الكافي الجزء ١٤

الكافي0%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 800

الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 800
المشاهدات: 195217
تحميل: 5253


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 800 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 195217 / تحميل: 5253
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء 14

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١٤٦٠١ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ(١) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله :« مَنْ حَكَمَ فِي دِرْهَمَيْنِ بِحُكْمِ جَوْرٍ ثُمَّ جَبَرَ(٢) عَلَيْهِ ، كَانَ مِنْ أَهْلِ هذِهِ الْآيَةِ :( وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ ) (٣) ».

فَقُلْتُ :وَكَيْفَ(٤) يَجْبُرُ عَلَيْهِ؟

فَقَالَ(٥) :« يَكُونُ لَهُ سَوْطٌ وَسِجْنٌ ، فَيَحْكُمُ عَلَيْهِ ، فَإِنْ(٦) رَضِيَ بِحُكُومَتِهِ(٧) ، وَ إِلَّا ضَرَبَهُ بِسَوْطِهِ(٨) ، وَحَبَسَهُ فِي سِجْنِهِ ».(٩)

١٤٦٠٢ / ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْمُؤْمِنِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ :

____________________

= عن أبي بصير ؛ وفيه ، ص ٣٢٣ ، ح ١٢٢ ، عن أبي بصير بن عليّ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير. وفيه ، ص ٣٢٤ ، ح ١٢٧ ، عن أبي العبّاس ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخرهالوافي ، ج ١٦ ، ص ٨٩٠ ، ح ١٦٣٥١ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٣١ ، ح ٣٣١٣٧.

(١). في حاشية « بف » وهامش المطبوع :« عبد الله بن بكير ». وفيالوسائل :- « عن عبد الله بن كثير ». وقد ورد الخبر فيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢١ ، ح ٥٢٤ - وهو مأخوذ منالكافي من غير تصريح بالأخذ - عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن عبد الله بن بكير ، ولكن لم نجد رواية ابن بكير عن ابن مسكان في موضع ، كما أنّا لم نجد رواية عبد الله بن كثير عن ابن مسكان في موضع ، بل لم نعرف عبد الله بن كثير في هذه الطبقة أصلاً.

(٢). في التهذيب :« أجبر ». وفي تفسير العيّاشي :« كبر ».

(٣). المائدة(٥) :٤٤.

(٤). في « بن » والوسائل :« كيف » بدون الواو.

(٥). في « بح » والوافي :« قال ».

(٦). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوسائل والتهذيب وتفسير العيّاشي . وفي « بح » والمطبوع :« فإذا ».

(٧). في « ع ، ل ، ن » وحاشية « بف ، جت » والوسائل وتفسير العيّاشي :« بحكمه ».

(٨). في «ك » والوسائل :« بسوط ».

(٩). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢١ ، ح ٥٢٤ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٢٣ ، ح ١٢٠ ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ١٦ ، ص ٨٩٠ ، ح ١٦٣٥٢ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٣٢ ، ح ٣٣١٣٨.

٦٤١

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ :« أَيُّ قَاضٍ قَضى بَيْنَ اثْنَيْنِ فَأَخْطَأَ ، سَقَطَ(١) أَبْعَدَ(٢) مِنَ السَّمَاءِ(٣) ».(٤)

١٤٦٠٣ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، قَالَ :حَدَّثَنِي رَجُلٌ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْخَضِيبِ الْبَجَلِيِّ(٥) ، قَالَ :

كُنْتُ مَعَ ابْنِ أَبِي لَيْلى مُزَامِلَهُ حَتّى جِئْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَبَيْنَا(٦) نَحْنُ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِصلى‌الله‌عليه‌وآله إِذْ دَخَلَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍعليه‌السلام ، فَقُلْتُ لِابْنِ أَبِي لَيْلى :تَقُومُ بِنَا إِلَيْهِ؟ فَقَالَ :وَمَا نَصْنَعُ عِنْدَهُ؟ فَقُلْتُ :نُسَائِلُهُ وَنُحَدِّثُهُ ، فَقَالَ :قُمْ(٧) ، فَقُمْنَا إِلَيْهِ ، فَسَاءَلَنِي عَنْ نَفْسِي وَأَهْلِي ، ثُمَّ قَالَ(٨) :« مَنْ هذَا(٩) مَعَكَ؟ » فَقُلْتُ :ابْنُ أَبِي لَيْلى قَاضِي الْمُسْلِمِينَ.

فَقَالَ لَهُ :« أَنْتَ ابْنُ أَبِي لَيْلى قَاضِي الْمُسْلِمِينَ؟ » قَالَ :نَعَمْ.

فَقَالَ(١٠) :« تَأْخُذُ مَالَ هذَا فَتُعْطِيهِ(١١) هذَا ، وَتَقْتُلُ ، وَتُفَرِّقُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ لَا تَخَافُ(١٢) فِي ذلِكَ أَحَداً؟ » قَالَ :نَعَمْ.

____________________

(١). في حاشية « بف » :« أسقط ».

(٢). في «ك » :« بعد ».

(٣). فيالمرآة :« قولهعليه‌السلام :سقط ، أي من درجة قربه وكماله أو درجاته في الجنّة أو يلحقه الضرر الاُخروي ، مثل ما يلحق الضرر الدنيوي من سقط من السماء ».

(٤). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢١ ، ح ٥٢٢ ، معلّقاً عن سهل بن زياد.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٧ ، ح ٣٢٣٠ ، معلّقاً عن معاوية بن وهبالوافي ، ج ١٦ ، ص ٨٩٠ ، ح ١٦٣٥٣ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٣٢ ، ح ٣٣١٣٩.

(٥). في « ع ، ل ، بح ، بن ، جت » :« سعيد بن أبي الخصيب البجلي ». والمذكور فيرجال الطوسي ، ص ٢١٤ ، الرقم ٢٨١٩ :سعيد بن أبي الخضيب البجلي ، لكن الموجود في بعض نسخه :« أبي الخصيب » بدل « أبي الخضيب».

(٦). في « بن » :فبينما ».

(٧). في « ن ، جت » :« قال فقم ».

(٨). في « ن ، جت » :« فقال » بدل « ثمّ قال ».

(٩). في الوافي :+ « الذي ».

(١٠). هكذا في « ع ،ك ، ل ، ن ، بف ، جت » والوافي والتهذيب. وفي سائر النسخ والمطبوع :« قال ».

(١١). في « بف » :« وتعطيه ». وفي « جت » :« فتعطي ».

(١٢). في « بن » والتهذيب :« ولا تخاف ». وفي « ن » :« ألا تخاف ».

٦٤٢

قَالَ :« فَبِأَيِّ شَيْ‌ءٍ تَقْضِي؟ » قَالَ(١) :بِمَا بَلَغَنِي عَنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَعَنْ عَلِيٍّعليه‌السلام ، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.

قَالَ :« فَبَلَغَكَ(٢) عَنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنَّهُ قَالَ :إِنَّ عَلِيّاًعليه‌السلام أَقْضَاكُمْ؟ » قَالَ :نَعَمْ.

قَالَ :« فَكَيْفَ تَقْضِي بِغَيْرِ قَضَاءِ عَلِيٍّعليه‌السلام وَقَدْ بَلَغَكَ هذَا؟ فَمَا تَقُولُ إِذَا جِي‌ءَ بِأَرْضٍ مِنْ فِضَّةٍ وَسَمَاءٍ(٣) مِنْ فِضَّةٍ ، ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله بِيَدِكَ ، فَأَوْقَفَكَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّكَ ، فَقَالَ :يَا رَبِّ ، إِنَّ هذَا قَضى بِغَيْرِ مَا قَضَيْتَ؟ ».

قَالَ :فَاصْفَرَّ وَجْهُ ابْنِ أَبِي لَيْلى حَتّى عَادَ مِثْلَ الزَّعْفَرَانِ ، ثُمَّ قَالَ لِي :الْتَمِسْ لِنَفْسِكَ زَمِيلاً(٤) ، وَاللهِ(٥) لَا أُكَلِّمُكَ مِنْ رَأْسِي كَلِمَةً أَبَداً.(٦)

٤ - بَابُ أَنَّ الْمُفْتِيَ ضَامِنٌ (٧)

١٤٦٠٤ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام قَاعِداً فِي حَلْقَةِ رَبِيعَةِ الرَّأْيِ ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ ، فَسَأَلَ رَبِيعَةَ الرَّأْيِ(٨) عَنْ مَسْأَلَةٍ ، فَأَجَابَهُ ، فَلَمَّا سَكَتَ قَالَ لَهُ الْأَعْرَابِيُّ :أَهُوَ فِي عُنُقِكَ؟ فَسَكَتَ عَنْهُ رَبِيعَةُ ،

____________________

(١). في حاشية « بف » والوافي :« فقال ».

(٢). في « ن » :« فما بلغك ».

(٣). في « بف » والتهذيب :« وسماوات ».

(٤). الزميل :الرفيق في السفر الذي يعينك على اُمورك ، وهو الرديف أيضاً.النهاية ، ج ٢ ، ص ٣١٣ ( زمل ).

(٥). في « ن » :« فو الله ».

(٦). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٠ ، ح ٥٢١ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيدالوافي ، ج ١٦ ، ص ٨٩٢ ، ح ١٦٣٥٦ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٩ ، ذيل ح ٣٣٠٩٨.

(٧). فيالمرآة :« لا شكّ في ضمانه في الآخرة ، وأمّا في الدنيا ففيه إشكال ، إلّا أن يكون حاكماً ».

(٨). في الوافي والتهذيب :- « الرأي ».

٦٤٣

وَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئاً ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ الْمَسْأَلَةَ(١) ، فَأَجَابَهُ(٢) بِمِثْلِ ذلِكَ ، فَقَالَ لَهُ الْأَعْرَابِيُّ :أَهُوَ فِي عُنُقِكَ؟ فَسَكَتَ(٣) رَبِيعَةُ(٤) .

فَقَالَ لَهُ(٥) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام :« هُوَ(٦) فِي عُنُقِهِ ، قَالَ أَوْ لَمْ يَقُلْ ، وَكُلُّ(٧) مُفْتٍ ضَامِنٌ».(٨)

١٤٦٠٥ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام :« مَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى مِنَ اللهِ(٩) ، لَعَنَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ(١٠) ، وَلَحِقَهُ وِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِفُتْيَاهُ ».(١١)

____________________

(١). في « ع ،ك ، ل ، ن ، بف ، بن ، جت » والوسائل :« المسألة عليه ».

(٢). في « ن » :« فأجاب ».

(٣). في «ك ، م ، جد » :+ « عنه ».

(٤). في «ك » :+ « ولم يردّ عليه ».

(٥). في « ل ، ن ، بح ، بن ، جت » والوافي والوسائل والتهذيب :- « له ».

(٦). في « بف » :« هي ».

(٧). في « بف ، جت » والتهذيب :« كلّ » بدون الواو.

(٨). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٣ ، ح ٥٣٠ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيمالوافي ، ج ١ ، ص ١٩٦ ، ح ١٣١٣١ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٢٠ ، ح ٣٣٦٣٩.

(٩). في الكافي :- « من الله ».

(١٠). في الوافي :« المراد بـ « العلم » ما يستفاد في الأنوار الإلهيّة والإلهامات الكشفيّة كما هو للأئمّةعليهم‌السلام ، وبـ « الهدى » مايسمع من أهل بيت النبوّة كما هو لنا ، وبـ « ملائكة الرحمة » الهادون لنفوس الأخيار إلى مقاماتهم في درجات الجنان ، وبـ « ملائكة العذاب » السائقون لنفوس الأشرار إلى منازلهم في دركات الجحيم والنيران ».

(١١). الكافي ، كتاب فضل العلم ، باب النهي عن القول بغير علم ، ح ١٠١. وفيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٣ ، ح ٥٣١ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد.المحاسن ، ص ٢٠٥ ،كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦٠ ، عن الحسن بن محبوب. وفيه ، ح ٥٩ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن أبيهعليهما‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفيه أيضاً ، ح ٥٨ ، بسند آخر عن أبي الحسنعليه‌السلام . وفي صحيفة الرضاعليه‌السلام ، ص ٤١ ، ح ٧ ؛وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٤٦ ، ح ١٧٣ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . كمال الدين ، ص ٢٥٦ ، ضمن ح ١ ، بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . تحف العقول ، ص ٤١ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي الستّة الأخيرة إلى قوله :« وملائكة العذاب » مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١ ، ص ١٩٠ ، ح ٣١٢١ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٠ ، ح ٣٣١٠٠ ؛ وص ٢٢٠ ، ح ٣٣٦٣٨.

٦٤٤

٥ - بَابُ أَخْذِ الْأُجْرَةِ (١) وَالرِّشَا عَلَى الْحُكْمِ‌

١٤٦٠٦ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :

سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنْ قَاضٍ بَيْنَ قَرْيَتَيْنِ(٢) يَأْخُذُ مِنَ السُّلْطَانِ عَلَى الْقَضَاءِ الرِّزْقَ؟

فَقَالَ :« ذلِكَ السُّحْتُ(٣) ».(٤)

١٤٦٠٧ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَخِيهِ الْحَسَنِ ، عَنْ زُرْعَةَ ، عَنْ سَمَاعَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :« الرِّشَا فِي الْحُكْمِ هُوَ الْكُفْرُ بِاللهِ(٥) ».(٦)

١٤٦٠٨ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ‌

____________________

(١). في «ك ، ل ، بح ، بن ، جت » :« الأجر ».

(٢). في الوافي والتهذيب :« فريقين ».

(٣). فيالمرآة :« حمل على الاُجرة ، والمشهور جواز الارتزاق من بيت المال ».

(٤). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٢ ، ح ٥٢٧ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٦ ، ح ٣٢٢٧ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوبالوافي ، ج ١٦ ، ص ٩٠٨ ، ح ١٦٣٨٠ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٢١ ، ح ٣٣٦٤٠.

(٥). في الوافي والفقيه وفقه الرضاعليه‌السلام :+ « العظيم ». وفيالكافي ، ح ٨٥٨٩ والتهذيب ح ١٠٦٢ والخصال والمعاني :« فإنّ ذلك الكفر بالله العظيم وبرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله » بدل « هو الكفر بالله ».

(٦). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٢ ، ح ٥٢٦ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد.الكافي ، كتاب المعيشة ، باب السحت ، ذيل ح ٨٥٨٩ ، بسنده عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ، عن زرعة.التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٥٢ ، ذيل ح ٩٩٧ ، بسنده عن سماعة من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام . وفيالخصال ، ص ٣٢٩ ، باب الستّة ، ذيل ح ٢٦ ؛ومعاني الأخبار ، ص ٢١١ ، ذيل ح ١ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. وفيالكافي ، كتاب المعيشة ، باب السحت ، ذيل ح ٨٥٨٧ ؛ والتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٦٨ ، ذيل ح ١٠٦٢ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام .تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٣٢١ ، ذيل ح ١١٢ ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسىعليهما‌السلام .الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٧١ ، ذيل ح ٣٦٤٨ ، مرسلاً من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام .فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٥٣الوافي ، ج ١٦ ، ص ٩٠٧ ، ح ١٦٣٧٦ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٢٢ ، ح ٣٣٦٤٢.

٦٤٥

ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ السُّحْتِ؟(١)

فَقَالَ :« هُوَ(٢) الرِّشَا فِي الْحُكْمِ ».(٣)

٦ - بَابُ مَنْ حَافَ فِي الْحُكْمِ‌

١٤٦٠٩ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قَالَ :« قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام :يَدُ اللهِ فَوْقَ رَأْسِ الْحَاكِمِ تُرَفْرِفُ(٤) بِالرَّحْمَةِ ، فَإِذَا حَافَ(٥) وَكَلَهُ اللهُ إِلى نَفْسِهِ(٦) ».(٧)

١٤٦١٠ / ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ‌

____________________

(١). في جميع النسخ التي قوبلت وغيرها والوسائل :« البخس ». وتقدّم الخبر في الكافي ، ح ٨٥٩٠ وفيه وفي التهذيب كما في المتن ، وهو الظاهر الموافق لمفهوم السحت ، دون مفهوم البخس ، وهو النقص والظلم. أضف إلى ذلك أنّ خبر التهذيب مأخوذ من الكافي ، والمقايسة بين التهذيب وبين موضعي الكافي تقضي بأخذ الخبر من موضعنا هذا ، فيكون التهذيب كأقدم نسخة لنا. راجع :القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٣١ ( بخس ).

(٢). في « بف » والوافي والكافي ، ح ٨٥٩٠ والوسائل والتهذيب :- « هو ».

).الكافي ، كتاب المعيشة ، باب السحت ، ح ٨٥٩٠. وفي التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٢ ، ح ٥٢٥ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّدالوافي ، ج ١٦ ، ص ٩٠٧ ، ح ١٦٣٧٧ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٩٣ ، ح ٢٢٠٦٠.

(٤). قال ابن الأثير :« فيه :رفرفت الرحمة فوق رأسه. يقال :رفرف الطائر بجناحيه ، إذا بسطهما عند السقوط على شي‌ء يحوم عليه ليقع فوقه ».النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٤٣ ( رفرف ).

(٥). فيالفقيه :+ « في الحكم ». وفيالتهذيب :+ « في حكمه ». وقال الفيّومي :« حاف يحيف حيفاً :جار وظلم ، وسواء كان حاكماً أو غير حاكم فهو حائف ».المصباح المنير ، ص ١٥٩ ( حاف ).

(٦). فيالوافي :« في الكلام استعارة وتجوّز ، يعني أنّ الله سبحانه يعينه ويوفّقه للصواب ويسدّده مادام يحكم بالعدل. فإذا حاف - أي جار في الحكم من الحيف بالمهملة ، بمعنى الظلم - أعرض عنه ».

(٧). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٢ ، ح ٥٢٨ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٦ ، ح ٣٣٢٨ ، معلّقاً عن السكوني بإسناده عن عليّعليه‌السلام الوافي ، ج ١٦ ، ص ٨٩٥ ، ح ١٦٣٥٨ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٢٤ ، ح ٣٣٦٤٩.

٦٤٦

الثُّمَالِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ :« كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قَاضٍ كَانَ(١) يَقْضِي بِالْحَقِّ فِيهِمْ ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِامْرَأَتِهِ :إِذَا أَنَا مِتُّ فَاغْسِلِينِي وَكَفِّنِينِي ، وَضَعِينِي عَلى سَرِيرِي(٢) ، وَغَطِّي وَجْهِي ؛ فَإِنَّكِ لَاتَرَيْنَ سُوءاً ، فَلَمَّا مَاتَ فَعَلَتْ ذلِكَ(٣) ، ثُمَّ مَكَثَتْ(٤) بِذلِكَ(٥) حِيناً ، ثُمَّ إِنَّهَا كَشَفَتْ عَنْ وَجْهِهِ لِتَنْظُرَ إِلَيْهِ ، فَإِذَا هِيَ بِدُودَةٍ تَقْرِضُ(٦) مَنْخِرَهُ(٧) ، فَفَزِعَتْ مِنْ ذلِكَ ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ أَتَاهَا فِي مَنَامِهَا ، فَقَالَ لَهَا :أَفْزَعَكِ مَا رَأَيْتِ؟ قَالَتْ :أَجَلْ ، لَقَدْ فَزِعْتُ(٨) ، فَقَالَ لَهَا :أَمَا لَئِنْ كُنْتِ فَزِعْتِ مَا(٩) كَانَ الَّذِي رَأَيْتِ إِلَّا(١٠) فِي أَخِيكِ فُلَانٍ أَتَانِي وَمَعَهُ خَصْمٌ لَهُ ، فَلَمَّا جَلَسَا إِلَيَّ ، قُلْتُ :اللّهُمَّ اجْعَلِ الْحَقَّ لَهُ ، وَوَجِّهِ الْقَضَاءَ(١١) عَلى صَاحِبِهِ ، فَلَمَّا اخْتَصَمَا إِلَيَّ كَانَ(١٢) الْحَقُّ لَهُ ، وَرَأَيْتُ(١٣) ذلِكَ بَيِّناً فِي الْقَضَاءِ ، فَوَجَّهْتُ الْقَضَاءَ لَهُ عَلى صَاحِبِهِ ، فَأَصَابَنِي مَا رَأَيْتِ لِمَوْضِعِ هَوَايَ كَانَ مَعَ مُوَافَقَةِ الْحَقِّ ».(١٤)

____________________

(١). في الوسائل والأمالي :« وكان ».

(٢). في «ك » :« سريرتي ».

(٣). في « جت » :+ « به ».

(٤). في « ع ، ل ، م ، ن ، بن ، جت ، جد » والوسائل والأمالي :« مكث ».

(٥). في « م » والأمالي :- « بذلك ».

(٦). في الأمالي :« تعترض ».

(٧). في الوافي :- « منخره ». والمنخر - بفتح الميم والخاء ، وبكسرهما وضمّهما - :الأنف.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٦٦ ( نخر ).

(٨). في « بن » والوسائل :- « لقد فزعت ».

(٩). في « بف ، جت » والوافي :« فما ».

(١٠). في الوافي :+ « لهواي ». وفي التهذيب :+ « لهوى ».

(١١). في « ن » :« الفضل ». وفي الأمالي :+ « له ».

(١٢). في « بف » :« وكان ».

(١٣). في « ن » :+ « في ».

(١٤). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٢ ، ح ٥٢٩ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم.الأمالي للطوسي ، ص ١٢٦ ، المجلس ٥ ، ح ١٢ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٦ ، ص ٨٩٦ ، ح ١٦٣٥٩ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٢٥ ، ح ٣٣٦٥٠.

٦٤٧

٧ - بَابُ كَرَاهَةِ (١) الْجُلُوسِ إِلى قُضَاةِ الْجَوْرِ‌

١٤٦١١ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ،قَالَ :

مَرَّ بِي أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ(٢) عليهما‌السلام وَأَنَا جَالِسٌ عِنْدَ قَاضٍ بِالْمَدِينَةِ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْغَدِ ، فَقَالَ لِي :« مَا مَجْلِسٌ رَأَيْتُكَ فِيهِ أَمْسِ؟ ».

قَالَ :قُلْتُ لَهُ(٣) :جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ هذَا الْقَاضِيَ لِي(٤) مُكْرِمٌ ، فَرُبَّمَا جَلَسْتُ إِلَيْهِ.

فَقَالَ لِي(٥) :« وَمَا يُؤْمِنُكَ أَنْ تَنْزِلَ اللَّعْنَةُ(٦) ، فَتَعُمَّ مَنْ فِي الْمَجْلِسِ؟ »(٧)

٨ - بَابُ كَرَاهَةِ (٨) الارْتِفَاعِ إِلى قُضَاةِ الْجَوْرِ‌

١٤٦١٢ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :« أَيُّمَا مُؤْمِنٍ قَدَّمَ مُؤْمِناً فِي خُصُومَةٍ إِلى قَاضٍ أَوْ سُلْطَانٍ(٩) جَائِرٍ ، فَقَضى عَلَيْهِ بِغَيْرِ حُكْمِ اللهِ ، فَقَدْ شَرِكَهُ فِي الْإِثْمِ ».(١٠)

____________________

(١). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع :« كراهية ».

(٢). في « جت » والوسائل ، ح ٣٣٦٣٤ :« أو أبو عبدالله ». وفي الفقيه :- « وأبو عبدالله ».

(٣). في « ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » والوافي والتهذيب :- « له ».

(٤). في الفقيه :« بي ».

(٥). في «ك » والتهذيب :- « لي ».

(٦). في الفقيه :+ « فتعمّك معه ، وفي خبر آخر ».

(٧). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٠ ، ح ٥٢٠ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٥ ، ح ٣٢٢٤ ، معلّقاً عن محمّد بن مسلمالوافي ، ج ١٦ ، ص ٨٩٨ ، ح ١٦٣٦٠ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٥ ، ذيل ح ٣٣٠٨٨ ؛ وص ٢١٩ ، ح ٣٣٦٣٤.

(٨). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي « بف » وفي المطبوع :« كراهية ».

(٩). في « جد » :« وسلطان ».

(١٠). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢١٨ ، ح ٥١٥ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٤ ، ح ٣٢١٩ ، معلّقاً عن =

٦٤٨

١٤٦١٣ / ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ حَمْزَةَ الْغَنَوِيِّ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :« أَيُّمَا(١) رَجُلٍ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخٍ لَهُ مُمَارَاةٌ(٢) فِي حَقٍّ ، فَدَعَاهُ إِلى رَجُلٍ مِنْ إِخْوَانِهِ(٣) لِيَحْكُمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ، فَأَبى إِلَّا أَنْ يُرَافِعَهُ إِلى هؤُلَاءِ ، كَانَ بِمَنْزِلَةِ الَّذِينَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ) (٤) الْآيَةَ ».(٥)

١٤٦١٤ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَحْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام :قَوْلُ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي كِتَابِهِ :( وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها (٦) إِلَى الْحُكّامِ ) (٧) ؟

فَقَالَ :« يَا بَا بَصِيرٍ(٨) ، إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - قَدْ عَلِمَ أَنَّ فِي الْأُمَّةِ حُكَّاماً يَجُورُونَ ، أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَعْنِ حُكَّامَ أَهْلِ الْعَدْلِ ، وَلكِنَّهُ عَنى حُكَّامَ أَهْلِ الْجَوْرِ ، يَا بَا مُحَمَّدٍ(٩) ، إِنَّهُ‌

____________________

= الحسن بن محبوبالوافي ، ج ١٦ ، ص ٨٩٩ ، ح ١٦٣٦٣ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١١ ، ح ٣٣٠٧٩.

(١). في الوسائل :« في ».

(٢). قال ابن الأثير :المراء :الجدال. والتماري والمماراة :المجادلة على مذهب الشكّ والريبة. ويقال للمناظرة :مماراة ؛ لأنّ كلّ واحد منهما يستخرج ما عند صاحبه ويمتريه ، كما يمتري الحالب اللبن من الضرع ».

(٣). فيالفقيه :« إخوانكم ».

(٤). النساء(٤) :٦٠.

(٥). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٠ ، ح ٥١٩ ، معلّقاً عن محمّد بن يحيى.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٤ ، ح ٣٢٢٠ ، معلّقاً عن حريزالوافي ، ج ١٦ ، ص ٨٩٩ ، ح ١٦٣٦٤ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١١ ، ح ٣٣٠٨٠.

(٦). أدلى إليه بماله :دفعه.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٨٤ ( دلو ).

(٧). البقرة(٢) :١٨٨. وفيالتهذيب :+( لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مّنْ أَمْوَ لِ النَّاسِ ) .

(٨). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي. وفي « بن » والمطبوع :« يا أبا بصير ».

(٩). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع :« يا أبا محمّد ».

٦٤٩

لَوْ كَانَ لَكَ عَلى رَجُلٍ حَقٌّ ، فَدَعَوْتَهُ إِلى حُكَّامِ أَهْلِ الْعَدْلِ ، فَأَبى عَلَيْكَ إِلَّا أَنْ يُرَافِعَكَ (١) إِلى حُكَّامِ أَهْلِ الْجَوْرِ لِيَقْضُوا لَهُ ، لَكَانَ مِمَّنْ حَاكَمَ إِلَى الطَّاغُوتِ ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطّاغُوتِ ) ». (٢)

١٤٦١٥ / ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ(٣) ، قَالَ :

قَالَ لِي(٤) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام :« إِيَّاكُمْ أَنْ يُحَاكِمَ(٥) بَعْضُكُمْ بَعْضاً إِلى أَهْلِ الْجَوْرِ ، وَلكِنِ انْظُرُوا إِلى‌رَجُلٍ مِنْكُمْ يَعْلَمُ شَيْئاً مِنْ قَضَائِنَا(٦) ، فَاجْعَلُوهُ بَيْنَكُمْ ، فَإِنِّي قَدْ(٧) جَعَلْتُهُ قَاضِياً ، فَتَحَاكَمُوا إِلَيْهِ(٨) ».(٩)

____________________

(١). في « بح » :- « إلى حكّام أهل العدل ، فأبى عليك إلّا أن يرافعك ».

(٢). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢١٩ ، ح ٥١٧ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد.تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٨٥ ، ح ٢٠٥ ، عن أبي بصير ، إلى قوله :« لكان ممّن يحاكم إلى الطاغوت » ؛ وفيه ، ص ٢٥٤ ، ح ١٨٠ ، عن أبي بصير ، من قوله :« يا با محمّد »الوافي ، ج ١٦ ، ص ٩٠٠ ، ح ١٦٣٦٥ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٢ ، ح ٣٣٠٨١.

(٣). ورد الخبر فيالفقيه ، ج ٣ ، ص ٢ ، ح ٣٢١٦ ، عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة سالم بن مكرم الجمّال ، وطريق الصدوق إلى أحمد بن عائذ ينتهي إلى الحسن بن عليّ الوشّاء ، كما فيالفقيه ، ج ٤ ، ص ٥١٤. والمراد من الحسن بن عليّ في سندنا هذا ، هو الوشّاء. والمتكرّر في الأسناد رواية الوشّاء بعناوينه المختلفة - :« الحسن بن عليّ الخزّاز والحسن بن عليّ الوشّاء والوشّاء - عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة. فلا يبعد سقوط الواسطة في ما نحن فيه بين الحسن بن عليّ وبين أبي خديجة. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٤٤٥ - ٤٤٦.(٤). في « ن » والفقيه :- « لي ».

(٥). في « بف » :« أن يخاصم ».

(٦). في «ك ،ل» والوافي والفقيه والتهذيب :« قضايانا ».

(٧). في « ع ،ك ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد » :- « قد ».

(٨). فيالمرآة :« استدلّ به على جواز التجزّي في الاجتهاد ، وفيه نظر من وجهين :أحدهما :أنّ ما سمع الراوي بخصومة من المعصوم ليس في الاجتهاد في شي‌ء ولم يكونوا يحتاجون في تلك الأزمنة إلى الاجتهاد.

وثانيهما :أنّ من لم يجوّز التجزّي يقول :لا يحصل العلم المعتبر إلّا بالإحاطة بجميع مدارك الأحكام بحسب الطاقة ، ولا يقول بوجوب ترجيح جميع المسائل بالفعل ».

(٩). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢١٩ ، ح ٥١٦ ، معلّقاً عن الحسين بن محمّد.الفقيه ، ج ٣ ، ص ٢ ، ح ٣٢١٦ ، بسنده عن =

٦٥٠

١٤٦١٦ / ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ(١) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَنْ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِنَا يَكُونُ(٢) بَيْنَهُمَا مُنَازَعَةٌ فِي دَيْنٍ أَوْ مِيرَاثٍ ، فَتَحَاكَمَا(٣) إِلَى السُّلْطَانِ أَوْ إِلَى(٤) الْقُضَاةِ :أَيَحِلُّ ذلِكَ؟

فَقَالَ :« مَنْ تَحَاكَمَ إِلَى الطَّاغُوتِ(٥) ، فَحَكَمَ لَهُ(٦) ، فَإِنَّمَا يَأْخُذُ سُحْتاً وَإِنْ كَانَ حَقُّهُ(٧) ثَابِتاً(٨) ؛ لِأَنَّهُ أَخَذَ بِحُكْمِ الطَّاغُوتِ وَقَدْ أَمَرَ اللهُ أَنْ يُكْفَرَ بِهِ(٩) ».

قُلْتُ :كَيْفَ(١٠) يَصْنَعَانِ(١١) ؟

قَالَ :« انْظُرُوا(١٢) إِلى(١٣) مَنْ كَانَ مِنْكُمْ(١٤) قَدْ رَوى حَدِيثَنَا ، وَنَظَرَ فِي حَلَالِنَا‌

____________________

= أبي خديجة سالم بن مكرم الجمّال ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٠٣ ، ح ٨٤٦ ، بسنده عن أبي خديجة ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٦ ، ص ٩٠١ ، ح ١٦٣٦٨ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٣ ، ذيل ح ٣٣٠٨٣.

(١). هكذا في « بف ». وفي « ع ،ك ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جت ، جد » والمطبوع :« محمّد بن الحسين ». والصواب ما أثبتناه ، كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ٢٠٢ ، فلاحظ.

(٢). في « ل ، بن » والوسائل والكافي ، ح ٢٠٢ :« تكون ».

(٣). في الوافي :« فتحاكموا ». وفيالتهذيب ، ح ٨٤٥ :« فيتحاكمان ».

(٤). في « جد » والوسائل ، ج ٢٧ والكافي ، ح ٢٠٢ والتهذيب ، ح ٨٤٥ :« وإلى ».

(٥). في « ل ، م ، بف » والوافي :« طاغوت ».

(٦). فيالوسائل ، ج ٢٧ والكافي ، ح ٢٠٢ :« حقّاً ».

(٧). في الوسائل ، ج ٢٧ :+ « له ».

(٨). في الوسائل ، ج ٢٧ والكافي، ح ٢٠٢ :«أخذه».

(٩). في « بف » والتهذيب ، ح ٥١٤ :« بها ». في الوسائل ، ج ٢٧ والكافي ، ح ٢٠٢ والتهذيب ، ح ٨٤٥ :+ « قال الله تعالى :( يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ) ».

(١٠). في الوسائل ، ج ٢٧ والكافي ، ح ٢٠٢ :« فكيف ».

(١١). في « ن » :+ « به ».

(١٢). في الوسائل ، والكافي ، ح ٢٠٢ والتهذيب ، ح ٨٤٥ :« ينظران ».

(١٣). في الوسائل ، ج ٢٧ :- « إلى ».

(١٤). في الوسائل ، ج ٢٧ والكافي ، ح ٢٠٢ والتهذيب :+ « ممّن ».

٦٥١

وَ حَرَامِنَا ، وَعَرَفَ أَحْكَامَنَا ، فَارْضَوْا (١) بِهِ حَكَماً ، فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُهُ عَلَيْكُمْ حَاكِماً ، فَإِذَا حَكَمَ بِحُكْمِنَا فَلَمْ يَقْبَلْهُ (٢) مِنْهُ ، فَإِنَّمَا بِحُكْمِ (٣) اللهِ (٤) اسْتَخَفَّ (٥) ، وَعَلَيْنَا رَدَّ (٦) ، وَالرَّادُّ عَلَيْنَا الرَّادُّ عَلَى اللهِ ، وَهُوَ عَلى حَدِّ الشِّرْكِ بِاللهِ ». (٧)

٩ - بَابُ أَدَبِ الْحُكْمِ (٨)

١٤٦١٧ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ عَلِيّاً - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - يَقُولُ لِشُرَيْحٍ :« انْظُرْ إِلى أَهْلِ الْمَعْكِ وَالْمَطْلِ(٩) وَدَفْعِ حُقُوقِ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ الْمَقْدُرَةِ(١٠) وَالْيَسَارِ مِمَّنْ يُدْلِي بِأَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ(١١) إِلَى الْحُكَّامِ ، فَخُذْ لِلنَّاسِ بِحُقُوقِهِمْ مِنْهُمْ ، وَبِعْ فِيهَا الْعَقَارَ وَالدِّيَارَ ، فَإِنِّي(١٢) سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يَقُولُ :مَطْلُ الْمُسْلِمِ الْمُوسِرِ(١٣) ظُلْمٌ لِلْمُسْلِمِ(١٤) ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَقَارٌ وَلَا دَارٌ‌

____________________

(١). في « بف » والوسائل والكافي ، ح ٢٠٢ والتهذيب :« فليرضوا ».

(٢). في الوسائل ، ج ٢٧ والتهذيب ، ح ٨٤٥ :« فلم يقبل ».

(٣). في « ع » :« حكم ».

(٤). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والتهذيب. وفي « جد » والمطبوع :+ « قد ».

(٥). فيالوسائل ، ج ١ وج ٢٧ والكافي ، ح ٢٠٢ :« استخفّ بحكم الله » بدل « بحكم الله قد استخفّ ».

(٦). في «ك ، جد » :« ردّوا ».

(٧). الكافي ، كتاب فضل العلم ، باب اختلاف الحديث ، صدر ح ٢٠٢. وفيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ٢١٨ ، ح ٥١٤ ، معلّقاً عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن بن شمّون ، عن محمّد بن عيسى.وفيه ص ٣٠١ ، صدر ح ٨٤٥ ، بسنده عن محمّد بن عيسىالوافي ، ج ١٦ ، ص ٩٠٢ ، ح ١٦٣٧٠ ؛الوسائل ، ج ١ ، ص ٣٤ ، ح ٥١ ، ملخّصاً ؛ وج ٢٧ ، ص ١٣٦ ، ح ٣٣٤١٦.(٨). في «ك ، بح » وحاشية « جت » :« الحاكم ».

(٩). المعك والمطل :التسويف بالعدة والدين. اُنظر :النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٤٣ ( معك ).

(١٠). في حاشية « بح » :« القدرة ».

(١١). في « بن » والوسائل :« الناس ».

(١٢). في « ن » :« وإنّي ».

(١٣). في «ك » :« الموسر المسلم ».

(١٤). فيالتهذيب :« للمسلمين ».

٦٥٢

وَلَا مَالٌ ، فَلَا سَبِيلَ عَلَيْهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَايَحْمِلُ النَّاسَ عَلَى الْحَقِّ إِلَّا مَنْ وَرَّعَهُمْ (١) عَنِ الْبَاطِلِ ، ثُمَّ وَاسِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ بِوَجْهِكَ وَمَنْطِقِكَ وَمَجْلِسِكَ حَتّى لَايَطْمَعَ قَرِيبُكَ فِي حَيْفِكَ ، وَلَا يَيْأَسَ عَدُوُّكَ مِنْ عَدْلِكَ ، وَرُدَّ الْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعِي (٢) مَعَ بَيِّنَةٍ (٣) ؛ فَإِنَّ ذلِكَ أَجْلى لِلْعَمى (٤) ، وَأَثْبَتُ فِي الْقَضَاءِ (٥) ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ عُدُولٌ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلَّا مَجْلُودٌ (٦) فِي حَدٍّ لَمْ يَتُبْ مِنْهُ (٧) ، أَوْ مَعْرُوفٌ (٨) بِشَهَادَةِ زُورٍ ، أَوْ ظَنِينٌ (٩) ، وَإِيَّاكَ وَالتَّضَجُّرَ وَالتَّأَذِّيَ فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ الَّذِي أَوْجَبَ اللهُ فِيهِ الْأَجْرَ وَيُحْسِنُ (١٠) فِيهِ الذُّخْرَ لِمَنْ قَضى بِالْحَقِّ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الصُّلْحَ جَائِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا صُلْحاً (١١) حَرَّمَ حَلَالاً ، أَوْ أَحَلَّ (١٢) حَرَاماً ، وَاجْعَلْ (١٣) لِمَنِ ادَّعى شُهُوداً غُيَّباً أَمَداً بَيْنَهُمَا ، فَإِنْ أَحْضَرَهُمْ أَخَذْتَ لَهُ بِحَقِّهِ ، وَإِنْ لَمْ يُحْضِرْهُمْ أَوْجَبْتَ عَلَيْهِ الْقَضِيَّةَ ، فَإِيَّاكَ (١٤) أَنْ تُنَفِّذَ فِيهِ (١٥) قَضِيَّةً فِي قِصَاصٍ ، أَوْ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ ، أَوْ حَقٍّ مِنْ حُقُوقِ الْمُسْلِمِينَ حَتّى تَعْرِضَ ذلِكَ عَلَيَّ‌

____________________

(١). في « جت » وحاشية « م » والوافي :« وزعهم » ، بمعنى كفّهم ومنعهم. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ١٨٠ ( وزع ).

(٢). فيمرآة العقول ، ج ٢٤ ، ص ٢٧٦ :« قولهعليه‌السلام :« وردّ اليمين على المدّعي » ربّما يحمل هذا على التقيّة لموافقته ‌لمذاهب بعض العامّة ، أو على اختصاص الحكم بشريح ؛ لعدم استيهاله للقضاء ، أو على ما إذا كانت الدعوى على الميّت أومع الشاهد الواحد أومع دعوى الردّ ».

(٣). في « بن » وحاشية « جت » والوافي والوسائل ، ج ٢٧ والتهذيب :« بيّنته ».

(٤). في «ك ، ل ، جت » :« للعماء ». وفي « م ، ن » :« للغماء ».

(٥). في « ن » :- « في القضاء ».

(٦). هكذا في «ك ، ل ، ن ، بح ، جت ، جد » والوسائل والتهذيب. وفي « ع ، م ، بف ، بن » وحاشية « بح » والمطبوع ‌والوافي :« مجلوداً ».

(٧). في « م ، جد » :« عنه ».

(٨). في « م » والوافي :« أو معروفاً ».

(٩). في الوافي :« ظنيناً ».

(١٠). فيالوافي :« وأحسن ».

(١١). في « ع ،ك ، بح » :« صلح ».

(١٢). في « ن ، جت » :« أوحلّل ».

(١٣). في « بف » :« فاجعل ».

(١٤). في «ك ، م ، ن ، بح ، بن ، جت ، جد » والوافي والوسائل ، ج ٢٧ والتهذيب :« وإيّاك ».

(١٥). في « بف » والوافي والوسائل ، ج ٢٧ والتهذيب :- « فيه ».

٦٥٣

إِنْ شَاءَ اللهُ ، وَلَا تَقْعُدَنَّ(١) فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ حَتّى تَطْعَمَ ».(٢)

١٤٦١٨ / ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام قَالَ :« قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) :مَنِ ابْتُلِيَ بِالْقَضَاءِ ، فَلَا يَقْضِي وَهُوَ غَضْبَانُ(٤) ».(٥)

١٤٦١٩ / ٣. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ(٦) :« قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ - :مَنِ ابْتُلِيَ بِالْقَضَاءِ ، فَلْيُوَاسِ بَيْنَهُمْ فِي الْإِشَارَةِ(٧) ، وَفِي(٨) النَّظَرِ ، وَفِي الْمَجْلِسِ ».(٩)

١٤٦٢٠ / ٤. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ :« أَنَّ رَجُلاً نَزَلَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَمَكَثَ عِنْدَهُ أَيَّاماً ، ثُمَّ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ فِي خُصُومَةٍ(١٠) لَمْ يَذْكُرْهَا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ :أَخَصْمٌ أَنْتَ؟ قَالَ :نَعَمْ ،

____________________

(١). في « ل » :« ولا تقعد ».

(٢). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٥ ، ح ٥٤١ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم.الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٥ ، ح ٣٢٤٣ ، معلّقاً عن الحسن بن محبوب ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٦ ، ص ٩٠٩ ، ح ١٦٣٨١ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢١١ ، ح ٣٣٦١٨ ؛وفيه ، ج ١٨ ، ص ٣٤٣ ، ذيل ح ٢٣٨٠٩ ، إلى قوله :« من لم يكن له عقار ولا دار ولا مال فلا سبيل عليه » ؛ وج ٢٥ ، ص ٣٨٥ ، ح ٣٢١٨٧ ، إلى قوله :« وبع فيها العقار والديار ».

(٣). في « بف » :+ « يا عليّ ».

(٤). قال المحقّق :« يكره أن يقضي وهو غضبان ، وكذا يكره مع كلّ وصف يساوي الغضب في شغل النفس ، كالجوع والعطش والغمّ والفرح والوجع ومدافعة الأخبثين وغلبة النعاس ».الشرائع ، ج ٤ ، ص ٨٦٦.

(٥). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٦ ، ح ٥٤٢ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم.الفقيه ، ج ٣ ، ص ١١ ، ح ٣٢٣٤ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الوافي ، ج ١٦ ، ص ٩١٠ ، ح ١٦٣٨٢ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢١٣ ، ح ٣٣٦٢٠.

(٦). الضمير المستتر في « قال » راجع إلى أبي عبداللهعليه‌السلام ، والمراد من « بهذا الإسناد » هو الطريق المذكور إليهعليه‌السلام ، في السند السابق.

(٧). في « ن ، جد » وحاشية « جت » :« بالإشارة ».

(٨). في « ن » :- « في ».

(٩). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٦ ، ح ٥٤٣ ، وفيه أيضاً هكذا :« وبهذا الإسناد قال :قال أمير المؤمنينعليه‌السلام ...».الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٤ ، ح ٣٢٤٢ ، مرسلاً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٦ ، ص ٩١١ ، ح ١٦٣٨٣ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢١٤ ، ح ٣٣٦٢٣.

(١٠). فيالفقيه :« حكومة ».

٦٥٤

قَالَ :تَحَوَّلْ عَنَّا ؛ إِنَّ(١) رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله نَهى أَنْ يُضَافَ الْخَصْمُ إِلَّا وَمَعَهُ خَصْمُهُ ».(٢)

١٤٦٢١ / ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام لِشُرَيْحٍ(٣) :« لَا تُسَارَّ(٤) أَحَداً فِي مَجْلِسِكَ ، وَإِنْ غَضِبْتَ فَقُمْ ، وَلَا تَقْضِيَنَّ(٥) وَأَنْتَ(٦) غَضْبَانُ ».

قَالَ :وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ :« لِسَانُ الْقَاضِي وَرَاءَ قَلْبِهِ(٧) ، فَإِنْ كَانَ لَهُ قَالَ ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ أَمْسَكَ(٨) ».(٩)

١٤٦٢٢ / ٦. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، عَمَّنْ سَمِعَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :« إِذَا كَانَ الْحَاكِمُ يَقُولُ لِمَنْ عَنْ يَمِينِهِ وَلِمَنْ عَنْ يَسَارِهِ :مَا تَرى؟ مَا تَقُولُ؟ فَعَلى ذلِكَ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ أَلَّا(١٠) يَقُومُ(١١)

____________________

(١). في « بن » والوسائل والفقيه :« فإنّ ».

(٢). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٦ ، ح ٥٤٤ ، وفيه أيضاً هكذا :« وبهذا الإسناد أنّ رجلاً ».الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٢ ، ح ٣٢٣٦ ، مرسلاً من دون الإسناد إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ١٦ ، ص ٩١١ ، ح ١٦٣٨٥ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢١٤ ، ح ٣٣٦٢٤.

(٣). في الفقيه :+ « يا شريح ».

(٤). في الوسائل :« لا تشاور ».

(٥). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوسائل والفقيه والتهذيب. وفي « جد » والمطبوع :« فلا تقضينّ ».

(٦). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوسائل والفقيه والتهذيب. وفي المطبوع :« فأنت ».

(٧). فيالوافي :« وراء قلبه ، يعني يتدبّر أوّلاً بقلبه ثمّ يقول بلسانه ».

(٨). فيالمرآة :« قولهعليه‌السلام :فإن كان له ، أي فإن كان القلب له بأن لا يكون فيه ما يمنعه عن الحكم قضى وتكلّم ، وإن كان عليه بأن كان غضبان أو جائعاً أو مثله أمسك عن الكلام. أو المعنى :أنّه ينبغي له أن يتفكّر فيمايتكلّم به ، فإن كان له بأن يكون صواباً تكلّم وإلّا أمسك. ولعلّ الأوّل أظهر ».

(٩). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٧ ، ح ٥٤٦ ، معلّقاً عن أحمد بن أبي عبد الله.الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٤ ، ح ٣٢٣٩ ، مرسلاً إلى قوله :« وأنت غضبان »الوافي ، ج ١٦ ، ص ٩١٢ ، ح ١٦٣٨٧ ؛الوسائل ، ٢٧ ، ص ٢١٣ ، ح ٣٣٦٢١.

(١٠). فيالمرآة :«كلمة «ألّا»بالفتح للتحضيض».

(١١). في « ن ، جت ، جد » والوافي :« أن يقوم ».

٦٥٥

مِنْ مَجْلِسِهِ ، وَيُجْلِسُهُمْ(١) مَكَانَهُ ».(٢)

١٠ - بَابُ أَنَّ الْقَضَاءَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالْأَيْمَانِ (٣)

١٤٦٢٣ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ سَعْدٍ وَهِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ(٤) :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :« قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله :إِنَّمَا أَقْضِي بَيْنَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَالْأَيْمَانِ ، وَبَعْضُكُمْ أَلْحَنُ(٥) بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ ، فَأَيُّمَا(٦) رَجُلٍ قَطَعْتُ لَهُ مِنْ مَالِ أَخِيهِ شَيْئاً ، فَإِنَّمَا قَطَعْتُ لَهُ بِهِ(٧) قِطْعَةً مِنَ النَّارِ ».(٨)

____________________

(١). هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوسائل. وفي « ن » :« ويجلسه ». وفي المطبوع :« وتجلسهم ». وفي الوافي والفقيه والتهذيب :« ويجلسهما ».

(٢). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٧ ، ح ٥٤٥ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد ، عن الحجّال ، عن داود بن يزيد.الفقيه ، ج ٣ ، ص ١١ ، ح ٣٢٣٥ ، مرسلاًالوافي ، ج ١٦ ، ص ٨٩٢ ، ح ١٦٣٥٥ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢١٥ ، ح ٣٣٦٢٥.

(٣). في « جت » :« وبالأيمان ».

(٤). هكذا في « بف » وحاشية « جت ». وفي « بن » والوسائل :« سعد عن هشام بن الحكم ». وفي « ع ،ك ، ل ، م ، ن ، بح ، جت ، جد » والمطبوع :« سعد بن هشام بن الحكم ».

وما أثبتناه هو الظاهر ؛ فقد ورد الخبر فيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٩ ، ح ٥٥٢ - وهو مأخوذ منالكافي - عن عليّ بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن سعد وهشام بن الحكم. وهشام بن الحكم من مشايخ ابن أبي عمير ، روى عنه كتابه ، وتكرّرت روايته عنه في الأسناد ، كما أنّ ابن أبي عمير روى كتاب سعد بن أبي خلف ، ووردت روايته عنه في بعض الأسناد. أضف إلى ذلك أنّا لم نجد في ما بأيدينا من الأسناد والطرق عنوان سعد بن هشام بن الحكم ، ولم نعثر أيضاً على رواية من يسمّى بسعد عن هشام بن الحكم. راجع :رجال النجاشي ، ص ١٧٨ ، الرقم ٤٦٩ ، ص ٤٣٣ ، الرقم ١١٦٤ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٤٩٣ ، الرقم ٧٨٣ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٢٢ ، ص ٢٨٢ ، ص ٣١٣ - ٣١٥.

(٥). قال ابن الأثير بعد ذكر الحديث :« اللحن :الميل عن جهة الاستقامة. يقال :لحن فلان في كلامه ، إذا مال عن‌صحيح المنطق. وأراد :أنّ بعضكم يكون أعرف بالحجّة وأفطن لها من غيره ».النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٤١ ( لحن ).

(٦). في « بف » والوافي :« وأيّما ».

(٧). في «ك ،م ،ن ،بف ،جت » والوافي :- « به ».

(٨). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٩، ح ٥٥٢، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سعد =

٦٥٦

١٤٦٢٤ / ٢. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ :« إِنَّ نَبِيّاً مِنَ الْأَنْبِيَاءِ شَكَا إِلى رَبِّهِ :كَيْفَ أَقْضِي فِي أُمُورٍ لَمْ أُخْبَرْ بِبَيَانِهَا(١) ؟

قَالَ :فَقَالَ لَهُ(٢) :رُدَّهُمْ إِلَيَّ ، وَأَضِفْهُمْ(٣) إِلَى اسْمِي يَحْلِفُونَ بِهِ ».(٤)

١٤٦٢٥ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :« فِي كِتَابِ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ أَنَّ نَبِيّاً مِنَ الْأَنْبِيَاءِ شَكَا إِلى رَبِّهِ الْقَضَاءَ ، فَقَالَ :كَيْفَ أَقْضِي بِمَا لَمْ تَرَ عَيْنِي ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنِي؟ فَقَالَ :اقْضِ بَيْنَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ، وَأَضِفْهُمْ إِلَى اسْمِي يَحْلِفُونَ بِهِ ».

وَقَالَ :« إِنَّ دَاوُدَعليه‌السلام قَالَ :يَا رَبِّ ، أَرِنِي الْحَقَّ كَمَا هُوَ عِنْدَكَ حَتّى أَقْضِيَ بِهِ ، فَقَالَ(٥) :إِنَّكَ لَاتُطِيقُ ذلِكَ ، فَأَلَحَّ(٦) عَلى رَبِّهِ حَتّى فَعَلَ ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ يَسْتَعْدِي عَلى رَجُلٍ ، فَقَالَ :إِنَّ هذَا أَخَذَ مَالِي ، فَأَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلى دَاوُدَعليه‌السلام :أَنَّ هذَا الْمُسْتَعْدِيَ قَتَلَ أَبَا هذَا ، وَأَخَذَ(٧) مَالَهُ ، فَأَمَرَ دَاوُدُعليه‌السلام بِالْمُسْتَعْدِي(٨) ، فَقُتِلَ ، وَأَخَذَ(٩) مَالَهُ ، فَدَفَعَهُ(١٠) إِلَى الْمُسْتَعْدى عَلَيْهِ ».

____________________

= وهشام بن الحكم.معاني الأخبار ، ص ٢٧٩ ، بسند آخر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في أوّله وآخرهالوافي ، ج ١٦ ، ص ٩١٩ ، ح ١٦٣٩٩ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٣٢ ، ح ٣٣٦٦٣.

(١). في «ك » :« بيانها ».

(٢). في «ك ، ن ، بف ، جت » :- « له ».

(٣). أضفته إليه :ألجأته.القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٠٧ ( ضيف ).

(٤). الوافي ، ج ١٦ ، ص ٩١٨ ، ح ١٦٣٩٦ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٣٠ ، ح ٣٣٦٥٩.

(٥). في « بح » :+ « يا داود ».

(٦). في « بف » :« وألحّ ».

(٧). في « ن » :« فأخذ ».

(٨). في « بف » :« المستعدي » بدون الباء.

(٩). فيالبحار :« فأخذ ».

(١٠). في الوسائل ، « فدفع ».

٦٥٧

قَالَ(١) :« فَعَجِبَ النَّاسُ ، وَتَحَدَّثُوا حَتّى بَلَغَ دَاوُدَعليه‌السلام ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ مِنْ ذلِكَ مَا كَرِهَ(٢) ، فَدَعَا رَبَّهُ أَنْ يَرْفَعَ(٣) ذلِكَ ، فَفَعَلَ ، ثُمَّ أَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَيْهِ :أَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ، وَأَضِفْهُمْ إِلَى اسْمِي يَحْلِفُونَ بِهِ ».(٤)

١٤٦٢٦ / ٤. وَعَنْهُ(٥) ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :« فِي كِتَابِ عَلِيٍّعليه‌السلام :أَنَّ نَبِيّاً مِنَ الْأَنْبِيَاءِ شَكَا(٦) إِلى رَبِّهِ(٧) ، فَقَالَ :يَا رَبِّ ، كَيْفَ أَقْضِي فِيمَا لَمْ أَشْهَدْ وَلَمْ أَرَ(٨) ؟ قَالَ :فَأَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَيْهِ(٩) :أَنِ(١٠) احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِكِتَابِي ، وَأَضِفْهُمْ إِلَى اسْمِي ، فَحَلِّفْهُمْ(١١) بِهِ ».

وَقَالَ(١٢) :« هذَا لِمَنْ لَمْ تَقُمْ(١٣) لَهُ بَيِّنَةٌ ».(١٤)

١١ - بَابُ أَنَّ الْبَيِّنَةَ عَلَى الْمُدَّعِي وَالْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعى عَلَيْهِ‌

١٤٦٢٧ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ ؛

____________________

(١). في « ن » :- « قال ».

(٢). في « ع » :« كبّره ».

(٣). في « بح ، جت » :« أن يدفع ». وفي « ن » :« أيدفع » بدل « أن يرفع ».

(٤). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٨ ، ح ٥٥١ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيدالوافي ، ج ١٦ ، ص ٩١٨ ، ح ١٦٣٩٧ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٢٩ ، ح ٣٣٦٥٨ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ١٠ ، ح ١٩.

(٥). الضمير راجع إلى الحسين بن سعيد المذكور في السند السابق.

(٦). في « ن ، جت » :« سأل ».

(٧). في « بف » والوافي :« إلى الله ».

(٨). في الوسائل :« لم أرو لم أشهد » بدل « لم أشهد ولم أر ».

(٩). في « ع » :« إليه عزّوجلّ ».

(١٠). في « ع ،ك ، ن ، بح ، بف ، بن ، جد » والوافي والوسائل والتهذيب :- « أن ».

(١١). في الوافي والتهذيب :« تحلّفهم ».

(١٢). فيالوافي :« ثمّ قال ».

(١٣). في « م ، بف ، جد » :« لم يقم ».

(١٤). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٨ ، ح ٥٥٠ ، معلّقاً عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويدالوافي ، ج ١٦ ، ص ٩١٩ ، ح ١٦٣٩٨ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٢٩ ، ح ٣٣٦٥٧.

٦٥٨

وَجَمِيلٍ(١) وَهِشَامٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :« قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله :الْبَيِّنَةُ عَلى مَنِ ادَّعى ، وَالْيَمِينُ عَلى مَنِ ادُّعِيَ عَلَيْهِ(٢) ».(٣)

١٤٦٢٨ / ٢. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ :« إِنَّ اللهَ حَكَمَ فِي دِمَائِكُمْ بِغَيْرِ مَا حَكَمَ بِهِ(٤) فِي أَمْوَالِكُمْ ، حَكَمَ فِي أَمْوَالِكُمْ أَنَّ الْبَيِّنَةَ عَلَى الْمُدَّعِي ، وَالْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعى عَلَيْهِ ، وَحَكَمَ فِي دِمَائِكُمْ أَنَّ الْبَيِّنَةَ عَلى مَنِ ادُّعِيَ(٥) عَلَيْهِ ، وَالْيَمِينَ عَلى مَنِ ادَّعى ؛ لِكَيْلَا(٦) يَبْطُلَ(٧) دَمُ‌

____________________

(١). هكذا في « بف ». وفي « ع ،ك ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جت ، جد » وحاشية « بف » والوسائل والمطبوع :« عن جميل ». وهو سهوٌ فإنّ المراد من الحلبي هو عبيد الله بن عليّ الحلبي ، ولم يثبت روايته عن جميل في موضع ، بل الظاهر من ملاحظات مجموع المعلومات الواردة حول عبيد الله بن عليّ الحلبي في الكتب والأسناد ، تقدّم طبقته على طبقة جميل وهشام. وسندنا هذا يشبه لما تقدّم فيالكافي ، ح ١٤١٣٦ ، من رواية عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل وحمّاد عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وتقدّم هناك أنّ في السند تحويلاً بعطف « حمّاد عن الحلبي » على « جميل ». ففي ما نحن فيه أيضاً تحويل بعطف كلّ واحد من « جميل » و « هشام » على « حمّاد عن الحلبي».

ويؤيّد ذلك ورود الخبر في التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٩ ، ح ٥٥٣ - وهو مأخوذ من الكافي - عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حمّاد عن الحلبي وجميل وهشام.

(٢). في « ن » :« البيّنة على المدّعي ، واليمين على المدّعى عليه ».

(٣). التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٩ ، ح ٥٥٣ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم.علل الشرائع ، ص ٥٤١ ، ضمن ح ١ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .الفقيه ، ج ٣ ، ص ٣٢ ، ح ٣٢٦٧ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في آخره. وفيه ، ص ٦٦ ، ذيل ح ٣٣٤٥ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام .فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٢٦٠ ، وفي كلّها - إلّاالتهذيب - مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١٦ ، ص ٩٢٢ ، ح ١٦٤٠٠ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٣٣ ، ح ٣٣٦٦٦.

(٤). في « ع »والفقيه :- « به ».

(٥). في « جت » والوسائل ، ج ٢٩ :« المدّعي » بدل « من ادّعى ».

(٦). في « بن » والوسائل والفقيه :« لئلّا ».

(٧). في « م ، بح » وحاشية « جت » :« يطلّ ».

٦٥٩

امْرِئٍ مُسْلِمٍ ». (١)

١٢ - بَابُ مَنِ ادَّعى عَلى مَيِّتٍ (٢)

١٤٦٢٩ / ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يَاسِينَ الضَّرِيرِ ، قَالَ :حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ(٣) ، قَالَ :

قُلْتُ لِلشَّيْخِ(٤) :خَبِّرْنِي(٥) عَنِ الرَّجُلِ(٦) يَدَّعِي قِبَلَ الرَّجُلِ الْحَقَّ ، فَلَا يَكُونُ(٧) لَهُ بَيِّنَةٌ بِمَا لَهُ؟

قَالَ :« فَيَمِينُ الْمُدَّعى عَلَيْهِ ، فَإِنْ حَلَفَ(٨) فَلَا حَقَّ لَهُ(٩) ، وَإِنْ لَمْ يَحْلِفْ(١٠) فَعَلَيْهِ ، وَإِنْ(١١) كَانَ الْمَطْلُوبُ بِالْحَقِّ قَدْ مَاتَ ، فَأُقِيمَتْ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةُ(١٢) ، فَعَلَى الْمُدَّعِي الْيَمِينُ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَقَدْ مَاتَ فُلَانٌ ، وَإِنَّ حَقَّهُ لَعَلَيْهِ ، فَإِنْ حَلَفَ ، وَ إِلَّا فَلَا حَقَّ لَهُ ؛ لِأَنَّا لَانَدْرِي لَعَلَّهُ قَدْ أَوْفَاهُ بِبَيِّنَةٍ لَانَعْلَمُ مَوْضِعَهَا ، أَوْ بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ قَبْلَ الْمَوْتِ ، فَمِنْ ثَمَّ صَارَتْ عَلَيْهِ الْيَمِينُ مَعَ الْبَيِّنَةِ ، فَإِنِ ادَّعى بِلَا بَيِّنَةٍ(١٣) فَلَا حَقَّ لَهُ ؛ لِأَنَّ الْمُدَّعى عَلَيْهِ لَيْسَ بِحَيٍّ ، وَلَوْ‌

____________________

(١). الكافي ، كتاب الديات ، باب القسامة ، ح ١٤٤٢٥.التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٩ ، ح ٥٥٤ ، معلّقاً عن أبي عليّ الأشعري.الفقيه ، ج ٤ ، ص ٩٨ ، ح ٥١٧٥ ، بسنده عن أبي بصيرالوافي ، ج ١٦ ، ص ٧٧٠ ، ح ١٦١٣٠ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٣٤ ، ح ٣٣٦٦٨ ؛ وج ٢٩ ، ص ١٥٣ ، ح ٣٥٣٦٣.

(٢). في « جد » :« على الميّت ».

(٣). في « م ، جد » :+ « عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ».

(٤). فيالفقيه :+ « يعني موسى بن جعفرعليه‌السلام ».

(٥). في حاشية « جت » والفقيه :« أخبرني ».

(٦). فيالوافي :« عن رجل ».

(٧). فيالوسائل :« فلم تكن ».

(٨). في « ن » :« يحلف ».

(٩). في الوسائل :+ « وإن ردّ اليمين على المدّعي ، فلم يحلف ، فلا حقّ له ».

(١٠). في « ن » :« لم يحلفه ».

(١١). في الفقيه :« وإن ردّ اليمين على المدّعي فلم يحلف ، فلا حقّ له فإن » بدل « وإن يحلف فعليه وإن ».

(١٢). في « بف » :« البيّنة عليه ».

(١٣). فيالتهذيب :« ولا بيّنة له ».

٦٦٠