مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح0%

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح مؤلف:
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 354

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الدكتور علاء الدين السيد امير محمد القزويني
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 354
المشاهدات: 57972
تحميل: 4262

توضيحات:

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 354 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 57972 / تحميل: 4262
الحجم الحجم الحجم
مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

مؤلف:
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

عروة». والصحيح أن تكتب «بن» بلا ألف لأنّها واقعة بين علمين.

78-125: «وبعد اغتيال الخليفة عمر ابن الخطاب على يد أبو لؤلؤ». و الصحيح «عمر بن الخطاب» «و أبي لؤلؤ».

79-125: «على شاكلة أبو لؤلؤ» والصحيح «ابي لؤلؤ».

80-125: «إنّ الأعمال الإرهابية ورائها مخططون». والصحيح « وراءها».

81-126: «أعتقد جازماً أنّ فقهائنا اجتهدوا أمام النصّ». والصحيح «فقهاءنا». فاذا كان الدكتور لايعرف أبسط القواعد النحوية، فيكف يعرق أنّ الاجتهاد أمام النصّ.

82-127: «كيف استطاع فقهائنا» والصحيح «فقهاؤنا».

83-133: «إنّ فقهائنا وعلمائنا يستدلون...» والصحيح «فقحاءنا وعلماءنا».

84-134: «فقد جائني أحد المشايخ». والصحيح «جاءني».

85-148: «يسمى باءاً» والصحيح «بداءً».

86-153: «منذ سنين الصبا» والصحيح «منذ سني الصبا».

87-154: «و هي ترى أنّ زعمائها» والصحيح «زعماءها».

88-155: «وهناك فئات ساذجة عبر الإمام علياً عنهم» حيث نصب كلمة علي ونونها. والصحيح «علي» فهل هناك

٤١

سذاجة أعظم من سذاجة العلّامة الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح. و لا أدري من الذي دفعه إلى هذا حتى أوقعه في مزالق لا حدودلها.

هذه نبذة من الأخطاء النحوية التي وقع فيها الدكتور الموسوي، والتي تكشف عن مدى ادّعائه وتحامله على الشيعة وعلمائهم. وضعناها أمام القارئ ليعرف مستوى موسى الموسوي من العلم. فالذي يكون بهذا المستوى من النحو، فكيف يدّعي الجتهاد والتصحيح؟ وكيف أعطى لنفسه هذه الصلاحية حتى جرّه الغرور أو جر به إلى الهاوية وخرج عن دين أبائه وأجداده الكرام؟ حتى أدّى به القول إلى إنكار النصّ والوصاية لعلي، وإنكار كل ما ثبت بالضرورة من دين الإسلام. وإنّي لا أشك أنّ وراء هذا الكتاب أياد خبيثة تحاول تشويه معالم الدين، وتفريق كلمة المسلمين. إيغار الصدور خدمة للمستعمر الكافر. ولا أشك أيضاً أنّ فئة ضالة حركت كوامن الدكتور موسى الموسوى واستغلته لمآ ربها ليقف هذا الموقف من علماء المسلمين فقد تناسى كل القيم التي تربطه بهؤلاء العظام من علماء الشيعه، فأنساه حقده وكراهيته للشيعة والتشيع كل هذه القيم، حتى أدّى به إلى الانجراف في تيارات البغي والانحراف عن آل بيت النبي (ص).. وها نحن نتناول كتابه الشيعة والتصحيح بالتفنيد، معتمدين على ما ثبت عند المسلمين، وإن كان لا يحتاج إلى التفنيد، لما فيه من التحريف الواضح، وجهالة مؤلفه، لكن خوف الانطلاء على العوام من غير الشيعة، رأينا أن نبيّن ما في الكتاب من آراء وبالله المستعان.

٤٢

هذه صورة توضح لك على أنّ الأخطاء التي ذكرناها في كتاب -الشيعة والتصحيح- لم تكن مطبعية، وهذه صورة للأخطاء التي استخرجوها على أنها أخطاء مطبعية، وهذا دليل على عدم معرفة الدكتور الموسوي بقواعد النحو.

وقعت أخطاء مطبعية في الكتاب استدركنا بعضها في هذا الجدول يرجى تصحيح الأخطاء قبل القراءة.

صفحة

1

12

13

25

39

46

63

75

سطر

6

13

5

16

14

21

14

18

الخطأ

1978

مقبلا

الخليفين

ولم يصدر

فقتلهقم من بشخصك

المحجرة

ولاية الفقية

لاقلمت

الصحيح

1987

مقبل

الخليفتين

لم يصدر

فتقلهم بشخصك

المتحجرة

الخمس

لاقتلعت

٤٣

84

92

111

113

133

134

138

141

145

146

149

149

155

155

6

25

15

11

1

6

15

11

5

3

2

3

7

10

الكرامات والمعجزات

ذركرتها

شروط الطلاق

ترفع

لايختلف

أنا

في السفر

اثارة

بسبب تناقص

و ما تتلوا من

الشرعي فلا

الأكبر

عليا

تسير

الكرامات

ذكرتها

شروط الفسخ

ترفعاً

يختلف

وما

لضرورة

اثاره

لتناقضها

و ما تتلوا منه من

الشرعي الذي هو اسماعيل فلا

الأكبر من ظهر اسماعيل

علي

و هي تسير

الأخراج الفني وتنضيد الأحرف والطباعة

شركة لترا، لوس انجلس، كاليفورنيا

٤٤

- ما جاء في مقدمة كتاب الشيعة والتصحيح من مخالفات-

يقول الدكتور الموسوي في تقديمه صفحة (5):«بسم الله والحمدالله والصلاة على رسول الله».

أقول: هذه أول مخالفة من الدكتور، فهو بهذا الدعاء المبتور قد خالف جميع الشيعة منذ القديم حتى وقتنا الحاضر، مع مخالفته للثابت من حديث رسول الله (ص) حيث جاء بالصلاة على النبي (ص) ولم يقرنها بالصلاة على الآل، فهو قد خالف جميع المسلمين، والثابت عند أهل السنة والجماعة، أنّ النبي (ص) قال: «قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. وقوله (ص):لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء، قيل.. وما الصلاة البتراء، قال أن تقولوا: اللهم صل على محمد وتسكتوا....». فأي مخالفة أعظم من هذه المخالفة، وهو يدّعي أنّه ولد وقرعرع في بيت الزعامة الكبرى للطائفة الشيعية، ودرس وتأدّب على يد أكبر زعيم ديني عرفه تاريخ التشيع منذ الغيبة الكبرى وحتى هذا اليوم، وهو جدّه السيد أبوالحسن الموسوي تغمّده الله برحمته. فإذا كانت نشأة الدكتور الموسوي، صاحب كتاب الشيعة والتصحيح، في بيت من

٤٥

بيوت أهل العلم، فقد أنكر ما لهذا البيت من فضل وفضيلة على تربيته وتعليمه - وإن كان فارغاً منهما - فأنكر الصلاة على آل بيت جدّه السيد أبوالحسن.

يقول في صفحة (6): «إنّ قلب المصلح لا تزلزله العواصف... وأنّه يبقى كالطود الشامخ يذود عن العقيدة التي يريد إرساؤها في المجتمع». هكذا مكتوبة.

أقول : لا يخفى على القارئ النبيه، وجه التناقض في قوله هذا، وهو يتكلم عن جدّه وأبيه.

رحمة الله عليهما، وأنّهما كانا يريدان الإصلاح وتصحيح عقائد الشيعة من الانحراف. والذي يتصفّح ما كتبه السيد أبوالحسن في رسالته «وسيلة النجاة» وينظر إلى إلمسائل التي تناولها حفيده موسى الموسوي، بالتصحيح، سوف يخرج بلا شك أنّ الدكتور قد حكم على جدّه السيد أبي الحسن بالانحراف، لا التصحيح، وذلك لأنّ السيد، يؤمن بكل ما يؤمن به الشيعة، خصوصاً القول بوجود النصّ على الإمام علي، والخمس والزواج المؤقّت، والتقية وغيرها من المسائل التي ذكرها حفيده، حكم عليها بأنّها من البدع. وهذا هو عين التناقض الذي وقع فيه الدكتور الموسوي من حيث يشعر أو لا يشعر، فهو إذن من سلالة قالوا بإباحة البدع، نعوذ بالله من شطحات العقول والأوهام.

يقول في صفحة (6) أيضاً: «و بعد كل هذا كان من

٤٦

الطبيعي أن تتكوّن لدي فكرة الانطلاق نحو تصحيح الشيعة في بعض عقائدها...».

أقول : إنّ رجل الفلسفة، لا يحسن التعبير الصحيح، ولا يدرك حتى القضايا البديهية، فكيف يدّعي الأستاذية في الفلسفة من لا يعرف أصول الفلسفة وقضاياها. ومن القضايا البديهية، أنّ التغيير والتصحيح لا يقع على الذوات- إلّا إذا كان هو الخالق لها- وإنّما يقع على ما يعرض عليها من العوارض، بشرط أن لاتكون هذه العوارض الذاتية، بل لا بدّ وأن تكون غريبة، ولهذا لا يستطيع الدكتور أن يغيّر إنسانية الإنسان، أو حيوانية الحيوان، أو جسمية الحجر. نعم يستطيع أن يغيّر سلوك وعقائده، لأنّها خارجة عن ذات الإنسان، فلا علاقة ذاتية بين الإنسان واعتقاده بالمتعة، أو الخمس، وإنّما الاعتقاد عرض طارئ على الإنسان.

وأمّا قوله: «تصحيح الشيعة في بعض عقائدها». فهل يستطيع الدكتور أن يصحّح الشيعي ويغيّره عن الصورة التي هو عليها؟ نعم تصحيح عقائد الشيعة، فإن قيل هذا هو المقصود من كلام الدكتور، فيقال: «إنّ قوله: في بعض عقائد يبطل هذا القول. ومن هنا يظهر أنّ رجل الفلسفة لاعلم له أيضاً بأبسط القضايا الفلسفية، فكيف يدعّي التصحيح من هو في حاجة إلي التصحيح؟

وأمّا قوله: « كان من الطبيعي أن تتكوّن لدي فكرة الانطلاق». فقد انطلق بكل ما لديه لتغيير أحكام الإسلام. ولهذا

٤٧

نجده قد أنكر الإمامة والخلافة، وانّه لا نص من النبي على خلافة الإمام علي (عليه‌السلام )،كما أنكر التقية، وأنكر وجود الإمام المهدي، وأنكر الزواج المؤقّت وجعله من البدع التي جاء بها علماء الشيعة، وكذلك الخمس، وآمن أيضاً بأنّ الإرهاب نشأ في أحضان علماء الشيعة، وأنّ الغلو ظهر في التشيّع، إلى غير ذلك من الأفكار التي تكوّنت لديه، وجعلها نقطة الانطلاق في تصحيحه، بل تخريبه وتلفيقه.

قوله في صفحة (6) أيضاً: «... وهي كما أعتقد كانت ولم تزل وبالاً على المذهب الشيعي، حيث أدّت إلى تشويه سمعته ومسخ معالمه في العالم الإسلامي بل وفي العالم كله».

أقول: ليت الدكتور الموسوي أنصف نفسه وأنصف المسلمين والإسلام، ولم يتعرّض لأمور لا علم له بها. فلماذا كل هذا التحامل والعداء على شيعة أميرالمؤمنين؟ ومتى كان الزواج المؤقّت وبالاً على الشيعة، وقد عمل به أعاظم الصحابة... كما سنشير إلى ذلك؟ ولماذا لا يكون وبالاً على الإسلام، لأنّه أباح الزواجٍ المؤقّت كما أباح الزواج الدائم وملك اليمين؟ بل لماذا لا يكون وبالاً على من شرّع الزواج المؤقّت بنصّ من القرآن الكريم؟ ومتى كانت التقّية وبالاً على الشيعة وأوّل من عمل بها سيد المسلمين عمّار بن ياسر، حتى نزلت في حقّه آيات مباركات؟

ومتى كان الإيمان بالإمام المهدي وبالاً على الشيعة، وقد بشّر النبي الكريم (ص) بظهوره ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما جاء بذلك الأثر عند جميع المسلمين؟ أم أنّ الجمع بين الصلاتين، شوّه عقيدة الشيعة وكان وبالاً عليهم،

٤٨

وأوّل من جمع بين الصلاتين رسول ربّ العالمين، واقتدى به الشيعة لئلا يشق ذلك على أمّته كما في الصحيح. فعلى رأي الدكتور أنّ رسول الله دعا إلى مسخ معالم الإسلام وتشويه سمعته، في العالم كله، لأنّه هو الآمر بذلك. وهذا ما سنشير إليه إنشاءالله بنصوص متفق عليها عند جميع المسلمين. ولكن الدكتور لا يريد أن تظهر معالم الإسلام، بل يريد لها الخفاء بحجة التصحيح.

يقول في صفحة (6): «... فإذاً إنّ السبب الأساسي في الخلاف بين الشيعة الإمامية والفرق الإسلامية الأخرى ليس هو موضوع الخلافة، بل هو موقف الشيعة من الخلفاء الراشدين وتجريحهم إيّاهم، الأمر الذي لا نجده عند الشيعة الزيدية وبعض الفرق الأخرى، ولو إكتفت الشيعة الإمامية بسلوك الزيدية لقلّت الخلافات ولضاقت مساحة الشقاق، ولكن الشيعة الإمامية وقعت في الخلفاء الراشدين تجريحاً وإنتقاصاً فكانت الفتنة».

أقول: أمّا قوله، «إنّ السبب الأساسي في الخلاف.... إلى قوله: بل هو موقف الشيعة من الخلفاء الراشدين وتجريحهم...». فعلى فرض صحته، فإنّ موقف الشيعة من الخلفاء متفرّع على موضوع الخلافة وموقفهم منها، ولما كان من الثابت بنصوص لا تقبل التأويل على خلافة الإمام علي بن أبي طالب، فمن الطبيعي أن يدافعوا عن هذا الحقّ لئلا يكونوا مقصّرين ومخالفين للثابت من دين الإسلام، ومن الواضح أنّ كل مؤمن برسالة النبي (ص) يلزمه التصديق بما يقول، وعلى هذا، فإنّ الخلاف المزعوم إذا كان قائماً على الأدلّة لا يوجب فرقة بين

٤٩

المتخالفين - إن أرادوا الحقّ - وإنّما يوجب الائتلاف، إذا رأي الطرف المخالف أنّ الدليل مع الآخر، وهذا ما قام به الشيعة منذ نشأتهم حتى كتابة هذه السطور، وذلك لإظهار المعالم العامة للخلافة الإسلامية بنصوص اعتمدوها من مصادر غير شيعية، وهذه النصوص متفق على صحتها، لذا يلزم الإيمان بها والتسليم بمداليلها. ومن أجل ذلك كان الوازع الداخلي يملي على الشيعة تبعاً لتعاليم الإسلام إظهار كل أمر جاء به القرآن ونطق به الرسول (ص).

وأمّا قوله: «هو موقف الشيعة من الخلفاء وتجريحهم...» فكان اللازم من الدكتور الموسوي أن يذكر ولو عالماً من علماء الشيعة طعن في الخلفاء، أو نال منهم بألفاظ خارجة عن الأخلاق الإسلامية، وكل ما هو موجود في كتب الشيعة التي طعن بها الدكتور، أنّ الخلافة ثابتة للإمام علي بنصوص شرعية لا حقّ لغيره بها، ولأجل ذلك كان تحامله على الشيعة.

يقول في صفحة (6): «و قد كنت أدعو الله في آناء الليل وأطراف النهار أن يلهمني العلم والبصيرة ويمنحني القوّة والتوفيق لأداء رسالة التصحيح التي كنت أصبوا «هكذا مكتوبة» إليها منذ سنين الشباب «هكذا مكتوبة» فكانت تلك الدعوات الصالحات هي كتابي هذا «الشيعة والتصحيح» الصراع بين الشيعة والتشيع الذي أقدمه اليوم إلى الشيعة في كل زمان ومكان».

أقول:أمّا قوله «و قد كنت أدعو الله...». فالظاهر

٥٠

من رسالته التصحيحية، أنّه كان يلجأ إلى غير الله في دعوته التصحيحية المزعومة، بدافع من الحقد على الإسلام، ومحاولة تغيير ما هو الثابت من دين النبي (ص)، فأي تصحيح كان الدكتور يدعو الله لإنجازه في رسالته هذه، تحريمه للزواج المؤقّت الثابت عند جميع المسلمين، أم إنكاره للتقيّة، أم غير ذلك من الأحكام الثابتة بالضرورة من دين المسلمين؟ فهل ألهمه الله العلم والبصيرة لتغيير دينه وإنكار أحكامه، أم أنّ قرينه دفعه إلى ذلك؟ وهل يلهم الله الجاهلين بأبسط القواعد النحوية، البصيرة، للتنقص من شيعة أميرالمؤمنين، أم أنّ دعواته الصالحات كانت وبالاً على الإسلام والمسلمين، فأنتجت كتابه «الشيعة والتصحيح» وسيظل وبالاً عليه إلى قيام يوم الدين؟

يقول في صفحة (6)، (7): «إنّها صرخة لله ولاستيقاظ الشيعة من نوم عميق دام ألف ومائتي عام، إنّها قصة الصراع المرير بين المسلمين حتى يومنا هذا، إنّه نداء العقل والإيمان إلى الشيعة كي تنفض عن نفسها غبار السنين وتثور ثورة لا هوادة فيها ولا إنتظار على تلك الزعامات المذهبية التي سببت لها هذا التخلّف الكبير في الحياة الدينية والفكرية والاجتماعية...».

أقول: إنّ نظرة فاحصة إلى هذه الفقرات، ترينا أنّ الدكتور الموسوي يحاول في كتابه هذا، فصل الشيعة عن قيادتها وزعامتها المتمثلة في علمائها الأعلام، وبالتالي يتمكن أعداء الإسلام من الانقضاض عليه وتهديم معالمه، وجعله طعمة سائغة للذئاب الكواسر من أعدائه، وهذا ما حصل مع جدّه الثائر ضد الاستعمار

٥١

الإنكليزي في ثورة العشرين. فقد رأى الإنكليز أنّه لا خلاص لهم من هذه الثورة العارمة التي قادها السيد أبوالحسن مع بقيّة إخوانه من المجتهدين، إلّا بفصل الشيعة عن قيادتها، وهذه الفكرة - فكرة فصل الشيعة عن قيادتها - تبنّاها الدكتور الموسوي، مخالفاً بذلك كل المعايير والقيم الإنسانية والدينية التي سار عليها أجداده من قبل.

بالإضافة إلى ذلك، فقد خفي على الدكتور الموسوي، أنّ الشيعة منذ أكثر من ألف عام، بل منذ نشأتهم، قد نفضوا عنهم غبار الهوان والطاعة للسلطان، إمتثالاً لما يمليه عليهم العقل والإيمان، حتى وجدوا بعد البرهان، أنّ الرشد بالتمسك بالذين أمرهم الرسول بالتمسك بهم، وامتثال أوامرهم، وأن لا يحيدوا عنهم، فهم حماة الدين، والحافظون له، وهكذا الزعامات المؤمنة المخلصة من علماء آل بيت الرسول وحافظي علومهم والمدافعين عن حقوقهم، لاتثنيهم صراخات الصارخين ولا عواء العاوين، فهذا تاريخ الشيعة وعلمائهم من القديم والحديث، لم يهادنوا ظالماً، ولن يدعوا إلى باطل حتى سملت منهم العيون، وقطعت الأيدي والأرجل وصلبوا على جذوع النخيل، وهدمت عليهم السجون، كل ذلك لأنّ الحقّ دينهم، والإسلام رائدهم، والقرآن منهجهم، والعلم غايتهم، وتحرير الناس من العبودية سبيلهم والدعوة إلى الحقّ والهدى هدفهم، فلاقوا من الذلّ والهوان ما لاقوا طيلة وجودهم على هذه البسيطة، ولا ذنب لهم سوى حبّهم وتمسكهم بآل بيت النبوّة ومعدن الرسالة ومهبط الوحي، فلم ينثنوا في القديم عن حبّهم وولائهم مع ما لا قوه، فهل يستطيع الدكتور موسى الموسوي

٥٢

بتصحيحه هذا أن يثني شيعة أمير المؤمنين عن التمسك بدين الإسلام، ومحاربة علمائه الأعلام، وهم أسرع الناس تلبية لأقوالهم وامتثالاً لأوامرهم طاعةً منهم لربّهم، إلّا من شذّ منهم وخرج عن تعاليمهم وسلك غير طريقهم. فأي صرخة إذن كانت لله، يعرفها المثقف الواعي من الشيعة وأهل السنّة. هذا ما جاء في مقدمة الكتاب بينّاه للقارئ ليكون على علم من أنّ الرجل يحاول الوقيعة بين المسلمين.

٥٣

٥٤

الإمامة والخلافة

إنّ فكرة الخلافة والإمامة هي نقطة الخلاف بين الشيعة وأهل السنة منذ القديم، وبقيت حتى يومنا هذا. ومن هنا نلقي الضوء على ما جاء في كتاب الشيعة والتصحيح حول الخلافة، معتمدين على ما ثبت صحته عند المسلمين جميعاً ليكون أقرب إلى الاستدلال بعيداً عن الأهواء الأحقاد التي ملأ الدكتور الموسوي كتابة بها.

يقول في صفحة (9) «ولكي نضع النقاط على الحروف في رسالتنا الإصلاحية لا بدّ من طرح الأفكار بصورتها الحقيقية ومن ثم إراءة الطريق لكي يكون القارئ على بيّنة من أمره».

أقول: إنّ وضع النقاط على الحروف للمصلح الداعي إلى التصحيح، شرطه، معرفة الوضع، فإذا كان لا يعرف كيف يضع النقاط على الحروف، فمن طريق أولى أنّه لا يعرف طرح الأفكار بصورتها الحقيقية، فكيف يستطيع معرفة الأفكار الصحيحة من غير الصحيحة، من لا يفرّق بين أبسط القضايا البديهية؟ وهل يستطيع أن يعطي الاراءة من في حاجة إلى الاراءة؟ ودليلنا على ذلك قوله في أول سطر من نفس الصفحة: «كلما تعمّقت في الشيعة

٥٥

والتشيع وعقائد الإمامية....». فالتعمّق لا يكون في الشيعة، وإنّما يكون التعمّق في عقائد الشيعة، فلو قيل - كما مر - أنّ مقصوده عقائد الشيعة، فإنّه يقال: «يبطله قوله بعد ذلك: وعقائد الشيعة». و لهذا يظهر بطلان قوله: «و من ثم إراءة الطريق لكي يكون القارئ على بيّنة من أمره».

يقول في صفحة (9)، (10): «الإمامة هي الحجر الأساسي في المذهب الشيعي الإمامي... ومنها يتفرّع كل ما هو مثار للجدل والنقاش مع الفرق الإسلامية الأخرى. فالشيعة الإمامية تعتقد أنّ الخلافة في علي بعد رسول الله (ص). و من بعد علي في أولاده حتى الإمام الثاني عشر.... أما الفرق الإسلامية الأخرى، فترى أنّ الرسول الكريم (ص) ذهب إلى الرفيق الأعلى ولم يستخلف أحداً من بعده بل جعل الأمر شورى بين المسلمين....».

ويقول في صفحة (15)، (16): «إنّ المتتبع المنصف للروايات التي جاء بها رواة الشيعة في الكتب التي ألفوها بين القرن الرابع والخامس الهجري يصل إلى نتيجة محزنة جداً وهي أنّ الجهد الذي بذله بعض رواة الشيعة في الإساءة إلى الإسلام لهو جهد يعادل السموات والأرض من ثقله. ويخيل إليّ أنّ أولئك لم يقصدوا من رواياتهم ترسيخ عقائد الشيعة في القلوب بل قصدوا منها الإساءة إلى الإسلام وكل ما يتصل بالإسلام. وعندما نمعن النظر في الروايات التي رووها عن أئمة الشيعة وفي الأحاديث التي نشروها في الخلافة وفي تجريحهم لكل صحابة الرسول (ص)... لكي يثبتوا أحقّية علي وأهل بيته بالخلافة...».

٥٦

أقول : أمّا قوله، «الإمامة هي الحجر الأساسي في المذهب الشيعي...» فهو سوء فهم وعدم معرفة بآراء الفرق الإسلامية الأخرى، مع ادّعائه الأستاذية في التشريع الإسلامي.

فالإمامة والخلافة هي الحجر الأساسي عند جميع الفرق الإسلامية، بل عند جميع العقلاء، إلّا الدكتور موسى الموسوي، أليس في الإمامة والخلافة تقام معالم الإسلام ويعرف الحلال والحرام، وتقام الحدود، وتدرأ المفاسد؟ إلّا إذا أراد الدكتور عدم إقامة معالم الإسلام، ولا يهمه معرفة الحلال والحرام، وإرادة نشر المفاسد في الأنام، فيكون الحقّ حينئذٍ مع الشيعة في قولهم: إنّ الإمامة والخلافة هي الحجر الأساسي في الإسلام.

وأمّا قوله: «فالشيعة تعتقد أنّ الخلافة في علي...» وذلك بمقتضى الأدلّة الثابتة عند الفريقين - كما سنشير إليها - فالدكتور نفى ما هو الثابت، إرضاء للمصلحة التي تعود عليه بالنفع، وإن كان على حساب دينه، فهو باع دينه بدنيا غيره، فخسر الدنيا واللآخرة، ذلك هو الخسران المبين. ولهذا نراه يقول بلا خجل أو حياء: «و يخيّل إليّ أنّ أولئك لم يقصدوا من رواياتهم ترسيخ عقائد الشيعة في القلوب، بل قصدوا منها الإساءة إلى الإسلام» فالإساءة إلى الإسلام هي بإنكار ما ورد عن الصادق الأمين، وتكذيب ما جاء في الصحاح من كتب الفريقين، بل بما أجمع عليه المسلمون. فادّعاء الدكتور أنّ الروايات التي رواها علماء الشيعة والتي تتعلّق بالخلافة، ما هي إلّا من الموضوعات التي وضعها رواة الشيعة وذلك في قوله كما في صفحة (16):

٥٧

»و إنّني لا أشكّ أنّ بعضاً من رواة الشيعة ومحدثيها ومن ورائهم بعض فقهاء الشيعة قد أمعنوا في هذا التطاول على ائمة الشيعة وفي وضع روايات عنهم....». ويقول أيضاً: «ولكي أكون واضحاً أود أن أضع النقاط على الحروف وأبدأ بالخلافة لكي نرى أنّ ما رووه.....».

هذا ما يقوله الدكتور الموسوي في إنكاره للروايات الدالة على خلافة الإمام علي، وأنّ ما رواه رواة الشيعة في حقّ الأئمة من آل البيت ما هو إلّا من وضعهم وافترائهم. ونحن نتعرّض لما جاء في المصادر والكتب الدالّة على وجود النصّ من غير الشيعة ورواتهم، ليظهر للقارئ الكريم افتراء الدكتور الموسوي على علماء الشيعة ورواتهم. ذاكرين الروايات المجمع عليها عند الفريقين، معتمدين في ذلك على ما جاء في كتب أهل السنة، ونتناول النصوص التالية:

آية الإنذار أو الدار، آية الولاية، آية المودّة، آية التطهير، حديث المنزلة والوصية، حديث الغدير، حديث الثقلين والسفينة، حديث الدواة والقرطاس.

٥٨

ما جاء في كتب أهل السنة من النصوص على خلافة الإمام علي (ع)

النص الأول: آية الإنذار أو الدار

قال تعالى:( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) .

من الآيات التي يستند عليها الشيعة في إثبات الوصية والنصّ لعلي بن أبي طالب(عليه‌السلام ) آية الإنذار. فقد أخرج الطبري في تاريخه وابن الأثير في الكامل، في حديث طويل عن علي بن أبي طالب، وذلك عندما نزلت الآية:( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) قول رسول الله (ص) «.... و قد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعاً، وقلت:.... أنا يا نبيّ الله أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي، ثم قال: إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا. قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع»(1) .

__________________

(1) تاريخ الطبري: ح2ص320، 321 - 1962 القاهره. و ايضاً ابن اللأثير: الكامل =

٥٩

إذا نظرنا إلى هذا الحديث، نجد أنّ النبي (ص) جعل الوصاية والخلافة للذي يؤازره على أمر الرسالة، ولم يؤازره على هذا الأمر غير الإمام علي، فتثبت بمقتضي ذلك وصايته وخلافته.

ولما كان أهل البيت أفضل من غيرهم بمقتضي قوله تعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) فإذا ثبتت الخلافة والوصاية للإمام علي على هؤلاء الذين أمر الله سبحانه المسلمين بمودّتهم ومحبّتهم لفضيلتهم على غيرهم، فمن طريق أولى أن تثبت خلافة الإمام علي على المسلمين كافة. وهذا مصداق ما رواه الشهرستاني:

«... ثم قال: من الذي يبايعني على روحه وهو وصيي ووليي هذا الأمر من بعدي؟ فلم يبايعه أحد حتى مدّ أميرالمؤمنين علي (رض) يده إليه فبايعه على روحه ووفى بذلك، حتى كانت قريش تعيّر أبا طالب أنّه أمر عليك ابنك...»(1) . و هذا الحديث الذي يدل على الوصاية من النبي (ص) لعلي (ع) قد أخرجه أصحاب التفسير من علماء السنة ورواتهم منهم: أبوالحسن النيسابوري في أسباب النزول(2) ، والقندوزي في ينابيع المودة(3) ، وابن حجر العسقلاني في الإصابة(4) ، والامام أحمد في المسند(5) ،

__________________

= في التاريخ - ح 2 - ص 41، 42، 1980 - ط 3 - بيروت.

(1) الشهرستاني: الملل والنحل - ح 1 ص 163.

(2) النيسابوري: أسباب النزول - ص 148.

(3) القندوزي: ينابيع المودة - ح 1 - ص 104.

(4) ابن حجر العسقلاني: الإصابة - ح 4 - ص 568.

(5) الإمام أحمد: المسند - ح 1 - ص 111.

٦٠