الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ٧

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل0%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 572

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

مؤلف: آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
تصنيف:

الصفحات: 572
المشاهدات: 273486
تحميل: 4733


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 572 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 273486 / تحميل: 4733
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء 7

مؤلف:
العربية

١

٢

٣
٤

الآيات

( وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ (71) قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73) )

التّفسير

جانب من حياة محطم الأصنام :

والآن جاء الدور للحديث عن جانب من حياة «ابراهيمعليه‌السلام » هذا البطل العظيم الذي حطم الأصنام ، وما جرى له مع قومه. طبعا كل ذلك مذكور بتفصيل اكثر في سور اخرى من القرآن غير هذه السورة ، كسورة البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والانعام ، والأنبياء ، وغيرها.

وهنا تذكر الآيات قسما من حياته المرتبطة بقصّة «قوم لوط» وعقاب هؤلاء الجماعة الملوّثين بالآثام والعصيان ، فتقول في البداية :( وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا

٥

إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى ) .

وهؤلاء الرسل ـ كما سيتبيّن من خلال الآيات التالية ـ هم الملائكة الذين أمروا بتدمير مدن قوم لوط ، ولكنّهم قبل ذلك جاؤوا الى ابراهيم ليسلموه بلاغا يتضمّن بشرى سارة.

امّا عن ماهية هذه البشرى فهناك احتمالان ، ولا مانع من الجمع بينهما.

الاحتمال الاوّل : البشرى بتولّد إسماعيل وإسحاق ، لانّ ابراهيمعليه‌السلام لم يرزق ولدا بعد عمر طويل ، في حين كان يتمنى ان يرزق ولدا او أولادا يحملون لواء النبوّة ، فإبلاغهم له بتولد إسماعيل وإسحاق بعد بشارة عظمى.

والاحتمال الثّاني : انّ ابراهيم كان مستاء ممّا وجده في قوم لوط من الفساد والعصيان ، فحين اخبروه بأنّهم أمروا بهلاكهم سرّ ، وكان هذا الخبر بشرى له.

فحين جاءوا ابراهيم( قالُوا سَلاماً ) فأجابهم ايضا و( قالَ سَلامٌ ) ورحّب بهم( فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ) .

«العجل» في اللغة ولد البقر و «الحنيذ» معناه المشوي ، واحتمل بعضهم انّ ليس كل لحم مشوي يطلق عليه انّه حنيذ ، بل هو اللحم المشويّ على الصخور الى جنب النّار دون ان تصيبه النّار ، وهكذا ينضج شيئا فشيئا.

ويستفاد من هذه الجملة انّ من آداب الضيافة ان يعجل للضيف بالطعام ، خاصّة إذا كان الضيف مسافرا ، فإنّه غالبا ما يكون متعبا وجائعا وبحاجة الى طعام ، فينبغي ان يقدم له الطعام عاجلا ليخلد الى الراحة.

وربّما يقول بعض المنتقدين : أليس هذا العجل كثيرا على نفر معدود من الأضياف ، ولكن مع ملاحظة انّ القرآن لم يذكر عدد هؤلاء الأضياف اوّلا ، وهناك اقوال في عددهم ، فبعض يقول : كانوا ثلاثة ، وبعض يقول : اربعة ، وبعض يقول : كانوا تسعة ، وبعض قال : احد عشر ، ويحتمل ان يكونوا اكثر من ذلك.

وثانيا : فإنّ ابراهيم كان له اتباع وعمال وجيران ، وهذا الأمر متعارف ان

٦

يصنع مثل هذا عند الضيافة ويكون فوق حاجة الأضياف ليأكل منه الجميع ولكن حدث لإبراهيم حادث عجيب مع أضيافه عند تقديم العجل الحنيذ لهم ، فقد رآهم لا يمدّون أيديهم الى الطعام ، وهذا العمل كان مريبا له وجديدا عليه ، فأحسّ بالاستيحاش واستغرب ذلك منهم( فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ) .

ومن السنن والعادات القديمة الّتي لا تزال قائمة بين كثير من الناس الذين لهم التزام بالتقاليد الطيبة للاسلاف. هي انّ الضيف إذا تناول من طعام صاحبه (وبما اصطلح عليه : تناول من ملحه وخبزه) فهو لا يكنّ له قصد سوء ، وعلى هذا فإنّ من له قصد سوء مع احد ـ واقعا ـ يحاول الّا يأكل من طعامه «وخبزه وملحه» ومن هذا المنطلق شك ابراهيم في نيّاتهم ، وأساء الظن بهم ، واحتمل انّهم يريدون به سوءا.

امّا الرسل فإنّهم لمّا اطلعوا على ما في نفس ابراهيم ، بادروا لرفع ما وقع في نفسه و( قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ ) .

وفي هذه الحال كانت امرأته «سارة» واقفة هناك فضحكت كما تقول الآية( وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ ) .

هذا الضحك من سارة يحتمل ان يكون لانّها كانت مستاءة من قوم لوط وفجائعهم ، واطلاعها على قرب نزول العذاب عليهم كان سببا لسرورها وضحكها.

وهناك احتمال آخر وهو انّ الضحك كان نتيجة لتعجبها او حتى لاستيحاشها ايضا ، لانّ الضحك لا يختص بالحوادث السارّة بل يضحك الإنسان ـ أحيانا ـ من الاستياء وشدة الاستيحاش ، ومن أمثال العرب في هذا الصدد «شر الشدائد ما يضحك».

او انّ الضحك كان لانّ الأضياف لم يتناولوا الطعام ولم تصل أيديهم اليه

٧

بالرغم من اعداده وتهيأته لهم.

ويحتمل ايضا انّ ضحكها لسرورها بالبشارة بالولد. وان كان ظاهر الآية ينفي هذا التّفسير ، لانّ البشرى بإسحاق كانت بعد ضحكها ، الّا ان يقال : انّهم بشروا ابراهيم اوّلا بالولد ، واحتملت سارة ان سيكون الولد منها فتعجبت ، وانّه هل يمكن لامراة عجوز وفي هذه السن ان يكون لها ولد من زوجها؟ لذلك سألتهم بتعجب فأجابوها بالقول : نعم ، وهذا الولد سيكون منك. والتأمل في سورة الذاريات بهذا الشأن يؤكّد ذلك.

وينبغي الالتفات هنا الى انّ بعض المفسّرين يصرون على انّ «ضحكت» مشتقة من «ضحك» بمعنى العادة النسائية وهي «الحيض» وقالوا : انّ سارة بعد ان بلغت سنّ اليأس أتتها العادة في هذه اللحظة وحاضت ، والعادة الشهرية تدل على إمكان انجاب الولد ، ولذلك فحين بشرت بإسحاق أمكنها ان تصدّق ذلك تماما وهؤلاء المفسّرون استندوا في قولهم الى لغة العرب ، حيث قالوا في هذا الصدد : ضحكت الأرنب ، اي حاضت.

ولكن هذا الاحتمال مستبعد من جهات مختلفة :

اوّلا : لانّه لم يسمع انّ هذه «المادة» استعملت في الإنسان بمعنى الحيض في اللغة العربية ، ولهذا فإنّ الراغب حين يذكر هذا المعنى في مفرداته يقول بصراحة : انّ هذا ليس تفسير جملة فضحكت كما تصوّره بعض المفسّرين ، بل معناها هو الضحك المألوف ، ولكنّها حاضت وهي في حال الضحك ايضا ، ولذلك وقع الخلط بينهما.

ثانيا : إذا كانت هذه الجملة بمعنى حصول العادة النسائية فلا ينبغي لسارة ان تتعجب من البشرى بالولد «إسحاق» لانّه ـ والحال هذه ـ لا غرابة في الانجاب ، في حين نستفيد من الجمل الاخرى انّها لم تتعجب من الانجاب فحسب ، بل صرخت وقالت :( يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً ) .

٨

وعلى كل حال فإنّ هذا الاحتمال في الآية يبدو بعيدا جدّا.

ثمّ تضيف الآية انّ إسحاق سيعقبه ولد من صلبه اسمه يعقوب :( فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ ) .

الواقع انّ الملائكة بشّروها بالولد وبالحفيد ، فالاوّل إسحاق والثّاني يعقوب ، وكلاهما من أنبياء الله.

ومع التفات «سارة» امراة ابراهيم الى كبر سنّها وسن زوجها فإنّها كانت آيسة من الولد بشدّة ، فاستنكرت بصوت عال متعجبة من هذا الأمر و( قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ) .

وكان الحق معها ، لانّه طبقا للآية (29) من سورة الذاريات ، فإنّها كانت في شبابها عاقرا ، وحين بشرت بالولد كان عمرها ـ كما يقول المفسّرون وتذكره التوراة في سفر التكوين ـ تسعين عاما او اكثر ، امّا زوجها ابراهيمعليه‌السلام فكان عمره مائة عام او اكثر.

وهنا ينقدح سؤال وهو : لم استدلت سارة على عدم الانجاب بكبر سنّها وكبر سنّ زوجها ، في حين اننا نعلم انّ النساء عادة يصبحن آيسات بعد الخمسين لانقطاع «الحيض» او «العادة» واحتمال الانجاب في هذه المرحلة بالنسبة لهنّ ضعيف ، امّا الرجال فقد أثبتت التجارب الطبيعية انّهم قادرون على الانجاب لسنين أطول ...؟

والجواب على هذا السؤال واضح : فإنّ الرجال وان كانوا قادرين على الانجاب ، ولكن يضعف احتماله كلما طعنوا في السنّ ولذا فطبقا للآية (54) من سورة الحجر نجد ابراهيم نفسه متعجبا من هذه البشرى لكبر سنّه ، أضف الى ذلك فإنّ سارة من الناحية النفسية لعلها لم تكن في الانفراد بهذه المشكلة (العقم) وأرادت اقحام زوجها معها.

وعلى كل حال فإنّ رسل الله أزالوا التعجب عنها فورا وذكّروها بنعم الله «الخارقة للعادة» عليها وعلى أسرتها ونجاتهم من الحوادث الجمة ، فالتفتوا إليها

٩

و( قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ) .(1)

ذلك الربّ الذي نجّى ابراهيم من مخالب نمرود الظالم ، ولم يصبه سوء وهم في قلب النار ، هو ذلك الرّب الذي نصر ابراهيم محطم الأصنام ـ وهو وحيد ـ على جميع الطواغيت ، وألهمه القدرة والاستقامة البصيرة.

وهذه الرحمة الالهية لم تكن خاصّة بذلك اليوم فحسب ، بل هي مستمرة في اهل هذا البيت ، واي بركة أعظم من وجود رسول الله محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والائمّة الطاهرينعليهم‌السلام في هذه الاسرة وفي هذا البيت بالذات.

واستدل بعض المفسّرين بهذه الآية على انّ الزوجة تعدّ من «أَهْلَ الْبَيْتِ » ايضا ، ولا يختص هذا العنوان بالولد والأب والام. وهذا الاستدلال صحيح طبعا ، وحتى مع غضّ النظر عن الآية هذه ، فإنّ كلمة «اهل» من حيث المحتوى تصحّ بهذا المعنى ، ولكن لا مانع ابدا ان يخرج جماعة من اهل بيت النّبوة من الناحية المعنوية بسبب انحرافهم من اهل البيت «وسيأتي فريد من الإيضاح والشرح في هذا الصدد ان شاء الله ذيل الآية 33 من سورة الأحزاب».

وقال ملائكة الله لمزيد التأكيد على بشارتهم وكلامهم في شأن الله( إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) .

الواقع انّ ذكر هاتين الصفتين لله تعالى على الجملة السابقة ، لانّ كلمة «حميد» تعني من له اعمال ممدوحة وتستوجب الثناء والحمد ، وقد جاء صفة لله ليشير الى نعمه الكثيرة على عباده ليحمد عليها ، وامّا كلمة «مجيد» فتطلق على من يهب النعم حتى قبل استحقاقها.

ترى هل من العجيب على ربّ له هذه الصفات ان يعطي مثل هذه النعمة العظيمة اي الأبناء الصالحين لنبيّه الكريم؟!

* * *

__________________

(1) انّ جملة «رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ » يمكن ان تكون خبرية ، وهي حال ، كما يمكن ان تكون بمعنى الدعاء ايضا ، ولكن الاحتمال الاوّل اقرب.

١٠

الآيات

( فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75) يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76) )

التّفسير

رأينا في الآيات السابقة انّ ابراهيم عرف فورا انّ أضيافه الجدد لم يكونوا افرادا خطرين او يخشى منهم ، بل كانوا رسل الله على حد تعبيرهم ، ليؤدوا وظيفتهم التي أمروا بها في قوم لوط.

ولمّا ذهب الهلع والخوف عن ابراهيم من أولئك الأضياف ، ومن ناحية اخرى فقد بشروه بالوليد السعيد ، شرع فورا بالتفكير في قوم لوط الذين أرسل إليهم هؤلاء الرسل «الملائكة» فأخذ يجادلهم ويتحدث معهم في أمرهم( فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ ) (1) .

__________________

(1) كلمة «روع» على وزن «نوع» معناها «الخوف والوحشة» وكلمة «روع» على وزن «نوح» معناها «الروح» او قسم منها الذي هو محل الخوف ومركزه ، لمزيد الإيضاح تراجع المعاجم اللغوية.

١١

وهنا يمكن ان ينقدح هذا السؤال ، وهو : لم تباحث ابراهيمعليه‌السلام مع رسل الله وجادلهم في قوم آثمين ظالمين ـ كقوم لوط ـ وقد أمروا بتدميرهم ، في حين انّ هذا العمل لا يتناسب مع نبيّ ـ خاصّة إذا كان ابراهيمعليه‌السلام في عظمته وشأنه؟

لهذا فإنّ القرآن يعقّب مباشرة في الآية عن شفقة ابراهيم وتوكله على الله فيقول( إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ ) (1) .

في الواقع هذه الكلمات الثلاث المجملة جواب على السؤال المشار اليه آنفا. وتوضيح ذلك : انّ هذه الصفات المذكورة لإبراهيم تشير الى انّ مجادلته كانت ممدوحة ، وذلك لانّ ابراهيم لم يتّضح له انّ امر العذاب صادر من قبل الله بصورة قطعية ، بل كان يحتمل انّه لا يزال لهم حظ في النجاة ، ويحتمل انّهم سيرتدون عن غيهم ويتّعظون ، ومن هنا فما زال هناك مجال للشفاعة لهم فكان راغبا في تأخير العذاب والعقاب عنهم ، لانّه كان حليما ، ومشفقا واوّاها ومنيبا الى الله.

فما ذكره البعض من انّ مجادلة ابراهيم إذا كانت مع الله فلا معنى لها ، وإذا كانت مع رسله فهم ايضا لا يستطيعون ان يفعلوا شيئا من أنفسهم ، فعلى كل حال فالمجادلة هذه غير صحيحة ـ مجانب للصواب.

والجواب : انّه لا كلام في الحكم القطعي ، امّا لو كان الحكم غير قطعي فمع تغيير الظروف وتبدل الأوضاع يمكن تغييره ، لانّ طريق الرجوع لا زال مفتوحا ، وبتعبير آخر : فإنّ الأوامر في هذه الحالة مشروطة لا مطلقة.

وامّا من احتمل انّ المجادلة كانت مع الرسل في شأن نجاة المؤمنين ، واستشهدوا على هذا القول بالآيتين (31) و (32) من سورة العنكبوت( وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَها كانُوا

__________________

(1) «الحليم» مشتق من «الحلم» وهو : الاناة والصبر في سبيل الوصول الى هدف مقدس ، والأواه في الأصل : كثير التحسر والآه سواء من الخوف من المسؤلية التي يحملها او من المصائب ، والمنيب من الانابة اي الرجوع.

١٢

ظالِمِينَ ، قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ ) .

فهذا الاحتمال غير صحيح ايضا ، ولا ينسجم مع الآية التي تأتي بعدها وهي محل وتقول الآية التالية : انّ الرسل قالوا لإبراهيم ـ مباشرة ـ ان اعرض عن اقتراحك لانّ امر ربّك قد تحقق والعذاب نازل لا محالة.

( يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ ) .

والتعبير «ربّك» لا يدل على انّ هذا العذاب خلو من الطابع الانتقامي فحسب ، بل يدل ايضا على انّه علامة لتربية العباد وإصلاح المجتمع الانساني.

وما نقرؤه في بعض الرّوايات انّ ابراهيمعليه‌السلام قال لرسل الله : إذا كان بين هؤلاء القوم مائة مؤمن فهل يعذب المؤمنون؟ قالوا : لا. فقال : إذا كان بينهم خمسون مؤمنا؟ فقالوا : لا ايضا. قال : فإذا كان بينهم ثلاثون مؤمنا؟ قالوا : لا. قال : فإذا كان بينهم عشرة؟ قالوا : لا. قال : فإذا كان بينهم خمسة؟ قالوا : لا. قال : فإذا كان بينهم مؤمن واحد؟ قالوا : لا. قال : فإنّ فيها لوطا. قالوا :( نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ ) (1) ...إلخ.

فمثل هذه الرّواية لا تدل بوجه مطلق على انّ المجادلة اقتصرت على هذا الكلام ، بل كان ذلك منه بالنسبة الى المؤمنين ، وهو شيء آخر غير مجادلته عن الكفار. ومن هنا يتّضح انّ الآيات التي وردت في سورة العنكبوت لا تنافي هذا التّفسير ايضا «فتدبّر».

* * *

__________________

(1) راجع تفسير البرهان ، ص 226 ، ج 2.

١٣

الآيات

( وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالَ هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ (79) قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) )

التّفسير

قوم لوط وحياة الخزي :

مرّت في آيات من سورة الأعراف اشارة الى شيء من مصير قوم لوط ، وفسّرنا ذلك في محلّه ، وهنا يتناول القرآن الكريم ـ وبمناسبة ما ذكره من قصص الأنبياء واقوامهم وبما ورد في الآيات المتقدمة عن قصّة لوط وقومه ـ قسما آخر من حياة هؤلاء القوم المنحرفين الضالين ليتابع بيان الهدف الاصلي الا وهو سعادة المجتمع الانساني ونجاته بأسره.

١٤

يبيّن القرآن الكريم في هذا الصدد اوّلا انّه لما جاءت رسلنا لوطا طار هلعا وضاق بهم ذرعا وأحاط به الهمّ من كل جانب( وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً ) .

وقد ورد في الرّوايات الاسلامية انّ لوطا كان في مزرعته حيث فوجئ بعدد من الشباب الوسيمين الصباح الوجوه قادمون نحوه وراغبون في النّزول عنده ولرغبته باستضافتهم من جهة ، ولعلمه بالواقع المرير الذي سيشهده في مدينته الملوّثة بالانحراف الجنسي من جهة أخرى ، كل ذلك أوجب له الهم ومرّت هذه المسائل على شكل أفكار وصور مرهقة في فكره ، وتحدث مع نفسه( وَقالَ هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ ) .

لاحتمال الفضيحة والتورط في مشاكل عويصة كلمة (سيئ) مشتقّة من ساء ، ومعناها عدم الارتياح وسوء الحال ، و «الذرع» تعني «القلب» على قول ، وقال آخرون : معناها «الخلق» فعلى هذا يكون معنى( ضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً ) انّ قلبه أصيب بتأثر شديد لهؤلاء الأضياف غير المدعوين في مثل هذه الظروف الصعبة.

ولكن بحسب ما ينقله «الفخر الرازي» في تفسيره عن «الازهري» انّ الذرع في هذه الموارد يعنى «الطاقة» وفي الأصل معناه الفاصلة بين اذرع البعير أثناء سيره.

وطبيعي حين يحمل البعير اكثر من طاقته فإنّه يضطر الى تقريب خطواته وتقليل الفاصلة بين خطواته ، وبهذه المناسبة وبالتدريج استعمل هذا المعنى في عدم الارتياح والاستثقال من الحوادث.

ويستفاد من بعض كتب اللغة ككتاب (القاموس» انّ هذا التعبير انّما يستعمل في شدة الحادثة بحيث يجد الإنسان جميع الطرق بوجهه موصدة.

وكلمة «عصيب» مشتقّة من «العصب» على زنة «الكلب» ومعناه ربط الشيء بالآخر وشده شدّا محكما ، وحيث انّ الحوادث الصعبة تشدّ الإنسان

١٥

وكأنّها تسلبه راحته فيظل مبلبل الأفكار سمّيت «عصيبة» وتطلق العرب على الايّام شديدة الحر انّها عصيبة ايضا.

وعلى كل حال ، فإنّ لوطا لم يجد بدا من ان يأتي بضيوفه الى البيت ويقوم بواجب الضيافة ولكنّه حدّثهم في الطريق ـ عدة مرّات ـ انّ اهل هذه المدينة منحرفون واشرار ليكونوا على حذر منهم.

ونقرا في احدى الرّوايات انّ الله سبحانه امر ملائكته ان لا يعذبوا قوم لوط حتى يعترف لوط عليهم ثلاث مرّات ، ومعنى ذلك انّه حتى في تنفيذ حكم الله بالنسبة لقوم ظالمين لا بدّ من تحقق موازين عادلة في المحاكمة ، وقد سمع رسل الله شهادة لوط في قومه ثلاث مرّات أثناء الطريق(1) .

وورد في بعض الرّوايات انّ لوطا اخّر ضيوفه كثيرا حتى حلول الليل ، فلعله يستطيع ان يحفظ ماء وجهه من شرور قومه ، ويقوم بواجب الضيافة دون ان يساء الى أضيافه. ولكن ما عسى ان يفعل الإنسان إذا كان عدوه داخل بيته ، وكانت امراة لوط امراة كافرة وتساعد قومه الظالمين ، وقد اطلعت على ورود هؤلاء الأضياف الى بيتها ، فصعدت الى أعلى السطح وصفقت بيديها اوّلا ، ثمّ بإشعال النّار وتصاعد الدخان أعلمت جماعة من هؤلاء القوم بأنّ طعمة دسمة قد وقعت في «الشباك»(2) .

يقول القرآن الكريم في هذا الصدد( وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ ) (3) وكانت حياة هؤلاء القوم مسودّة وملطخة بالعار( وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ ) فكان من حق لوط ان يضيق ذرعا يصرخ ممّا يرى من شدّة استيائه و( قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ) فأنا مستعد ان أزوجهن ايّاكم( فَاتَّقُوا اللهَ وَلا

__________________

(1) مجمع البيان ، في شرح الآية آنفة الذكر.

(2) الميزان ، ج 10 ، ص 362.

(3) «يهرعون» مشتقة من الاهراع ومعناها السياقة الشديدة ، فكأنما تسوق غريزة هؤلاء إياهم بشدة الى أضيافه.

١٦

تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ) يصدكم عن هذه الأعمال المخزية وينصحكم بالإقلاع عنها.

ولكن هؤلاء القوم المفسدين أجابوا لوطا بكل وقاحة وعدم حياء و( قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ ) .

وهنا وجد لوط هذا النّبي العظيم نفسه محاصرا في هذه الحادثة المريرة فنادي و( قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً ) او سند من العشيرة والاتباع والمعاهدين الأقوياء حتى أتغلّب عليكم( أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ ) .

* * *

ملاحظات

1 ـ العبارة التي قالها لوط عند هجوم القوم على داره وأضيافه ـ( هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ) فتزوجوهنّ انّ شئتم فهنّ حلال لكم ولا ترتكبوا الإثم والذنب وقد ـ أثارت هذه العبارة بين المفسّرين عدّة اسئلة :

اوّلا : هل المراد من( هؤُلاءِ بَناتِي ) بنات لوط على وجه الحقيقة والنسب؟! في حين انّ عددهن ـ وطبقا لما ينقل التاريخ ـ ثلاث او اثنتان فحسب ، فكيف يعرض تزويجهن على هذه الجماعة الكثيرة؟!

ام انّ المراد من قوله( هؤُلاءِ بَناتِي ) بنات «القبيلة» والمدينة ، وعادة ينسب كبير القوم ورئيسهم بنات القبيلة اليه ويطلق عليهنّ «بناتي».

الاحتمال الثّاني يبدو ضعيفا لانّه خلاف الظاهر.

والصحيح هو الاحتمال الاوّل ، لانّ الذين هجموا على داره وأضيافه كانوا ثلّة من اهل القرية لا جميعهم فاقترح عليهم لوط ذلك الاقتراح ، أضف الى ذلك انّ لوطا كان يريد ان يبدي منتهى إيثاره وتضحيته لحفظ ماء وجهه وليقول لهم : انّي مستعد لتزويجكم من بناتي لتقلعوا عن آثامكم وتتركوا اضيافي فلعل هذا

١٧

الإيثار المنقطع النظير يردعهم ويوقظ ضمائرهم الذي غطته السيئات.

ثانيا : هل يجوز تزويج البنات المؤمنات أمثال بنات لوط من الكفار حتى يقترح عليهم لوط ذلك؟!

وقد أجيب على هذا السؤال من طريقين.

الاوّل : انّ مثل هذا الزواج في مذهب لوط ـ كما كان في بداية الإسلام ـ لم يكن محرما ، ولذلك فإنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم زوّج ابنته زينب من أبي العاص قبل ان يسلم ، ولكن هذا الحكم نسخ بعدئذ(1) .

الثّاني : انّ المراد من قول لوطعليه‌السلام كان زواجا مشروطا بالايمان ، اي هؤلاء بناتي فتعالوا وآمنوا لازوجهن ايّاكم.

ويتّضح انّ الاشكال على النّبي لوط ـ من انّه كيف يزوج بناته المطهرات من جماعة أوباش ـ غير صحيح ، لانّ عرضه عليهم ذلك الزواج كان مشروطا بالايمان وليثبت منتهى علاقته بهدايتهم.

2 ـ ينبغي الالتفات الى انّ كلمة «اطهر» لا تعني بمفهومها انّ عملهم المخزي والسيء كان «طاهرا» ولكن الزواج من البنات «اطهر» ، بل هو تعبير شائع في لسان العرب ـ ولغات اخرى ـ في المفاضلة والمقايسة بين أمرين ، مثلا يقال لمن يسوق بسرعة رعناء «الوصول المتأخّر خير من عدم الوصول ابدا» او «الاعراض من الطعام المشكوك أفضل من إلقاء الإنسان بيده الى التهلكة» ونقرا في بعض الرّوايات مثلا انّ الامام الصادقعليه‌السلام حين يشعر بالخطر الشديد و «التقيّة» من خلفاء بني العباس يقول «والله لئن أفطر يوما من شهر رمضان احبّ اليّ من أن تضرب عنقي»(2) .

مع انّه لا القتل محبوب ولا هو امر حسن بنفسه ، ولا عدم الوصول ابدا ، ولا

__________________

(1) انظر الفخر الرازي في تفسيره الكبير ، وتفسير مجمع البيان في هذا الصدد.

(2) وسائل الشيعة ، الجزء 7 ، ص 95 ، كتاب الصوم باب 57.

١٨

أمثالهما.

3 ـ تعبير لوط( أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ) في آخر كلامه مع قومه المنحرفين يكشف عن هذه الحقيقة ، وهي انّ وجود رجل ـ ولو رجل واحد رشيد ـ بين قوم ما وقبيلة ما يكفي لردعهم من اعمالهم المخزية ، اي لو كان فيكم رجل عاقل ذو لبّ ورشد لمّا قصدتم بيتي ابتغاء الاعتداء على ضيفي!

هذا التعبير يوضح بجلاء اثر «الرّجل الرّشيد» في قيادة المجتمعات الانسانية ، وهو الواقع الذي وجدنا نماذج كثيرة منه على امتداد التاريخ.

4 ـ من العجيب انّ هؤلاء القوم المنحرفين الضالين قالوا للوط :( ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍ ) وهذا التعبير كاشف عن غاية الانحراف في هذه الجماعة ، اي انّ مجتمعا منحرفا ملوثا بلغ حدّا من العمى بحيث يرى الباطل حقّا والحقّ باطلا!! فالزواج من البنات المؤمنات الطاهرات لا يعدّ حقا عندهم ، وعلى العكس من ذلك يعدّ الانحراف الجنسي عندهم حقّا.

انّ الاعتياد والتطبع على الإثم والذنب يكون في مراحله النهائية والخطرة عند ما يتصور انّ اسوا الأعمال وأخزاها هي «حق عند صاحبها» وانّ أنقى الاستمتاع الجنسي واطهره امر غير مشروع.

5 ـ ونقرا في حديث للإمام الصّادقعليه‌السلام في تفسير الآيات المتقدمة انّ المقصود بالقوّة هو القائم من آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وانّ «الركن الشديد» هم أصحابه الذين عددهم (313) شخصا(1) .

وقد تبدو هذه الرّواية عجيبة وغريبة إذ كيف يمكن الاعتقاد انّ لوطا كان يتمنّى ظهور مثل هذا الشخص مع أصحابه المشار إليهم آنفا.

ولكن التعرف على الرّوايات الواردة في تفسير آيات القرآن حتى الآن يعطينا مثل هذا الدرس ، وهو انّ قانونا كليا يتجلى غالبا في مصداقه البارز ، ففي

__________________

(1) تفسير البرهان ، ج 2 ، ص 228.

١٩

الواقع انّ لوطا كان يتمنّى ان يجد قوما ورجالا لديهم تلك القدرة والقوّة الروحيّة والجسمية الكافية لإقامة حكومة العدل الالهية كما هي موجودة في اصحاب المهدي «عجّل الله فرجه الشّريف» الذين يشكلون حكومة عالمية حال ظهور الامام المهدي «عجّل الله فرجه الشّريف» وقيامه ، لينهض بهم ويواجه الانحراف والفساد فيزيله عن بكرة أبيه ويبير هؤلاء القوم الذين لا حياء لهم.

* * *

٢٠