المزار الكبير

المزار الكبير8%

المزار الكبير مؤلف:
المحقق: جواد القيّومي الإصفهاني
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
ISBN: 964-92002-0-7
الصفحات: 702

المزار الكبير
  • البداية
  • السابق
  • 702 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 187439 / تحميل: 6368
الحجم الحجم الحجم
المزار الكبير

المزار الكبير

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٩٢٠٠٢-٠-٧
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

٦١

بعد معرفة أنّ الأصل الأوّلي ومقتضى القاعدة الأوّليّة، هو أنّ الشارع إذا أوردً عنواناً معيّناً في دليلٍ من الأدلّة فإنّه يجب أن يبقى على معناه اللغوي.

أي أنّ كلّ دليل وردَ من الشارع يبقى على معناه اللغوي ما لم ينقله الشارع إلى الحقيقة الشرعيّة، هذا من جهة.

ومن جهةٍ أخرى، هناك أمر آخر يضيفه الأصوليّون، وهو تحقّق هذا العنوان وحصوله في الخارج.

فنحن تارة نتكلّم في مرحلة التأطير والتنظير، وفي أفق الذهن، أو في أفق اللوح باعتباره القانون، فحينئذٍ يبقى المعنى على حاله.

وتارةً نتكلّم عن مرحلة أخرى هي غير التنظير القانوني، بل هي مرحلة التطبيق في الخارج والوجود في الخارج، في هذه المرحلة أيضاً، فما لم يعبّدنا الشارع ويتصرّف في الوجود الخارجيّ لأيّ عنوان، فالأصل الأوّلي هو أن يكون وجوده ومجاله أيضاً عرفيّاً، سواء كان له وجودٌ تكويني، أو كان له وجود اعتباري لدى العرف، إلاّ أن يجعل الشارع له وجوداً خاصّاً بأن ينصب دليلاً على ذلك.

٦٢

أمثلةٌ على تحديد الوجود الخارجي للموضوع من الشارع المقدّس

مثال 1: في تحقّق الطلاق، لو قال الزوج: طلّقتُ امرأتي، أو أطلّقُكِ، أو سأُطلّقك، فكلّ هذه الصيغ لا يمضيها الشارع ولا يقرّها، وهي غير محقّقة، ولا موجّدة للطلاق، وإن كانت في العرف موجدةً له، لكن عند الشارع لا أثر لها، إلاّ أن يقول: أنتِ طالق، بلفظ اسم الفاعل المراد منه اسم المفعول.

هنا الشارع وإن لم يتصرّف في ماهيّة الطلاق ولم يتصرّف في عنوانه، بل أبقاه على معناه اللغوي، لكنّه تصرّف في كيفيّة وجوده وحصوله في الخارج.

مثال 2: الحلف لا يكون حلفاً شرعيّاً بالله، والنذر لا يكون نذراً لله إلاّ أن تأتي به بالصيغة الخاصّة، فهذا تصرّف في كيفيّة الوجود، فإن دلّ الدليل على كيفيّة تصرّف خاصّة من الشارع وفي كيفيّة الوجود، فلا يتحقّق ذلك الأمر إلاّ بها.

أمّا إذا لم يقم الدليل من الشارع على ذلك، فمقتضى القاعدة الأوّليّة أنّ وجوده يكون وجوداً عرفيّاً - تكوينيّاً كان أو اعتباريّاً - ما لم يرد دليل من الشارع لتحديد وجوده وحصوله في الخارج.

نرجع إلى محلّ البحث، لو لم يكن دليل إلاّ عموم آية( لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ ) .

وعموم آية:( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) ، وقلنا: إنّ المعنى يبقى على حاله، حيث إنّ الشارع لم يتصرّف في معناه

٦٣

اللغوي الذي هو ما يقال عنه مرحلة تقنين القانون، ولم يتصرّف أيضاً في مرحلة التطبيق الخارجي من جهة خارجيّة، فما يتّفق عليه العرف بحيث يصبح تبياناً وإضاءةً لمعنى من المعاني الدينيّة، يصبح شعيرةً وشعاراً.

ويجدر التنبيه هنا على أنّ وجودات الأشياء على قسمين:

الوجودُ التكويني والوجود الاعتباري للأشياء

القسم الأوّل: هو الوجود التكويني مثل: وجود الماء، الحجر، الشجر، الإنسان، الحيوان.

القسم الثاني: وجود غير تكويني، بل هو اعتباري - أي فرضي، ولو من العرف - مثل: البيع، فالبائع والمشتري يتّفقان على البيع بخصوصيّاته، فيتقيّدان بألفاظ الإيجاب والقبول فيها، فحينئذٍ: هذا البيع، أو الإجارة، أو الوصيّة، أو المعاملة ليس لها وجود حسّي خارجيّ؛ وإنّما وجودها بكيفيّات اعتباريّة فرضيّة في عالَم فرضي يُمثّل القانون، سواء قانون الوضع البشري، أو حتّى قانون الوضع الشرعي عند الفقهاء، إذ يحملون هذا على الاعتبار الفرضي، فهو عالَم اعتبار لمَا يتّخذه العقلاء من فرضيّات.

العقلاء يفترضون عالَماً فرضيّاً معيّناً، لوحة خاصّة بالعقلاء، لوحة القانون العقلائي.

فوجودات الأشياء على أنحاء: تارةً نَسق الوجود التكويني، وتارة نَسق الوجود الاعتباري، وإن كانت اعتبارات الشارع، وتقنينات الشارع، وفرضيّات الشارع وقوانينه، يُطلق عليها أيضاً اعتبار شرعي، ولكن من الشارع.

٦٤

خلاصةُ القول

إنّ كلّ عنوان أُخذ في دليلٍ - كالبيع، أو الهبة، أو الوصيّة، أو الشعائر، أو الطلاق، أو الزوجيّة - إذا أُبقيَ على معناه اللغوي، وأيضاً أُبقي على ما هو عليه من الوجود عند العرف فبها، غاية الأمر أنّ الوجود عند العرف ليس وجوداً تكوينيّاً، بل وجودٌ طارئ اعتباري في لوحة تقنيناتهم وفي لوحة اعتبارهم، مثلاً: حينما يقول الشارع في الآية الكريمة:( أَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ ) (1) ليس معناه: أنّ البيع الذي هو بيع عند الشارع قد أحلّه الله ؛ لأنّ ذلك يكون تحصيل الحاصل، لأنّ البيع الذي عند الشارع هو حلال من أساسه، بل المقصود من:( أَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ ) ، وكذلك:( أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ ) (2) المراد أنّ البيع والعقود التي تكون متداولة في أُفق اعتباركم أنتم أيها العقلاء قد أوجبتُ - أنا الشارع - الوفاء بها، وقد أحللتُها لكم، فإذاً قد أبقاها الشارع على ما هي عليه من وجود ومعنىً لغوي عند العقلاء والعرف.

وقد يتصرّف الشارع في بعض الموارد - كما بينّا في الطلاق - حيث يقيّدها بوجود خاص.

فحينئذٍ، يتبيّن أنّ الأشياء قد يبقيها الشارع على معناها اللغوي، ويبقي وجودها في المقام الآخر على ما هي عليه من وجود إمّا تكويني أو

____________________

(1) البقرة: 275.

(2) المائدة: 1.

٦٥

اعتباري.

ومن جهةٍ أخرى، فإنّ العلامة أو (الدال) إمّا عقليّة أو طبعيّة، أو وضعية..

فهل الشعائر أو الشعيرة هي علامة تكوينيّة، أم عقليّة، أم طبعيّة، أم هي وضعيّة؟

الشعيرةُ علامة وضعيّة

نرى أنّ الشعيرة والشعار هي علامة وضعيّة وليست عقليّة ولا طبعيّة، وهنا مفترق خطير في تحليل الماهيّة؛ للتصدّي للكثير من الإشكالات أو النظريّات التي تُقال في قاعدة الشعائر.

نقول: إنّ الشعيرة هي علامة وضعيّة، بمعنى أنّ لها نوعاً من الاقتران والربط والعلقة الاعتباريّة، فالوضع هو اعتباري وفرضي بين الشيئين.

والأمر كذلك في الأمور الدينيّة أيضاً، مثلاً كان شعار المسلمين في بدر: (يا منصور أمِت)(1) ، حيث يستحب في باب الجهاد أن يضع قائد جيش المسلمين علامة وشعاراً معيّناً للجيش.

الشعائر أو الشعارة: هي ربط اعتباري ووضع جعلي فطبيعتها عند العرف هو الاعتبار، حتّى شعار الدولة، وشعار المؤسّسات، وشعار الأندية، والوزارات..

والشركات التجارية، والفِرق الرياضيّة، لكنّ كلّ ذلك أمر اعتباري..

____________________

(1) المنصور من أسماء الله سبحانه، أمِت: يعني أمِت الكافرين.

٦٦

فهو علامة حسّيّة دالّة على معنى معيّن، لكنّ الوضع والعلقة فيه اعتباريّة.

فلابدّ من الالتفات إلى تحليلٍ أعمق لماهيّة الشعائر والشعيرة، فماهيّة الشعار والشعيرة علامة حسّيّة لمعنى من المعاني الدينيّة، ولكنّ هذه العلامة ليست تكوينيّة، ولا عقليّة، ولا طبعيّة، وإنّما هي علامة وضعيّة.

فالشعائر هي التي تفيد الإعلام، وكلّ ما يُعلِم على معنى من المعاني الدينيّة، أو يدلّ على شيء له نسبة إلى الله عزّ وجل، فإنّ هذا الإعلام والربط بين الـمَعلم والـمُعلم به، وهذا الربط هو في الماهيّة وضعي اعتباري.

فالموضوع يتحقّق بالعُلقة، والوضع الاعتباري.

وإذا كان تحقّق ماهيّة الشعائر والشعيرة بالعُلقة الوضعيّة الاعتباريّة، وافتراضنا أنّ الشارع لم يتصرّف في كيفيّة الوجود، بمعنى أنّ المتشرّعة إذا اختاروا واتّخذوا سلوكاً ما علامة لمعنى ديني معيّن، فبالتالي يكون ذلك السلوك من مصاديق الشعائر.

وكما قلنا: إنّ ماهيّة الشعائر تتجسّد في كلّ ما يوجب الإعلام والدلالة فيها وضعيّة، والواضع ليس هو الشارع ؛ لأنّه لم يتصرّف بالموضوع، فبذلك يكون الوضع قد أُجيز للعرف والعقلاء.

كما ذكرنا في البيع أنّ له ماهيّة معيّنة، وكيفيّة خاصّة حسب ما يقرِّره العقلاء، وكيفيّة وجوده اعتباريّة، وذَكرنا أنّ الشارع إن لم يتصرّف في الماهيّة والمعنى في الدليل الشرعي، ولم يتصرّف في كيفيّة الوجود، فالماهيّة تبقى على حالها عند العقلاء، بخلاف الطلاق الذي تصرّف الشارع في كيفيّة وجوده في الخارج.

٦٧

الشعائرُ ومناسك الحج

وممّا تقدّم: تبيّن خطأ عدّ مناسك الحجّ - بما هي مناسك - شعائر.

حيث إنّ الشعائر صفة عارضة لها، وليست الشعائر هي عين مناسك الحجّ كما فسّرها بعض اللغويّين.

بيان ذلك: حينما نقول مثلاً: (الإنسانُ أبيض)، هل يعني أنّ الماهيّة النوعيّة للإنسان هي البياض، كلاّ، أو حين نقول: (الإنسان قائم)، فهل يعني أنّ الماهيّة النوعيّة للإنسان هي القيام، كلاّ، إذ القيام والبياض أو السمرة أو السواد ليست ماهيّةً للإنسان، وإنّما هذه عوارض قد تعرض على الماهيّة وقد تزول عنها.

إنّ كُنه الإنسان وماهيّته بشيء آخر، لا بهذه العوارض، وكذلك مناسك الحجّ، إذ ليست ماهيّة المنسك هي الشعار، بل الشِعار هو ما يكمُن وينطوي فيه جنبة الإعلام والعلانيّة لشيء من الأشياء.

مثال آخر: لفظة (زيد) كنهها ليس أنّها سِمة لهذا الإنسان، كُنهها: هو صوت متموّج يتركّب من حروف معيّنة، نعم، من عوارضها الطارئة عليها أنّها سِمة واسم وعلامة لهذا الإنسان، وهذا من عوارضها الاعتباريّة لا الحقيقيّة، حيث إنّها علامة على ذلك الجسم.

إذاً جنبة العلاميّة لون عارض على أعمال الحج، أو على العبادات، أو على الموارد الأخرى، لا أنّها عين كنه أعمال الحج، وليس كون الشعائر هي نفس العباديّة، ولا كون العباديّة هي الشعائر.

أمّا كيف يسمح الشارع في أن يتصرّف العرف بوضع الشعائر أو غير ذلك، فهذا ما سنقف عليه لاحقاً إن شاء الله تعالى.

٦٨

الترخيصُ في جَعل الشعائر بيد العُرف

إنّ الشارع حينما لا يتصرّف في معنى معيّن، ولا في وجوده في الخارج، فهل يعني هذا تسويغاً من الشارع في أن يتّخذ العرف والعقلاء ما شاءوا من علامة لمعاني الدين وبشكلٍ مطلق؟ أم هناك حدود وقيود، وما الدليل على ذلك؟

هل اتّخاذ المسلمين لهذه المعالِم الحسّيّة مَعلماً وشعاراً، سواء كانت مَعالم جغرافيّة: كموقع بدر، وغدير خمّ، أو مَعلماً زمنيّاً: كمولد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهجرته، وتواريخ الوقائع المهمّة، أو مَعلماً آخر غير زماني ولا مكاني، كأن يكون ممارسةً فعليّة، هل هذا فيه ترخيص من الشارع أم لا؟

للإجابة على هذا السؤال المهمّ لابدّ من تحرير النقاط التالية:

النقطة الأولى: وهذه هي جهة الموضوع في قاعدة الشعائر الدينيّة، وهي: أنّ العناوين التي ترد في لسان الشارع إذا لم يرد دليل آخر يدلّ على نقلها من الوضع اللغوي إلى الوضع الجديد والمعنى الجديد، فهي تبقى على حالها، وعلى معانيها الأوّليّة اللغويّة.

النقطة الثانية: أنّ تحقّق تلك الموضوعات وكيفيّة وجودها في الخارج، إن كان الشارع صرّح وتصرّف بها فنأخذ بذلك، وإلاّ فإنّها ينبغي أن تبقى على كيفيّة وجودها العرفي أو التكويني.

النقطة الثالثة: أنّ وجودات الأشياء على نسقَين:

( أ ) بعض الوجودات وجودات تكوينيّة.

٦٩

(ب) وبعض الوجودات وجودات اعتباريّة.

وقد أشرنا سابقاً لذلك، ولكن لزيادة التوضيح نقول: إنّ عناوين أغلب المعاملات وجودها اعتباري: كالبيع، والإجارة، والهبة، والوصيّة، والطلاق، والنكاح وما شابه ذلك، كلّ هذه العناوين كانت وجودات لدى العرف والعقلاء( أَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ... ) ،( أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ... ) وغيرها من العناوين.

فآية:( أَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ... ) لسانٌ شرعي وقضيّة شرعيّة تتضمّن حكماً شرعيّاً وهو الحلّيّة، بمعنى حلّيّة البيع وصحّته وجوازه، ولم يتصرّف الشارع بماهيّة البيع، ولا بكيفيّة وجوده، إلاّ ما استُثني(1) ، فكيفيّة وجوده عند العرف والعقلاء تكون معتبرة، فما يصدق عليه وما يسمّى وما يطلق عليه (بيع) في عرف العقلاء جُعل موضوعاً لقضيّة شرعيّة، وهي حلّيّة ذلك البيع، وإلاّ فإنّ هذا الدليل( أَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ... ) ليس المقصود منه البيع الشرعي، إذ البيع الشرعيّ أحلّه الله، ولو كان البيع المراد في هذا اللسان هو البيع الشرعي، لمَا كان هناك معنىً لحلّيّته؛ لأنّه سوف يكون تحصيلاً للحاصل، البيع الشرعي إذا كان شرعيّاً فهو حلال بذاته، فكيف يُرتّب عليه الشارع حكماً زائداً وهو الحلّيّة.

فلسان الأدلّة الشرعيّة - والتي وردت فيها عناوين معيّنة - إذا لم يتصرّف الشارع بها ولم يتعبّد بدلالة زائدة، تبقى على ما هي عليه من المعاني

____________________

(1) مثل: حُرمة وفساد بيع المكيل والموزون بجنسه مع التفاضل؛ لأنّه ربا، ومثل: بطلان بيع الكالئ بالكالئ وغيرها.

٧٠

الأوّليّة، وتبقى على ما هي عليه عند عُرف العقلاء.

حينئذٍ يأتي البيان المزبور في لفظة (الشعائر) الواردة في عموم الآيات:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ ) (1) أو:( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ.. ) (2) وقد مرّ بنا أنّ ماهيّة الشعيرة، أو الشعائر التي هي بمعنى العلامة إذا أُضيفت إلى الله عزّ وجل، أو أُضيفت إلى الدين الإسلامي، أو أُضيفت إلى باب من أبواب الشريعة، فإنّها تعني علامة ذلك الباب، أو علامة أمر الله، أو علامة أحكام الله وما شابه ذلك.

والعلامة - كما ذكرنا - ليست عين المنسك، وليست عين العبادة، وليست عين الأحكام الأخرى في الأبواب المختلفة؛ وإنّما العلامة أو الإعلام شيء طارئ زائد على هذه الأمور، كاللون الذي يكون عارضاً وطارئاً على الأشياء، فيكون طارئاً على العبادة، أو المنسك، أو الحُكم المعيّن.

فجنبة الإعلام والنشر في ذلك الحُكم، أو في تلك العبادة، أو ذلك المنسك، تتمثّل بالشعيرة والشعائر، وبهذا النحو أيضاً تُستعمل في شعائر الدولة أو شعائر المؤسّسة والوزارة - مثلاً - فهي ليست جزءاً من أجزاء الوزارة أو المؤسّسة مثلاً، وإنّما هي علامةٌ عليها.

فالنتيجة: أنّ الشعيرة والشعائر والشِعار تبقى على حالها دون تغيير في كلا الصعيدين: صعيد المعنى اللغوي، وصعيد كيفيّة الوجود في الخارج.

____________________

(1) المائدة: 2.

(2) الحجّ: 32.

(1) الحجّ: 36.

٧١

فإطلاق الشعائر على مناسك الحجّ ليس من جهة وجودها التكويني أو الطبعي، بل من جهة الجعل والاتّخاذ من الله عزّ وجل:( وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ) (1) يعني: باتّخاذ وضعي واعتباري أصبحت علامة ونبراساً للدين.

هذه الشعائر في مناسك الحج، جُعلت - بالوضع والاعتبار - علامةً للدين، ولعلوّ الدين، ولرقيّه وانتشاره وعزّته ونشر أحكامه.

بعد هذا البسط يتّضح من ماهيّة الشعيرة ومن وجود الشعيرة، أنّ وجودها ليس تكوينيّاً، والمقصود ليس نفي تكوينيّة وجود ذات الشعيرة، بل إنّ تَعَنون الشيء بأنّه شعيرة وجعله علامة على شيء آخر تَعنونه هذا، وجعله كذلك ليس تكوينيّاً بل اعتباريّاً، وإلاّ فالبُدن هي من الإبل، ووجودها تكويني.

ولكن كونها شعيرة وعلامة على حُكم من أحكام الدين، أو على عزّة الإسلام شيء اعتباري، نظير بقيّة الدلالات التي تدلّ على مدلولات أخرى بالاعتبار والجعل.

فالشعائر وإن كانت وجودات في أنفسها تكوينيّة، ولكن عُلقتها ودلالتها على المعاني اتّخاذيّة واعتباريّة، بواسطة عُلقة وضعيّة ربطيّة اعتباريّة، هذا من جهة وجودها.

ومن جهةٍ أخرى، فقد دلّلنا على أنّ الشعائر والشعيرة تكون بحسب ما تُضاف إليه، كما قد يتّخذ المسلمون الشعائر في الحرب مثلاً، كما وردَ

____________________

(1) الحجّ: 36.

٧٢

دليل خاص في باب الجهاد على استحباب اتّخاذ المسلمين شعاراً لهم، مثل ما اتّخذه المسلمون في غزوة بدر، وهو شعار: (يا منصور أمِت).

فالمقصود إذا لم يرد لدينا دليل خاصّ على التصرّف في معنى الشعائر أو الشعيرة - التي هي بمعنى العلامة كما ذكرنا - فإنّه يبقى على معناه اللغوي الأوّلي.

الوجودُ الاعتباري للشعيرة

وكذلك في الوجود الخارجي، إذ المفروض أنّ المتشرّعة إذا اتّخذوا شيئاً ما كشعيرة، يعني علامة على معنى ديني سامي، معنىً من المعاني الدينيّة السامية، أو حكماً من الأحكام العالية، وجعلوا له علامة، شعيرة وشِعار وشعائر. فالمفروض جَعل ذلك بما هي شعيرة لا بما هي هي، أي: بوجودها النفسي، لكن بما هي شعيرة، (كاللفظ بما هو دال على المعنى، لا يكون دالاً على المعنى إلاّ بالوضع..) فالشعيرة بما هي شعيرة، أي بما هي علامة دالّة على معنى سامي من المعاني الدينيّة، وتشير بما هي علامة على حُكم من الأحكام الدينيّة الركنيّة مثلاً، أو الأصليّة وهي دلالة اعتباريّة اتّخاذيّة وضعيّة.

وهذا يعني أنّها مجعولة في ذهن الجاعل، وبالتبادل وبالاتفاق تصبح شيئاً فشيئاً شعيرة وشِعار، مثل ما يجري في العرف بأن يضعوا للمنطقة الفلانيّة اسماً معيّناً مثلاً، وبكثرة الاستعمال شيئاً فشيئاً ينتشر بينهم ذلك الاسم فيتواضعون عليه، ويتعارف بينهم أنّ هذه المنطقة تُعرف باسم كذا، ويحصل الاستئناس في استعمال اللفظ في ذلك المعنى، فينتشر ويتداول، فحينئذٍ يكون اللفظ المخصوص له دلالة على المعنى المعيّن دلالةً وضعيّةً.

٧٣

خلاصةُ القول

إلى هنا عرفنا أنّ في آية:( لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ ) (1) ، وآية:( وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) (2) ثلاثة مَحاور:

محور الحُكم، ومحور المتعلّق، ومحور الموضوع.

فنقول: لو كنّا نحن ومقتضى القاعدة، لو كنّا نحن وهاتين الآيتين الشريفتين فقط وفقط فحينئذٍ، نقول: إنّ المعنى لشعائر الله - كالزوال، وكدِلوك الشمس - بقيَ على ما هو عليه في المعنى، ووجوده أيضاً على ما هو عليه من وجود، وقد بيّنّا في كيفيّة وجوده أنّها ليست تكوينيّة، بل هي وضعيّة واعتباريّة واتخاذيّة، كما في آية( أَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ... ) نبقيه على ما هو عليه من معنى، ونُبقيه على ما هو عليه من وجود، ووجوده هو وجود اعتباري لدى العقلاء.

وكذلك الأمر في شعائر الله، حيث هناك موارد قد تصرَّف فيها الشارع بنفسه وجعلَ شيئاً ما علامة، وغاية هذا التصرّف هو جعل أحد مصاديق الشعائر، كالمناسك في الحجّ.

وهناك موارد لم يتصرّف الشارع بها ولم يتّخذ بخصوصها علامات معيّنة.

وإنّما اتّخذ المتشرِّعة والمكلّفون شيئاً فشيئاً فعلاً من الأفعال - مثلاً -

____________________

(1) المائدة: 2.

(2) سورة الحج: 32.

٧٤

علامة وشعاراً على معنى من المعاني الإسلاميّة، فتلك الموارد يشملها عموم الآية:( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) (1) ، وكذلك يشملها عموم:( لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ ) (2) .

فلو كنّا نحن وهاتين الآيتين فقط، يتقرّر أنّ معنى الشعائر ووجودها هو اتّخاذي بحسب اتّخاذ العرف.

لكن قبل أن يتّخذها العرف شعيرة ومشاعر، وقبل أن يتواضع عليها العرف، والمتشرِّعة والعقلاء والمكلّفون لا تكون شعيرة، وإنّما تتحقّق شعيريّتها بعد أن تتفشّى وتنتشر ويتداول استعمالها، فتصبح رسماً شعيرة وشعائر، ويشملها عموم( لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ ) ، و( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ... ) .

فالمفروض أنّ المعنى اللغوي لشعائر الله، هو معنىً عام طُبّق في آية سورة المائدة، أو في آية سورة الحجّ على مناسك الحجّ.

ولكن لم تُحصر الشعائر بمناسك الحجّ، بل الآية الكريمة دالّة على عدمه:( وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ) (3) ، و (من) دالّة على التبعيض والتعميم.

فإذن، اللفظ حسب معناه اللغوي عام، ونفس السياق - الذي هو سياق تطبيقي - ليس من أدوات الحصر، كما ذكرَ علماء البلاغة ؛ فإنّهم لم يجعلوا

____________________

(1) الحجّ: 32.

(2) المائدة: 2.

(3) الحج: 36.

٧٥

تطبيق العام على المصداق من أدوات الحصر.

بل عُلّل تعظيم مناسك الحج لكونها من الشعائر، فيكون من باب تطبيق العام على أفراده، وذَكرنا أنّ أغلب علماء الإماميّة - من مفسّريهم، وفقهائهم، ومحدّثيهم - ذَهبوا في فتاواهم وتفاسيرهم إلى عموم الآية لا إلى خصوصها، ومنهم: الشيخ الطوسي في التبيان، حيث ذَكر أقوالاً كثيرة نقلاً عن علماء العامّة، ثُمّ بعد ذلك ذهب إلى أقوائيّة عموم الآية، وإنّه لا دليل على تخصيصها.

كما أنّ هناك دليلاً على ذلك من الآية الشريفة( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ) (1) ، حيث إنّ من الواضح أنّ حُرمات الله أعمّ من حُرمات الحجّ، هنا الموضوع للحُكم هو مُطلق حُرمات الله، وكذلك الأمر بالنسبة لشعائر الله في الآية الأخرى.

فإذن لو كنّا نحن ومقتضى هاتين الآيتين، فهاتان الآيتان - بحسب معناهما اللغوي، وبحسب وجودهما بين العقلاء وعُرف المكلّفين - وجودهما اعتباري اتّخاذي، ولو من قِبَل المتشرِّعة.

هذا الكلام بحسب اللسان الأوّلي في أدلّة الشعائر وقاعدة الشعائر، أمّا بحسب اللسان الإلزامي، فالأمر أوضح بكثير كما سنتعرّض إليه.

الاعتراضُ بتوقيفيّة الشعائر

في مقابل ذلك، أدُّعي وجود أدلّة تُثبت اختصاص جعل الشعائر بيد

____________________

(1) الحج: 30.

٧٦

الشارع المقدّس من حيث تطبيق وجودها، كما أنّ الشارع حينما جعل البيع، صار له وجود وكيفيّة خاصّة، وهو ذلك الوجود الذي رتّب عليه الحلّيّة، وأخذَ فيه قيوداً معيّنة.

ويقرِّر ذلك بعينه في بحث الشعائر، كما هو الحال في الطلاق، حيث إنّ الشارع جعلَ له كيفيّة وجود خاصّة.

فالشعائر لابد أن تُتّخذ وتُجعل من قِبَل الشارع، ومن ثُمّ يَحرم انتهاكها، أمّا مجرّد اتّخاذها - والتعارف عليها والتراضي بها من قِبَل العرف والعقلاء - لا يجعلها شعيرة ولا يترتّب عليها الحُكم، أي: وجوب التعظيم وحرمة الهتك.

أدلّةُ المُعترض:

الأوّل: باعتبار أنّ الشعائر تعني أوامر الله، ونواهي الله، وأحكام الله، فلابدّ أن تكون الشعائر من الله، فكيف يوكَّل تشريعها غير الله سبحانه( إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ ) (1) .

الثاني: ما في الآية من سورة الحجّ( وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ) (2) من كونها شعائر الله، إنّما هو بجعل الشارع لا بجعل المتشرِّعة.

وآية( لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ ) (3) ، وآية:( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ

____________________

(1) الأنعام: 57.

(2) الحج: 36.

(3) المائدة: 2.

٧٧

فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ) (1) ترتبط كلّ منها بموارد مناسك الحجّ، ومناسك الحجّ مجعولة بجعل الشارع.

فالحاصل أنّ ألفاظ الآيات ظاهرة في أنّ جعل الشعائر إنّما هو جعل من الله، وليس هو جعل وإنشاءٌ واتخاذٌ حسب قريحة واختيار المتشرِّعة.

الثالث: لو كانت الشعائر بيد العرف لاتّسع هذا الباب وترامى، ولمَا حُدّ بحدّ، بحيث يُعطى الزمام للعرف وللمتشرِّعة بأن يجعلوا لأنفسهم شعائر كيف ما اختاروا واقترحوا، وبالتالي سوف تطرأ على الدين تشريعات جديدة وأحكام مستحدَثة ورسوم وطقوس متعدّدة، حسب ما يراه العرف والمتشرِّعة، فتُجعل شعائر دينيّة.

فإيكال الشعائر إلى العرف والمتشرّعة وإلى عامّة الناس المتديّنين، سوف يستلزم إنشاء تشريع دين جديد وفقَ ما تُمليه عليهم رغباتهم وخلفيّاتهم الذهنيّة والاجتماعيّة.

الرابع: يلزم من ذلك تحليل الحرام، وتحريم الحلال، حيث سيتّخذون بعض ما هو محرّم شعائر فيجعلونها عَلَماً وعلامة على أمر ديني، وهذا تحليل للحرام، أو قد يجعلون لأشياء محلّلة حرمة معيّنة مثلاً ؛ لأنّها إذا اتُّخذت شعيرة وعُظِّمت فسوف يُجعل لها حرمة، مع أنّ حكمها في الأصل كان جواز الإحلال والابتذال.

أمّا بعد اتّخاذها شعيرة فقد أصبح ابتذالها حراماً وتعظيمها واجباً، فيلزم من ذلك تحريم الحلال.

____________________

(1) الحج: 30.

٧٨

جوابُ الاعتراض:

والجواب تارةً إجمالاً وأخرى تفصيلاً.. أمّا الجواب الإجمالي: فهو وجود طائفة الأدلّة من النوع الثاني والثالث، حيث مرّ أنّ لقاعدة الشعائر الدينيّة ثلاثة أنواع من الأدلّة:(1)

النوع الأول: لسان الآيات التي وردت فيها نفس لفظة الشعيرة والشعائر.

النوع الثاني: لسان آخر، وهو ظاهر الآيات التي وردت في وجوب نشر الدين، وإعلاء كلمة الله سبحانه، وبثّ الشريعة السمحاء.

وقد قلنا: إنّ قاعدة الشعائر الدينيّة تتقوّم برُكنين:

ركن الإعلام والنشر والبثّ، والانتشار لتلك العلامة الدينيّة ولِذيها.

وركن علوّ الدين واعتزازه، وهذا اللسان نلاحظه في جميع الألسن لبيان القاعدة، سواء كان في اللسان الأوّل الذي وردت فيه بلفظ الشعائر، أو في اللسان الثاني الذي لم يرد فيه لفظ الشعائر.

النوع الثالث : أو اللسان الثالث من الأدلّة: الذي ذكرنا بأنّه العناوين الخاصّة في الألفاظ الخاصّة.

فلو بنينا على نظريّة هذا المعترض؛ فإننّا لن ننتهي إلى النتيجة التي يتوخّاها بأنّ الشعائر حقيقة شرعيّة، أو وجودها حقيقة شرعيّة، لأنّ النتيجة

____________________

(1) راجع ص: 31 - 38 من هذا الكتاب.

٧٩

التي يريد أن يتوصّل إليها هي الحكم ببدعيّة كثير من الرسوم والطقوس التي تمارَس باسم الشعائر الدينيّة المستجدّة والمستحدَثة، وهذه النتيجة سوف لا يصل إليها حتّى لو سلّمنا بأنّ الشعائر الدينيّة هي بوضع الشارع وبتدخّله؛ لعدم انسجام ذلك مع النَمَطين الأخيرين من لسان أدلّ الشعائر، والوجه في ذلك يتّضح بتقرير الجواب التفصيلي على إشكالات المعترِض.

الجوابُ التفصيلي الأوّل

يتمّ بيانه عبر ثلاث نقاط:

النقطة الأولى: تعلّق الأوامر بطبيعة الكلّي

ما ذكرهُ علماء الأصول: من أنّ الشارع إذا أمرَ بفعل كلّي، مثل: الأمر بالصلاة( أَقِيمُواْ الصَّلاَةَ ) (1) ، أو الأمر بعتق رقبة، أو الاعتكاف، ولم يُخصِّص ذلك الفعل بزمن معيّن، أو بمكان معيّن، أو بعوامل معيّنة؛ وإنّما أمرَ بهذه الطبيعة على حدودها الكلّيّة، كأن يأمر الشارع مثلاً بصلاة الظهرين بين الحدّين، أي: بين الزوال والغروب، فالمكلّف يختار الصلاة في أيّ فردٍ زمني من هذه الأفراد، وإن كان بعض الأفراد له فضيلة، إلاّ أنّ المكلّف مُفوّض في إيجاد طبيعة الصلاة، وماهيّة الصلاة، وفعل الصلاة في أيّ فرد شاء، وفي أيّ آنٍ من الآنات بين الزوال والغروب، سواء في أوّل الوقت، أو وسط الوقت، أو آخر الوقت، كما أنّه مفوّض ومخيّر في إيقاع الصلاة في هذا المسجد، أو في ذلك المسجد، أو في منزل، جماعة أو فرادى، وبعبارة

____________________

(1) البقرة: 43، 83، 110.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

فليصل صالحي ](١) إخوانه ، يكتب له ثواب صلتنا(٢) .

وقال الرضاعليه‌السلام : من اتي قبر أخيه المؤمن ثم وضع يده على القبروقرأ :( انا أنزلناه في ليلة القدر ) سبع مرات ، امن يوم الفزع الأكبر(٣) .

فإذا أردت زيارة قبر أخيك المؤمن فاستقبل القبلة وضع يدك علىالقبر وقل :

اللهم ارحم غربته ، وصل وحدته ، وانس وحشته ، وامن روعته ،واسكن إليه من رحمتك رحمة يستغني بها عن رحمة من سواك ،والحقه بمن كان يتولاه(٤) .

واقرأ :( انا أنزلناه في ليلة القدر ) سبع مرات.

الباب (٣)

زيارة سلمان الفارسي رحمة الله عليه

١ ـ تقف عليه وتقول :

السلام عليك يا أبا عبد الله ، السلام عليك يا تابع صفوة الرحمن ،السلام عليك يا من لم يتميز من أهل بيت الايمان(٥) .

__________________

(١) من الكامل ، وفيه في الموضعين : موالينا.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٥٢٨ ، عنه البحار ١٠٢ : ٢٩٥.

(٣) رواه ابن قولويه في الكامل : ٥٢٨ ، عنه البحار ١٠٢ : ٢٩٥.

(٤) رواه ابن قولويه في الكامل : ٥٢٩ عن الباقرعليه‌السلام ، عنه البحار ١٠٢ : ٢٩٧.

(٥) في مصباح الزائر : تميز من أهل الايمان ( خ ل ).

٦٠١

السلام عليك يا من خالف حزب الشيطان ، السلام عليك يا من نابذعبدة الأوثان ، السلام عليك يا من تبع الوصي زوج سيدة النسوان ،السلام عليك يا من جاهد في الله مرتين مع النبي والوصيأبي السبطين.

السلام عليك يا من صدق فكذبه أقوام ، السلام عليك يا من قال لهسيد الخلق من الإنس والجان : أنت منا أهل البيت لا يدانيك انسان ،السلام عليك يا من تولى امره عند وفاته أبو الحسنين ، السلام عليك يامن جوزيت عنه بكل احسان ، السلام عليك فقد دنت بخير الأديان(١) ،السلام عليك ورحمة الله وبركاته.

اتيتك يا أبا عبد الله زائرا قاضيا فيك حق الامام ، وشاكرا لبلائكفي الاسلام ، فاسأل الله الذي خصك بصدق الدين ومتابعة الخيرينالفاضلين ، ان يحييني حياتك ، وان يميتني مماتك ، ويحشرني فيمحشرك ، على انكار ما أنكرت ومنابذة من نابذت ، والرد على منخالفت ، الا لعنة الله على الظالمين من الأولين والآخرين ، فكن يا أبا عبدالله شاهدا لي بهذه الزيارة عند امامي وامامكصلى‌الله‌عليه‌وآله .

جمع الله بيني وبينك وبينهم في مستقر من رحمته ، انه وليذلك والقادر عليه إن شاء الله ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ،

__________________

(١) كنت على خير الأديان ( خ ل ).

٦٠٢

وصلى الله على خيرته من خلقه محمد وآله الطاهرين وسلم تسليما(١)

٢ ـ زيارة أخرى لسلمانرضي‌الله‌عنه .

إذا وقفت على القبر فاستقبل القبلة وقل :

السلام على رسول الله محمد بن عبد الله خاتم النبيين ، السلامعلى أمير المؤمنين سيد الوصيين ، السلام على الأئمة الراشدين ، السلامعلى الملائكة المقربين.

ثم ضع يدك اليسرى عليه وقل :

السلام عليك يا صاحب رسول الله الأمين ، السلام عليك يا وليأمير المؤمنين ، السلام عليك يا مودع اسرار السادات الميامين ، السلامعليك يا بقية الله من البررة الماضين ، السلام عليك يا أبا عبد اللهورحمة الله وبركاته.

اشهد انك أطعت الله كما امرك ، واتبعت الرسول كما ندبك ،وتوليت خليفته كما الزمك ، ودعوت إلى الائتمام بذريته كما وقفك ،وعلمت الحق يقينا فاعتقدته كما ألهمك.

اشهد انك باب وصي المصطفى ، وطريق حجة الله المرتضى ،وامين الله فيما استودعت من علوم الأصفياء ، اشهد انك من أهل بيتالنبي والنجباء المختارين لنصر الوصي.

__________________

(١) رواه السيد في مصباح الزائر : ٢٦٣ ، عنه البحار ١٠٢ : ٢٩١.

٦٠٣

اشهد انك صاحب العاشرة(١) والبراهين والدلائل القاهرة ، وأقمتالصلاة واتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ، وأديتالأمانة ونصحت لله ولرسوله ، وصبرت على الأذى في جنبه حتى اتاكاليقين.

لعن الله من جحد حقك وحط من قدرك ، لعن الله من آذاك فيمواليك ، ولعن الله من أعنتك في أهل بيت نبيك ، لعن الله من لامك فيساداتك ، لعن الله عدو ال محمد من الجن والإنس من الأولينوالآخرين ، وضاعف عليهم العذاب الأليم.

وقل :

صلى الله عليك يا صاحب رسول الله ، السلام عليك يا مولىأمير المؤمنين ، وصلى الله على روحك الطيبة وجسدك الطاهر ،وألحقنا بمنه ورأفته إذا توفانا بمحل السادة الميامين ، وجمعنا معكمبجوارهم في جنات النعيم.

صلى الله عليك يا أبا عبد الله ، وصلى على إخوانك الشيعة منالسلف الماضين ، وادخل الرضوان والروح على الخلف من المؤمنين ،وألحقنا وإياهم بمن نتولى من العترة الطاهرين ، وعليك السلام

__________________

(١) صاحب العاشرة اي الدرجة العاشرة من الايمان ، وهو إشارة لما روي بأسانيد عنالصادقعليه‌السلام : ان الايمان عشر درجات ، فالمقداد في الثامنة وأبو ذر في التاسعة وسلمان فيالعاشرة.

٦٠٤

وعليهم أجمعين ورحمة الله وبركاته

ثم امض فصل تطوعا ما بدا لك.

فإذا أردت الانصراف فودعه وقل :

السلام عليك يا صاحب رسول الله ، وصفي أمير المؤمنين ،ووليه الناصح الأمين ، كنت لله ناصرا وعلى دينه ، محافظا عن النبيوللوصي محاميا ، فجزاك الله عن دينه وعن أوليائه خير الجزاء ،استودعك الله واسترعيك واقرأ عليك السلام ، امنا بالله وبرسولهواتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين.

ثم قبله وانصرف إن شاء الله(١) .

قد أثبت لك ، أدام الله لك النعمة ، من الزيادة حسب ما التمست ،وانا الان مضيف إلى ذلك من الأعمال والأدعية المختارات بموجب مااقترحت بمشية الله سبحانه ، ثم أذكر ما ورد في العشر الأواخر من شهررمضان أولا وما جاء من العمل في ليلة عيد الفطر ، ثم اعقب ذلك بعملاليوم والليلة ودعاء كل يوم في الأسبوع ، لئلا تحتاج معه إلى سواه فيالعبادات.

__________________

(١) رواه السيد في مصباح الزائر : ٢٦٢ ، عنه البحار ١٠٢ : ٢٨٧

٦٠٥

٦٠٦

القسم السابع

في اعمال شهر رمضان

وليلة الفطر ويومها

٦٠٧

٦٠٨

الباب (١)

أدعية العشر الأواخر

الدعاء في الليلة الأولى :

يا مولج الليل في النهار ومولج النهار في الليل ، ومخرج الحي منالميت ومخرج الميت من الحي ، يا رازق من يشاء بغير حساب ، يا الله يارحمان يا رحيم ، يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى والأمثال العلياوالكبرياء والآلاء.

أسألك ان تصلي على محمد وعلى أهل بيته وان تجعل اسمي فيهذه الليلة في السعداء وروحي مع الشهداء ، واحساني في عليينوإساءتي مغفورة ، وان تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وايمانا يذهبالشك عني ، وترضيني بما قسمت لي ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرةحسنة وقنا عذاب النار الحريق ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبةإليك ، والإنابة والتوفيق لما وفقت له محمدا وال محمدعليهم‌السلام (١) .

__________________

(١) رواه السيد في الاقبال ١ : ٣٦٢ نقلا عن كتاب محمد بن أبي قرة ، باسناده عن أبي محمدهارون بن موسى التلعكبري ، عن عمر بن يزيد ، عن الصادقعليه‌السلام .

أقول : رواه الكليني في الكافي ٤ : ١٦٠ مختصرا عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحسين

٦٠٩

في الليلة الثانية

يا سالخ النهار من الليل فإذا نحن مظلمون ، ومجري الشمسلمستقرها بتقديرك ، يا عزيز يا عليم ، ومقدر القمر منازل حتى عادكالعرجون القديم ، يا نور كل نور ، ومنتهى كل رغبة وولي كل نعمة ، ياالله يا رحمان ، يا الله يا قدوس ، يا أحد يا واحد يا فرد ، يا الله يا الله ياالله لك الأسماء الحسنى والأمثال العليا والكبرياء والآلاء.

أسألك ان تصلي على محمد وعلى أهل بيته وان تجعل اسمي فيهذه الليلة في السعداء وروحي مع الشهداء ، واحساني في عليينوإساءتي مغفورة ، وان تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وايمانا يذهبالشك عني ، وترضيني بما قسمت لي ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرةحسنة وقنا عذاب النار الحريق ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبةإليك ، والإنابة والتوفيق لما وفقت له محمدا وال محمدعليهم‌السلام (١) .

__________________

عن محمد بن عيسى ، عن أيوب بن يقطين ، أو غيره ، عنهمعليهم‌السلام ، عنه الشيخ في التهذيب ٣ : ١٠١ المصباح ٦٢٨

أخرجه الصدوق في الفقيه ٢ : ١٦١

(١) رواه السيد في الاقبال ١ : ٣٧٠ نقلا عن كتاب محمد بن أبي قرة ، باسناده عن أبي محمدهارون بن موسى التلعكبري ، عن عمر بن يزيد ، عن الصادقعليه‌السلام .

أورده الكليني في الكافي ٤ : ١٦٠ مختصرا ، عنه الشيخ في التهذيب ٣ : ١٠١ ، وفي مصباحه: ٦٢٨.

أخرجه الصدوق في الفقيه ٢ : ١٦١ مختصرا.

٦١٠

في الليلة الثالثة

يا رب ليلة القدر وجاعلها خيرا من الف شهر ، ورب الليل والنهاروالجبال والبحار ، والظلم والأنوار والأرض والسماء ، يا بارئ يامصور ، يا حنان يا منان ، يا الله يا رحمان ، يا الله يا قيوم ، يا الله يا بديع ، ياالله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى والأمثال العليا والكبرياء والآلاء.

أسألك ان تصلي على محمد وال محمد وان تجعل اسمي في هذهالليلة في السعداء وروحي مع الشهداء ، واحساني في عليين وإساءتيمغفورة ، وان تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وايمانا يذهب الشك عني ،وترضيني بما قسمت لي ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقناعذاب النار الحريق ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك ،والإنابة والتوفيق لما وفقت له محمدا وال محمدعليهم‌السلام (١) .

روي محمد بن عيسى باسناده عن الصالحينعليهم‌السلام قال : وكرر فيليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان هذا الدعاء ساجدا أو قائما أو قاعدا

__________________

(١) رواه السيد في الاقبال ١ : ٣٧٨ نقلا عن كتاب محمد بن أبي قرة ، باسناده عن أبي محمدهارون بن موسى التلعكبري ، عن عمر بن يزيد ، عن الصادقعليه‌السلام .

أورده الكليني في الكافي ٤ : ١٦٢ مختصرا ، عنه الشيخ في التهذيب ٣ : ١٠٢ ، وفي مصباحه: ٦٣٠.

أخرجه الصدوق في الفقيه ٢ : ١٦٢ مختصرا.

٦١١

وعلى كل حال ، وفي الشهر كله ، وكيف أمكنك ومتى حضر من دهركفتقول بعد تمجيد الله تعالى والصلاة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله :

اللهم كن لوليك فلان بن فلان في هذه الليلة وفي كل ساعة ، ولياوحافظا ، وقائدا وناصرا ، ودليلا وعينا ، حتى تسكنه ارضك طوعا ،وتمتعه فيها طويلا(١) .

في الليلة الرابعة :

يا فالق الاصباح وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ، ياعزيز يا عليم ، يا ذا المن والطول ، والقوة والحول ، والفضل والانعام ،والجلال والاكرام ، يا الله يا رحمان ، يا الله يا فرد يا وتر ، يا الله يا ظاهر ياباطن ، يا حي لا إله إلا أنت ، لك الأسماء الحسنى والأمثال العلياوالكبرياء والآلاء.

أسألك ان تصلي على محمد وال محمد وان تجعل اسمي في هذهالليلة في السعداء وروحي مع الشهداء ، واحساني في عليين وإساءتيمغفورة ، وان تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وايمانا يذهب الشك عني ،ورضي بما قسمت لي ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقناعذاب النار الحريق ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك ،والإنابة والتوبة ، والتوفيق لما وفقت له محمدا وال محمد صلواتك

__________________

(١) رواه السيد مع اختلاف في الاقبال ١ : ١٩١ ، عنه البحار ٩٧ : ٣٤٩.

٦١٢

عليه وعليهم(١)

في الليلة الخامسة :

يا جاعل الليل لباسا والنهار معاشا ، والأرض مهادا والجبالأوتادا ، يا الله يا قاهر ، يا الله يا جبار ، يا الله يا سميع ، يا الله يا قريب يامجيب ، يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى والأمثال العلياوالكبرياء والآلاء.

أسألك ان تصلي على محمد وأهل بيته وان تجعل اسمي في هذهالليلة في السعداء وروحي مع الشهداء ، واحساني في عليين وإساءتيمغفورة ، وان تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وايمانا يذهب الشك عني ،ورضي بما قسمت لي ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقناعذاب النار الحريق ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك ،والإنابة والتوبة ، والتوفيق لما وفقت له محمدا وال محمد عليهمالسلام(٢) .

__________________

(١) رواه السيد في الاقبال ١ : ٣٨٨ نقلا عن كتاب محمد بن أبي قرة ، باسناده عن أبيمحمد هارون بن موسى التلعكبري ، عن عمر بن يزيد ، عن الصادقعليه‌السلام .

أورده الكليني في الكافي ٤ : ١٦٢ مختصرا ، عنه الشيخ في التهذيب ٣ : ١٠٢ ، وفي مصباحه: ٦٣٠.

أخرجه الصدوق في الفقيه ٢ : ١٦٢ مختصرا.

(٢) رواه السيد في الاقبال ١ : ٣٩٣ نقلا عن كتاب محمد بن أبي قرة ، باسناده عن أبي محمد

٦١٣

في الليلة السادسة

يا جاعل الليل والنهار آيتين ، يا من محا آية الليل وجعل آية النهارمبصرة لتبتغوا فضلا منه ورضوانا ، يا مفصل كل شئ تفصيلا ، يا ماجديا وهاب ، يا الله يا جواد ، يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنىوالأمثال العليا والكبرياء والآلاء.

أسألك ان تصلي على محمد وال محمد وان تجعل اسمي في هذهالليلة في السعداء وروحي مع الشهداء ، واحساني في عليين وإساءتيمغفورة ، وان تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وايمانا يذهب الشك عني ،وترضيني بما قسمت لي ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقناعذاب النار الحريق ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك ،والإنابة والتوفيق لما وفقت له محمدا وال محمدعليهم‌السلام (١) .

__________________

هارون بن موسى التلعكبري ، عن عمر بن يزيد ، عن الصادقعليه‌السلام .

أورده الكليني في الكافي ٤ : ١٦٣ مختصرا ، عنه الشيخ في التهذيب ٣ : ١٠٣ ، وفي مصباحه : ٦٣٢

أخرجه الصدوق في الفقيه ٢ : ١٦٣ مختصرا.

(١) رواه السيد في الاقبال ١ : ٣٩٧ نقلا عن كتاب محمد بن أبي قرة ، باسناده عن أبي محمدهارون بن موسى التلعكبري ، عن عمر بن يزيد ، عن الصادقعليه‌السلام .

أورده الكليني في الكافي ٤ : ١٦٣ مختصرا ، عنه الشيخ في التهذيب ٣ : ١٠٥ ، وفي مصباحه: ٦٣٣.

أخرجه الصدوق في الفقيه ٢ : ١٦٣ مختصرا.

٦١٤

في الليلة السابعة

يا ماد الظل ولو شئت لجعلته ساكنا وجعلت الشمس عليه دليلاثم قبضته إليك قبضا يسيرا ، يا ذا الجود والطول والكبرياء والآلاء لا إله إلا أنت، عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، لا إله إلا أنت ، يا قدوسيا سلام ، يا مؤمن يا مهيمن ، يا عزيز يا جبار يا متكبر ، يا الله يا خالق يابارئ يا مصور ، يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى والأمثال العلياوالكبرياء والآلاء.

أسألك ان تصلي على محمد وال محمد وان تجعل اسمي في هذهالليلة في السعداء وروحي مع الشهداء ، واحساني في عليين وإساءتيمغفورة ، وان تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وايمانا يذهب الشك عني ،وترضيني بما قسمت لي ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقناعذاب النار الحريق ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك ،والإنابة والتوبة ، والتوفيق لما وفقت له محمدا وال محمد صلى اللهعليه وعليهم(١) .

__________________

(١) رواه السيد في الاقبال ١ : ٤٠٠ نقلا عن كتاب محمد بن أبي قرة ، باسناده عن أبي محمدهارون بن موسى التلعكبري ، عن عمر بن يزيد ، عن الصادقعليه‌السلام .

أورده الكليني في الكافي ٤ : ١٦٣ مختصرا ، عنه الشيخ في التهذيب ٣ : ١٠٥ ، وفي مصباحه: ٦٣٢.

أخرجه الصدوق في الفقيه ٢ : ١٦٣ مختصرا.

٦١٥

في الليلة الثامنة

يا خازن الليل في الهواء وخازن النور في السماء ، ومانع السماءان تقع على الأرض الا باذنه وحابسهما ان تزولا ، يا عليم يا غفور ، يادائم يا الله يا وارث ، يا باعث من في القبور ، يا الله يا الله يا الله لكالأسماء الحسنى والأمثال العليا والكبرياء والآلاء.

أسألك ان تصلي على محمد وال محمد وان تجعل اسمي في هذهالليلة في السعداء وروحي مع الشهداء ، واحساني في عليين وإساءتيمغفورة ، وان تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وايمانا يذهب الشك عني ،وترضيني بما قسمت لي ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقناعذاب النار الحريق ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك ،والإنابة والتوفيق لما وفقت له محمدا وال محمد صلى الله عليهوعليهم(١) .

في الليلة التاسعة :

يا مكور الليل على النهار ومكور النهار على الليل ، يا عليم يا

__________________

(١) رواه السيد في الاقبال ١ : ٤٠٥ نقلا عن كتاب محمد بن أبي قرة ، باسناده عن أبي محمدهارون بن موسى التلعكبري ، عن عمر بن يزيد ، عن الصادقعليه‌السلام .

أورده الكليني في الكافي ٤ : ١٦٤ مختصرا ، عنه الشيخ في التهذيب ٣ : ١٠٥ ، وفي مصباحه: ٦٣٤.

أخرجه الصدوق في الفقيه ٢ : ١٦٣ مختصرا.

٦١٦

حكيم ، يا رب الأرباب وسيد السادة ، لا إله إلا أنت ، يا أقرب إلي من حبلالوريد ، يا الله يا الله يا الله لك الأسماء الحسنى والأمثال العلياوالكبرياء والآلاء.

أسألك ان تصلي على محمد وال محمد وان تجعل اسمي في هذهالليلة في السعداء وروحي مع الشهداء ، واحساني في عليين وإساءتيمغفورة ، وان تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وايمانا يذهب الشك عني ،وترضيني بما قسمت لي ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقناعذاب النار الحريق ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك ،والإنابة والتوفيق لما وفقت له محمدا وال محمد صلى الله عليهوعليهم(١) .

في الليلة العاشرة :

الحمد لله لا شريك له ، له الحمد كما ينبغي لكرم وجهه وعزجلاله ، وكما هو أهله ، يا قدوس يا نور يا نور القدوس ، يا سبوح يا منتهىالتسبيح ، يا رحمان يا فاعل الرحمة ، يا الله يا عليم يا كبير ، يا الله يا

__________________

(١) رواه السيد في الاقبال ١ : ٤٠٨ نقلا عن كتاب محمد بن أبي قرة ، باسناده عن أبي محمدهارون بن موسى التلعكبري ، عن عمر بن يزيد ، عن الصادقعليه‌السلام .

أورده الكليني في الكافي ٤ : ١٦٤ مختصرا ، عنه الشيخ في التهذيب ٣ : ١٠٥ ، وفي مصباحه: ٦٣٤.

أخرجه الصدوق في الفقيه ٢ : ١٦٥ مختصرا.

٦١٧

لطيف يا جليل ، يا سميع يا بصير ، يا الله يا الله يا الله لك الأسماءالحسنى والأمثال العليا والكبرياء والآلاء.

أسألك ان تصلي على محمد وال محمد وان تجعل اسمي في هذهالليلة في السعداء وروحي مع الشهداء ، واحساني في عليين وإساءتيمغفورة ، وان تهب لي يقينا تباشر به قلبي ، وايمانا يذهب الشك عني ،وترضيني بما قسمت لي ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقناعذاب النار الحريق ، وارزقني فيها ذكرك وشكرك والرغبة إليك ،والإنابة والتوبة والتوفيق لما وفقت له محمدا وال محمد صلواتكعليه وعليهم(١) .

الباب (٢)

في الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان وغير ذلك

الاعتكاف في العشر الأواخر مستحب مرغب فيه مندوب إليه ،وهو اللبث في مكان مخصوص للعبادة ، ويحتاج إلى شروط :

أحدها : ان يعتكف في أحد المساجد الأربعة : المسجد الحرام أو

__________________

(١) رواه السيد في الاقبال ١ : ٤١٤ نقلا عن كتاب محمد بن أبي قرة ، باسناده عن أبي محمدهارون بن موسى التلعكبري ، عن عمر بن يزيد ، عن الصادقعليه‌السلام .

أورده الكليني في الكافي ٤ : ١٦٤ مختصرا ، عنه الشيخ في التهذيب ٣ : ١٠٥ ، وفي مصباحه: ٦٣٤.

أخرجه الصدوق في الفقيه ٢ : ١٦٥ مختصرا.

٦١٨

مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أو مسجد الكوفة أو مسجد البصرة.

والثاني : ان يصوم في زمان الاعتكاف.

وثالثها : أن يكون ثلاثة أيام فصاعدا.

ويجب عليه ان يجتنب جميع ما يجتنبه المحرم ، من النساءوالطيب والمماراة والجدال ، ويحرم عليه أيضا البيع والشراء ،والخروج من المسجد الذي اعتكف فيه الا لضرورة ، ولا المشي تحتالظلال مع الاختيار ، ولا يقعد في غيره مختارا ، ولا يصلي في غيرالمسجد الذي اعتكف فيه الا بمكة ، فإنه يصلي كيف شاء وأين شاء.

ومتى جامع نهارا لزمته كفارتان ، فان جامع ليلا لزمته كفارة واحدة ،مثل ما يلزم من أفطر يوما من شهر رمضان ، وإذا مرض المعتكف أوحاضت المرأة خرجا من المسجد ثم يعيدان الاعتكاف والصوم.

الباب (٣)

وداع شهر رمضان

إذا كان آخر ليلة من الشهر ودع فدعا بدعاء الوداع بعد صلاته كلها ،وان دعا في سحر تلك الليلة كان أفضل ، والدعاء لزين العابدينعليه‌السلام منالصحيفة ، وهو :

اللهم يا من لا يرغب في الجزاء ، ويا من لا يندم على العطاء ، ويامن لا يكافئ عبده على السواء ، منتك ابتداء ، وعفوك تفضل ، وعقوبتك

٦١٩

عدل ، وقضاؤك خيرة ، ان أعطيت لم تشب عطاءك بمن ، وان منعتلم يكن منعك تعديا ، تشكر من شكرك ، وأنت ألهمته شكرك ، وتكافئمن حمدك وأنت علمته حمدك.

تستر على من لو شئت فضحته ، وتجود على من لو شئت منعته ،وكلاهما أهل منك للفضيحة والمنع ، غير انك بنيت أفعالك علىالتفضل ، وأجريت قدرتك على التجاوز ، وتلقيت من عصاك بالحلم ،وأمهلت من قصد لنفسه بالظلم ، تستنظرهم بأناتك(١) إلى الإنابة ، وتتركمعاجلتهم إلى التوبة لكيلا يهلك عليك هالكهم ، ولا يشقي بنعمتكشقيهم ، الا عن طول الاعذار إليه ، وبعد ترادف(٢) الحجة عليه ، كرما منعفوك يا كريم ، وعائدة(٣) من عطفك يا حليم.

أنت الذي فتحت لعبادك بابا إلى عفوك وسميته التوبة ، وجعلتعلى ذلك الباب دليلا من وحيك لئلا يضلوا عنه ، فقلت تباركاسمك :( توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكمويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذينامنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورناواغفر لنا انك على كل شئ قدير ) (٤) ، فما عذر من أغفل دخول ذلك

__________________

(١) تستنظرهم بأناتك : تستمهلهم بحلمك.

(٢) ترادف : تتابع.

(٣) عائدة : تعطف وإحسان.

(٤) التحريم : ٨.

٦٢٠

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702