مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح0%

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح مؤلف:
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 354

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الدكتور علاء الدين السيد امير محمد القزويني
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 354
المشاهدات: 58027
تحميل: 4272

توضيحات:

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 354 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 58027 / تحميل: 4272
الحجم الحجم الحجم
مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه الشيعة والتصحيح

مؤلف:
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

والمحب الطبري في الرياض النضرة(1) ، وابن كثير في تفسيره(2) ، وغير هؤلاء من علماء السنة وحفاظهم(3) .

يقول الدكتور علي سامي النشّار: «رأى الشيعة في حديث الدار الذي ورد بصيغ مختلفة سنداً كبيراً لفكرتهم في النصّ الجلي على إمامة على بن أبي طالب وخلافته بعد رسول الله (ص). و قد اختلف أهل السنّة والجماعة في صحّة هذا الحديث، فبينما ذهب إلى صحّته البعض جرحه البعض الآخر، ولكن أهل السنّة والجماعة لم يروا فيه على الإطلاق مساساً بخلافة أبي بكر»(4) . وهذا اعتراف بصحّة الحديث، أمّا من جرحه فهو كمن ينكر وجود هذه النصوص المستفيضة الواردة في كتب علماء السنّة.

و يرى الدكتور حسن عباس أنّه لما ثبت استناداً إلى هذا الحديث أنّ الرسول (ص) عيّن الإمام عليّاً خليفته من بعده بقوله: هذا أخي ووصيي ووزيري وخليفتي بعدي وذلك في أول البعثة، ولم يرد ما ينفي هذه الوصية أثناء حياة الرسول في أي مرجع من المراجع، لذلك ينبغي الأخذ به والحكم بخلافة الإمام بعد وفاته (ص)، حتى لو فرضنا جدلاً أنّ الرسول (ص) لم يترك حين وفاته

__________________

(1) المحب الطبري: الرياض النصرة-2ح-ص168.

(2) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم-ح2-ص350-351.

(3) أنظر مع محمد القزويني: أصول المعارف ص87، 88. وأيضاً عبد الحسين شرف الدين: المرجعات-ص131، 132.

(4) حسن عباس حسن: الصياغة المنطقية-ص337.

٦١

وفاته أيّة وصيّة عن خلافته كما ورد في بحوث البعض من أهل السنّة ومؤلفاتهم(1) .

النص الثاني: آية الولاية

قال تعالى:( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (2) .

من النصوص الصريحة على وجود النصّ على خلافة الإمام علي (عليه‌السلام ) قوله تعالى: «إنّما وليّكم... الآية». فهي تدل على أنّ الولاية المطلقة لله سبحانه، فهو المتصرف بشؤون عباده، ولما كان العطف في اللغة يفيد المشاركة في الحكم، فإنّ هذه الولاية بمقتضى هذا العطف تكون للنبي (ص). و ليس المراد من الولاية هنا كما توهمه البعض، الأولى، أو المحب، لعدم إستقامة ذلك بالنسبة لله سبحانه، وذلك بمقتضى العطف وإذا ثبت ذلك، فيكون معناها المتصرف في شؤون الغير، وهي الإمامة والخلافة المطلقة، فتكون ثابتة بمقتضى هذه الآية في الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. وهذه الآية نزلت في الإمام علي باتفاق أهل السنّة والشيعة، فهو المجمع عليه دون سواه.

فلو قيل: كيف يدّعى نزولها في الإمام علي وقد جاءت بصيغة

__________________

)1) نفس المصدر: ص337.

) 2) سورة المائدة: الآية 55.

٦٢

الجمع؟ فإنّه يقال: أولاً: فمن المجمع عليه عند المسلمين أنّ الخلافة والإمامة لا تنعقد إلّا لشخص واحد، في وقت واحد، فلا يجوز أن يكون هناك إمامان في وقت واحد، لاستلزامه الفساد، ومجيء الآية بصيغة الجمع للتعظيم وهذا كثير في لغة العرب.

وثانياً: مما يدل على أنّ الآية نزلت في الإمام علي دون سواه، قوله تعالى:( وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) ومن الواضح أنّ المؤمنين إذا أرادوا إعطاء الزكاة، لا يعطونها أثناء الركوع، كما أنّه ليس كل المؤمنين يعطون الزكاة، وإنّما المعطي للزكاة من وجبت عليه الزكاة بالوجوب الفعلي، وعلى هذا فلآية لا تشير إلا لمن نزلت في حقّ من تصدّق وهو راكع أثناء الصلاة.

وثالثاً: إنّما أداة تفيد الحصر، فتكون الولاية محصورة أولاً بالله سبحانه، ثم رسوله (ص) ومن بعده الإمام علي. ومن هنا تثبت الإمامة والخلافة بهذا النصّ القرآني. ولهذا نقدم جملة من الشواهد الدالة على نزول الآية في الإمام علي من المصادر السنّية لتكون أقرب إلى الاستدلال والقبول.

يقول الزمخشري في كشافه: «و إنّها نزلت في علي كرم الله وجهه حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح خاتمه كأنّه كان مرجاً في خنضره فلم يتكلّف لخلعه كثير عمل تفسد بمثله صلاته»(1) .

__________________

(1) الزمخشري: الكشّاف-ح1 ص347.

٦٣

وفي تفسير القرآن العظيم لابن كثير: «... إنّما وليّكم الله.... الآية» عن غالب بن عبدالله سمعت مجاهداً يقول في قوله: «إنّما وليّكم الله ورسوله... الآية» نزلت في علي بن أبي طالب؛ تصدق وهو راكع، وقال عبد الرزاق، حدثنا عبدالوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله: إنّما وليّكم الله ورسوله.... نزلت في علي بن أبي طالب.

وروى ابن مردويه من طريق سفيان الثوري عن أبي سنان عن الضحّاك عن ابن عباس قال: كان علي بن أبي طالب قائماً يصلي فمرّ سائل وهو راكع فأعطاه خاتمه فنزلت «إنّما وليّكم الله ورسوله...»(1) .

وفي الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: «إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا...» قال ابن عباس: نزلت في علي بن أبي طالب (رض)، وقاله مجاهد والسدي، وحملهم على ذلك قوله تعالى: الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون وهي:

المسألة الثانية، وذلك أنّ سائلاً سأل في مسجد رسول الله (ص) فلم يعطه أحد شيئاً، وكان علي في الصلاة في الركوع وفي يمينه خاتم، فأشار إلى السائل بيده حتى أخذه...»(2) .

وفي شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: عن ابن

__________________

(1) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم-ح2 ص71.

(2) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن-ح6 ص221.

٦٤

عباس.... قال نزلت في علي بن أبي طالب....» وفي رواية عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قول الله تعالى: «إنّما وليّكم الله ورسوله... إلى قوله: وذلك أنّ رسول الله (ص) صلى يوماً بأصحابه صلاة الظهر وانصرف هو وأصحابه فلم يبق في المسجد غير علي قائماً يصلّي بين الظهر والعصر إذ دخل عليه فقير من فقراء المسلمين، فلم ير في المسجد أحداً خلا عليّاً... إلى قوله: فنزعه ودعا له، ومضى، وهبط جبرئيل فقال النبي (ص) لعلي: لقد باهى الله بك ملائكته اليوم، إقرأ «أنّما وليّكم الله ورسوله...»(1) .

وعن أنس: أنّ سائلاً أتى المسجد وهو يقول: من يقرض الوفي الملي؟ وعلي (ع) راكع....» إلى غير ذلك من الروايات التي أخرجها الحسكاني في شواهد التنزيل وبطرق مختلفة(2) .

هذا وقد أخرج نزول هذه الآية أكثر المفسّرين منهم: الحاكم النيسابوري في أسباب النزول(3) ، والسيوطي في الدر المنثور(4) ، والفخر الرازي في تفسيره الكبير(5) ، وغير هؤلاء من مفسّري أهل السنّة.

هذا وقد أخرج الآية المذكورة في الإمام علي حفّاظ أهل السنّة

__________________

(1) الحاكم الحسكاني: شواهد التنزيل-ح1-ص161 وما بعدها.

(2) نفس المصدر: ص165.

(3) أبوالحسن النيسابوري:أسباب النزول-ص132-133.

(4) السيوطي: الدر المنثور-ح2-ص293-294.

(5) الفخر الرازي: التفسير الكبير-ح3-ص417.

٦٥

ورواتهم، نذكر نبذة منهم على سبيل المثال:

ففي المناقب لابن المغازلي عن ابن عباس في قوله تعالى: «إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا» قال: «نزلت في علي....». و في رواية عن علي (ع) في قوله عزّ وجل «إنّما وليّكم...» قال: الله ورسوله، والذين آمنوا: علي بن أبي طالب. وفي رواية عن أبي عيسى عن ابن عباس قال:مرّ سائل بالنبي (ص) وفي يده خاتم، فقال: من أعطاك هذا الخاتم؟ قال: ذاك الراكع؛ وكان علي يصلي، فقال النبي (ص): الحمدلله الذي جعلها فيّ وفي أهل بيتي «إنّما وليّكم الله ورسوله...»(1) .

وفي الرياض النضرة للمحب الطبري عن عبدالله بن سلام قال: أذّن بلال بصلاة الظهر، فقام الناس يصلّون، فمن بين راكع وساجد وسائل يسأل فأعطاه علي خاتمه وهو راكع فأخبر السائل رسول الله (ص) فقرأ علينا رسول الله (ص) «إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا...» الآية(2) .

وفي ذخائر العقبى في ذكر ما نزل فيه من الآي فوله تعالى: «إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا» نزلت فيه(3) .

وذكر الثعلبي القصة مسندة إلى أبي ذرّ الغفاري فقال: صلّيت يوماً صلاة الظهر في المسجد ورسول الله (ص) حاضر، فقام سائل

____________________

(1) ابن المغازلي: المناقب-ص193-194.

(2) المحب الطبري: الرياض النضرة-ح3-ص208.

(3) المحب الطبري: ذخائر العقبى-ص88.

٦٦

فسأل فلم يعطه أحد شيئاً قال: وكان علي (ع) قد ركع فأوحى إلى السائل بخنصره فأخذ الخاتم من خنصره، والنبي (ص) يعاين ذلك، فرفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم إنّ أخي موسى سألك، فقال: ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري الآية إلى قوله.. وأشركه في أمري، فأنزل عليه قرآناً ناطقاً سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً فلا يصلون إليكما. اللهم وأنا محمد صفيّك ونبيّك فاشرح لي صدري ويسّر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً أشدد به أزري أو قال ظهري، قال أبوذر: فوالله ما استتم رسول الله (ص) الكلمة حتى نزل جبريل (ع) من عند الله تعالى، فقال: يا محمد إقرأ: إنّما وليّكم الله ورسوله والذين أمنوا إلى قوله.. وهم راكعون.... قال حسان بن ثابت:

أبا حسن تفديك روحي ومهجتي

وكل بطيء في الهوى ومسارع

فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعاً

فدتك نفوس الخلق يا خير راكع

بخاتمك الميمون يا خير سيد

ويا خير شارٍ ثم ياخير بايع

فأنزل فيك الله خير ولاية

وبينها في محكمات الشرايع(1)

____________________

(1) سبط بن الجوزي: تذكرة الخواص-ص16،15. وأيضاً القندوزي: ينابيع المودة -ح1-ص62. اط

٦٧

النص الثالث: آية المودة

قال تعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (1) .

من الآيات الدّالة على وجود النصّ آية المودة، يقول الدكتور محمد عمارة: «و آية أخرى يتعلق بها الشيعة في محاولة تمييز أهل البيت - كما يتصورونهم - وهي قول الله سبحانه: «قل لا أسألكم عليه أجراً....» فهم يرون أنّ «القربى» هم أقرباء النبي وأهل بيته: علي وفاطمة والحسن والحسين... و أنّ مودّتهم هي التسليم لهم بالإمامة دون غيرهم.. ثم يقول: أمّا غير الشيعة، معتزلة وأهل سنّة فيرون أنّ ذلك غير مراد بالآية.... وهي نزلت عندما أذى المشركون من قريش رسول الله، فذكرهم بما له من وشائج القربى في كل بطون قريش...»(2) .

أقول : ليت الدكتور عمارة رجع إلى تفاسير علماء أهل السنّة وحفّاظهم، ليرى معنى القربى، كما يرى فيمن نزلت هذه الآية، ونحن نربأ بالدكتور أن يذهب إلى القول: بأنّ الآية نزلت عندما آذى المشركون من قريش رسول الله (ص) فذكرهم بما له من وشائج القربى، وقد فات الدكتور عمارة، وغيره، أنّ كل صلة قد انقطعت بين رسول الله (ص) وبين المشركين، ولو كانوا من أقرب قرباه (ص)، ولهذا نفى الله سبحانه النبوّة عن ابن نوح (ع) عندما

____________________

(1) سورة الشوري: الآية 23.

(2) محمد عمارة: الإسلام وفلسفة الحكم- ص 351.

٦٨

عصى أباه بقوله: «... إنه ليس من أهلك إنّه عمل غير صالح...» وعلى هذا لا يمكن حمل الآية على المعنى الذي ذهب إليه الدكتور محمد عمارة، لأنّه يوجب طلب المستحيل من المشركين، وهل يعقل أن يطلب النبي (ص) الأجر ممن يريدون القضاء عليه وعلى دعوته بعد أن سفّه أحلامهم وعاب آلهتهم، وكيف يصحّ من الدكتور أن يذهب هذا المذهب المخالف لصريح القرآن في قوله تعالى: «لا تجد قوماً يؤمنون بالله وباليوم الآخر يوادّون من حادّه الله ورسوله ولو كانوا آباءهم...» وأي علاقة بين المشركين وبين رسول الله (ص) من علائق القربى وقد حكم سبحانه على المشركين بالنجس في قوله:إنّما المشركون نجس. ولهذا يتعيّن المعنى الثاني من الآية الكريمة، وأنّ المراد من القربى هم أقرباء النبي وأهل بيته: علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم‌السلام ). و أنّ مودّتهم هي التسليم لهم بالإمامة دون غيرهم وذلك بمقتضى البرهان التالي:

إنّ مودّة أهل البيت واجبة بمقتضى الآية الكريمة، وكل من وجبت مودّته وجبت طاعته بمقتضى قوله تعالى: «إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني...». وعلى هذا نقول: إذا ثبت وجوب المودّة، ثبت وجوب الطاعة، ومن وجبت طاعته وجبت إمامته، فيتكوّن عندنا البرهان التالي، وهو قياس من الشكل الأول:

من وجبت مودّته وجبت طاعته

وكل من وجبت طاعته وجبت إمامته

٦٩

فالنتيجة:

من وجبت مودّته وجبت إمامة

أمّا دليل الصغرى فقوله تعالى: «قل لا أسألكم عليه أجراً إلّا المودّة في القربى».

وأمّا دليل الكبرى: فقوله تعالى: «إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني...».

وهذا القياس منتج، لأنّ شروط الشكل الأول متوفرة فيه، وهي إيجاب الصغرى وكلية الكبرى. وعلى هذا يثبت النص على خلافة الإمام علي (عليه‌السلام ) وإليك ما جاء عن مفسّري أهل السنّة وحفّاظهم من أنّ آية المودّة نزلت في علي وفاطمة وابنيهما على سبيل المثال:

أمّا قول الدكتور عمارة: «أمّا غير الشيعة، معتزلة وأهل سنّة فيرون أنّ ذلك غير مراد بالآية.... وهي نزلت عندما أذى المشركون من قريش رسول الله...» فقول باطل، وتفسير بالرأى، وهو مخالف لما جاء به الأثر عن المعتزلة وأهل السنّة.

أمّا المعتزلة، فهذا شيخهم الزمخشري في كشّافه قد فسّرها في علي وفاطمة والحسن والحسين حيث يقول: «إنّها لما نزلت، قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم، قال: علي وفاطمة وإبناهما»(1) .

____________________

(1) الزمخشري:الكشّاف-ح3-ص402.

٧٠

وأما أهل السنّة، فقد خرجوها بطرق كثيرة منها ما نقله الحاكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: «لما نزلت: قل لا أسألكم عليه أجراً... الآية... قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودّتهم؟ قال: علي وفاطمة وولداهما»(1) . و قد خرّجها بطرق مختلفة(2) . وفي ذلك يقول القرطبي في تفسيره: «و في رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس: لما أنزل الله عزّ وجل: «الآية»، قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين نودّهم؟ قال: «علي وفاطمة وأبناؤهما»(3) .

وفي أنوار التنزيل للبيضاوي: «روى أنّها لما نزلت قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء، قال: علي وفاطمة وابناهما»(4) . و في تفسير غرايب القرآن للعلّامة القمي النيسابوري بهامش جامع البيان للطبري، عن سعيد بن جبير، لما نزلت هذه الآية: قل لا أسألكم عليه أجراً... ، قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم لقرابتك، فقال (ص):علي وفاطمة وابناهما»(5) .

وفي تفسير النسفي بهامش تفسير الخازن، أنّه لما نزلت قل لا أسألكم عليه أجراً... ، قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين

____________________

(1) (2) الحاكم النيسابوري: شواهد التنزيل-ح2-ص130 إلى 141.

(3) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن-ح16-ص21-22.

(4) البيضاوي: أنوار التنزيل وأسرار التأويل-ص642.

(5) تفسير غرائب القرآن للقمي النيسابوري، بهامش جامع البيان للطبري-ح25-ص35-ط2-1972.

٧١

وجبت علينا مودّتهم، قال: علي وفاطمة وابناهما»(1) . وقد خرّج هذه الآية أيضاً كل من الفخر الرازي في تفسيره(2) ، والطبري عن علي بن الحسين(3) ، وابن كثير(4) ، والسيوطي في الدر المنثور(5) ، وأبي العود(6) ، وغير هؤلاء من مفسّري أعلام أهل السنّة الذين نفى الدكتور عمارة، أن يكونوا قد فسّروا الآية بهؤلاء الذين ذكرناهم وهم: «علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم‌السلام )».

وأمّا حفّاظ أهل السنّة فقد خرّجوها أيضاً بطرق كثيرة نكتفي بنبذة منهم ليرى الدكتور ومن ذهب مذهبه، أنّ الآية نزلت في أهل بيت النبوّة، فقد أخرج ابن المغازلي في المناقب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: «لما نزلت: «قل لا أسألكم عليه أجراً...»، قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمر الله بمودّتهم، قال: علي وفاطمة وولداهما»(7) .

وفي ذخائر العقبى للمحب الطبري عن ابن عباس قال: لما نزلت: قل لا أسألكم عليه أجراً... قالوا يا رسول الله من قرابتك

____________________

(1) تفسير النسفي بهامش تفسير الخازن: ح4-ص101.

(2) الفخر الرازي: التفسير الكبير-ح27-ص165-166-167-طبعة مصر.

(3) الطبري: جامع البيان-ح25-ص25.

(4)ابن كثير: تفسير القرآن العظيم-ح6-ص198-199.

(5)السيوطي: الدر المنثور-ح6-ص7.

(6)تفسير أبي العود ح8-ص30-طبعة بيروت-دار إحياء التراث العربي.

(7)ابن المغازلي: المناقب-ص191،192.

٧٢

هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم، قال: علي وفاطمة وأبناهما...»(1) .. وقي الصواعق المحرقة مثله(2) .

يقول القندوزي: أخرج الحديث الطبراني في معجمه الكبير وأبن أبي حاتم في تفسيره والحاكم في المناقب والواحدي في الوسيط وأبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء والثعلبي في تفسيره والحمويني في فرائد السمطين.... إلى غير ذلك ممن خرج الحديث في هؤلاء الخمسة(3) .

هذه نبذة مما ورد في كتب أهل السنّة، من أنّ آية المودّة نزلت في خصوص علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم‌السلام ). وعرفنا أنّ المودّة في الآية ليس معناها المحبة الصرفة، بل معناها الطاعة والانقياد والاتّباع، وإلّا فلا ميزة لهؤلاء على غيرهم إذا كانت المودّة بمعنى المحبة. وعلى هذا يثبت وجود النصّ.

النص الرابع: آية التطهير

قال تعالى:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (4) .

ومن الآيات التي يستدل بها الشيعة على وجود النصّ، آية

____________________

(1) المحب الطبري: ذخائر العقبى-ص25.

(2) ابن حجر الهيتمي:الصواعق المحرقة-ص227.

(3) القندوزي: ينابيع المودة-ح1-ص105.

(4) سورة الأحزاب: الآية 33.

٧٣

التطهير، وذلك بناء على نظرية الجبر والاختيار لديهم، حيث يكون مفاد الآية، أنّ الله عزّ وجل لما كان عالماً بأنّ إرادة أهل البيت تجري دائماً على وفق ما شرّعه لهم من أحكام، فقد صحّ له سبحانه الإخبار عن ذاته المقدسة بأنّه لا يريد لهم بإرادته التكوينية إلّا إذهاب الرجس عنهم، ولما كانت إرادة الله سبحانه في تطهير أهل البيت من الرجس لم تكن بغير هدف، فالرسول (ص) من الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا، وكان واجبه (ص) النبوّة، فمن البديهي أن تكون لبقية من نزلت في حقّهم آية التطهير واجبات مماثلة لواجبات الرسول (ص)(1) . وقد نزلت هذه الآية في رسول الله (ص) والإمام علي بن أبي طالب، وفاطمة الزهراء، والحسن والحسين (عليهم‌السلام ). بإجماع أهل السنّة والشيعة. و أمّا تفسير الآية بزوجات النبي (ص) فمما لا دليل عليه، بل الدليل خلافه، كما سوف يتّضح.

روى الإمام مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة، قالت: «خرج النبي (ص) غداة وعليه مرط مرمّل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله ثم قال: إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً»(2) .

وروى ابن تيمية عن أم سلمة: «أنّ هذه الآية لما نزلت أدار

____________________

(1) محمد تقي الحكيم: الأصول العامة للفقه المقارن-ص151.

(2) صحيح مسلم:ح7-ص130.

٧٤

النبي (ص) كساءه على علي وفاطمة والحسن والحسين (رض) فقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً»(1) .

يقول القرطبي في تفسير هذه الآية: «... و إن هذا شيء جرى في الأخبار أنّ النبي (عليه‌السلام ) لما نزلت عليه هذه الآية دعا عليّاً وفاطمة والحسن والحسين فعمد النبي (ص) إلى كساء، فلفّها عليهم، ثم ألوى بيده إلى السماء، فقال:اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا»(2) .

وفي ذلك يقول البيضاوي في تفسيره: «و تخصيص الشيعة أهل البيت بفاطمة وعلي وابنيهما رضي الله عنهم لما روي أنّه عليه الصلاة والسلام خرج ذات غدوة وعليه مرط مرمل من شعر أسود...»(3) الحديث.

وفي تفسير القرآن العظيم لا بن كثير: «إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس... الآية.... عن أنس بن مالك (رض) قال: إنّ رسول الله (ص) كان يمرّ بباب فاطمة (رض) ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول: «الصلاة يا أهل البيت، إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا». و قد أخرجها ابن كثير في تفسيره بطرق مختلفة(4) . و لهذا يقول ابن حجر في

____________________

(1) ابن تيمية: حقوق آل البيت-ص10-الجيزة-طبعة1981.

(2) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن-ح14-ص184.

(3) البيضاوي: أنوار التنزيل-ص557.

(4) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم-ح3-ص483-485.

٧٥

صواعقه «انّ أكثر المفسّرين على أنّها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين»(1) .

وفي أسباب النزول للواحدي النيسابوري عن أبي سعيد، إنّما يريد الله... الآية... قال:نزلت في خمسة، في النبي (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم‌السلام(2) .

وعن أم سلمة قالت: إنّ النبي (ص) جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي اذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا. فقالت أم سلمة وأنا معهم يا رسول الله، قال: إنّك إلى خير. أخرجه الترمذي، وقال:هذا حديث حسن صحيح وهو أحسن شيء روي في هذا الباب...»(3) .

وفي الخصائص للنسائي في حديث صحيح عن سعد بن أبي وقّاص قال: «أمر معاوية سعداً، فقال: ما منعك أن تسبّ أبا تراب؟ قال: أمّا ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله (ص) فلن أسبّه..... و لما نزلت: إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت، دعا رسول الله عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً، فقال: اللهم هؤلاء أهلي»(4) .

وفي الكشاف للزمخشري عن أم المؤمنين عايشة: «.... أنّ

____________________

(1) ابن حجر الهيتمي: الصواعق المحرقة-ص141.

(2) أبو الحسن النيسابوري: أسباب النزول-ص239.

(3) القندوزي: ينابيع المودة-ح1-ص54.

4) النسائي: الخصائص-ص9.

٧٦

رسول الله (ص) خرج وعليه مرط مرمل من شعر أسود، فجاء الحسن فأدخله، ثم جاء الحسين فأدخله، ثم فاطمة، ثم علي، ثم قال: «إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت....»(1) .

يقول ابن حجر الهيتمي في صواعقه: «و صحّ أنّه (ص) جعل على هؤلاء كساء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي-أي خاصتي-أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا، فقالت أم سلمة وأنا معهم، قال: إنّك على خير»(2) .

وعن أم المؤمنين عائشة، قالت لابن عمّ لها حينما سألها عن علي (رض): فقالت (رض): تسألني عن رجل كان من أحبّ الناس إلى رسول الله (ص) وكانت تحته ابنته وأحبّ الناس إليه؟ لقد رأيت رسول الله (ص) دعا عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً (ض) فألقى عليهم ثوباً فقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً» قالت: فدنوت منهم، فقلت: يا رسول الله وأنا من أهل بيتك؟ فقال (ص): تنحّي فإنّك على خير»(3) .

و في المسند للإمام أحمد بن حنبل عن أنس بن مالك: «أنّ النبي (ص) كان يمرّ ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى الفجر،

____________________

(1) الزمخشري: الكشّاف-ح1-ص193.

(2) ابن حجر الهيتمي:الصواعق المحرقة-ص143.

(3) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم-ح3-ص485-486.

٧٧

فيقول: الصلاة يا أهل البيت إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا»(1) . و في رواية أخرى عن أنس أيضاً: «أنّ رسول الله (ص) كان يمرّ بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى الصلاة....»(2) الحديث. و قد أخرج هذا الحديث أيضاً البلاذري في أنساب الأشراف(3) . و البيهقي في كتابه الاعتقاد(4) .

وأخرج الحافظ الذهبي في تلخيصه على المستدرك في حديث صحيح عن ابن عباس قال: «... و أخذ رسول الله (ص) ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين وقال: إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت الآية.... صحيح». يقول الحاكم في مستدركه هذا حديث صحيح الأسناد ولم يخرجاه»(5) ومن هنا يعلم أنّ المراد من أهل البيت، هم: علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم‌السلام ).

وفي المناقب لا بن المغازلي عن شهر بن حوشب قال: سمعت أم سلمة تقول: بينما رسول الله (ص) جالساً عندي، فأرسل إلى الحسن والحسين وفاطمة وعلي صلوات الله عليهم قال: فانتزع كساء تحتي فألقاه عليه وعليهم وقال: «اللهم إنّ هؤلاء أهل بيتي أذهب

____________________

(1) الإمام أحمد: المسند-ح3-ص259. ط 1983.

(2) نفس المصدر: ص285.

(3) البلاذري: أنساب الأشراف-ص104.

(4) البيهقي:الاعتقاد على مذهب السلف-ص186.

(5) أنظر المستدرك للحاكم وبهامشه تلخيص الحافظ الذهبي-ح3-ص132-133.

٧٨

عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا» مراراً، قالت: قلت: وأنا معهم؟ قال: إنّك على خير - أو إلى خير»(1) . وفي رواية أخرى عن أم سلمة، أنّ النبي (ص) كان في بيتها على منامة تحته كساء خيبري فجاءت فاطمة صلوات الله عليها ببرمة فيها خزيرة، فقال رسول الله (ص) ادعي زوجك وابنيك حسناً وحسيناً، فدعتهم فبينما هم يأكلون إذ نزلت على النبي (ص): «إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا». فأخذ النبي (ص) بفضلة الكساء فغطّاهم ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا»(2) .

وعن أبي عمّار قال: دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم يذكرون عليّاً فقال لي واثلة: ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله (ص)؟ قلت: بلى، قال، أتيت فاطمة (ع) فسألتها عن علي فقالت، توّجه إلى رسول الله (ص) فجلست أنتظره، فجاء رسول الله (ص) وعلي معه فدخل معهم البيت فأدنى عليّاً وفاطمة فأجلس واحداً عن يمينه والآخر عن يساره ودعا بالحسن والحسين، فأجلس كل واحد منهما على فخذه ثم قال: «إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا» اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحقّ»(3) .

____________________

(1) ابن المغازلي:المناقب-ص189.

(2) نفس المصدر: ص189.

(3) نفس المصدر: ص190.

٧٩

وأخرج المحب الطبري في ذخائر العقبى عن ام سلمة: «ان رسول الله (ص) قال لفاطمة إئتي بزوجك وابنيك، فجاءت بهم وأكفأ عليهم كساء فدكياً ثم وضع يده عليهم ثم قال: اللهم إنّ هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد إنّك حميد مجيد، قالت أم سلمة فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه رسول الله (ص) وقال إنّك على خير» وقد أخرج المحب الطبري نزول هذه الآية في هؤلاء من طرق كثيرة(1) . ولهذا روي عن أبي سعيد الخدري في بيان أهل البيت المشار إليهم في الآية: «إنّما يريد الله...» قال: نزلت في خمسة في رسول الله (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين(2) وكان (ص) يمرّ بباب فاطمة ويتلو هذه الآية، عن أنس بن مالك (رض) أنّ رسول الله (ص) كان يمرّ بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر ويقول الصلاة يا أهل البيت «إنّما يريد الله...» الآية(3) .

يقول ابن تيمية: «و لما بين سبحانه أنّه يريد أن يذهب الرجس عن أهل بيته ويطّهرهم تطهيرا، دعا النبي (ص) لأقرب أهل بيته وأعظمهم اختصاصاً به وهم علي، وفاطمة، رضي الله عنهما، وسيدي شباب أهل الجنة، جمع الله لهم بين أن قضى لهم بالتطهير وبين أن قضى بكمال دعاء النبي (ص) فكان ذلك ما دلنا

____________________

(1) المحبّ الطبري: ذخائر العقبى-ص21.

(2) نفس المصدر: ص24.

(3) المصدر السابق:ص24.

٨٠