النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٥

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين0%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 348

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد فخر الدين
تصنيف: الصفحات: 348
المشاهدات: 45817
تحميل: 5032


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 348 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 45817 / تحميل: 5032
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء 5

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وروى الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ١١٢١ ط ٣ في الحديث ١١٢٣، قال: وقال محمّد بن جرير الطبري في تفسيره: حدّثني عبّاد بن يعقوب حدّثنا الحكم بن ظهير الطبري عن السدّي: عن ابن عبّاس، في قوله:( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) ، قال: رضاء محمّد صلى الله عليه (وآله) وسلّم أن لا يدخل أحد من أهل بيته النّار.

روى أحمد بن مروان الدينوري المالكي في كتاب المجالسة: ج ٢٥ ص ٥٠٢ قال: حدّثنا محمد بن علي بن حمزة العلوي،حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن عمر بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب، حدّثنا الحسين بن زيد بن عليّ بن أبي طالب، قال: سمعت جعفر بن محمّد (ع) يقول: [أرجى آيه في كتاب عزّ وجل (قوله تعالى): ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) فلم يكن مرضيّ محمّد صلى الله عليه (وآله) وسلم أن يدخل أحداً من أهل بيته النّار].

روى العلّامة الكشفي المير محمد صالح الترمذي الحنفيّ في المناقب الباب الأوّل، قال: عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال:[وعدني ربّي أن لا يعذّب في القيامة من أقرَّ بالتوحيد وبنبوّتي، وبولاية عليّ وفاطمة والحسن والحسين وأهل بيتي].

روى الشيخ سليمان بن الشيخ إبراهيم القندوزي الحنفيّ في كتابه ينابيع المودّة: في ص ٢٨٦ - ٣٢٠ - ٣٦٠، بإسناده بالرواية، عن ابن عبّاس، قال: عن ابن عبّاس قال: رضاء محمّد صلى الله عليه وآله وسلم أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار.

روى أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الدين الحموئي الشافعي في كتابه (فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين) قال: أخبرني أحمد بن إبراهيم عن عبد الرحمان بن عبد السميع إجازة عن شاذان (بن جبرئيل) القمّي قراءة عليه عن محمد بن عبد العزيز، عن محمد بن أحمد بن علي، قال:أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد، قال: حدّثنا أبو نعيم، قال:حدّثنا أبو بكر ابن البراء، قال:حدّثنا محمد بن أحمد الكاتب، قال حدّثنا عيسى بن مهران قال:حدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا الحكم بن ظهير: عن أبي الزناد، عن زيد بن عليّ في قوله عزّ وجلّ:( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) فقال: إنّ من رضا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يدخل أهل بيته وذريّته الجنّة.

روى جلال الدين السيوطي في تفسيره الدرّ المنثور: ج ٦ ص ٣٦١ قال: وأخرج ابن أبي شيبة، عن ابن مسعودرضي‌الله‌عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلّم:[إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، ثمّ تلا قوله( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) ].

٣٠١

وأيضاً روى السيوطي في (مالك الحنفاء) ص ١٣ طبعة حيدر آباد الهند : رأى النبيّ صلى الله عليه وآله فاطمة وعليها كساءً من أوبار الابل وهي تطحن فبكى، وقال:[يا فاطمة إصبري على مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غداً، ونزلت: ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) ].

وبروايته عن عبد الله بن عباس، في قوله تعالى:( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) قال: ومن رضا محمّد صلى الله عليه (وآله) وسلم: أن لا يدخل أحداً من أهل بيته النار.

وروى السيوطي في كتاب جمع الجوامع: ج ٢ ص ٣٣١ في مسند جابر، قال: وعن ابن لال، وابن مردويه وابن النجّار، والديلمي، عن جابر (قال:) دخل رسول الله صلى الله عليه وآله على فاطمة وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من حملة الإبل، فلمّا نظر إليها قال:[يا فاطمة تعجلي فتجرعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غداً فأنزل الله( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) ].

روى الحافظ شهاب الدين أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيثمي السعدي الشافعي في كتابه الصواعق المحرقة: ص ٩٥ في ذيل الآية، قال: نقل القرطبي عن ابن عباس، أنّه قال: رض ا محمّد صلى الله عليه وآله، ألا يدخل أحد من أهل بيته النار، وجاء في الصواعق المحرقة، ص ١٥٨ قال: وأخرج تمام، والبزاز، والطبراني، وأبو نعيم أنّه صلى الله عليه وآله قال:[فاطمة أحصن فرجها، فحرّم الله ذرّيتها على النار]، (وفي رواية):[فحرّمها الله وذرّيتها عن النار].

وقال أيضاً: وأخرج الحافظ أبو القاسم الدمشقي أنّه صلى الله عليه وآله قال:[يا فاطمة لِمَ سُمّيتِ فاطمة؟ وقال عليٌّ:لِمَ سُمّيتْ فاطمة يا رسول الله؟ قال:إنّ الله قد فَطَمَها وذريَّتها من النار].

وقال أخرج النسائي: (قوله صلى الله عليه وآله ):[إنَّ ابنتي فاطمة حوراء آدميّة، لم تحض ولم تطمث، إنّما سمّاها فاطمة لأنّ الله فطمها ومحبيّها على النار].

وأخرج أنّه صلى الله عليه وآله وسلم ، قال لها:[إنّ الله غير معذبّك ولا أحد من ولدك].

روى محمد بن سليمان الكوفي الصنعاني اليماني في كتابه مناقب عليّعليه‌السلام : الورق ٣٥/ب قال: قال أبو أحمد: حدّثنا محمد بن إسحاق، قال: وحدّثني محمد بن الصباح الدولابي، قال: حدّثنا الحكم بن ظهير: عن السدّي في قوله:( وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً ) ، قال: المودّة في آل الرسول، وفي قوله:( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) ، قال: يدخل أهل بيته الجنّة.

٣٠٢

روى الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد، الحاكم النيسابوي في المستدرك على الصححين: ج ٣ ص ١٥٠ قال: عن عمر بن سعد الأبح: عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:[وعدني ربِّي في أهل بيتي من أقرّ منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ ألا يعذّبهم] قال عمر بن سعد الأبح: ومات سعيد ابن أبي عروبة يوم الخميس، وكان حدّث بهذا الحديث يوم الجمعة، مات بعد سبعة أيام في المسجد. فقال قوم: لا جزاك الله خيراً صاحب رفض وبلاء، وقال قوم: جزاك الله خيراً صاحب سنّة وجماعة، أدّيت ما سمعت. قال الحكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

روى الحافظ عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير الشافعي، الدمشقي في تفسيره: ج ٤ ص ٥٥٨ - ٥٥٩ ط دار المعرفة، قال: قال السديّ عن ابن عبّاس: من رضا محمّد ألا يدخل أحد من أهل بيته النار، رواه ابن جرير، وابن حاتم، وقال الحسن: يعني بذلك الشفاعة. وهكذا قال أبو جعفر الباقرعليه‌السلام . وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا معاوية بن هشام، عن علي بن صالح، عن يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم، عن علقمة عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:[إنّا أهل البيت لنا الآخرة على الدنيا، ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) ] .

روى الحافظ علي بن الحسن بن هبة الله الشهير بابن عساكر الشافعي، الدمشقي في كتابه تاريخ دمشق: ج ١٩ ص ١٣٥ وفي ط بيروت ج ١٩ ص ٤٦٠.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي، أنبأنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الإصبهاني، أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سليم بن البراء بن سبرة بن سنان الجعابي الحافظ، أنبأنا محمد بن أحمد الكاتب، أنبأنا عيسى بن مهران بن عمر، أنبأنا حفص بن عمر، أنبأنا الحكم بن ظهير، عن أبي الزناد - يعني موج بن علي الكوفي - عن زيد بن عليّ في قوله:( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) قال: إنّ من رضا رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلّم أن يدخل أهل بيته الجنّة.

للملاحظه: يرى المرء الناظر للحقيقة، كيف أنّ ابن عساكر بتر ذيل الحديث:[وذرّيته الجنّة]. وهذا دَيْدَن كل من يستكثر على أهل البيت، حتّى ولو كان الحديث نبويّاً.

وأورد الشوكاني، في تفسيره: فتح القدير، قال: وأخرج البيهقي في شعب الإيمان: عن ابن عباس، في قوله تعالى:( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) ، قال: رضاه أن يدخل أُمّته كلّهم الجنّة.

روى الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره مجمع البيان: ج ٣٠ ص ٥٠٥ طبعة دار إحياء التراث العربي -بيروت -، قال:( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) معناه وسيعطيك ربّك في الآخرة من الشفاعة والحوض وسائر أنواع الكرامة فيك وفي أمّتك ما ترضى به.

٣٠٣

وروى حرث بن شريح عن محمد بن علي ابن الحنفيّة أنّه قال: يا أهل العراق تزعمون أَنَّ أرجى آية في كتاب الله عزّ وجل،( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ ) الآية وإنّا أهل البيتعليه‌السلام نقول: أرجى آية في كتاب الله( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) وهي والله الشفاعة ليعطينها في أهل لا إله إلّا الله حتّى يقول ربِّ رضيت، وعن الصادقعليه‌السلام قال:[دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمعلى فاطمة عليها السلام، وعليها كساء من ثلّة الإبل، وهي تطحن بيدها وترضع ولدها فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلملما أبصرها فقال: يا بنتاه تعجلي حرارة الدنيا بحلاوة الآخرة، فقد أنزل الله عليَّ: ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) ] . وقال زيد بن عليّ: إنّ رضا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يدخل أهل بيته الجنّة، وقال الصادقعليه‌السلام :[رضا جدّي أن لا يبقى في النار موحد، ثمَّ عدَّد سبحانه عليه نعمه في دار الدنيا، فقال: ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى ) ] .

وأورد المتّقي الهندي في كنز العمّال: ج ٦ ص ٢١٥ قال: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :[سألت ربّي أن لا يدخل أحداً من أهل بيتي النار، فأعطانيها] ، قال:أخرجه أبو القاسم بن بشران في أماليه، وأخرجه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى: ص ١٩ وقال: أخرجه أبو سعيد، والملّا في سيرته، والمناوي أيضا في فيض القدير: ج ٤ ص ٧٧ في المتن، وذكر في الشرح: أنّه أخرجه أبو القاسم بن بشران في أماليه، عن عمران بن حصين، أبو سعيد في :شرف النبوّة وهو عند الديلمي وولده بلا سند، قال: وهذا يوافق ما أخرجه ابن ابى حاتم عن ابن عبّاس في قوله تعالى:( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) قال: من رضى محمّد صلى الله عليه وآله: أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار.

روى السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ٣ ص ٣١٢ طبعة ٥ إسماعيليان، قال: وفي الدرّ المنثور: في قوله تعالى:( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) أخرج بن أبي شيبة، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:[إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) ] .

وفيه، أخرج العسكري في المواعظ، وابن لال، وابن النجار، عن جابر بن عبد الله قال: دخل رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلّم، على فاطمة وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من حلة الإبل، فلمّا نظر إليها قال:[يا فاطمة تعجّلي فتجرّعي حرارة الدنيا لنعيم الآخرة غداً، فأنزل الله: ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) ].

٣٠٤

وقال الطباطبائي وفيه أخرج ابن المنذر، وابن مردويه، وأبو نعيم في الحلية: من طريق حرب بن شريح، قال: قلت لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين: أرأيت هذه الشفاعة الّتي يتحدّث بها أهل العراق أحقّ هي؟ قال:[إي والله حدّثني عمّي محمد بن الحنفيّة عن عليّ أنّ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلّم، قال:أشفع لأمّتي حتّى ينادي ربّي: أرضيت يا محمّد؟ فأقول: نعم يا ربِّ رضيت، ثمّ أقبل عليّ:إنّكم تقولون يا معشر أهل العراق: إنّ أرجى آية في كتاب الله ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ) قلت: إنّا لنقول ذلك، قال:فكلّنا أهل البيت نقول: إنّ أرجى آية في كتاب الله: ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) الشفاعة].

روى السيد مرتضى الحسيني الفيروز آبادي في كتابه فضائل الخمسة: ج٢ ص ٦٦ قال:ما رواه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى: ص ٢٠، قال: وعن عليّعليه‌السلام ، قال:[سمعت رسول الله صلى الله عليه وآلهيقول: أللّهم إنّهم عترة رسولك، فهب مسيئهم لمحسنهم وهبهم لي ،قال: ففعل وهو فاعل، قال :قلت: ما فعل؟قال: فعله بكم ويفعله بمن بعدكم]. أخرجه الملاّ : يعني في سيرته.

وفي كنوز الحقائق: للمناوي، ص ٢٤ قوله صلى الله عليه وآله ، ولفظه:[اللّهم إليك لا إلى النار، أنا وأهل بيتي].

وروى الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تفسيره جامع البيان في تأويل القرآن: ج ٣ ص ١٤٩، قال: وقد اخلتف أهل العلم في الّذي وعده من العطاء، فقال بعضهم: هو ما حدّثني بن موسى به سهل الرّملي، قال: ثنا عمرو بن هاشم، قال: سمعت الأوزاعي يحدّث عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي، عن عليّ بن عبد الله بن عبّاس، عن أبيه قال: عرض على رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلّم ما هو مفتوح على أمّته من بعده كفراً كفراً، فسرّ بذلك، فأنزل الله:( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) ، فأعطاه في الجنّة ألف قصر ، في كلّ قصر ما ينبغي من الأزواج والخدم.

وقال آخرون في ذلك ما حدّثني به عبّاد بن يعقوب، قال: ثنا الحكم بن ظهير، عن السدّي، عن ابن عبّاس في قوله:( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) قال: من رضا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم : أن لا يدخل أحد من أهل بيته النّار.

روى النبهاني في كتابه الشرف المؤبّد لآل محمّد: ص ٤٤ طبعة الحلبي وأولاده. قال: في قوله تعالى:( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) : نقل القرطبي عن ابن عبّاس في تفسير هذه الآية، أنّه قال: رضا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم : أن لا يدخل من أهله بيته النّار، وأدّلة ذلك من السنّة كثيرةٌ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :[إنَّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّمها الله وذريّتها على النار] : قال الحاكم: حديثٌ صحيح.

٣٠٥

وعن عمران بن الحصينرضي‌الله‌عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :[سألت ربّي أن لا يدخل النار أحداً من أهل بيتي فأعطانيها].

وقال النبهاني في كتابه الشرف المؤبّد: ص ٧٩ : وقال صلى الله عليه (وآله) وسلم:[أوّل من أشفع له يوم القيامة من أُمّتي أهل بيتي، ثمَّ الأقرب فالأقرب من قريش،ثمّ الأنصار، ثمّ مَنْ آمن بي واتّبعني من أهل اليمن، ثمّ من سائر العرب ثمّ الأعاجم، ومن أشفع له أوّلاً أفضل].

روى النيسابوري في تفسيره غرائب القرآن، بهامش جامع البيان: ج ٣٠ ص ١٠٩ قال: في قوله تعالى:( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) : فلعلّه حين بيّنَ أنّ الآخرة خيرٌ له، عقّبه ببيان تلك الخيريّة، وهي رتبة الشفاعة.

يروى عن عليٍّرضي‌الله‌عنه ، أنّه قال: صلى الله عليه وآله وسلم :[إذن لا أرضى وواحدٌ من أُمتي في النار].

وعن جعفر الصادقرضي‌الله‌عنه أنّه قال:[رضا جدّي صلى الله عليه وآله وسلمأن لا يدخل النّار موحّدٌ].

روى محمد بن علي الشوكاني، اليماني في تفسيره فتح القدير: ج ٥ ص ٤٥٩ قال: أخرج البيهقي في الشّعب، عن ابن عبّاس في قوله:( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) . قال: رضاه أن يُدخِل أُمّته كلّهم الجنّة.

٣٠٦

وأخرج ابن جرير عنه أيضا في الآية، قال: من رضا محمّد أن لا يدخل أحد من أهل بيته الناّر.

وأخرج الخطيب في التلخيص من وجه آخر عنه أيضا في الآية، قال: لا يرضى محمّدٌ وأمّته في النّار، ويدلّ على هذا ما أخرجه مسلمٌ عن ابن عمرو: أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلا قول الله في إبراهيم:( فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ) (١) وقول عيسى:( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ) الآية، فرفع صلى الله عليه وآله وسلم وقال:[اللّهم أُمتي أُمتي وبكى فقال الله:يا جبرئيل إذهب إلى محمّد فقل له: (إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُكَ)].

وأخرج ابن المنذر، وابن مردويه، وأبو نعيم في الحلية، من طريق حرب بن شريح، قال: قلت لأبي جعفر محمّد بن عليّ الحسينعليهم‌السلام : أرأيت هذه الشفاعة الّتي يتحدّث بها أهل العراق أحقٌّ هي؟ قال:

[إي والله، حدّثني محمد بن الحنفيّة بن عليّ، أنّ رسول الله قال :أشفع لأٌمتي حتّى يناديني ربّي رضيت يا محمّد؟ فأقول: نعم يا ربِّ رضيت ثمّ أقبل عليَّ فقال:إنّكم تقولون يا معشر أهل العراق :إنَّ أرجى آية في كتاب الله: ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ) قلت: إنّا لنقول ذلك، قال:فكلّنا أهل البيت نقول إنَّ أرجى آية في كتاب الله :( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) وهي الشفاعة] .

____________________

١- سورة إبراهيم: الآية ٣٦.

٣٠٧

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :[إنّا أهل البيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، ولسوف يعطيك ربّك فترضى] وأخرج العسكري في المواعظ وابن مردويه، وابن النجّار عن جابر بن عبد الله، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على فاطمة، وهي تطحن بالرحى، وعليها كساءً من جلد الإبل، فلمّا نظر إليها، قال:[يا فاطمة تعجّلي مرارة الدنيا بنعيم الآخرة] فأنزل الله:( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) .

( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) الضحى: ١١

روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني، في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٢٣ ط ٣ طبعة مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة، الحديث ١١٢٤ قال: حدّثني أبو بكر النجّار، عن أبي القاسم عبد الرحمان بن محمد الحسني، أخبرنا فرات بن إبراهيم (الكوفي)، قال:حدّثني عبيد بن كثير، حدّثنا محمد بن راشد، حدّثنا عيسى بن عبد الله بن عمر بن عليّ (بن أبي طالب)، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّعليه‌السلام ، قال:[خُلقت الأرض لسبعة...] الحديث.

روى الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٢٣ ط ٣، في الحديث ١١٢٥، فرات قال: حدّثني عبيد بن كثير، حدّثنا محمد بن راشد، حدّثنا عيسى بن عبد الله عن أبيه، عن جدّه عمر، عن عليّ بن أبي طالب، قال:[خلقت الأرض لسبعة بهم يرزقون وبهم ينصرون وبهم يمطرون، عبد الله بن مسعود، وأبو ذر وعمّار وسلمان والمقداد وحذيفة وأنا إمامهم السابع، قال الله: ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) .]

روى الشيخ الصدوق، محمد بن علي بن الحسين في كتاب الخصال: ص ٣٦٠ في الحديث ٥٠ قال:

حدّثنا محمّد بن عمر البغدادي الحافظ، قال: حدّثني أحمد بن الحسن بن عبد الكريم أبو عبد الله، قال حدّثني عتّاب -يعني ابن صهيب - قال: حدّثنا عيسى بن عبد الله العمري، قال: حدّثني أبي، عن أبيه عن جدّه، عن عليّعليه‌السلام قال:[خلقت الأرض لسبعة بهم يرزقون وبهم ينصرون وبهم يمطرون، عبد الله بن مسعود، وأبو ذر وعمّار وسلمان والمقداد وحذيفة وأنا إمامهم السابع، قال الله: ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) ].

روى الشيخ المفيد و محمد بن أحمد بن محمد في كتابه الإختصاص: ص ٥ قال: حدّثنا جعفر بن الحسين المؤمن رحمه الله، عن محمد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضّال: عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام - عن أبيه عن جدّه - قال: قال أمير المؤمنين[خلقت الأرض لسبعة بهم يرزقون وبهم ينصرون وبهم يمطرون، عبد الله بن مسعود، وأبو ذر وعمّار وسلمان والمقداد وحذيفة وأنا إمامهم السابع، قال الله: ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) ] .

٣٠٨

سورة الشَرحْ

( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ ) الشرح: ٧

روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٢٥ ط ٣، طبعة مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة، في الحديث ١١٢٦ قال: حدّثني علي بن موسى بن إسحاق، عن محمد بن مسعود بن محمد (العيّاشي): حدّثنا جعفر بن أحمد، قال: حدّثني حمدان والعمركي، عن العبيدي، عن يونس، عن زرعة، عن سماعة، عن أبي بصير: عن أبي عبد الله (في قوله تعالة):( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ ) قال:[يعني (انصب) عليّاً للولاية].

وقال الحسكاني في الحديث ١١٢٧ من الشواهد ص ٥٢٦ : وبه عن يونس عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله في قوله تعالى( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ ) يعني[عليّاً للولاية].

وأيضاً قال الحسكاني في الشواهد: ج ٢ ص ٥٢٦ في الحديث ١١٢٨ (العيّاشي) حدّثنا جبرئيل بن أحمد، قال: حدّثني الحسن بن خرزاد، قال: حدّثني غير واحد عن أبي عبد الله (في قوله تعالى):( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ ) قال: (يعني)[فاذا فرغت فانصب عليّاً للنّاس].

وقال الحسكاني في الشواهد: ج ٢ ص ٥٢٦ في الحديث ١١٢٩ (العّياشي): حدّثنا علي بن محمد، قال: حدّثني محمد بن أحمد (بن يحيى) عن العبّاس، عن عبد الرحمان بن حمّاد، عن الفضل، عن أبي عبد الله في قوله تعالى:( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ ) يعني[انصب عليّاً للولاية].

٣٠٩

سورة التين

( بِّسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ )

( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ) .

روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٣٨ ط ٣، طبعة مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة في الحديث ١١٣١ قال فرات، قال: حدّثني جعفر بن محمد الفزاري، قال:حدّثني أحمد بن الحسين الهاشمي، عن محمد بن حاتم، عن محمد بن الفضيل بن يسار، قال: سألت أبا الحسن (موسى بن حعفرعليه‌السلام ) عن قول الله تعالى:( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) قال:[ ( التِّينِ ) ، الحسن، ( وَالزَّيْتُونِ ) الحسين، ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال: إنّما هو طور سيناء، وذلك أمير المؤمنين، ( وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) ، قال: ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ثمّ سكت ساعة، ثمّ قال:لم لا تستوفي مسألتك إلى آخر السورة ، قلت: بأبي أنت وأُمي، قوله:( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) قال:ذلك أمير المؤمنين وشيعتهم كلّهم .] ( فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) .

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٢٩ ط ٣، في الحديث ١١٣٢ قال (فرات): حدّثني جعفر بن محمد بن مروان، قال: حدّثني أبي حدّثنا عمر بن الوليد، حدّثنا محمد بن الفضيل الصيرفي، قال: سألت موسى بن جعفر أبا الحسن، عن قول الله تعالى:( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) ، قال:[التين: الحسن، والزيتون: الحسين.

فقلت له:( وَطُورِ سِينِينَ ) ؟ قال:إنّما هو طور سيناء . قلت: فما يعني بقوله: طور سيناء؟ قال:ذاك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، قال: قلت:( وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) ؟ قال: (ذاك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(١) ، ومن سبلنا، أمَّن الله به الخلق في سبيلهم، ومن النّار إذا أطاعوه).

(قلت قوله):( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ، قال:ذاك أمير المؤمنين عليّ وشيعته .( فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) ، قال قوله:( فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ) قال:معاذ الله، لا والله ما هكذا قال تبارك وتعالى، ولا كذا أُنزلت، إنّما قال: فمن يُكذّبك بعدُ بالدِّين. أليس الله بأحكم الحاكمين] (هذا) آخر حديث جعفر بن (محمد بن) مروان.

٣١٠

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٣٠ ط ٣ في الحديث ١١٣٣، فرات قال: حدّثني محمد بن الحسين بن إبراهيم، حدّثنا داود بن محمد النهدي، حدّثنا محمد بن الفضيل الصيرفي، قال: سألت موسى بن جعفر، عن قول الله:( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) قال:[أما التين فالحسن وأما الزيتون فالحسين، ( وَطُورِ سِينِينَ ) أمير المؤمنين، ( وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو سبيلٌ، أمَّن الله به الخلق في سبيلهم، ومن النار إذا أطاعوه.

قلت: قوله:( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) (قال:)ذاك أمير المؤمنين عليٌّ وشيعته ،( فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) ] .

وروى الحسكاني في الشواهد: ص ٥٣٠ الحديث-١١٣٤- قال: وفي رواية عن موسى بن جعفر (في قوله تعالى):( فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ) (قال: يعني)[ولاية عليّ بن أبي طالب].

وروى الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، الخطيب البغدادي في كتابه تاريخ بغداد: ج ٢ ص ٩٧ بإسناده، قال: عن أنس بن مالك قال: لما نزلت سورة والتين على رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم، فرح بها فرحاً شديداً، حتّى بان لنا شدّة فرحه، فسألنا ابن عباس بعد ذلك عن تفسيرها، فقال (إلى أن قال):( فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ) يعني عليّ بن أبي طالب.

وأورد السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ٣٠، ص ٣٢١ طبعة مؤسسة إسماعيليان، قال:وقد ورد هذا المعنى في بعض الروايات عن موسى بن جعفر عن آبائهعليهم‌السلام ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: وفي بعضها، أنّ التين والزيتون الحسن والحسين، والطور عليٌّ والبلد الأمين: النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

____________________

١- ما بين المعقوفين مأخوذ من تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي.

٣١١

سورة البيّنة

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) البيّنة: ٧

روى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق، المعروف بأبي نُعيم الإصبهاني في كتابه ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام : ص ٢٧٣ ط١ منشورات مطبعة وزارة الارشاد الإسلامي، في الحديث ٧٦ قال: حدّثنا أبو محمد بن حبّان، قال: حدّثنا إسحاق بن أحمد الفارسي قال: حدّثنا حفص بن عمر المَهرقَاني، قال: حدّثنا حيويه -يعني - إسحاق بن إسماعيل عن عمر بن هارون، عن عمرو،عن جابر، عن محمد بن علي وتميم بن حذلم: عن ابن عبّاسرضي‌الله‌عنه ، قال: لما نزلت هذه الآية:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعليٍّعليه‌السلام :[هو أنت وشيعتك تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين، ويأتي عدوّك غضابا ً مقحمين].

وروى أبو نعيم في كتابه، ما نزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام : ص ٢٧٦ في الرقم ٧٧، قال: وفيما أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن المروزي، قال:حدّثنا عبد الحكيم بن ميسرة، عن شريك بن عبد الله، عن أبي إسحاق: عن الحارث قال: قال لي عليٌّعليه‌السلام :[نحن أهل بيت لا نقاس (بالناس)] . فقام رجل فأتى عبد الله بن عبّاس (فذكر له ما سمعه من عليّعليه‌السلام ) فقال ابن عبّاسرضي‌الله‌عنه : صدق عليّ أو ليس كان النبي صلى الله عليه وآله لا يقاس بالناس؟ ثمّ قال ابن عبّاس: نزلت هذه الآية في عليٍّ:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) .

روى الحافظ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب: ص ٢٤٤ بإسناده عن جابر بن عبد الله، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأقبل عليّ بن أبي طالب، فقال النبي صلى الله عليه وآله:[قد أتاكم أخي ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثمّ قال:والّذي نفسي بيده إنَّ هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامه ثمّ إنّه أوّلكم إيمانا ً، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله أعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسويّة، وأعظمكم عند الله مزيّة.] ونزلت( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال: وكان أصحاب محمّد صلى الله عليه (وآله) وسلّم إذا أقبل عليّعليه‌السلام قالوا: قد جاء خير البريّة.

قلت: هكذا رواه محدّث الشام في كتابه بطرق شتّى، وذكرها محدّث العراق ومؤرخها عن زر، عن عبد الله عن عليّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:[من لم يقل عليٌّ خير الناس فقد كفر]. وفي رواية له، عن حذيفة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول:[عليٌّ خير البشر، من أبى فقد كفر].

٣١٢

وفي رواية محدِّث الشام عن سالم، عن جابر، قال: سئل عن عليٍّعليه‌السلام فقال: ذاك خير البريّة، لا يبغضه إلّا كافر.

وفي رواية لعائشة، عن عطاء، قال: سألت عائشة عن عليٍّ فقالت: ذاك خير البشر لا يشكّ فيه إلّا كافر.

وروى الكنجي في الكفاية: ص ٢٤٦ بإسناده عن يزيد بن شراحيل الأنصاري، كاتب عليٍّعليه‌السلام ، قال: سمعت عليّاً يقول: حدّثني رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا مسنده إلى صدري، فقال:[أي عليُّ ألم تسمع قول الله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ). أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض، إذا جئت الأمم للحساب تُدعَون غُرّا ً مُحَجّلين].

روى الحسين بن الحكم الحبري الكوفي في كتابه ما نزل من القرآن في أهل البيتعليهم‌السلام : ص ٩٠ ط١، قم، قال: حدّثنا علي بن محمد، قال: حدّثني الحبري، قال: حدّثنا حسن ابن حسين، قال: حدّثنا حبّان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس،( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) في عليٍّعليه‌السلام وشيعته.

روى العلّامة الشيخ سليمان ابن الشيخ إبراهيم القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودّة: ص ٤٦ ط إسلامبول، قال: وفي المناقب، عن أبي الزبير المكّي، عن جابر بن عبد اللهرضي‌الله‌عنه قال: كنّا عند النبي صلى الله عليه وآله، فأقبل عليٌّ، فقال:[قد أتاكم أخي .ثم التفت إلى الكعبة فمسّها بيده، ثمّ قال:والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة. ثمّ قال:إنّه أوّلكم إيماناً معي وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم بالرعيّة، وأقسمكم بالسويّة، وأعظمكم عند الله مزيّة]. قال: فنزلت:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) .قال فكان الصحابة إذا أقبل عليٌّعليه‌السلام قالوا جاء خير البريّة.

روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المشهور بالحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٣٥ ط ٣، مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة في الحديث ١١٣٥ قال: حدّثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ - قراءة واملاءً - أخبرنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ - بالكوفة - أخبرنا المنذر بن محمد بن المنذر، قال: حدّثني أبي،قال: حدثني عمّي الحسين بن سعيد، عن أبيه، عن إسماعيل بن زياد البزّار، عن إبراهيم بن مهاجر، مولى آل شخبرة(١) قال: حدّثني يزيد بن شراحيل الأنصاري، كاتب عليٍّ، قال: سمعت عليّا ً يقول:[حدّثني رسول الله صلى الله عليه وآله. وأنا مسنده إلى صدري فقال: يا عليُّ، أما تسمع قول الله عزّ وجل ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ؟هم أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض، إذا اجتمعت الأمم للحساب تدعون غرّاء محجّلين].

٣١٣

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٣٧ في الحديث ١١٣٦ قال: أخبرناه أبو بكر الحارثي، أخبرنا أبو الشيخ الإصبهاني، حدّثنا إسحاق بن أحمد الفارسي، حدّثنا حفص بن عمر المهرقاني، حدّثنا حبويه - يعني إسحاق بن إسماعيل - عن عمر بن هارون، عن عمرو، عن جابر، عن محمّد بن علي وتميم بن حذلم، عن ابن عبّاس، قال: لما نزلت هذه الآية( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعليٍّ:[هو أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيّين ويأتي عدوّك غضاباً مقحمين قال (عليٌّ): يا رسول الله ومن عدوّي؟ قال:من تبرّأ منك ولعنك ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:من قال: رحمَ الله عليّا،ً يرحمه الله].

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٣٩ في الحديث ١١٤٠ بإسناده، عن أبي برزة، قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال:[هم أنت وشيعتك يا عليُّ وميعاد ما بيني وبينكم الحوض].

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٣٩ في الحديث ١١٤١ بإسناده، عن جابر الجعفي، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال:تلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) فوضع يده على كتف عليٍّ وقال:[هو أنت وشيعتك، يا عليُّ ترد أنت وشيعتك يوم القيامة رواءا ً مروييّن، ويرد عدوّك عطاشاً مقمحين].

وروى الحسكاني في ص ٥٤١ من شواهده في الحديث-١١٤٢- بروايته عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام، قال:(قال) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) [هم أنت وشيعتك يا عليّ].

وروى الحسكاني أيضا عن جابر. عن جعفرعليه‌السلام ، في الحديث ١١٤٣ قال:

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) [هم أنت وشيعتك يا عليّ].

وأورد الحسكاني في الشواهد: ٥٤١ في الحديث ١١٤٤ عن فرات الكوفي، حدّثنا الحسين بن الحكم، حدّثنا سعيد بن عثمان، حدّثنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر: عن النبي صلى الله عليه وآله، قال:[هيّا عليٌّ ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) أنت وشيعتك، ترد عليَّ أنت وشيعتك راضيين مرضيين].

وأورد الحسكاني في الحديث-١١٤٥- رواية عن فرات الكوفي، وبإسناده عن جابر، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:[يا عليُّ الآية التي أنزلها الله: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) هم أنت وشيعتك يا عليّ].

____________________

١- مولى آل أبي شخير- نخ.

٣١٤

وروى الحسكاني في الشواهد: ج ٢ ص ٥٤٣ في الحديث ١١٤٩ عن فرات الكوفي، وبإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: كنّا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبل عليّ بن أبي طالب، فلمّا نظر إليه النبي، قال:[قد أتاكم أخي ، ثمّ التفت إلى الكعبة فقال:وربّ هذه البنية إنّ هذا وشيعته، الفائزون يوم القيامة.

ثمّ أقبل علينا بوجهه فقال:أما والله إنّه أوّلكم إيماناً بالله، وأقومكم بأمر الله، وأوفاكم بعهد الله، وأقضاكم بحكم الله، وأقسمكم بالسويّة، وأعدلكم في الرعيّة، وأعظمكم عند الله مزيّة].

قال جابر: فأنزل الله:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ، فكان عليٌّ إذا أقبل، قال أصحاب محمّد: قد أتاكم خير البريّة، بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وأورد الحسكاني حديثاً وبإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري في الشواهد: ج ٢ ص ٥٤٦ في الحديث-١١٥١- قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً في مسجد المدينة وذكر بعض أصحابه الجنّة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:[إنّ لله لواءً من نور وعموداً من زبرجد خلقها قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي سنة، مكتوب على رداء ذلك اللواء: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله آل محمّد خير البريّة، صاحب اللواء أمام القوم.

فقال عليٌّ:الحمد لله الذي هَدانا بك وكرّمنا وشرّفنا، فقال له النبي صلى الله عليه وآله:يا عليُّ أما علمت أنّ من أحّبنا وانتحل محبتّنا أسكنه الله معنا] ، وتلا هذه الآية( فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ ) (١) .

روى السيد علي بن طاووس في كتابه سعد السعود: ص ١٠٨ ط١ أنّ محمد بن العباس بن مروان: روى نزول الآية الكريمة في عليٍّ وشيعته من نحو ستّة وعشرين طريقاً أكثرها عن رجال الجمهور، وقال السيد ابن طاووس: ونحن نذكر طريقاً واحداً منها: قال: قال محمد بن العبّاس: حدّثنا أحمد بن محمد بن المحدود، قال: حدّثنا الحسن بن عبيد بن عبد الرحمان الكندي، قال: حدّثني محمد بن سليمان، قال: حدّثني خالد السري الأودي، قال: حدّثني النضر بن إلياس، قال: حدّثني عامر بن واثلة، قال: خطبنا أمير المؤمنين (عليه‌الس لام ) على منبر الكوفة وهو مجصص فحمد الله وأثنى عليه وذكر الله لما هو أهله وصلّى على نبيّه ثمّ قال:[أيّها الناس سلوني، سلوني فوالله لا تسألوني من آية من كتاب الله إلّا حدّثتكم عنها متى نزلت بليل أو بنهار أو في مقام أو في سهل أو في جبل، وفيمن نزلت أفي مؤمن أو منافق وما عني بها أخاصٌّ أم عامة؟ ولئن فقدتموني لا يحدّثكم أحد حديثي فقام إليه ابن الكوّاء، فلمّا بصر به قال: متعنّتاً لا تسأل تعلّماً، هات سل، فإذا سألت فاعقل ما تسأل عنه.

____________________

١- سورة القمر: الآية ٥٥.

٣١٥

فقال (ابن الكوّاء):يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله جلّ وعزّ ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ، فسكت أمير المؤمنين فأعادها عليه، ابن الكوّاء، فسكت فأعادها ثلاثاً، فقال عليٌّ - ورفع صوته-:ويحك يا ابن الكواء أولئك نحن وأتباعنا يوم القيامة غرّ(اً) محجّلين رواءً مرويّين يعرفون بسيماهم ].

روى الشيخ أبو أحمد جعفر بن أحمد بن علي القميّ، في رسالة: (عليٌّ خير البشر) ص ٣١١ في الحديث ٥٨ قال:حدّثنا أبو أحمد هارون بن موسى، قال: حدّثني أحمد بن سعيد، قال حدّثني محمد بن أحمد بن الحسن القطواني، عن إبراهيم بن أنيس الأنصاري، عن إبراهيم بن جعفر بن عبيد الله بن مسلمة، عن أبي الزبير: عن جابر بن عبد الله (الأنصاري)، قال: كنّا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأقبل عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فأقبل النبي صلى الله عليه وآله عليّاً وقال:[قد جاءكم أخي ، ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثمّ قال:والّذي نفسي بيده إنَّ هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ، ثمّ قال:إنّه أوّلكم إيماناً معي وأوفاكم بعهد الله وأقومكم بأمر الله وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسويّة وأعظمكم عند الله مزيّة]، قال (جابر) ونزلت:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ، قال جابر: فكان أصحاب محمّد صلى الله عليه وآله إذا أقبل عليٌّ قالوا: قد جاء خير البريّة.

روى حميد بن أحمد المحلّي في محاسن الأزهار: ص ٣٣١ بإسناده عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال كنّا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبل عليّ بن أبي طالب، فلمّا نظر إليه النبي قال:[قد أتاكم أخي ، ثمّ التفت إلى الكعبة فقال:وربّ هذه البنية إنّ هذا وشيعته الفائزون يوم القيامة ثمّ أقبل علينا بوجهه فقال:أما والله إنّه أوّلكم إيماناً بالله وأقومكم بأمر الله وأوفاكم بعهد الله وأقضاكم بحكم الله، وأقسمكم بالسوية وأعدلكم في الرعيّة وأعظمكم عند الله مزيّة] قال جابر: فأنزل الله:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ، فكان عليٌّ إذا أقبل، قال أصحاب محمّد: قد أتاكم خير البريّة بعد رسول الله.

روى الموفق بن أحمد أخطب خوارزم في كتابه مناقب عليِّ بن أبي طالب: ص ١٨٧، وفي ط أخرى ص ٢٦٥ في الحديث الثاني من الفصل ١٧ بإسناده عن يزيد بن شراحيل الأنصاري، كاتب عليٍّعليه‌السلام ، قال:

سمعت عليّاً يقول: حدّثني رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا مسنده إلى صدري، فقال:[أي عليُّ ألم تسمع قول الله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) هم أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض، إذا جاءت الأمم للحساب، وتدعون غرّاً محجّلين].

٣١٦

وأيضاً روى الخوارزمي، بإسناده عن جابر الأنصاري، قال: كنّا عند النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم، فأقبل عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:[قد أتاكم أخي ، ثمّ التفت إلى الكعبة، فضربها بيده ثمّ قال:والّذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامه ، ثمّ قال:إنّه أوّلكم إيماناً معي وأوفاكم بعهد الله وأقومكم بأمر الله وأعدلكم في الرعيّة وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزيّة] قال جابر وفي ذلك الوقت نزلت فيه:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال: وإذا أقبل عليٌّ قالوا: جاء خير البريّة.

روى الحافظ ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق: ج ٢ ص ٤٤٢ في الحديث ٩٥٨ قال بإسناده، عن أبي الزبير:عن جابر بن عبد الله، قال: كنّا عند النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم، فأقبل عليّ بن أبي طالب، فقال النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم:[قد أتاكم أخي ، ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده، ثمّ قال:-والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ثمّ قال:إنّه أوّلكم إيماناً معي وأوفاكم بعهد الله وأقومكم بأمر الله وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزيّة] قال ونزلت:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ، قال: فكان أصحاب محمّد صلى الله عليه (وآله) وسلم، إذا أقبل عليٌّ، قالوا: قد جاء خير البريّة.

روى سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمّة: آخر الباب الثاني، ص ١٨ بإسناده، عن أبي هارون العبدي، قال: عن أبي سعيد الخدري، قال: نظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى عليّ بن أبي طالب، فقال:[هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة].

روى الشيخ الحافظ أبو محمد عبد الرحمان بن أحمد بن الحسين الخزاعي في أربعينه، في الحديث ٢٨ بإسناده، عن أبي الزبير، قال: عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: كنّا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وآله، فأقبل عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فقال النبي صلى الله عليه وآله:[قد أتاكم أخي ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده وقال:والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة].

روى الحافظ جمال الدين الزرندي، عن ابن عباسرضي‌الله‌عنهما ، قال: إنَّ هذه الآية لما نزلت قال صلى الله عليه وآله لعليّ:[هو أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين، ويأتي عدوّك غضاباً مقمحين قال:ومن عدوّي؟.

قال:من تبرّأ منك ولعنك ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمومن قال: رحم الله عليّاً رحمه الله].

٣١٧

وروى ابن الضبّاغ المالكي، في فصوله: ص ١٢٢ عن ابن عباس، قال: لما نزلت هذه الآية قال (النبيصلى الله عليه وآله) لعليّ:[أنت وشيعتك تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيين، ويأتي أعداؤك غضاباً مقمحين].

وروى الحمويي في فرائده، بطريقين عن جابر: أنّها نزلت في عليّ، وكان أصحاب محمّد إذا أقبل عليّ قالوا: قد جاء خير البريّة.

روى الحافظ سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني في المعجم الكبير: ج ١ الورق ٥١/أ، وفي الطبعة الأولى ص ٣٠٠ قال: حدّثنا أحمد بن العباس المري القنطر، حدّثنا حرب بن الحسن الطحان، حدّثنا يحيى بن يعلى: عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جدّه، أنّ النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم، قال لعليّ:[أنت وشيعتك تردون عليَّ الحوض رواءاً مرويّين مبيّضة وجوهكم وإنّ عدوّك يردون عليَّ ظماءاً مقمحين].

وروى الطبراني الحديث في كتابه المعجم الأوسط قال:

عن عبد الله بن يحيى: أنّ علياً أتى يوم البصرة بذهب وفضّة فقال:[أبيضي واصفري غرّي غيري.غرّي أهل الشام غداً إذا ظهروا عليك. (قال): فشقّ قوله ذلك على الناس فذكر ذلك له، فأذّن في الناس فدخلوا عليه، فقال:إنّ خليلي صلى الله عليه (وآله) وسلم قال يا عليّ: إنّك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيّين، ويقوم عليه عدوّك غضاباً مقحمين]- (قال:)-، (ثمّ جمع عليٌّ يده إلى عنقه يريهم الاقماح).

روى الكاتب المصري الشرقاوي في كتابه عليٌّ إمام المتّقين: ص ٦١ قال: ولَكَم قال للامام عليّ، الرسول صلى الله عليه وآله:[لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق].

وكان عليّ إذا أقبل على أحد من الصحابة، قال الصحابي: [جاء خير البريّة] فهو - أي الامام عليّ- من الذين نزلت فيهم الآية الكريمة:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) .

روى الشيخ الأميني عليه الرحمة في كتابه الغدير: ج ٢ ص ١٦ قال:أخرج الطبري في تفسيره: ج ٣٠ ص ١٤٦ بإسناده عن أبي الجارود عن محمّد بن عليّ:( أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ، فقال: قال النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم:[أنت يا عليُّ وشيعتك].

٣١٨

وروى الخوارزمي في مناقبه: ص ٦٦ عن جابر، قال: كنّا عند النبي فأقبل عليّ بن أبي طالب، فقال رسول الله:[قد أتاكم أخي ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده، ثمّ قالوالّذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته هو الفائزون يوم القيامه، ثمّ قال: إنّه أوّلكم إيماناً معي وأوفاكم بعهد الله وأقومكم بأمر الله وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسويّة وأعظمكم عند الله مزيّة] قال: وفي ذلك الوقت نزلت فيه:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ، فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أقبل عليٌّ، قالوا: قد جاء خير البريّة.

وروى في ص ١٧٨ من طريق الحافظ ابن مردويه، عن يزيد بن شراحيل الأنصاري، كاتب عليّعليه‌السلام ، قال: سمعت عليّاً يقول:[حدّثني رسول الله وأنا مسنده إلى صدري فقال: أي عليّ، ألم تسمع قول الله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ؟ أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرّاً محجّلين] وأخرج الكنجي في الكفاية: ص ١١٩ حديث يزيد بن شراحيل.

أورد السيد عبد الرزاق كمّونة في كتابه: البراهين الزاهرة في فضل العترة الطاهرة، الفصل الرابع في الآيات النازلة في عليّ أمير المؤمنينعليه‌السلام الصريحة في فضله والظاهرة في إمامته، في الرقم ١١٧ ص ١٢١ ط مؤسسة النبراس للطباعة والنشر والتوزيع، قال: ومنها قوله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ، ذكر ابن حجر في: الصواعق المحرقة في الفصل الحادي عشر من الآيات النازلة في فضل أهل البيتعليهم‌السلام ، ونقل السيوطي في الدرّ المنثور، عن ابن مروديه أنّه أخرج عن عليّعليه‌السلام قال:[قال رسول الله صلى الله عليه وآلهألم تسمع قول الله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ، أنت وشيعتك موعدي وموعدكم الحوض إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرّاً محجّلين].

ونقل السيوطي أيضا عن ابن عساكر أنّه أخرج عن جابر بن عبد الله، قال كنّا عند النبي صلى الله عليه وآله فأقبل عليّعليه‌السلام فقال النبي[والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة].

ونزلت:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ، فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله إذا أقبل عليّعليه‌السلام قالوا: جاء خير البريّة.

وأمّا رواية ابن حجر في الصواعق، فعن الحافظ جمال الدين الزرندي، عن ابن عباس، ونقل السيوطي نحوه عن ابن عدي عن ابن عباس.

أورد المتّقي الهندي - الحنفي - في كتابه كنز العمّال: بإسناده إلى عبد الله بن عباس، في قوله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعليّ:[هم أنت وشيعتك راضين مرضيين].

٣١٩

روى التابعي الكبير سليم بن قيس الهلالي في كتابه: كتاب سليم بن قيس الهلالي ص ٣٥٩ ط٢، سنه -١٤٢٤هـ، قال: أبان عن سليم، قال: سمعت عليّاًعليه‌السلام يقول: [عهد إليَّ رسول الله صلى الله عليه وآله يوم توفّي وقد أسندته إلى صدري وأنّ رأسه عند أذني، وقد أصغت المرأتان لتسمعا الكلام. فقال رسول صلى الله عليه وآله:اللّهم سدَّ مسامعهما.، ثمّ قال لي: يا عليُّ، أرأيت قول الله تبارك وتعالى :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ،أتدري من هم؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم قال: فإنّهم شيعتك وأنصارك، وموعدي وموعدهم الحوض يوم القيامة إذا جثت الأمم على ركبها وبدا لله تبارك وتعالى في عرض خلقه ودعا الناس إلى مالا بدّ لهم منه، فيدعوك وشيعتك، فتجيئون غُرّاً مُحجّلين شباعاً مَرويّين .

يا عليّ ،( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهل الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ) (١) ،فهم اليهود وبنو أميّة وشيعتهم، يبعثون يوم القيامة أشقياء، جياعاً عطاشى مسودّة وجوهم ].

أورد السيد مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي في كتابه نور الأبصار في مناقب آل النبي المختار: ص ٨٧ بإسناده عمّا ورد عن ابن عباس، قال: لما نزلت:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعليّ:[أنت وشيعتك تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيّين ويأتي أعداؤك غضاباً مقمحين].

روى الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره مجمع البيان: ج ٥ ص ٦٦٩ ط مؤسسة التاريخ العربي - بيروت -: قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ بالإسناد المرفوع إلى يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب عليّعليه‌السلام قال: سمعت عليّاًعليه‌السلام يقول: قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا مسنده إلى صدري فقال:[يا عليّ ألم تسمع قول الله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ؟ هم أنت وشيعتك وموعدي، وموعدكم الحوض، إذا اجتمعت الأمم للحساب تدعون غرّاً محجّلين].

وذكره الحاكم أبو القاسم الحسكاني في كتاب: شواهد التنزيل، وفيه عن مقاتل بن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى( هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال: نزلت في عليّعليه‌السلام وأهل بيته.

روى السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ٣٠ -ص ٣٤١ ط ٥ إسماعيليان، قال: في تفسير القميّ في رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال:[البيّنة محمّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم].

وفي الدرّ المنثور أخرج ابن مردويه عن عائشة قالت، قلت: يا رسول الله من أكرم الخلق على الله؟ قال:[يا عائشة أما تقرئين ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ]؟.

____________________

١- سورة البيّنة: الآية ٦.

٣٢٠