المزار الكبير

المزار الكبير8%

المزار الكبير مؤلف:
المحقق: جواد القيّومي الإصفهاني
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
ISBN: 964-92002-0-7
الصفحات: 702

المزار الكبير
  • البداية
  • السابق
  • 702 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 187476 / تحميل: 6371
الحجم الحجم الحجم
المزار الكبير

المزار الكبير

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٩٢٠٠٢-٠-٧
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

العباد على المعاصي والاكتسابات ، ويا من تجلى لعقول الموحدينبالشواهد والدلالات ، ودل العباد على وجوده بالآيات البيناتالقاهرات.

أسألك ان تصلي على محمد عبدك المصطفى وحبيبك المجتبى ،نبي الرحمة والهدى ، وينبوع الحكمة والندى ، ومعدن الخشية والتقى ،سيد المرسلين وخاتم النبيين ، وأفضل الأولين والآخرين ، وعلى آلهالطيبين الطاهرين ، وافعل بنا ما أنت أهله يا ارحم الراحمين(١) .

ويصلي في مشربة أم إبراهيم ، وهي مسكن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ما قدر عليه ،ويصلي في المسجد الفضيخ(٢) ، فقد روي أنه الذي ردت فيه الشمسلأمير المؤمنينعليه‌السلام لما نام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في حجره(٣) ، ومنها مسجدالأحزاب ، وهو مسجد الفتح ، وينوي في كل موضع من هذه المواضعركعتين مندوبا قربة إلى الله تعالى.

فإذا فرغ من الصلاة فيه قال :

يا صريخ المكروبين ، ويا مجيب دعوة المضطرين ، ويا مغيثالمهمومين ، اكشف عني ضري وهمي وكربي وغمي ، كما كشفت عننبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله همه وكفيته هول عدوه ، واكفني ما أهمني من

__________________

(١) عنه البحار ١٠٠ : ٢٢٣.

(٢) المشهور في وجه تسميته ان الفضخ والفضيخ شراب يتخذ من بسر فضوخ وكانوا في الجاهليةيفضخون فيه التمر لذلك ، فبه سمى المسجد.

(٣) راجع الكافي ٤ : ٥٦١ ، عنه الوسائل ١٤ : ٣٥٥.

١٠١

أمر الدنيا والآخرة يا ارحم الراحمين(١) .

وتصلي في دار زين العابدين علي بن الحسينعليهما‌السلام ما قدرت ،وتصلي في دار جعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام ، وتصلي في مسجد سلمانالفارسي رحمة الله عليه ، وتصلي في مسجد أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهومحاذي قبر حمزةعليه‌السلام ، وتصلي في مسجد المباهلة ما استطعت ، وتدعوافيه بما تحب.

وقد ذكرت الدعاء باسره في كتابي المعروف ببغية الطالب وايضاحالمناسك لمن هو راغب في الحج ، فمن اراده اخذه من هناك ، ففيه كفاية إن شاء اللهتعالى.

الباب (١٢)

مختصر زيارة جامعة للأئمةعليهم‌السلام

والتسليم عليهم في كل موضع وفي كل يوم

إذا أردت زيارة أحد من الأئمةعليهم‌السلام فقف عليه وقل :

اللهم إني أسألك يا رافع السماوات المبنيات ، ويا ساطحالأرضين المدحوات ، ويا ممكن الجبال الراسيات ، ويا مخرج النبات ،يا من لا تتشابه عليه الأصوات ، ان تبلغ اللهم سلامي إلى النور المخترعمن الأنوار ، والمبتدع من شعاع عناصر الأبرار ، ومالك الجنة والنار ،

__________________

(١) روى صدره في الكافي ٤ : ٥٦٠ ، الكامل : ٦٧ ، التهذيب ٦ : ١٧.

١٠٢

محمد الرسول المختار ، سيد مضر ونزار ، وصاحب المناقب والفضائلوالفخار ، ومن اصطفاه عالم العلانية والاسرار ، سلالة إبراهيم الخليل(١) ،وعنصر الذبيح إسماعيل ، المخدوم بجبرئيل ، صاحب الآيات فيالآفاق ، المحمول على البراقصلى‌الله‌عليه‌وآله .

السلام على الإمام العادل والصيب الهاطل(٢) ، صاحب المعجزاتو الفضائل ، والبراهين والدلائل ، والسيد الحلاحل(٣) ، والبطلالمنازل(٤) ، واليعسوب للدين ، ومن هو للأحكام فاصل ، وللركوعوالسجود مواصل ، وللممارقة من الدين قاتل.

الامام البطين الأصلع(٥) ، والبطل الأروع(٦) ، والهمام(٧) المشفع ،الذي هو عن الشرك انزع ، صاحب أحد وحنين ، وأبو شبر وشبير ،المهذب الأنساب الذي لم يلحقه عهر الجاهلية ، ولم يطعن في صميمه(٨)

__________________

(١) الخليل : الصديق المختص.

(٢) الصوب : نزول المطر ، والصيب السحاب ذو الصوب ، والهاطل : الماطر بالمطر المتتابع.

(٣) الحلاحل ـ بالضم ـ السيد الشجاع أو الضخم الكثير المروة والرزين في نجابة.

(٤) البطل ـ بالتحريك ـ الشجاع تبطل جراحته فلا يكترث لها ، وتبطل عنده دماء الاقران ، والمنازلةالمقابلة والمبارزة في القتال.

(٥) الصلع : انحسار شعر مقدم الرأس.

(٦) الأروع : من يعجبك بحسنه وجهارة نظره أو بشجاعته.

(٧) الهمام ـ بالضم ـ : الملك العظيم الهمة والسيد الشجاع السخي.

(٨) صميمه : نسبه الخالص.

١٠٣

بشائبة مشاب ، حليف المحراب(١) ، المكني بابي تراب ، المودع بأرضالنجف ، العالي النسب والشرف ، مولاي أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه مني أفضل السلام.

السلام على الطاهرة الحميدة ، والبرة التقية الرشيدة ، النقية منالأرجاس ، المبراة من الأدناس ، الزاكية المفضلة على نساء العالمين ،السعيدة المطلوبة بالأحقاد ، المفجوعة بالأولاد ، الحورية الزهراء ،المهذبة من الخناء ، المشفعة في يوم اللقاء ، ابنة نبيك ، وزوجة وليك ،وأم شهيدك ، فاطمة الانفطام(٢) ، مربية الأيتام ، العارفة بالشرايع والاحكام ، والحلال والحرام ، عليها من وليها أفضل السلام.

السلام على الامام المعصوم ، والسبط المظلوم ، المضطهدالمسموم ، بدر النجوم ، المودع بالبقيع ، ذي الشرف الرفيع ، السيدالزكي ، والمهذب التقي ، أبي محمد الحسن بن عليعليهما‌السلام .

السلام على الامام القتيل ، والسيد النبيل ، الذي هو للرسول نجل(٣) وسليل ، والذي طهره الجليل ، والذي نطق بفضله التنزيل ، وناغاه(٤)

__________________

(١) حليف المحراب كناية عن ملازمته للمحراب والعبادة وعدم انفكاك كل منهما عن الاخر ، فانالحليف لا يخذل قرينه ولا يفارقه في حال.

(٢) كذا هنا وفي مصباح الزائر ، والصواب : فاطمة الافطام ، جمع للفطيم ، اي تفطم محبيها منالنار.

(٣) النجل : الولد.

(٤) ناغت الام صبيها : لاطفته وشاغلته بالمحادثة والملاعبة.

١٠٤

جبرئيل ، سيد كل قتيل ، الذي فنده(١) أهل التحريف والتبديل ، الذينزخرفوا(٢) دينهم بالأباطيل ، ولم يفرقوا بين التحريم والتحليل ، أشباهأهل الفيل ، عليهم لعائن الله جيلا بعد جيل(٣) ، وقبيلا بعد قبيل ، قتيلالطغاة ، وجديل(٤) الغواة ، الظلمة البغاة ، المستودع بأرض كربلاء ، الذيصلت عليه وتولت دفنه ملائكة السماء ، الحسين بن علي عليهماالسلام.

السلام على النور الساطع ، والبرق اللامع ، والعالم البارع ، سليلالنبوة ، وفطيم الوصية ، خدن(٥) التأويل ، والزناد الأقدح ، والفناء الأفيح ،والمتجر الأربح(٦) ، برج البروج ، ذي الثفنات ، راهب العرب ، السجادزين العابدين البكاء ، علي بن الحسينعليهما‌السلام .

السلام على الإمام الصادق المقال ، المتكرم المفضال ، المجيبعن كل سؤال ، المخبر عن الله بالأرزاق والآجال ، الذي لا يعرفالكذب ولا الانتحال ، البعيد عن الشبه والمثال ، الامام المعصوم محمدابن علي باقر العلومعليهما‌السلام .

__________________

(١) قتله ( خ ل ) ، الفند : الخطأ في القول والكذب.

(٢) الزخرف من القول حسنه بترقيش الكذب.

(٣) الجيل ـ بالكسر ـ الصنف من الناس.

(٤) جدلته : رميته وصرعته.

(٥) الخدن ـ بالكسر ـ الصاحب ، ومن يخادنك في كل أمر ظاهر وباطن.

(٦) في مصباح الزائر : الضياء اللائح والمتجر الرابح.

١٠٥

السلام على الإمام الصادق ، مبين المشكلات ، ومظهر الحقائق ،المفحم بحجته كل ناطق ، مخرس السنة أهل الجدل ، مسكن الشقاشق(١) ،العليم عند أهل المغارب والمشارق ، جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام.

السلام على الامام التقي ، والمخلص الصفي ، والنور الأحمدي ،والشهاب المضئ ، عروة الله الوثقى ، التي من تمسك بها نجى ، ومنتخلف عنها هوى ، النور الأنور ، والضياء الأزهر ، موسى بن جعفرعليهما‌السلام .

السلام على الامام الرضي ، والشيخ العلوي ، المحكم في امضاءحكمه في النفوس ، المستودع بأرض طوس ، علي بن موسى الرضاعليهما‌السلام .

السلام على الباب الأقصد ، والطريق الأرشد ، والعالم المؤيد ،ينبوع الحكم ، ومصباح الظلم ، سيد العرب والعجم ، الهادي إلىالرشاد ، الموفق بالتأييد والسداد ، محمد بن علي الجوادعليهما‌السلام .

السلام على منحة الجبار ، المختار من المهذبين الأبرار ، المخبرعما غبر من الاخبار ، الذي كان له القرآن شعارا ودثارا ، سيد الورى ،

__________________

(١) في النهاية : في حديث عليعليه‌السلام : ان كثيرا من الخطب من شقاشق الشيطان ، الشقشقة الجلدةالحمراء التي يخرجها الجمل العربي من جوفه ينفخ فيها فتظهر من شدقه ، شبه الفصيح المنطيق بالفحلالهادر ولسانه بشقشقته ، ونسبها إلى الشيطان لما يدخله من الكذب والباطل.

١٠٦

علي بن محمد ، المولود بالعسكر ، الذي حذر بمواعظه وانذر عليهماالسلام.

السلام على الامام المنزه عن المآثم ، المطهر من المظالم ، الحبرالعالم ، الذي لم تأخذه في الله لومة لائم ، العالم بالأحكام ، المغيب ولدهعن عيون الأنام ، بدر الظلام(١) ، التقي النقي ، الطاهر الزكي ، أبي محمدالحسن بن علي العسكريعليهما‌السلام .

السلام على الامام العالم ، الغائب عن الابصار ، والحاضر فيالأمصار ، والغائب عن العيون ، الحاضر في الأفكار ، بقية الأخيار ،الوارث ذا الفقار ، الذي يظهر في بيت الله ذي الأستار ، وينادي بشعار يالثارات الحسين ، انا الطالب بالأوتار ، انا قاصم كل جبار ، انا حجة اللهعلى كل كفور ختار ، القائم المنتظر بن الحسن عليه واله أفضل السلام.

اللهم عجل فرجه ، وسهل مخرجه ، وأوسع منهجه ، واجعلنا منأنصاره وأعوانه ، الذابين عنه ، والمجاهدين في سبيله ، والمستشهدينبين يديه.

اللهم صل على محمد وال محمد وتقبل منا الأعمال ، وبلغنابرحمتك الآمال ، وافسح لنا في الآجال.

اللهم انا نسألك الرضا والعفو عما مضى ، والتوفيق لما تحبوترضى.

__________________

(١) في مصباح الزائر : بدر التمام.

١٠٧

ثم تقبل التربة وتنصرف بعد أن تصلي ركعتي الزيارة مندوبا قربة إلىالله تعالى(١) .

الباب (١٣)

وداع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

فإذا قضيت حوائجك وعزمت على الخروج فودع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإذاوقفت عليه فسلم عليه كما فعلت أول مرة وقل :

السلام عليك يا رسول الله ، استودعك واسترعيك ، واقرأ عليكالسلام ، امنت بالله وبما جئت به ودللت عليه.

اللهم لا تجعله آخر العهد مني لزيارة قبر نبيك ، فان توفيتني قبلذلك ، فاني اشهد في مماتي على ما شهدت عليه في حياتي ، اشهد انلا إله إلا أنت ، وأن محمدا عبدك ورسولكصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وإن كان نائبا عن غيره دعا له وذكره في الوداع ويخرج إن شاء الله(٢) .

الباب (١٤)

وداع الأئمةعليهم‌السلام بالبقيع

تجعل القبر بين يديك وتقول :

__________________

(١) ذكره في مصباح الزائر : ٢٥٤ ، عنه البحار ١٠٢ : ١٩١.

(٢) راجع الكافي ٤ : ٥٦٣ ، الكامل : ٦٨.

١٠٨

السلام عليكم أئمة الهدى ورحمة الله وبركاته ، امنت باللهوبالرسول وبما جئتم به ودللتم عليه ، اللهم اكتبنا مع الشاهدين.

اللهم لا تجعله اخر العهد مني لزيارتهم ، وارزقنيها ابدا ما أحييتني ،فإذا توفيتني فاحشرني معهم وفي زمرتهم ، استودعكم الله واقرأعليكم السلام.

واذكر حوائجك وسل ما شئت وتوجه حيث ما شئت(١) .

__________________

(١) ذكره في مصباح الزائر : ١٩٨ ، عنه البحار ١٠٠ : ٢٠٦

١٠٩

١١٠

القسم الثالث

في فضل الكوفة واعمال مساجدها

وزيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام

١١١

١١٢

الباب (١)

ما ورد في فضل الكوفة وفضل فراتها

والقول عند ورودها والاغتسال عندها

١ ـ وبالاسناد المتقدم عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ،قال : حدثني أبيرحمه‌الله ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عبد اللهالرازي ، عن الحسين بن سيف بن عميرة ، [ عن أبيه ](١) ، عن أبي بكرالحضرمي ، عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام ، قال :

قلت له : اي بقاع الله بعد حرم الله وحرم رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل ،فقال : الكوفة ، يا أبا بكر هي الزاكية الطاهرة ، فيها قبور النبيين المرسلينوغير المرسلين والأوصياء الصادقين ، وفيها مسجد سهيل الذيلم يبعث الله نبيا الا وقد صلى فيه.

وفيها يظهر عدل الله ، وفيها يكون قائمه والقوام من بعده(٢) ، وهي

__________________

(١) زيادة من المصادر ، وأيضا في الأصل : الحسن بن سيف ، ما أثبتناه هو الصحيح ، راجعرجال النجاشي : ٤٤ ، والفهرس للشيخ : ٥٥.

(٢) والقوام من بعده ، يدل على أن بعد وفاتهعليه‌السلام يكون قوام له في الأرض ، موافقاللأخبار الدالة على أن الأئمة الذين يكرون في الرجعة يملكون الأرض بعده ، وهو مخالفللمشهور ، ويمكن أن يكون المراد قوامه في حياته بعد انتقاله عن هذا البلد إلى سائر البلدان ،أو يكون المراد البعدية بحسب المرتبة ، والله يعلم ـ البحار.

١١٣

منازل النبيين والأوصياء والصالحين(١)

٢ ـ وبالاسناد عن محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار ، [ عن أبيه ،عن جده علي بن مهزيار ](٢) ، عن الحسن(٣) بن سعيد ، عن ظريف بن ناصح ،عن خالد القلانسي ، عن الصادقعليه‌السلام قال : مكة حرم الله وحرم رسولهوحرم علي بن أبي طالبعليهما‌السلام ، الصلاة فيها بمائة الف صلاة ، والدرهمفيها بمائة درهم ، والمدينة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي بن أبي طالبعليهما‌السلام ، الصلاة فيها بعشرة الف صلاة ، والدرهم فيها بعشرة ألف درهم ، والكوفة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي بن أبي طالبعليهما‌السلام ، الصلاة فيمسجدها بألف صلاة(٤) .

٣ ـ وبالاسناد قال : حدثني محمد بن الحسين الجوهري ، عنمحمد بن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسين(٥) ،

__________________

(١) رواه في كامل الزيارات : ٧٦ ، عنه البحار ١٠٠ : ٤٤٠ ، مختصر البصائر : ١٧٨ ، عنهعجزه البحار ٥٣ : ١٤٨ ، وفي التهذيب ٦ : ٣١ ، عنه الوسائل ٥ : ٢٥٥ ، ١٤ :. ٣٦.

(٢) زيادة من المصادر.

(٣) كذا هنا وفي الكامل ، وفي التهذيب : الحسين ، ولعل ما في التهذيب أظهر لوجودروايات أخر عن الحسين عن طريف ، راجع معجم الرجال ٩ : ١٧٤.

(٤) رواه في الكافي ٤ : ٥٨٤ ، الفقيه ١ : ٢٢٨ ، المزار للمفيد : ١٩ ، الكامل : ٧٣ ، التهذيب٦ : ٣١ ، عنهم البحار ٩٩ : ٢٤٢ ، ١٠٠ : ٤٠٠ ، الوسائل ٥ : ٢٥٦.

(٥) كذا ، وفي الكامل والمزار : أحمد بن الحسن عن محمد بن الحسين ، وفي التهذيب :أحمد بن محمد بن الحسين ، وفي سند اخر : أحمد بن محمد عن أحمد بن الحسن.

ولعل الأصح ما في الكامل والمزار ، وان أحمد بن الحسن هو أحمد بن الحسن بن علي

١١٤

عن علي بن حديد ، عن محمد بن سنان ، عن عمرو بن خالد ، عن أبي حمزةالثمالي ، ان علي بن الحسينعليهما‌السلام اتى مسجد الكوفة عمدا من المدينةفصلي فيه ركعتين ثم جاء حتى ركب راحلته واخذ الطريق(١) .

٤ ـ وبالاسناد قال : حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار ،[ عن أبيه عن جده ](٢) عن الحسن بن سعيد(٣) عن علي ، عن عرفة ، عنربعي(٤) ، قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : شاطئ الوادي الأيمن الذي ذكره اللهجل جلاله في كتابه هو الفرات ، والبقعة المباركة هي كربلاء(٥) .

__________________

ابن فضال ، لأنه كثيرا ما يروي عن محمد بن أحمد بن يحيى ، ومحمد بن الحسين هو محمد بنالحسين بن أبي الخطاب الأشعري ، لأنه يروي بواسطة واحدة أو بلا واسطة عن علي بن حديد ، راجع معجمالرجال ٢ : ٧٨ ، ١١ : ٣٠٣ ، ١٥ : ٤٩.

(١) رواه في الكامل : ٧٠ ، المزار للمفيد : ١٩ ، التهذيب ٦ : ٣٢ ، عنهم البحار ٤٦ : ٦٤ ، ١٠٠ : ٣٩٨

(٢) زيادة من المصادر.

(٣) كذا هنا وفي الكامل ، وفي التهذيب : الحسين ، ولعل ما في التهذيب أظهر لوجودروايات كثيرة عنه عن الحسين بن الحكم ، ولم نجد رواية عن الحسن عن علي بن الحكم ،راجع معجم الرجال ٥ : ٢٤٨.

(٤) في التهذيب : علي بن الحكم عن مخزمة بن ربعي ، وفي الكامل : عرفة بن ربعي.

والظاهر أن ما في المتن هو الأصح ، وان عرفة هو عرفة بن بريد الذي ذكره الشيخ في رجاله: ٢٦٢ ، الرقم : ٣٧٣٠ ، وان ربعي هو ربعي بن عبد الله الذي ذكره الشيخ في رجاله : ٢٠٥ ، الرقم :٢٦٣٤.

ويؤيده روايات الحسين بن سعيد بواسطتين عن ربعي ( معجم الرجال ٥ : ٢٤٨ ) ، ولم يوجدعنوان علي بن عرفة أو عرفة بن ربعي أو مخزمة بن ربعي في كتب الرجال.

(٥) رواه في الكامل : ١٠٩ ، عنه البحار ١٠٠ : ٢٢٩ ، وفي المزار للمفيد : ٢٧ ، عنه البرهان٣ : ٢٢٦ ، نور الثقلين ٤ : ١٢٦ ، وفي التهذيب ٦ : ٣٨ ، عنه الوسائل ١٤ : ٤٠٥.

١١٥

٥ ـ وبالاسناد عن محمد بن الحسن الصفار ، عن العباس بن معروفعن علي بن مهزيار ، عن محمد بن إسماعيل ، عن حنان بن سدير ، عنحكيم بن جبير الأسدي قال : سمعت علي بن الحسينعليهما‌السلام يقول : ان اللهجل جلاله يهبط ملكا في كل ليلة ، معه ثلاثة مثاقيل من مسك الجنة ،فيطرحه في فراتكم هذا ، وما من نهر في شرق الأرض وغربها أعظم بركةمنه(١) .

٦ ـ وبالاسناد عن أبي القاسم ، عن علي بن الحسين بن موسى ، عنعلي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن علي بن الحكم ، عن سليمان بننهيك ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وآويناهما إلى ربوةذات قرار ومعين ) (٢) ، قال : الربوة نجف الكوفة ، والمعين الفرات(٣) .

٧ ـ وبالاسناد عن محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار ، عن أبيه ، عنجده علي بن مهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن علي بن الحكم ، عن ربيع بنمحمد المسلي ، عن عبد الله بن سليمان قال :

لما قدم أبو عبد اللهعليه‌السلام الكوفة في زمن أبي العباس السفاح جاءعلى دابته في ثياب سفره حتى وقف على جسر الفرات ، ثم قال لغلامه :

__________________

(١) رواه في الكافي ٦ : ٣٨٩ ، الكامل : ١٠٨ ، المزار للمفيد : ٢٨ ، التهذيب ٦ : ٣٨ ، عنه البحار٣٧ : ٦٠ ، ٦٦ : ٤٤٨ ، الوسائل ١٤ : ٤٠٤.

(٢) المؤمنون : ٥٠.

(٣) رواه في الكامل : ١٠٧ ، عنه البحار ١٠٠ : ٢٢٨ ، وفي المزار للمفيد : ٢٨ ، عنه البرهان٣ : ١١٣ ، وفي التهذيب ٦ : ٣٨ ، عنه الوسائل ١٤ : ٤٠٥.

١١٦

اسقني ، فاخذ كوز ملاح فغرف له به فسقاه ، فشرب وهو يسيل علىلحيته وثيابه ، ثم استزاده فزاده ، فحمد اللهعزوجل ثم قال :

نهر ما أعظم بركته ، اما انه يسقط فيه كل يوم سبع قطرات من الجنة ،اما لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا الأخبية على حافتيه ، ولولا مايدخله من الخطائين ما اغتمس فيه ذو عاهة الا برأه(١) .

٨ ـ وبالاسناد قال : حدثني محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بنمحمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عنسليمان بن هارون العجلي قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : ما أظنأحدا يحنك بماء الفرات الا أحبنا أهل البيت ، وسألني كم بينك وبينالفرات ، فأخبرته ، فقال : لو كنت عنده لأحببت ان آتيه طرفي النهار(٢) .

الباب (٢)

ذكر ما جاء من الفضل في المساجد المذكورة مجملا

١ ـ وبالاسناد عن خالد بن عرعرة قال : سمعت أمير المؤمنين عليابن أبي طالبعليه‌السلام يقول :

ان بالكوفة مساجد مباركة ومساجد ملعونة ، فاما المساجد

__________________

(١) رواه في الكامل : ١٠٩ ، عنه البحار ١٠٠ : ٢٢٩ ، وفي التهذيب ٦ : ٣٨ ، عنه الوسائل١٤ : ٤٠٦.

(٢) رواه في الكامل : ١٠٧ ، عنه البحار ١٠٠ : ٢٢٨ ، وفي التهذيب ٦ : ٣٩ ، عنه الوسائل١٤ : ٤٠٥.

١١٧

المباركة فمنها مسجد غني وهو مسجد مبارك والله ان قبلته لقاسطةولقد أسسه رجل مؤمن ، وانه لفي سرة الأرض ، وان بقعته لطيبة ،ولا تذهب الليالي والأيام حتى ينفجر فيه عين ، وحتى يكون علىحافتيه جنان وأهله ملعونون ، وانه مسلوب منهم ، ومسجد جعفيمسجد مبارك ، وربما اجتمع فيه ناس من العرب من أوليائنا يصلون فيه(١) ،ومسجد باهلة انه لمسجد مبارك ، وانه تنزل فيه الرحمة ، ومسجدبني ظفر ، والله ان طباقه لصخرة خضراء ، ما بعث الله نبيا الا وفيها تمثالوجهه ، ومسجد سهيل وهو مسجد مبارك ، ومسجد يونس بن متيلينفجرن فيه عين بظهر السبخة وما حوله.

واما المساجد الملعونة مسجد نمار ، وهو مسجد جرير بنعبد الله البجلي ، ومسجد الأشعث بن قيس ، ومسجد شبث بن ربعي ،ومسجد التيم ، ومسجد بالحمراء على قبر فرعون من الفراعنة ، قال :فلم نزل مفكرين في مقالتهعليه‌السلام إلى أن ورد الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام في أيام السفاح ، فجعل يشرح حال كل مسجد من المساجد ، فبانمصداق قولهعليه‌السلام (٢) .

٢ ـ روى محمد بن يحيى ، عن الحسن بن علي بن عبد الله ، عنعبيس بن هشام ، عن سالم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : جددت أربعةمساجد بالكوفة فرحا بقتل الحسينعليه‌السلام : مسجد الأشعث ومسجد

__________________

(١) في الأصل : ناس من الغيب يصلون فيه ، ما أثبتناه من الأمالي.

(٢) رواه الطوسي في أماليه ١ : ١٧١ مع اختلاف ، عنه البحار ١٠٠ : ٤٣٩.

١١٨

جرير ومسجد سماك ومسجد شبث بن ربعي(١)

٣ ـ وروى محمد بن علي بن محبوب ، عن إبراهيم بن هاشم ، عنعمرو بن عثمان ، عن محمد بن عذافر ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفروأبي عبد اللهعليهما‌السلام (٢) قالا :

ان بالكوفة مساجد ملعونة ومساجد مباركة ، فاما المساجدالمباركة فمسجد غني ، والله ان قبلته لقاسطة ، وان طينته لطيبة ، ولقدوضعه رجل مؤمن ، ولا تذهب الدنيا حتى تفجر عنده عينان وتكونحوله جنتان وأهله ملعونون وهو مسلوب منهم ، ومسجد بني ظفر وهومسجد السهلة ، ومسجد الحمراء ، ومسجد جعفي وليس هو مسجدهماليوم ، قال : درس ، ومسجد كاهل ، انه لمسجد مبارك ولم يبق الا اسه ،ولقد كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يطيل الصلاة فيه والقنوت.

واما المساجد الملعونة فمسجد ثقيف ، ومسجد الأشعث ،ومسجد جرير بن عبد الله البجلي ، ومسجد سماك ، ومسجد بالحمراءبنى على قبر فرعون من الفراعنة(٣) .

__________________

(١) رواه في الكافي ٣ : ٤٩٠ ، التهذيب ٣ : ٢٥٠ ، عنه الوسائل ٥ : ٢٥٠.

(٢) كذا ، وفي المصادر : محمد بن عذافر عن أبي حمزة أو عن محمد بن مسلم عنأبي جعفرعليه‌السلام ، وفي الخصال : أبي حمزة عن محمد بن مسلم عن الباقرعليه‌السلام وما في الخصال غريب لعدم ثبوت رواية أبي حمزة عن محمد بن مسلم.

(٣) رواه في الكافي ٣ : ٤٨٩ ، الخصال : ٣٠٠ ، التهذيب ٣ : ٢٤٩ ، عنه الوسائل ٥ : ٢٤٩ ،وليس فيهم : ( ومسجد كاهل ـ إلى ـ القنوت ) ، وفي المصادر مسجد كاهل ، وفيما يأتي :مسجد بني كاهل.

١١٩

وحدثني الشيخ الجليل أبو الفتح القيم بالجامع وأوقفني علىمسجد مسجد من هذه المساجد ، وحدثني ان مسجد الأشعث ما بينالسهلة والكوفة وقد بقي منه حائط قبلته ومنارته.

وأخبرني غيره ان مسجد الأشعث هو الذي يدعونه بمسجدالجواشن ، ومسجد سماك وهو بالموضع الذي فيه الحدادون قريب منه ،وذكر لي انه يسمى بمسجد الحوافر ومسجد شبث بن ربعي في السوقفي آخر درب حجاج ، والذي قبر فرعون هو بمحلة النجار(١) .

الباب (٣)

ذكر ما جاء في مسجد بني كاهل ويعرف بمسجد أمير المؤمنينعليه‌السلام

١ ـ اخبرني الشيخ الجليل المقرئ مسلم بن نجم المعروف بابنالأخت البزاز الكوفي الزيدي املاء من لفظه ، قال : أخبرنا أبو العباسأحمد بن محمد المقرئ ، قال : حدثني عبد الله بن حمدان ويعرفبنميس المعدل ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبو نعيم ،عن حمزة الزيات ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبد الرحمان بن الأسودالكاهلي.

وأخبرني الفقيه الجليل العالم عز الدين أبو المكارم حمزة بن زهرةالحسيني الحلبي املاء من لفظه وأراني المسجد وروى لي هذا الخبر

__________________

(١) عنه البحار ١٠٠ : ٤٣٨.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

المخالفين لأنّه منصب الهيّ وكمال نفسانيّ ودرجة وهيبة

وما قيل من أنّ الولاية بمنزلة الحليلة للأئمّة واغتصبها المغتصبون منهم فتزوّجها فالنواصب أبناء هذه البغيّة ونزّلوا أخبار خبث مولد النواصب هذا التنزيل وقالوا : إنّ الزوج الشرعي للولاية هم الأئمّةعليهم‌السلام وقد عقد الله هذا الزواج في السماء

وهذا حديث باطل ومردود وهو أدنى من كلام المبرسمين أصحاب الماليخوليا ، والأولى أن ندعوه هذيان القلم ، وأكثر من هذا لا يستحقّ من عناية العلماء لردّه ولا يتّسق مع سابقة العلماء وشئوناتهم العلميّة ورتب أهل الفضل كما قال الحكماء :

از سخن پُر در من هم چون صدف هر گوش را

قفل گوهر ساز ياقوت زمر پوش را

در جواب هر سؤالى حاجت گفتار نيست

چشم بينا عذر مى خواهد لب خاموش را

لا تجعلنّ كلّ قول مثل جوهرة

تقرط الأُذن فيها كي تحلّيها

أبعد عن العين بالأقفال جوهرة

فإنّ حقّ يتيم الدرّ تخفيها

ولا تجيبنّ يوماً كلّ مسألة

إطباق كلّ شفاه عذرها فيها

ومن الأشعار التي أنشدها الإمام الرضاعليه‌السلام في حضرة المأمون ونسبه إلى بعض فتيان آل عبد المطّلب كما ورد في العيون هذان البيتان :

وإذا ابتليت بجاهل متكلّف

يجد المحال من الأُمور صوابا

أوليته منّي السكوت وربّما

كان السكوت عن الجواب جوابا(١)

وجملة القول : إنّ هذه الفقرة من الزيارة مساوقة لفقرة الصحيفة السجاديّة

_________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ١٥٧ وفيه بدل « ابتليت » « بليت » وبدل « متكلّف » « متحكّم » ( هامش الأصل ) وفي المجلّد الأوّل منه ص ١٨٧ أربعة أبيات بدل البيتين ( المترجم )

٣٠١

وفيها يشير الإمام السجّاد إلى عيد الأضحى والجمعة وصلاة العيدين والخطبة ويقول : « اللهمّ هذا المقام لخلفائك وأصفياءك ومواضع اُمناءك في الدرجة الرفيعة التي اختصصتهم بها قد ابتزّوها »(١) وهذا الابتزاز والإزالة والدفع كلّ ذلك ناشئ عن الصدر السالف والقرن الأوّل من عدول الصحابة ، ولا تتنافى عدالتهم مع ظلم أهل البيت وإيذاء فاطمةعليها‌السلام وإحراق بيتها والخلاف مع عليّعليه‌السلام وبغض الحسنينعليهما‌السلام ، كما مرّ عليك جانب من ذلك وعسى أن نشير فيما يأتي إلى جملة اُخرى منه

بل لا يتنافى ذلك عندهم مع تغيير جميع الفروع والاُصول والأحكام وهدم أساس الشريعة المقدّسة ـ على الصادع بها ألف سلام ـ كما يظهر ذلك من الأخبار المبثوثة في مطاوي كتبهم المعتمدة واُصولهم الصحيحة

نقل السيّد المحقّق الأمين شارح الصحيفة المقدّسة من الجمع بين الصحيحين في مسند أبي الدرداء في الحديث الأوّل من أخبار البخاري : قالت اُمّ الدرداء : دخل عليّ أبو الدرداء وهو مغضب ، فقلت : ما أغضبك ؟ فقال : والله ما أعرف من أمر محمّد شيئاً إلّا أنّهم يصلّون جميعاً(٢)

وفي الحديث الأوّل من صحيح البخاري من مسند أنس بن مالك نقل عن الزهري قال : دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي ، فقلت : ما يبكيك ؟ فقال : لا أعرض شيئاً ممّا أدركت إلّا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيّعت(٣)

وفي حديث آخر إنّه قال : ما أعرف شيئاً ممّا كان على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

_________________

(١) الصحيفة السجاديّة ، دعاء ٤٩ ( هامش الأصل ) الكاملة : ٢٨١ نشر جامعة المدرّسين ( المترجم )

(٢) صحيح البخاري ١ : ١٦٦ باب فضل صلاة الفجر في جماعة ، ط دار مطابع الشعب بمصر ( هامش الأصل )

(٣) نفسه ، باب تضييع الصلاة عن وقتها ، ص ١٤١ ( هامش الأصل )

٣٠٢

قيل : فالصلاة ؟ قال : أليس صنعتم ما صنعتم فيها(١)

وهذه شهادة صريحة من أبي الدرداء وأنس بن مالك ـ وهما من أكابر الصحابة عند أهل السنّة والجماعة ـ بأنّ أحكام الشريعة بأجمعها غيّرت ، وبدّلت أحكام الشرع الشريف عامّة ، حتّى الصلاة وهي أظهر الواجبات وأعرف الفرايض ، وجميع ما مرّ جرى على أيدي الصحابة والتابعين الذين رووا في حقّهم « خير القرون قرني ثمّ القرن الذي يليه »(٢)

وإذا كان حال القرن الأوّل والثاني بهذه المثابة فما بالك بالقرون اللاحقة والأعصار التابعة التي تتبدّل في كلّ يوم أحوالها ، وتتنزّل شئونها باعترافهم

وطبقاً للحديث سابق الذكر يمكن أن نقول :

õ خُذ جملة البلوى ودع تفصيلها õ

_________________

(١) نفسه

(٢) عمران بن حصين ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : خيركم قرني ثمّ الذين يلونهم ، ثمّ الذين يلونهم قال عمران : فما أدري قال النبيّ بعد قوله مرّتين أو ثالثاً ، ثمّ يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ، ويخونون ولا يؤتمنون ، وينذرون ولا يفون ، ويظهر فيهم السمن

وفي خبر آخر : خير الناس قرني ثمّ الذين يلونهم ، ثمّ يجيء من بعدهم قوم تسبق شهادتهم إيمانهم ، وإيمانهم شهادتهم [ صحيح البخاري ، ٨ : ١١٣ باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها ، ط دار ومطابع الشعب بمصر ] ( هامش الأصل )

٣٠٣

وَلَعَنَ اللهُ الْمُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتالِكُمْ

الشرح : التمهيد مأخوذ من المهاد بمعنى البساط والفراش أو من العهد بمعنى سرير الطفل ، وكلاهما عائد إلى أصل واحد ونصّ في أساس البلاغة على أنّ التمهيد معناه التوطئة وتسهيل الأمر والإصلاح ، والمراد في أمثال هذه الوقائع وتمهيد العذر من المعاني المجازيّة ، ومعناه بسطه وتهيئة قبوله

والباء في « بالتمكين » للسببيّة على الظاهر والتمكين بمعنى الإقدار ، والظاهر أنّ اشتقاق المكان منه بحسب اللفظ ، وأمّا بحسب المعنى فاشتقاقه من الكون

القتال : بمعنى القتل والذبح والحرب

والمقصود من الممهّدين هم الأوائل الذين سهّلوا السبيل ووطّئوا الاُمور ، وهيّئوا أسباب الظلم ، لأنّه لولاهم وما ارتكبوه من السلوك الوحشي الخشن مع أهل البيت لما جرأ الأواخر على ظلمهم بتلك القسوة المعهودة

وهذا أصحّ الوجوه في تفسير الفقرة المعروفة « المقتول في يوم الجمعة أو الاثنين »(١)

_________________

(١) كما في البحار ٤٤ : ١٩٩ و ٢٠١

وعن عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام : يوم الاثنين يوم نحس قبض الله عزّ وجلّ نبيّه ، وما اُصيب آل محمّد إلّا يوم الاثنين [ الكافي ، باب صوم عرفة وعاشوراء ؛ بحار الأنوار ٤٥ : ٩٤ ] وتأتي هذه الرواية بتفصيلها ذيل « اللهمّ إنّ هذا يوم تبرّكت به بنو اُميّة »

مروج الذهب : وسُمعت في جنازته ( الإمام أبي الحسن الهاديعليه‌السلام ) سوداء وهي تقول : ماذا لقينا من يوم الاثنين [ بحار الأنوار ٥٠ : ٢٠٧ ]

ولنعم ما قيل : « ما قُتل الحسين إلّا في يوم السقيفة » فلعنة الله على من أسّس أساس الظلم والجور على أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين [ بحار الأنوار ٤٥ : ٣٣٨ ]

٣٠٤

لأنّ يوم السقيفة حدث في يوم الاثنين ، وقد أجاد الشاعر المفلّق الحاج هاشم الكعبي حيث قال :

تا الله ما سيف شمر نال منك ولا

يدا سنان وإن جلّ الذي ارتكبوا

لولا الذي أغضبوا ربّ العُلى وأبوا

نصّ الولا ولحقّ المصطفى غصبوا

أصابك النفر الماضي بما ابتدعوا

وما المسبّب لو لم ينجح السبب

ولا تزال خيول الحقد كامنة

حتّى إذا أبصروها فرصة وثبوا

فادرك الكلّ ما قد كان يطلبه

والقصد يدرك لمّا يمكن الطلب

كفُّ بها اُمّك الزهراء قد ضربوا

هي التي اُختك الحورا بها سلبوا

وإن نار وغىً صاليت جمرتها

كانت لها كفّ ذاك البغي تحتطب

وليبك يومك من يبكيك يوم غدوا

بالصنوا قوداً وبنت المصطفى ضربوا

والله ما كربلا لو لا السقيفة والإحياء

تدري(١) ولا لا النار ما الحطب

وورد في كثير من الأخبار لعن قاتلي سيّد الشهداء ومقاتليه ، ولعلّنا نشير إلى جانب منه فيما يأتي ونكتفي هنا بذكر حديث واحد ليقوم بأداء حقّ هذا العنوان ،

_________________

ولنعم ما نقله عليّ بن عيسى عن بعض الأصحاب عن القاضي أبي بكر بن أبي قريعة في ضمن أبياتٍ له :

وأريتكم أنّ الحسين

اُصيب في يوم السقيفه

ولأيّ حالٍ اُلحدت

بالليل فاطمة الشريفه

ولما حمت شيخيكم

عن وطي حجرتها المنيفه

أوّه لبنت محمّد

ماتت بغصّتها أسيفه

فوالله لا أنسى زينب بنت عليّعليهما‌السلام وهي تندب وتنادي بصوت حزين وقلب كئيب : وا محمّداه ! صلّى عليك مليك السماء وهذا حسين محزوز الرأس من القفا ، مسلوب العمامة والرداء ، بأبي من عسكره في يوم الاثنين نهبا بأبي من فساط مقطّع العُرى . [ بحار الأنوار ٤٥ : ٥٩ ]

(١) جاء في الكتاب « تعلم » ولا يستقيم بها الوزن فاستبدلنا بها « تدري » لأنّي أحفظها هكذا

٣٠٥

ولئلّا تخلو هذه المقولة من هذه الأخبار من رأس

وفي تفسير الإمام الحسن العسكري :( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ ) (١) نزلت في اليهود ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا نزلت هذه الآية في هؤلاء اليهود الذين نقضوا عهد الله وكذّبوا رسل الله وقتلوا أولياء الله : أفلا اُنبّئكم بمن يضاهيهم من يهود هذه الاُمّة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : قومٌ من اُمّتي ينتحلون بأنّهم أهل ملّتي ، يقتلون أفاضل ذرّيّتي وأطائب اُرومتي ، ويبدّلون شريعتي وسنّتي ، ويقتلون ولدي الحسن والحسين كما قتل أسلاف هؤلاء اليهود زكريّا ويحيى

ألا وإنّ الله يلعنهم كما لعنهم ، ويبعث على بقايا ذراريهم يوم القيامة هادياً مهديّاً من ولد الحسين المظلوم يحرقهم بسيوف أوليائه إلى نار جهنّم

ألا ولعن الله قتلة الحسين ومحبّيهم وناصريهم والساكتين عن لعنهم من غير تقيّة تسكتهم

ألا وصلّى الله على الباكين على الحسين بن عليّعليهما‌السلام رحمة وشفقة ، واللاعنين لأعدائهم والممتلئين عليهم غيظاً وحنقاً

ألا وإنّ الراضين بقتل الحسينعليه‌السلام شركاء قتله

ألا وإنّ قتلته وأعوانهم وأشياعهم ، والمتقدّمين بهم برآء من دين الله

ألا إنّ الله ليأمر الملائكة المقرّبين أن يتلقّوا دموعهم المصبوبة لقتل الحسينعليه‌السلام إلى الخزّان في الجنان فيمزجونها بماء الحيوان فيزيد في عذوبتها وطيبها ألف ضعفها ، وإنّ الملائكة ليتلقّون دموع الفرحين الضاحكين لقتل الحسينعليه‌السلام ويلقونها في ألهاوية ويمزجونها بحميمها وصديدها وغسّاقها وغسلينها فتزيد في شدّة حرارتها وعظيم عذابها ألف ضعفها ، يشدّد بها على

_________________

(١) البقرة : ٨٤

٣٠٦

المنقولين إليها من أعداء آل محمّد عذابهم(١)

اللهمّ اجر دموعنا في مصاب الحسين ، ووفّقنا للعن قتلته من الأوّلين والآخرين ، اللهمّ العنهم لعناً وبيلاً ، وعذّبهم عذاباً أليماً لا تعذّب به أحداً من خلقك ، وصلّ على محمّد وآله الطاهرين من اليوم إلى يوم الدين

_________________

(١) تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام : ٣٦٧ ط اُولى ١٤٠٩ مهر ـ قم المقدّسة ( المترجم ) تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام : ١٤٨ ، بحار الأنوار ٤٤ : ٣٠٤ رقم ١٧ ( هامش الأصل )

٣٠٧

بَرِئْتُ إِلَىٰ اللهِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ أَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ وَأَوْلِيائِهِمْ(١)

برء : من باب سمع أي فارق ، والتبرّي بمعنى المفارقة ، وهذا المعنى مأخوذ من كتب الأدب من قبيل منتهى الإرب وتاج المصادر ، وترجمة القزويني على القاموس ، ولم تبيّن الكتب العربيّة حقيقة معنى البرائة ، وبرأ من مرضه أي تنق وعوفي ، وبرأ من دينه أي سقط عنه طلبه ، وكلا المعنيين مأخوذ من المعنى المتقدّم

وفي تفسير مجمع البيان ومفاتيح الغيب لابن الخطيب الرازي فسّر البرائة بانقطاع العصمة ، وهذا تفسير باللازم

وبعض المنتسبين إلى العلم فسّروا البرائة بالامتناع ، وبعد التتبّع والفحص الكامل لم نجد وجهاً لهذا التفسير

وسبب تعدّيته بـ « إلى » كان لإشرابه معنى توجّه أو تعطّف ، لأنّ المتبرّء من واحد متقرّب إلى الآخر ، إذ المتبرّء حين يدبر عنه يقبل على غيره فيثير حنقه بمحبّة غيره ورعاية قربه ، ولعلّ هذا المعنى هو الذي صحّح دخول « إلى » على هذا الطرف

والضمير في « منهم » راجع إلى جميع الطوائف المذكورة المراد من هذه الصفات أولئك الذين لهم المدخليّة التامّة في ذلك الأمر حيث استندت إليهم الأفعال ممّا جرى على الحسينعليه‌السلام بنحو من الأنحاء لينفى عنهم عنوان الأشياع والأتباع وينطبق عليهم عنوان مستقلّ آخر

تبع تباعاً وتِباعاً : اقتفى أثر فلان ، وتبع وزان فرس بمعنى تابع ، ويطلق على

_________________

(١) الصحيح من أشياعهم وأتباعهم وغفلةً من المؤلّف أو الناسخ حدث التقديم والتأخير ( هامش الأصل )

٣٠٨

المفرد والجمع مثل :( إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا ) (١) وجمع أتباع ، وتباعة ، وإن كان يطلق على المشي الظاهر ولكنّه من جهة التوسّع في الإطلاق يتناول المعنوي أيضاً وفي هذا السياق يوجد حديث مبنى على ذوق أهل المعرفة وليس هذا المقام موضع بيانه

الشيعة : عبارة عن الأنصار والأتباع ، صرّح بذلك في المصباح وغيره ، واشتقاقه من المشايعة ومعناها المتابعة والنصرة ، وهو مأخوذ من التشييع والمشايعة بمعنى المصاحبة للتعظيم ، كما يستعمل في معنى مشايعة الموتى وتشييعهم ، وكلا الحقيقتين مأخوذ من الشيوع بمعنى الظهور لأنّ في لفظ : مشيّع ومشايع يتبادر الميّت والضيف إلى الذهن وبه يتعالى اسمه ويشيع شرفه

ومجمل القول : جمع الشيعة شيعٍ ، وجمع الشيع أشياع ، وقد ارتكب الفيروزآبادي في القاموس خطأً حين اعتبر الأشياع والشيع كلاهما جمع التشيّع ، لأنّ قياس العربيّة لا يسمع بجمع « فعله » على « أفعال » وصرّح بما قلناه الفيّومي في المصباح

الولي : مأخوذ من ولي ومعناه الحقيقي القرب ، ويستعمل في القرابة النسبيّة والقرب الروحاني وهو المحبّة ، ويستعمل أيضاً في قرب الإحاطة وهو الرئاسة

واعلم أنّ رعاية الصحّة تتمّ في أمرين :

الأمر الأوّل : التنقية وهي دفع الفضلات والأخلاط الفاسدة

والأمر الثاني : التقوية وهي حفظ البنية وبقاء المزاج الذي هو الصورة الخامسة الحاصلة من تفاعل الكيفيّات الأربع ، المتداعية بالانفكاك والانفصال

كما أنّ حصول الكمال الإنساني والترقّي النفساني في السلوك الأخلاقي بأمرين :

_________________

(١) إبراهيم : ٢١

٣٠٩

أحدهما : دفع الرذائل من قبيل الحسد واللؤم والقساوة وحبّ الجاه

وثانيهما : كسب الفضائل من جنس العفو والسماح ورقّة القلب والإعراض عن الخلق

ومثله الإيمان وهو مصحّح جميع الأعمال وميزان كلّ كمال مركّب كذلك من جزئين :

الأوّل : البرائة من أعداء الله

والثاني : محبّة الله وأوليائه

وهذا المعنى مضافاً إلى ما جاء في سرده وتوضيحه من الكتاب والسنّة فإنّه وارد في خصوص جماعة معيّنة من طريق أهل بيت النبيّ ؛ أهل العصمة والطهارة أرواحنا لهم الفداء ، وذلك معترف به ومشهود به من جميع القلوب الصافية والنفوس الزاكية

حيث ما من عاقل نبيه يستولي عليه الوهم بالقدرة على الجمع بين محبّة إنسان ومحبّة عدوّه ، كما قال الشاعر في الحكمة الشعريّة :

تحبّ عدوّي ثمّ تزعم أنّني

صديقك إنّ الرأي منك لعازبُ

وللعقلاء أصحاب البصائر والقلوب الواعية تكفي هذه الآية المباركة التي يقول الحقّ تعالى فيها :( لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (١) وفي هذه الآية المباركة وردت وجوه من تأكيد المنع عن موادّة أعداء الله

_________________

(١) المجادلة : ٢٢

٣١٠

وفي الحديث المنقول عن العيون بطرق عدّة أنّ الإمام الرضاعليه‌السلام كتب إلى المأمون في حديث طويل : حبّ أولياء الله واجب وكذلك بغض أعداء الله والبرائة منهم ومن أئمّتهم ولعلّنا نشير في أثناء البحث إلى جانب منه في مقام آخر(١)

_________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ١٢٢ رقم ٣٥ ما كتبه الرضاعليه‌السلام إلى المأمون في محض الإسلام وشرايع الدين ( هامش الأصل ) وفي نسختي ص ١٢٤ ( المترجم )

٣١١

يَا أَبا عبد الله إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ إِلىٰ يَوْمِ الْقِيامَةِ

الشرح : السلم : بمعنى المسالمة والصلح والموادعة لأنّه جاء بمعنى المسالمة والصلح كما في القاموس وغيره ، والظاهر عدم الاشتراك بل من باب استعمال المصدر بمعنى اسم الفاعل ، فإمّا أن يكون محمولاً على المبالغة أو بتقدير ذو ( اي ذو سلم ) كما صرّح بذلك الأُدباء ، وهذا المعنى وإن لم يكن قياسيّاً بل متوقّفاً على مقتضى الحال الخاصّة التي يعرفها الأديب بالممارسة ، كما صرّح بذلك الآمدي في الموازنة بين أبي تمام والبحتري ، وإن كانت الأمثلة التي استشهد بها لا تخلو من نقاش ، ولكنّ الميزان في هذا الموضع ثابت ومحقّق

ومثله الحديث في كلمة « حرب » والأظهر في رأي هذا العبد لله أنّها المعنى المصدري نفسه

ويجب أن نقول ذلك من أجل إظهار كمال المطاوعة والتوغّل في العبوديّة والمتابعة أنّا وصلنا في هذا المقام إلى درجة أصبحنا حقيقة السلم مع من سالمكم ومصداقاً واقعيّاً للحرب لمن حاربكم

اليوم : بحسب أصل اللغة من أوّل طلوع الشمس إلى غروبها ـ كما هو المشهور بين اللغويّين ـ ويطابق اصطلاح حكماء الفرس وعلماء الهيئة والحساب أو أنّه من أوّل طلوع الفجر حتّى غروب الشمس كما صرّح بذلك ابن هشام في « شرح الكعبيّة » والظاهر أنّ المعنى الثاني لليوم هو تحديد الزمن الشرعي من اليوم وليس المعنى اللغوي ، وهذا القليل البضاعة أشار تلويحاً في « منظومة ميزان الفلك » إلى هذا المعنى :

واليوم من طلوع جرم الشمس

إلى غروبها بزعم الفُرْس

كذاك في النجوم والحساب

وذاك في السنّة والكتاب

يؤخذ من طلوع فجر صادق

إلى ذهاب حمرة المشارق

٣١٢

وتفصيل هذه الجملة أنّ غاية النهار زوال الحمرة(١) كما هو المعروف من مذهب الإماميّة ، أو غروب القرص كما هو مذهب أهل السنّة ، وقال بهذا شرذمة من علماء الشيعة نظراً إلى الأخبار المحمولة على التقيّة أو أنّهم جعلوا الأخبار في القول السابقة حاكمة على الأخبار التي قال بها الشيعة لا الأقلّيّة منهم فمالوا إليها وقالوا بها ، والإفاضة بها خارجة عن منهج هذا الشرح

وأحياناً يطلق اليوم على مطلق الزمان كما صرّح به ابن هشام في شرح الكعبيّة وحكى القول به عن سيبويه واستشهد بما أثر عن القوم من قولهم : أنا اليوم أفعل كذا ، ويريدون الوقت الحاضر ، ومن هذا القبيل قولهم : تلك أيّام الهرج ، كما قال بعض شرّاح القاموس(٢)

وأكثر اللغويّين والاُدباء نصّوا على هذا المعنى واستعماله في يوم القيامة أظهر ، لأنّه مبنى على هذا المعنى غير ملحوظٍ به طلوعاً أو غروباً ، ولابدّ من أخذهما في المعنى عند الوقوف على ظواهر العبارات

وفي الحقيقة إنّنا وإن أمكننا القول عن حقيقة اليوم بأنّه مدّة ظهور الشمس في نصف الفلك المرئي ، وأخذ الطلوع والغروب في معناه للدلالة على مصاديق أفراده في الخارج ، وبناءاً على هذا يكون يوم القيامة من مصاديق المعنى الأوّل ، والله أعلم بالصواب

القيامة : مصدر قيام ظاهراً ، يقال : قام قياماً وقيامة كما نقل بعض العلماء المتبحّرين اللغويّين ، وإن لم يذكر في كثير من الكتب

_________________

(١) يجب تحديدها بالمشرقيّة وبها يعرف دخول الليل ، أمّا الحمرة المغربيّة التي تمتدّ بعد اختطاط الظلام فلا عبرة بها ( المترجم )

(٢) قال الزبيدي : وقد يراد باليوم الوقت ، ومنه الحديث : تلك أيّام الهرج أي وقته ، ولا يختصّ بالنهار دون الليل [ تاج العروس ٩ : ١١٥ ]

٣١٣

وإطلاق يوم القيامة على يوم الحشر إمّا بسبب قيام البشريّة كافّة من مضاجعها للعرض على الله تعالى ، وإمّا بسبب قيام الخلق كافّة في ساحة العدل الربّاني جلّت عظمة الله ، كما في قوله تعالى عزّ من قائل :( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) (١)

وزعم بعضهم أنّ الكلمة مولّدة من السريانيّة بمعنى « قيماً » أي يوم الحشر ، وهذا غاية في البعد ، والأصحّ الأوّل

والظاهر أنّ التعبير عن يوم الجمعة بيوم القيامة نظراً لهذا المعنى ، لقيام الخطيب فيها بالخطبة أو لقيام الناس فيه كافّة بالصلوات ، أو لقيام أمر النبيّ فيه ، أو لتذكاره بأمر يوم القيامة ، والله أعلم

فائدة

في الأخبار الكثيرة المرويّة عن الفريقين أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لفاطمة وأمير المؤمنينعليهما‌السلام : حربك حربي وسلمك سلمي(٢) وكذلك قال لأهل العباعليهم‌السلام : « أنا سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم » أو قريباً من هذا اللفظ ، كما أوصل الترمذي في الجامع السند إلى زيد بن أرقم : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّ وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام : أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم(٣)

يتبيّن من هذا الحديث على اُصول أهل السنّة والجماعة كفر معاوية وأصحاب الجمل وأصحاب واقعة كربلاء جميعاً ، لأنّ من حارب رسول الله باتفاق الاُمّة ونصّ الكتاب والسنّة كافر ، فإذا كان محارب هذه الجماعة محارباً لرسول الله فهو كافر البتّة

_________________

(١) المطفّفين : ٦

(٢) بحار الأنوار ٤٢ : ٢٦١ وتجد ذلك أيضاً في الأجزاء التالية ٢٦ ـ ٢٧ ـ ٣٢ ـ ٣٣ ـ ٣٧ ـ ٣٨ ـ ٣٩ ـ ٤٠ ـ ٦٥ ( المترجم )

(٣) اُنظر : سنن ابن ماجة القزويني ١ : ٥٢ ( المترجم ) صحيح الترمذي ، ج ٥ باب ٦١ فضل فاطمة رقم ٣٨٧٠ ( هامش الأصل )

٣١٤

وَلَعَنَ اللهُ آلَ زِيادٍ

الشرح : يمكن أن يكون الواو في مطلع الجملة للعطف ، وتكون هذه الجملة الدعائيّة معطوفة على ما سبقها من اللعائن ، وعلى هذا الوجه تكون الجملة المتضمّنة للبرائة والاستسلام والمتابعة معترضة بين العاطف والمعطوف عليه ، والنكتة المتصوّرة في وجه إقحام هذه الجملة بينهما أنّ الزائر وهو يمارس لعن الأعداء يتذكّر أعمالهم الشنيعة وآثارهم الفظيعة ، فتقلّبهم الأيّام الخوالي فيهيج وجده الكامن وشوقه الساكن فيفقد السيطرة على نفسه وهو يستعرض جرائم القوم ومنكراتهم فيظهر البرائة منهم دونما اختيار منه ، وتدركه النفرة منهم ومن أتباعهم وأشياعهم ، من هنا يخاطب الإمام المظلوم لفرط حبّه وخلوص إرادته فيحمله ذلك على عرض مسالمته الكاملة ومتابعته الشاملة مع صفاء الباطن وخلوص النيّة بين يدي ساحة الإمام المقدّسة وسدّته الرفيعة

وينعتق من هذا الكلام الذي اندفع فجئة على لسانه مرّة اُخرى ويعدل عنه إلى الحديث الأوّل من لعن الأعداء ويعطف عليهم أولئك الذين هم أعيان الظالمين المسبّبين لهذا الخطب الفادح والرزء الجليل ، والذين لهم أثر يذكر في جريان هذه الخطوب وإعانة على حدوثها فيأخذ بلعنهم واحداً واحداً ، ويعطفهم على الأوائل لكي يشفي غيظه ويريح حنقه ويبرأ من لواعج صدره من ذكرهم بالتفصيل ، كما يمكن أن تكون الواو استئنافيّة

وعلى كلّ حال فإنّ النكتة تعود إلى ما ذكرناه تفصيلاً

وسوف نذكر معنى الآل بعد هذا الحديث إن شاء الله(١)

_________________

(١) ذيل « صلّی الله عليه وآله » ( هامش الأصل )

٣١٥

وزياد المنصوص عليه باللعن هو والد عبيد الله لعنهما الله المعروف بزياد بن أبيه وزياد بن اُمّه وزياد بن عبيد وزياد بن سميّة ، واشتهر بعد استلحق معاوية إيّاه بابن أبي سفيان ، وعبيد وسميّة كلاهما من موالي كسرىٰ فأهداهما كسرى إلى أبي الخير بن عمر الكندي أحد أقيال اليمن ، وأشار إلى ذلك أبو بكر بن دريد في مقصورته المعروفة ، فقال :

فخامرت نفس أبي الخير جوىٰ

حتّى حواه الحتف فيمن قد حوىٰ

وشرح حاله في الشروح الدريديّة وغيرها ، وفي شرح الدريديّة(١) : وكان من حديثه مسيره إلى كسرى يستجيشه على قومه فأعطاه جيشاً من الأساورة فلمّا صاروا بكاظمة ونظروا إلى وحشة بلاد العرب ، فقالوا : أين نمضي مع هذا ، فعمدوا إلى سمّ فدفعوه إلى طبّاخه ووعدوه بالإحسان إليه(٢) إن ألقى السمّ في طعام الملك ، ففعل ذلك ، فما استقرّ الطعام في جوفه حتّى اشتدّ وجعه ، فلمّا علم الأساورة ذلك دخلوا عليه فقالوا له : إنّك قد بلغت إلى هذه الحالة فاكتب لنا إلى الملك كسرى إنّك قد أذنت لنا في الرجوع ، فكتب لهم بذلك

ثمّ إنّ أبا الجبر خفّ ما به فخرج إلى الطائف البليدة التي بالقرب من مكّة وكان بها الحارث بن كلدة طبيب العرب الثقفي ، فعالجه فأبرأه فأعطاه سميّة ـ بضمّ العين المهملة وفتح الميم وتشديد الياء المثنّاة من تحتها وفي آخره هاء ـ وعبيداً ـ بضمّ العين المهملة تصغير عبد ـ وكان كسرى قد أعطاهما أبا الجبر في جملة ما أعطاه(٣) وهذا يوافق ما نقله ابن عبد ربّه وابن خلّكان

_________________

(١) فيها : إنّه أبو الجبر ولم يذكر سميّة ولا عبيداً [ الخطيب التبريزي ، شرح مقصورة ابن دريد ، ص ٥٩ ] ( المترجم )

(٢) إلى هنا أخذناه من هامش الخطيب : ٥٩

(٣) ابن خلّكان ، وفيات الأعيان ٦ : ٣٥٦

٣١٦

ويقول ابن الأثير في الكامل وابن خلدون في العبر : أنّ سميّة جارية لدهقان من أهل زنده رود ، أهداها للحارث بن كلدة لمّا عالجه ، والطريق الأوّل أتقن وأمتن

وخلاصة القول : إنّ سميّة ولدت نافعاً على فراش الحارث ولكنّه نفاه ، ثمّ ولدت أبابكرة الصحابي المعروف على فراشه ، فنفاه أيضاً ولم يعترف به ، وأعطى سميّة لعبيد ، وهؤلاء الثلاثة : زياد ونافع وأبوبكرة أولاد سميّة ومعهم شبل بن معبد الذين شهدوا على المغيرة لعنه الله بالزنا عند عمر بن الخطّاب ، وتلكّأ زياد بشهادته بتلويح من عمر ، فدرأ عن المغيرة الحدّ وأقامه على الشهود ، وهي من أشدّ المطاعن على عمر ، كما هو مذكور بالتفصيل في الأسفار الكلاميّة

وقال في العقد الفريد : كان الزانيات من النساء في الجاهليّة ينصبن على بيوتهنّ رايات ليعرفن بذلك ويقصدهنّ الشباب ، وكان بغاة النفع من الناس يرسلون جواريهم في هذا السبيل كرهاً ليجمعن لهم الحطام الفاني والعرض الزائل وينالوا بذلك الحياة الدنيا ، وقد أشار الله تعالى في محكم كتابه المجيد بقوله :( وَلَا تُكْرِهُوا
فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ
) (١) يريد في الجاهليّة( فَإِنَّ اللَّـهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) يريد في الإسلام

وفي مروج الذهب : وكانت سميّة من ذوات الرايات بالطائف تؤدّي الضريبة إلى الحارث بن كلدة وكانت تنزل بالموضع الذي نزل فيه البغايا بالطائف خارجاً عن الحضر في محلّة يقال لها : حارّة البغايا .

وجاء أبو سفيان يوماً إلى أبي مريم السلولي وهو خمّار في الطائف في الجاهليّة ، فقال : أبغني بغيّاً ، فأتيته وقلت له : لم أجد إلّا جارية الحارث بن كلدة سميّة فقال : ائتني بها على ذفرها وقذرها ( يظهر من قول أبي سفيان هذا أنّه

_________________

(١) النور : ٣٣

٣١٧

وطأها قبل هذا اليوم ) ( الى أن قال ) والله لقد أخذ بدرعها وأغلقت الباب عليهما وقعدت دهشاناً ، فلم ألبث أن خرج عليّ يمسح جبينه ، فقلت : مه يا أبا سفيان ، فقال : ما أصبت مثلها يا أبا مريم لو لا استرخاء من ثديها وذفر من فيها(١)

وولدت سميّة زياداً عام أوّل من الهجرة على فراش عبيد الله ، فكان يعرف بزياد بن عُبيد وابن اُمّه وابن أبيه وابن سميّة ، ولمّا بلغ أشدّه استكتبه أبو موسى الأشعري فأرسله عمر في حاجة فأحسن القيام بها فقدم على عمر وهو في المسجد ، فخطب بين يديه خطبة أعجب بها الحاضرون ، فقال عمرو بن العاص : لو كان قرشيّاً لساق العرب بعصاه ،

فقال أبو سفيان : اُقسم بالله أنّي أعرف الذي وضعه في رحم اُمّه

فقيل له : من يا تُرى ؟

فقال : أنا هو !

ولمّا استخلف أمير المؤمنين ، كان زياد معروفاً بالنزاهة ولم يظهر منه خلاف وكان إدرايّاً سياسيّاً حازماً ذا فطنة وكياسة ، من ثمّ عهد إليه أمير المؤمنين بإدارة حدود فارس(٢) ، وأراد معاوية خديعته فما تأتّىٰ ذلك له ، وكتب إليه يوماً يتهدّده ، فقال عقيب ذلك : « أتعجب من ابن آكلة الأكباد ورأس النفاق يخوّفني بقصده إيّاي » ، وأثنى على أمير المؤمنينعليه‌السلام ثناءاً بليغاً فأرسل إليه أمير المؤمنين رسالة يحذّره من مكر معاوية ويأمره بالثبات على عهده إلى أن استشهد أمير المؤمنين وانقضت أيّامه عند ذلك فتح معاوية أحابيله عليه ، واستعان عليه بخبث فطرته

_________________

(١) مروج الذهب ٢ : ١٥ و ١٦ بتصرّف من المؤلّف ( المترجم ) و ٣ : ٦ ط دار الهجرة ( هامش الأصل )

(٢) لم يعهد إليه الإمام بذلك إنّما كان بفعل ابن عبّاس لأنّه والي البصرة يومئذٍ وفارس من توابعها ( المترجم )

٣١٨

ودنائة مولده وأوكل أمر جذبه نحوه إلى المغيرة بن شعبة وهو يومئذٍ رأس النفاق ومعدن النصب فانطلّت الحيلة على زياد واستلحقه معاوية وصيّره أخاه واعترف زياد حبّاً في الدنيا وميلاً إلى جاهها بخباثة مولده ورضي باُخوّة معاوية وأبوة أبي سفيان وعند ذلك أقسم أبوبكرة أن لا يكلّمه لأنّه زنىّ سميّة وقدح في نسبه(١)

ولمّا استقرّ رأيهما على ذلك أرسلت إليه جويريّة بنت أبي سفيان عن أمر أخيها معاوية ، فأتاها فأذنت له وكشفت عن شعرها بين يديه وقالت : أنت أخي ، أخبرني بذلك أبو مريم ثمّ أخرجه معاوية إلى المسجد وجمع الناس ، فقام أبو مريم السلولي ، فقال : أشهد أنّ أبا سفيان قدم علينا بالطائف وأنا خمّار في الجاهليّة ، فقال : أبغني بغيّاً ، فأتيته وقلت له : لم أجد إلّا جارية الحارث بن كلدة سميّة ، فقال : إأتني بها على ذفرها(٢) وقذرها

فقال له زياد : مهلاً يا أبا مريم ، إنّما بعثت شاهداً ولم تبعث شائماً ، فقال أبو مريم : لو كنتم كفيتموني لكان أحبّ إليّ وإنّما شهدت بما عاينت ورأيت ، والله لقد أخذ بكُمِّ درعها وأغلقت الباب عليهما وقعدت دهشاناً ، فلم ألبث أن خرج عليّ يمسح جبينه ، فقلت : مه ، يا أبا سفيان ، فقال : ما أصبت مثلها يا أبا مريم ، لولا استرخاء من ثديها وذفر من فيها(٣)

وفي رواية الكامل : فخرجت من عنده وإنّ اسكتيها لتقطر منيّاً(٤)

_________________

(١) كان صرم أبي بكرة له قبل هذا التاريخ أي عندما تلجلج في الشهادة وكان أحد الشهود على المغيرة فأقسم أبوبكرة لا يكلّمه مادام حيّاً ( المترجم )

(٢) الذفر : الرائحة الخبيثة

(٣) المسعودي ٣ : ١٦ ط دار الكتب العلميّة لبنان ـ ١٤١١ ( المترجم )

(٤) الكامل في التاريخ ٣ : ٣٠١ ( المترجم )

٣١٩

ولولا أنّ ذلك في فضائح أعداء أهل البيت لما ذكرت هذه الجملة ، ولكنّها في فضائهم وأنا مترجمها أيضاً

ويقال : إنّ المتنبّي قال في حقّها :

أقم المسالح حول شفر سميّة

إنّ المنيّ بحلقتيها خضرم

وخلاصة الحديث : إنّ معاوية بهذه الشهادة صيّر زياداً أخاه ، وقام يونس بن عبيد فقال : يا معاوية ، قضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ الولد للفراش وللعاهر الحجر وقضيت أنت أنّ الولد للعاهر وأنّ الحجر للفراش مخالفة لكتاب الله تعالى وانصرافاً عن سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بشهادة أبي مريم على زنا أبي سفيان(١)

والحقّ أنّ هذا العار لا يمحوه الماء وهو طعن لا تجد له جواباً بأيّ كتاب ، وكان الفضل بن روزبهان التزم بالجواب على مطاعن معاوية في ردّه على نهج الحقّ وحين يبلغ الحديث إلى هذا الحدّ يقول : لم يكن معاوية بالخليفة الشرعي فلا يلزمنا الجواب عن كلّ مطاعنه وهذه الحكاية مذكورة في جميع كتب أهل السنّة والجماعة ، ولم يردّها أحد منهم ، وذكرها الشعراء في تلك الفترة وطعنوا بها على معاوية وزياد منهم عبدالرحمن بن الحكم أخو مروان لعنه الله :

ألا أبلغ معاوية بن حربٍ

مغلغلة من الرجل اليماني(٢)

أتغضب أن يقال أبوك عفّ

وترضى أن يقال أبوك زاني

فأشهد أن رحمك من زياد

كرحم الفيل من ولد الأتان

وأشهد أنّها حملت زياداً

وصخر من سميّة غير دان

_________________

(١) مروج الذهب ٣ : ١٧ ( المترجم ) والكامل لابن الأثير ٣ : ٤٤٢ ط بيروت ( هامش الأصل )

(٢) كذا في مروج الذهب وفي شرح النهج والوفيات فقد ضاقت بما تأتي اليدان وهو أثبت على هذه الرواية وقيل أنّها ليزيد بن المفرغ فيصحّ ما ذكرناه في المتن ( منهرحمه‌الله )

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702