المزار الكبير

المزار الكبير8%

المزار الكبير مؤلف:
المحقق: جواد القيّومي الإصفهاني
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
ISBN: 964-92002-0-7
الصفحات: 702

المزار الكبير
  • البداية
  • السابق
  • 702 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 187480 / تحميل: 6373
الحجم الحجم الحجم
المزار الكبير

المزار الكبير

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٩٢٠٠٢-٠-٧
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

بكاءً، كما في سورة الدخان(1) ، روى الفريقان تحقّق هذا الأمر في شهادة الحسين (عليه السلام)، مثل: ابن عساكر في تاريخه في ترجمة سيّد الشهداء (عليه السلام)، حيث ذكرَ جملة من الروايات المُسندة في ذلك عن مشاهدة الدم تحت الأحجار وفوق الحيطان وغير ذلك.

أوجهُ الاعتراض على ظاهرة البكاء والجواب عليها

نذكر بعد ذلك ما يُثار حول ظاهرة البكاء من انتقادات وإشكالات ونتعرّض للجواب عنها بالتفصيل تباعاً، فهناك عدّة نظريات وآراء مخالفة لظاهرة البكاء تعتمد على وجوه عديدة.

الوجه الأوّل: أنّ أدلة وروايات البكاء تشتمل على مضامين لا يقبلها العقل، مثل:(إنّ مَن بكى ودَمعت عيناه بقدر جَناح ذُبابة، غُفر له كلّ ذنوبه) فهذه الروايات - بتعبيرهم - مضمونها إسرائيلي، شبيه لمـَا لدى النصارى من أنّ المسيح قُتل لتُغفر ذنوب أمّته، فهذه الروايات فيها ما يشابه هذا المضمون، أنّ الحسين (عليه السلام) قُتل ليُكفّر عن ذنوب شيعته إلى يوم القيامة، فهي - بزعم هؤلاء - إغراء بالذنوب وإغراء للمعاصي، فلا يمكن العمل بهذه الروايات؛ لأنّ فيها نفس الإغراء الموجود في الفكرة المسيحيّة واليهوديّة، فحينئذٍ مضمون هذه الروايات لا يقبلها العقل ولا يصدّقها، وهو مضمون دخيل كما عبّروا، وهذا الوجه - في الحقيقة - يتألّف من أمرين:

____________________

(1) الدخان: 29.

٣٠١

الأول: ضعفُ سند هذه الروايات.

الثاني: ضعفُ المضمون؛ لاشتماله على هذا الإغراء الباطل.

الجواب: أمّا ضعفُ السند، فقد ذكرنا سابقاً أنّ كتاب بحار الأنوار يتضمّن باب ثواب البكاء على الحسين (عليه السلام)، ويحتوي على خمسين رواية في فضل واستحباب البكاء، وهذه الروايات الخمسون، ممّا جَمعها صاحب البحار هي غير الروايات العشرين التي جَمعها صاحب الوسائل وغير الروايات المتناثرة التي تربو على العشرات في الأبواب الأخرى، فكيف نردّ هذه الروايات؟ وبأيّ ميزان دِرائيّ ورجالي نُشكّك بها؟ فالقول بضعف السند لهذه الروايات ناتج من ضعف الانتباه أو ضعف الحيطة العلميّة؛ لأنّه بأدنى تصفّح في المصادر المعتبرة الحديثيّة تحصل القناعة واليقين بوجود أسانيد كثيرة جدّاً، منها: الصحيح، والموثّق، والمُعتبر، فضلاً عن كونها تصل إلى حدّ الاستفاضة بل التواتر.

وأمّا المضمون، فقد طعنَ عليه غير واحد، حيث قالوا: إنّ ذِكر الثواب في البكاء على الحسين (عليه السلام)، فيه إغراء للناس لارتكاب الذنوب والاتّكاء على البكاء، ويستشهدون على ذلك: بكون كثير من العوامّ يرتكبون المعاصي ويشاركون في نفس الوقت مشاركة فعّالة في الشعائر الحسينيّة ويخدمون ويحضرون المجالس ويبكون، واتّكالاً على هذه المشاركة وتذرّعاً بهذا البكاء فإنّهم يرتكبون ما يروق لهم من المعاصي، فبالتالي يصبح مضمون هذه الشعائر باطلاً.

الجواب عن هذا الإشكال: إنّ مثل هذا المضمون موجود في موارد عديدة في الشريعة، وهي موارد مسلّمة، مثلاً:( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ

٣٠٢

سَيِّئَاتِكُمْ ) (1) ، فهل هذا إغراء بالصغائر، أو:( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) (2) ، هل هذا إغراء بكلّ المعاصي غير الشِّرك؟!

يُضاف إلى ذلك، روايات عديدة أخرى وردت من طرق العامّة والخاصّة في ثواب البكاء من خشية الله، منها:

عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :(مَن خرجَ من عينيه مثل الذُباب من الدمع من خشية الله، آمنهُ الله يوم الفزع الأكبر) (3) .

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله :(مَن بكى على ذنبه حتّى تسيل دموعه على لحيته، حرّم الله ديباجة وجهه على النار) (4) فهل هذا إغراء لارتكاب المعاصي والذنوب؟! وكذلك ورد في ثواب الحجّ والصلاة المفترضة والصوم وغيرها من الثواب العظيم، وغفران الذنوب، بل يمكن الردّ على الإشكال في هذه الموارد بوجوه عديدة:

أوّلاً: الترغيب في نفس العمل، لا أنّه إغراء بالمنافرات والمضادّات.

ثانياً: فتح باب التوبة وعدم اليأس.

ثالثاً: إنّ البكاء من خشية الله؛ إنّما يكون من باب المقتضي للتكفير عن الصغائر أو لغفران الذنب، وليس من باب العلّة التامّة، أي أنّ هناك أموراً وشرائط أخرى لابدّ من توفّرها مع المقتضي، من قبيل: عدم الإصرار على الصغائر، والعزم والتصميم على الإقلاع عن المعصية وغير ذلك، فإذا تمّت جميع هذه المقدّمات

____________________

(1) النساء: 31.

(2) النساء: 48.

(3) روضة الواعظين (الفتال النيسابوري): 452.

(4) المصدر السابق.

٣٠٣

وتوفّر المقتضي فتحصل العلّة التامّة للتكفير أو للمغفرة، لذلك نقول: إنّ هذه الأمور هي من باب المقتضي وليست من باب العلّة التامّة.

ورابعاً: في آية( إِنْ تَجْتَنِبُوا... ) المقصود تكفير الذنوب السابقة وليس الآتية في المستقبل، والذي يرتكب الذنوب في المستقبل قد لا يوفّق إلى مثل هذا التكفير والغفران، وهذا نظير ما وردَ في باب الحج: أنّ مَن حجّ يقال له بعد رجوعه استأنفَ العمل(1)، أو أنّه يرجع كما ولدتهُ أمّه، ويُغفر لمَا سبقَ من ذنوبه، فهذا ليس إغراءً بالجهل وبالذنوب، بل المقصود: أنّ هذه مقتضيات، لا أنّها تُحدّد المصير النهائي والعاقبة النهائيّة.

وقد ورد في مضمون بعض الروايات: مَن مات على الولاية، يَشفع ويُشفّع(2)، لكن مَن يضمن أنّه يموت على الولاية إذا كان يرتكب الذنوب والكبائر، فليست ولاية أهل البيت مُغرية للوقوع في الذنوب والمعاصي.

إذ إنّ ارتكاب المعاصي يُسبّب فقدان أغلى جوهرة وأعظم حبل للنجاة، وهو العقيدة، ويؤدّي إلى ضياع الإيمان، حيث قال تعإلى:( ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ

____________________

(1) بحار الأنوار 99: 315 / 6؛ وكذلك في تفسير القمّي 1: 70؛ واللفظ للأخير: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:(إنّ العبد المؤمن حين يخرج من بيته حاجّاً، لا يخطو خطوة ولا تخطو به راحلته إلاّ كُتب له بها حسنة، ومُحيَ عنه سيّئة، ورُفع له بها درجة، فإذا وقفَ بعرفات فلو كانت له ذنوب عدد الثرى رجعَ كما ولدتهُ أُمّه، فقال له: استأنِف العمل..) .

(2) ورد في بحار الأنوار 8: 30 عدّة روايات بهذا المضمون منها: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله :(إنّي أشفعُ يوم القيامة فأُشفّع، ويشفع عليّ فيُشفّع، ويشفع أهل بيتي فيُشفّعون، وإنّ أدنى المؤمنين شفاعة ليشفَع في أربعين من إخوانه كلّ قد استوجبوا النار) .

٣٠٤

أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ) (1) ، حيث إنّ مجموع الدين يُعتبر كتلة واحدة، ولا ننظر إلى الدين من جهة دون أخرى، وإذا كان تمام الأدلّة الدينيّة يشير إلى أنّ ارتكاب المعاصي والإصرار عليها يؤدّي إلى فقدان الإيمان والمآل إلى سوء العاقبة - والعياذ بالله - فليس فيها جانب إغراء، بل فيها إشارة إلى جهة معيّنة، وهي: أنّها تُخلّص الإنسان وتنقذه من حضيض المعاصي والرذائل، وتعرج به إلى سموّ الفضائل وجادّة الصواب والصراط المستقيم.

فإنّ التفاعل العاطفي مع أحداث عاشوراء ليس يُنفّر من أعداء أهل البيت (عليهم السلام) فقط، بل هو أيضاً ينفّر من السلوكيّات المنحرفة المبتلى بها، وتتولّد في أعماق الشخص المتأثّر حالة تأنيب الضمير لذلك، فهو يُجسّد في نفسه الصراع والجهاد، فإذا عَرضت له أشكال من المعصية كأنّما يتحرّك عنده هاجس الحرارة الحسينيّة، وينشأ في روحه جانب تأنيب الضمير، فهذا نوع من الانجذاب القلبي والعزم الإرادي نحو الصراط المستقيم.

وليس مفاد الروايات: أنّ مَن بكى على الحسين فلهُ الضمان في حسن العاقبة، وله النتيجة النهائيّة في الصلاح والفلاح، ليس مفادها ذلك؛ إنّما مفاد الروايات: مَن بكى على الحسين غُفرت له ذنوبه، مثل أثر فريضة الحجّ، وغفران الذنوب مشروط - كما يقال - بالموافاة، والموافاة: اصطلاح كلامي وروائي، أي أن يوافي الإنسان خاتمة أجره بحُسن العاقبة، وإلاّ فمعَ سوء العاقبة - والعياذ بالله - ترجع عليه السيئات وتُحبط الحسنات ولا تُكتب له.

____________________

(1) الروم: 10.

٣٠٥

فليس في منطق هذه الروايات إغراء بالمعاصي، وليست هي كعقيدة النصارى بأنّ المسيح قد قُتل ليُغفر للنصارى جميعاً، حتّى وإن عملوا المعاصي والكبائر وأنواع الظلم والعدوان، ولا كعقيدة اليهود الذين قالوا إنّ عزيراً أو غيره له هذه القابليّة على محو المعاصي والكبائر عن قومه.

وإلاّ لأُشكلَ علينا أنّ قرآننا توجد فيه إسرائيليّات، فمنطق الآية:( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ ...) يختلف عن ذاك المنطق الذي ينادي به النصارى، أولئك يقولون: نعمل ما نشاء والعاقبة ستُختم لنا بالحسنى، فأين هذا عن المعنى الذي نحن بصدده؟

مضمون أن يُغفر له ولو كان كزبد البحر، مخالفٌ غير ذلك المعنى أصلاً، بل فيه نوع من إدانة المذنبين، إضافةً إلى فتح باب الأمل وعدم القنوط وعدم اليأس، بل الأمل بروح الله أن ينجذب الإنسان إلى الصراط المستقيم وجانب الطاعات، ولا يقع في طريق المعاصي ويتخبّط في الذنوب.

الوجهُ الثاني: سلّمنا بكون هذه الروايات المشتملة على البكاء تامّة سنداً ومتناً ومضموناً، لكن مضمونها غير أبدي، وليس بدائم، مضمونها هو الحثّ على البكاء في فترة الأئمّة (عليهم السلام)، وهي فترة وحقبة التقيّة، حيث كان الأسلوب الوحيد لإبراز المعارضة والاستنكار للظلم وإبراز التضامن مع أهل البيت (عليهم السلام) هو البكاء، أمّا في يومنا هذا، فالشيعة - ولله الحمد - يعيشون في جوّ من الحريّة النسبيّة، فليست هذه الوسيلة صحيحة.

كان الهدف من تشريع هذه الوسيلة والحثّ عليها هو: حصول غرض معيّن، وهو إبراز التضامن مع أهل البيت (عليهم السلام)، أو التولّي لأهل البيت، وإظهار الاستنكار

٣٠٦

والتبرّي من أعدائهم والمعارضة لخطّهم، باعتبار أنّ الظرف كان ظرف تقيّة، كانت الأفواه مكمّمة، وكانت النفوس في معرض الخطر من الظالم، فقد يكون البكاء هو الأسلوب الوحيد آنذاك، أمّا في أيّامنا هذه - وقد زال الخوف - فهذا ليس بالأسلوب الصحيح.

أمّا الآن فقد انتفت الغاية منها، فتكون أشبه بالقضيّة الخارجيّة الظرفيّة، لا القضيّة الحقيقيّة العامّة الدائمة.

الجواب: فنقول: أمّا كونه أحد الغايات للبكاء فتام، لكن ليس هو تمام غاية البكاء، بل هو أحد الغايات والسُبل لإظهار الظلامة، هذا أوّلاً، وثانياً: ما الموجب لكون هذه الغاية غير قابلة للتحقّق، بل هي مستمرة قابلة للتحقّق؛ لأنّ البكاء نوع من السلوك التربوي لإثارة وجدان أبناء الفِرق الأخرى من المسلمين ومن غير المسلمين، وإلاّ لو حاولت - إظهار النفرة لظالمي أهل البيت والتبرّي من أعداء الدين الذين قادوا التحريف والانحراف في الأمّة الإسلاميّة - بمجرد كلمات فكريّة أو إدراكيّة يكون الأسلوب غير ناجح وغير نافع، وقد يُسبِّب ردّة فعل سلبيّة عندهم، أمّا أسلوب العاطفة الصادقة فهو أكثر إثارة، وأنجح علاجاً لهداية الآخرين، لمَا مرّ من أنّ الطبيعة الإنسانيّة مركّبة من نَمطين جِبلييّن: نَظري إدراكي، وعَملي انفعالي.

والغاية ليست منحصرة في ذلك، بل هناك عِلل كثيرة - كما سنقرأ من الروايات في ختام بحث البكاء - وحصر علّة البكاء بهذه العلّة غير صحيح.

اعتراض: أمّا ما يقال: بأنّ الحسين (عليه السلام) قد منعَ الفواطم أو العقائل من شقّ الجيوب، وخَمش الوجوه، ونهاهنّ عن البكاء، فهذا النهي في الواقع مُغيّى

٣٠٧

ومُعلّل، عندما أخبرَ الحسين (عليه السلام) زينب العقيلة (عليها السلام) بأنّه راحل عن قريب، لطمَت وجهها وصاحت وبكت، فقال لها الحسين (عليه السلام):(مَهلاً لا تُشمِتي القوم بنا) (1) .

حذّرها شماتة الأعداء قبل انتهاء الحرب وقبل حلول الفادحة والمصيبة العظمى؛ لأنّه يُسبّب نوعاً من الضعف النفسي في معسكر الحسين (عليه السلام)، أمّا إخماد الجزع بعد شهادته (عليه السلام)، أو إخماد الوَلولة وكَبت شِدّة الحُزن فهي نوع من إخماد وإسكات لصوت نهضة الحسين (عليه السلام)، وحدٌّ من وصول ظلامته إلى أسماع العالَم بأسره، وكلّ مستقرئ يرى أنّ الذي أوصلَ صوت الحسين (عليه السلام) إلى العالَم، وأنجحَ نهضته إلى اليوم وإلى يوم القيامة هم السبايا ومواقف العقيلة (عليها السلام) وخطبها، وخُطب السجّاد (عليه السلام) في المواضع المختلفة من مشاهد السبي لأهل البيت (عليهم السلام)(2) .

والسرّ واضح؛ لأنّه حينما تكون حالة هياج وحالة احتراق للخيام وتشرّد وهيام الأطفال واليتامى، فالظرف هنا ليس ظرف جزع ولا ظرف إظهار الندبة، بل هو ظرف حزم الأمور وقوّة الجَنان، ومحاولة الإبقاء على البقيّة الباقية من أهل البيت (عليهم السلام).

____________________

(1) اللهوف في قتلى الطفوف (السيّد ابن طاووس): 55؛ بحار الأنوار 44: 391 / 2.

(2) وهناك نهي آخر عن الحسين لسكينة بالخصوص مُغيّى أيضاً بقتله، كما يظهر من الأبيات المنسوبة له (عليه السلام) حين توديع ابنته سكينة:

سيطولُ بعدي يا سُكينة فاعلَمي منكِ البكاء إذا الحِمام دَهاني

لا تُحرقي قلبي بدمعك حسرةً مادام مني الروح في جثماني

وإذا قُتلتُ فأنتِ أولى بالذي تأتينهُ يا خيرة النِسوان

مناقب آل أبي طالب (ابن شهر آشوب) 3: 257.

٣٠٨

الجواب: ليس من المعقول أن تبدو في الإنسان ظاهرة عاطفيّة انفعاليّة من دون أن تكون وليدة لإدراك معيّن، ولا ناشئة عن فهم معلومة ما.

وأصلاً؛ فإنّ التفكيك بين الانفعال والتأثّر العاطفي من جهة، وبين الإحساس والإدراك لأمرٍ ما من جهةٍ أخرى غير ممكن، بل البكاء - كما بيّنا فيما سبق موضوعاً وحكماً، سواءً بالحكم العقلي أو النقلي - هو نوع من الإخبات للمعلومة الحقيقيّة، وشدّة التأثّر بها، وشدّة الإذعان والمتابعة لها، فلو أنّ الإنسان ذكرَ معلومة من المعلومات الحقيقيّة المؤلمة ولم يتأثّر بها، فهذا يعني أنّه لم يشتدّ إذعانه لها، ولم يُرتّب عليها آثار المعلومة الحقيقيّة، بخلاف ما لو تأثّر بها بأيّ نوع من التأثّر، فهذا يدلّ على شدّة إيقانه بتلك الحقيقة.

ومن غير الممكن أن توجد ظاهر البكاء في الجناح العملي في النفس وكفعل نفساني، من دون أن يكون هناك إدراك ما، فكيف إذا كان إدراك حرمان ذروة التكامل في المعصوم، وشدّة الحسرة على فقدان تلك الكمالات البشريّة، ومن ثَمّ شدّة التلهّف للاقتداء والانجذاب إلى ذلك الكمال والمثل الأعلى، فسوف يتأثّر الإنسان بشدّة وينفعل بدرجة عالية، هذا أدنى ما يمكن أن يتصوّر.

وهذا التفاعل: إنّما هو انجذاب النفس إلى الكمالات الموجودة المطويّة في شخصيّة المعصوم؛ وإنّما التأثّر به والقرب منه يُعدّ من أسمى الفضائل، ويُعتبر نفرة عن الرذائل.

فالفضائل كلّها مجتمعة في الذات المطهّرة لسيّد الشهداء (عليه السلام)، والبراءة من أعدائه ومناوئيه تُعتبر نفرة من الرذائل والآثام المجتمعة في أعداء أهل البيت (عليهم السلام).

٣٠٩

وهذه أقلّ حصيلة يمكن أن تُتصوّر في البكاء، حيث إنّ أدنى مرتبة من مراتب مجلس الرثاء والتعزية هي نفس هذا المقدار أيضاً، وهو في الواقع أمر عظيم ينبغي عدم الاستهانة به، حيث يولِّد الانجذاب نحو الفضائل، والنفرة والارتداع عن الرذائل، وهل المقصود من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير هذا؟ وهل الغاية في نشر الدين وتبليغ الرسالة إلاّ انتشال الفرد من مستنقع الرذائل والصعود به إلى سموّ الفضائل.

هذا أدنى حصيلة عمليّة تنشأ من البكاء، فهو نوع من المجاوبة والتفاعل لا الجمود والخمول، ولا الحياديّة السلبيّة.

فربّما يواجه الإنسان فضيلةً وتُعرض عليه رذيلةً، فيظلّ مرتاباً متردّداً، ومتربّصاً في نفسه لا يحسم الموقف:( وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ ) (1) ، فيضلّ يعيش فترة حياديّة مع نفسه، لا هو ينجذب للفضائل، ولا يتأثّر بالرذائل، يعني تسيطر على نفسه حالة تربّص، وهذه حالة التربّص قد ذمّها القرآن الكريم، وهي مرغوب عنها في علم الأخلاق وعلم السير والسلوك؛ لأنّ نفس التوقّف هو تسافل ودركات، أمّا الانجذاب نحو الفضائل فيُعتبر نوعاً من التفاعل السليم.

فالبكاء يعني التأثّر والانجذاب والإقرار والإذعان، وبالتالي التبعيّة.

بخلاف ما لو لم يبكِ الإنسان ولم يتفاعل، بل يكون موقفه التفرّج والحياديّة، وشتّان بين الحالتين!

أضف إلى ذلك: أنّ في البكاء نوعاً من التولّي، حيث إنّ البكاء يدلّ على

____________________

(1) الحديد: 14.

٣١٠

فإذاً، ظرف المرحلة بخصوصها هي جنبة ضبط وتدبير وحزم، وليس من الصحيح إظهار المآتم والعزاء في ذلك الظرف، فمن ثَمّ فإنّ أمره (عليه السلام) مختصّ بذلك الظرف، وهو نوع من التدبير والحكمة منه (عليه السلام)، ولابدّ من لمّ الشَمل وجمع الشِتات للأرامل واليتامى، وإنّ ذلك الظرف ليس ظرف بكاء ورثاء ولا محل لإظهار المصيبة.

خلاصة القول: في مقام الإجابة على الانتقادات والاعتراضات السابقة: أنّ ما ذُكر في العلوم التخصصيّة في حقيقة البكاء من جهة البحث الموضوعي، هو أنّ هناك شرطان لرجحان البكاء هما: أن يكون البكاء وليداً لمعلومة ولإدراك حقيقي، وأن يكون لغاية حقيقيّة وهادفة إيجابيّة، فيكون من سنخ الانفعالات الكماليّة الممدوحة للنفس بلا ريب، وهو كذلك ممدوح في لغة القرآن ولغة النصوص الشرعيّة، وخَلصنا إلى أنّ البكاء هو نوع من التفاعل الجدّي والفعلي مع الحقيقة.

وبعبارةٍ أخرى: أنّ إعطاء السامع، أو القارئ، أو المُشاهد، أو المُوالي فكرة إدراكيّة بحتة غير مثمر بمفرده، وإنّ البكاء بمنزلة إمضاء مُحرّك للسير على تلك الفكرة، أو ما يعبّر عنه: بحصول إرادة جدّيّة عازمة فعليّة للمعنى.

فالبكاء إذا ولّدَ حضور الفكرة، العِبرة إذا تعقّبت العَبرة حينئذٍ يكون نوع من التفاعل الشديد والإيمان الأكيد بالفكرة والعِبرة.

ويُعتبر ذلك نوعاً من التسجيل المؤكَّد لتفاعل الباكي وإيمانه واختياره لمسيرة تلك العِبرة.

الوجهُ الثالث: الذي يُذكر للنقض على البكاء: أن لو سلّمنا أنّنا قَبلنا بأمر البكاء في الجملة، ولكنّ استمرار البكاء على نحو سنوي، أو راتب شهري، أو

٣١١

أسبوعي بشكلٍ دائم يولِّد حالة وانطباعاً عن الشيعة والموالين لأهل البيت (عليهم السلام)، بأنّ هؤلاء أصحاب أحقاد وضغون، وإنّهم يحملون العُقد، واستمرارهم بالبكاء واجترارهم له يدلّ على أنّهم عَديمي الأمل فهذه ظاهرة سلبيّة انهزاميّة تكشف عن عُقد روحيّة، وكبت نفسي دَفين، فبدل أن يَقدموا على أعمال وبرامج ومراحل لبناء مذهبهم ولبناء أنفسهم ليخرجوا من حالة المظلوميّة إلى حالة قيادة أنفسهم والغلبة على مَن ظلمهم، فإنّهم يبقون على حالة الانتكاس والتراجع، وهذه الحالة يمكن أن نسمّيها الحالة الروحيّة الشاذّة، هي حالة توجِد خَللاً في الاتّزان الروحي (كما في علم النفس وعلم الاجتماع)، فالبكاء حيث إنّه في علم النفس ليس بحالة اتّزان روحي؛ وإنّما حالة اختلال فكري لا نستطيع معهما أن نهتدي السبيل، بل نحن عديمو الأمل، لدينا حالة كبت، وهذه الأوصاف هي أوصاف مَرضيّة وليست أوصاف روحيّة سليمة.

فحينئذٍ يكون الإبقاء على مثل هذه الظاهرة إبقاءً على حالة مرضيّة بإجماع العلوم الإنسانيّة التجريبيّة الحديثة، ولمّا كانت هذه الظاهرة المرضيّة تتشعّب إلى أمراض روحيّة أو فكريّة أو نفسيّة عديدة، فمن اللازم الابتعاد عنها ونبذها جانباً.

فملخّص الاعتراض في هذا الوجه الثالث: هو كون البكاء عبارة عن مجموعة من العُقد النفسيّة، وهو يوجِب انعكاس حالة مرضيّة روحيّة لأفراد المذهب وأبناء الطائفة.

الجواب: فنقول: على ضوء ما ذكرنا سابقاً من كلمات علماء النفس

٣١٢

والاجتماع والفلسفة: بأنّ الفطرة الإنسانيّة السليمة التي هي باقية على حالها لابدّ لها من التأثّر والتفاعل، أمّا التي لا تتأثّر بالأمور المحرِّكة للعاطفة تكون ممسوخة، إذ فيها جناح واحد فقط وهو جناح الإدراك، أمّا جناح العمل فإنّه مُنعدم فيها، كما هو الفرق بين المجتمعات الغربيّة والمجتمعات الشرقيّة.

فعلى عكس زعم المُعترض، تكون هذه حالة صحيحة وسليمة وليست حالة مرضيّة، ولا حالة عُقد، بل ذكرنا أنّ العُقد إنّما تجتمع فيمن لا يكون له متنفّس للانفعال، يعني أنّ الذي لا ينفعل، والذي لا يظهر انفعاله إزاء المعلومات الحقيقيّة التي تصيبه والذي يكبت ردود الفعل الطبيعيّة للحوادث سوف تتكدّس عنده الصدَمات إلى أن تصبح عُقد وتناقضات، وإلى أن تنفجر يوماً ما، وربّما تظهر لديه حالات شاذّة من قبيل: سوء الظن بالآخرين، أو اتّخاذ موقف العَداء لجميع مَن حوله.

والشخصيّات المعروفة في المجتمعات البشريّة - بعد استقراء أحوالهم وأطوارهم - نجدها تتمتّع بهذه الصفة الأساسيّة في النفس، فالذي لا يُبدي العواطف الإنسانيّة الصادقة، ولا تظهر أشكالها عليه، سوف يجتمع في خفايا نفسه ركام من الحقد وأكوام من العُقد، حيث إنّ الإنسان لا يخلو من جانب العاطفة، والاستجابة للعاطفة أمرٌ ثابت ناشئ ومتولّد عن الظاهرة العمليّة والوجدانيّة والضميريّة من الإدراك الحقيقي.

فإذا لم تحصل هذه الاستجابة فلابدّ من وجود اختلال في توازن الإنسان.

لذلك نجد أنّ المنطق القرآني والإرشادات من السنّة النبويّة الشريفة والسيرة العلويّة الكريمة، كلّها تُقرّر هذه الموازنة والتعادل بين جميع قوى النفس دون أن

٣١٣

يتمّ ترجيح جانبٍ للنفس دون جانب آخر.

فإذاً، المنطق المتعادل والمتوازن هو كون نفس الإنسان في حالة من التجاذب والتأثير والتأثّر بين أجنحتها المختلفة.

الوجهُ الرابع: أنّ البكاء ظاهرة تُنافي الصبر المرغوب فيه، ولا تنسجم مع الاستعانة بالله عزّ وجل، كما في سورة البقرة( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) (1) فالبكاء منافٍ للصبر والتحمّل ومُناقض للاستعانة بالله سبحانه.

الجواب: أمّا الجواب لمَا قيل من وجوب الصبر والتحمّل عند نزول المصيبة كما في الآية الشريفة:( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ( 156 ) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) (2) .

فنقول: كيف يتّفق هذا مع بكاء يعقوب على يوسف حتّى ابيضّت عيناه، هل هذا خلاف الصبر؟ أو بكاء السجّاد على أبيه سيّد الشهداء (عليه السلام) والأوامر التي بَلغت حدّ التواتر، الواردة في ثواب البكاء على الحسين (عليه السلام) إلى ظهور المهدي (عجّل الله فرجه) بل في بعضها إلى يوم القيامة.

فهل يتنافى ذلك كلّه مع الصبر؟ كلاّ.

وقد وردَ عن الصادق (عليه السلام):(إنّ البكاء والجزع مكروه للعبد في كلّ ما جَزع ما خلا البكاء على الحسين بن عليّ (عليه السلام)؛ فإنّه فيه مأجور) (3) ، هذا ليس استثناءً

____________________

(1) البقرة: 156 - 157.

(2) البقرة: 156 - 157.

(3) بحار الأنوار 44: 291 / 32. راجع روايات الجزع ص: 312 من هذا الكتاب.

٣١٤

متّصلاً، بل هو استثناء منقطع؛ لأنّ الجزع نوع اعتراض على تقدير الله ويُعتبر حالة من الانهيار والتذمّر والانكسار، أمّا في الجزع على الحسين فليس اعتراضاً على قضاء الله وقدره، بل هو - بالعكس - نوع من الاعتراض على ما فعله أعداء الله، ولا يُعدّ انهياراً أو انكساراً، بل هو ذروة الإرادة للتخلّق والاتّصاف بالفضائل، وشَحذ الهِمم للانتقام من الظالمين، والاستعداد لنصرة أئمّة الدين والتهيئة لظهور الإمام الحجّة المنتظر (عجّل الله فرجه).

فقد يقال: أليس الحالة التي يندب إليها الشرع والقرآن عند المصيبة هي الصبر وقول:( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) ، فلا موضع للبكاء، بل البكاء يخالف الخُلق القرآني والتوصية الشرعيّة في ذلك، ونرى أنّ القرآن حين يستعرض لنا بأنّ الصبر هو الموقف الإيجابي عند البلاء والمصيبة، وفي نفس الوقت يستعرض لنا القرآن أمثولة نموذجيّة وهي: نبيّ الله يعقوب، يستعرض فعله بمديح وثناء لا انتقاصَ فيه، مضافاً إلى ما وردَ عن الصادق (عليه السلام).

ينحلّ هذا التضاد البدوي بأدنى تأمّل؛ وذلك بالبحث عن سبب كراهة الجزع، أو عن سبب إيجابيّة الصبر في المصائب، باعتبار أنّ الجزع مردّه إلى كراهة قضاء الله وقدره، ومآله إلى الانهيار أو الانكسار مثلاً، ولا ريبَ هذا أمر سلبيّ وغير إيجابي؛ لأنّه من الضعف وعدم الصمود والطيش، وعدم رباطة الجأش، وعدم الرضا بقضاء الله سبحانه وتعإلى وقدره، أو مردّه إلى الاعتراض على الله - والعياذ بالله - أو كراهة ما قضى الله سبحانه، ولذلك لو كان الصبر في موضع آخر لمَا كان الصبر ممدوحاً، مثلاً: صبر المسلمين مقابل كيد الكافرين ليس موضع صبر؛ لأنّ اللازم عليهم الردّ وحفظ عزّتهم لو كان لهم عدد وعدّة ومع

٣١٥

توفّر الشروط الموضوعيّة للقتال، كما في تعبير الآيات القرآنية مثل:( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ) (1) .

فالصبر ثمّة ليس في محلّه، ومثله تعبير أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة:(رَوّوا السيوف من الدماء، تَرووا من الماء) (2) ، و(ما غُزي قومٌ في عُقر دارهم إلاّ ذلّوا) (3) ، فيتبيّن أنّ الصبر ليس راجحاً في كلّ مورد، بل الصبر بلحاظ ظرفه وجهته يكون ممدوحاً أو حسناً، وإلاّ قد يكون خلاف ذلك، فمن ثَمّ قد يكون إيجابيّاً و سلبيّاً فلابدّ أن يُقسّم الصبر إلى: مذموم، ومحمود.

ومثلُ ما في قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي (عليه السلام):(أبشِر فإنّ الشهادة من وراءك، فكيف صبرك إذاً، فقلتُ: يا رسول الله، ليس هذا من مواطن الصبر، ولكن من مواطن البشرى والشكر..) (4) .

أي هذا موضع إبراز الشكر لله، لا موضع السكوت والتحمّل والصبر، نعم، هو مقابل اصطدام البليّة يكون صبراً، أمّا في مقابل تقدير الله، ليس عليك فقط أن تصبر، بل عليك الشكر والرضا بقضائه وقدره.

فالصبر درجة، أمّا الشكر لله سبحانه والرضا بقضائه وقدره فهو أرقى وأسمى.

الصبر وتحمّل المصيبة يمثّل درجة، أمّا الإحساس بعذوبة تقديره سبحانه

____________________

(1) البقرة: 193.

(2) نهج البلاغة 3: 244.

(3) نهج البلاغة 2: 74.

(4) شرح نهج البلاغة 9: 305.

٣١٦

وبحلاوة قضائه فيجسّد درجة أرقى، فتكون مورداً للرضا وللشكر، وهذه الحالة لا تُنافي الصبر بل تزيد عليه فضيلة، كذلك في موارد التشوّق إلى ذكر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حيث وردَ على لسان الأئمّة (عليهم السلام) أنّهم يَعدّون خسران وفقدان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مصيبة عُظمى، وتعبيرهم (عليهم السلام):(لم يُصب أحد فيما يُصاب، كما يُصاب بفقد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى يوم القيامة، فهي أعظم مصيبة) .

إذا كان الصبر معناه الحمد لله سبحانه على قضائه وقدره، فهذا صحيح وفي محلّه، لكن ليس معنى ذلك استلزامه عدم إبراز الأحاسيس، وعدم حصول التشوّق والعاطفة الصادقة التي هي وليدة الانجذاب للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل ههنا عدم إظهار ذلك غير محمود، الإظهار هو نوع من الفضيلة زائدة على الصبر، لا أنّ هذا الإظهار ينافي الصبر.

وفي مصحّحة معاوية بن وهب:(كلّ الجَزع والبكاء مكروه ما خلا الجزع والبكاء لقتل الحسين (عليه السلام)) (1) .

وفي رواية علي بن أبي حمزة:(إنّ البكاء والجزع مكروه للعبد في كلّ ما جَزع، ما خلا البكاء على الحسين بن عليّ (عليه السلام) فإنّه فيه مأجور) (2) .

وفي صحيح معاوية بن وهب الآخر، المروي بعدّة طُرق عن أبي عبد الله (عليه السلام):(وارحَم تلك الأعين التي جَرت دموعها رحمةً لنا، وارحَم تلك

____________________

(1) وسائل الشيعة 14: 505 أبواب المزار - باب 66 استحباب البكاء لقتل الحسين وما أصاب أهل البيت (عليهم السلام).

(2) وسائل الشيعة 14: 507 أبواب المزار باب 66، ح13.

٣١٧

القلوب التي جَزعت واحترَقت لنا، وارحَم الصرخة التي كانت لنا) (1) .

الجَزع: بمعنى الانكسار، ولكنّه هنا ليس انكساراً، وليس بجزع بحقيقته، نعم، جزع من ظلم الأعداء وجزع من رذائل الأداء، وهذا جزع محمود وليس جزعاً مذموماً، باعتبار أنّه نوع من التشوّق الشديد لسيّد الشهداء (عليه السلام)، كما رواه الشيخ في أماليه بسنده عن عائشة، قالت: لمّا مات إبراهيم بكى النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى جَرت دموعه على لحيته، فقيل: يا رسول الله، تنهى عن البكاء وأنت تبكي؟!

فقال:(ليس هذا بكاء؛ وإنّما هذه رحمة، ومَن لا يَرحم لا يُرحم) (2) .

والسرّ في ذلك: هو أنّ أيّ فضيلة من الفضائل التي هي مربوطة بالخلق الإلهي، أو بالآداب الإلهيّة، أو بكلمات الله، كنماذج مجسّمة في المعصومين (عليهم السلام)، فعدم التفاعل الشديد معها ومع هذا الخلق ومع تلك الآداب، يُعتبر أمراً غير محمود بل مذموماً، فلابدّ من الانجذاب والتولّي والمتابعة والمودّة لهم، وهذا التشوّق ليس بالمذموم بل محمود وحسن، ليس هو من الجزع المذموم، والتشكّي ليس فيه اعتراض على الله، بل هو اعتراض واستنكار على الظلم والظالمين ونبذ للرذيلة وأصحابها، كما في جواب العقيلة (عليها السلام) حينما دخلت في الكوفة إلى مجلس عبيد الله بن زياد، وتوجّه إليها وقال: كيف رأيتِ صُنعَ الله بكِ وبأهل بيتكِ، قالت: (ما رأيتُ إلاّ جميلاً)(3) .

في حين أنّها تُبدي استنكارها من عُظم الفجيعة، وقد أحاطتها هالة من

____________________

(1) وسائل الشيعة 14: 412 أبواب المزار باب 37، ح7.

(2) وسائل الشيعة 3: 282 أبواب الدفن باب 88، ح 8.

(3) بحار الأنوار: 45: 116.

٣١٨

الحُزن والأسى.

الوجهُ الخامس: أنّ التمادي في الشعائر الحسينيّة، وفي البكاء يسبِّب طغيان حالة الانفعال والعاطفة على حالة التعقّل والتدبّر والتريّث والاقتباس من المُعطيات السامية لنهضته (عليه الصلاة والسلام)، والحالة العاطفيّة ليست حالة عقلائيّة، بل هي حالة هيجان واضطراب نفسي، وهذا خلاف ما هو الغاية والغرض من الشعائر الحسينيّة، حيث إنّ الغاية والغرض والهدف منها هو: الاتّعاظ والاعتبار من المواقف النبيلة في نهضته (عليه السلام)، والاقتباس من أنوار سيرته، وليس حصول حالة هيجان عاطفي وحماسي فقط من دون تدبّر ورَويّة.

فإذاً، سوف تطغى الحالة العاطفيّة على الحالة العقلائيّة، والحال أنّ المطلوب من الشعائر: هو التذكير بالمعاني الدينيّة والمبادئ الدينيّة، وأخذ العِبر والعِظات التي ضحّى سيّد الشهداء (عليه السلام) من أجلها، وحالة البكاء والهيجان خلاف ذلك، فبدلَ استلهام الدروس والعِبر تُستبدل بحالة عاطفيّة!

وربّما ترجع هذه الإشكالات بعضها إلى البعض الآخر، وإن اختلفت عناوينها.

وبعبارةٍ أخرى: أنّ التمادي في البكاء يُسبّب طغيان حالة الانفعال والعاطفة على حالة التعقّل والتدبّر، فالبكاء ليس فيه تفاعل إيجابي مع أغراض وغايات الشعائر الحسينيّة، وإنّه نوع من إخلاء الشعائر الحسينيّة عن محتواها وتفريغها عن مضمونها.

فالبكاء: صِرف تأثّر عاطفي من دون إدراك مضامين النهضة الحسينيّة، أو من دون إدراك أغراض وغايات وأهداف النهضة الحسينيّة.

٣١٩

الحبّ، وهل التولّي إلاّ الحبّ؟ وهل هناك مصداق للحبّ أوضح وأصدق من البكاء على مصابهم؟ والحُزن لحزنهم؟ والنفرة من أعدائهم؟ وبعبارةٍ أخرى: لو لم يكن للبكاء إلاّ هذا القدر من الفائدة لكفى، فهو نوع من المحافظة على جذور وأسس رُكني العقيدة المقدّسة الشريفة، ألا وهما التولّي لأولياء الله سبحانه والتبرّي من أعدائه وأعدائهم.

نعم، لابدّ فيه من إعطاء حقّ جانب الإدراك، مثل: لابُدّية إعطاء جانب العاطفة حقّها، دون أن يطغى أحد الجانبين على الآخر، كما يظهر من الروايات أنّ هناك دعوة إلى البكاء، كذلك هناك ورايات للتدبّر والتأسي بأفعالهم (عليهم السلام) والاقتداء بسيرتهم:(... ألا وإنّ لكلّ مأمومٍ إماماً يقتدي به، ويستضيء بنور علمه...) (1) ، هذا ضمن مضامين متواترة من الآيات والروايات، التي لا يتمّ الاقتداء والتأسّي إلاّ بعد استخلاص العِبر وتحليلها والتدبّر بها.

ومع ذلك، فإنّ البكاء بأيّ درجة كان وبأيّ شكل حصل - سواء في نثر، أو شعر، أو خطابة - لا يمكن فرضه إلاّ مع فرض تقارنه مع معلومة معيّنة ينطوي ضمنها، فهو يمتزج بنحو الإجمال مع تلك الحقائق الإدراكيّة، ولا يمكن فرض البكاء من دون حصول العِظة والعِبرة ولو بنحو الإجمال؛ لأنّنا نفرض أنّ الحالة العاطفيّة هي دوماً معلولة لجانب إدراكي.

الوجهُ السادس: البكاء في الواقع يُستخدم كسلاح ضدّ النفس، والحال أنّ ما يمتلكه الإنسان من طاقة مملوءة ومخزونة يجب أن يوجّهها ضدّ العدو، أو يوظّفها في الإثارة نحو السلوك العملي والبرنامج التطبيقي، بينما هذه الشحنة التي امتلأ

____________________

(1) شرح نهج البلاغة 16: 205.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

٣ ـ وبالاسناد عن الحسن بن علي(١) الكوفي ، عن علي بن حسانالهاشمي ، عن عبد الرحمان بن كثير مولى أبي جعفرعليه‌السلام قال : لو أنأحدكم حج دهره ثم لم يزر الحسين بن عليعليهما‌السلام لكان تاركا حقا منحقوق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لان حق الحسين فريضة من اللهعزوجل علىكل مسلم(٢) .

٤ ـ وبالاسناد قال : حدثنا جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللهالموسوي ، عن عبد الله بن نهيك ، عن محمد بن أبي عمير ، [ عن بعضأصحابنا ، عن ابن رئاب ](٣) ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : حق على الغني انيأتي قبر الحسينعليه‌السلام في السنة مرتين ، وحق على الفقير ان يأتيه في السنة

__________________

(١) في الأصل : الحسين بن علي ، وهو الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة ، عنونهالشيخ في الفهرست ، والنجاشي في رجاله ، راجع معجم الرجال ٥ : ٤١.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٢٣٨ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٢ ، عنهما البحار ١٠١ : ٣ ،الوسائل ١٤ : ٤٢٩ و ٤٤٤.

(٣) زيادة من المصادر ، وهو الصحيح ، لأنه لا يمكن رواية ابن أبي عمير عن الصادقعليه‌السلام ، هذا.

أقول : المؤلف تسامح في نقل الحديث عن كامل الزيارات ، وهذا السند للرواية السابقةعليها ، وفي الكامل كذا :

حدثنا جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله الموسوي ، عن عبد الله بن نهيك ، عن ابنأبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن زيارة قبر الحسين عليه‌السلام ،قال : في السنة مرة اني أكره الشهرة.

حدثني أبي ، عن سعد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، عن ابنرئاب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ـ الخ.

٣٤١

مرة(١)

٥ ـ وبالاسناد عن سعد ، [ عن محمد بن الحسين ، عن محمد ](٢) بنإسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن بشير الدهان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :ان الرجل ليخرج إلى قبر الحسين صلوات الله عليه فله إذا اخرج من أهلهبأول خطوة مغفرة ذنوبه ، ثم لا يزال يقدس بكل خطوة حتى يأتيه ، فإذا اتاهناجاه الله فقال : عبدي سلني أعطك ، ادعني أجبك ، اطلب مني أعطك ،سلني حاجة اقضها لك ، وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : وحق على الله ان يعطي مابذل(٣) .

الباب (٤)

ما جاء في زيادة العمر بزيارتهعليه‌السلام ونقصانه بتركها

١ ـ وبالاسناد عن محمد بن عبد الله بن جعفر ، عن الحسن بن عليابن زكريا ، عن الهيثم بن عبد الله(٤) ، عن الرضا علي بن موسى ، عن أبيه قال :

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٩٠ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٢ ، عنهما البحار١٠١ : ١٣ ، الوسائل ١٤ : ٤٣٧ و ٥٣٣.

(٢) زيادة من المصادر.

(٣) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ١١٧ ، وابن قولويه في الكامل : ٢٥٣ ، عنهما البحار١٠١ : ٢٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٢٠ و ٤٤٠.

(٤) في الأصل : هاشم بن عبد الله ، وهو هيثم بن عبد الله الرماني ، ذكره النجاشي منأصحاب الكاظم والرضاعليهما‌السلام ، راجع معجم الرجال ١٩ : ٣٢٢.

٣٤٢

قال الصادقعليه‌السلام : ان أيام زائري الحسين بن عليعليهما‌السلام لا يعد منآجالهم(١) .

٢ ـ وبالاسناد عن محمد بن عبد الله بن جعفر ، عن أبيه ، عن محمدابن عبد الحميد ، عن سيف بن عميرة ، عن منصور بن حازم قال : سمعناهيقول : من اتى عليه حول ولم يأت قبر الحسينعليه‌السلام نقص الله من عمرهحولا ، ولو قلت إن أحدكم ليموت قبل اجله بثلاثين سنة لكنت صادقا ،وذلك انكم تتركون زيارته ، فلا تتركوها يمد الله في أعماركم ويزيد فيأرزاقكم ، فإذا تركتم زيارته نقص الله من أعماركم وارزاقكم ، فتنافسوا فيزيارته ولا تدعوا ذلك ، فان الحسين بن عليعليهما‌السلام شاهد لكم عند اللهوعند رسوله وعند علي وفاطمةعليهم‌السلام (٢) .

الباب (٥)

تفريج الكروب وتمحيص الذنوب بزيارتهعليه‌السلام

١ ـ [ حكيم بن محمد ، عن سلمة بن الخطاب ، عن إبراهيم بن محمد ،عن علي بن المعلى ، عن إسحاق بن يزداد قال : اتى رجل أبا عبد اللهعليه‌السلام

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٢٥٩ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٣٦ ، عنهما البحار١٠١ : ٤٧ ، الوسائل ١٤ : ٤١٤.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٢٨٥ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٣ ، عنهما البحار١٠١ : ٤٧ ، الوسائل ١٤ : ٤٣٠.

٣٤٣

فقال : اني قد ضربت على كل ](١) شئ لي ذهبا وفضة وبعت ضياعيفقلت : انزل مكة ، فقال : لا تفعل فان أهل مكة يكفرون بالله جهرة ، فقلت :ففي حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : هم شر منهم ، قلت : فأين انزل ، قال :عليك بالعراق الكوفة فان البركة منها على اثني عشر ميلا ، هكذا وهكذا ،والى جانبها قبر ما اتاه مكروب قط ولا ملهوف الا فرج الله عنه(٢) .

٢ ـ وبالاسناد قال : حدثني جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللهالموسوي ، عن عبيد الله(٣) بن نهيك ، عن ابن أبي عمير ، عن هاشم بنالحكم ، عن فضيل بن يسار قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ان إلى جانبكملقبرا ما اتاه مكروب الا نفس الله كربته وقضى حاجته ، يعني قبر الحسينابن عليعليهما‌السلام (٤) .

٣ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبي وعلي بن الحسين ومحمد بنالحسنرحمهم‌الله ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن حمدان بن سليمانالنيسابوري ، عن عبد الله بن محمد اليماني ، عن منيع بن الحجاج ، عنيونس بن عبد الرحمان ، عن قدامة بن مالك ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : منزار الحسين بن عليعليهما‌السلام لا أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة محصت

__________________

(١) سقط من النسخة ، والزيادة من الكامل.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٢٧٣ ، عنه البحار ١٠١ : ٤٠٤.

(٣) عبد الله ( خ ل ) ، ذكره الشيخ في الفهرست ، الرقم : ٤٤٨ بعنوان عبد الله ، وفي رجاله: ٤٣٠ ، الرقم : ٦١٧٦ بعنوان عبيد الله ، والظاهر أنهما واحد ، راجع معجم الرجال ١٠ : ١٠٨.

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٢٨٦ ، عنه البحار ١٠١ : ٤٥.

٣٤٤

عنه ذنوبه كما يمضمض(١) الثوب في الماء ، فلا يبقى عليه دنس ، ويكتب لهبكل خطوة حجة ، وكلما رفع قدمه عمرة(٢) .

٤ ـ وبالاسناد عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن بعض رجاله ، عنأبي عبد اللهعليه‌السلام قال : ان زائر الحسين صلوات الله عليه تجعل ذنوبهجسرا على باب داره ثم يعبرها ، كما يخلف أحدكم الجسر وراءه إذاعبر(٣) .

الباب (٦)

فضل زيارتهعليه‌السلام في أول يوم من رجب والنصف من رجب

١ ـ وبالاسناد عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ، عن أبيه(٤) ،عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بنإسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عن بشير الدهان ، عن جعفر بنمحمدعليهما‌السلام قال : من زار الحسين بن عليعليهما‌السلام أول يوم من رجب غفر

__________________

(١) المضمضة : غسل الإناء وغيره.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٢٧٣ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٤ ، عنهما البحار١٠١ : ١٩.

(٣) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ١١٦ ، الفقيه ٢ : ٣٤٧ ، وابن قولويه في الكامل : ٢٨٦ ،عنهم البحار ١٠١ : ٢٦ ، الوسائل ١٤ : ٤١٧.

(٤) في الأصل : ابنه ، وتصحيفه واضح.

٣٤٥

الله له البتة(١)

٢ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبو علي محمد بن همام ، عنأبي عبد الله جعفر بن محمد بن مالك ، عن الحسن بن محمد الابزاري ، عنالحسن بن محبوب ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال : سألتأبا الحسن الرضاعليه‌السلام في اي شهر نزور الحسينعليه‌السلام ، قال : في النصفمن رجب والنصف من شعبان(٢) .

الباب (٧)

فضل زيارة النصف من شعبان وليلة الفطر وليلة الأضحى

١ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبيرحمه‌الله ، عن سعد بن عبد الله ،عن الحسن بن علي الزيتوني ، عن أحمد بن هلال ، عن محمد بن أبي عمير ،عن حماد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : من أحب انيصافحه مائة الف نبي [ وأربعة ](٣) وعشرون الف نبي فليزر قبر الحسين بنعليعليهما‌السلام في النصف من شعبان ، فان أرواح النبيينعليهم‌السلام تستأذن الله عز

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٢٠ و ٣٣٩ ، والمفيد في مسار الشيعة : ٧٠ ، والشيخ فيالتهذيب ٦ : ٤٨ والمصباح : ٧٣٧ ، عنهم البحار ١٠١ : ٨٩ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٥.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٣٩ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٨ والمصباح : ٧٤٣ ،والسيد في الاقبال ٣ : ٢١٨ ، عنهم البحار ١٠١ : ٩٦ و ٩٧ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٦.

رواه في البحار ١٠١ : ٩٧ عن كتاب الزيارات والفضائل لمحمد بن داود القمي.

(٣) زيادة من بعض المصادر.

٣٤٦

وجل في زيارته ، فيؤذن لهم(١)

٢ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبو القاسم ، عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ،عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إذا كان ليلة النصف من شعبان نادى مناد من الأفق الاعلى : زائريالحسين ارجعوا مغفورا لكم ، ثوابكم على ربكم ومحمد نبيكم(٢) .

٣ ـ وقال الصادقعليه‌السلام (٣) : زائر الحسين بن علي صلوات الله عليهفي النصف من شعبان تغفر له ذنوبه ، ولا تكتب عليه سيئة في سنته حتىيحول عليه الحول ، فان زاره في السنة المقبلة غفر له ذنوبه(٤) .

٤ ـ وقال الصادقعليه‌السلام : من زار أبا عبد اللهعليه‌السلام ثلاث سنينمتواليات [ لافصل فيها ](٥) في النصف من شعبان غفر له ذنوبه(٦) .

٥ ـ وبالاسناد عن جماعة مشايخه ، عن محمد بن يحيى العطار ،

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٣٣ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٨ والمصباح : ٧٦١ ، عنهمالبحار ١٠١ : ٩٣ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٧.

(٢) رواه الكليني في الكافي ٤ : ٥٨٩ ، والصدوق في الفقيه ٢ : ٣٤٨ ، وابن قولويه في الكامل: ٣٣٤ ، والمفيد في مسار الشيعة : ٧٤ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٩ والمصباح : ٧٦١ ، عنهم البحار١٠١ : ٩٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٨.

(٣) كذا ، وفي المصادر : أبي جعفرعليه‌السلام .

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٣٤ ، والشيخ في أماليه ١ : ٤٦ ، مصباح المتهجد : ٧٦١ ،عنهم البحار ١٠١ : ٩٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٨.

(٥) من المصادر.

(٦) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٣٥ ، والشيخ في المصباح : ٧٦١ ، عنهما البحار١٠١ : ٩٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٨.

٣٤٧

عن الحسين بن أبي سيار المدائني ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عميرعن عبد الرحمان بن الحجاج قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : من زار قبرالحسين بن علي صلوات الله عليه ليلة من ثلاث غفر له من ذنبه ما تقدموما تأخر ، قال : قلت : اي الليالي ، قال : ليلة الفطر وليلة الأضحى وليلةالنصف من شعبان(١) .

الباب (٨)

فضل زيارتهعليه‌السلام يوم عرفة

١ ـ وبالاسناد قال : حدثني محمد بن عبد المؤمن ، عن محمد بنيحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن أحمد بن محمد الكوفي ، عن محمد بنجعفر بن إسماعيل ، عن محمد بن عبد الله بن مهران(٢) ، عن محمد بن سنان ،عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :

من زار قبر الحسينعليه‌السلام يوم عرفة كتب الله له الف الف حجة معالقائم ، والف الف عمرة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعتق الف الف نسمة ،وحملان الف الف فرس في سبيل الله ، وسماه اللهعزوجل : عبديالصديق امن بوعدي ، وقالت الملائكة : فلان صديق زكاه الله من فوق

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٣٤ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٩ ، عنهما البحار ١٠١ : ٨٩و ٩٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٥.

(٢) لا يوجد : ( محمد بن عبد الله بن مهران ) في التهذيب والوسائل.

٣٤٨

عرشه وسمي في الأرض كروبا(١) (٢)

٢ ـ وبالاسناد عن سعد ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ،عن أبي إسماعيل القماط ، عن بشار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : من كانمعسرا فلم يتهيأ له حجة الاسلام فليأت قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام وليعرفعنده ، فذلك يجزيه عن حجة الاسلام ، اما اني لا أقول يجزي ذلك منحجة الاسلام الا لمعسر ، فاما الموسر إذا كان قد حج حجة الاسلام فأرادان يتنفل بالحج والعمرة فمنعه من ذلك شغل دنيا أو عائق فأتى قبرالحسينعليه‌السلام في يوم عرفة أجزأه ذلك من أداء حجته وعمرته ،وضاعف الله له ذلك اضعافا مضاعفة ، قلت : كم تعدل حجة وكم تعدلعمرة ، قال : لا يحصى ذلك ، قلت : مائة ، قال : ومن يحصي ذلك ، قلت :الف ، قال : وأكثر من ذلك ، ثم قال :( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) (٣)

٣ ـ وروى إسماعيل بن ميثم التمار ، عن الباقرعليه‌السلام قال : من باتليلة عرفة بأرض كربلاء وأقام فيها حتى يعيد وينصرف ، وقاه الله شرسنته(٤) .

__________________

(١) كروبيا ( خ ل ) ، الكروبيون ـ بالتخفيف ـ سادة الملائكة.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٢٠ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٩ والمصباح : ٦٥٨ ،والكفعمي في مصباحه : ٥٠١ ، عنهم البحار ١٠١ : ٨٨ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٠.

(٣) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٢٢ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٥٠ ، عنهما البحار١٠١ : ٨٩ ، الوسائل ١٤ : ٤٦١ ، والآية في إبراهيم : ٣٤.

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٥٢ ، والشيخ في المصباح : ٦٥٩ ، عنهما البحار١٠١ : ٩٠ ، الوسائل ١٤ : ٤٦٤.

٣٤٩

٤ ـ وروي بشير الدهان قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : لم أحج عامأول ولكن عرفت عند قبر الحسين بن علي صلوات الله عليه ، فقال : يابشير من زار قبر الحسينعليه‌السلام يوم عرفة كانت له الف حجة مبرورة والفغزوة مع نبي مرسل أو امام عادل ، قال : قلت : جعلت فداك ما كنت أرىان هاهنا ثوابا مثل ثواب الموقف ، قال : فغضب إلي مغضبا وقال : يا بشيرمن اغتسل في الفرات ثم مشى إلى قبر الحسينعليه‌السلام كانت له بكل خطوةحجة مبرورة مع مناسكها(١) .

الباب (٩)

فضل الجمع بين زيارة النصف من شعبان وليلة الفطر وليلة عرفة

في سنة واحدة

وبالاسناد عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عنمحمد بن خالد البرقي ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ،عن يونس بن ظبيان ، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام :

من زار الحسين بن علي صلوات الله عليه ليلة النصف من شعبانوليلة الفطر وليلة عرفة في سنة واحدة ، كتب الله له الف حجة مبرورة ،

__________________

(١) رواه الكليني في الكافي ٤ : ٥٨٠ ، والصدوق في الفقيه ٢ : ٣٤٦ ، ثواب الأعمال : ١١٥ ،الأمالي : ١٢٣ ، وابن قولويه في الكامل : ٣١٦ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٥٠ والمصباح : ٦٥٧والأمالي ١ : ٢٠٤ ، والكفعمي في مصباحه : ٥٠١ ، عنهم البحار ١٠١ : ٨٥ و ٩٠ ، الوسائل١٤ : ٤٦١.

٣٥٠

والف عمرة متقبلة ، وقضيت له الف حاجة من حوائج الدنيا والآخرة(١)

الباب (١٠)

فضل زيارة يوم عاشوراء

١ ـ وبالاسناد قال : حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ،عن أبيه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن زيد الشحام ، عنأبي عبد اللهعليه‌السلام قال : من زار قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام عارفا بحقه كان كمنزار اللهعزوجل في عرشه(٢) .

٢ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبي وأخي وجماعة مشايخي رحمهمالله ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن علي المدائني ، قال : اخبرنيمحمد بن سعيد البلخي ، [ عن قبيصة ](٣) ، عن جابر الجعفي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : من بات عند قبر الحسينعليه‌السلام ليلة عاشوراء لقى الله يوم القيامةملطخا بدمه كأنما قتل معه في عرصته(٤) .

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٣٤ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٥١ ، عنهما البحار ١٠١ : ٩٠و ٩٥ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٥.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٢٧ ، والمفيد في مسار الشيعة : ٦١ ، والشيخ في التهذيب٦ : ٥١ والمصباح : ٧١٣ ، عنهم البحار ١٠١ : ١٠٥ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٦.

(٣) من المصادر ، وفيها : البجلي. بدل البلخي

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٢٤ ، والمفيد في مسار الشيعة : ٢٠ ، والشيخ في مصباحالمتهجد : ٧١٣ ، عنهما البحار ١٠١ : ١٠٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٧.

٣٥١

٣ ـ وقال : من زار الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء وبات عنده كان كمناستشهد بين يديه(١) .

٤ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبو علي بن همام ، عن جعفر بن محمدابن مالك الفزاري ، عن أحمد بن علي بن عبيد الله الجعفي ، [ عن الحسين بنسليمان ](٢) ، عن الحسن بن راشد(٣) ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عنأبي عبد اللهعليه‌السلام قال : من زار الحسين يوم عاشوراء وجبت له الجنة(٤) .

الباب (١١)

فضل زيارتهعليه‌السلام في الأربعين وفي ليلة القدر وفي كل شهر

وان من ترك زيارته من غير عذر كان منتقص الايمان ، منتقص الدين

١ ـ وبالاسناد عن أبي هاشم الجعفري ، عن أبي محمد الحسن بنعلي العسكريعليه‌السلام أنه قال : علامات المؤمن خمس : صلاة إحدىوخمسين ، وزيارة الأربعين ، والتختم في اليمين ، وتعفير الجبين ،

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٢٤ ، والمفيد في مسار الشيعة : ٢٠ ، والشيخ في مصباحالمتهجد : ٧١٣ ، عنهما البحار ١٠١ : ١٠٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٧.

(٢) من المصادر.

(٣) في المصادر : الحسين بن راشد ، والظاهر أن ما في المتن هو الأصح ، لأنه لا يوجدرجل باسم الحسين بن راشد ، راجع معجم الرجال ٤ : ٣٢٠.

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٢٤ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٥١ ، ومصباح المتهجد: ٧١٣ ، عنهما البحار ١٠١ : ١٠٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٦.

٣٥٢

والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم(١)

٢ ـ وبالاسناد عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :إذا كان ليلة القدر وفيها يفرق كل أمر حكيم ، نادى مناد تلك الليلة منبطنان العرش : ان الله تعالى قد غفر لمن أتى قبر الحسينعليه‌السلام في هذهالليلة(٢) .

٣ ـ وبالاسناد عن أحمد بن إدريس ، عن صندل ، عن داود بن فرقد ،قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما لمن زار قبر الحسينعليه‌السلام في كل شهر منالثواب ، قال : له من الثواب مثل ثواب مائة الف شهيد من شهداء بدر(٣) .

٤ ـ وبالاسناد قال : حدثني الحسن بن عبد الله(٤) ، عن أبيه ، عنالحسن بن محبوب ، عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن مسلم ، عنأبي جعفرعليه‌السلام قال : من لم يأت قبر الحسينعليه‌السلام من شيعتنا كان منتقص

__________________

(١) رواه المفيد في مزاره : ٦١ ، وابن قولويه في الكامل : ٣٢٥ ، والشيخ في مصباحالمتهجد : ٧٣٠ ، التهذيب ٦ : ٥٢ ، عنهما البحار ١٠١ : ١٠٦ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٨ ، ذكره السيد ابنطاووس في الاقبال ٣ : ١٠٠ ، مصباح الزائر : ٣٤٧ ، والكفعمي في مصباحه : ٤٨٩.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٤١ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٩ ، عنهما البحار١٠١ : ٩٧ ، الوسائل ١٤ : ٤٧٢.

(٣) عنه البحار ١٠١ : ١٧ ، رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٤٠ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٥٢ ،عنهما البحار ١٠١ : ٣٧ ، الوسائل ١٤ : ٤٣٨.

(٤) في الكامل والوسائل : حسن بن عبد الله عن محمد بن عيسى ، وما في المتن هوالأصح ، لأنه الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى ، راجع معجم الرجال ٤ : ٣٧٦.

٣٥٣

الايمان منتقص الدين(١)

٥ ـ وبالاسناد عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسنالصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم(٢) ، عنأبي المغرا ، عن عنبسة بن مصعب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : من لم يأتقبر الحسين صلوات الله عليه حتى يموت كان منتقص الايمان منتقصالدين ، وان ادخل الجنة كان دون المؤمنين فيها(٣) .

الباب (١٢)

فضل الصلاة في مشهد الحسين بن علي صلوات الله عليه وحد حرمه

واتمام الصلاة عنده ، وثواب من أكثر الصلاة عنده

١ ـ وبالاسناد قال : حدثني جعفر بن محمد بن إبراهيم ، عن عبد اللهابن نهيك ، عن ابن أبي عمير ، عن رجل ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : قاللرجل : يا فلان ما يمنعك إذا عرضت لك حاجة ان تأتي قبر الحسينصلوات الله عليه فتصلي عنده أربع ركعات ثم تسأل حاجتك ، فان

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٥٦ ، عنه البحار ١٠١ : ٤ ، الوسائل ١٤ : ٤٣١.

(٢) في الأصل : علي بن الحسن ، ما أثبتناه هو الصحيح ، لان الراوي عن أحمد بن محمدابن عيسى هو علي بن الحكم بن الزبير ، عنونه الشيخ في رجاله : ٣٦١ و ٣٧٦ ، الأرقام : ٥٣٤٤و ٥٥٧٢ في أصحاب الرضا والجوادعليهما‌السلام .

(٣) رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٥٦ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٤ ، عنهما البحار ١٠١ : ٤ ،الوسائل ١٤ : ٤٣٠.

٣٥٤

الصلاة الفريضة عنده تعدل حجة ، والصلاة النافلة عنده تعدل عمرة(١)

٢ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبي وجماعة مشايخيرحمهم‌الله ،عن سعد بن عبد الله ، عن أبي عبد الله الجاموراني(٢) الرازي ، عن الحسن بنعلي بن أبي حمزة ، عن الحسن بن محمد بن عبد الكريم أبي علي(٣) ، عنالمفضل بن عمر ، قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام في حديث طويل في زيارةالحسينعليه‌السلام : ثم تمضي يا مفضل إلى صلاتك ، فلك بكل ركعة ركعتهاعنده كثواب من حج الف حجة واعتمر الف عمرة واعتق الف رقبة ،وكأنما وقف في سبيل الله الف مرة مع نبي مرسل ـ وذكر الحديث(٤) .

٣ ـ وبالاسناد قال : حدثني علي بن الحسين(٥) رحمه‌الله ، عنمحمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد ، قال : وحدثني محمد بن

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٣٣ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٧٣ ، عنهما البحار١٠١ : ٨٢ ، الوسائل ١٤ : ٥١٨.

(٢) في الأصل : سعد بن عبد الله الجاموراني ، ما أثبتناه هو الصحيح ، لأنه أبو عبد اللهالجاموراني ، عنونه الشيخ في الفهرست ، الرقم : ٨٤٧ ، وفي رجاله : ٤٥١ و ٤٥٢ ، الأرقام :٦٤١٢ و ٦٤٣٦.

(٣) في الأصل : الحسين بن محمد عن عبد الكريم بن علي ، ما أثبتناه هو الأصح ، لتكررهفي الكامل.

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٣٣ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٧٣ ، عنهما البحار١٠١ : ٨٢ ، الوسائل ١٤ : ٥١٨.

(٥) في الأصل : علي بن الحسن ، وهو علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، راجعمعجم الرجال ١١ : ٣٦٨.

٣٥٥

الحسين بن مت(١) الجوهري ، عن محمد بن أحمد ، عن هارون بن مسلمعن أبي علي الحراني ، قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما لمن زار الحسينصلوات الله عليه ، قال : من اتاه وزاره وصلى عنده ركعتين أو أربع ركعاتكتبت له حجة وعمرة(٢) .

٤ ـ وبالاسناد قال : حدثني الحسن بن عبد الله ، عن أبيه ، عن الحسنابن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن شعيب العقرقوفي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : قلت له : من اتى قبر الحسينعليه‌السلام ما له من الثواب والاجرجعلت فداك ، قال : يا شعيب ما صلى عنده أحد الا قبلها الله منه ، ولا دعاأحد عنده دعوة الا استجيبت له عاجلة(٣) ، فقلت : جعلت فداك زدني فيه ،فقال : يا شعيب أيسر ما يقال لزائر الحسين بن عليعليه‌السلام : قد غفر الله لكيا عبد الله فاستأنف العمل عملا جديدا(٤) .

٥ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبي وأخي وعلي بن الحسين رحمهمالله ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن

__________________

(١) في الأصل : بنت ، ما أثبتناه هو الأصح ، راجع معجم الرجال ١٦ : ١٨.

(٢) عنه البحار ١٠١ : ٨٣ ، رواه مع اختلاف ابن قولويه في الكامل : ٤٣٣ ، والمفيد فيالمقنعة : ٧٤ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٧٩ ، والسيد في مصباح الزائر : ١٤٩ ، عنهم البحار ١٠٠ :١٢٠ و ١٠١ : ٨٣ ، الوسائل ١٤ : ٣٣٠ و ٥٢٠.

(٣) في المصدر زيادة : وآجلة.

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٣٥ ، عنه البحار ١٠١ : ٨٣.

٣٥٦

سعيد ، [ عن محمد بن سنان ](١) عن عبد الملك القمي ، عن إسماعيل بنجابر ، عن عبد الحميد خادم إسماعيل بن جعفر ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :تمم الصلاة في أربعة مواطن : في المسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجدالكوفة وحرم الحسينعليه‌السلام (٢) .

٦ ـ وبالاسناد قال : حدثني محمد بن همام بن سهيل ، عن جعفر بنمحمد بن مالك الفزاري ، قال : حدثنا محمد بن حمدان المدائني ، عنزياد القندي قال : قال أبو الحسنعليه‌السلام : أحب لك ما أحب لنفسي وأكره لكما أكره لنفسي ، تمم الصلاة في الحرمين وبالكوفة وعند قبر الحسينعليه‌السلام (٣) .

٧ ـ وبالاسناد قال : حدثني محمد بن يعقوب وجماعة مشايخيرحمهم‌الله ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن الحسين ، عنمحمد بن سنان ، عن حذيفة بن منصور ، قال : حدثني من سمع أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : تمم الصلاة في المسجد الحرام ومسجد النبي ومسجدالكوفة وحرم الحسينعليه‌السلام (٤) .

__________________

(١) زيادة من المصادر.

(٢) عنه البحار ١٠١ : ٨٣ ، رواه الكليني في الكافي ٤ : ٥٨٧ ، وابن قولويه في الكامل : ٤٣٠ ،والشيخ في التهذيب ٥ : ٤٣١ والاستبصار ٢ : ٣٣٥ والمصباح : ٦٧٤ ، عنهم الوسائل ٨ : ٥٢٨.

(٣) عنه البحار ١٠١ : ٨٤ ، رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٣٣ ، والشيخ في التهذيب ٥ : ٤٣٠والاستبصار ٢ : ٣٣٥ والمصباح : ٦٧٤ ، عنهم الوسائل ٨ : ٥٢٧.

(٤) رواه الكليني في الكافي ٤ : ٥٨٦ ، وابن قولويه في الكامل : ٤٣٣ ، والشيخ في التهذيب٥ : ٤٣١ والاستبصار ٢ : ٣٣٥ والمصباح : ٦٧٤ ، عنهم الوسائل ٨ : ٥٣٠.

٣٥٧

٨ ـ وبالاسناد قال : اخبرني علي بن حاتم القزويني ، قال ، حدثنامحمد بن أبي عبد الله(١) الأسدي ، قال : حدثني القاسم بن الربيع الصحاف ،عن عمرو بن عثمان ، عن عمرو بن مرزوق ، قال : سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن الصلاة في الحرمين وفي الكوفة وعند قبر الحسينعليه‌السلام ، فقال : أتمالصلاة فيها(٢) .

٩ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبي ومحمد بن الحسنرحمهما‌الله ،عن الحسن بن متيل ، عن سهل بن زياد الادمي ، عن محمد بن عبد الله ، عنصالح بن عقبة ، عن أبي شبل قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أزور قبرالحسينعليه‌السلام ، قال : زر الطيب وأتم الصلاة عنده ، قلت : أتم الصلاةعنده ، قال : أتم ، قلت : فان بعض أصحابنا يرى التقصير ، قال : إنما يفعلذلك للضعفة(٣) .

١٠ ـ وبالاسناد قال : حدثني حكيم بن داودرحمه‌الله ، عن سلمةابن الخطاب ، عن منصور بن العباس يرفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :حريم قبر الحسينعليه‌السلام خمسة فراسخ من أربعة جوانب القبر(٤) .

__________________

(١) في الأصل : أحمد بن أبي عبد الله ، هو محمد بن أبي عبد الله جعفر الأسدي ، عنونهالشيخ في الفهرست ، الرقم : ٦٠ ، وفي رجاله : ٤٣٩ ، الرقم : ٦٢٧٨.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٣٣ ، وفيه : ( فيهم ) ، عنه الوسائل ٨ : ٥٣٢.

(٣) عنه البحار ١٠١ : ٨٤ ، رواه الكليني في الكافي ٤ : ٥٧٨ ، وابن قولويه في الكامل : ٤٢٩ ،والشيخ في التهذيب ٥ : ٤٣١ والاستبصار ٢ : ٣٣٥ ، عنهم الوسائل ٨ : ٥٢٧.

(٤) رواه الصدوق في الفقيه ٢ : ٣٤٦ ، وابن قولويه في الكامل : ٤٥٦ ، والشيخ في التهذيب٦ : ٧١ ، عنهم البحار ١٠١ : ١١١ ، الوسائل ١٤ : ٥١٠.

٣٥٨

١١ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبيرحمه‌الله وجماعة مشايخيعن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن محمد بنإسماعيل البصري ، عن زرارة(١) ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : حريم قبرالحسينعليه‌السلام فرسخ في فرسخ من أربعة جوانب القبر(٢) .

١٢ ـ وبالاسناد قال : حدثني محمد بن جعفر الرزاز ، عن محمد بنالحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن إسحاق بن عمار ،قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : ان لموضع قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام حرمة معروفة ، من عرفها واستجار بها أجير ، قلت : فصف لي موضعهاجعلت فداءك ، قال :

امسح من موضع قبره اليوم خمسة وعشرين ذراعا من ناحيةرجليه ، وخمسة وعشرين ذراعا مما يلي وجهه ، وخمسة وعشرينذراعا من ناحية رأسه ، وموضع قبره من يوم دفن روضة من رياض الجنة ،ومنه معراج يعرج فيه بأعمال زواره إلى السماء ، فليس ملك فيالسماوات ولا في الأرض الا وهم يسألون اللهعزوجل في زيارة قبر

__________________

(١) كذا ، وفي المصادر : ( عمن رواه ).

ويؤيده رواية أخرى عنه في الكامل : ٢٧٥ ، وفيه أيضا : ( عن بعض رجاله ) ، ولا يوجدرواية أخرى عنه.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٥٦ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٧١ ، عنهم البحار١٠١ : ١١١ ، الوسائل ١٤ : ٥١٠.

٣٥٩

الحسينعليه‌السلام ، ففوج ينزل وفوج يعرج(١)

١٣ ـ وروى عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سمعتهيقول : قبر الحسينعليه‌السلام عشرون ذراعا في عشرين ذراعا مكسرا روضةمن رياض الجنة(٢) .

١٤ ـ وقالعليه‌السلام : موضع قبر الحسين صلوات الله عليه ترعة منترع الجنة(٣) .

وكان أقصى الحرم على الحديث الأول خمسة فراسخ وأدناه منالمشهد فرسخ ، وأشرف الفرسخ خمس وعشرون ذراعا ، وأشرفالخمس والعشرين ذراعا [ عشرون ذراعا ، وأشرف العشرين ](٤) ماشرفت به ، وهو الجدث نفسه ، وشرف الجدث الحال فيه صلوات اللهعليه

__________________

(١) رواه الكليني في الكافي ٤ : ٥٨٨ ، والصدوق في ثواب الأعمال : ١١٩ ، وابن قولويهفي الكامل : ٤٥٧ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٧١ ، مصباح المتهجد : ٥٠٩ ، عنهم البحار ١٠١ : ١١٠ ،الوسائل ١٤ : ٥١١ ، المصباح للكفعمي : ٥٠٨.

ذكر عجزه الصدوق في ثواب الأعمال : ١٢١ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٤٦ ، عنهما الوسائل١٤ : ٤١٤.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٥٥ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٧٢ ، عنهم البحار١٠١ : ١١١ ، الوسائل ١٤ : ٥١٢.

(٣) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ٨٥ ، وابن قولويه في الكامل : ٤٥٠ ، عنهما البحار١٠١ : ١١٠.

(٤) العبارة منقولة عن التهذيب ٦ : ٧٢ ، والمصباح : ٥٠٩ ، والزيادة منهما.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702