بحث حول المهدي (عج)

بحث حول المهدي (عج)0%

بحث حول المهدي (عج) مؤلف:
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 136

بحث حول المهدي (عج)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد محمد باقر الصدر
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 136
المشاهدات: 13333
تحميل: 7078

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 136 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 13333 / تحميل: 7078
الحجم الحجم الحجم
بحث حول المهدي (عج)

بحث حول المهدي (عج)

مؤلف:
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

من قضايا الإسلام البديهية التي لا يشك فيها مسلم عادة) (1) .

ج - يتخذ السيد الشهيد (رض) هنا مسلكاً جديداً في الاستدلال على (الخصوصية المذهبية)، أي مسألة تجسيد الفكرة (فكرة المهدي) في إنسان معيّن هو الإمام الثاني عشر (ع)، مستفيداً من الروايات والبحث الروائي، وموظّفاً ذلك بصورة مبدعة في إثبات (المهدي (ع))، فيطرح أَوّلاً المبرّرات التي يراها كافية للاقتناع، ويلخّصها في دليلين أحدهما أطلق عليه (الدليل الإسلامي) والآخر (العلمي) فيقول: (فبالدليل الإسلامي نثبت وجود القائد المنتظر، وبالدليل العلمي نبرهن على أنّ المهدي (ع) ليس مجرد أسطورة وافتراض، بل هو حقيقة ثبت وجودها بالتجربة التاريخية).

ويشرع بتقديم الدليل الإسلامي، فيراه متمثّلاً بمئات الروايات الواردة عن الرسول الأكرم (ص)، والأئمة من أهل البيت (ع)، والتي تدل على تعيّن المهدي (ع)، وكونه من أهل البيت (ع)، ومن وُلد فاطمة (ع)، ومن ذرية الحسين (ع)، وليس من ذرية الحسن، وأنّه التاسع من وُلد الحسين (ع)، وأنّ الخلفاء اثنا عشر، فإنّ هذه الروايات تحدّد تلك الفكرة العامة، وتشخّصها في الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (ع).

ثمّ يقول رضوان الله تعالى عليه بشأن تلك الروايات: (وهي روايات بلغت درجةً كبيرة من الكثرة والانتشار - كما ورد عن طرقنا - على الرغم من تحفّظ الأئمة واحتياطهم في طرح ذلك على المستوى العام؛ وقايةً للخلف الصالح من الاغتيال...).

إنّ الروايات الكثيرة جداً التي تشكّل رقماً إحصائياً كبيراً – أي بلوغها حدّ

____________________

(1) راجع الصحيفة 103ـ 104 من هذا الكتاب.

٤١

التواتر كما حكى غير واحدٍ من العلماء - يرى السيد الشهيد أنّ الأساس في قبولها، ليس مجرد الكثرة العددية، على الرغم من أنّه قد استقر في الأوساط العلمية الروائية اعتبار مثل هذه الكثرة، بل هناك إضافةً إلى ذلك مزايا وقرائن تبرهن على صحتها.

فالحديث الشريف عن الأئمة أو الخلفاء أو الأمراء بعده (ص)، وأنّهم اثنا عشر إماماً أو خليفةً أو أميراً على اختلاف متن الحديث في طرقه المختلفة، قد أحصى بعض المؤلّفين رواياته، فبلغت أكثر من مِئتين وسبعين روايةً مأخوذةً من أشهر كتب الحديث عند الشيعة والسُنة، بما في ذلك البخاري ومسلم، والترمذي وأبي داود، ومسند أحمد ومستدرك الحاكم، وقد لاحظ الشهيد الصدر (رض) هنا، أنّ البخاري (المولود 194، والمتوفى 256 هـ) الذي نقل الحديث كان معاصراً للإمام الجواد (ع) والإمامين الهادي والعسكري (ع)، وفي ذلك مغزى كبير؛ لأنّه يبرهن على أنّ الحديث قد سُجّل عن النبي (ص) قبل أن يتحقّق مضمونه، وهذا يعني أنّ نقل الحديث لم يكن متأثراً بالواقع الإمامي الاثني عشري، أو يكون انعكاس له؛ لأنّ الروايات المزيّفة التي تُنسب إلى النبي (ص)، وهي انعكاسات أو تبريرات لواقع متأخر زمنياً، لا تسبق في ظروفها وتسجيلها كتب الحديث، ولقد جاء الواقع الإمامي الاثنا عشري ابتداءً بالإمام علي (ع) وانتهاءً بالمهدي (ع)؛ ليكون التطبيق الوحيد المعقول لذلك الحديث النبوي الشريف.

هذا هو الدليل الإسلامي، كما اصطلح عليه السيد الشهيد، أي الدليل الروائي في إثبات المهدي (ع).

أمّا الدليل الآخر الذي اصطلح عليه بـ (العلمي)، والذي يسوقه السيد الشهيد؛ لإثبات الوجود التاريخي للمهدي (ع)، وأنّه إنسان بعينه وُلد وعاش واتصل بقواعده الشعبية وبخاصته، فإنّ هذا الدليل يتكوّن كما يرى السيد الشهيد من التجربة التي

٤٢

عاشتها أُمّة من الناس فترةً امتدت سبعين سنةً تقريباً، وهي فترة الغيبة الصغرى.

ويعطي السيد الشهيد هنا فكرةً عن هذه الغيبة، ويفلسفها، مبيّناً دور القائد المهدي (ع)، ودور سفرائه الأربعة، وما صدر عنه من (توقيعات)، أي رسائل وإجابات كلها جرت على أسلوب واحد، وبخطٍ واحد وسليقة واحدة، طيلة نيابة النوّاب الأربعة، المختلفين أسلوباً وسليقةً وذوقاً وخطاً وبياناً، ومثل هذا كاشف بالضرورة عن وجود (الرجل)؛ لأنّه ثبت واستقر في الأوساط الأدبية وبما لا يقبل الشك أنّ الأسلوب هو الرجل، وكل الدارسين والمتذوقين للأدب يدركون هذه الحقيقة بوضوح.

وبعد هذه القرينة والشواهد القوية على وجود الإمام المهدي (ع) - كما يؤكّدها السيد الشهيد - يتجه إلى منطق الاستقراء ونظرية الاحتمال؛ لتعزيز ذلك فيقول: (وقد قيل قديماً: إنّ حبل الكذب قصير، ومنطق الحياة يثبت أيضاً، أنّ من المستحيل عملياً بحساب الاحتمالات أن تعيش أكذوبة بهذا الشكل، وكل هذه المدة، وضمن كل تلك العلاقات، والأخذ والعطاء، ثمّ تكسب ثقة جميع مَن حولها).

وهكذا يخلص السيد الشهيد إلى القول أخيراً: (أنّ ظاهرة الغيبة الصغرى يمكن أن تُعتبر بمثابة تجربة علمية؛ لإثبات ما لها من واقع موضوعي، والتسليم بالإمام القائد (ع)، بولادته، وحياته، وغيبته، وإعلانه العام عن الغيبة الكبرى، التي استتر بموجبها عن المسرح ولم يكشف نفسه لأحد) (1) أي حتى يأذن الله تعالى له بالظهور؛ لتأدية دوره ووظيفته التغييرية الكبرى (فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعدما مُلئت ظلماً وجوراً) ، كما بشّر بذلك خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد (ص)، وهذا هو ما عليه اعتقاد الإمامية، ومقتضى توقيع الإمام الثاني عشر (ع)، بإعلانه الغيبة الكبرى.

وأخيراً واستكمالاً للبحث، ربّما يثير بعضهم سؤالاً حول المنهج الذي اتّبعه

____________________

(1) راجع الصحائف 104 - 111 من هذا الكتاب.

٤٣

الإمام الشهيد - كما حدّدناه، وكما هو في واقعه - والسؤال هو:

لماذا لم يسلك السيد الشهيد منهج المتقدّمين في البحث الروائي، ويضفي عليه من إبداعاته والتفاتاته ما يزيل الشكوك والتقوّلات، التي تُثار حول أسانيد الروايات، وتضعيف بعضهم لها؟

وفي الجواب عن ذلك نسجّل الملاحظات الآتية:

أَوّلاً: لقد ذكر السيد الشهيد أنّ هناك عدداً هائلاً من الروايات، بلغت رقماً إحصائياً لم يتوفّر لأي قضية مشابهة من قضايا الإسلام، بل إنّ بعضهم حكى التواتر فيها، وعليه فليس بوسع مسلم إنكار ذلك، أوعدم الاعتقاد بموجبه اللهم إلاّ لجهة أخرى، وليس هي إلاّ جهة تعقّل المسألة، وقد حظيت باهتمامه وبالتركيز عليها.

ثانياً: إنّ أكثر المنكرين المعاصرين إنّما أنكروها من زاوية؛ عدم تعقّل الفكرة، أو تشخيصها وتجسيدها في إنسان وُلد قبل القرون، وما يزال ذا وجودٍ حي حقيقي، ومن هنا اتجه السيد الشهيد - بلحاظ أنّ القضية في حقيقتها إسلامية، وليست مذهبيةً فحسب - إلى (عقلنتها) من جميع جهاتها أو ما يلابسها، تصوّراً وقبولاً وواقعاً.

ثالثاً: إنّ شأن الإيمان بالمهدي (ع) شأن الإيمان بمطلق ما ورد من المغيّبات، ممّا ثبت عن طريق الرواية كسؤال منكر ونكير في القبر، ونحو ذلك ممّا لم يرد في البخاري ومسلم (1) ، ومع ذلك فإنّ أحداً من أبناء الإسلام لا يسعه إنكاره.

رابعاً: إنّ الاختلاف بين المتعبّدين بحجية الخبر الصحيح، والإيمان بموجبه،

____________________

(1) راجع بحث الشيخ عبد المحسن العبّاد، المنشور في مجلة الجامعة الإسلامية الصادرة بالمدينة المنورة / سنة 1969 م.

٤٤

وعدم جواز تكذيبه، إنّما كان في مصداق القضية المتجسّد في إنسان، لا في أصل قضية المهدي (ع)، وهو ممّا احتاج إلى تقديم المبرّرات المنطقية والعلمية لقبوله.

خامساً: إنّ الذين أنكروا أو شكّكوا بالروايات الواردة في المهدي، وحاولوا تضعيفها، ليسوا من أهل الفن والعلم بالرواية وبالأسانيد (1) ؛ ولذلك فليس ما يدعو إلى إتعاب النفس معهم كثيراً، بل لابدّ من الاتجاه إلى تثبيت العقيدة في نفوس المؤمنين، وذلك (بعقلنتها) وتوظيفها لإصلاح شأنهم وشؤونهم.

ولقد تعامل السيد الشهيد مع قضية المهدي (ع) على أنّها تجربة أمّة، وقضية أمّة، وكحقيقة ثابتة تاريخية تعيشها الأمّة، شعوراً، وأملاً، وترقّباً وانتظاراً إيجابياً فاعلاً ومؤثراً في حياتها، وجهادها المستمر بلا هوادة في مواجهة الظلم والظالمين، والطغاة و الجبّارين، هذا فضلاً على أنّ العلماء المتقدّمين والمتأخرين، قد أشبعوا هذا الموضوع بحثاً وتحقيقاً، وناقشوا مناقشات وافيةً شافية، كلّ الطعون والأقوال والتضعيفات المزعومة، وقد أشرنا إلى ذلك آنفاً.

سادساً: إنّ من التهافت، والخطل في الرأي، بالنسبة إلى مَن يؤمن بموجب الخبر الصحيح، ويوجب تصديقه؛ لمجرد وروده في البخاري حتى لو كان مصادِماً لبعض الحقائق الطبيعية، أو منافياً للعقل أو للذوق إذ يوجب تأويله حينئذٍ (2) ، حيث وردت مجموعة من الأحاديث والروايات ممّا يتنافى مع العقل والذوق في صحيح البخاري، ثمّ عندما تصل النوبة إلى مسألة (المهدي المنظر (ع)) على تعدّد طرقها، وصحة أسانيدها في السُنن والمسانيد، وعلى شرط البخاري ومسلم، نراه يتوقف أو يتحفّظ أو يتردّد، وليس لديه حجّة إلاّ أنّ المسألة - حسب تصوره القاصر -

____________________

(1) راجع البحث السابق للشيخ العبّاد، ودفاع عن الكافي / السيد ثامر العميدي 1: 205- 523.

(2) راجع: تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة: ص 276، طبعه القاهرة 1326 هـ، أضواء على السُنة المحمدية / الشيخ محمود أبو ريّة، دراسات في البخاري والكافي / هاشم معروف الحسني.

٤٥

من معتقدات الشيعة (1) ، مع أنّها كما ثبت عقيدة السلف والخلف من جمهور الأمّة على امتداد القرون، كما نبّه إلى ذلك الشيخ منصور علي ناصف، في غاية المأمول على التاج الجامع للأصول، في الجزء الخامس وفي الصحيفة ثلاثمئة وإحدى وستين.

سابعاً: إنّ بحث السيد الشهيد (رض)، هو مقدمة لموسوعة ضخمة تتناول بالبحث الروائي مسألة المهدي (ع)، ألّفها العلاّمة السيد محمد الصدر، والسيد الشهيد (رض) عبّر عن أمله بالمؤلّف، وبأنّه أوفى المسألة حقها ومن جميع جوانبها؛ ولذا فلا مبرّر للبحث الروائي عنده.

____________________

(1) راجع ما نقله الشيخ عبد المحسن العبّاد في بحثه المذكور سابقا ً.

٤٦

عملي في التحقيق

أَوّلاً : اعتمدت في ضبط النص على عِدّة طبعات، وهي وإن كانت متقاربةً، ولا يوجد بينها اختلاف مهم، إلاّ أنّنا أفدنا من مجموعها في إخراج النص بصورة دقيقة، والطبعات هي:

1- طبعة مكتبة النجاح طهران، نُشرت سنة 1978 م، وفيها مقدمة قيّمة للدكتور حامد حفني داود.

2- طبعة دار التعارف – بيروت / الطبعة الثالثة 1981 م، وفيها إشارة إلى أنّ البحث هو مقدمة كتبها الشهيد الصدر (رض) لكتاب الحجة السيد الصدر الموسوم بـ (موسوعة الإمام المهدي)، والتي أشار إليها الشهيد الصدر في آخر البحث.

3- طبعة معاونية العلاقات الدولية في منظمة الإعلام الإسلامي / الطبعة الأُولى – طهران 1986 م، وفيها مقدمة قيّمة للعلاّمة الشيخ محمد علي التسخيري.

ثانياً: قمت بتخريج الآيات القرآنية من المصحف الشريف.

ثالثاً: خرّجتُ الروايات من مظانها المعتبرة ومن كتب الفريقين المعتمدة.

رابعاً: وثّقتُ الإحالات والأقوال التي ذكرها الإمام الشهيد بالرجوع إلى مصادرها.

خامساً: كتبت تعليقات مناسبةً في الهامش للإشارات والتنبيهات التي وردت في البحث.

سادساً: ذكرت بعض النكات المهمة حيثما اقتضى الأمر ذلك في الهامش.

سابعاً: أضفنا بعض العناوين وحصرناها بين معقوفين ().

٤٧

ثامناً: هناك بعض الهوامش للشهيد الصدر علّمنا عليها بعلامة (الشهيد الصدر).

ولا يسعني في الختام إلاّ أن أحمد الله تعالى على ما وفّقني إليه، شاكراً لكل مَن أعانني على إنجاز هذا التحقيق ونشره، مع خالص الدعاء بالتوفيق لمركز الغدير للدراسات الإسلامية لقيامه بنشر هذا الكتاب.

والحمد لله أَوّلاً وآخراً.

الدكتور / عبد الجبّار شرارة

قم المقدسة 1416 هـ.

٤٨

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ )

القصص: 5

٤٩

٥٠

مقدمة المؤلّف

٥١

٥٢

ليس المهدي تجسيداً لعقيدة إسلامية ذات طابع ديني فحسب، بل هو عنوان لطموح اتّجهت إليه البشرية بمختلف أديانها ومذاهبها، وصياغة لإلهام فطريّ (1) ، أدرك الناس من خلاله - على الرغم من تنوّع عقائدهم ووسائلهم إلى الغيب - أنّ للإنسانية يوماً موعوداً على الأرض، تُحقّق فيه رسالات السماء بمغزاها الكبير، وهدفها النهائي، وتجد فيه المسيرة المكدودة للإنسان على مرّ التاريخ استقرارها وطمأنينتها، بعد عناء طويل.

بل لم يقتصر الشعور بهذا اليوم الغيبي والمستقبل المنتظر، على المؤمنين دينيّاً بالغيب، بل امتدّ إلى غيرهم أيضاً، وانعكس حتى على أشدّ الإيديولوجيّات والاتّجاهات العقائدية رفضاً للغيب والغيبيات، كالمادية الجدلية التي فسّرت التاريخ على أساس التناقضات، وآمنت بيوم موعود (2) ، تُصفّى

____________________

(1) إشارة إلى أن هذاّ ارتكاز في ضمير الإنسانية، واعتقاد سائد عند أغلب شعوب الأرض؛ إذ هناك شعور قويٌّ يخالج وجدان الإنسان بظهور المنقذ عندما تتعقّد الأمور، وتتعاظم المحنة، وتدلّهم الخطوب، ويُطبق الظلم، وهو ما تُبشّر به الأديان، ويحكيه تاريخ الحضارات الإنسانية.

راجع: سيرة الأئمّة الاثني عشر / هاشم معروف الحسني 2: 516 فيما نقله عن الكتب والمصادر، ومنها: نظرية الإمامية عند الشيعة / الدكتور أحمد محمود صبحي.

(2) إشارة إلى معتقد الماركسيّين وأمانيهم باليوم الموعود؛ حيث ستسود الشيوعيّة - كما يعتقدون - آخر الأمر ويتوقف الصراع المرير، استناداً إلى نظريّتهم الشهيرة في المادية التاريخية.

راجع: فلسفتنا / الشهيد الصدر (ره): ص 26 في عرض النظرية ومناقشتها.

٥٣

فيه كلّ تلك التناقضات، ويسود فيه الوئام والسلام، وهكذا نجد أنّ التجربة النفسية لهذا الشعور التي مارستها الإنسانية على مر الزمن، من أوسع التجارب النفسية وأكثرها عموماً بين أفراد الإنسان.

وحينما يدعم الدين هذا الشعور النفسي العام، ويؤكّد أنّ الأرض في نهاية المطاف ستمتلئ قسطاً وعدلاً، بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً (1) ، يعطي لذلك الشعور قيمته الموضوعية، ويحوّله إلى إيمان حاسم بمستقبل المسيرة الإنسانية، وهذا الإيمان ليس مجرد مصدر للسلوة والعزاء فحسب، بل مصدر عطاء وقوة، فهو مصدر عطاء ; لأنّ الإيمان بالمهديّ إيمان برفض الظلم والجور، حتى وهو يسود الدنيا كلّها، وهو مصدر قوة ودفع لا تنضب (2)؛ لأنّه بصيص نور يقاوم اليأس في نفس الإنسان، ويحافظ على الأمل المشتعل في صدره مهما ادلهمّت الخطوب وتعملق الظلم ; لأنّ اليوم الموعود يثبت أنّ بإمكان العدل أن يواجه عالماً مليئاً بالظلم والجور، فيزعزع ما فيه من أركان الظلم، ويقيم بناءه من جديد (3) ، وأنّ الظلم مهما تجبّر وامتدّ في أرجاء العالم وسيطر على مقدّراته، فهو حالة غير طبيعية، ولابدّ أن ينهزم (4) . وتلك الهزيمة الكبرى المحتومة للظلم وهو في قمّة مجده، تضع الأمل كبيراً

____________________

(1) إشارة إلى الحديث الشريف المتواتر: (لو لم يبقَ من الدهر إلاّ يومٌ، لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما مُلئت جوراً) . راجع: صحيح سُنن المصطفى لأبي داود 2: 207، وراجع: التاج الجامع للأصول للشيخ منصور علي ناصف 5: 343.

(2) هذا ردُّ على مَن يزعم بأنّ العقيدة في الإمام المهديّ تورث الخمول والسلبية، وهو أبلغ ردّ مستفاد من الحديث الشريف نفسه.

(3) إشارة إلى دولة الإمام (ع)، التي أشار إليها الرسول الأكرم (ص)، راجع: التاج الجامع للأُصول 5: 343.

(4) إشارة إلى الوعد الإلهي في قوله تعالى: ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) . القصص: 5، وأيضاً إشارة إلى قوله تعالى: ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) . التوبة: 33، راجع في تفسير الآيتين الإشارة إلى المهديّ (ع) ينابيع المودّة / القندوزي الحنفي: ص 450.

٥٤

أمام كلّ فرد مظلوم، وكلّ أمّة مظلومة، في القدرة على تغيير الميزان وإعادة البناء.

وإذا كانت فكرة المهديّ أقدم من الإسلام وأوسع منه، فإنّ معالمها التفصيلية التي حدّدها الإسلام، جاءت أكثر إشباعاً لكلّ الطموحات، التي انشدّت إلى هذه الفكرة منذ فجر التاريخ الديني، وأغنى عطاءً، وأقوى إثارةً لأحاسيس المظلومين والمعذّبين على مرّ التاريخ؛ وذلك لأنّ الإسلام حوّل الفكرة من غيب إلى واقع، ومن مستقبل إلى حاضر، ومن التطلّع إلى منقذ تتمخّض عنه الدنيا في المستقبل البعيد المجهول إلى الإيمان بوجود المنقذ فعلاً، وتطلّعه مع المتطلّعين إلى اليوم الموعود، واكتمال كلّ الظروف التي تسمح له بممارسة دوره العظيم، فلم يعد المهديّ فكرةً ننتظر ولادتها، ونبوءةً نتطلّع إلى مصداقها، بل واقعاً قائماً ننتظر فاعليته، وإنساناً معيّناً يعيش بيننا بلحمه ودمه، نراه ويرانا، ويعيش مع آمالنا وآلامنا، ويشاركنا أحزاننا وأفراحنا، ويشهد كلّ ما تزخر به الساحة على وجه الأرض من عذاب المعذّبين، وبؤس البائسين، وظلم الظالمين، ويكتوي بكلّ ذلك من قريب أو بعيد، وينتظر بلهفة اللحظة التي يُتاح له فيها أن يمدّ يده إلى كلّ مظلوم، وكلّ محروم (1) ، وكلّ بائس، ويقطع دابر الظالمين.

وقد قُدّر لهذا القائد المنتظر أن لا يعلن عن نفسه، ولا يكشف للآخرين

____________________

(1) إشارة إلى بشارة الرسول الأعظم نبيّنا محمد (ص) في الحديث الشريف: (إنّ في أمّتي المهديّ، يخرج يعيش خمساً أو سبعاً أو تسعاً) ، (الشك من الراوي) قال: قلنا: وما ذاك؟ (قال: سنين، قال: فيجيء إليه الرجل فيقول يا مهديّ أعطني أعطني قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله) .

رواه الترمذي. راجع: التاج الجامع للأصول / الشيخ منصور علي ناصف 5: 343، وفيه أكثر من إشارة إلى كون الإمام المهديّ موجود حيٌّ يعيش في وسط الأمّة، وأنّ خروجه وعيشه، سبع سنين يعني ظهوره، وقيام دولته المباركة التي فيها الخلاص والعدل.

٥٥

حياته، على الرغم من أنّه يعيش معهم انتظاراً للّحظة الموعودة.

ومن الواضح أنّ الفكرة بهذه المعالم الإسلامية، تقرّب الهوّة الغيبية بين المظلومين، كلّ المظلومين والمنقذ المنتظر، وتجعل الجسر بينهم وبينه في شعورهم النفسي قصيراً مهما طال الانتظار.

ونحن حينما يراد منّا أن نؤمن بفكرة المهديّ، بوصفها تعبيراً عن إنسان حيّ محدّد، يعيش فعلاً كما نعيش، ويترقّب كما نترقّب، يُراد الإيحاء إلينا بأنّ فكرة الرفض المطلق لكلّ ظلم وجور التي يمثّلها المهديّ، تجسّدت فعلاً في القائد الرافض المنتظر، الذي سيظهر وليس في عنقه بيعة لظالم، كما في الحديث (1) ، وأنّ الإيمان به إيمان بهذا الرفض الحيّ القائم فعلاً، ومواكبة له.

وقد ورد في الأحاديث الحثّ المتواصل على انتظار الفرج، ومطالبة المؤمنين بالمهديّ أن يكونوا بانتظاره، وفي ذلك تحقيق لتلك الرابطة الروحية، والصلة الوجدانية بينهم وبين القائد الرافض، وكلّ ما يرمز إليه من قيم، وهي رابطة وصلة ليس بالإمكان إيجادها، ما لم يكن المهديّ قد تجسّد فعلاً في إنسان حيّ معاصر (2) .

وهكذا نلاحظ أنّ هذا التجسيد أعطى الفكرة زخماً جديداً، وجعل منها

____________________

(1) ورد عنه (ع) أنّه سيظهر وليس في عنقه بيعة لظالم، راجع: الاحتجاج / الطبرسي 2: 545.

(2) إشارة إلى أنّ (المهديّ) ليس مجرد حلم أو فكرة تداعب أفكار المظلومين وتناغي شعورهم، بل هو حقيقة حيّة مجسّدة متشخّصة في ذات إنسان بعينه، ومن هنا تكون الفكرة ملامسة لوجدانهم، يعيشون بها، ويعيشون لها، ويسهمون في التحضير والتهيئة للالتحام في المعركة الفاصلة، التي سيقودها القائد المنتظر، ولو كانت مجرد حلم أو فكرة، فليس من المتوقّع أن تكون مثل تلك الصلة الوجدانية والشعورية، ومن هنا تتأتّى أهمية الانتظار، وتبين فلسفته وغاياته، وهو في جملته يتّسق مع حالة الترقّب والإرهاص، التي تسبق ظهور المنقذين من الأنبياء والمصلحين.

٥٦

مصدر عطاء وقوة بدرجة أكبر، إضافةً إلى ما يجده أي إنسان رافض من سلوة وعزاء وتخفيف، لِما يقاسيه من آلام الظلم والحرمان، حين يحسّ أنّ إمامه وقائده يشاركه هذه الآلام، ويتحسّس بها فعلاً بحكم كونه إنساناً معاصراً، يعيش معه وليس مجرد فكرة مستقبلية، ولكنّ التجسيد المذكور أدّى في نفس الوقت إلى مواقف سلبية تجاه فكرة المهدي نفسها (1)، لدى عدد من الناس، الذين صعب عليهم أن يتصوّروا ذلك ويفترضوه.

فهم يتساءلون!

إذا كان المهديّ يعبّر عن إنسان حيّ، عاصر كلّ هذه الأجيال المتعاقبة منذ أكثر من عشرة قرون، وسيظلّ يعاصر امتداداتها إلى أن يظهر على الساحة، فكيف تأتّى لهذا الإنسان أن يعيش هذا العمر الطويل، وينجو من قوانين الطبيعة التي تفرض على كلّ إنسان أن يمرّ بمرحلة الشيخوخة والهرم، في وقت سابق على ذلك جدّاً، وتؤدّي به تلك المرحلة طبيعيّاً إلى الموت؟ أوَليس ذلك مستحيلاً من الناحية الواقعية؟ (2)

____________________

(1) اختلفت الآراء وتباينت المواقف من مسألة المهديّ المنتظر، تبعاً لاختلاف المواقف من مسألة الغيب الديني، والنصوص الدينية المشهورة والمتواترة، على أنّ هناك إطباقاً بين علماء المسلمين والمحقّقين من أهل الحديث من السنّة والشيعة على صحة العقيدة بالمهديّ، وعدم جواز التشكيك بها حتى جاء في المأثور: (مَن أنكر المهديّ فقد كفر...) وقد استوفى هذه المسألة بحثاً الشيخ عبد المحسن عبّاد في محاضرته، التي نشرتها مجلة الجامعة الإسلامية / العدد الثالث / 1969 م. وراجع: غاية المأمول شرح التاج الجامع للأصول للشيخ منصور علي ناصف 5: 343.

(2) هذا تساؤل فريق من الناس، والواقع أنّه يمكن تسجيل الملاحظة السريعة الآتية، وإن كان سيأتي جوابه تفصيلاً:

أ - إنّه ليس مستحيلاً بالمعنى المنطقيّ، بل هو في دائرة الإمكان.

ب - إنّه ليس مستحيلاً عادةً ; لوقوع نظائر ذلك فعلاً كما نصّ القرآن الكريم في مسألة نوح (ع) في قوله تعالى: ( فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاّ خَمْسِينَ عَامًا ) . العنكبوت: 14.

٥٧

ويتساءلون أيضاً!

لماذا كلّ هذا الحرص من الله - سبحانه وتعالى - على هذا الإنسان بالذات؟ فتُعطّل من أجله القوانين الطبيعيّة (1) ، ويُفعل المستحيل لإطالة عمره والاحتفاظ به لليوم الموعود؟ فهل عقمت البشريّة عن إنتاج القادة الأكفّاء؟ ولماذا لا يُترك اليوم الموعود لقائد يولد (2) مع فجر ذلك اليوم، وينمو كما ينمو الناس، ويمارس دوره بالتدريج، حتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، بعد أن ملئت ظلماً وجوراً؟

ويتساءلون أيضاً!

إذا كان المهديّ اسماً لشخص محدّد، هو ابن الإمام الحادي عشر (3) من أئمة

____________________

(1) إنّ تعطيل القوانين الطبيعية قد حدث مراراً بالنسبة إلى معاجز الأنبياء (ع)، وهذا أمرٌ ضروريّ من الدين لا مجال لنكرانه، فإذا أخبر بذلك مَن وجب تصديقه جاز بلا خلاف.

(2) هذا إشارة إلى عقيدة طوائف من إخواننا أهل السنّة. راجع: التاج الجامع للأصول 5: 360 الهامش.

(3) هذا التساؤل أُثير من قَبل ويُثار اليوم، بأساليب مختلفة، وكلها تستند إلى موهومات وافتراضات لا تقوم على أساس من العلم، بل هي مجرد تشكيكات ومحاولات بائسة؛ للفرار من أصل القضية ولوازمها الضرورية، فهي لا تعدو أن تكون أشبه بتشكيكات المادّيين، عندما جوبهوا بأدلة العقل والمنطق والعلم فيما يتعلّق بالله تعالى، فلجأوا إلى تساؤلات ساذجة تحكي عدم إيمانهم بما قامت عليه الأدلة الوفيرة، نظير قولهم: لو كان موجوداً فلماذا لا نراه؟ ولماذا لا يفعل كذا وكيت؟

وهكذا شأن هؤلاء، فعندما جوبهوا بالأدلة المنطقية والروايات المتواترة في مسألة المهديّ المنتظر، ممّا أطبق عليه الخاص والعام، وبما لا يسع المرء إنكاره، لجأوا إلى التشكيك في أنّه لم يُعرف للحسن العسكري ولدُ، كما اخترعوا أمراً نسبوه زوراً إلى الشيعة، من أنّهم يقفون على السرداب يومياً ينادون على إمامهم بالخروج، إلاّ أنّهم اختلفوا في السرداب فقال قائل منهم: هو في سامراء، وذهب آخرون إلى أنّه في النجف، وثالث في مكان آخر، وهكذا شأن المنكرين للضرورات تراهم يخبطون خبط عشواء. راجع: معالجتنا في المقدمة.

٥٨

أهل البيت (ع)، الذي وُلد سنة (256 هـ) (1) وتوفّي أبوه سنة (260 هـ)، فهذا يعني أنّه كان طفلاً صغيراً عند موت أبيه، لا يتجاوز خمس سنوات، وهي سن لا تكفي للمرور بمرحلة إعداد فكري وديني كامل على يد أبيه، فكيف وبأي طريقة يكتمل إعداد هذا الشخص (2) لممارسة دوره الكبير، دينياً وفكرياً وعلمياً؟

ويتساءلون أيضاً!

إذا كان القائد جاهزاً، فلماذا كلّ هذا الانتظار الطويل مئات السنين؟

أَوَليس في ما شهده العالم من المحن والكوارث الاجتماعية ما يبرّر

____________________

(1) لقد أثبت الشيخ المفيد في الإرشاد: ص 346، والشيخ الشعراني في اليواقيت والجواهر ج 2 / المبحث 65، ولادة محمد بن الحسن العسكري في عام 255 هـ، وهما من أجلّة المحقّقين لدى الفريقين، وهذا ما يدحض التشكيكات التي يثيرها بعض أدعياء العلم، فضلاً على ما يقتضيه الحديث المتواتر: (الأئمّة اثنا عشر كلهم من قريش) ، فهو لا يستقيم إلاّ بما تقرّر لدى الإمامية، وبما التزموا به من إمامة اثني عشر إماماً كلّهم من العترة الطاهرة، أَوّلهم الإمام علي بن أبي طالب (ع)، وآخرهم المهديّ، وهؤلاء هم المنصوص عليهم، ويدعم ذلك ويشهد له حديث الثقلين المتواتر، وحديث مَن مات لا يعرف إمام زمانه، فهما لا يستقيمان إلاّ على عقيدة الإمامية الاثني عشرية. راجع مناقشة وافية في: الأصول العامة للفقه المقارن / العلاّمة محمد تقي الحكيم / بحث حجية السُنّة: ص 145 وما بعدها.

(2) إنّ الذي تعهّد وتكفّل بإعداد النبيّ عيسى (ع)، ووهب النبيّ يحيى الحكم والحكمة وهو صبيّ، كما صرّح القرآن، يمكن أن يتعهّد ويتكفّل بمَن أعدّه لتطهير الأرض من الظلم والجور في آخر الزمان، كما هو نصّ الخبر المتواتر في المهديّ الذي هو من عترة فاطمة وذريّة الحسين (ع). راجع: التاج الجامع للأصول 5: 341 - 343.

٥٩

بروزه (1) على الساحة، وإقامة العدل على الأرض؟

ويتساءلون أيضاً!

كيف نستطيع أن نؤمن بوجود المهديّ، حتى لو افترضنا أنّ هذا ممكن؟ وهل يسوغ لإنسان أن يعتقد بصحة فرضية من هذا القبيل، دون أن يقوم عليها دليل علمي أو شرعي قاطع (2) ؟ وهل تكفي بضع روايات تُنقل عن النبيّ (ص)، لا نعلم مدى صحّتها (3) للتسليم بالفرضية المذكورة؟

ويتساءلون أيضاً بالنسبة إلى ما أعدّ له هذا الفرد من دور في اليوم الموعود!

كيف يمكن أن يكون للفرد هذا الدور العظيم الحاسم في حياة العالم؟! مع أنّ الفرد مهما كان عظيماً لا يمكنه أن يصنع بنفسه التاريخ، ويدخل به مرحلة جديدة، وإنّما تختمر بذور الحركة التاريخية وجذوتها في الظروف الموضوعية وتناقضاتها، وعظمة الفرد (4) هي التي ترشّحه لكي يشكّل الواجهة لتلك الظروف الموضوعية، والتعبير العملي عمّا تتطلبه من حلول؟

____________________

(1) إنّ هذه المسألة مرهونة باشتراطاتها الخاصة، وكما تأخّر النبي (ص) إلى زمن ظهوره المبارك؛ لحِكَم وأمور اقتضتها حكمة المرسِل (الله) تعالى على رغم الاحتياج إليه، فكذا الأمر هنا.

(2) سيناقش الشهيد الصدر هذه المسألة تفصيلاً.

(3) الواقع - وكما سيأتي - أنّ علماء الأمّة الإسلامية أجمعوا على صحة أحاديث المهديّ (ع)، ولم يشذ إلاّ مَن هو ليس من أهل المعرفة بالحديث. راجع: التاج الجامع للأصول 5: 361.

(4) لقد رأينا صنع (الأبطال) تاريخ أممهم، على أنّ الشهيد الصدر (ره) هنا يقدّم فهماً أصيلاً ومهمّاً جداً لحركة التاريخ، ودور الفرد البطل، وأهمية الظروف الموضوعية في التأثير. وقد أشار توماس كارليل في كتابه (الأبطال) إلى دور البطل. راجع كتابه المذكور، ترجمة الدكتور السباعي - مصر - سلسة الألف كتاب.

٦٠