الكافي الجزء ١٥

الكافي0%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 909

الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 909
المشاهدات: 78489
تحميل: 4293


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 909 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 78489 / تحميل: 4293
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء 15

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

راكع ساجد راغب راهب(١) إخوانه المساكين ، وأنصاره قوم آخرون ، ويكون(٢) في زمانه أزل(٣) وزلزال(٤) وقتل وقلة من المال ، اسمه أحمد محمد الأمين من الباقين من ثلة الأولين الماضين ، يؤمن بالكتب كلها ، ويصدق جميع(٥) المرسلين ، ويشهد بالإخلاص(٦) لجميع النبيين ، أمته مرحومة مباركة ما بقوا في الدين على حقائقه ، لهم ساعات موقتات(٧) ، يؤدون فيها الصلوات(٨) أداء(٩) العبد إلى سيده نافلته(١٠) ، فبه(١١) فصدق ، ومنهاجه(١٢) فاتبع ، فإنه أخوك.

يا موسى ، إنه أمي(١٣) ، وهو عبد صدق ، يبارك(١٤) له فيما وضع يده عليه ، ويبارك عليه ، كذلك كان في علمي وكذلك خلقته ، به أفتح الساعة(١٥) ، وبأمته أختم مفاتيح

__________________

راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٧١ (أمن) ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٣٧٥ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٢٨ (هيمن).

(١) الراهب : الخائف ، من الرهبة بمعنى الخوف. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٤٣٧ (رهب).

(٢) في «بف» : «يكون» بدون الواو.

(٣) الأزل : الشدة والضيق ، وقد أزل الرجل يأزل أزلا ، أي صار في ضيق وجدب. النهاية : ج ١ ، ص ٤٦ (أزل).

(٤) في «د ، م ، بف ، جت» وحاشية «بح» والوافي : «وزلازل».

(٥) في شرح المازندراني : + «المؤمنين».

(٦) في «ع ، ل ، م ، بف ، بن ، جت ، جد» : «بإخلاص».

(٧) في «م ، بح ، بف ، جد» وحاشية «د» وشرح المازندراني والوافي : «موقوتات».

(٨) في «جت» : «الصلاة».

(٩) في «بن» : «كما يؤدي» بدل «أداء».

(١٠) في المرآة : «النافلة». وفي شرح المازندراني : «النافلة : العطية والغنيمة ، ولعل المراد بها فوائده ومكتسباته». وراجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٧١ (نفل).

(١١) في «بح ، جد» وحاشية «م» : «ما قلته فيه» بدل «نافلته فيه».

(١٢) في «د» وحاشية «م ، ن ، بح» : «ومناهجه».

(١٣) في تحف العقول : «أميني». وفي شرح المازندراني : «يا موسى إنه امي ، منسوب إلى ام القرى ، وهي مكة ، أوإلى الام لا يقرأ الكتاب ولا يعرف الخط ، وهذا من كمالهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ لئلا يقولوا : إنما كمالاته الفائقة من جهة الاكتساب والتعلم».

(١٤) في «جت» : «يتبارك». وفي البحار وتحف العقول : «مبارك».

(١٥) في شرح المازندراني : «وبه أفتح الساعة ، كأنه كناية عن حشره أولا».

١٢١

الدنيا ، فمر ظلمة بني إسرائيل أن لايدرسوا(١) اسمه ، ولا يخذلوه ، وإنهم لفاعلون ، وحبه لي حسنة(٢) ، فأنا(٣) معه ، وأنا من حزبه ، وهو من حزبي ، وحزبهم(٤) الغالبون(٥) ، فتمت كلماتي لأظهرن دينه على الأديان كلها ، ولأعبدن بكل مكان(٦) ، ولأنزلن عليه قرآنا فرقانا شفاء لما في الصدور من نفث الشيطان ، فصل عليه يا ابن عمران ، فإني أصلي عليه وملائكتي.

يا موسى ، أنت عبدي ، وأنا إلهك ، لاتستذل الحقير الفقير ، ولا تغبط الغني بشيء يسير ، وكن عند ذكري خاشعا ، وعند تلاوته برحمتي طامعا ، وأسمعني لذاذة التوراة(٧) بصوت خاشع حزين ، اطمئن عند ذكري ، وذكر بي من يطمئن إلي ، واعبدني ولا تشرك بي شيئا ، وتحر(٨) مسرتي(٩) ، إني(١٠) أنا السيد الكبير ، إني خلقتك من نطفة من ماء مهين(١١) من طينة أخرجتها من أرض ذليلة ممشوجة(١٢) ، فكانت بشرا ، فأنا صانعها خلقا ، فتبارك وجهي ، وتقدس صنعي(١٣) ، ليس كمثلي شيء ، وأنا الحي الدائم الذي(١٤)

__________________

(١) الدرس : العفو والمحو والإبطال ، قال المازندراني : «أي لا يمحوه من التوراة». راجع : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٧٩ (درس).

(٢) في الوافي : «وحسبه بي حسبه».

(٣) في حاشية «جت» وتحف العقول : «وأنا».

(٤) في حاشية «بح» وتحف العقول : «وحزبي هم» بدل «وحزبهم».

(٥) في شرح المازندراني : «ضمير «حزبهم» لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله والجمع للتعظيم ، أو له ولله تعالى ، أو لهما وللأوصياء أيضا». وفي الوافي : «الظاهر : وحزبي الغالبون ، ولعله من غلط النساخ».

(٦) في «جت» : + «لي».

(٧) في «بف» : «التوبة».

(٨) «تحر» أمر من التحري ، وهو القصد والاجتهاد في الطلب ، والعزم على تخصيص الشيء بالفعل والقول. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٣٧٦ (حرا).

(٩) في الوافي : «مسيرتي».

(١٠) في شرح المازندراني : «فإني».

(١١) المهين : الحقير ، والضعيف ، والقليل. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٢٣ (مهن).

(١٢) الممشوج : المخلوط ؛ من المشج ، وهو الخلط. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٤١ (مشج).

(١٣) هكذا في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بف ، جت» وحاشية «بح» والوافي وتحف العقول. وفي سائر النسخ والمطبوع : «صنيعي».

(١٤) في «ع ، ل ، جت» وتحف العقول : ـ «الذي».

١٢٢

لا أزول(١) .

يا موسى ، كن إذا دعوتني خائفا مشفقا وجلا ، عفر وجهك(٢) لي في التراب(٣) ، واسجد لي بمكارم بدنك ، واقنت بين يدي في القيام ، وناجني حين تناجيني بخشية من قلب وجل ، واحي بتوراتي(٤) أيام الحياة ، وعلم الجهال محامدي ، وذكرهم آلائي ونعمتي(٥) ، وقل لهم : لايتمادون(٦) في غي ما هم فيه ، فإن أخذي أليم شديد.

يا موسى ، إذا(٧) انقطع حبلك مني لم يتصل بحبل غيري ، فاعبدني وقم بين يدي مقام العبد الحقير(٨) ، ذم(٩) نفسك ، فهي أولى بالذم ، ولا تتطاول(١٠) بكتابي على بني إسرائيل ، فكفى بهذا واعظا لقلبك ومنيرا ، وهو كلام رب العالمين جل وتعالى.

يا موسى ، متى ما دعوتني ورجوتني ، فإني سأغفر لك على ما كان منك ، السماء تسبح لي وجلا ، والملائكة من مخافتي مشفقون ، والأرض تسبح لي طمعا ، وكل

__________________

(١) في «بف» : «لا يزول».

(٢) تعفير الوجه في التراب : تمريغه وتقليبه فيه ، أو دسه فيه. وتعفير المصلي : أن يمسح جبينه حال السجودعلى العفر ، وهو التراب. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٥١ ؛ مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٤٠٨ (عفر).

(٣) في حاشية «بح» : «بالتراب».

(٤) في المرآة : «قوله تعالى : وأحي بتوراتي ، أي حصل الحياة المعنوية التي هي بالعلم واليقين بالتوراة وقراءتها والعمل بها ، أو كن ملازما لها في مدة الحياة. ويمكن أن يقرأ على باب الإفعال».

(٥) في حاشية «بح» وتحف العقول : «ونعمي».

(٦) التمادي : بلوغ المدى والغاية ، ويقال : تمادى فلان في غيه ، إذا لج ودام على فعله. وفي المرآة : «وتخصيص النهي بالتمادي لعله لبيان أن الدخول في الغي ينجر لا محالة إلى التمادي ، فالمراد النهي عن مطلق الدخول ، أو المراد الإقلاع عن الغي الذي هم فيه وعدم تماديهم فيه». راجع : المصباح المنير ، ص ٥٦٧ (مدي).

(٧) في «ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جد» وحاشية «د» وشرح المازندراني والوافي وتحف العقول : «إن».

(٨) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وتحف العقول. وفي «ن» وشرح المازندراني والوافي : «الفقير الحقير». وفي المطبوع : + «الفقير».

(٩) في شرح المازندراني : «وذم».

(١٠) التطاول : الترفع والعلو ، أو إظهار الطول والفضل ، يقال : تطاول على الناس ، أي علاهم وترفع عليهم ، أو رأى أن له عليهم فضلا في القدر. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٤١٢ (طول).

١٢٣

الخلق يسبحون لي داخرون(١) .

ثم عليك بالصلاة الصلاة(٢) ؛ فإنها مني بمكان(٣) ، ولها عندي عهد وثيق ، وألحق بها ما هو منها زكاة القربان(٤) من طيب المال والطعام ؛ فإني لا أقبل إلا الطيب يراد به وجهي ، واقرن مع ذلك صلة الأرحام ، فإني أنا الله الرحمن الرحيم ، والرحم أنا خلقتها فضلا من رحمتي ليتعاطف بها(٥) العباد ، ولها عندي سلطان في معاد الآخرة ، وأنا قاطع من قطعها ، وواصل من وصلها ، وكذلك أفعل بمن ضيع أمري.

يا موسى ، أكرم السائل إذا أتاك برد جميل أو إعطاء يسير ؛ فإنه يأتيك من ليس بإنس ولا جان ، ملائكة الرحمن يبلونك(٦) كيف أنت صانع فيما أوليتك(٧) ، وكيف مواساتك فيما خولتك(٨) ، واخشع(٩) لي بالتضرع ، واهتف(١٠) لي(١١) بولولة(١٢) الكتاب ، واعلم أني

__________________

(١) في «بف ، جت» وحاشية «ن» وشرح المازندراني والوافي وتحف العقول : «داخرين».

(٢) في «بف» وتحف العقول : ـ «الصلاة».

(٣) في المرآة : «قوله تعالى : بمكان ، أي مكانة ومنزلة رفيعة».

(٤) «القربان» : ما يتقرب به إلى الله تعالى ، وهو أيضا مصدر بمعنى القرب. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢١١ (قرب).

(٥) في «بح» : «ليتعاطفها» بدل «ليتعاطف بها».

(٦) في شرح المازندراني : «الظاهر أن «يبلونك» بتخفيف النون وسكون الواو ، وضمها مع شد النون محتمل».

(٧) «أوليتك» أي أعطيتك ، يقال : أوليته معروفا ، إذا أسديت إليه معروفا ، أي أحسنت وصنعت وأعطيت. راجع : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٣٧٦ (سدا) ؛ وج ١٥ ، ص ٤١٣ (ولي).

(٨) التخويل : التمليك ، أو الإعطاء متفضلا. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٩٠ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣١٧ (خول).

(٩) في «ن» : «فاخشع».

(١٠) الهتف : الصوت ، أو الصوت الشديد ، أو الصوت الجافي العالي ، ويقال : هتفت بفلان ، أي دعوته. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٤٢ ؛ لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٣٤٤ (هتف).

(١١) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بن ، جت ، جد» وتحف العقول : ـ «لي».

(١٢) قال ابن الأثير : «الولولة : صوت متتابع بالويل والاستغاثة. وقيل : هي حكاية صوت النائحة». النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٢٦ (ولول). وفي الوافي : «الولولة : الدعاء بالويل ، ولعله اشير إلى ما في التوراة من الويل ، ولها معان اخر كاختلاط الألسن ، وإلهام الذكر ، والهم ، والحزن وغير ذلك ، ولعل بعضها يناسب هذا المقام».

١٢٤

أدعوك دعاء السيد مملوكه ليبلغ(١) به شرف المنازل ، وذلك من فضلي عليك وعلى آبائك الأولين.

يا موسى ، لاتنسني على كل حال ، ولا تفرح بكثرة المال ؛ فإن نسياني يقسي القلوب(٢) ، ومع(٣) كثرة المال كثرة الذنوب ، الأرض(٤) مطيعة ، والسماء مطيعة ، والبحار مطيعة ، وعصياني شقاء الثقلين(٥) ، وأنا الرحمن الرحيم ، رحمان كل زمان ، آتي بالشدة بعد الرخاء ، وبالرخاء بعد الشدة ، وبالملوك بعد الملوك ، وملكي دائم قائم(٦) لايزول ، ولا يخفى علي شيء في الأرض ولا في السماء ، وكيف يخفى علي ما مني مبتدؤه؟ وكيف لا يكون همك فيما عندي وإلي(٧) ترجع لامحالة؟

يا موسى ، اجعلني حرزك(٨) ، وضع عندي كنزك من الصالحات ، وخفني ولا تخف غيري ، إلي المصير.

يا موسى ، ارحم من هو أسفل منك في الخلق ، ولا تحسد من هو فوقك ، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل(٩) النار الحطب.

يا موسى ، إن ابني آدم تواضعا(١٠) في(١١) منزلة(١٢) لينالا بها من فضلي ورحمتي ،

__________________

(١) في «جت» والوافي : «لتبلغ».

(٢) في حاشية «بح» : «القلب».

(٣) في شرح المازندراني : «وفي».

(٤) في الوافي : «والأرض» مع الواو.

(٥) في الوافي : «المثقلين». وفي تحف العقول : «فمن عصاني شقي» بدل «عصياني شقاء الثقلين».

(٦) في «د ، ن» والبحار : «قائم دائم».

(٧) في شرح المازندراني : «وإليه».

(٨) في شرح المازندراني : «يا موسى اجعلني حرزك ، أي ملجأك الدافع عنك البليات والمكروهات بالدعاءوالتوسل قبل نزولها وبعده ، وأصل الحرز بالكسر : العوذة ، والموضع الحصين ، يقال : هذا حرز حريز ، أي حصن حصين متين حافظ لمن دخله». وراجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٠١ (حرز).

(٩) في «بف» : «يأكل». وفي «د» بالتاء والياء معا.

(١٠) في شرح المازندراني : «تواضعا ، من المواضعة ، وهي الموافقة في أمر ، لا من التواضع بمعنى التخاشع والتذلل والتخاضع ؛ لعدم تحقق هذا المعنى في أحدهما ، وهو قابيل».

(١١) في «جت» : «لي».

(١٢) في شرح المازندراني : «لعل المراد بالمنزلة الكرامة والشرف والقرب بالحق». وفي المرآة : «قوله تعالى :

١٢٥

فقربا(١) قربانا ، ولا أقبل إلا من المتقين ، فكان(٢) من شأنهما ما قد علمت ، فكيف تثق بالصاحب بعد الأخ والوزير؟

يا موسى ، ضع الكبر ، ودع الفخر ، واذكر أنك ساكن القبر ، فليمنعك ذلك من الشهوات.

يا موسى ، عجل التوبة ، وأخر الذنب(٣) ، وتأن(٤) في المكث بين يدي في الصلاة ، ولا ترج غيري ، اتخذني جنة للشدائد ، وحصنا لملمات الأمور(٥) .

يا موسى ، كيف تخشع لي خليقة لاتعرف فضلي عليها؟ وكيف تعرف فضلي عليها(٦) وهي لاتنظر فيه؟ وكيف تنظر فيه وهي لاتؤمن به؟ وكيف تؤمن به وهي لا ترجو ثوابا؟ وكيف ترجو ثوابا وهي قد قنعت بالدنيا ، واتخذتها مأوى ، وركنت إليها ركون الظالمين؟

يا موسى ، نافس في الخير أهله ، فإن الخير كاسمه ، ودع الشر لكل(٧) مفتون.

يا موسى ، اجعل لسانك من وراء قلبك تسلم ، وأكثر ذكري بالليل والنهار تغنم(٨) ، ولا تتبع الخطايا(٩) فتندم ، فإن الخطايا موعدها النار(١٠) .

__________________

في منزلة ، أي في عبادة واحدة ، وهي القربان ، أو كانا بحسب الظاهر في درجة ومنزلة واحدة».

(١) في «بن» : «وقربا».

(٢) في الوافي : «وكان».

(٣) في «ن» والوافي : «الذنوب».

(٤) التأني : الانتظار ، والتربص ، والتثبت. قال العلامة المازندراني : «المكث مثلثا ويحرك : اللبث ، والتأني : التلبث ، فالتأني في المكث تأكيد ومبالغة فيه». راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٧٨ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٥٥ (أني).

(٥) «ملمات الامور» : نوازلها وشدائدها ، جمع الملمة ، وهي النازلة من شدائد الدهر ونوازل الدنيا ، من الإلمام بمعنى النزول. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٣٢ ؛ لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٥٠ (لمم).

(٦) في شرح المازندراني : + «وتصدق به».

(٧) في «بف» : «بكل».

(٨) في الكافي ، ح ٢٦٤٧ : ـ «تغنم».

(٩) في الكافي ، ح ٢٦٤٧ : «الخطيئة في معدنها» بدل «الخطايا».

(١٠) في الكافي ، ح ٢٦٤٧ : «الخطيئة موعد أهل النار».

١٢٦

يا موسى ، أطب الكلام لأهل الترك للذنوب ، وكن لهم جليسا ، واتخذهم لغيبك(١) إخوانا ، وجد معهم يجدون(٢) معك.

يا موسى ، الموت لاقيك(٣) لامحالة ، فتزود زاد من هو على ما يتزود وارد(٤) .

يا موسى ، ما أريد به وجهي فكثير قليله ، وما أريد به غيري فقليل كثيره ، وإن أصلح أيامك الذي هو أمامك ، فانظر أي يوم هو ، فأعد له الجواب ، فإنك موقوف(٥) ومسئول ، وخذ موعظتك من الدهر وأهله ، فإن الدهر طويله قصير ، وقصيره طويل(٦) ، وكل شيء فان ، فاعمل كأنك ترى ثواب عملك لكي يكون(٧) أطمع لك في الآخرة لا محالة ، فإن ما بقي من الدنيا كما ولى منها ، وكل عامل يعمل على بصيرة ومثال ، فكن مرتادا(٨) لنفسك يا ابن عمران لعلك تفوز غدا يوم السؤال ، فهنالك يخسر المبطلون.

يا موسى ، ألق كفيك ذلا بين يدي كفعل العبد المستصرخ إلى سيده ، فإنك إذا فعلت ذلك رحمت(٩) وأنا أكرم القادرين.

__________________

(١) في «ع ، ل ، جت» والوافي : «لعيبك».

(٢) في «بح ، جد» وحاشية «د ، م» : «يجودون».

(٣) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي والبحار. وفي «بف» : «لأتيك». وفي المطبوع : «يأتيك».

(٤) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع والوافي والبحار : + «على اليقين».

(٥) في «ن ، بح ، بف ، جد» وحاشية «م» وشرح المازندراني والوافي : + «به».

(٦) «وطويله قصير» باعتبار انقضائه وسرعة زواله ، و «قصيره طويل» ؛ لإمكان تحصيل كثير من زاد الآخرة والسعادات العظيمة في القليل منه ، أو لطول الحساب والجزاء. راجع : شرح المازندراني والوافي والمرآة.

(٧) في «بف» : «تكون».

(٨) الارتياد : الطلب ، قال العلامة المازندراني : «المراد بالارتياد هنا طلب العمل على وجه التفكر في أوله وآخره وحسنه وقبحه ومورده ومأخذه ، وإنما أمره بطلب هذا العمل لأنه النافع». راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤١٥ (رود).

(٩) في شرح المازندراني : «رحمت ، مجهول على صيغة الخطاب ، أو معلوم على صيغة المتكلم وحذف

١٢٧

يا موسى ، سلني من فضلي ورحمتي ، فإنهما بيدي ، لايملكهما(١) أحد غيري ، وانظر حين تسألني كيف رغبتك فيما عندي ، لكل عامل جزاء ، وقد يجزى الكفور بما سعى.

يا موسى ، طب نفسا عن الدنيا ، وانطو عنها(٢) ؛ فإنها ليست لك ، ولست لها ، ما لك ولدار الظالمين إلا لعامل(٣) فيها بالخير ، فإنها له نعم الدار.

يا موسى ، ما آمرك به فاسمع ، ومهما أراه فاصنع ، خذ حقائق التوراة إلى صدرك ، وتيقظ(٤) بها في ساعات الليل والنهار ، ولا تمكن أبناء الدنيا من صدرك ، فيجعلونه وكرا كوكر الطير.

يا موسى ، أبناء الدنيا وأهلها فتن بعضهم لبعض ، فكل مزين له ما هو فيه ، والمؤمن من(٥) زينت له الآخرة ، فهو ينظر إليها ما يفتر(٦) ، قد حالت شهوتها بينه وبين لذة العيش(٧) ، فأدلجته(٨) بالأسحار كفعل الراكب السائق(٩) إلى غايته ، يظل كئيبا(١٠) ،

__________________

المفعول».

(١) في «ن» : «ولا يملكهما».

(٢) في المرآة : «الانطواء عنها : الاجتناب والإعراض عنها ، يقال : طوى كشحه عني ، أي أعرض مهاجرا». وراجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١٧١٥ (طوي).

(٣) في «بح ، بف» والبحار : «العامل».

(٤) في حاشية «بح» : «واتعظ».

(٥) في «بف» وتحف العقول : ـ «من».

(٦) في «ن» : «لا يفتر». وكلمه «ما» نافية ، والفتور : الضعف ، والانكسار ، والسكون بعد الحدة ، واللين بعد الشدة. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٠٨ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٣٣ (فتر).

(٧) «شهوتها» أي شهوة الآخرة ، و «لذة العيش» أي عيش الدنيا.

(٨) في شرح المازندراني : «الإدلاج بتخفيف الدال : السير في أول الليل ، وبالتشديد : السير في آخره ، ولعل التعدية باعتبار تضمين معنى التصيير ، أي صيرته شهوة الآخرة مدلجا سائرا في آخر الليل مشتغلا بالعبادة ؛ لعلمه بأن تلك الشهوة لاتنال إلابه». وراجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٩٥ (دلج).

(٩) في «بح ، جت» : «السابق».

(١٠) «الكئيب» ، من الكآبة بمعنى سوء الحال وتغير النفس بالانكسار من شدة الهم والحزن. راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٩٤ (كأب).

١٢٨

ويمسي(١) حزينا ، فطوبى له لو قد(٢) كشف الغطاء ما ذا يعاين من السرور؟

يا موسى ، الدنيا نطفة(٣) ليست بثواب للمؤمن ، ولا نقمة من فاجر ، فالويل(٤) الطويل لمن باع ثواب معاده بلعقة(٥) لم تبق ، وبلعسة(٦) لم تدم ، وكذلك فكن كما أمرتك ، وكل(٧) أمري رشاد.

يا موسى ، إذا رأيت الغنى مقبلا ، فقل : ذنب عجلت لي(٨) عقوبته ، وإذا رأيت الفقر مقبلا ، فقل : مرحبا بشعار الصالحين(٩) ، ولا تكن جبارا ظلوما ، ولا تكن للظالمين قرينا.

يا موسى ، ما عمر وإن طال(١٠) يذم آخره(١١) ، وما ضرك ما

__________________

(١) في «ن ، بف ، جد» : «ويمشي».

(٢) في «ل» : ـ «قد».

(٣) في المرآة : «قوله تعالى : الدنيا نطفة ، أي ماء قليل مكدر ، قال في القاموس : النطفة ، بالضم : الماء الصافي قل أوكثر ، أو قليل ماء يبقى في دلو أو قربة ، أي الدنيا شيء قليل لايصلح نعمتها لحقارتها أن تكون ثوابا للمؤمن ، ولا بلاؤها وشدتها لقلتها أن تكون عذابا وانتقاما من فاجر». وراجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٤٠ (نطف).

(٤) في «د» : + «الدائم».

(٥) في شرح المازندراني عن بعض النسخ : «بلقطة». وفي بعضها : «بلعبة». واللعقة : المرة الواحدة ؛ من لعق الشيء لعقا : لحسه ، أي أخذ ما علق بجوانبه بلسانه أو بإصبعه ، واللعقة أيضا : الشيء القليل مما لعق. وقال العلامة المجلسي : «اللعقة بالفتح : ما تلعقه وتلحسه بإصبعك ، أو بلسانك مرة واحدة». راجع : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٣٠ (لعق).

(٦) في «ن ، ل ، بف» وحاشية «جت» والوافي : «وبلعة». وفي «د» : «وبلغة». وفي «ع» وشرح المازندراني : «وبلعقة». وفي «جت» : «وبلسعة». وفي المرآة : «اللعس بالفتح : العض ، والمراد هنا ما يقطعه بأسنانه من شيء مأكول مرة واحدة». وراجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٨٤ (لعس).

(٧) في «ن» : «فكل».

(٨) في «ل ، جت» : ـ «لي».

(٩) في «بن» : + «يا موسى».

(١٠) في حاشية «بح» : + «ما».

(١١) في المرآة : «قوله تعالى : وما عمر وإن طال ، إلى آخره ، في بعض النسخ : وإن طال يدوم آخره ، وهو ظاهر ، وفي بعضها : وإن طال ما يذم آخره ، أي ليس عمر يذم آخره ويكون آخره مذموما محسوبا من العمر ، وعلى هذا كان الأظهر : عمرا بالنصب بأن يكون خبر «ما» ، واسمه «ما يذم» ، وفي بعض النسخ : يذم ، بدون كلمة «ما» فيحتمل أن تكون كلمة «ما» استفهامية ، أي أي شيء عمر يذم آخره وإن طال؟ أو نافية بتقدير الخبر ، أي ليس

١٢٩

زوي(١) عنك إذا حمدت مغبته(٢) .

يا موسى ، صرخ(٣) الكتاب إليك صراخا(٤) بما أنت إليه صائر ، فكيف ترقد(٥) على هذا العيون ، أم كيف يجد قوم لذة العيش لو لا التمادي في الغفلة ، والاتباع للشقوة ، والتتابع للشهوة ، ومن دون هذا يجزع(٦) الصديقون؟

يا موسى ، مر عبادي يدعوني على ما كان بعد أن يقروا لي(٧) أني أرحم الراحمين ، مجيب(٨) المضطرين ، وأكشف السوء(٩) ، وأبدل الزمان ، وآتي بالرخاء ، وأشكر اليسير ، وأثيب الكثير ، وأغني الفقير ، وأنا الدائم العزيز القدير ، فمن لجأ إليك وانضوى(١٠) إليك(١١) من الخاطئين ، فقل : أهلا وسهلا يا رحب(١٢) الفناء(١٣) بفناء رب العالمين ،

__________________

عمر يذم آخره بعمر. وعلى الأول يحتمل أن تكون كلمتا «ما» كلتاهما نافيتين ، أي لا يكون عمر لا يذم آخره بالا نقطاع والفناء».

(١) «زوي» أي صرف ونحي وقبض وجمع. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٢٠ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٩٥ (زوي).

(٢) المغبة : عاقبة الشيء ، كالغب بالكسر. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٠٥ (غبب).

(٣) «صرخ» أي صاح صيحة شديدة ؛ من الصرخة ، وهي الصيحة الشديدة. راجع : القاموس المحيط ، ج ٥ ، ص ٣٧٨ (صرخ).

(٤) في «ع ، ن ، جد» وحاشية «م» وتحف العقول : «صرح الكتاب إليك صراحا».

(٥) في شرح المازندراني : «يرقد». و «ترقد» أي تنام ، من الرقاد ، وهو المستطاب من النوم ، أو هو النوم ليلا كان أو نهارا ، أو هو نوم الليل خاصة. راجع : المفردات للراغب ، ص ٣٦٢ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٣٤ (رقد).

(٦) في «د» : «يفزع».

(٧) في «بف» وحاشية «بح» والوافي وتحف العقول : «بي».

(٨) في حاشية «بح» : + «دعوة».

(٩) في البحار : ـ «واكشف السوء».

(١٠) في حاشية «د ، م ، بح ، جد» : «وانطوى».

(١١) «انضوى إليك» أي مال إليك وانضم. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ١٠٥ (ضوا).

(١٢) في الوافي وتحف العقول : «بأرحب» بدل «يا رحب». والرحب بالفتح : الشيء الواسع ، وبالضم : السعة. لسان العرب ، ج ١ ، ص ٤١٣ و ٤١٤ (رحب).

(١٣) في تحف العقول : + «نزلت». وقال الجوهري : «فناء الدار : ما امتد من جوانبها». وقال ابن الأثير : «الفناء : هو المتسع أمام الدار». الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٥٧ ؛ النهاية ، ج ٥٣ ، ص ٤٧٧ (فني).

١٣٠

واستغفر لهم ، وكن لهم كأحدهم ، ولا تستطل(١) عليهم بما أنا أعطيتك فضله ، وقل لهم : فليسألوني من فضلي ورحمتي ، فإنه لايملكها(٢) أحد غيري وأنا ذو الفضل العظيم.

طوبى لك يا موسى(٣) كهف الخاطئين(٤) ، وجليس المضطرين ، ومستغفر للمذنبين إنك مني بالمكان الرضي ، فادعني بالقلب النقي(٥) ، واللسان الصادق ، وكن كما أمرتك ، أطع أمري ، ولا تستطل على عبادي بما ليس منك مبتدؤه ، وتقرب إلي فإني منك قريب ، فإني لم أسألك ما يؤذيك ثقله ولا حمله ، إنما(٦) سألتك أن تدعوني فأجيبك ، وأن تسألني فأعطيك ، وأن تتقرب إلي بما مني أخذت تأويله(٧) ، وعلي تمام تنزيله.

يا موسى ، انظر إلى الأرض ، فإنها عن قريب قبرك ، وارفع عينيك(٨) إلى السماء ، فإن فوقك فيها ملكا(٩) عظيما ، وابك على نفسك ما دمت في الدنيا ، وتخوف العطب(١٠) والمهالك(١١) ، ولا تغرنك زينة الدنيا وزهرتها ، ولا ترض بالظلم ، ولا تكن ظالما ، فإني للظالم رصيد حتى أديل منه المظلوم(١٢) .

__________________

(١) الاستطالة : العلو والترفع ، يقال : طال عليه واستطال وتطاول ، إذا علاه وترفع عليه. النهاية ، ج ٣ ، ص ١٤٥ (طول).

(٢) في «بح ، جد» : «لا يملكهما».

(٣) في تحف العقول : ـ «طوبى لك يا موسى».

(٤) في «بف ، جت» وحاشية «بح» : + «وأخو المذنبين». وفي الوافي : + «وأخ المذنبين».

(٥) في «ن ، بح ، بف ، جد» وحاشية «م» : «التقي».

(٦) في «جت ، جد» وحاشية «م» : «وإنما».

(٧) في «بف» : «بتأويله».

(٨) في «ن» : «عينك».

(٩) في «جت» : ـ «ملكا». وفي شرح المازندراني : «ملكا عظيما ، لعل المراد به ملكوت السماوات ، وهو الذي أراه خليلهعليه‌السلام ليكون من الموقنين ، أو الجنة ويحتمل أن يكون ملكا بالتحريك ، والغرض منه هو الحث على العبادة ، أو إظهار عظمته تعالى». واحتمل في المرآة ضم الميم وسكون اللام أيضا.

(١٠) «العطب» : الهلاك. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨٤ (عطب).

(١١) في شرح المازندراني : «من المهالك» بدل «والمهالك».

(١٢) الإدالة : النصرة والغلبة ، وفي الوافي : «حتى اديل منه المظلوم ، أي آخذ الدولة منه اعطيها المظلوم ،

١٣١

يا موسى ، إن الحسنة عشرة(١) أضعاف ، ومن السيئة الواحدة الهلاك ، لاتشرك(٢) بي ، لايحل(٣) لك أن تشرك بي ، قارب(٤) وسدد(٥) وادع دعاء الطامع الراغب فيما عندي ، النادم على ما قدمت يداه ، فإن سواد الليل يمحوه النهار ، وكذلك السيئة تمحوها(٦) الحسنة ، وعشوة(٧) الليل(٨) تأتي على ضوء النهار ، وكذلك السيئة تأتي على الحسنة الجليلة(٩) فتسودها».(١٠)

١٤٨٢٤ / ٩. علي بن محمد ، عمن ذكره ، عن محمد بن الحسين ؛ وحميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد الكندي جميعا ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن رجل من أصحابه ، قال :

قرأت جوابا من أبي عبد اللهعليه‌السلام إلى رجل من أصحابه : «أما بعد ، فإني أوصيك بتقوى الله ؛ فإن الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب ، ويرزقه من

__________________

والإدالة : الغلبة ، يقال : اديل له على أعدائه ، أي نصر عليهم فصارت الدولة له بعد ما كانت لهم». وراجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٧٠٠ (دول).

(١) في «ن» : «عشر».

(٢) في «بن» : «ولا تشرك».

(٣) في شرح المازندراني : «لا تحل».

(٤) في شرح المازندراني : + «إلي».

(٥) قال ابن الأثير : «فيه : سددوا وقاربوا ، أي اقتصدوا في الامور كلها واتركوا الغلو فيها والتقصير» ، وقال أيضا : «فيه : قاربوا وسددوا ، أي اطلبوا بأعما لكم السداد والاستقامة ، وهو القصد في الأمر والعدل فيه». النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٥٢ (سدد) ؛ وج ٤ ، ص ٣٢ (قرب).

(٦) في شرح المازندراني : «يمحوها».

(٧) في «ع» : «وغشوة».

(٨) «عشوة الليل» : ظلمته. وفي المرآة : «قوله تعالى : وعشوة ، بالعين المهملة مفتوحة ، وهي ما بين أول الليل إلى ربعه ، أو مضمومة ، وهي ظلمة الليل ، أو بالمعجمة مثلثة ، أي غطاء الليل بالإضافة البيانية». راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧١٩ (عشو).

(٩) في «جت ، جد» وحاشية «د» : «الجلية».

(١٠) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب القسوة ، ح ٢٦٤٧ ، بسنده عن عمرو بن عثمان ، إلى قوله : «والقاسي القلب مني بعيد». تحف العقول ، ص ٤٩٠ ، في مناجاة اللهعزوجل لموسى بن عمرانعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٦ ، ص ١٢٠ ، ح ٢٥٣٨١ ؛ البحار ، ج ٧٧ ، ص ٣١ ، ح ٧.

١٣٢

حيث لايحتسب ، فإياك(١) أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم ، ويأمن العقوبة من ذنبه ؛ فإن الله ـعزوجل ـ لايخدع عن جنته(٢) ، ولا ينال ما عنده إلا بطاعته إن شاء الله(٣) ».(٤)

١٤٨٢٥ / ١٠. عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن سليمان ، عن عيثم(٥) بن أشيم ، عن معاوية بن عمار :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «خرج النبي(٦) صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم وهو مستبشر يضحك سرورا ، فقال له(٧) الناس : أضحك الله سنك يا رسول الله وزادك سرورا.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنه ليس من يوم ولا ليلة(٨) إلا ولي فيهما تحفة من الله ، ألا وإن ربي أتحفني في يومي هذا بتحفة لم يتحفني بمثلها فيما مضى ؛ إن جبرئيل أتاني ، فأقرأني من ربي السلام ، وقال : يا محمد ، إن الله ـعزوجل ـ اختار من بني هاشم سبعة لم يخلق مثلهم فيمن مضى ، ولا يخلق مثلهم فيمن بقي ، أنت يا رسول الله سيد النبيين ، وعلي بن أبي طالب وصيك سيد الوصيين ، والحسن والحسين

__________________

(١) في شرح المازندراني : «إياك».

(٢) في الوافي : «لا يخدع عن جنته ؛ يعني لا يمكن دخول جنته بالمخادعة معه سبحانه والمكر به تعالى عن ذلك». وفي المرآة : «قولهعليه‌السلام : لا يخدع عن جنته ، أي يمكن دخول الجنة بالخدعة ، بل بالطاعة الواقعية».

(٣) في «بف» : ـ «إن شاء الله».

(٤) تحف العقول ، ص ٢٤٠ ، ضمن الحديث ، عن الحسين بن عليعليه‌السلام الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٠٥ ، ح ١٩٨٥ ؛ البحار ، ج ٧٨ ، ص ٢٢٤ ، ح ٩٤.

(٥) في «بح» : «عثيم». وفي البحار : «هيثم».

هذا ، وتقدم في الكافي ، ح ٧٤٠ رواية محمد بن سليمان عن عيثم بن أسلم عن معاوية بن عمار ، وورد في الكافي ، ح ٥٣٥١ رواية محمد بن سليمان الديلمي عن عيثم بن أسلم النجاشي. وعيثم بن أسلم هو الذي أورده البرقي في رجاله ، ص ٣٩ في الراوين عن أبي عبد الله عليه‌السلام . فلا يبعد أن يكون الصواب في العنوان : عيثم بن أسلم.

(٦) في «ن» وحاشية «م» : «رسول الله».

(٧) في «جت» : ـ «له».

(٨) في الوافي : «ولا من ليلة».

١٣٣

سبطاك سيدا الأسباط ، وحمزة عمك سيد الشهداء ، وجعفر ابن عمك الطيار في الجنة يطير مع الملائكة حيث يشاء ، ومنكم القائم يصلي عيسى ابن مريم خلفه إذا أهبطه الله إلى الأرض من ذرية علي وفاطمة من ولد الحسينعليهم‌السلام ».(١)

١٤٨٢٦ / ١١. سهل بن زياد(٢) ، عن محمد بن سليمان الديلمي المصري ، عن أبيه ، عن أبي بصير :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : قلت له : قول اللهعزوجل :( هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ ) (٣) ؟

قال : فقال : «إن الكتاب لم ينطق ولن ينطق(٤) ، ولكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هو الناطق بالكتاب ، قال اللهعزوجل :( هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ ) »(٥) .

قال : قلت : جعلت فداك ، إنا لانقرؤها هكذا ، فقال : «هكذا والله نزل به جبرئيل على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولكنه فيما حرف من كتاب الله».(٦)

١٤٨٢٧ / ١٢. جماعة ، عن سهل ، عن محمد ، عن أبيه ، عن أبي محمد(٧) :

__________________

(١) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٣٠ ، ح ١٣٤٠ ؛ البحار ، ج ٥١ ، ص ٧٧ ، ح ٣٦.

(٢) السند معلق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدة من أصحابنا.

(٣) الجاثية (٤٥) : ٢٩.

(٤) في «بف» : ـ «ولن ينطق».

(٥) في «م» : «بالحق عليكم». وفي شرح المازندراني : «حملعليه‌السلام النطق على المعنى الحقيقي ، وهو التكلم باللسان وتقطيع الصوت بالحنجرة ، وتأليف الحروف على نحو مخصوص يشعر بما في الذهن ، والكتاب بوزن الحساب لاينطق حقيقة وإن أمكن اتصافه بالنطق مجازا باعتبار أنه يظهر منه المقصود ، كما يظهر من النطق ، ولذلك حكمعليه‌السلام بأنه تحريف وأن المنزل هو : «كتابنا» بفتح الكاف وشد التاء على صيغة المبالغة ، وهو العالم الذي بلغ علمه حد الكمال ، والمراد به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والأوصياء بعده واحدا بعد واحد. ويحتمل أن يكون التحريف في «ينطق» بصيغة المعلوم بأن يكون المنزل هو المجهول ، والله يعلم».

وفي الوافي : «يعني أن «ينطق» في الآية على البناء للمفعول ، ويقال : إنه هكذا في قرآن علي عليه‌السلام ».

(٦) تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٢٩٥ ، بسنده عن أبي بصير الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٠٢ ، ح ١٥٧٠ ؛ البحار ، ج ٩٢ ، ص ٥٦ ، ح ٣٠.

(٧) في البحار ، ج ٢٤ وتفسير القمي : «أبي بصير».

١٣٤

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : سألته عن قول اللهعزوجل :( وَالشَّمْسِ وَضُحاها ) (١) ؟

قَالَ(٢) : «الشَّمْسُ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بِهِ أَوْضَحَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَ(٣) ـ لِلنَّاسِ دِينَهُمْ».

قَالَ : قُلْتُ :( وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ) (٤) ؟

قَالَ : «ذَاكَ(٥) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام تَلَا رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَنَفَثَهُ بِالْعِلْمِ نَفْثاً».

قَالَ(٦) : قُلْتُ :( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ) (٧) ؟

قَالَ : «ذَاكَ(٨) أَئِمَّةُ الْجَوْرِ الَّذِينَ اسْتَبَدُّوا بِالْأَمْرِ دُونَ آلِ الرَّسُولِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَجَلَسُوا مَجْلِساً كَانَ آلُ الرَّسُولِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَوْلى بِهِ مِنْهُمْ ، فَغَشُوا دِينَ اللهِ بِالظُّلْمِ وَالْجَوْرِ ، فَحَكَى اللهُ فِعْلَهُمْ ، فَقَالَ :( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ) ».

قَالَ : قُلْتُ :( وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها ) (٩) ؟

قَالَ : «ذَاكَ(١٠) الْإِمَامُ مِنْ ذُرِّيَّةِ فَاطِمَةَعليها‌السلام يُسْأَلُ عَنْ دِينِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فَيُجَلِّيهِ لِمَنْ سَأَلَهُ ، فَحَكَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَوْلَهُ ، فَقَالَ :( وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها ) ».(١١)

__________________

(١) الشمس (٩١) : ١.

(٢) في «ن ، بن» : «فقال».

(٣) في البحار : «أوضح اللهعزوجل به». وفي تفسير القمي : «أوضح الله به» كلاهما بدل «به أوضح اللهعزوجل ».

(٤) الشمس (٩١) : ٢.

(٥) في «د» وتفسير القمي : «ذلك».

(٦) في «بن» وتفسير القمي : ـ «قال».

(٧) الشمس (٩١) : ٤.

(٨) في «ن ، جد» وحاشية «د» وشرح المازندراني والبحار ، ج ٢٤ : «ذلك».

(٩) الشمس (٩١) : ٣.

(١٠) هكذا في «د ، ع ، م ، ن ، ل ، بح ، بن ، جت» وشرح المازندراني والبحار ، ج ٢٤. وفي سائر النسخ والمطبوع : «ذلك».

(١١) تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٤٢٤ ، بسنده عن سليمان الديلمي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛ تفسير فرات الكوفي ، ص ٥٦٣ ، ح ٧٢٣ ، بسنده عن سليمان يعني الديلمي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير. وفيه ، ص ٥٦٣ ، ح ٧٢٢ ، بسند آخر ، مع اختلاف. وفيه ، ص ٥٦٣ ، ح ٧٢١ ، بسند آخر عن الحسينعليه‌السلام ، مع اختلاف. وفيه ، ص ٥٦١ ، ح ٧١٧ و ٧١٨ ، بسند آخر ، من دون التصريح باسم المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف. وفيه ، ص ٥٦١ و ٥٦٢ ، ح ٧١٩ و ٧٢٠ ، بسند آخر عن ابن عباس ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام ، مع اختلاف

١٣٥

١٤٨٢٨ / ١٣. سهل(١) ، عن محمد ، عن أبيه :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : قلت :( هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ ) (٢) ؟

قَالَ : «يَغْشَاهُمُ الْقَائِمُ بِالسَّيْفِ».

قَالَ : قُلْتُ :( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ ) (٣) ؟

قَالَ : «خَاضِعَةٌ لَاتُطِيقُ الِامْتِنَاعَ».

قَالَ : قُلْتُ :( عامِلَةٌ ) ؟

قَالَ : «عَمِلَتْ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ».

قَالَ : قُلْتُ :( ناصِبَةٌ ) (٤) ؟

قَالَ : «نَصَبَتْ غَيْرَ وُلَاةِ الْأَمْرِ».

قَالَ : قُلْتُ :( تَصْلى ناراً حامِيَةً ) (٥) ؟

قَالَ : «تَصْلى نَارَ الْحَرْبِ(٦) فِي الدُّنْيَا عَلى عَهْدِ الْقَائِمِ ، وَفِي الْآخِرَةِ نَارَ جَهَنَّمَ».(٧)

١٤٨٢٩ / ١٤. سَهْلٌ(٨) ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى :( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) (٩) ؟

__________________

الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٣٨ ، ح ١٦٣٥ ؛ البحار ، ج ٢٤ ، ص ٧٣ ، ح ٧ ؛ وفيه ، ج ١٦ ، ص ٨٩ ، ح ١٨ ، إلى قوله : «ونفثه بالعلم نفثا».

(١) السند معلق على سابقه ، كما هو واضح.

(٢) الغاشية (٨٨) : ١.

(٣) الغاشية (٨٨) : ٢.

(٤) الغاشية (٨٨) : ٣.

(٥) الغاشية (٨٨) : ٤.

(٦) «تصلى نار الحرب» أي تقاسي حرها ، أو تدخل فيها. راجع : المفردات للراغب ، ص ٤٩٠ (صلا).

(٧) ثواب الأعمال ، ص ٢٤٨ ، ح ١٠ ، بسنده عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٢٩ ، ح ١٦١٦ ؛ البحار ، ج ٢٤ ، ص ٣١٠ ، ح ١٦.

(٨) السند معلق كسابقه.

(٩) النحل (١٦) : ٣٨.

١٣٦

قال : فقال لي(١) : «يا أبا بصير(٢) ، ما تقول في هذه الآية؟».

قال : قلت : إن المشركين يزعمون ويحلفون لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن الله لايبعث الموتى.

قال : فقال : «تبا لمن قال هذا ، سلهم(٣) : هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللات والعزى(٤) ؟».

قال : قلت : جعلت فداك ، فأوجدنيه(٥) .

قال : فقال لي(٦) : «يا أبا بصير(٧) ، لو قد قام قائمنا بعث الله إليه(٨) قوما من شيعتنا(٩) قباع(١٠) سيوفهم على عواتقهم ، فيبلغ(١١) ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا ، فيقولون : بعث فلان وفلان وفلان(١٢) من قبورهم وهم مع القائم ، فيبلغ(١٣) ذلك قوما من عدونا ، فيقولون :

يا معشر الشيعة ، ما أكذبكم ، هذه دولتكم ، وأنتم(١٤) تقولون فيها الكذب ، لاوالله ،

__________________

(١) في الوافي : ـ «لي».

(٢) في «د ، ع ، ل ، بح ، بف ، بن ، جد» : «يا بابصير».

(٣) في شرح المازندراني : «سلهم ، أي أهل العلم العارفين بأحوال المشركين».

(٤) في شرح المازندراني : «هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللات والعزى؟ فإنهم يجيبونك أنهم إنما كانوا يحلفون بهما لا بالله ، فهذ التفسير ينافي قوله تعالى :( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ ) ».

(٥) في شرح المازندراني : «فأوجدنيه ، أي بين لي المطلوب من الآية وأظفرني به حتى أعرفه ؛ من أوجد فلانا على مطلوبه : إذا أظفره به». وراجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٤٣ (وجد).

(٦) في «د ، ع ، م ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد» وشرح المازندراني : ـ «لي».

(٧) في «د ، ع ، ل ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد» : «يا با بصير».

(٨) في «بف» : ـ «إليه».

(٩) في شرح المازندراني : + «بعد موتهم».

(١٠) في الوافي : «قبائع». والظاهر أن القباع جمع قبيعة السيف ، وفي اللغة : جمع قبيعة السيف : القبائع ، وعلى أي حال فقبيعة السيف : ما على طرف مقبضه من فضة أو حديد ، وفيها أقوال اخر. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٦٠ ؛ لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٢٥٩ ؛ تاج العروس ، ج ١١ ، ص ٣٥٣ و ٣٥٤ (قبع).

(١١) في «بف» : «فبلغ».

(١٢) في «بف» : ـ «وفلان».

(١٣) في الوافي : «فبلغ».

(١٤) في «ن ، بف» والبحار : «فأنتم».

١٣٧

ما عاش هؤلاء ، ولا يعيشون إلى يوم القيامة» قال : «فحكى الله قولهم ، فقال(١) :( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ ) (٢) ».(٣)

١٤٨٣٠ / ١٥. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن بدر بن الخليل الأسدي(٤) ، قال :

سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول في قول اللهعزوجل ( فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ ) (٥) قال : «إذا قام القائم وبعث إلى بني أمية بالشام ، هربوا(٦) إلى الروم ، فيقول(٧) لهم الروم : لاندخلنكم(٨) حتى تتنصروا(٩) ، فيعلقون في أعناقهم الصلبان فيدخلونهم ، فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم ، طلبوا الأمان والصلح ، فيقول أصحاب القائم : لانفعل حتى تدفعوا إلينا من قبلكم منا» قال : «فيدفعونهم إليهم ، فذلك قوله :( لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ ) ».

قال : «يسألهم الكنوز وهو(١٠) أعلم بها» قال : «فيقولون :( يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَما

__________________

(١) في «بف» : ـ «فقال».

(٢) النحل (١٦) : ٣٨.

(٣) تفسير العياشي ، ج ٢ ، ص ٢٥٩ ، ح ٢٦ ، عن أبي بصير ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٣٠ ، ح ١٦١٩ ؛ البحار ، ج ٥٣ ، ص ٩٢ ، ح ١٠٢.

(٤) في البحار : «الأزدي». والمذكور في رجال الطوسي ، ص ١٢٨ ، الرقم ١٣٠١ ؛ وص ١٧٢ ، الرقم ٢٠١٩ هو الأسدي.

(٥) الأنبياء (٢١) : ١٢ و ١٣.

(٦) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والبحار. وفي «م» والمطبوع والوافي : «فهربوا».

(٧) في «جد» : «فتقول».

(٨) في «ع ، بح ، بف ، جد» : «لا ندخلكم».

(٩) في «د» وحاشية «ن ، جد» : «حتى تنصروا». وفي «بف» : «حتى تنتصروا».

(١٠) في «جت» : «وهم».

١٣٨

زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ ) بالسيف(١) ».(٢)

رسالة أبي جعفرعليه‌السلام إلى سعيد(٣) الخير

١٤٨٣١ / ١٦. محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن عمه حمزة بن بزيع ؛

و(٤) الحسين بن محمد الأشعري ، عن أحمد بن محمد بن عبد الله(٥) ، عن يزيد(٦) بن عبد الله ، عمن حدثه ، قال :

كتب أبو جعفرعليه‌السلام إلى سعيد(٧) الخير : «بسم الله الرحمن الرحيم : أما بعد ، فإني

__________________

(١) الأنبياء (٢١) : ١٤ و ١٥. وفي «د ، ع ، ن ، ل ، بن ، جت» : + «وهو سعيد بن عبد الملك الاموي صاحب نهر سعيد بالرحبة».

(٢) تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٦٨ ، عن علي بن إبراهيم من دون ذكر بقية السند ، مع اختلاف الوافي ، ج ٣ ، ص ٩٣١ ، ح ١٦٢٠ ؛ البحار ، ج ٥٢ ، ص ٣٧٧ ، ح ١٨٠.

(٣) هكذا في حاشية «بح». وفي النسخ والمطبوع والوافي : «سعد». وسعيد هذا ، هو سعيد بن عبدالملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص يعرف بسعيد الخير ، وكان معاصرا لأبي جعفر الباقرعليه‌السلام ، توفى سنة اثنين وثلاثين ومائة. راجع : الجرح والتعديل ، ج ٤ ، ص ٤٤ ، الرقم ٥٣٠٧ ؛ التاريخ الكبير ، ج ٣ ، ص ٤٩٧ ، الرقم ١٦٥٨ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ٢١ ، ص ٢١٣ ، الرقم ٢٥١٦.

فعليه ، ما يأتي من نقل حمزة بن بزيع الخبر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، ففيه إرسال ؛ فإنه عد من أصحاب الرضا عليه‌السلام ، ولم يثبت روايته عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام . راجع : رجال الطوسي ، ص ٣٥٦ ، الرقم ٥٢٧٨. ولاحظ أيضا : الغيبة للطوسي ، ص ٦٨.

(٤) في السند تحويل بعطف «الحسين بن محمد الأشعري ، عن أحمد بن محمد بن عبد الله ، عن يزيد بن عبدالله ، عمن حدثه» على «محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن عمه حمزة بن بزيع».

(٥) تكررت في الأسناد رواية الحسين بن محمد [الأشعري] عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله. والظاهر سقوط الواسطة بين الحسين بن محمد وأحمد بن محمد بن عبد الله. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١٨ ، ص ٤٦٠.

(٦) في «ع ، ل ، بن» : «بريد». والرجل مجهول لم نعرفه.

(٧) هكذا في حاشية «بح». وهو الصواب ، كما تقدم آنفا.

١٣٩

أوصيك بتقوى الله ؛ فإن فيها السلامة من التلف ، والغنيمة في المنقلب ، إن الله ـعزوجل ـ يقي(١) بالتقوى عن العبد ما عزب(٢) عنه عقله(٣) ، ويجلي(٤) بالتقوى عنه عماه وجهله ، وبالتقوى نجا نوح ومن معه في السفينة وصالح ومن معه من الصاعقة(٥) ، وبالتقوى فاز الصابرون ونجت تلك العصب(٦) من المهالك ، ولهم إخوان على تلك الطريقة يلتمسون تلك الفضيلة ، نبذوا طغيانهم من الإيراد(٧) بالشهوات ، لما بلغهم في الكتاب من المثلات(٨) ، حمدوا ربهم على ما رزقهم وهو أهل الحمد ، وذموا أنفسهم على ما فرطوا وهم أهل الذم ، وعلموا(٩) أن الله ـ تبارك وتعالى الحليم(١٠) العليم(١١) ـ إنما غضبه على من لم يقبل منه رضاه ، وإنما يمنع(١٢) من لم يقبل منه عطاه(١٣) ، وإنما يضل(١٤) من لم يقبل منه هداه ، ثم أمكن أهل السيئات من التوبة بتبديل الحسنات ،

__________________

(١) في «ن» وحاشية «بح» : «نفى».

(٢) «عزب عنه» أي بعد وغاب. راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ١٨١ (عزب).

(٣) في «جد» وحاشية «م» : «غفلة».

(٤) قرأ العلامة المازندراني كلمة «يجلى» من باب المجرد ، أو التفعيل ، حيث قال في شرحه : «في القاموس : جلا فلانا الأمر : كشفه عنه ، كجلاه وجلى عنه» وراجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٦٨ (جلو).

(٥) «الصاعقة» : الموت ، وكل عذاب مهلك ، وصيحة العذاب ، والمخراق الذي بيد الملك سائق السحاب ولا يأتي على شيء إلا أحرقه ، أو نار تسقط من السماء. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٩٥ (صعق).

(٦) في «ل ، م ، ن ، بح ، جد» وحاشية «جد» : «العصبة». وفي «بن» : «العصابة». والعصب : جمع العصبة ، وهم الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين. وقرأه العلامة المازندراني بالتحريك ، حيث قال : «العصب محركة : خيار القوم وأشرافهم». راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٤٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٠١ (عصب) ؛ شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ٣٥٠.

(٧) في «ن» : «بالإيراد» بدل «من الإيراد». وفي الوافي : «من الالتذاذ».

(٨) «المثلات» : جمع المثلة ، وهي العقوبة. الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨١٦ (مثل).

(٩) في «د ، ن ، بح ، بف ، جت» وحاشية «م» وشرح المازندراني : «واعلموا».

(١٠) في «بف» : «الحكيم».

(١١) في «ن» : «العظيم».

(١٢) في «د» : «يبلغ».

(١٣) في «م» : «عطاءه».

(١٤) في شرح المازندراني : + «عن سبيل الحق».

١٤٠