المزار الكبير

المزار الكبير8%

المزار الكبير مؤلف:
المحقق: جواد القيّومي الإصفهاني
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
ISBN: 964-92002-0-7
الصفحات: 702

المزار الكبير
  • البداية
  • السابق
  • 702 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 187326 / تحميل: 6365
الحجم الحجم الحجم
المزار الكبير

المزار الكبير

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٩٢٠٠٢-٠-٧
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

التسامع في أدلة السنن، فلابد من الإتيان بها برجاء المطلوبية لابقصد الورود، وكذا الحال في المكروهات.

مستحبّات الإحرام

يستحبّ في الإحرام أمور:

١ - تنظيف الجسد، وتقليم الأظفار، وأخذ الشارب، وإزالة الشعر من الإبطين والعانة، كلّ ذلك قبل الإحرام.

٢ - تسريح شعر الرأس واللّحية من أوّل ذي القعدة لمن أراد الحجّ، وقبل شهر واحد لمن أراد العمرة المفردة.

وقال بعض الفقهاء بوجوب ذلك، وهذا القول وإن كان ضعيفاً إلاّ أنّه أحوط.

٣ - الغسل للإحرام في الميقات، ويصحّ من الحائض والنفساء أيضاً على الأظهر، وإذا خاف عوز الماء في الميقات قدّمه عليه، فإن وجد الماء في الميقات أعاده، وإذا اغتسل ثمّ أحدث بالأصغر أو أكل أو لبس ما يحرم أعاد غسله، ويجزىء الغسل نهاراً إلى آخر اللّيلة الآتية، ويجزىء الغسل ليلاً إلى آخر النهار الآتي.

٤ - أن يدعو عند الغسل على ما ذكره الصدوق «ره» ويقول:

« بسم الله وبالله، اللّهُمّ اجْعَلْهُ لِي نُوراً وَطَهوراً وَحِرزاً وَأمْناً مِنْ كُلِّ

٣٨١

خَوفٍ، وشِفاءً مِن كُلِّ داءٍ وَسُقم، اللّهمَّ طَهِّرْني وَطهِّرْ قَلْبِي وَاشْرَحْ لِي صَدْري، وَأجْرِ عَلى لِسانِي مَحَبَّتَك وَمِدْحَتَكَ وَالثَّنَاءَ عَلَيْكَ، فَإنَّهُ لا قُوَّةَ لِي إلاّ بِكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ أنّ قِوامَ دينِي التسلِيمُ لَكَ، والاتِّبَاعُ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ ».

٥ - أن يدعو عند لبس ثوبيّ الإحرام ويقول:

« الحَمْدُ لله الَّذي رَزَقَنِي ما أُواري بِه عَوْرَتي، وأُؤدِّي فيه فَرْضي، وَأعبُدُ فيه رَبِّي، وانتَهي فيه إلى ما أمَرَني، الحَمْدُ لله الذي قَصَدْتُهُ فَبَلَّغَني، وأَرَدْتُهُ فأعانني وَقبِلَني وَلَمْ يَقطَعْ بي، وَوَجْهَهُ أردتُ فَسَلَّمَني، فهو حِصْني وَكَهْفي وحِرزي، وَظَهري وَمَلاذي، ورجائي وَمَنْجاي وذُخْري وَعُدَّتي في شِدَّتي ورخائي ».

٦ - أن يكون ثوباه للإحرام من القطن.

٧ - أن يكون إحرامه بعد فريضة الظهر، فإن لم يتمكّن فبعد فريضة أخرى، وإلاّ فبعد ركعتين أو ستّ ركعات من النوافل، والستّ أفضل، يقرأ في الركعة الأولى الفاتحة وسورة التوحيد، وفي الثانية الفاتحة وسورة الجحد، فإذا فرغ حمد الله وأثنى عليه، وصلّى على النبيِّ وآله ثمّ يقول:

« اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ أنْ تَجْعَلَني مِمَّن اسْتَجابَ لَكَ وَآمَنَ بِوَعْدكَ، وَاتَّبَعَ أمْرَكَ فَإنِّي عَبْدُكَ وَفي قَبْضَتِك، لا أُوْقى إلاّ ما وَقَيْتَ، وَلا آخُذُ إلاّ ما أعْطَيْتَ، وَقَدْ ذَكرْتَ الحجَّ، فأسألُكَ أن تَعْزمَ لِي عَلَيْه عَلى كِتابِكَ وَسُنَّة نَبِيِّكَصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَتُقَوِّيَني عَلى مَا ضَعُفتُ عَنْهُ،

٣٨٢

وَتُسلِّمَ مِنِّي مَنَاسِكي، في يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ، وَاجْعَلْني مِن وَفْدكَ الَّذينَ رَضيتَ وَارتَضيْتَ وَسَمَّيْتَ وَكَتَبْتَ.

اللّهُمَّ إنِّي خَرَجتُ مِن شُقّةٍ بَعيدَةٍ وانفَقْتُ مَالِي ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ، اللّهُمَّ فَتَمِّمْ لِي حَجّي وَعُمْرَتي، اللّهُمَّ إنِّي أُريدُ التمتُّع بِالعُمْرَة إلى الحَجّ عَلى كِتابِكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَصلى‌الله‌عليه‌وآله وَسلّم، فإنْ عَرَضَ لِي عَارضٌ يَحْبسنُي، فحُلَّني حيثُ حَبَسْتَني لِقَدَرِكَ الَّذي قَدَّرْتَ عليَّ، اللّهُمَّ إن لَمْ تَكُنْ حَجَّةٌ فَعْمرةٌ.

أحْرَمَ لَكَ شعري وَبَشَري، ولَحْمي ودَمي، وعِظامي ومُخّي وعَصَبي، من النِّساء والثِّياب وَالطِّيب، أبتغي بذلك وجْهَكَ والدّارَ الآخرة ».

٨ - التلفّظ بنية الإحرام مقارناً للتلبية.

٩ - رفع الصوت بالتلبية للرجال.

١٠ - أن يقول في تلبيته:

« لَبَّيْكَ ذا المعارج لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ داعِياً إلى دار السَّلام لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ غَفّارَ الذُّنُوب لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ أهلُ التلبية لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ ذا الجلال والإكرام لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ تُبْدىَُ والمعادُ إليكَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ تَستغني ويُفْتَقرُ إليكَ لَبَّيْكَ.

لَبَّيْكَ مَرهوباً وَمرغُوباً إليك لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ إلهَ الحقِّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ ذا النَّعُماء والفَضْل الحَسن الجَميل لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ كشّافَ الكُرَب العظام لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ عبدُكَ وابنُ عبدَيْكَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ يا كريمُ لَبَّيْكَ ».

٣٨٣

ثمّ يقول:

« لَبَّيْكَ أتقرَّبُ إليكَ بمحمّدٍ وآل محمّدٍ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ بحجّة أو عُمرةٍ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وهذه عُمْرةُ متعة إلى الحجّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ تلبيةً تمامُها وبلاغُها عَليكَ ».

١١ - تكرار التلبية حال الإحرام، عند الاستيقاظ من النوم، وبعد كلّ صلاة، وعند كل ركوب ونزول كلّ علوّ أكمه أو هبوط واد منها، وعند ملاقاة الراكب، وفي الأسحار يستحبّ إكثارها ولو كان المحرم جنباً أو حائضاً، ولا يقطعها في عمرة التمتّع إلى أن يشاهد بيوت مكّة القديمة، وفي حجّ التمتّع إلى زوال يوم عرفة، كما تقدم في المسألة ٥١.

مكروهات الإحرام

يكره في الإحرام أمور:

١ - الإحرام في ثوب أسود، بل الأحوط ترك ذلك، والأفضل الإحرام في ثوب أبيض.

٢ - النوم على الفراش الأصفر، وعلى الوسادة الصفراء.

٣ - الإحرام في الثياب الوسخة، ولو وسخت حال الإحرام فالأولى أن لا يغسلها ما دام محرماً، ولا بأس بتبديلها.

٤ - الإحرام في الثياب المعلّمة، أي المشتملة على الرسم

٣٨٤

ونحوه.

٥ - استعمال الحنّاء قبل الإحرام إذا كان أثره باقياً إلى وقت الإحرام.

٦ - دخول الحمّام، والأولى بل الأحوط أن لا يدلك المحرم جسده.

٧ - تلبية من يناديه، بل الأحوط ترك ذلك.

دخول الحرم ومستحبّاته

يستحب في دخول الحرم أمور:

١ - النزول من المركوب عند وصوله الحرم، والاغتسال لدخوله.

٢ - خلع نعليه عند دخول الحرم، وأخذهما بيده تواضعاً وخشوعاً لله سبحانه.

٣ - أن يدعو بهذا الدعاء عند دخول الحرم:

«اللَّهُمَّ إنَّك قُلتَ في كتابِكَ، وقولُكَ الحقّ: وَأذِّن في النّاس بالحجِّ يأتُوكَ رجالاً وَعلى كُلِّ ضامرٍ يأتينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَميقٍ، اللّهُمَّ إنِّي أرجو أنْ أكُونَ مِمَّنْ أجابَ دعوتَكَ، قَد جئتُ من شُقَّةٍ بَعيدةٍ وَفَجٍّ عَميقٍ، سامعاً لِنِدائِكَ وَمُستجيباً لَكَ، مُطيعاً لأمْركَ وكلُّ ذلك بِفَضْلكَ عَليَّ وإحسانكَ إليَّ.

٣٨٥

فَلكَ الحَمْدُ على ما وَفَّقْتَني لَهُ أبتغي بذلك الزُّلْفةَ عندَكَ، والقُربَةَ إليكَ والمنزلةَ لَدَيك، والمغْفِرةَ لذُنُوبي، والتَّوبَةَ عليَّ منها بمنِّكَ، اللّهُمَّ صلِّ على محمّدٍ وآل مُحمّدٍ وَحرِّم بَدَني على النّار، وَآمِنّي مِن عَذابِكَ بِرَحمَتِكَ يا أرْحَمَ الرّاحمين».

٤ - أن يمضغ شيئاً من الإذخر عند دخوله الحرم.

آداب دخول مكّة المكرّمة والمسجد الحرام

يستحبّ لمن أراد أن يدخل مكّة المكرّمة أن يغتسل قبل دخولها، وان يدخلها بسكينة ووقار، ويستحبّ لمن جاء من طريق المدينة أن يدخل من أعلاها ويخرج من أسفلها.

ويستحبّ أن يكون حال دخول المسجد حافياً على سكينة ووقار وخشوع، وان يكون دخوله من باب بني شيبة، وهذا الباب وإن جهل فعلاً من جهة توسعة المسجد إلاّ أنّه قال بعضهم إنّه كان بإزاء باب السلام، فالأولى الدخول من باب السلام، ثمّ يأتي مستقيماً إلى أن يتجاوز الاسطوانات.

ويستحبّ أن يقف على باب المسجد ويقول:

« السَّلامُ عَليكَ أيُّها النبيُّ وَرحمَةُ الله وبركاتُهُ، بسم الله وبالله، وَمِنَ الله وما شاء الله، السَّلامُ عَلى أنبياء الله ورُسُله، والسَّلامُ على

٣٨٦

رَسُول الله، والسَّلامُ عَلى إبراهيمَ خَلِيل الله، والحَمْدُ لله ربّ العالمِينَ».

ثمّ يدخل المسجد متوجّهاً إلى الكعبة رافعاً يديه إلى السماء ويقول:

« اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ في مَقامي هذا، في أوّل مناسِكي، أن تَقبَلَ تَوبَتي وان تجاوَزَ عن خَطيئَتي وَتَضَعَ عَنِّي وِزْرِي، الحَمْدُ لله الَّذي بَلَغَني بَيْتَهُ الحرامَ، اللّهُمَّ إنِّي أُشْهِدُكَ أنَّ هذا بيتُكَ الحرامُ الَّذي جعلتَهُ مثابَةً للنّاس وأمْناً مُباركاً وهُدىً للعالمين.

اللّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ، والبلدُ بلدُكَ، والبيتُ بيتُكَ، جئتُ أطلبُ رَحمَتَكَ، وأؤُمّ طاعَتَكَ، مُطيعاً لأمرك، راضياً بقَدَرك، أسألُكَ مسألةَ الفقير إليكَ، الخائِفُ لِعُقُوبَتِكَ، اللّهُمَّ افتَحْ لي أبْوابَ رَحمَتِك، واسْتَعْمِلني بطاعتِكَ ومَرْضاتِكَ ».

وفي رواية أخرى يقف على باب المسجد ويقول:

« بسم الله وبالله، ومِن الله وإلى الله وما شاء الله، وعلى مِلَّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وخيرُ الأسماء لله، والحَمْدُ لله، والسَّلامُ على رَسُول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، السَّلامُ على محمّد بن عبدالله، السَّلام عليكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ الله وبركاتُهُ، السَّلامُ على أنبياء الله، ورُسلُه، السَّلامُ على إبراهيمَ خَليل الرَّحمن، السَّلامُ على المُرْسَلينَ، والحَمْدُ لله رَبِّ العالَمينَ، السَّلامُ علينا وعلى عباد الله الصالحين.

اللّهُمَّ صلِّ على محمَّدٍ وَآلِ محمَّدٍ، وباركْ على محمَّدٍ وآل

٣٨٧

محمَّدٍ، وارحم محمَّداً وَآل محمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ على إبراهيم وَآل إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، اللّهُمَّ صَلِّ على محمَّدٍ وآل محمَّدٍ عَبدكَ ورسولِكَ، وصَلِّ على إبراهيم خليلِكَ، وعلى أنبيائِكَ ورُسُلِكَ وَسلِّمْ عَلَيْهِمْ، وسَلامٌ على المُرْسَلينَ، والحَمْدُ لله ربِّ العالمينَ.

اللّهُمَّ افتَحْ لي أبوابَ رحْمَتِكَ وَاسْتَعْمِلْني في طاعَتِكَ وَمَرْضاتِكَ واحْفَظْنِي بِحِفْظ الإيمان أبداً ما أبْقَيْتَني جَلَّ ثَناءُ وَجْهِكَ، الحمدُ لله الَّذي جَعَلني مِنْ وَفْدِهِ وزوّاره، وجَعلني مِمَّن يَعْمُرُ مَساجِدَهُ، وَجَعلني مِمَّن يُناجيه، اللّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ وَزائِرُكَ في بَيْتِكَ وَعَلى كُلِّ مَأتيٍّ حَقٌّ لِمَنْ أتاهُ وَزَارَهُ، وانتَ خَيْرُ مَأتِيٍّ وَأكْرَمُ مَزورٍ.

فأسألُكَ يا اللهُ يا رَحْمنُ وَبأنَّكَ أنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أنْتَ، وَحْدَكَ لا شَريْكَ لَكَ، وَبِأنَّكَ واحِدٌ أحَدٌ صَمَدٌ لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفْواً أحَدٌ، وان مُحمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صلّى الله عليه وعَلى أهْل بيتهِ، يا جَوادُ يا كَريمُ يا ماجِدُ يا جَبّارُ يا كَريمُ، أسألُكَ أنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إيّايَ بزياتي إيّاكَ أوّلَ شيءٍ تُعْطيني فَكاكَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ ».

ثمّ يقول ثلاثاً:

« اللّهُمَّ فُكَّ رَقَبتي مِنَ النَّار ».

ثمّ يقول:

« وأوْسعْ عليَّ مِنْ رزْقِكَ الحَلال الطِّيب، وَادْرأ عَنّي شَرَّ شياطين الإنس والْجِنِّ، وَشرَّ فَسَقَة العَرب والعَجَم ».

٣٨٨

ويستحبّ عندما يحاذي الحجر الأسود أن يقول:

« أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريْكَ لَهُ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، آمَنْتُ بالله وَكَفَرتُ بالطّاغوت وباللاّت والعُزَّى وبِعبادة الشّيطان، وبعبادة كُلِّ نِدٍّ يُدعى مِنْ دُون الله ».

ثمّ يذهب إلى الحجر الأسود ويستلمه ويقول:

« الحَمْدُ لله الَّذي هَدانا لِهَذا وَما كُنّا لنَهْتَدي لَوْلا أنْ هَدَانا اللهُ، سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ لله ولا إله إلاّ الله والله أكبَرُ، أكبَرُ مِنْ خَلقِه، أكبَرُ مِمَّن أخْشى وَأحذَرُ، ولا إلهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شريْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحيي ويُميتُ ويُميتُ وَيُحيي، بِيده الخَيْرُ، وهُوَ عَلى كلِّ شَيءٍ قَدير ».

ويصلّي على محمّد وآل محمّد، ويسلّم على الأنبياء كما يصلّي، ويسلّم عند دخوله المسجد الحرام، ثمّ يقول:

« إنِّي أُؤمِنُ بِوَعْدِكَ وَأُوفِي بِعَهدك».

وفي رواية صحيحة عن أبي عبداللهعليه‌السلام : إذا دنوت من الحجرالأسود فارفع يديك، واحمد الله واثن عليه، وصلِّ على النبيّ، واسأل الله أن يتقبّل منك، ثمّ استلم الحجر وقبّله، فإن لم تستطع أن تقبّله فاستلمه بيدك، فإن لم تستطع أن تستلمه بيدك فأشر إليه وقل:

« اللّهُمَّ أمانَتي أدَّيْتُها، ومِيثَاقي تعاهَدتُهُ لتشْهَدَ لِي بالموافاة، اللّهُمَّ تَصديقاً بكتابِكَ، وعلى سُنَّة نَبِيِّكَ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ

٣٨٩

وَحْدَهُ لا شَريْكَ لَهُ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحمّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، آمَنْتُ بالله وَكَفَرْتُ بالجِبْت والطّاغوت وباللات والعُزَّى وعِبادة الشّيطان، وعِبادة كُلِّ نِدٍّ يُدعى مِنْ دُون الله تعالى ».

فإن لم تستطع أن تقول هذا فبعضه، وقل:

« اللّهُمَّ إليْكَ بَسَطْتُ يَدي، وَفِيْما عِنْدَكَ عَظُمَتْ رَغْبَتي فاقْبَلْ سَبْحَتي، وَاغْفِر لي وَارْحَمْني، اللّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الكُفْر وَالفَقْر وَمَواقِف الخِزْي في الدُّنيا وَالآخِرة ».

آداب الطواف

روى معاوية بن عمّار عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال تقول في الطواف:

« اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ بِاسْمِكَ الَّذي يُمْشى بِه عَلى طَلل الماء كَمَا يُمْشَى بِه عَلى جَدَد الأرْض، وَأسألُكَ بِاسْمِكَ الَّذي يَهْتَزُّ لَهُ عَرْشُكَ، وأسألُكَ بِاسْمِكَ الَّذي تَهْتَزُّ لَهُ أقْدامُ مَلائِكَتِك، وَأسألُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ مُوسى مِن جانِب الطُّور فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَألْقَيْتَ عَلَيْه مَحَبَّةً مِنْكَ، وَأسْألُكَ بِاسْمِكَ الَّذي غَفَرْتَ بِه لِمُحَمَّدٍ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأخَّر، وَأَتْمَمْتَ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ أنْ تَفْعَلَ بِي كذا وكذا » ما أحببت من الدعاء.

وكلّ ما انتهيت إلى باب الكعبة فصلِّ على محمّد وآل محمّد،

٣٩٠

وتقول فيما بين الركن اليماني والحجر الأسود:

« ربَنا آتِنا في الدُّنيا حَسنَةً وَفِي الآخِرة حَسَنَةً وَقِنَا عَذابَ النّار ».

وقل في الطواف:

« اللّهُمَّ إنِّي إليكَ فقِيرٌ، وإني خائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَلا تُغَيِّر جِسْمِي، وَلا تُبَدِّل اسمي ».

وعن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: كان علي بن الحسينعليه‌السلام إذا بلغ الحجّ قبل أن يبلغ الميزاب يرفع رأسه، ثمّ يقول وهو ينظر إلى الميزاب:

« اللّهُمَّ أدْخِلْني الجَنَّة بِرَحْمَتِكَ، وَأجِرْني بِرَحْمَتِكَ مِنَ النّار، وَعافِني مِنَ السُّقْم، وَأوسعْ عَليَّ مِنَ الرِّزق الحَلال، وَأدْرَأ عَنِّي شَرَّ فَسَقَة الجنِّ والإنْس، وَشَرَّ فَسَقَة العَرَب والعَجَم ».

وفي الصحيح عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنّه لمّا انتهى إلى ظهر الكعبة حتّى يجوز الحجر قال:

« يا ذَا المنِّ والطَّول وَالجُود والكَرم، إنَّ عَمَلِي ضَعِيْفٌ فضاعِفْهُ لِي وَتَقَبَّلهُ مِنّي، إنّكَ أنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ».

وعن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام أنّه لمّا صار بحذاء الركن اليماني أقام فرفع يديه ثمّ قال:

« يا اللهُ يا وَليَّ العافِيَةِ، وَخالِقَ العافِيَةِ، وَرازقَ العافِيَةِ، وَالمُنعِمُ بالعافِيَةِ، وَالمَنَّانُ بالعافِيَةِ، والمُتَفَضِّلُ بالعافِيَةِ عَليَّ وَعَلى جَمِيْع خَلْقِكَ، يَا رَحْمنَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَرَحيمَهُما، صلِّ على مُحمَّدٍ وَآل

٣٩١

مُحمَّدٍ وارْزُقْنا العافِيَة، ودَوامَ العافِيَة وَتَمامَ العافِيَة، وَشُكْرَ العافِيَة، في الدُّنيا والآخِرة يا أرْحمَ الرّاحمين ».

وعن أبي عبداللهعليه‌السلام : إذا فرغت من طوافك وبلغت مؤخّر الكعبة وهو بحذاء المستجار دون الركن اليماني بقليل فابسط يديك على البيت والصق بدنك وخدّك بالبيت وقل:

« اللّهُمَّ البيتُ بيتُكَ، والعَبْدُ عَبدُكَ وَهذا مكانُ العائذ بِكَ من النّار».

ثمّ أقِرَّ لربّك بما عملت، فإنّه ليس من عبد مؤمن يقرّ لربّه بذنوبه في هذا المكان إلاّ غفر الله له إن شاء الله، وتقول:

« اللّهُمَّ مِنْ قِبَلِكَ الرُّوحُ والفَرَجُ والعافيةُ، اللُّهُمَّ إنَّ عَمَلِي ضَعيفٌ فَضاعِفهُ لِي، واغْفِر لِي ما اطَّلَعْتَ عَلَيْه مِنِّي وَخَفِيَ عَلى خَلْقِكَ ».

ثمّ تستجير بالله من النار وتخيّر لنفسك من الدعاء، ثمّ استلم الركن اليماني.

وفي رواية أخرى عنهعليه‌السلام : ثمّ استقبل الركن اليماني والركن الذي فيه الحجر الأسود واختم به وتقول:

« اللّهُمَّ قَنِّعْنِي بِما رَزَقْتَني، وَباركْ لِي فيما آتَيْتَني ».

ويستحبّ للطائف في كلّ شوط أن يستلم الأركان كلّها وان يقول عند استلام الحجر الأسود:

«أمَانَتي أدَّيْتُها وَمِيْثاقِي تَعاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ لِي بالمُوافاة».

٣٩٢

آداب صلاة الطواف

يستحبّ في صلاة الطواف أن يقرأ بعد الفاتحة سورة التوحيد في الركعة الأولى، وسورة الجحد في الركعة الثانية، فإذا فرغ من صلاته حمد الله وأثنى عليه وصلّى على محمّد وآل محمّد، وطلب من الله تعالى أن يتقبّل منه.

وعن الصادقعليه‌السلام أنّه سجد بعد ركعتي الطواف وقال في سجوده:

« سَجَدَ وَجْهِي لَكَ تَعبّداً وَرِقّاً، لا إلهَ إلاّ أنْتَ حَقّاً حَقّاً، الأوّل قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ، وَالآخِرُ بَعْدَ كُلِّ شَيءٍ، وَهَا أنَا ذا بَيْنَ يَدَيْكَ، ناصِيَتي بِيَدَيْكَ، وَاغْفِرْ لِي إنَّه لا يَغْفِرُ الذَّنْبَ العَظِيمَ غَيْرُكَ، فَاغْفِرْ لِي، فَإنِّي مُقرٌّ بِذُنُوبي عَلى نَفْسِي وَلا يدفَعُ الذَّنْبَ العَظيمَ غيرُكَ ».

ويستحبّ أن يشرب من ماء زمزم قبل أن يخرج إلى الصفا ويقول:

« اللّهُمَّ اجْعَلْهُ عِلْماً نافِعاً، ورِزقاً واسِعاً، وشفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ وَسُقمٍ».

وإن أمكنه أتى زمزم بعد صلاة الطواف وأخذ منه ذنوباً أو ذنوبين، فيشرب منه ويصبّ الماء على رأسه وظهره وبطنه، ويقول:

« اللّهُمَّ اجْعَلْهُ عِلْماً نافِعاً، وَرِزقاً واسعاً، وشفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ وسُقمٍ».

٣٩٣

ثمّ يأتي الحجر الأسود فيخرج منه إلى الصفا.

آداب السعي

يستحبّ الخروج إلى الصفا من الباب الذي يقابل الحجر الأسود مع سكينة ووقار، فإذا صعد على الصفا نظر إلى الكعبة، ويتوجّه إلى الركن الذي فيه الحجر الأسود، ويحمد الله ويُثني عليه ويتذكّر آلاء الله ونعمه، ثمّ يقول: «اللهُ أكبر» سبع مرّات، «الحمدُ لله» سبع مرّات، «لا إله إلاّ الله» سبع مرّات، ويقول ثلاث مرّات:

« لا إلهَ إلاّ الله وَحْدَهُ لا شَريْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيي وَيُمِيْتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَموتُ، بِيَده الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ».

ثمّ يصلّي على محمّد وآل محمّد، ثمّ يقول ثلاث مرّات:

« الله أكبرُ على ما هَدانَا، وَالحَمْدُ لله عَلى ما أولانَا، وَالحَمْدُ لله الحَيِّ القَيُّوم، والحَمْدُ لله الحيِّ الدَّائِم ».

ثمّ يقول ثلاث مرّات:

« أشْهَدُ أن لا إلهَ إلاّ الله، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، لا نَعْبُدُ إلاّ إيِّاهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّيْنَ وَلَوْ كَره الْمُشْرِكُونَ ».

ثمّ يقول ثلاث مرّات:

«اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ العَفْوَ وَالعافِيَةَ وَاليَقِيْنَ فِي الدُّنيا وَالآخِرة».

ثمّ يقول: «اللهُ أكبر» مائة مرّة، «لا إله إلاّ الله» مائة مرّة، «الحمدُ لله»

٣٩٤

مائة مرّة، «سبحان الله» مائة مرّة، ثمّ يقول:

« لا إلهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ، أنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَغَلَبَ الأحْزابَ وَحْدَهُ، فَلَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَحْدَهُ وَحْدَهُ، اللّهُمَّ بَاركْ لِي فِي المَوت وَفِيما بَعْدَ المَوْت، اللّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ ظُلْمَة القَبْر وَوَحْشَتِه، اللّهُمَّ أظِلَّنِي في ظِلِّ عَرْشِكَ يَوْمَ لا ظِلَّ إلاّ ظِلُّكَ ».

ويستودع الله دينه ونفسه وأهله كثيراً، فيقول:

« أسْتَودعُ اللهَ الرَّحمنَ الرَّحِيم الَّذي لا تَضيعُ وَدائِعهُ ديني وَنَفْسي وَأهْلي، اللّهُمَّ اسْتَعْمِلْني على كِتَابِكَ وَسُنَّة نَبِيِّكَ وتَوَفَّنِي على مِلَّتِهِ، وأعِذْني من الفتنة».

ثمّ يقول: «الله أكبر» ثلاث مرّات، ثمّ يعيدها مرّتين ثمّ يكبّر واحدة ثمّ يعيدها، فإن لم يستطع هذا فبعضه.

وعن أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) أنّه إذا صعد الصفا استقبل الكعبة ثمّ يرفع يديه، ثمّ يقول:

« اللّهُمَّ اغْفِر لِي كُلّ ذَنْبٍ أذْنَبْتُهُ قَطّ، فإنْ عُدْتُ فَعُدْ عَلَيَّ بِالمَغْفِرَة، فَإنَّك أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، اللّهُمَّ افْعَلْ بِي ما أنْتَ أهْلُهُ، فَإنَّكَ إن تَفْعَلْ بِي ما أنْتَ أهلُهُ تَرْحَمْنِي، وإن تُعَذِّبْني فَأنْتَ غَنِيٌّ عَنْ عَذابي، وانا مُحتاجٌ إلى رَحْمَتِكَ، فَيا مَنْ أنا مُحْتَاجٌ إلى رَحْمَتِه ارْحَمْني، اللّهُمَّ لا تَفْعَلْ بِي مَا أنا أهْلُهُ، فإنَّكَ إن تَفْعل بِي ما أنَا أهْلُهُ تُعذِّبني وَلَمْ تَظْلِمني، أصْبَحْتُ أتَّقي عَدْلَكَ وَلا أخافُ جَوْرَكَ، فيا مَنْ هُوَ عَدلٌ لا يَجورُ ارْحَمْني ».

٣٩٥

وعن أبي عبداللهعليه‌السلام إن أردت أن يكثر مالك فأكثر من الوقوف على الصفا، ويستحبّ أن يسعى ماشياً وان يمشي مع سكينة ووقار حتّى يأتي محلّ المنارة الأولى فيهرول إلى محلّ المنارة الأخرى، ثمّ يمشي مع سكينة ووقار حتّى يصعد على المروة، فيصنع عليها كما صنع على الصفا، ويرجع من المروة إلى الصفا على هذا النهج أيضاً، وإذا كان راكباً أسرع فيما بين المنارتين فينبغي أن يجدّ في البكاء ويتباكى ويدعو الله كثيراً ويتضرع إليه.

آداب الإحرام إلى الوقوف بعرفات

إذا أحرم للحجّ - وقد تقدم ذكر آدابه في صفحة ٣٨٣ - وخرج من مكّة يلبّي في طريقه غير رافع صوته، حتّى إذا أشرف على الأبطح رفع صوته، فإذا توجّه إلى منى قال:

«اللّهُمَّ إيّاكَ أرْجُو، وَإيّاكَ أدعُوا، فَبَلِّغْني أمَلِي، وَأصْلِحْ لِي عَمَلِي».

ثمّ يذهب إلى منى بسكينة ووقار مشتغلاً بذكر الله سبحانه، فإذا وصل إليها قال:

« الحَمْدُ لله الَّذي أقْدَمَنيها صالحاً في عافية، وبَلَّغَني هذا المكانَ».

٣٩٦

ثمّ يقول:

« اللّهُمَّ هذه مِنى، وَهذهِ ممّا مَنَنْتَ به عَلَيْنا مِن المناسِك، فأسألُكَ أنْ تَمُنَّ عَليَّ بما مَنَنْتَ به على أنبِيائِكَ، فَإنَّما أنا عَبْدُك وفي قَبْضَتِكَ ».

ويستحبّ له المبيت في منى ليلة عرفة، يقضيها في طاعة الله تبارك وتعالى، والأفضل أن تكون عباداته ولا سيما صلواته في مسجد الخيف، فإذا صلّى الفجر عقّب إلى طلوع الشمس ثمّ يذهب إلى عرفات، ولا بأس بخروجه منها قبل طلوع الشمس.

فإذا توجّه إلى عرفات قال:

«اللُّهُمَّ إلَيْكَ صَمَدْتُ، وإيّاك فاعتَمَدتُ وَوَجْهَكَ أرَدْتُ، فأسألُكَ أن تُباركَ لي في رحلَتِي وان تَقْضيَ لي حاجَتي، وان تجْعَلَني مِمَّن تُباهي به اليومَ مَنْ هو أفْضَلُ مِنِّي »، ثمّ يلبّي إلى أن يصل إلى عرفات.

آداب الوقوف بعرفات

يستحبّ في الوقوف بعرفات أمور، وهي كثيرة نذكر بعضها، منها:

١ - الطهارة حال الوقوف.

٢ - الغسل عند الزوال.

٣٩٧

٣ - تفريغ النفس للدعاء والتوجّه إلى الله.

٤ - الوقوف بفسح الجبل في ميسرته.

٥ - الجمع بين صلاتي الظهرين بأذان وإقامتين.

٦ - الدعاء بما تيسّر من المأثور وغيره، والأفضل المأثور، فمن ذلك:

دعاء الحسينعليه‌السلام يوم عرفة، ودعاء علي بن الحسينعليه‌السلام .

ومنه: ما في صحيحة معاوية بن عمّار عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: إنّما تعجل الصلاة وتجمع بينها لتفرغ نفسك للدعاء فإنّه يوم دعاء ومسألة، ثمّ تأتي الموقف وعليك السكينة والوقار، فاحمد الله وهلّله ومجِّده واثن عليه، وكبّره مائة مرّة، واحمده مائة مرّة، وسبّحه مائة مرّة، واقرأ «قل هو الله أحد» مائة مرّة، وتخيّر لنفسك من الدعاء ما أحببت، واجتهد فإنّه يوم دعاء ومسألة وتعوّذ بالله من الشيطان فإنّ الشيطان لن يذهلك في موطن قطّ أحبّ إليه من أن يذهلك في ذلك الموطن، وإيّاك أن تشتغل بالنظر إلى الناس، واقبل قبل نفسك، وليكن فيما تقول:

« اللّهُمَّ إنّي عبدُكَ فلا تجعلني مِن أخْيَبِ وَفْدِكَ وارحَمْ مَسِيري إليكَ مِنَ الفَجِّ العَمِيق ».

وليكن فيما تقول:

« اللُّهمَّ رَبَّ المشاعِر كلِّها فُكَّ رَقَبَتي مِنَ النّار، وَأوْسِعْ عَليَّ مِنْ

٣٩٨

رِزقِكَ الحَلال، وادْرَأ عَنّي شَرّ فَسَقَة الجِنِّ والإنس ».

وتقول:

« اللُّهُمَّ لا تَمْكُر بِي ولا تَخْدَعني ولا تَسْتَدْرجْنِي ».

وتقول:

« اللُّهُمَّ إنِّي أسألُكَ بِحَوْلِكَ وَجُوْدك وَكَرمِكَ وَمَنِّكَ وَفَضْلِكَ، يا أسْمَعَ السّامِعينَ وَيا أبْصَرَ الناظرينَ وَيا أَسْرَعَ الحاسِبينَ وَيا أرْحَمَ الرّاحِمينَ أنْ تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وان تفعل بي كذا وكذا»، وتذكر حوائجك.

وليكن فيما تقول وانت رافع رأسك إلى السماء:

«اللّهُمَّ حاجتي إلَيْكَ الّتَي إنْ أعطَيْتَنيها لم يَضُرَّني ما مَنَعْتَني، وَالَّتي إن مَنَعْتَنيها لم يَنْفَعْني ما أعطَيْتَني، أسألُكَ خلاصَ رَقَبَتي مِنَ النّار».

وليكن فيما تقول:

« اللّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ وَمِلْكُ يَدكَ، ناصِيَتي بِيَدكَ وأجَلِي بِعِلْمِكَ، أسألُكَ أن تُوَفِّقَني لِما يُرْضِيكَ عَنِّي وان تَسلَّمَ مِنِّي مناسِكي الَّتي أرَيْتَها خليلَكَ إبراهيم صلواتُك عَليه وَدَلَلْتَ عَلَيْها نَبيِّكَ محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

وليكن فيما تقول:

« اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّن رَضيتَ عَمَلَهُ وَأطَلْتَ عُمَرَهُ وَأحيَيْتَهُ بَعْدَ المَوْت حَياةً طَيِّبَةً ».

٣٩٩

ومن الأدعية المأثورة ما علّمه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاًعليه‌السلام على ما رواه معاوية بن عمّار عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: فتقول:

« لا إله إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيي وَيُميتُ وَيُميتُ وَيُحيي، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيدَه الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أنْتَ كما تَقُول وخير ما يَقُولُ القائِلُون، اللّهُمَّ لَكَ صلاتي وديني وَمَحيايَ وَمَماتي وَلَكَ تُراثي، وبِكَ حَوْلي وَمِنْكَ قُوَّتي، اللّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الفَقْر وَمِنَ وَسْواس الصَّدر وَمِنْ شَتات الأمر وَمِنْ عَذاب النّارَ وَمِنْ عَذاب القبر، اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ مِنْ خَيْر ما تأتي به الرِّياحُ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما تأتي به الرِّياحُ، وأسألُكَ خَيْرَ اللّيل وخَيْرَ النَّهار ».

ومن تلك الأدعية ما رواه عبدالله بن ميمون، قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقف بعرفات، فلمّا همّت الشمس أن تغيب قبل أن يندفع، قال:

« اللّهُمّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الفَقْر وَمِنْ تَشَتّت الأمر، وَمِنُ شَرِّ ما يُحدثُ باللّيل والنَّهار، أمْسى ظُلْمي مُسْتَجيراً بِعَفْوك، وأمْسى خَوفي مُستجيراً بأمانك، وأمسى ذُلِّي مُسْتجيراً بِعِزِّكَ، وأمْسى وَجْهِي الفاني مُستجيراً بِوَجْهِكَ الباقي، يا خَيْرَ مَنْ سُئِل، ويا أجْوَدَ مَنْ أعْطى، جَلِّلْني بِرَحْمَتِكَ، وَألْبِسْني عافِيَتِكَ، وَاصْرفْ عَنِّي شَرَّ جميع خَلْقِكَ».

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

واحشرني معهما ، وانفعني بحبهما ، والسلام عليكما ورحمة اللهوبركاته(١) .

٢ ـ زيارة أخرى لهماعليهما‌السلام :

روى محمد بن جعفر الرزاز ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عمنذكره ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال : تقول ببغداد :

السلام(٢) عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا نور الله في ظلماتالأرض ، السلام عليك يا من بدا(٣) لله في شأنه ، اتيتك عارفا بحقك ،معاديا لأعدائك ، فاشفع لي عند ربك.

وادع الله واسأل حاجتك.

قال : وتسلم على أبي جعفرعليه‌السلام بهذا.

ثم تصلي صلاة الزيارة ، فإذا فرغت منها سبحت تسبيح الزهراءفاطمةعليها‌السلام ، وتقول :

__________________

(١) رواه في البحار ١٠٢ : ١٣ ، عنه وعن المزار للمفيد والمزار للشهيد.

(٢) زيادة : السلام عليك يا ولي الله ( خ ل ).

(٣) قولهعليه‌السلام : ( يا من بدا لله ) ، يمكن أن يكون إشارة إلى ما ورد في بعض الأخبار انهكان قدر لهعليه‌السلام انه القائم بالسيف ثم بدا لله فيه ، وأن يكون إشارة إلى البداء الذي وقع فيإسماعيل ، فان البداء في إسماعيل يستلزم البداء فيهعليه‌السلام كما لا يخفى ، لكن اجراؤه فيأبي جعفرعليه‌السلام يحتاج إلى تكلف آخر بان يقال : انه لا تولد بعد يأس الناس منه فكأنما بدا للهفيه أو للوجه الأول الذي تقدم ، وفي بعض النسخ : يا من مريد الله في شأنه ، من الإرادة ، وفيبعضها : بدأ لله ، بالهمز ، اي أراد الله إمامته ، أو بدا بها قبل خلقه ـ البحار.

٥٤١

اللهم إليك نصبت يدي ، وفيما عندك عظمت رغبتي ، فاقبل ياسيدي توبتي ، واغفر لي وارحمني ، واجعل لي في كل خير نصيبا والىكل خير سبيلا.

اللهم صل على محمد وعلى ال محمد واسمع دعائي ، وارحمتضرعي وتذللي واستكانتي وتوكلي عليك ، فانا لك سلم ، لا أرجونجاحا ولا معافاة ولا تشريفا الا بك ومنك ، فامنن علي بتبليغي هذاالمكان الشريف من قابل ، وانا معافي من كل مكروه ومحذور ، واعنيعلى طاعتك وطاعة أوليائك الذين اصطفيتهم من خلقك.

اللهم صل على محمد وعلى ال محمد وسلمني في ديني ،وامدد لي في اجلي ، وأصح لي جسمي(١) ، يا من رحمني وأعطاني ،وبفضله أغناني ، اغفر لي ذنبي ، وأتمم لي نعمتك فيما بقي من عمريحتى توفاني وأنت عني راض.

اللهم صل على محمد وال محمد ولا تخرجني من ملة الاسلام ،فاني اعتصمت بحبلك فلا تكلني إلى غيرك.

اللهم صل على محمد وعلى ال محمد وعلمني ما ينفعني ،وانفعني بما علمتني ، واملا قلبي علما وخوفا من سطواتك ونقماتك ،اللهم إني أسألك مسألة المضطر إليك ، المشفق من عذابك ، الخائف منعقوبتك ، ان تغفر لي وتغمدني ، وتحنن علي برحمتك ، وتعود علي

__________________

(١) بدني ( خ ل ).

٥٤٢

بمغفرتك ، وتؤدي عني فريضتك ، وتغنيني بفضلك عن سؤال أحد منخلقك ، وتجيرني من النار برحمتك.

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج وليك وابن وليك ،وافتح له فتحا يسيرا ، وانصره نصرا عزيزا.

اللهم صل على محمد وال محمد واظهر حجته بوليك ، واحيسنته بظهوره ، حتى يستقيم بظهوره جميع عبادك وبلادك ، ولا يستخفيأحد بشئ من الحق ، اللهم إني ارغب إليك في دولته الشريفة الكريمة ،التي تعز بها الاسلام وأهله ، وتذل بها النفاق وأهله.

اللهم صل على محمد وال محمد واجعلنا فيها من الداعين إلىطاعتك ، والفائزين في سبيلك ، وارزقنا كرامة الدنيا والآخرة ، اللهم ماأنكرنا من الحق فعرفناه ، وما قصرنا عنه فبلغناه.

اللهم صل على محمد وال محمد واستجب لنا جميع ما دعوناك ،وأعطنا جميع ما سألناك ، واجعلنا لأنعمك من الشاكرين ، ولآلائك منالذاكرين ، واغفر لنا يا خير الغافرين ، وافعل بنا وبالمؤمنين ما أنت أهلهيا ارحم الراحمين.

ثم اسجد وعفر خديك وامض في دعة الله(١) .

__________________

(١) عنه البحار ١٠٢ : ١٠.

رواه ابن قولويه في الكامل : ٥٠١ باسناده عن محمد بن جعفر الرزاز الكوفي ، عن محمد بنعيسى بن عبيد ، عمن ذكره ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، عنه البحار ١٠٢ : ٧.

ذكره الكليني في الكافي ٤ : ٥٧٨ بالاسناد ، عنه الشيخ في التهذيب ٦ : ٨٣.

٥٤٣

الباب (٥)

ما جاء من الفضل في زيارة أبي الحسن الرضا علي بن موسىعليهما‌السلام

قد تقدم القول في ذلك ، وذكرنا فضل زيارات الأئمةعليهم‌السلام جملة ،ونذكر الان مختصرا مما ورد في فضل زيارة الرضاعليه‌السلام .

١ ـ اخبرني الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن علي بن شهرآشوبالمازندراني السروي ، قال : اخبرني جدي ، عن الشيخ أبي جعفر محمدابن الحسن الطوسي ، عن الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، عنابن قولويه ، عن محمد بن يعقوب الكليني.

وأخبرني الشيخ الفقيه أبو محمد عبد الله الدوريستي ، عن جده ،عن أبيه ، عن أبي جعفر بن بابويه ، عن محمد بن يعقوب ، عن علي بنإبراهيم ، عن أبيه(١) ، عن علي بن مهزيار ، قال : قلت لأبي جعفر : جعلتفداءك زيارة الرضاعليه‌السلام أفضل أم زيارة أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام ، فقال :زيارته أفضل وذاك ان أبا عبد اللهعليه‌السلام يزوره أناس كثير وأبي لا يزوره الاالخواص من الشيعة(٢) .

__________________

(١) في الأصل : علي بن إبراهيم عن خلاد.

(٢) رواه مع اختلاف الكليني في الكافي ٤ : ٥٨٤ ، والصدوق في الفقيه ٢ : ٣٤٨ ، العيون٢ : ٢٦١ ، وابن قولويه في الكامل : ٥١٠ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٨٤ ، عنهم البحار ١٠٢ : ٣٩ ،الوسائل ١٤ : ٥٦٣.

٥٤٤

٢ ـ أبو علي الأشعري ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن الحسين(١) بنسيف ، عن محمد بن أسلم ، عن محمد بن سليمان ، قال :

سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن رجل حج حجة الاسلام فدخل متمتعابالعمرة إلى الحج ، فأعانه الله على عمرته وحجه ، ثم اتى المدينة فسلمعلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم اتاك عارفا بحقك يعلم انك حجة الله على خلقهوبابه الذي يؤتى منه فسلم عليك(٢) ، ثم اتى أبا عبد الله الحسينعليه‌السلام فسلم عليه ، ثم اتى بغداد وسلم على أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام ،ثم انصرف إلى بلاده ، فلما كان في وقت الحج رزقه الله الحج(٣) ، فأيهماأفضل ، هذا الذي قد حج حجة الاسلام يرجع أيضا فيحج أم يخرج إلىخراسان إلى أبيك علي بن موسى فيسلم عليه ، قال : بل يأتي خراسانفيسلم على أبي الحسنعليه‌السلام أفضل ، وليكن ذلك في رجب ولا ينبغي ان

__________________

لعل هذا مختص بهذا الزمان ، فان الشيعة كانوا لا يرغبون في زيارته الا الخواص منهم الذين يعرفونفضل زيارته ، فعلى هذا التعليل يكون كل زمان يكون امام من الأئمة أقل زائرا يكون ثواب زيارته أكثر ، أوالمعنى ان المخالفين أيضا يزورون الحسين عليه‌السلام ولا يزور الرضا عليه‌السلام الا الخواص ، وهم الشيعة ، فيكونمن بيانية ، أو المعنى ان من فرق الشيعة لا يزوره الا من كان قائلا بامامة جميع الأئمة عليهم‌السلام ، فان من قالبالرضا عليه‌السلام لا يتوقف فيمن بعده ، والمذاهب النادرة التي حدثت بعده زالت بأسرع زمان ولم يبق لها اثر ـ البحار.

(١) في الأصل : الحسن ، وهو الحسين بن سيف بن عميرة ، عنونه الشيخ في الفهرست ،الرقم : ٢٠٩ ، راجع معجم الرجال ٥ : ٢٦٦.

(٢) في المصدر : ( ثم اتاك أمير المؤمنينعليه‌السلام عارفا بحقه يعلم أنه حجة الله على خلقهوبابه الذي يؤتى منه فسلم عليه ).

(٣) في المصدر : فلما في هذا الوقت رزقه الله تعالى ما يحج به.

٥٤٥

تفعلوا هذا اليوم ، فان علينا وعليكم من السلطان شنعة(١)

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن علي بن إبراهيم الجعفري ، عن حمدان بنإسحاق(٢) قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام أو حكي لي رجل عنأبي جعفرعليه‌السلام ـ الشك من علي بن إبراهيم ـ قال : قال لي أبو جعفرعليه‌السلام :من زار قبر أبي بطوس غفر الله له من ذنبه ما تقدم وما تأخر ، قال :فحججت بعد الزيارة فلقيت أيوب بن نوح فقال لي : قال أبو جعفرعليه‌السلام :من زار قبر أبي بطوس غفر الله له من ذنبه ما تقدم وما تأخر وبنى له منبراحذاء منبر محمد وعليعليهما‌السلام حتى يفرغ الله من حساب الخلائق ،فرأيته(٣) وقد زار فقال : جئت اطلب المنبر(٤) .

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن علي بن الحسين النيسابوري ، عن إبراهيمابن احمد ، عن عبد الرحمان بن سعيد المكي ، عن يحيى بن سليمانالمازني ، عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال :

من زار قبر ولدي علي كان له عند الله كسبعين حجة مبرورة ، قال :

__________________

(١) رواه الكليني في الكافي ٤ : ٥٨٤ ، والصدوق في العيون ٢ : ٢٥٨ ، وابن قولويه فيالكامل : ٥٠٨ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٨٤ ، عنهم البحار ١٠٢ : ٣٨.

(٢) في الأصل : حماد بن إسحاق ، راجع معجم الرجال ٦ : ٢٤٨.

(٣) في المصدر : فرأيت بعد أيوب بن نوح.

(٤) رواه الكليني في الكافي ٤ : ٥٨٥ ، والصدوق في الفقيه ٢ : ٣٥٠ ، العيون ٢ : ٢٥٥ ، الأمالي: ١٠٦ ، الخصال : ١٦٧ ، والمفيد في المقنعة : ٧٤ ، وابن قولويه في الكامل : ٥٠٨ ، والشيخ فيالتهذيب ٦ : ٨٥ ، عنهم البحار ١٠٢ : ٤١ ، الوسائل ١٤ : ٥٥١.

٥٤٦

قلت : سبعين حجة ، قال : نعم وسبعمائة حجة ، قلت : وسبعمائة حجةقال : نعم وسبعين الف حجة ، قلت : وسبعين الف حجة ، قال : رب حجةلا تقبل ، من زاره وبات عنده ليلة كان كمن زار الله في عرشه ، قلت : كمنزار الله في عرشه ، قال : نعم ، إذا كان يوم القيامة كان على عرش الرحمانأربعة من الأولين وأربعة من الآخرين ، فاما الأربعة الذين هم من الأولينفنوح وإبراهيم وموسى وعيسىعليهم‌السلام ، واما الأربعة الذين من الآخرينفمحمد وعلي والحسن والحسين ثم يمد المضمار(١) فيقعد معنا من زارقبور الأئمةعليهم‌السلام الا ان أعلاهم درجة وأقربهم حبوة(٢) زوار قبر ولديعليعليه‌السلام (٣) .

الباب (٦)

مختصر زيارته عليه‌السلام

١ ـ تقف على القبر فتصلي على رسول الله وأمير المؤمنينعليهما‌السلام

__________________

(١) في الأصل : الطعام ، ما أثبتناه من الكامل.

أقول : المضمار ميدان السباق والذي يضر فيه الخيل ، ولعله كناية عن المجلس ، عبر بهعنه لسعته ، وفي بعض النسخ المطمار ، والمطمر خيط للبناء يقدر به ، ولعل مده ليدخل فيه منكان من أوليائهم ويخرج عنه مخالفوهم.

(٢) الحبوة العطية.

(٣) رواه الكليني في الكافي ٤ : ٥٨٥ ، والصدوق في العيون ٢ : ٢٥٩ ، الأمالي : ١٠٥ ، وابنقولويه في الكامل : ٥١١ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ٨٤ ، عنهم البحار ١٠٢ : ٤٢ ، الوسائل ١٤ : ٥٦٤.

٥٤٧

ثم على الحسن والحسين والأئمة ، واحدا واحدا إلى اخرهمعليهم‌السلام ، ثمتجلس عند رأسه وتقول :

السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلامعليك يا نور الله في ظلمات الأرض ، السلام عليك يا عمود الدين.

السلام عليك يا وارث ادم صفوة الله ، السلام عليك يا وارث نوحنبي الله ، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله ، السلام عليك ياوارث موسى كليم الله ، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله ، السلامعليك يا وارث محمد رسول الله.

السلام عليك يا وارث على ولي الله ، السلام عليك يا وارثفاطمة خير النساء ، السلام عليك يا وارث الحسن والحسين سيديشباب أهل الجنة ، السلام عليك يا وارث علي بن الحسين سيد العابدين ،السلام عليك يا وارث محمد بن علي باقر علم الأولين والآخرين.

السلام عليك يا وارث جعفر بن محمد الصادق البار الأمين ،السلام عليك يا وارث موسى بن جعفر الكاظم الحليم ، السلام عليكأيها الشهيد الصديق الغريب المسموم المقتول ، السلام عليك أيهاالوصي البار التقي.

اشهد انك أقمت الصلاة واتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ونهيتعن المنكر ، وعبدت الله حتى اتاك اليقين ، السلام عليك يا أبا الحسنورحمة الله وبركاته انه حميد مجيد.

٥٤٨

لعن الله من قتلك ، ولعن الله من ظلمك بالأيدي والألسن ، عليكسلام الله يا مولاي ورحمة الله وبركاته.

ثم تنكب على القبر فقبله وتضع خدك الأيمن عليه وتقول :

اللهم إليك صمدت من أرضي ، وقطعت البلاد رجاء رحمتك ،فلا تخيبني ولا تردني بغير قضاء حوائجي ، وارحم تقلبي على قبر ابنرسولكصلى‌الله‌عليه‌وآله .

بابي أنت وأمي ، اتيتك زائرا وافدا عائذا مما جنيت على نفسي ،واحتطبت(١) على ظهري ، فكن لي شفيعا إلى اللهعزوجل يوم فقريوفاقتي ، فلك عند الله مقاما محمودا وأنت عنده وجيه.

ثم ارفع يدك اليمنى وابسط اليسرى على القبر وقل :

اللهم إني أتقرب إليك بحبهم وبولايتهم ، أتولى اخرهم كما توليتأولهم ، وابرء من كل وليجة دونهم ، اللهم العن الذين بدلوا نعمتك ،واتهموا نبيك ، وجحدوا آياتك ، وحملوا الناس على أكتاف ال محمد ،اللهم إني أتقرب إليك باللعنة عليهم والبراءة منهم في الدنيا والآخرة يارحمن.

ثم تحول إلى عند رجله وقل :

صلى الله عليك يا أبا الحسن ، صلى الله على روحك وبدنك ،ولعن الظالمين لكم من الأولين والآخرين.

__________________

(١) احتطبت : الاحتطاب جمع الحطب ، وهنا استعير لما يوجب النار من الذنوب والآثام.

٥٤٩

ثم ارجع إلى عند رأسه فصل ركعتين وصل بعدهما ما بدا لك إن شاء الله(١) .

فإذا أردت الانصراف فقف عند قبرهعليه‌السلام وودعه وتقول :

السلام عليك يا مولاي وابن مولاي وسيدي ورحمة الله وبركاته ،أنت لنا جنة من العذاب ، وهذا أوان انصرافي عنك ، غير راغب عنك ،ولا مستبدل بك ، ولا مؤثر عليك ، ولا زاهد في قربك ، وقد جدتبنفسي للحدثان ، وتركت الأهل والأولاد والأوطان ، فكن لي شافعا يومفقري وفاقتي يوم لا يغني عني حميمي ولا قريبي ، يوم لا يغني عنيوالدي ولا ولدي.

فاسأل الله الذي قدر رحيلي إليك ان ينفس بك كربتي ، واسأل اللهالذي قدر علي فراق مكانك ان لا يجعله اخر العهد من رجوعي إليك ،واسأله ان يجعل زيارتي لك ذخرا عنده.

واسأل الله الذي أراني مكانك ، وهداني للتسليم عليك وزيارتيإياك ، ان يوردني حوضكم ، ويرزقني مرافقتكم في الجنان.

السلام عليك يا صفوة الله ، السلام على رسول الله محمد بنعبد الله خاتم النبيين ، السلام على أمير المؤمنين سيد الوصيين ، السلامعلى الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة من الخلق أجمعين ،

__________________

(١) عنه البحار ١٠٢ : ٥١.

٥٥٠

السلام على الأئمة الراشدين ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين

ثم تدعو لنفسك ولوالديك ولجميع إخوانك المؤمنين ، وتسألالله ان لا يجعله اخر العهد منك إن شاء الله(١) .

٢ ـ زيارة أخرى للرضاعليه‌السلام .

تغتسل كما ذكرناه وتقف على قبره كما قدمناه ، وتقول :

السلام عليك يا ولي الله وابن وليه ، السلام عليك يا حجة اللهوابن حجته وأبا حججه ، السلام عليك يا امام الهدى والعروة الوثقىورحمة الله وبركاته.

اشهد انك مضيت على ما مضى عليه آباؤك الطاهرون عليهمالسلام ، لم تؤثر عمى على هدى ، ولم تمل من حق إلى باطل ، وانك قدنصحت لله ولرسوله ، وأديت الأمانة ، فجزاك الله عن الاسلام وأهلهخير الجزاء.

اتيتك بابي وأمي زائرا عارفا بحقك ، مواليا لأوليائك ، معاديالأعدائك ، فاشفع لي عند ربك جل وعز.

ثم انكب على القبر فقبله وضع خديك عليه ، وتحول الرأس وقل :

السلام عليك يا مولاي يا بن رسول الله ورحمة الله وبركاته ، اشهدانك الإمام الهادي ، والموالي الراشد ، والولي المجاهد ، وابرأ إلى الله

__________________

(١) رواه الصدوق في العيون ٢ : ٢٧٠ ، عنه البحار ١٠٢ : ٤٨.

٥٥١

تعالى من أعدائك ، وأتقرب إلى الله بموالاتك صلى الله عليك ورحمةالله وبركاته.

ثم صل ركعتين وصل بعدهما ما أحببت ، وتحول إلى عند الرجلينوادع بما شئت.

فإذا أردت وداعه عند الانصراف فقف على قبره كوقوفك أولا وقل :

السلام عليك يا مولاي يا أبا الحسن ، السلام عليك يا بن رسول اللهورحمة الله وبركاته ، استودعك الله واقرأ عليك السلام ، امنا باللهوبما جئت به ودللت عليه ، اللهم اكتبنا مع الشاهدين.

ثم انكب على القبر فقبله وضع خديك عليه وانصرف.

الباب (٧)

مختصر زيارة السيدين الامامين أبي الحسن علي بن محمد الهادي

وأبي محمد الحسن بن علي العسكريعليهما‌السلام بسر من رأي

١ ـ إذا وردت مشهدهما صلى الله عليهما اغتسل مندوبا ، فإذاوقفت على قبرهما تقول :

السلام عليكما يا وليي الله ، السلام عليكما يا نجيي الله ، السلامعليكما يا نوري الله في ظلمات الأرض ، السلام عليكما يا أميني الله.

أتيتكما زائرا لكما ، عارفا بحقكما ، مؤمنا بما آمنتما به ، كافرا بماكفرتما به ، محققا لما حققتما ، مبطلا لما أبطلتما.

٥٥٢

اسأل الله ربي وربكما ان يجعل حظي من زيارتكما الصلاة علىمحمد واله ، وان يرزقني شفاعتكما ، ولا يفرق بيني وبينكما ، ولا يسلبنيحبكما وحب آبائكما الصالحين ، وان لا يجعله اخر العهد من زيارتكما ،ويحشرني معكما ، ويجمع بيني وبينكما في الجنة برحمته.

ثم تنكب على كل واحد من القبرين فتقبله وتضع خديك عليه ، ثمترفع رأسك وتقول :

اللهم ارزقني حبهم ، وتوفني على ملتهم ، اللهم العن ظالمي المحمد حقهم ، وانتقم منهم ، اللهم العن الأولين منهم والآخرين ،وضاعف عليهم العذاب الأليم ، انك على كل شئ قدير.

اللهم عجل فرج وليك وابن وليك ، واجعل فرجنا مع فرجهم ياارحم الراحمين.

ثم تصلي عند الرأس أربع ركعات ، وتصلي بعدها ما بدا لك ،وتدعو لنفسك ولوالديك ولجميع المؤمنين بما تريد.

فإذا أردت الانصراف فودعهماعليهما‌السلام تقول :

السلام عليكما يا وليي الله ، استودعكما الله واقرأ عليكما السلام ،امنا بالله وبالرسول وبما جئتما به ودللتما عليه ، اللهم اكتبنا معالشاهدين(١) .

__________________

(١) رواه الصدوق في الفقيه ٢ : ٣٦٨ مع اختلاف ، وابن قولويه في الكامل : ٥٢٠ ، عنهماالبحار ١٠٢ : ٦١.

٥٥٣

٢ ـ زيارة أخرى لهماعليهما‌السلام

إذا اتيت سر من رأي فاغتسل قبل دخولك المشهد واقصدالمشهد على أصحابه السلام ، فإذا أتيتهما فقف على قبريهما ، واجعلوجهك تلقاء القبلة ، وقل :

السلام عليكما يا وليي الله ، السلام عليكما يا أميني الله ، السلامعليكما يا نوري الله في ظلمات الأرض ، السلام عليكما من معتمد بعدالله سبحانه عليكما من عبدكما وزائركما ووليكما.

أتيتكما زائرا لكما ، عارفا بحقكما ، مؤمنا بما آمنتما به ، كافرا بماكفرتما به ، محققا لما حققتما ، مبطلا لما أبطلتما ، فاسأل الله ربي وربكمابحقكما ان يجعل حظي من زيارتكما مغفرة ذنوبي ، واعطائي سؤلي ،وان يصلي على محمد وال محمد ويرزقني شفاعتكما ، ولا يفرق بينيوبينكما ، ويجمعني وإياكما في مستقر من رحمته.

ثم ارفع يديك بالدعاء وقل :

اللهم ارزقني حب محمد وال محمد ، وتوفني على ملتهم ، اللهمالعن ظالمي ال محمد وانتقم منهم ، اللهم وعجل فرج وليك وابنوليك ، واجعل فرجنا مقرونا بفرجهم.

ثم صل مكانك أربع ركعات ، وادع الله كثيرا(١) .

__________________

(١) رواه في البحار ١٠٢ : ٦٢ عن المزار للمفيد.

٥٥٤

الباب (٨)

زيارة جامعة لسائر المشاهد على أصحابها أفضل السلام

١ ـ املاها علينا الشريف الجليل العالم أبو المكارم حمزة بن عليابن زهرة أدام الله عزه من فلق(١) فيه ، قال :

إذا أردت زيارة أحد من الأئمةعليهم‌السلام فقف على بابه وقل :

اللهم إني قد وقفت على باب بيت من بيوت نبيك وال نبيك عليهوعليهم‌السلام ، وقد منعت الدخول إلى بيوته الا باذن نبيك ، فقلت :( يا أيها الذين امنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم ) (٢) .

اللهم إني اعتقد حرمة نبيك في غيبته كما اعتقد في حضرته ،واعلم أن رسلك وخلفاءك احياء عندك يرزقون ، يرون مكاني في وقتيهذا ، ويسمعون كلامي ، وانك حجبت كلامهم.

فاني استأذنك يا رب أولا ، واستأذن رسولك صلواتك عليه والهثانيا ، واستأذن خليفتك الامام المفترض علي طاعته في الدخول فيساعتي هذه ، واستأذن ملائكتك الموكلين بهذه البقعة المباركة المطيعةلك السامعة ، السلام عليكم أيها الملائكة الموكلون بهذا المشهدالمبارك ورحمة الله وبركاته.

__________________

(١) الفلق : نصف الشئ الملفوق ، كلمني من فلق فيه اي من شقه.

(٢) الأحزاب : ٥٣.

٥٥٥

بإذن الله واذن رسوله واذن خلفائه واذن هذا الامام وبإذنكمصلوات الله عليكم أجمعين ، ادخل هذا البيت متقربا إلى الله ، باللهورسوله محمد وآله الطاهرين ، فكونوا ملائكة الله أعواني ، وكونواأنصاري حتى ادخل هذا البيت.

وادعو الله بفنون الدعوات ، واعترف لله بالعبودية ، ولهذا الامامولآبائه صلوات الله عليهم بالطاعة.

ثم ادخل مقدما رجلك اليمنى ، وكبر الله تعالى مائة تكبيرة ،واستقبل الضريح بوجهك وقل :

بسم الله الرحمن الرحيم ، اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكله ، كما شهد الله لنفسه ، وشهدت له ملائكته وأولوا العلم من خلقه ،لا اله إلا هو العزيز الحكيم ، واشهد أن محمدا عبده المنتجب ، ورسولهالمرتضى ، أرسله بالهدى ودين الحق ، ليظهره على الدين كله ولو كرهالمشركون.

اللهم اجعل أفضل صلواتك وأكملها ، وأنمى بركاتك وأعمها ،وأزكى تحياتك وأتمها ، على سيدنا محمد عبدك ورسولك ، ونجيكووليك ، ورضيك وصفيك ، وخيرتك من خلقك ، وخاصتكوخالصتك ، وأمينك ، الشاهد لك ، والدال عليك ، والصادع بأمرك ،والناصح لك ، والمجاهد في سبيلك ، والذاب عن دينك ، والموضحلبراهينك.

٥٥٦

والمهدي إلى طاعتك ، والمرشد إلى مرضاتك ، والواعيلوحيك ، والحافظ لعهدك ، والماضي على إنفاذ أمرك ، المؤيد بالنورالمضئ ، والمسدد بالأمر المرضي ، المعصوم من كل خطأ وزلل.

المنزه من كل دنس وخطل ، والمبعوث بخير الأديان والملل ،مقوم الميل والعوج ، ومقيم البينات والحجج ، المخصوص بظهورالفلج وإيضاح المنهج ، المظهر من توحيدك ما استتر ، والمحيي منعبادتك ما دثر ، والخاتم لما سبق ، والفاتح لما انغلق.

المجتبى من خلائقك ، والمعتام(١) لكشف حقائقك ، والموضحةبه أشراط الهدى ، والمجلو به غربيب(٢) العمى ، دامغ جيشات(٣) الأباطيل ،ودامغ(٤) صولات الأضاليل ، المختار من طينة الكرم ، وسلالة(٥) المجدالأقدم ، ومغرس الفخار المعرق ، وفرع العلاء المثمر المورق.

المنتجب(٦) من شجرة الأصفياء ، ومشكاة الضياء ، وذؤابة العلياء(٧) ،

__________________

(١) اعتام الشئ يعتامه : اختاره ـ النهاية ٣ : ١٦٣.

(٢) الغربيب : الشديد السواد ـ النهاية ٣ : ١٧٣.

(٣) دامغ جيشات الأباطيل ، هي جمع جيشة وهي مرة من جاش إذا ارتفع ـ النهاية١ : ٢٢٤.

(٤) دافع ( خ ل ).

(٥) السلالة : ما انسل من الشئ.

(٦) المنتخب ( خ ل ).

(٧) الذؤابة ـ بالضم ـ من العز والشرف وكل شئ أعلاه ، والعلياء ـ بالفتح ـ السماء ورأسالجبل والمكان العالي وكل ما علا من شئ.

٥٥٧

وسرة البطحاء(١) بعيثك بالحق ، وبرهانك على جميع الخلق ، خاتمأنبيائك ، وحجتك البالغة في أرضك وسمائك.

اللهم صل عليه صلاة ينغمر في جنب انتفاعه بها قدر الانتفاع ،ويجوز من بركة التعلق بسببها ما يفوق قدر المتعلقين بسببه ، وزده بعدذلك من الإكرام والاجلال ما يتقاصر عنه فسيح الآمال ، حتى يعلو منكرمك أعلى محال المراتب ، ويرقى من نعمك أسنى منازل المواهب ،وخذ له اللهم بحقه وواجبه ، من ظالميه وظالمي الصفوة من أقاربه.

اللهم وصل على وليك ، وديان دينك ، والقائم بالقسط من بعدنبيك علي بن أبي طالب ، أمير المؤمنين ، وإمام المتقين ، وسيدالوصيين ، ويعسوب الدين ، وقائد الغر المحجلين ، وقبلة العارفين ،وعلم المهتدين ، وعروتك الوثقى ، وحبلك المتين ، وخليفة رسولكعلى الناس أجمعين ، ووصيه في الدنيا والدين.

الصديق الأكبر في الأنام ، والفاروق الأزهر بين الحلال والحرام ،ناصر الإسلام ، ومكسر الأصنام ، ومعز الدين وحاميه ، وواقي الرسولوكافيه ، والمخصوص بمؤاخاته يوم الإخاء ، ومن هو منه بمنزلة هارونمن موسى ، خامس أصحاب الكساء ، وبعل سيدة النساء ، المؤثر بالقوتبعد ضر الطوى(٢) ، والمشكور سعيه في ( هل أتى ).

__________________

(١) اي أشرف من نشأ ببطحاء مكة ، فان السرة في وسط الانسان وخير الأمور أوسطها.

(٢) الطوى : خلا البطن والجوع.

٥٥٨

مصباح الهدى ، ومأوى التقى ، ومحل الحجى ، وطود(١) النهىالداعي إلى المحجة العظمى ، والظاعن(٢) إلى الغاية القصوى ، والساميإلى المجد والعلى ، العالم بالتأويل والذكرى.

الذي أخدمته خواص ملائكتك بالطاس(٣) والمنديل حتى توضأ ،ورددت عليه الشمس بعد دنو غروبه(٤) ، حتى أدى في أول الوقت لكفرضا ، وأطعمته من طعام أهل الجنة حين منح المقداد قرضا ، وباهيتبه أملاكك(٥) ، إذ شرى نفسه ابتغاء مرضاتك(٦) لترضى ، وجعلت ولايتهإحدى فرائضك.

فالشقي من أقر ببعض وأنكر بعضا ، عنصر الأبرار ، ومعدن الفخار ،وقسيم الجنة والنار ، صاحب الأعراف ، وأبي الأئمة الأشراف ، المظلومالمغتصب ، والصابر المحتسب ، والموتور في نفسه وعترته ،المقصود(٧) في رهطه وأعزته ، صلاة لا انقطاع لمزيدها ، ولا اتضاعلمشيدها.

__________________

(١) الطود : الجبل العظيم.

(٢) الظاعن : السائر.

(٣) الطاس : اناء يشرب فيه.

(٤) مغيبها ( خ ل ).

(٥) خواص ملائكتك ( خ ل ).

(٦) طاعتك ( خ ل ).

(٧) كذا ، ولعله تصحيف المقهور.

٥٥٩

اللهم ألبسه حلل الانعام ، وتوجه تاج الاكرام ، وارفعه إلى اعلامرتبة ومقام ، حتى يلحق نبيك عليه وعلى آله السلام ، واحكم له اللهمعلى ظالميه ، إنك العدل فيما تقضيه.

اللهم وصل على الطاهرة البتول ، الزهراء ابنة الرسول ، أم الأئمةالهادين ، سيدة نساء العالمين ، وارثة خير الأنبياء ، وقرينة خير الأوصياء ،القادمة عليك ، متألمة من مصابها بأبيها ، متظلمة مما(١) حل بها منغاصبيها ، ساخطة على أمة ، لم ترع حقك في نصرتها ، بدليل دفنها ليلافي حفرتها ، المغتصبة حقها ، والمغصصة بريقها ، صلاة لا غاية لأمدها ،ولا نهاية لمددها ، ولا انقضاء لعددها.

اللهم فتكفل لها عن مكاره دار الفناء في دار البقاء ، بأنفسالأعواض ، وأنلها ممن عاندها نهاية الآمال ، وغاية الأغراض ، حتىلا يبقى لها ولي ساخط لسخطها إلا وهو راض ، إنك أعز من أجابالمظلومين ، وأعدل قاض ، اللهم ألحقها في الاكرام ببعلها وأبيها ، وخذلها الحق من ظالميها.

اللهم وصل على الأئمة الراشدين ، والقادة الهادين ، والسادةالمعصومين ، الأتقياء الأبرار ، مأوى السكينة والوقار ، خزان العلم ،ومنتهى الحلم والفخار ، ساسة العباد ، وأركان البلاد ، وأدلة الرشاد ،الألباء الأمجاد.

__________________

(١) بما ( خ ل ).

٥٦٠

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702