النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٥

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 348

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 348
المشاهدات: 45820
تحميل: 5032


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 348 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 45820 / تحميل: 5032
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 5

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

[من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه ، قال النعمان بن المنذر (فيه تصحيف) الفهري هذا شيء قلته من عندك؟ أو شيء أمرك به ربّك؟ قال:لا بل أمرني به ربّي]. فقال: أللّهم أنزل (كذا في النسخ) علينا حجارة من السماء. فما بلغ رحله حتّى جاءه حجر فأدماه فخرّ ميتا فأنزل الله تعالى:( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) .

وقال حدّثنا أبو عبد الله الشيرازي، قال: حدّثنا أبو بكر الجرجاني، قال: حدّثنا أبو أحمد البصري، قال: حدّثنا محمد بن سهل، قال: حدّثنا زيد بن إسماعيل مولى الأنصار قال: حدّثنا محمد بن أيّوب الواسطي، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمّد الصادق عن آبائهعليهم‌السلام : لما نصب رسول الله عليّا يوم غدير خم وقال: من كنت مولاه، طار ذلك في البلاد فقدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم النعمان بن الحرث الفهري فقال: أمرتنا عن الله أن نشهد ألا إله إلّا الله وأنّك رسول الله وأمرتنا بالجهاد والحج والصوم والصلاة والزكاة فقبلناها ثمّ لم ترضَ حتّى نصبت هذا الغلام فقلت:[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه . فهذا شيء منك؟ ام من عند الله؟ فقال: والله الذي لا إله إلّا هو إنّ هذا من الله]. فولّى النعمان بن الحرث وهو يقول: أللّهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فامطر علينا حجارة من السماء. فرماه الله بحجر على رأسه فقتله وأنزل الله تعالى:( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) . الآيات.

٥ - القرطبي:

أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام الأزدي القرطبي ولد ٤٨٦ المتوفي ٥٦٧، صاحب التفسير الكبير قال في تفسيره لسورة المعارج:

لما قال النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم:[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه . قال النضر بن الحارث(١) لرسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: أمرتنا بالشهادتين عن الله فقبلنا منك وأمرتنا بالصلاة والزكاة ثمّ لم ترضَ حتّى فضّلت علينا ابن عمّك، الله أمرك؟ أم من عندك؟ فقال:والّذي لا إله إلّا هو إنّه من عند الله]. فولّى وهو يقول: أللّهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فامطر علينا حجارة من السماء فوقع عليه حجر من السماء فقتله.

____________________

١- الظاهر المراد أنّه جابر بن النضر بن الحارث، وقد يكون ابن النضر بن الحارث حيث أنَّ النضر أخذ أسيرا يوم بدر الكبرى، وكان شديد العداوة لرسول الله فأمر عليا بقتله كما في سيرة ابن هشام: ج ٢ ص ٢٨٦ وتاريخ اليعقوبي: ج ٢ ص ٣٤

٢٤١

٦ - الحاكم النيسابوري:

الحافظ محمد بن عبد الله بن محمد أبو عبد الله الحاكم الضبي المعروف بابن البيّع النيسابوري، صاحب المستدرك على الصحيحين ولد ٣٢١ المتوفي ٤٠٥، قال في كتابه المستدرك: ج ٢ ص ٥٠٢

أخبرنا محمد بن علي الشيباني بالكوفة، حدّثنا أحمد بن حازم الغفاري حدّثنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان الثوري عن الأعمشي، عن سعيد بن جبير، سأل سائل هو: النضر بن الحارث بن كلدة، قال: أللّهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

٧ - سبط ابن الجوزي:

هو شمس الدين أبو المظفر يوسف الواعظ ابن عبد الله المتوفي ٦٥٤ قال في كتابه (تذكرة خواص الأمّة) ص ١٩، وفي ط طهران ص ٣٠

ذكر أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره بإسناده أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قال ذلك -قاصدا حديث الولاية- طار في الأقطار وشاع في البلاد والأمصار فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري فأتاه على ناقة له فأناخها على باب المسجد(١) ثمّ عقلها وجاء فدخل في المسجد فجثا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمّد إنّك أمرتنا أن نشهد ألا إله إلّا الله وأنّك رسول الله فقبلنا منك ذلك وأنّك أمرتنا أن نصلّي خمس صلوات في اليوم والليلة ونصوم رمضان ونحج البيت ونزكّي أموالنا فقبلنا منك ذلك، ثمّ لم ترضَ بهذا حتّى رفعت بضبعي ابن عمّك وفضّلته على الناس وقلت:[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ... فهذا شيء منك أو من الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد احمّرت عيناه:والله الذي لا إله إلّا هو إنّه من الله وليس منّي]: قالها ثلاثا. فقام الحرث وهو يقول: أللّهم إن كان ما يقوله محمّد حقّا فأرسل من السماء علينا حجارة أو ائتنا بعذاب أليم. قال: فو الله ما بلغ ناقته حتّى رماه الله من السماء بحجر فوقع على هامّته فخرج من دبره ومات وأنزل الله تعالى:( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) . الآيات.

____________________

١- لعلّه أراد مسجد رسول اللهصلى الله عليه وآله بغدير خم بقرينة سائر الأحاديث.

٢٤٢

٨ - الشيخ الوصّابي:

إبراهيم بن عبد الله الوصابي اليمني الشافعي صاحب كتاب (الاكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء)، ذكر حديث الغدير بعدّة طرق في كتابه الاكتفاء وذكر سبب نزل آية (سأل سائل). فروى حديث الثعلبي، الذي مرّ آنفا.

٩ - الحموئى -الحمويني:

شيخ الاسلام أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الدين محمد بن المؤيد الحموية الخرساني الجويني المتوفّي ٧٢٢هـ، روى في كتابه، فرائد السمطين: الباب الثالث، أو الباب الخامس عشر ج ١ ص ٨٢-٨٣ ط بيروت قال: أخبرني الشيخ عماد الدين الحافظ بن بدران بمدينة نابلس فيما أجاز لي أن أرويه عنه، إجازة عن القاضي جمال الدين عبد القاسم بن الصمد الأنصاري، إجازة عن عبد الجبار بن محمد الحواري البيهقي، إجازة عن الامام أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي قال: قرأت على شيخنا الأستاذ أبي إسحاق الثعلبي في تفسيره: أنّ سفيان بن عيينة سئل عن قوله عزّ وجل( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) فيمن نزلت؟ فقال: الحديث الذي جاء بلفظ الثعلبي المذكور آنفا.

١٠ - الزرندي:

جمال الدين محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد الزرندي المدني الحنفي المتوفّي بضع وخمسين وسبعمائة صاحب كتاب (معارج الوصول) ونظم درر السمطين من مناقب السبطين، أورد في كتابيه حديث نزول:( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) .

١١ - شهاب الدين أحمد دولت آبادي:

هو القاضي شهاب الدين أحمد بن شمس الدين عمر الدولت الآبادي، المتوفي ٨٤٩، روى في كتابه (هداية السعداء) في الجولة الثاني من الهداية الثامنة أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال يوما:[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه. أللّهم وآل من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله فسمع ذلك واحد من الكفرة من جلمة الخوارج(١) فجاء إلى النبيصلى الله عليه وآله وسلمفقال: يا محمّد هذا من عندك أو من عند الله؟ فقال صلى الله عليه (وآله) وسلم:هذا من عند الله] فخرج الكافر من المسجد وقام على عتبة الباب وقال: إن كان ما يقوله (محمّد) حقّا فأنزل عليَّ حجرا من السماء قال فنزل حجر وضخَّ رأسه فنزلت:( سَأَلَ سَائِلٌ ) .

____________________

١- أراد من الخوارج المعنى الأعم: من محارب لحجّة وقته أو مجابهه بردّ، نبياً كان أو خليفة والمنكر لما جاء به النبي فهو كافر.

٢٤٣

١٢ - ابن الصبّاغ المالكي:

نور الدين علي بن محمد بن أحمد الغزي الأصل المكّي المالكي تولد ٧٨٤ والمتوفّي ٨٥٥هـ.

روى في كتابه الموسوم (الفصول المهمّة لمعرفة الأئمّة) حيث روى أنّهم إثنا عشر إماما. وروى نزول الآية الكريمة( سَأَلَ سَائِلٌ ) في كتابه، الفصول المهمّة: ص ٢٦.

١٣ - السمهودي الشافعي:

نور الدين علي بن عبد الله بن أحمد الحسني المدني السمهودي الشافعي المتوفّي ٩١١هـ.

روى الحديث ونزول آيه( سَأَلَ سَائِلٌ ) في كتابه جواهر العقدين.

١٤ - أبو السعود العمادي:

المولى محمد بن محمد بن مصطفى الحنفي تولد ٨٩٨ المتوفي ٩٨٢، قال في تفسيره: ج ٨ ص ٢٩٢ أو ج ٩ ص ٢٩ ط دار الإحياء.

قيل هو (أي سائل العذاب) الحرث بن النعمان الفهري، وذلك أنّه لما بلغه قول رسول اللهعليه‌السلام في عليّرضي‌الله‌عنه :[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه...] قال: أللّهم إن كان ما يقوله محمّد حقّا فأمطر علينا حجارة من السماء فما لبث حتّى رماه الله تعالى بحجر فوقع على دماغة فخرج من أسفله فهلك من ساعته.

١٥ - الشربيني:

شمس الدين محمد بن أحمد الشربيني القاهري الشافعي المتوفّي ٩٧٧ قال في تفسيره السراج المنير: ج ٤ ص ٣٦٤.

اختلف في هذا الداعي فقال ابن عباس: هو النضر بن الحارث وقيل هو الحرث بن النعمان. وذلك أنّه لما بلغه قول النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم:[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ركب ناقته وجاء حتّى أناخ راحلته بالأبطح ثمّ قال: يا محمّد أمرتنا عن الله أن نشهد ألا إله إلّا الله وأنّك رسول الله فقبلناه منك، وأن نصلّي خمسا ونزكّي أموالنا فقبلناه منك، وأن نصوم شهر رمضان في كل عام فقبلناه منك، وأن نحج فقبلناه منك ثمّ لم ترضَ حتّى فضّلت ابن عمّك علينا، فهذا شيء منك أم من الله تعالى؟ فقال النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم:والّذي لا إله إلّا هو ما هو إلّا من الله]. فولّى الحرث وهو يقول: أللّهم إن كان ما يقوله محمّد حقّا فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم. فو الله ما وصل إلى ناقته حتّى رماه الله تعالى بحجر فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله فنزلت:( سَأَلَ سَائِلٌ ) الآيات.

٢٤٤

١٦ - جمال الدين الشيرازي:

جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الحسيني الشيرازي المتوفي سنة ١٠٠٠، قال في كتابه (الأربعين في مناقب أمير المؤمنين) جاء في الحديث الثالث عشر عن جعفر بن محمّد عن آبائه الكرام: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما كان بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا فأخذ بيد عليّ وقال:[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللّهم والِ من والاهُ وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحقّ معه حيث كان]، وفي رواية:[اللّهم أعنه وأعن به، وارحمه وأرحم به، وانصره وأنصر به] . فشاع ذلك وطار في البلاد فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ناقة له. وذكر إلى آخر الحديث الثعلبي. المذكور آنفا.

١٧ - الشيخ زين الدين المناوي:

زين الدين عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي الحدادي المناوي القاهري الشافعي المتوفّي ١٠٣١هـ. روى في كنوز الحقائق ص ١٤٧: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه. و: من كنت وليّه فعليٌّ وليّه و: عليٌّ مولى من كنت مولاه، وروى في كتابه فيض الغدير في شرح الجامع الصغير: ج ٦ ص ٢١٨ في شرح حديث الولاية وكذلك حديث نزول آية( سَأَلَ سَائِلٌ ) في واقعة الغدير.

١٨ - السيد العيدروس الحسيني اليمني:

هو الفقيه شيخ بن عبد الله،بن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس الحسيني اليمني تولد ٩٣٣ و المتوفي ١٠٤١.

ترجمه المحبي في الخلاصة: ج ٢ ص ٢٣٥، وأثنى عليه: بالأستاذ الكبير المحدّث الصوفي الفقيه، وأثنى عليه السيد محمود القادري المدني في كتابه (الصراط السوي) عند النقل عن تأليف -العيدروس- ذكر له كتاب (العقد النبوي والسرّ المصطفوي) بقوله: الشيخ الإمام والغوث الهمام بحر الحقائق والمعارف السيد السند والفرد الأمجد، ويقول عن تأليفه المذكور: العقد النبوي... وفيه ذكر نزول آية( سَأَلَ سَائِلٌ ) حول واقعة الغدير.

٢٤٥

١٩ - أحمد باكثير:

هو الشيخ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير المكّي الشافعي المتوفى ١٠٤٧.

ذكر المحبي في الخلاصة: ج ١ ص ٢٧١ وقال: من أدباء الحجاز وفضلائها المتمكنين، كان فاضلا أديبا، له مقدارٌ عليٌّ وفضلٌ جليٌّ وصاحب كتاب (حسن المآل في مناقب الآل) ويذكر في كتابه رواية أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وآله، رواية حديث الولاية.

وفي كتابه هذا يروي حديث الولاية في يوم الغدير، عن حذيفة بن أسيد وعامر بن ليلى بن ضمره.

وهو كذلك يروي حديث الولاية -يوم الغدير- عند مناشدة الامام عليّ بالرحبة، حيث أنّ أبا طريف عدي بن حاتم قد شهد للامام عليّ، بكتابه (وسيلة المآل في مناقب الآل) وأيضا له قصيدة يمدح فيها الشريف الحسني علي بن بركات -في الحجاز- يأتي عنه نزول آية( سَأَلَ سَائِلٌ ) حول واقعة الغدير.

٢٠ - الشيخ برهان الدين علي الحلبي الشافعي:

المتوفي ١٠٤٤هـ روى في السيرة الحلبيّة: ج ٣ ص ٣٠٢ وقال: لما شاع قوله صلى الله عليه (وآله) وسلم:[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه] . في سائر الأمصار وطار في جميع الأقطار بلغ الحرث بن النعمان الفهري فقدم المدينة فأناخ راحلته عند باب المسجد فدخل والنبي جالس وحوله أصحابه فجثا بين يديه ثمّ قال: يا محمّد! إلى آخر لفظ سبط ابن الجوزي المذكور آنفا فيمن روى حديث( سَأَلَ سَائِلٌ ) .

٢١ - السيد محمود بن محمد القادري المدني:

قال في تاليفه (الصراط السوي في مناقب النبي): قد مرّ مرارا قوله صلى الله عليه (وآله) وسلم:[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه... الحديث قالوا: وكان الحارث بن النعمان مسلما فلمّا سمع حديث:من كنت مولاه فعليٌّ مولاه] ، شكّ في نبوّة النبي ثمّ قال: أللّهم إن كان ما يقوله محمّد حقّا فأمطر علينا حجارة من السماء أو آتنا بعذاب أليم. ثمّ ذهب ليركب راحلته فما مشي نحو ثلاث خطوات حتّى رماه الله عزّ وجل بحجر فسقط على هامّته وخرج من دبره فقتله فأنزل الله تعالى:( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) . الآيات

٢٢ - النيسابوري:

قال في تفسيره غرائب القرآن: ج ٢٩ ص ٤٠، بهامش (جامع البيان للطبري): في من قرأ( سَأَلَ ) بالهمزة ففيه وجهان الأوّل عن ابن عباس أنّ النضر بن الحارث قال: أللّهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة فأنزل الله تعالى:( سَأَلَ سَائِلٌ ) أي: دعا داع، ولهذا عدي بالباء، يقال: دعاه بكذا إذا استدعاه وطلبه.

٢٤٦

وقال ابن الأنباري: الباء للتأكيد والتقدير: سأل سائل عذابا لا دافع له البتة: إمّا في الآخرة، وإمّا في الدنيا كيوم بدر.

وإلى ذلك أشار العوني بقوله:

يقول رسول الله هذا لأمّتي:

هو اليوم مولي ربّ ما قلت فأسمع

فقال جحود ذو شقاق منافق

ينادي رسول الله من قلب موجع:

أعن ربّنا هذا؟ أم أنت اخترعته؟

فقال: معاذ الله لست بمبدع

فقال عدو الله: لأ هم إن يكن

كما قال حقّا، بي عذابا فأوقع

فعوجل من أفق السماء بكفره

بجندلة فانكب ثاو بمصرع

٢٣ - الشوكاني:

القاضي محمد بن علي بن محمد الشوكاني الصنعاني تولد ١١٧٣ المتوفي ١٢٥٠، فقيه متضلّع مشارك في العلوم بارع في الفضائل. قال في تفسيره فتح الغدير: ج ٥ ص ٢٨٨-٢٩١ ط عالم الكتب بيروت: قال وهذا السائل هو النضر بن الحارث، حين قال: أللّهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، وهو ممن قتل يوم بدر صبرا(١) وقيل: أبو جهل، وقيل: هو الحارث بن النعمان الفهري والأوّل أولى. وقد أخرج الفريابي وعبد بن حميد، والنسائي، وابن أبي حاتم، والحاكم وصحّحه، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله:( سَأَلَ سَائِلٌ ) قال: هو النضر بن الحرث، قال: أللّهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء.

٢٤ - الطبرسي:

قال في تفسيره مجمع البيان: ج ٥ ص ٤٤٦ ط مؤسسة التاريخ العربي – بيروت.

حدّثنا أبو القاسم الحسكاني، قال: حدّثنا أبو عبد الله الشيرازي، قال: حدّثنا أبو بكر الجرجاني، حدّثنا أبو أحمد البصري قال: حدّثنا محمد بن سهل، قال: حدّثنا زيد بن إسماعيل مولى الأنصار قال: حدّثنا محمد بن أيّوب الواسطي، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن جعفر بن محمد الصادق، عن آبائهعليهم‌السلام : قال لما نصب رسول الله صلى الله عليه وآله عليّاعليه‌السلام يوم غدير خم، وقال:[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه] ، طار ذلك في البلاد، فقدم على النبي صلى الله عليه وآله النعمان بن الحرث الفهري، فقال: أمرتنا عن الله أن نشهد ألا إله إلّا الله وأنّك رسول الله، وأمرتنا بالجهاد والحج والصوم والصلاة والزكاة فقبلناها، ثمّ لم ترضَ حتّى نصبت هذا الغلام، فقلت:[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ، فهذا شيء منك أو أمر من عند الله؟ فقال صلى الله عليه وآله:

____________________

١- راجع الهامش ص ٢٦٨.

٢٤٧

والله الذي لا إله إلّا هو إنّ هذا من الله ]، فولّى النعمان بن الحرث وهو يقول: أللّهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فامطر علينا حجارة من السماء، فرماه الله بحجر من السماء على رأسه فقتله، وأنزل الله تعالى:( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) .

٢٥ - الشبلنجي:

السيد مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي الشافعي المدني مؤلف (نور الأبصار في مناقب آل النبي المختار) ولد سنة بضع و١٢٥٠ في قرية شبلنجا من قرى مصر.

قال في كتابه (نور الأبصار) ص ٨٧ نقل الإمام أبو إسحاق الثعلبي رحمه الله في تفسيره: أنَّ سفيان بن عيينة رحمه الله سئل عن قوله تعالى( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) فيمن نزلت؟ فقال للسائل لقد سألتني عن مسألة لم يسألني أحد قبلك، حدّثني أبي عن جعفر بن محمّد عن آبائه رضي الله عنهم: أنّ رسول الله لما كان بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد عليّرضي‌الله‌عنه وقال:[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه] ، فشاع ذلك وطار في البلاد، وبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله على ناقة له فأناخ راحلته ونزل عنها، وقال: يا محمّد أمرتنا أن نصلّي خمسا فقبلنا منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا، وأمرتنا أن نصوم رمضان فقبلنا، وأمرتنا بالحج فقبلنا ثمّ لم ترضَ بهذا حتّى رفعت بضبعي ابن عمّك تفضّله علينا، فقلت:[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه] ، فهذا شيء منك أو من الله عزّ وجل؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله:والذي لا إله إلّا هو، إنّ هذا من الله عزّ وجل] ، فولّى الحرث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: أللّهم إن كان ما يقول محمّد حقّا فامطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم، فما وصل إلى راحلته حتّى رماه الله عزّ وجل بحجر سقط على هامّته فخرج من دبره فقتله، فأنزل الله عزّ وجل:( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ) .

٢٦ - الحفني:

محمد بن سالم بن أحمد المصري الحفني شمس الدين الشافعي، نسبه إلى حفنة من أعمال بلبيس بمصر، المولود ١١٠١ والمتوفى ١١٨١.

صاحب (شرح الجامع الصغير) للسيوطي.

قال في شرح الجامع الصغير للسيوطي: ج ٢ ص ٣٨٧ في شرح قوله صلى الله عليه وآله:[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ، لما سمع ذلك بعض الصحابة قال: أما يكفي رسول أن نأتي بالشهادة وإقام الصّلاة وإيتاء الزكاة....الخ حتّى يرفع علينا ابن أبي طالب؟ فهل هذا من عندك أم من عند الله؟ فقال صلّى الله عليه (وآله) وسلم:والله الذي لا إله إلّا هو إنّه من عند الله] ، فهو دليل على عظم فضل عليّعليه‌السلام .

٢٤٨

٢٧ - الشيخ محمد صدر العالم سبط الشيخ أبي الرضا:

قال في كتابه (معارج العلى في مناقب المرتضى) أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال يوما:[اللّهم من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه فسمع ذلك واحد من الكفرة من جملة الخوارج فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا محمّد! هذا من عندك أو من عند الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله:هذا من عند الله] فخرج الكافر من المسجد وقال: إن كان ما يقوله حقّا فأنزل عليَّ حجراً من السماء، قال: فنزل حجر فرضخ رأسه.

٢٨ - شرف الدين الموسوي:

قال في كتابه المراجعات: ص ٤٢ المراجعة ١٢ط المجمع العالمي لأهل البيت: ألم تر كيف فعل ربّك يؤمئذ بمن جحد ولايتهم علانيّة وصادر بها رسول الله جهرة فقال: أللّهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فامطر علينا حجار من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فرماه الله بحجر من سجّيل كما فعل من قبل بأصحاب الفيل، وأنزل في تلك الحال:( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ) وسيُسْأَلُ الناس عن ولايتهم يوم يبعثون كما جاء في تفسير قوله تعالى:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) وهناك آخرين من المحدّثين والمفسِّرين قد رووا سبب نزول آية( سَأَلَ سَائِلٌ... )

٢٩ - الزمخشري:

في تفسيرة الكشّاف: ج ٤ ص ١٥٦.

٣٠ - الشيخ محمد محبوب العالم:

رواه في تفسير الشهير بـ (تفسير شاهي).

٣١ - أبو عبد الله الزرقاني المالكي:

المتوفي ١١٢٢ ذكرة في (شرح المواهب اللدنيّة: ج ٧ ص ١٣).

٣٢ - الشيخ أحمد بن عبد القادر الحفظي الشافعي:

ذكره في كتابه (ذخيرة المال في شرح عقد جواهر اللآل)

٣٣ - السيد محمد بن إسماعيل اليماني:

المتوفّي ١١٨٢، أورده في كتابه (الروضة النديّة في شرح التحفة العلويّة).

٣٤ - الشيخ محمد عبده المصري:

المتوفّي ١٣٢٣ ذكره في تفسيره (المنار).

٢٤٩

وممن ذكر الحادثة في شعره هو أبي محمد الغسّاني.

يقول رسول الله: هذا لأمّتي

هو اليوم مولي ربّ ما قلت فأسمع

فقال جحود ذو شقاق منافق

ينادي رسول الله من قلب موجع

أ عن ربّنا هذا؟ أم أنت اخترعته؟

فقال: معاذ الله لست بمبدع

فقال عدو الله: لأ هم إن يكن

كما قال حقّا بي عذابا فأوقع

فعوجل من أفق السماء بكفره

بجندلة فانكب ثاو بمصرع

وقال في أرجوزته:

وما جرى لحارث النعمان

في أمره من أوضح البرهان

على اختياره لأمر الأمّة

فمن هناك سائه وغمّه

حتّى أتى النبيّ بالمدينة

محبنطئا من شدّة الضغينة

وقال ما قال من المقال

فباء بالعذاب والنكال

وفي يوم الغدير قال حسّان بن ثابت شاعر النبي صلى الله عليه وآله: إئذن لي يا رسول الله أن أقول في عليٍّ أبياتا تسمعهنّ فقال صلى الله عليه وآله:[قل على بركة الله] ، فقام حسان فقال: يا معشر مشيخة قريش اتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية ثمّ قال:

يُناديهم يومَ الغدير نبيّهم

بخمّ وأسمع بالرسول مُناديا

يقول: فمن مولاكم ووليّكم؟

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا:

إلهك مولانا وأنت وليّنا

ولم تر منّا في الولاية عاصيا

فقال له: قم يا عليُّ! فإنّني

رضيتك من بعدي إماما وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليّه

فكونوا له أنصار صدق مواليا

هناك دعا: أللّهم وال وليّه

وكن للّذي عادا عليّا معاديا

٣٥ - القاضي أبي حنيفة النعمان بن محمد التميمي المغربي:

روى القاضي أبو حنيفة النعمان بن محمد التميمي المغربي/ القاهري في كتابه، شرح الأخبار في فضائل الائمّة الأطهار: ص ٢٤١ ط ٢. مؤسسة النشر الإسلامي قال:

وبآخر، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّدعليه‌السلام عن أبيه أنّه قال في قول الله عزّ وجل:( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ )

قال:[نزلت والله بمكّة للكافرين بولاية عليّ عليه‌السلام ] .

٢٥٠

٣٦ - محمود الآلوسي الحنفي:

روى محمود الآلوسي الحنفي، في تفسيره (روح المعاني) عند تفسيره لسورة المعارج، في قوله تعالى:

( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ) .

قال: وقيل هو الحرث بن النعمان الفهري، وذلك أنّه لما بلغه قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عليّرضي‌الله‌عنه :[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه]، قال: أللّهم إن كان ما يقول محمّد حقّا فأمطر علينا حجارة من السماء. فما لبث حتّى رماه الله بحجر فوقع على دماغه، فهلك من ساعته.

٣٧ - محمد بن محمد العمادي:

روى محمد بن محمد العمادي (أبو السعود) في تفسيره (إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم) ج ٤ ص ١٩٢ قال: هو الحرث بن النعمان الفهري، وذلك أنّه لما بلغه قول رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم، في عليّرضي‌الله‌عنه :[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه].

٣٨ - أبو حيّان الأندلسي:

روى أبو حيّان الأندلسي في تفسيره، البحر المحيط: ج ٨ ص ٣٣٢ قال الجمهور: نزلت في النضر بن الحرث حين قال: أللّهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك... فنزلت الآية.

وأورد أبو حيّان الأندلسي في تفسيره الآخر: (النهر الماد من البحر) هامش البحر المحيط، ص ٣٣١

فيما أورد نفس النص المذكور في تفسيره (البحر المحيط).

٣٩ - المولى حيدر علي بن محمد الشرواني:

وروى المولى حيدر علي بن محمد الشرواني في ما روته العامّة من مناقب آل البيتعليهم‌السلام : ص ١٢٣ مطبعة المنشورات الاسلاميّة قال: قال الثعلبي في تفسير سورة المعارج: وسئل سفيان بن عيينة عن قول الله:( سَأَلَ سَائِلٌ ) قال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني أحد قبلك.... إلخ وإلى تمام الرواية الّتي أوردها الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان الذي أوردناه آنفا.

٢٥١

٤٠ - السيد محمد حسين الطباطبائي:

وأورد السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ٢٩ ص ١١ ط مؤسسة مطبوعات إسماعيليان، قال: في المجمع، حدّثنا السيد أبو الحمد قال: حدّثنا الحاكم أبو القاسم الحسكاني وساق السيد عن جعفر بن محمّد الصادق عن آبائهعليهم‌السلام قال: لما نصب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليّا وقال:[من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ، طار ذلك في البلاد فقدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم النعمان بن الحارث الفهري، فقال: أمرتنا عن الله أن نشهد ألا إله إلّا الله وأنّك رسول الله وأمرتنا بالجهاد والحجّ والصوم والصّلاة والزكاة فقبلناها ثمّ لم ترض حتّى نصبت هذا الغلام فقلت:من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ، فهذا شيء منك أو أمر من عند الله؟ فقال:والله الذي لا إله إلّا هو، إنّ هذا من الله].

فولّى النعمان بن الحارث وهو يقول: أللّهم إن كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء، فرماه الله بحجر على رأسه فقتله وأنزل الله تعالى:( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) .

٢٥٢

سورة الجن

( وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً ) الجن: ١٧

روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢، ص ٤٤٩ ط ٣، طبعة مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة، قال في الحديث ١٠٤٥: فرات بن إبراهيم، قال: حدّثني جعفر بن محمد الفزاري، قال: حدّثني محمد بن أحمد المدائني، قال: حدّثني هارون بن مسلم عن الحسين بن علوان، عن علي بن غراب، عن الكلبي: عن أبي صالح: عن ابن عباس في قوله تعالى:( وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ ) قال:( ذِكْرِ رَبِّهِ ) ولاية عليّ بن أبي طالب عليه وعلى أولاده السلام.

٢٥٣

سورة المزمل

( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ) المزمل: ٢٠

روى الحافظ الحاكم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٤٥١ ط٣، طبعة مجمع إحياء الثقافة الاسلامية، في الحديث ١٠٤٦ قال: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ وهو بخطه عندي، أخبرنا علي بن عبد الرحمان السبيعي، حدّثنا الحسين بن الحكم الحبري، حدّثنا الحسن بن الحسين، حدّثنا عبيدة بن حميد، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عباس، في قوله تعالى:( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ) قال: عليّ وأبو ذر.

ورو ى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٤٥١ في الحديث ١٠٤٧ قال:

أخبرنا عقيل بن الحسين، حدّثنا علي بن الحسين، حدّثنا محمد بن عبيد الله، حدّثنا محمد بن مهدي السيرافي، حدّثنا أبي، حدّثنا محمد بن النضر قال: حدّثني أيّوب بن سليمان الحبطي، عن محمد بن مروان السدّي، عن قتادة، عن عطاء:

عن ابن عباس، قوله تعالى:( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ ) يا محمّد( تَقُومُ ) تصلّي( أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ) فأوّل من صلّى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليّ بن أبي طالب وأوّل من قام الليل معه، وأوّل من بايع معه، وأوّل من هاجر معه عليّ.

وأخرج الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره مجمع البيان: ج ٩ ص ٣٨١ ط٠ دار إحياء التراث العربي - بيروت قال: ثمّ خاطب سبحانه نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم، فقال:( إِنَّ رَبَّكَ ) يا محمّد( يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى ) أي أقرب وأقلّ( مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ ) أي أقلّ من نصفه وثلثه والهاء تعود إلى الليل أي نصف اللّيل وثلث اللّيل، والمعنى أنّك تقوم في بعض الليالي قريبا من الثلثين، وفي بعضها قريباً من نصف الليل، وقريبا من ثلثه، وقيل: إنّ الهاء تعود إلى الثلثين أي وأقرب من نصف الثلثين ومن ثلث الثلثين، وإذا نصبت فالمعنى تقوم نصف وثلثه( و ) تقوم( طَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ) على الايمان، وروى الحاكم أبو القاسم إبراهيم الحسكاني بإسناده عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله: وطائفة من الّذين معك قال: عليٌّ وأبو ذر.

٢٥٤

سورة المدّثر

( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أصحاب الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ ) المدثر: ٣٨ -٤٠

روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص٤٥٣ ط٣ مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة في الحديث ١٠٤٨ قال: أخبرنا عبد الرحمان بن الحسن الحافظ، حدّثنا محمد بن إبراهيم بن سلمة، حدّثنا مطيّن، حدّثنا أحمد بن صبيح الأسدي، أخبرنا عنبسة بن بجاد العابد، عن جابر: عن أبي جعفر في قول الله تعالى:( إِلَّا أصحاب الْيَمِينِ ) ، قال:[نحن وشيعتنا أصحاب اليمين]. و(رواه) السبيعي عن مطيّن بالإجازة.

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٤٥٣ في الحديث ١٠٤٩ قال: حدّثنا القاضي أبو بكر الحيري، أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر الهروي، حدّثنا أحمد بن نجدة بن العريان، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا عنبسة العابد، عن جابر: عن أبي جعفر في قوله:( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أصحاب الْيَمِينِ ) قال:[هم شيعتنا أهل البيت].

روى الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره مجمع البيان: ج ٢٩ ص ٣٩١ ط٠ دار إحياء التراث العربي- بيروت، قال: روى محمد بن الفضيل، عن أبي الفضل، عن أبي الحسنعليه‌السلام أنّه قال:[كلُّ من تقدّم إلى ولايتنا تأخرّ عن سقر، وكلُّ من تأخرّ عن ولايتنا، تقدّم إلى سقر].

وقال الباقرعليه‌السلام :[نحن وشيعتنا أصحاب اليمين].

٢٥٥

سورة القيامة

( فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى * وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) القيامة: ٣١ - ٣٢

روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج٢ ص ٤٥٥ ط٣، ط مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة في الحديث ١٠٥٠ قال: فرات بن إبراهيم الكوفي، حدّثنا جعفر بن محمد بن عتبة الجعفي، حدّثنا العلاء بن الحسن، حدّثنا حفص بن حفص الثغري، حدّثنا عبد الرزاق، عن سورة الأحول، عن عمّار بن ياسر، قال: كنت عند أبي ذر في مجلس لابن عباس وعليه فسطاط وهو يحدّث الناس، إذ قام أبوذر حتّى ضرب بيده إلى عمود الفسطاط، ثمّ قال: أيّها الناس، من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته باسمي، أنا جندب بن جنادة أبوذر الغفاري سألتكم بحقّ الله وحقّ رسوله أسمعتم رسول الله يقول:[ما أقلّت الغبراء ولا أظلّت الخضراء ذا لهجة أصدق من أبي ذرّ!؟ قالوا أللّهم نعم.

قال: أتعلمون أيّها الناس أنّ رسول الله جمعنا يوم غدير خمّ ألف وثلاثمئة رجل، وجمعنا يوم سمرات خمسمئة رجل، (وفي) كلّ ذلك يقول:اللّهم من كنت مولاه فانّ علياًّ مولاه. أللّهم وال من وآلاه وعاد من عاداه] فقام عمر فقال: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولا كلّ مؤمن ومؤمنة، فلمّا سمع ذلك معاوية بن أبي سفيان، اتكأ على المغيرة بن شعبة وقام وهو يقول: لا نقرّ لعليّ بولاية، ولا نصدّق محمّدا في مقاله فأنزل الله تعالى على نبيّه:( فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى * وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى * ثُمَّ ذَهَبَ إلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى * أولى لَكَ فَأَوْلَى * ثُمَّ أولى لَكَ فَأَوْلَى ) تهدّدا من الله تعالى وانتهاراً.؟ فقالوا أللّهم نعم.

وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٤٥٦ ط٣ مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، الحديث ١٠٥١ قال: فرات قال: حدّثني إسحاق بن محمد بن القاسم بن صالح بن خالد الهاشمي حدّثنا أبو بكر الرازي محمد بن يوسف بن يعقوب بن إبراهيم بن نبهان بن عاصم بن زيد بن طريف مولي عليّ بن أبي طالب، حدّثنا محمد بن عيسى الدامغاني(١) ، حدّثنا سلمة بن الفضل، عن أبي مريم، عن يونس بن خبّاب، عن عطيّة: عن حذيفة بن اليمان، قال:

____________________

١- وفي رواية: سألتكم بالله وبحقّ رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم

٢٥٦

كنت والله جالسا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قد نزل بنا غدير خمّ، وقد غصّ المجلس بالمهاجرين والأنصار، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على قدميه قال:[يا أيّها الناس إنّ الله أمرني بأمر فقال: ( يَا أيها الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) ، ثمَّ نادى عليَّ بن أبي طالب فأقامه عن يمينه، ثمّ قال:[يا أيها الناس ألم تعلموا أنّي أولى منكم بأنفسكم؟ ، قالوا: أللّهم بلى، قال:من كنت مولاه فعليٌّ مولاه أللّهم وآل من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله].

فقال حذيفة: فو الله لقد رأيت معاوية قام وتمطّى وخرج مغضبا واضع يمينه على عبد الله بن قيس الأشعري ويساره على المغيرة بن شعبة ثمَّ قام يمشي متمطّئا وهو يقول: لا نصدّق محمّدا على مقالته، ولا نقرّ لعليّ بولايته، فأنزل الله تعالى:( فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى * وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى * ثُمَّ ذَهَبَ إلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ) فهمّ به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يردّه فيقتله، فقال له جبرئيل: لا تحرّك به لسانك لتعجل به، فسكت عنه.

٢٥٧

سورة الانسان

( إِنَّ الْأَبْرَ‌ارَ‌ يَشْرَ‌بُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورً‌ا ﴿٥﴾ عَيْنًا يَشْرَ‌بُ بِهَا عِبَادُ اللَّـهِ يُفَجِّرُ‌ونَهَا تَفْجِيرً‌ا ﴿٦﴾ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ‌ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّ‌هُ مُسْتَطِيرً‌ا ﴿٧﴾ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرً‌ا ﴿٨﴾ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّـهِ لَا نُرِ‌يدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورً‌ا ﴿٩﴾ إِنَّا نَخَافُ مِن رَّ‌بِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِ‌يرً‌ا ﴿١٠﴾ فَوَقَاهُمُ اللَّـهُ شَرَّ‌ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَ‌ةً وَسُرُ‌ورً‌ا ﴿١١﴾ وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُ‌وا جَنَّةً وَحَرِ‌يرً‌ا ﴿١٢﴾ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَ‌ائِكِ لَا يَرَ‌وْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِ‌يرً‌ا ﴿١٣﴾ وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا ﴿١٤﴾ وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِ‌يرَ‌ا ﴿١٥﴾ قَوَارِ‌يرَ‌ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُ‌وهَا تَقْدِيرً‌ا ﴿١٦﴾ وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا ﴿١٧﴾ عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا ﴿١٨﴾ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَ‌أَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورً‌ا ﴿١٩﴾ وَإِذَا رَ‌أَيْتَ ثَمَّ رَ‌أَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرً‌ا ﴿٢٠﴾ عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ‌ وَإِسْتَبْرَ‌قٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ‌ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَ‌بُّهُمْ شَرَ‌ابًا طَهُورً‌ا ﴿٢١﴾ إِنَّ هَـٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورً‌ا ) الانسان: ٥ - ٢٢

هذه الآيات الكريمة نزلت في أهل البيتعليهم‌السلام ، وقد رواها كثير من الأعلام الرواة وفي مصادر عديدة، نورد بعضا منها فيما يلي، ونبتدأ في الاحتجاج الذي قام به المأمون الخليفة العباسي، إبن هارون الرشيد، كما ورد في العقد الفريد: ج ٣ ص ٤٢ - ٤٧ لشهاب الدين ابن عبد ربه الأندلسي المالكي، ت ٣٢٨ حيث جرى احتاج المامون على أربعين فقيهاً ومن ضمن الاحتجاج فيما نزلت الآيات من سورة الإنسان، قال المأمون: يا إسحاق هل تقرأ القرآن ؟، قلت: نعم. قال: إقرأ عليَّ:( هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً ) فقرأت منها حتّى بلغت( يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً ) إلى قوله:( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ) قال: على رسلك فيمن أنزلت هذه الآيات؟ قلت في عليّ قال: فهل بلغك أنّ عليّا حين أطعم المسكين واليتيم والأسير، قال:( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ ) ؟، وهل سمعت الله وصف في كتابه أحدا بمثل ما وصف به عليّا؟، قلت: لا. قال: صدقت لأنّ الله جلّ ثناؤه عرف سيرته يا إسحاق: ألست تشهد أنّ العشرة في الجنّة؟ قلت: بلى يا أمير المؤمنين، قال: أرأيت لو أنّ رجلا، قال: والله ما أدري هذا الحديث صحيح أم لا، ولا أدري إن كان رسول الله قاله أم لم يقله، أكان عندك كافرا؟ قلت: أعوذ بالله قال: أرايت لو أنّه قال: ما أدري هذه السورة من كتاب الله أم لا كان كافرا؟، قلت: نعم قال: يا إسحاق أرى بينهما فرقا.

٢٥٨

روى عزّ الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري في كتابه أُسد الغابة: ج ٥ ص ٥٣٠ قال: عن ابن عباس، قال: مرض الحسن والحسين (عليهما السلام) فعادهما جدّهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعادهما عامّة العرب، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على وُلدك نذرا، فقال عليّعليه‌السلام :[إن برئا ممّا بهما صمت لله عزّ وجل ثلاثة أيام شكراً، وقالت فاطمة عليها السلام كذلك] ، وقالت جارية -يقال لها فضّة النوبيّة- إن برئا سيداي صمت لله عزّ وجل شكراً.

فألبس الغلامان العافية وليس عند آل محمّد لا قليلٌ ولا كثير، فانطلق عليّعليه‌السلام إلى (شمعون الخيبري) فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير فجاء بها فوضعها، فقامت فاطمة عليها السلام إلى صاع فطحنته وأختبزته، وصلى عليّعليه‌السلام مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ أتى إلى المنزل فوضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمّد، مسكين من أولاد المسلمين أطعموني أطعمكم الله عزّ وجل على موائد الجنّة، فسمعه عليّعليه‌السلام فأمرهم فأعطوه الطعام فمكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلّا الماء، فلمّا كان اليوم الثاني قامت فاطمة عليها السلام إلى صاع فطحنته واختبزته وصلّى عليّعليه‌السلام مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثمّ أتى إلى المنزل ووضع الطعام بين يديه، إذا أتاهم يتيم فوقف بالباب وقال: السلام عليكم أهل بيت محمّد يتيم بالباب من أولاد المهاجرين استشهد والدي أطعموني، فأعطوه الطعام فمكثوا يومين لم يذوقوا إلّا الماء. فلمّا كان اليوم الثالث قامت فاطمة عليها السلام إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته، فصلّى عليّعليه‌السلام مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ووضع الطعام بين يديه إذا أسير أتاهم فوقف بالباب، وقال: السلام عليكم أهل بيت النبوّة، تأسروننا وتشدّوننا ولا تطعموننا، أطعموني فإنّي أسير، فاعطوه الطعام فمكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا إلّا الماء فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرأى ما بهم من الجوع. فأنزل الله تعالى:( هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ -إلى قوله-لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً ) .

٢٥٩

روى الحافظ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب: ص ٣٤٥ ط٣، مطبعة فارابي بإسناده، عن محمد بن كثير الكوفي، عن الأصبغ بن نُباتة قال: مرض الحسن والحسين، فعادهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر وعمر فقال عمر لعليّعليه‌السلام : يا أبا الحسن انذروا إن عافى الله تعالى ولديك أن تحدث لله شكراً، فقال عليّعليه‌السلام :[إن عافا الله عزّ وجل ولدي صمت لله ثلاثة أيام شكراً فقالت فاطمةعليه‌السلام مثل ذلك، فقالت جارية لهم: مثل ذلك فأصبحوا وقد مسح الله ما بالغلامين وهم صيام وليس عندهم قليل ولا كثير، فانطلق عليّعليه‌السلام إلى رجل من اليهود ويقال له جار بن الشمر اليهودي، فقال له عليعليه‌السلام :أسلفني ثلاثة أصوع من شعير وأعطني جزّة من الصوف تغزلها لك بنت محمّد ، قال: فأعطاه فاحتمله عليّعليه‌السلام تحت ثوبه ودخل على فاطمة عليها السلام وقال:يا بنت محمّد دونك واغزلي هذا، وقامت الجارية إلى صاع من شعير فطحنته وعجنته، فخبزت منه خمسة أقراص وصلّى المغرب مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورجع ليفطر، فوضع الطعام بين يديه وقعدوا ليفطروا، فإذا مسكين بالباب يقول: يا أهل بيت محمّد مسكين من مساكين المسلمين على بابكم، أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنّة، فرفع عليّعليه‌السلام يده ورفعت فاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام أيديهم وأنشأ يقول:

فاطمُ ذاتَ الدينِ واليقينْ

ألم ترين البائس المسكينْ

قد جاء للباب له حنين

يشكو إلى الله ويستكين

كل امريء بكسبه رهين

قد حرّم الخُلد على الضَنين

يهوى إلى النّار إلى سجّين

فأجابته فاطمة عليها السلام:

أمرك يا بن العمّ سمعاً طاعة

ما بيَ من لؤم ولا وضاعة

أرجو إن أطعمت من المجاعة

أن ألحق الأخيار والجماعة

فحمل الطعام ودفع إلى المسكين وباتوا جياعاً، وأصبحوا صياما فقامت الجارية إلى الصاع الثاني فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص وصلّى عليٌّعليه‌السلام المغرب مع النبي صلى الله عليه وآله وجاء ليفطر، ووضع الطعام بين يديه فإذا بيتيم بالباب يقول: يا أهل بيت محمّد يتيم على بابكم فاطعموني أطعمكم الله على موائد الجنّة، فرفع عليٌّعليه‌السلام يده ورفع القوم أيديهم، وأنشأ عليٌّعليه‌السلام يقول:

فاطم بنت السيّد الكريم

قد جاءنا الله بذي اليتيم

من يرحم اليوم فهو رحيم

قد حرّم الخُلد على اللئيم

ويدخل النّار وهو مقيم

وصاحب البخل يري ذميم

٢٦٠