المزار الكبير

المزار الكبير8%

المزار الكبير مؤلف:
المحقق: جواد القيّومي الإصفهاني
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
ISBN: 964-92002-0-7
الصفحات: 702

المزار الكبير
  • البداية
  • السابق
  • 702 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 187382 / تحميل: 6367
الحجم الحجم الحجم
المزار الكبير

المزار الكبير

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٩٢٠٠٢-٠-٧
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً *وَحَدَائِقَ غُلْبًا *وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ) ( عبس: ٢٧ ـ ٣١ )، ثمّ قال: ( هذا كله عرفناه فما الأبّ ؟ ) ثمّ رفع عصا كانت في يده فقال: ( هذا لعمر الله هو التكلّف فما عليك أن تدري ما الأبّ، اتبعوا ما بيّن لكم هداه من الكتاب فاعملوا به، وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربّه )(١) .

(ز): خمسةُ أشخاصٍ أُخذوا في الزنا

أحضر عمر بن الخطاب خمسة نفر أخذوا في زنا فأمر أن يقام على كلّ واحد منهم الحدّ وكان أمير المؤمنين حاضراً فقال: « يا عمر، ليس هذا حكمهم »، قال عمر: أقم أنت عليهم الحكم، فقدّم واحداً منهم فضرب عنقه، وقدم الثاني فرجمه حتّى مات وقدّم الثالث فضربه الحدّ، وقدّم الرابع فضربه نصف الحدّ، وقدّم الخامس فعزّره، فتحير الناس وتعّجب عمر فقال: يا أبا الحسن خمسة نفر في قصّة واحدة، أقمت عليهم خمس حكومات ( أي أحكام ) ليس فيها حكم يشبه الآخر ؟ قال :

« نعم أما الأوّل: فكان ذميّاً وخرج عن ذمّته فكان الحكم فيه السيف.

وأمّا الثاني: فرجل محصن قد زنا فرجمناه.

وأمّا الثالث: فغير محصن زنا فضربناه الحدّ.

وأمّا الرابع: فرجل عبد زنا فضربناه نصف الحدّ.

وأمّا الخامس: فمجنون مغلوب على عقله عزّرناه ».

فقال عمر: ( لا عشت في أمّة لست فيها يا أبا الحسن )(٢) .

هذه نماذج قليلة من الموارد التي لم يرد فيها نص صريح، وقد واجهت كبار الصحابة بعد وفاة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وعجزوا عن حلّ معضلاتها ممّا يدلّ بوضوح، على أنّه لو كان

__________________

(١) المستدرك للحاكم ٢: ٥١٤، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ١١: ٢٦٨، الكشّاف ٣: ٣١٤.

(٢) الكافي ٧: ٢٦٥.

١٢١

الصحابة مستوعبين لكلّ أحكام الشريعة وأبعادها، لأجابوا عليها دون تحيّر أو تردد. ولأصابوا فيما أجابوا. وهذا يدل بصراحة لا إبهام فيها، على أنّ الاُمّة كانت بحاجة شديدة إلى إمام عارف بأحكام الإسلام معرفةً كافيةً كاملةً وحامل لنفس الكفاءات والمؤهلات النفسيّة والفكريّة التي كان يتحلّى بها الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله ( فيما عدا مقام الوحي والنبوة )، إذ بهذه الصورة فحسب، كان من الممكن أن يلي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ويخلفه في قيادة الاُمّة ويسد مسدّه، من حل معضلاتها، ومعالجة مشاكلها التشريعية والفكريّة المستجدّة، دون أن يحدث له ما حدث للصحابة من العجز والارتباك، ومن التحيّر والمفاجأة ـ كما عرفت ـ.

وإليك بقية الأوجه التي تدلّ على هذا الادّعاء المدعم بالدليل :

* * *

٢. الفراغ في مجال تفسير القرآن وشرح مقاصده

لم يكن القرآن الكريم حديثاً عاديّاً، وعلى نسق واحد، بل فيه: المحكم والمتشابه والعامّ، والخاصّ، والمطلق والمقيّد، والمنسوخ والناسخ، مما يجب على المسلمين أن يعرفوها جيداً ليتسنّى لهم أن يدركوا مقاصد الكتاب العزيز ومفاداته(١) .

ثمّ لـمّا كان هذا الكتاب الإلهيّ، جارياً في حديثه مجرى كلام العرب وسائراً على نهجهم في البلاغة وطرقها فإنّ الوقوف على معانيه ورموزه ولطائفه كان يتوقف على معرفة كاملة بكلامهم وبلاغتهم.

أضف إلى كل ذلك، أنّ القرآن إذ كان كتاباً إلهياً حاوياً لأدقّ المعارف وأرفعها

__________________

(١) ولقد أشار الإمام عليّعليه‌السلام إلى هذه الاُمور بقوله :

« خلّف ( أي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فيكم كتاب ربّكم، مبيّناً حلاله وحرامه وفرائضه وفضائله، وناسخه ومنسوخه ورخصه وعزائمه وخاصّه وعامّه وعبره وأمثاله، ومرسله ومحدوده ومحكمه ومتشابهه، مفسّراً مجمله ومبيّناً غوامضه » نهج البلاغة: الخطبة رقم (١).

١٢٢

درجةً، ومنطوياً على علوم لم تكن مألوفةً في ذلك العصر، وعلى أبعاد عديدة(١) تخفى على العاديين من الناس، فإنّ الإطلاع على هذه الأبعاد والأوجه والحقائق كان يقتضي أن يتصدى لشرحها وتفسيرها وبيان مفاهيمها العالية جليلها ودقيقها: النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أو من يليه في العلم والكفاءة والمؤهلات الفكريّة صيانةً من الوقوع في الاتجاهات المتباينة، والتفاسير المتعارضة التي تؤول إلى المذاهب المتناقضة والمسالك المتناحرة ـ كما حدث ذلك في الاُمّة الإسلاميّة ـ مع الأسف.

ولو سأل سائل :

إنّ القرآن الكريم يصف نفسه بأنه كتاب مبين إذ يقول:( قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ) ( المائدة: ١٥ ).

كما يصف نفسه بأنّه نزل بلسان عربي مبين فيقول:( وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ ) ( النحل: ١٠٣ ).

ويقول في آية اخرى بأن الله سبحانه وتعالى يسّره للذكر حيث يقول مكرّراً:( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ) ( القمر: ١٧، ٢٢، ٣٢، ٤٠ ).

ويصرّح في موضع آخر بأنّه سبحانه يسره بلسان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله :( فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) ( الدخان: ٥٨ ).

ومع ذلك كيف يحتاج إلى التفسير والتوضيح، وما التفسير إلّا رفع الستر وكشف القناع عنه ؟.

كيف يحتاج إلى مبيّن ومفسّر قد قال الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله فيه: « إنّ القرآن يفسر بعضه بعضاً ».

وقال الإمام عليّعليه‌السلام في شأنه: « كتاب الله تبصرون به وتنطقون به

__________________

(١) ولقد أشار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى هذا بقوله :

« له ظهر وبطن وظاهره حكم وباطنه علم، ظاهره انيق وباطنه عميق له نجوم وعلى نجومه نجوم لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه » الكافي ( كتاب القرآن ) ٢: ٥٩٨ ـ ٥٩٩.

١٢٣

وتسمعون به وينطق بعضه ببعض »(١) .

لأجبنا: صحيح أنّ القرآن الكريم يصف نفسه بما ذكر، ولكنّه يصف نفسه أيضاً بأنّه نزل حتى يبيّنه الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله للناس إذ يقول تعالى:( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ) ( النحل: ٤٤ ).( وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إلّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ) ( النحل: ٦٤ ).

فقد وصف النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في هاتين الآيتين، بأنّه مبيّن لما في الكتاب لا قارئ فقط.

فكم من فرق بين القراءة والتبيين ؟.

بل يذكر القرآن الكريم بأنّ بيان القرآن عليه سبحانه، فهو يبيّن للرسول والرسول يبيّن للناس، كما يقول سبحانه:( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ *إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ *فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثمّ إنّعَلَيْنَا بَيَانَهُ ) ( القيامة: ١٦ ـ ١٩ ).

إنّ وجود هاتين الطائفتين من الآيات في القرآن، يكشف لنا عن أنّ القرآن رغم وضوحه من حيث اللفظ والمعنى والظواهر، ورغم أنّه منزّه عن الشباهة بكتب الألغاز والأحاجي إذ أنّه كتاب تربية وتزكية وهداية عامّة، فإنّه يحتاج إلى ( مبيّن ) ومفسّر لعدّة أسباب :

أوّلاً: وجود المجملات في أحكام العبادات والمعاملات الواردة في آياته.

ثانياً: كون آياته ذات أبعاد وبطون متعددة.

ثالثاً : ، غياب القرائن الحاليّة التي كانت آياته محفوفة بها حين النزول، وكانت معلومةً للمخاطبين بها في ذلك الوقت.

كلّ هذه الاُمور توجب أن يراجع من يريد فهم الكتاب مصادر تشرح هذه الأمور، وإليك مفصل هذا القول فيما يأتي :

أوّلاً: إنّ القرآن كما ذكرنا ليس كتاباً عادياً، بل هو كتاب إلهيّ اُنزل للتربية

__________________

(١) نهج البلاغة: الخطبة ١٢٩ ( طبعة عبده ).

١٢٤

والتعليم ولهداية البشريّة وتهذيبها، وذلك يقتضي أن ينزل القرآن بألوان مختلفة من الخطاب تناسب ما تقتضيه طبيعة التربية والتعليم، ومن هنا نشأ في أسلوب القرآن: المطلق والمقيّد، والعام والخاصّ، والمنسوخ والناسخ، والمحكم والمتشابه، والمجمل والمبيّن كمفاهيم الصلاة والزكاة والحج والجهاد وغيرها فهي رغم كونها واضحة في أول نظرة ولكنّها مجملة من حيث الشروط والأجزاء والموانع والمبطلات والتفاصيل.

فكان لابدّ أن يتولّى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بيان مجمله ومطلقه ومقيده وما شابه ذلك، وقد فعل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك بقدر ما تطلّبه ظرفه واقتضته حاجة المسلمين بيد أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكشف القناع عن جميع تفاصيل هذه الاُمور وجزئياتها قاطبة، لعدم الحاجة إلى ذلك، وتحيّناً للظروف المناسبة، وانتظاراً للحاجات والحالات المستجدّة. وإن كان قد أخبر عن اُصولها واُمهاتها أو معظمها، فتعيّن أن يخلّف النبيّ ـ من يماثله بالعلم والدراية بالوحي الإلهيّ المدوّن في الكتاب العزيز، ليسدّ مسدّه في بيان ما يتعلق بالكتاب من اُمور مستجدّة، ويكشف النقاب عن بقية الجزئيات والتفاصيل لتلك المجملات حسب الظروف والحاجات الجديدة والضرورات الطارئة، ممّا أودع النبيّ عنده من معارف الكتاب وعلومه، ويخرج إلى الاُمّة من تلكم المعارف شيئاً فشيئاً.

نعم، قال شيخ الطائفة الطوسيّرحمه‌الله في تفسير قوله سبحانه:( حم *وَالْكِتَابِ المُبِينِ ) ( الزخرف: ١ ـ ٢ والدخان: ١ ـ ٢ ).

( إنّما وصف بأنّه مبين، وهو بيان مبالغة في وصفه بأنّه بمنزلة الناطق بالحكم الذي فيه، من غير أن يحتاج إلى استخراج الحكم من مبيّن آخر، لأنّه يكون من البيان ما لا يقوم بنفسه دون مبيّن حتّى يظهر المعنى فيه )(١) .

ولكن الصحيح أنّ توصيف القرآن بكونه كتاباً مبيّناً، هو وضوح انتسابه إلى الله، بحيث لا يشك أحد في كونه كلام الله والآية نظير قوله سبحانه( ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ

__________________

(١) التبيان ٩: ٢٢٤ ( طبعة النجف الأشرف ).

١٢٥

فِيهِ ) ( البقرة: ٢ )، أي لا ريب أنّه منّزل من جانب الله سبحانه.

أضف إلى ذلك أنّ الجمع بين هذه الآية وقوله سبحانه:( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ) ( النحل: ٤٤ ) وقوله سبحانه:( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ *إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ *فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثمّ إنّعَلَيْنَا بَيَانَهُ ) ( القيامة: ١٦ ـ ١٩، ، يقضي، بأنّ المراد هو وضوح مفاهيمه الكليّة لا خصوصياته وجزئياته كما أوضحناه.

ثانياً: لـمّا كان القرآن كتاباً خالداً انزل ليكون دستور البشريّة مدى الدهور، ومعجزة الرسالة الإسلامية الخالدة، تطلّب ذلك أن يكون ذا أبعاد وبطون يكتشف منه كل جيل، ما يناسب عقله وفكره وتقدّمه وترقّيه في مدارج الكمال والصعود، وقد أشار الإمام عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام إلى هذا الأمر حيث قال عن القرآن وعلّة خلوده وغضاضته الدائمة: « إنّ الله تعالى لم يجعله لزمان دون زمان ولا لناس دون ناس، فهو في كلّ زمان جديد، وعند كلّ قوم غضّ إلى يوم القيامة »(١) .

فكأنّ القرآن الكريم ـ في انطوائه على الحقائق العلميّة الزاخرة، وعدم إمكان التوصل إلى أعماقه ـ هو النسخة الثانية لعالم الطبيعة الواسع الأطراف، الذي لا يزيد البحث فيه والكشف عن حقائقه وأسراره، إلّا معرفة أنّ الإنسان لا يزال في الخطوات الاولى من التوصّل إلى مكامنه الخفيّة وأغواره، فإنّ كتاب الله تعالى كذلك لا يتوصّل إلى جميع ما فيه من الحقائق والأسرار، لأنّه منزّل من عند الله الذي لا يضمّه أين ولا تحدّده نهاية، ولا تحصى أبعاد قدرته، ولا تعرف غاية عظمته.

إذن، فكون القرآن أمراً مبيّناً لا ينافي أن تكون له أبعاد متعدّدة، وأفاق كثيرة، يكون البعد الواحد منه واضحاً مبيّناً دون الأبعاد الاُخرى.

ولهذا، فإنّ الوقوف على البطون المتعددة بحاجة إلى ما روي من روايات وأخبارحول الآيات، وما ورد في السّنّة من النصوص المبيّنة والأحاديث الموضّحة ،

__________________

(١) البرهان في تفسير القرآن ١: ٢٨.

١٢٦

حتّي تكشف بعض البطون والأبعاد الخفيّة كما هو الحال في بعض أحاديث النبيّ وأهل بيته: وإن كان بعض هذه البطون تنكشف لنا بمرور الزمن وتكامل العقول ونضج العلوم.

وبتعبير آخر: إنّ فهم بعد واحد من أبعاد معاني الآية القرآنيّة، وإن كان ممكناً للجميع، غير أنّ وضوح بعد واحد ومعلوميّته لا تغني عن الإحاطة بالأبعاد والأوجه الاخرى لها.

إنّ فهم بعد واحد من أبعاد الآيات التالية :

( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلّا اللهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ) ( الأنبياء: ٢٢ ).

( وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ) ( المؤمنون: ٩١ ).

( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ) ( النمل: ٨٢ ).

وكذا الآيات الواقعة في سورة الحديد، وما بدأ من السور بالتسبيحات.

أقول: إنّ فهم بعد واحد من أبعاد هذه الآيات وإن كان أمراً ميسّراً للجميع، ولكن لا يمكن لمن له أدنى إلمام بمفاهيم القرآن وأسلوب خطاباته أن يدّعي، أنّ جميع أبعاد هذه الآيات مفهومة للجميع بمجّرد الوقوف على اللغة العربيّة والاطّلاع على قواعدها.

كلاّ، فإنّ الوقوف على مغزى هذه الآيات وأبعادها وبطونها وآفاقها، يحتاج إلى جهود علميّة واطّلاع شامل ودقيق على السنّة المطهّرة، وما جاء فيها حول الآيات من توضيحات وبيانات.

وقد تمكّن الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يرفع النقاب عن جملة من هذه الأبعاد في حدود ما سمحت له الظروف، واستعدّت له النفوس المعاصرة، فكان لابدّ من وجود من يخلّفه

١٢٧

للقيام بهذه المهمة الخطيرة، فيما يأتي من الزمان، ولمن يأتي من الأفراد والجماعات.

ثالثاً: لقد نزل القرآن الكريم بالتدريج في مناسبات مختلفة كانت تستدعي نزول آيات من الوحي الإلهيّ المقدسّ ولذلك، فقد كان القرآن ـ في عصر تنزّله ـ محفوفاً بالقرائن التي كانت تبيّن مقاصده، وتعيّن على فهم أهدافه وغاياته.

ولهذا فإنّ القرآن وإن كان مبيّناً في حين نزوله بيد أنّ مرور الزمن، وبعد الناس عن عهد نزوله، وانفصال القرائن الحالية عن الآيات صيّر القرآن ذا وجوه وجعل آياته ذات احتمالات عديدة، لغياب علل النزول وأسبابه التي كانت قرائن حاليّة من شأنها أن توضّح مقاصد الكتاب وتفسر عن غاياته.

وهذا أمر يعرفه كلّ من له إلمام بالقرآن الكريم، وتاريخه، وعلومه.

ولأجل ذلك، يطلب الإمام عليّعليه‌السلام من ابن عباس عندما بعثه للمحاجّة مع الخوارج أن لا يحاججهم بالقرآن، لأنّه أصبح ذا وجوه إذ يقولعليه‌السلام : « لا تخاصمهم بالقرآن، فإنّ القرآن حمّال ذو وجوه تقول ويقولون. ولكن حاججهم بالسنّة فإنهم لم يجدوا عنها محيصاً »(١) .

وإليك نماذج من الاختلاف الموجود في هذه الآيات بين الاُمّة، ولا يمكن رفع هذا الاختلاف إلّا بإمام معصوم تعتمد عليه الاُمّة، وتعتبر قوله قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

١. قال سبحانه في آية الوضوء:( فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ) ( المائدة: ٦ ).

وقد تضاربت الآراء في فهم هذه الآية، وصارت الاُمّة إلى قولين :

فمن عاطف لفظ( أَرْجُلَكُمْ ) على الرؤوس فيحكم على الأرجل بالمسح.

ومن عاطف له على الأيدي فيحكم على الأرجل بالغسل.

ومن المعلوم، أنّ إعراب القرآن الكريم إنّما حدث بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

__________________

(١) نهج البلاغة: الرسالة (٧٧).

١٢٨

فأيّ الرأيين هو الصحيح ؟(١) .

٢. لقد حكم الله تعالى على السارق والسارقة بقطع الأيدي حيث قال:( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ) ( المائدة: ٣٨ ).

وقد اختلفت الاُمّة في مقدار القطع وموضع اليد :

فمن قائل: إنّ القطع من اُصول الأصابع دون الكفّ وترك الإبهام، كما عليه الإماميّة وجماعة من السلف.

ومن قائل: إنّ القطع من الكوع، وهو المفصل بين الكفّ والذراع، كما عليه أبو حنيفة ومالك والشافعيّ.

ومن قائل: إنّ القطع من المنكب كما عليه الخوارج(٢) .

٣. أمر الله سبحانه الورثة بإعطاء السدس للكلالة في قوله سبحانه:( وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ ) ( النساء: ١٢ ).

وفي الوقت نفسه يحكم سبحانه بأعطاء الكلالة النصف أو الثلثين كما قال:( إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ ) ( النساء: ١٧٦ ).

فما هو الحل وكيف الجمع بين هاتين الآيتين ؟

لا شكّ أنّه لم يكن ثمة إبهام في مورد هاتين الآيتين بل حدث الإبهام في ذلك فيما بعد.

ألا يدلّ هذا على ضرورة وجود الإمام، الذي يرفع الستار عن الوجه الحقّ بما

__________________

(١) وممّن أقرّ بالحقيقة وأنّ مدلولها يوافق مذهب الإماميّة، ابن حزم الظاهريّ في كتابه المحلّى، والفخر الرازيّ في تفسيره والحلبيّ في كتاب منية المتملّي في شرح غنية المصلّي فلاحظ المحلّى ٣: ٥٤، لاحظ المسألة (٢٠٠) فإنّه أدّى حقّ المقال فيها، ومفاتيح الغيب ١١: ١٦١ ( طبع دار الكتب العلمية ).

(٢) راجع الخلاف للطوسيّ ( كتاب السرقة ): ١٨٤.

١٢٩

عنده من علوم مستودعة.

ولهذا أيضاً عمد علماء الإسلام إلى تأليف كتاب حول شأن نزول الآيات، كالواحديّ وغيره، جمعوا فيها ما عثروا عليه من وقائع وأحاديث في هذا السبيل.

على أنّ بعض الآيات ما لم يضّم إليها، ما ورد حولها من شأن النزول لكانت غير واضحة المقصود، وإليك نماذج من ذلك :

١. قوله سبحانه:( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ( البقرة: ١٨٩ ).

فيقال، أي مناسبة بين السؤال عن الأهلّة والإجابة عنها بأنّها مواقيت للناس وبين قوله:( وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا ) وعلى فرض وضوح المناسبة، ماذا يقصد القرآن من هذا الدستور( وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ) ؟ أليس هذا توضيحاً للواضح ؟ ولكن بالمراجعة إلى ما ورد حوله يظهر الجواب عن كلا السؤالين.

٢. قوله سبحانه:( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ ) ( النمل: ٨٢ ).

فما هذه الدابة التي تخرج من الأرض، وكيف تكلمهم ومع من تتكلم ؟.

٣. وقوله سبحانه:( وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إلّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) ( التوبة: ١١٨ ).

إلى غير ذلك من هذه الآيات التي تتضح الحقيقة فيها بالمراجعة إلى ما حولها من الأحاديث الصحيحة.

هذا هو مجمل القول في علّة احتياج القرآن إلى مبيّن، وللوقوف على تفصيله لابدّ من بسط الكلام والتوسع في الحديث، وقد ألفّنا في ذلك رسالةً خاصّة.

١٣٠

إنّ إيقاف الاُمّة على مقاصد الكلام الإلهيّ، من دون زيادة أو نقصان، ومن دون تحريف أو تزييف، ومن دون جهل أو شطط يحتاج إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أو من يتحلى بمثل ما يتحلى به النبيّ من كفاءات علمية ومؤهلات فكريّة ويكون مضافاً إلى ذلك عيبةً لعلمه، وأميناً على سره، ومؤدّباً بتأديبه، وناشئاً على ضوء تربيته، حفاطاً على خطّ الرسالة من الشذوذ، وصيانةً للفكر الإسلاميّ من الانحراف، وصوناً للاُمّة من الوقوع في متاهات الحيرة والضلال والأخذ بالأهواء والأضاليل.

لقد كان من المتعيّن على الله بحكم الضرورة والعقل، وانطلاقاً من الاعتبارات المذكورة، أن يقرن كتابه بهاد يوضح خصوصياته، ويبيّن أبعاده، ويكشف عن معالمه، ليؤوب إليه المسلمون عند الحاجة، وترجع إليه الاُمّة عند الضرورة ويكون المرجع الصادق الأمين لمعرفة القرآن حتّى يتحقّق بذلك غرض الرسالة الإلهيّة، وهو الإرشاد والهداية، ودفع الاختلاف والغواية الناشئة من التفسيرات الشخصيّة العفويّة للقرآن الكريم.

إنّ ترك أمر الاُمّة وعدم نصب من يقدر ـ فيما يقدر ـ على هذه المهمّة القرآنيّة الخطيرة على ضوء ما استودع عنده النبيّ من معارف وعلوم إلهيّة قرآنيّة يؤدّي إلى اختلاف الاُمّة في الرأي والتفسير، وهو بدوره يؤدّي لا محالة إلى ظهور الفرق والمذاهب المختلفة الشاذّة كما يشهد بذلك تأريخ الاُمّة الإسلاميّة.

يقول منصور بن حازم، قلت لأبي عبد الله ( جعفر بن محمّد الصادق )عليه‌السلام :

إنّ الله أجلّ وأكرم من أن يعرف بخلقه بل الخلق يعرفون بالله.

قال: « صدقت ».

قلت: إنّ من عرف أنّ له ربّاً فينبغي له أن يعرف أنّ لذلك الربّ رضىً وسخطاً، وأنّه لا يعرف رضاه وسخطه إلّا بوحي أو رسول، فمن لم يأته الوحي فقد ينبغي له أن يطلب الرسل فإذا لقيهم عرف أنّهم الحجّة، وأنّ لهم الطاعة المفترضة، وقلت للناس: تعلمون أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان هو الحجّة من الله على خلقه ؟ قالوا: بلى، قلت: فحين

١٣١

مضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من كان الحجّة على خلقه ؟ فقالوا: القرآن، فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجّيء والقدريّ والزنديق الذي لا يؤمن به حتّى يغلب الرجال بخصومته، فعرفت أنّ القرآن لا يكون حجّةً إلّا بقيّم، فما قال فيه من شيء كان حقاً، فقلت لهم: من قيّم القرآن ؟(١) فقالوا: ابن مسعود قد كان يعلم، وعمر يعلم، وحذيفة يعلم، قلت: كلّه ؟ قالوا: لا، فلم أجد أحداً يقال أنّه يعرف ذلك كلّه إلّا عليّاًعليه‌السلام وإذا كان الشيء بين القوم فقال هذا: لا أدري، وقال هذا: لا أدري، وقال هذا: لا أدري، وقال هذا: أنا أدري، فأشهد أنّ عليّاًعليه‌السلام كان قيّم القرآن، وكانت طاعته مفترضةً، وكان الحجّة على الناس بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنّ ما قال في القرآن فهو حقّ.

فقال ( الإمام الصادق ): « رحمك الله »(٢) .

كما ورد شاميّ على الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام فقال له: « كلّم هذا الغلام »، يعني هشام بن الحكم، فقال: نعم، ثمّ دار بينهم حديث فقال الغلام للشاميّ: أقام ربّك للناس حجّةً ودليلاً كيلا يتشتتوا أو يختلفوا، يتألّفهم ويقيم أودهم ويخبرهم بفرض ربّهم.

قال: فمن هو ؟

قال: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

قال هشام: فبعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

قال: الكتاب والسنّة.

قال هشام: فهل نفعنا اليوم الكتاب والسنّة في رفع الاختلاف عنّا ؟

قال الشاميّ: نعم.

قال: فلم اختلفنا أنا وأنت وصرت إلينا من الشام في مخالفتنا إياّك ؟

__________________

(١) أي من يقوم بأمر القرآن ويعرف ظاهره وباطنه ومجمله ومأوّله ومحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه بوحي إلهيّ أو بإلهام رباني، أو بتعلم نبويّ ( راجع مرآة العقول ).

(٢) الكافي ١: ١٦٨ ـ ١٦٩.

١٣٢

قال: فسكت الشاميّ.

فقال أبو عبد الله للشاميّ: « مالك لا تتكلم ؟ ».

قال الشاميّ: إن قلت: لم نختلف كذبت، وإن قلت: إنّ الكتاب والسنّة يرفعان عنّا الاختلاف أبطلت، لأنهّما يحتملان الوجوه، وإن قلت: قد اختلفنا وكلّ واحد منّا يدّعي الحقّ، فلم ينفعنا إذن الكتاب والسنّة إلّا أنّ لي عليه هذه الحجّة(١) .

أجل، لابدّ من قائم بأمر القرآن وهاد للاُمّة إلى مقاصده وحقائقه، لكي لا تضلّ الاُمّة ولا تشذّ عن صراطه المستقيم.

وهذا الهادي الذي يجب أن يقرن الله به كتابه هو من عناه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله الذي تواتر نقله بين السنّة والشيعة.

فقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله وأهل بيتي وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٢) .

وروي هكذا أيضاً: « إنّي قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي: الثّقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، إلّا وأنهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٣) .

فقد صرح النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بعدم افتراق الكتاب والعترة، وهذا دليل على علمهم بالكتاب علماً وافياً وعدم مخالفتهم له قولاً وعملاً.

كما أنّه جعلهما خليفتين بعده، وذلك يقتضي، وجوب التمسك بهم كالقرآن

__________________

(١) الكافي ١: ١٧٢.

(٢ و ٣) رواه أحمد بن حنبل في مسنده ٥: ١٨٢ و ١٨٩، والحاكم في مستدركه ٣: ١٠٩، ومسلم في صحيحه ٧: ١٢٢، والترمذيّ في سننه ٢: ٣٠٧، والدارميّ في سننه ٢: ٤٣٢، والنسائيّ في خصائصه: ٣٠، وابن سعد في طبقاته ٤: ٨، والجزريّ في اسد الغابة ٢: ١٢، وغيرها من كتب المسانيد والتفاسير والسير والتواريخ واللغة من الفريقين.

وقد أفرد دار التقريب رسالةً ذكر فيها مسانيد الحديث ومتونه ونشره عام ١٣٧٥ ه‍.

١٣٣

ولزوم اتّباعهم على الإطلاق لعلمهم بالكتاب وأسراره وبمصالح الاُمّة واحتياجاتها المتعلقة بالقرآن.

وهو من حيث المجموع، يدلّ على حاكميّة العترة النبويّة وسلطتهم وولايتهم على الناس بعد الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله .

* * *

٣. الفراغ في مجال تكميل الاُمّة روحياً

إنّ نظرةً دقيقةً إلى الكون، تهدينا إلى أنّ الله خلق كلّ شيء لهدف معيّن هو غاية كماله، وعلّته الغائيّة، وقد زوده بكلّ ما يبلّغه إلى ذلك الكمال، ويوصله إلى تلك الغاية المنشودة.

ولم يكن « الإنسان » بمستثنى من هذه القاعدة الكلية الكونيّة، فقد زوده الله تعالى ـ بعد أن أفاض عليه الوجود ـ بكل ما يوصله إلى كماله الماديّ

ولم يكن معقولاً أن يهمل الله تكامل الإنسان في الجانب المعنويّ، وهو الذي أراد له الكمال المادّيّ وهيّأ له أسبابه، وقيّض وسائله.

ولمّا كان تكامل الإنسان في الجانبين: المادّيّ والمعنويّ لا يمكن إلّا في ظلّ الهداية الإلهيّة خاصّةً، وكانت الهداية فرع الإحاطة بما في الشيء من إمكانات وخصوصيّات وأجهزة وحاجات، وليس أحد أعرف بالإنسان من خالقه فهو القادر على هدايته، وتوجيهه، نحو التكامل والصعود إلى كماله المطلوب.

من هنّا تطلّب الأمر إرسال الرسل إلى البشر ليضيئوا للبشريّة طريق الرقيّ والتقدّم، بالتزكية والتعليم والتربية، ويساعدوها على تجاوز العقبات والعراقيل، ليبلغوا بها إلى الكمال الذي أراده الله لها.

وقد قام انبياء الله ورسله الكرام ـ بكلّ ما في مقدورهم ووسعهم ـ بهداية البشريّة على مدار الزمن، وحقّقوا من النجاحات والنتائج العظيمة ما غيّر وجه التاريخ البشريّ ،

١٣٤

وكان منشأ الحضارات الإنسانيّة العظمى، ومنطلقاً للمدنيّات الخالدة.

لقد كان دور الأنبياء والرسل في تكميل البشريّة معنويّاً وروحيّاً، دوراً أساسيّاً وعظيماً، بحيث لولاه لبقيت البشريّة في ظلام دامس من التخلّفات الفكريّة والجاهليّات المقيتة.

ولقد كان هذا الدور منطقيّاً وطبيعيّاً، فالبشريّة بحكم ما تتنازعها من أهواء ومطامع، ويكتنفها من جهل بالحقّ والعدل، لا يمكنها بنفسها أن تشقّ طريقها نحو التكامل المنشود فكم من مرّة ابتعدت البشريّة عن العناية الربانيّة والهدايّة الإلهيّة، فسقطت في الحضيض، ونزلت إلى مستوى الطبيعة البهيميّة وعادت كالأنعام بل أضلّ.

ولقد أشار الإمام السجّاد زين العابدين عليّ بن الحسينعليه‌السلام إلى حاجة البشريّة إلى الهدايّة الإلهيّة، وأثر هذه الهداية في تكامل البشريّة سلباً وإيجاباً، إذ قال في دعائه الأوّل في الصحيفة السجاديّة: « الحمد لله الذي لو حبس عن عباده معرفة حمده على ما أبلاهم من مننه المتتابعة وأسبغ عليهم من نعمه المتظاهرة لتصرّفوا في مننه فلم يحمدوه وتوسّعوا في رزقه فلم يشكروه، ولو كانوا كذلك لخرجوا من حدود الإنسانيّة إلى حدّ البهيميّة، فكانوا كما وصف في محكم كتابه( إِنْ هُمْ إلّا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ) »(١) .

ولقد كان إيصال هذه الهداية الإلهيّة التكميليّة الضروريّة إلى البشر غير ميسور إلّا عن طريق إرسال الرسل وبعث الأنبياء الأصفياء الهداة.

إنّ دراسةً سريعةً خاطفةً لحالة العالم الإنسانيّ، وخاصّة حالة المجتمع العربيّ الساكن في الجزيرة العربية قبيل الإسلام، وما كان يعاني منه الإنسان من تخلف وتأخّر وسقوط، وما تحقق له من تقدّم ورقيّ واعتلاء في جميع الأبعاد الأخلاقيّة والفكريّة والإنسانيّة بفضل الدعوة المحمديّة، والجهود التي بذلها صاحب هذه الدعوة المباركة ،

__________________

(١) الصحيفة السجادية: الدعاء الأوّل.

١٣٥

وبفضل ما قام به من عناية ورعاية وإراءة الطريق الصحيح، يكشف عن مدّعى تأثير الهداية الإلهيّة في تكامل المجتمع الإنسانيّ.

إنّ توقف تكامل البشريّة الروحيّ والمعنويّ على إرسال الرسل، وهداية الأنبياء ورعايتهم، هو نفسه يستدعي، وجود الخلف المعصوم العارف بالدين، للنبيّ، ليواصل دفع المجتمع الإسلاميّ في طريق الكمال، ويحفظه من الانقلاب على الأعقاب، والتقهقر إلى الوراء، كيف لا، ووجود الإمام المعصوم العارف بأسرار الشريعة ومعارف الدين، ضمان لتكامل المجتمع، وخطوة كبيرة في سبيل إرتقائه الروحيّ والمعنويّ.

فهل يسوغ لله سبحانه أن يهمل هذا العامل البنّاء الهادي للبشريّة إلى ذروة الكمال ؟.

إنّ الله سبحانه جهّز الإنسان بأجهزة ضروريّة وغير ضروريّة، ليوصله إلى الكمال المطلوب حتّى أنّه تعالى قد زودّه بإنبات الشعر على أشفار عينيه وحاجبيه وتقعير الأخمص من القدمين، لكي تكون حياته لذيذة غير متعبة، فهل تكون حاجته إلى هذه الاُمور أشد من حاجته إلى الإمام المعصوم الذي يضمن كماله المعنوي ؟(١) .

وما أجمل ما قاله أئمة أهل البيت: في فلسفة وجود الإمام المعصوم المنصوب من جانب الله سبحانه، ومدى تأثيره في تكامل الاُمّة :

أ ـ يقول الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : « إنّ الأرض لا تخلو إلّا وفيها إمام كي ما إذا زاد المؤمنون شيئاً ردهم وإذا نقصوا شيئاً أتمّه لهم »(٢) .

ب ـ روى أبو بصير عن الإمام الصادق [ جعفر بن محمّد ] والإمام الباقر [ محمّد بن عليّ ]عليهما‌السلام : « إنّ الله لم يدع الأرض بغير عالم ولولا ذلك لم يعرف الحقّ من الباطل »(٣) .

__________________

(١) هذا الاستدلال مأخوذ من كلام الشيخ الرئيس ابن سينا في إلهيّات الشفا وكتاب النجاة ( له أيضاً ): ٣٠٤.

(٢ و ٣) الكافي ١: ١٧٨.

١٣٦

ج ـ قال الإمام أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام في نهج البلاغة: « أللّهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجّة، إمّا ظاهراً مشهوراً وإمّا خائفاً مغموراً، لئلاّ تبطل حجج الله وبيّناته »(١) .

وفي حوار طويل جرى بين هشام بن الحكم وهو شاب وبين عمرو بن عبيد العالم المعتزليّ البصريّ، أشار إلى الفائدة المعنويّة الكبرى لوجود الإمام المعصوم فقال هشام: أيّها العالم إنّي رجل غريب أتأذن لي في مسألة ؟

فقال: نعم.

فقال: ألك عين ؟

قال: نعم.

قال: فما تصنع بها ؟

فقال: أرى بها الألوان والأشخاص.

قال: فلك أنف ؟

فقال: نعم.

قال: فما تصنع به ؟

فقال: أشمّ به الرائحة.

قال: ألك فم ؟

فقال: نعم.

قال: فما تصنع به ؟

فقال: أذوق به الطعام.

قال: فلك اُذن ؟

فقال: نعم.

قال: فما تصنع به ؟

__________________

(١) نهج البلاغة: قصار الكلمات.

١٣٧

فقال: أسمع به.

قال: ألك قلب ؟

فقال: نعم.

قال: فما تصنع به ؟

فقال: اميّز به كلّما ورد على هذه الجوارح والحواس.

قال: أو ليس في هذه الجوارح غنىً عن القلب ؟

فقال: لا.

قال: وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة ؟

فقال: يا بنيّ إنّ الجوارح إذا شكّت في شيء شمّته أو رأته، أو ذاقته، أو سمعته، ردته إلى القلب فيستيقن اليقين ويبطل الشكّ.

قال هشام: فإنّما أقام الله القلب لشكّ الجوارح [ أي لضبطها ] ؟

قال: نعم.

قال: لا بدّ من القلب وإلاّ لم تستيقن الجوارح ؟

قال: نعم.

قال: يا أبا مروان، فالله تبارك وتعالى لم يترك جوارحك حتّى جعل لها ( إماماً ) يصحّح لها الصحيح ويتيّقن به ما شكّ فيه، ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكّهم واختلافهم لايقيم لهم ( إماماً )يردون إليه شكّهم وحيرتهم ويقيم لك ( إماماً ) لجوارحك تردّ إليه حيرتك وشكّك ؟!

قال هشام: فسكت ولم يقل لي شيئاً(١) .

وغير خفي على القارئ النابه، أنّ لزوم الحاجة إلى الإمام المعصوم ليس بمعنى تعطيل أثر الكتاب والسنّة وإنكار قدرتهما على حلّ الكثير من المشكلات والاختلافات، بالنسبة إلى من يرجع إليهما بنيّة صادقة، وتجرّد عن الآراء المسبقة.

__________________

(١) الكافي ١: ١٧٠.

١٣٨

غير أنّ هناك مسائل واُموراً عويصةً ـ خصوصاً فيما يرجع إلى المبدأ والمعاد وإلى فهم كتاب الله وسنّة رسوله ـ فلا مناص للاُمّة من وجود إمام عارف معصوم يخلِّف النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ويقوم مقامه في تكميل المجتمع الإسلاميّ في جميع شؤونه.

وصفوة القول: أنّ تكامل البشريّة الروحيّ والمعنويّ كما أنّه منوط ببعثة الأنبياء ووجود الرسل، فهو كذلك منوط بوجود الإمام المعصوم الذي يتسنى له بما اوتي من علم وعصمة وملكات عالية وكفاءات قياديّة أن يوصل هداية المجتمع الإسلاميّ إلى ذرى الكمال الروحيّ والارتقاء المعنويّ بلا تعثّر ولا إبطاء، ولا تقهقر ولا تراجع.

ومن المعلوم، أنّ الاُمّة لا تقدر على معرفة ذاك الإمام، إلّا بتنصيب من الله سبحانه وتعيينه.

٤. الفراغ في مجال الرد على الأسئلة والشبهات

لقد تعرض الإسلام منذ بزوغه لأعنف الحملات التشكيكية، وكان هدفاً لسهام الشبهات والتساؤلات العويصة والمريبة، التي كان يثيرها اعداء الإسلام والنبيّ والمسلمين من اليهود والنصارى والمشركين والمنافقين.

وقد قام الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله في حياته بردّ هذه الشبهات وتبديد تلك الشكوك وصدّ الحملات التشكيكيّة بحزم فريد، وتفوّق عليها بنجاح كبير مستعيناً بالوحي الإلهيّ.

وقد كانت هذه الشبهات تتراوح بين التشكيك في أصل وجود الله أو توحيده أو صدق الرسالة الإسلاميّة أو المعاد والحشر، وغيرها من الاُمور الاعتقاديّة وبعض الاُمور العمليّة.

ولا شكّ، أنّ هذه الحملات كانت تجد اذناً صاغيةً بين بعض المسلمين، وتوجب بعض التزعزع في مواقفهم إلّا أنّها كانت تتبدّد وينعدم أثرها بما كان يقوم به الرسول الأكرم المعلم من ردّ ودفع قاطع وحاسم.

١٣٩

نماذج من الأسئلة العويصة

عندما راجعت قريش يهود يثرب لمعرفة صدق ما يدّعيه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لهم اليهود: سلوه عن ثلاث نأمركم بهنّ، فإن لم يخبر بها فالرجل متقوِّل فروا فيه رأيكم :

١. سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول، ما كان أمرهم ؟ فإنّه قد كان لهم حديث عجب.

٢. وسلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبؤه ؟

٣. وسلوه عن الروح ما هي ؟

فأقبلوا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وطرحوا عليه الأسئلة المذكورة، فأخبرهم عن أجوبتها، وأخبرهم بأنّ الأوّل، هم أصحاب الكهف الذين ذكرهم القرآن في سورة الكهف، والثاني، هو ذو القرنين الذي ذكره الله في سورة الكهف أيضاً، وأمّا الثالث فقد أوكل علمه إلى الله بأمره حيث قال:( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إلّا قَلِيلاً ) ( الإسراء: ٨٥ )، وقد أخبر بكل ذلك بما أوحى الله تعالى إليه(١) .

كما قدم جماعة من كبار النصارى وعلمائهم إلى المدينة لمحاججة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله فاستدلوا لاعتقادهم في المسيحعليه‌السلام بكونه ولداً لله، بأنّه لم يكن له أب يعلم وقد تكلّم في المهد، وهذا لم يصنعه أحد من ولد آدم قبله، فأجابهم بما أوحى إليه الله سبحانه بأنّ أمر عيسى ليس أغرب من أمر آدم الذي لم يكن له لا أب ولا أمّ. فهو أعجب من عيسى الذي ولد من أمّ حيث قال الله في هذا الصدد:( إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) ( آل عمران: ٥٩ )(٢) .

وعن أمير المؤمنين عليٍّعليه‌السلام أنّه اجتمع يوماً عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أهل خمسة أديان: اليهود والنصارى والثنويّة والدهريّة ومشركو العرب.

ثمّ وجّه كلّ طائفة من هذه الطوائف أسئلة عويصة ومشكلة إلى النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) سيرة ابن هشام ١: ٣٠٠ و ٥٧٥.

(٢) سيرة ابن هشام ١: ٣٠٠ و ٥٧٥.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

وبالغت في حفظ حجة الله ، ورغبت في وصلة أبناء رسول الله ، عارفابحقهم ، مؤمنة بصدقهم ، معترفة بمنزلتهم ، مستبصرة بأمرهم ، مشفقةعليهم ، مؤثرة هواه.

واشهد انك مضيت على بصيرة من امرك ، مقتدية بالصالحين ،راضية مرضية ، تقية نقية زكية ، فرضي الله عنك وأرضاك ، وجعل الجنةمنزلك ومأواك ، فلقد أولاك من الخيرات ما أولاك ، وأعطاك من الشرفما به أغناك ، فهناك الله بما منحك من الكرامة وأمراك.

ثم ترفع رأسك وتقول :

اللهم إياك اعتمدت ، ورضاك طلبت ، وبأوليائك إليك توسلت ،وعلى غفرانك وحلمك اتكلت ، وبك اعتصمت ، وبقبر أم وليك لذت ،فصل على محمد وال محمد وانفعني بزيارتها ، وثبتني على محبتها ،ولا تحرمني شفاعتها وشفاعة ولدها عجل الله فرجه ، وارزقنيمرافقتها ، واحشرني معها ومع ولدها ، كما وفقتني لزيارة ولدهاوزيارتها.

اللهم إني أتوجه إليك بالأئمة الطاهرين وأتوسل إليك بالحججالميامين ، من آل طه ويس ، ان تصلي على محمد واله الطيبين ، وانتجعلني من المطمئنين الفائزين ، الفرحين المستبشرين ، الذين لا خوفعليهم ولا هم يحزنون ، واجعلني ممن قبلت سعيه ، ويسرت امره ،وكشفت ضره وامنت خوفه.

٦٦١

اللهم بحق محمد وال محمد صل على محمد واله محمدولا تجعله اخر العهد من زيارتي إياها ، وارزقني العود إليها ابدا ماأبقيتني ، وإذا توفيتني فاحشرني في زمرتها ، وادخلني في شفاعة ولدهاوشفاعتها ، واغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات ، وآتنا في الدنياحسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، والسلام عليكم يا ساداتيورحمة الله وبركاته(١) .

الباب (٤)

ذكر ما يزار به مولانا صاحب الزمان عليه‌السلام كل يوم بعد صلاة الفجر :

اللهم بلغ مولاي صاحب الزمان صلوات الله عليه عن جميعالمؤمنين والمؤمنات ، في مشارق الأرض ومغاربها ، وبرها وبحرها ،وسهلها وجبلها ، حيهم وميتهم ، وعن والدي وولدي ، وعني ، منالصلوات والتحيات زنة عرش الله ، ومداد كلماته ومنتهى رضاه ،وعدد ما أحصاه كتابه وأحاط به علمه.

اللهم اجدد له في هذا اليوم وفي كل يوم عهدا وعقدا وبيعة لهفي رقبتي ، اللهم فكما شرفتني بهذا التشريف ، وفضلتني بهذه الفضيلة ،وخصصتني بهذه النعمة.

__________________

(١) رواه السيد في مصباح الزائر : ٢١٤ ، عنه البحار ١٠٢ : ٧١.

٦٦٢

فصل على مولاي وسيدي صاحب الزمان ، واجعلني من أنصارهوأشياعه والذابين عنه ، واجعلني من المستشهدين بين يديه ، طائعاغير مكره ، في الصف الذي نعت أهله في كتابك ، فقلت :( صفا كأنهمبنيان مرصوص ) (١) ، على طاعتك وطاعة رسولك والهعليهم‌السلام ،اللهم هذه بيعة له في عنقي إلى يوم القيامة(٢) .

الباب (٥)

ذكر العهد المأمور به في زمان الغيبة

روي عن جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام أنه قال : من دعا إلى اللهأربعين صباحا بهذا العهد كان من أنصار قائمناعليه‌السلام ، فان مات قبله أخرجهالله تعالى من قبره ، وأعطاه الله بكل كلمة الف حسنة ، ومحا عنه الفسيئة ، وهو :

اللهم رب النور العظيم ، ورب الكرسي الرفيع ، ورب البحرالمسجور ، ومنزل التوراة والإنجيل والزبور ، ورب الظل والحرور ،ومنزل الفرقان العظيم ، ورب الملائكة المقربين ، والأنبياء والمرسلين.

__________________

(١) الصف : ٤.

(٢) رواه السيد في مصباح الزائر : ٢٣٤ ، عنه البحار ١٠٢ : ١١١.

قال في البحار : ( وجدت في بعض الكتب القديمة بعد ذلك : ويصفق بيده اليمنى علىاليسرى ).

٦٦٣

اللهم إني أسألك بوجهك الكريم ، وبنور وجهك المنيروبملكك القديم ، يا حي يا قيوم ، أسألك باسمك الذي أشرقت بهالسماوات والأرضون ، يا حي قبل كل حي ، يا حيا بعد كل حي ، يا حيالا إله إلا أنت.

اللهم بلغ مولانا الإمام الهادي المهدي ، القائم بأمر الله ، صلواتالله عليه وعلى ابائه الطاهرين ، في مشارق الأرض ومغاربها ، وسهلهاوجبلها ، وبرها وبحرها ، وعني وعن والدي وعن المؤمنين منالصلوات ، زنة عرش الله ، وعدد كلماته ، وما أحاط به علمه وأحصاهكتابه.

اللهم إني اجدد له في صبيحة هذا اليوم ، وما عشت به في أياميعهدا وعقدا وبيعة له في عنقي ، لا أحول عنها ولا أزول ، اللهم اجعلنيمن أنصاره وأعوانه ، الذابين عنه ، المسارعين في حوائجه ، الممتثلينلا وأمره ، المحامين عنه ، المستشهدين بين يديه.

اللهم وإن كان الموت الذي جعلته على عبادك حتما ، يحول بينيوبينه فأخرجني من قبري ، مؤتزرا كفني ، شاهرا سيفي ، مجردا قناتي ،ملبيا دعوة الداعي في الحاضر والبادي.

اللهم أرني طلعته الرشيدة ، وغرته الحميدة ، واكحل مرهي(١)

__________________

(١) مرهت العين مرها : إذا فسدت لترك الكحل ، واسناد الكحل إليه مجازي ، أو اطلقالمرة على العين المرهاء مجازا ـ البحار.

٦٦٤

بنظرة مني إليه ، وعجل فرجه ، وسهل مخرجه ، وأوسع منهجه ، واسلكبي محجته ، وانفذ امره ، واشدد إزره.

واعمر اللهم به بلادك ، واحي به عبادك ، فإنك قلت وقولك الحقعلى لسان نبيك محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله :( ظهر الفساد في البروالبحر بما كسبت أيدي الناس ) (١) .

اللهم فاظهر لنا وليك وابن بنت نبيك ، المسمى باسم نبيك ، حتىلا يظفر بشئ من الباطل الا دحضه(٢) ، ويحق الحق ويحققه ، اللهمواجعله مفزعا للمظلوم من عبادك ، وناصرا لمن لا يجد ناصرا غيرك ،ومجددا لما عطل من احكام كتابك ، ومشيدا لما ورد من اعلام دينكوسنن نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله ، واجعله اللهم ممن حصنته من بأسالمعتدين.

اللهم وسر نبيك محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله الطاهرين برؤيته ،ومن تبعه على دعوته ، وارحم استكانتنا من بعده.

اللهم اكشف هذه الغمة عن الأمة بحضوره ، وعجل اللهم لناظهوره ، انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ، برحمتك يا ارحم الراحمين.

ثم تضرب يديك ثلاثا تقول :

__________________

(١) الروم : ٤١.

(٢) دحض الحجة : أبطلها.

٦٦٥

العجل العجل العجل ، يا صاحب الزمان(١) .

الباب (٦)

ذكر التوقيع الذي خرج من الناحية على صاحبها السلام

على يد خادمة الموضع ، إلى يعقوب بن يوسف الضراب الغسانيفي حديث اختصرنا منه موضع الحاجة :

ثم قالت : يقول لك : إذا صليت على محمد نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله كيف تصليعليه ، فقلت : اللهم صل على محمد وال محمد ، وبارك على محمد والمحمد كأفضل ما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وال إبراهيمانك حميد مجيد ، فقال : لا ، إذا صليت فصل عليهم كلهم وسمهم ،فقلت : نعم ، فلما كان من الغد نزلت ومعها دفتر صغير ، فقالت : يقول لك :

إذا صليت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فصل عليه وعلى أوصيائه على هذهالنسخة ، فاخذتها وهي :

__________________

(١) رواه السيد في مصباح الزائر : ٢٣٥ ، عنه البحار ٥٣ : ٩٥ ، ١٠٢ : ١١٢.

رواه في البحار ٨٦ : ٢٨٤ عن الكتاب العتيق الغروي ، باسناده عن عبد الحميد بن فخار بنمعد العلوي ، عن والده ، عن الحسين بن علي الدربي ، عن محمد بن عبد الله البحراني ، عنالحسن بن علي ، عن علي بن إسماعيل ، عن يحيى بن كثير ، عن محمد بن علي القرشي ، عنأحمد بن سعيد ، عن علي بن الحكم ، عن الربيع بن محمد ، عن عبد الله السلمي ، عنه المستدرك٥ : ٣٩٣.

أورده الكفعمي في مصباحه : ٥٥٠ ، والبلد الأمين : ٨٢ مرسلا.

أورده في البحار ٩٤ : ٤٢ عن خط الشيخ الجبعي.

٦٦٦

بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم صل على محمد سيد المرسلينوخاتم النبيين وحجة رب العالمين ، المنتجب في الميثاق ، المصطفىفي الظلال ، المطهر من كل آفة ، البرئ من كل عيب ، المؤمل للنجاة ،المرتجى للشفاعة ، المفوض إليه دين الله.

اللهم شرف بنيانه ، وعظم برهانه ، وافلج(١) حجته ، وارفع درجته ،وأضئ نوره ، وبيض وجهه ، واعطه الفضل والفضيلة ، والوسيلةوالدرجة الرفيعة ، وابعثه مقاما محمودا ، يغبطه به الأولون والآخرون.

وصل على أمير المؤمنين ووارث المرسلين وقائد الغرالمحجلين ، وسيد الوصيين ، وحجة رب العالمين ، وصل على الحسنابن علي امام المؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين ، وصلعلى الحسين بن علي امام المؤمنين ، ووارث المرسلين وحجة ربالعالمين.

وصل على علي بن الحسين امام المؤمنين ووارث المرسلينوحجة رب العالمين ، وصل على محمد بن علي امام المؤمنين ووارثالمرسلين وحجة رب العالمين ، وصل على جعفر بن محمد امامالمؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين.

وصل على موسى بن جعفر امام المؤمنين ووارث المرسلينوحجة رب العالمين ، وصل على علي بن موسى امام المؤمنين ووارث

__________________

(١) أفلج الله حجته : أظهرها.

٦٦٧

المرسلين وحجة رب العالمين ، وصل على محمد بن علي امامالمؤمنين ووارث المرسلين وحجة رب العالمين.

وصل على الحسن بن علي امام المؤمنين ووارث المرسلينوحجة رب العالمين ، وصل على الخلف الهادي المهدي امامالمؤمنين ، ووارث المرسلين وحجة رب العالمين.

اللهم صل على محمد وأهل بيته الأئمة الهادين المهديين ،العلماء الصادقين ، الأبرار المتقين ، دعائم دينك ، وأركان توحيدك ،وتراجمة وحيك ، وحججك على خلقك ، وخلفائك في ارضك ، الذيناخترتهم لنفسك ، واصطفيتهم على عبادك ، وارتضيتهم لدينك ،وخصصتهم بمعرفتك ، وجللتهم بكرامتك ، وغشيتهم برحمتك ،وربيتهم بنعمتك ، وغذيتهم بحكمتك ، وألبستهم نورك ، ورفعتهم فيملكوتك ، وحففتهم بملائكتك ، وشرفتهم بنبيك.

اللهم صل على محمد وعليهم صلاة كثيرة دائمة طيبة ، لا يحيطبها الا أنت ، ولا يسعها الا علمك ، ولا يحصيها أحد غيرك ، اللهم وصلعلى وليك ، المحيي سنتك ، القائم بأمرك ، الداعي إليك ، الدليل عليك ،حجتك على خلقك ، وخليفتك في ارضك ، وشاهدك على عبادك.

اللهم أعز نصره ، ومد في عمره ، وزين الأرض بطول بقائه ، اللهماكفه بغى الحاسدين ، وأعذه من شر الكائدين ، وازجر عنه إرادةالظالمين ، وخلصه من أيدي الجبارين.

٦٦٨

اللهم اعطه في نفسه وذريته ، وشيعته ورعيته ، وخاصته وعامتهوعدوه وجميع أهل الدنيا ، ما تقر به عينه ، وتسر به نفسه ، وبلغه أفضلما امله في الدنيا والآخرة ، انك على كل شئ قدير.

اللهم جدد به ما محي من دينك ، وأحيي به ما بدل من كتابك ،واظهر به ما غير من حكمك ، حتى يعود دينك به وعلى يديه غضا(١) جديدا ، خالصا مخلصا ، لا شك فيه ولا شبهة معه ، ولا باطل عنده ،ولا بدعة لديه.

اللهم نور بنوره كل ظلمة ، وهد بركنه كل بدعة ، واهدم بعزته كلضلالة ، واقصم به كل جبار ، وأخمد(٢) بسيفه كل نار ، وأهلك بعدله كلجائر ، واجر حكمه على كل حكم ، وأذل بسلطانه كل سلطان.

اللهم أذل كل من ناواه ، وأهلك كل من عاداه ، وامكر بمن كاده ،واستأصل(٣) من جحده حقه ، واستهان بأمره ، وسعى في اطفاء نوره ،وأراد اخماد ذكره.

اللهم صل على محمد المصطفى وعلي المرتضى ، وفاطمةالزهراء والحسن الرضا والحسين المجتبى ، وجميع الأوصياء ،مصابيح الدجى ، واعلام الهدى ، ومنار التقى ، والعروة الوثقى ،

__________________

(١) غض : نضر.

(٢) خمدت النار : سكن لهبها.

(٣) استأصل الشئ : قلعه من أصله.

٦٦٩

والحبل المتين ، والصراط المستقيم ، وصل على وليك وولاة عهدهوالأئمة من ولده ، ومد في أعمارهم ، وزد في اجالهم ، وبلغهم أقصىامالهم دينا ودنيا وآخرة ، انك على كل شئ قدير(١) .

الباب (٧)

استغاثة إلى صاحب الزمانعليه‌السلام

من حيث تكون تصلي ركعتين بالحمد وسورة ، وقم مستقبل القبلةتحت السماء وقل :

__________________

(١) رواه السيد في جمال الأسبوع : ٣٠١ ـ ٣٠٦ باسناده إلي جماعة ، باسنادهم إلى جدهالشيخ الطوسي ، الحسين بن عبيد الله ، عن محمد بن أحمد بن داود والتلعكبري ، عن محمد بنعلي الرازي ، فيما رواه في كتاب الشفاء والجلاء ، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي ، عنالحسين بن محمد بن عامر الأشعري القمي ، عن يعقوب بن يوسف الضراب الغساني فيمنصرفه عن أصفهان ، عنه البحار ٥٢ : ١٨ و ٩٤ : ٧٨.

أورده الشيخ في مصباحه : ٣٦٣ ، وفي الغيبة : ١٦٨ عن أحمد بن علي الرازي ، عنأبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي ، عن الغساني.

أخرجه الطبري في دلائله : ٣٠٢ عن أبي عبد الله الغضائري ، عن أبي الحسن علي بنعبد الله القاساني ، عن الحسين بن محمد بقاسان بعد منصرفه من أصفهان ، عن يعقوب بن يوسفبأصفهان.

ذكره الكفعمي في مصباحه : ٥٤٩ ، وفي البلد الأمين : ٧٩.

أورده الفيض في الصحيفة المهدوية.

أقول : ذكره الشيخ والسيد في اعمال عصر يوم الجمعة اما لا يوجد في الرواية اختصاصهبيوم الجمعة.

٦٧٠

سلام الله الكامل التام الشامل العام ، وصلواته وبركاته القائمةالتامة ، على حجة الله ووليه في ارضه وبلاده ، وخليفته على خلقهوعباده ، وسلالة النبوة ، وبقية العترة ، والصفوة ، صاحب الزمان ،ومظهر الايمان ، ومعلن احكام القرآن ، مطهر الأرض ، وناشر العدل فيالطول والعرض ، والحجة القائم المهدي ، الإمام المنتظر المرتضى ،الطاهر ابن الأئمة الطاهرين ، الوصي ابن الأوصياء المرضيين ، الهاديالمهدي ابن الأئمة المعصومين.

السلام عليك يا وارث علم النبيين والمستودع حكم الوصيين ،السلام عليك يا معز المؤمنين المستضعفين ، السلام عليك يا مذلالكافرين المتكبرين الظالمين ، السلام عليك يا مولاي صاحب الزمانيا بن رسول الله ، السلام عليك يا بن أمير المؤمنين وابن فاطمة الزهراءسيدة نساء العالمين ، السلام عليك يا بن الحجج على الخلق أجمعين ،السلام عليك يا مولاي سلام مخلص لك في الولاء.

اشهد انك الإمام المهدي قولا وفعلا ، وانك الذي تملأ الأرضقسطا وعدلا ، فعجل الله فرجك وسهل مخرجك ، وقرب زمانك ، وكثرأنصارك وأعوانك ، وانجز لك ما وعدك ، فهو أصدق القائلين :( ونريد اننمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهمالوارثين ) (١) .

__________________

(١) القصص : ٥.

٦٧١

يا مولاي يا صاحب الزمان يا بن رسول الله ، حاجتي كذا وكذافاشفع لي في نجاحها ، فقد توجهت إليك بحاجتي لعلمي ان لك عندالله شفاعة مقبولة ومقاما محمودا ، فبحق من اختصكم لامرهوارتضاكم لسره ، وبالشأن الذي بينكم وبينه ، سل الله تعالى في نجحطلبتي وإجابة دعوتي ، وكشف كربتي.

وادع بما أحببت ، فإنه يقضى إن شاء الله تعالى(١) .

وهذه الزيارات لها مواضع يليق بها في كل باب مما ذكر في زياراتكل امام ، فينبغي ان يرتب على ذلك عند الامكان إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) عنه البحار ١٠١ : ٣٧٤ ، رواه في البحار ١٠٢ : ٢٤٦ عن قبس المصباح ، وأورده الكفعميفي البلد الأمين : ١٥٨

٦٧٢

فهارس الكتاب

١ ـ فهرس الرجال الواردة في الكتاب

٢ ـ فهرس الاماكن والبقاع

٣ ـ فهرس الكتب والقبائل

٤ ـ فهرس الموضوعات

٦٧٣

٦٧٤

١ ـ فهرس الرجال

الف ـ الرسول والأئمةعليهم‌السلام

محمد بن عبد اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ٢٧ ـ ٢٨ ـ ٣١ ـ ٣٣ ـ الى ـ ٣٧ ـ ٣٨ الى٤٠ ـ ٤٦ ـ ٤٩ ـ ٥١ ـ ٥٥ ـ ٥٦ ـ ٧١ ـ ٧٣ ـ ٧٦ ـ ٨٥ ـ ٩٨ ـ ١٠١ ـ ١١٤ ـ ١٢٣ ـ ١٢٦ ـ ١٢٨ ـ ١٣٠ ـ ١٣١ ـ ١٣٥ ـ ١٣٥ ـ ١٣٦ ـ ١٨٠ ـ ١٩٤ ـ ١٩٦ ـ ٢٠٠ ـ ٢١٥ ـ ٢٤٢ ـ ٢٥٢ ـ ٣٢٧ ـ ٣٣٠ ـ ٣٣١ ـ ٣٣٢ ـ ٣٣٣ ـ ٣٣٥ ـ ٣٤٠ ـ ٣٤١ ـ ٣٤٤ ـ ٣٨٥ ـ ٤٠٠ ـ ٤٠٧ ـ ٤١٦ ـ ٤٢٠ ـ ٤٢٨ ـ ٤٦٢ ـ ٤٧٣ ـ ٥٤٥ ـ ٥٤٦ ـ ٥٤٧ ـ ٥٩٦ ـ ٥٩٩ ـ ٦٠٠ ـ ٦٢٨ ـ الى ٦٣٠.

على بن ابي طالبعليه‌السلام ٣٦ ـ الى ٣٨ ـ ١٠١ ـ ١١٤ ـ ١١٧ ـ ١١٩ ـ ١٢٠ ـ ١٢٣ ـ ١٢٤ ـ ١٢٧ ـ ١٢٨ ـ ١٣٠ ـ الى ١٣٣ ـ ١٤٣ ـ ١٤٩ ـ ١٥٤ ـ ١٦١

ـ ١٦٩ ـ ١٧١ ـ الى ١٧٣ ـ ١٨١ ـ ١٩١ ـ ١٩٢ ـ ٢٠٣ ـ ٢٠٥ ـ ٢١٢ ـ ٢١٤ ـ ٢٢٥ ـ ٢٤٠ ـ ٢٤٢ ـ ٢٤٤ ـ ٢٥٢ ـ ٢٥٦ ـ ٢٦٠ ـ ٢٨٢ ـ ٢٨٤ ـ ٣٠٢ ـ ٣١٧ ـ ٣٣٠ ـ ٣٣١ ـ ٣٣٦ ـ ٣٣٧ ـ ٤٤١ ـ ٤٦٢ ـ ٥٤٦ ـ ٥٤٧ ـ ٦٥٢.

فاطمة الزهراءعليها‌السلام ٣٥ ـ ٧٨ ـ ٨٣ ـ ١٣٧ ـ الى ١٣٩ ـ ١٦٤ ـ ١٩٠ ـ ١٩١ ـ ٢١٥ ـ ٢٨٦ ـ ٣٣١ ـ ٣٣٦ ـ ٣٦٧ ـ ٣٨٥ ـ ٥٤١ ـ ٦٣٩.

الحسن بن عليعليها‌السلام ٣١ ـ ٣٢ ـ ٣٦ ـ ٨٦ ـ ١٣١ ـ ٢١٤ ـ ٢١٥ ـ ٣٣٦ ـ ٣٣٧ ـ ٥٣٦ ـ ٥٤٧ ـ ٥٤٨ ـ ٦٥٢.

الحسين بن عليعليه‌السلام ٣٢ ـ ٣٩ ـ ٤٢ ـ ٤٦ ـ ١١٨ ـ ٢١٢ ـ ٢١٤ ـ ٣٢٥ ـ الى ٣٣٣ ـ ٣٣٦ ـ ٣٤٣ ـ الى ٣٦٥

٦٧٥

٣٦٧ ـ الى ٣٧٠ ـ ٣٩٧ ـ الى ٤٠٠ ـ ٤٠٢ ـ الى ٤٠٤ ـ ٤١٤ ـ ٤١٧ ـ ٤٢٤ ـ ٤٢٧ ـ ٤٣٣ ـ ٤٣٥ ـ الى ٤٣٨ ـ ٤٤٤ ـ ٤٦٢ ـ ٤٦٤ ـ الى ٤٦٧ ـ ٤٧٣ ـ الى ٤٧٥ ـ ٤٨٦ ـ ٤٩٦ ـ ٥١٤ ـ ٥١٧ ـ ٥١٩ ـ ٥٤٤ ـ ٥٤٥ ـ ٥٤٧ ـ ٥٤٨ ـ ٥٩٥ ـ ٦٥٢.

علي بن الحسينعليهما‌السلام ٣٢ ـ ٣٤ ـ ٨٦ ـ ١٠٢ ـ ١١٦ ـ ١٣٤ ـ ١٤٦ ـ ١٥٦ ـ ١٦٥ ـ ١٦٩ ـ ٢١٤ ـ ٢٨٢ ـ ٤٠٠ ـ ٤٥٧ ـ ٤٦٧ ـ ٥٣٦ ـ ٦١٩ ـ ٦٤٣.

محمد بن علي الباقرعليها‌السلام ٣٢ ـ ٤٧ ـ ٨٦ ـ ١١٣ ـ ١١٨ ـ ١١٩ ـ ١٢٢ ـ ١٢٥ ـ ٢١٤ ـ ٢٨٢ ـ ٢٨٤ ـ ٣٤٠ ـ ٣٤٩ ـ ٣٥٣ ـ ٣٥٤ ـ ٣٦٤ ـ ٤٠٣ ـ الى ٤٠٥ ـ ٥٣٦.

جعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام ٣١ ـ الى ٣٩ ـ ٤١ ـ ٤٥ ـ ٥١ ـ ٨٣ ـ ٨٦ ـ ١٠٢ ـ ١٠٨ ـ ١١٤ ـ الى ١١٩ ـ ١٢٢ ـ الى ١٢٤ ـ ١٢٨ ـ ١٣٠ ـ ١٣١ ـ ١٣٣ ـ ١٣٤ ـ ١٣٧ ـ الى ١٣٩ ـ ١٦٢ ـ ١٦٤ ـ ١٦٧ ـ ١٧٦ ـ ٢٠٥ ـ ٢١٤ ـ ٢٢٥ ـ ٢٤٠ ـ ٢٤٢ ـ ٣٢٥ ـ الى ٣٢٩ ـ ٣٣١ ـ الى ٣٣٤ ـ ٣٣٦ ـ ٣٤٣ ـ الى ٣٧٠ ـ ٤٠٢ ـ الى

٤٠٥ ـ ٤١١ ـ ٤١٢ ـ ٤١٤ ـ ٤١٩ ـ ٤٢٧ ـ ٤٣٥ ـ ٤٣٨ ـ ٤٤٣ ـ ٤٦١ ـ ٤٧٣ ـ ٤٧٤ ـ ٥١٤ ـ ٥١٧ ـ ٥٣٦ ـ ٥٩٥ ـ ٦٦٣.

موسى بن جعفر الكاظمعليهما‌السلام ٣٤ ـ ٤٠ ـ ١٩٤ ـ ٣٢٦ ـ ٣٢٦ ـ ٣٦٨ ـ ٤٠٩ ـ ٥٣٦ ـ ٥٣٩ ـ ٥٤٥ ـ ٥٤٦ ـ ٦٠٠.

علي بن موسى الرضاعليهما‌السلام ٣٢ ـ ٣٩ ـ الى ٤١ ـ ٤٦ ـ ١٩٤ ـ ٣٢٥ ـ ٣٤٢ ـ ٣٤٦ ـ ٣٦٢ ـ ٣٦٧ ـ ٤١٠ ـ ٥٤٤ ـ ٥٤٥ ـ ٥٤٧ ـ ٥٥١ ـ ٦٠١ ـ ٦٤٧.

محمد بن علي الجوادعليهما‌السلام ٤١ ـ ١٩٦ ـ ٥٣٦ ـ ٥٣٨ ـ ٥٣٩ ـ ٥٤١ ـ ٥٤٤ ـ ٥٤٦.

علي بن محمد الهاديعليهما‌السلام ٥٢٣ ـ ٥٤١ ـ ٥٥٢ ـ ٦٥٥.

الحسن بن علي العسكريعليهما‌السلام ٤٢ ـ ٢١٥ ـ ٢٦٣ ـ ٢٦٤ ـ ٣٥٢ ـ ٣٩٨ ـ ٥٥٢ ـ ٥٩٥ ـ ٦٥٥.

الحجة بن الحسنعليهما‌السلام ١٢٩ ـ ١٣٥ ـ ١٤٦ ـ ٢٨٥ ـ ٣٤٨ ـ ٤١٠ ـ ٤٨٦ ـ ٤٩٦ ـ ٥٦٧ ـ ٥٧٣ ـ ٥٨٥ ـ ٦٦٢ ـ ٦٦٣ ـ ٦٦٦ ـ ٦٧٠.

٦٧٦

ب ـ الانبياء والملائكةعليهم‌السلام

ادم ٣٧ ـ ٣٨ ـ ٤٦ ـ ١٩١ ـ ٢١٢ ـ ٢٥٥.

ابراهيم ٣٨ ـ ١٢٧ ـ ١٢٨ ـ ١٢٩ ـ ١٣١ ـ ١٣٤ ـ ١٤١ ـ ٥٤٧ ـ ٦٦٦.

ادريس ١٣٤.

اسرافيل ٦٢٨.

جبرئيل ٣٨ ـ ٤٩ ـ ٨٣ ـ ١٢٣ ـ ١٢٦ ـ ١٢٨ ـ ١٣١ ـ ٢٠٢ ـ ٢١٤ ـ ٦٢٨ ـ ٦٢٩ ـ.

الخضر ١٣٤ ـ ١٣٥ ـ ١٤٣ ـ ١٤٦ ـ ٢٢٥.

داود ٤٥ ـ ١٣٤.

سليمان ١٢٦ ـ ١٦٧.

عيسى ٣٨ ـ ٥٤٧.

منصور ٣٢٨.

موسى ٣٨ ـ ١٢٥ ـ ١٢٧ ـ ٣٦٨ ـ ٥٤٧.

نوح ٣٧ ـ ٣٨ ـ ١٢٨ ـ ١٢٩ ـ ١٩١ ـ ١٩٢ ـ ٢١٢ ـ ٢٥٦ ـ ٥٤٧.

يونس ١٥٥.

ج ـ الاعلام والرواة

حرف الالف

ابان بن تغلب ٣٢٨.

ابان السدوسي ٣٣.

ابراهيم بن ابي يحيى ٣٥.

ابراهيم بن احمد ٥٦٤.

ابراهيم بن اسحاق النهاوندي ٤١.

ابراهيم بن رسول الله (ص) ٩٠.

ابراهيم بن عيسى الخزاز ٣٤٠.

ابراهيم بن محمد ١٢٢ ـ ٣٤٣.

ابراهيم بن محمد بن ابراهيم ١٢٨.

ابراهيم بن محمد بن عبد الله القرشي ٣٤.

ابراهيم بن محمد الثقفي ١٢٩ ـ ١٣٠ ـ ٣٦٦.

ابراهيم بن مهدي ١٣٠.

ابراهيم بن هاشم ١١٦ ـ ١٢٥ ـ ١٤٠ ـ ٢٦٣ ـ ٣٢٥ ـ ٣٤٧ ـ ٤٧٣ ـ ٥٤٤.

ابراهيم النخعي ١٢٦.

ابن ابي داود الرواسي ١٤٦.

ابن رئاب ٣٤١.

٦٧٧

ابن شهر اشوب ١٠٨.

ابن عياش = محمد بن احمد ابن عياش.

ابوسامة ١٢٥.

ابو اسماعيل السراج ١٣١.

ابو اسماعيل القماط ٣٤٩.

ابوبصير ١٣٤ ـ ١٣٥ ـ ٣٢٨ ـ ٣٤٦ ـ ٢٦٨ ـ ٢٧٨.

ابوبكر بن عياش ٢٠٣.

ابوبكر الحضرمي ١١٣.

ابوجعفر المنصور ١٩١ ـ ٣٢٣.

ابوحمزة الثمالي ٩٠ ـ ١١٥ ـ ١٣١ ـ ١٦٨ ـ ٤٤٣.

ابوسعيد الخدري ٢٠٠.

ابوسعيد المدائني ٣٢٧ ـ ٣٣٨ ـ ٣٤٠.

ابو شبل ٣٥٨.

ابوصباح الكناني ٣٥٣.

ابو العباس السفاح ١١٦ ـ ١١٨ ـ ١٦٢.

ابوعبد الرحمان الحذاء ١٢٥.

ابوعبد الله الجاموراني ٣٣٥.

ابوعبدالله الحراني ٣٩.

ابوعبيدة ١٢٥.

ابو علي الاشعري ٥٤٥.

ابوعلي بن همام ٣٥٢.

ابو علي الحراني ٣٥٦.

ابو الفتح القيم بالجامع = محمد بن محمد الجعفرية.

ابوالقاسم بن روح = حسين.

ابوالقاسم = جعفر بن محمد ابن قولويه.

ابولبابة ٨٥.

ابوالمغراء ٣٥٤.

ابوميسور بن عبد المنعم بن النعمان المعادي ٤٨٦.

ابونعيم ١٢٠.

ابووهب القصري ٣٦.

ابوهاشم الجعفري ٤٢ ـ ٣٥٢.

ابويحيي الاسملي ٣٣.

ابو يحيي الصنعاني ٤٠٤ ـ ٤٠٥.

احمد بن ابراهيم ابو عبد الله ٨٥٨.

احمد بن ابي عبد الله البرقي ٣٢ ـ ٣٤٠.

احمد بن ادريس ١٣٧ ـ ٣٣١ ـ ٣٣٩ ـ ٣٥٢.

احمد بن حسين بن سعيد ٣٦١.

احمد بن الحسين بن عبد الله ١٢٨.

٦٧٨

احمد بن رشيد ١٣٢.

احمد بن علي بن عبيدالله الجعفي ٣٥٢.

احمد بن محمد بن ابي نصر ٣٤٦.

احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ٣٩.

احمج بن محمد بن عيسى ٣٣ ـ ٣٦ ـ ١١٧ ـ ١٢٢ ـ ١٢٤ ـ ٢٤٠ ـ ٣٢٨ ـ ٣٤٥ ـ ٣٥٠ ـ ٣٥٤ ـ ٣٥٦ ـ ٣٦٢.

احمد بن محمد السياري ٣٩٠.

احمد بن محمد الكوفي ٣٤٨.

احمد بن محمد المقري ١٢٠.

احمد بن محمد الهمداني ٣١.

احمد بن مشش القرشي ١٢٦.

احمد بن هلال ٣٤٦.

احمد بن يحيي العطار ٣٢٦.

احمد بن يوسف ٣٩.

اسحاق بن ابراهيم ٣٢٧.

اسحاق بن عمار ٣٨ ـ ٣٣٨ ـ ٣٥٩.

اسحاق بن يزداد ٣٤٣.

اسماعيل بن جابر ٣٥٧.

اسماعيل بن جعفر الصادق (ع) ٥٩٥.

اسماعيل بن زيد ١٢٤.

اسماعيل بن صبيح ٤٣٥.

اسماعيل بن عباد ٣٢٧.

اسماعيل بن فضل الهاشمي ٤١١.

اسماعيل بن موسى بن جعفر (ع) ٣٤.

اسماعيل بن ميثم التمار ٣٤٩.

الاصبغ بن نباتة ١٢٣ ـ ١٣٠ ـ ١٣١.

اعمش = سليمان اعمش.

الياس بن هشام الحائري ٥٢٣.

ام القائم (ع) ٦٦٠.

ايوب بن نوح ٥٤٦.

حرف الباء

بشار المكاري ١٣٧ ـ ١٣٩ ـ ٣٤٩.

بشير الدهان ٣٢٩ ـ ٣٤٢ ـ ٣٤٥ ـ ٣٥٠.

بكار بن احمد ١٢٨ ـ ١٣٠.

حرف التاء

توبة بن الخليل ١٣٠.

حرف الثاء

ثعلبة بن ميمون ١١٧.

٦٧٩

حرف الجيم

جابر بن يزيد الجعفي ٢٨٢ ـ ٣٥١ ـ ٣٦٤ ـ ٤٣٥.

جالوت ١٣٤.

جد يزيد بن عبد الملك النوفلي ٣٥.

جعفر بن امير البغوي ٣٢.

جعفر بن بشير ١٢٥.

جعفر بن محمد بن ابراهيم الموسوي ٣٤١ ـ ٣٤٤ ـ ٣٥٤.

جعفر بن محمد بن حاجب ١١٣٠.

جعفر بن محمد بن قولويه ابوالقاسم ٣٣ ـ ١١٣ ـ ١١٦ ـ ١٢٣ ـ ٢٦٤ ـ ٣٣٧ ـ ٣٤٥ ـ ٣٤٧ ـ ٣٦١ ـ ٤٧٣ ـ ٥٤٤.

جعفر بن محمد بن مالك الفزاري ٣٤٦ ـ ٣٥٢ ـ ٣٥٧.

حرف الحاء

حارث بن المغيرة النصري ٣٢٩ ـ ٤١٢.

حبة العرني ١٢٧.

حبيب بن ابي ثابت ١٢٠.

حذيفة ١٢٩.

حذيفة بن منصور ٣٥٧.

حريز ٣٥٢.

الحسن بن اشناس ٥٦٧ ـ ٥٨٥.

الحسن بن الحسين بن الحسن ابن بابويه٣١.

الحسن بن راشد ١٠٢ ـ ٣٥٠ ـ ٣٥٢.

الحسن بن سعيد اعمش ٤٣٥.

الحسن بن سعيد ١١٤ الى ١١٦ ـ ٣٥٧.

الحسن بن عبد الرحمان بن ابي ليلى ١٣٠.

الحسن بن عبد الله بن محمد ابن عيسى ١٢٣ ـ ٣٥٣ ـ ٣٥٦.

الحسن بن علي ٣٢٧.

الحسن بن علي بن ابي حمزة ٣٥٥.

الحسن بن علي بن ابي عثمان ٣٢٧ ـ ٣٣٩.

الحسن بن علي بن زكريا ٣٤٢.

الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة ١١٨ ـ ٣٤٠.

الحسن بن علي بن فضال ١١٧ ـ ١٢٢ ـ ١٣٣ ـ ٣٤٠ ـ ٣٦٣ ـ ٤١٠.

٦٨٠

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702