المزار الكبير

المزار الكبير8%

المزار الكبير مؤلف:
المحقق: جواد القيّومي الإصفهاني
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
ISBN: 964-92002-0-7
الصفحات: 702

المزار الكبير
  • البداية
  • السابق
  • 702 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 187444 / تحميل: 6368
الحجم الحجم الحجم
المزار الكبير

المزار الكبير

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٩٢٠٠٢-٠-٧
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

وما ورد من الآيات الناهية عن الحكم بغير ما أنزل الله ووصف الحاكم بغير ما أنزل الله بالكفر والفسق والظلم(١) ومن المعلوم لزوم مكافحة الكفر والفسق والظلم وهو غير خفيّ على من له أدنى إلمام بالكتاب والسنّة.

كما أنّها مدفوعة بما صح عن النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله من الروايات الناهية عن التعاون مع الظالم وإعانته ومساعدته، منها ما ورد عن كعب بن عجرة عن النبيّ أنّه قال: « اسمعُوا سيكُونُ بعدي اُمراءُ فمن دخل عليهم فصدّقهُم بكذبهم وأعانهُم على ظُلمهم فليس منّي ولستُ منهُ وليس بوارد عليّ [ الحوض ] »(٢) .

وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: « ألا ومن علّق سوطاً بين يدي سُلطان جعل الله ذلك السّوط يوم القيامة ثُعباناً من النّار طولُهُ سبعون ذراعاً يُسلّطهُ الله عليه في نار جهنّم وبئس المصير »(٣) .

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أيضاً أنّه قال: « إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين أعوانُ الظلمة ومن لاق لهُم دواة، أو ربط لهُم كيساً، أو مدّ لهُم مدّة قلم، فاحشُرُوهُم معهُم »(٤) .

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: « من خفّ لسُلطان جائر في حاجة كان قرينهُ في النّار »(٥) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما اقترب عبد من سُلطان جائر إلّا تباعد من الله »(٦) .

وعن الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام أنّه قال: « من أحبّ بقاء الظالمين فقد أحبّ أن يُعصي الله »(٧) .

__________________

(١) المائدة: ٤٤ و ٤٥ و ٤٧.

(٢) جامع الأصول ٤: ٧٥، نقلاً عن الترمذيّ والنسائيّ.

(٣) وسائل الشيعة ١٢: ١٣٠، الباب ٤٢ من أبواب ما يكتسب به حديث ١٠.

(٤) وسائل الشيعة ١٢: ١٣٠، الباب ٤٢ من أبواب ما يكتسب به، حديث ١١.

(٥) وسائل الشيعة ١٢: ١٣٠، الباب ٤٢ من أبواب ما يكتسب به، حديث ١٤.

(٦) وسائل الشيعة ١٢: ١٣٠ حديث ١٢.

(٧) وسائل الشيعة ١٢: ١٣٤، حديث ٥.

٣٢١

وعنهعليه‌السلام أنّه قال: « من سُوّد اسمهُ في ديوان الجبّارين حشرهُ الله يوم القيامة حيراناً »(١) .

وعنهعليه‌السلام أنّه قال: « من مشى إلى ظالم ليُعينهُ وهو يعلمُ أنّهُ ظالم فقد خرج عن الإسلام »(٢) .

وعن الإمام الصادق جعفر بن محمّدعليه‌السلام أنّه قال: « ما أحبُّ أنّي عقدت لهم عقدةً أو وكيت لهم وكاء وأنّ لي ما بين لابتيها لا ولا مدّة بقلم، إنّ أعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار حتّى يفرغ الله من الحساب »(٣) .

وغيرها من عشرات الأحاديث والروايات الواردة من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته المعصومين ممّا وردت في كتب الحديث، الناهية عن السكوت على الحاكم الجائر، والحاثّة على زجره ودفعه، والإنكار عليه بكل الوسائل الممكنة المتاحة ممّا يدلّ على أنّ الأحاديث التي تحثّ على السكوت عن الحاكم الظالم، والانصياع لحكمه والتسليم لظلمه والرضا بجوره ممّا أوعزت السلطات الحاكمة به في تلك العصور المظلمة، فلفّق البعض هذه الروايات والأحاديث ونسبوها إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو منها براء لمعارضتها الصريحة لمبادئ الكتاب والسّنة.

ولو لم يكن في المقام إلّا قول الإمام عليّعليه‌السلام في خطبته: « وما أخذ الله على العُلماء أن لا يُقارُّوا على كظّة ظالم ولا سغب مظلوم الخ »(٤) .

لكفى في وهن تلك الروايات المفتعلة على لسان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وبما أنّ هذا البحث واضح لكلّ مسلم يحمل بين جنبيه الحريّة ويفكّر في العدل الإسلاميّ طوينا البحث عن بعض ما ورد في هذا المجال.

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٢: ١٣٤ حديث ٦.

(٢) وسائل الشيعة ١٢: ١٣١ حديث ١٥.

(٣) وسائل الشيعة ١٢: ١٢٩ حديث ٦.

(٤) نهج البلاغة: الخطبة ٣.

٣٢٢

٣

السلطة القضائيّة

دور القضاء والسلطة القضائيّة :

يحتلّ القضاء، وفصل الخصومات بين الناس دوراً عظيماً، ومكانة حسّاسة في أي مجتمع بشريّ، لأنّ عليه وعلى كيفيّته تتوقّف سلامة المجتمع، واستتباب الأمن، واستقرار العدل، وصيانة الحقوق والحريّات، والحرمات وبالتالي يقوم التوازن الاجتماعيّ.

إنّ القضاء مرتبط بالعدالة، فإن صلح شاعت العدالة وانتعشت، وأمن الناس على أرواحهم وأموالهم وأعراضهم، وصلح أمر الدولة، والناس جميعاً. وإن فسد القضاء اختفت العدالة وباختفائها تعم الفوضى وينتشر الفساد، ولا يأمن الناس على أنفسهم، فتضيع هيبة الدولة، ويتقلّص سلطانها، إنذاراً لها بالنزوال والاندحار.

إنّ القضاء يلعب دوراً كبيراً في تبديل الاختلاف إلى الوئام، وفي تحويل التنازع والتصارع إلى التوافق والتقارب الذي يحتاج إليه كلّ مجتمع إنسانيّ ينشد السعادة والطمأنينة والأمن.

٣٢٣

عوامل التنازع وأسبابه :

لم يزل المجتمع البشريّ ـ منذ تكوّنه وانضمام فرد إلى فرد آخر ـ تلازم حياته التشاجر والاختلاف والتنازع بين أفراده، وقد شهد بذلك التاريخ، وبرهنت عليه الوقائع المحسوسة، ثمّ إنّ هذا الاختلاف لا ينشأ ـ غالباً ـ إلّا من أمرين :

١. الحرص الشديد على جلب الأموال والمنافع والحقوق، الذي يلازم البعد عن المعنويّات والمثل الإنسانيّة، فإنّ حرص كلّ واحد من أفراد النوع الإنسانيّ على أن يجلب المنافع العاجلة العابرة لنفسه ينسيه الجوانب المعنويّة والمثل النبيلة وذلك بدوره يجرّ إلى التعدّي على مصالح الآخرين وحقوقهم ومنافعهم حيث لا إيمان يردع عن ذلك، ولا مكارم أخلاق تحدّ من تلك النزعة الجامحة.

٢. الاختلاف في تشخيص الحقّ، فربّما يتنازع فردان لا للحرص الشديد بل للاختلاف في تشخيص ( الحقّ ) فكلّ واحد منهما يعتقد ـ اعتقاداً جازماً ـ بأنّ الحقّ هو ما يراه دون غيره.

وربّما يبلغ الطرفان المختلفان المتنازعان ـ مع ذلك ـ أقصى درجات التقوى وحسن النية والفضيلة، ولكن جهلهما بالحقّ دفعهما إلى ذلك الاختلاف والتنازع، ولا ريب أنّ بقاء الاختلاف في المجتمع يشكّل خطراً كبيراً على أمنه واستقراره وسلامته ؛ إذ قد يؤدي إلى العدوان، وتأجّج نيران البغضاء والضغينة بين المتخاصمين المختلفين، وربما اُريقت ـ في هذا السبيل ـ دماء كثيرة. واُهدرت أموال طائلة، وضاعت أغراض شريفة ليس إلّا لاُمور حقيرة لا تستأهل كل تلك التبعات والعواقب. ومن أجل ذلك حثّ القرآن الكريم على سدّ باب الاختلاف وقطع دابره من الجذور وحثّ المسلمين على الإصلاح بين المتنازعين إذ قال:( وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ) ( الأنفال: ١ ).

وقال الإمام عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام نقلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه كان يقول :

٣٢٤

« صلاحُ ذات البين أفضلُ من عامّة الصّلاة والصّيام »(١) .

بيد أنّ حلّ الاختلاف يتصوّر بوجوه هي :

إمّا بإخضاع القضيّة لسلاح القوّة، ومنطق الغلبة الذي عبّر عنه المثل السائر بقوله: ( الحقُ لمن غلب ) فيكون الغالب هو المحقّ ولكن هذا ممّا لا يقبله ذو وجدان سليم ولا يرضاه عقل ولا دين.

أو بإخضاع القضيّة لعامل الدعاية والتبليغ الكاذب، وإرغام الطرف الآخر على القبول بما يخالفه انخداعاً وتضليلاً، وهو كذلك أمر يرفضه الدين.

أو يترك الأمر لعامل الزمن ليتجلّى الحقّ بمرور الأيام وتوالي الشهور ومضي السنين والأعوام وهو أمر لا تحتمله الحياة الاجتماعيّة التي تتطلّب الحلول العاجلة لمشكلاتها والمعالجة السريعة لآلامها

أو يترك الأمر حتّى يتعب المتنازعان فيكفّا عن المطالبة، أو يخلّي أحدهما الآخر، ليبطل الحقّ، ويعود باطلاً، ويعود الباطل حقّاً. وهو أمر يرفضه الإسلام كذلك إذ يقول الإمام عليّعليه‌السلام : « الحقُّ القديم لا يبطله شيء ».

ولقد اتّخذ الإسلام طريقاً خامساً، وهو الذي ندبت إليه الشرائع السماويّة السابقة وتقتضيه سنّة الحياة وضرورات المجتمع ألا وهو حثّ المتنازعين على الرجوع إلى أهل الصلاح والتحاكم إليهم، والخضوع لقضائهم وحكمهم ليرتفع التنازع ويعود المتخاصمون اخوة متحابّين، ويتخلّص المجتمع من أخطار الاختلاف والتنازع. ولأجل مثل هذا الدور كانت السلطة القضائيّة الركن الثالث والأساسيّ من أركان الحكومات قديماً وحديثاً، وكان لها من الأهميّة والمكانة ما ليس لغيرها من أركان الحكومة.

ولأجل ذلك أيضاً كان للقضاء والسلطة القضائية مكانة مرموقة في النظام

__________________

(١) نهج البلاغة: ـ قسم الكتب ـ ٤٧.

٣٢٥

الإسلاميّ لم يسبق لها مثيل في العهود والأنظمة السابقة واللاحقة ؛ حيث سنّ له ولها اُصولاً وقواعد واُسساً وبرامج فريدة في نوعها، وعظيمة في محتوياتها.

فلقد وضع القرآن الكريما اُسس القضاء وشيّد الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله إركانه وبنيانه وبين خلفاؤه المعصومون تفاصيله، وجزئياته، وحدوده وأحكامه.

القضاء والحكومة لله خاصّة

ولمّا كان القضاء ملازماً للتصرّف في أموال الناس وأنفسهم وأعراضهم احتاج إلى ولاية حقيقيّة وحيث لم تكن الولاية الحقيقيّة إلّا لله تعالى خاصّة ؛ كان القضاء أحد الحقوق المختصة به سبحانه دون سواه، فلا ولاية لأحد على أحد في هذه الشؤون، ولهذا قال سبحانه:( إِنِ الحُكْمُ إلّا للهِ يَقُصُّ الحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ) ( الأنعام: ٥٧ ).

وقال:( إِنِ الحُكْمُ إلّا للهِ ) ( يوسف: ٤٠ )(١) .

إلى غير ذلك من الآيات التي تحصر حقّ الحكومة ( الشاملة للقضاء وغيره ) بالله سبحانه وحده لانحصار الولاية الحقيقيّة فيه دون سواه.

وقد عهد الله سبحانه بممارسة هذا الحق إلى أنبيائه وأوصيائهم سواء أكانوا أوصياء بالاسم والشخص، أم بالرسم والوصف.

فالقضاة المنصوبون من ناحية النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أو أوصيائهم قضاة منصوبون بالاسم والشخص وأمّا الذين يتعاهدون القضاء ـ زمن عدم التمكّن من الأوصياء والأئمّة ـ قضاة منصوبون بالرسم والوصف. كما نرى ذلك من رواية مقبولة لعمر بن حنظلة حيث قال الصادق الإمام جعفر بن محمّدعليه‌السلام له: « من تحاكم إليهم(٢) في حقّ أو باطل فإنّما تحاكم إلى الطّاغُوت، وما يحكُمُ لهُ فإنّما يأخُذُ سُحتاً وإن كان حقّاً ثابتاً لهُ ،

__________________

(١) ولم نذكر الآية المشابهة (٦٧) في تلك السورة لأنّها ناظرة إلى معنى تكوينيّ.

(٢) المراد قضاة الجور.

٣٢٦

لأنّهُ أخذهُ بحُكم الطّاغُوت وما أمر الله أن يُكفر به. قال الله تعالى:( يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ ) ( النساء: ٦٠ ) ».

ولـمـّا قال: فكيف يصنعان ؟ قالعليه‌السلام : « ينظران من كان منكم ممّن قد روى حديثناً ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكماً فإنّي قد جعلته عليكم حاكماً فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنّما استخفّ بحكم الله، وعلينا ردّ، والرادّ علينا كالرّادّ على الله وهو على حدّ الشّرك بالله الحديث »(١) .

وما ورد عن الإمام الصادقعليه‌السلام نفسه برواية أبي خديجة سالم بن مكرم الجمّال أنّه قال: « إيّاكم أن يحاكم بعضكم بعضاً إلى أهل الجور، ولكن انظروا إلى رجل منكم يعلم شيئاً من قضايانا فاجعلوه بينكم، فإنّي قد جعلته قاضياً فتحاكموا إليه »(٢) .

هذا وقد كان طبيعياً أن يحكم هؤلاء القضاة العدول ويقضوا ويفصلوا في الخصومات وفق منهج الله تعالى وتعاليمه وأحكامه في مجال القضاء، لا بما تهواه أنفسهم أو ما يشاؤه المتخاصمون المتحاكمون.

ولذلك أنزل الله الشرائع والكتب والرسالات على الأنبياء وأمرهم أن يحكموا بين الناس بما فيها من الحقّ والقسط فقال تعالى:( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) ( الحديد: ٢٥ ).

وقال سبحانه:( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا ) ( المائدة: ٤٤ ).

وقال تعالى ـ وهو يوصي داود نبيّه ـ أن يحكم بالحق:( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ (٣) بِالحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٨: باب ١١ من أبواب صفات القاضي / الحديث (١).

(٢) وسائل الشيعة ١٨: باب ١ من أبواب صفات القاضي / الحديث (٥) ويقرب منه ما نقل عنه في الباب ١١ / الحديث (٦).

(٣) المراد من الحكومة أعمّ من الولاية والقضاء.

٣٢٧

يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الحِسَابِ ) ( ص: ٢٦ ).

كما أمر الله تعالى المقتفين أثر المسيح أن يحكموا بما في الانجيل إذ قال:( وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) ( المائدة: ٤٧ ).

وبيّن سبحانه أثر الحكم بما في التوراة والانجيل وثمرته بقوله:( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ) ( المائدة: ٦٦ ).

وقد أمر الله سبحانه نبيّه الأكرم محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله بالقضاء بالقسط والعدل إذ قال:( وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ ) ( المائدة: ٤٢ ).

وقال سبحانه:( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ) ( المائدة: ٤٨ ).

ولم يكتف سبحانه بذلك بل أمر الاُمّة الإسلاميّة ودعاها إلى أن تقضي بالحق والعدل والقسط إذ قال:( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ) ( النساء: ٥٨ ).

وأمرها بأن لا يحملها شنآن قوم على التخلّي عن العدل، والتقاعس عن إجرائه إذ قال:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ إلّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) ( المائدة: ٨ ).

بل وأمر المسلمين باتّخاذ جانب العدل ليس في مجالات القضاء وحدها بل في كلّ مجالات الحياة، حتّى في النطق والكلام إذ قال:( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ) ( الانعام: ١٥٢ ).

وصفوة الكلام أنّ الآيات التي مرّت عليك تثبت ـ بجلاء ودون إبهام ـ أنّ

٣٢٨

القضاء حقّ خاصّ بالله سبحانه، وقد عهد به إلى الأنبياء، وأوصيائهم، ومن أقاموه لذلك المنصب، وجعل كتبه ورسالاته مناهج لهم، ليحكموا بما فيها، ويقضوا بين المتنازعين والمتخاصمين على ضوء تعاليمها وأحكامها.

النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يمارس القضاء

ولقد عهد الله بالقضاء إلى النبيّ محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فيما عهد إليه، كما عرفت ذلك من خلال الآيات التي مرّت عليك آنفاً، وقد تولّىصلى‌الله‌عليه‌وآله بنفسه حلّ الخصومات والحكم بين الناس على ضوء ما أُنزل إليه من القرآن وأحكامه، بل وعيّن ـ في زمنه ـ رجالاً صالحين للقضاء وفصل الخصومات، قال الإمام عليّعليه‌السلام : « بعثني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى اليمن قاضياً، فقُلتُ يا رسول الله: تُرسلُني وأنا حديثُ السّنّ ولا علم لي بالقضاء ؟

فقال: إنّ الله سيهدي قلبك ويُثبتُ لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان، فلاتقضي حتّى تسمع من الآخر كما سمعت من الأوّل فإنّه أحرى أن يتبيّن لك القضاء.

قال: فما زلت قاضياً. ( أو ) ما شككت في قضاء بعد »(١) .

كما قد بعثصلى‌الله‌عليه‌وآله معاذاً إلى اليمن وقال له: « كيف تقضي إذا عرض لك قضاء ؟ »، قال: أقضي بكتاب الله الى آخر الحديث(٢) .

وبذلك نعلم أنّ ما كتبه بعض المتأخّرين من أنّه لم يعرف القضاء في العهد النبويّ ولا في عهد الخلفاء، بل هو شيء جديد أسّسه الأمويون في الشام، أمّا قبل ذلك فإنّ العرب كانت في خلافاتها ترجع إلى طريقة التحكيم(٣) ، فهو إمّا جهل بتاريخ الإسلام، أو افتراء واضح البطلان يقف عليه كلّ من له أقلّ إلمام بالكتاب والسنّة، وما

__________________

(١) جامع الاُصول ١: ٥٤٩، أخرجه أبو داود والترمذيّ.

(٢) جامع الاُصول ١٠: ٥٥١

(٣) النظام السياسيّ: ١٢٩، نقلاً عن كتاب عبقريّة الإسلام في اُصول الحكم.

٣٢٩

ورد فيهما من الآيات والأحاديث في مختلف أبواب القضاء بحيث يصعب لنا نقل فهرستها، فضلاً عن ذكر نصوصها(١) .

ثمّ إنّ نظرة واحدة إلى القرآن الكريم تفنّد هذا الزعم الباطل فلاحظ الآيات ٤٠ إلى ٦٠ من سورة المائدة فهي في معرض ذكر الأحكام المتعلّقة بالقضاء والفصل في الخصومات وأحكام القصص والحدود.

كيف يحقّق القضاء أهدافه ؟

إنّ أهمّ أمر في القضاء والسلطة القضائيّة هو أن تحقّق هذه السلطة غرضها وهدفها الأساسيّ في إشاعة العدل وإقامة القسط في المجتمع، بحيث يحسّ كلّ فرد من أفراد المجتمع بالأمن على نفسه وماله وعرضه في ظلّ ما توفّره السلطة القضائيّة له من عدالة شاملة لا يشوبها ظلم ولا عدوان ولا يتخلّلها حيف ولا تجاوز.

إنّ وصول السلطة القضائيّة إلى هذا الهدف الأساسيّ يتحقّق بأربعة اُمور :

١. صلاحيّة القاضي وأهليّته للقضاء.

٢. استقلاله الماليّ والسياسيّ.

٣. رعايته لآداب القضاء.

٤. أن تكون لديه برامج حقوقيّة وجزائيّة عادلة للقضاء وفقها، وهي بأجمعها متوفّرة في النظام الإسلاميّ وإليك تفصيل ذلك :

١. صلاحيّة القاضي وأهليّته للقضاء

إنّ أهمّ عامل يمكّن السلطة القضائيّة من أداء دورها الخطير في المجتمع هو

__________________

(١) وقد جمع أحمد بن حنبل في مسنده قضايا النبيّ ٥: ٣٢٦، ونقل جملة منها الجزريّ في كتابه جامع الاُصول ١٠: ٥٦٥.

٣٣٠

صلاحيّة القاضي، وتوفّر الشروط المؤهّلة للقضاء فيه.

ولقد اشترط الإسلام في القاضي شروطاً وأوصافاً لم يسبق لها مثيل في تاريخ القضاء وهذه الصفات هي :

١. البلوغ.

٢. العقل.

٣. الإيمان.

٤. العدالة.

٥. طهارة المولد.

٦. العلم بالقانون.

٧. الذكورة.

٨. أن يكون ظابطاً سليم الذاكرة فلو غلب عليه النسيان لم يجز نصبه للقضاء(١) .

ولقد شدّد الإسلام على خطورة منصب القضاء، وجسامة مسؤوليّة القاضي ومقامه فقد ورد عن الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله : « القضاة ثلاثة: واحد في الجنّة واثنان في النّار

فأمّا الذّي في الجنّة فرجل عرف الحقّ وقضى به.

ورجل عرف الحقّ فجار في الحكم فهو في النّار.

ورجل قضى للنّاس على جهله فهو في النّار »(٢) .

ورفع إلى أبي عبد الله الإمام الصادقعليه‌السلام قوله: « القضاة أربعة، ثلاثة في النّار وواحد في الجنّة :

رجل قضى بجور وهو يعلم فهو في النّار.

__________________

(١) راجع شرائع الإسلام للمحقّق الحليّ كتاب القضاء في الصفات.

(٢) جامع الاُصول ١٠: ٥٤٥ نقلاً عن أبي داود.

٣٣١

ورجل قضى بجور وهو لا يعلم فهو في النّار.

ورجل قضى بالحقّ وهو لا يعلم فهو في النّار.

ورجل قضى بالحقّ وهو يعلم فهو في الجنّة »(١) .

وقال الإمام عليّعليه‌السلام عن من يتصدّى لمقام القضاء وليس له أهل: « ورجل قمش جهلاً، موضع في جهال الاُمّة، غار في أغباش الفتنة، عمّ بما في عقد الهدنة، قد سمّاه أشباه النّاس عالماً وليس به، بكر فاستكثر من جمع ما قلّ منه خير ممّا كثر جلس بين النّاس قاضياً ضامناً لتخليص ما التبس على غيره فإن نزلت به إحدى المبهمات هيّأ لها حشواً رثّاً من رأيه ثمّ قطع به فهو من لبس الشُّبهات في مثل نسج العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ »(٢) .

وقال الإمام عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام مشيراً إلى حراجة موقف القاضي، وصعوبة إجراء الحق والعدل الذي هو هدف القضاء الإساسيّ: « الحقُّ أوسع الأشياء في التّواصف وأضيقها في التناصف »(٣) .

إنّ القضاء ليس شيئاً بسيطاً عادياً بل هو أمر مهمّ حتّى في أبسط الأشياء فقد روي أنّ صبيّين تحاكما إلى الإمام الحسن بن عليّعليه‌السلام في خطّ كتباه وحكّماه في ذلك ليحكم أي الخطّين أجود فبصر به عليّعليه‌السلام فقال: « يا بنيّ انظر كيف تحكم فإنّ هذا حكم، والله سائلك عنه يوم القيامة »(٤) .

وقد وقع نظير هذه القضية للإمام عليّعليه‌السلام نفسه فقد روى الإمام أبو عبد الله الصادقعليه‌السلام أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام ألقى صبيان الكتاب ألواحهم بين يديه ليخيّر بينهم فقال: « أما إنّها حكومة والجور فيها كالجور في الحكم، أبلغوا معلّمكم إن ضربكم فوق ثلاث ضربات في الأدب اقتصّ منه »(٥) .

__________________

(١ و ٥) وسائل الشيعة ١٨: ١١ و ٥٨٢.

(٢ و ٣) نهج البلاغة: الخطبة ١٧، ٢١٦.

(٤) مجمع البيان٣: ٦٤ في تفسير قوله:( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ ) .

٣٣٢

ولذلك قال النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لسانُ القاضي بين جمرتين من نار حتّى يقضي بين الناس فإمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النّار »(١) .

كما لذلك أيضاً اشترط الإمام عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام على القاضي شُريح أن لا ينفذ قضاء حتّى يعرضه عليه قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « لـمّا ولّى أمير المؤمنينعليه‌السلام شريحاً القضاء اشترط عليه أن لا يُنفذ القضاء حتّى يعرضهُ عليه »(٢) .

ومن هنا أكد الإمام عليّعليه‌السلام على الأشتر واليه على مصر، في عهده المعروف، أن يختار من يريدهم لمنصب القضاء، اختياراً دقيقاً بقوله: « ثمّ اختر للحكم بين الناس أفضل رعيّتك في نفسك ممّن لا تضيق به الاُمور، ولا تمحكه الخصوم ولا يتمادى في الزّلّة ولا يحصر من الفيء إلى الحقّ إذا عرفه، ولا تشرف نفسه على طمع، ولا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه، وأوقفهم في الشّبهات، وآخذهم بالحجج وأقلّهم تبرُّماً بمراجعة الخصم وأصبرهم على تكشّف الاُمور، وأصرمهم عند اتّضاح الحكم، ممّن لا يزدهيه إطراء، ولا يستميله إغراء، واُولئك قليل، ثمّ أكثر تعاهد قضائه »(٣) .

ولخطورة مقام القضاء لا يجوز إلّا للنبيّ أو وصيّه، كما قال الإمام عليّعليه‌السلام لشريح: « يا شريح قد جلست مجلساً لا يجلسه ( ما جلسه ) إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ، أو شقيّ »(٤) .

وورد عن الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام قوله: « اتّقوا الحُكومة ( أي القضاء ) إنّما هي للإمام العادل العالم بالقضاء العادل في المسلمين لنبيٍّ ( كنبيّ ) أو وصيّ(٥) نبيّ »(٦) .

* * *

٢. إستقلال القاضي الماليّ والسياسيّ

إنّ القاضي بما أنّه يتحمّل مسؤوليّة كبيرة وخطيرة لا مشابه لها بين أقرانها من

__________________

(١ و ٢ و ٤) وسائل الشيعة ١٨: ١١، ٦، ٧.

(٣) نهج البلاغة: قسم الكتب ٥٣.

(٥) المراد بالوصيّ هو الأعم من الوصيّ المنصوص عليه بالاسم فيشمل المنصوص عليه بالوصف، أي الذي جمع صفات القاضي المعتبرة في الإسلام.

(٦) وسائل الشيعة ١٨: ٧.

٣٣٣

المسؤوليّات والمناصب الاُخرى، يجب أن يكون مستقلاًّ في عمله غاية الاستقلال، لكي لا يخضع لما يميل به عن العمل بمسؤوليّته ويقتضي ذلك أن يكون مستقلاًّ في اقتصاده عن الآخرين كيلا يقع فريسة الأطماع، ولقد أدرك الإسلام هذه الناحية الحسّاسة فأمر الحكومة الإسلاميّة بالإغداق على القاضي إغداقاً يقطع طمعه عمّا في أيدي الآخرين، يقول الإمام عليّعليه‌السلام في عهده للأشتر النخعيّ في هذا الصدد: « وافسح لهُ ( أي للقاضي ) في البذل ما يزيل علّته، وتقلُّ معه حاجته إلى الناس »(١) .

ولكنّ هذا الاستقلال لا يكفي إذا لم ينضمّ إليه استقلال القاضي من أي تأثير خارجيّ سياسيّ عليه، ومن أيّة تدخّلات صادرة عن السلطات الاُخرى في عمله القضائي فإنّ القاضي يجب أن يُترك وشأنه حتّى يستجلّي الحقّ بنفسه دون مؤثرات خارجيّة ولا تدخلات في عمله ولذلك قال الإمام عليّعليه‌السلام في عهده للأشتر النخعيّ، في هذا الصدد: « واعطه من المنزلة لديك ملا يطمعُ فيه غيرهُ من خاصّتك ليأمن بذلك اغتيال الرجال لهُ عندك فانظر في ذلك نظراً بليغاً »(٢) .

والمقصود هو أن يكون للقاضي موضعاً غير متأثّر بأحد ليقضي بالحقّ، ويفصل في الخصومات، ويصدر الأحكام غير متهيّب ولا متأثّر وهذا هو ما يصطلح عليه السياسيّون اليوم باستقلال السلطة القضائيّة، وتفكيكها عن بقية السلطات.

ولقد نبّه إلى هذا فقهاؤنا العظام استلهاماً ممّا لديهم من تعاليم الشريعة المقدّسة في هذا المجال، قال المحقّق النائينيّ ( المتوفّى عام ١٣٥٥ ه‍ ) :

( إنّ ولاية الحاكم ترجع إلى قسمين: الأوّل الاُمور السياسيّة، التي ترجع إلى نظم البلاد وانتظام اُمور العباد، والثاني الإفتاء والقضاء، وكان هذان المنصبان في عصر النبيّ والأميرعليه‌السلام بل في عصر الخلفاء الثلاثة لطائفتين وفي كل بلد أو صقع كان الوالي غير القاضي فصنف كان منصوباً لخصوص القضاء والإفتاء وصنف كان منصوباً لإجراء الحدود ونظم البلاد والنظر في مصالح المسلمين، نعم اتّفق إعطاء كلتا الوظيفتين

__________________

(١) نهج البلاغة: قسم الكتب الرقم ٥٣.

(٢) نهج البلاغة: قسم الكتب الرقم ٥٣.

٣٣٤

لشخص واحد لأهليّته لهما إلّا أنّ الغالب اختلاف الوالي والقاضي )(١) .

ولقد أعطى الإمام عليّعليه‌السلام وهو إمام المسلمين على الإطلاق، والحاكم الأعلى للاُمّة الإسلاميّة مثلاً عمليّاً على هذا الاستقلال القضائيّ السياسيّ حيث مكّن القاضيّ ـ بفضل هذا السلوك الإسلاميّ ـ من محاكمة حاكم المسلمين وأحد رعاياه في محكمة واحدة وذلك في قضيّة اليهودي مع الإمام عليّعليه‌السلام :

فقد نقل المؤرّخون أنّهعليه‌السلام لـمّا وجد درعه عند يهودي من عامّة الناس فأقبل به إلى أحد القضاة وهو شريح ليخاصمه ويقاضيه، ولـمّا كان الرجلان أمام القاضي قال عليّ: « إنّها درعي ولم أبع ولم أهب ». فسأل القاضي الرجل اليهوديّ ما تقول ؟ فقال اليهوديّ: ما الدرع إلّا درعي، وما أمير المؤمنين عندي بكاذب وهنا التفت القاضي شريح إلى عليّ يسأله: هل من بيّنة تشهد أنّ هذه الدرع لك ؟ فضحك عليّ وقال « مالي بيّنة » فقضى شريح بالدرع لليهوديّ، فأخذها ومشى وأمير المؤمنين ينظر إليه ! إلّا أنّ الرجل لم يخط خطوات قلائل حتّى عاد يقول :

إمّا أنا فأشهد أنّ هذا أحكام أنبياء، أمير المؤمنين يدينني إلى قاض يقضي عليه ثمّ قال: الدرع والله درعك يا أمير المؤمنين وقد كنت كاذباً فيما ادّعيت(٢) .

* * *

٣. رعاية آداب القضاء وكيفيّته

إنّ الإسلام لم يكتف بالتشديد على أهميّة القضاء، واعتبار صفات معيّنة في القاضي، بل سنّ للعمل القضائيّ آداباً وسنناً أكّد على القاضي الأخذ بها في قضائه ليسلم من شوائب الظلم والحيف، ويكون أقرب إلى الإنصاف والحقّ والعدل، وقد لخّص فقهاؤنا هذه الآداب التي ذكرتها الأحاديث المتواترة، في كتبهم الفقهيّة نشير إليها.

__________________

(١) راجع منية الطالب ١: ٣٢٥.

(٢) بحار الأنوار ٤١: ٥٦، عليّ وحقوق الإنسان: ٨٧، ٨٨ لجورج جرداق مع اختلاف يسير.

٣٣٥

قال المحقّق في شرائع الإسلام كتاب القضاء :

في الآداب [ أي آداب القضاء ] وهي قسمان مستحبّة ومكروهة، فالمستحبّة :

١. أن يطلب من أهل ولايته من يسأله عمّا يحتاج إليه في اُمور بلده.

٢. أن يسكن عند وصوله في وسط البلد لترد الخصوم عليّه وروداً متساوياً.

٣. أن يجلس للقضاء في موضع بارز مثل رحبة أو فضاء ليسهل الوصول إليه.

٤. أن يحضر من أهل العلم من يشهد حكمه فإن أخطأ نهوه لأنّ المصيب عندنا واحد ويخاوضهم [ أي يطرح عليهم القضايا ويتبادل معهم الرأي ] فيما يستبهم من المسائل النظريّة لتقع الفتوى مقرّرة، ولو أخطأ فأتلف لم يضمن وكان على بيت المال.

٥. وإذا تعدّى أحد الغريمين سنن الشرع عرّفه خطأه بالرفق.

والآداب المكروهة :

١. أن يتخذ حاجباً وقت القضاء.

٢. أن يقضي وهو غضبان.

٣. وكذا يكره مع كلّ وصف يساوي الغضب في شغل النفس كالجوع والعطش والغمّ والفرح والوجع، ومدافعة الأخبثين، وغلبة النعاس

٤. أن يستعمل الانقباض [ والتقطيب في الوجه ] المانع من الإعلان عن الحجّة، وكذا يكره إظهار اللين الذي لا يؤمن معه من جرأة الخصوم.

ثمّ ذكر مسائل من شأنها حصول الدقة في العمل القضائيّ كقوله :

إذا أفتقر الحاكم إلى مترجم لم يقبل إلّا شاهدان عدلان ولا يقتنع بالواحد عملاً بالمتّفق عليه.

وإذا اتخذ القاضي كاتباً وجب أن يكون بالغاً عاقلاً مسلماً عدلاً بصيراً ليؤمن انخداعه، وإن كان فقيهاً كان حسناً.

٣٣٦

ويكره للحاكم أن يعنّت الشهود إذا كانوا من ذوي البصائر والأديان القويمة ؛ مثل أن يفرق بينهم لأنّ في ذلك غضّاً منهم، ويستحب ذلك في وضع الريبة.

ولا يجوز للحاكم أن يتعتع الشاهد وهو أن يداخله في التلفّظ بالشهادة أو يتعقّبه بل يكفّ عنه حتّى ينهي ما عنده.

ويكره أن يضيف القاضي أحد الخصمين دون صاحبه، لأنّ ذلك يكسب الخصم الضيف شيئاً من القوة.

ثمّ قال عن الرشوة: الرشوة حرام على آخذها، ويأثم الدافع إن توصّل بها إلى الحكم له بالباطل، ولو كان إلى حقّ لم يأثم ويجب على المرتشي إعادة الرشوة إلى صاحبها ولو تلفت قبل وصولها إليه ضمنها له.

ثمّ ذكر المحقّق الحليّ اُموراً في وظائف القاضي فقال: في وظائف القاضي وهي سبع :

الاُولى: التسوية بين الخصمين في السلام والجلوس والنظر والكلام والإنصات والعدل في الحكم.

الثانية: لا يجوز أن يلقّن أحد الخصمين ما فيه ضرر على خصمه.

الثالثة: يكره أن يواجه بالخطاب أحدهما لما يتضمّن من إيحاش الآخر.

الرابعة: إذا ترافع الخصمان وكان الحكم واضحاً لزمه القضاء، ويستحبّ ترغيبهما في الصلح، فإن أبيا حكم بينهما وإن أشكل أخّر الحكم حتّى يتّضح ولا حدّ للتأخير إلّا الوضوح.

الخامسة: إذا ورد الخصوم [ في المحكمة ] مترتّبين بدأ بالأوّل فالأوّل فإن وردوا جميعاً قيل يقرع بينهم.

السادسة: إذا قطع المدّعى عليه دعوى المدّعي بدعوى، لم تسمع حتّى يجيب عن الدعوى وينهي الحكومة ثمّ يستأنف هو.

٣٣٧

السابعة: إذا بدر أحد الخصمين بالدعوى فهو أولى.

وهناك اُمور ذكرها على صعيد عمل القاضي جديرة بالمطالعة نترك ذكرها رعاية للإختصار.

وما ذكره هذا المحقّق وغيره من الفقهاء في آداب القضاء ووظائف القاضي ؛ خلاصة نصوص صريحة وردت في هذه المجالات عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته وقد اكتفينا بنقل ما ذكره الفقهاء في كتبهم تاركين نقل النصوص رعاية للإيجاز لكنّنا تيمّناً نذكر بعض هذه الأحاديث :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من ابتُلي بالقضاء فلا يقضي وهو غضبان »(١) .

وقال أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام لشريح: « لا تُشاور [ أو لا تسار ] أحداً في مجلسك، وإن غضبت فقم ولا تقضينّ وأنت غضبان »(٢) .

وقالعليه‌السلام : « من ابتلي بالقضاء فليواس بينهم في الإشارة وفي النّظر وفي المجلس »(٣) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا تقاضى إليك رجلان فلا تقض للأوّل حتّى تسمع من الآخر فإنّك إذا فعلت ذلك تبيّن لك القضاء »(٤) .

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال: « الرشا في الحكم هو الكفر بالله »(٥) .

إلى غير ذلك من الأحاديث المتواترة على هذا الصعيد.

* * *

٤. وجود البرامج الحقوقيّة والجزائيّة الصالحة

إنّ الأمر الرابع الذي يمكّن السلطة القضائيّة من أداء دورها الحسّاس والخطير في المجتمع هو وجود البرامج الحقوقيّة والجزائيّة الصالحة للقضاء لكي يقضي القاضي

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٨: ١٥٦ ومثله في جامع الاُصول ١٠: ٥٤٩.

(٢ و ٣ و ٤ و ٥) الوسائل ١٨: أبواب آداب القضاء.

٣٣٨

وفقها.

وقد وفّر الإسلام هذه البرامج والقوانين العادلة الصالحة للقاضي وذلك بالتعاليم التي زخر بها الكتاب والسنّة وسيرة الأئمّة الطاهرين، ودوّنها الفقهاء في كتبهم الفقهيّة المفصّلة بدقّة وعناية وتفصيل. فإنّ القاضي يجد في هذه المصادر والبرامج أدقّ الحقوق والحدود وأعدلها، ولو أخذ العالم في مجال القضاء بهذه البرامج والحقوق والحدود لعمّت العدالة كلّ أرجاء الأرض، ولساد السلام والأمن ولاختفى الظلم والجور والشر.

ولقد أكّد الإسلام على القضاة أن يقضوا على ضوء الكتاب والسنّة، وحرّم عليهم القضاء وفق أهوائهم وآرائهم الخاصّة.

هذا كلّه بالنسبة إلى البرامج الكليّة في صعيد العمل القضائيّ.

وأمّا تمييز الحق عن الباطل والمحق عن المبطل والمظلوم عن الظالم ومن له الحقّ ومن عليه، فقد اعتمد الإسلام في تشخيصه وتمييزه على أوثق السبل وأكثر الوسائل اطمئناناً، وهو الاستشهاد بالبيّنات والأيمان فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّما أقضي بينكُم بالبّينات والأيمان »(١) .

نعم إنّ الاعتماد على هذا الأصل في إثبات الحقّ لا يمنع عن الاعتماد على غيرهما ممّا يفيد للقاضي علماً عاديّاً، ولأجل ذلمك قال الفقهاء: ويجوز للقاضي العمل بعلمه.

قال صاحب شرائع الإسلام: « الإمامعليه‌السلام يقضي بعلمه مطلقاً، وغيره من القضاة يقضي بعلمه في حقوق الناس وفي حقوق الله سبحانه على قولين أصحّهما القضاء »(٢) .

الشهادة والشهود

ولقد اشترط الإسلام في الشهود شروطاً من شأنها أن تمنعهم من شهادة الزور

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٨: أبواب كيفيّة الحكم، الإيمان جمع اليمين أي الحلف والقسم.

(٢) شرائع الإسلام في آداب القضاء.

٣٣٩

والإدلاء بما هو باطل وهذه هي الشروط :

١. البلوغ.

٢. كمال العقل.

٣. الإيمان.

٤. العدالة.

٥. إرتفاع التهمة فلا تقبل شهادة من يجرّ بشهادته نفعاً لنفسه.

وإليك نبذة عن الأحاديث في أهميّة وخطورة الشهادة وشروط الشاهد، فقد روي حول أهميّة الشهادة وخطورتها وعظيم مسؤوليّتها أحاديث تفوق الحصر وكلّها تشدّد على أمر الشهادة بالإجماع، ومن ذلك ما عن الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ قال :

« من كتم شهادةً، أو شهد بها ليهدر بها دم امرئ مسلم أو ليزوي بها مال امرئ مسلم أتى يوم القيامة ولوجهه ظلمة مدّ البصر، وفي وجهه كدوح تعرفه الخلائق باسمه ونسبه.

ومن شهد شهادةً حقّ ليحيي بها حقّ امرئ مسلم أتى يوم القيامة ولوجهه نور مدّ البصر تعرفه الخلائق باسمه ونسبه »(١) .

ثمّ قال أبو جعفر الباقرعليه‌السلام : « ألا ترى أنّ الله عزّ وجلّ يقولُ:( وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ للهِ ) »(٢) .

وما روي عن الإمام الصادقعليه‌السلام : « شاهد الزور لا تزولُ قدماهُ حتّى تجبُ لهُ النّارُ »(٣) .

وما روي عن النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من شهد شهادة زُور على أحد من النّاس عُلّق بلسانه مع المنافقين في الدّرك الأسفل من النّار، ومن حبس عن أخيه المسلم شيئاً من

__________________

(١ و ٢ و ٣) وسائل الشيعة ١٨: أبواب الشهادات.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

وبالغت في حفظ حجة الله ، ورغبت في وصلة أبناء رسول الله ، عارفابحقهم ، مؤمنة بصدقهم ، معترفة بمنزلتهم ، مستبصرة بأمرهم ، مشفقةعليهم ، مؤثرة هواه.

واشهد انك مضيت على بصيرة من امرك ، مقتدية بالصالحين ،راضية مرضية ، تقية نقية زكية ، فرضي الله عنك وأرضاك ، وجعل الجنةمنزلك ومأواك ، فلقد أولاك من الخيرات ما أولاك ، وأعطاك من الشرفما به أغناك ، فهناك الله بما منحك من الكرامة وأمراك.

ثم ترفع رأسك وتقول :

اللهم إياك اعتمدت ، ورضاك طلبت ، وبأوليائك إليك توسلت ،وعلى غفرانك وحلمك اتكلت ، وبك اعتصمت ، وبقبر أم وليك لذت ،فصل على محمد وال محمد وانفعني بزيارتها ، وثبتني على محبتها ،ولا تحرمني شفاعتها وشفاعة ولدها عجل الله فرجه ، وارزقنيمرافقتها ، واحشرني معها ومع ولدها ، كما وفقتني لزيارة ولدهاوزيارتها.

اللهم إني أتوجه إليك بالأئمة الطاهرين وأتوسل إليك بالحججالميامين ، من آل طه ويس ، ان تصلي على محمد واله الطيبين ، وانتجعلني من المطمئنين الفائزين ، الفرحين المستبشرين ، الذين لا خوفعليهم ولا هم يحزنون ، واجعلني ممن قبلت سعيه ، ويسرت امره ،وكشفت ضره وامنت خوفه.

٦٦١

اللهم بحق محمد وال محمد صل على محمد واله محمدولا تجعله اخر العهد من زيارتي إياها ، وارزقني العود إليها ابدا ماأبقيتني ، وإذا توفيتني فاحشرني في زمرتها ، وادخلني في شفاعة ولدهاوشفاعتها ، واغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات ، وآتنا في الدنياحسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، والسلام عليكم يا ساداتيورحمة الله وبركاته(١) .

الباب (٤)

ذكر ما يزار به مولانا صاحب الزمان عليه‌السلام كل يوم بعد صلاة الفجر :

اللهم بلغ مولاي صاحب الزمان صلوات الله عليه عن جميعالمؤمنين والمؤمنات ، في مشارق الأرض ومغاربها ، وبرها وبحرها ،وسهلها وجبلها ، حيهم وميتهم ، وعن والدي وولدي ، وعني ، منالصلوات والتحيات زنة عرش الله ، ومداد كلماته ومنتهى رضاه ،وعدد ما أحصاه كتابه وأحاط به علمه.

اللهم اجدد له في هذا اليوم وفي كل يوم عهدا وعقدا وبيعة لهفي رقبتي ، اللهم فكما شرفتني بهذا التشريف ، وفضلتني بهذه الفضيلة ،وخصصتني بهذه النعمة.

__________________

(١) رواه السيد في مصباح الزائر : ٢١٤ ، عنه البحار ١٠٢ : ٧١.

٦٦٢

فصل على مولاي وسيدي صاحب الزمان ، واجعلني من أنصارهوأشياعه والذابين عنه ، واجعلني من المستشهدين بين يديه ، طائعاغير مكره ، في الصف الذي نعت أهله في كتابك ، فقلت :( صفا كأنهمبنيان مرصوص ) (١) ، على طاعتك وطاعة رسولك والهعليهم‌السلام ،اللهم هذه بيعة له في عنقي إلى يوم القيامة(٢) .

الباب (٥)

ذكر العهد المأمور به في زمان الغيبة

روي عن جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام أنه قال : من دعا إلى اللهأربعين صباحا بهذا العهد كان من أنصار قائمناعليه‌السلام ، فان مات قبله أخرجهالله تعالى من قبره ، وأعطاه الله بكل كلمة الف حسنة ، ومحا عنه الفسيئة ، وهو :

اللهم رب النور العظيم ، ورب الكرسي الرفيع ، ورب البحرالمسجور ، ومنزل التوراة والإنجيل والزبور ، ورب الظل والحرور ،ومنزل الفرقان العظيم ، ورب الملائكة المقربين ، والأنبياء والمرسلين.

__________________

(١) الصف : ٤.

(٢) رواه السيد في مصباح الزائر : ٢٣٤ ، عنه البحار ١٠٢ : ١١١.

قال في البحار : ( وجدت في بعض الكتب القديمة بعد ذلك : ويصفق بيده اليمنى علىاليسرى ).

٦٦٣

اللهم إني أسألك بوجهك الكريم ، وبنور وجهك المنيروبملكك القديم ، يا حي يا قيوم ، أسألك باسمك الذي أشرقت بهالسماوات والأرضون ، يا حي قبل كل حي ، يا حيا بعد كل حي ، يا حيالا إله إلا أنت.

اللهم بلغ مولانا الإمام الهادي المهدي ، القائم بأمر الله ، صلواتالله عليه وعلى ابائه الطاهرين ، في مشارق الأرض ومغاربها ، وسهلهاوجبلها ، وبرها وبحرها ، وعني وعن والدي وعن المؤمنين منالصلوات ، زنة عرش الله ، وعدد كلماته ، وما أحاط به علمه وأحصاهكتابه.

اللهم إني اجدد له في صبيحة هذا اليوم ، وما عشت به في أياميعهدا وعقدا وبيعة له في عنقي ، لا أحول عنها ولا أزول ، اللهم اجعلنيمن أنصاره وأعوانه ، الذابين عنه ، المسارعين في حوائجه ، الممتثلينلا وأمره ، المحامين عنه ، المستشهدين بين يديه.

اللهم وإن كان الموت الذي جعلته على عبادك حتما ، يحول بينيوبينه فأخرجني من قبري ، مؤتزرا كفني ، شاهرا سيفي ، مجردا قناتي ،ملبيا دعوة الداعي في الحاضر والبادي.

اللهم أرني طلعته الرشيدة ، وغرته الحميدة ، واكحل مرهي(١)

__________________

(١) مرهت العين مرها : إذا فسدت لترك الكحل ، واسناد الكحل إليه مجازي ، أو اطلقالمرة على العين المرهاء مجازا ـ البحار.

٦٦٤

بنظرة مني إليه ، وعجل فرجه ، وسهل مخرجه ، وأوسع منهجه ، واسلكبي محجته ، وانفذ امره ، واشدد إزره.

واعمر اللهم به بلادك ، واحي به عبادك ، فإنك قلت وقولك الحقعلى لسان نبيك محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله :( ظهر الفساد في البروالبحر بما كسبت أيدي الناس ) (١) .

اللهم فاظهر لنا وليك وابن بنت نبيك ، المسمى باسم نبيك ، حتىلا يظفر بشئ من الباطل الا دحضه(٢) ، ويحق الحق ويحققه ، اللهمواجعله مفزعا للمظلوم من عبادك ، وناصرا لمن لا يجد ناصرا غيرك ،ومجددا لما عطل من احكام كتابك ، ومشيدا لما ورد من اعلام دينكوسنن نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله ، واجعله اللهم ممن حصنته من بأسالمعتدين.

اللهم وسر نبيك محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله الطاهرين برؤيته ،ومن تبعه على دعوته ، وارحم استكانتنا من بعده.

اللهم اكشف هذه الغمة عن الأمة بحضوره ، وعجل اللهم لناظهوره ، انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ، برحمتك يا ارحم الراحمين.

ثم تضرب يديك ثلاثا تقول :

__________________

(١) الروم : ٤١.

(٢) دحض الحجة : أبطلها.

٦٦٥

العجل العجل العجل ، يا صاحب الزمان(١) .

الباب (٦)

ذكر التوقيع الذي خرج من الناحية على صاحبها السلام

على يد خادمة الموضع ، إلى يعقوب بن يوسف الضراب الغسانيفي حديث اختصرنا منه موضع الحاجة :

ثم قالت : يقول لك : إذا صليت على محمد نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله كيف تصليعليه ، فقلت : اللهم صل على محمد وال محمد ، وبارك على محمد والمحمد كأفضل ما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وال إبراهيمانك حميد مجيد ، فقال : لا ، إذا صليت فصل عليهم كلهم وسمهم ،فقلت : نعم ، فلما كان من الغد نزلت ومعها دفتر صغير ، فقالت : يقول لك :

إذا صليت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فصل عليه وعلى أوصيائه على هذهالنسخة ، فاخذتها وهي :

__________________

(١) رواه السيد في مصباح الزائر : ٢٣٥ ، عنه البحار ٥٣ : ٩٥ ، ١٠٢ : ١١٢.

رواه في البحار ٨٦ : ٢٨٤ عن الكتاب العتيق الغروي ، باسناده عن عبد الحميد بن فخار بنمعد العلوي ، عن والده ، عن الحسين بن علي الدربي ، عن محمد بن عبد الله البحراني ، عنالحسن بن علي ، عن علي بن إسماعيل ، عن يحيى بن كثير ، عن محمد بن علي القرشي ، عنأحمد بن سعيد ، عن علي بن الحكم ، عن الربيع بن محمد ، عن عبد الله السلمي ، عنه المستدرك٥ : ٣٩٣.

أورده الكفعمي في مصباحه : ٥٥٠ ، والبلد الأمين : ٨٢ مرسلا.

أورده في البحار ٩٤ : ٤٢ عن خط الشيخ الجبعي.

٦٦٦

بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم صل على محمد سيد المرسلينوخاتم النبيين وحجة رب العالمين ، المنتجب في الميثاق ، المصطفىفي الظلال ، المطهر من كل آفة ، البرئ من كل عيب ، المؤمل للنجاة ،المرتجى للشفاعة ، المفوض إليه دين الله.

اللهم شرف بنيانه ، وعظم برهانه ، وافلج(١) حجته ، وارفع درجته ،وأضئ نوره ، وبيض وجهه ، واعطه الفضل والفضيلة ، والوسيلةوالدرجة الرفيعة ، وابعثه مقاما محمودا ، يغبطه به الأولون والآخرون.

وصل على أمير المؤمنين ووارث المرسلين وقائد الغرالمحجلين ، وسيد الوصيين ، وحجة رب العالمين ، وصل على الحسنابن علي امام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين ، وصلعلى الحسين بن علي امام المؤمنين ، ووارث المرسلين وحجة ربالعالمين.

وصل على علي بن الحسين امام المؤمنين ووارث المرسلينوحجة رب العالمين ، وصل على محمد بن علي امام المؤمنين ووارثالمرسلين وحجة رب العالمين ، وصل على جعفر بن محمد امامالمؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين.

وصل على موسى بن جعفر امام المؤمنين ووارث المرسلينوحجة رب العالمين ، وصل على علي بن موسى امام المؤمنين ووارث

__________________

(١) أفلج الله حجته : أظهرها.

٦٦٧

المرسلين وحجة رب العالمين ، وصل على محمد بن علي امامالمؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين.

وصل على الحسن بن علي امام المؤمنين ووارث المرسلينوحجة رب العالمين ، وصل على الخلف الهادي المهدي امامالمؤمنين ، ووارث المرسلين وحجة رب العالمين.

اللهم صل على محمد وأهل بيته الأئمة الهادين المهديين ،العلماء الصادقين ، الأبرار المتقين ، دعائم دينك ، وأركان توحيدك ،وتراجمة وحيك ، وحججك على خلقك ، وخلفائك في ارضك ، الذيناخترتهم لنفسك ، واصطفيتهم على عبادك ، وارتضيتهم لدينك ،وخصصتهم بمعرفتك ، وجللتهم بكرامتك ، وغشيتهم برحمتك ،وربيتهم بنعمتك ، وغذيتهم بحكمتك ، وألبستهم نورك ، ورفعتهم فيملكوتك ، وحففتهم بملائكتك ، وشرفتهم بنبيك.

اللهم صل على محمد وعليهم صلاة كثيرة دائمة طيبة ، لا يحيطبها الا أنت ، ولا يسعها الا علمك ، ولا يحصيها أحد غيرك ، اللهم وصلعلى وليك ، المحيي سنتك ، القائم بأمرك ، الداعي إليك ، الدليل عليك ،حجتك على خلقك ، وخليفتك في ارضك ، وشاهدك على عبادك.

اللهم أعز نصره ، ومد في عمره ، وزين الأرض بطول بقائه ، اللهماكفه بغى الحاسدين ، وأعذه من شر الكائدين ، وازجر عنه إرادةالظالمين ، وخلصه من أيدي الجبارين.

٦٦٨

اللهم اعطه في نفسه وذريته ، وشيعته ورعيته ، وخاصته وعامتهوعدوه وجميع أهل الدنيا ، ما تقر به عينه ، وتسر به نفسه ، وبلغه أفضلما امله في الدنيا والآخرة ، انك على كل شئ قدير.

اللهم جدد به ما محي من دينك ، وأحيي به ما بدل من كتابك ،واظهر به ما غير من حكمك ، حتى يعود دينك به وعلى يديه غضا(١) جديدا ، خالصا مخلصا ، لا شك فيه ولا شبهة معه ، ولا باطل عنده ،ولا بدعة لديه.

اللهم نور بنوره كل ظلمة ، وهد بركنه كل بدعة ، واهدم بعزته كلضلالة ، واقصم به كل جبار ، وأخمد(٢) بسيفه كل نار ، وأهلك بعدله كلجائر ، واجر حكمه على كل حكم ، وأذل بسلطانه كل سلطان.

اللهم أذل كل من ناواه ، وأهلك كل من عاداه ، وامكر بمن كاده ،واستأصل(٣) من جحده حقه ، واستهان بأمره ، وسعى في اطفاء نوره ،وأراد اخماد ذكره.

اللهم صل على محمد المصطفى وعلي المرتضى ، وفاطمةالزهراء والحسن الرضا والحسين المجتبى ، وجميع الأوصياء ،مصابيح الدجى ، واعلام الهدى ، ومنار التقى ، والعروة الوثقى ،

__________________

(١) غض : نضر.

(٢) خمدت النار : سكن لهبها.

(٣) استأصل الشئ : قلعه من أصله.

٦٦٩

والحبل المتين ، والصراط المستقيم ، وصل على وليك وولاة عهدهوالأئمة من ولده ، ومد في أعمارهم ، وزد في اجالهم ، وبلغهم أقصىامالهم دينا ودنيا وآخرة ، انك على كل شئ قدير(١) .

الباب (٧)

استغاثة إلى صاحب الزمانعليه‌السلام

من حيث تكون تصلي ركعتين بالحمد وسورة ، وقم مستقبل القبلةتحت السماء وقل :

__________________

(١) رواه السيد في جمال الأسبوع : ٣٠١ ـ ٣٠٦ باسناده إلي جماعة ، باسنادهم إلى جدهالشيخ الطوسي ، الحسين بن عبيد الله ، عن محمد بن أحمد بن داود والتلعكبري ، عن محمد بنعلي الرازي ، فيما رواه في كتاب الشفاء والجلاء ، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي ، عنالحسين بن محمد بن عامر الأشعري القمي ، عن يعقوب بن يوسف الضراب الغساني فيمنصرفه عن أصفهان ، عنه البحار ٥٢ : ١٨ و ٩٤ : ٧٨.

أورده الشيخ في مصباحه : ٣٦٣ ، وفي الغيبة : ١٦٨ عن أحمد بن علي الرازي ، عنأبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي ، عن الغساني.

أخرجه الطبري في دلائله : ٣٠٢ عن أبي عبد الله الغضائري ، عن أبي الحسن علي بنعبد الله القاساني ، عن الحسين بن محمد بقاسان بعد منصرفه من أصفهان ، عن يعقوب بن يوسفبأصفهان.

ذكره الكفعمي في مصباحه : ٥٤٩ ، وفي البلد الأمين : ٧٩.

أورده الفيض في الصحيفة المهدوية.

أقول : ذكره الشيخ والسيد في اعمال عصر يوم الجمعة اما لا يوجد في الرواية اختصاصهبيوم الجمعة.

٦٧٠

سلام الله الكامل التام الشامل العام ، وصلواته وبركاته القائمةالتامة ، على حجة الله ووليه في ارضه وبلاده ، وخليفته على خلقهوعباده ، وسلالة النبوة ، وبقية العترة ، والصفوة ، صاحب الزمان ،ومظهر الايمان ، ومعلن احكام القرآن ، مطهر الأرض ، وناشر العدل فيالطول والعرض ، والحجة القائم المهدي ، الإمام المنتظر المرتضى ،الطاهر ابن الأئمة الطاهرين ، الوصي ابن الأوصياء المرضيين ، الهاديالمهدي ابن الأئمة المعصومين.

السلام عليك يا وارث علم النبيين والمستودع حكم الوصيين ،السلام عليك يا معز المؤمنين المستضعفين ، السلام عليك يا مذلالكافرين المتكبرين الظالمين ، السلام عليك يا مولاي صاحب الزمانيا بن رسول الله ، السلام عليك يا بن أمير المؤمنين وابن فاطمة الزهراءسيدة نساء العالمين ، السلام عليك يا بن الحجج على الخلق أجمعين ،السلام عليك يا مولاي سلام مخلص لك في الولاء.

اشهد انك الإمام المهدي قولا وفعلا ، وانك الذي تملأ الأرضقسطا وعدلا ، فعجل الله فرجك وسهل مخرجك ، وقرب زمانك ، وكثرأنصارك وأعوانك ، وانجز لك ما وعدك ، فهو أصدق القائلين :( ونريد اننمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهمالوارثين ) (١) .

__________________

(١) القصص : ٥.

٦٧١

يا مولاي يا صاحب الزمان يا بن رسول الله ، حاجتي كذا وكذافاشفع لي في نجاحها ، فقد توجهت إليك بحاجتي لعلمي ان لك عندالله شفاعة مقبولة ومقاما محمودا ، فبحق من اختصكم لامرهوارتضاكم لسره ، وبالشأن الذي بينكم وبينه ، سل الله تعالى في نجحطلبتي وإجابة دعوتي ، وكشف كربتي.

وادع بما أحببت ، فإنه يقضى إن شاء الله تعالى(١) .

وهذه الزيارات لها مواضع يليق بها في كل باب مما ذكر في زياراتكل امام ، فينبغي ان يرتب على ذلك عند الامكان إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) عنه البحار ١٠١ : ٣٧٤ ، رواه في البحار ١٠٢ : ٢٤٦ عن قبس المصباح ، وأورده الكفعميفي البلد الأمين : ١٥٨

٦٧٢

فهارس الكتاب

١ ـ فهرس الرجال الواردة في الكتاب

٢ ـ فهرس الاماكن والبقاع

٣ ـ فهرس الكتب والقبائل

٤ ـ فهرس الموضوعات

٦٧٣

٦٧٤

١ ـ فهرس الرجال

الف ـ الرسول والأئمةعليهم‌السلام

محمد بن عبد اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ٢٧ ـ ٢٨ ـ ٣١ ـ ٣٣ ـ الى ـ ٣٧ ـ ٣٨ الى٤٠ ـ ٤٦ ـ ٤٩ ـ ٥١ ـ ٥٥ ـ ٥٦ ـ ٧١ ـ ٧٣ ـ ٧٦ ـ ٨٥ ـ ٩٨ ـ ١٠١ ـ ١١٤ ـ ١٢٣ ـ ١٢٦ ـ ١٢٨ ـ ١٣٠ ـ ١٣١ ـ ١٣٥ ـ ١٣٥ ـ ١٣٦ ـ ١٨٠ ـ ١٩٤ ـ ١٩٦ ـ ٢٠٠ ـ ٢١٥ ـ ٢٤٢ ـ ٢٥٢ ـ ٣٢٧ ـ ٣٣٠ ـ ٣٣١ ـ ٣٣٢ ـ ٣٣٣ ـ ٣٣٥ ـ ٣٤٠ ـ ٣٤١ ـ ٣٤٤ ـ ٣٨٥ ـ ٤٠٠ ـ ٤٠٧ ـ ٤١٦ ـ ٤٢٠ ـ ٤٢٨ ـ ٤٦٢ ـ ٤٧٣ ـ ٥٤٥ ـ ٥٤٦ ـ ٥٤٧ ـ ٥٩٦ ـ ٥٩٩ ـ ٦٠٠ ـ ٦٢٨ ـ الى ٦٣٠.

على بن ابي طالبعليه‌السلام ٣٦ ـ الى ٣٨ ـ ١٠١ ـ ١١٤ ـ ١١٧ ـ ١١٩ ـ ١٢٠ ـ ١٢٣ ـ ١٢٤ ـ ١٢٧ ـ ١٢٨ ـ ١٣٠ ـ الى ١٣٣ ـ ١٤٣ ـ ١٤٩ ـ ١٥٤ ـ ١٦١

ـ ١٦٩ ـ ١٧١ ـ الى ١٧٣ ـ ١٨١ ـ ١٩١ ـ ١٩٢ ـ ٢٠٣ ـ ٢٠٥ ـ ٢١٢ ـ ٢١٤ ـ ٢٢٥ ـ ٢٤٠ ـ ٢٤٢ ـ ٢٤٤ ـ ٢٥٢ ـ ٢٥٦ ـ ٢٦٠ ـ ٢٨٢ ـ ٢٨٤ ـ ٣٠٢ ـ ٣١٧ ـ ٣٣٠ ـ ٣٣١ ـ ٣٣٦ ـ ٣٣٧ ـ ٤٤١ ـ ٤٦٢ ـ ٥٤٦ ـ ٥٤٧ ـ ٦٥٢.

فاطمة الزهراءعليها‌السلام ٣٥ ـ ٧٨ ـ ٨٣ ـ ١٣٧ ـ الى ١٣٩ ـ ١٦٤ ـ ١٩٠ ـ ١٩١ ـ ٢١٥ ـ ٢٨٦ ـ ٣٣١ ـ ٣٣٦ ـ ٣٦٧ ـ ٣٨٥ ـ ٥٤١ ـ ٦٣٩.

الحسن بن عليعليها‌السلام ٣١ ـ ٣٢ ـ ٣٦ ـ ٨٦ ـ ١٣١ ـ ٢١٤ ـ ٢١٥ ـ ٣٣٦ ـ ٣٣٧ ـ ٥٣٦ ـ ٥٤٧ ـ ٥٤٨ ـ ٦٥٢.

الحسين بن عليعليه‌السلام ٣٢ ـ ٣٩ ـ ٤٢ ـ ٤٦ ـ ١١٨ ـ ٢١٢ ـ ٢١٤ ـ ٣٢٥ ـ الى ٣٣٣ ـ ٣٣٦ ـ ٣٤٣ ـ الى ٣٦٥

٦٧٥

٣٦٧ ـ الى ٣٧٠ ـ ٣٩٧ ـ الى ٤٠٠ ـ ٤٠٢ ـ الى ٤٠٤ ـ ٤١٤ ـ ٤١٧ ـ ٤٢٤ ـ ٤٢٧ ـ ٤٣٣ ـ ٤٣٥ ـ الى ٤٣٨ ـ ٤٤٤ ـ ٤٦٢ ـ ٤٦٤ ـ الى ٤٦٧ ـ ٤٧٣ ـ الى ٤٧٥ ـ ٤٨٦ ـ ٤٩٦ ـ ٥١٤ ـ ٥١٧ ـ ٥١٩ ـ ٥٤٤ ـ ٥٤٥ ـ ٥٤٧ ـ ٥٤٨ ـ ٥٩٥ ـ ٦٥٢.

علي بن الحسينعليهما‌السلام ٣٢ ـ ٣٤ ـ ٨٦ ـ ١٠٢ ـ ١١٦ ـ ١٣٤ ـ ١٤٦ ـ ١٥٦ ـ ١٦٥ ـ ١٦٩ ـ ٢١٤ ـ ٢٨٢ ـ ٤٠٠ ـ ٤٥٧ ـ ٤٦٧ ـ ٥٣٦ ـ ٦١٩ ـ ٦٤٣.

محمد بن علي الباقرعليها‌السلام ٣٢ ـ ٤٧ ـ ٨٦ ـ ١١٣ ـ ١١٨ ـ ١١٩ ـ ١٢٢ ـ ١٢٥ ـ ٢١٤ ـ ٢٨٢ ـ ٢٨٤ ـ ٣٤٠ ـ ٣٤٩ ـ ٣٥٣ ـ ٣٥٤ ـ ٣٦٤ ـ ٤٠٣ ـ الى ٤٠٥ ـ ٥٣٦.

جعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام ٣١ ـ الى ٣٩ ـ ٤١ ـ ٤٥ ـ ٥١ ـ ٨٣ ـ ٨٦ ـ ١٠٢ ـ ١٠٨ ـ ١١٤ ـ الى ١١٩ ـ ١٢٢ ـ الى ١٢٤ ـ ١٢٨ ـ ١٣٠ ـ ١٣١ ـ ١٣٣ ـ ١٣٤ ـ ١٣٧ ـ الى ١٣٩ ـ ١٦٢ ـ ١٦٤ ـ ١٦٧ ـ ١٧٦ ـ ٢٠٥ ـ ٢١٤ ـ ٢٢٥ ـ ٢٤٠ ـ ٢٤٢ ـ ٣٢٥ ـ الى ٣٢٩ ـ ٣٣١ ـ الى ٣٣٤ ـ ٣٣٦ ـ ٣٤٣ ـ الى ٣٧٠ ـ ٤٠٢ ـ الى

٤٠٥ ـ ٤١١ ـ ٤١٢ ـ ٤١٤ ـ ٤١٩ ـ ٤٢٧ ـ ٤٣٥ ـ ٤٣٨ ـ ٤٤٣ ـ ٤٦١ ـ ٤٧٣ ـ ٤٧٤ ـ ٥١٤ ـ ٥١٧ ـ ٥٣٦ ـ ٥٩٥ ـ ٦٦٣.

موسى بن جعفر الكاظمعليهما‌السلام ٣٤ ـ ٤٠ ـ ١٩٤ ـ ٣٢٦ ـ ٣٢٦ ـ ٣٦٨ ـ ٤٠٩ ـ ٥٣٦ ـ ٥٣٩ ـ ٥٤٥ ـ ٥٤٦ ـ ٦٠٠.

علي بن موسى الرضاعليهما‌السلام ٣٢ ـ ٣٩ ـ الى ٤١ ـ ٤٦ ـ ١٩٤ ـ ٣٢٥ ـ ٣٤٢ ـ ٣٤٦ ـ ٣٦٢ ـ ٣٦٧ ـ ٤١٠ ـ ٥٤٤ ـ ٥٤٥ ـ ٥٤٧ ـ ٥٥١ ـ ٦٠١ ـ ٦٤٧.

محمد بن علي الجوادعليهما‌السلام ٤١ ـ ١٩٦ ـ ٥٣٦ ـ ٥٣٨ ـ ٥٣٩ ـ ٥٤١ ـ ٥٤٤ ـ ٥٤٦.

علي بن محمد الهاديعليهما‌السلام ٥٢٣ ـ ٥٤١ ـ ٥٥٢ ـ ٦٥٥.

الحسن بن علي العسكريعليهما‌السلام ٤٢ ـ ٢١٥ ـ ٢٦٣ ـ ٢٦٤ ـ ٣٥٢ ـ ٣٩٨ ـ ٥٥٢ ـ ٥٩٥ ـ ٦٥٥.

الحجة بن الحسنعليهما‌السلام ١٢٩ ـ ١٣٥ ـ ١٤٦ ـ ٢٨٥ ـ ٣٤٨ ـ ٤١٠ ـ ٤٨٦ ـ ٤٩٦ ـ ٥٦٧ ـ ٥٧٣ ـ ٥٨٥ ـ ٦٦٢ ـ ٦٦٣ ـ ٦٦٦ ـ ٦٧٠.

٦٧٦

ب ـ الانبياء والملائكةعليهم‌السلام

ادم ٣٧ ـ ٣٨ ـ ٤٦ ـ ١٩١ ـ ٢١٢ ـ ٢٥٥.

ابراهيم ٣٨ ـ ١٢٧ ـ ١٢٨ ـ ١٢٩ ـ ١٣١ ـ ١٣٤ ـ ١٤١ ـ ٥٤٧ ـ ٦٦٦.

ادريس ١٣٤.

اسرافيل ٦٢٨.

جبرئيل ٣٨ ـ ٤٩ ـ ٨٣ ـ ١٢٣ ـ ١٢٦ ـ ١٢٨ ـ ١٣١ ـ ٢٠٢ ـ ٢١٤ ـ ٦٢٨ ـ ٦٢٩ ـ.

الخضر ١٣٤ ـ ١٣٥ ـ ١٤٣ ـ ١٤٦ ـ ٢٢٥.

داود ٤٥ ـ ١٣٤.

سليمان ١٢٦ ـ ١٦٧.

عيسى ٣٨ ـ ٥٤٧.

منصور ٣٢٨.

موسى ٣٨ ـ ١٢٥ ـ ١٢٧ ـ ٣٦٨ ـ ٥٤٧.

نوح ٣٧ ـ ٣٨ ـ ١٢٨ ـ ١٢٩ ـ ١٩١ ـ ١٩٢ ـ ٢١٢ ـ ٢٥٦ ـ ٥٤٧.

يونس ١٥٥.

ج ـ الاعلام والرواة

حرف الالف

ابان بن تغلب ٣٢٨.

ابان السدوسي ٣٣.

ابراهيم بن ابي يحيى ٣٥.

ابراهيم بن احمد ٥٦٤.

ابراهيم بن اسحاق النهاوندي ٤١.

ابراهيم بن رسول الله (ص) ٩٠.

ابراهيم بن عيسى الخزاز ٣٤٠.

ابراهيم بن محمد ١٢٢ ـ ٣٤٣.

ابراهيم بن محمد بن ابراهيم ١٢٨.

ابراهيم بن محمد بن عبد الله القرشي ٣٤.

ابراهيم بن محمد الثقفي ١٢٩ ـ ١٣٠ ـ ٣٦٦.

ابراهيم بن مهدي ١٣٠.

ابراهيم بن هاشم ١١٦ ـ ١٢٥ ـ ١٤٠ ـ ٢٦٣ ـ ٣٢٥ ـ ٣٤٧ ـ ٤٧٣ ـ ٥٤٤.

ابراهيم النخعي ١٢٦.

ابن ابي داود الرواسي ١٤٦.

ابن رئاب ٣٤١.

٦٧٧

ابن شهر اشوب ١٠٨.

ابن عياش = محمد بن احمد ابن عياش.

ابوسامة ١٢٥.

ابو اسماعيل السراج ١٣١.

ابو اسماعيل القماط ٣٤٩.

ابوبصير ١٣٤ ـ ١٣٥ ـ ٣٢٨ ـ ٣٤٦ ـ ٢٦٨ ـ ٢٧٨.

ابوبكر بن عياش ٢٠٣.

ابوبكر الحضرمي ١١٣.

ابوجعفر المنصور ١٩١ ـ ٣٢٣.

ابوحمزة الثمالي ٩٠ ـ ١١٥ ـ ١٣١ ـ ١٦٨ ـ ٤٤٣.

ابوسعيد الخدري ٢٠٠.

ابوسعيد المدائني ٣٢٧ ـ ٣٣٨ ـ ٣٤٠.

ابو شبل ٣٥٨.

ابوصباح الكناني ٣٥٣.

ابو العباس السفاح ١١٦ ـ ١١٨ ـ ١٦٢.

ابوعبد الرحمان الحذاء ١٢٥.

ابوعبد الله الجاموراني ٣٣٥.

ابوعبدالله الحراني ٣٩.

ابوعبيدة ١٢٥.

ابو علي الاشعري ٥٤٥.

ابوعلي بن همام ٣٥٢.

ابو علي الحراني ٣٥٦.

ابو الفتح القيم بالجامع = محمد بن محمد الجعفرية.

ابوالقاسم بن روح = حسين.

ابوالقاسم = جعفر بن محمد ابن قولويه.

ابولبابة ٨٥.

ابوالمغراء ٣٥٤.

ابوميسور بن عبد المنعم بن النعمان المعادي ٤٨٦.

ابونعيم ١٢٠.

ابووهب القصري ٣٦.

ابوهاشم الجعفري ٤٢ ـ ٣٥٢.

ابويحيي الاسملي ٣٣.

ابو يحيي الصنعاني ٤٠٤ ـ ٤٠٥.

احمد بن ابراهيم ابو عبد الله ٨٥٨.

احمد بن ابي عبد الله البرقي ٣٢ ـ ٣٤٠.

احمد بن ادريس ١٣٧ ـ ٣٣١ ـ ٣٣٩ ـ ٣٥٢.

احمد بن حسين بن سعيد ٣٦١.

احمد بن الحسين بن عبد الله ١٢٨.

٦٧٨

احمد بن رشيد ١٣٢.

احمد بن علي بن عبيدالله الجعفي ٣٥٢.

احمد بن محمد بن ابي نصر ٣٤٦.

احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ٣٩.

احمج بن محمد بن عيسى ٣٣ ـ ٣٦ ـ ١١٧ ـ ١٢٢ ـ ١٢٤ ـ ٢٤٠ ـ ٣٢٨ ـ ٣٤٥ ـ ٣٥٠ ـ ٣٥٤ ـ ٣٥٦ ـ ٣٦٢.

احمد بن محمد السياري ٣٩٠.

احمد بن محمد الكوفي ٣٤٨.

احمد بن محمد المقري ١٢٠.

احمد بن محمد الهمداني ٣١.

احمد بن مشش القرشي ١٢٦.

احمد بن هلال ٣٤٦.

احمد بن يحيي العطار ٣٢٦.

احمد بن يوسف ٣٩.

اسحاق بن ابراهيم ٣٢٧.

اسحاق بن عمار ٣٨ ـ ٣٣٨ ـ ٣٥٩.

اسحاق بن يزداد ٣٤٣.

اسماعيل بن جابر ٣٥٧.

اسماعيل بن جعفر الصادق (ع) ٥٩٥.

اسماعيل بن زيد ١٢٤.

اسماعيل بن صبيح ٤٣٥.

اسماعيل بن عباد ٣٢٧.

اسماعيل بن فضل الهاشمي ٤١١.

اسماعيل بن موسى بن جعفر (ع) ٣٤.

اسماعيل بن ميثم التمار ٣٤٩.

الاصبغ بن نباتة ١٢٣ ـ ١٣٠ ـ ١٣١.

اعمش = سليمان اعمش.

الياس بن هشام الحائري ٥٢٣.

ام القائم (ع) ٦٦٠.

ايوب بن نوح ٥٤٦.

حرف الباء

بشار المكاري ١٣٧ ـ ١٣٩ ـ ٣٤٩.

بشير الدهان ٣٢٩ ـ ٣٤٢ ـ ٣٤٥ ـ ٣٥٠.

بكار بن احمد ١٢٨ ـ ١٣٠.

حرف التاء

توبة بن الخليل ١٣٠.

حرف الثاء

ثعلبة بن ميمون ١١٧.

٦٧٩

حرف الجيم

جابر بن يزيد الجعفي ٢٨٢ ـ ٣٥١ ـ ٣٦٤ ـ ٤٣٥.

جالوت ١٣٤.

جد يزيد بن عبد الملك النوفلي ٣٥.

جعفر بن امير البغوي ٣٢.

جعفر بن بشير ١٢٥.

جعفر بن محمد بن ابراهيم الموسوي ٣٤١ ـ ٣٤٤ ـ ٣٥٤.

جعفر بن محمد بن حاجب ١١٣٠.

جعفر بن محمد بن قولويه ابوالقاسم ٣٣ ـ ١١٣ ـ ١١٦ ـ ١٢٣ ـ ٢٦٤ ـ ٣٣٧ ـ ٣٤٥ ـ ٣٤٧ ـ ٣٦١ ـ ٤٧٣ ـ ٥٤٤.

جعفر بن محمد بن مالك الفزاري ٣٤٦ ـ ٣٥٢ ـ ٣٥٧.

حرف الحاء

حارث بن المغيرة النصري ٣٢٩ ـ ٤١٢.

حبة العرني ١٢٧.

حبيب بن ابي ثابت ١٢٠.

حذيفة ١٢٩.

حذيفة بن منصور ٣٥٧.

حريز ٣٥٢.

الحسن بن اشناس ٥٦٧ ـ ٥٨٥.

الحسن بن الحسين بن الحسن ابن بابويه٣١.

الحسن بن راشد ١٠٢ ـ ٣٥٠ ـ ٣٥٢.

الحسن بن سعيد اعمش ٤٣٥.

الحسن بن سعيد ١١٤ الى ١١٦ ـ ٣٥٧.

الحسن بن عبد الرحمان بن ابي ليلى ١٣٠.

الحسن بن عبد الله بن محمد ابن عيسى ١٢٣ ـ ٣٥٣ ـ ٣٥٦.

الحسن بن علي ٣٢٧.

الحسن بن علي بن ابي حمزة ٣٥٥.

الحسن بن علي بن ابي عثمان ٣٢٧ ـ ٣٣٩.

الحسن بن علي بن زكريا ٣٤٢.

الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة ١١٨ ـ ٣٤٠.

الحسن بن علي بن فضال ١١٧ ـ ١٢٢ ـ ١٣٣ ـ ٣٤٠ ـ ٣٦٣ ـ ٤١٠.

٦٨٠

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702