مقامات فاطمة الزهراء (عليها السلام) في الكتاب والسنّة

مقامات فاطمة الزهراء (عليها السلام) في الكتاب والسنّة0%

مقامات فاطمة الزهراء (عليها السلام) في الكتاب والسنّة مؤلف:
المحقق: السيد محمد علي الحلو
تصنيف: السيدة الزهراء سلام الله عليها
الصفحات: 210

مقامات فاطمة الزهراء (عليها السلام) في الكتاب والسنّة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: آية الله الشيخ محمد سند (حفظه الله)
المحقق: السيد محمد علي الحلو
تصنيف: الصفحات: 210
المشاهدات: 38882
تحميل: 5026

توضيحات:

مقامات فاطمة الزهراء (عليها السلام) في الكتاب والسنّة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 210 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 38882 / تحميل: 5026
الحجم الحجم الحجم
مقامات فاطمة الزهراء (عليها السلام) في الكتاب والسنّة

مقامات فاطمة الزهراء (عليها السلام) في الكتاب والسنّة

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وكقوله تعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ) .(1)

وقوله تعالى:( قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ‌ فَهُوَ لَكُمْ ) .(2)

وقوله تعالى( وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ‌ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ‌ لِّلْعَالَمِينَ ) (3) أي عائد نفعه لكم، لأنّ مودّة ذوي القربى سبيل هداية إلى الله وذكرى للعالمين، فمودّة ذوي القربى نفعه عائد للعالمين أنفسهم.

وهذا مما يعضد أنّ مودّتهم هي بدرجة الولاية لهم والإهتداء بهم كسبيل إلى الله تعالى، وحجّيتهم على الخلائق، فيكون كلّ ذلك ثابتاً لها عليها السلام. وكيف لا تكون هي أبرز من يندرج في مودة ذوي القربى وقد قال فيها النبيّ صلّى الله عليه وآله عن طرق الفريقين: «إنّ الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها».

الجهة الثامنة: روايات أهل السنة وعموم مطالبتها بالخمس والفيء وفدك

روى البخاري بسنده عن عائشة: أنّ فاطمة عليها السلام بنت النبيّ صلّى الله عليه وآله أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلّى الله عليه وآله مما

____________________

1. الأنعام/ 90.

2. سبأ/ 47.

3. يوسف/ 104.

٢٠١

أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر.

فقال أبو بكر: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: إنا لا نورث ما تركناه صدقة، إنّما يأكل آل محمد صلّى الله عليه وآله من هذا المال وإنّي والله لا أغيّر من صدقة رسول الله صلّى الله عليه وآله عن حالها التي كانت عليه في عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله ولأعملنّ فيها بما عمل فيها رسول الله صلّى الله عليه وآله.

فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة شيئاً فوجدتْ فاطمةُ فهجرتْه فلم تكلّمه حتّى توفيت.

وعاشتْ بعد النبيّ صلّى الله عليه وآله ستة أشهر فلما توفيتْ دفنها زوجها علي ليلاً، ولم يؤذن بها أبا بكر وصلّى عليها(1) .

وهذه الرواية صريحة في كون فاطمة عليها السلام طالبة بوراثتها لمقام النبيّ صلّى الله عليه وآله في الفيء، ومن البيّن الواضح أنّ مقام النبيّ في الفيء ليس هو مجرد الملكية المالية والتصرّفات بل هو الولاية على كلّ الفيء والتي قد تقدّم أنها أشدّ سلطنة من الملكية العادية في الأعيان.

كما أنّ صراحة هذه الرواية يدلّ على أنّ أحد وجوه مخاصمتها في فدك هو كونها في الفيء المسندة ولايته وملكية التصرّف فيه لذوي القربى، وأنها

____________________

1. صحيح البخاري، كتاب الخمس، الباب الأوّل، الحديث 2862 وكتاب الخمس، باب فرض الخمس، الحديث 3093 وكتاب المغازي، باب غزوة خيبر، الحديث 4240.

٢٠٢

عليها السلام أول من يصدق عليه ذلك العنوان كما أنّ صريحة هذه الرواية مطالبتها بالخمس والفيء وفدك.

وفي صحيح مسلم بنفس اللفظ(1) ، وكذلك في مسند أحمد(2) .

وإلى ذلك أشار ابن أبي الحديد: «واعلم أنّ الناس يظنّون أنّ نزاع فاطمة عليها السلام أبا بكر كان في أمرين: في الميراث والنحلة، وقد وجدتُ في الحديث أنها نازعتْ في أمر ثالث ومنعها أبو بكر إيّاه أيضاً وهو سهم ذوي القربى.

قال أبو بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري: أخبرني أبو زيد عمر بن شبه، قال: حدّثني هارون بن عمير، قال: حدّثني الوليد بن مسلم، قال: حدّثني صدقة أبو معاوية عن محمد بن عبدالله عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي بكر عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك: بأنّ فاطمة عليها السلام أتت أبا بكر فقالت: لقد علمتَ الذي ظلمتنا عنه أهل البيت من الصدقات وما أفاء الله علينا من الغنائم في القرآن من سهم ذوي القربى، ثم قرأتْ عليه قوله تعالى:( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّ‌سُولِ وَلِذِي الْقُرْ‌بَىٰ ) الآية.

فقال لها أبو بكر: بأبي أنتِ وأمي ووالدٍ ولدكِ، السمع والطاعة لكتاب

____________________

1. صحيح مسلم، كتاب الجهاد، باب قول النبيّ «لا نورّث»، الحديث 4471 و3304.

2. مسند أحمد 2/ 242 و376 و463 و464.

٢٠٣

الله ولحقّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وحقّ قرابته وأنا أقرأ من كتاب الله الذي تقرأين منه، ولم يبلغ علمي منه أنّ هذا السهم من الخمس يسلّم إليكم كاملاً.

قالت: أفلك هو ولأقرباءك؟

قال: لا، بل أنفقُ منه عليكم وأصرفُ الباقي في مصالح المسلمين.

قالت: ليس هذا حكم الله تعالى.

قال أبو بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري: وأخبرنا أبو زيد قال: حدّثنا هارون بن عمير قال: حدّثنا الوليد بن أبي الهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال: أرادتْ فاطمة أبا بكر على فدك وسهم ذوي القربى فأبى عليها»(1) .

واستعرض جملة من ذلك ابن قدامة في المغني قال:

روي عن الحسن وقتادة في سهم ذي القربى: كانت طعمة لرسول الله صلّى الله عليه وآله في حياته فلما توفي حمل عليه أبو بكر وعمر في سبيل الله.

وروى ابن عباس: أنّ أبا بكر وعمر قسّما الخمس على ثلاثة أسهم.

ونحوه حكي عن الحسن بن محمد بن الحنفية وهو قول أصحاب الرأي قالوا: يقسّم الخمس على ثلاثة: اليتامى والمساكين وابن السبيل وأسقطوا سهم رسول الله صلّى الله عليه وآله بموته وسهم قرابته أيضاً.

____________________

1. شرح نهج البلاغة 16/ 230 - 231.

٢٠٤

وقال مالك: الفيء والخمس واحد يجعلان في بيت المال.

قال ابن القاسم وبلغني عمن أثق به أنّ مالكاً قال: يعطي الإمام أقرباء رسول الله صلّى الله عليه وآله على ما يرى.

وقال الثوري والحسن: يضعه الإمام حيث أراه الله عزّوجلّ.

ولنا قول الله تعالى:( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّ‌سُولِ وَلِذِي الْقُرْ‌بَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) .

إلى أن قال: فلا يُترك ظاهر النص وقول رسول الله صلّى الله عليه وآله وفعله من أجل قول أبي العالية.

وما قاله أبو حنيفة فمخالف لظاهر الآية، فإنّ الله تعالى سمّى لرسوله ولقرابته شيئاً وجعل لهما في الخمس حقاً كما سمّى للثلاثة أصناف الباقية، فمَنْ خالف ذلك فقد خالف نصّ الكتاب.

وأما حمل أبي بكر وعمر على سهم ذي القربى في سبيل الله فقد ذكر لأحمد فَسَكَتَ وحَرَّكَ رأسَه ولن يذهب إليه.

ورأى أنّ قول ابن عباس ومن وافقه أولى لموافقته كتاب الله وسنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله؛ فإنّ ابن عباس لما سئل عن سهم ذوي القربى فقال: إنّا كنّا نزعم أنه لنا فأبى ذلك عليه قومنا ولعل أراد بقوله: أبى علينا قومنا، فِعْلَ أبي بكر وعمر في حملهما عليه في سبيل الله ومن تبعهما على ذلك.

٢٠٥

ومتى اختلف الصحابة وكان قول بعضهم يوافق الكتاب والسنّة كان أولى، وقول ابن عباس وافق الكتاب والسنّة(1) .

وما رواه المتقي الهندي في كنز العمال عن أحمد وابن جرير والبيهقي وغيرهم عن أبي الطفيل قال: «جاءت فاطمة إلى أبي بكر فقالت: فأنتَ ورثتَ رسول الله صلّى الله عليه وآله أم أهله؟ قال: بل أهله.

قالت: فما بال الخمس؟ قال: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: إذا أطعم الله نبياً طعمة ثم قبضه كانت للذي بعده فلما ولّيت رأيت أن أردّه على المسلمين»(2) .

وغيرها من روايات أهل السنة الدالة على أنها عليها السلام لم تقتصر مطالبتها في حقّها على عين خاصة ونحو ذلك، بل في عموم الفيء والخمس وميراثها لمقام رسول الله صلّى الله عليه وآله فيهما، وهو ملكية تصرّفه وولايته.

والحمد للّه ربّ العالمين

وصلّي اللّه علي محمّد وآله الطاهرين

واللعنة الدائمة علي أعدائهم أجمعين.

____________________

1. المغني، باب قسمة الفيء والغنيمة والصدقة 7/ 301.

2. كنز العمال 3/ 130.

٢٠٦

الفهارس

٢٠٧

٢٠٨

فهرست المطالب

كلمة الأستاذ 9

المقدّمة 11

المقام الاول: القرآن ومقامات فاطمه (عليها السلام) 15

المقامي الثاني: فاطمة وحجيّتها على الأئمّة والأنبياء عليهم السلام 19

الجهة الأولى: حجّيتها على الأئمّة عليهم السلام 21

الجهة الثانية: حجّيتها على الأنبياء المرسلين 40

المقام الثالث: مريم بنت عمران مَثَلٌ ضربه الله لفاطمة (عليها السلام) 45

مقامات السيدة مريم عليها السلام 49

مريم وتحديث الملائكة لها 51

حجيّة مريم بنت عمران عليها السلام 60

مراحل الإعداد والإصطفاء 67

التشريك في النعمة تشريك في الحجّية 70

الإعتقاد بحجّية مريم ومقامها من خصوصيات الدين الإسلامي 72

الوسط الاسلامي والتطرف المسيحي 74

التشابه بين مقامي مريم وفاطمة عليهما السلام 78

فاطمة عليها السلام فوق مقام الأبرار 86

فاطمة عليها السلام من المطهّرين الذين يمسّون الكتاب 91

فاطمة عليها السلام وحجّيتها لدين الإسلام 94

٢٠٩

المقام الرابع: أمومتها النبيّ صلّى الله عليه وآله في مقابل أمومة زوجات النبي للمؤمنين 107

المقام الخامس: رضى فاطمة عليها السلام رضى الله وغضبها غضبه 111

المقام السادس: مباهاة الله عزّوجلّ بفاطمة (سلام الله عليها) لرسوله الأمين (صلّى الله عليه وآله) 119

المقام السابع: خطبتها وعظيم حجّيتها (سلام الله عليها) 125

المقام الثامن: حجّية الصدّيثة (سلام الله عليها) في مقام الدفاع عن صدّيق الأمّة، أميرالمؤمنين (عليه السلام) 133

المقام التاسع: إشتراكها مع أهل البيت عليهم السلام في الآيات النازلة فهيم 145

المقام العاشر: ولايتها سلام الله عليها في الأمور العامّة 155

الجهة الاولي: ولايتها في الأموال العامّة 158

الجهة الثانية: المراد من ذوي القربي 163

الجهة الثالثة: الزهراءعليها السلام أول من ينطبق عليها عنوان (ذوي القربى) 164

الجهة الرابعة: إذنها في الخمس والأنفال بمقتضى ولايتها عليها السلام 165

الجهة الخامسة: الآية تُثبت كونها عليها السلام أبرز أفراد ذوي القربى 169

الجهة السادسة: ثبوت الخمس لها ومطالبتها به يقتضي ولايتها العامّة 170

تأملات جديدة في محاججات فدك 173

رؤية جديدة في فدك 178

الجهة السابعة: ولايتها ومؤيدات أخرى 194

الجهة الثامنة: روايات أهل السنة وعموم مطالبتها بالخمس والفيء وفدك 201

فهرست المطالب 209

٢١٠