مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح0%

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح مؤلف:
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 354

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الدكتور علاء الدين السيد امير محمد القزويني
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 354
المشاهدات: 57980
تحميل: 4262

توضيحات:

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 354 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 57980 / تحميل: 4262
الحجم الحجم الحجم
مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

مؤلف:
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قوله: ثم لم ترض بهذا حتى فضلت ابن عمك علينا، أفهذا شيء منك أم من الله؟ فقال النبي (ص): والله الذي لا إله إلّا هو ما هو إلّا من الله، فولى الحارث وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقّاً فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم، فوالله ما وصل إلى ناقته حتى رماه الله بحجر فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله، فنزلت: «سأل سائل...»(1) .

وفي شواهد التنزيل للحاكم النيسابوري، والمناقب لابن المغازلي، عن أبي هريرة قال: «من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير «خم» كما أخذ النبي (ص) بيد علي فقال: ألست ولي المؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن، وأنزل الله: اليوم أكملت لكم دينكم»(2) .

يقول الشهرستاني في الملل والنحل: «و مثل ما جرى في كمال الإسلام وانتظام الحال حين نزل قوله تعالى: «يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته» فلما وصل غدير خم أمر بالدوحات فقممن، ونادوا: الصلاة جامعة، ثم قالعليه‌السلام وهو على الرحال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم

_____________________

(1) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن-ح18-ص287-289.

(2) الحاكم النيسابوري: شواهد التنزيل-ح1-ص158. و ابن المغازلي المناقب-ص31.

١٠١

وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحقّ معه حيث دار، ألا هل بلّغت؟ ثلاثاً»(1) .

ويقول حجة الإسلام الغزالي: «أجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته من غدير خم باتّفاق الجميع وهو يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال عمر: بخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولى كل مولى، فهذا تسليم ورضى وتحكيم، ثم بعد هذا غلب الهوى لحب الرياسة، ولما مات رسول الله (ص) قال قبل وفاته ائتوا بدواة وبياض لأزيل لكم إشكال الأمر وأذكركم من المستحق لها بعدي، قال عمر دعوا الرجل فإنّه يهجر... فإذن بطل تعلّقكم بتأويل النصوص، فعدتم إلى الإجماع، وهذا منصوص أيضاً، فإنّ العباس وأولاده وعليّاً وزوجته وأولاده، وبعض الصحابة، لم يحضروا حلقة البيعة... وخالفكم أصحاب السقيفة في متابعة الخزرجي»(2) .

وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم عن زيد بن أرقم قال: «لما رجع رسول الله (ص) من حجة الوداع ونزل غدير «خم» أمر بدوحات فقممن، فقال: كأنّي دعيت فأجبت، إنّي قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، ثم قال: إنّ الله عزّ وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد

_____________________

(1) الشهرستاني: الملل والنحل-ح1-ص163.

(2) أبو حامد الغزالي سر العالمين وكشف ما في الدارين-ص10.

١٠٢

علي (رض) فقال من كنت مولاه فهذا وليّه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه...». يقول الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد أخرجه الحافظ الذهبي في تلخيصه على المستدرك(1) .

وحديث الغدير أخرجه علماء أهل السنّة وحفّاظهم بطرق كثيرة، منهم: ابن حجر العسقلاني في الإصابة(2) والقندوزي في ينابيع المودّة(3) ، والمقريزي في خططه(4) ، والإمام أحمد بن حنبل في مسنده(5) ، والبيهقي في كتابه الاعتقاد على مذهب السلف وأهل الجماعة(6) ، والسيوطي في الجامع الصغير(7) ، وتاريخ الخلفاء(8) ، والمحب الطبري في الرياض النضرة(9) ، وابن خلكان في وفيات الأعيان(10) ، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة(11) ، وابن تيمية في كتابيه، حقوق آل البيت(12) ،

_____________________

(1) الحاكم: المستدرك على الصحيحين-ح3-ص109. و أيضاً الحافظ الذهبي في تلخيصه.

(2) ابن حجر العسقلاني: الإصابة-ح2-ص15، وأيضاً ح4-ص568.

(3) المقريزي: الخطط-ح2-ص92.

(4) الإمام أحمد بن حنبل: المسند-ح1-ص331-ط1983.

(5) البيهقي: كتاب الاعتقاد-ص204. وأيضاً ص217. طبعة بيروت-1986.

(6) السيوطي: الجامع الصغير-ح2-ص642.

(7) السيوطي: تاريخ الخلفاء-ص169.

(8) المحب الطبري: الرياض النضرة-ح2-ص172.

(9) ابن خلكان: وفيات الأعيان-ح4-ص318-319.

(10) الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد-ح7-ص437.

(11) ابن قتيبة: الإمامة والسياسة-ح1-ص109.

(12) ابن تيمية: حقوق آل البيت-ص13.

١٠٣

والعقيدة الواسطية(1) ، والمسعودي في مروج الذهب(2) ، والبلاذري في أنساب الأشراف(3) ، وابن كثير في تفسير القرآن العظيم(4) ، وابن حجر الهيتمي في صواعقه المحرقة(5) ، وغير هؤلاء من حملة الآثار من علماء أهل السنّة، إقتصرنا على ذكر جملة منهم ليرى المنصف ما قاله ابن خلدون وابن حزم، وإحسان ظهير ومحمد أبو زهرة والدكتور شلبي وغيرهم، وأنّ حديث الغدير من الأحاديث المتواترة عند جميع المسلمين، وقد أخرجه الثقات من علماء أهل السنّة ورواتهم، وأمّا قول ابن حزم «و أمّا من كنت مولاه فعلي مولاه، فلا يصح من طريق الثقات أصلاً...» فهو كحاطب ليل لا يرى بالبصر ولا بالبصيرة، وإلّا فما يقول في الذين ذكرناهم، أليسوا من الثقات والعدول عنده؟ وماذا يقول ابن خلدون عن هؤلاء؟ أليسوا من جهابذة علماء أهل السنّة ورواتهم، أم أنهم من عوامهم وجهالهم؟ فبماذا يجيب الحاكم العادل، وأين يضع ابن خلدون وابن حزم وغيرهما من كفتي الميزان؟ وماذا يقول الشيخ محمد أبو زهرة في قوله: «.... و مخالفوهم - أي مخالفو الشيعة - يشكّون في نسبة هذه الأخبار إلى الرسول (ص)»؟ فالشيخ أبو زهرة قد طعن في رواة أهل السنّة وحفّاظهم حيث ذهبوا إلى تصحيح هذه الروايات، والشيخ يطعن في صحتها، ولا شكّ أنّ رواة الحديث

_____________________

(1) ابن تيمية: العقيدة الواسطية-ص120-المدينة المنورة.

(2) المسعودي: مروج الذهب-ح2-ص437.

(3) البلاذري: أنساب الأشراف-ص106-108. و انظر ص112-156-157.

(4) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم-ح4-ص113.

(5) ابن حجر الهيتمي: الصواعق المحرقة-ص122.

١٠٤

أعرف بصحة الحديث من الشيخ محمد أبو زهرة. يقول ابن كثير في تفسيره: «و قد ثبت في الصحيح أنّ رسول الله (ص) قال في خطبته بغدير «خم»...»(1) . ويقول ابن حجر: «إنّ حديث الغدير صحيح لا مرية فيه... ولا التفات لمن قدح في صحته ولا لمن ردّه»(2) . ويقول ابن تيمية، مع شدّة معارضته للشيعة: «و ثبت في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم أنّه قال: خطبنا رسول الله (ص) بغدير يدعى «خم» بين مكة والمدينة»(3) . إلى غير ذلك من أقوال علماء أهل السنّة وحفّاظهم، والتي تدل على صحة أحاديث الغدير، الناصّة على خلافة علي بن أبي طالب.

النص السابع: حديث الثقلين والسفينة

قال رسول الله (ص): «إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله... وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما».

ومن الأحاديث التي يستند عليها الشيعة في إثبات النصّ للإمام علي بن أبي طالب (ع) حديث الثقلين الوارد في صحاح أهل السنّة، حيث أنّ النبي (ص) خلف في أمّته الكتاب الكريم، وأهل

_____________________

(1) ابن كثير: نفس المصدر-ح4-ص113.

(2) ابن حجر: نفس المصدر-ص42.

(3) ابن تيمية: حقوق آل البيت-ص13.

١٠٥

بيته، وأمر أمّته بالتمسك بهما وعدم مخالفتهما، لأنّ في ذلك الهلاك المبين، وأنّ التمسك بالكتاب، متابعته وعدم مخالفته في أمور الدين والدنيا، وكذلك أهل بيته بمقتضى اقترانهم بالقرآن، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليه (ص) الحوض، ولهذا أمرنا الحديث بالتمسك بهم بمعني متابعتهم في أمور الدين والدنيا، وبهذا المعني يقول الآلوسي: «... وهذا الحديث ثابت عند الفريقين أهل السنّة والشيعة، وقد علم منه أنّ رسول الله (ص) أمرنا في المقدمات الدينية والأحكام الشرعية بالتمسك بهذين العظيمي القدر والرجوع إليهما في كل أمر، فمن كان مذهبه مخالفاً لهما في الأمور الشرعية اعتقاداً وعملاً فهو ضال...»(1) . و هذا دليل لا يقبل التشكيك على وجوب التمسك بهم، وكل من وجب التمسك بهم وجبت طاعتهم، ومن وجبت طاعتهم وجبت إمامتهم، فيثبت بهذا الحديث وجود النصّ الجلي على خلافة علي بن أبي طالب (ع).

هذا وسوف نعرض العديد من الروايات الصحيحة الواردة من طرق أهل السنّة على ثبوت هذا الحديث ليكون نصّاً صريحاً على خلافة الإمام علي (ع).

روى الإمام مسلم في صحيحه أربع روايات في باب فضائل الإمام علي منها: «عن زيد بن أرقم قال: قام رسول الله (ص) يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثني عليه ووعظ وذكر، ثم قال: أمّا بعد، ألا أيها الناس إنّما أنا بشر

_____________________

(1) محمود شكري الآلوسي: مختصر التحفة الإثني عشرية-ص52.

١٠٦

يوشك أن يأتي رسول ربّي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا كتاب الله واستمسكوا به، فحثّ على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، فقال حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرّم الصدقة بعده....»(1) .

وفي رواية أخرى كما في الصحيح أيضاً عن زيد بن أرقم: «ألا وإنّي تارك فيكم ثقلين، أحدهما كتاب الله عزّ وجل.... إلى قوله: فقلنا: من أهل بيته نساؤه، قال: لا وأيم الله، إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرّموا الصدقة بعده»(2) .

أقول : إنّ تفسير أهل البيت زيادة من الراوي، ففي الرواية الثانية نفي مع القسم بأنّ نساء النبي لسن من أهل البيت، وفي الرواية الأولى اضطراب في معنى أهل البيت، وإدخال نساء النبي فيهم، تفسير بالرأي من دون دليل، بل الدليل خلافة، من أنّ المراد من أهل البيت - كما تقدم - هم أصحاب الكساء، لم يدخل معهم داخل ولا دخيلة، وذلك بمقتضى ما ورد في الصحاح. كما مر مفصلاً.

وفي المسند للإمام أحمد، سبع روايات لحديث الثقلين بلفظ

_____________________

(1) صحيح مسلم: ح7-ص122.

(2) نفس المصدر:ص123-124.

١٠٧

وعترتي، إحداها عن زيد بن أرقم، وأربع روايات عن أبي سعيد الخدري وروايتان عن زيد بن ثابت. ذكرها الدكتور السالوس في كتابه حديث الثقلين. فعن زيد بن أرقم قال: قام رسول الله (ص) يوماً خطيباً فينا بماء يدعى خما.... ثم قال: أمّا بعد: ألا أيّها الناس إنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي عزّ وجل فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله عزّ وجل فيه الهدى والنور،... وقال: وأهل بيتي...»(1) .

وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله (ص) من حجة الوداع ونزل غدير خم.... إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ثم قال إنّ الله عزّ وجل مولاي وأنا مولي كل مؤمن ثم أخذ بيد علي (رض) فقال: من كنت مولاه فهذا وليّه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه... وذكر الحديث بطوله، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه». يقول الحافظ الذهبي في تلخيصه على المستدرك «... إنّي تارك فيكم الثقلين... ثم أخذ بيد على فقال: من كنت مولاه فهذا وليّه الحديث»(2) . و أنت ترى أنّ الحافظ أقر هذا الحديث.

وفي فيض القدير في حديث صحيح، وهو حديث «2631:

_____________________

(1) أنظر المسند للإمام أحمد بن حنبل:ح3-ص14-ص17-ص26. و أيضاً السالوس: حديث الثقلين-ص14.

(2) الحاكم: المستدرك على الصحيحين-ح3-ص109. و انظر ص148-ص533.

١٠٨

«.... إنّي تارك فيكم خليفتين: كتاب الله... وعترتي أهل بيتي وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض». (حم، طب) «عن زيد بن ثابت.. (صح)». يقول العلّامة المناوي: «قال الهيثمي رجاله موثوقون ورواه أيضاً أبو يعلي بسند لا بأس به، والحافظ عبد العزيز بن الأخضر، وزاد أنّه قال في حجة الوداع، وهم من زعم وضعه، كابن الجوزي، قال السمهودي: وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة، ويقول أيضاً: «أنّي تارك فيكم بعد وفاتي خليفتين، زاد في رواية أحد هما أكبر من الآخر، وفي رواية بدل خليفتين ثقلين سماهما به لعظم شأنها. وعترتي بمثناة فوقية، أهل بيتي،... و هم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا»(1) .

وأخرج النسائي فيما رواه الترمذي عن زيد بن أرقم أنّه قال عليه الصلاة والسلام: «إنّي تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلّوا بعدي، أحد هما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما»(2) .

وفي الدر المنثور لجلال الدين السيوطي عدّة روايات لحديث الثقلين بلفظ وعترتي أهل بيتي، نذكر منها، ما جاء في تفسير قوله تعالي: « واعتصموا...» «أخرج أحمد عن زيد بن ثابت قال: قال

_____________________

(1) العلّا مه المناوي: فيض القدير-ح13-ص14، 15.

(2) النسائي: الخصائص-ص41.

١٠٩

رسول الله (ص) إنّي تارك فيكم خليفتين كتاب الله عزّ وجل حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض». وفي أخرى «أخرج الطبراني عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (ص) إنّي لكم فرط وإنّكم واردون عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين، قيل وما الثقلان يا رسول الله، قال الأكبر كتاب الله... والأصغر عترتي وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض وسألت لهما ذلك ربّي فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تعلموهما فإنّهما أعلم منكم»(1) .

وفي الجامع الصحيح للترمذي-روايتان، احداهما عن جابر بن عبد الله قال: رأيت رسول الله (ص)... فسمعته يقول: يا أيها الناس إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وفي الباب عن أبي ذرّ وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد، يقول الترمذي: هذا حديث غريب حسن من هذا الوجه، وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من أهل العلم»(2) .

وأخرج خاتمه حفّاظ أهل السنّة ابن حجر الهيتمي، حديث الثقلين بلفظ وعترتي أهل بيتي بطرق مختلفة، نشير إلى بعض منها: يقول الهيتمي: «... و في رواية أنّه (ص) قال في مرض موته، أيّها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً... ألا إنّي مخلف فيكم كتاب

_____________________

(1) السيوطي: الدر المنثور-ح2-ص60.

(2) الترمذي: الجامع الصحيح-حديث رقم 3874.

١١٠

ربّي عزّ وجل وعترتي أهل بيتي، ثم أخذ بيد علي فرفعها، فقال هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض...». «و في رواية 0صحيحة إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إن تبعتموهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي... ثم اعلم أن لحديث التمسّك بذلك طرقاً كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابياً....»(1) .

يقول ابن حجر: «... ولذا حثّ (ص) على الاقتداء والتمسّك بهم والتعلّم منهم، وقال: الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت، وقيل: سميا ثقلين لثقل وجوب رعاية حقوقهما...»(2) .

وحديث الثقلين بلفظ وعترتي أهل بيتي أخرجه علماء أهل السنّة وحفّاظهم منهم: المحب الطبري في باب فضل أهل بيت والحثّ على التمسّك بهم وبكتاب الله(3) ، والمتقي الهندي في كنز العمال، حيث ذكر في جزئه الأول سبعة عشر حديثاً كلها تحمل لفظ وعترتي أهل بيتي(4) ، وابن المغازلي في المناقب، أربع روايات، روايتان عن زيد بن أرقم، وروايتان عن أبي سعيد الخدري(5) ،

_____________________

(1) ابن حجر الهيتمي: الصواعق المحرقة-ص126.

(2) نفس المصدر: ص150-151.

(3) المحب الطبري: ذخائر العقبى-ص16.

(4) المتقي الهندي: كنز العمال-ح1-ص168-154-158-159.

(5) ابن المغازلي: المناقب-ص156-157.

١١١

وابن عبد ربّه في العقد الفريد(1) ، وابن الأثير الجزري في النهاية(2) ، والإمام فخر الدين الرازي في تفسيره الكبير(3) ، والأصبهاني في حلية الأولياء ذكر روايتين رواية عن حذيفة بن أسيد، ورواية عن الإمام علي رواها الإمام الشافعي(4) ، والبلاذري في أنساب الأشراف(5) ، والبلخي القندوزي في ينابيع المودّة حيث خرج الحديث بطرق كثيرة(6) ، وابن كثير في تفسير القرآن العظيم، حيث يقول: «و قد ثبت في الصحيح أن رسول الله (ص) قال في خطبته بغدير خم، إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي...»(7) وابن منظور المصري في لسان العرب(8) ، والدارمي في سننه(9) ، وسبط بن الجوزي في تذكرة الخواص (10)، وغير هؤلاء (11) ممّن روى حديث الثقلين من علماء أهل السنّة اقتصرنا

_____________________

(1) ابن عبد ربه: العقد الفريد-ح2-ص346-ط1-1913.

(2) ابن الأثير الجزري: النهاية-ح1-ص155-156-ح3-ص72.

(3) فخر الدين الرازي: التفسير الكبير-ح8-ص173.

(4) الأصبهاني: حلية الأولياء-ح9-ص64.

(5) البلاذري: أنساب الأشراف-ص110-111.

(6) القندوزي: ينابيع المودة-ح1-ص20-33-34-35.

(7) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم-ح4-ص113.

(8) ابن منظور: لسان العرب-ح4-ص538. و ح11-ص88.

(9) سنن الدارمي: ح2-ص431-432.

(10) سبط بن الجوزي: تذكرة الخواص-ص322.

(11) ابن قتيبة: المعارف-ص176-177-ط2-1969. والخطيب البغدادي: تاريخ بغداد-ح8-ص442.

ومحمود شكري الآلوسي: مختصر التحفة الإثني عشرية-ص52-1976. وأيضاً البيهقي: الاعتقاد-ص185.

وابن تيمية: شرح العقيدة =

١١٢

على نبذة منهم ليرى ابن خلدون وابن حزم، والدكتور شبلي، والشيخ محمد أبو زهرة، وإحسان ظهير، وموسى جار الله وغير هم ممّن أنكر وجود هذه الأحاديث في كتب أهل السنّة أنّ الشيعة لا تعتمد في إثبات الإمامة والخلافة لعلي بن أبي طالب، إلّا من طريق أهل السنّة، ليكون ذلك حجة عليهم، يلزمهم التسليم بها والإذعان لمداليلها.

- حديث وسنتي غير صحيح -

بعد أن عرضنا لحديث الثقلين بلفظ «عترتي أهل بيتي» من صحاح أهل السنّة ومسانيدهم، يحاول الدكتور الموسوي، وغيره، أن يضيف ذلك إلى الشيعة، وأنّ أهل السنّة لا يعرفون مثل هذه الأحاديث، كما مرّت الإشارة إلى ذلك عن ابن خلدون وابن حزم، والدكتور شبلي، والشيخ محمد أبو زهرة وغير هؤلاء ممّن يحاول الطعن في أحاديث الرسول بحجة عدم وجودها في كتب أهل السنّة، وأنّ رواتهم لا يعرفون مثل هذه الأحاديث، بل هي من وضع الشيعة، وإن كانت تروي في أصح الكتب عندهم بإجماع من يعتد به من علماء أهل السنّة. وسار على هذا النهج الدكتور الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح فهو يقول في صفحة «96»:

«و أختم هذا الفصل بحديث روته كتب الصحاح عن رسول الله (ص) الذي قال: «تركت فيكم الثقلين، كتاب الله

_____________________

= الواسطية-ص120. و السيوطي: الجامع الصغير-ح1-ص244-ص402.

١١٣

وسنتي ما أن تمسّكتم بهما لن تضلّوا من بعدي أبداً».

أمّا الشيعة فتروي:

«تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا من بعدي أبداً».

أقول : يحاول الدكتور الموسوي في تصحيحه تغيير احاديث رسول الله (ص) تبعاً لما يملي عليه هواه، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، فهو يحاول أن يوهم القارىء بأنّ حديث وسنتي رواه أهل الصحاح في صحاحهم، وذلك في قوله: «و أختم هذا الفصل بحديث روته كتب الصحاح» فأي كتاب من الصحاح الستة روت حديث وسنتي، فهذا صحيح البخاري ومسلم والترمذي وغيرها من الصحاح، فإنّها لم ترو إلّا الحديث الذي روته الشيعة ما عدا صحيح البخاري، فإنّه لم يرو الحديثين. أمّا الإمام مسلم فقد روى حديث وعترتي أهل بيتي بأربع روايات كما مرّ، دون أن يذكر وسنتي، لا تصريحاً ولا تلميحاً، ولكن الدكتور يريد بتصحيحه، أن يهدم ما جاء به الرسول، ويطعن في أحاديثه (ص) الناصّة على خلافة أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم.

ثم إنّ الدكتور لم يحسن أن ينقل الرواية بصورتها الصحيحة، كما جاءت عن الإمام مالك في الموطأ، والذي انفرد هو بذكرها من دون ذكر سندها، بل أنّ راوي هذه الرواية مجهول ولا يعرف حاله، ولهذا جاء في مرفوعة الإمام مالك، حيث يروى عن النبي (ص) أنّه قال:

١١٤

«تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما: كتاب الله وسنّة نبيّه».

يقول الدكتور السالوس: «و هذا الحديث الشريف غير متصل الأسناد، إلّا أن ابن عبد البر وصله من حديث كثير بن عبد بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جدّه»(1) . و أنت ترى أنّ هذا الحديث مرسل، ولا يمكن أن يقف بوجه حديث الثقلين بلفظ «و عترتي أهل بيتي».

ويكفي في توهين رواية «وسنتي» أنّ الإمام البخاري ومسلماً لم يخرجا الحديث، وكذلك بقية الصحاح، والموجود في صحيح البخاري، كما يقول الدكتور السالوس: «و في صحيح البخاري نجد «كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة» وممّا جاء فيه: وكانت الأئمة بعد النبي (ص) يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها، فإذا وضح الكتاب أو السنّة لم يتعدّوه إلى غيره اقتداء بالنبي (ص)(2) .

وهذا دليل على عدم صدور رواية وسنتي عن رسول الله (ص)، لأنّ مجرّد استشارة الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة، لا يدل بإحدى الدلالات، لا بالمطابقة ولا بالتضمن ولا بالالتزام على أنّ المراد من ذلك هو حديث «و سنتي». ولهذا

_____________________

(1) السالوس:حديث الثقلين-ص9. راجع كتاب الثقلان، كتاب الله وأهل البيت في السّنة النبويّة للمؤلف-طبع مصر والكويت.

(2) السالوس: حديث الثقلين-ص10.

١١٥

حاول الدكتور السالوس أن يجد دليلاً آخر لإثبات حديث وسنتي في قوله: «و نجد في بعض هذه المراجع العشرة الوصيّة بكتاب الله تعالى دون ذكر السنّة، من ذلك ما جاء في سنين الدارمي...»(1) .

فإذا كانت هذه المراجع العشرة توصي بكتاب الله وحده، وليس فيها ذكر لحديث «و سنّتي» فكيف جعلها دليلاً على الحديث مع أنّ الدارمي في سننه روى حديث: «و عترتي أهل بيتي» كما مرّ ذلك.

وأمّا ما جاء في سنن النسائي كما يقول الدكتور السالوس: «و في سنن النسائي رواية أخرى لهذا الحديث، وقال السيوطي في شرحه: «أوصي بكتاب الله أي بدينه أو به وبنحوه ليشمل السنّة»(2) . فهو دليل لا يقبل التشكيك على أنّ الرواية من وضع الوضّاعين، وأنّ الراوي لم يحسن الوضع، لأنّ معنى الحديث، أنّ النبي (ص) خلف في المسلمين كتاب الله وسنته (ص) مع أنّه لا قائل، بأنّ السنّة قد خلفها رسول الله (ص) كما خلف الكتاب العزيز، لأنّ السنّة لم تكن مدونة في عصره (ص) ولهذا وقع فيها الاختلاف والوضع، وكثر الكذابون عليه، فلو كانت السنّة قد خلفها الرسول (ص) وإنّها مقترنة بكتاب الله، وأنّها لن تفارقه، لما وقع فيها الاختلاف والوضع من الوضّاعين، ولهذا أراد النبي (ص)

_____________________

(1) نفس المصدر: ص10.

(2) السيوطي: الجامع الصغير-ح1-ص373.

١١٦

أن يبيّن للناس، بأنّ أهل بيته هم الحافظون لسنته، لذلك قرنهم بالقرآن، وحيث أنّ القرآن لا يقع فيه التحريف والوضع، فكذلك السنّة التي يكون مصدرها أهل البيت، لا يقع فيها الوضع، ولهذا قرنهم بالكتاب وأنّهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض (ص). ومن هنا يكون حديث وسنّتي ضعيفاً إن لم يكن موضوعاً. وهذا بخلاف حديث وعترتي أهل بيتي حيث روي في كتب الصحاح وغيرها من مسانيد أهل السنّة ورواتهم.

- أحاديث السفينة -

وأمّا أحاديث السفينة فنذكر نبذة منها: أخرج السيوطي في جامعه الصغير: «إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك»(1) . وفي حديث حسن: «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق»(2) .

وعن أبي ذرّ قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: «إنّما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من دخلها نجا، ومن تخلّف عنها هلك»(3) . وفي كتاب المعارف لا بن قتيبة عن أبي ذرّ وهو يقول: «أنا أبو ذر الغفاري، من لم يعرفني فأنا جندب صاحب

_____________________

(1) السيوطي: الجامع الصغير-ح1-ص373.

(2) نفس المصدر: ح2-ص533.

(3) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم-ح4-ص113.

١١٧

رسول الله (ص) سمعت رسول الله (ص) يقول: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا»(1) .

وأخرج السيوطي في تاريخ الخلفاء(2) ، وابن حجر في الصواعق المحرقة(3) ، وابن الجوزي(4) ، عن ابن عباس قال: النبي (ص) «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها هلك».

يقول الآلوسي: «و في رواية صححها الحاكم على شرط الشيخين: النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف، فإذا خالفها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس، وجاء من طرق عديدة يقوي بعضها بعضاً: إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا...»(5) .

وأخرج الحمويني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) يا علي أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ولن تؤتى المدينة إلّا من قبل الباب... وأنت إمام أمّتي ووصيي... ومثل الأئمة من ولدك مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك»(6) . وفي ذلك يقول ابن حجر الهيتمي: «و صحّ، النجوم

_____________________

(1) ابن قتيبة: المعارف-ص252.

(2) السيوطي: تاريخ الخلفاء-ص27.

(3) ابن حجر: الصواعق المحرقة-ص152-186-187.

(4) سبط بن الجوزي: تذكرة الخواص-ص323.

(5) محمود شكري الآلوسي: مختصر التحفة الإثني عشرية-ص152.

(6) القندوزي: ينابيع المودة-ح1-ص129-133.

١١٨

أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمّتي من الاختلاف... وجاء من طرق كثيرة يقوي بعضها بعضاً مثل أهل بيتي، وفي رواية إنّما مثل أهل بيتي، وفي أخرى....»(1) .

وفي المناقب لا بن المغازلي عن ابن الأكوع عن أبيه قال: قال رسول الله (ص): «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا» وفي أخرى عن أبي ذرّ قال: «قال رسول الله (ص) إنّما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق».

وفي رواية عن ابن عباس: «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق»(2) .

وفي ذخائر العقبى للمحب الطبري: عن ابن عباس: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تعلّق بها فاز ومن تخلّف عنها غرق» أخرجه الملّا في سيرته. وفي رواية عن علي (رض) قال: قال رسول الله (ص): «مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا...»(3) .

- كتاب الوصية وحديث الدواة والقرطاس -

حديث الدواة والقرطاس من الأحاديث المتواترة بين المسلمين، ولا خلاف في أن النبي (ص) في أثناء مرضه أراد أن

_____________________

(1) ابن حجر: الصواعق المحرقة-ص235-236.

(2) ابن المغازلي: المناقب-ص100.

(3) المحب الطبري: ذخائر العقبى-ص20.

١١٩

يكتب لأمّته كتاباً لن يضلّوا بعده أبداً، تأكيداً للوصية بالخلافة والإمامة لعلي بن أبي طالب (ع) ولكن القوم منعوه من كتابة ذلك. فقد جاء في صحيح البخاري، ومسلم، ومسند الإمام أحمد، وابن الأثير والطبري وغير هؤلاء عن ابن عباس قال: «يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم بكى حتى بل دمعه الحصى، فقلت يا ابن عباس وما يوم الخميس، قال: اشتدّ برسول الله وجعه فقال، ائتوني أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعدي، فتنازعوا، وما ينبغي عند نبي تنازع، وقالوا ما شأنه أهجر استفهموه، قال: دعوني فالذي أنا فيه خير...»(1) .

وفي رواية أخرى عن ابن عباس قال: «لما حضر رسول الله (ص) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، فقال النبي (ص) هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلّون بعده، فقال عمر إنّ رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا فمنهم من يقول قرّبوا يكتب لكم رسول الله (ص) كتاباً لن تضلّوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله (ص) قال رسول الله (ص) قوموا، قال عبد الله، فكان ابن عباس يقول إنّ الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم

_____________________

(1) صحيح البخاري: ح-3-ص61. وأيضاً صحيح مسلم -ح5-ص75. والإمام أحمد: المسند-ح1-ص355. وابن الأثير: الكامل-ح2-ص217. والطبري في تاريخه: ح3-ص192-193. وأيضاً البلاذري: أنساب الأشراف-ح1-ص562.

١٢٠