مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح0%

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح مؤلف:
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 354

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الدكتور علاء الدين السيد امير محمد القزويني
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 354
المشاهدات: 57922
تحميل: 4262

توضيحات:

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 354 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 57922 / تحميل: 4262
الحجم الحجم الحجم
مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

مؤلف:
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وحدهم، تصدق عليهم نصرته وموالاته (ع)، امتثالاً لأمر الرسول (ص)، وهذا هو نصّ الحديث. أمّا الذين خذلوه وحاربوه، وكذبوا كل ما جاء عن النبي (ص) في حقّه (ع)، فيعرف بالرجوع إلى كتاب الشيعة والتصحيح، الذي طعن فيه مؤلّفه بكل الروايات التي وردت في السنّة النبويّة المطهّرة.

وأمّا قوله: «كما أنّي أعتقد جازماً أن بين هؤلاء الأكثرية.... إلى قوله: ساهمت في تغيير مسار الفكر الإسلامي...». فأي اعتقاد يعتقده الدكتور في تغيير مسار الفكر الإسلامي؟ ومن الذي ساهم في هذا التغيير؟ أهم علماء الشيعة ورواتهم، أم الذين طعنوا في تلك النصوص وغيّروها عن مواقعها، وأنكروا وجودها، وأنّ الثقات لم يرووا منها شيئاً، وأنّ جهابذة العلماء لا يعرفونها، وإنّما هي من وضع الشيعة، هؤلاء الذين غيّروا مسار الفكر الإسلامي الذي أراده الله سبحانه لعباده وعلى لسان نبيّه (ص)، أم الذين أنكروا النصّ الصريح على ولاية علي (ع) حتى قالوا: حسبنا كتاب الله ما فرّطنا في الكتاب من شيء؟ من هم إذن حماة الإسلام؟ الذين غيّروا وبدّلوا وارتدوا على أعقابهم القهقرى، أم الذين تمسّكوا بحبل الله، واعتصموا بكتاب الله سبحانه وأهل بيته (ص) بمقتضى ما ورد من روايات التمسّك بالثقلين كما مرّ؟ وماذا يريد الدكتور في قوله: «إلّا أن الغرض كان هدم المذاهب كلها...»؟ وأي مذاهب كانت في عصر الرسالة حتى أراد علماء الشيعة هدمها؟ وهذه المذاهب التي يدّعيها الدكتور، هل جاء بها الرسول (ص)، أم هي من مبتدعات الدكتور الموسوي؟ فإن قال، أن هذه المذاهب

١٦١

ممّا شرّعها رسول الله (ص) فقد كذّب نفسه، وناقض فكره، لأنّها متأخرة عن عصر الرسالة بفترة غير قصيرة، وإن كانت من مبتدعات الدكتور، فإنّ الشيعة بمقتضى موقفهم من الإسلام، محاربوا كل بدعة، وإنّ مجرّد وجود هذه المذاهب، لدليل على وجود الشقاق بين المسلمين، ولهذا أراد حماة الإسلام أن يقفوا من هذا الشقاق، بهدم تلك المذاهب وإرجاع المسلمين إلى ما أمر الله به ورسوله (ص). وهو التمسك بالثقلين كتاب الله وأهل بيته (ص). لكي يرتفع الخلاف والشقاق بين المسلمين وتكون أمّة واحدة.

١٦٢

- موقف علماء الشيعة من نساء النبي (ص) -

قبل أن نعرض موقف علماء الشيعة من أمّهات المؤمنين، ننقل كلام الدكتور الموسوي كما في صفحة: «43، 44»: «و لا بدّ أن أذكر أيضاً موقف الإمام علي من السيدة عائشة بعد حرب الجمل، فقد كرّم الإمام السيدة أم المؤمنين وأكرمها إكراماً يليق بزوجة الرسول (ص) حينما أعادها من ساحة الحرب مصحوبة بعدد من النساء القرشيات.

أمّا الشيعة فلن تغفر للسيدة عائشة خروجها على الإمام في تلك الحرب... إلى قوله: «و لكني أريد إنهاء هذا الصراع الفكري بالمنطق الشيعي البحت، وهو أنّ الإمام برأ ساحة السيدة عائشة من الحرب التي قادتها، والإمام هو الخليفة الذي كان يقضي بين الناس بالحقّ ولا يحيد عنه قيد أنملة. فإذا كان الإمام قد ألقى اللوم على فئة استغلّوا سذاجة أم المؤمنين وأخرجوها من دارها لتقود حركة مناهضة للخليفة المنتخب والشرعي، فيعني هذا أنّ السيدة عائشة بريئة من كل ما يتعلّق بحرب الجمل وذيولها في نظر الإمام. ولذلك أمر بإكرامها وإرجاعها إلى المدينة بالصورة التي أجمعت عليها

١٦٣

كتب التاريخ ليثبت برائتها «هكذا مكتوبة» من تلك الحرب في نظر القاضي العادل الذي هو الإمام، فلا يحقّ لأحد أن يطعن أو يجرح السيدة عائشة متحديّاً عمل الإمام ورأيه الذي يؤكّده بصريح العبارة عندما يتحدث عن حرب الجمل وإخفاق أم المؤمنين في قيادتها فيقول:

«و لها «أي السيدة عائشة» بعد حرمتها الأولى والحساب على الله تعالى».

أقول : أولاً كان المفروض من الدكتور أن ينقل النصّ بأمانة، وبصريح العبارة لئلا يوهم القارئ، فالإمام علي أكّد رأيه في السيدة عائشة بقوله: «و أمّا فلانة فأدركها رأي النساء، وضِغْنٌ غلا في صدرها كمرجل القين، ولو دعيت لتنال من غيري ما آنت إليّ لم تفعل، ولها بعد حرمتها الأولى والحساب على الله تعالى».

يقول الشيخ محمد عبده في شرحه: «و القين-بالفتح-الحدّاد، أي أن ضغينتها وحقدها كانا دائمي الغليان كقدر الحداد فإنّه يغلي مادام يصنع. ولو دعاها أحد لتصيب من غيري غرضاً من الإساءة والعدوان مثل ما آنت إليّ-أي فعلت بي-لم تفعل، لأنّ حقدها كان عليّ خاصّة»(1) .

وثانياً: إنّ حكم الدكتور بسذاجة أم المؤمنين عائشة حتى استغلها من استغلها للخروج من دارها لتقود معركة مناهضة

_____________________

(1) شرح نهج البلاغة للشيخ محمد عبده: ح2-ص48.

١٦٤

للخليفة المنتخب والشرعي، فباطل بالضرورة، لأنّ الذين خرجوا معها، كانوا من كبار صحابة رسول الله (ص) عند الدكتور الموسوي، وعلى رأسهم الزبير بن العوام، وطلحة، فهؤلاء هم الذين استغلوا سذاجة السيدة عائشة في رأي الدكتور. و لكن الصحيح أنّ هذه المعركة التي دارت بين طائفتين من المسلمين كان سببها حقد أم المؤمنين وكراهيتها لعلي بن أبي طالب. ولهذا ورد في الصحيح قول رسول الله (ص) لأزواجه: «من منكنّ تنبحها كلاب الحوأب، ثم التفت إلى عائشة وقال: إياكِ أن تكوني أنت». وقد ورد في صحيح البخاري عن عبد الله قال: «قام النبي (ص) خطيباً، فأشار نحو مسكن عائشة فقال: هنا الفتنة-ثلاثاً-من حيث يطلع قرن الشيطان»(1) . فإذا كان هذا هو موقف أم المؤمنين، فهل يمكن أن يقال بأنّ الإمام عليّاً (ع) قد برأ ساحة السيدة عائشة من حرب قادتها بنفسها، حتى راح ضحيتها آلاف من المسلمين ومن صحابة رسول الله (ص) بدافع الحقد والكراهية.

وأمّا إكرام الإمام للسيدة عائشة وإرجاعها إلى المدينة بالصورة التي تليق بها، ليضرب بذلك الإمام علي أروع الأمثال على شهامته ومروءته وحبّه لرسول الله (ص) وهذا ليس فقط بالنسبة لها، بل شمل جميع أعدائه، حتى أنّه صلّى (ع) على قتلاهم وإن كانوا من الناكثين والقاسطين والباغين.

_____________________

(1) صحيح البخاري: ح4-ص82.

١٦٥

- ما جاء في بعض نساء النبي (ص) من أحاديث -

إنّ موقف علماء الشيعة كما قلنا لا يختلف عن موقف القرآن من نساء النبي (ص). فهناك آيات وأحاديث كثيرة رواها الثقات من علماء الفريقين على صدور بعض المخالفات من أمّهات المؤمنين الدّالة على عصيانهن للنصوص الشرعية. سواء في حياة النبي (ص) أو بعد وفاته. وأول مخالفة صدرت من أم المؤمنين عائشة، هي خروجها لحرب الإمام علي (ع) مخالفة في ذلك النصّ القرآني في قوله تعالى: «و قرن في بيوتكن...». ولا شك أنّ مخالفة أم المؤمنين عائشة لهذا النصّ، تختلف عن مخالفة غيرها من نساء المؤمنين، لأنّ نساء النبي (ص) لسن كغيرهن من النساء، ولهذا فالمخالفة تكون أعظم من مخالفة غيرهن لقوله تعالى:( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ) (1) وقوله تعالى:( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ... ) (2) .

وأمّا ما جاء في السنّة، فأحاديث كثيرة، تدل على صدور المخالفات من بعض أزواج النبي (ص) وإيذائه نذكر جملة منها: روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال: «لم أزل حريصاً على أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي (ص) اللتين قال الله تعالى: إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما، حتى

_____________________

(1) سورة الأحزاب: الآية 30.

(2) سورة الأحزاب: الآية 32.

١٦٦

حجّ وحججت معه... إلى قوله: من المرأتان من أزواج النبي (ص) اللتان قال الله تعالى: إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما، قال: واعجباً لك يا ابن عباس، هما عائشة وحفصة... إلى قوله: فوالله إنّ أزواج النبي (ص) ليراجعنه وإنّ إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل، فأفزعني ذلك، وقلت قد خاب من فعل ذلك منهن، ثم جمعت عليّ ثيابي فنزلت فدخلت على حفصة، فقلت لها: أي حفصة أتغاضب إحداكنّ النبي (ص) اليوم حتى الليل، قالت نعم، فقلت، قد خبت وخسرت، أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسوله (ص) فتهلكي...»(1) .

وفي رواية كما في صحيح البخاري: أنّ النبي (ص) هجر عائشة وحفصة شهراً كاملاً وذلك بسبب إفشاء حفصة الحديث الذي أسرّه لها إلى عائشة، فقالت عائشة للنبي (ص): إنّك أقسمت أن لا تدخل علينا شهراً...»(2) . وفي رواية أنس قال: «... آلى رسول الله (ص) من نسائه شهراً، وكان انفكت قدمه فجلس في عليّة له، فجاء عمر فقال: أطلّقت نساءك، قال: لا، ولكن آليت منهن شهراً...»(3) .

ولنستمع للبخاري مرّة أخرى حيث يعطينا الصورة الواضحة عن موقف أمّهات المؤمنين من النبي (ص)، ومدى احترامهن له،

_____________________

(1) صحيح البخاري: ح7-ص29،28. و انظر ص52. وأيضاً: ح3-ص133.

(2) نفس المصدر: ح3-ص34.

(3) نفس المصدر: ص135.

١٦٧

فقد أخرج في باب من أهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه دون بعض، في حديث طويل عن عائشة جاء فيه: «... فأرسلن زينب بنت جحش فأتته-أي رسول الله-فأغلظت وقالت: إنّ نساءك ينشدنّك الله العدل في بنت ابن أبي قحافة، فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبّتها حتى أنّ رسول الله (ص) ينظر إلى عائشة هل تكلم، قال: فتكلمت عائشة تردّ على زينب حتى أسكتتها...»(1) .

أقول : إذا كان هذا هو موقف أمّهات المؤمنين من رسول الله (ص)، يهجرنه اليوم واليومين والشهر، ويتخاصمن أمامه (ص)، بل يتراشقن بالشتائم والسباب، وينشدن منه العدل، ويغضبن عليه، كل ذلك قد صدر منهن وبعد هذا كله، يريد الدكتور من علماء الشيعة، أن يقولوا: بأنّ أمّهات المؤمنين جميعهن حافظات لعهد رسول الله (ص)، كما وأنّه يريد منهم، أن يكنّوا الإحترام والتوقير للّاتي آذين رسول الله (ص) وهجرنه، وصغت قلوبهن، حتى نزل بهن قرآن مبين. يريد الدكتور من علماء الشيعة أن يخالفوا الله ورسوله في هذا، وقد خفي على الدكتور الموسوي وغيره قوله تعالى في الذين يؤذون رسول الله (ص) في قوله:( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ) (2) .

_____________________

(1) نفس المصدر: ح3-ص 157،156.

(2) سورة الأحزاب: الآية 57.

١٦٨

( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (1) .

ولهذا جاء عن أنس بن مالك أنّه قال قال عمر: «بلغني بعض ما أذين رسول الله (ص) نساؤه، فدخلت عليهن، فجعلت أستقريهن وأعظهن، فقلت فيما أقول: لتنتهين أو ليبدلنه الله أزواجاً خيراً منكن حتى أتيت على زينب فقالت: يا عمر ما كان في رسول الله (ص) ما بعظ نساءه حتى تعظنا أنت، فأنزل الله تعالى: عسى ربّه إن طلقكن...»(2) . وفي ذلك جاء في صحيح مسلم عن أم سلمة (رض): «... أنّ النبي (ص) حلف أن لا يدخل على بعض أهله شهراً...»(3) بل أن منهن لم تكن حافظة لسرّه (ص)، فعن عمر قال: اعتزل رسول الله (ص) في مشربة شهراً حين أفشت حفصة إلى عائشة الذي أسرّ إليها رسول الله (ص)... إلى قوله: «... فقلت يا رسول الله استغفر لي، فاعتزل النبي (ص) نساءه من أجل ذلك الحديث حين أفشته حفصة إلى عائشة تسعاً وعشرين ليلة وكان قال: ما أنا بداخل عليهنّ شهراً من شدّة موجدته عليهن حين عاتبه الله...»(4) . ولهذا جاء في صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب: «... فقلت: خابت وخسرت أفتأ من أن يغضب الله لغضب

_____________________

(1) سورة التوبة: الآية 61.

(2) أنظر منتخب كنز العمال على مسند أحمد: ح2-ص31.

(3) صحيح مسلم: ح3-ص125.

(4) صحيح البخاري: ح7-ص30. و انظر منتخب كنز العمال: ح2-ص30.

١٦٩

رسول الله (ص) فتهلكين...»(1) .

هذه جملة من روايات الصحاح، التي تدلّ على صدور المخالفات من أمّهات المؤمنين، كما تعطينا صورة عن موقفهن من رسول الله (ص)، وموقف الرسول (ص) منهن، وضعناها أمام الدكتور ليرى رأيه فيها، لعلّه يرعوي عن مفترياته على علماء الشيعة، ويرجع عن تصحيحه المزعوم، بل تخريبه وتلفيقه وتغييره للثابت بالضرورة من دين المسلمين.

ومجمل القول في الإمامة والخلافة، أنّ الشرع والعقل تطابقا على وجود النصّ الإلهي، وأنّ المسلمين جميعاً أجمعوا على تلك النصوص التي ذكرناها، وهي نصوص صريحة على استخلاف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأنّها صادرة عن رسول الله (ص) بلا خلاف، ومقتضى صدورها عن النبي (ص) يلزمنا الإيمان بها والتسليم بمداليلها لئلا نشاقق الرسول (ص) من بعد ما تبيّن لنا الهدى من تلك النصوص، ونتبع غير سبيل المؤمنين الذين آمنوا بها وصدّقوها كما نطق بها الوحي امتثالاً لها، لكي نكون مع الصادقين.

_____________________

(1) صحيح البخاري: ح3-ص133.

١٧٠

«الكلام في التقية»

قال تعالى:( لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّـهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ) (1) .

وقال تعالى:( مَن كَفَرَ بِاللَّـهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ) (2) .

هاتان الآيتان تدلان على أنّ التقيّة قد شرّعها الله سبحانه، وأنّها من دين رسول الله (ص)، والمراد من التقيّة شرعاً: إظهار خلاف الواقع في الأمور الدينية بقول أو فعل، خوفاً وحذراً على النفس أو المال أو العرض(3) . وبهذا المعني حكم العقل بحسن العمل بها، لأنّ ترك العمل بالتقيّة يكون موجباً لهلاك النفس، وعلى هذا فالعقل يحكم فيما لو دار الأمر بين أن يكذب المرء وبين

_____________________

(1) سورة آل عمران: الآية 27.

(2) سورة النحل: الآية 106.

(3) السيد محسن الأمين: نقض الوشيعة-ص181. و انظر الكاظمي القزويني: محاورة عقائدية-ص147.

١٧١

أن يقتل، فالعقل هنا يحكم بضرورة الكذب، وإن كان في نفسه قبيحاً، خوفاً وحفاظاً على النفس، ويطلق على هذا بالحكم الثانوي في قبال الحكم الأولي وهو حرمة الكذب لغير المضطر. وأمّا الدفاع عن بيضة الإسلام فلا تقيّة فيه بإجماع علماء الشيعة. والدليل على ذلك ما قام به علماء الشيعة في ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني، ومواقفهم في ذلك كثيرة سجلّها التاريخ وعرضها الدكتور الموسوي، ومع ذلك فإنّه يعتقد أنّ التقيّة من البدع التي جاء بها علماء الشيعة، مع أنّها من الأحكام الشرعية الثابتة بنصّ القرآن عند جميع المسلمين، وحكم بها العقل الفطري، وقال بحسنها جميع العقلاء ما عدا الدكتور الموسوي فهو يقول في صفحة «51»:

«إنّني أعتقد جازماً أنّه لا توجد أمّة في العالم أذلّت نفسها وأهانتها بقدر ما أذلّت الشيعة نفسها في قبولها لفكرة التقيّة والعمل بها. وها أنا أدعو الله مخلصاً وأتطلع إلى ذلك اليوم الذي تربأ الشيعة حتى عن التفكير بالتقيّة ناهيك عن العمل بها؟».

أقول : التقيّة-كما قلنا-من الأحكام الشرعية الثابتة عند جميع المسلمين، وقد دلّ على ثبوتها القرآن الكريم والسنّة النبويّة، وإجماع المسلمين، إلّا الدكتور الموسوي، فإنّه يعتقد جازماً أنّ العمل بالتقيّة إذلال للمسلمين وإهانة لهم، فعلى هذا، أنّ الله سبحانه حينما شرّع للمسلمين العمل بالتقيّة في قوله تعالى: «... إلّا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان...»، وقوله: «... إلّا أن تتّقوا منهم تقاة»، قد أمرهم بإذلال أنفسهم وإهانتها، ولهذا صعب على الدكتور أن يرى المسلمين، خصوصاً

١٧٢

الشيعة منهم، قد أهانوا أنفسهم وأذلوها، ومن أجل ذلك دعا الله مخلصاً أن يرى اليوم الذي ينحرف فيه المسلمون عن دينهم بتركهم العمل بالتقيّة.

هذا ونقول للدكتور الموسوي: لو خيّرت بين أن تكذب وبين أن تقتل على يد ظالم، أو تضرب بالسياط حتى ينسلخ جلدك ويذهب عقلك، فأيّهما تختار، فإن اخترت الأول، فقد أهنت نفسك وأذللتها، وإن اخترت الثاني، عدّك العقلاء من المجانين. وعلى هذا يقال لك أيضاً: لو اضطررت إلى أكل الميتة مع أنّها محرّمة كالكذب، فهل تترك لنفسك الهلاك والدمار، أم أنّك تتناول الميتة لدفع الموت عن نفسك، فالعقل والشرع تطابقا على وجوب تناول الميتة دفعاً للضرر، فكذلك العمل بالتقيّة لدفع الضرر عن النفس أو المال أو العرض. ولهذا قال الفقهاء لا تقيّة في الدماء، بمعني أنّ الظالم لو أمر بقتل إنسان ظلماً، يحرم قتله ولو أدّى ذلك إلى الهلاك، لأنّه لا تقيّة في دماء الآخرين.

ومن الأدلّة على مشروعية العمل بالتقيّة قوله تعالى:( وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ ) (1) ، فكتمان إيمانه ليس إلّا تقيّة من فرعون وجبروته.

وأمّا السنّة، فقد ورد فيها روايات كثيرة على جواز العمل بالتقيّة، منها ما أخرجه البخاري في صحيحه في باب كتابة الإمام الناس، عن حذيفة قال: قال رسول الله (ص) اكتبوا لي، من

_____________________

(1) سورة المؤمن: الآية 28.

١٧٣

تلفظ بالإسلام من الناس، فكتبنا له ألفاً وخمسمائة رجل، فقلنا تخاف علينا ونحن ألف وخمسمائة، فقال: لعلّكم تبتلون، فقال حذيفة، فقد ابتلينا حتى أنّ الرجل منّا يصلي وحده وهو خائف»(1) .

وفي باب المدارة مع الناس عن عائشة قالت: «استأذن على النبي (ص) رجل، فقال ائذنوا له، فبئس ابن العشيرة أو بئس أخو العشيرة، فلما ذخل ألان له الكلام، فقلت يا رسول الله (ص) قلت ما قلت ثم ألنت له في القول، فقال: أي عائشه شرّ الناس منزلة عند الله من تركه أو ودّعه الناس اتّقاء فحشه»(2) .

وقد أخرج الحاكم في مستدركه وصححه على شرط الشيخين البخاري ومسلم، والحافظ الذهبي في تلخيصه على المستدرك، عن أبي عبيدة عن محمد بن عمّار بن ياسر عن أبيه، قال: أخذ المشركون عمّار بن ياسر فلم يتركوه حتى سبّ النبي (ص) وذكر آلهتهم بخير ثم تركوه، فلما أتى رسول الله (ص) قال له: ما وراءك، قال: شرّ يا رسول الله، ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير، قال: كيف تجد قلبك، قال: مطمئن بالإيمان، قال، إن عادوا فعد»(3) .

هذا وقد تجاهل الدكتور الموسوي الأسباب التي جعلت الشيعة

_____________________

(1) صحيح البخاري: ح2-ص120.

(2) نفس المصدر: ح4-ص47. وانظر القزويني: محاورة عقائدية -ص148.

(3) أنظر السيد محسن الأمين: نقض الوشيعة -ص183.

١٧٤

يعملون بالتقيّة، فقد مرّت عليهم ظروف لم يسلموا فيها من أنواع التنكيل والتعذيب والاضطهاد، والقتل والتشريد وسمل العيون، والصلب على جذوع النخل، وقطع الأيدي والأرجل، حتى أنّه ليقال زنديق خير من أن يقال شيعة علي، فلو لم يعملوا بالتقيّة حفاظاً على أنفسهم من الهلاك والدمار، لما بقيت لهم باقية، ولما وجد على وجه الأرض شخص يدعى الدكتور موسى الموسوي، فالعمل بالتقيّة كان نتيجته خروج الدكتور إلى الوجود، ولأجل هذا يجب عليه أن يحمد الله مخلصاً، ويشكره على هذه النعمة، نعمة العمل بالتقيّة التي كانت سبباً لوجوده، وإلّا كان في عداد المعدومين، ولكن الدكتور كعادته يحاور أن يلبس الحقّ بالباطل، ويحرّم ما شرّعه الله سبحانه لعباده، في دعوته التصحيحية هذه.

يقول الدكتور الموسوي في صفحة «52»: «من الصعب عليّ جداً أن أتصور معني التقيّة بالمفهوم الشيعي الخاص، وكما وردت في الكتب الشيعية وتبنّاها بعض علماء المذهب الإمامي وسار عليها منذ الغيبة الكبرى وحتى كتابة هذه السطور.

ولست أدري كيف تدّعي الشيعة بأنّها من أنصار الإمام الحسين سيد الشهداء وإمام الثائرين وهي تعمل بالتقيّة وتعتقد بها وترتضيها لنفسها، ثم لست أدري ما هذا التناقض الغريب في معتقدات الشيعة وحسب الصورة التي رسمتها لهم زعاماتهم عبر القرون».

أقول : وأمّا قوله: «من الصعب عليّ جداً أن أتصور معني

١٧٥

التقيّة...»، فهو حقّ، لأنّ من لا يستطيع معرفة الفاعل من المفعول، والمضاف من المضاف إليه، كيف يستطيع معرفة معاني الكلمات ومداليلها ومفاهيمها؟ فالذي لا يعرف أبسط القضايا البديهية، فكيف يعرف القضايا النظرية؟ ومن يصعب عليه معرفة معني التقيّة بالمفهوم الشيعي، كيف أجاز لنفسه الاجتهاد وهو لا يدرك ما في كتب الشيعة من معان وأفكار؟ مع أنّها سطرت في كتب الشيعة للعوام، فضلاً عن الأعلام. وإليك ما يقوله الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء الذي يدّعي الدكتور أنّه أجازه شهادة الاجتهاد، في معني التقيّة:

«الثاني: من الأمور التي يشنع بها بعض الناس على الشيعة ويزدري عليهم بها... قولهم (بالتقيّة) جهلاً منهم أيضاً بمعناها وبموقعها وحقيقة مغزاها، ولو تثبّتوا في الأمر وتريثوا في الحكم وصبروا وتبصروا لعرفوا أنّ التقيّة التي تقول بها الشيعة لا تختص بهم ولم ينفردوا بها بل هو أمر-قضت به- ضرورة العقول، وعليه جبلت الطباع وغرائز البشر وشريعة الإسلام في أسس أحكامها وجوهريات مشروعياتها تماشي العقل والعلم جنباً إلى جنب... ومن ضرورة العقول وغرايز النفوس أنّ كل إنسان مجبور على الدفاع عن نفسه، والمحافظة على حياته وهي أعزّ الأشياء عليه وأحبّها إليه-و قصة عمّار وأبويه وتعذيب المشركين لهم ولجماعة من الصحابة وحملهم لهم على الشرّ وإظهارهم الكفر مشهورة، والعمل بالتقيّة له أحكامه الثلاثة، فتارة يجب كما إذا كان تركها يستوجب تلف النفس من غير فائدة، وأخرى يكون رخصة كما لو كان في تركها والتظاهر بالحق نوع تقوية

١٧٦

له، فله أن يضحّي بنفسه، وله أن يحافظ عليها، وثالثة يحرّم العمل بها، كما لو كان ذلك موجباً لرواج الباطل، وإضلال الخلق، وإحياء الظلم والجور، ومن هنا تنصاع لك شمس الحقيقة... وتعرف أن اللوم والتعيير بالتقيّة... ليس على الشيعة، بل على من سلبهم موهبة الحرية، وألجأهم إلى العمل بالتقيّة»(1) .

هذا هو معنى التقيّة الذي صعب على الدكتور إدراكه بالمفهوم الشيعي، وهذا التقسيم يتمشى مع الفطرة السليمة. فيجب العمل بالتقيّة إذا كان في إظهار الحقّ تلف للنفس من غير فائدة تعود على الإسلام والمسلمين، كما يحرم العمل بها إذا كان موجباً لرواج الباطل وانتشار الفساد وإحياء الظلم والجور، وبهذا وردت النصوص الشرعية التي أنكرها الدكتور الموسوي.

وأمّا قوله: «و تبنّاها بعض علماء المذهب الإمامي وساروا عليها منذ الغيبة الكبرى» فهو من مفتريات الدكتور على الشيعة وتكذيب للثابت من سيرة علمائهم منذ نشأتهم حتى يومنا هذا، حتى لاقوا من التعذيب والتشريد ما لاقوا، وهذا ما سنشير إليه إن شاء الله.

ومن أغرب ما يدّعيه الدكتور في قوله: بأنّ التقيّة ظهرت عند الشيعة في القرن الرابع الهجري، فهو يقول بعد عرضه لما قام به الأئمة من آل البيت (عليهم‌السلام ) من تدريس وإملاء علنا، وأنّ بيوتاتهم كانت موئلاً للزوّار: «... إنّ فكرة التقيّة التي ظهرت

_____________________

(1) محمد الحسين آل كاشف الغطاء: أصل الشيعة-ص147.

١٧٧

بالمفهوم الشيعي الخاص إنّما ظهرت في أواسط القرن الرابع الهجري».

أقول : إنّ المتتبع لسيرة علماء الشيعة منذ الغيبة وما بعدها، سوف يرى أنّ الشيعة وعلماءهم ساروا على نهج الأئمة من آل البيت (عليهم‌السلام )، فهذا شيخ الطائفة الشيخ المفيد المتوفى سنة 413 هجرية أحد علماء القرن الرابع الهجري، كانت داره موئلاً لطلّاب العلم من جميع الفرق الإسلامية، وكان يناظر كل عقيدة مع الجلال والعظمة باعتراف جميع طوائف المسلمين، ولم يعمل بالتقيّة المزعومة التي زعمها الدكتور الموسوي، وهذا السيد المرتضى علم الهدى، كانت له مدرسة خاصّة، وقد أجرى لطلّابه الجرايات، وكان يقوم بنفسه بتدريس علوم آل محمد، وكذلك أخوه الشريف الرضي. وأمّا شيخ الطائفة الطوسي، فكان أستاذ المجتهدين من الفريقين، حتى قال فيه ابن حجر: له على كل إمام منّة، وليس أدلّ على بطلان مزاعم الدكتور، من هجرة الشيخ من بغداد إلى النجف، وتأسيسه أعظم جامعة إسلامية عرفها تاريخ الفكر الإنساني في القرن الخامس الهجري، فلو كان يعمل بالتقيّة، كما يقول، لكان آمناً بعيداً عن الفتن والاضطرابات التي أدّت إلى تركه بغداد حاضرة العالم الإسلامي في ذلك الوقت. وهذان الشهيدان الأول والثاني، فهما خير دليل على فساد مفتريات الدكتور، وهكذا نجد القتل والتشريد والاضطهاد قد صاحب الشيعة وعلماءهم منذ فجر تاريخهم، كل ذلك من أجل الدفاع عن العقيدة الإسلامية النقيّة التي أخذوها عن آل محمد (ص)، والتي رسمتها لهم زعاماتهم عبر

١٧٨

القرون، والتي طعن فيها الدكتور الموسوي.

يقول الدكتور في صفحة: «57،56»: «و إنّني لا أشك من أنّ التقيّة كانت من أهم الأسباب التي أدّت إلى التخلف الفكري والاجتماعي والسياسي للمجتمعات الشيعية أينما وجدت...».

أقول : إنّ رجل الفلسفة والشريعة لا يدري ما يقول، وليته لا يدري، حتى لا يحشر نفسه في عداد العلماء، بل وفي عداد المجتهدين، ولكنه حشر نفسه في عدادهم فوقع في مزالق لا حدود لها، حتى أدّت به إلى القول، بأنّ التخلّف الفكري عند الشيعة نتيجة عملهم بالتقيّة. فإذا كان الشيعة من المتخلّفين فكريّاً؟ فكيف إذن حصلت على شهادتك الاجتهادية؟ أحصلت عليها من المتخلّفين فكريّاً؟ وهل يعقل أن يمنح المتخلّف فكريّاً شهادة الاجتهاد إلى الدكتور الموسوي؟ ورجل الفلسفة غابت عن ذهنه القاعدة المعروفة بين الفلاسفة «فاقد الشيء لا يعطيه». فعلماء الشيعة-حسب تصوّر الدكتور-متخلّفون فكريّاً، وكل متخلّف فكريّاً فشهادته العلمية باطلة، وعلى هذا يقال للدكتور: إمّا أن تكون شهادتك الاجتهادية باطلة، وإمّا أن تكون أنت من المتخلّفين فكريّاً، فإن قلت بالأول، فدخولك في عداد العلماء من الظلم الفاحش، وإن قلت بالثاني، فتكون متخلّفاً فكريّاً والحمد لله.

والذي يدل على تخلّف الدكتور الفكري، عرضه لسيرة أئمة الشيعة، وما قاموا به من درس وتدريس وأدعية، وجعل ذلك دليلاً على عدم عمل الأئمة بالتقيّة، فهو ينقل عن الإمام علي بن الحسين (عليه‌السلام ) كما في صفحة: «54»:

١٧٩

«إنّ من يقرأ هذه الأدعية يعلم علم اليقين كيف أنّ التقيّة كانت أبعد شيء إلى قلب السجّاد، فقد نسف الإمام في أدعيته تلك الخلافة الأموية الحاكمة نصّاً ومضموناً».

أقول : يحاول الدكتور أن يوهم القارئ بأنّ الأئمة من آل البيت أبعد الناس عن التقيّة، والمتتبع لسيرة الأئمة يجد أنّهم كانوا أول من عمل بها، حتى أدّى الأمر بهم إلى عدم التقائهم بالخلص من شيعتهم خوفاً عليهم من الهلاك، بل أنّ منهم من أغلق بابه ومنع شيعته من زيارته، حتى أدّى بالبعض من رواتهم أنّه لا يصرّح بأسمائهم، وإنّما يقول: قال العالم أو العبد الصالح، خوفاً وحذراً من عيون بني أميّة وبني العباس، حتى ورد عنهم (عليهم‌السلام ) قولهم لبعض شيعتهم: إذا نام الناس وهدأت الأعين فأقبل، وكان بعضهم إذا رأى الإمام في الطريق أشاح بوجهه عنه لئلا يعرف فيؤخذ فتضرب عنقه، كل ذلك وغيره سطره علماء التاريخ والسير في تواريخهم وسيرهم، فليراجع الدكتور ليعلم صحّة ما نقول.

وأمّا قوله: إنّ من يقرأ هذه الأدعية، فمردود عليه، لأنّ هذه الأدعية لم تعرف إلّا من طريق علماء الشيعة ورواتهم، فالشيعة منذ القديم وحتى يومنا هذا، كانوا يتناقلون هذه الأدعية جيلاً بعد جيل، وكان أكثر الشيعة يحفظونها ويعلمونها لأبنائهم في المساجد والمدارس حتى وصلت إلينا بالصورة التي رآها الدكتور الموسوي، فلولا أولئك العظام من علماء الشيعة لما وصلت إلى يد الدكتور تلك الأدعية المأثورة عن الإمام علي بن الحسين (عليه‌السلام )، بل إنّ كثيراً من علماء الشيعة شرحوا تلك الأدعية وبيّنوا معانيها وما تهدف

١٨٠