الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب

الغدير  في الكتاب والسُنّة والأدب0%

الغدير  في الكتاب والسُنّة والأدب مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 4

الغدير  في الكتاب والسُنّة والأدب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة الشيخ الأميني
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 4
المشاهدات: 1843
تحميل: 2647


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 4 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 1843 / تحميل: 2647
الحجم الحجم الحجم
الغدير  في الكتاب والسُنّة والأدب

الغدير في الكتاب والسُنّة والأدب

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

كتابٌ كريم

أتانا من الاستاذ الفذّ الشيخ محمد سعيد دحدوح، أحد أئمة الجمعة والجماعة في حلب «غير الفوقاني» والكتاب كغيره ممّا بعثته الينايد ولاءه من الائكه الغرّاء تطفح من جوانبه بينات ثقافته وحريّته في الرأي الصالح، وتحليه بمكارم الأخلاق، وبخوعه بحقايق التاريخ الناصعة، وسيره وراء العلم المرىء، وتجرّده عمّا يشين المرء من النزعات الوبيلة، وتزحزحه عن الانكباب على بهرج القول والهوى السائد.

فقد زينا هذه الطبعة من «الغدير» بكتابه العزيز تقديراً لمكانته، وإعجاباً بذلك الخطاب المبين، مشفوعاً بشكر غير مجذوذ.

الأميني

١

نصّ الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصّلاة والسَّلام على رسوله ومُجتباه وآله وصحبه ومَن والاه السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سيِّدى العلّامة الأوحد والحجَّة الجليل الشيخ عبد الحسين أحمد الأمينيّ النجفيّ حفظه الله وأبقاه.

وصلني كتابك المؤرَّخ 23 الماضي في غرَّة الحاضر وقرأت وأكبرت فيك تلك الأخلاق الكريمة والسجايا، والولاء الأكيد، والحبّ السعيد، والنفسيَّة الطاهرة، والشمائل الباهرة التي نمت وربت بحبِّ آل البيت الأطهار، وأعطت اُكلها، وأظهرت نتاجها، وفاح عبير حبِّها، وعبيق ياسمين ودِّها، فأرج الأرجاء، وعمَّ الآفاق، وجعل حديث الحبِّين يفوح من شذاه المسكيِّ وريحه الطيِّب نداً وعبيرا.

سيّدي أبيتَ إلّا أن تتحفني بتقديم «الغدير» في طبعته الجديدة ولم ترض منّي عذراً، وأنا كنت اُحبُّ ان أتحف «الغدير» بغير هذه الكلمة بدراسة واسعة بعد أن تنتهي من طبعه كلّه، وبعد أن يطَّلع عليه كافَّة الاُدباء وجميع أهل الخبرة بالتاريخ وأدواره، ولكن نزولاً عند رغبتك اُرسل هذه الجمل وأنا العليم بعجزي الآن عن ايفاء ما للغدير من حقٍّ عليَّ، وما لصاحبه من عملٍ قدَّمه لروّاد الحقيقة وطلّاب البحث الحرِّ.

الغدير

كلمةٌ عذبةٌ، ولفظٌ جميلٌ، اُطلق على مؤلَّف ضمَّ وجمع ما قيل عن تلك الوقفة الَّتي وقفها الرَّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم بعد إنصرافه من حجَّة الوداع يُعلن لذلك الجمِّ الغفير والجمع المحتشد ما [لعليّ عليه السلام] من مكانة عنده بعد أن ربّاه وأنشأه، وما هو عليه من فضائل ومحامد أهَّلته أن يكون وصيّاً وجعلته إماماً بعد الرَّسول وخليفةً هادياً مهدياً يأخذ بالناس إلى الطريق المستقيم والمهيع الحقِّ.

٢

فالغدير ألّف هذا، والغدير يُحدِّث حول ما قيل في هذا البحث، وكشف للناس عن اُمور كانوا غافلين عنها - وإن كانت في الكتب - وعن أنباء أصبحت نسياً منسيّا، فأظهر صورها من كتاب الله - دامت قدسيَّته - وسنَّة نبيِّه الذي لا ينطق عن الهوى وقول المحدِّثين والمفسِّرين وكلام أهل السير والتاريخ ونثر الاُدباء وقصائد الشعراء.

ولم يكتف بما قيل سابقاً عن هذا ولم يقنع بما سطرته أقلام القرون الاولى حتّى صال وجال وتوسَّع بتراجم الرجال وامتدَّ إلى كلِّ بحث يمتُّ بصلةٍ ما إليه، وينسب بوشيجة مصارعةٍ ومشابهةٍ بوجه من الوجوه معه.

فهو موسعةٌ تذكر كلام المادح والقادح والمحكم والمتشابه ثمَّ يدحض كلَّ حديثٍ مُفترى، وقولٍ مشينٍ، وإعتقادٍ فاسدٍ، ولفظٍ دخيلٍ، وجملةٍ نكراء، اُريد بها إلصاق تُهمٍ باطلةٍ، وآراءٍ فاسدةٍ بالمرتضى علي عليه السلام وبوالده شيخ الأبطح أبي طالب وأهله وذويه وأبناءه وأحفاده وذريَّته وعترته وأشياعه وأتياعه الأموات والأحياء ما هم برءاء منها، بيَّن ما للإمام علي عليه السلام من خصايص وما للأوصياء من مزايا وفضائل بكلامٍ سهبٍ، وسياقٍ رصينٍ، وسياقٍ متينٍ.

هدامالمسته من «الغدير» حينما أرسل إليَّ بعض أجزاءه العلّامة الحجَّة محمد الحسين المظفَّري حفظه الله وأبقاه صاحب المؤلَّفات النافعة الدالّة على رجحان عقله وقوَّة بيانه، والّذي رأيت فيه فكر العلماء، وثقابة العرفاء، وأخلاق الخيار، وسمة الصلحاء الأبرار.

وهذا الّذي جعلني أمرح وأسرُّ حينما علمت بتجديد طبع أجزاءه الاُول لأنّني على علم بنفادها، وعلى اطّلاع انّها تحوي أبحاثاً جمَّة، وعلماً وافراً، واموراً كانت كأن لم تكن، ولكن بنشرها بالغدير عاد للعم ما فاته، وللباحث ما يرجوه، وللمؤرِّخ ما يجهله، وللمفكّر ما يستند عليه عقله ويستنتجه من أسباب وأحوال.

فالغدير دعم اموراً، وأزال أوهاماً، وأقرَّ حقائق، وأثبت أشياء كنّا نجهلها، ودحض أقوالاً مشينا عليها قروناً عديدة ونحن نقول: - اي هكذا خلقت - لا نعلم لها مأتى ولا نفكّر بأسرارها.

والحوادث يجب أن تُعطينا أخباراً تجعلنا نبني عليها صرحاً متيناً من التفكير والتعمّق بما جرى وما وقع.

٣

وكلُّ ذلك أصب من الضروريِّ للباحث أن يعلمه ويفقهه لا ليثير خلافاً، ولا لينبش أحقاداً، وإنّما ليبين للنَّاس: ما هو الحقُّ؟! ومَن هم شيعة المرتضى؟! ومِن أين أتاهم ذلك الحبُّ للبيت الطاهر النبويِّ؟! وما منشأ العاطفة؟! وما هي الأشياء التي نسبت إليهم إفكاً وزوراً؟!

نعم للباحث أن يعلم هذا ويسير وراء الوعي ويدع العاطفة جانباً ويأخذ من أخطاء الماضي درساً للحاضر ووصايا لأبناء هذا الجيل تكلّمهم: أنَّ الخلاف منشأ التفرقة، وأنَّ التباغض معولٌ يهدم الوحدة، ويقضي على الإعتصام، ويدع المسلمين لاحبَّ بينهم ولا إخاء يجمعهم، كلٌّ يعمل لمصلحة قومه، وتدعيم آراء من يحبُّ، ويدَعون ناحية الأخلاق، ولا يُقيمون لها وزنا.

فبالأخلاق تُعرف الاُمم، وبالأخلاق يكون السموُّ، وعليها يُبنى الغرُّ، وبغيرها فلا نجاح لنا، وطالما الرَّسول الأعظم وآله الأطهار دعونا إليه، وحضّونا على التمسّك بالإتِّحاد، والقران يُنادي:(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) . ويقول(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ) . و(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ) .(وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ) .(اتَّقُوا اللَّـهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) .

وإنّني لا يسعني قبل أن يجفَّ القلم إلّا أن أقوم بما يجب عليَّ من تقديم الشكر والثناء على جهود مؤلِّفه العلّامة الحجّة سماحة الشيخ عبد الحسين أحمد الأمينيِّ النجفيِّ على ما أسداه للعصر وللأجيال في مؤلَّفه ممّا يدلُّ على غزارة علم، ووفرة فهم، واستطلاع واسع، واستقراء بعيد المدى، وسبك بارع، فجزاه الله أحسن الجزاء، وجعل مؤلِّفه يدعو إلى الحقيقة وإلى الوحدة معاً، ويشير وراءده الإتِّحاد، وبغيته جمع الكلمة والإعتصام بالثقلين: ألكتاب الكريم والعترة الَّذين طهَّرهم الله من الرِّجس والآثام تطهيرا.

وفي الختام تقبَّل سلام أخيك ومحبِّك

4 ربيع الاخر 1372

21/12/ 1952

محمد سعيد دحدوح

٤