النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٥

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 348

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 348
المشاهدات: 45830
تحميل: 5032


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 348 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 45830 / تحميل: 5032
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 5

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

سورة الحجرات

( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ) . الحجرات: ٣

أخرج أبو عبد الله أحمد بن حنبل في فضائل أهل البيت عليهم السلام من كتابه فضائل الصحابة: ص ١٥٧ ط ١ مطبعة فجر الاسلام قال في الحديث ٢٢٩.

القطيعي: حدّثنا عبد الله بن محمد (البغوى) حدّثنا يحيى الحماني حدّثنا شريك حدّثنا منصور (ابن المعتمر) - ولو أنّ غير منصور حدّثني ما قبلته منه، ولقد سألته فأبى أن يحدّثني فلمّا جرت بيني وبينه المعرفة كان هو الذي دعاني إليه وما سألته عنه ولكن هو ابتدأني به - قال: حدّثني ربعي بن حِراش قال: حدّثنا عليّ بن أبي طالب بالرحبة قال: اجتمعت قريش إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيهم سهيل بن عمرو فقالوا: يا محمّد إنّ قوماً لحقوا بك فارددهم علينا فغضب حتّى رُئِيَ الغضب في وجهه ثمّ قال:[لتنتهُنَّ يا معشر قريش أو ليبعثُنّ الله عليكم رجلاً منكم امتحن الله قلبه للايمان يضرب رقابكم على الدين . قيل يا رسول الله أبو بكر؟ قال:لا قيل: فعمر؟ قال:لا، ولكن خاصف النعل في الحجرة ثمّ قال عليّ:أما إنّي قد سمعت النبي صلى الله عليه (وآله) وسلّم يقول: لا تَكذِبوا عَليَّ فمن يَكذِب علَيَّ متعمداً فليلج النار].

روى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بابي نُعيم الأصبهاني في كتابه - ما نزل من القرآن في عليّعليه‌السلام ، ص ٢٣٣ ط ١ منشورات مطبعة وزارة الارشاد الاسلامي- قال: حدّثنا محمد بن حميد، حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، قال: حدّثنا عبد الرحمان بن عمر، قال: حدّثنا عمّي وأبو مالك الجنبي عن الأجلح الكندي عن قيس الأشعري: عن ربعي بن حراش قال: خطبنا عليّ بن أبي طالب بالمدائن فقال:[جاء سهيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وآلهفقال: أردد علينا أبناءنا وأرقاءنا فانمّا خرجوا [إليك] تعوّذاً بالاسلام، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ولن تنتهوا يا معشر قريش حتّى يبعث الله عليكم رجلاً امتحن الله قلبه للايمان].

روى الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي في كتاب تاريخ بغداد: ج ١ ص ١٣٣ - ١٣٤، ج ٨ ص ٤٣٣ قال: عن ربعي بن حراش قال: سمعت عليّاًعليه‌السلام يقول وهو بالمدائن:[جاء سهيل بن عمرو إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلمفقال: إنّه قد خرج إليك ناس من أرقّائنا ليس بهم الدين تعيذاً فارددهم علينا؟ فقال له أبو بكر وعمر صدق يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لن تنتهوا يا معاشر قريش حتّى يبعث الله عليكم رجلاً امتحن الله قلبه بالايمان يضرب أعناقكم وأنتم مجفلون عنه إجفال النعم فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟

١٢١

قال:لا قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال:لا ولكنّه خاصف النعل، قال: وفي كف عليّ نعل يخصفها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم] .

روى السيد البحراني في كتابه، غاية المرام: ص ٦٥١ عن (الجمع بين الصحاح السّتة) لرزين العبدري، في ذكر غزاة الحديبيّة عن سنن أبي داود، وصحيح الترمذي عن الامام عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: لماّ كان يوم الحديبيّة خرج إلينا أناس من المشركين من رؤسائهم فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله: قد خرج إليكم من ابنائنا وأرقائنا وإنمّا خرجوا فراراً من قدمتنا (تعوذاً بالاسلام) فارددهم إلينا، فقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:[يا معشر قريش لتنتهُنّ عن مخالفة أمر الله أو ليبعثَنَّ إليكم من يضرب رقابكم بالسيف، الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى. قال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من أولئك يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: منهم خاصف النعل] وكان قد أعطى عليّاً نعله يخصفها.

( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) الحجرات: ١٥

روى الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٠٧ ط ٣ في الحديث ٩٠١ قال: أخبرنا عقيل بن الحسين، أخبرنا علي بن الحسين، حدّثنا محمد بن عبيد الله، قال: حدّثنا عبدويه بن محمد الكسائي حدّثنا سهل بن نوح بن يحيى حدثنا يوسف بن موسى القطّان عن وكيع عن سفيان عن عمرو بن دينار، عن عطاء: عن ابن عباس (في قوله تعالى):( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا ) (قال: يعني) صدَّقوا بالله ورسوله ثمّ لم يَشُكُّوا في إيمانهم، نزلت في عليّ بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وجعفر الطّيار، ثمّ قال:( وَجَاهَدُوا ) الأعداء( بأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) في طاعته( أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) يعني في إيمانهم فشهد الله لهم بالصدق والوفاء.

١٢٢

سورة ق

( جَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ) ق: ٢١

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٠٩ ط ٣ مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة، في الحديث ٩٠٢ قال: حدّثونا عن أبي بكر السبيعي، أخبرنا علي بن محمد بن رباح الطحان، حدّثنا القاسم بن إسماعيل قال: حدّثني محمد بن سلمة عن يحيى بن عبد الرحمان الازرق، عن حبيب بن زيد، قال: قال الأعمش، عن جعفر بن (عبد الرحمن الانصاري، عن) حكيم: عن أمّ سلمة (في) قول الله عزّ وجلّ:( جَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ) أنّ رسول الله السائق، وعليٌّ الشهيد.

روى العلّامة السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ٢٦ ص ٣٥٧ ط ١ إسماعيليان، قال: وفي نهج البلاغة( جَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ) سائق يسوقها إلى محشرها وشاهد يشهد عليها بعملها.

وفي المجمع، وروى أبو القاسم الحسكاني بالإسناد عن الأعمش قال: حدثنا أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:[إذا كان يوم القيامة يقول الله لي ولعليّ: ألقيا في النار من أبغضكما، وأدخلا في الجنّة من أحبّكما، وذلك قوله: ( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ )] ، أقول: ورواه شيخ الطائفة في أماليه بإسناده عن أبي سعيد الخدري عنه صلى الله عليه وآله وسلم

( ألْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) ق: ٢٤

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣١٠ ط ٣، مجمع إحياء الثقافة الاسلاميّة، في الحديث ٩٠٣ قال:

أخبرنا أبو الفضل جمهور بن حيدر القرشي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن العباس العصمي، حدّثنا علي بن محمد بن نيزك الطوسي - ببغداد، حدّثنا إسحاق بن محمد البصري، حدّثنا محمد بن الطفيل.

وأخبرنا أبو طالب حمزة بن محمد بن عبد الله الجعفري، أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي - بدمشق - حدّثنا أبو الأغرّ أحمد بن جعفر الملطي حدّثنا محمد بن الليث الجوهري، حدّثنا محمد بن الطفيل حدّثنا شريك بن عبد الله قال: كنت عند الأعمش -وهو عليل - فدخل عليه أبو حنيفة وابن شبرمة وابن أبي ليلى فقالوا (له): يا أبا محمد إنَّك في آخر يوم من أيام الدنيا، وأوّل يوم من أيام الآخرة، وقد كنت تحدّث في عليّ بن أبي طالب بأحاديث فتب إلى الله منها، فقال: أسندوني أسندوني، فأُسند، فقال: حدّثنا أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

١٢٣

[إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى لي ولعليّ: ألقيا في النار من أبغضكما وأدخلا الجنّة من أحبّكما، فذلك قوله تعالى: ( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) ] ، فقال أبو حنيفة للقوم: قوموا لا يجيء بشيء أشدَّ من هذا. رواه الحمّاني عن شريك.

وروى الحسكاني في الحديث: ٩٠٤ - ص ٣١٣ من شواهد التنزيل، قال: حدّثنيه أبو الحسن المصباحي، حدّثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن واصل حدّثنا عبد الله بن محمد بن عثمان، حدّثنا يعقوب بن إسحاق من ولد عباد بن العو ّ ام، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، حدّثنا شريك عن الأعمش، قال: حدّثني أبو المتوكّل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :[إذا كان يوم القيامة قال الله تعالى لمحمّد وعليّ: أدخلا الجنّة من أحبّكما، وأدخلا النار من أبغضكما، فيجلس عليّ على شفير جهنّم فيقول (لها): هذا لي وهذا لك، وهو قوله: ( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) ] .

وروى الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣١٤ ط ٣ في الحديث ٩٠٥ بنقله عن فرات الكوفي، قال: فرات بن إبراهيم قال: حدّثني جعفر بن محمد بن مروان، قال:حدّثني أبي حدّثنا عبيد بن يحيى بن مهران الثوري، عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين عن أبيه عن جدّه(١) : عن عليّعليه‌السلام في قوله تعالى:( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) قال: قال لي رسول الله:[إنّ الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد، كنتُ أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش، فيقال لي ولك: قوما فألقيا من أبغضكما وخالفكما وكذّبكما في النار].

____________________

١- في النقل قد يحصل التباس، وقد يكون المقصود هو محمد الباقر بن عليّ بن الحسينعليهم‌السلام .

١٢٤

وأيضاً روى الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣١٤ ط ٣ في الحديث ٩٠٧ عن عكرمة، قال: حدّثني محمد بن عبد الله بن أحمد الصوفي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد الحافظ أخبرنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد، قال: حدّثني أحمد بن عمّار حدّثنا زكريا بن يحيى حدّثنا أبو عبد الرحمان المسعودي عن علي بن هاشم عن سعد بن طريف: عن عكرمة في قوله تعالى:( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) . قال: النبي وعليٌّ يلقيان.

روى الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي في كتاب (تاريخ بغداد) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أبو بكر محمد بن علي الخيّاط أنبأنا أحمد بن محمد درست أنبأنا عمر بن الحسين الأشناني، أنبأنا إسحاق بن محمد بن أبان النخعي حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني حدّثنا شريك بن عبد الله عن الأعمش، حدّثني أبو المتوكّل الناجي عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً (إلى النبي) قال:

[إذا كان يوم القيامة قال الله لي ولعليّ بن أبي طالب: أدخلا الجنّة من أحبّكما وأدخلا النار من أبغضكما فذلك قوله ( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) ] .

روى الشيخ مفيد الدين عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين الخزاعي في أربعينه: ص ١٨ في الحديث ١٤ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن الخطيب الدينوري بقراءتي عليه، حدّثني أبو الحسين علي بن أحمد بن محمد البزّاز بـ (سامراء) في جمادي الآخرة في سنة إثنتين وتسعين (ومئتين) قال: حدّثني أحمد بن محمد بن عبد الله بن المسرور الهاشمي الحلبي، حدّثنا علي بن عادل القطّان بـ (نصيبين) حدّثنا محمد بن تميم الواسطي حدّثنا الحمّاني: عن شريك قال: كنت عند سليمان الأعمش في المرضة التي قبض فيها إذ دخل علينا ابن أبي ليلى وابن شبرمة وأبو حنيفة على سليمان الأعمش فقال: يا سليمان إتّق الله وحده لا شريك له، واعلم أنّك في أوّل يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا، وقد كنت تروي في عليّ بن أبي طالب أحاديث لو أمسكت عنها لكان أفضل.فقال (له) سليمان: لمثلي يقال هذا؟ أقعدوني (و) أسندوني ثمّ أقبل على أبي حنيفة فقال: يا أبا حنيفة حدّثني أبو المتوكّل الناجي (علي بن داود) عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله :[إذا كان يوم القيامة يقول الله عزّ وجل لي ولعليّ بن أبي طالب: أدخلا الجنّة من أحبّكما والنار من أبغضكما، وهو قول الله عزّ وجل: ( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) ] . قال أبو حنيفة: قوموا بنا لا يأتي بشيء أعظم من هذا. قال الفضيل: سألت الحسن فقلت: من (الكفّار)؟ فقال: الكافر بجدّي رسول الله صلى الله عليه وآله (وسلّم)، قلت: ومن (العنيد)؟ قال الجاحد حقّ عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

١٢٥

روى أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي في مناقبه، الملحق بكتاب المناقب لابن المغازلي ص ٤٢٧ ط ١، في الحديث الثالث، قال: حدّثنا أبو الاغرّ أحمد بن جعفر الملطي، قدم علينا في سنة سبع وعشرين وثلاثمئة، قال: حدّثنا محمد بن الليث الجوهري، حدثنا محمد بن الطفيل، حدّثنا شريك بن عبد الله، قال: كنت عند الأعمش وهو عليل فدخل عليه أبو حنيفة وابن شبرمة وابن أبي ليلى، فقالوا: يا أبا محمد أنّك في آخر يوم من أيام الدنيا وأوّل يوم من أيام الآخرة، وقد كنت تحدّث في عليّ بن أبي طالب بأحاديث فتب إلى الله منها فقال: أسندوني أسندوني، فأُسند، فقال: حدّثنا أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :[إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى لي ولعليّ: ألقيا في النّار من أبغضكما وأدخلا الجنّة من أحبّكما، فذلك قوله تعالى: ( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) ] .

فقال أبو حنيفة للقوم: قوموا (بنا) لا يجيء بشيء أشدَّ من هذا.

روى الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره مجمع البيان: ج ٢٦ - ص ١٤٧ ط دار إحياء التراث العربي - بيروت - قال: وروى أبو القاسم الحسكاني بالإسناد عن الأعمش، أنّه قال: حدّثنا أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :[إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى لي ولعليٍّ ألقيا في النار من أبغضكما وأدخلا الجنّة من أحبّكما وذلك قوله ( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) ] والعنيد الذاهب عن الحقّ وسبيل الرشد.

روى الشيخ منتجب الدين في أربعينه: ص ٥١ - ط ١ في الحديث الثالث والعشرين قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن عليّ بن أبي طالب الفرزادي هموسة، أنبأنا السيد أبو الحسين يحيى بن الحسين بن إسماعيل الحسيني الحافظ - إملاءً - أنبأنا أبو نصر أحمد بن مروان بن عبد الوهاب المقريء المعروف بالخبّاز - بقراءتي عليه - أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الطبري المقريء العدل قراءة عليه وأنا أسمع، أنبأنا القاضي أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني، أنبأنا إسحاق بن محمد بن أبان النخعي، أنبأنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، أنبأنا شريك بن عبد الله النخعي القاضي، قال: كنّا عند الأعمش في مرضه الذي مات فيه، فدخل عليه أبو حنيفة وابن أبي ليلى فالتفت إليه أبو حنيفة وكان أكبرهم وقال له: يا أبا محمد اتّق الله فانّك في أوّل يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا وقد كنت تحدّث في عليّ بن أبي طالب بأحاديث لو أمسكت عنها لكان خيراً لك. قال: فقال الأعمش: لمثلي يقال هذا؟ أسندوني أسندوني (ثمّ قال:) حدّثني أبو المتوكل الناجي (علي بن داود البصري الساجي) عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

١٢٦

[إذا كان يوم القيامة قال الله عزّ وجل لي ولعليّ بن أبي طالب: أدخلا النار من أبغضكما وأدخلا الجنّة من أحبّكما وذلك قوله تعالى: ( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) ] . قال: فقام أبو حنيفة وقال: قوموا لا يجيء بما هو أطَّم من هذا، قال (شريك): فو الله ما جزا بابه حتّى مات الأعمش رحمة الله عليه.

روى الشيخ محمد بن الحسن الطوسي في كتابه الأمالي: ج ١١ ص ٢٩٦ في الحديث ٩ قال: قال أبو محمد الفّحام: حدّثني أبو الطيّب محمد بن الفرحان الدوري، قال: حدّثنا محمد بن علي بن فرات الدهّان قال: حدّثنا سفيان بن وكيع عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي المتوكل الناجي: عن أبي سعيد ألخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:[يقول الله تعالى يوم القيامة لي ولعليّ بن أبي طالب: أدخلا الجنّة من أحبّكما، وأدخلا النار من أبغضكما وذلك قوله تعالى ( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) ] .

روى العلّامة الحافظ الخوارزمي في جا مع مسانيد أبي حنيفة: ج ٢ ص ٢٨٤ قال بإسناده: قال أبو حنيفة: دخلت على سليمان بن مهران الأعمش ومعه ابن أبي ليلى وابن شبرمة في مرضه الذي مات فيه، فقال له أبو حنيفة: يا أبا محمد إنّك في أوّل يوم من أيام الآخرة، وأخر يوم من أيام الدنيا، وقد كنت تحدّث عن عليّ بن أبي طالب أحاديث إنْ سكتَّ عنها كان خيراً. فقال الأعمش: ألمثلي يقال هذا؟ أسندوني أسندوني حدّثني أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله :[إذا كان يوم القيامة يقول الله تبارك وتعالى لي ولعليّ أدخلا الجنّة من أحبّكما، وأدخلا النار من أبغضكما، وذلك قوله تعالى: ( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) الآية] ، فقال أبو حنيفة: قوموا لا يجيء بأعظم من هذا.

وممن أورد هذا الحديث العلّامة القندوزي في ينابيع المودّة: ص ٨٥ ط ١ إسلامبول.

( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) ق: ٣٧

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣١٥ ط٣ مجمع إحياء الثقافة الاسلاميّة، في الحديث ٩٠٨ قال: أخبرنا محمد بن عبد الله، أخبرنا محمد بن أحمد الحافظ، حدّثنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد، قال: حدّثني عمرو بن محمد حدّثنا محمد بن الفض(يـ)ل حدّثنا محمد بن شعيب اللخمي عن قيس بن الربيع عن منذر الثوري عن محمد ابن الحنفيّة: عن عليّ في قوله تعالى:( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ ) ، قال:[فأنا ذو القلب الذي عنى الله بهذا]، وبه (أي بالسند السالف) عن عليّ:[أنا ذلك الذاكر]، وروى أيضا الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣١٥ ط ٣ في الحديث ٩٠٩ قال: حدثنا أبو الحس(يـ)ن بن ماها الخوري بخور، حدّثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن مكرم البزّاز، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا وكيع عن سفيان عن السدّي عن عطاء عن ابن عباس قال:أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ناقتان عظيمتان فنظر إلى أصحابه وقال:[هل فيكم أحد يصلّي ركعتين لا يهتّم فيهما من أمر الدنيا بشيء ولا يحدث قلبه بذكر الدنيا أعطيته إحدى الناقتين؟.

١٢٧

فقام عليّ ودخل في الصّلاة فلمّا سلّم هبط جبرئيل فقال: أعطه إحداهما، فقال رسول:إنّه جلس في التشهّد فتفكّر أيّهما يأخذ فقال جبرئيل: تفكّر(أن) يأخذ أسمنهما فينحرها ويتصدّق بها لوجه الله فكان تفكّره لله لا لنفسه ولا للدنيا فأعطاه (رسول الله) كلتيهما، وأنزل الله:( إِنَّ فِي ذَلِكَ ) أي في صلاة عليّ لعظة لمن كان له عقل،( أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ ) يعني استمع بأُذنيه إلى ما تلاه بلسانه( وَهُوَ شَهِيدٌ ) يعني حاضر القلب لله عزّ وجل. ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وآله :ما من عبد صلّى لله ركعتين لا يتفكّر فيهما من أمور الدنيا بشيء إلّا رضي الله عنه وغفر له ذنوبه].

وروى الحافظ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب: ص ٤٩٤ ط دار إحياء تراث أهل البيت قال بإسناده عن ابن عمر: قال آخى رسول الله صلى الله عليه وآله بين أصحابه فجاء عليّعليه‌السلام تدمع عيناه فقال:[يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تواخ بيني وبين أحد فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :أنت أخي في الدنيا والآخرة] . قلت هذا حديث حسن عال صحيح. أخرجه الترمذي في جامعه فاذا أردت أن تعلم قرب منزلته من رسول الله صلى الله عليه وآله تأمّل صنعه في المواخات بين الصحابه جعل يضم الشكل إلى الشكل والمثل إلى المثل، فيؤلّف بينهم إلى أن آخى بين أبا بكر وعمر، وادخر عليّاًعليه‌السلام لنفسه واختصّه بأخوته ناهيك بها من فضيلة وشرف( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) .

١٢٨

سورة الذاريات

( كانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) الذاريات: ١٧ - ١٨

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣١٧ ط ٣ طبعة مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة في الحديث ٩١٠ قال: أبو بكر ابن مؤمن: حدّثنا أبو عمر عبد الملك بن علي- بكازرون- حدّثنا عبد الله بن منيع حدّثنا علي بن الجعد، حدّثنا شعبة عن قتادة عن سعيد بن جبير: عن عبد الله بن عباس، في قوله تعالى:( كانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ) قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين وفاطمةعليهم‌السلام ، كان عليّ يصلّي ثلثي الليل الأخير، وينام الثلث الأوّل، فإذا كان السحر جلس في الإستغفار والدعاء، وكان ورده في كلِّ ليلة سبعين ركعة ختم فيها القرآن.

١٢٩

سورة الطور

( انَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ ) الطور: ١٧

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣١٩ ط ٣، مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة في الحديث ٩١١ قال: (أبو بكر ابن مؤمن): حدّثنا المنتصر بن نصر - بواسط - حدّثنا علي بن حرب الطائي، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن منصور، عن مجاهد: عن عبد الله بن عباس (في قوله تعالى):( انَّ الْمُتَّقِينَ ) قال: نزلت خاصّة في عليّ وحمزة وجعفر وفاطمةعليهم‌السلام ، يقول: إنّ المتّقين في الدنيا [يجتنبون] الشرك والفواحش والكبائر [في جنات] يعني البساتين [ونعيم] في أثواب في الجنان. قال ابن عباس: لكل واحد منهم بستان في الجنّة العليا، في وسطه خيمة من لؤلؤة في كل خيمة سرير من الذهب واللؤلؤ على كل سرير سبعون فراشاً.

( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم (١) مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ) الطور٢١.

روى محمد بن العباس في تأويل الآيات الظاهرة: ج ٢ ص ٦١٨ عند تفسيره للآية الكريمة، قال: حدّثنا أحمد بن القاسم عن عيسى بن مهران عن داود بن المحبّر، عن وليد بن محمد عن زيد بن جدعان عن عمّه عليّ بن زيد قال: قال عبد الله بن عمر: كنّا نفاضل فنقول: عمر وأبو بكر وعثمان ويقول قائلهم: فلان وفلان، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، فعليٌّ؟ فقال: عليٌّ من أهل بيت لا يقاس بهم أحد من الناس، عليٌّ مع النبي في درجته.

إنّ الله عزّ وجل يقول( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) ، ففاطمة ذريّة النبي صلى الله عليه وآله هي معه في درجته وعليّ مع فاطمة صلّى الله عليهما.

وقال محمد بن العباس: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى عن إبراهيم بن محمد، عن علي بن نصير، عن الحكم بن ظُهَير، عن السّدي، عن أبي مالك: عن ابن عباس في قوله تعالى:( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) قال: نزلت في النبي صلى الله عليه وآله وعليّ وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام .

____________________

١- ألَتْناهم: لاتَ و ألاتَ بمعنى نقص، فمعنى ما ألتناهم ما نقصناهم شيئاً من عملهم.

١٣٠

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٢٠ ط ٣، مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة في الحديث ٩١٢ - قال: أخبرنا محمد بن عبد الله، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد الحافظ، حدّثنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد حدّثنا إبراهيم بن فهد ومحمد بن زكريّا قالا: حدّثنا علي بن نصر العطّار، حدّثنا الحكم بن ظهير، عن السدّي، عن أبي مالك: عن ابن عباس، في قوله تعالى( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم ) الآية قال: نزلت في النبي وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهما السلام.

أبو النضر محمد بن مسعود بن محمد العياشي، في كتابه: حدّثنا الفتح بن محمد حدّثنا محمد بن اسماعيل، حدّثنا محمد بن إدريس، حدّثنا أبو نصر فتح بن عمرو التميمي، حدّثنا الوليد بن محمد بن زيد بن جدعان، عن عمّه قال: قال ابن عمر: إنّا إذا عدّدنا قلنا: أبو بكر وعمرو عثمان، فقال له رجل: يا(أ)با عبد الرحمان فعليٌّ؟ قال ابن عمر: ويحك عليٌّ من أهل البيت لا يقاس بهم، عليٌّ مع رسول الله في درجته إنّ الله يقول:( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم ) ففاطمة مع رسول الله في درجته وعليٌّ معهما.

روى أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبري في الرياض النضرة: ج ٢ ص ٢٠٨ قال: أخرج علي بن نعيم البصري، قال: قال ابن عمر: عليٌّ من أهل البيت لا يقاس بهم أحد، عليٌّ مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في درجته، إنّ الله عزّ وجل يقول:( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) فاطمة مع رسول الله صلّى الله عليه في درجته وعليٌّ مع فاطمة.

روى الحافظ أبو الحسن علي بن محمد الجلابي، المعروف بابن المغازلي في مناقب عليّعليه‌السلام : ص ٢٦٠ ط ١ في الحديث ٣٠٩ قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار الفقيه الشافعي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقّب بابن السّقاء الحافظ، حدّثنا علي بن العباس البجلي، بالكوفة، حدّثنا حسين بن نصر بن مزاحم، حدّثنا خالد العكلي، حدّثنا حصين بن مخارق، حدّثنا جعفر بن محمد عن أبيه، عن نافع مولى ابن عمر قال: قلت لابن عمر: من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟

قال: ما أنت وذاك؟ لا أُمَّ لك ثمّ قال: أستغفر الله خيرهم بعده من كان يحلّ له ما كان يحلّ له ويحرم عليه ما كان يحرم عليه، قلت: من هو؟ قال: (هو) عليٌّ سدّ أبواب المسجد وترك باب عليّ، وقال له[لك في هذا المسجد مالي وعليك فيه ما عَلَيَّ، وأنت وارثي ووصيّي تقضي ديني وتنجز وعدي وتقتل على سنّتي كذب من زعم أنّه يبغضك ويجبّني].

١٣١

روى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بأبي نعيم، في كتاب خصائص الوحي المبين: ص ١٣١ قال: وفيما أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن المروزي قال: حّدثني عبد الحكيم بن ميسرة، عن شريك بن عبد الله، عن أبي إسحاق عن الحارث، قال: قال لي عليّعليه‌السلام :[نحن أهل بيت لا نقاس (بالناس)] فقام رجل فأتى عبد الله بن عباس (فذكر له ما سمعه من عليّعليه‌السلام ) فقال ابن عباس: صدق عليٌّ أو ليس كان النبي صلى الله عليه وآله لا يقاس بالناس؟ ثمّ قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في عليّ:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) . سورة البينّة، الآية ٧

روى السيد محمد الموسوي الشيرازي في مناضراته وحواراته في كتابه، ليالي بيشاور: ص ٢٤٤ ط مؤسسة البلاغ قال: لقد روى المير السيد علي الهمداني الشافعي في المودّة السابعة من كتابة ، مودّة القربى عن أحمد بن محمد الكرزي البغدادي، أنّه قال: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سألت أبي عن التفضيل فقال: أبو بكر وعمر وعثمان ثمّ سكت، فقلت: يا أبه أين عليّ بن أبي طالب؟ قال: هو من أهل البيت، لا يقاس به هؤلاء.

وإذا تريد أن تفسّر كلام الإمام أحمد فتقول: إنّ عليّاًعليه‌السلام لا يذكر في عداد الصحابة، بل هو في مقام النبوّة والإمامة ونجد خبراً آخر في المودّة السابعة أيضا بهذا المعنى رواه عن أبي وائل عن ابن عمر، قال: كنّا إذا عددنا أصحاب النبي صلى الله عليه وآله ، قلنا: أبو بكر وعمر وعثمان. فقال رجل: يا أبا عبد الرحمن فعليٌّ ما هو؟

قال: عليٌّ من أهل البيت لا يقاس به أحد، هو مع رسول الله صلى الله عليه وآله في درجته إنّ الله تعالى يقول:( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) ، ففاطمة مع رسول الله صلى الله عليه وآله في درجته وعليٌّ معهما.

وأورد محبّ الدين الطبري في كتابه ذخائر العقبى: ص ١٧ فانّه قال تحت عنوان أنهّم لا يقاس بهم أحد، قال: وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله :[نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد].

وأورد عبيد الله الحنفي في كتابه، أرجح المطالب: ص ٣٣ قال: قال عليّعليه‌السلام على المنبر:[نحن أهل بيت رسول الله لا يقاس بنا أحد].

أخرجه الديلمى في (فردوس الأخبار)، وأخرجه المتقي الهندي الحنفيّ عن الديلمي في كتاب كنز العمّال: ج ٦ ص ٢١٨.

وفي نهج البلاغة، في آخر الخطبة التي قبل الخطبة الشقشقيّة قال الإمام عليّعليه‌السلام :[لآ يقاس بآل محمّد صلى الله عليه وآلهمن هذه الأمّة أحد، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا هم أساس الدين، وعماد اليقين، إليهم يفيء القالي، وبهم يلحق التالي، ولهم خصائص حقّ الولاية وفيهم الوصية والوراثة].

١٣٢

روى السيد السمهودي في كتابه (جواهر العقدين) بروايته عمّا جاء في رشفة الصادي: ص ٥٠ لابن شهاب الدين العلوي الحضرمي: "إنَّ خواص العلماء رحمهم الله من هذه الأمّة يجدون لأجل اختصاصهم بهذا الإيمان محبةً خاصة لنبيّهم وتقرّباً له في قلوبهم حتّى يجدوا إيثاره على أنفسهم وأهليهم وأموالهم، ويحبّون بحّبه قرابته وذريّة أصحابه، ويجدون لهم في قلوبهم مزيّة على غيرهم، ويستحبّون أن يعينوهم ويدنوهم رعايةً لآبائهم، وعلماً بأصطفاء نطفه الكريمة، قال تعالى( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ) فلا يكونون كمن ليست له سابقه. قال: وبالحقيقة لا يعدّ من المؤمنين من لم يجد رسول الله صلى الله عليه وآله وذريّته أحبّ إليه وأعزّ عليه من أهله وولده والناس أجمعين".

روى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بابي نعيم في كتابه، ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام : في الحديث ٧٧ ص ٢٧٦ ط ١ قال: وفيما أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن المروزي، قال: حدثنا عبد الحكيم بن ميسرة، عن شريك بن عبد الله، عن أبي إسحاق: عن الحارث قال: قال لي عليٌّعليه‌السلام :[نحن أهل بيت لا نقاس (بالناس)]. فقام رجل فأتى عبد الله بن عباس فقال ابن عباس رضي الله عنه: صدق عليٌّ، أوليس كان النبي صلى الله عليه وآله لا يقاس بالناس؟ ثمّ قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في عليّ:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) . وهذا الحديث رواه رشيد الدين بن شهر آشوب، عن أبي نعيم في (مناقب آل أبي طالب) في عنوان (أنّه خير الخلق بعد النبي) ج٣ص٦٨ ط قم.

١٣٣

سورة النجم

( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) النجم ١ - ٤

روى الحافظ أبو الحسن علي بن محمد الجلابي - المعروف بابن المغازلي في كتابه، مناقب عليّ: ص ٢٦٦ عند الحديث رقم ٣١٣ قال: أخبرنا أبو البركات إبراهيم بن محمد بن خلف الجماري السقطي، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد، قال: حدّثنا أبو الفتح أحمد بن الحسن بن سهل المالكي البصري الواعظ - بواسط في القراطسّيين - قال: حدثنا سليمان بن أحمد المالكي، قال: حدّثنا أبو قضاعة ربيعة بن محمد الطائي حدّثنا ثوبان ذو النون، عن داود، حدّثنا مالك بن غسّان النهشلي، حدثنا ثابت، عن أنس، قال: انقضّ على عهد رسول الله كوكب فقال رسول الله:[أنظروا إلى هذا الكوكب فمن انقضَّ في داره فهو الخليفة من بعدي]، فنظروا فاذا هو قد انقضَّ في منزل عليّ، فأنزل الله تعالى:( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) .

وروى أيضا ابن المغازلي في كتابه، مناقب عليّ: ص ٣١٠ في الحديث عند الرقم - ٣٥٣- قال:أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان، قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيّويه الخزّاز - إذناً - قال: حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن علي الدهّان المعروف بأخي حمّاد، حدّثنا علي بن محمد بن خليل بن هارون البصري، حدّثنا محمد ين الخليل الجهني، حدّثنا هشيم، من أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كنت جالساً مع فئة من بني هاشم عند النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم إذ انقضَّ كوكب، فقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:[من انقضَّ هذا النجم في منزله فهو الوصيّ من بعدي] ، فقام فئة من بني هاشم فنظروا فاذا الكوكب قد انقضَّ في منزل عليّعليه‌السلام ، قالوا: يا رسول الله قد غويت في حبّ عليّ فأنزل الله تعالى:( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ) - إلى قوله:-( وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ ) .

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٢٥ ط٣، طبعة مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة، في الحديث ٩١٩ قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمان بن محمد القرشي - بقراءتي عليه في الجامع - وأبو بكر أحمد بن علي الحافظ - قراءة - إنّ أبا الفضل نصر بن محمد بن أحمد العطّار بطوس أخبرهم، (قال) حدّثنا سليمان بن أحمد بن يحيى المصري، حدّثنا أبو قضاعة ربيعة بن محمد الطائي، حدّثنا ذو النون بن إبراهيم حدّثنا مالك بن غسان النهشلي، حدّثنا ثابت عن أنس قال: انقضَّ كوكب على عهد رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

١٣٤

[أنظروا إلى هذا الكوكب فمن انقضَّ في داره فهو الخليفة من بعدي] فنظرنا فاذا هو انقضَّ في منزل عليّ ابن أبي طالب، فقال جماعة من الناس قد غوى محمّد في حبِّ عليٍّ فأنزل الله:( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) .

روى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٢٧ ط٣، طبعة مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة، في الحديث ٩٢٠ قال: أخبرنا أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله الفقيه - بقرائتي عليه من خط شيخه أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير الحافظ المفيد - ببغداد - قال: أخبرنا أبو عبد الله وكتبه لي بخطه، قال: حدّثني القاضي أبو الفرج عبد الأعلى بن زكريا بن يحيى الدقّاق، حدّثنا محمد بن مزيد بن أبي الأزهر البوشنجي، حدّثنا محمد بن أبي يوسف القاضي عن أبي عبيدة الحذّاء عن المحتسب بن عبد الرحمان عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: هوى نجمٌ ذات ليلة في دار عليّ بن أبي طالب، فقال المنافقون: ضلَّ (محمّد في حبّ) ابن أبي طالب وغوى فأنزل الله:( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) وروى الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢، ص ٣٢٩-ط٣، في الحديث ٩٢٣ قال: حدّثني أبو الحسن المصباحي، حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي الفقيه، حدثنا أحمد بن الحسين القطّان، حدّثنا أحمد بن زكريا حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، حدّثنا الحسن بن زياد الكوفي.

أخبرنا علي بن الحكم، حدّثنا منصور بن أبي الأسود عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه عن أبيه: عن عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:[إذا هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي فانظروا من هو؟ فهو خليفتي عليكم بعدي والقائم فيكم بأمري] فلمّا كان من الغد انقضَّ نجم من السماء قد غلب ضوءه على ضوء الدنيا حتّى وقع في حجرة عليّ بن أبي طالب، فهاج القوم وقالوا والله لقد ضلّ هذا الرجل وغوى، فأنزل الله:( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ )

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٢٩ ط٣، في الحديث ٩٢٤ قال: وحدثنا الفضل بن محمد الكاتب حدّثنا الرهني، حدّثنا علي بن إبراهيم الجرجاني حدّثنا محمد بن الفضل بن حاتم حدّثنا الحسين بن علي، عن عمّه وابن عون، عن زرارة بن أوفى، قال: قال عبد الله بن عباس: بينا أنا عند النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " في مسجده بعد العشاء الآخرة، وعنده جماعة من أصحابه إذا انقضَّ نجم فقال:[من انقضَّ هذا النجم في حجرته، فهو الوصيّ من بعدي] فوثبت الجماعة، فاذا النجم قد انقضَّ في حجرة عليّ، فقالوا لقد ضلّ محمّد في حبّ عليّ فأنزل الله:( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ) .

١٣٥

وروى الحسكاني أيضا في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٣٠ - ط٣، في الحديث ٩٢٥، قال: (ابن مؤمن الشيرازي) حدّثنا (الحسن بن) محمد بن عثمان الفسوي، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا آدم بن أبي إياس، حدّثنا سفيان عن السدّي، عن منصور، عن مجاهد: عن ابن عباس، في قول الله:( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ) قال: لماّ جمعت الأنصار، لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سبعمئة دينار وأتوا بها إليه فقالوا: قد جمعنا لك هذه فاقبلها منّا، فأنزل الله:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ ) (١) على تبليغ الرسالة والقرآن( أَجْرً‌ا ) أي جُعلاً( إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) (٢) يعني إلّا حبّ أهل بيتي، فقال المنافقون: إنّه يريد منّا أن نحبَّ أهل بيته،

____________________

١- الآية: ٢٣ من سورة الشورى - تسلسل ٤٢١.

٢- الآية: ٢٣ من سورة الشورى - تسلسل ٤٢١.

١٣٦

فأنزل الله:( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ) يعني والقرآن إذا نزل نجماً نجماً على محمّد( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ ) ما كذب محمّد( وَمَا غَوَىٰ ) إنّما فضل أهل بيته من قولي( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ) يعني (فيما قاله) رسول الله في فضل أهل بيته من قولي( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ) يعني (فيما قاله) رسول الله في فضل أهل بيته( إِنْ هُوَ ) يعني القرآن( إِلَّا وَحْيٌ ) من الله في فضل أهل (أهل بيته) (و) محمّد ((يوحى من الله)) الآية.

روى جلال محمد بن عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي الشافعي في تفسيره الدرّ المنثور: ج ٧ ص ٦٤٢ عند تفسيره لسورة النجم قال: وأخرج ابن مردويه، عن أبي الحمراء وحبّة العرني قالا: لماّ أمر رسول اللهصلى الله عليه وآله بسدّ الأبواب، ثمّ ذكر إنكارهم عليه صلى الله عليه وآله وإخراجهم وإسكان ابن عمّه إلى أن قال فلمّا اجتمعوا صعد المنبر، فلم يسمع للرسول صلى الله عليه وآله خطبة قطُّ كان أبلغ منها تمجيداً وتوحيداً، فلمّا فرغ قال[يا أيّها الناس ما أنا سددتها ولا فتحتها، ولا أنا أخرجتكم وأسكنته، ثمّ قرأ:( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) ] .

روى القاضي أبو حنيفة النعمان بن محمد التميمي المغربي القاهري في كتابه، شرح الأخبار: ج ٢ ص ٢٤٣ ط مؤسسة النشر الإسلامي قال: سليمان الديلمي عن أبي عبد الله جعفر بن محمّدعليه‌السلام قال: [لماّ نصب رسول الله صلى الله عليه وآله عليّاً، وقال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، إفترق الناس في ذلك ثلاث فرق، فرقة قالوا: ضلّ محمّد، وفرقة قالوا: غوى، وفرقة قالوا: قال محمّد في ابن عمّه بهواه .

فأنزل الله تعالى :( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ) ].

روى محمد بن أحمد الذهبي في كتابه ميزان الإعتدال: ج ١ ص ٣٣٦ - ط القاهرة، بروايته عن أنس بن مالك، قال: عن أنس: انقضَّ كوكب، فقال رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم:[أنظروا، فمن انقضَّ في داره فهو الخليفة بعدي] فنظرنا فاذا هو في منزل عليّ فقال جماعة:قد غوى محمّد في حبّ عليٍّ، فنزلت:( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ) . ورواه ابن حجر العسقلاني في كتابه لسان الميزان: ج ٢ ص ٤٤٩ - ط حيدر آباد - الهند.

١٣٧

روى الحافظ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب: ص ٢٦٠ ط٣، دار إحياء تراث أهل البيت تحقيق محمد هادي الأميني بإسناده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كنت جالساً مع فتيةٌ من بني هاشم عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ انقضَّ كوكب فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:[من انقضَّ هذا النجم في منزله فهو الوصيّ من بعدي] فقام فتية من بني هاشم فنظروا فاذا النجم قد انقضَّ في منزل عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قالوا: يا رسول الله قد غويت في حبّ عليّ، فأنزل الله تعالى( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ﴿٢﴾ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) إلى قوله:( وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ ) .

قلت: هكذا ذكره محدّث الشام في ترجمة عليّعليه‌السلام وسنده من هشيم إلى ابن عباس صحيح والباقون فيهم مقال فإن قلت: إذا كان في إسناده مقال فلا يحتج به. قلت: في صحيح مسلم ما يدل على أنّه صلى الله عليه وآله وسلم أوصى له، ولعمري إنّه ثمرة فكري ونتيجة معرفتي بأنواع علوم الحديث.

روى الحافظ محمد بن علي بن شهر آشوب في مناقب عليّ بن أبي طالب: ج ٣ ص ١٠ - ط دار الأضواء قال: أخرج أبو جعفر بن بابويه في (الأمالي) بطرق كثيرة عن جويبر عن الضحّاك عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي، وعن أبي إسحاق الفزاري عن جعفر بن محمّد عن آبائهعليهم‌السلام بروايتهم عن ابن عباس.

وروي عن منصور بن الأسود عن الصادق،عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: لماّ مرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرضه الذي توفّي فيه، إجتمع إليه أهل بيته وأصحابه، فقالوا: يا رسول الله، إنْ حدث بك حدثٌ فمن لنا بعدك ومن القائم فينا بأمرك؟ فلم يجبهم جواباً وسكت عنهم، فلمّا كان اليوم الثاني أعادوا عليه القول فلم يجبهم عن شيء مما سألوه، فلمّا كان اليوم الثالث قالوا: يا رسول الله، إنْ حدث بك حادثٌ فمن لنا بعدك؟ ومن القائم لنا بأمرك؟ فقال لهم:[إذا كان غداً هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي فانظروا من هو، فهو خليفتي فيكم من بعدي والقائم بأمري] ولم يكن فيهم أحد إلّا وهو يطمع أن يقول له أنت القائم من بعدي فلمّا كان اليوم الرابع جلس كل واحد منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم،إذ انقضَّ نجم من السماء قد علا ضوءه على ضوء الدنيا حتّى وقع في حجرة عليّ، فهاج القوم وقالوا ضلّ هذا الرجل وغوى، وما ينطق في ابن عمّه إلّا بالهوى، فأنزل الله في ذلك:( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ) .

١٣٨

أورد الشيخ خضر الدجيلي " قدس سرّه " في كتابه (منهج الارشاد إلى ما يجب في الاعتقاد) حول الامامة في الأمر الثاني قال: إنّ منشأ إختلاف الأمّة في أمر الإمامة وتفرّقها حتّى تشعبت إلى ثلاث وسبعين فرقة هي المخالَفَة التي وقعت من الثاني - عمر بن الخطاب - وهي أوّل مخالَفة حدثت في بدء الاسلام، وذلك ما وقع منه في حديث الدواة المروي من طرف الخاصّة والعامّة وبل رواه جلّ علمائهم في كتبهم المعتبرة لديهم مثل صحيح مسلم(١) وصحيح البخاري(٢) وغيرهما، وفيه إنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لماّ اشتدّ به المرض الذي توفّي فيه قال صلى الله عليه وآله وسلم:[إتوني بدواة وكتف أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعدي أبداً] ، فقال الثاني: إنّه ليهجر يكفينا كتاب الله، ولم يشعر بأنّ نسبة الهجر والهذيان إليه صلى الله عليه وآله ، مخالفة لنصّ الكتاب حيث قال:( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) .

وروى الحافظ محمد بن علي بن شهر آشوب في مناقب عليّ بن أبي طالب: ج ٣ ص ٥٣ ط دار الأضواء، قال: منها ما نقله المنقري بإسناده إلى عمران بن أبي بريدة الأسلمي. وروى يوسف بن كليب المسعودي بإسناده عن داود عن بريدة وروى عّباد بن يعقوبة الأسدي بإسناده عن داود السبيعي عن أبي بريدة أنّه دخل أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وآله قال:[إذهب وسلّم على أمير المؤمنين، فقال يا رسول وأنت حيٌّ؟ قال:وأنا حيّ ثمّ جاء عمر فقال له: مثل ذلك وفي رواية السبيعي أنّه قال عمر: ومن أمير المؤمنين؟ قال صلى الله عليه وآله :عليّ بن أبي طالب، قال عن أمر الله وأمر رسوله؟ قال:نعم]. وفي رواية الثقفي والسري بن عبد الله بإسنادهما: إنّ عمران بن الحصين وأبا بريدة، قالا لأبي بكر: قد كنت يؤمئذ فيمن سلّم على عليّ بإمرة المؤمنين فهل تذكر ذلك اليوم أم نسيته؟ قال: أذكره، فقال أبا بريدة فهل ينبغي لاحد من المسلمين أن يتأمرَّ على أمير المؤمنين؟ فقال عمر: إنّ النبوّة والإمامة لا تجتمع في بيت واحد فقال له أبا بريدة:( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَ‌اهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) (٣) فقد جمع الله لهم النبوّة والملك قال: فغضب عمر وما زلنا نعرف في وجهه الغضب حتّى مات.

____________________

١- صحيح مسلم: ج ٢ ص ١١ في آخر كتاب الوصية.

٢- صحيح البخاري: ج ٢ ص ١١١ ج ٤ /٥ ص ١٦٧.

٣- سورة النساء: الآية ٥٤.

١٣٩

( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ ) سورة النجم، الآية ٤٣.

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٣١ ط٣ في الحديث ٩٢٦ قال:

(ابن مؤمن) حدّثنا محمد بن عبيد بن إسماعيل الصفّار، حدّثنا إبراهيم بن فهد، حدّثنا الحكم بن أسلم، حدّثنا شعبة عن قتادة عن عطاء، عن ابن عباس، قال: أضحك عليّاً وحمزة وجعفراً يوم بدر من الكفّار بقتلهم إيّاهم، وأبكى كفّار مكّة في النار حين قتلوا.

سورة القمر

( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ) (١)

أورد علي بن عيسى الأربلي في كتابه كشف الغمّة: ج ١ ص ٣٢١ ط تبريز، بنقله عن مناقب ابن مردويه، وبإسناد إلى جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: كنّا عند رسول الله صلى الله عليه وآله فتذاكر أصحابه الجنّة فقال صلى الله عليه وآله إنّ أوّل أهل الجنّة دخولا إليها عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقام أبو دجانة وقال: يا رسول الله أخبرتنا أنّ الجنّة محرّمة على الأنبياء حتّى تدخلها أنت وعلى الأمم حتّى تدخلها أمّتك قال:بلى يا أبا دجانة قال (صلى الله عليه وآله):[يا أبا دجانه: أما علمت أنَّ لله لواءٌ من نور و عمودٌ من ياقوت مكتوب على ذلك النور لا إله إلّا الله محمّد رسولي. آل محمّد خير البريّة صاحب اللواء إمام في القيامة و ضرب بيده إلى عليّ بن أبي طالب قال فسَّر رسول الله بذلك عليّا فقال:الحمد لله الذي كرّمنا و شرّفنا بك فقال له: أبشر يا عليّ ما من عبد ينتحل مودّتنا إلّا بعثه الله معنا يوم القيامة].

روى الموفق بن أحمد أخطب الخطباء الخوارزمي في كتابه مناقب عليّ بن أبي طالب: ص ١٩٥ وبإسناده ’ عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم لعليّرضي‌الله‌عنه :[إنّ من أحبّك وتولّاك أسكنه الله الجنّة معنا] ثمّ تلا رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم:( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ )

روى العلّامة شهاب الدين الحسيني الشافعي في توضيح الدلائل: ص ١٦٧ قال:

____________________

١- سورة القمر: الآيتان ٥٤ و٥٥.

١٤٠