جميعا ولكن لأحد هما باستعداد في الآخر(195) .

__________________

(186) ل ، ر ، ج : هوذا.

(187) ل : لا تنفعل الصور عنها. عشه : لا تنفعل عنها الصورة. ج : ولا تنفعل الصورة عنها.

(188) ر : ثم انما.

(189) عش ، ل ، ر : فاذا كان.

(190) عشه ، ل : مادة المعقولات.

(191) ل : ولكنه.

(192) في هامش ب : حاشية : القوى المادية أولا كالحركة. مثلا. وثانيا كالسرعة فيها.

(193) ل : اولا بمشاركة للمادة. ل خ : والمشاركة للمادة.

(194) ر : واسباب اعراض الاعراض. ج : واشياء من الاعراض.

(195) ر : في الأخس.

__________________

(186) راجع الرقم : (1083).

٩٣

(189) ثم(196) معنى قولنا : «إن الصورة المادية تنفعل بمشاركة المادة» أنها لا تحصل فيها صورة أو كمال أو هيئة [إلا وتعرض للمادة ، فيكون ذلك أيضا انفعالا للمادة ، وإن كان بوجه ثان ؛ وهو أن وجود تلك الهيئة](197) تتقرّر في المادة كما تقرّرت في الصورة وليس وجود الصورة(198) في المادة إلا على أنها [19 آ] مقارنة لها في القوام ومعها في القوام ؛ وهذا(199) المعنى موجود للسخونة مع الصورة ، بل(200) يفترقان بأن السخونة قد عرضت للصورة لتهيّؤ في المادة لا لتهيّؤ في الصورة ، ولعلّه(201) قد يكون ما يهيّؤ(202) الأول في الصورة ، وليس المؤثر فيما نحن فيه إلا نفس حصول الصورة(203) مقارنة الذات للذات ، لا أنها بتهيؤّ أول أو ثان ، أو بتهيّؤ(204) في الشيء أو في غيره ـ فهذا الفرق خارج عن الغرض.

(190) س ط ـ كيف تعلق(205) الوجود والوحدة والإضافة وساير اللوازم بالمواد ؛ فإنه يجب أن ينقسم بانقسامها إن كانت حالّة فيها(206) .

(191) ثم غير جايز أن تنقسم الوحدة ، وممتنع أن ينقسم معنى قولنا «المضاف» و «الوجود».

(192) وان لم تكن حالّة في المواد ، و(207) كان محالا ، فإنها أعراض ووجودها في الموضوع ، ولو كانت غير حالّة في الموضوعات لكانت مفارقة ولكانت(208) جواهر ، بل عقولا مفارقة.

(193) ج ط ـ هذه المعاني ليست من المعقولات المجردة بالوجوب ، بل

__________________

(196) ل ، عشه : ثم ان معنى.

(197) ساقطة من ر. (198) ر : للصورة.

(199) ل : فهذا. (200) في هامش ب : ظ بلى.

(201) في هامش ب : ظ : أي لا ولعله.

(202) ل ، عشه : ما يهيوه.

(203) في هامش ب : حاشية : أي حصول الصورة المعقولة في النفس.

(204) ل : لا انها؟؟؟ تهيؤ لاول أو؟؟؟ ان؟؟؟ أو؟؟؟ ه؟؟؟ ؤ في الشيء.

(205) م ، د ، ج : يتعلق.

(206) عشه : بانقسام المادة إن كانت حالّة فيه.

(207) الواو غير موجود في عشه ، ر. (208) عشه : وكانت.

__________________

(190) راجع الأسفار الأربعة : ج 5 ، ص 105 والمبدأ والمعاد لصدر المتألهين (ره) ص 283.

٩٤

بالإمكان ، والوجود والواحد المادي ينقسم ؛ والوجود مطلقا والواحد مطلقا ممكن له الانقسام(209) كما يمكن المعنى النوعي مثلا في الجنسي.

بلى(210) قوله : «إن(211) هذه لوازم وأعراض فهي لموضوعات فيجب أن ينقسم» قول يحتاج أن يتأمّل(212) .

(194) أما أنها لوازم موضوعات فحقيقية(213) ، وأما أنها يجب أن(214) تنقسم في كل موضوع لأنها أعراض ، فليس كذلك ، فإنه إنما يجب أن ينقسم ما كان عارضا للموضوعات المادية الجسمانية ، فيكون الوحدة فيها اتصالا ، والاتصال يبطل بالانفصال ويبقى متصلا بفرض الاثنينية المشتركة في الحد الواحد ، فيكون واحدا فيه اثنينيّة وقسمة وضعية ، والمعاني التي(215) هي الصور المعقولة(216) ليس إنما يمنع أن يكون فيها قسمة ـ منعا(217) كيف كان ـ بل يكون(218) فيها قسمة ما هو واحد من جهة ، كثير من جهة(219) كثرة وضعية(220) .

(195) فقد بان أن المعنى المعقول ـ من حيث(221) هو معقول ـ لا ينقسم إلا إلى أجزاء(222) مختلفة ، فلا تحلّ الأجسام ، وأما هذه فإنها ليست معقولات الذوات ، بل يمكن لها(223) أن تكون معقولة ، وأن تكون غير معقولة ، فيقبل هذا الضرب حينئذ من القسمة(224) ، ولا يبعد أن يكون الواحد [19 ب] بالاتصال

__________________

(209) ل ، ر : والوجود مطلقا فالواحد مطلقا ممكن له الانقسام. عشه : والوجود والواحد مطلقا ممكن لهما الانقسام.

(210) ج ، ل ، عشه : بل. (211) «ان» ساقطة من عشه.

(212) عشه : إلى تأمل. (213) ل ، عشه ، ر : فحقيقة. ب مهملة.

(214) ل : بحيث تنقسم. ل خ : يجب أن تنقسم.

(215) «التي» ساقطة من عشه. (216) ل : الصورة العقلية. ع خ ر : الصور العقلية.

(217) عشه : قسمة وضعية منعا. (218) عشه ، ل ، ر : أن يكون.

(219) ع ، ل : كثيرة من جهة.

(220) ج : وصفية. (221) ر : من جهة هو.

(222) عشه ، ج : لا ينقسم إلى أجزاء.

(223) ج : بل انما يمكن لها. ل خ : بل لكن لها. ع ، ه : بل لكن يكون لها. ر : بل لكن لها.

(224) ر ، ل ، عشه : هذا الضرب من القسمة حينئذ. ولا يبعد (ر ، ل : ولا بعيد). ج : حينئذ هذا الضرب من القسمة ولا يبعد.

__________________

(194) راجع الأسفار الأربعة : ج 5 ص 107.

٩٥

والموجود الجسماني ينقسم إلى اثنين فيه(225) ، وإلى موجودين متشابهين ، ولا يمنع ذلك الوحدة الجسمانية وغير ذلك.

(196) س ط ـ لم لا يجوز أن تكوننسبة المعقولات إلى العقل كنسبة الوجود والوحدة وسائر اللوازم إلى الأجسام والموضوعات التي هي(226) فيها وجود الأعراض في الموضوع؟

(197) وما البرهان على أن نسبتها(227) غير هذه النسب وحتى(228) يلزم في(229) حلولها الأجسام ما ذكرفي كتاب النفس ؟ لا سيّما ونحن نعلم أن العقول الفعّالة ليس تحلّها المعقولات ، بل تفعلها ، وتكاد(230) أن تكون نسبة المعقولات إليها كنسبة(231) اللوازم إلى الأجسام ؛ وإن كانت نسبتها إليها نسبة اللوازم ، فالبرهان المورد فيكتاب النفس باطل.

(198) ج ط ـ هب أن نسبة المعقولات إلى العقل أو النفس نسبة اللوازم ، أليست هي صورا(232) لا يجوز أن تقع فيها القسمة المذكورة؟ وإذا كانت في الأجسام لازمة أو حادثة ، فإنها جائز أن تقع فيها تلك القسمة ـ فالخلف ثابت ـ إذ قد قلنا(234) إنه ليس يتعلق بالحدوث بل بالوجود.

(199) ثم لو كانت هذه الصور المعقولة لوازم لأنفسنا كانت موجودة فيها دائما ، وذلك كونها متصوّرة ملحوظة ، فما كنّا نجهل شيئا.

(200) س ط ـ ما البرهان على أن العقول الفعّالة ليست بأجسام؟ فإن

__________________

(225) ع خ ، ل خ : منه.

(226) «هى» ساقطة من ر.

(227) عشه ، ل ، ر : نسبها.

(228) ع خ ، ه خ : حين.

(229) «في» ساقطة من عشه ، ل ، ر.

(230) ر : ومكان. (231) عشه : نسبة.

(232) ل ، ر : صور. (234) ل ، عشه : وقد قلنا ، ر : قد قلنا.

__________________

(197) راجع الشفاء : النفس ، م 5 ، ف 2 ، ص 187.

(200) راجع الرقم (270).

٩٦

البرهان إنما قام على أن الشيء الذي ينفعل عن المعقولات وتحلّه المعقولات ليس بجسم ، [فأمّا أن الشيء الذي يفعل المعقولات ليس بجسم ، فما بان لي بالبرهان بعد](235) .

(201) ج ط ـ لم يقم البرهان من حيث يحدث ، بل من حيث يوجد ، أيّ وجود كان ـ قد فرغ من هذا.

(202) اجعل بدل «يحلّ» «يوجد» وبرهن ذلك البرهان بعينه ، فإما أن يكون حقا فيهما أو باطلا فيهما ، ليس(236) لكونه حالاّ مبتدأ(237) تأثير في استمرار صحته ولا لكونه(238) موجودا لازما(239) تاثير في منع استمرار صحته.

(203) س ط ـ ما البرهان على أن التعقّل هو استحضار صورة المعقول في العقل(240) ، والعقول الفعّالة ليست هذه سبيلها؟

(204) وما المانع من أن تكون عقولنا أيضا تلك(241) سبيلها؟ ولا ينتفع(242) بالبرهان المذكور في كتاب النفس «إن القوّة العقليّة [20 آ] لا تدرك بآلة جسمانيّة» فإنه ما بان لنا بهذا البرهان أيضا أن العقول الفعّالة ليست بأجسام ولا ذوات أجسام.

(205) ج ط ـ الصور المفارقة لا يقال لها متعقّلة(243) إلا باشتراك الاسم ، إنما التعقّل في العرف الأخيري هو(244) الاستيناف.

(206) ثمّ لا فرق بين الصور المستحضرة والصور اللازمة(245) في أنها

__________________

(235) عشه في هذه الفقرة تقديم وتأخير.

(236) ل خ : فليس.

(237) ر : مبتديا. ى : متبدلا.

(238) ى : بكونه. ر : كونه.

(239) «لازما» ساقطة من ر. ومحرف في دوم (لان ما).

(240) «في العقل» ساقطة من ر. (241) ج : هذه.

(242) عشه ، ل ، ر : فلا ينتفع.

(243) ر ، ل ، م ، د : متعلقة. وفي ب أيضا كتب كذلك ثم صحح وكتب فوقها : متعقلة. ه : منفعلة.

(244) ى : فى الفرق الاخرى وهو. ل. عش. ر : في العرف الاخرى هو.

(245) عشه ، ل ، بين الصورة المستحضرة وبين الصورة اللازمة.

__________________

(204) راجع الشفاء : النفس ، م 5 ، ف 2 ، ص 192.

٩٧

تستحيل فيما تستحيل(246) فيه ، ولا يجوز أن تكون صورة عقليّة في منقسم.

(207) وهذا برهان أعم من المختصّ بأنفسنا دون العقل الفعّال ليعلم(247) أن البرهان هو على أن الصور العقليّة(248) لا توجد في جسم ، لا وجودا مستأنفا(249) ولا وجودا لازما ، لأن البرهان ليس يتعلّق إلا بأنه لا يجوز وجوده في الجسم وفي المنقسم(250) ؛ ليس على أنه لا يجوز حدوثه فيه(251) ، لكنّا إذا تكلّمنا [عن أنفسنا تكلّمنا](252) في(253) وجود حادث ، لأن تعقّلنا(254) حادث ، فكان ذلك نظرا بالعرض ، لا بالذات.

(208) س ط ـ هل هاهنا برهان على أن لكل شخص من أشخاص الأنواع شيئا ثابتا واحدا بالعدد والشخص؟ فان ما قيل يختصّ بالإنسان الذي يشعر بذاته.

(209) ج ط ـ لعلّ هذا في غير الحيوان يصعب(255) ، لكنّه لا بدّ من وقوف كلّ حركة(256) زمانا ما ، ولعلّنا(257) إذا فكرنا وجدنا السبيل إلى القول الجزم في هذا(258) .

__________________

(246) ج : تستحل فيما تستحل.

(247) عشه ، ل : وليعلم.

(248) ر : على الصورة العقلية. عش ، ل : على أن الصورة العقلية.

(249) ل خ : مباينا.

(250) ر : ولا فى المنقسم.

(251) ى : يجوز حدوثه منه.

(252) ساقط عن ر.

(253) ج : عن.

(254) م ، د : تعلقنا ، وفى ب أيضا كذلك الا انه استدرك في الهامش.

(255) ج : صعب.(256) ر : على حركة.

(257) عشه : ولعله. (258) ر : فيه.

__________________

(208) راجع الرقم 37.

٩٨

بسم الله الرحمن الرحيم(1)

ربّ يسّر(2)

(210) أما قوله : «إن البسائط تصدر عنها أفعال مختلفة صدورا أوليّا».

(211) ج ـ فذلك في موضوعات مختلفة ذوات استعدادات مختلفة ، والقوّة المحركة والمغذّية تتصرّف في موضوع واحد.

(212) ط ـ وأما قوله : «إن النفس كافية في جميع أفعالها».

(213) ج ـ فيتذكر(3) فساده بما يتحقّق من أن الصور والمعاني الجسمانيّة لا تدرك إلا بآلة جسمانيّة ، والمجردة الكليّة لا تدرك بآلة جسمانية ، والنفس الواحدة ينسب إليها الأمران جميعا ولا تصلح أن تكون جسمانيّة ماديّة وغير جسمانيّة.

(214) ومن الدليل على فساد هذا الرأي أن الإنسان عنده صور متخيّلة(4) ومذكورة محفوظة [20 ب] وقد يتأدّى إليه من الحسّ ما يذهل عنه وهو يدركه ضرب(5) من الإدراك.

__________________

(1) غير موجود فى م ، ل ، عشه ، ر.

(2) غير موجود فى م ، د ، ل ، عشه. ر : كلام الشيخ من خطه.

(3) ش : فنذكر. ر : فسنذكر. ب مهملة.

(4) ب : متجلية.

(5) ر ، ل ، عشه ، ى : ضربا.

__________________

(210) تكرر هذا السؤال والجواب في الرقم (849) فراجع.

(212) تكرر السؤال والجواب في الرقم (850) فراجع.

٩٩

(215) فهذه الصور لو كانت منطبعة في النفس لم يجز أن يقال : إنها مرة [حاضرة ومرة غير حاضرة(5) ، [ومرّة خاطرة بالبال ومرّة غير](6) خاطرة](7) فان الخطور(8) ليس أمرا غير حصول الصورة بالفعل ، فبقي أنها في حال الغفلة تكون غير حاضرة للنفس ، فلا تخلو إما أن تكون حاضرة لقوة أخرى نفسانيّة حافظة لها أو منمحية أصلا ، ولو كانت منمحية لكان لا يقع خطورها بالبال إلا على الوجه الذي حصلت عليه أولا حين كانت موجودة بالقوة ، فأوردها(9) الحسّ ، فإذا ليست كذلك فهي موجودة بالفعل عند بعض القوى.

(216) ط ـ(10) وقوله : «إن الظن للقوة الخيالية» إن عنى به الظنّ الذي في قضايا كلية الحدود فقد جعل الكلي متصورا في آلة جسمانية.

(217) (11) وقوله : «لعل المزاج واسطة وقوة للنفس بها تفعل أفاعيلها».

(218) ج ـ يجب أن تعلم أن المزاج معين إلا أنه ليس هو الفاعل القريب المتوسط بين النفس والبدن أو نفس النفس ، وذلك لأن موجب أمزجة الحيوان أو موجب موجب أمزجة الحيوان حركة أو سكون متعيّن(12) يطرء عليه تحريك مخالف له(13) قاسر إياه مؤذ(14) له ، فهو عن مبدء آخر ، لا سيّما والتنازع ثابت عند تحريك النفس ، ولو كان اللمس بتوسّط(15) المزاج. ومن المعلوم أن صحّة المتوسّط شرط في تمام الفعل ، والمزاج الصحيح لا يحس إلا بأن يستحيل ،

__________________

(5) «ومرة غير حاضرة» ساقطة من ر.

(6) ساقطة من م ، د.

(7) ل : ومرة غير خاطرة بالبال ومرة خاطرة.

(8) عشه : فان الحضور ، ع خ : فان الخطور.

(9) ر : فأورده.

(10) عشه+ نسخة جواب بخطه. ر+ وبخطه.

(11) عشه+ وبخطه أيضا.

(12) ل : معين.

(13) الموجود فى نسخة (ر) إلى هنا وكان بدءها من الرقم (142).

(14) عشه ، ل ، مهملة

(15) ل : يتوسط.

__________________

(217) يظهر أن السؤال راجع إلى اثبات القوى للنفس. راجع الشفاء : النفس ، م 1 ، ف 4 ، ص 27.

١٠٠