شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

سفینة البحار الجزء 4

إعطاء الذليل و لا أفرّ فرار العبید،ثمّ نادی:یا عباد اللّه انّي عذت بِربّي وَ رَبِّکُمْ مِنْ کُلِّ مُتَکَبِّرٍ لاٰ یُؤْمِنُ بِیَوْمِ الْحِسٰابِ،و قالعليه‌السلام : موت في عزّ خیر من حیاة في ذلّ،و أنشأ یوم قتل:

قبضعليه‌السلام حلق مروان،و کان شدید القبضة،فعصره و لوی عمامته علي عنقه حتی غشي عليه ثمّ ترکه(2) .

و لقد ظهر من شجاعته یوم الطفّ ما یقضي منه العجب،قال بعض الرواة: فو اللّه ما رايت مکثورا قطّ قد قتل ولده و أهل بیته و أصحابة أربط جأشا منهعليه‌السلام ،و إن کانت الرجال لتشدّ عليه فيشدّ عليها بسیفه فتنکشف عنه إنکشاف المعزی إذا شدّ فيها الذئب،و لقد کان یحمل فيهم و قد تکمّلوا ثلاثین ألفا فينهزمون بین یديه کأنّهم الجراد المنتشر ثمّ یرجع الى مرکزه و هو یقول:لا حول و لا قوّة الاّ باللّه العليّ العظیم(3) .

معنی الشجاع

أقول : الشجاع الشدید القلب عند البأس،و أمّا ما تقدّم في(حوج)انّ من لم یقض حاجة المؤمن و هو یقدر على قضائها سلّط اللّه(عزّ و جلّ)عليه شجاعا في قبره ینهش أصابعه،و في(زکا)انّ مانع الزکاة یسلّط عليه شجاع أقرع،فمعنی الشجاع فيهما الحیة العظیمة التي تواثب الفارس و الراجل و تقوم على ذنبها،و ربّما لقمت رأس الفارس،و قد تقدّم ذلک في(حیا).

____________________

(1) ق:10/26/144،ج:44/191.

(2) ق:10/27/147،ج:44/206.

(3) ق:10/37/203،ج:45/50.

الأشجع الثقفي

الأشجع الثقفي ابن مزاحم،في(إرشاد القلوب)انّه کان زندیقاً منافقاً و کان شجاعاً و کان له أخ قتلة عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام في وقعة هوازن و ثقیف،قلّده الخليفة الأوّل صدقات قری المدینة و ضیاع فدک فاحتوی عليها،و على صدقات کانت لعليّعليه‌السلام فتوکّل بها و تغطرس على أهلها،فأراد أمیر المؤمنینعليه‌السلام ردّه عن الضلالة فلم یردّ و أفحش في کلامه فقتلة الفضل بن عبّاس(1) .

الأشجع السلمي و مدحه الصادقعليه‌السلام و صلة الصادقعليه‌السلام له،و قد تقدم في (سخا).

____________________

(1) ق:8/5/84،ج:-.

باب الشین بعده الحاء

شحح:

ذمّ الشحّ

قال اللّه تعالى:( وَ أُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ ) (1) ،في (مجمع البحرین) اي جعل الشحّ حاضرا لها لا یغیب عنها إذ هي مطبوعة عليه،الشحّ:البخل مع الحرص،فهو أشدّ من البخل في المال و هو في مال و معروف،انتهى؛و قد تقدّم ما یتعلق بذلک في(بخل).

شحم:

فضل الشحم

باب فضل اللحم و الشحم(2) .

الروايات الکثیرة في انّ: من أکل لقمة شحم أخرجت مثلها من الداء؛ و في بعض الروايات: أنزلت مکان أخرجت.

مکارم الأخلاق :عن زرارة قال: قلت لأبي عبد اللّهعليه‌السلام :جعلت فداک الشحمة التي تخرج مثلها من الداء أيّ شحمة؟قال:هي شحمة البقر و ما سألني یا زرارة عنها أحد قبلک(3) .

أقول :طب الأئمة،عن یونس بن یعقوب قال: قال لي أبو عبد اللّهعليه‌السلام و کنت

____________________

(1) سورة النساء/الآية128.

(2) ق:14/129/824،ج:66/56.

(3) ق:14/129/826،ج:66/66.

أخدمة في وجعه الذي کان فيه و هو الزحیر:ویحک یا یونس أعلمت انّي ألهمت في مرضي أکل الأرز فأمرت به فغسّل ثمّ جفّف ثمّ قلي ثمّ رضّ فطبخ فأکلته بالشحم فأذهب اللّه بذلک الوجع عنّي.

الشحّام

الشحّام:هو زید بن محمّد بن یونس أبو أسامة الکوفي،و قد تقدّم في(زید)،و ابنة محمّد بن زید الشحام الکوفي هو الذي رآه الصادقعليه‌السلام بالمدینة فدعاه و سأله: من اين أنت؟قال:من مواليک من الكوفة،و سأله عن نفقته فقال:عندي مائتي درهم،فزادعليه‌السلام فيها ثلاثین درهما و دینارین و قال له:تعشّ عندي،فتعشّی عنده فلمّا کان من القابله لم یذهب اليه فأرسلعليه‌السلام فدعاه من غده فقال:ما لک لم تأتنی البارحة قد شفقت عليّ؟قال:لم یجئني رسولک،فقال:أنا رسول نفسي اليک ما دمت مقیما في هذه البلدة أيّ شيء تشتهي من الطعام؟قال:اللبن،فاشترى من أجله شاة لبونا فقال لهعليه‌السلام :علّمني دعاء،قال:اکتب بسم اللّه الرّحمن الرّحیم یا من أرجوه لکلّ خیر و آمن سخطه عند کلّ عثرة...الدعاء،و کان شبیها بدعاء رجب(1) .

شحن:

الشحناء

باب الحقد و البغضاء و الشحناء(2) .

نوادر الروانديُ :عن موسی بن جعفر عن آبائهعليهم‌السلام قال:قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :المشاحن لا یقبل منه صرف و لا عدل،قیل:یا رسول اللّه و ما المشاحن؟قال:المصارم لأمّتي الطاعن عليها.

____________________

(1) ق:11/26/114،ج:47/36.

(2) ق:كتاب العشرة/64/174،ج:75/209.

باب الشین بعده الدال

شدد:

التشدید علي العالم

باب فيه تشدید الأمر علي العالم(1) .

تفسیر القمّيّ :الصادقيعليه‌السلام : انّه یغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن یغفر للعالم ذنب واحد(2) .

تفسیر العیّاشيّ :عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إذا بلغت النفس هذه،و أهوی بیده الى حنجرته،لم یکن للعالم توبة و کانت للجاهل توبة.

بیان : ظاهره الفرق بین العالم و الجاهل في قبول التوبة عند مشاهده أحوال الآخرة و هو مخالف لما ذهب اليه المتکلمون من عدم قبول التوبة في ذلک الوقت مطلقا، و یمکن توجیهه بأن یکون المراد بالعالم من شاهد أحوال الآخرة و بالجاهل من لم یشاهدها،لأنّ بلوغ النفس الى الحنجره قد ینفکّ عن المشاهدة،أو یکون المراد نفي التوبة الکاملة عن العالم في هذا الوقت دون الجاهل مع حمل تلک الحالة علي عدم المشاهدة إذ العالم غیر معذور في تأخیرها الى هذا الوقت(3) .

الرضویّعليه‌السلام : قال في قصة بني إسرائیل في ذبح البقرة:شدّدوا فشدّد اللّه

____________________

(1) ق:1/14/77،ج:2/26.

(2) ق:1/14/77،ج:2/27.

(3) ق:3/20/101،ج:6/32.

عليهم(1) .

بشارة المصطفى :في وصيّة أمیر المؤمنینعليه‌السلام لکمیل: یا کمیل قل عند کلّ شدّة(لا حول و لا قوّة الاّ باللّه العلي العظیم)تکفها،و قل عند کلّ نعمة(الحمد للّه)تزاد منها،و إذا أبطأت الأرزاق عليک فاستغفر اللّه یوسّع عليک فيها(2) .

شدّاد

باب قصة شدّاد و إرم ذات العماد(3) .أقول : تقدّم في(ارم)ما یناسب ذلک.

وفود شدّاد بن الأوس علي معاویة و أمر معاویة أيّاه بأن یعیب عليّاعليه‌السلام في الناس و عدم إقدامه علي ذلک(4) .

____________________

(1) ق:5/39/286و290،ج:13/262و277.

(2) ق:17/11/75،ج:77/270.

(3) ق:5/18/101،ج:11/366.

(4) ق:8/53/575،ج:33/241.

باب الشین بعده الذال

شذب :شوذب بالفتح مولى شاکر من شهداء الطفّ،قال شیخنا في(المستدرک):و لعلّ کان مقامة أعلى من مقام عابس لما قالوا في حقّه و کان متقدّما في الشیعة.

شذن:

شاذان بن جبرئیل القمّيّ

الشیخ أبو الفضل شاذان بن جبرئیل القمّيّ نزیل مهبط وحي اللّه و دار هجرة رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ،ثقة فقیه عالم عظیم الشأن،له رسالة(إزاحه العلّة في معرفة القبلة)و قد أوردها المجلسيرحمه‌الله بتمامها في کتاب الصلاة،و قال الشهيد في (الذکری):هو من أجلاّء فقهائنا،و ذکر فصلا من کتابة،و هذا الشیخ داخل في سند إجازات أکثر الأصحاب،یروي عنه السیّد فخار أستاد المحقق و هو یروي عن جماعة منهم أبو القاسم عماد الدین الطبريّ صاحب(بشارة المصطفي)،و منهم أبوه الفاضل جبرئیل بن إسماعیل القمّيّرحمه‌الله عن الشیخ أبي الحسن محمّد بن محمّد البصري عن السیّد المرتضیرحمه‌الله ،و منهم ریحان بن عبد اللّه الحبشي الفقیه المحدّث.

ریحان الحبشي

قال السیوطي في کتاب(أزهار العروش في أخبار الحبوش):و منهم ریحان الحبشي أبو محمّد الزاهد الشیعي،کان بالدیار المصرية،من فقهاء الإمامية الکبار یکرّر علي النهاية و الذخیرة و قال:ما حفظت شیئا فنسیته،یصوم جمیع أيّام السنة

و کان ابن رزیّک یعظّمه،و یقولون:ما ساد من بني حام الاّ لقمان و بلال و أنا أقول ریحان ثالثهم،مات في حدود السنتین و خمسمائة عن الشیخ الکراجکيّ،انتهى.

ابن شاذان

و لشاذان بن جبرئیل ايضا کتاب(الفضايل)الذي ینقل عنه المجلسي و جعل رمزه(یل)،و هو غیر فضايل ابن شاذان القمّيّ فانّه رسالة صغیرة مشتملة علي مائة منقبة من مناقب أمیر المؤمنینعليه‌السلام بطرق العأمّة،و ابن شاذان القمّيّ هو محمّد بن أحمد بن علي الکوفي القمّيّ الفقیه النبیه ابن أخت الشیخ أبي القاسم جعفر بن قولویه القمّيّ صاحب کتاب(ايضاح دقائق النواصب)،قرأ عليه الشیخ الکراجکيّقدس‌سره بمکّة في المسجد الحرام سنة(412)اثنی عشر و أربعمائة.

باب الشین بعده الراء

شرب:

آداب الشرب

أبواب الأشربه و الأوانی المحرّمة(1) .

باب جوامع ما یحلّ و ما یحرم من المأکولات و المشروبات(2) .

أبواب الأشربه المحلّله و المحرّمة و آداب الشرب(3) .

باب آداب الشرب و أوآنیه(4) .

روي: النهي عن شرب الماء قائما، قال الصدوقرحمه‌الله :یعني بالليل فأمّا النهار فانّ شرب الماء من قیام أدرّ للعرق و أقوی للبدن کما قال الصادقعليه‌السلام ،:و روي في حدّ الکوز: أن لا یشرب من عند عروته و لا من کسر إن کان فيه(5) .

أمالي الصدوق :عن أبي عبد اللّه عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حدیث طویل في المناهي: لا یشربنّ أحدکم الماء من عند عروة الإناء فانّه مجتمع الوسخ،و نهى أن یشرب الماء کرعا کما یشرب البهائم.و قال:إشربوا بايديکم فانّها أفضل أوانیکم، و نهى عن البزاق في البئر التي یشرب منها،و نهى أن ینفخ في طعام أو شراب.

بیان : کرع في الماء أو في الإناء کرعا:تناوله بفيه من غیر أن یشرب بکفيه و لا بإناء.

____________________

(1) ق:14/219/911،ج:66/482.

(2) ق:14/116/753،ج:65/92.

(3) ق:14/215/902،ج:66/445.

(4) ق:14/216/905،ج:66/458.

(5) ق:14/216/905،ج:66/459.

ساقي القوم آخرهم شربا

و روي: انّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم کان في سفر و کان عند أبي قتادة وضوئه قتوضّأ و فضلت في المیضاة(1) فضله فلمّا حمی النهار و اشتدّ العطش بالناس ابتدروا الى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم یقولون:الماء الماء،فسقاهم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جمیعا بفضل وضوئه الذي کان في المیضاة ثمّ قال لأبي قتادة:اشرب،فقال:لا بل إشرب أنت یا رسول اللّه،فقال:اشرب فانّ ساقي القوم آخرهم شربا،فشرب أبو قتادة ثمّ شرب رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

الشّهاب :قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ساقي القوم آخرهم شربا.

ضوء الشّهاب :هذا من مکارم الأخلاق التي لا یزال یأخذ بها أصحابه و یتقدم بها اليهم و یکررها اليهم،و الأدب في ذلک انّ الساقي للقوم و هم عطاش مجهودون إذا ابتدأ بنفسه دلّ على جشعه و قلّة مبالاته بأصحابة الذين ائتمن عليهم و جعل ملاک أرواحهم و قوام أبدانهم بیده و أمر الماء عندهم شدید،الى أن قال:و فائدة الحدیث الحثّ علي الأخذ بالأکرم من الأفعال و التباعد عمّا یجلو الإنسان في معرض الأنذال و الناس الأرذال،و راوي هذا الحدیث المغیرة

الشرب بنفس واحد أو أکثر

قال المجلسي: الأخبار مختلفة في الشرب بنفس واحد أو أکثر،و استحبّ الأصحاب الشرب بثلاثة أنفاس و حملوا الأقلّ على الجواز و ربّما یحمل النّفس الواحد علي ما إذا کان الساقي حرّا،و ربّما یترآئی من بعض الأخبار کون التعدّد محمولا على التقیّة و الظاهر انّ الثلاث أفضل(2) .

روي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّه نهى عن اختناث الأسقیة، قیل:انّما نهى عنه لأنّه

____________________

(1) أي المطهرة.

(2) ق:14/216/906،ج:66/462.

ینتنها فإنّ إدامه الشرب هکذا انّما یغیّر ریحها ،ففي (مکارم الأخلاق): و یشرب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أفواه القرب و الأداوي و لا یختنثها اختناثا و یقول انّ اختناثها ینتنها ، و قیل غیر ذلک و جاء في حدیث آخر إباحته،و یحتمل أن یکون ورود الإباحه للضرورة و الحاجة و النهي عن الاعتیاد.

أقول : و على الضرورة و الحاجة فليحمل قول الحسینعليه‌السلام لعليّ بن طعان المحاربي یوم سقايته أصحاب الحرّ الریاحي: (إخنث السقاء) اي اعطفه،فقد ورد انّه کان کلّما شرب سال الماء من السقاء

قال المجلسي في شرح قول أمیر المؤمنینعليه‌السلام : (و لشربت الماء الزلازل برقيق زجاجکم) :یدلّ علي انّ الشرب في الزجاج غاية التنعّم و الترفّه فيه و انّه ینافي التواضع المطلوب في المأکل و المشرب.أقول : و لکن في(مکارم الأخلاق): و کان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم یشرب في أقداح القواریر التي یؤتی بها من الشام

علل الشرايع :عن بکار بن أبي بکر الحضرمي عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام : في الرجل ینفخ في القدح،قال:لا بأس و انّما یکره ذلک إذا کان معه غیره کراهة أن یعافه؛و عن الرجل ینفخ في الطعام قال: أ ليس انّما یرید یبرّده؟قال:نعم،قال:لا بأس؛ قال الصدوقرحمه‌الله :الذي أفتی به و أعتمده لا یجوز النفخ في الطعام و الشراب سواء کان الرجل وحده أو مع غیره و لا أعرف هذه العلّة الاّ في الخبر(1) .

شرب الهيم

و في جملة من الروايات: الشرب بنفس واحد یکره و هو شرب الهيم وتفسیرة بالإبل و بالرمل، ورد عن الصادقعليه‌السلام ،:و في روايات أخر: انّما شرب الهيم ما لم یذکر اسم اللّه عليه.

____________________

(1) ق:14/216/907،ج:66/464.

المحاسن :عن الصادقعليه‌السلام : کان رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم یعجبه أن یشرب في القدح الشامي یقول:هو من أنظف آنیتکم، و في رواية أخری: یجاء بها و تهدی له؛ و روي في أخبار کثیرة: انّ أمیر المؤمنینعليه‌السلام شرب و هو قائم و الحسینعليه‌السلام أتي ناقة فحلبها فشرب و هو قائم، و: انّ الصادقين شربا ماء في قدح من خزف و هما قائمان، و سئل الصادقعليه‌السلام عنه و عن الشرب بنفس واحد و غیر ذلک فقال:إن شئت،ثمّ قال:انّي و اللّه ما من هذا و شبهه أخاف عليکم؛

قال المجلسي: اي من هذه الأمور من السنن و الآداب،و لا أخاف عليکم العذاب من ترکها،بل انّما أخاف عليکم من ترک الواجبات و الفرائض.

شرب الماء و آدابه و ما یتعلق به

قال أبو الصلاح في الکافي: یکره شرب الماء بالليل قائما و العبّ و النهل في نفس واحد و من ثلمة الکوز و ممّا یلي الأذن.

المحاسن :الصادقيعليه‌السلام : من شرب الماء بالليل و قال:یا ماء عليک السلام من ماء زمزم و ماء الفرات،لم یضرّه شرب الماء بالليل(1) .

الدعوات :عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: شرب الماء من الکوز العام أمان من البرص و الجذام.

مکارم الأخلاق : کان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا یتنفّس في الإناء إذا شرب،فإذا أراد أن یتنفّس أبعد الإناء عن فيه حتّی یتنفّس.

دعائم الإسلام :عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: مصّوا الماء مصّا و لا تعبّوه عبّا فانّه منه یکون الکباد؛ و عن عليّعليه‌السلام انّه قال: تفقّدت رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غیر مرّة و هو إذا شرب الماء تنفّس ثلاثا مع کلّ واحدة منهنّ تسمیة إذا شرب و حمد إذا قطع(2) .

و في(الرسالة الذهبیة)لمولانا الرضاعليه‌السلام : و شرب الماء البارد عقیب الشيء

____________________

(1) ق:14/216/908،ج:66/471.

(2) ق:14/216/909،ج:66/474.

الحارّ أو الحلاوة یذهب بالأسنان؛ و فيها: و من أراد أن لا یؤذيه معدته فلا یشرب بین طعامه ماء حتّی یفرغ،و من فعل ذلک رطب بدنه و ضعفت معدته و لم یأخذ العروق قوّة الطعام فانّه یصیر في المعدة فجّا(1) اذا صبّ الماء على الطعام أوّلا فأوّلا(2) .

في أخلاق رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مشربه(3) .

حدیث المشربة في فضل عليّعليه‌السلام (4) .

في الشارب

باب اللحیة و الشارب(5) ؛ فيه: انّ تقليم الأظفار و أخذ الشارب في یوم الجمعة یستنزل الرزق،و من جمعة الى جمعة أمان من الجذام،و لو قال(بسم اللّه و على سنّة محمّد و آل محمّدعليهم‌السلام )أعطي بکلّ قلامة و حزازة عتق رقبة من ولد إسماعیل.

و قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا یطوّلنّ أحدکم شاربه فانّ الشیطان یتّخذه مخأبيا،و قال: من لم یأخذ شاربه فليس منّا، و قال: السنّة أن تأخذ الشارب حتّی تبلغ الاطارة. و روي: انّ أبا عبد اللّهعليه‌السلام أحفى شاربه حتّی ألزقه بالعسیب(6) .

أقول : الاطار حرف الشفة الأعلى الذي یحول بین منابت الشعر و الشفة، و العسیب کأمیر منبت الشعر.

و عن کتاب(الدعائم):عن أبي جعفر محمّد بن عليعليهما‌السلام قال: احفوا

____________________

(1) الفِجّ بالكسر:الذي لم ينضج.

(2) ق:14/90/558،ج:62/323.

(3) ق:6/9/154و159،ج:16/246و268.

(4) ق:7/7/32،ج:23/154. ق:9/41/ 132،ج:36/248. ق:9/58/282،ج:38/95.

(5) ق:16/13/16،ج:76/109.

(6) ق:16/13/18،ج:76/112.

الشوارب فانّ أمیّة لا تحفوا شواربها، و سیأتيفي (لحی)ما یناسب ذلک.

ابن أبي الشوارب

في انّه لمّا مات الحسن بن عليّ العسکريّعليهما‌السلام وجّه المعتمد خدمة فقبضوا على صقیل الجاریة و طالبوها بالصبيّ فأنکرته و ادّعت حملا لتغطّي على حال الصبيّ،فسلّمت الى ابن أبي الشوارب القاضي،و بغتهم موت عبید اللّه بن خاقان فجاءه و خروج صاحب الزنج بالبصرة فشغلوا عن الجاریة فخرجت عن ايديهم(1) .

أقول :ابن أبي الشوارب هو أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الأموي،کان قاضي بغداد من عهد المتوکّل الى زمن المقتدر،توفي سنة(317)،و بنو أبي الشوارب بیت مشهور ببغداد.

صفة الشراب الذي یحلّ شربه في(الرسالة المذهبة)(2) .

شرح: باب فيه معنی انشراح صدر رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

( أَ لَمْ نَشْرَحْ لَکَ صَدْرَکَ ) (3) .(4)

شریح القاضي

هو الذي استعمله عمر بن الخطّاب على القضاء بالكوفة فلم یزل قاضيا ستّین سنة الاّ ثلاث سنین؛في فتنة ابن الزبیر امتنع القضاء ثمّ استعفى الحجّاج فأعفاه فلزم منزلة الى أن مات سنة(87)سبع و ثمانين و عمره مائة و ثمان سنین أو مائة، و أدرک الجاهلية و لا یعدّ من الصحابة بل من التابعین،و کان شاعرا و سناطا لا شعر

____________________

(1) ق:12/39/177،ج:50/333.

(2) ق:14/90/556،ج:62/311.

(3) سورة لإنشراح/الآية1.

(4) ق:6/7/130،ج:16/136.

في وجهة،و کان خفيف الروح مزّاحا قدم اليه رجلان فأقرّ أحدهما بما ادّعی به خصمه و هو لا یعلم فقضى عليه فقال لشریح:من شهد عندک بهذا؟قال:ابن اخت خالتک،و جاءته امرأة تبکی و تتظلّم على خصمها فما رقّ لها حتّی قیل له:ألا تنظر أيّها القاضي الى بکائها!فقال:انّ إخوهیوسف جٰاؤُ أَبٰاهُمْ عِشٰاءً یَبْکُونَ ،قاله ابن أبي الحدید(1) .

قضاء شریح بین أمیر المؤمنینعليه‌السلام و خصمه النصراني في درع کان لهعليه‌السلام (2) .

الکافي : خطأ شریح في قضائه بین أمیر المؤمنینعليه‌السلام و من أخذ درع طلحة غلولا(3) .

المناقب : فيه ما یقرب منه(4) .

حکمة بین الحسن بن عليّعليهما‌السلام و خصمه(5) .

حمايته لابن زیاد حین جاءت مذحج في طلب هاني و صرفه أيّاهم عن طلب هاني(6) .

تقدّم في(دور)خبر الدار التي اشتراها شریح و کلام أمیر المؤمنینعليه‌السلام لمّا بلغة ذلک.

أقول : قال الدمیري في(حیاة الحیوان):قیل للشعبي:یقال في المثل انّ شریحا أدهي من الثعلب و أحیل فما هذا؟فقال:خرج شریح أيّام الطاعون الى النجف، فکان إذا قام یصلي یجیء ثعلب فيقف تجاهه و یحاکیه و یخیّل بین یديه و یشغله

____________________

(1) ق:9/124/642،ج:42/175.

(2) ق:8/67/733،ج:34/316.

(3) ق:9/96/495،ج:40/302.

(4) ق:9/104/521،ج:41/56. ق:24/15/1 5و13،ج:104/299و290.

(5) ق:10/15/90،ج:43/327.

(6) ق:10/37/179،ج:44/348.

عن صلاته،فلمّا طال ذلک عليه نزع قمیصه فجعله على قصبة و أخرج کمّیه و جعل قلنسوته عليها فأقبل الثعلب فوقف بین یديه على عادته فأتاه شریح من خلفه و أخذه بغته فلذلک یقال:شریح أدهى من الثعلب و أحیل.

باب ما به قوام بدن الإنسان و أجزائه و تشریح أعضائه(1) .

باب آخر في تشریح البدن و أعضائه(2) .

شرحبل:

شرحبیل

خدعة معاویة في شرحبیل بن السمط الکندي رأس أهل الشام و بعثه الى مدائن الشام یدعوهم الى الطلب بدم عثمان(3) .

شرر : باب الخیر و الشرّ و خالقهما(4) .

في انّ الشرّ قد یکون بمعنی المرض و الفقر،و بمعناه الأوّل قول أمیر المؤمنینعليه‌السلام : حین مرض فعادة إخوانه فقالوا:کیف تجدک یا أمیر المؤمنین؟قال: بالشرّ(5) .

باب العزلة عن شرار الخلق و الأنس باللّه(6) .أقول : یأتي ما یتعلق بذلک في (عزل).

باب شرار الناس(7) .

____________________

(1) ق:14/48/471،ج:61/286.

(2) ق:14/49/484،ج:62/1.

(3) ق:8/44/470،ج:32/377.

(4) ق:3/6/43،ج:5/152.

(5) ق:3/8/59،ج:5/213.

(6) ق:كتاب الأخلاق/12/51،ج:70/107.

(7) ق:كتاب الكفر/9/29،ج:72/202.

من یتّقى شرّه

باب سوء المحضر و من یکرمه الناس اتّقاء شرّه و من لا یؤمن شرّه و لا یرجی خیره(1) .

الخصال :قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألا انّ شرار أمّتي الذين یکرمون مخافه شرّهم،ألا و من أکرمه الناس اتّقاء شرّه فليس منّي.

الکافي :عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام قال: انّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بینما هو ذات یوم عند عائشة إذ استأذن عليه رجل فقال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :بئس أخو العشیره،فقامت عائشة فدخلت البیت فأذن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للرجل فلمّا دخل أقبل عليه رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بوجهة و بشره اليه یحدّثه حتّی إذا فرغ و خرج من عنده قالت عائشة:یا رسول اللّه، بینما أنت تذکر هذا الرجل بما ذکرته إذ أقبلت عليه بوجهک و بشرک!فقال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند ذلک:انّ من شرار عباد اللّه من تکره مجالسته لفحشه.

الکافي :قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : شرّ الناس عند اللّه یوم القيامة الذين یکرمون اتّقاء شرّهم.

الکافي :قال أبو عبد اللّهعليه‌السلام : من خاف الناس لسانه فهو في النار(2) .

البلد الأمین : من أراد أن یأمن من کلّ شرّ فليکتب هذا الدعاء و ليحمله:اللّهم انّي أسألک یا مدرک الهاربین...الدعاء(3) .أقول : تقدّم في(زنی) النبويّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ولد الزنا شرّ الثلاثة.

مجمع البحرین : المشارّة بتشدید الراء:المخاصمة،و منه:أيّاک و المشارّة فانّها تورث المعرّة،و المعرّة:الأمر القبیح المکروه؛و الشرشور کعصفور طائر مثل

____________________

(1) ق:كتاب العشرة/71/194،ج:75/279.

(2) ق:كتاب العشرة/71/195،ج:75/283.

(3) ق:كتاب العشرة/66/512،ج:86/334.

العصفور أغبر اللون.

شرط:

المسلمون عند شروطهم

العلویعليه‌السلام : المسلمون عند شروطهم الاّ شرطا حرّم حلالا أو أحلّ حراما(1) .

شرطة الخمیس

في انّ أصبغ بن نباتة و عبد اللّه بن یحیى الحضرمي و أباه کانوا من شرطة الخمیس،و معنی هذه الکلمة(2) .أقول : یأتي ما یتعلق بذلک في(عبد).قیل لأصبغ:کیف سمّيتم شرطة الخمیس؟فقال:إنّا ضمنّا له الذبح و ضمن لنا الفتح(3) .

ذکر شرطة الخمیس(4) .

أقول : قال في (مجمع البحرین) :قوله تعالى:( فَقَدْ جٰاءَ أَشْرٰاطُهٰا ) (5) اي جاء علاماتها التي تدلّ على قربها،و الشرط بفتحتین:العلامة،الى أن قال:و الشرط على لفظ الجمع أعوان السلطان و الولاة و أوّل کتیبة تشهد الحرب و تتهيأ للموت، سمّوا بذلک لأنّهم جعلوا لأنفسهم علامات یعرفون بها للاعداء،الواحدة شرطة کغرفة و غرف،و صاحب الشرطة یعني الحاکم،انتهى.

شرع:

الشرايع

باب الشرايع(6) .

____________________

(1) ق:23/29/33،ج:103/137.

(2) ق:9/124/636،ج:42/151.

(3) ق:9/124/643،ج:42/181.

(4) ق:8/67/725،ج:34/271.

(5) سورة محمد/الآية18.

(6) ق:كتاب الايمان/26/189،ج:68/317.

المحاسن :عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام قال: انّ اللّه تعالى أعطى محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شرايع نوح و إبراهيم و موسی و عیسیعليهم‌السلام :التوحيد و الإخلاص و خلع الأنداد و الفطرة و الحنیفية السّمحة لا رهبانیّة و لا سیاحة...الخ(1) .

باب علل الشرايع و الاحکام(2) .

باب ما بیّن الصادقعليه‌السلام من شرايع الدین برواية الأعمش(3) .

باب ما کتبه الرضاعليه‌السلام للمأمون من محض الإسلام و شرايع الدین(4) .

في انّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هل کان متعبّدا بشریعة أم لا و تحقیق ذلک(5) .

الشریعي(لعنة اللّه)

الشریعي الملعون:اسمه الحسن کان من أصحاب العسکريّینعليهما‌السلام ثمّ ادّعی البأبية و السفأرة کذبا و افتراء فلعنة الشیعة و تبرّأت منه و خرج التوقيع الشریف بلعنة و البراءة منه،ثمّ ظهر منه القول بالکفر و الإلحاد(6) .

أقول : شیخ الشریعة الأصبهاني:العالم الکامل المحقق المتبحر جامع المعقول و المنقول حاوي الفروع و الأصول،کان مرجع الأفاضل و مربّيهم في النجف الأشرف،و کانرحمه‌الله حسن المحاضرة حلو المعاشرة و یستفيد أهل العلم من محضره کثیرا،و انّي کنت أغتنم مجلسة الشریف في أيّام إقامتی في الغریّ السري،و کان اسمه فتح اللّه و نقش خاتمة(شریعه الحق فتح اللّه تابعها)،توفي سنة(1339) و دفن في جوار مولانا أمیر المؤمنینعليه‌السلام في الصحن المقدّس في إحدی الحجرات

____________________

(1) ق:كتاب الايمان/26/189،ج:68/317.

(2) ق:3/23/108،ج:6/58.

(3) ق:4/18/142،ج:10/222.

(4) ق:4/24/172،ج:10/352.

(5) ق:6/32/363،ج:18/271.

(6) ق:13/23/100و103،ج:51/367و377.

الشرقية منه.

شرف :ذمّ حبّ الشّرف یجیء في(مول).

الأمیر شرف الدین الشولستاني

الأمیر شرف الدین الحسنی الحسیني الشولستاني عليّ بن حجّة اللّه الطباطبائي، العالم الفاضل المحقق الأدیب الساکن في الغريّ السري حیّا و میّتا،صاحب المؤلّفات النفيسة منها توضیح المقال في شرح الإثنی عشریة في الصلاة لصاحب المعالم في مجلّدین،قال شیخنارحمه‌الله :و یظهر منه غاية فضله و تبحّرهرحمه‌الله ،و نقل عنه في مزار البحار فائدة حسنة فيما یتعلق بالقبلة في الحرم المطهّر الغروي و في مسجد الكوفة ینبغي النظر فيها،و حاصلها انّ مسجد الكوفة کان بناؤه قبل زمان أمیر المؤمنینعليه‌السلام و الحايط القبلي و المحراب المشهور بمحراب أمیر المؤمنینعليه‌السلام ليسا موافقین لجعل الجدی خلف المنکب الايمن بل فيهما تیامن عکس ضریحه المقدس فانّه کان فيه تیاسر کثیر،و قال وقت عمارته بأمر السلطان الأعظم شاه صفيقدس‌سره ،قلت للمعمار:غیّره الى التيامن،فغیّره و مع هذا فيه تیاسر في الجملة و مخالف لمحراب مسجد الكوفة،و کنت في الروضة المقدّسة متیامنا و في الكوفة متیاسرا،انتهى.

یروي عن الشیخ محمّد بن صاحب المعالم،و یروي عنه المجلسيان و توفي سنة(1060).

تنقیح المقال : شولستان بلدة بفارس في جهة شیراز.

شیخ شرف الدین

الشیخ شرف الدین بن علي النجفي،في( کامل الزیارة): انّه کان فاضلا محدّثا