مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح0%

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح مؤلف:
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 354

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الدكتور علاء الدين السيد امير محمد القزويني
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 354
المشاهدات: 57974
تحميل: 4262

توضيحات:

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 354 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 57974 / تحميل: 4262
الحجم الحجم الحجم
مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

مؤلف:
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

إليها. فأين هذا من التقيّة التي يقول بها الدكتور.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ المذهب الشيعي بعقائده وأحكامه، لم يظهر بصورته الواضحة إلّا في القرن الرابع والخامس الهجري، الذي ظهرت فيه التقيّة، كما يزعمه، فقد ألف علماء المذهب آلافاً من الكتب التي تناولت شتى العلوم خصوصاً ما يتعلق بعلوم الإسلام وعلى الأخص ما يتعلق بالعقيدة، وكانوا يناظرون المخالفين وبقية الديانات في المساجد والمدارس ومنازل الأمراء والعلماء، لم يثنهم خوف ولا إزهاق نفس، كل ذلك للدفاع عن العقيدة الصحيحة، وما كتبه الشيخ المفيد والسيد المرتضى والكراجكي والشيخ الطوسي، والخواجه نصير الدين والعلّامة الحلّي والشهيدان وغير هؤلاء من زعامات الطائفة الشيعية لدليل واضح على فساد مفتريات الدكتور الموسوي.

ونختم هذا الفصل بما يقوله في صفحة «59»: «و ليعلموا أيضاً أنّ ما نسبوه إلى الإمام الصادق (ع) من أنّه قال: «التقيّة ديني ودين آبائي». إن هو إلّا كذب وزور وبهتان على ذلك الإمام العظيم».

أقول : وممّا يؤسف له أن يتهم الدكتور رواة الشيعة بالكذب والزور والبهتان من غير خجل ولا حياء، وهو يدّعي الانتساب إلى أولئك الرواة الذين حكم عليهم بالافتراء، مع أنّه اعتبر نفسه من العلماء العارفين بمضامين الروايات، وهو لا يعرف أبسط قواعد اللغة، فكيف يستطيع معرفة معاني الأحاديث ولهذا نراه يطعن في

١٨١

الرواية الواردة عن الإمام الصادق (ع) في قوله: «التقيّة ديني ودين آبائي». أليست التقيّة بالمفهوم الشيعي المتقدم والذي نطق به القرآن من دين الإمام الصادق ودين آبائه، أم أنّ الدكتور أخرج الإمام الصادق عن الإسلام، حتى لا تكون التقيّة من دينهم (عليهم‌السلام )؟ مع أنّ التقيّة من الأحكام الشرعية عند جميع المسلمين ما عدا الدكتور الموسوي. وعلى هذا يثبت للقارئ الكريم أنّ الدكتور لا يريد إصلاحاً وتصحيحاً، وإنّما يريد إفساداً وتغييراً لحكم الله.

١٨٢

الإمام المهدي المنتظر

يقول الدكتور الموسوي في صفحة «60»: «إنّ فكرة ظهور رجل من آل محمد يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، فكرة جميلة ومليئة بالآمال الخيرة، ولكن علماء الشيعة ألصقوا بالإمام المهدي جناحين أثقلا كاهل الشيعة في كل زمان ومكان. و هذان الجناحان هما بدعة الخمس في أرباح المكاسب وبدعة ولاية الفقيه، فالأولى تعني دفع ضريبة مالية ما أنزل الله بها من سلطان، والثانية تعني عبودية الإنسان للإنسان بلا قيد ولا شرط».

أقول: إنّ أي فكرة أو مبدأ في العقيدة الشيعية، لا بدّ وأن يخضع لميزان الشرع، سواء أكانت تلك الفكرة جميلة وحسنة، أم قبيحة، لئلا تدخل تحت عنوان البدعة، ومنها فكرة ظهور رجل من آل محمد (ص) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، فإن دلّ الدليل الشرعي والعقلي على ثبوتها، وجب العمل به وعدم مخالفته، وهذا أصل من أصول الشيعة، فما ثبت بالدليل عن الرسول (ص) فهو كالقرآن الكريم من حيث الصدق ووجوب العمل. وقد ثبت عن الرسول (ص) بإجماع الأمّة الإخبار عن المهدي، ولذا فالشيعة

١٨٣

ملزمون كمؤمنين بالنبي (ص) أن يصدّقوا بالمهدي، وإلّا كانوا كمن أنكر النبوّة، لأنّ إنكار السنّة مع العلم بثبوتها عن النبي (ص) إنكار للنبي ولرسالته بالذات. وبمعني آخر، أنّ التصديق بنبوّة النبي (ص) يستدعي التصديق بالمهدي بعد العلم بأنّه (ص) أخبر عنه، ولا يمكن لنا الفصل بين الإيمان بالنبوّة والإيمان بالمهدي بعد ثبوت الإخبار عنه، ولهذا لا مجال للكلام في ذلك، وإنّما الكلام فيما ورد عن النبي (ص) من أحاديث وأخبار تثبت ذلك. وقد جاء في صحاح أهل السنّة من الأخبار عن المهدي ما لا يبلغه الإحصاء، حتى ألف أكابر مشايخ أهل السنّة كتباً خاصّة مليئة بأحاديث الرسول (ص) التي تبشر بظهور المهدي.

أمّا الدكتور الموسوي فقد أهمل تلك النصوص ولم يتعرّض لها لا من قريب ولا من بعيد، وأشاح بوجهه عنها، وغضّ الطرف عن وجودها وتواترها، مشيراً إلى الجناحين اللذين ألصقهما - كما يقول - علماء الشيعة بالمهدي المنتظر، وهما بدعة الخمس، وولاية الفقيه، وهاتان المسألتان هما السبب في تأليف كتاب «الشيعة والتصحيح»، لكي يطعن في علماء الشيعة من دون دليل ولا برهان، ولهذا أنكر وجود المهدي وظهوره وجعل ذلك فكرة جميلة مليئة بالآمال والتطلعات التي لم يأت بها الإسلام. ونحن نشير إلى نبذة ممّا رواه أمناء الحديث من علماء أهل السنّة وحفّاظهم على وجود المهدي وأنّه من ولد فاطمة (عليها‌السلام ) من أبناء الحسين بن علي بن أبي طالب (ع).

١٨٤

«الإمام المهدي المنتظر في كتب أهل السنّة»

يقول ابن خلدون: «إعلم أنّ في المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار أنّه لا بدّ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيّد الدين ويظهر العدل ويتبعه المسلمون ويستولي على الممالك الإسلامية ويسمى بالمهدي، ويكون خروج الدجّال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره، وأنّ عيسى ينزل من بعده... إلى أن يقول: إنّ جماعة من الأئمة خرجوا أحاديث المهدي، منهم: الترمذي وأبو داود والبزار وابن ماجة والحاكم والطبري وأبويعلي الموصلي وأسندوها إلى جماعة من الصحابة مثل علي وابن عباس وابن عمر وطلحة وابن مسعود وأبي هريرة وأنس وأبي سعيد الخدري وأم حبيبة وأم سلمة وثوبان وقرة بن أياس وعلي الهلالي... و لفظ الترمذي: لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي. وفي لفظ آخر: حتى يلي رجل من أهل بيتي، وكلاهما حديث حسن صحيح، ورواه أيضاً من طريق موقوفاً على أبي هريرة، وقال الحاكم رواه الثوري وشعبة وزائدة وغيرهم من أئمة المسلمين عن عاصم قال: وطرق عاصم عن زر عن عبد الله كلها صحيحة على ما أصلته من الاحتجاج بأخبار عاصم إذ هو إمام من أئمة المسلمين...»(1) .

أقول : ومع ما ذكره ابن خلدون من صحّة الحديث، وأنّه رواه الثقات من علماء أهل السنّة، فإنّه يحاول تضعيف كل حديث

_____________________

(1) ابن خلدون: المقدمة-ص311-312.

١٨٥

جاء بهذا الصدد، وإن كانت هذه الأحاديث ذكرها جهابذة الرواة من أهل السنّة، وفي ذلك يقول أبو رية: «و قد طعن ابن خلدون في أكثر أحاديث المهدي التي جاءت في كتب السنّة عند الجمهور»(1) .

إنّ تكذيب مثل هذه الأحاديث معناه عدم التصديق بسنّة النبي (ص) مع ثبوتها، وهذا يستدعي إنكار النبوّة رأساً. مع أنّ ابن تيمية مع تشدّده على الشيعة فقد أذعن بصحة هذه الأحاديث، فهو يقول: «فأمّا المهدي الذي بشّر به النبي (ص) فقد رواه أهل العلم والعالمون بأخبار النبي (ص) الحافظون لها، الباحثون عنها وعن رواتها، مثل أبي داود والترمذي وغيرهما، ورواه الإمام أحمد في مسنده. فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (ص): لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلاً من أهل بيتي»، وقال (ص): يكون في آخر الزمان خليفة يحثو المال حثواً»(2) . وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدل على تواتر روايات المهدي المنتظر (ع).

وجاء في مسند الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري قال: «قال رسول الله (ص) أبشّركم بالمهدي، يبعث في أمّتي على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسّم المال صحاحاً

_____________________

(1) محمود أبو رية: أضواء على السنّة المحمدية-ص206.

(2) ابن تيمية: حقوق آل البيت-ص37-38.

١٨٦

فقال له رجل: ما صحاحاً، قال: بالسويّة بين الناس،قال: ويملأ الله قلوب أمّة محمد (ص) غني ويسعهم عدله حتى يأمر منادياً فينادي فيقول: من له في مال حاجة فما يقوم من الناس إلّا رجل فيقول: ائت السدان، يعني الخازن، فقل له: إنّ المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً، فيقول له أحث حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم فيقول: كنت أجشع أمّة محمد نفساً....»(1) .

وفي المسند أيضاً عن علي بن أبي طالب قال: «قال رسول الله (ص) المهدي منّا أهل البيت يصلحه الله في ليلة»(2) وفي رواية ابن مسعود قال: «قال رسول الله (ص) لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي اسمه يواطىء اسمي»(3) . و عن أبي سعيد الخدري: «لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي أجلى أقنى يملأ الأرض عدلاً كما ملئت قبله ظلماً...»(4) . وفي رواية عنه أيضاً قال: «قال النبي (ص) يكون من أمّتي المهدي... يملأ الأرض قسطاً وعدلاً» وفي رواية «... ثم يخرج رجل من عترتي يملك سبعاً أو تسعاً فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً...»(5) .

وفي صحيح أبي داود، عن زر عن عبد الله عن النبي (ص)

_____________________

(1) الإمام أحمد: المسند-ح3-ص37. و انظر ص52.

(2) نفس المصدر:ح1-ص84.

(3) نفس المصدر:ص376-377.

(4) نفس المصدر:ح3-ص17.

(5) نفس المصدر:ص27.

١٨٧

قال: «لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم، قال زائدة، لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجل مني أو من أهل بيتي يواطىء اسمه أسمي... و قال في حديث سفيان: لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي، قال أبو داود، لفظ عمر وأبي بكر بمعني سفيان»(1) .

وفي رواية عن علي عن النبي (ص) قال: «لو لم يبق من الدهر إلّا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً»(2) . وعن أم سلمة قالت: «سمعت رسول الله (ص) يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة»(3) . وعن أبي سعيد الخدري قال: «قال رسول الله (ص) المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً»(4) . ولهذا جاء في صحيح البخاري، أنّ أبا هريرة قال: «قال رسول الله (ص): كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم»(5) .

وفي الجامع الصغير للعلّامة السيوطي في حديث صحيح عن النبي (ص) قال: «إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل

_____________________

(1) أبو داود: صحيح سنن المصطفى-ح2-ص207.

(2) نفس المصدر: ص207.

(3) نفس المصدر: ص207-208.

(4) نفس المصدر: ص208.

(5) صحيح البخاري: ح4-ص168. و أيضاً صحيح مسلم: ح1-ص94.

١٨٨

خراسان فأتوها، فإنّ فيها خليفة الله المهدي»(1) . و في رواية: «لتملأن الأرض ظلماً وعدواناً ثم ليخرجنّ رجل من أهل بيتي حتى يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وعدواناً»(2) . وفي رواية: «لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم لطوّله الله حتى يملك رجل من أهل بيتي...»(3) وفي أخرى: «منّا الذي يصلّي عيسى بن مريم خلفه»(4) .

يقول ابن حجر في صواعقه: «و أخرج أبو داود والنسائي وابن ماجة وآخرون خبر: المهدي من عترتي من ولد فاطمة، وفي أخرى لأحمد وغيره، المهدي من أهل البيت يصلحه الله في ليلة، وفي أخرى للطبراني: المهدي منّا يختم الدين بنا كما فتح... وصحّ عن ابن عباس (رض) أنّه قال: منّا أهل البيت أربعة... ومنّا المهدي... ثم قال: وأمّا المهدي فإنّه يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً...»(5) .

يقول الدكتور أحمد صبحي: «و قد شاع الاعتقاد في انتظار المهدي عند بعض علماء أهل السنّة.... بعد أن تحدّث فيه بعض علمائهم كالكنجي الشافعي في كتابه البيان في أخبار صاحب الزمان، والسيوطي في كتابه العرف الوردي في أخبار المهدي، وابن

_____________________

(1) السيوطي: الجامع الصغير-ح1-ص100.

(2) نفس المصدر: ح2-ص402.

(3) نفس المصدر: ص438.

(4) نفس المصدر: ص546.

(5) إبن حجر الهيتمي: الصواعق المحرقة-ص237.

١٨٩

حجر العسقلاني في كتابه القول المختصر في علامات المهدي المنتظر، ويوسف بن يحيى الدمشقي في عقد الدرر في أخبار الإمام المنتظر، كل ذلك ممّا يدل على أنّ عقيدة المهدي قد شغلت حيزاً هاماً من تفكير أهل السنّة جمهورهم وعلمائهم، فضلاً عمّا أسهم به الصوفية في نشر هذه العقيدة...

ولقد شارك في الاعتقاد بالمهدية فريق من أهل السنّة كان أحرى بحكم عدائه التقليدي للشيعة أن يستنكر عقيدة المهدي استنكاره لسائر عقائد الشيعة، أعني المذهب السلفي، ولكن ابن تيمية يعتقد بصحّة الحديث الذي رواه ابن عمر: «يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كاسمي وكنيته كنيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، وذلك هو المهدي» وقول النبي: «المهدي من عترتي من ولد فاطمة»، كما يرى ابن تيمية أن أحاديث المهدي صحيحة مستنداً إلى مسند أحمد وصحيح الترمذي وأبي داود»(1) .

أقول : يظهر من كلام الدكتور أحمد صبحي أنّ أهل السنّة يستنكرون سائر عقائد الشيعة، وذلك بحكم العداء التقليدي للشيعة، ولهذا يستغرب من عدم إنكار بعض أهل السنّة لعقيدة الشيعة في المهدي، كما استنكروا سائر عقائدهم، ومن هنا يظهر بوضوح أنّ سياسة الأمويين والعباسيين لها دور كبير في هذا العداء وإخفاء ما يتعلّق بأهل البيت من روايات وأحاديث، ومع ذلك، فقد سلمت الأحاديث الواردة في المهدي لتواترها، وبحكم هذا

_____________________

(1) أحمد صبحي: نظرية الإمامة-ص404-405.

١٩٠

التواتر لم يستطيعوا إنكارها كإنكار سائر الأحاديث التي تتعلّق بأهل البيت (عليهم‌السلام )، وعلى هذا كان حديث المهدي، وأنّه من ولد فاطمة صحيحاً عند جميع المسلمين.

إنّ إنكار هذه الأحاديث الواردة عن النبي (ص) في المهدي، لم يكن خاصّاً بابن خلدون وغيره من القدماء، بل تعدّى ذلك إلى بعض المحدّثين ممّن يدّعي البحث العلمي في تتبعه للأحداث التاريخية، منهم على سبيل المثال الدكتور أحمد الحوفي، والأستاذ أحمد أمين.

أمّا الدكتور الحوفي فيقول في المهدي وعقيدة الشيعة فيه: «أغلب الظنّ أنّ هذه العقيدة ليست في حاجة إلى مناقشة طويلة ممّن لا يدينون بها. وهل من المعقول أنّ شخصاً قد مات سيبعث قبل يوم البعث ليحارب ويحكم ويقتص ويعدل بين الناس؟ ولماذا انقضت الأزمان التي حددت لظهوره ولم يظهر في أحدها؟ ثم انقضت أحقاب بعد ذلك، ولا أثر لمهدي واحد من هؤلاء المهديين جميعاً، لكننا لا نكتفي بهذا ونرجّح أن بعض الذين يصدقون الدعوى لا يكتفون، فلنذكر ما يراه المخالفون من تدليل على بطلان الدعوى في رفق وأناة وحيدة لأنّا طلّاب حقيقة ولسنا من أهل التعصّب أو الكلف بالمخالفة. هذه العقيدة أصداء لعقائد قديمة، يتبيّن هذا من تعقّب الدعوى منذ مولدها، فلم ننس بعد أنّ الدعوى وليدة ابن سبأ اليهودي... إلى قوله: وهذه الأحاديث التي رويت في شأن المهدي لم يرد منها شيء في صحيح البخاري أو صحيح مسلم، وإنّما خرّجها جماعة، ومنهم الترامذي وأبو داود...

١٩١

وقد أحصى ابن حجر الأحاديث المروية في المهدي فوجدها نحو الخمسين، وقال إنّها لم تثبت عنده»(1) .

هذا ما يقوله الدكتور أحمد الحوفي، والمتأمل في ذلك يرى التناقض في كلامه واضحاً، وأنّه لم يتحر الحقيقة، ولم يعرف شيئاً عن عقيدة الشيعة في المهدي، ولم يفحص عن جذور هذه العقيدة من أين صدرت، وهل كانت صادرة عن عبد الله بن سبأ اليهودي، أم أنّها من روح الإسلام وتعاليمه؟ ومن هنا اعتمد الدكتور الحوفي على ما يقوله ابن حجر، مع أنّ ابن حجر سلّم بصحة ما جاء عن النبي (ص) في المهدي من أحاديث، وذكر أن الإمام مسلماً والنسائي والترمذي، وكل هؤلاء من أصحاب الصحاح، قد خرّجوا حديث المهدي وأنّه من ولد فاطمة في قوله: «من ذلك ما أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة والبيهقي وآخرون: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة: لو لم يبق من الدهر إلّا يوم...»(2) . وقوله أيضاً: «... و صحّ عن ابن عباس أنّه قال: منّا أهل البيت أربعة... منّا المهدي... ثم قال: وأمّا المهدي فإنّه يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً...»(3) . ومن كل ذلك يظهر بطلان قول الدكتور الحوفي: «... من تدليل على بطلان الدعوى في رفق وأناة

_____________________

(1) أحمد الحوفي: أدب السياسة-ص77-78-79.

(2) ابن حجر الهيتمي: الصواعق المحرقة-ص163.

(3) نفس المصدر: ص237.

١٩٢

وحيدة، لأنّا طلّاب حقيقة، ولسنا من أهل التعصّب أو الكلف بالمخالفة».

فطالب الحقيقة ينبغي أولاً أن يرجع إلى عقيدة الشيعة ليرى رأيهم في المهدي، ثم يبحث عن جذور هذه العقيدة في كتب أهل السنّة، وهل أنّها صادرة عن يهودي يريد الكيد بالمسلمين، أمّ أنّها صادرة عن صاحب الرسالة (ص)؟ حتى لا يقع فيما وقع فيه الدكتور الحوفي من إسناد هذه العقيدة إلى يهودي، وهي صادرة عن خاتم النبيين (ص).

أمّا المخالفة الأولى التي وقع فيها الدكتور الحوفي، والتي تدلّ على عدم تتبعه للحقيقة، وذلك في قوله: «و هل من المعقول أنّ شخصاً قد مات سيبعث...». مع أنّ جميع الشيعة وبعض علماء السنّة، لم يقولوا بموته، وإنّما قالوا بأنّه حيّ يرزق مثله مثل عيسى بن مريم (عليه‌السلام )، والخضر والياس، كما جاء ذلك في صحيح البخاري ومسلم فيما رووه عن النبي (ص) في قوله: «كيف أنتم إذا نزل عيسى بن مريم فيكم وإمامكم منكم»(1) .

ثم إنّ الدكتور الحوفي نفى بعثة الأموات واعتبرها من الأمور غير المعقولة، وهذا نفي لقدرة الله سبحانه، فالله قادر على أن يحيي الموتى، ودليل ذلك أنّه سبحانه أمات أهل الكهف فلبثوا أمواتاً بضع سنين تزيد على ثلثمائة سنة، ثم أحياهم ليكونوا آية للناس، وهذا دليل على إيمان الشيعة بقدرة الله سبحانه التي نفاها الدكتور الحوفي.

_____________________

(1) صحيح البخاري: ح4-ص168. وأيضاً صحيح مسلم: ح1-ص94.

١٩٣

وأمّا أحمد أمين فيقول: «و لم نعلم أحداً في التاريخ عمر أكثر من مائة سنة إلّا قليلاً، وعلى كل حال فلم يعمر أحد أبداً... إلى قوله: والمفكّر في هذا يعجب لأمرين، أحدهما: تولية الإمامة لطفل في الرابعة أو الخامسة من عمره. مع أنّ الإمامة منصب عظيم يشرف على أمور المسلمين فلا بدّ له من رجل ناضج على تحمّل المسؤولية عارف بأمور الدين ومشاكل الدنيا، والطفل الصغير لا يستطيع ذلك مهما أُوتي من النبوغ...»(1) .

أقول : أمّا قول أحمد أمين: ولم نعلم أحداً في التاريخ عمّر أكثر من مائة سنة، مناقض لما جاء في القرآن الكريم وكتب التاريخ، فأحمد أمين، تجاهل الآية القرآنية القائلة بأنّ نبي الله نوحاً (عليه‌السلام )، عاش في قومه فقط أثناء النبوّة «950 عاماً»، في قوله تعالى:( فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا ) (2) . وبعد الطوفان عاش «500 عاماً»، وقبل النبوّة عاش «850 عاماً»، وبذلك يكون مجموع ما عاشه نوح ألفين وثلثمائه سنة.

وفي كتاب المعارف لا بن قتيبة، أنّ شيث بن آدم عاش تسعمائة سنة واثنتي عشرة سنة، وآدم عاش ألف سنة(3) . وقال الثعلبي: يقال أنّ الخضر (عليه‌السلام ) لا يموت إلّا في آخر

_____________________

(1) أحمد أمين: ظهر الإسلام-ح4-ص117-118-ط 1975 م.

(2) سورة العنكبوت الآية14.

(3) المعارف-ص1-20.

١٩٤

الزمان عند رفع القرآن، وقال النووي في تهذيبه: قال الأكثرون من العلماء: هو حيّ موجود بين أظهرنا(1) . مع أنّه ولد قبل موسى (عليه‌السلام )، ولهذا أورد العسقلاني أخباراً كثيرة وردت في الخضر وأنّه كان في زمن النبي (ص)(2) .

يقول ابن خلدون في مقدمته عن شداد: «فبني مدينته إرم في صحارى عدن في مدة ثلثمائة سنة، وكان عمره تسعمائة سنة»(3) . «و لقمان صاحب النسور ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة، وسلمان الفارسي عمّر طويلاً، فقد ادّعى بعض المؤرّخين أنّه عاصر المسيح وأدرك الإسلام، وتوفى في أيام الخليفة عمر بن الخطاب. كما وأنّ يونس النبي بقي في بطن الحوت مدة طويلة من الزمن...»(4) . وأنّ عيسى (عليه‌السلام ) حيّ يرزق، كما ورد ذلك في القرآن، إلى غير ذلك ممّن عمّروا سنين طويلة.

وإيمان الشيعة بوجود الإمام المهدي الثاني عشر، وأنّه حيّ يرزق، إيمان بقدرة الله سبحانه على إبقاء هؤلاء، وهذا دليل على عظمته سبحانه وقدرته ليكون آية للناس.

وأمّا عجب أحمد أمين في تولية الإمامة لطفل في الرابعة أو الخامسة من عمره، فيرتفع بما ورد في كتاب الله، بالنسبة لعيسى بن

_____________________

(1) ابن حجر العسقلاني: الإصابة-ح2-ص293-294.

(2) نفس المصدر: ص302.

(3) ابن خلدون: المقدمة-ص14.

(4) حسن عباس: الصياغة المنطقية-ص403.

١٩٥

مريم، حيث بعثه الله إلى قومه، وجعله نبيّاً، وهو في المهد صبيّاً، حيث يقول عزّ وجل:( قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ﴿29﴾ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّـهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿30﴾ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ) (1) . فكيف آتاه الله الكتاب وهو في المهد؟ وكيف جعله نبيّاً في هذا السن وعلّمه الكتاب؟ وأوصاه بالصلاة والزكاة وإدارة شؤون العالم، لثبوت نبوّته، ومن هنا يرتفع العجب الذي حصل لأحمد أمين. هذا مع أنّ النبوّة والإمامة لا تحصل عند الشيعة باختيار الناس، وإنّما تحصل بالجعل والاختيار من قبل الله سبحانه، لمن يكون أهلاً لها، ولهذا لا يستبعد أن يقع الاختيار منه سبحانه على من كان في المهد صبيّاً، أو أن يكون في سنّ الرابعة أو الخامسة، ومصداق ذلك، أنّ الله سبحانه آتى يحيى الحكم وعلّمه العلوم وهو صبيّ في قوله تعالى:( وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) (2) .

فإذا كان إتيان النبوّة وتعليم الكتاب لصبي في المهد، وإعطاء الحكم ليحيى وهو صبي، فلا يمتنع ذلك على الله أن يجعل الإمامة لمحمد بن الحسن العسكري وهو صبي، إكراماً لنبوّة خاتم الأنبياء والمرسلين (عليه‌السلام )، ليكون دليلاً على بقاء هذا الدين واستمراره، ولئلا يخلو الزمان من أهل البيت مصداقاً لحديث الثقلين، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليه (ص) الحوض.

_____________________

(1) سورة مريم: الآيات 29-31.

(2) سورة مريم: الآية 12.

١٩٦

هذه هي فكرة الإمام المهدي المنتظر استخلصناها من مصادر أهل السنّة وحفّاظهم، ليرى الدكتور الموسوي وغيره، أنّ هذه الفكرة، أي فكرة ظهور رجل من آل محمد (ص) فكرة إسلامية، جاء بها النبي (ص) لاستمرار المسيرة الإسلامية حتى قيام الساعة، فإنكارها إنكار لما جاء عن النبي (ص) بأحاديث صحيحة عند جميع المسلمين وبالتالي إنكار لنبوّته ورسالته (ص).

الخمس وولاية الفقيه

وأمّا الجناحان اللذان ذكرهما الدكتور الموسوي، هما بدعة الخمس، وبدعة ولاية الفقيه، فكانا هما السبب الرئيسي لتأليف كتابه «الشيعة والتصحيح»، لينال من علماء المذهب، ويحط من كرامتهم - حسب تصوّره - و منهم جدّه الإمام الأكبر كما يقول ويدّعي - السيد أبو الحسن رحمة الله عليه - وها نحن نشير إلى نبذة من مفترياته في الخمس وولاية الفقيه، ليرى القارئ مدى حقد هذا الرجل على الشيعة وعلمائهم.

يقول في صفحة «63»: «و لكن مع الأسف الشديد أن فقهاء المذهب الجعفري ألصقوا إلى المهدي جناحين شوهوا بهما صورة المهدي الرفيعة الوضاءة، وهذان الجناحان بدعتان كبيرتان ألصقتا بالمذهب الشيعي في عهد ظهور الصراع بين الشيعة والتشيع، وهما تتناقضان مناقضة صريحة واضحة مع نصوص القرآن الكريم وسيرة الرسول (ص) وعمل الإمام علي والأئمة من بعده، البدعة الأولى

١٩٧

هي تفسير الخمس في أرباح المكاسب، والبدعة الثانية هي ولاية الفقيه في المجتهدين...».

أقول : ما علاقة الخمس بالإمام المهدي حتى يكون تشويهاً لصورة المهدي الرفيعة الوضاءة، فإذا كان الخمس سبباً لتشويه هذه الصورة، فهو كذلك سبباً لتشويه صورة النبي (ص) الرفيعة الوضاءة، لأنّه هو المشرّع لهذا الفرض، ثم ما ذنب الإمام المهدي في تشريع الخمس من قبل فقهاء الشيعة-كما يدّعي-والله سبحانه يقول: «و لا تزروا وازرة وزر أخرى». فكان من المفروض على الدكتور أن لا يجعل ذلك تشويهاً لمقام الإمام المهدي، وهو من فعل غيره، وكيف أجاز لنفسه أن يحكم على فريضة شرّعها الله في محكم كتابه، بأنّها بدعة، وذلك في قوله تعالى: «أنّما غنمتم من شيء فإنّ لله خمسه وللرسول ولذي القربى...». فالاختلاف في تفسير الغنيمة، وأنّها في مغانم الحرب خاصّة، أم أنّها تشمل غيرها، يرجع فيه إلى معنى الغنيمة في اللغة، لا أنّه يحكم ببدعتها. والمعروف من مذاهب المسلمين، أنّ من حكم ببدعة شيء ورد فيه النصّ، وثبت بالضرورة من دين الإسلام يكون خارجاً عنه كافراً به، وهذا لا خلاف فيه، ولهذا ذهب جميع الفقهاء، أنّه من أحلّ ما حرّم الله، أو حرّم ما أحلّ الله، يحكم عليه بالخروج عن الإسلام. ولهذا نجد الدكتور الموسوي حكم على كون الخمس بدعة. وها نحن نشير أولاً إلى معنى الخمس ومشروعيته، ثم نعرج على جملة من مفترياته بالتفنيد.

١٩٨

الخمس:

يقول في صفحة «63»: «أمّا ولاية الفقيه فيكاد يكون من المتفق عليه عند علماء المذهب الشيعي إنّها تشمل أرباح المكاسب والغنائم معاً، إلّا أنّ تفسير الغنيمة بأرباح المكاسب ظهر بعد الغيبة الكبرى بقرن ونصف في الكتب الشيعية».

ويقول في صفحة «65»: «... و لكن مع الأسف الشديد أنّ فقهائنا «هكذا مكتوبة» عن عقيدة أو جهل أو ضرورة أضافوا بدعتين صريحتين إلى العمل الاجتهادي ومسخوا كل معالم الإخلاص والعمل لله وهما كما قلنا الجناحان الخفاقان على رؤوس الشيعة ما دامت السماوات والأرض، الخمس في أرباح المكاسب وولاية الفقيه».

أقول : ما علاقة ولاية الفقيه بأرباح المكاسب والغنائم حتى يجعلها مقسماً لهما؟ وكيف اعتبر ذلك من المتفق عليه عند علماء المذهب الشيعي؟ مع أنّ جميع فقهاء المذهب يذهبون إلى ذلك، ومنهم جدّه الإمام الأكبر، وأستاذه الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء، قالا بأنّ الخمس يشمل أرباح المكاسب، فإن كان قولهما عن عقيدة فقد حكم الدكتور عليهما بالابتداع في الدين والخروج عن ملّة المسلمين، نعوذ بالله من شطحات الشياطين. وإن كان عن جهل، فقد حكم بجهالة جدّه الإمام الأكبر، وجهالة من منحه شهادة الاجتهاد. وكل ذلك باطل. ونحن نشير أولاً إلى معنى الغنيمة، ثم نبيّن مشروعية الخمس وما قاله كل من السيد أبو

١٩٩

الحسن، والشيخ آل كاشف الغطاء رحمة الله عليهما في ذلك، ليتّضح لدى ذوي العقول مدى تحامل الدكتور من دون دليل يركن إليه أو برهان.

أمّا الغنيمة في اللغة، فقد جاء في المنجد أنّ «الغنيمة ما يؤخذ من المحاربين عنوة. المكسب عموماً»(1) . و على هذا فكل مكسب فهو غنيمة، ولهذا فالغنيمة تشمل أرباح المكاسب. وفي ذلك يقول ابن الأثير الجزري في النهاية في باب الغين مع النون في معاني الغنيمة ما جاء في الحديث: «الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة، إنّما سمّاه غنيمة لما فيه من الأجر والثواب، ومنه الحديث: «الرهن لمن رهنه له غنمه وعليه غرمه، غنمه زيادته ونماؤء وما فاضل قيمته»(2) . حيث أنّ الغنيمة لغة هي كل زيادة وكل نماء وما يفضل من قيمة الشيء، وعلى هذا تشمل أرباح المكاسب، لأنّها زيادة ونماء وفاضل عن رأس المال. وفي ذلك يقول السيوطي في الدر النثير تلخيص نهاية ابن الأثير: «الغنم» بالضم الاسم، وبالفتح المصدر، والرهن له غنمه أي زيادته ونماؤه»(3) .

وقد اتّضح ممّا قدمناه أنّ الغنيمة هي مطلق الزيادة والنماء وفاضل القيمة، وتشمل عموم المكسب، ولهذا كان فقهاء الشيعة على حقّ عندما قالوا أنّ الغنيمة تشمل أرباح المكاسب.

_____________________

(1) لويس معلوف: المنجد-ص590.

(2) ابن الأثير الجزري: النهاية في غريب الحديث-ح3-ص186.

(3) نفس المصدر: ص186.

٢٠٠