الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ٧

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل0%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 572

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

مؤلف: آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
تصنيف:

الصفحات: 572
المشاهدات: 273476
تحميل: 4733


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 572 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 273476 / تحميل: 4733
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء 7

مؤلف:
العربية

ملاحظات

1 ـ حرية الارادة هي أساس خلق الإنسان ودعوة جميع الأنبياء ، وأساسا لا يستطيع الإنسان بدونها ان يخطو ولو خطوة واحدة في مسير التكامل «التكامل الانساني والمعنوي» ولهذا فقد اكّدت آيات متعددة على انّه لو شاء الله ان يهدي الناس بإجباره لهم جميعا لفعل ، لكنّه لم يشأ.

فيما يتعلق بالله هو الدعوة الى المسير الحق وتعريف الطريق ووضع العلامات ، والتنبيه ، على ما ينبغي الحذر منه وتعيين القائد للمسيرة البشرية والمنهج فحسب.

يقول القرآن الكريم :( إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى ) (1) كما يقول ايضا( إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ) (2) ويقول في سورة الشمس :( فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها ) (3) ونقرا ايضا في سورة الدهر الآية (4) :( إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ) فعلى هذا فإنّ الآيات محل البحث من أوضح الآيات التي تؤكّد على حرية الارادة ونفي مذهب الجبر ، وتدل على انّ التصميم النهائي هو بيد الإنسان.

2 ـ في الهدف من الخلق والوجود ، في آيات القرآن بيانات مختلفة ، وفي الحقيقة يشير كل واحد منها الى بعد من ابعاد هذا الهدف ، من هذه الآيات( وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) (4) اي ليتكاملوا في مذهب العبادة وليبلغوا أعلى مقام للانسانية في هذا المذهب.

ونقرا في مكان آخر( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ

__________________

(1) الليل ، 12.

(2) الغاشية ، 21.

(3) الشمس ، 8.

(4) الذاريات ، 56.

١٠١

عَمَلاً (1) .

امّا في الآية محل البحث فيقول :( وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ ) وكما تلاحظون فإنّ جميع هذه الخطوط تنتهي الى نقطة واحدة ، وهي تربية الناس وهدايتهم وتقدمهم وتكاملهم ، وكل ذلك يعدّ الهدف النهائي للخلق.

وفائدة هذا الهدف تعود للإنسان نفسه لا الى الله ، لانّ الله وجود مطلق لا نهاية له من جميع الجهات ، ومثل هذا الوجود لا نقص فيه ليرفعه ويزيله بالخلق.

3 ـ وفي نهاية الآية الاخيرة تأكيد على الأمر الالهي بملء جنهم من الجن والانس أجمعين ، وبديهي انّ هذا الأمر المحتوم فيه شرط واحد وهو الخروج من دائرة رحمة الله ، والتقهقر عن هداية الرسل والادلّاء من قبله ، وبهذا الترتيب فإنّ هذه الآية لا يعتبر دليلا على مذهب الإجبار بل هي تأكيد جديد على مذهب الاختيار.

* * *

__________________

(1) الملك ، 2.

١٠٢

الآيات

( وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنَّا عامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123) )

التّفسير

اربع معطيات لقصص الماضين :

بانتهاء هذه الآيات تنتهي سورة هود ، وفي هذه الآيات استنتاج كلي لمجموع بحوث هذه السورة ، وبما انّ القسم الاهمّ من هذه السورة يتناول القصص التي تحمل العبر من سيره الأنبياء والأمم السابقة ، فإنّ هذه القصص تعطي نتائج قيّمة ملخّصة في اربعة مواضيع.

تقول هذه الآيات اوّلا :( وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ ) . وكلمة «كلّا» اشارة الى تنوع هذه القصص ، وكل نوع منها يشير الى

١٠٣

اتّخاذ جبهة «قبال الأنبياء» ونوع من الانحرافات ونوع من العقاب ، وهذا التنوّع يلقي اشعة نيرة على ابعاد حياة الناس.

«تثبيت قلب النّبي»صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتقوية ارادته ـ التي يشار إليها في هذه الآية ـ امر طبيعي ، لانّ معارضة الأعداء اللجوجين الشديدة والقاسية ـ رضينا ام أبينا ـ تؤثر على قلب النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لانّه انسان وبشر ايضا. ولكن من اجل ان لا ينفذ اليأس الى قلب النّبي المطهّر وتضعف ارادته الفولاذية من هذه المعارضة والمخالفات والمثبطات ، فإنّ الله يقص عليه قصص الأنبياء وما واجهوه ، ومقاومتهم قبال أممهم المعاندين ، وانتصارهم الواحد تلو الآخر ليقوي قلب النّبي والمؤمنين الذي يلتّفون حوله يوما بعد يوم.(1) .

ثمّ تشير الآية الى النتيجة الكبرى الثّانية فتقول الآيات : وجاءك في هذه الحق.

امّا ثالث الآثار ورابعها اللذان يستلفتان النظر هما( مَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ ) .

الطريف هنا انّ صاحب المنار يقول في تفسير الآية معقبا : انّ الإيجاز والاختصار في هذه الآية المعجزة في غاية ما يتصور ، حتى كأنّ جميع المعاجز السالفة قد جمعت في الآية نفسها وبيّنت فوائدها جميعا بعدّة جمل قصيرة.

وعلى اية حال ، فإنّ هذه الآية تؤكّد مرّة اخرى انّه لا ينبغي ان نعدّ قصص القرآن ملهاة او يستفاد منها لاشغال السامعين ، بل هي مجموعة من احسن الدروس الحياتية في جميع المجالات ، وطريق رحب لجميع الناس في الحاضر والمستقبل.

__________________

(1) ممّا ذكر في المتن يتّضح انّ مرجع الضمير في «هذه» يعود على «أَنْباءِ الرُّسُلِ » وعودة الضمير على هذه الكلمة لقربها وتناسبها مع البحوث الواردة في هذه الآية واضح جدّا ، لكنّ الاحتمالات الاخرى بأنّ المشار اليه هو «الدنيا» او «خصوص الآيات السابقة» فبعيد ، كما يبدو ، وما قاله كثير من المفسّرين من انّ المشار اليه هو «السورة» فقابل للمطابقة مع ما ذكرنا ، لانّ القسم الاهمّ من السورة يتناول قصص الأنبياء السابقين.

١٠٤

ثمّ تخاطب الآيات النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يواجه أعداءه الذين يؤذونه ويظهرون اللجاجة والعناد ان واصل الطريق( وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنَّا عامِلُونَ وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ) .

فستعلمون من الذي سينتصر ، انتظروا هزيمتنا كما تزعمون انتظارا غير مجد ، ونحن ننتظر العذاب من الله عليكم ، وهو ما ستذوقونه من قبلنا او من قبل الله مباشرة.

وهذه التهديدات التي تذكر بصيغة الأمر تلاحظ في أماكن اخرى من القرآن كقوله تعالى :( اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) (1) .

ونقرا في شأن الشيطان ايضا( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ ) (2) .

وبديهي انّه لا يراد بأيّة صيغة من صيغ الأمر هنا طلب الفعل ، بل جميعها جاءت للتهديد والتنديد.

وآخر الآيات من هذه السورة تتحدث عن التوحيد «التوحيد المعرفي والتوحيد الافعالي ، وتوحيد العبادة» كما تحدثت الآيات الاولى من هذه السورة عن التوحيد ايضا.

هذه الآية ـ في الحقيقة ـ تشير الى ثلاث شعب من التوحيد ، توحيد علم الله اوّلا ، فغيب السّماوات والأرض خاص بالله وهو المطّلع عليها جميعا( وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) .

امّا سواه فعلمه محدود ، وفي الوقت ذاته فإنّ هذا العلم ناشئ من التعليم الإلهي ، فعلى هذا فإنّ العلم غير المحدود ، والعلم الذاتي بالنسبة ما في السموات والأرض مخصوص بذات الله المقدسة.

__________________

(1) فصّلت ، 40.

(2) الاسراء ، 64.

١٠٥

ومن جهة ثانية فإنّ ازمّة جميع الأفعال مرهونة بقدرته( وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ) وهذه مرحلة توحيد الأفعال.

ثمّ تستنتج الآية انّه إذا علمت انّ الاحاطة والعلم غير المحدود والقدرة التي لا تنتهي جميعها مخصوص بذات الله المقدّسة( فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ) وهذه مرحلة توحيد العبادة.

فينبغي اجتناب العصيان والعناد والطغيان( وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) .

* * *

ملاحظات

1 ـ علم الغيب خاص بالله

كما تحدثنا بالتفصيل في تفسير الآية (188) من سورة الأعراف ، وفي تفسير الآية (50) من سورة الانعام ، انّه لا مجال للتردد في انّ الاطلاع على الأسرار الخفية او الأسرار الماضية والآتية كله خاص بالله والآيات المختلفة من القرآن تؤكّد هذه الحقيقة وتؤيدها ايضا انّه ليس كمثله شيء وهو متفرد بهذه الصفة.

وإذا وجدنا في قسم من آيات القرآن بيان انّ الأنبياء قد يعلمون بعض الأمور الغيبية ، او قرانا في بعض الآيات او الرّوايات الكثيرة انّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والامام عليّا والائمة المعصومينعليهم‌السلام قد يخبرون عمّا يجري في المستقبل من حوادث ويبيّنون اسرارا خفيّة منها ، فينبغي ان نعرف ان كل ذلك بتعليم الله سبحانه.

فهو سبحانه حيث يجد المصلحة يطلع عباده وأولياءه على قسم من اسرار الغيب ، ولكن هذا العلم لا هو علم ذاتي ولا غير محدود ، بل هو من تعليم الله وهو محدود بمقدار ما يريده الله.

١٠٦

وبهذا البيان تتّضح الاجابة على المنتقدين لعقيدة الشيعة في مجال على الغيب حيث يرون انّ الأنبياء والائمةعليهم‌السلام يعلمون الغيب.

وليس الاطلاع على علم الغيب من قبل الله خاصا بالأنبياء او الائمّة فقد يطلع الله غير النّبي والائمّة على غيبه ايضا فنحن نقرا في قصّة ام موسى في القرآن انّ الله قال لها :( وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) (1) .

وقد يطلع الله لضرورة الحياة ـ أحيانا ـ الطيور والحيوانات على الأسرار الخفيّة وحتى على المستقبل البعيد نسبيّا ممّا يصعب علينا تصوّره وبهذا الترتيب قد تكون بعض المسائل التي نحسبها غيبا ، هذه المسائل نفسها بالنسبة للطيور او الحيوانات لا تعد من الغيب.

2 ـ العبادة لله وحده

في الآية المتقدمة دليل لطيف على انّ العبادة لله وحده ، وهو انّه لو كانت العبادة من اجل العظمة وصفات الجمال ، والجلال فهذه الصفات قبل كل شيء موجودة في الله ، وامّا الآخرون فلا شيء بالنسبة اليه. واكبر دليل على عظمة الله علمه الواسع غير المحدود وقدرته اللامتناهية ، وقد اشارت الآية الآنفة الى انّهما مختصّان بالله.

وإذا كانت العبادة لأجل الالتجاء ـ في حلّ المشاكل ـ الى المعبود فإنّ مثل هذا العمل جدير بمن هو عليم بجميع حاجات العباد واسرارهم الخفيّة. وما يغيب عليهم ، وهو قادر على اجابة دعوتهم ، وبالنتيجة فإنّ توحيد الصفات يكون سببا لتوحيد العبادة (لاحظوا بدقّة).

3 ـ قال بعض المفسّرين : انّ سير الإنسان في طريق عبودية الله ، لخّص كلّه

__________________

(1) القصص ، 7.

١٠٧

في جملتين في هذه الآية( فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ) لانّ العبادة سواء كانت عبادة جسمانية كالعبادة العامّة ، او عبادة روحانية كالتفكّر في خلق الله ونظام اسرار الوجود ، هي بداية هذا السير.

والتوكّل الذي يعني الالتجاء المطلق الى الله وإيداع جميع الأشياء بيده ، بحيث يعدّ نوعا من «الفناء في الله» هو آخر نقطة من هذا السير.

وفي جميع هذا المسير من بدايته حتى نهايته يوجههم الى حقيقة توحيد الصفات ، ويعين السائرين في هذا المسير ويدعوهم الى البحث المقرون بالعشق لساحته.

اللهم ألهمنا معرفتك بصفات جلالك وجمالك.

وألهمنا ان نتحرك إليك بعرفان.

اللهم وفقنا لان نعبدك مخلصين ونتوكل عليك عاشقين.

اللهم أنت رجاؤنا وملاذنا في حل مشاكلنا ، ففي هذه الفترة من الزمن أحاطت بالمسلمين المشاكل من كل جانب ، وسعى اعداء الله لإطفاء نور هذه الصحوة المباركة ، فأنت وليّنا.

اللهم : لم نكن لنصل لهذه المرحلة لو لا تأييداتك الظاهرة والخفيّة التي اعانتنا للوصول إليها. نسألك ان لا تحرمنا من مواهبك العظيمة في ما بقي من الطريق ولا تقطع ـ ألطافك الخاصّة ـ عنّا.

ووفقنا برحمتك ان نواصل هذا التّفسير الذي يفتح نافذة جديدة على كتابك السّماويّ العظيم.

* * *

١٠٨

سورة يوسف

مكيّة وعدد آياتها مائة واحدى عشرة آية

١٠٩
١١٠

سورة يوسف

بداية سورة يوسف

قبل الدخول في تفسير آيات هذه السورة ينبغي ذكر عدّة امور :

1 ـ لا اشكال بين المفسّرين في انّ هذه السورة نزلت في مكّة ، سوى ما نقل عن ابن عباس انّ اربع آيات مدنية (الآيات الثلاث في اوّل السورة والآية السّابعة منها).

ولكن التدقيق في ارتباط هذه الآيات بعضها مع البعض الآخر في هذه السورة يجعلنا غير قادرين على التفكيك بينها ، فاحتمال نزول هذه الآيات الأربع في المدينة ـ على هذا الأساس ـ بعيد جدّا.

2 ـ جميع آيات هذه السورة سوى الآيات القليلة التي تقع في نهاية السورة تبيّن قصّة نبيّ الله يوسفعليه‌السلام . القصّة الطّريفة والجميلة والتي تحمل بين طيّاتها العبر. ولذلك سمّيت هذه السورة باسم «يوسف» وبهذه المناسبة ـ ايضا ـ ورد ذكر يوسف ـ من مجموع (27) مرّة في القرآن ـ (25) مرّة في هذه السورة ومرّة واحدة في سورة غافر الآية (34) ـ ومرّة أخرى في سورة الانعام الآية (84).

ومحتوى هذه السورة ـ على خلاف سور القرآن الاخرى ـ مرتبط بعضه ببعض ، ويبيّن جوانب مختلفة من قصّة واحدة وردت في اكثر من عشرة فصول ، مع بيان اخاذ موجز ، عميق ، وطريف ومثير.

وبالرغم من انّ القصّاصين غير الهادفين ، او من لهم أغراض رخيصة سعوا الى ان يحوّلوا هذه القصّة المهذّبة الى قصّة عشق يحرك اهل الهوى والشهوة!!

١١١

وان يمسخوا الوجه الواقعي ليوسفعليه‌السلام بحيث بلغت الحال ان يصوروا «فيلما سينمائيا» وينشروه بصورة مبتذلة الّا انّ القرآن ـ وكلّ ما فيه أسوة وعبرة ـ عكس في ثنايا هذه القصّة اسمى دروس العفة وضبط النفس والتقوى والايمان ، حتى لو انّ إنسانا قراها عدة مرات فإنّه يتأثر ـ بدون اختيار ـ بأسلوبها الجذّاب في كل مرّة.

ولذا فقد عبّر القرآن عنها ب( أَحْسَنَ الْقَصَصِ ) وجعل فيها العبر للمعتبرين( أُولِي الْأَلْبابِ ) .

3 ـ التدقيق في آيات هذه السورة يكشف هذه الحقيقة للإنسان ، وهي انّ القرآن معجز في جميع ابعاده ، لان الابطال الذين يقدمهم في قصصه ابطال حقيقيّون لا خياليّون ، وكل واحد في نفسه منهم منعدم النظير : فإبراهيمعليه‌السلام : البطل الذي حطّم الأصنام بروحه العالية التي لا تقبل المساومة مع الطغاة.

ونوحعليه‌السلام : بطل الصبر والاستقامة والشفقة والقلب المحترق في ذلك العمر الطويل المبارك.

وموسىعليه‌السلام : البطل المربّي لقومه اللجوجين ، والذي وقف بوجه فرعون المتكبر الطاغي.

ويوسفعليه‌السلام : بطل الورع والتقوى والطهارة امام امراة محتالة جميلة عاشقة.

بعد هذا كلّه تتجلّى القدرة البيانية للوحي القرآني بصورة تحيّر الإنسان ، لانّ هذه القصّة ـ كما نعرف ـ تنتهي في بعض مواردها الى مسائل العشق ودون ان يمسخها القرآن او يتجاوزها يتعرض الى الاحداث في مسرحها بدقة بحيث لا يحس السامع شيء غير مطلوب فيها. ويذكر القضايا بأجمعها في المتن ، ولكن تحفّها اشعة قوية من التقوى والطهارة.

١١٢

4 ـ قصّة يوسف قبل الإسلام وبعده

لا شكّ انّ قصّة يوسف كانت مشهورة ومعروفة بين الناس قبل الإسلام ، لانّها مذكورة في (14) فصلا من [سفر التكوين] في التوراة بين [الفصل 37 ـ 50] ذكرا مفصلا.

وبطبيعة الحال فإنّ المطالعة الدقيقة في هذه الفصول الاربعة عشر تكشف مدى الاختلاف بين ما جاء في التوراة وما جاء في القرآن.

وبالمقارنة بين نصّ التوراة ونصّ القرآن نجد انّ نصّ القصّة في القرآن في غاية الصدق وتخلو من اي خرافة.

وما يقوله القرآن للنّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ ) يشير الى قصّة يوسف التي عبّر عنها بأحسن القصص ، حيث لم يكن النّبي مطّلعا على حقيقتها الخالصة.

ويظهر من التوراة انّ يعقوبعليه‌السلام لما راى قميص يوسف ملطخا بالدم قال : هذا قميص ولدي وقد اكله الحيوان المفترس ، فيوسف ممزق الأحشاء ثمّ خرّق يعقوب ثوبه وشدّ الحزام على ظهره وجلس ايّاما للبكاء والنواح على يوسف ، وقد عزّاه جميع ابنائه ذكورا وإناثا الّا انه امتنع ان يقبل تعزيتهم وقال : سأدفن في القبر حزنا على ولدي.

بيد انّ القرآن يبيّن : انّ يعقوب لم يصدّق ما قاله أولاده ، ولم يفزع ولم يجزع لمصيبة ولده يوسف ، بل ادّى ما عليه من سنّة الأنبياء من الصبر والتوكل على الله ، وقال لأبنائه :( بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ ) وان كان قلبه يحترق على فراق ولده وعيناه تدمعان من اجله حتى ابيضتا وعميتا ، ولكن ـ وكما يعبر القرآن ـ لم يقم بأي عمل من قبيل تخريق الثوب والنواح وشدّ الحزام على ظهره ـ والذي كان علامة للمصيبة و «العزاء» ـ وانّما قال : «صبر جميل» وكتم حزنه «فهو كظيم».

١١٣

وعلى كل حال فإنّ هذه القصّة ـ بعد الإسلام ـ تناقلتها أقلام مؤرخي الشرق والغرب وأحيانا مع أغصان وأوراق اضافية.

5 ـ لم ذكرت قصّة يوسف في مكان واحد على خلاف قصص سائر الأنبياء؟!

انّ من خصائص قصّة يوسف البارزة انّ هذه القصّة ذكرت في مكان واحد من القرآن ، على خلاف قصص الأنبياء التي ذكرت على شكل فصول مستقلة في سور متعددة من القرآن.

والحكمة في ذلك تعود الى ان تفكيك فصول هذه القصّة مع ملاحظة وضعها الخاص يفقدها ترابطها وانسجامها ، فلهذا ينبغي ان تذكر كاملة في مكان واحد للحصول على النتيجة المتوخاة وعلى سبيل المثال فان الرؤيا وما ذكره أبوه من تعبير في اوّل هذه السورة يفقد معناه دون ذكر نهايتها.

لذلك نقرا في أواخر هذه السورة ، حين جاء يعقوب واخوة يوسف الى مصر وخرّوا له سجّدا قال يوسف ملتفتا الى أبيه :( يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا ) (1) .

هذا النموذج يوضح الارتباط الوثيق بين بداية السورة ونهايتها ، في حين انّ قصص الأنبياء الآخرين ليست على هذه الشاكلة ، ويمكن درك كل واحدة من خلال فصولها.

والخصيصة الاخرى خصائص هذه السورة هي انّ قصص الأنبياء التي وردت في السور الاخرى من القرآن تبيّن عادة مواجهة الأنبياء لقومهم المعاندين والطغاة ، ثمّ تنتهي الحالة الى ايمان جماعة بالأنبياء ومخالفة جماعة اخرى لهم واستحقاقهم عذاب الله وعقابه.

__________________

(1) الآية 100.

١١٤

امّا في قصّة يوسف فلا كلام عن هذا الموضوع ، بل اكثر ما فيها بيان حياة يوسف نفسه ونجاته من المزالق الخطيرة التي تنتهي أخيرا الى استلامه سدّة الحكم ، وهي في حدّ ذاتها «أنموذج» خاص.

6 ـ فضيلة سورة يوسف

وردت في الرّوايات الاسلامية فضائل مختلفة في تلاوة هذه السورة ، ونقرا من ضمنها حديثا عن الامام الصادقعليه‌السلام حيث يقول : «من قرا سورة يوسف في كل يوم او في كل ليلة ، بعثه الله يوم القيامة وجماله مثل جمال يوسف ، ولا يصيبه فزع يوم القيامة ، وكان من خيار عباد الله الصالحين»(1) .

انّ الرّوايات التي وردت في فضائل سور القرآن ـ كما قلنا مرارا ـ ليس معناها القراءة السطحيّة دون تفكر وعمل ، بل تلاوة تكون مقدمة للتفكر التفكر الذي يجر الى العم ، ومع ملاحظة محتوى هذه السورة يتّضح ان من يستلهم خطة حياته من هذه القصّة ، ويعفّ نفسه امام طوفان شديد من الشّهوات والمال والجاه والمقام ، الى درجة يرى بها خفرة السجن المظلمة مقرونة بطهارة الثوب أفضل من الحياة في قصور الملوك الملوّثة ، فإنّ مثل هذا الشخص في جمال روحه كجمال يوسف ، وما من خفيّ الّا ظهر يوم القيامة وسيجد له جمالا مذهلا ويكون في صف عباد الله الصالحين.

وممّا يلزم ذكره انّه ورد في عدد من الأحاديث النهي عن تعليم هذه السورة «للنساء» ، ولعلّ السرّ في ذلك هو ما في الآيات المرتبطة بامراة عزيز مصر فبالرغم من سرد القصّة في بيان عفيف ، الّا انّها سبب لتحريك بعض النساء ايضا وقد جاء التأكيد على تعليم سورة «النّور» المشتملة على آيات الحجاب للنساء بدلا من سورة يوسف.

__________________

(1) مجمع البيان في تفسير الآية.

١١٥

ولكن سند هذه الرّوايات بشكل عام لا يعتمد عليه ، اضافة الى ذلك فقد ورد في بعض الرّوايات الاخرى خلاف ذلك حيث ترغّب في تعليم هذه السورة للعائلة. وبعد هذا كلّه فإنّه التدقيق في آيات هذه السورة يكشف انّ هذه السورة ، ليس فيها ايّة نقطة سلبية بالنسبة للنساء ، وليس هذا فحسب ، بل ان ما جرى لامراة عزيز مصر ، درس فيه عبرة لجميع النسوة اللائي يبتلين بالوساوس الشيطانيّة.

* * *

١١٦

الآيات

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

( الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ (3) )

التّفسير

احسن القصص بين يديك :

تبدا هذه السورة بالحروف المقطعة «الف. لام. راء» وهي دلالة على عظمة القرآن ، وانّ تركيب هذه الآيات ذات المحتوى العميق متكوّن من ابسط الاجزاء ، وهي حروف الهجاء «الف ـ باء إلخ» وقد تحدثنا عن الحروف المقطعة في القرآن ـ حتى الآن ـ في ثلاثة مواضع «بداية سورة البقرة ، وآل عمران ، والأعراف» بقدر كاف فلا ضرورة للتكرار ، واثبتنا دلالتها على عظمة القرآن.

وربّما كان لهذا السبب ان تأتي الاشارة ـ بعد هذه الحروف المقطعة مباشرة ـ الى بيان عظمة القرآن في هذه السورة ، فتقول :( تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ ) .

وممّا يستلفت النظر انّه استفيد من اسم الاشارة «تلك» في هذه الآية للبعيد ، نظير ما جاء في بداية سورة البقرة وبعض السور القرآنية الاخرى. وقد قلنا : انّ

١١٧

مثل هذه التعبيرات جميعا يشار بها الى عظمة هذه الآيات ، اي انّها بدرجة من الرفعة والعلوّ كأنّها في نقطة بعيدة لا يمكن الوصول إليها ببساطة ، بل بالسعي والجدّ المتواصل فهي في أوج السّماوات وفي اعالي الفضاء اللامتناهي ، لا انّها مطالب ومفاهيم رخيصة يحصل عليها الإنسان في كل خطوة.

ثمّ يأتي البيان عن الهدف من نزول الآيات فيقول :( إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) .

فالهدف اذن ليس القراءة او التلاوة او التيمّن او التبرك بتلاوة هذه الآيات فحسب ، بل الهدف الاساسي هو الإدراك الإدراك القوي الذي يدعو الإنسان الى العمل بجميع وجوده.

وامّا سرّ كون القرآن عربيا فهو بالاضافة الى انّ اللغة العربية واسعة كما يشهد بذلك اهل المعرفة باللغات المختلفة من العالم ، بحيث تستطيع ان تكون ترجمانا للسان الوحي ، وان تبيّن المفاهيم الدقيقة لكلام الله سبحانه ، فمن المسلم به ـ بعد هذا ـ انّ نور الإسلام بزغ في جزيرة العرب التي كانت منطلقا للجاهلية والظلمة والتوحّش والبربرية ، ومن اجل ان يجمع اهل تلك المنطقة حول نفسه فينبغي ان يكون القرآن واضحا مشرقا ، ليعلّم اهل الجزيرة الذين لا حظ لهم من الثقافة والعلم والمعرفة ، ويخلق بذلك مركزا محوريا لانتشار هذا الدين الى سائر نقاط العالم.

وبطبيعة الحال فإنّ القرآن بهذه اللغة «العربيّة» لا يتيسّر فهمه لجميع الناس في العالم (وهذا شأن اية لغة اخرى) لانّنا لا نملك لغة عالمية ليفهمها جميع الناس ، ولكن ذلك لا يمنع من ان يستفيد من في العالم من تراجم القرآن ، او ان يطلعوا تدريجا على هذه اللغة ليتلمسوا الآيات نفسها ويدركوا مفاهيم الوحي في طيّات هذه الألفاظ.

وعلى كل حال فالتعبير بكون القرآن عربيا ـ الذي تكرر في عشرة موارد

١١٨

من القرآن ـ جواب لأولئك الذين يتهمون النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأنّه تعلم القرآن من اعجمي ، وانّ محتوى القرآن مستورد وليس وحيا الهيا.

وهذه التعبيرات المتتابعة تحتم ضمنا وظيفة مفروضة على جميع المسلمين ، وهي ان يسعوا جميعا الى معرفة اللغة العربية وان تكون اللغة الثانية الى جانب لغتهم ، لانّها لغة الوحي ومفتاح فهم حقائق الإسلام.

ثمّ يقول سبحانه :( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ ) .

يعتقد بعض المفسّرين انّ( أَحْسَنَ الْقَصَصِ ) اشارة الى مجموع القرآن ، وانّ جملة( بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ ) قرينة على ذلك. والقصّة هنا ليست بمعنى سرد الحكاية ، بل المراد معناها «الجذري» في اللغة وهو البحث عن آثار الشيء. وبما انّ اي موضوع ـ حين يشرح ويفصّل ـ يبيّن بكلمات متتابعة ، فلذلك يطلق عليه قصّة ايضا.

وعلى كل حال فإنّ الله سبحانه عبّر ب( أَحْسَنَ الْقَصَصِ ) عن مجموع هذا القرآن الذي جاء في أجمل البيان والشرح ، وافصح الألفاظ وأبلغها ، مقرونة بأسمى المعاني وادقّها ، بحيث يبدو ظاهره عذبا جميلا ، ومن حيث الباطن فمحتواها عظيم.

ونشاهد في روايات متعددة انّ هذا التعبير استعمل في مجموع القرآن ، رغم انّ هذه الرّوايات لم ترد في تفسير هذه الآية ـ محل بحثنا ـ.

فمثلا نقرا حديثا نقله علي بن ابراهيم عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «انّ احسن القصص هذا القرآن»(1) .

كما نقل في روضة الكافي عن خطبة لأمير المؤمنين قوله : ان احسن

__________________

(1) نور الثقلين ، ج 2 ، ص 49.

١١٩

القصص وابلغ الموعظة وانفع الذكر كتاب الله»(1) .

ولكنّ ارتباط الآيات المقبلة التي تبيّن قصّة يوسفعليه‌السلام مع هذه الآية ـ محل البحث ـ بشكل يشدّ ذهن الإنسان الى هذا المعنى ، وهو انّ الله عبر عن قصّة يوسف بأحسن القصص وربّما لا ينقدح في أذهان الكثيرين ممن يطالعون بداية آيات هذه السورة غير هذا المعنى.

وقلنا مرارا انّه لا مانع من ان تكون مثل هذه الآيات للمعنيين جميعا فالقرآن هو احسن القصص بصورة عامّة ، وقصّة يوسف هي احسن القصص بصورة خاصّة.

ولم لا تكون هذه القصّة احسن القصص ، مع انّها ترسم في فصولها المثيرة اسمى دروس الحياة؟!

فنحن نشاهد حاكمية ارادة الله على كل شيء هذه القصّة ، وننظر بأعيننا المصير الأسود الذي انتهى اليه الحسّاد وما رقموه على الماء من خطط.

كما تتجسم من خلال سطورها الذلة في الابتذال وعدم العفة ، والعظمة في التقوى ومنظر الصبيّ وهو وحيد في قعر الجبّ ، وفي مشهد آخر نراه يقضي الليالي والايّام دون ذنب في حفرة السجن المظلم ، ثمّ انبثاق نور الأمل من خلف حجب اليأس والظّلمات ، ثمّ نشاهد بعد ذلك حكومته العظيمة الواسعة نتيجة دراسته وأمانته. كل هذه المشاهد تتجلّى للقارىء لهذه القصّة بشكل رتيب.

لحظات وبسبب رؤيا يتحول مصير امّة انقاذ امّة ومجتمع بشري من الهلكة على يد قائد الهي متيقظ وعشرات الدروس الاخرى ـ الكبيرة ـ التي تلوح في هذه القصّة ، فلم لا تكون هذه القصّة احسن القصص؟!

غاية ما في الأمر أنّه لا تكفي أن تكون قصّة يوسف وحدها هي احسن القصص ، بل المهم ان تكون فينا الجدارة لانّ نفهم هذا الدرس العظيم وان نعرف

__________________

(1) نور الثقلين ، ج 2 ، ص 49.

١٢٠