الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ٦

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل3%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 608

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 608 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 252539 / تحميل: 6016
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ٦

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

الآيات

( قالُوا يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (٦٢) قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (٦٣) وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ (٦٤) فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (٦٥) )

التّفسير

والآن لنلاحظ ما الذي كان جواب المخالفين لنبيّ الله «صالحعليه‌السلام » إزاء منطقه الحي الداعي إلى الحق.

لقد استفادوا من عامل نفسي للتأثير على النّبي «صالح» أو على الأقل للمحاولة في عدم تأثير كلامه على المستمعين له من جمهور الناس ، وبالتعبير العاميّ الدراج : أرادوا أن يضعوا البطيخ تحت إبطه ، فقالوا :( يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا

٥٨١

مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا ) وكنّا نتوجه إليك لحل مشاكلنا ونستشيرك في أمورنا ونعتقد بعقلك وذكائك ودرايتك ، ولم نشك في إشفاقك واهتمامك بنا ، لكن رجاءنا فيك ذهب ادراج الرياح ، حيث خالفت ما كان يعبد آباؤنا من الأوثان وهو منهج أسلافنا ومفخرة قومنا ، فأبديت عدم احترامك للأوثان وللكبار وسخرت من عقولنا( أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا ) والحقيقة أننا نشكّ في دعوتك للواحد الأحد( وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ) .

نجد هنا أن القوم الضّالين يلتجؤون تحت غطاء الاسلاف والآباء الذين تحيط بهم هالة من القدسية لتوجيه أخطائهم وأعمالهم وأفكارهم غير الصحيحة ، وهو ذلك المنطق القديم الذي كان يتذرع به المنحرفون وما زالوا يتذرعون به في عصر الذّرة والفضاء أيضا.

لكن هذا النّبي الكبير لم ييأس من هدايتهم ولم تؤثر كلماتهم المخادعة في روحه الكبيرة فأجابهم قائلا :( يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً ) أفأسكت عن دعوتي ولا أبلغ رسالة الله ولا أواجه المنحرفين( فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ عَصَيْتُهُ ) ولكن اعلموا أن كلامكم هذا واحتجاجكم بمنهج السلف والآباء لا يزيدني إلّا إيمانا بضلالتكم وخسرانكم :( فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ ) .

وبعد هذا كلّه ومن أجل البرهان على صدق دعوته ، وبيان المعاجز الإلهية التي دونها قدرة الإنسان جاءهم بالناقة التي هي آية من آيات الله وقال :( وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً ) فاتركوها وذروها تأكل في أرض الله( وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) .

ناقة صالح :

«النّاقة» في اللغة هي أنثى الجمل ، وهي الآية الآنفة في آيات أخرى أضيفت

٥٨٢

إلى لفظ الجلالة «الله»(١) وهذه الإضافة تدل على أنّ هذه الناقة لها خصائص معينة ، ومع الالتفات إلى ما عبّر عنها في الآية المتقدمة بأنّها «آية» وعلامة إلهية ودليل على الحقانيّة ، يتّضح أنّها لم تكن ناقة عادية ، بل كانت خارقة للعادة من جهة أو جهات متعددة!.

ولكن لم ترد في القرآن خصائص هذه الناقة بشكل مفصّل ، غاية ما في الأمر أننا نعرف بأنّها لم تكن ناقة عادية كالنوق الأخريات ، والشيء الوحيد المذكور عنها في القرآن ـ وفي موردين فحسب ـ أن صالحا أخبر قومه أن يتقاسموا ماءهم سهمين : سهم لهم وسهم للناقة ، فلهم شرب يوم منه ولها شرب يوم آخر( قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ) (٢) كما جاء في سورة القمر أيضا( وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ ) (٣) .

وفي سورة الشمس إشارة مختصرة إليها أيضا ، حيث يقول سبحانه :( فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها ) (٤) .

ولكن لم يتّضح كيف كان تقسيم الماء خارقا للعادة؟

هناك احتمالان :

الأوّل : إنّ الناقة كانت تشرب ماء كثيرا بحيث تأتي على ماء «النبع» كله.

والثاني : إنّه حين كانت ترد الماء لا تجرؤ الحيوانات الأخرى على الورود إلى الماء معها.

أمّا كيف كانت هذه الناقة تستفيد من جميع الماء؟ فيوجه هذا الاحتمال بأنّ ماء

__________________

(١) مثل هذه الإضافة يقال لها في المصطلح الأدبي إضافة تشريفية. بمعنى أنّها إضافة تدل على شرف الشيء وأهميته ، وفي الآية المتقدمة يلاحظ نموذجان من هذا النوع ١ ـ ناقة الله. ٢ ـ أرض الله. وقد ورد في موارد أخرى غير هذه الكلمات.

(٢) الشعراء ، ١٥٥.

(٣) القمر ، ٢٨.

(٤) الشمس ، ١٣.

٥٨٣

القرية كان قليلا كماء القرى التي ليس فيها أكثر من عين ماء واحدة ، وأهل القرية مجبورون على أن يدخروا الماء تمام اليوم في حفرة خاصّة ليجتمع الماء في العين مرّة أخرى.

ولكن في جزء آخر من سورة الشعراء يتجلّى لنا أنّ ثمود لم يعيشوا في منطقة قليلة الماء، بل كانت لهم غابات وعيون ونخيل ومزارع حيث تقول الآيات :( أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ ، فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ، وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ ) .(١)

وعلى كل حال فإنّ القرآن ذكر قصّة ناقة صالح بشكل مجمل غير أنّنا نقرأ في روايات كثيرة عن مصادر الشيعة وأهل السنة أيضا ، أنّ هذه الناقة خرجت من قلب الجبل ، ولها خصائص أخرى ليس هنا مجال سردها.

وعلى كل حال. فمع جميع ما أكّده نبيّهم العظيم «صالح» في شأن الناقة ، فقد صمّموا أخيرا على القضاء عليها ، لأنّ وجودها مع ما فيها من خوارق مدعاة لتيقظ الناس والتفافهم حول النّبي صالح ، لذلك فإنّ جماعة من المعاندين لصالح من قومه الذين كانوا يجدون في دعوة صالح خطرا على مصالحهم ، ولا يرغبون أن يستفيق الناس من غفلتهم فتتعرض دعائم استعمارهم للتقويض والانهيار ، فتآمروا للقضاء على الناقة وهيأوا جماعة لهذا الغرض ، وأخيرا أقدم أحدهم على مهاجمتها وضربها بالسكين فهوت إلى الأرض( فَعَقَرُوها ) .

«عقروها» مشتقة من مادة «العقر» على وزن «الظلم» ومعناه : أصل الشيء وأساسه وجذره ، و «عقرت البعير» معناه نحرته واحتززت رأسه ، لأنّ نحر البعير يستلزم زوال وجوده من الأصل ، وأحيانا تستعمل هذه الكلمة لطعن الناقة في بطنها. أو لتقطيع أطراف الناقة بدل النحر وكل ذلك في الواقع يرجع إلى معنى واحد «فتأمل»! ...».

__________________

(١) الشعراء ، الآية ١٤٦ ـ ١٤٨.

٥٨٤

العلاقة الدّينية :

الطريف أنّنا نقرأ في الرّوايات الإسلامية أنّ الذي عقر الناقة لم يكن إلّا واحدا ، لكن القرآن ينسب هذا العمل إلى جميع المخالفين من قوم صالح «ثمود» ويقول بصيغة الجمع :( فَعَقَرُوها ) وذلك لأنّ الإسلام يعدّ الرضا الباطني في أمر ما والارتباط معه ارتباطا عاطفيا بمنزلة الاشتراك فيه ، وفي الواقع فإنّ التآمر على هذا العمل لم يكن له جانب فردي ، وحتى ذلك الذي أقدم على عمله لم يكن معتمدا على قوته الشخصيّة فجميعهم كانوا مرتاحين لعمله وكانوا يسندونه ، ومن المسلّم أنّه لا يمكن أن يعدّ هذا العمل عملا فرديا. بل يعد عملا جماعيا. يقول الإمام عليعليه‌السلام : «وإنّما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمّهم الله بالعذاب لمّا عمّوه بالرضا»(١) .

وهناك روايات متعددة في المضمون ذاته نقلت عن نبي الإسلام وأهل بيته الكرام ، وهي تكشف غاية الاهتمام من قبل هؤلاء السادة العظام بالعلاقة العاطفية والمناهج الفكرية المشتركة بجلاء ، ونورد هنا على سبيل المثال ـ لا الحصر ـ عددا منها.

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «من شهد أمرا فكرهه كمن غاب عنه ومن غاب عن أمر فرضيه كمن شهده»(٢) .

ويقول الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام «لو أنّ رجلا قتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند اللهعزوجل شريك القاتل»(٣) .

ونقل عن الإمام عليعليه‌السلام أيضا أنّه قال : «الراضي بفعل قوم كالداخل معهم فيه

__________________

(١) نهج البلاغة ، ومن كلام له ، رقم ٢٠١.

(٢) وسائل الشيعة ، ج ١١ ، ص ٤٠٩.

(٣) وسائل الشيعة ، ج ١١ ، ص ٤١٠.

٥٨٥

وعلى كل داخل في باطل إثمان إثم العمل به وإثم الرضا به»(١) .

ومن أجل أن نعرف عمق العلاقة الفكرية والعاطفية في الإسلام وسعتها بحيث لا يعرف لها حد من جهة الزمان والمكان ، فيكفي أن نذكر هذا الكلام للإمام عليعليه‌السلام من نهج البلاغة لنلفت إليه الأنظار : «حين انتصر الإمام علي في حرب الجمل على المتمردين ومثيري الفتنة وفرح أصحاب علي بهذا الإنتصار الذي يعدّ انتصارا للإسلام على الشرك والجاهلية ، قال له أحد أصحابه : «وددت لو أنّ أخي شهدنا هنا في الميدان ليرى انتصارك على عدوك».

فالتفت الإمامعليه‌السلام إليه قائلا : «أهوى أخيك معنا» فقال : «نعم» فقال الإمامعليه‌السلام : «شهدنا» ثمّ قال : «ولقد شهدنا في عسكرنا هذا أقوام في أصلاب الرجال وأرحام النساء سيرعف بهم الزمان ويقوى بهم الإيمان»(٢) .

ولا شك أنّ أولئك الذين يساهمون في منهج ما ويشتركون فيه ويتحملون كل مشاكله وأتعابه ، لهم امتياز خاص ، ولكن هذا لا يعني أن الآخرين لم يشتركوا في ذلك أبدا ، بل سواء كانوا في عصرهم أو العصور والقرون المقبلة ولهم ارتباط عاطفي وفكري بهم فهم مشتركون معهم بنحو من الأنحاء.

هذه المسألة التي قد لا نجد لها نظيرا في أي مذهب من مذاهب العالم ، قائمة على أساس من حقيقة اجتماعية هامة ، وهي أن المنسجمون فكريا وعقائديا حتى لو لم يشتركوا في منهج معيّن ، إلّا أنّهم سيدخلون قطعا في مناهج مشابهة له في محيطهم وزمانهم ، لأنّ أعمال الناس منعكسة عن أفكارهم ، ولا يمكن أن يرتبط الإنسان بمذهب معين ولا يظهر أثره في عمله.

والإسلام منذ الخطوة الأولى يهتم بإيجاد اصلاحات في روح الإنسان ونفسه لإصلاح عمله تلقائيا وعلى ضوء الرّوايات المتقدمة فإنّ أي مسلم يبلغه أنّ فلانا

__________________

(١) وسائل الشيعة ، ج ١١ ، ص ٤١١.

(٢) نهج البلاغة ، الكلام رقم ١٢.

٥٨٦

عمل عملا صالحا ـ أو سيئا ـ ينبغي أن يتخذ الموقف الصحيح من ذلك العمل فورا ويجعل قلبه وروحه منسجمين مع «الصالحات» وأن ينفر من «السيئات» فهذا السعي و «الجد» الداخلي لا شك سيكون له أثر في أعماله ، وسيتعمق الترابط بين الفكر والعمل.

وفي نهاية الآية نقرأ أنّ النّبي «صالحا» بعد أن رأى تمرّد قومه وعقرهم الناقة أنذرهم( فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ) فهو وعد الله الذي لا يتغير وما أنا من الكاذبين.

* * *

٥٨٧

الآيات

( فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (٦٦) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ (٦٧) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ (٦٨) )

التّفسير

نهاية ثمود «قوم صالح» :

في هذه الآيات يتبيّن كيف نزل العذاب على قوم صالح المعاندين بعد أن أمهلهم وقال لهم :( تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ) فتقول الآيات :( فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا ) لا من العذاب الجسماني والمادي فحسب ، بل( وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ) (١) .

لأنّ الله قوي وقادر على كل شيء ، وله السلطة على كل أمر ، ولا يصعب عليه أي شيء ولا قدرة فوق قدرته( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ) .

وعلى هذا فإنّ نجاة جماعة من المؤمنين من بين جماعة كثيرة تبتلى بعذاب

__________________

(١) الخزي في اللغة الانكسار الذي يصيب الإنسان سواء من نفسه أو من سواه ، ويشمل كل أنواع الذل أيضا.

٥٨٨

الله ليس بالأمر المشكل بالنسبة لقدرة الله تعالى.

إنّ رحمة الله تستوجب ألّا يحترق الأبرياء بنار الأشقياء المذنبين ، وألّا يؤاخذ المؤمنون بجريرة غير المؤمنين( وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ ) وهكذا هلكوا وصاروا «شذر مذر» ومضت آثارهم مع الريح( كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ ) عن لطف الله ورحمته.

* * *

ملاحظات

١ ـ نجد في هذه الآيات أن رحمة الله بالنسبة للمؤمنين واسعة وشاملة ، بحيث تنقلهم جميعا إلى مكان آمن ، ولا تحرق الأخضر واليابس بالعذاب.

ومن الممكن أن تحدث حوادث مؤلمة كالسيول والأوبئة والزلازل التي قد تأتي على الصغير والكبير ، وليست هذه الحوادث ترجمة لعذاب الله ، وإلّا فإنّه محال على الله في منطق عدله أن يعذب حتى واحدا بريئا بجرم ملايين المذنبين.

طبعا يمكن أن يوجد أناس ساكتون بين جماعة مذنبين فيؤخذوا بوزرهم ، لأنّهم لا يردعونهم عن الظلم والفساد ، فمصيرهم ـ إذا ـ سيكون كمصير المجرمين.

ولكنّهم إذا عملوا بواجبهم فمحال أن تنزل عليهم حادثة أو يحيق بهم العذاب «فصّلنا هذا الموضوع في الأبحاث المرتبطة بمعرفة الله ونزول البلاء والحوادث في كتب معرفة الله»(١) .

٢ ـ ويظهر جيدا من الآيات المتقدمة أنّ عقاب المعاندين والطغاة لا يختصّ بالجانب المادي فحسب ، بل يشمل الجانب المعنوي ، لأنّ نتيجة أعمالهم ومصيرهم المخزي وحياتهم الملوّثة تسجل فصولها في التاريخ بما يكون عارا عليهم ، في حين يكتب التاريخ حياة المؤمنين بسطور من ذهب وصحائف من

__________________

(١) في المجلد الخامس من التّفسير الأمثل وردت توضيحات مفيدة لفهم هذا المقصود.

٥٨٩

نور.

٣ ـ ما المراد من الصيحة؟

الصيحة في اللغة معناها الصوت العظيم الذي يصدر من فم الإنسان أو الحيوان عادة ولكن لا تختصّ بهذا المعنى ، بل تشمل كل صوت عظيم نقرأ في القرآن الكريم أن عدّة أقوام آثمين أخذتهم الصيحة من السماء عقابا لهم على ذنوبهم ، «ثمود» الذين نتحدث عنهم «وقوم لوط» كما نقرأ في سورة الحجر الآية (٧٣) «قوم شعيب» كما ذكروا في سورة هود الآية (٩٤).

ويستفاد من بعض الآيات الأخرى من القرآن أنّ قوم صالح «ثمودا» عوقبوا بالصاعقة( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ ) (١) ومن هنا يتبيّن أنّ المراد من الصيحة هو صوت الصاعقة الموحش!

سؤال : هل يستطيع صوت الصاعقة الموحش أن يبيد قوما أو جماعة بأسرهم؟!والجواب : نعم ، حتما! لأنّنا نعرف أن الأمواج الصوتية إذا تجاوزت حدّا معينا تستطيع أن تكسّر الزجاج ، وقد تتهدم على أثرها عمارات ، وقد تشل أعضاء البدن الداخلية.

الطائرات حين تخترق الجدار الصوتي وتكون سرعتها أكثر من سرعة أمواج الصوت يسقط بعض الأفراد فاقدو الوعي ، أو تسقط الحامل جنينها بسبب ذلك وقد يتكسر جميع الزّجاج في عمارات المنطقة التي تمرّ عليها هذه الطائرات.

وطبيعي أنّه إذا كانت شدّة الأمواج الصوتية أكثر ممّا ذكرنا ، فمن السهولة أن تحدث اختلالا قاتلا في شبكات الاعصاب الدماغ وحركات القلب وتسبب موت الإنسان! :

ومن الثابت ـ طبقا لما في آيات القرآن ـ أنّ نهاية هذا العالم تكون بصيحة

__________________

(١) فصلت ، الآية ١٣.

٥٩٠

عامّة أيضا( ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ) (١) ، كما أنّ يوم القيامة يبدأ بصيحة موقظة أيضا( إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ ) .

٤ ـ «الجاثم» من مادة «جثم» ومعناه المصدري الجلوس على الركب ، كما يأتي بمعنى السقوط للوجه (ولزيادة التوضيح في هذا المجال يراجع في التّفسير الأمثل ذيل الآية ٧٩ من سورة الأعراف).

ويستفاد طبعا من التعبير بـ «جاثمين» أنّ الصيحة من السماء كانت السبب في موتهم ، إلّا أنّ أجسادهم كانت ملقاة على الأرض ، لكن يستفاد من بعض الرّوايات أنّ الصاعقة أحرقتهم بنارها ، ولا منافاة بين الأمرين ، لأنّ أثر الصوت الموحش للصاعقة يتّضح فورا ، وأمّا آثار ، حرقها ـ وخاصّة لمن هم داخل البيوت ـ فيظهر بعدئذ.

٥ ـ لفظ «لم يغنوا» مشتق من مادة «غني» ومعناه الإقامة في المكان ، ولا يبعد أن يكون مأخوذا من المفهوم الأصلي وهو «الغنى» ومعناه عدم الحاجة ، لأنّ الغني غير المحتاج له بيت مهيّأ ومعدّ وليس مجبورا أن ينتقل كل زمان من منزل إلى آخر ـ والتعبير بجملة( كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا ) وارد في ثمود ، كما هو وارد في قوم شعيب ، ومفهوم هذا التعبير أنّ طومار حياتهم قد طوي حتى تظن أنّهم لم يكونوا من سكنة هذه الأرض.

* * *

نهاية المجلد السّادس

__________________

(١) سورة يس ، ٤٩.

٥٩١

فهرس الموضوعات

تفسير الآيات : ٣٠ ـ ٣٣ ٥

شرک أهل الكتاب ٥

بحوث

١ ـ من هوعزيز ٦

٢ ـ لم يكن المسيح أبن الله ٨

٣ ـ اقتباس هذه الخرافات ٨

٤ ـ ماهومعنى (قاتلهم الله) ٩

درس تعليمي ١١

ملاحظات

المستقبل للإسلام ١٣

بحوث

١ ـ المراد «الهدى ودين الحق» ١٤

٢ ـ انتصار المنطق أم انتصرالقوّة ١٥

٣ ـ القرآن وظهور المهدي ١٦

الروّايات الإسلامية في المهدي «عجّل الله فرجه الشّريف» ١٨

ثّم تضيف الرسالة ١٩

الانتظاروآثاره البنّاءة ٢١

٥٩٢

الرّوايات الشّريفة ٢٢

مفهوم الإنتظار ٢٣

الإنتظار يعني الإستعداد الكامل ٢٥

الحكمة الأولى بناء الشّخصية الفرّدية ٢٦

الحكمة الثّانية ، التعاون الإجتماعي ٢٧

الحكة الثّالثة ، المنتظرون بحق لا يذوبون في المحيط الفاسد ٢٨

تفسير الآيتان : ٣٤ ـ ٣٥ ٣١

کنزالأموال ٣١

حتى يعدّ جمع الثروة كنزاً ٣٥

أبوذر والإشتراكية ٣٨

جزاء من يكنز ٤٢

تفسير الآيتان : ٣٦ ـ ٣٧ ٤٤

وقف القتال «الإجباري» ٤٤

بحوث

١ ـ فلسفة الأشهرالحُرم ٤٧

٢ ـ مفهوم النسيء وفلسفته في الجاهليّة ٤٧

٣ ـ وحدة الكلمة مقابل العدو ٤٩

٤ ـ كيف يُزين للناس سوء أعمالهم ٤٩

تفسير الآيتان : ٣٨ ـ ٣٩ ٥١

سبب النزول ٥١

التحرک نحوسوح الجهاد مرّة أخرى ٥٢

ملاحظات

تفسير الآية : ٤٠ ٥٦

المدد الإلهي للرّسول في أشد اللحظات ٥٦

قصّة صاحب النّبي في الغار ٥٨

٥٩٣

تفسير الآيتان : ٤١ ـ ٤٢ ٦٠

الکُسالى الطّامعون ٦٠

تفسير الآيات : ٤٣ ـ ٤٥ ٦٤

التعرّف على المنافقين ٦٤

تفسير الآيات : ٤٦ ـ ٤٨ ٦٨

عدم وجودهم أفضل ٦٨

تفسير الآية : ٤٩ ٧٢

سبب النزول ٧٢

المنافقون المتذرّعون ٧٣

ملاحظتان

تفسير الآيات : ٥٠ ـ ٥٢ ٧٥

بحوث

١ ـ المقادير وسعي الإنسان ٧٧

٢ ـ لاوجود للهزيمة في قاموس المؤمنين ٧٨

٣ ـ صفات المنافقين ٧٩

تفسير الآيات : ٥٣ ـ ٥٥ ٨٠

ملاح ظتان

تفسير الآيتان : ٥٦ ـ ٥٧ ٨٥

علامة أُخرى للمنافقين ٨٥

تفسير الآيتان : ٥٨ ـ ٥٩ ٨٧

سبب النزول ٨٧

الأنانيون السفهاء ٨٨

تفسير الآية : ٦٠ ٩٠

موارد صرف الزكاة ودقائقها ٩٠

٥٩٤

بحوث

١ ـ الفرق بين الفقير والمسكين ٩٣

٢ ـ هل يجب تقسيم الزّكاة إلى ثمانية أجزاء متساوية ٩٤

٣ ـ متى شُرعت الزّكاة ٩٥

٤ ـ من هم المقصودون ب (المؤلفة قلوبهم) ٩٥

٥ ـ دورالزّكاة في الإسلام ٩٦

٦ ـ ما الفرق بين العطف ب«اللام أو في» ٩٧

تفسير الآية : ٦١ ١٠٠

سبب النزول ١٠٠

هذا حسن لاقبيح ١٠٠

تفسير الآيتان : ٦٢ ـ ٦٣ ١٠٤

سبب النزول ١٠٤

المنافقون والتظاهربالحق ١٠٥

تفسير الآيات : ٦٤ ـ ٦٦ ١٠٧

سبب النزول ١٠٧

مؤامرة أُخرى للمنافقين ١٠٨

تفسير الآيات : ٦٧ ـ ٧٠ ١١٢

علامات المنافقين ١١٣

تکرر التأريخ والإعتبار به ١١٥

تفسير الآيتان : ٧١ ـ ٧٢ ١١٩

صفات المؤمنين الحقيقين ١١٩

تفسير الآية : ٧٣ ١٢٤

جهاد الكفاروالمنافقين ١٢٤

تفسير الآية : ٧٤ ١٢٦

سبب النزول ١٢٦

مؤامرة خطرة ١٢٨

تفسير الآيات : ٧٥ ـ ٧٨ ١٣١

٥٩٥

سبب النزول ١٣١

المنافقون وقلّة الاستيعاب ١٣٢

ملاحظات

تفسير الآيتان : ٧٩ ـ ٨٠ ١٣٨

سبب النزول ١٣٨

خبث المنافقين ١٣٩

ملاحظات

تفسير الآيات : ٨١ ـ ٨٣ ١٤٥

إعاقة المنافقين مرّة أُخرى ١٤٥

ملاحظات

تفسير الآيتان : ٨٤ ـ ٨٥ ١٥٠

أسلوب أشدّ في مواجهة المنافقين ١٥٠

وهنا يجب الإنتباه لمسألتين ١٥٢

تفسير الآيات : ٨٦ ـ ٨٩ ١٥٥

دناءة الهمّة ١٥٥

تفسير الآية : ٩٠ ١٥٩

تفسير الآيات : ٩١ ـ ٩٣ ١٦١

سبب النزول ١٦١

العشق للجهاد ودموع الحسرة ١٦٢

ملاحظات

تفسير الآيات : ٩٤ ـ ٩٦ ١٧١

سبب النزول ١٧١

لاتصغوا إلى أعذارهم وأيمانهم الكاذبة ١٧٢

٥٩٦

تفسير الأيات : ٩٧ ـ ٩٩ ١٧٥

الأعراب القساة والمؤمنون ١٧٥

بحوث

١ ـ التّجمعات الكبيرة ١٧٩

٢ ـ الأعراب من سكان المدن ١٨٠

تفسير الآية : ١٠٠ ١٨٢

السّابقون إلى الإسلام ١٨٢

بحوث

١ ـ موقع السّابقين ١٨٤

٢ ـ من هم التابعون ١٨٥

٣ ـ من هم أوّل من أسلم ١٨٦

٤ ـ هل كان الصحابة كلهم صالحين ١٨٩

تفسير الآية : ١٠١ ١٩٣

تفسير الآية : ١٠٢ ١٩٦

سبب النزول ١٩٦

التّوابون ١٩٧

تفسير الآيات : ١٠٣ ـ ١٠٥ ١٩٩

الزّكاة مطهر للفرد والمجتمع ١٩٩

ملاحظات

التوبة والجيران ٢٠٥

ملاحظات

١ ـ مسألة عرض الأعمال ٢٠٦

٢ ـ هل الرّؤية هنا تعني النظر ٢٠٩

تفسير الآية : ١٠٦ ٢١٠

٥٩٧

سبب النزول ٢١٠

سؤال ٢١١

تفسير الآيات : ١٠٧ ـ ١١٠ ٢١٤

سبب النزول ٢١٤

معبد وثني في صورة مسجد ٢١٧

بحوث

١ ـ درس كبير ٢٢٢

٢ ـ النفي لا يكفي لوحده ٢٢٥

٣ ـ شرطان أساسيان ٢٢٦

تفسير الآيتان : ١١١ ـ ١١٢ ٢٢٧

تجارة لا نظيرلها ٢٢٧

تفسير الآيتان : ١١٣ ـ ١١٤ ٢٣٣

ضرورة قطع العلاقات مع الأعداء ٢٣٣

ملاحظات

١ ـ رواية موضوعة ٢٣٥

٢ ـ لماذا وعد إبراهيم آزر بالإستغفار ٢٣٨

٣ ـ ضرورة قطع كل رابطة بالأعداء ٢٣٩

تفسير الآيتان : ١١٥ ـ ١١٦ ٢٤٠

سبب النزول ٢٤٠

العقاب بعد البيان ٢٤١

جواب سؤال ٢٤٢

تفسير الآيتان : ١١٧ ـ ١١٨ ٢٤٤

سبب النزول ٢٤٤

درس كبير ٢٤٤

٥٩٨

الحصارالاجتماعي للمذنبين ٢٤٧

بحوث

١ ـ المراد من توبة الله على النّبي ٢٤٨

٢ ـ غزوة تبوك وساعة العسرة ٢٤٩

٣ ـ ما هومعنى (خُلّقوا) ٢٥٠

٤ ـ درس كبيردائمي ٢٥١

٥ ـ غزوة تبوك ونتائجها ٢٥١

تفسير الآية : ١١٩ ٢٥٥

كونوا مع الصّادقين ٢٥٥

هل المراد من الصّادقين هم المعصومون فقط ٢٥٧

تفسير الآيتان : ١٢٠ ـ ١٢١ ٢٦٠

معاناة المجاهدين لا تبقى بدون ثواب ٢٦٠

تفسير الآية : ١٢٢ ٢٦٤

سبب النزول ٢٦٤

محاربة الجهل وجهاد العدو ٢٦٥

ملاحظات

تفسير الآية : ١٢٣ ٢٧٠

قتال الاقرب فالاقرب ٢٧٠

تفسير الآيتان : ١٢٤ ـ ١٢٥ ٢٧٣

تأثير آيات القرآن المتباين على القلوب ٢٧٣

ملاحظات

تفسير الآيتان : ١٢٦ ـ ١٢٧ ٢٧٧

تفسير الآيتان : ١٢٨ ـ ١٢٩ ٢٨٠

آخرآيات القرآن المجيد ٢٨٠

٥٩٩

سورة يونس

سورة يونس عليه السلام ٢٨٧

محتوى وفضيلة هذه السورة ٢٨٧

تفسير الآيتان : ١ ـ ٣ ٢٨٩

رسالة النّبي ٢٨٩

تفسير الآيتان : ٣ ـ ٤ ٢٩٣

معرفة الله والمعاد ٢٩٣

تفسير الآيتان : ٥ ـ ٦ ٢٩٨

جانب من آيات عظمة الله ٢٩٨

ملاحظات

وهنا ملاحظات ينبغي الإنتباه لها ٣٠٠

تفسير الآيات : ٧ ـ ١٠ ٣٠٥

أهل الجنّة والنّار ٣٠٥

ملاحظات

تفسير الآيتان : ١١ ـ ١٢ ٣١٠

الهمج الرعاع ٣١٠

الإنسان في القرآن الکريم ٣١٢

تفسير الآيتان : ١٣ ـ ١٤ ٣١٥

ملاحظات

تفسير الآيات : ١٥ ـ ١٧ ٣١٧

سبب النزول ٣١٧

ملاحظات

تفسير الآية : ١٨ ٣٢٢

٦٠٠

601

602

603

604

605

606

607

608