الكافي الجزء ١٥

الكافي0%

الكافي مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 909

الكافي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي
تصنيف: الصفحات: 909
المشاهدات: 78499
تحميل: 4293


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 909 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 78499 / تحميل: 4293
الحجم الحجم الحجم
الكافي

الكافي الجزء 15

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

واشربه على الريق(١) وعند المساء».

قال : ففعلت ، فما عادت إلي.(٢)

١٥٢٠٠ / ٣٨٥. عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي بن النعمان ، عن بعض أصحابنا ، قال :

شكوت إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام الوجع.

فقال(٣) : «إذا أويت(٤) إلى فراشك ، فكل سكرتين(٥) ».

قال : ففعلت(٦) فبرأت ، وأخبرت(٧) به(٨) بعض المتطببين ـ وكان أفره(٩) أهل بلادنا ـ فقال : من أين عرف(١٠) أبو عبد اللهعليه‌السلام هذا؟ هذا(١١) من مخزون علمنا ، أما إنه صاحب كتب ينبغي(١٢) أن يكون أصابه في بعض كتبه.(١٣)

١٥٢٠١ / ٣٨٦. عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن جعفر بن يحيى الخزاعي ، عن الحسين بن

__________________

ص ٨٨٣ (مخض).

(١) «الريق» : ماء الفم غدوة قبل الأكل. لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ١٣٥ (ريق).

(٢) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٣٨ ، ح ٢٥٦٥٥ ؛ الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ١٠٣ ، ح ٣١٣٢٧ ؛ البحار ، ج ٦٢ ، ص ١٠٣ ، ح ٣٣.

(٣) في الكافي ، ح ١١٩١٢ : + «لي».

(٤) في «ل ، بح ، جد» : «آويت».

(٥) في شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٣٥٠ : «فكل سكرتين ، قيل : دو حب نبات». وفي المرآة : «قولهعليه‌السلام : فكل سكرتين ، يدل على أنه كان لمعموله في ذلك الزمان مقدار صغير معلوم».

(٦) في الكافي ، ح ١١٩١٢ والبحار ، ج ٤٧ : + «ذلك».

(٧) في «ن» : «فأخبرت».

(٨) في الكافي ، ح ١١٩١٢ والبحار ، ج ٤٧ : «فخبرت». وفي الوسائل : «وخبرت» بدل «وأخبرت به».

(٩) الأفره : بين الفراهة ، وهي الحذاقة. وهو الفاره ، أي الحاذق بالشيء. راجع : المصباح المنير ، ص ٤٧١ (فره).

(١٠) في الوسائل : «علم».

(١١) في الوسائل : + «والله».

(١٢) في الوسائل والبحار ، ج ٤٧ والكافي ، ح ١١٩١٢ : «فينبغي».

(١٣) الكافي ، كتاب الأطعمة ، باب السكر ، ح ١١٩١٢ الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٣٨ ، ح ٢٥٦٥٦ ؛ الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ١٠٤ ، ح ٣١٣٣٢ ؛ البحار ، ج ٤٧ ، ص ٤١ ، ح ٥٢ ؛ وج ٦٦ ، ص ٣٠٠ ، ح ١٣.

٦٠١

الحسن ، عن عاصم بن يونس(١) ، عن رجل :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : قال لرجل : «بأي شيء تعالجون محمومكم(٢) إذا حم(٣) ؟».

قال : أصلحك الله ، بهذه الأدوية المرة : بسفايج(٤) ، والغافث(٥) ، وما أشبهه.

فقال : «سبحان الله ، الذي يقدر أن يبرئ بالمر يقدر أن يبرئ بالحلو».

__________________

(١) تقدم في الكافي ، ح ١٢٧٠٩ و ١٢٧٥٠ ، رواية الحسين بن الحسن بن عاصم عن أبيه. وورد في المحاسن ، ص ٥٠٠ ، ح ٦٢٣ رواية الحسين بن الحسن بن عاصم عن يونس عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . فلا يبعد وقوع التحريف في العنوانين ، وأن الصواب فيهما «الحسين بن الحسن بن عاصم ، عن يونس».

(٢) في البحار : «محموميكم».

(٣) في البحار : ـ «إذا حم».

(٤) في الوسائل : «المرار السفائج» بدل «المرة بسفايج».

وبسفايج : عروق في داخلها شيء ، كالفستق عقوصة وحلاوة ، نافع للماليخوليا والجذام ، هذا في اللغة ، وقال ابن سينا : «بسفايج : عود دقيق أغبر ، ذو عقد إلى السواد والحمرة اليسيرة ، أو إلى الخضرة ، ذو شعب كالدودة الكثيرة الأرجل ، وفي مذاقه حلاوة مع قبض ، قال بعضهم : إنه ينبت على شجرة في الغياض ، وقيل : ينبت على الأحجار».

وقال العلامة المازندراني : «قيل : في منهاج الأدوية : البسفايج : عود لونه يميل إلى السواد القليل مع الحمرة القليلة ، وله طعم كطعم القرنفل ، ولما يكسر فلون وسطه أخضر ، كالفستق وبالفارسية : پسته ، ولذا سمي ببسفايج الفستقي ، حار مسهل للسوداء». راجع : القانون ، ج ١ ، ص ٢٧٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢٨٤ ؛ تاج العروس ، ج ٣ ، ص ٢٩٦ (بسفج) ؛ شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٣٥٠.

(٥) في «ع ، ل ، م ، جد» وشرح المازندراني : «والغافت». وفي «د ، بف» : «والقافث».

والمضبوط في كتب الطب : «غافت» ، بالتاء المنقوطة المثناة من فوق ، وهو ـ على ما قال ابن سينا ـ من الحشائش الشائكة ، وله ورق كورق الشهدانج ، أو ورق القنطافلون ، وزهره كالنيلوفر ، وهو المستعمل أو عصارته ، حار في الاولى ، يابس في الثانية ، لطيف قطاع جلاء بلا جذب ولا حرارة ظاهرة ، وفيه قبض يسير وعفوصة ، ومرارته شديدة كمرارة الصبر. وهكذا قرأه العلامة المازندراني وعرفه بما يقرب من التعريف المذكور ، حيث قال : «الغافت : نبت يشبه ورقه بورق حبة الخضراء ؛ يعني شاهدانج ، له قبوضة ومرارة كمرارة الصبر ، لونه يميل بالسواد ، يجاء به من نواحي الروم ومن جبال الفارس أيضا ، حار يابس ، وقيل : معتدل لطيف». وهكذا قرأه أيضا الشيخ الطريحي وجعله المعروف من النسخ ، ثم قال : «وسمعنا من بعضهم أنه الغافث ، بالثاء المثلثة ، ولعله الصواب». راجع : الأغذية والأدوية ، ص ٣٦٢ ؛ القانون ، ج ١ ، ص ٤٦٨ ؛ تذكرة اولي الألباب ، ج ١ ، ص ٣٨ ؛ مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٢١٢ (غفت).

٦٠٢

ثم قال : «إذا حم أحدكم فليأخذ إناء نظيفا(١) ، فيجعل فيه سكرة ونصفا ، ثم يقرأ عليه ما حضر من القرآن ، ثم يضعها(٢) تحت النجوم ، ويجعل عليها حديدة ، فإذا كان في(٣) الغداة(٤) صب عليها(٥) الماء ، ومرسه بيده(٦) ، ثم شربه ، فإذا كانت(٧) الليلة(٨) الثانية زاده(٩) سكرة أخرى ، فصارت سكرتين ونصفا ، فإذا كانت(١٠) الليلة(١١) الثالثة زاده سكرة أخرى ، فصارت ثلاث سكرات ونصفا».(١٢)

١٥٢٠٢ / ٣٨٧. أحمد بن محمد الكوفي ، عن علي بن الحسن بن علي(١٣) ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن هارون :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : قال لي(١٤) : «كتموا(١٥) بسم الله الرحمن الرحيم ، فنعم والله الأسماء كتموها ، كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا دخل إلى(١٦) منزله ، واجتمعت عليه قريش ، يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، ويرفع بها صوته ، فتولي قريش فرارا ،

__________________

(١) في الوسائل : ـ «نظيفا».

(٢) في «د» : «يضعه».

(٣) في الوسائل : ـ «في».

(٤) في «د ، ع ، م ، ن ، بف ، بن ، جد» والوافي : «بالغداة».

(٥) في البحار : «عليه».

(٦) في شرح المازندراني : «في كنز اللغة : مرس : به دست ماليدن ودر آب جنبانيدن چيزى رابه چنگال».

(٧) في «د ، ع ، ل ، م ، بح ، بف ، جت» والوافي والوسائل : «كان».

(٨) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بف» : «ليلة».

(٩) في «ع» والوسائل : «زاد».

(١٠) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، جت» والوافي : «كان».

(١١) في «د ، ع ، ل ، م ، ن» : «ليلة».

(١٢) الكافي ، كتاب الأطعمة ، باب السكر ، ح ١١٩١٨ ، بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٣٩ ، ح ٢٥٦٥٧ ؛ الوسائل ، ج ٢٥ ، ص ١٠٣ ، ح ٣١٣٢٨ ؛ البحار ، ج ٦٢ ، ص ١٠٦ ، ح ٣٦.

(١٣) في «بح ، جت» ومرآة العقول : «علي بن الحسين بن علي». وقد تقدم غير مرة أن عليا في مشايخ أحمد بن محمد الكوفي ، هو علي بن الحسن بن علي بن فضال. لاحظ ما قدمناه ذيل ح ٢٣٣٣ و ٢٤٣٩.

(١٤) في «ع» : ـ «لي».

(١٥) في مرآة العقول : «قولهعليه‌السلام : كتموا ، استفهام على التقريع والتوبيخ ، أو إخبار ، والمراد بكتمانها تركها في السور والقول بعدم جزئيتها».

(١٦) في «م ، جت» : ـ «إلى».

٦٠٣

فأنزل الله ـعزوجل ـ في ذلك :( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) (١) ».(٢)

١٥٢٠٣ / ٣٨٨. عنه(٣) ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن أبي هارون المكفوف :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (٤) ، قال : كان أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا ذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : «بأبي وأمي(٥) وقومي وعشيرتي(٦) ، عجب(٧) للعرب كيف لاتحملنا على رؤوسها والله ـعزوجل ـ يقول في كتابه :( وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها ) (٨) ؟ فبرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٩) أنقذوا(١٠) ».(١١)

١٥٢٠٤ / ٣٨٩. عنه(١٢) ، عن إبراهيم بن أبي بكر بن

__________________

(١) الإسراء (١٧) : ٤٦.

(٢) تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ٢٠ ، ح ٦ ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛ وفيه ، ج ٢ ، ص ٢٩٥ ، ح ٨٦ ، عن زرارة ، عن أحدهماعليهما‌السلام ، وفيهما من قوله : «كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا دخل إلى منزله» مع اختلاف. وراجع : تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٢٨ الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٢٥ ، ح ٢٥٥٠٤ ؛ الوسائل ، ج ٦ ، ص ٧٤ ، ح ٧٣٨٥ ؛ وفيه ، ص ٥٨ ، ح ٧٣٤٢ ، إلى قوله : «الأسماء كتموها».

(٣) الضمير راجع إلى علي بن الحسن بن علي المذكور في السند السابق.

(٤) في الوافي : ـ «عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ».

(٥) في تفسير العياشي : + «ونفسي».

(٦) في تفسير العياشي : «وعترتي».

(٧) في «جد» وحاشية «بح ، جت» : «عجبا». وفي شرح المازندراني : «عجب ، في بعض النسخ بالنصب على حذف الناصب ، أي عجبت عجبا ، وفي بعضها بالرفع ، على الابتداء ، واللام بمعنى «من» أي لي عجب من العرب».

(٨) آل عمران (٣) : ١٠٣.

(٩) في تفسير العياشي : + «والله».

(١٠) في «بح ، جت» : «ينقذون». وفي «د» وحاشية «م» : «تنقذون».

(١١) تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ١٩٤ ، ح ١٢٦ ، عن ابن هارون ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . راجع : الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٠٢٣ ؛ وتفسير العياشي ، ج ١ ، ص ١٩٤ ، ح ١٢٤ الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٣٦ ، ح ٧٠٢.

(١٢) هذا الضمير أيضا راجع إلى علي بن الحسن بن علي ـ وهو ابن فضال ، كما تقدم آنفا ـ ؛ فقد روى الكليني في الكافي ، ح ١٣١١١ ، عن أحمد بن محمد عن علي بن الحسن عن إبراهيم بن أبي بكر بن أبي السمال الأسدي ، وورد في التهذيب ، ج ٤ ، ص ٢٦٧ ، ح ٨٠٥ ، رواية علي بن الحسن بن فضال عن إبراهيم بن أبي بكر ، وفي

٦٠٤

أبي سمال(١) ، عن داود بن فرقد ، عن عبد الأعلى مولى آل سام :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : قلت له :( قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ ) (٢) أليس قد آتى الله ـعزوجل ـ بني أمية الملك؟ قال : «ليس حيث تذهب(٣) إليه(٤) ؛ إن الله ـعزوجل ـ آتانا الملك ، وأخذته بنو أمية ؛ بمنزلة الرجل(٥) يكون له الثوب(٦) ، فيأخذه الآخر ، فليس هو للذي أخذه».(٧)

١٥٢٠٥ / ٣٩٠. محمد بن أحمد بن الصلت ، عن عبد الله بن الصلت ، عن يونس ، عن المفضل بن صالح ، عن محمد الحلبي :

أنه سأل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها ) (٨) ؟

قال(٩) : «العدل بعد الجور».(١٠)

١٥٢٠٦ / ٣٩١. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن أحمد بن

__________________

ص ٢٨٠ ، ح ٨٤٨ ، رواية علي بن الحسن بن فضال عن إبراهيم بن أبي بكر بن أبي سماك وكذا في التهذيب ، ج ٨ ، ص ٩٧ ، ح ٣٢٩ إلا أن فيه : «سمال» بدل «سماك» ، وهو الصواب.

فعليه ما ورد في البحار ، ج ٧٢ ، ص ٣٥٣ ، ح ٦٦ ، من إرجاع الضمير إلى أحمد بن محمد الكوفي ، لايخلو من تأمل.

(١) هكذا في «د ، ع ، م ، ن ، بف ، بن ، جد» وحاشية «جت» والبحار. وفي «ل ، بح ، جت» والمطبوع : «أبي سماك». والصواب ما أثبتناه ، كما تقدم في الكافي ، ذيل ح ٣٩١٧ فلاحظ.

(٢) آل عمران (٣) : ٢٦. وفي «م ، بح» والبحار : +( وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ ) .

(٣) في تفسير العياشي : + «الناس».

(٤) في «م ، بح ، بن» والبحار : ـ «إليه».

(٥) في «م» : + «الذي».

(٦) في «بن ، جد» وحاشية «م ، جت» : «التور». والتور : إناء يشرب فيه. وفي «ع» : «النور».

(٧) تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ١٦٦ ، ح ٢٣ ، عن داود بن فرقد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٣٩ ، ح ٧١٠.

(٨) الحديد (٥٧) : ١٧.

(٩) في «م» : «فقال».

(١٠) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٣٩ ، ح ٢٥٥٣١ ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ٣٥٣ ، ح ٦٤.

٦٠٥

أشيم(١) ، عن صفوان بن يحيى ، قال :

سألت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام عن ذي الفقار سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

فقال :(٢) «نزل به جبرئيلعليه‌السلام من السماء(٣) ، وكانت(٤) حلقته فضة(٥) ».(٦)

حديث نوحعليه‌السلام يوم القيامة

١٥٢٠٧ / ٣٩٢. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن القاسم بن

__________________

(١) هكذا في «جت». وفي «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بف ، بن ، جد» والمطبوع والبحار : «علي بن محمد بن أشيم». ولم نجد عنوان علي بن محمد بن أشيم في غير سند هذا الخبر. والمتكرر في الأسناد رواية أحمد بن محمد [بن عيسى] عن علي بن أحمد بن أشيم. راجع : معجم رجال الحديث ، ج ١١ ، ص ٥٠١ ـ ٥٠٣.

(٢) في الكافي ، ح ٦٢٨. والأمالي للصدوق وبصائر الدرجات ، ص ١٨٠ وعيون الأخبار : + «من أين هو».

(٣) في شرح المازندراني : «سمي به لأنه كان فيه حفر صغار حسان ، وما ذكره أصحاب السير من أنه كان سيف منبه الحجاج ، أو سيف عاص بن منبه ، أخذ يوم بدر ، اصطفاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم أعطاه علياعليه‌السلام ، ليس له أصل».

وقال المحقق الشعراني في هامشه : «ذوالفقار بفتح الفاء : سيف العاص بن منبه ، قتل يوم بدر فصار إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم صار إلى علي عليه‌السلام . كذا في القاموس ، واتفق على ذلك أصحاب السير والتواريخ ، وأما هذا الخبر وأمثاله إن صح فيجب أن يحمل [على] أن وصول السيف إلى علي عليه‌السلام بحكم الله وتقديره ، كما يقال في من وجد مالا يحل له تملكه : هذا رزق ساقه الله تعالى إليه ، وربما كان حمل عبارة الرواية على هذا المعنى تكلفا ، والعهدة في التعبير على الراوي ؛ حيث نقل كلام الإمام على مافهمه». وراجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٣٨ (فقر).

(٤) في «د» : «وكان».

(٥) في حاشية «جت» والوافي : «حليته من فضة». وفي الكافي ، ح ٦٢٨ والأمالي للصدوق : «حليته من فضة وهو عندي». وفي بصائر الدرجات ، ص ١٨٩ : «حليته فضة وهو عندي». وفي عيون الأخبار : «كان عليه حلية من فضة وهو عندي». وفي بصائر الدرجات ، ص ١٨٠ : «حلقته من فضة وهو عندي» كلها بدل «حلقته فضة».

(٦) بصائر الدرجات ، ص ١٨٩ ، ذيل ح ٥٧ ، بسنده عن صفوان. وفي الكافي ، كتاب الحجة ، باب ما عند الأئمة من سلاح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومتاعه ، ح ٦٢٨ ؛ وبصائر الدرجات ، ص ١٨٠ ، ح ٢١ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٢٨٩ ، المجلس ٨٤ ، ح ١٠ ؛ وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٥٠ ، ح ١٩٥ ، بسند آخر. راجع : علل الشرائع ، ص ١٦٠ ، ح ٢ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٦٣ ، ح ١٢ الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٧٣ ، ح ١١٢٨ ؛ الوسائل ، ج ٣ ، ص ٥١١ ، ح ٤٣١٩ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ١٢٤ ، ح ٦٠ ؛ وج ٦٦ ، ص ٥٣٧ ، ح ٣٨.

٦٠٦

محمد ، عن جميل بن صالح ، عن يوسف بن أبي سعيد(١) ، قال :

كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ذات يوم ، فقال لي : «إذا كان يوم القيامة وجمع الله ـ تبارك وتعالى ـ الخلائق ، كان نوح ـ صلى الله عليه ـ أول من يدعى به ، فيقال له : هل بلغت؟ فيقول : نعم ، فيقال له : من يشهد لك؟ فيقول : محمد بن عبد اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

قال : «فيخرج نوحعليه‌السلام ، فيتخطى الناس(٢) حتى يجيء إلى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو على كثيب(٣) المسك ومعه عليعليه‌السلام ، وهو قول اللهعزوجل :( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (٤) فيقول نوح لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا محمد(٥) ، إن الله ـ تبارك وتعالى ـ سألني : هل بلغت؟ فقلت : نعم ، فقال : من يشهد لك؟ فقلت : محمد ، فيقول : يا جعفر ، ويا حمزة(٦) ، اذهبا واشهدا(٧) له أنه قد بلغ».

فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : «فجعفر وحمزة هما الشاهدان للأنبياءعليهم‌السلام بما بلغوا».

فقلت : جعلت فداك ، فعليعليه‌السلام أين هو؟

فقال : «هو أعظم منزلة من ذلك(٨) ».(٩)

١٥٢٠٨ / ٣٩٣. حدثني محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز(١٠) ،

__________________

(١) في «د ، ع ، ل ، جت ، جد» : «يوسف بن أبي سعيدة». وهذان العنوانان مجهولان لم نعرفهما. ولا يبعد وقوع التحريف فيهما وأن الصواب فيه يوسف بن أبي سعدة. والمراد به يوسف بن ثابت بن أبي سعدة المذكور في رجال النجاشي ، ص ٤٥٢ ، الرقم ١٢٢٢ ؛ رجال البرقي ، ص ٢٩ ؛ ورجال الطوسي ، ص ٣٢٤ ، الرقم ٤٨٤٥.

(٢) «يتخطى الناس» أي يخطو ويمشي فيهم خطوة خطوة ، وهو ما بين القدمين ، أو يجاوزهم ويتجاوزهم. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٢٨ ؛ لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٢٣٢ (خطا).

(٣) «الكثيب» : التل من الرمل. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٢١٨ (كثب).

(٤) الملك (٦٧) : ٢٧.

(٥) في «بح» : ـ «يا محمد».

(٦) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي. وفي «بح» والمطبوع : «يا حمزة» بدون الواو.

(٧) في «بح» : «فاشهدا».

(٨) في «ع» : «ذاك».

(٩) الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٣٠ ، ح ١٣٤١ ؛ البحار ، ج ٧ ، ص ٢٨٢ ، ح ٤.

(١٠) في الكافي ، ح ٣٧٨١ : «الوشاء» بدل «عمر بن عبد العزيز».

٦٠٧

عن جميل :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقسم لحظاته بين أصحابه : ينظر(١) إلى ذا وينظر إلى ذا بالسوية».(٢)

١٥٢٠٩ / ٣٩٤. عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن بعض أصحابنا ، قال :

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : «ما كلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله العباد(٣) بكنه عقله قط ،(٤) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنا معاشر(٥) الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم(٦) ».(٧)

١٥٢١٠ / ٣٩٥. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ؛ وعدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، قال :

__________________

(١) في الكافي ، ح ٣٧٨١ : «فينظر».

(٢) الكافي ، كتاب العشرة ، باب النوادر ، صدر ح ٣٧٨١. فقه الرضاعليه‌السلام ، ص ٣٥٥ ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٣ ، ص ٧٠٧ ، ح ١٣٢٠ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٤٢ ، ذيل ح ١٥٨٨٧ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٨٠ ، ح ١٢١.

(٣) في الوافي : «المراد بالعباد جمهور الناس لا جميعهم ؛ لعدم دخول أمير المؤمنينعليه‌السلام في هذا العموم ؛ لأنه كان بمنزلة نفسه وصاحب سره ونجواه. وفي هذا الحديث دلالة على المنع من بث العلوم والحقائق إلى غير أهلها».

(٤) في الوافي والكافي ، ح ١٥ والأمالي للصدوق : + «وقال».

(٥) في «جت» وحاشية «ن» : «معشر».

(٦) قال المحقق الشعراني في هامش شرح المازندراني : «معاشر الأنبياء بعثوا على عامة البشر ، بخلاف الحكماء ؛ فإن مخاطبهم الخاصة من الناس ، وقد جربنا ذلك كثيرا ، فربما ينقل معنى واحد عن الأنبياء بعبارة ، وعن الحكماء بعبارة اخرى ، فيقبل الناس عبارة الأنبياء ولا يقبلون عبارة الحكماء مع أن المعنى واحد ، وتراه العامة متناقضا» ، ثم ذكر أمثلة في ذلك.

(٧) الكافي ، كتاب العقل والجهل ، ح ١٥ ، عن جماعة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال. المحاسن ، ص ١٩٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٧ ، بسند آخر ، من قوله : «إنا معاشر الأنبياء». الأمالي للصدوق ، ص ٤١٨ ، المجلس ٦٥ ، ذيل ح ٦ ، بسند آخر. الأمالي للطوسي ، ص ٤٨١ ، المجلس ١٧ ، صدر ح ١٩ ، بسند آخر عن الرضا ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . تحف العقول ، ص ٣٧ ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيهما من قوله : «إنا معاشر الأنبياء» الوافي ، ج ١ ، ص ١٠٧ ، ح ١٨ ؛ البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٨٠ ، ح ١٢٢.

٦٠٨

قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إني رجل(١) من بجيلة ، وأنا أدين الله ـعزوجل ـ بأنكم موالي ، وقد يسألني بعض من لايعرفني ، فيقول لي(٢) : ممن الرجل؟ فأقول له : أنا رجل من العرب ، ثم من بجيلة ، فعلي(٣) في هذا(٤) إثم حيث(٥) لم أقل : إني(٦) مولى لبني هاشم(٧) ؟

فقال : «لا ، أليس قلبك وهواك(٨) منعقدا(٩) على أنك من موالينا؟».

فقلت : بلى(١٠) والله.

فقال : «ليس عليك في أن تقول : أنا من العرب ، إنما أنت من العرب في النسب والعطاء والعدد(١١) والحسب ، وأنت(١٢) في الدين وما حوى الدين بما تدين الله ـعزوجل ـ به(١٣) من طاعتنا ، والأخذ به منا من موالينا ومنا وإلينا».(١٤)

١٥٢١١ / ٣٩٦. حدثنا ابن محبوب(١٥) ، عن أبي يحيى كوكب الدم :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «إن حواري(١٦) عيسىعليه‌السلام كانوا شيعته ، وإن شيعتنا

__________________

(١) في الوافي : + «من العرب».

(٢) في «بح» : ـ «لي».

(٣) في «بن» : «فهل علي».

(٤) في «بح» : «بهذا» بدل «في هذا».

(٥) في «بف ، بن ، جد» وشرح المازندراني والوافي : + «إني».

(٦) في «بن» : ـ «إني». وفي «بح» : + «من».

(٧) في شرح المازندراني : «كأن وجه السؤال أن العرب وبجيلة كانوا مخالفين لأهل البيتعليهم‌السلام ، معاندين لهم ، فتوهم أن نسبته إليهم يوجب التحرب والإثم».

(٨) في «م ، بح ، جت» : «هواك وقلبك».

(٩) في «ل ، بن» وشرح المازندراني : «منعقد».

(١٠) في حاشية «د ، جت» : «أي».

(١١) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : والعدد ، أي أنت من عدادهم ، أو في الأعوان والأتباع».

(١٢) هكذا في «د ، ع ، ل ، ن ، بف ، بن» وشرح المازندراني والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : «فأنت».

(١٣) في «بح» : ـ «به».

(١٤) الوافي ، ج ١٠ ، ص ٦٧٧ ، ح ١٠٣٣٧.

(١٥) السند معلق على سابقه ، فيجري عليه كلا الطريقين المتقدمين.

(١٦) الحواريون : جمع الحواري ، وهم خلصان المسيحعليه‌السلام وأنصاره ، وأصله من التحوير بمعنى التبييض. إنما

٦٠٩

حواريونا ، وما كان حواري عيسى بأطوع له من حوارينا لنا ، وإنما قال عيسىعليه‌السلام للحواريين :( مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ ) (١) ؟ قالَ الْحَوارِيُّونَ : نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ ، فَلَا وَاللهِ مَا نَصَرُوهُ مِنَ الْيَهُودِ ، وَلَا قَاتَلُوهُمْ(٢) دُونَهُ ، وَشِيعَتُنَا وَاللهِ لَمْ يَزَالُوا مُنْذُ قَبَضَ اللهُ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ رَسُولَهُ(٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله يَنْصُرُونَّا ، وَيُقَاتِلُونَ دُونَنَا ، وَيُحْرَقُونَ وَيُعَذَّبُونَ(٤) ، وَيُشَرَّدُونَ(٥) فِي الْبُلْدَانِ ، جَزَاهُمُ اللهُ عَنَّا خَيْراً ، وَقَدْ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام : وَاللهِ لَوْ ضَرَبْتُ خَيْشُومَ(٦) مُحِبِّينَا بِالسَّيْفِ مَا أَبْغَضُونَا ، وَوَ اللهِ لَوْ أَدْنَيْتُ إِلى مُبْغِضِينَا وَحَثَوْتُ لَهُمْ(٧) مِنَ الْمَالِ مَا أَحَبُّونَا».(٨)

١٥٢١٢ / ٣٩٧. ابْنُ مَحْبُوبٍ(٩) ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ) (١٠) ؟

قال : فقال : «يا أبا عبيدة ، إن لهذا تأويلا لايعلمه إلا الله والراسخون في العلم من آل محمد صلوات الله عليهم ، إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما هاجر إلى المدينة ، وأظهر(١١)

__________________

(١) آل عمران (٣) : ٥٢ ؛ الصف (٦١) : ١٤.

(٢) في «ل» : «وما قاتلوهم».

(٣) في «بح ، جت» : «رسول الله».

(٤) في «بح» : «ويحرفون ويقذفون».

(٥) التشريد : الطرد والتفريق. القاموس الميحط ، ج ١ ، ص ٤٢٥ (شرد).

(٦) قال الفيومي : «الخيشوم : أقصى الأنف ، ومنهم من يطلقه على الأنف». وقال الفيروزآبادي : «الخيشوم من الأنف : ما فوق نخرته من القصبة ، وما تحتها من خشارم الرأس». المصباح المنير ، ص ١٧٠ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٥٣ (خشم).

(٧) «حثوت لهم» أي أعطيتهم. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٠٨ (حثا).

(٨) تفسير فرات الكوفي ، ص ٤٨٢ ، ح ٦٢٨ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. وراجع : نهج البلاغة ، ص ٤٧٧ ، الحكمة ٤٥ الوافي ، ج ٥ ، ص ٨١٩ ، ح ٣٠٨٩ ؛ البحار ، ج ١٤ ، ص ٢٧٤ ، ح ٧ ، إلى قوله : «جزاهم الله عنا خيرا».

(٩) السند والسند الآتي بعده أيضا معلقان على سند الحديث ٣٩٥.

(١٠) الروم (٣٠) : ١ ـ ٣.

(١١) في «ع ، ل ، بن ، جد» والوافي : «وظهر». وفي تفسير القمي : «قد ظهر».

٦١٠

الإسلام ، كتب إلى ملك الروم كتابا ، وبعث به مع رسول يدعوه إلى الإسلام ، وكتب(١) إلى ملك فارس كتابا يدعوه إلى الإسلام ، وبعثه إليه مع رسوله(٢) ، فأما ملك الروم ، فعظم كتاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأكرم رسوله ، وأما ملك فارس ، فإنه استخف بكتاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومزقه(٣) واستخف برسوله ، وكان ملك فارس يومئذ يقاتل ملك الروم ، وكان المسلمون يهوون(٤) أن يغلب ملك الروم ملك(٥) فارس ، وكانوا لناحيته أرجى منهم لملك فارس ، فلما غلب ملك فارس ملك الروم ، كره ذلك المسلمون(٦) واغتموا به ، فأنزل الله ـعزوجل ـ بذلك كتابا(٧) قرآنا(٨) ( الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ )

__________________

(١) في «بح» : «فكتب».

(٢) في «بح ، بف ، جت» : «رسول».

(٣) التمزيق : التخريق والتقطيع. النهاية ، ج ٤ ، ص ٣٢٥ (مزق).

(٤) «يهوون» أي يحبون ؛ من الهوى ، وهو مصدر هويته ، من باب تعب : إذا أحببته وعلقت به ، ثم اطلق على ميل النفس وانحرافها نحو الشيء ، ثم استعمل في ميل مذموم. راجع : المصباح المنير ، ص ٦٤٣ (هوي).

(٥) في «ع ، م ، ن ، بح» وحاشية «جت» : «لملك».

(٦) في «بن» : «المسلمون ذلك».

(٧) في «م» : ـ «كتابا».

(٨) في «بف» : ـ «قرآنا». وفي المرآة : «قولهعليه‌السلام : قرآنا ، إما صفة للكتاب ، أي كتابا مقروا ، أو بدل منه ليظهر منه أن المراد بعض الكتاب».

وقال المحقق الشعراني في هامش شرح المازندراني : «لم يختلف أهل العلم في أن نزول سورة الروم والإخبار عما سيقع من غلبتهم على فارس كان بمكة قبل الهجرة ، وهذا دليل ضعف الخبر وإن كان بحسب الإسناد صحيحا ، وعلى أن الإسناد الصحيح باصطلاح الرواة أيضا لاينافي كذب المضمون ، وأما الداعي على استعجاب الراوي والتكلف لتأويل آية القرآن عن معناه الصحيح استنكار ذكر الله تعالى الروم ونصره ـ تعالى ـ إياهم وتعبيره عنهم وعن تأييدهم بما يدل على رضاه عنهم وترجيحهم على فارس مع كونهم كفارا ، وهذا نظير ما يرى الشيعي من بعض مصنفيهم يذكرون محاسن أفعال بعض الخلفاء ، كرغبة المأمون في العلم ، وترويج الهادي للدين وقمعه الملاحدة وأمثال ذلك ، فيحملهم ذلك على أن ناقل هذه المطالب لم يكن من الشيعة ، كما يقال : إن المسعودي صاحب مروج الذهب لم يكن شيعيا ؛ لأنه ينقل عن الخلفاء بدون ذكر اللعن ، ويذكر محاسن أفعالهم دون مساويهم ، ولو كان شيعيا اقتصر على المساوي ، وهكذا غلبة الروم بنصر الله بعبارة يدل على رضا الله بفعلهم كان منكرا عند الراوي ، فطلب المخلص وحمله على غلبة المسلمين على فارس ، لا على غلبة الروم ؛ ليسكن هيجان قلبه ، وإلا فلايتلائم هذا التأويل مع ظاهر القرآن وصريحه ، بل يلزم كذبه ، أو غلطه في استعمال اللغة ـ نعوذ بالله ـ ولا يوافق ما تواتر من وقائع عصره».

٦١١

يعني غلبتها(١) فارس في أدنى الأرض وهي(٢) الشامات وما حولها ،( وَهُمْ ) (٣) يعني وفارس( مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ ) الرُّومَ( سَيَغْلِبُونَ ) يَعْنِي يَغْلِبُهُمُ الْمُسْلِمُونَ( فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ ) (٤) عزوجل (٥) ، فلما غزا المسلمون فارس وافتتحوها ، فرح المسلمون بنصر اللهعزوجل ».

قال : قلت : أليس الله ـعزوجل ـ يقول :( فِي بِضْعِ سِنِينَ ) وَقَدْ مَضى لِلْمُؤْمِنِينَ(٦) سِنُونَ كَثِيرَةٌ مَعَ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَفِي إِمَارَةِ أَبِي بَكْرٍ ، وَإِنَّمَا غَلَبَ الْمُؤْمِنُونَ فَارِسَ فِي إِمَارَةِ عُمَرَ؟

فَقَالَ : «أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ(٧) : إِنَّ لِهذَا تَأْوِيلاً وَتَفْسِيراً ، وَالْقُرْآنُ ـ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ ـ نَاسِخٌ وَمَنْسُوخٌ ، أَمَا تَسْمَعُ لِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :( لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ) يعني إليه المشيئة في القول أن يؤخر ما قدم ، ويقدم ما أخر(٨) في القول إلى يوم يحتم(٩) القضاء(١٠) بنزول

__________________

(١) في المرآة : «قولهعليه‌السلام : يعني غلبتها فارس ، الظاهر أن إضافة الغلبة إلى الضمير إضافة إلى المفعول ، أي مغلوبيةروم من فارس. ويمكن أن يقرأ على فعل الماضي».

(٢) في «بن» : «يعني» بدل «وهي».

(٣) في معظم النسخ التي قوبلت والبحار وتفسير القمي : ـ( وَهُمْ ) . وما أثبتناه مطابق لنسخة «ن» والمطبوع والوافي.

(٤) الروم (٣٠) : ١ ـ ٥.

(٥) في «ل» : ـ «ينصر من يشاءعزوجل ».

(٦) في «جت» : «للمسلمين».

(٧) في شرح المازندراني والوافي وتفسير القمي : «لك».

(٨) قال المحقق الشعراني في هامش شرح المازندراني : «يقدم ما أخر ، مخالف صريح للآية الكريمة ودلالة العقول ؛ قال تعالى :( وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ ) [الروم (٣٠) : ٦] ، ولم يزل يحتج بهذه الآية على إعجاز القرآن بإخبار الغيب ، وليس النسخ إلافي الأحكام ، فلو جاز تقديم ما أخر وتأخير ما قدم فقد كذب القرآن ، وأخلف الله وعده ، ولم يكن هذا إخبارا بالغيب ، وطال لسان الملاحدة على المسلمين ، ولكن المعتمدين على هذه الأخبار التاركين لنص القرآن من أكثر الناس ؛ حيث قال بعد ذكر الروم :( وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) ».

(٩) في «بح ، بف ، جد» وشرح المازندراني والوافي : «تحتم». وفي «م ، جت» : «يختم». وفي «ن» بالتاء والياء معا. وفي «د» : + «فيه».

(١٠) في «بح» : «القضايا».

٦١٢

النصر فيه على المؤمنين ، فذلك قوله(١) عزوجل :( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ ) (٢) أي(٣) يوم يحتم(٤) القضاء بالنصر».(٥)

١٥٢١٣ / ٣٩٨. ابن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، قال :

قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : إن العامة يزعمون أن بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس كانت(٦) رضا لله جل ذكره ، وما كان الله ليفتن(٧) أمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله من(٨) بعده؟

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «أوما يقرؤون كتاب الله؟ أوليس الله يقول :( وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) (٩) ؟».

قال : فقلت له : إنهم يفسرون(١٠) على وجه آخر(١١) .

فقال : «أوليس قد أخبر الله ـعزوجل ـ عن الذين من قبلهم من الأمم أنهم قد اختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات حيث قال :( وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ

__________________

(١) في «بح» : «قول الله» بدل «قوله».

(٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : +( يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ ) .

(٣) في «بف» : «إلى».

(٤) في «بف ، جد» وحاشية «د» والوافي : «تحتم».

(٥) تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ١٥٢ ، بسند عن جميل ، عن أبي عبيدة ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٤١ ، ح ٢٥٥٣٥ ؛ الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ١٨٤ ، ح ٣٣٥٥٥ ، ملخصا ؛ البحار ، ج ١٧ ، ص ٢٠٧ ، ذيل ح ١١.

(٦) في «بح» : «كان».

(٧) في المرآة : «قوله : ليفتن ، أي يمتحن ويضل». وراجع : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٣١٨ (فتن).

(٨) في شرح المازندراني : ـ «من».

(٩) آل عمران (٣) : ١٤٤.

(١٠) في تفسير العياشي : + «هذا».

(١١) في شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٣٦١ : « على وجه آخر ، وهو أنه شرط أو نهي عن ارتدادهم ، وشيء منهما لايستلزم وقوعه. والجواب أنه إنكار لارتدادهم وتوبيخ لهم ، وهو تابع لوقوعه ، على أن النهي عن الشيء يستلزم إمكان وقوعه في نفس الأمر ، وهم يزعمون أن وقوعه ممتنع بالغير ؛ لأنه تعالى حفظهم عنه ، ولم يتعرض لهعليه‌السلام إما لظهوره ، أو لأن الخصم مباهت مكابر ، وأشار إلى الأوضح منه فقال : أو ليس ...». وللمزيد راجع : مرآة العقول ، ج ٢٦ ، ص ٢٧٤ و ٢٧٥.

٦١٣

بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ ) (١) وفي هذا ما(٢) يستدل به على أن أصحاب محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله قد اختلفوا من بعده ، فمنهم من آمن ، ومنهم من كفر».(٣)

١٥٢١٤ / ٣٩٩. عنه(٤) ، عن هشام بن سالم ، عن عبد الحميد بن أبي العلاء ، قال :

دخلت المسجد الحرام ، فرأيت مولى لأبي عبد اللهعليه‌السلام ، فملت إليه لأسأله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فإذا أنا بأبي عبد اللهعليه‌السلام ساجد(٥) ، فانتظرته طويلا ، فطال سجوده علي ، فقمت وصليت(٦) ركعات(٧) وانصرفت وهو بعد ساجد ، فسألت مولاه : متى سجد؟ فقال : من قبل أن تأتينا.

فلما سمع كلامي رفع رأسه ، ثم قال : «أبا محمد(٨) ، ادن مني» فدنوت منه ، فسلمت عليه ، فسمع صوتا(٩) خلفه ، فقال : «ما هذه الأصوات المرتفعة؟» فقلت : هؤلاء قوم من المرجئة(١٠)

__________________

(١) البقرة (٢) : ٢٥٣.

(٢) في «بف» : ـ «ما».

(٣) تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٥١ ، بسنده عن عمرو بن أبي المقدام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢ ، ص ١٩٧ ، ح ٦٦١ ؛ البحار ، ج ٢٨ ، ص ٢٥٣ ، ح ٣٦.

(٤) الضمير راجع إلى ابن محبوب المذكور في السند السابق. ويكون هذا السند أيضا معلقا.

(٥) هكذا في «د ، ل ، ن ، بف ، بن ، جت» والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : «ساجدا».

(٦) في «بن» والوسائل ، ج ٦ : «فصليت».

(٧) في «ن ، بح ، جت» وحاشية «م» : «ركعتين».

(٨) في «د ، ع ، ل ، م ، بن ، جت ، جد» وحاشية «ن» : «أبو محمد». وفي «ن ، بف» : «يا أبا محمد».

(٩) في حاشية «جت» : + «من».

(١٠) «المرجئة» : هم فرقة من فرق الإسلام يعتقدون أنه لايضر مع الإيمان معصية ، كما أنه لاينفع مع الكفر طاعة ، سموا به لاعتقادهم أن الله أرجأ تعذيبهم على المعاصي ، أي أخره عنهم. وقد تطلق على من أخر أمير المؤمنينعليه‌السلام عن مرتبته. وقيل غير ذلك. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٠٦ (رجا) ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص

٦١٤

والقدرية(١) والمعتزلة ، فقال : «إن القوم يريدوني ، فقم بنا» فقمت معه ، فلما أن رأوه نهضوا(٢) نحوه ، فقال لهم(٣) : «كفوا أنفسكم عني ، ولا تؤذوني(٤) وتعرضوني(٥) للسلطان(٦) ؛ فإني لست بمفت لكم» ثم أخذ بيدي وتركهم ومضى.

فلما خرج من المسجد قال لي : «يا أبا محمد ، والله لو أن إبليس سجد لله ـ عز ذكره ـ بعد المعصية والتكبر عمر الدنيا ، ما نفعه ذلك ولا قبله الله ـ عز ذكره ـ ما لم يسجد لآدم كما أمره الله ـعزوجل ـ أن يسجد له ، وكذلك هذه الأمة العاصية المفتونة بعد نبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبعد تركهم الإمام(٧) الذي نصبه نبيهمصلى‌الله‌عليه‌وآله لهم(٨) ، فلن يقبل(٩) الله ـ تبارك وتعالى ـ لهم عملا ولن يرفع(١٠) لهم حسنة حتى يأتوا الله ـعزوجل ـ من حيث أمرهم ، ويتولوا(١١) الإمام الذي أمروا بولايته ، ويدخلوا من الباب الذي فتحه الله ـعزوجل ـ ورسوله لهم.

يا أبا محمد ، إن الله افترض على أمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله خمس فرائض : الصلاة ، والزكاة ،

__________________

٨٤ (رجأ) ؛ مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ١٧٦ (رجا). وللمزيد راجع : الملل والنحل للشهرستاني ، ج ١ ، ص ١٣٩ ـ ١٤٦.

(١) قال الشيخ الطريحي : «وفي الحديث ذكر القدرية ، وهم المنسوبون إلى القدر ويزعمون أن كل عبد خالق فعله ، ولا يرون المعاصي والكفر بتقدير الله ومشيته ، فنسبوا إلى القدر لأنه بدعتهم وضلالتهم». وقيل غير ذلك. راجع : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٧٥ ؛ مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٤٥١ (قدر).

(٢) في «بن» : «مضوا».

(٣) في «بف» : ـ «لهم».

(٤) في «د» : «ولا تؤذونني».

(٥) في «د ، بن ، جت» وحاشية «بح ، جد» والمرآة : «ولا تعرضوني».

(٦) «وتعرضوني للسلطان» أي ولا تظهروني له ، يقال : عرضت له الشيء ، أي أظهرته له وأبرزته إليه. وقال العلامة المجلسي : «قولهعليه‌السلام : ولا تعرضوني للسلطان ، أي لاتجعلوني عرضة لإيذاء الخليفة وإضراره باجتماعكم علي وسؤالكم عني». راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٨٢ (عرض).

(٧) في «بح» وحاشية «د» : «للإمام».

(٨) في «بن» : «نصبه لهم نبيهمصلى‌الله‌عليه‌وآله ». وفي الوافي : ـ «لهم».

(٩) في حاشية «د» : «فلن يتقبل».

(١٠) في «بح» : «ولن ترفع».

(١١) في «بح» : «ويتوالوا».

٦١٥

والصيام ، والحج ، وولايتنا ؛ فرخص(١) لهم في أشياء من الفرائض الأربعة ، ولم يرخص لأحد من المسلمين في ترك ولايتنا ، لا(٢) والله ما فيها رخصة».(٣)

١٥٢١٥ / ٤٠٠. عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي إسحاق الجرجاني :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «إن الله ـعزوجل ـ جعل لمن جعل له سلطانا أجلا ومدة من ليال(٤) وأيام وسنين وشهور ، فإن عدلوا في الناس أمر الله ـعزوجل ـ صاحب الفلك(٥) أن يبطئ بإدارته ، فطالت أيامهم ولياليهم وسنينهم(٦) وشهورهم ، وإن جاروا في الناس ولم يعدلوا(٧) أمر الله ـ تبارك وتعالى ـ صاحب الفلك ، فأسرع بإدارته(٨) ، فقصرت(٩)

__________________

(١) في شرح المازندراني : «لعل المراد بالرخصة فيها تجويز تركها عند الأعذار ، كفوات الطهارة والنصاب والقدرة والاستطاعة وأمثال ذلك مما هو شرط لوجوبها ، بخلاف الولاية ؛ فإنه لايجوز تركها في حال من الأحوال. ويمكن أن يكون كناية عن عدم العقوبة بتركها بالعفو أو الشفاعة ونحوهما ، بخلاف الولاية ؛ فإن تاركها معاقب أبدا».

(٢) في شرح المازندراني : «ألا».

(٣) الوافي ، ج ٢ ، ص ٩٥ ، ح ٥٤٧ ؛ وفي الوسائل ، ج ١ ، ص ١١٩ ، ح ٣٠١ ؛ وج ٦ ، ص ٣٧٩ ، ح ٨٢٣١ ؛ والبحار ، ج ٦٣ ، ص ١٩٨ ، ح ١٠ ، قطعة منه.

(٤) في الوافي : «ليالي».

(٥) قال المحقق الشعراني في هامش شرح المازندراني : «قوله : صاحب الفلك ؛ يعني به الملك الموكل بإدارة الفلك ويعبر عنه الفلاسفة بالنفس الفلكية ، أو العقل المجرد الذي يتعلق الفلك ونفسه به ؛ إذ ثبت عندهم أن الحركات الدورية لاتكون طبيعية حتى يلزم أن يكون الطبع طالبا للوضع الذي إذا حصل عليه فر عنه ، وبين ذلك في ما سلف. وأما طول أيامهم إذا عدلوا وقصرها إذا ظلموا فلعلها أمر نفساني ، كقصر المدة للنائم إذا مضى عليه زمان كثير. واعلم أن أهل الحديث يؤولون أمثال هذه الروايات على غير ظاهرها ، فهم معترفون بأن الحديث إذا كان ظاهره مخالفا للواقع يجب تأويله ، وإنما يقفون عن التأويل إذا لم يعلموا مخالفته ، وعلى فرض العلم بالمخالفة لا يتأبون من التأويل ، فليس خلافهم مع غيرهم في أصل التأويل ، بل في مخالفة المضمون للواقع». وقد مر نحو هذا الحديث الشريف تحت الرقم ١٥٧ ونقلنا هناك كلاما من العلامة المجلسي.

(٦) في الوافي : «وسنونهم».

(٧) في «بن» : «فلم يعدلوا».

(٨) في «ن ، بف» والوافي : «في إدارته». وفي علل الشرائع : «إدارته».

(٩) في «بف» والوافي : «فأسرع». في علل الشرائع : «أسرع فناء».

٦١٦

لياليهم وأيامهم وسنينهم(١) وشهورهم ، وقد وفى لهم(٢) ـعزوجل ـ بعدد الليالي والشهور».(٣)

١٥٢١٦ / ٤٠١. أبو علي الأشعري ، عن بعض أصحابه ، عن محمد بن الفضيل ، عن العرزمي ، قال :

كنت مع(٤) أبي عبد اللهعليه‌السلام جالسا في الحجر تحت الميزاب ورجل يخاصم رجلا ، وأحدهما يقول لصاحبه : والله ما تدري من أين تهب(٥) الريح ، فلما أكثر(٦) عليه ، قال(٧) أبو عبد اللهعليه‌السلام : «فهل تدري أنت؟» قال : لا ، ولكني أسمع الناس(٨) يقولون.

فقلت أنا(٩) لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك ، من أين تهب(١٠) الريح؟

فقال : «إن الريح مسجونة تحت هذا الركن الشامي(١١) ، فإذا أراد الله ـعزوجل ـ أن يخرج منها شيئا ، أخرجه إما جنوب فجنوب ، وإما شمال فشمال ، و(١٢) صبا فصبا ، ودبور فدبور»(١٣) .

ثم قال : «من آية ذلك أنك لاتزال ترى هذا الركن متحركا أبدا(١٤) في الشتاء

__________________

(١) في الوافي : «وسنيهم».

(٢) في الوسائل : «الله». وفي البحار : «له».

(٣) علل الشرائع ، ص ٥٦٦ ، ح ١ ، بسنده عن عثمان بن عيسى الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٤٨ ، ح ٧٢٥ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٩٤ ، ح ٢٠٥٥٢ ؛ البحار ، ج ٥٨ ، ص ٢٧٠ ، ح ٥٧.

(٤) في «جت» : «عند».

(٥) في حاشية «د» : «هبت».

(٦) في «جت» : «أن كثر».

(٧) في «بن ، جت» وحاشية «بح» والوافي : + «له».

(٨) في «ن» : «للناس».

(٩) في «بح» : ـ «أنا».

(١٠) في حاشية «د» : «هبت».

(١١) في المرآة العقول : «يحتمل أن يكون كناية عن قيام الملائكة الذين بهم تهب تلك الرياح فوقه عند إرادة ذلك كما مر».

(١٢) في العلل والمعاني : «وأما».

(١٣) قد مر نظير هذا الحديث الشريف مع شرحه والتعليق عليه وتوضيح غرائب الكلمات في حديث الرياح تحت الرقم ٦٣ ، إن شئت فراجع هناك.

(١٤) في الوافي : «لعل المراد بتحرك الركن تحرك الهواء المطيف به». وفي المرآة : «لعل المراد حركة الثوب المعلق عليه».

٦١٧

والصيف ، والليل والنهار».(١)

١٥٢١٧ / ٤٠٢. عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ؛ وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه(٢) جميعا ، عن ابن محبوب ، عن داود الرقي :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «ليس خلق أكثر من الملائكة ، إنه لينزل كل ليلة من السماء(٣) سبعون ألف ملك ، فيطوفون بالبيت(٤) الحرام ليلتهم ، وكذلك في كل يوم».(٥)

١٥٢١٨ / ٤٠٣. حدثنا ابن محبوب(٦) ، عن عبد الله بن طلحة رفعه ، قال :

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : «الملائكة(٧) على ثلاثة أجزاء(٨) : جزء له جناحان ، وجزء له ثلاثة أجنحة ، وجزء له أربعة أجنحة».(٩)

١٥٢١٩ / ٤٠٤. عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن معاوية بن ميسرة ، عن الحكم بن عتيبة(١٠) :

__________________

(١) علل الشرائع ، ص ٤٤٨ ، ح ١ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٣٨٤ ، ح ١٦ ، بسندهما عن محمد بن الفضيل ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٩٨ ، ح ٢٥٥٨١ ؛ البحار ، ج ٦٠ ، ص ٨ ، ذيل ح ٧.

(٢) في «ن ، ع ، جت ، جد» : ـ «عن أبيه». وهو سهو واضح.

(٣) في شرح المازندراني : ـ «من السماء».

(٤) في شرح المازندراني : «البيت».

(٥) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٠٤ ، ح ٢٥٥٩٤ ؛ البحار ، ج ٥٩ ، ص ١٩١ ، ح ٤٧.

(٦) السند معلق على سابقه ، فيجري عليه كلا الطريقين المتقدمين.

(٧) في «جت» : «الملك».

(٨) لم يرد خصوصية العدد ، بل المراد تفاوت مراتبهم. وللمزيد في المسألة راجع : تفسير البيضاوي ، ج ٤ ، ص ٤٠٩ ، ذيل الآية من سورة فاطر (٣٥) ؛ شرح نهج البلاغة لابن ميثم ، ج ١ ، ص ١١١ و ١٥٥ ؛ شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٣٦٥.

(٩) الخصال ، ص ١٥٣ ، باب الثلاثة ، ح ١٩١ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، عن محمد بن طلحة الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٠٤ ، ح ٢٥٥٩٥ ؛ البحار ، ج ٥٩ ، ص ١٧٧ ، ذيل ح ١٢.

(١٠) في البحار : «عيينة» ، وهو سهو. والحكم هذا ، هو الحكم بن عتيبة الكندي. راجع : رجال الطوسي ، ص ١١٢ ، الرقم ١٠٩٩ ؛ وص ١٣١ ، الرقم ١٣٣٢.

٦١٨

عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال : «إن في الجنة نهرا يغتمس(١) فيه جبرئيلعليه‌السلام كل غداة ، ثم يخرج منه فينتفض(٢) ، فيخلق الله ـعزوجل ـ من كل(٣) قطرة تقطر(٤) منه ملكا».(٥)

١٥٢٢٠ / ٤٠٥. عنه(٦) ، عن بعض أصحابه ، عن زياد القندي ، عن درست بن أبي منصور ، عن رجل :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «إن لله ـعزوجل ـ ملكا ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه(٧) مسيرة خمسمائة عام(٨) : خفقان الطير(٩) ».(١٠)

١٥٢٢١ / ٤٠٦. الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن محمد بن الفضيل :

عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال : «إن لله ـعزوجل ـ ديكا رجلاه في الأرض السابعة ، وعنقه مثبتة(١١) تحت العرش ، وجناحاه في الهوى ، إذا كان في نصف الليل أو الثلث(١٢)

__________________

(١) في حاشية «م» : «يغتمر».

(٢) في «بح» : «فينتقض». وفي البحار : «فينفض». والانتفاض : التحرك. راجع : المصباح المنير ، ص ٦١٨ (نفض).

(٣) في حاشية «جت» : «بكل».

(٤) في «ن ، جت» وشرح المازندراني : «يقطر».

(٥) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٠٥ ، ح ٢٥٥٩٦ ؛ البحار ، ج ٥٩ ، ص ٢٥٥ ، ح ١٨.

(٦) الظاهر رجوع الضمير إلى أحمد بن محمد المذكور في السند السابق ؛ فإن عمدة رواة زياد بن مروان وهم يعقوب بن يزيد وعبد الرحمن بن حماد ومحمد بن عيسى ويونس بن عبد الرحمن وعبد الرحمن بن محمد النهيكي ، يكونون في طبقة مشايخ أحمد بن محمد المشترك بين ابن خالد البرقي وبين ابن عيسى الأشعري.

ويؤكد ذلك كثرة رجوع الضمير إلى أحمد بن محمد الذي يروي عنه الكليني بواسطة واحدة في أسناد الكافي.

(٧) في التوحيد : «عنقه». وفي تفسير القمي : «عينيه».

(٨) في «بن» : «سنة».

(٩) «خفقان الطير» : اضطراب جناحيه ، ويقال : خفق الطير ، أي طار. لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٨٣ (خفق).

(١٠) التوحيد ، ص ٢٨١ ، ح ٨ ، بسنده عن زياد القندي. تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٢٠٦ ، ضمن الحديث ، مرسلا الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٠٥ ، ح ٢٥٥٩٧ ؛ البحار ، ج ٥٩ ، ص ١٨٠ ، ذيل ح ١٨.

(١١) في حاشية «ن ، جت» والبحار : «مثنية».

(١٢) في «م» وحاشية «جت» : «أو في الثلث».

٦١٩

الثاني من آخر الليل ، ضرب بجناحيه(١) وصاح(٢) : سبوح قدوس ، ربنا الله الملك الحق المبين ، فلا إله غيره رب الملائكة والروح ، فتضرب الديكة(٣) بأجنحتها ، وتصيح».(٤)

١٥٢٢٢ / ٤٠٧. محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحجال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن عمار الساباطي ، قال :

قال(٥) أبو عبد اللهعليه‌السلام : «ما يقول من قبلكم في الحجامة؟».

قلت : يزعمون(٦) أنها على الريق(٧) أفضل منها على الطعام.

قال(٨) : «لا ، هي على الطعام أدر للعروق(٩) ، وأقوى للبدن».(١٠)

١٥٢٢٣ / ٤٠٨. عنه(١١) ، عن ابن محبوب ، عن عبد الرحمن بن الحجاج :

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «اقرأ آية الكرسي ، واحتجم أي يوم شئت ، وتصدق ، واخرج أي يوم شئت».(١٢)

١٥٢٢٤ / ٤٠٩. محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسن ، عن معاوية بن حكيم ، قال :

__________________

(١) في «جت» : «بجناحه».

(٢) في «ن ، بف» : + «وقال».

(٣) في «بح» : «فيضرب الديوك» بدل «فتضرب الديكة».

(٤) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٠٥ ، ح ٢٥٥٩٨ ؛ البحار ، ج ٥٩ ، ص ١٩٥ ، ح ٥٩.

(٥) في حاشية «جت» : + «لي».

(٦) في الوافي : «ما يزعمون».

(٧) «الريق» : ماء الفم غدوة قبل الأكل. لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ١٣٥ (ريق).

(٨) في «بح» : «فقال».

(٩) في المرآة : «أدر للعروق ، أي يمتلي العروق ويخرج منها الدم أكثر مما إذا كان على الريق». وراجع : لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٢٨٠ (درر).

(١٠) الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٢٨ ، ح ٢٥٦٢٧ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١١٢ ، ح ٢٢١١٦ ؛ البحار ، ج ٦٢ ، ص ١٣٠ ، ح ٩٨.

(١١) الضمير راجع إلى أحمد بن محمد بن عيسى المذكور في السند السابق.

(١٢) الكافي ، كتاب الحج ، باب القول عند الخروج من بيته ، ح ٦٩٨٩ ؛ والتهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٩ ، ح ١٤ ، بسندهما عن ابن محبوب ؛ الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٤٠٤ ، معلقا عن ابن محبوب ؛ المحاسن ، ص ٣٤٨ ، كتاب السفر ، ح ٢٣ ، عن ابن محبوب ، وتمام الرواية في كلها : «تصدق واخرج أي يوم شئت». الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٤٠٥ ، بسند آخر. فقه الرضاعليه‌السلام ، ص ٣٩٤ ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٥٣٠ ، ح ٢٥٦٣١ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١١٢ ، ح ٢٢١١٥ ؛ البحار ، ج ٦٢ ، ص ١٣١ ، ح ٩٩.

٦٢٠