الكافي الجزء ١٥

الكافي0%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 909

الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 909
المشاهدات: 78492
تحميل: 4293


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 909 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 78492 / تحميل: 4293
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء 15

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

عنه مخافة أن تدخل(١) الحيرة على ضعفاء شيعتنا من قبل جهالتهم ، فاتق الله ـ جل ذكره ـ وخص بذلك الأمر أهله ، واحذر أن تكون(٢) سبب بلية على(٣) الأوصياء ، أو حارشا(٤) عليهم بإفشاء ما استودعتك وإظهار ما استكتمتك ، ولن تفعل(٥) إن شاء الله.

إن أول ما أنهي إليك أني(٦) أنعى إليك نفسي(٧) في ليالي هذه غير جازع ولا نادم(٨) ولا شاك(٩) فيما هو كائن مما قد قضى الله ـعزوجل ـ وحتم ، فاستمسك بعروة الدين آل محمد ، والعروة الوثقى الوصي بعد الوصي والمسالمة لهم والرضا(١٠) بما قالوا ، ولا تلتمس دين من ليس من شيعتك ، ولا تحبن(١١) دينهم ؛ فإنهم الخائنون الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم ، وتدري ما خانوا أماناتهم ، ائتمنوا على كتاب الله ، فحرفوه وبدلوه ، ودلوا(١٢) على ولاة الأمر منهم ، فانصرفوا(١٣) عنهم ، فأذاقهم الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون.

__________________

(١) هكذا في «د ، ل ، بح ، بف ، بن ، جت» وشرح المازندراني والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : «أن يدخل».

(٢) في «بح» : «أن يكون».

(٣) في «د ، ع ، ل ، ن ، بح ، جت» والبحار ، ج ٤٨ : ـ «على».

(٤) قال الخليل : «الحرش والتحريش : إغراؤك إنسانا بغيره». وقال ابن الأثير : «التحريش بين البهائم هو الأغراء وتهييج بعضها على بعض». ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٣٦٧ (حرش).

وفي الوافي : «أو حارشا عليهم ، أي مغريا لأعدائهم عليهم».

(٥) في «م» وحاشية «د» : «ولم تفعل». وفي «بح» : «فلن تفعل».

(٦) في حاشية «ن» : «أن».

(٧) «أنعى إليك نفسي» أي اخبرك بموتي وقرب أجلي ؛ من النعي ، وهو خبر الموت والإخبار به ، يقال : نعى الميت ينعاه نعيا ونعيا ، إذا أذاع موته وأخبر به ، وإذا ندبه. والتعدية ب «إلى» للتأكيد. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥١٢ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٨٥ (نعا).

(٨) في «جت» : «غير نادم ولا جازع».

(٩) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : ولا شاك ، بالتخفيف من الشكاية ؛ أو بالتشديد ، أي لا أشك في وقوع ما قضي وقدر ، بل أعلمه يقينا ، أو لا أشك في خيريته».

(١٠) في «بن» : ـ «والرضا».

(١١) في حاشية «بح» : «ولا تختر».

(١٢) في «بح» : «وولوا».

(١٣) في حاشية «بف» : + «فارضوا».

٣٠١

وسألت عن رجلين اغتصبا رجلا مالا كان ينفقه على الفقراء والمساكين وأبناء السبيل وفي سبيل الله ، فلما اغتصباه ذلك لم يرضيا حيث غصباه حتى حملاه إياه كرها فوق رقبته إلى منازلهما ، فلما أحرزاه توليا إنفاقه ، أيبلغان بذلك كفرا(١) ؟ فلعمري(٢) لقد نافقا قبل ذلك ، وردا على الله ـعزوجل ـ كلامه ، وهزئا برسوله(٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله وهما الكافران ـ عليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ـ والله ما دخل قلب أحد منهما شيء من الإيمان منذ خروجهما من(٤) حالتيهما(٥) ، وما ازدادا إلا شكا ، كانا خداعين مرتابين منافقين حتى توفتهما ملائكة العذاب إلى محل الخزي في دار المقام.

وسألت عمن حضر ذلك الرجل وهو يغصب ماله ، ويوضع على رقبته ، منهم عارف ومنكر ، فأولئك أهل الردة الأولى من(٦) هذه الأمة ، فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

وسألت عن مبلغ علمنا ، وهو على ثلاثة وجوه : ماض ، وغابر(٧) ، وحادث ؛ فأما الماضي فمفسر ، وأما الغابر فمزبور(٨) ، وأما الحادث فقذف في القلوب ، ونقر(٩) في

__________________

(١) في المرآة : «قوله : أيبلغان بذلك كفرا؟ استفهام ، من تتمة نقل كلام السائل ، وقوله : فلعمري ، ابتداء الجواب. وفي بعض النسخ : ليبلغان باللام المفتوحة ، أي والله ليكفران بذلك ، فهذا ابتداء الجواب».

(٢) في «بح» والبحار ، ج ٧٨ : «ولعمري».

(٣) في «ل ، م ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد» والوافي : «برسول الله».

(٤) في «بف» : «عن».

(٥) في «بف ، جت» وحاشية «بح» والمرآة : «جاهليتهما». وفي «د ، بح» : «حالتهما».

(٦) في «جت» : «في».

(٧) الغابر : الماضي والمستقبل ، وهو من الأضداد ، والمراد هنا الثاني بقرينة مقابلته بالماضي. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٥ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٣٧ (غبر).

(٨) في حاشية «د ، بح» والبحار ، ج ٤٨ : «فمكتوب». والمزبور : المكتوب بالإتقان ، يقال : زبرت الكتاب أزبره ، إذا أتقنت كتابته. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٩٣ (زبر).

(٩) النقر : الضرب والإصابة ، يقال : نقره ينقره نقرا ، أي ضربه ، ويقال : رمى الرامي الغرض فنقره ، أي أصابه ولم ينفذه. راجع : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٢٢٧ و ٢٣٠ (نقر).

٣٠٢

الأسماع ، وهو أفضل علمنا ، ولا نبي بعد نبينا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وسألت عن أمهات أولادهم ، وعن نكاحهم ، وعن طلاقهم ؛ فأما أمهات أولادهم ، فهن عواهر(١) إلى يوم القيامة نكاح بغير ولي ، وطلاق في غير(٢) عدة. فأما(٣) من دخل في دعوتنا ، فقد هدم إيمانه ضلاله(٤) ، ويقينه شكه.

وسألت عن الزكاة فيهم ، فما كان من الزكاة(٥) فأنتم أحق به ؛ لأنا قد أحللناها(٦) ذلك لكم من كان منكم ، وأين كان.

وسألت عن الضعفاء ، فالضعيف من لم يرفع(٧) إليه حجة ، ولم يعرف الاختلاف فإذا عرف الاختلاف ، فليس بضعيف(٨) .

وسألت عن الشهادات(٩) لهم ، فأقم الشهادة لله ـعزوجل ـ ولو على نفسك والوالدين(١٠) والأقربين فيما بينك وبينهم ، فإن(١١) خفت على أخيك ضيما(١٢) فلا.

__________________

(١) العواهر : جمع العاهرة ، وهي الزانية ؛ من العهر ، وهو الزنا ، وكذلك العهر. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٢ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٢٦ (عهر).

(٢) في «جت» وحاشية «ن ، بح» والوافي والبحار ، ج ٤٨ : «لغير». وفي البحار ، ج ٧٨ والمرآة : «بغير».

(٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : «وأما».

(٤) في «بح» : «ضلالته».

(٥) في «ع ، ن ، بف ، جت» وحاشية «بح» وشرح المازندراني والوافي والبحار ، ج ٤٨ : «الزكوات».

(٦) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع وشرح المازندراني والوافي والبحار : «قد أحللنا». وفي المرآة : «فقد أحللنا» بدل «لأنا قد أحللناها».

(٧) في «ل ، بح ، بن ، جت» وشرح المازندراني والوافي والمرآة والبحار والكافي ، ح ٢٩٠٢ : «لم ترفع».

(٨) في الكافي ، ح ٢٩٠٢ : «بمستضعف».

(٩) في الكافي ، ح ١٤٤٨٣ : «الشهادة».

(١٠) في «م ، بف ، بن ، جد» والكافي ، ح ١٤٤٨٣ والبحار ، ج ٤٨ : «أو الوالدين».

(١١) في المرآة : «وإن».

(١٢) الضيم : الظلم والانتقاص. راجع : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٧٣ (ضيم).

٣٠٣

وادع إلى شرائط(١) الله(٢) ـ عز ذكره ـ بمعرفتنا(٣) من رجوت(٤) إجابته ، ولا تحصن بحصن رياء(٥) ، ووال آل محمد ، ولا تقل لما بلغك(٦) عنا ونسب إلينا : هذا باطل وإن كنت تعرف منا(٧) خلافه ؛ فإنك لاتدري لما(٨) قلناه ، وعلى أي وجه وصفناه(٩) .

آمن بما أخبرك(١٠) ، ولا تفش ما(١١) استكتمناك(١٢) من خبرك(١٣) ؛ إن من واجب(١٤) حق أخيك أن لاتكتمه شيئا تنفعه(١٥) به لأمر دنياه وآخرته ، ولا تحقد عليه وإن أساء ، وأجب دعوته إذا دعاك ، ولا تخل بينه وبين عدوه من الناس وإن كان أقرب إليه منك ، وعده في مرضه ، ليس(١٦) من أخلاق المؤمنين الغش(١٧) ولا

__________________

(١) في حاشية «جت» : «صراط».

(٢) في رجال الكشي : «صراط ربك» بدل «شرائط الله».

(٣) في «ن» : «لمعرفتنا». وفي رجال الكشي : «فينا».

(٤) في «جد» : «وجوب».

(٥) في «بح» وحاشية «ن» : «ولا تحصن حصن رياء». وفي «د ، ع ، بن ، جت» والبحار ، ج ٤٨ : «لا تحضر حصن زنى». وفي «م ، جت» وحاشية «ن» وشرح المازندراني : «لا تحضر حصن زنى». وفي رجال الكشي : «فلا تحضر حضرنا».

(٦) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جت» : «بلغت».

(٧) في «بح» : ـ «منا».

(٨) في «جد» وحاشية «بح» ورجال الكشي : «لم». وفي «بف» : «بم».

(٩) في «د ، ل ، م ، بح ، بن ، جت ، جد» ورجال الكشي : «وضعناه».

(١٠) في شرح المازندراني عن بعض النسخ : «بما أخبرتك».

(١١) في «د ، بح» : «بما».

(١٢) في «جت» وحاشية «بح» ورجال الكشي : «ما استكتمك».

(١٣) في شرح المازندراني عن بعض النسخ والوافي : «من خيرك».

(١٤) في حاشية «بح» ورجال الكشي : «أوجب».

(١٥) في «ن ، بح ، بف ، جد» : «ينفعه». وفي «د ، بن» بالتاء والياء معا.

(١٦) في «م» : «وليس».

(١٧) «الغش» : اسم من غشه ، أي لم يمحضه النصح ، أو أظهر له خلاف ما أضمره ، وهو ضد النصح. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٦٩ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨١٧ (غشش).

٣٠٤

الأذى(١) ولا الخيانة ولا الكبر ولا الخنا ولا الفحش(٢) ولا الأمر(٣) به ، فإذا رأيت المشوه(٤) الأعرابي في جحفل(٥) جرار(٦) ، فانتظر فرجك ولشيعتك المؤمنين ، وإذا(٧) انكسفت الشمس ، فارفع بصرك إلى السماء ، وانظر(٨) ما فعل الله ـعزوجل ـ بالمجرمين ، فقد فسرت لك جملا مجملا(٩) ، وصلى الله على محمد وآله الأخيار(١٠) ».(١١)

__________________

(١) في «بف» : ـ «ولا الأذى».

(٢) «الخنا» : الفحش في القول ، «والفحش» : القبيح من القول والفعل. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٨٦ (خنا) ؛ وج ٣ ، ص ٤١٥ ؛ لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٣٢٥ (فحش).

(٣) في الوافي : «امر». وفي المرآة : «آمر» كلاهما بدل «ولا الأمر».

(٤) المشوه : القبيح الخلقة والمنظر ، يقال : شوهه اللهعزوجل ، أي قبح وجهه. راجع : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٥٠٨ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٣٩ (شوه).

(٥) الجحفل : الجيش ، أو الجيش الكثير. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٦٥٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٩١ (جحفل).

(٦) يقال : عسكر جرار ، أي كثير ، أو هو الذي لا يسير إلازحفا ؛ لكثرته. لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٣٠ (جرر).

(٧) في «د ، م ، بح ، جت» : «فإذا».

(٨) في «بح» : «فانظر».

(٩) في «ع ، ل ، ن ، بح ، بف ، بن» والوافي والبحار : «جملا».

(١٠) في «ن» : ـ «الأخيار».

(١١) الكافي ، كتاب الحجة ، باب جهات علوم الأئمةعليهم‌السلام ، ح ٦٨٩ ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن عمه حمزة بن بزيع ، عن علي السائي ، عن أبي الحسن الأول موسىعليه‌السلام ، من قوله : «مبلغ علمنا وهو على ثلاثة وجوه» إلى قوله : «ولا نبي بعد نبينا». وفيه ، كتاب الإيمان والكفر ، باب المستضعف ، ح ٢٩٠٢ ، بالإسناد الأول ، من قوله : «وسألت عن الضعفاء» إلى قوله : «فليس بضعيف» ؛ وفيه ، كتاب الشهادات ، باب كتمان الشهادة ، ح ١٤٤٨٣ ، بالإسناد الأول ، من قوله : «وسألت عن الشهادات» إلى قوله : «ضيما فلا». التهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٧٦ ، ح ١٦٢ ، معلقا عن سهل بن زياد ، بالإسناد الأول ، وفي الأخيرين هكذا : «عن أبي الحسنعليه‌السلام قال : كتب أبي في رسالته إلى وسألته عن الشهادات (في الكافي : الشهادة) ...». رجال الكشي ، ص ٤٥٤ ، ح ٨٥٩ ، بسنده عن إسماعيل بن مهران ، بالإسناد الأول ، إلى قوله : «بتفضيلك إياهم وبردك الأمور إليهم» ومن قوله : «وادع إلى شرائط الله عز ذكره بمعرفتنا» إلى قوله : «أن لا تكتمه شيئا تنفعه به لأمر دنياه وآخرته» مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٠٤ ، ح ٦٧١ ؛ البحار ، ج ٤٨ ، ص ٢٤٢ ، ح ٥١ ؛ وج ٧٨ ، ص ٣٢٩ ، ح ٧.

٣٠٥

حديث نادر(١)

١٤٩١١ / ٩٦. حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن محمد بن أيوب ؛ وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «أتى أبو ذر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : يا رسول الله ، إني قد اجتويت(٢) المدينة ، أفتأذن(٣) لي أن أخرج أنا وابن أخي إلى مزينة(٤) ، فنكون بها؟

فقال : إني أخشى أن يغير(٥) عليك خيل من العرب ، فيقتل(٦) ابن أخيك ، فتأتيني شعثا(٧) ، فتقوم بين يدي متكئا على عصاك ، فتقول : قتل ابن أخي ، وأخذ السرح(٨) .

فقال : يا رسول الله ، بل(٩) لايكون إلا

__________________

(١) في شرح المازندراني : «حديث نادر ؛ لأنه شاذ ، أو لأن مضمونه غريب ، أو لأنه متعلق بشخص معين».

(٢) قال ابن الأثير : «في حديث العرنيين : فاجتووا المدينة ، أي أصابهم الجوى ، وهو المرض وداء الجوف إذا تطاول ، وذلك إذا لم يوافقهم هواؤها واستوخموها ، ويقال : اجتويت البلد ، إذا كرهت المقام فيه وإن كنت في نعمة». النهاية ، ج ١ ، ص ٣١٨ (جوا).

(٣) في «د ، ع ، ل ، ن ، بن ، جت ، جد» : «فتأذن» بدون همزة الاستفهام.

(٤) «مزينة» : قبيلة من مضر ، وهو مرينة بن ادبن طابخة بن إلياس بن مضر ، والنسبة إليهم : مزني. الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٠٤ (مزن).

(٥) في «ع ، ل ، بف ، بن ، جت» وشرح المازندراني والوافي والبحار : «تغير». وفي «جد» بالتاء والياء معا. وأغار على القوم إغارة ، أي دخل عليهم الخيل ، وأغار على العدو ، أي هجم عليهم ديارهم وأوقع بهم. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٧٥ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٥٦ (غور).

(٦) في «ع ، ل ، بح ، بن» والوافي : «فتقتل».

(٧) الشعث : انتشار الأمر وخلله ، واغبرار الرأس. راجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ١٦٠ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٧٢ (شعث).

(٨) السرح : المال السائم ، يقال : سرحت الإبل سرحا من باب نفع وسروحا أيضا ، أي رعت بنفسها ، ويقال للمال الراعي : سرح ، تسمية بالمصدر. المصباح المنير ، ص ٢٧٣ (سرح).

(٩) في «بف» : ـ «بل».

٣٠٦

خيرا(١) إن شاء الله(٢) .

فأذن له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) ، فخرج هو وابن أخيه وامرأته ، فلم يلبث هناك إلا يسيرا حتى غارت خيل لبني فزارة(٤) فيها عيينة بن حصن(٥) ، فأخذت(٦) السرح ، وقتل(٧) ابن أخيه ، وأخذت(٨) امرأته من بني غفار ، وأقبل أبو ذر يشتد(٩) حتى وقف بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبه طعنة(١٠) جائفة(١١) ، فاعتمد على عصاه ، وقال(١٢) : صدق الله ورسوله(١٣) ، أخذ السرح ، وقتل ابن أخي ، وقمت بين يديك على عصاي.

فصاح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في المسلمين ، فخرجوا في الطلب ، فردوا السرح ، وقتلوا

__________________

(١) في شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٨٢ : «قال ذلك لظنه أن خشية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من باب الاحتمال ، فلما وقع ما خشيه علم أنه كان من باب الإخبار ، فلذلك قال : صدق الله ورسوله».

وفي مرآة العقول ، ج ٢٥ ، ص ٣٠٤ : «قوله : لا يكون إلاخيرا ، أي لا يكون الأمر شيئا إلاخيرا. لعله صلى‌الله‌عليه‌وآله ينهه عن الخروج ، وإنما أخبر بوقوع ذلك ، واحتمل أبوذر أن لا يكون من التقديرات الحتمية ، أو اختار خير الآخرة بتحمل مشاق الدنيا والصبر عليها لو كان في بدو إسلامه ولما يكمل في الإيمان واليقين ومعرفة كمال سيد المرسلين. والأول أنسب برفعة شأنه».

(٢) في «بح» : ـ «إن شاء الله».

(٣) في «بن» : ـ «فأذن له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٤) قال الجوهري : «فزارة : أبو حي من غطفان ، وهو فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان». وقال الفيومي ، «الفزارة بالفتح : انثى الببر ، وبه سميت القبيلة لشدتها». الصحاح ، ج ١٢ ، ص ٧٨١ ؛ المصباح المنير ، ص ٤٧١ (فزر).

(٥) في «بح» والوافي : «حصين». وهو سهو ، وعبينة هذا هو عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري. راجع : الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، ج ٣ ، ص ٣١٦ ، الرقم ٢٠٧٨ ؛ اسد الغابة في معرفة الصحابة ، ج ٤ ، ص ٣١٨ ، الرقم ٤١٦٦.

(٦) في حاشية «جت» : «فأخذوا».

(٧) في حاشية «جت» : «وقتلوا».

(٨) في «بح» : «فاخذت».

(٩) «يشتد» أي يعدو ويسرع في المشي. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٥٢ (شدد).

(١٠) الطعن : الضرب بالرمح ونحوه ، والطعنة : أثر الطعن. راجع : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٢٦٦ (طعن).

(١١) الجائفة : طعنة تبلغ الجوف. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٦٥ (جوف).

(١٢) في «جت» : «فقال».

(١٣) في «ل» والوافي : «صدق رسول الله» بدل «صدق الله ورسوله».

٣٠٧

نفرا من المشركين».(١)

١٤٩١٢ / ٩٧. أبان(٢) ، عن أبي بصير :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال(٣) : نزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في غزوة(٤) ذات الرقاع تحت شجرة على شفير واد ، فأقبل(٥) سيل ، فحال بينه وبين أصحابه ، فرآه رجل من المشركين والمسلمون قيام على شفير(٦) الوادي ينتظرون متى ينقطع السيل ، فقال رجل من المشركين لقومه : أنا أقتل محمدا ، فجاء ، وشد(٧) على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالسيف ، ثم قال(٨) : من ينجيك مني يا محمد؟ فقال : ربي وربك ، فنسفه(٩) جبرئيلعليه‌السلام عن(١٠) فرسه ، فسقط على ظهره ، فقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأخذ(١١) السيف ، وجلس على صدره ، وقال(١٢) : من ينجيك مني يا غورث(١٣) ؟ فقال : جودك وكرمك يا محمد ، فتركه(١٤) فقام(١٥) وهو يقول : والله لأنت خير مني وأكرم».(١٦)

__________________

(١) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٣٩٢ ، ح ٢٥٤٧٩ ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٤٠٢ ، ح ١٣.

(٢) السند معلق على سابقه ، فيجري عليه كلا الطريقين المتقدمين.

(٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : ـ «قال».

(٤) في الوافي : «بغزوة».

(٥) في «جت» : «فإذا قبل».

(٦) شفير كل شيء : حرفه وجانبه. النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٨٥ (شفر).

(٧) «شد» أي حمل ، يقال : شد عليه في الحرب يشد شدا ، أي حمل عليه. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٩٢ (شدد).

(٨) في «بن» : + «له».

(٩) «نسفه» أي قلعه ، يقال : نسف البناء ، أي قلعه من أصله. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٣٨ (نسف).

(١٠) في «جت» : «من».

(١١) في «د ، ع ، م ، ن ، بح ، بف ، جت ، جد» والبحار : «فأخذ».

(١٢) في حاشية «جت» : «ثم قال» بدل «وقال».

(١٣) في «ع ، جد» : «عورث». و «غورث» ، اسم ذلك الرجل ، وهو غورث بن الحارث ، على ما نص عليه في القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٧٤ (غرث).

(١٤) في الوافي : «فترك».

(١٥) في «م ، ن ، بح ، جت» وشرح المازندراني والبحار : «وقام».

(١٦) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧١١ ، ح ١٣٢٦ ؛ البحار ، ج ٢٠ ، ص ١٧٩ ، ح ٦.

٣٠٨

١٤٩١٣ / ٩٨. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ؛ وعلي بن محمد ، عن القاسم بن محمد(١) ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : قال : «إن قدرتم أن لاتعرفوا فافعلوا ، وما عليك إن لم يثن(٢) الناس عليك ، وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند الله تبارك وتعالى.

إن أمير المؤمنينعليه‌السلام كان يقول : لاخير في الدنيا إلا لأحد رجلين : رجل يزداد فيها(٣) كل يوم إحسانا ، ورجل يتدارك منيته(٤) بالتوبة ، وأنى له بالتوبة ؛ فو الله(٥) أن لو(٦) سجد حتى ينقطع عنقه ، ما قبل الله ـعزوجل ـ منه عملا(٧) إلا بولايتنا أهل البيت.

ألا ومن عرف حقنا(٨) ، أو

__________________

(١) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جت» وحاشية «جد» والوسائل والبحار : ـ «وعلي بن محمد عن القاسم بن محمد». وفي «حاشية «م» : ـ «عن القاسم بن محمد». وما في المتن مطابق للمطبوع و «بف ، جد».

هذا ، وزيادة «وعلي بن محمد عن القاسم بن محمد» وإن كان محتملا ، لكن بعد احتمال جواز النظر من «القاسم بن محمد» إلى «القاسم بن محمد» المذكور بعد «علي بن محمد» ، حذف هذه العبارة باحتمال الزيادة مشكل. فعليه يكون في السند تحويل بعطف «علي بن محمد ، عن القاسم بن محمد» على «أبيه ، عن القاسم بن محمد».

(٢) في «ع ، ن ، بن» وحاشية «بح» : «لم تثن». وفي «بح» : «ألا تثنى» بدل «لم يثن». وفي حاشية «م» : «لا يثنى».

(٣) في «بف» وتفسير القمي والأمالي للصدوق : ـ «فيها».

(٤) في الوافي والأمالي للصدوق : «سيئته». والمنية : الموت ، من المنى بمعنى التقدير ؛ لأنها مقدرة بوقت مخصوص ، قال العلامة المجلسي : «والمراد تدارك أمر منيته والتهيئة لنزوله. ويحتمل أن تكون منصوبة بنزع الخافض ، أي يتدارك ذنوبه لمنيته». واحتمل العلامة المازندراني كونها بسكون النون وضم الميم ، أو كسرها ، وهو ما أرادته نفسك وتمنته من الأباطيل. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٦٨. (مني).

(٥) في البحار وتفسير القمي والأمالي للصدوق : «والله».

(٦) في حاشية «م ، جد» : «لو أن». وفي تفسير القمي : «إن» بدل «أن لو».

(٧) في تفسير القمي والأمالي للصدوق : ـ «عملا».

(٨) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : ألا ومن عرف حقنا ، كأن الخبر مقدر ، أي هو ناج ، أو نحوه. ويحتمل أن يكون

٣٠٩

رجا(١) الثواب بنا ، ورضي بقوته نصف مد كل(٢) يوم ، وما يستر به عورته ، وما أكن(٣) به رأسه وهم مع ذلك والله خائفون وجلون ، ودوا أنه حظهم من الدنيا ، وكذلك وصفهم الله ـعزوجل ـ حيث يقول :( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) (٤) ما(٥) الذي أتوا به ، أتوا والله بالطاعة مع المحبة والولاية ، وهم في(٦) ذلك خائفون أن لايقبل منهم ، وليس والله خوفهم خوف شك فيما هم فيه من إصابة الدين ، ولكنهم خافوا أن يكونوا مقصرين في محبتنا وطاعتنا».

ثم قال : «إن قدرت(٧) أن لاتخرج من بيتك فافعل ؛ فإن عليك في خروجك أن لا تغتاب ، ولا تكذب ، ولا تحسد ، ولا ترائي(٨) ، ولا تتصنع ، ولا تداهن(٩) ».

ثم قال : «نعم ، صومعة المسلم(١٠) بيته ، يكف فيه(١١) بصره ولسانه ونفسه وفرجه ؛ إن من عرف نعمة الله بقلبه ، استوجب المزيد من(١٢) الله ـعزوجل ـ قبل أن يظهر شكرها على لسانه ، ومن ذهب يرى أن له على الآخر فضلا ، فهو من المستكبرين».

فقلت له(١٣) : إنما يرى أن له عليه فضلا بالعافية(١٤) إذا رآه مرتكبا للمعاصي؟

__________________

قولهعليه‌السلام : ودوا ، خبرا ، لكنه بعيد».

(١) في الوافي وتفسير القمي : «ورجا».

(٢) في «بح» : «لكل».

(٣) «أكن» أي ستر ، من الإكنان ، وهو الستر والإخفاء ، مثل الكن. راجع : المصباح المنير ، ص ٥٤٢ (كنن).

(٤) المؤمنون (٢٣) : ٦٠.

(٥) في البحار : «وما».

(٦) في «بن» : «مع».

(٧) في «د ، بح ، بن ، جت ، جد» والبحار : + «على».

(٨) في شرح المازندراني : «أي لا تعمل عملا رياء وسمعة ليراه الناس ويمدحونك به. وقد يأتي المرائي بمعنى المجادل».

(٩) المداهنة : المساهله والمصالحة والمصانعة والمسالمة والملاينة والمداراة ، وإظهار خلاف ما يضمر. راجع : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ١٦٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٥٧٤ (دهن).

(١٠) في «بح» : «المؤمن».

(١١) في الوافي : «به».

(١٢) في «بح» : «عن».

(١٣) في «ن ، بف ، بن» : ـ «له».

(١٤) في «جت» وحاشية «بح» : «بالعاقبة».

٣١٠

فقال : «هيهات هيهات ، فلعله أن يكون قد غفر له ما أتى(١) وأنت موقوف محاسب(٢) ، أما تلوت قصة سحرة موسىعليه‌السلام ؟».

ثم قال : «كم من مغرور بما قد أنعم الله عليه؟ وكم من مستدرج(٣) بستر(٤) الله عليه؟ وكم من مفتون بثناء الناس عليه؟».

ثم قال : «إني لأرجو النجاة لمن عرف حقنا من هذه الأمة إلا لأحد(٥) ثلاثة :

صاحب سلطان جائر ، وصاحب هوى ، والفاسق المعلن».

ثم تلا(٦) :( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) (٧) .

ثم قال : «يا حفص ، الحب أفضل من الخوف» ثم قال : «والله ما أحب الله من أحب الدنيا ووالى غيرنا ، ومن عرف حقنا وأحبنا فقد أحب الله تبارك وتعالى».

فبكى رجل(٨) ، فقال : «أتبكي؟ لو أن أهل السماوات والأرض كلهم اجتمعوا يتضرعون إلى الله ـعزوجل ـ أن ينجيك من النار ويدخلك الجنة ، لم يشفعوا فيك(٩) ».

__________________

(١) في «جت» : + «به».

(٢) في «د ، م ، بن ، جد» وحاشية «جت» والبحار : «تحاسب». وفي «ن» : «فتحاسب». وفي شرح المازندراني : «ومحاسب».

(٣) يقال : استدرجه ، أي خدعه ، واستدراج الله تعالى العبد : أنه كلما جدد خطيئة جدد له نعمة وأنساه الاستغفار ، أو أن يأخذه قليلا قليلا ولا يباغته. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٩٤ (درج).

(٤) في «د ، م ، بح ، جد» : «يستر».

(٥) في «ع ، ل ، م ، بف ، بن» : «لإحدى».

(٦) في البحار : «قال».

(٧) آل عمران (٣) : ٣١.

(٨) في شرح المازندراني : «فبكى رجل ، كأنه كان من المنافقين». وفي المرآة : «قوله : فبكى رجل ، هو كان مخالفاغير موال للأئمةعليهم‌السلام فلذا قال لهعليه‌السلام : إنه لا ينفعه شفاعة الشافعين ؛ لعدم كونه على دين الحق».

(٩) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي. وفي حاشية «جت» والمطبوع والبحار : + «ثم كان لك قلب حي لكنت أخوف الناس لله ـعزوجل ـ في تلك الحال».

٣١١

ثم قال(١) : «يا حفص ، كن ذنبا ، ولا تكن رأسا(٢) ، يا حفص ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من خاف الله كل(٣) لسانه».

ثم قال : «بينا موسى بن عمرانعليه‌السلام يعظ أصحابه إذ قام رجل ، فشق قميصه ، فأوحى الله ـعزوجل ـ إليه : يا موسى(٤) ، قل له : لاتشق قميصك ، ولكن اشرح(٥) لي عن قلبك».

ثم قال : «مر موسى بن عمرانعليه‌السلام برجل من أصحابه وهو ساجد ، فانصرف من حاجته وهو ساجد على حاله ، فقال(٦) موسىعليه‌السلام : لو كانت حاجتك بيدي لقضيتها لك ، فأوحى الله ـعزوجل ـ إليه : يا موسى ، لو سجد حتى ينقطع عنقه ، ما قبلته حتى يتحول عما أكره إلى ما أحب».(٧)

__________________

(١) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي والبحار. وفي المطبوع : + «له».

(٢) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : كن ذنبا ، أي تابعا لأهل الحق ، ولا تكن رأسا ، أي متبوعا لأهل الباطل».

(٣) الكل : العجز ، والإعياء ، والثقل ، والتعب ، والوهن. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٥٩٠ و ٥٩٤ (كلل).

(٤) في الوافي : + «بن عمران».

(٥) في شرح المازندراني : «شرح زيد صدره للحق ، أي فسحه ووسعه لقبوله ، وتعديته ب «عن» لتضمين معنى الكشف ، أي كاشفا عن قلبك برفع ما يواريه ويغطيه من موانع دخول الحق فيه. وفي القاموس : شرح كمنع : كشف ، وحينئذ لا حاجة إلى التضمين». وراجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٧٨ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٤٢ (شرح).

(٦) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي «بح» والمطبوع والوافي : + «له».

(٧) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الاستدراج ، ح ٣٠٢٠ ، من قوله : «كم من مغرور» إلى قوله : «مستدرج بستر الله عليه» ؛ وفيه ، باب محاسبة العمل ، ح ٣٠٣٥ ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان المنقري ، إلى قوله : «خافوا أن يكونوا مقصرين في محبتنا وطاعتنا» مع اختلاف يسير. تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٢٤٢ ، ذيل الحديث ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود المنقري ، إلى قوله : «وهم مع ذلك والله خائفون وجلون». الأمالي للصدوق ، ص ٦٦٦ ، المجلس ٩٥ ، ذيل ح ٢ ، إلى قوله : «ما قبل اللهعزوجل منه عملا إلابولايتنا أهل البيت» ؛ الخصال ، ص ١١٩ ، باب الثلاثة ، ح ١٠٧ ، من قوله : «إني لأرجو النجاة» إلى قوله : «والفاسق المعلن» وفي الأخيرين بسند آخر عن القاسم بن محمد

٣١٢

حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

١٤٩١٤ / ٩٩. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم وغيره :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «ما كان شيء أحب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من أن يظل(١) جائعا خائفا(٢) في الله».(٣)

١٤٩١٥ / ١٠٠. عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ؛ وأبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار جميعا(٤) ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن سعيد بن عمرو الجعفي ، عن محمد بن مسلم ، قال :

دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام ذات يوم وهو يأكل متكئا(٥) ، قال وقد كان يبلغنا أن ذلك يكره ، فجعلت أنظر إليه ، فدعاني إلى طعامه ، فلما فرغ قال : «يا محمد ، لعلك ترى أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما(٦) رأته عين(٧) يأكل وهو متكئ

__________________

الاصفهاني ، عن سليمان بن داود المنقري. وراجع : الكافي ، كتاب الإيمان وو الكفر ، باب الشكر ، ح ١٧٢٣ الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٢٦٥ ، ح ٢٥٤٠٩ ؛ البحار ، ج ٧٨ ، ص ٢٢٤ ، ح ٩٥.

(١) في «د» وحاشية «ن» : «أن يصل».

(٢) في الكافي ، ح ١٤٩٨٦ : «خائفا جائعا» بدل «جائعا خائفا».

(٣) الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٩٨٦ الوافي ، ج ٤ ، ص ٣٩٠ ، ح ٢١٧٢ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٤٣ ، ح ٣٠٤٤٥ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٧٩ ، ح ١١٩.

(٤) رواية عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال متكررة في الأسناد. فعليه ما ورد في الوسائل من ذكر «جميعا» بعد «ابن فضال» ، سهو.

(٥) في الوافي : «أراد بالاتكاء معناه المتعارف ؛ أعني الميل في القعود معتمدا على أحد الشقين. وفي النهاية الأثيرية فسر المتكئ هنا بالمتمكن المطمئن الذي يريد الاستكثار من الأكل». وراجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٩٣ (تكأ).

وفي المرآة : «قوله : وهو يأكل متكئا ، لعله كان فعله عليه‌السلام إما لبيان الجواز ، أو لعذر وضعف».

(٦) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جت» والوسائل والبحار والأمالي للطوسي : ـ «ما».

(٧) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار. وفي المطبوع : + «وهو».

٣١٣

من(١) أن(٢) بعثه الله إلى أن قبضه».

قال(٣) : ثم رد على نفسه ، فقال(٤) : «لا والله ، ما رأته عين يأكل وهو متكئ(٥) من(٦) أن(٧) بعثه الله إلى أن قبضه».

ثم قال : «يا محمد ، لعلك ترى أنه شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية(٨) من أن(٩) بعثه الله إلى أن قبضه(١٠) ».

ثم(١١) رد على نفسه ، ثم قال(١٢) : «لا والله ، ما شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية منذ(١٣) بعثه الله إلى أن قبضه ، أما إني لا أقول : إنه(١٤) كان لايجد ؛ لقد كان يجيز الرجل(١٥) الواحد بالمائة من الإبل ، فلو أراد أن يأكل لأكل ، ولقد أتاه جبرئيلعليه‌السلام بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرات يخيره(١٦) من غير أن ينقصه الله ـ تبارك وتعالى ـ مما أعد له(١٧) يوم القيامة شيئا ، فيختار

__________________

(١) في «بح ، بف» وحاشية «م ، جت» والوافي والوسائل والبحار والأمالي للطوسي : «منذ».

(٢) في «بح» وحاشية «م ، جت» والوسائل والبحار والأمالي للطوسي : ـ «أن».

(٣) في «ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، جد» والوافي والوسائل والبحار والأمالي للطوسي : ـ «قال».

(٤) في «د ، بح» : «وقال». وفي «بن» : «ثم قال».

(٥) في شرح المازندراني : «فعلهعليه‌السلام ـ مع أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يفعله ـ لبيان الجواز».

(٦) في الوافي والأمالي للطوسي : «منذ».

(٧) في «بف» والوسائل : «منذ» بدل «من أن».

(٨) في الوسائل : ـ «متوالية».

(٩) في حاشية «بح» والوسائل : «منذ» بدل «من أن». وفي الوافي والأمالي للطوسي : «منذ أن».

(١٠) في الوسائل : «أن قبض».

(١١) في البحار والأمالي للطوسي+ «إنه».

(١٢) في «م» وحاشية «بح ، جت» والوافي : «فقال» بدل «ثم قال».

(١٣) في حاشية «بح» : «من أن» بدل «منذ».

(١٤) في «ن» : ـ «إنه».

(١٥) «يجيز الرجل» أي يعطيه ، يقال : أجازه يجيزه ، إذا أعطاه الجيزة والجائزة ، وهي العطية. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ٣١٤ (جوز).

(١٦) في الوافي : «يخيره ؛ يعني بين القبول من غير نقص مما أعد الله له وبين الرد».

(١٧) هكذا في «ع ، ل ، ن ، بف ، جت ، جد» وحاشية «بح» والوافي. وفي «د ، م ، بح ، بن» والمطبوع : «أعد الله له». وفي الوسائل : «من غير أن ينقص مما أعده الله له».

٣١٤

التواضع(١) لربه جل وعز ، وما سئل شيئا قط فيقول : لا ، إن كان أعطى ؛ وإن لم يكن قال : يكون(٢) ، وما أعطى على الله شيئا(٣) قط إلا سلم ذلك إليه حتى إن(٤) كان ليعطي الرجل الجنة ، فيسلم الله ذلك له».

ثم(٥) تناولني(٦) بيده(٧) ، وقال : «وإن كان صاحبكم(٨) ليجلس جلسة العبد ، ويأكل إكلة العبد ، ويطعم الناس خبز البر واللحم ، ويرجع إلى أهله(٩) ، فيأكل الخبز والزيت ، وإن كان ليشتري القميص السنبلاني(١٠) ، ثم يخير(١١) غلامه خيرهما ، ثم يلبس الباقي ، فإذا جاز أصابعه قطعه ، وإذا جاز كعبه حذفه ، وما ورد عليه أمران قط كلاهما لله رضا

__________________

(١) في الوافي : «فيختار التواضع ؛ يعني الرد ؛ فإن ترك الدنيا والزهد فيها تواضع لله سبحانه».

(٢) في الأمالي للطوسي : + «إن شاء الله تعالى». وفي المرآة : «قولهعليه‌السلام : قال : يكون ، أي يحصل بعد ذلك فنعطيك». وقد روي عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنه قال : «ما سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله شيئا قط ، فقال : لا ، إن كان عنده أعطاه ، وإن لم يكن عنده قال : يكون إن شاء الله». راجع : مستدرك الوسائل ، ج ٧ ، ص ٢٠٤ ، ح ٨٠٤١.

(٣) في الوافي : «ضمن الإعطاء معنى الضمان فعداه ب «على» ؛ يعني ما ضمن على الله شيئا أن يعطيه أحد». وفي المرآة : «قولهعليه‌السلام : وما أعطى على الله ، أي معتمدا ومتوكلا على الله ، ويحتمل أن تكون «على» بمعنى «عن» ، أي عنه ومن قبله».

(٤) في «بح» : «انه».

(٥) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جد» وحاشية «جت» : «من». وفي المرآة : «في كثير من النسخ : من يناوله بيده ، فلعله بيان وتفسير ، أو بدل لقوله : ذلك ، أو الباء السببية فيه مقدرة ، أي يسلم ذلك له بأن يبعث إليه من يعطيه بيده. ولعله تصحيف».

(٦) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بن ، جد» وحاشية «جت» : «يناوله». وفي «بح» : «يناله».

(٧) في الوافي : «ثم تناولني ، أي أخذني».

(٨) «إن» ، هي المخففة للتأكيد بحذف ضمير الشأن ، والمراد بالصاحب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال العلامة الفيض : «سماه صاحب الشيعة ؛ لنسبتهم إليه».

(٩) في الأمالي للطوسي : «رحله».

(١٠) في «ع ، جد» وحاشية «د ، م ، ن» : «السبلاني». وفي الأمالي للطوسي : «القميصين السنبلانيين» بدل «القميص السنبلاني». والسنبلاني ، سابغ الطول ، يقال : سنبل ثوبه ، إذا أسبله وجره من خلفه أو أمامه ، والنون زائدة ؛ أو منسوب إلى بلد بالروم ، وسنبلان وسنبل : بلدان بالروم ، بينهما عشرون فرسخا. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٠٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٤٣ (سنبل).

(١١) في «بن» : «فيخير» بدل «ثم يخير».

٣١٥

إلا أخذ بأشدهما على بدنه ، ولقد ولي الناس خمس سنين ، فما وضع آجرة(١) على آجرة ، ولا لبنة(٢) على لبنة ، ولا أقطع قطيعة(٣) ، ولا أورث بيضاء ولا حمراء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع لأهله بها خادما(٤) ، وما أطاق(٥) أحد عمله(٦) ، وإن(٧) كان علي بن الحسينعليهما‌السلام لينظر(٨) في الكتاب(٩) من كتب عليعليه‌السلام ، فيضرب به الأرض ، ويقول : من يطيق هذا؟».(١٠)

١٤٩١٦ / ١٠١. عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن حماد بن عثمان ، قال : حدثني علي بن المغيرة(١١) ، قال :

__________________

(١) الآجرة : واحدة الآجر ، وهو اللبن إذا طبخ ؛ بمد الهمزة ، والتشديد أشهر من التخفيف ، وهو معرب. المصباح المنير ، ص ٦ (أجر).

(٢) اللبنة بفتح اللام وكسر الباء : واحدة اللبن ، وهي التي يبنى بها الجدار. ويقال بكسر اللام وسكون الباء. النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٣٩ (لبن).

(٣) «لا أقطع قطيعة» أي ما جعل لنفسه أو لأهله أرضا مع أن ذلك كان جايزا ، يقال : أقطعة قطيعة ، أي أذن له في اقتطاعها ، أي أخذها ، أو جعلها ملكا له ، أو أعطاه إياه ، والإقطاع يكون تمليكا وغير تمليك ، والقطيعة : اسم لذلك الشيء الذي يقطع. والقطيعة أيضا : طائفة من أرض الخراج. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٨٢ ؛ لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٢٨٠ ؛ المصباح المنير ، ص ٥٠٩.

(٤) في «بن» : «بها خادما لأهله». وفي الوافي : «بها لأهله خادما».

(٥) في «ن ، جت» : «ولا أطاق».

(٦) في الأمالي للطوسي : «عمله منا أحد» بدل «أحد عمله».

(٧) في «بح ، جت» : «ولقد». وفي الأمالي : «وإنه».

(٨) في «بن» : «ينظر».

(٩) في «بف» : «في كتاب».

(١٠) الأمالي للطوسي ، ص ٦٨١ ، المجلس ٣٨ ، ح ٢ ، إلى قوله : «قد كان يبلغنا أن ذلك يكره» ؛ وفيه ، ص ٦٩٢ ، المجلس ٣٩ ، ح ١٣ ، وفيهما بسند آخر عن الحسن بن علي بن فضال ، عن علي بن عقبة ، مع اختلاف يسير. الأمالي للصدوق ، ص ٢٨١ ، المجلس ٤٧ ، صدر ح ١٤ ، بسند آخر ، من قوله : «كان صاحبكم ليجلس جلسة العبد» إلى قوله : «ولا أورث بيضاء ولا حمراء» مع اختلاف يسير. راجع : الكافي ، كتاب الأطعمة ، باب الأكل متكئا ، ح ١١٥٧٢ ومصادره الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٠٨ ، ح ١٣٢١ ؛ الوسائل ، ج ٢٤ ، ص ٢٥٠ ، ح ٣٠٤٦٥ ، إلى قوله : «ويرجع إلى أهله فيأكل الخبز والزيت» ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٧٧ ، ح ١١٦.

(١١) كذا في النسخ. ولا يبعد كون الصواب في العنوان : علي بن أبي المغيرة ، كما تقدم في الكافي ، ذيل

٣١٦

سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : «إن جبرئيلعليه‌السلام أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) ، فخيره وأشار عليه(٢) بالتواضع وكان له ناصحا ، فكان(٣) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل إكلة العبد ، ويجلس جلسة العبد تواضعا لله تبارك وتعالى ، ثم أتاه عند الموت بمفاتيح خزائن الدنيا ، فقال : هذه مفاتيح خزائن الدنيا ، بعث(٤) بها إليك ربك ليكون لك ما أقلت الأرض(٥) من غير أن ينقصك شيئا ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : في الرفيق(٦) الأعلى».(٧)

١٤٩١٧ / ١٠٢. سهل(٨) ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن عبد المؤمن الأنصاري : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : عرضت علي بطحاء مكة(٩) ذهبا ، فقلت : يا رب ، لا ، ولكن أشبع يوما ، وأجوع يوما ، فإذا شبعت حمدتك وشكرتك ، وإذا جعت دعوتك وذكرتك».(١٠)

__________________

ح ٣٩٢٧ ، فلا حظ.

(١) في الوافي : «أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ يعنى بمفاتيح خزائن الأرض ، كما في الحديث السابق وفي آخر هذا الحديث».

(٢) في «بح ، جت» : «إليه». وفي الوافي : «أشار عليه بالتواضع ، أي أمره به ؛ من المشورة ، ولذا تعدى ب «على».

(٣) في «جت» : «وكان».

(٤) في الوافي : «يبعث».

(٥) «ما أقلت الأرض» أي حملته ورفعته. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٣٨٦ (قلل).

(٦) «الرفيق» : اسم جاء على فعيل ، ومعناه الجماعة ، كالصديق والخليط يقع على الواحد والجمع ، والمراد جماعة الأنبياء الذين يسكنون أعلى عليين ، أو الملائكة المقربون ، أو المراد به الله تعالى ، يقال : الله رفيق بعباده ، من الرفق والرأفة ، فهو فعيل بمعنى فاعل. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٤٦ (رفق) ؛ شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٩٢.

(٧) راجع : الفقيه ، ج ٤ ، ص ١٦٣ ، ح ٥٣٧٠ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٥٣ ، المجلس ٦ ، ح ١٥ الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٠٩ ، ح ١٣٢٢ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٧٨ ، ح ١١٧.

(٨) هكذا في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بف ، بن ، جد» وحاشية «بح ، جت». وفي «بح ، جت» والمطبوع : «سهل بن زياد». والسند ـ على كل حال ـ معلق على سابقه. ويروي عن سهل ، عدة من أصحابنا.

(٩) البطحاء : مسيل واسع فيه دقاق الحصى ، وقد يطلق على تلك الدقاق. وبطحاء مكة : مسيل واديها. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٣٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٢٦ (بطح).

(١٠) الأمالي للطوسي ، ص ٦٩٣ ، المجلس ٣٩ ، ح ١٥ ، بسنده عن الحسن بن فضال ، عن علي بن عقبة. الزهد ،

٣١٧

حديث عيسى بن مريمعليهما‌السلام

١٤٩١٨ / ١٠٣. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن أسباط :

عنهمعليهم‌السلام قال : «فيما وعظ الله ـعزوجل ـ به عيسى(١) عليه‌السلام : يا عيسى ، أنا ربك ورب آبائك ، اسمي واحد ، وأنا الأحد المتفرد بخلق كل شيء ، وكل شيء من صنعي ، وكل(٢) إلي راجعون.

يا عيسى ، أنت المسيح(٣) بأمري ، وأنت تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني ، وأنت تحيي الموتى بكلامي ، فكن إلي راغبا ، ومني راهبا ، ولن تجد مني ملجأ إلا إلي.

يا عيسى ، أوصيك وصية المتحنن(٤) عليك بالرحمة حتى(٥) حقت لك مني الولاية بتحريك(٦) مني المسرة ، فبوركت كبيرا ، وبوركت صغيرا حيث ما كنت ، أشهد أنك عبدي ، ابن أمتي(٧) ، أنزلني من نفسك كهمك ، واجعل ذكري لمعادك ، وتقرب إلي بالنوافل ، وتوكل علي أكفك ، ولا تول غيري(٨) ، فآخذ لك.

__________________

ص ٥٢ ، ح ١٣٩ ، بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير. وفي صحيفة الرضاعليه‌السلام ، ص ٥٧ ، ح ٧٥ ؛ وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٣٠ ، ح ٣٦ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ١٢٤ ، المجلس ١٥ ، ح ١ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٧١٠ ، ح ١٣٢٣ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٧٩ ، ح ١١٨.

(١) في البحار والأمالي للصدوق : «كان فيما وعظ اللهعزوجل به عيسى بن مريمعليه‌السلام أن قال له».

(٢) في «بف» والبحار والأمالي للصدوق : «وكل خلقي».

(٣) سميعليه‌السلام مسيحا لأنه كان لا يمسح بيده ذاعاهة إلابرئ ، وقيل فيه وجوه اخر شتى. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٢٦ (مسح) ؛ شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٩٤ ؛ الوافي ، ج ٢٦ ، ص ١٣٩.

(٤) التحنن : الترحم ، يقال : تحنن عليه ، أي ترحم. الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٠٤ (حنن).

(٥) في البحار والأمالي للصدوق : «حين».

(٦) في «بف» : «ينجزلك». وفي شرح المازندراني عن بعض النسخ : «تنجزلك» ، كلاهما بدل «بتحريك». والتحري : القصد والاجتهاد في الطلب ، والعزم على تخصيص الشيء بالفعل والقول. النهاية ، ج ١ ، ص ٣٧٦ (حرا).

(٧) في «بف» والبحار والأمالي للصدوق : + «يا عيسى».

(٨) هكذا في «د ، ع ، م ، ن ، بف ، بن ، جت» وشرح المازندراني والوافي والمرآة والبحار والأمالي للصدوق

٣١٨

يا عيسى ، اصبر على البلاء ، وارض بالقضاء ، وكن كمسرتي فيك ؛ فإن مسرتي أن أطاع فلا أعصى(١) .

يا عيسى ، أحي ذكري بلسانك ، وليكن ودي في قلبك.

يا عيسى ، تيقظ في ساعات الغفلة ، واحكم لي لطيف(٢) الحكمة.

يا عيسى ، كن راغبا راهبا(٣) ، وأمت قلبك بالخشية.

يا عيسى ، راع الليل لتحري(٤) مسرتي ، وأظمئ(٥) نهارك ليوم حاجتك عندي.

يا عيسى ، نافس(٦) في الخير جهدك تعرف(٧) بالخير حيثما توجهت.

يا عيسى ، احكم في عبادي بنصحي ، وقم فيهم بعدلي ، فقد أنزلت(٨) عليك شفاء لما في الصدور من مرض الشيطان.

يا عيسى ، لاتكن جليسا لكل مفتون.

يا عيسى ، حقا أقول : ما آمنت بي خليقة إلا خشعت لي ، ولا خشعت(٩) لي إلا رجت ثوابي ، فأشهد(١٠) أنها آمنة من عقابي(١١) ما لم تبدل

__________________

وتحف العقول. وفي سائر النسخ : «على غيري». وفي المطبوع : «ولا توكل على غيري» بدل «ولا تول غيري».

(١) في «م» : «ولا اعصى».

(٢) في حاشية «جت» : «بلطيف».

(٣) في البحار : «وراهبا».

(٤) في «بح ، بف ، بن» : «لتجري».

(٥) في شرح المازندراني ، ج ١٢ ص ٩٧ : «أمر من ظمأ مهموز اللام ، كفرح ، إذا عطش ، «نهارك» مفعول فيه ، وهو كناية عن الصوم». وفي الوافي : «المراد بمراعاة الليل وإظماء النهار قيام الليل وصيام النهار». وراجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٦١ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ١٦٢ (ظمأ).

(٦) في حاشية «جد» : «راغب». والمنافسة : الرغبة في الشيء والانفراد به. و «جهدك» ، أي بقدر وسعك وطاقتك. راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٩٥ (نفس).

(٧) في الوافي والبحار : «لتعرف».

(٨) في المرآة : «أنزلته».

(٩) في البحار والأمالي للصدوق : «ما خشعت».

(١٠) في البحار والأمالي للصدوق : «فأشهدك». وفي شرح المازندراني : «أشهد ، إما متكلم ، أو أمر».

(١١) هكذا في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بف ، بن ، جت» وشرح المازندراني والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : «من عذابي».

٣١٩

ولاتغير(١) سنتي.

يا عيسى ابن البكر البتول(٢) ، ابك على نفسك بكاء من ودع(٣) الأهل ، وقلى الدنيا(٤) ، وتركها لأهلها ، وصارت رغبته فيما عند إلهه(٥) .

يا عيسى ، كن مع ذلك تلين الكلام ، وتفشي السلام ، يقظان إذا نامت عيون الأبرار حذرا(٦) للمعاد ، والزلازل الشداد ، وأهوال يوم القيامة حيث لاينفع أهل ولا ولد ولا مال.

يا عيسى ، اكحل عينك(٧) بميل(٨) الحزن إذا ضحك البطالون.

يا عيسى ، كن خاشعا صابرا ، فطوبى لك إن نالك ما وعد الصابرون.

يا عيسى ، رح(٩) من الدنيا يوما فيوما ، وذق لما(١٠) قد ذهب طعمه ، فحقا أقول : ما أنت إلا بساعتك ويومك ، فرح من الدنيا ببلغة(١١) ، وليكفك الخشن الجشب(١٢) ، فقد

__________________

(١) هكذا في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بف ، بن ، جت» وحاشية «جد» والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : «أو تغير» بدل «ولا تغير».

(٢) قال ابن الأثير : «التبتل : الانقطاع عن النساء وترك النكاح ، وامرأة بتول : منقطعة عن الرجال لا شهوة لها فيهم ، وبها سميت مريم ام المسيحعليهما‌السلام ، وسميت فاطمة البتول ؛ لا نقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا وحسبا. وقيل : لانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى». النهاية ، ج ١ ، ص ٩٤ (بتل).

(٣) في «بح ، جت» والبحار والأمالي للصدوق : «قد ودع».

(٤) «قلى الدنيا» أي أبغضها ؛ من القلى ، وهو البغض. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ١٠٥ (قلا) ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٣٧ (قلي).

(٥) في «بن» والبحار والأمالي للصدوق : «عند الله».

(٦) في المرآة : «قوله تعالى : حذرا ، بفتح الذال ؛ ليكون مفعولا لأجله ، أو بكسر الذال ، أي كن حذرا».

(٧) في «جت» والبحار والأمالي للصدوق : «عينيك».

(٨) في «ع ، بف» : «بهلول». وفي الوافي : «بميول».

(٩) «رح» أي اذهب وسر. وراجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٤٦٤ (روح).

(١٠) في البحار والأمالي للصدوق وشرح المازندراني عن بعض النسخ : «ما» بدون اللام.

(١١) في البحار والأمالي للصدوق : «بالبلغة». والبلغة : ما يتبلغ من العيش ويكتفى ولا يفضل. راجع : المصباح المنير ، ص ٦١ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٤٢ (بلغ).

(١٢) طعام جشب ومجشوب ، أي غليظ وخشن ، ويقال : هو الذي لا ادم معه. الصحاح ، ج ١ ، ص ٩٩ (جشب).

٣٢٠