المزار الكبير

المزار الكبير8%

المزار الكبير مؤلف:
المحقق: جواد القيّومي الإصفهاني
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
ISBN: 964-92002-0-7
الصفحات: 702

المزار الكبير
  • البداية
  • السابق
  • 702 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 187369 / تحميل: 6367
الحجم الحجم الحجم
المزار الكبير

المزار الكبير

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٩٢٠٠٢-٠-٧
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

ثُمّ إنّ القرآن في الأصل مصدر نحو رجحان ، قال سبحانه :( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ ) .(١)

قال ابن عبّاس : إذا جمعناه وأثبتناه في صدرك فاعمل به

وقد خُصّ بالكتاب المُنزَّل على نبيِّنا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فصار له كالعَلَم ، كما أنّ التوراة لمّا أُنزل على موسىعليه‌السلام ، والإنجيل لمّا أُنزل على عيسىعليه‌السلام

قال بعض العلماء : تسمية هذا الكتاب قُرآناً من بين كتب اللّه ، لكونه جامعاً لثَمرَة كُتبِه ، بل لجمعه ثَمرَة جميع العلوم ، كما أشار تعالى إليه بقوله :( وَتَفصيلاً لكلِّ شيء ) .(٢)

وعلى هذا ، فالقرآن مِن قَرَأَ بمعنى : جمع ، ولكن يُحتمل أن يكون بمعنى القراءة ، كما في قوله سبحانه : ( وَقُرآنَ الفَجْر ) (٣) ، أي : قراءته

الحلف بالكتاب :

حلف سبحانه بالكتاب مرَّتين وقال :

١ ـ( حم * والكتابِ المُبِين * إِنّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةٍ مُبارَكةٍ إِنّا كُنّا مُنْذِرين ) (٤)

٢ ـ( حم * وَالكتابِ المُبِين * إِنّا جَعَلْناهُ قُرآناً عَرَبياً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون ) (٥)

ــــــــــــــــ

(١) القيامة : ١٧ـ ١٨

(٢) الأنعام : ١٥٤

(٣) الإسراء : ٧٨

(٤) الدخان : ١ـ٣

(٥) الزخرف : ١ـ٣

٦١

فالمُقسَم به هو الكتاب ، والمُقسَم عليه في الآية الأولى قوله :( إِنّا أنْزَلْناهُ في لَيْلَة مُباركة ) ، والصِلة بينهما واضحة ، حيث يحلف بالكتاب على أنّه مُنزَّل من جانبه سبحانه في ليلة مباركة

كما أنّ المُقسَم به في الآية الثانية هو الكتاب المبين ، والمُقسَم عليه هو الحلف على أنّه سبحانه جعله قرآناً عربيّاً للتعقّل ، والصِلة بينهما واضحة

ووُصف الكتاب بالمُبين دون غيره ؛ لاَنّ الغاية من نزول الكتاب هو إنذارهم وتعقّلهم ، كما جاء في الآيتين ، حيث قال :( إِنّا كُنّا مُنذرين ) ، وقال :( لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون ) ، وهذا النوع من الغاية ، أي : الإنذار والتعقّل ، يطلب لنفسه أن يكون الكتاب واضحاً مفهوماً ، لا مجهولاً ومعقداً

والكتاب في الأصل مصدر ، ثُمّ سُمّي المكتوب فيه كتاباً

إلى هنا تمّ الحلف بالقرآن والكتاب

بقي هنا الكلام في عظمة المُقسَم به

ويكفي في ذلك أنّه فعله سبحانه ، حيث أنزله لهداية الناس وإنقاذهم من الضلالة

وقد تكلّم غير واحد من المُفكّرين الغربيّين حول عظمة القرآن ، والأحرى بنا أن نرجع إلى نفس القرآن ونَستنطِقه حتى يُبدي رأيه في حقِّ نفسه

أ ـ القرآن نور ينير الطريق لطلاّب السعادة ، قال سبحانه :( قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِين ) (١)

ب ـ إنّه هدى للمُتَّقين ، قال سبحانه : ( هُدىً لِلْمُتَّقين ) (٢) فهو وإن كان هدى لعامّة الناس ، إلاّ أنّه لا يستفيد منه إلاّ المُتَّقون ؛ ولذلك خصَّهم بالذِكر

ــــــــــــــــ

(١) المائدة : ١٥

(٢) البقرة : ٢

٦٢

ج ـ هو الهادي إلى الشريعة الأقوَم ، قال سبحانه :( إِنَّ هذا القُرآنَ يَهدِي لِلَّتي هِي أَقْوم ) (١)

د ـ الغاية من إنزاله قيام الناس بالقِسط ، قال سبحانه :( وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النّاسُ بِالقِسْطِ ) .(٢)

هـ ـ لا يتطرَّق إليه الاختلاف في فصاحته وبلاغته ، ولا في مضامينه ولا محتواه ، قال سبحانه :( وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيرِ اللّهِ لوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيراً ) (٣)

و ـ يحثّ الناس إلى التدبُّر والتفكّر فيه :( كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُباركٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ ) (٤)

ز ـ تبيان لكلّ شيء :( وَنَزلْنا عَليْكَ الكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيء ) (٥)

ح ـ نذير للعالمين :( تَبارَكَ الَّذي نَزَّل الفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً ) (٦)

ط ـ فيه أحسن القَصص :( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَص ) (٧)

ــــــــــــــــ

(١) الإسراء : ٩

(٢) الحديد : ٢٥

(٣) النساء : ٨٢

(٤) ص : ٢٩

(٥) النحل : ٨٩

(٦) الفرقان : ١

(٧) يوسف : ٣

٦٣

ي ـ ضُرب فيه للناس من كلِّ مَثل :( وَلَقَدْ صَرَّفْنا في هذا الْقُرآنِ لِلنّاسِ من كُلِّ مَثَل ) (١)

هذه نماذج من الآيات الّتي تصف القرآن ببعض الأوصاف

وللنبي والأئمّة المعصومين كلمات قيِّمة حول التعريف بالقرآن ، ننقل شذرات منها :

قام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيباً ، فقال :( أيّها الناس ، إنّكم في دار هُدنة ، وأنتم على ظَهرِ سفر ، والسير بكم سريع ، وقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يُبليان كلّ جديد ، ويُقرّبان كلّ بعيد ، ويأتيان بكلّ موعود ، فأعدّوا الجهاز لبُعد المُجاز )

فقام المُقداد بن الأسود وقال : يا رسول اللّه ، و ما دار الهُدنة ؟

قال : ( دار بلاغٍ وانقطاعٍ .

فإذا التبست عليكم الفِتن كقطع اللّيل المُظلِم ، فعليكم بالقرآن ، فإنّه شافِع مُشفَّع وماحِل مُصدَّق ، ومَن جعله أَمامَه قادَه إلى الجنّة ، ومَن جعله خلفه ساقه إلى النار

وهو الدليل ، يدلُّ على خير سبيل ، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل ، وهو الفَصل ليس بالهَزل ، وله ظَهْر وبَطْن ، فظاهره حكم وباطنه عِلم ، ظاهره أنيق وباطنه عَميق ، له نجوم وعلى نجومه نجوم ، لا تُحصى عجائبه ولا تبلَى غرائبه ، فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة ، ودليل على المعرفة لمَن عرف الصِفة

فليَجل جال بَصَره ، وليبلغ الصِفة نظره ، ينج مَن عطب ، ويتخلَّص مَن نشب ، فإنّ التَفكُّر حياة قلبِ البصير ، كما يمشي المُستنير في الظلمات بالنور ، فعليكم بحُسنِ التخلّص وقلَّة التربّص ) (٢)

ــــــــــــــــ

(١) الكهف : ٥٤

(٢) الكافي : ٢/٥٩٩ ، كتاب فضل القرآن

٦٤

وقال الإمام علي أمير المؤمنينعليه‌السلام في وصف القرآن :

( ثُمّ أنزلَ عليه الكتاب نوراً لا تطفأ مصابيحه ، وسراجاً لا يخبُو توقُّده ،وبحراً لا يُدرك قعرُه ، فهو ينابيع العلم وبحوره ، وبحر لا يَنزِفه المُستنزفون ، وعيون لا يُنضِبُها الماتِحُون ، ومناهل لا يَغيضُها الواردون ) (١)

إلى غير ذلك من الخُطب والكلم حول التعريف بالقرآن ، الواردة عن أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام

ــــــــــــــــ

(١) نهج البلاغة : الخطبة ١٩٨

٦٥

الفصل الخامس : القَسَمُ بالعَصْر

حلف سبحانه بالعصر مرّةً واحدة ، دون أن يقرنه بمُقسَمٍ به آخر ، وقال :( وَالعَصْر * إِنّ الإنْسانَ لَفي خُسْر ) (١)

تفسير الآيات :

العَصْر يُطلق ويراد منه تارة : الدَهر ، وجَمْعه عصور

وأُخرى : العَشيّ مقابل الغداة ، يُقال : العصران : الغداة والعشي ، والعصران : الليل والنهار ، كالقمرين للشمس و القمر

وثالثة : بمعنى الضَغْط ، فيكون مصدر عَصَرْتُ ، والمَعصور الشيء العصر ، والعُصارة نفاية ما يُعصَر ، قال سبحانه :( أَراني أَعْصِرُ خَمراً ) (٢) ، وقال :( وفيهِ يَعْصِرُون ) (٣) ، وقال :( وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجّاجاً ) (٤) أي : السُّحُب الّتي تعتصرُ بالمَطَر

ورابعة : بمعنى ما يُثير الغبار ، قال سبحانه :( فَأَصابَها إعصار ) (٥) .(٦)

والمُراد من الآية أحد المَعنيين الأوّليين :

الأوّل : الدَهر والزمان

الثاني : العَصْر مقابل الغداة

ولا يناسب المعنى الثالث ، أعني : الضغط ، ولا الرابع ، كما هو واضح

ــــــــــــــــ

(١) العصر : ١ـ٢

(٢) يوسف : ٣٦

(٣) يوسف : ٤٩

(٤) النبأ : ١٤

(٥) البقرة : ٢٦٦

(٦) مفردات القرآن : مادّة عصر ، و مجمَع البيان : ٥/٥٣٥

٦٦

وإليك بيان المَعنَيين الأوّلين

١ ـ العَصْر : الدَهْر . وإنّما حلف به ؛ لأنّ فيه عبرة لذوي الأبصار من جهة مرور الليل والنهار

وقد نُسب ذلك القول إلى ابن عبّاس ، والكلبي ، والجبائي

قال الزَمخشري : وأقسَمَ بالزمان ؛ لما في مروره من أصناف العجائب(١)

ولعلّ المُراد من الدهر والزمان اللّذين يُفسِّرون بهما العصر هو تاريخ البشريّة ؛ وذلك لأنّه سبحانه جعل المُقسَم عليه كون الإنسان لفي خسر إلاّ طائفة خاصّة ، ومن المعلوم أنّ خسران الإنسان أنّه هو مِن تصرّم عُمْره ، ومضي حياته من دون أن ينتفع بأغلى رأس مالٍ وقع في يده

وقد نقل الرازي هنا حكاية طريفة ، نأتي بنصِّها :

قال : وعن بعضِ السَلَف ، تعلّمتُ معنى السورة من بائع الثلج ، كان يصيح ويقول : ارحموا مَن يذوب رأس ماله ، ارحموا مَن يذوب رأس ماله ، فقلت : هذا معنى أنّ الإنسان لفي خُسْر ؛ يمرّ به العصر فيمضي عمره ولا يكتسب ، فإذا هو خاسر(٢)

٢ ـ العصر : أحدُ طَرفَي النهار . وأقسم بالعَصر كما أَقسم بالضُحى ، وقال :( والضحى * واللَّيل إذا سَجى ) (٣) ، كما أقسم بالصبح وقال :( والصُّبح إِذا أَسفَر ) (١)

وإنّما أقسَمَ بالعَصرِ لأهمّيّته ، إذ هو في وقت من النهار يحدث فيه تغيير في نظام المَعيشة وحياة البشر ، فالأعمال اليوميّة تنتهي ، والطيور تعود إلى أوكارها ، وتبدأ الشمس بالميل نحو الغروب ، ويستولي الظلام على السماء ، ويخلد الإنسان إلى الراحة

ــــــــــــــــ

(١) الكشّاف : ٣/٣٥٧

(٢) تفسير الفخر الرازي : ٣٢/٨٥

(٣) الضحى : ١ـ٢

٦٧

وهناك قولان آخران :

أ ـ المرادُ عَصْر الرسول ذلك لما تضمَّنته الآيتان التاليتان من شمول الخسران للعالم الإنساني ، إلاّ لمَن اتَّبع الحقّ وصبر عليه ، وهم المؤمنون الصالحون عملاً ، وهذا يؤكّد على أن يكون المراد من العصر عصر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو عصر بزوغ نجم الإسلام في المجتمع البشري ، وظهور الحقّ على الباطل

ب ـ المراد به وقت العصر وهو المروي عن مقاتل ، وإنّما أقسَمَ بها ، لفضلها ، بدليل قوله :( حافِظُوا عَلى الصَّلواتِ وَالصَّلاةِ الوُسْطى ) (٢) ، كما قيل أنّ المراد من قوله تعالى :( تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمانِ بِاللّهِ ) (٣) هو صلاة العصر

أضف إلى ذلك ، أنّ صلاة العصر يحصل بها ختم طاعات النهار ، فهي كالتوبةِ تُختَم بها الأعمال.

ولا يخفى أنّ القول الأخير في غاية الضعف ؛ إذ لا صِلة بين القَسَم بصلاة العصر والمُقسَم عليه ، أعني :( الإنْسان لفي خُسر ) ، على أنّه لو كان المُقسَم به هو صلاة العصر ، لماذا اكتفى بالمضاف إليه وحذف المضاف ، مع عدم توفُّر قرينة عليه ؟! ومنه يظهر حال الوجه المُتقدّم عليه

والظاهر أنّ الوجه الأوّل هو الأقوى ؛ حيث أنّ الحلف بالزمان وتاريخ البشرية يتناسب مع الجواب ، أي : خسران الإنسان في الحياة ، كما سيوافيك بيانه

ــــــــــــــــ

(١) المُدّثّر : ٣٤

(٢) البقرة : ٢٣٨

(٣) المائدة : ١٠٦

٦٨

وأمّا المُقسَم عليه ، فهو قوله سبحانه :( إِنَّ الإنسانَ لَفي خُسْر ) ، والمراد من الخسران هو : مضيّ أثمَن شيء لديه وهو عمره ، فالإنسانُ في كلّ لحظة يفقد رأس ماله ، بنحوٍ لا يُعوَّض بشيء أبداً ، وهذه هي سُنَّة الحياة الدنيويّة ، حيث ينصرم عمره ووجوده بالتدريج ، كما تنصرم طاقاته إلى أن يهرم ويموت ، فأيُّ خسران أعظم من ذلك ؟!

وأمّا الصِلة بين المُقسَم به والمُقسَم عليه فأوضح من أن يخفى ؛ لاَنّ حقيقة الزمان حقيقة مُتصرّمة غير قارة ، فهي تنقضي شيئاً فشيئاً ، وهكذا الحال في عمر الإنسان ، فيخسر وينقص رأس ماله بالتدريج

ثُمّ أنّه سبحانه استثنى من الخسران مَن آمن وعمل صالحاً ، وتواصى بالحقِّ وتواصى بالصبر

ووجه الاستثناء واضح ؛ لأنّه بدَّلّ رأس ماله بشيء أغلى وأثمَن ، يستطيع أن يقوم مقام عمره المُنقضي ، فهو بإيمانه وعمله الصالح اشترى حياة دائمة ، حافلة برضوانه سبحانه ونِعمه المادِّية والمعنويّة

يقول سبحانه :( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (١)

ــــــــــــــــ

(١) التوبة : ١١١

٦٩

الفصل السادس : القَسَم بالنَجْم

وردتْ كلمة النجم في القرآن الكريم أربع مرّات في أربع سور(١) ، وحلف به مرَّة واحدة وقال :( وَالنَّجمِ إِذا هَوى * ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى * وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهوى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحى ) (٢) ، وهي من السور المكِّية

تفسير الآيات :

النَجْمُ في اللغة : الكوكب الطالِع ، وجمعه نُجوم ، فالنجوم مرّة اسم كالقلوب والجيوب ، ومرّة مصدر كالطلوع والغروب

وأمّا ( هوى ) في قوله :( إِذا هَوى ) ، فيُطلق تارة على ميل النفس إلى الشهوة ، وأُخرى على السقوط من علوٍ إلى سفل

ولكنّ تفسيره بسقوط النجم وغروبه لا يُساعده اللفظ ، وإنّما المُراد هو ميله

وسيوافيك وجه الحلف بالنجم إذا هوى ، أي : إذا مالَ

ثُمّ إنّ المراد من النجم أحد الأمرين :

أ ـ أمّا مُطلَق النجم ، فيشمل كافّة النجوم الّتي هي من آيات عظمة اللّه سبحانه ، ولها أسرار ورموز يعجز الذهن البشري عن الإحاطة بها

ــــــــــــــــ

(١) وهي : النحل : ١٦ ، النجم : ١ ، الرحمن : ٦ ، الطارق : ٣

(٢) النجم : ١ـ٤

٧٠

ب ـ المراد هو نجم الشِعْرَى ، الّذي جاء في نفس السورة ، قال سبحانه :( وَانَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعرى ) (١)

ونظيره القول بأنّ المراد هو الثُريّا ، وهي مجموعة من سبعة نجوم ، ستَّة منها واضحة وواحد خافت النور ، وبه تُختبر قوَّة البَصَرِ

وربّما فُسّر بالقرآن الّذي نزل على قلب رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طيلة ٢٣ سنة ؛ لنزوله نجوماً(٢) ، لكنّ لفظ الآية لا يُساعد على هذا المعنى ، فاللّه سبحانه إمّا أن يحلف بعامّة النجوم ، أو بنجم خاصِّ يهتدي به السائر

ويدلّ على ذلك أنّه قيَّد القَسَم بوقت هويِّه ، ولعلّ الوجه هو أنّ النجم إذا كان في وسط السماء يكون بعيداً عن الأرضِ لا يهتدي به الساري ، لأنّه لا يعلم به المشرق من المغرب ولا الجنوب من الشمال ، فإذا زال ، تبيَّن بزواله جانب المغرب من المشرق(٣)

وأمّا المُقسَم عليه ، فهو قوله سبحانه :( ما ضَلَّ صاحِبكُمْ وَما غوى * وما ينطق عن الهَوى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحيٌ يُوحى )

جمع سبحانه هناك بين الضلال والغَيِّ فنفاهما عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والقرآنُ يستعمل الضلالة في مقابل الهدى ، يقول سبحانه :( يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذا اهْتَدَيْتُمْ ) (٤)

ــــــــــــــــ

(١) النجم : ٤٩

(٢) انظر الميزان : ١٩/٢٧ ، مجمع البيان : ٥/١٧٢

(٣) تفسير الفخر الرازي : ٢٨/٢٧٩

(٤) المائدة : ١٠٥

٧١

كما يستعمل الغَيّ في مقابل الرُشد ، يقول سبحانه :( وَإِنْ يَرَوا سَبيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخذوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوا سَبيلَ الغَىِّ يَتَّخِذُوهُ سَبيلاً ) (١)

والمُهمُّ بيان الفرق بين الضلالةِ والغواية ، فنقول :

ذكرَ الرازي : أنّ الضلال أن لا يجد السالك إلى مقصَده طريقاً أصلاً ، والغِواية أن لا يكون له طريق مُستقيم إلى المقصَد يدلّك على هذا أنّك تقول للمؤمن الّذي ليس على طريق السَداد : إنّه سَفيه غير رشيد ، ولا تقول إنّه ضالّ ، والضالّ كالكافر ، والغاوي كالفاسق(٢)

وإلى ذلك يرجع ما يقول الراغب : الغيّ جهلٌ من اعتقادٍ فاسد ، وذلك أنّ الجهل قد يكون من كون الإنسان غير معتقد اعتقاداً لا صالحاً ولا فاسداً ، وقد يكون من اعتقاد شيء ، وهذا النحو الثاني يُقال له : غَيّ(٣)

وعلى هذا ، فالآية بصَدَد بيان نفي الضلالة والغَي عن النبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وردّ كلّ نوع من أنواع الانحراف والجهل والضلال والخطأ عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ليردّ به التُهم المُوجّهة إليه من جانب أعدائه

وأمّا بيان الصِلة بين المُقسَم به والمُقسَم عليه فواضح ، لما ذكرنا من أنّ النجم عند الهوى والميل يهتدي به الساري ، كما أنّ النبي يهتدي به الناس ، أي : بقوله وفعله وتقريره

فكما أنّه لا خطأ في هداية النجم لأنّها هداية تكوينيّة ، وهكذا لا خطأ في هداية الوحي المُوحى إليه ، ولذلك قال :( إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحى )

ــــــــــــــــ

(١) الأعراف : ١٤٦

(٢) تفسير الفخر الرازي : ٢٨/٢٨٠

(٣) مفردات الراغب : ٣٦٩

٧٢

الفصل السابع : القسم بمواقع النجوم

حَلَفَ سبحانه وتعالى في سورة الواقعة بمواقع النجوم وقال :( فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُوم * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظيم * إِنَّهُ لَقُرآنٌ كَرِيم * فِي كِتابٍ مَكْنُون * لا يَمَسُّهُ إِلاّ المُطَهَّرُون ) (١)

تفسير الآيات :

المُراد من مواقع النجوم مساقِطها حيث تغيب

قال الراغب : الوقوع : ثبوت الشيء وسقوطه ، يُقال : وقع الطائر وقوعاً ، وعلى ذلك يراد منه مطالِعها ومَغاربها ، يقال : مواقع الغَيث أي : مَساقِطه(٢)

ويدلُّ على أنّ المراد هو مطالع النجوم ومغاربها ، أنّ اللّه سبحانه يُقسِم بالنجوم وطلوعها وجَريها وغروبها ، إذ فيها وفي حالاتها الثلاث آية وعبرة ودلالة ، كما في قوله تعالى :( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الجَوارِ الكُنَّس ) (٣) ، وقال :( وَالنَّجْم إِذا هَوى ) ، وقال :( فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِب )

ــــــــــــــــ

(١) الواقعة : ٧٥ـ ٧٩

(٢) مفردات الراغب : ٥٣٠ ، مادَّة وَقَعَ

(٣) التكوير : ١٥ـ ١٦ .

٧٣

ويرجح هذا القول أيضاً : أنّ النجوم حيث وقعت في القرآن ، فالمراد منها الكواكب ، كقوله تعالى :( وَإدْبار النُّجوم ) (١) ، وقوله :( وَالشَّمْسُ وَالْقَمرُ وَالنُّجُوم ) (٢)

وأمّا المُقسَم عليه : فهو قوله سبحانه :( إِنَّهُ لَقُرآنٌ كَريم * في كِتابٍ مَكْنُون * لا يَمَسُّهُ إِلاّ الْمُطَّهَرُون )

وصفَ القرآن بصفاتٍ أربع :

أ ـ ( لقُرآنٌ كَريم ) والكريم هو البَهيّ الكثير الخير العظيم النفع ، وهو من كلّ شيء أحسنه وأفضله ، فاللّه سبحانه كريم ، وفعله ـ أعني القرآن ـ مثله

وقال الأزهري : الكريم : اسم جامع لما يُحمَد ، فاللّه كريم يُحمَد فِعاله ، والقرآن كريم يُحمَد ؛ لما فيه من الهدى والبيان والعلم والحكمة

ب ـ( في كتابٍ مَكنُون ) ولعلّ المراد منه هو اللوح المحفوظ ، بشهادة قوله :( بَلْ هُوَ قُرآنٌ مَجيد * في لَوحٍ مَحْفُوظ ) (٣) ويُحتمَل أن يكون المراد الكتاب الّذي بأيدي الملائكة ، قال سبحانه :( في صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرةٍ * بِأَيدِي سَفَرَةٍ * كِرامٍ بَررَةٍ ) (٤)

ج ـ( لا يَمَسُّه إِلاّ المُطهَّرون ) فلو رجع الضمير إلى قوله :( لقُرآنٌ كَريم ) ، كما هو المتبادَر ، لأنّ الآيات بصَدَد وصفه وبيان منزلته ، فلا يمسّ المصحف إلاّ طاهر ، فيكون الإخبار بمعنى الإنشاء ، كما في قوله سبحانه :( وَالمُطلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوء ) (٥)

ــــــــــــــــ

(١) الطور : ٤٩

(٢) الحجّ : ١٨

(٣) البروج : ٢١ ـ ٢٢

(٤) عبس : ١٣ ـ ١٦

(٥) البقرة : ٢٢٨

٧٤

ولو قيل برجوع الضمير إلى ( كتابٍ مَكنُون ) ، فيكون المعنى لا يمسّ الكتاب المَكنون إلاّ المطهَّرون

وربّما يُؤيَّد هذا الوجه بأنّ الآية سيقت تنزيهاً للقرآن من أن ينزل به الشياطين ، وأنّ محلّه لا يصل إليه ، فلا يمسّه إلاّ المطهّرون ، فيستحيل على أخابثِ خلق اللّه وأنجسِهم أن يصلوا إليه أو يَمسُّوه ، قال تعالى :( وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطين * وَما يَنْبَغي لَهُمْ وَما يَسْتَطيعُون ) (١)

د ـ( تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمين ) وهذا هو الّذي يُركِّز عليه القرآن في مواقف مختلفة ، وأنّه كتاب اللّه وليس من صنع البشر

وأمّا الصِلة بين القَسَمِ والمُقسَم به فهو واضح ؛ فلاَنّ النجوم بمواقعها ـ أي طلوعها وغروبها ـ يهتدي بها البشر في ظلمات البرِّ والبحر ، فالقرآن الكريم كذلك ، يهتدي به الإنسان في ظلمات الجهل والغَي ، فالنجوم مصابيح حسّية في عالم المادَّة ، كما أنّ آيات القرآن مصابيح معنويَّة في عالم المُجرَّدات

إكمال :

إنّه سبحانه قال :( فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُوم ) ، فالمراد منه القَسَم بلا شكّ ، بشهادة أنّه قال بعده :( وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظيم ) ، فلو كان معنى الآية هو نفي القَسَم ، فلا يُناسب ما بعده ؛ حيث يصفه بأنّه حلف عظيم

وقد اختلف المفسِّرون في هذه الآيات ونظائرها إلى أقوال :

١ ـ ( لا ) زائدة ، مثلها قوله سبحانه :( لئلاّ يَعْلَم )

٢ ـ أصلها ( لأُقسِمُ ) بلام التأكيد ، فلمّا أُشبعَت فتحتها صارت ( لا ) كما في الوقف

٣ ـ ( لا ) نافية ، بمعنى نفي المعنى الموجود في ذهن المُخاطَب ، ثُمّ الابتداء بالقَسَمِ ، كما نقول : لا واللّه ، لا صحَّة لقول الكفّار ، أُقسِم عليه

ــــــــــــــــ

(١) الشعراء : ٢١٠ـ٢١١

٧٥

ثُمّ إنّه سبحانه يصف هذا القَسَم بكونه عظيماً ، كما في قوله :( وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ) ، فقوله : ( عظيم ) وصف ( القَسَم ) ، أُخِّر لحفظِ فواصل الآيات

وهذا القَسَم هو القَسَم الوحيد الّذي وصفه سبحانه بأنّه عظيم

فالحديث هنا هو حديث على الأبعاد ، أبعاد النجوم عنّا وعن بعضها البعض ، في مجرّتنا وفي كلّ المَجرّات

ولأنّها كلّها تتحرَّك ، فإنّ الحديث عن مواقعها يصير أيضاً حديثاً على مداراتها ، وحركاتها الأُخرى العديدة ، وسرعاتها ، وعلى علاقاتها بالنجوم الأُخرى ، وعلى القوى العظيمة والحسابات المُعقَّدة الّتي وضعت كلّ نجم في موقعه الخاصّ به ، وحفظته في علاقات متوازنة دقيقة مُحكمَة ، فهي لا يعتريها الاضطراب ، ولا تتغيَّر سُنَنها وقوانينها ، وهي لا تسير خَبطَ عَشواء ، أو في مساراتٍ متقاطعةٍ أو متعارضة ، بل هي تسير كلّها بتساوق وتناغم ، وانسجام وانتظام تامّين دائمين ، آيات على قدرة القادر سبحانه(١)

يقول الفلكيُّون : إنّ من هذه النجوم والكواكب ـ الّتي تزيد على عدَّة بلايين نجم ـ ما يمكن روَيته بالعين المُجرَّدة ، وما لا يُرى إلاّ بالمجاهر والأجهزة ، وما يمكن أن تَحسَّ به الأجهزة دون أن تراه

هذه كلّها تسبحُ في الفلك الغامض ، ولا يوجد أيّ احتمال أن يقترب مجال مغناطيسي لنجمٍ من مجال نجمٍ آخر ، أو يصطدم كوكب بآخر ، إلاّ كما يُحتمَل تصادم مركب في البحر الأبيض المتوسّط بآخر في المحيط الهادي ، يسيران في اتّجاه واحد وبسرعة واحدة ، وهو احتمال بعيد ، وبعيداً جداً ، إن لم يكن مستحيلاً(٢)

ــــــــــــــــ

(١) أسرار الكون في القرآن : ١٩٢

(٢) اللّه والعلم الحديث : ٢٤

٧٦

الفصل الثامن : القَسَمُ بالسماءِ ذات الحُبُك

حَلَفَ سبحانه في سورة الذاريات بأُمورٍ خمسة ، وجعل للأربعة الأُوَل جواباً خاصّاً ، كما جعل للخامس من الأقسام جواباً آخر ، وبما أنّ المُقسَم عليه مُتعدِّد ؛ فصلنا القَسَم الخامس عن الأقسام الأربعة ، وعقدنا له فصلاً في ضمن فصول القَسَمِ المُفرَد

قال سبحانه :( وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا * فَالْحَامِلاتِ وِقْرًا * فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا * فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا * إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ) (١)

ترى أنّه ذكر للأقسام الأربعة جواباً خاصاً ، أعني قوله :( إِنّما تُوعَدُون لَصادِق * وانّ الدِّين لواقِع )

ثُمّ شرع بحلفٍ آخر ، وقال :( وَالسَّماءِ ذات الحُبُكِ * إِنَّكُم لَفِي قَولٍ مُختَلِف ) (٢)

فهناك قَسَم خامس وهو : ( والسماء ذات الحُبُك ) ، وله جواب خاصّ لا يمتّ لجواب الأقسام الأربعة ، وهو قوله :( إِنَّكُمْ لَفي قولٍ مختلِف )

ــــــــــــــــ

(١) الذاريات : ١ـ ٦

(٢) الذاريات : ٧ـ ٨

٧٧

تفسير الآيات :

الحُبُك : جمع الحِباك ، كالكتب جمع كتاب ، تُستعمَل تارة في الطرائق ، كالطرائق الّتي تُرى في السماء ، وأُخرى في الشَعْرِ المجعد ، وثالثة في حُسن أثرِ الصنعة في الشيء واستوائه

قال الراغب :( والسَّماء ذات الحُبُك ) أي : ذات الطرائق ، فمن الناس مَن تصوّر منها الطرائق المحسوسة بالنجوم والمجرّة

ولعلّ المراد منه هو المعنى الأوّل ، أي : السماء ذات الطرائق المختلفة ، ويؤيّده جواب القَسَم ، وهو اختلاف الناس وتشتُّت طرائقهم ، كما في قوله :( إنّكم لفي قولٍ مختلِف )

وربّما يحتمل أنّ المراد هو المعنى الثالث ، أي : أُقسم بالسماء ذات الحُسنِ والزينة ، نظير قوله تعالى :( إِنّا زَيَّنا السَّماءَ الدُّنيا بزِينةٍ الكَواكِب ) .(١)

ولكنّه لا يناسبه الجواب ، إذ لا يصحّ أن يحلفَ حالِف بالأمواج الجميلة الّتي ترتَسِم بالسُحب أو بالمجرّات العظيمة ، الّتي تبدو كأنّها تجاعيد الشَعْرِ على صفحة السماء ، ثُمّ يقول :( إِنّكم لفي قولٍ مختلِف ) ، أي : إنّكم متناقضون في الكلام

وعلى كلّ حال ، فالمُقسَم عليه هو : التركيز على أنّهم متناقضون في الكلام ، فتارة ينسبون عقائدهم إلى آبائهم وأسلافهم ، فينكرون المعاد ، وأُخرى يستبعدون إحياء الموتى بعد صيرورتهم عظاماً رميم ، وثالثة يرفضون القرآن والدعوة النبويّة ويصفونه بأنّه قول شاعر ، أو ساحر ، أو مجنون ، أو ممّا علّمه بشر ، أو هي من أساطير الأوَّلين

وهذا الاختلاف دليل على بطلان ادّعائكم ، إذ لا تعتمدون على دليلٍ خاصّ ، فانّ تناقض المُدَّعي في كلامه أقوى دليل على بطلانه ونفاقه

ــــــــــــــــ

(١) الصافّات : ٦

٧٨

ثُمّ إنّه سبحانه يقول : إنّ الإعراض عن الإيمان بالمعاد ليس أمراً مختصَّاً بشخصٍ أو بطائفة ، بل هو شيمة كلّ مُخالِف للحقِّ يقول :( يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ) . (١)

والأفْك : الصَرف ، والضمير في ( عنه ) يرجع إلى الكتاب ، من حيث اشتماله على وعد البأس والجزاء ، أي : يُصرَف عن القرآن من صُرف وخالفَ الحقّ

وأمّا الصِلة بين المُقسَم به والمُقسَم عليه فقد ظهر ممّا ذكرنا ؛ لما عرفتَ من أنّ معنى الحُبُك هو الطرائق المختلفة المتنوِّعة ، فناسب أن يحلفَ به سبحانه على اختلافهم وتشتّت آرائهم ، في إنكارهم نبوّة النبي ورسالته ، والكتاب الّذي أُنزل معه ، والمعاد الّذي يدعو إليه

ــــــــــــــــ

(١) الذاريات : ٩

٧٩

القسم الثاني : القَسَم المُتَعدِّد

وفيه فصول :

الفصل الأوّل : القَسَم في سورة الصافّات

حلف سبحانه بالملائكة في السور الأربع التالية :

١ ـ الصافّات ، ٢ ـ الذاريات ، ٣ ـ المُرسلات ، ٤ ـ النازعات

وليس المُقسَم به هو لفظ المَلَكِ أو الملائكة ، وإنّما هو الصِفات البارزة للملائكة ، وأفعالها ، وإليك الآيات :

١ ـ( وَالصّافاتِ صَفّاً * فَالزّاجراتِ زَجْراً * فَالتّالياتِ ذِكراً *إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحد ) .(١)

٢ ـ( والذّارِياتِ ذَرْواً * فَالحامِلاتِ وِقْراً * فَالجارِياتِ يُسراً * فَالمُقَسِّماتِ أَمْراً * إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادق * وَانَّ الدِّين لواقع ) (٢)

٣ ـ( وَالْمُرسَلات عُرفاً * فَالعاصِفاتِ عَصْفاً * وَالنّاشراتِ نَشْراً * فالفارِقات فَرقاً * فالمُلقِياتِ ذِكراً * عُذراً أَو نُذراً * إنّما تُوعَدُونَ لَواقِع ) (٣)

ــــــــــــــــ

(١) الصافّات : ١ـ٤

(٢) الذاريات : ١ـ٦

(٣) المُرسَلات : ١ـ٧

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

٣ ـ وبالاسناد عن الحسن بن علي(١) الكوفي ، عن علي بن حسانالهاشمي ، عن عبد الرحمان بن كثير مولى أبي جعفرعليه‌السلام قال : لو أنأحدكم حج دهره ثم لم يزر الحسين بن عليعليهما‌السلام لكان تاركا حقا منحقوق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لان حق الحسين فريضة من اللهعزوجل علىكل مسلم(٢) .

٤ ـ وبالاسناد قال : حدثنا جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللهالموسوي ، عن عبد الله بن نهيك ، عن محمد بن أبي عمير ، [ عن بعضأصحابنا ، عن ابن رئاب ](٣) ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : حق على الغني انيأتي قبر الحسينعليه‌السلام في السنة مرتين ، وحق على الفقير ان يأتيه في السنة

__________________

(١) في الأصل : الحسين بن علي ، وهو الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة ، عنونهالشيخ في الفهرست ، والنجاشي في رجاله ، راجع معجم الرجال ٥ : ٤١.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٢٣٨ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٢ ، عنهما البحار ١٠١ : ٣ ،الوسائل ١٤ : ٤٢٩ و ٤٤٤.

(٣) زيادة من المصادر ، وهو الصحيح ، لأنه لا يمكن رواية ابن أبي عمير عن الصادقعليه‌السلام ، هذا.

أقول : المؤلف تسامح في نقل الحديث عن كامل الزيارات ، وهذا السند للرواية السابقةعليها ، وفي الكامل كذا :

حدثنا جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله الموسوي ، عن عبد الله بن نهيك ، عن ابنأبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن زيارة قبر الحسين عليه‌السلام ،قال : في السنة مرة اني أكره الشهرة.

حدثني أبي ، عن سعد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، عن ابنرئاب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ـ الخ.

٣٤١

مرة(١)

٥ ـ وبالاسناد عن سعد ، [ عن محمد بن الحسين ، عن محمد ](٢) بنإسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن بشير الدهان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :ان الرجل ليخرج إلى قبر الحسين صلوات الله عليه فله إذا اخرج من أهلهبأول خطوة مغفرة ذنوبه ، ثم لا يزال يقدس بكل خطوة حتى يأتيه ، فإذا اتاهناجاه الله فقال : عبدي سلني أعطك ، ادعني أجبك ، اطلب مني أعطك ،سلني حاجة اقضها لك ، وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : وحق على الله ان يعطي مابذل(٣) .

الباب (٤)

ما جاء في زيادة العمر بزيارتهعليه‌السلام ونقصانه بتركها

١ ـ وبالاسناد عن محمد بن عبد الله بن جعفر ، عن الحسن بن عليابن زكريا ، عن الهيثم بن عبد الله(٤) ، عن الرضا علي بن موسى ، عن أبيه قال :

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٩٠ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٢ ، عنهما البحار١٠١ : ١٣ ، الوسائل ١٤ : ٤٣٧ و ٥٣٣.

(٢) زيادة من المصادر.

(٣) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ١١٧ ، وابن قولويه في الكامل : ٢٥٣ ، عنهما البحار١٠١ : ٢٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٢٠ و ٤٤٠.

(٤) في الأصل : هاشم بن عبد الله ، وهو هيثم بن عبد الله الرماني ، ذكره النجاشي منأصحاب الكاظم والرضاعليهما‌السلام ، راجع معجم الرجال ١٩ : ٣٢٢.

٣٤٢

قال الصادقعليه‌السلام : ان أيام زائري الحسين بن عليعليهما‌السلام لا يعد منآجالهم(١) .

٢ ـ وبالاسناد عن محمد بن عبد الله بن جعفر ، عن أبيه ، عن محمدابن عبد الحميد ، عن سيف بن عميرة ، عن منصور بن حازم قال : سمعناهيقول : من اتى عليه حول ولم يأت قبر الحسينعليه‌السلام نقص الله من عمرهحولا ، ولو قلت إن أحدكم ليموت قبل اجله بثلاثين سنة لكنت صادقا ،وذلك انكم تتركون زيارته ، فلا تتركوها يمد الله في أعماركم ويزيد فيأرزاقكم ، فإذا تركتم زيارته نقص الله من أعماركم وارزاقكم ، فتنافسوا فيزيارته ولا تدعوا ذلك ، فان الحسين بن عليعليهما‌السلام شاهد لكم عند اللهوعند رسوله وعند علي وفاطمةعليهم‌السلام (٢) .

الباب (٥)

تفريج الكروب وتمحيص الذنوب بزيارتهعليه‌السلام

١ ـ [ حكيم بن محمد ، عن سلمة بن الخطاب ، عن إبراهيم بن محمد ،عن علي بن المعلى ، عن إسحاق بن يزداد قال : اتى رجل أبا عبد اللهعليه‌السلام

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٢٥٩ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٣٦ ، عنهما البحار١٠١ : ٤٧ ، الوسائل ١٤ : ٤١٤.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٢٨٥ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٣ ، عنهما البحار١٠١ : ٤٧ ، الوسائل ١٤ : ٤٣٠.

٣٤٣

فقال : اني قد ضربت على كل ](١) شئ لي ذهبا وفضة وبعت ضياعيفقلت : انزل مكة ، فقال : لا تفعل فان أهل مكة يكفرون بالله جهرة ، فقلت :ففي حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : هم شر منهم ، قلت : فأين انزل ، قال :عليك بالعراق الكوفة فان البركة منها على اثني عشر ميلا ، هكذا وهكذا ،والى جانبها قبر ما اتاه مكروب قط ولا ملهوف الا فرج الله عنه(٢) .

٢ ـ وبالاسناد قال : حدثني جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللهالموسوي ، عن عبيد الله(٣) بن نهيك ، عن ابن أبي عمير ، عن هاشم بنالحكم ، عن فضيل بن يسار قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ان إلى جانبكملقبرا ما اتاه مكروب الا نفس الله كربته وقضى حاجته ، يعني قبر الحسينابن عليعليهما‌السلام (٤) .

٣ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبي وعلي بن الحسين ومحمد بنالحسنرحمهم‌الله ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن حمدان بن سليمانالنيسابوري ، عن عبد الله بن محمد اليماني ، عن منيع بن الحجاج ، عنيونس بن عبد الرحمان ، عن قدامة بن مالك ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : منزار الحسين بن عليعليهما‌السلام لا أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة محصت

__________________

(١) سقط من النسخة ، والزيادة من الكامل.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٢٧٣ ، عنه البحار ١٠١ : ٤٠٤.

(٣) عبد الله ( خ ل ) ، ذكره الشيخ في الفهرست ، الرقم : ٤٤٨ بعنوان عبد الله ، وفي رجاله: ٤٣٠ ، الرقم : ٦١٧٦ بعنوان عبيد الله ، والظاهر أنهما واحد ، راجع معجم الرجال ١٠ : ١٠٨.

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٢٨٦ ، عنه البحار ١٠١ : ٤٥.

٣٤٤

عنه ذنوبه كما يمضمض(١) الثوب في الماء ، فلا يبقى عليه دنس ، ويكتب لهبكل خطوة حجة ، وكلما رفع قدمه عمرة(٢) .

٤ ـ وبالاسناد عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن بعض رجاله ، عنأبي عبد اللهعليه‌السلام قال : ان زائر الحسين صلوات الله عليه تجعل ذنوبهجسرا على باب داره ثم يعبرها ، كما يخلف أحدكم الجسر وراءه إذاعبر(٣) .

الباب (٦)

فضل زيارتهعليه‌السلام في أول يوم من رجب والنصف من رجب

١ ـ وبالاسناد عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ، عن أبيه(٤) ،عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بنإسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عن بشير الدهان ، عن جعفر بنمحمدعليهما‌السلام قال : من زار الحسين بن عليعليهما‌السلام أول يوم من رجب غفر

__________________

(١) المضمضة : غسل الإناء وغيره.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٢٧٣ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٤ ، عنهما البحار١٠١ : ١٩.

(٣) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ١١٦ ، الفقيه ٢ : ٣٤٧ ، وابن قولويه في الكامل : ٢٨٦ ،عنهم البحار ١٠١ : ٢٦ ، الوسائل ١٤ : ٤١٧.

(٤) في الأصل : ابنه ، وتصحيفه واضح.

٣٤٥

الله له البتة(١)

٢ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبو علي محمد بن همام ، عنأبي عبد الله جعفر بن محمد بن مالك ، عن الحسن بن محمد الابزاري ، عنالحسن بن محبوب ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال : سألتأبا الحسن الرضاعليه‌السلام في اي شهر نزور الحسينعليه‌السلام ، قال : في النصفمن رجب والنصف من شعبان(٢) .

الباب (٧)

فضل زيارة النصف من شعبان وليلة الفطر وليلة الأضحى

١ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبيرحمه‌الله ، عن سعد بن عبد الله ،عن الحسن بن علي الزيتوني ، عن أحمد بن هلال ، عن محمد بن أبي عمير ،عن حماد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : من أحب انيصافحه مائة الف نبي [ وأربعة ](٣) وعشرون الف نبي فليزر قبر الحسين بنعليعليهما‌السلام في النصف من شعبان ، فان أرواح النبيينعليهم‌السلام تستأذن الله عز

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٢٠ و ٣٣٩ ، والمفيد في مسار الشيعة : ٧٠ ، والشيخ فيالتهذيب ٦ : ٤٨ والمصباح : ٧٣٧ ، عنهم البحار ١٠١ : ٨٩ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٥.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٣٩ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٨ والمصباح : ٧٤٣ ،والسيد في الاقبال ٣ : ٢١٨ ، عنهم البحار ١٠١ : ٩٦ و ٩٧ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٦.

رواه في البحار ١٠١ : ٩٧ عن كتاب الزيارات والفضائل لمحمد بن داود القمي.

(٣) زيادة من بعض المصادر.

٣٤٦

وجل في زيارته ، فيؤذن لهم(١)

٢ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبو القاسم ، عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إذا كان ليلة النصف من شعبان نادى مناد من الأفق الاعلى : زائريالحسين ارجعوا مغفورا لكم ، ثوابكم على ربكم ومحمد نبيكم(٢) .

٣ ـ وقال الصادقعليه‌السلام (٣) : زائر الحسين بن علي صلوات الله عليهفي النصف من شعبان تغفر له ذنوبه ، ولا تكتب عليه سيئة في سنته حتىيحول عليه الحول ، فان زاره في السنة المقبلة غفر له ذنوبه(٤) .

٤ ـ وقال الصادقعليه‌السلام : من زار أبا عبد اللهعليه‌السلام ثلاث سنينمتواليات [ لافصل فيها ](٥) في النصف من شعبان غفر له ذنوبه(٦) .

٥ ـ وبالاسناد عن جماعة مشايخه ، عن محمد بن يحيى العطار ،

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٣٣ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٨ والمصباح : ٧٦١ ، عنهمالبحار ١٠١ : ٩٣ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٧.

(٢) رواه الكليني في الكافي ٤ : ٥٨٩ ، والصدوق في الفقيه ٢ : ٣٤٨ ، وابن قولويه في الكامل: ٣٣٤ ، والمفيد في مسار الشيعة : ٧٤ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٩ والمصباح : ٧٦١ ، عنهم البحار١٠١ : ٩٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٨.

(٣) كذا ، وفي المصادر : أبي جعفرعليه‌السلام .

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٣٤ ، والشيخ في أماليه ١ : ٤٦ ، مصباح المتهجد : ٧٦١ ،عنهم البحار ١٠١ : ٩٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٨.

(٥) من المصادر.

(٦) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٣٥ ، والشيخ في المصباح : ٧٦١ ، عنهما البحار١٠١ : ٩٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٨.

٣٤٧

عن الحسين بن أبي سيار المدائني ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عميرعن عبد الرحمان بن الحجاج قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : من زار قبرالحسين بن علي صلوات الله عليه ليلة من ثلاث غفر له من ذنبه ما تقدموما تأخر ، قال : قلت : اي الليالي ، قال : ليلة الفطر وليلة الأضحى وليلةالنصف من شعبان(١) .

الباب (٨)

فضل زيارتهعليه‌السلام يوم عرفة

١ ـ وبالاسناد قال : حدثني محمد بن عبد المؤمن ، عن محمد بنيحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن أحمد بن محمد الكوفي ، عن محمد بنجعفر بن إسماعيل ، عن محمد بن عبد الله بن مهران(٢) ، عن محمد بن سنان ،عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :

من زار قبر الحسينعليه‌السلام يوم عرفة كتب الله له الف الف حجة معالقائم ، والف الف عمرة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعتق الف الف نسمة ،وحملان الف الف فرس في سبيل الله ، وسماه اللهعزوجل : عبديالصديق امن بوعدي ، وقالت الملائكة : فلان صديق زكاه الله من فوق

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٣٤ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٩ ، عنهما البحار ١٠١ : ٨٩و ٩٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٥.

(٢) لا يوجد : ( محمد بن عبد الله بن مهران ) في التهذيب والوسائل.

٣٤٨

عرشه وسمي في الأرض كروبا(١) (٢)

٢ ـ وبالاسناد عن سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ،عن أبي إسماعيل القماط ، عن بشار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : من كانمعسرا فلم يتهيأ له حجة الاسلام فليأت قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام وليعرفعنده ، فذلك يجزيه عن حجة الاسلام ، اما اني لا أقول يجزي ذلك منحجة الاسلام الا لمعسر ، فاما الموسر إذا كان قد حج حجة الاسلام فأرادان يتنفل بالحج والعمرة فمنعه من ذلك شغل دنيا أو عائق فأتى قبرالحسينعليه‌السلام في يوم عرفة أجزأه ذلك من أداء حجته وعمرته ،وضاعف الله له ذلك اضعافا مضاعفة ، قلت : كم تعدل حجة وكم تعدلعمرة ، قال : لا يحصى ذلك ، قلت : مائة ، قال : ومن يحصي ذلك ، قلت :الف ، قال : وأكثر من ذلك ، ثم قال :( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) (٣)

٣ ـ وروى إسماعيل بن ميثم التمار ، عن الباقرعليه‌السلام قال : من باتليلة عرفة بأرض كربلاء وأقام فيها حتى يعيد وينصرف ، وقاه الله شرسنته(٤) .

__________________

(١) كروبيا ( خ ل ) ، الكروبيون ـ بالتخفيف ـ سادة الملائكة.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٢٠ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٩ والمصباح : ٦٥٨ ،والكفعمي في مصباحه : ٥٠١ ، عنهم البحار ١٠١ : ٨٨ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٠.

(٣) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٢٢ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٥٠ ، عنهما البحار١٠١ : ٨٩ ، الوسائل ١٤ : ٤٦١ ، والآية في إبراهيم : ٣٤.

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٥٢ ، والشيخ في المصباح : ٦٥٩ ، عنهما البحار١٠١ : ٩٠ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٤.

٣٤٩

٤ ـ وروي بشير الدهان قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : لم أحج عامأول ولكن عرفت عند قبر الحسين بن علي صلوات الله عليه ، فقال : يابشير من زار قبر الحسينعليه‌السلام يوم عرفة كانت له الف حجة مبرورة والفغزوة مع نبي مرسل أو امام عادل ، قال : قلت : جعلت فداك ما كنت أرىان هاهنا ثوابا مثل ثواب الموقف ، قال : فغضب إلي مغضبا وقال : يا بشيرمن اغتسل في الفرات ثم مشى إلى قبر الحسينعليه‌السلام كانت له بكل خطوةحجة مبرورة مع مناسكها(١) .

الباب (٩)

فضل الجمع بين زيارة النصف من شعبان وليلة الفطر وليلة عرفة

في سنة واحدة

وبالاسناد عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عنمحمد بن خالد البرقي ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ،عن يونس بن ظبيان ، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام :

من زار الحسين بن علي صلوات الله عليه ليلة النصف من شعبانوليلة الفطر وليلة عرفة في سنة واحدة ، كتب الله له الف حجة مبرورة ،

__________________

(١) رواه الكليني في الكافي ٤ : ٥٨٠ ، والصدوق في الفقيه ٢ : ٣٤٦ ، ثواب الأعمال : ١١٥ ،الأمالي : ١٢٣ ، وابن قولويه في الكامل : ٣١٦ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٥٠ والمصباح : ٦٥٧والأمالي ١ : ٢٠٤ ، والكفعمي في مصباحه : ٥٠١ ، عنهم البحار ١٠١ : ٨٥ و ٩٠ ، الوسائل١٤ : ٤٦١.

٣٥٠

والف عمرة متقبلة ، وقضيت له الف حاجة من حوائج الدنيا والآخرة(١)

الباب (١٠)

فضل زيارة يوم عاشوراء

١ ـ وبالاسناد قال : حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ،عن أبيه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن زيد الشحام ، عنأبي عبد اللهعليه‌السلام قال : من زار قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام عارفا بحقه كان كمنزار اللهعزوجل في عرشه(٢) .

٢ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبي وأخي وجماعة مشايخي رحمهمالله ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن علي المدائني ، قال : اخبرنيمحمد بن سعيد البلخي ، [ عن قبيصة ](٣) ، عن جابر الجعفي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : من بات عند قبر الحسينعليه‌السلام ليلة عاشوراء لقى الله يوم القيامةملطخا بدمه كأنما قتل معه في عرصته(٤) .

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٣٤ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٥١ ، عنهما البحار ١٠١ : ٩٠و ٩٥ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٥.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٢٧ ، والمفيد في مسار الشيعة : ٦١ ، والشيخ في التهذيب٦ : ٥١ والمصباح : ٧١٣ ، عنهم البحار ١٠١ : ١٠٥ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٦.

(٣) من المصادر ، وفيها : البجلي. بدل البلخي

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٢٤ ، والمفيد في مسار الشيعة : ٢٠ ، والشيخ في مصباحالمتهجد : ٧١٣ ، عنهما البحار ١٠١ : ١٠٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٧.

٣٥١

٣ ـ وقال : من زار الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء وبات عنده كان كمناستشهد بين يديه(١) .

٤ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبو علي بن همام ، عن جعفر بن محمدابن مالك الفزاري ، عن أحمد بن علي بن عبيد الله الجعفي ، [ عن الحسين بنسليمان ](٢) ، عن الحسن بن راشد(٣) ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عنأبي عبد اللهعليه‌السلام قال : من زار الحسين يوم عاشوراء وجبت له الجنة(٤) .

الباب (١١)

فضل زيارتهعليه‌السلام في الأربعين وفي ليلة القدر وفي كل شهر

وان من ترك زيارته من غير عذر كان منتقص الايمان ، منتقص الدين

١ ـ وبالاسناد عن أبي هاشم الجعفري ، عن أبي محمد الحسن بنعلي العسكريعليه‌السلام أنه قال : علامات المؤمن خمس : صلاة إحدىوخمسين ، وزيارة الأربعين ، والتختم في اليمين ، وتعفير الجبين ،

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٢٤ ، والمفيد في مسار الشيعة : ٢٠ ، والشيخ في مصباحالمتهجد : ٧١٣ ، عنهما البحار ١٠١ : ١٠٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٧.

(٢) من المصادر.

(٣) في المصادر : الحسين بن راشد ، والظاهر أن ما في المتن هو الأصح ، لأنه لا يوجدرجل باسم الحسين بن راشد ، راجع معجم الرجال ٤ : ٣٢٠.

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٢٤ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٥١ ، ومصباح المتهجد: ٧١٣ ، عنهما البحار ١٠١ : ١٠٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٦.

٣٥٢

والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم(١)

٢ ـ وبالاسناد عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :إذا كان ليلة القدر وفيها يفرق كل أمر حكيم ، نادى مناد تلك الليلة منبطنان العرش : ان الله تعالى قد غفر لمن أتى قبر الحسينعليه‌السلام في هذهالليلة(٢) .

٣ ـ وبالاسناد عن أحمد بن إدريس ، عن صندل ، عن داود بن فرقد ،قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما لمن زار قبر الحسينعليه‌السلام في كل شهر منالثواب ، قال : له من الثواب مثل ثواب مائة الف شهيد من شهداء بدر(٣) .

٤ ـ وبالاسناد قال : حدثني الحسن بن عبد الله(٤) ، عن أبيه ، عنالحسن بن محبوب ، عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن مسلم ، عنأبي جعفرعليه‌السلام قال : من لم يأت قبر الحسينعليه‌السلام من شيعتنا كان منتقص

__________________

(١) رواه المفيد في مزاره : ٦١ ، وابن قولويه في الكامل : ٣٢٥ ، والشيخ في مصباحالمتهجد : ٧٣٠ ، التهذيب ٦ : ٥٢ ، عنهما البحار ١٠١ : ١٠٦ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٨ ، ذكره السيد ابنطاووس في الاقبال ٣ : ١٠٠ ، مصباح الزائر : ٣٤٧ ، والكفعمي في مصباحه : ٤٨٩.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٤١ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٩ ، عنهما البحار١٠١ : ٩٧ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٢.

(٣) عنه البحار ١٠١ : ١٧ ، رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٤٠ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٥٢ ،عنهما البحار ١٠١ : ٣٧ ، الوسائل ١٤ : ٤٣٨.

(٤) في الكامل والوسائل : حسن بن عبد الله عن محمد بن عيسى ، وما في المتن هوالأصح ، لأنه الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى ، راجع معجم الرجال ٤ : ٣٧٦.

٣٥٣

الايمان منتقص الدين(١)

٥ ـ وبالاسناد عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسنالصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم(٢) ، عنأبي المغرا ، عن عنبسة بن مصعب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : من لم يأتقبر الحسين صلوات الله عليه حتى يموت كان منتقص الايمان منتقصالدين ، وان ادخل الجنة كان دون المؤمنين فيها(٣) .

الباب (١٢)

فضل الصلاة في مشهد الحسين بن علي صلوات الله عليه وحد حرمه

واتمام الصلاة عنده ، وثواب من أكثر الصلاة عنده

١ ـ وبالاسناد قال : حدثني جعفر بن محمد بن إبراهيم ، عن عبد اللهابن نهيك ، عن ابن أبي عمير ، عن رجل ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : قاللرجل : يا فلان ما يمنعك إذا عرضت لك حاجة ان تأتي قبر الحسينصلوات الله عليه فتصلي عنده أربع ركعات ثم تسأل حاجتك ، فان

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٥٦ ، عنه البحار ١٠١ : ٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٣١.

(٢) في الأصل : علي بن الحسن ، ما أثبتناه هو الصحيح ، لان الراوي عن أحمد بن محمدابن عيسى هو علي بن الحكم بن الزبير ، عنونه الشيخ في رجاله : ٣٦١ و ٣٧٦ ، الأرقام : ٥٣٤٤و ٥٥٧٢ في أصحاب الرضا والجوادعليهما‌السلام .

(٣) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٥٦ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٤ ، عنهما البحار ١٠١ : ٤ ،الوسائل ١٤ : ٤٣٠.

٣٥٤

الصلاة الفريضة عنده تعدل حجة ، والصلاة النافلة عنده تعدل عمرة(١)

٢ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبي وجماعة مشايخيرحمهم‌الله ،عن سعد بن عبد الله ، عن أبي عبد الله الجاموراني(٢) الرازي ، عن الحسن بنعلي بن أبي حمزة ، عن الحسن بن محمد بن عبد الكريم أبي علي(٣) ، عنالمفضل بن عمر ، قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام في حديث طويل في زيارةالحسينعليه‌السلام : ثم تمضي يا مفضل إلى صلاتك ، فلك بكل ركعة ركعتهاعنده كثواب من حج الف حجة واعتمر الف عمرة واعتق الف رقبة ،وكأنما وقف في سبيل الله الف مرة مع نبي مرسل ـ وذكر الحديث(٤) .

٣ ـ وبالاسناد قال : حدثني علي بن الحسين(٥) رحمه‌الله ، عنمحمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد ، قال : وحدثني محمد بن

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٣٣ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٧٣ ، عنهما البحار١٠١ : ٨٢ ، الوسائل ١٤ : ٥١٨.

(٢) في الأصل : سعد بن عبد الله الجاموراني ، ما أثبتناه هو الصحيح ، لأنه أبو عبد اللهالجاموراني ، عنونه الشيخ في الفهرست ، الرقم : ٨٤٧ ، وفي رجاله : ٤٥١ و ٤٥٢ ، الأرقام :٦٤١٢ و ٦٤٣٦.

(٣) في الأصل : الحسين بن محمد عن عبد الكريم بن علي ، ما أثبتناه هو الأصح ، لتكررهفي الكامل.

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٣٣ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٧٣ ، عنهما البحار١٠١ : ٨٢ ، الوسائل ١٤ : ٥١٨.

(٥) في الأصل : علي بن الحسن ، وهو علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، راجعمعجم الرجال ١١ : ٣٦٨.

٣٥٥

الحسين بن مت(١) الجوهري ، عن محمد بن أحمد ، عن هارون بن مسلمعن أبي علي الحراني ، قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما لمن زار الحسينصلوات الله عليه ، قال : من اتاه وزاره وصلى عنده ركعتين أو أربع ركعاتكتبت له حجة وعمرة(٢) .

٤ ـ وبالاسناد قال : حدثني الحسن بن عبد الله ، عن أبيه ، عن الحسنابن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن شعيب العقرقوفي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : قلت له : من اتى قبر الحسينعليه‌السلام ما له من الثواب والاجرجعلت فداك ، قال : يا شعيب ما صلى عنده أحد الا قبلها الله منه ، ولا دعاأحد عنده دعوة الا استجيبت له عاجلة(٣) ، فقلت : جعلت فداك زدني فيه ،فقال : يا شعيب أيسر ما يقال لزائر الحسين بن عليعليه‌السلام : قد غفر الله لكيا عبد الله فاستأنف العمل عملا جديدا(٤) .

٥ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبي وأخي وعلي بن الحسين رحمهمالله ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن

__________________

(١) في الأصل : بنت ، ما أثبتناه هو الأصح ، راجع معجم الرجال ١٦ : ١٨.

(٢) عنه البحار ١٠١ : ٨٣ ، رواه مع اختلاف ابن قولويه في الكامل : ٤٣٣ ، والمفيد فيالمقنعة : ٧٤ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٧٩ ، والسيد في مصباح الزائر : ١٤٩ ، عنهم البحار ١٠٠ :١٢٠ و ١٠١ : ٨٣ ، الوسائل ١٤ : ٣٣٠ و ٥٢٠.

(٣) في المصدر زيادة : وآجلة.

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٣٥ ، عنه البحار ١٠١ : ٨٣.

٣٥٦

سعيد ، [ عن محمد بن سنان ](١) عن عبد الملك القمي ، عن إسماعيل بنجابر ، عن عبد الحميد خادم إسماعيل بن جعفر ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :تمم الصلاة في أربعة مواطن : في المسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجدالكوفة وحرم الحسينعليه‌السلام (٢) .

٦ ـ وبالاسناد قال : حدثني محمد بن همام بن سهيل ، عن جعفر بنمحمد بن مالك الفزاري ، قال : حدثنا محمد بن حمدان المدائني ، عنزياد القندي قال : قال أبو الحسنعليه‌السلام : أحب لك ما أحب لنفسي وأكره لكما أكره لنفسي ، تمم الصلاة في الحرمين وبالكوفة وعند قبر الحسينعليه‌السلام (٣) .

٧ ـ وبالاسناد قال : حدثني محمد بن يعقوب وجماعة مشايخيرحمهم‌الله ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن الحسين ، عنمحمد بن سنان ، عن حذيفة بن منصور ، قال : حدثني من سمع أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : تمم الصلاة في المسجد الحرام ومسجد النبي ومسجدالكوفة وحرم الحسينعليه‌السلام (٤) .

__________________

(١) زيادة من المصادر.

(٢) عنه البحار ١٠١ : ٨٣ ، رواه الكليني في الكافي ٤ : ٥٨٧ ، وابن قولويه في الكامل : ٤٣٠ ،والشيخ في التهذيب ٥ : ٤٣١ والاستبصار ٢ : ٣٣٥ والمصباح : ٦٧٤ ، عنهم الوسائل ٨ : ٥٢٨.

(٣) عنه البحار ١٠١ : ٨٤ ، رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٣٣ ، والشيخ في التهذيب ٥ : ٤٣٠والاستبصار ٢ : ٣٣٥ والمصباح : ٦٧٤ ، عنهم الوسائل ٨ : ٥٢٧.

(٤) رواه الكليني في الكافي ٤ : ٥٨٦ ، وابن قولويه في الكامل : ٤٣٣ ، والشيخ في التهذيب٥ : ٤٣١ والاستبصار ٢ : ٣٣٥ والمصباح : ٦٧٤ ، عنهم الوسائل ٨ : ٥٣٠.

٣٥٧

٨ ـ وبالاسناد قال : اخبرني علي بن حاتم القزويني ، قال ، حدثنامحمد بن أبي عبد الله(١) الأسدي ، قال : حدثني القاسم بن الربيع الصحاف ،عن عمرو بن عثمان ، عن عمرو بن مرزوق ، قال : سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن الصلاة في الحرمين وفي الكوفة وعند قبر الحسينعليه‌السلام ، فقال : أتمالصلاة فيها(٢) .

٩ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبي ومحمد بن الحسنرحمهما‌الله ،عن الحسن بن متيل ، عن سهل بن زياد الادمي ، عن محمد بن عبد الله ، عنصالح بن عقبة ، عن أبي شبل قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أزور قبرالحسينعليه‌السلام ، قال : زر الطيب وأتم الصلاة عنده ، قلت : أتم الصلاةعنده ، قال : أتم ، قلت : فان بعض أصحابنا يرى التقصير ، قال : إنما يفعلذلك للضعفة(٣) .

١٠ ـ وبالاسناد قال : حدثني حكيم بن داودرحمه‌الله ، عن سلمةابن الخطاب ، عن منصور بن العباس يرفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :حريم قبر الحسينعليه‌السلام خمسة فراسخ من أربعة جوانب القبر(٤) .

__________________

(١) في الأصل : أحمد بن أبي عبد الله ، هو محمد بن أبي عبد الله جعفر الأسدي ، عنونهالشيخ في الفهرست ، الرقم : ٦٠ ، وفي رجاله : ٤٣٩ ، الرقم : ٦٢٧٨.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٣٣ ، وفيه : ( فيهم ) ، عنه الوسائل ٨ : ٥٣٢.

(٣) عنه البحار ١٠١ : ٨٤ ، رواه الكليني في الكافي ٤ : ٥٧٨ ، وابن قولويه في الكامل : ٤٢٩ ،والشيخ في التهذيب ٥ : ٤٣١ والاستبصار ٢ : ٣٣٥ ، عنهم الوسائل ٨ : ٥٢٧.

(٤) رواه الصدوق في الفقيه ٢ : ٣٤٦ ، وابن قولويه في الكامل : ٤٥٦ ، والشيخ في التهذيب٦ : ٧١ ، عنهم البحار ١٠١ : ١١١ ، الوسائل ١٤ : ٥١٠.

٣٥٨

١١ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبيرحمه‌الله وجماعة مشايخيعن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن محمد بنإسماعيل البصري ، عن زرارة(١) ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : حريم قبرالحسينعليه‌السلام فرسخ في فرسخ من أربعة جوانب القبر(٢) .

١٢ ـ وبالاسناد قال : حدثني محمد بن جعفر الرزاز ، عن محمد بنالحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن إسحاق بن عمار ،قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : ان لموضع قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام حرمة معروفة ، من عرفها واستجار بها أجير ، قلت : فصف لي موضعهاجعلت فداءك ، قال :

امسح من موضع قبره اليوم خمسة وعشرين ذراعا من ناحيةرجليه ، وخمسة وعشرين ذراعا مما يلي وجهه ، وخمسة وعشرينذراعا من ناحية رأسه ، وموضع قبره من يوم دفن روضة من رياض الجنة ،ومنه معراج يعرج فيه بأعمال زواره إلى السماء ، فليس ملك فيالسماوات ولا في الأرض الا وهم يسألون اللهعزوجل في زيارة قبر

__________________

(١) كذا ، وفي المصادر : ( عمن رواه ).

ويؤيده رواية أخرى عنه في الكامل : ٢٧٥ ، وفيه أيضا : ( عن بعض رجاله ) ، ولا يوجدرواية أخرى عنه.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٥٦ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٧١ ، عنهم البحار١٠١ : ١١١ ، الوسائل ١٤ : ٥١٠.

٣٥٩

الحسينعليه‌السلام ، ففوج ينزل وفوج يعرج(١)

١٣ ـ وروى عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سمعتهيقول : قبر الحسينعليه‌السلام عشرون ذراعا في عشرين ذراعا مكسرا روضةمن رياض الجنة(٢) .

١٤ ـ وقالعليه‌السلام : موضع قبر الحسين صلوات الله عليه ترعة منترع الجنة(٣) .

وكان أقصى الحرم على الحديث الأول خمسة فراسخ وأدناه منالمشهد فرسخ ، وأشرف الفرسخ خمس وعشرون ذراعا ، وأشرفالخمس والعشرين ذراعا [ عشرون ذراعا ، وأشرف العشرين ](٤) ماشرفت به ، وهو الجدث نفسه ، وشرف الجدث الحال فيه صلوات اللهعليه

__________________

(١) رواه الكليني في الكافي ٤ : ٥٨٨ ، والصدوق في ثواب الأعمال : ١١٩ ، وابن قولويهفي الكامل : ٤٥٧ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٧١ ، مصباح المتهجد : ٥٠٩ ، عنهم البحار ١٠١ : ١١٠ ،الوسائل ١٤ : ٥١١ ، المصباح للكفعمي : ٥٠٨.

ذكر عجزه الصدوق في ثواب الأعمال : ١٢١ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٦ ، عنهما الوسائل١٤ : ٤١٤.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٥٥ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٧٢ ، عنهم البحار١٠١ : ١١١ ، الوسائل ١٤ : ٥١٢.

(٣) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ٨٥ ، وابن قولويه في الكامل : ٤٥٠ ، عنهما البحار١٠١ : ١١٠.

(٤) العبارة منقولة عن التهذيب ٦ : ٧٢ ، والمصباح : ٥٠٩ ، والزيادة منهما.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702