الدعاء حقيقته وآدابه وآثاره

الدعاء حقيقته وآدابه وآثاره0%

الدعاء حقيقته وآدابه وآثاره مؤلف:
الناشر: مركز الرسالة
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
ISBN: 964-8629-83-8
الصفحات: 119

الدعاء حقيقته وآدابه وآثاره

مؤلف: علي موسى الكعبي
الناشر: مركز الرسالة
تصنيف:

ISBN: 964-8629-83-8
الصفحات: 119
المشاهدات: 46128
تحميل: 4548

توضيحات:

الدعاء حقيقته وآدابه وآثاره
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 119 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 46128 / تحميل: 4548
الحجم الحجم الحجم
الدعاء حقيقته وآدابه وآثاره

الدعاء حقيقته وآدابه وآثاره

مؤلف:
الناشر: مركز الرسالة
ISBN: 964-8629-83-8
العربية

واللسان ، جاء في وصية النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليعليه‌السلام :« لا يقبل الله دعاء قلبٍ ساهٍ » (1) .

وعن الإمام أميرالمؤمينعليه‌السلام :« لا يقبل الله عزَّ وجل دعاء قلبٍ لاهٍ » (2) .

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام :« إنّ الله عزَّ وجل لا يستجيب دعاءً بظهر قلبٍ قاسٍ » (3) .

17 ـ البكاء والتباكي :

خير الدعاء ما هيجه الوجد والأحزان ، وانتهى بالعبد إلىٰ البكاء من خشية الله ، الذي هو سيد آداب الدعاء وذروتها ، ذلك لأنَّ الدمعة لسان المذنب الذي يفصح عن توبته وخشوعه وانقطاعه إلىٰ بارئه ، والدمعة سفير رقّة القلب الذي يؤذن بالاخلاص والقرب من رحاب الله تعالىٰ.

قال الإمام الصادقعليه‌السلام لأبي بصير :« إنّ خفت أمراً يكون أو حاجة تريدها ، فابدأ بالله ومجّده واثني عليه كما هو أهله ، وصلِّ علىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسل حاجتك ، وتباك ولو مثل رأس الذباب ، إنّ أبي كان يقول: إنّ أقرب ما يكون العبد من الرب عزَّ وجل وهو ساجد باكٍ »(4) .

وفي البكاء من خشية الله من الخصوصيات والفضائل ما لا يوجد في غيره من أنصاف الطاعات ، فهو رحمة مزجاة من الخالق العزيز لعباده تقرّبهم من منازل لطفه وكرمه ، وتتجاوز بهم عقبات الآخرة وأهوالها.

__________________________

(1) الفقيه 4 : 265.

(2) الكافي 2 : 344 / 2.

(3) الكافي 2 : 344 / 4.

(4) الكافي 2 : 350 / 10.

٤١

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :« إذا أحبّ الله عبدا نصب في قلبه نائحةً من الحزن ، فإنّ الله لا يدخل النار من بكىٰ من خشية الله حتىٰ يعود اللبن إلىٰ الضرع » (1) .

وقال الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام :« بكاء العيون وخشية القلوب من رحمة الله تعالىٰ ذكره ، فإذا وجدتموها فاغتنموا الدعاء ، ولو أنّ عبداً بكىٰ في أُمة لرحم الله تعالىٰ ذكره تلك الاُمّة لبكاء ذلك العبد » (2) .

وإذا كان البكاء يفتح القلب علىٰ الله تعالىٰ ، فإنّ جمود العين يعبّر عن قساوة القلب التي تطرد العبد من رحمة الله ولطفه وتؤدي إلىٰ الشقاء.

وكان فيما أوصىٰ به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الإمام عليعليه‌السلام :« يا علي ، أربع خصال من الشقاء : جمود العين ، وقساوة القلب ، وبُعد الأمل ، وحبّ البقاء » (3) .

واعلم أنّ البكاء إلىٰ الله سبحانه فرقاً من الذنوب وصفٌ محبوب لكنّه غير مجدٍ مع عدم الاقلاع عنها والنوبة منها.

قال سيد العابدين الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام :« وليس الخوف من بكىٰ وجرت دموعه ما لم يكن له ورع يحجره عن معاصي الله ، وإنّما ذلك خوف كاذب » (4) .

وإذا تهيأت للدعاء ولم تساعدك العينان علىٰ البكاء ، فاحمل نفسك علىٰ البكاء وتشبّه بالباكين ، متذكراً الذنوب العظام ومنازل مشهد اليوم

__________________________

(1) عدة الداعي : 168.

(2) بحار الأنوار 93 : 336.

(3) بحار الانوار 93 : 330 / 9.

(4) عدة الداعي : 176.

٤٢

العظيم ، يوم تُبلىٰ السرائر ، وتظهر فيه الضمائر ، وتنكشف فيه العورات ، عندها يحصل لك باعث الخشية وداعية البكاء الحقيقي والرقة وإخلاص القلب.

وقد ورد في الحديث ما يدلُّ علىٰ استحباب التباكي ولو بتذكّر من مات من الأولاد والأقارب والأحبّة ، فعن إسحاق بن عمار ، قال : قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : أدعو فاشتهي البكاء ولا يجيئني ، وربما ذكرت بعض من مات من أهلي فأرقّ وأبكي ، فهل يجوز ذلك ؟

فقالعليه‌السلام :« نعم ، فتذكّرهم ، فإذا رققت فابكِ ، وادع ربك تبارك وتعالىٰ » (1) .

18 ـ العموم في الدعاء :

ومن آداب الدعاء أن لا يخصّ الداعي نفسه بالدعاء ، بل يذكر إخوانه المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ، وهو من أهم آداب الدعاء ، لأنّه يدلّ علىٰ التضامن ونشر المودة والمحبة بين المؤمنين ، وازالة أسباب الضغينة والاختلاف فيما بينهم ، وذلك من منازل الرحمة الالهية ، ومن أقوىٰ الأسباب في استجابة الدعاء ، فضلاً عن ثوابه الجزيل للداعي والمدعو له.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :« إذا دعا أحدكم فليعمّ ، فإنّه أوجب للدعاء » (2) .

وقال الإمام الصادقعليه‌السلام :« إذا قال الرجل : اللهمّ اغفر للمؤمنين

__________________________

(1) الكافي 2 : 350 / 7.

(2) الكافي 2 : 354 / 1.

٤٣

والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم وجميع الأموات ؛ ردّ الله عليه بعدد ما مضىٰ ومن بقي من كل إنسان دعوة » (1) .

وقالعليه‌السلام :« دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب يدرُّ الرزق ويدفع المكروه » (2) .

19 ـ التضرُّع ومدّ اليدين :

ومن آداب الدعاء إظهار التضرع والخشوع ، قال تعالىٰ :( وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً ) (3) ، وقد ذمّ الله تعالىٰ الذين لا يتضرعون إليه ، قال تعالىٰ :( وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ) (4) .

عن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله عزَّ وجل :( فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ) فقالعليه‌السلام :« الاستكانة هي الخضوع ، والتضرُّع هو رفع اليدين والتضرُّع بهما » (5) .

وعن الإمام الحسينعليه‌السلام قال :« كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرفع يديه إذ ابتهل ودعا كما يستطعم المسكين » (6) .

وروي أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يتضرّع عند الدعاء حتىٰ يكاد يسقط رداؤه(7) .

__________________________

(1) بحار الأنوار 93 : 391 / 24.

(2) الكافي 2 : 368 / 2. وأمالي الصدوق : 369 / 1.

(3) سورة الأعراف : 7 / 205.

(4) سورة المؤمنين : 23 / 76.

(5) الكافي 2 : 348 / 2 ، 349 / 6.

(6) بحار الأنوار 93 : 339 / 9.

(7) بحار الأنوار 93 : 339 / 10.

٤٤

والتضرُّع من أسباب استجابة الدعاء ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :« إنّ الله يستحي من العبد أن يرفع إليه يديه فيردّهما خائبتين » (1) .

والعلّة في رفع اليدين هي إظهار الاستكانة والفاقة بين يديه تبارك وتعالى.

وقد سأل أبو قُرّة الإمام الرضاعليه‌السلام : ما بالكم إذا دعوتم رفعتم أيديكم إلىٰ السماء ؟

فقال أبو الحسن الرضاعليه‌السلام :« إنّ الله استعبد خلقه بضروب من العبادة... واستعبد خلقه عند الدعاء والطلب والتضرُّع ببسط الأيدي ورفعهما إلىٰ السماء لحال الاستكانة وعلامة العبودية والتذلل له » (2) .

ولليدين وظائف وهيئات في الدعاء تتغير حسب حال الداعي في الرغبة والرهبة والتضرُّع والتبتُّل والابتهال ، قال الإمام الصادقعليه‌السلام :« الرغبة : تبسط يديك وتظهر باطنهما ، والرهبة : بسط يديك وتظهر ظهرهما ، والتضرُّع : تحرّك السبابة اليمنىٰ يميناً وشمالاً ، والتبتّل : تحرّك السبابة اليسرىٰ ترفعها في السماء رسلاً وتضعها ، والابتهال : تبسط يديك وذراعيك إلىٰ السماء ، والابتهال حين ترىٰ أسباب البكاء » (3) .

ويكره أن يرفع الداعي بصره إلىٰ السماء ، لما روي عن الإمام الصادقعليه‌السلام عن آبائهعليهم‌السلام ، قال :« مرّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علىٰ رجل وهو رافع بصره

__________________________

(1) بحار الأنوار 93 : 365 / 11.

(2) الاحتجاج : 407.

(3) الكافي 2 : 348 / 4.

٤٥

إلىٰ السماء يدعو ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : غضّ بصرك ، فانك لن تراه » (1) .

20 ـ الأسرار بالدعاء :

ويستحب أن يدعو الإنسان خُفية ليبتعد عن مظاهر الرياء التي تمحق الأعمال وتجعلها هباءً منثوراً ، قال تعالىٰ :( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ) (2) .

قال الإمام الرضاعليه‌السلام :« دعوة العبد سراً دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية » .

وفي رواية اُخرىٰ :« دعوة تخفيها أفضل عند الله من سبعين دعوة تظهرها » (3) .

21 ـ التلبّث بالدعاء :

ومن آداب الدعاء أن لا يستعجل الداعي في الدعاء ، بل يدعو مترسّلاً ، ذلك لأنّ العجلة تنافي حالة الاقبال والتوجه إلىٰ الله تعالىٰ ، وما يلزم ذلك من التضرُّع والرقة ، كما أن العجلة قد تؤدي إلىٰ ارتباك في صورة الدعاء أو نسيان لبعض أجزائه.

قال الإمام الصادقعليه‌السلام :« إنّ رجلاً دخل المسجد فصلىٰ ركعتين ، ثم سأل الله عزَّ وجلّ ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : عجّل العبد ربّه ، وجاء آخر فصلىٰ ركعتين ثم أثنىٰ علىٰ الله عزَّ وجل وصلىٰ علىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال رسول

__________________________

(1) بحار الأنوار 93 : 307 / 4.

(2) سورة الاعراف : 7 / 55.

(3) الكافي 2 : 345 ـ 346 / 1.

٤٦

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سل تعط » (1) .

وقالعليه‌السلام :« إنّ العبد إذا عجّل فقام لحاجته ، يقول الله تبارك وتعالىٰ : أما يعلم عبدي أني أنا الله الذي أقضي الحوائج » (2) .

وقالعليه‌السلام :« إنّ العبد إذا دعا لم يزل الله تبارك وتعالىٰ في حاجته مالم يستعجل » (3) .

22 ـ عدم القنوط :

وعلىٰ الداعي أن لا يقنط من رحمة الله ، ولا يستبطىء الاجابة فيترك الدعاء ، لأنّ ذلك من الآفات التي تمنع ترتّب أثر الدعاء ، وهو بذلك أشبه بالزارع الذي بذر بذراً فجعل يتعاهده ويرعاه ، فلمّا استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله.

عن أبي بصير ، عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال :« لا يزال المؤمن بخير ورجاء رحمة من الله عزَّ وجل ما لم يستعجل فيقنط ويترك الدعاء » .

قلتُ : كيف يستعجل ؟

قالعليه‌السلام :يقول قد دعوت منذ كذا وكذا وما أرىٰ الاجابة » (4) .

وعليه يجب علىٰ الداعي أن يفوّض أمره إلىٰ الله ، واثقاً بربه ، راضياً بقضائه سبحانه ، وأن يحمل تأخر الاجابة علىٰ المصلحة والخيرة التي

__________________________

(1) الكافي 2 : 352 / 6.

(2) الكافي 2 : 344 / 2.

(3) الكافي 2 : 344 / 1.

(4) الكافي 2 : 355 / 8.

٤٧

حباها إياه مولاه ، وأن يبسط يد الرجاء معاوداً الدعاء لما فيه من الأجر الكريم والثواب الجزيل.

جاء في وصية الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام لابنه الإمام الحسنعليه‌السلام :« فلا يقنطك إبطاء إجابته ، فإنّ العطية علىٰ قدر النية ، وربما أُخرت عنك الاجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل ، وأجزل لعطاء الآمل ، وربما سألت الشيء فلا تؤتاه وأُوتيت خيرا منه عاجلاً أو آجلاً ، أو صرف عنك لما هو خير لك ، فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته » (1) .

23 ـ الالحاح بالدعاء :

وعلىٰ الداعي أن يواظب علىٰ الدعاء والمسألة في حال الإجابة وعدمها ؛ لأنّ ترك الدعاء مع الاجابة من الجفاء الذي ذمّه تعالىٰ في محكم كتابه بقوله :( وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ ) (2) .

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام لرجل يعظه :« لا تكن ممن... إنّ أصابه بلاء دعا مضطراً ، وإن ناله رخاء أعرض مغتراً » (3) .

أما في حال تأخر الاجابة فيجب معاودة الدعاء وملازمة المسألة ، لفضيلة الدعاء في كونه مخّ العبادة ، ولأنّه سلاح المؤمن الذي يقيه شر أعدائه من الشيطان وحب الدنيا وهوىٰ النفس والنفس الامارة ، ولربما كان تأخير الاجابة لمصالح لا يعلمها إلّا من يعلم السرّ وأخفىٰ ، فيكون

__________________________

(1) نهج البلاغة ، الكتاب (31).

(2) سورة الزمر : 39 / 8.

(3) نهج البلاغة ، الحكمة (150).

٤٨

الدعاء خيراً للعبد في الآجلة ، أو يدفع عنه بلاءً مقدراً لا يعلمه في العاجلة ، ولعلّ تأخير الاجابة لمنزلته عند الله سبحانه ، فهو يحب سماع صوته والاكثار من دعائه ، فعليه أن لا يترك ما يحبه الله سبحانه.

روي عن الإمام الباقرعليه‌السلام أنّه قال :« إنّ المؤمن يسأل الله عزَّ وجلّ حاجة فيؤخر عنه تعجيل اجابته حبّا لصوته واستماع نحيبه » (1) .

وعليه يجب الالحاح بالدعاء في جميع الأحوال ، ولما في ذلك من الرحمة والمغفرة واستجابة الدعوات.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :« رحم الله عبداً طلب من الله عزَّ وجلَّ حاجةً فألحّ في الدعاء ، استجيب له أو لم يستجب » (2) .

وعن الإمام أبي جعفر الباقرعليه‌السلام أنّه قال :« والله لا يلحُّ عبد مؤمن علىٰ الله عزَّ وجلّ في حاجته إلّا قضاها له » (3) .

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام :« إنّ عزَّ وجلّ كره إلحاح الناس بعضهم علىٰ بعض في المسألة ، وأحبّ ذلك لنفسه ، إنّ الله عزَّ وجل يحبّ أن يُسأل ويُطلب ما عنده » (4) .

24 ـ التقدّم في الدعاء :

ومن آداب الدعاء أن يدعو العبد في الرخاء علىٰ نحو دعائه في

__________________________

(1) الكافي 2 : 354 / 1. وقرب الاسناد : 171.

(2) الكافي 2 : 345 / 6.

(3) الكافي 2 : 345 / 3.

(4) الكافي 2 : 345 / 4.

٤٩

الشدة ، لما في ذلك من الثقة بالله والانقطاع إليه ، ولفضله في دفع البلاء واستجابة الدعاء عند الشدة.

قال الإمام الصادقعليه‌السلام :« من سرّه أن يستجاب له في الشدة ، فليكثر الدعاء في الرخاء » (1) .

وكان من دعاء الإمام السجادعليه‌السلام :« ولا تجعلني ممّن يبطره الرخاء ، ويصرعه البلاء ، فلا يدعوك إلّا عند حلول نازلة ، ولا يذكرك إلّا عند وقوع جائحة ، فيضرع لك خدّه ، وترفع بالمسألة إليك يده » (2) .

25 ـ التختم بالعقيق والفيروزج :

ويستحب في الدعاء لبس خاتم من عقيق أو من فيروزج ، لقول الإمام الصادقعليه‌السلام :« ما رفعت كفّ إلىٰ الله عزَّ وجل أحبُّ إليه من كفّ فيها عقيق » (3) .

ولقولهعليه‌السلام :« قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال الله عزَّ وجلّ : إنّي لأستحي من عبد يرفع يده وفيها خاتم فيروزج فأردّها خائبة » (4) .

26 ـ الآداب المتأخرة عن الدعاء :

وهناك جملة آداب متأخرة عن الدعاء ، أكدت عليها النصوص الإسلامية ، وفيما يلي أهمها :

__________________________

(1) الكافي 2 : 343 / 4.

(2) بحار الأنوار 94 : 130.

(3) عدة الداعي : 129.

(4) بحار الأنوار 93 : 321.

٥٠

أ ـ أن يقول الداعي ما شاء الله لا قوة إلّا بالله :

يستحب أن يقال بعد الدعاء : ( ما شاء الله ، لا قوة إلّا بالله ) وفي هذه الكلمة فضل عظيم لما تنطوي عليه من إقرار العبد بالمشيئة المطلقة وانقطاعه عن جميع الأسباب وتعلّقه بحول الله وقوته.

قال الإمام الصادقعليه‌السلام :« إذا دعا الرجل فقال بعدما دعا : ما شاء الله ، لا حول ولا قوة إلّا بالله ، قال الله عزَّ وجل : استبسل عبدي واستسلم لأمري ، اقضوا حاجته » (1) .

وعنهعليه‌السلام :« ما من رجل دعا فختم دعاءه بقول : ما شاء الله لا قوة إلّا بالله ، إلّا أُجيب صاحبه » (2) .

ب ـ الصلاة علىٰ النبي وآله :

قال الإمام الصادقعليه‌السلام :« من كانت له إلىٰ الله عزَّ وجل حاجة فليبدأ بالصلاة علىٰ محمد وآله ، ثمّ يسأل حاجته ، ثمّ يختم بالصلاة علىٰ محمد وآل محمد ، فإنّ الله عزَّ وجل أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط » (3) .

جـ ـ مسح الوجه والرأس باليدين :

ومن الآداب المتأخرة عن الدعاء أن يمسح الداعي وجهه ورأسه بيديه.

قال الإمام الصادقعليه‌السلام :« ما أبرز عبد يده إلىٰ الله العزيز الجبار إلّا

__________________________

(1) الكافي 2 : 378 / 1.

(2) أمالي الصدوق : 166 / 6.

(3) الكافي 2 : 358 / 16.

٥١

استحيا الله عزَّ وجل أن يردّها صفراً حتىٰ يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء ، فإذا دعا أحدكم فلا يردّ يده حتىٰ يمسح علىٰ وجهه ورأسه » (1) .

وفي دعائهمعليهم‌السلام :« ولم ترجع يد طالبة صفرا من عطائك ، ولا خائبة من نحل هباتك » (2) .

د ـ ويستحب أن يقول الداعي في حال استجابة دعائه : الحمدُ الذي بعزته تتمّ الصالحات(3) ، وأن يصلي صلاة الشكر(4) ، وإذا أبطأت عليه الإجابة فليقل : الحمدُ لله علىٰ كلِّ حال ، وأن لا يسأم من الدعاء(5) .

__________________________

(1) الكافي 2 : 342 / 2. والفقيه 1 : 213 / 953.

(2) عدة الداعي : 210.

(3) بحار الأنوار 93 : 370 / 9.

(4) بحار الأنوار 95 : 451 ، وفيه تفصيل لصلاة الشكر وما يقال فيها من ثناء ودعاء.

(5) بحار الأنوار 93 : 370 / 9.

٥٢

الفصل الثالث

استجابة الدعاء

ليس ثمة لذة أعظم من لذة المؤمن وسعادته حينما يرىٰ آثار عمله وإيمانه المترتّبة في استجابة دعائه ، ذلك لأنّه يحسّ بأنّه موضع لطف بارئه تعالىٰ وعنايته ، وأنّه في ارتباط مباشر مع خالقه ، تلك سعادة ليس فوقها سعادة :« وأنلني حسن النظر في ما شكوت ، وأذقني حلاوة الصنع في ما سألت » (1) .

ولكي نعيش لحظات تلك البهجة ونذوق حلاوة السرور ، علينا أن نتعرف علىٰ العوامل المؤثرة في استجابة الدعاء ، فقد يظنّ البعض أنّ السر في استجابة الدعاء يكمن في لفظ الدعاء مجرداً عن باقي العوامل الاُخرىٰ ، فكثيراً ما نجد بعض الناس يتناقلن قطعاً من الدعاء المأثور التي هي مظنّة الاجابة أو نصّ علىٰ أنها تحتوي علىٰ اسم الله الأعظم ، لكنهم يدعون بها فلا يستجاب لهم ، ذلك لأنّهم يأخذون لفظ الدعاء مجرداً عن الشروط والآداب التي يجب أن تقارن الداعي فيستجاب دعاؤه.

الدعاء سلاح المؤمن وجنّته الواقية وسهام الليل التي يسدّدها كيفما

__________________________

(1) بحار الأنوار 95 : 230 / 27 من دعاء الإمام أبي الحسن الهاديعليه‌السلام .

٥٣

يشاء ، والسلاح بضاربه لا بحدّه وحسب ، فإذا كان الفارس قوياً شجاعاً ويمتلك الجرأة والاقدام وكان سلاحه تاماً لا عيب فيه ، استطاع النكاية في العدو ، وإلّا فقد تخلّف الأثر ، وكذلك يحصل الأثر من الدعاء ، فإذا راعي الداعي الآداب والشروط التي نصّت عليها الآيات القرآنية والسُنّة المباركة ، والتزم بالعوامل المؤثرة في استجابة الدعاء ، وانقطع إلىٰ ربّه تعالىٰ متخلياً عن جميع الأسباب الاُخرىٰ ، غير معوّل في تحصيل المطلوب علىٰ غير الله تعالىٰ ، ثم دعا الله تعالىٰ بلسانٍ يقرأ ما في صحيفة القلب ، فإنّ دعاءه مستجاب بإذن الله.

العوامل المؤثرة في استجابة الدعاء :

فيما يلي نذكر أهم العوامل ذات الصلة في تحصيل أثر الدعاء :

1 ـ مراعاة الشروط والآداب الخاصة بالدعاء :

وقد ذكرناها في الفصل الثاني ، ونذكر هنا حديثا مهما عن الإمام الصادقعليه‌السلام يفيد التذكير بها.

عن عثمان بن عيسىٰ ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله الصادقعليه‌السلام قال : قلت له : آيتان في كتاب الله لا أدري ما تأويلهما ؟

فقال : «وما هما ؟ قال: قلت: قوله تعالىٰ :( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (1) ثم أدعو فلا أرىٰ الاجابة !

قال : فقال لي :أفترىٰ الله تعالىٰ أخلف وعده ؟ قال : قلت : لا.

__________________________

(1) سورة غافر : 40 / 60.

٥٤

قال :فمه ؟ قلت : لا أدري...

فقال :لكني أُخبرك إن شاء الله تعالىٰ ، أما إنّكم لو أطعتموه فيما أمركم به ثمّ دعوتموه لأجابكم ، ولكن تخالفونه وتعصونه فلا يجيبكم ، ولو دعوتموه من جهة الدعاء لأجابكم.

قال : قلت : وما جهة الدعاء ؟

قال :إذا أديت الفريضة مجّدت الله وعظّمته وتمدحه بكلّ ما تقدر عليه ، وتصلّي علىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتجتهد في الصلاة عليه وتشهد له بتبليغ الرسالة ، وتصلّي علىٰ أئمة الهدىٰ عليهم‌السلام ، ثمّ تذكر بعد التحميد لله والثناء عليه والصلاة علىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما أبلاك وأولاك ، وتذكر نعمه عندك وعليك ، وما صنع بك فتحمده وتشكره علىٰ ذلك ، ثم تعترف بذنوبك ذنب ذنب وتقرّ بها أو بما ذكرت منها ، وتجمل ما خفي عليك منها ، فتتوب إلىٰ الله من جميع معاصيك وأنت تنوي ألّا تعود ، وتستغفر الله منها بندامة وصدق نية وخوف ورجاء ، ويكون من قولك : « اللهمّ إني أعتذر إليك من ذنوبي ، واستغفرك وأتوب إليك ، فأعنّي علىٰ طاعتك ، ووفقني لما أوجبت عليَّ من كلِّ ما يرضيك ، فانّي لم أرَ أحداً بلغ شيئاً من طاعتك إلّا بنعمتك عليه قبل طاعتك ، فأنعم عليَّ بنعمة أنال بها رضوانك والجنة » ثمّ تسأل بعد ذلك حاجتك ، فإنّي أرجو أن لا يخيّبك إن شاء الله تعالىٰ... (1) .

2 ـ فقدان موانع الاجابة :

ومن الشروط المهمة التي يجب أن يراعيها الداعي ، هو إزالة الحجب

__________________________

(1) بحار الانوار 93 : 320.

٥٥

والموانع التي تحول دون صعود الدعاء ، كاقتراف المعاصي وأكل الحرام والظلم وعقوق الوالدين وغيرها من الذنوب التي تحبس الدعاء ، ولا يتهيأ للداعي معها الاقبال علىٰ ربِّه ، والاقبال هو الشرط الأساس في استجابة الدعاء ، يقول أمير المؤمنينعليه‌السلام :« خير الدعاء ما صدر عن صدر نقيّ وقلب تقيّ » (1) .

وفيما يلي أهم الموانع التي تحبس الدعاء :

أ ـ اقتراف الذنوب والمعاصي :

قال الإمام أبو جعفرعليه‌السلام :« إنّ العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلىٰ أجل قريب ، أو إلىٰ وقت بطيء ، فيذنب العبد ذنبا فيقول الله تبارك تعالىٰ للمك : لا تقض حاجته واحرمه إياها ، فإنّه تعرّض لسخطي ، واستوجب الحرمان مني » (2) .

ومن دعاء أمير المؤمنينعليه‌السلام :« اللهمّ إنّي أعوذ بك من ذنبٍ يحبط العمل ، وأعوذ بك من ذنبٍ يعجّل النقم ، وأعوذ بك من ذنبٍ يمنع الدعاء » (3) .

وعن الإمام زين العابدينعليه‌السلام :« والذنوب التي ترد الدعاء : سوء النية ، وخبث السريرة ، والنفاق ، وترك التصدق بالاجابة ، وتأخير الصلوات المفروضات حتىٰ تذهب أوقاتها ، وترك التقرّب إلىٰ الله عزَّ وجل بالبرّ __________________________

(1) الكافي 2 : 340 / 2.

(2) الكافي 2 : 208 / 14.

(3) بحار الأنوار 94 : 93 / 9.

٥٦

والصدقة ، واستعمال البذاء والفحش في القول » (1) .

ب ـ أكل الحرام :

ورد في الحديث القدسي :« فمنك الدعاء وعليَّ الإجابة ، فلا تُحجب عنّي دعوة إلّا دعوة آكل الحرام » (2) .

وروي أنّه قال رجل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا رسول الله أحبُّ أن يستجاب دعائي ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :« طهّر مأكلك ، ولا تدخل بطنك الحرام » (3) .

وعن الإمام أبي عبداللهعليه‌السلام :« من سرّه أن تستجاب له دعوته ، فليطب مكسبه » (4) .

جـ ـ عقوق الوالدين وقطيعة الرحم :

قال الإمام زين العابدينعليه‌السلام :« والذنوب التي تردُّ الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين » (5) .

وعن الإمام أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، قال:« لاتملّ من الدعاء ، فإنّه من الله عزَّ وجلَّ بمكان، وعليك بالصبر وطلب الحلال وصلة الرحم » (6) .

__________________________

(1) معاني الأخبار : 271.

(2) بحار الأنوار 93 : 373.

(3) عدة الداعي : 139.

(4) الكافي 2 : 353 / 9.

(5) معاني الأخبار : 270.

(6) الكافي 2 : 354 / 1. وقرب الاسناد : 171.

٥٧

3 ـ ترصّد الأزمنة الخاصة :

لا بدّ للداعي أن يراعي اختيار الأوقات التي هي مظنّة الاجابة ، فمن تأمل النصوص الإسلامية يلاحظ أنّ الأوقات ليست كلّها سواء ، فمنها ما تفتح فيها أبواب السماء ولا يحجب فيها الدعاء ومنها ما تستنزل فيها الرحمة أكثر من غيرها ، وفيما يلي أهم الأوقات التي ترجىٰ فيها الاجابة :

أ ـ جوف الليل :

جعل الله تعالىٰ لساعات النصف الثاني من الليل من البركة والرحمة ما لم يجعله في الساعات الاُخرىٰ من الليل والنهار ، ففي هذا الوقت يستولي النوم علىٰ غالب الناس ، فيتمكن أولياء الله تعالىٰ من الاقبال عليه بالدعاء والذكر والانقطاع إليه بعيداً عن زحمة الحياة ومشاغلها ، فهذا الوقت إذن هو وقت الخلوة وفراغ القلب للعبادة والدعاء ، وهو يشتمل علىٰ مجاهدة النفس ومهاجرة الرقاد ومباعدة وثير المهاد والانقطاع إلىٰ الواحد الأحد.

عن نوف البكالي ـ في حديث ـ قال : رأيت أمير المؤمنينعليه‌السلام ذات ليلة وقد خرج من فراشه وقال لي :« يا نوف ، إنّ داود عليه‌السلام قام في مثل هذه الساعة من الليل فقال: إنّها ساعة لا يدعو فيها عبدٌ إلّا استُجيب له » (1) .

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام ، قال :« كان فيما ناجىٰ به موسىٰ بن عمران عليه‌السلام أن قال له : يا بن عمران ، كذب من زعم أنّه يحبّني فإذا جنّه الليل نام عني ، أليس كلّ محبّ يحبّ خلوة حبيبه ؟ ها أنا يا بن عمران مطّلع علىٰ أحبّائي

__________________________

(1) نهج البلاغة ، الحكمة (104).

٥٨

إذا جنّهم الليل حوّلت أبصارهم في قلوبهم ، ومثلت عقوبتي بين أعينهم ، يخاطبوني عن المشاهدة ، ويكلموني عن الحضور.

يا بن عمران ، هب لي من قلبك الخشوع ، ومن بدنك الخضوع ، ومن عينيك الدموع ، وادعني في ظلم الليل ، فإنّك تجدني قريبا مجيباً »(1) .

وعن عبدة السابوري ، قال : قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : إنّ الناس يروون عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال :« إنّ في الليل لساعة لا يدعو فيها عبد مؤمن بدعوة إلّا استجيب له ؟ قال :نعم .

قلتُ : متىٰ هي ؟ قال :ما بين نصف الليل إلىٰ الثلث الباقي .

قلتُ : ليلة من الليالي أو كلّ ليلة ؟ فقال :كل ليلة (2) .

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال :« من قام من آخر الليل فتطهّر وصلّىٰ ركعتين وحمد الله وأثنىٰ عليه ، وصلّىٰ علىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لم يسأل الله شيئاً إلّا أعطاه ، إمّا أن يعطيه الذي يسأله بعينه ، وإمّا أن يدّخر له ما هو خير له منه » (3) .

ب ـ زوال الشمس :

عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال :« كان أبي إذا طلب الحاجة طلبها عند زوال الشمس ، فإذا أراد ذلك قدّم شيئاً فتصدق به ، وشمّ شيئاً من طيب ،

__________________________

(1) أمالي الصدوق : 292 / 1.

(2) التهذيب 2 : 118 / 444. وأمالي الطوسي 1 : 148.

(3) الكافي 3 : 468 / 5.

٥٩

وراح إلىٰ المسجد ، ودعا في حاجته بما شاء الله » (1) .

وعنهعليه‌السلام قال :« إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء ، وأبواب الجنان ، وقضيت الحوائج العظام ، فقيل لهعليه‌السلام : من أي وقت ؟ قالعليه‌السلام :مقدار ما يصلي الرجل أربع ركعات مترسّلاً » (2) .

جـ ـ الوتر والسحر وما بين طلوع الفجر إلىٰ طلوع الشمس :

روي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال :« خير وقت دعوتم الله عزَّ وجلّ فيه الأسحار ، وتلا هذه الآية في قول يعقوب عليه‌السلام : ( سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ) (3) ، قال : أخّرهم إلىٰ السحر » (4) .

وقال الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام :« أجيبوا داعي الله ، واطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلىٰ طلوع الشمس ، فإنّه أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض ، وهي الساعة التي يقسّم فيها الرزق بين عباده... توكّلوا علىٰ الله عند ركعتي الفجر إذا صليتموها ، ففيها تُعطوا الرغائب » (5) .

وقال الإمام أبو جعفرعليه‌السلام :« إنّ الله عزَّ وجل يحبُّ من عباده المؤمنين كلّ دعاءٍ ، فعليكم بالدعاء في السحر إلىٰ طلوع الشمس ، فإنّها ساعة تفتح فيها أبواب السماء ، وتقسم فيها الأرزاق ، وتقضىٰ فيها الحوائج العظام » (6) .

__________________________

(1) الكافي 2 : 347 / 7.

(2) عدة الداعي : 54.

(3) سورة يوسف : 12 / 98.

(4) الكافي 2 : 346 / 6.

(5) الخصال : 615.

(6) الكافي 6 : 347 / 9.

٦٠