الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ٧

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل10%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 572

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 572 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 287908 / تحميل: 5234
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ٧

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

سَمِعْتُ الرِّضَاعليه‌السلام يَقُولُ : « كَانَ الرَّجُلُ مِنْ(١) بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا أَرَادَ الْعِبَادَةَ ، صَمَتَ قَبْلَ ذلِكَ عَشْرَ سِنِينَ ».(٢)

١٨٣٨/ ١٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْغِفَارِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ(٣) : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ رَأى مَوْضِعَ كَلَامِهِ(٤) مِنْ عَمَلِهِ(٥) ، قَلَّ كَلَامُهُ إِلَّا فِيمَا يَعْنِيهِ(٦) ».(٧)

١٨٣٩/ ٢٠. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ :

__________________

(١). في حاشية « بر » : « في ».

(٢).الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الحلم ، ح ١٨١١ ، مع زيادة في أوّله ؛عيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ١٢ ، ح ٢٨ ، وفيهما بسند آخر ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٣ ، ح ٢٣٢٨ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٨٣ ، ح ١٦٠٢٨ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٠٦ ، ح ٨٢. (٣). في « ج » : « قال ».

(٤). في نهج البلاغة وتحف العقول : « من علم أنّ كلامه » بدل « من رأى موضع كلامه ».

(٥). في الزهد : « عقله ». وفيشرح المازندراني : « وفيه تنبيه على أنّ المتكلّم ينبغي أن يعدّ كلامه من عمله ويتدبّر في صحّته وفساده وضرّه ونفعه ، فإن رآه صحيحاً لايترتّب عليه شي‌ء من المفاسد آجلاً وعاجلاً ، تكلّم به ، وإن رأى خلاف ذلك ، أمسك عنه ».

(٦). في تحف العقول : « فيما ينفعه ». وفيشرح المازندراني : « فيما يعنيه ، أي يهمّه ، أو يقصده ؛ من عنيتُ به ، أي اهتممت واشتغلت به ؛ أو من عنيتُ فلاناً ، أي قصدته ». وراجع أيضاً :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١٠٥ ؛المصباح المنير ، ص ٤٣٤.

(٧).الزهد ، ص ٦٤ ، ح ٤ ، عن محمّد بن سنان ، عن جعفر بن إبراهيم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله . وفيالخصال ، ص ٥٢٥ ، أبواب العشرين وما فوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٣ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٣٣٢ ، ضمن الحديث الطويل ١ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٥٤٠ ، المجلس ١٩ ، ضمن الحديث الطويل ٢ ، بسند آخر عن أبي ذرّ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .نهج البلاغة ، ص ٥٣٦ ، الحكمة ٣٤٩ ، مع زيادة في أوّله ؛تحف العقول ، ص ٨٩ ، ضمن الحديث الطويل ؛وفيه ، ص ١٠٠ ، ضمن الحديث الطويل ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٤ ، ح ٢٣٢٩ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٩٦ ، ح ١٦٠٧٢ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٠٦ ، ح ٨٣.

٣٠١

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « فِي حِكْمَةِ(١) آلِ دَاوُدَ : عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ عَارِفاً بِزَمَانِهِ(٢) ، مُقْبِلاً عَلى شَأْنِهِ ، حَافِظاً لِلِسَانِهِ ».(٣)

١٨٤٠/ ٢١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَزَالُ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ(٤) يُكْتَبُ مُحْسِناً مَا دَامَ سَاكِتاً ، فَإِذَا تَكَلَّمَ كُتِبَ(٥) مُحْسِناً أَوْ مُسِيئاً ».(٦)

٥٧ - بَابُ الْمُدَارَاةِ (٧)

١٨٤١/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

__________________

(١). في مرآة العقول والبحار : « حكم ».

(٢). في الوسائل والفقيه : « بأهل زمانه ».

(٣).الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤١٦ ، ح ٥٩٠٣ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير ؛الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكتمان ، ح ٢٢٧٣ ، بسند آخر عن الرضا ، عن أبي جعفرعليهما‌السلام ، وفيه : « في حكمة آل داود : ينبغي للمسلم أن يكون مالكاً لنفسه ، مقبلاً على شأنه ، عارفاً بأهل زمانه » ، مع زيادة في أوّله وآخره. وفيالخصال ، ص ٥٢٥ ، أبواب العشرين وما فوقه ، ضمن الحديث الطويل ١٣ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ٣٣٢ ، ضمن الحديث الطويل ١ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٥٤٠ ، المجلس ١٩ ، ضمن الحديث الطويل ٢ ، بسند آخر عن أبي ذرّ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حكاية عن صحف إبراهيمعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٤ ، ح ٢٣٣٠ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٩١ ، ح ١٦٠٥٤ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٠٧ ، ح ٨٤.

(٤). في الفقيه وثواب الأعمال ، ص ١٧٨ : « الرجل المسلم » بدل « العبد المؤمن ».

(٥). في « ف » : « يكتب ». وفي ثواب الأعمال ، ص ١٧٨ : + « إمّا ».

(٦).ثواب الأعمال ، ص ١٩٦ ، ح ١ ؛وفيه ، ص ١٧٨ ، ح ٣ ؛ والخصال ، ص ١٥ ، باب الواحد ، ح ٥٣ ، بسند آخر عن عليّ بن الحسين بن رباط ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . وفيالفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٩٦ ، ح ٥٨٤٢ ؛ والاختصاص ، ص ٢٣٢ ، مرسلاً.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٤ ، ح ٢٣٣٤ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٨٤ ، ح ١٦٠٣١ ؛البحار ، ج ٧١ ، ص ٣٠٧ ، ح ٨٥.

(٧). فيالوافي : « المداراة - غير مهموزة - : ملاينة الناس وحسن صحبتهم واحتمال أذاهم لئلاّ ينفروا عنك. وقد تهمز ».

٣٠٢

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ لَمْ يَتِمَّ(١) لَهُ عَمَلٌ : وَرَعٌ يَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِي اللهِ ، وَخُلُقٌ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ ، وَحِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ(٢) ».(٣)

١٨٤٢/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ :

سَمِعْتُ جَعْفَراًعليه‌السلام يَقُولُ : « جَاءَ جَبْرَئِيلُعليه‌السلام إِلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، رَبُّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، وَيَقُولُ لَكَ : دَارِ خَلْقِي ».(٤)

١٨٤٣/ ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ حَبِيبٍ السِّجِسْتَانِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبٌ - فِيمَا نَاجَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ(٥) عليه‌السلام - : يَا مُوسَى ، اكْتُمْ مَكْتُومَ(٦) سِرِّي فِي سَرِيرَتِكَ ، وَأَظْهِرْ فِي عَلَانِيَتِكَ الْمُدَارَاةَ عَنِّي(٧) لِعَدُوِّي وَعَدُوِّكَ مِنْ خَلْقِي ،..............................................

__________________

(١). في المحاسن والخصال ، ص ١٢٤ : « لم يقم ».

(٢). في « ب » : « الجهل » بدل « جهل الجاهل ».

(٣).المحاسن ، ص ٦ ، كتاب القرائن ، ح ١٣ ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الخصال ، ص ١٢٤ ، باب الثلاثة ، ح ١٢١ ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله وآخره. وورد مع اختلاف في هذه المصادر :الخصال ، ص ١٤٥ ، باب الثلاثة ، ح ١٧٢ ؛التهذيب ، ج ٥ ، ص ٤٤٥ ، ح ١٥٤٩ ، وفيهما بسند آخر ؛الكافي ، كتاب الحجّ ، باب الوصيّة ، ح ٦٩٩٦ ؛الخصال ، ص ١٤٨ ، باب الثلاثة ، ح ١٨٠ ، وفيهما بسند آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة من دون الإسناد إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٧ ، ح ٢٣٤٠ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٦٠٨٤ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٣٧ ، ح ١٠٤.

(٤).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٧ ، ح ٢٣٤١ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٦٠٨٣ ؛البحار ، ج ١٨ ، ص ٢١٣ ، ح ٤٢ ؛ وج ٧٥ ، ص ٤٣٨ ، ح ١٠٥. (٥). في«ص ، ف ، بف» والوافي : - « بن عمران ».

(٦). فيالأمالي للصدوق والمفيد : « مكنون ».

(٧). فيالوافي : « لـمّا كان أصل الدرء الدفع وهو مأخوذ في المداراة عُدّيت بعن ».

٣٠٣

وَلَا تَسْتَسِبَّ(١) لِي عِنْدَهُمْ بِإِظْهَارِ مَكْتُومِ(٢) سِرِّي : فَتَشْرَكَ(٣) عَدُوَّكَ وَعَدُوِّي(٤) فِي سَبِّي(٥) ».(٦)

١٨٤٤/ ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ بَزِيعٍ(٧) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : أَمَرَنِي رَبِّي بِمُدَارَاةِ النَّاسِ ، كَمَا أَمَرَنِي بِأَدَاءِ(٨) الْفَرَائِضِ ».(٩)

١٨٤٥/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ(١٠) مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١١) ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مُدَارَاةُ النَّاسِ نِصْفُ الْإِيمَانِ ،

__________________

(١). فيالأمالي للصدوق : « ولا تستبّ » ، وفي هامش المطبوع عن بعض النسخ : « ولا تسبب ». ولا تستسبّ له ، أي لا تُعرِّضْه للسَّبّ وتجرُّه إليه. والمراد : لاتطلب سبّي ، فإنّ من لم يفهم السرّ يسبّ من تكلّم به. فتشرك ، أي تكون شريكاً له ؛ لأنّك أنت الباعث له عليه. راجع :الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٨ ؛النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٣٠ ( سبب ).

(٢). فيالأمالي للصدوق والمفيد : « بإظهارك مكنون ».

(٣). يجوز في الكلمة هيئة الإفعال على بُعدٍ.

(٤). في « بر ، بف » : « عدوّي وعدوّك ».

(٥). في « ص » : « سرّي ».

(٦).الأمالي للصدوق ، ص ٢٥٤ ، المجلس ٤٤ ، ح ٦ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ؛الأمالي للمفيد ، ص ٢١٠ ، المجلس ٢٣ ، ح ٤٦ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، وفيهما مع زيادة.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٧ ، ح ٢٣٤٢ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٦٠٨٢ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٣٨ ، ح ١٠٦.

(٧). في « بر » والوسائل : - « عن حمزة بن بزيع ». ولعلّه ناشٍ من جواز النظر من « بزيع » الأوّل إلى « بزيع » الثاني المستتبع للسقط. (٨). في الأمالي : « بإقامة ».

(٩).معاني الأخبار ، ص ٣٨٥ ، ضمن الحديث الطويل ٢٠ ، بسند آخر.الأمالي للطوسي ، ص ٤٨١ ، المجلس ١٧ ، ذيل ح ١٩ ؛وفيه ، ص ٥٢١ ، المجلس ١٨ ، ح ٥٧ ، وتمام الرواية فيه : « إنّا اُمرنا معاشر الأنبياء بمداراة الناس كما اُمرنا بإقامة الفرائض » ، وفيهما بسند آخر عن الرضا ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ٤٨ ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٦٨ ، وفيهما مع اختلاف.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٨ ، ح ٢٣٤٣ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠٠ ، ح ١٦٠٨١ ؛البحار ، ج ١٨ ، ص ٢١٣ ، ح ٤٣ ؛ وج ٧٥ ، ص ٤٤٠ ، ح ١٠٧.

(١٠). في « ز » : « بن ». وهو سهو ؛ فقد روى هارون بن مسلم كتب مسعدة بن صدقة وروايته عنه في الأسناد كثيرة جدّاً. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤١٥ ، الرقم ١١٠٨ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٩ ، ص ٤٠٥ - ٤٠٧.

(١١). من قوله : « قال رسول الله » في الحديث السابق إلى هنا لم يرد في « ب ». ولعلّه سقط من الناسخ.

٣٠٤

وَالرِّفْقُ بِهِمْ نِصْفُ الْعَيْشِ ».

ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « خَالِطُوا الْأَبْرَارَ سِرّاً ، وَخَالِطُوا الْفُجَّارَ جِهَاراً(١) ، وَلَا تَمِيلُوا عَلَيْهِمْ(٢) فَيَظْلِمُوكُمْ ؛ فَإِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ لَايَنْجُو فِيهِ(٣) مِنْ ذَوِي الدِّينِ إِلَّا مَنْ ظَنُّوا أَنَّهُ أَبْلَهُ(٤) ، وَصَبَّرَ(٥) نَفْسَهُ عَلى أَنْ يُقَالَ(٦) : إِنَّهُ أَبْلَهُ لَاعَقْلَ لَهُ ».(٧)

١٨٤٦/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ(٨) ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ قَوْماً مِنَ النَّاسِ(٩) قَلَّتْ مُدَارَاتُهُمْ لِلنَّاسِ ، فَأُنِفُوا(١٠)

__________________

(١). في « ز ، ص ، ف » والوافي : « جهراً ».

(٢). قال فيمرآة العقول : « لا تميلوا عليهم ، على بناء المجرّد ، والتعدية بعلى للضرر ، أي لاتعارضوهم إرادةللغلبة وقيل : هو على بناء الإفعال والتفعيل ، أي لا تعارضوهم لتميلوهم من مذهب إلى مذهب آخر ، وهو تكلّف وإن كان أنسب بما بعده ». (٣). في شرح المازندراني : - « فيه ».

(٤). بَلِهَ بَلَهاً : ضَعُف عقله فهو أبله.المصباح المنير ، ص ٦١ ( بله ).

(٥). يجوز في « صبر » التجريد والتثقيل ؛ فإنّ المجرّد منه يستعمل لازماً ومتعدّياً. يقال : صَبَرْتُ ، أي حبستُ النفس عن الجزع ، وصَبَرْتُ زيداً وصبّرته ، أي حملته على الصبر بوعد الأجر ، أو قلت له : اصبر. راجع :شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٣٢٣مرآة العقول ، ج ؛ ٨ ، ص ٢٣٠.

(٦). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار. وفي المطبوع : + « [ له ] ».

(٧).تحف العقول ، ص ٤٢ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى قوله : « الرفق بهم نصف العيش ». وراجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الرفق ، ح ١٨٥٧ ، ومصادره.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٨ ، ح ٢٣٤٤ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠١ ، ح ١٦٠٨٥ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٤٠ ، ح ١٠٨. (٨). في الوسائل : « أصحابنا ».

(٩). في الوسائل : - « من الناس ». وفي الخصال : « قريش ».

(١٠). في « ب ، ج ، د ، ز ، ض » وشرح المازندراني والوسائل : « فاُلِقوا ». وفي الخصال : « فنفوا ». وقال فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : فأنفوا من قريش ، كذا في أكثر النسخ ، وكأنّه على بناء الإفعال مشتقّاً من النفي بمعنى الانتفاء ؛ فإنّ النفي يكون لازماً ومتعدّياً ، لكن هذا البناء لم يأت في اللغة. أو هو على بناء المفعول من أنف ، من قولهم : أَنَفَهُ يَأْنِفُهُ ويَأْنُفُهُ : ضرب أنفه ، فيدلّ على النفي مع مبالغة فيه ، وهو أظهر وأبلغ. وقيل : كأنّه صيغة مجهول من الأنفة بمعنى الاستنكاف ؛ إذ لم يأت الإنفاء بمعنى النفي ؛ انتهى. وأقول : هذا أيضاً لا يستقيم ؛ لأنّ الفساد مشترك ؛ إذ لم يأت أنف بهذا المعنى على بناء المجهول فإنّه يقال : أنف منه كفرح أنفاً وأنفةً : استنكف. وفي كثير من النسخ : فألقوا ، أي أخرجوا وأطرحوا منهم. وفيالخصال : فنفوا. وهو أظهر ».

٣٠٥

مِنْ قُرَيْشٍ ، وَايْمُ اللهِ مَا كَانَ بِأَحْسَابِهِمْ بَأْسٌ ، وَإِنَّ قَوْماً مِنْ غَيْرِ(١) قُرَيْشٍ(٢) حَسُنَتْ مُدَارَاتُهُمْ ، فَأُلْحِقُوا بِالْبَيْتِ الرَّفِيعِ ». قَالَ : ثُمَّ قَالَ : « مَنْ كَفَّ يَدَهُ عَنِ النَّاسِ ، فَإِنَّمَا يَكُفُّ عَنْهُمْ يَداً وَاحِدَةً ، وَيَكُفُّونَ عَنْهُ أَيْدِيَ(٣) كَثِيرَةً ».(٤)

٥٨ - بَابُ الرِّفْقِ‌

١٨٤٧/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلى ، عَنْ أَبِيهِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ قُفْلاً ، وَقُفْلُ الْإِيمَانِ الرِّفْقُ(٥) ».(٦)

١٨٤٨/ ٢. وَبِإِسْنَادِهِ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « مَنْ قُسِمَ لَهُ الرِّفْقُ ، قُسِمَ لَهُ الْإِيمَانُ ».(٧)

__________________

(١). في « ف » وشرح المازندراني والوافي : - « غير ».

(٢). في الخصال : « غيرهم » بدل « غير قريش ».

(٣). كذا في النسخ والمطبوع. وفي الكافي ، ح ٣٦٣٠ : « أيدياً » وهو الصحيح. وفي الخصال : « أيادي ».

(٤).الكافي ، كتاب العشرة ، باب التحبّب إلى الناس والتودّد إليهم ، ح ٣٦٣٠ ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، من قوله : « من كفّ يده عن الناس » ؛الخصال ، ص ١٧ ، باب الواحد ، ح ٦٠ ، بسنده عن محمّد بن سنان. وفيالزهد ، ص ١٠٣ ، ضمن ح ١٠١ ؛ والكافي ، كتاب الايمان والكفر ، باب صلة الرحم ، ضمن ح ١٩٩٢ ؛والأمالي للطوسي ، ص ٣٤٧ ، المجلس ١٢ ، ضمن ح ٥٧ ، بسند آخر عن أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، من قوله : « من كفّ يده عن الناس » ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٥٨ ، ح ٢٣٤٥ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٢٠١ ، ح ١٦٠٨٦ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٤٤١ ، ح ١٠٩.

(٥). فيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٢٣٣ : « الرفق ، وهو لين الجانب والرأفة وترك العنف والغلظة في الأفعال والأقوال على الخلق في جميع الأحوال ، سواء صدر عنهم بالنسبة إليه خلاف الآداب أو لم يصدر. ففيه تشبيه الإيمان بالجوهر النفيس الذي يعتنى بحفظه ، والقلب بخزانته ، والرفق بالقفل ؛ لأنّه يحفظه عن خروجه وطريان المفاسد عليه ، فإنّ الشيطان سارق الإيمان ، ومع فتح القفل وترك الرفق يبعث الإنسان على اُمور من الخشونة والفحش والقهر والضرب ، وأنواع الفساد وغيرها من الاُمور التي توجب نقص الإيمان أو زواله ».

(٦).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦١ ، ح ٢٣٤٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٠٤٧٩ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٥٥ ، ح ٢٠.

(٧).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦١ ، ح ٢٣٤٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٠٤٨٠ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٥٦ ، ح ٢١.

٣٠٦

١٨٤٩/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ يَحْيَى(١) الْأَزْرَقِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ بَشِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، فَمِنْ رِفْقِهِ بِعِبَادِهِ تَسْلِيلُهُ(٢) أَضْغَانَهُمْ وَمُضَادَّتَهُمْ(٣) لِهَوَاهُمْ(٤) وَقُلُوبِهِمْ(٥) ، وَمِنْ رِفْقِهِ بِهِمْ أَنَّهُ يَدَعُهُمْ عَلَى الْأَمْرِ يُرِيدُ إِزَالَتَهُمْ عَنْهُ رِفْقاً بِهِمْ لِكَيْلَا يُلْقِيَ(٦) عَلَيْهِمْ عُرَى الْإِيمَانِ(٧) وَمُثَاقَلَتَهُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ، فَيَضْعُفُوا ، فَإِذَا أَرَادَ ذلِكَ(٨) ، نَسَخَ الْأَمْرَ بِالْآخَرِ(٩) ، فَصَارَ مَنْسُوخاً ».(١٠)

١٨٥٠/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ‌

__________________

(١). في « ب » : - « عن يحيى » ، ووجه سقوطه ظاهر بعد ما أشرنا إليه غير مرّة من جواز النظر من لفظ إلى لفظ مشابه آخر.

(٢). « السَّلّ » : انتزاعك الشي‌ء وإخراجه بالرفق.مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٨٦٨ ( سلل ).

(٣). في « ض ، بف » : « ومضادّاتهم ». وفي « بر » : « ومضادّاته ». وفي حاشية « ز » والوافي : « ومضادّته ».

(٤). في « ب » : « أهواءهم ».

(٥). ذكر فيمرآة العقول في قولهعليه‌السلام : « ومضادّتهم لهواهم وقلوبهم » وجوهاً : منها : كونه عطفاً على « تسليله ». والمعنى : من لطفه بعباده المؤمنين أن جعل أهوية المخالفين والكافرين متضادّة مختلفة ، فلو كانوا مجتمعين متّفقين في الأهواء لأفنوا المؤمنين واستأصلوهم. أو المعنى : أنّه من لطفه جعل المضادّة بين هوى كلّ امرء وقلبه ، أي روحه وعقله ، فلو لم يكن القلب معارضاً للهوى لم يختر أحد الآخرة على الدنيا. ومنها : أن يكون المعنى : من رفقه أنّه أوجب عليهم التكاليف المضادّة لهواهم وقلوبهم ، لكن برفق ولين بحيث لم يشقّ عليهم ، بل إنّما كلّف عباده بالأوامر والنواهي متدرّجاً كيلا ينفروا ، كما أنّهم لمـّا كانوا اعتادوا بشرب الخمر نزلت أوّلاً آية تدلّ على مفاسدها ، ثمّ نهوا عن شربها قريباً من وقت الصلاة ، ثمّ عمّم وشدّد. وفي لفظ « المضادّة » إيماء إلى ذلك.

(٦). في « ب » : « تلقى ».

(٧). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « عرى الإسلام ».

(٨). في « ب ، د ، بف » وحاشية « ج ، ض » والوافي : + « الأمر ».

(٩). في « ب ، بف » وحاشية « ج » : « الآخر ». وفي الوافي : « نسخ الآخر ». وفي هامش المطبوع عن بعض النسخ : « فإذا أراد ذلك الأمر نسخ بالآخر ».

(١٠).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦١ ، ح ٢٣٤٨ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٥٦ ، ح ٢٢.

٣٠٧

مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ مُعَاذِ(١) بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الرِّفْقُ يُمْنٌ(٢) ، وَالْخُرْقُ(٣) شُؤْمٌ ».(٤)

١٨٥١/ ٥. عَنْهُ(٥) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ(٦) : « إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَ(٧) يُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَايُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ».(٨)

١٨٥٢/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي‌عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : إِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يُوضَعْ عَلى شَيْ‌ءٍ(٩) إِلَّا‌

__________________

(١). في « ص » : « معاوية » ، وقد تقدّمت فيالكافي ، ح ١٨٠٨ رواية معاوية بن وهب عن مُعاذ بن مسلم. ولانعرف راوياً بعنوان معاوية بن مسلم مذكوراً في مصادرنا.

(٢). « اليُمن » : البَرَكة ، وضدّه الشُّؤم.النهاية ، ج ٥ ، ص ٣٠٢ ( يمن ).

(٣). « الخَرَق » بالتحريك : ضدّ الرفق ، وأن لايحسن الرجل العمل والتصرّف في الاُمور ، والاسم : الخرق ، بضمّ الخاء وسكون الراء. وقال ابن الأثير : « الخُرق - بالضمّ - : الجهل والحُمق ».النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٦ ؛المصباح المنير ، ص ١٦٧ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٦٨ ( خرق ).

(٤).الزهد ، ص ٩٢ ، ح ٧٢ ، بسنده عن معاذ بن مسلم.الغارات ، ص ١٢١ ، عن سهل بن سعد ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وفيه : « وارفق بالخاصّة والعامّة ، فإنّ الرفق يمن » ، مع زيادة في أوّله وآخره.تحف العقول ، ص ٣٩٥ ، ضمن الحديث الطويل ، عن موسى بن جعفرعليه‌السلام .الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٢ ، ح ٢٣٥٠ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٩٨ ، ح ٢٧٤٢ ؛ وج ١٥ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٠٤٧٧ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٥٩ ، ح ٢٣.

(٥). الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد عيسى المذكور في السند السابق.

(٦). في « ص » : + « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٧). في « ف » : - « و ».

(٨).الزهد ، ص ٩١ ، ح ٦٩ ، عن عليّ بن النعمان ، عن عَمروِ بن شَمِر ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « إنّ الله رفيق يعطي الثواب ويحبّ كلّ رفيق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ».الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٢ ، ح ٢٣٥١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٦٩ ، ح ٢٠٤٧٨ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٠ ، ح ٢٤.

(٩). في الكافي ، ح ٣٦٥٨ : + « قطّ ».

٣٠٨

زَانَهُ(١) ، وَلَا نُزِعَ(٢) مِنْ شَيْ‌ءٍ(٣) إِلَّا شَانَهُ(٤) ».(٥)

١٨٥٣/ ٧. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ :

رَفَعَهُ إِلَى(٦) النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قَالَ : « إِنَّ فِي(٧) الرِّفْقِ الزِّيَادَةَ وَالْبَرَكَةَ ، وَمَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ».(٨)

١٨٥٤/ ٨. عَنْهُ(٩) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١٠) ، قَالَ : « مَا زُوِيَ الرِّفْقُ عَنْ أَهْلِ بَيْتٍ إِلَّا زُوِيَ عَنْهُمُ الْخَيْرُ ».(١١)

١٨٥٥/ ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُعَلّى ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَرْقَمَ الْكُوفِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ(١٢) أُعْطُوا حَظَّهُمْ مِنَ الرِّفْقِ ، فَقَدْ وَسَّعَ‌

__________________

(١). زان الشي‌ء صاحبَه زَيناً ، وأزانه إزانةً. والاسم : الزينة. المصباح المنير ، ص ٢٦١ ( زين ).

(٢). في « د » : « ولا ينزع ».

(٣). في الكافي ، ح ٣٦٥٨ : « ولم يرتع عنه قطّ » بدل « ولا نزع من شي‌ء ».

(٤). « الشَّينُ » : العيب ، وقد شانه يشينه.النهاية ، ج ٢ ، ص ٥٢١ ( شين ).

(٥).الكافي ، كتاب العشرة ، باب التسليم على أهل الملل ، ح ٣٦٥٨ ، مع زيادة في أوّله وآخره. وفيالجعفريّات ، ص ١٤٩ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في آخره.تحف العقول ، ص ٤٧ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٣٥٢ ؛الوسائل ، ج ٢ ، ص ٤٩٨ ، ح ٢٧٤١ ؛ وج ١٥ ، ص ٢٧٠ ، ح ٢٠٤٨٥ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٠ ، ح ٢٥.

(٦). في الوسائل : « عن ».

(٧). في « ز » : - « في ».

(٨).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٣٥٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧١ ، ح ٢٠٤٨٦ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٠ ، ح ٢٦.

(٩). الظاهر البدوي من السند رجوع الضمير إلى إبراهيم بن هاشم ، والد عليّ المذكور في السند السابق ، لكنّه يأتي فيالكافي ، ح ٣٥٣٠ ، عدم ثبوت هذه الظاهرة في أسنادالكافي . فلا يبعد سقوط « عن أبيه » من سندنا هذا.

(١٠). في الوافي : « عنه ، عن عمرو بن أبي المقدام رفعه إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله » بدل « عنه - إلى - أبي عبداللهعليه‌السلام ».

(١١).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٣٥٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧١ ، ح ٢٠٤٨٧ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٠ ، ح ٢٧.

(١٢). في « ص » : « البيت ».

٣٠٩

اللهُ عَلَيْهِمْ فِي الرِّزْقِ ، وَالرِّفْقُ فِي تَقْدِيرِ الْمَعِيشَةِ خَيْرٌ مِنَ السَّعَةِ فِي الْمَالِ ، وَالرِّفْقُ لَا يَعْجِزُ عَنْهُ شَيْ‌ءٌ ، وَالتَّبْذِيرُ لَايَبْقى مَعَهُ شَيْ‌ءٌ ؛ إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ(١) ».(٢)

١٨٥٦/ ١٠. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ رَفَعَهُ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي - وَجَرى بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ كَلَامٌ فَقَالَ لِيَ - : « ارْفُقْ بِهِمْ ؛ فَإِنَّ(٣) كُفْرَ أَحَدِهِمْ(٤) فِي غَضَبِهِ ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ كَانَ كُفْرُهُ فِي غَضَبِهِ ».(٥)

١٨٥٧/ ١١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى(٦) عليه‌السلام ، قَالَ : « الرِّفْقُ نِصْفُ الْعَيْشِ ».(٧)

١٨٥٨/ ١٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِعليه‌السلام : إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعِينُ عَلَيْهِ ،

__________________

(١). فيالوافي : « لعلّ المراد بهذه الأخبار أنّ الرفق يصير سبباً للتوسّع في الرزق والزيادة فيه ، وفي الرفق الخير والبركة ، وأنّ الرفق مع التقدير في المعيشة خيرٌ من الخرق في سعة من المال ، والرفيق يقدر على كلّ ما يريد ، بخلاف الأخرق. والسرّ فيه أنّ الناس إذا رأوا من أحد الرفق أحبّوه وأعانوه ، وألقى الله له في قلوبهم العطف والودّ ، فلم يدعوه يتعب أو يتعسّر عليه أمره ».

(٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٣٥٥ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٠ ، ح ٢٠٤٨١ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٠ ، ح ٢٨.

(٣). في « ج » : « إنّ ».

(٤). في « ب » وحاشية « بف » والوافي : « أحدكم ». وفي « ج » : « أحد ».

(٥).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٤ ، ح ٢٣٥٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧١ ، ح ٢٠٤٨٨ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦١ ، ح ٢٩.

(٦). في « ب ، ج ، ز ، ص ، ف ، بف ، جر » : - « موسى ».

(٧).الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل القصد ، ح ٦٢١٩ ، مع زيادة في آخره.وفيه ، كتاب الإيمان والكفر ، باب المداراة ، ضمن ح ١٨٤٥ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛الجعفريّات ، ص ١٤٩ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في أوّله وآخره. وفيتحف العقول ، ص ٤٢ ؛ وص ٥٦ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في أوّله.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٤ ، ح ٢٣٥٧ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٠ ، ح ٢٠٤٨٣ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٢ ، ح ٣٠.

٣١٠

فَإِذَا رَكِبْتُمُ الدَّوَابَّ(١) الْعُجْفَ(٢) فَأَنْزِلُوهَا مَنَازِلَهَا ، فَإِنْ(٣) كَانَتِ الْأَرْضُ مُجْدِبَةً(٤) فَانْجُوا(٥) عَنْهَا(٦) ، وَإِنْ كَانَتْ مُخْصِبَةً(٧) فَأَنْزِلُوهَا مَنَازِلَهَا ».(٨)

١٨٥٩/ ١٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : لَوْ كَانَ الرِّفْقُ خَلْقاً يُرى ، مَا كَانَ مِمَّا(٩) خَلَقَ اللهُ شَيْ‌ءٌ أَحْسَنَ مِنْهُ ».(١٠)

١٨٦٠/ ١٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ‌

__________________

(١). في البحار : « الدابّة ». والتفريع بقوله : فإذا ركبتم ، للتنبيه على أنّ الرفق مطلوب حتّى مع الحيوانات.

(٢). في الفقيه : « العجاف ». و « العَجَف » : الهزال. والأعجف : المهزول ، وقد عَجِفَ. والاُنثى : عجفاء. والجمع : عجاف ، على غير قياس ، وعُجْف.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٣٩٩ ؛المعجم الوسيط ، ج ٢ ، ص ٥٨٥ ( عجف ).

(٣). في « ض » : « وإن ».

(٤). « الأرض الـمُجْدِبة » : هي التي تمسك الماء فلا تشربه سريعاً. وقيل : هي الأرض التي ليس بها قليل ولا كثير ولامرتع ولا كلأ ، وقيل : هي الأرض التي لا نبات بها ، مأخوذ من الجَدْب ، وهو القحط. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٢٤٢ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٢٥٧ ( جدب ).

(٥). النَّجاءُ : السرعة في السير ، والخلاص عن الشي‌ء ، يقال : نجا ينجو نَجاءً ، إذا أسرع ، ونجا من الأمر ، إذا خلص ، وأنجاه غيره. والمعنى : أسرعوا في السير ؛ لتخلصوا منها. راجع :النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٥ ؛لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٣٠٦ ( نجا ) ؛شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٣٢٩.

(٦). في المحاسن : « فألحوا عليها » بدل « فانجوا عنها ». وفي البحار والفقيه : « عليها » بدل « عنها ».

(٧). « المخصبة » : نقيض المجدبة ، وقد مضى معناها ، من الخِصْب ، وهو نقيض الجَدْب ، وهوكثرة العُشْب ورفاغة العيش. وللمزيد راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٦ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٣٥٥ ( خصب ).

(٨).المحاسن ، ص ٣٦١ ، كتاب السفر ، ح ٨٧ ، عن النوفلي.الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٨٩ ، ح ٢٤٨٠ ، بسنده عن السكوني.الجعفريّات ، ص ١٥٩ ، مع زيادة في آخره ؛وفيه ، ص ١٥٠ ، وتمام الرواية فيه : « إنّ الله يحبّ الرفق ويعين عليه ، وذكر الحديث بطوله » ، وفيهما بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٤ ، ح ٢٣٥٨ ؛الوسائل ، ج ١١ ، ص ٤٥١ ، ذيل ح ١٥٢٣٤ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٢ ، ح ٣١.

(٩). في الوافي : « من - خ ل » بدل « ممّا ».

(١٠).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٥ ، ح ٢٣٥٩ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٠ ، ح ٢٠٤٨٢ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٣ ، ح ٣٢.

٣١١

بْنِ مَيْمُونٍ(١) ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَمِنْ رِفْقِهِ بِكُمْ تَسْلِيلُهُ(٢) أَضْغَانَكُمْ ، وَمُضَادَّةَ(٣) قُلُوبِكُمْ ، وَإِنَّهُ(٤) لَيُرِيدُ تَحْوِيلَ الْعَبْدِ عَنِ الْأَمْرِ ، فَيَتْرُكُهُ عَلَيْهِ حَتّى يُحَوِّلَهُ بِالنَّاسِخِ كَرَاهِيَةَ(٥) تَثَاقُلِ الْحَقِّ عَلَيْهِ ».(٦)

١٨٦١/ ١٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَا اصْطَحَبَ اثْنَانِ إِلَّا كَانَ أَعْظَمُهُمَا أَجْراً وَأَحَبُّهُمَا إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - أَرْفَقَهُمَا بِصَاحِبِهِ(٧) ».(٨)

١٨٦٢/ ١٦. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ الْفُضَيْلِ(٩) بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ كَانَ رَفِيقاً فِي أَمْرِهِ ، نَالَ مَا يُرِيدُ مِنَ النَّاسِ ».(١٠)

__________________

(١). في « ج ، ز ، ص ، ف ، بس » : - « بن ميمون ».

(٢). هكذا في « ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف ». وفي « ب » والمطبوع : « تسليل ». ولم يُر مجي‌ء التفعيل من‌السلّ.

(٣). في « ب ، ض » والوافي : « مضادّته ». وفيمرآة العقول : « كأنّ الأنسب هنا عطف مضادّة على أضغانكم ويحتمل أيضاً العطف على التسليل بالإضافة إلى المفعول ».

(٤). في « ج » : « فإنّه ». وفي « ص » : « فإنّه ليس ».

(٥). في « بر » : « كراهة ».

(٦).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٢ ، ح ٢٣٤٩ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٣ ، ح ٣٣.

(٧). في الفقيه : « لصاحبه ».

(٨).الكافي ، كتاب العشرة ، باب حسن الصحابة وحقّ الصاحب في السفر ، ح ٣٧٧٦. وفيالمحاسن ، ص ٣٥٧ ، كتاب السفر ، ح ٦٨ ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الفقيه ، ج ٢ ، ص ٢٧٨ ، ح ٢٤٣٧ ، مرسلاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٥ ، ح ٢٣٦٠ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٣٣ ، ح ١٥٨٦٠ ؛ وج ١٥ ، ص ٢٧١ ، ح ٢٠٤٩٠ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٤ ، ح ٣٤.

(٩). هكذا في النسخ والطبعة الحجريّة من الكتاب. وفي المطبوع : « فضيل ».

(١٠).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٥ ، ح ٢٣٦١ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٢ ، ح ٢٠٤٩٢ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ٦٤ ، ح ٣٥.

٣١٢

٥٩ - بَابُ التَّوَاضُعِ‌

١٨٦٣/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ(١) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَرْسَلَ النَّجَاشِيُّ إِلى جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابِهِ ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ ، وَهُوَ فِي بَيْتٍ لَهُ ، جَالِسٌ عَلَى التُّرَابِ ، وَعَلَيْهِ خُلْقَانُ الثِّيَابِ(٢) ». قَالَ : « فَقَالَ جَعْفَرٌ(٣) : فَأَشْفَقْنَا مِنْهُ حِينَ رَأَيْنَاهُ عَلى(٤) تِلْكَ الْحَالِ ، فَلَمَّا(٥) رَأى مَا بِنَا وَتَغَيُّرَ وُجُوهِنَا ، قَالَ : الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي نَصَرَ مُحَمَّداً وَأَقَرَّ عَيْنَهُ(٦) ، أَلَا أُبَشِّرُكُمْ؟ فَقُلْتُ : بَلى أَيُّهَا الْمَلِكُ ، فَقَالَ : إِنَّهُ جَاءَنِي(٧) السَّاعَةَ مِنْ نَحْوِ(٨) أَرْضِكُمْ عَيْنٌ مِنْ عُيُونِي(٩) هُنَاكَ ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - قَدْ(١٠) نَصَرَ نَبِيَّهُ مُحَمَّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَأَهْلَكَ عَدُوَّهُ ، وَأُسِرَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ(١١) ، الْتَقَوْا بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ : بَدْرٌ ، كَثِيرِ الْأَرَاكِ(١٢) ، لَكَأَنِّي(١٣) أَنْظُرُ إِلَيْهِ حَيْثُ كُنْتُ أَرْعى لِسَيِّدِي‌

__________________

(١). الظاهر زيادة « عن أبيه » في السند ، كما تقدّم فيالكافي ، ذيل ح ١٨.

(٢). فيشرح المازندراني : « الخلقان الثوب ». و « الخُلْقان » : جمع الخَلَق ، وهو البالي.الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٧٢ ( خلق ).

(٣). في « ز » : « أبو جعفر ». وفي « ف » : + « بن محمّد ».

(٤). في « ج » وحاشية « ض ، ف ، بر » : « في ».

(٥). فيالأمالي للمفيد : + « أن ».

(٦). في « ص ، ف » : « عينيه ». وفيالأمالي للمفيد والطوسي : « عينيّ به ».

(٧). فيالأمالي للمفيد والطوسي : « جاء في » بدل « جاءني ».

(٨). في « ف » : « من » بدل « الساعة من نحو ».

(٩). في « ز » : « عيون ». والعين : الجاسوس والديدبان. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢١٧٠ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٣١ ( عين ). (١٠). في « ز ، ص ، ف » : - « قد ».

(١١). في « ز ، ف » : - « فلان ». وفي حاشية « د » : + « وفلان ». وفيالأمالي للمفيد والطوسي : + « وقتل فلان وفلان وفلان ».

(١٢). « الأراك » : شجر من الحَمْض يستاك بقُضبانه. والواحدة : أراكة ، له حَمل كعناقيد العنب ، واسمه : الكَباث ، وإذانضج يُسمن الـمَرْد.المصباح المنير ، ص ١٢ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ٤٠ ( أرك ).

(١٣) في « ب ، ف » : « فكأنّي ». وفيالوافي : « وقوله : لكأنّي أنظر إليه ، إمّا من كلام النجاشي ، أو حكاية كلام العين ».

٣١٣

هُنَاكَ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي(١) ضَمْرَةَ.

فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ : أَيُّهَا الْمَلِكُ(٢) ، فَمَا لِي أَرَاكَ جَالِساً عَلَى التُّرَابِ ، وَعَلَيْكَ هذِهِ الْخُلْقَانُ؟ فَقَالَ لَهُ(٣) : يَا جَعْفَرُ ، إِنَّا نَجِدُ فِيمَا أَنْزَلَ اللهُ عَلى عِيسىعليه‌السلام أَنَّ مِنْ حَقِّ اللهِ عَلى عِبَادِهِ أَنْ يُحْدِثُوا لَهُ(٤) تَوَاضُعاً(٥) عِنْدَ مَا يُحْدِثُ لَهُمْ مِنْ(٦) نِعْمَةٍ(٧) ، فَلَمَّا أَحْدَثَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِي نِعْمَةً بِمُحَمَّدٍ(٨) صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أَحْدَثْتُ لِلّهِ هذَا التَّوَاضُعَ(٩)

فَلَمَّا بَلَغَ النَّبِيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ : إِنَّ الصَّدَقَةَ تَزِيدُ صَاحِبَهَا كَثْرَةً ، فَتَصَدَّقُوا ؛ يَرْحَمْكُمُ اللهُ ، وَإِنَّ التَّوَاضُعَ يَزِيدُ صَاحِبَهُ رِفْعَةً ، فَتَوَاضَعُوا ؛ يَرْفَعْكُمُ اللهُ(١٠) ، وَإِنَّ الْعَفْوَ يَزِيدُ صَاحِبَهُ عِزّاً ، فَاعْفُوا ؛ يُعِزَّكُمُ اللهُ ».(١١)

١٨٦٤/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ فِي السَّمَاءِ مَلَكَيْنِ مُوَكَّلَيْنِ بِالْعِبَادِ ، فَمَنْ تَوَاضَعَ لِلّهِ رَفَعَاهُ ، وَمَنْ تَكَبَّرَ وَضَعَاهُ ».(١٢)

__________________

(١). في « ز » : - « بني ».

(٢). فيالأمالي للمفيد والطوسي : + « الصالح ».

(٣). في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، بف » والوافي : - « له ».

(٤). في البحار والأمالي للمفيد والطوسي : - « له ».

(٥). في « ز » : « به تواضعاً له » بدل « له تواضعاً ».

(٦). في « ز ، ف » : - « من ».

(٧). فيالأمالي للمفيد : « النعمة ».

(٨). في « ز ، بر » والوافي : « محمّد ».

(٩). في « ض » : + « قال ».

(١٠). في البحار : « يرحمكم الله ».

(١١).الأمالي للمفيد ، ص ٢٣٨ ، المجلس ٢٨ ، ح ٢ ؛والأمالي للطوسي ، ص ١٤ ، المجلس ١ ، ح ١٨ ، بسند آخر عن هارون بن مسلم بن سعدان ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهما‌السلام .الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب العفو ، ح ١٧٩٢ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، من قوله : « وإنّ العفو يزيد صاحبه عزّاً » مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٧ ، ح ٢٣٦٢ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٢٤ ، ح ٢٣.

(١٢).الزهد ، ص ١٣٠ ، ح ١٦٦ ، عن ابن أبي عمير.المحاسن ، ص ١٢٣ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٣٧ ، مرسلاً عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٧٢ ، وفيهما مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٨ ، ح ٢٣٦٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٢ ، ح ٢٠٤٩٣ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٢٦ ، ح ٢٤.

٣١٤

١٨٦٥/ ٣. ابْنُ أَبِي عُمَيْرٍ(١) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِاللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَفْطَرَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَشِيَّةَ خَمِيسٍ فِي مَسْجِدِ قُبَا ، فَقَالَ : هَلْ مِنْ شَرَابٍ؟ فَأَتَاهُ أَوْسُ بْنُ خَوَلِيٍّ(٢) الْأَنْصَارِيُّ بِعُسِّ(٣) مَخِيضٍ(٤) بِعَسَلٍ ، فَلَمَّا وَضَعَهُ عَلى فِيهِ نَحَّاهُ ، ثُمَّ(٥) قَالَ : شَرَابَانِ يُكْتَفى بِأَحَدِهِمَا مِنْ صَاحِبِهِ ، لَا أَشْرَبُهُ ، وَلَا أُحَرِّمُهُ ، وَلكِنْ أَتَوَاضَعُ لِلّهِ ؛ فَإِنَّ(٦) مَنْ تَوَاضَعَ لِلّهِ رَفَعَهُ اللهُ(٧) ، وَمَنْ تَكَبَّرَ خَفَضَهُ اللهُ ، وَمَنِ اقْتَصَدَ فِي مَعِيشَتِهِ(٨) رَزَقَهُ اللهُ ، وَمَنْ بَذَّرَ حَرَمَهُ اللهُ ، وَمَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ(٩) أَحَبَّهُ اللهُ ».(١٠)

١٨٦٦/ ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ دَاوُدَ الْحَمَّارِ(١١) :

__________________

(١). السند معلّق على سابقه. ويروي عن ابن أبي عمير ، عليّ بن إبراهيم عن أبيه.

(٢). في الزهد : « خولة ».

(٣). « العُسّ » : القدح الكبير. والجمع : عِساس ، وربّما قيل : أعساس.المصباح المنير ، ص ٤٠٩ ( عسس ).

(٤). في الزهد : « بعُسّ من لبن مخيض ». وخاض الشراب : خَلَطَه.القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٦٩ ( خاض ).

(٥). في « ص » : - « ثمّ ».

(٦). في « ب ، د ، ز ، ص ، ف ، بر » والزهد : « فإنّه ». وفي « ج » : « إنّه ».

(٧). في « ف » : - « الله ».

(٨). في « ج ، ز » : « معيشة ».

(٩). في الزهد : « ذكر الله ».

(١٠).الزهد ، ص ١٢٤ ، ح ١٥١ ، عن محمّد بن أبي عمير.الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل القصد ، ح ٦٢١٨ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيه : « من اقتصد في معيشته رزقه الله ، ومن بذّر حرمه الله » ؛المحاسن ، ص ٤٠٩ ، كتاب المآكل ، ح ١٣٣ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى قوله : « ولكن أتواضع لله » ، مع اختلاف ؛كامل الزيارات ، ص ٢٧٠ ، الباب ٨٨ ، ذيل الحديث الطويل ١٥ ، بسند آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتمام الرواية فيه : « من تواضع لله‌رفعه الله ، ومن تكبّر وضعه الله » ؛الأمالي للطوسي ، ص ٥٦ ، المجلس ٢ ، ح ٤٩ ، وتمام الرواية فيه : « ما تواضع أحد إلّارفعه الله » ؛وفيه ، ص ١٨٢ ، المجلس ٧ ، ضمن الحديث الطويل ٨ ، وتمامه فيه : « ومن تواضع لله‌رفعه الله » ، وفيهما بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .تحف العقول ، ص ٤٦ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٨ ، ج ٢٣٦٤ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٧ ، ح ٢٠٥٠٥ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٦٥ ، ح ٦٤ ؛ وج ٧٥ ، ص ١٢٦ ، ح ٢٥.

(١١). في « بر » : « الحمّاز ». وفي حاشية « ج ، بف » : « الجمّاز ». وداود هذا ، هو داود بن سليمان الحَمّار. راجع : =

٣١٥

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، مِثْلَهُ(١) وَقَالَ : « مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللهِ ، أَظَلَّهُ اللهُ فِي جَنَّتِهِ(٢) ».(٣)

١٨٦٧/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَذْكُرُ أَنَّهُ : « أَتى رَسُولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله مَلَكٌ(٤) ، فَقَالَ : إِنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يُخَيِّرُكَ أَنْ تَكُونَ(٥) عَبْداً رَسُولاً مُتَوَاضِعاً(٦) ، أَوْ مَلِكاً رَسُولاً ».

قَالَ(٧) : « فَنَظَرَ إِلى جَبْرَئِيلَ(٨) ، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ : أَنْ تَوَاضَعْ ، فَقَالَ : عَبْداً مُتَوَاضِعاً رَسُولاً(٩) ، فَقَالَ الرَّسُولُ(١٠) : مَعَ أَنَّهُ لَايَنْقُصُكَ مِمَّا عِنْدَ رَبِّكَ شَيْئاً » قَالَ(١١) : « وَمَعَهُ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الْأَرْضِ(١٢) ».(١٣)

__________________

=رجال النجاشى ، ص ١٦٠ ، الرقم ٤٢٣ ؛رجال الطوسي ، ص ٢٠٢ ، الرقم ٢٥٧٣.

(١). في « ج ، بر » : + « قال ». وفي « بس » : - « مثله ». وفي الوسائل والكافي ، ح ٣٢٠٢ : - « مثله و ».

(٢). فيمرآة العقول : « أي آواه تحت قصورها وأشجارها ، أو وقع عليه ظلّ رحمته ، أو أدخله في كنفه وحمايته ، كما يقال : فلان في ظلّ فلان ».

(٣).الكافي ، كتاب الدعاء ، باب ذكر الله عزّ وجلّ كثيراً ، ح ٣٢٠٢.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٨ ، ح ٢٣٦٥ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٥٦ ، ح ٨٩٩٠ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٢٧ ، ح ٢٦.

(٤). في « ص » : - « ملك ». وفي حاشية « ز » : « جبرئيلعليه‌السلام ».

(٥). في « ز » : - « أن تكون ». (٦).في«ص»:«يخيّرك عبداًرسولاً»بدل«فقال:إنّ الله-إلى-متواضعاً».

(٧). فيمرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٢٤٨ : « أي قال أبو جعفرعليه‌السلام : فنظر الرسول إلى جبرئيل ويحتمل أن يكون‌المستتر في « قال » راجعاً إلى الرسول ، و « إليّ » بالتشديد. وكأنّ الأوّل أظهر ».

(٨). فيالوافي : « فنظر إلى جبرئيل كأنّه يستشيره. وهذه الجملة وما بعدها معترضة ».

(٩). في « ص » والوافي : - « متواضعاً ». وفي « ف » : « عبداً رسولاً متواضعاً ».

(١٠). فيالوافي : « فقال الرسول ، يعني الملك ».

(١١). في « ب » : « وقال ».

(١٢). فيالمرآة : « قال ومعه ، أي قال أبوجعفرعليه‌السلام وكان مع الملك عند تبليغ هذه الرسالة المفاتيح أتى بها ليعطيه إيّاها إن اختار الملك. ويحتمل أن يكون ضمير « قال » راجعاً إلى الملك ، ومفعول القول محذوفاً ، والواو في قوله : « ومعه » للحال ، أي قال ذلك ومعه المفاتيح. وقيل : ضمير « قال » راجع إلى الرسول ، أي قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا أقبل وإن كان معه المفاتيح. ولا يخفى ما فيه ».

(١٣)تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٧ ، ضمن الحديث الطويل ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير.الوافي ، ج ٤ ، =

٣١٦

١٨٦٨/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مِنَ التَّوَاضُعِ أَنْ تَرْضى بِالْمَجْلِسِ دُونَ الْمَجْلِسِ(١) ، وَأَنْ تُسَلِّمَ عَلى مَنْ تَلْقى ، وَأَنْ تَتْرُكَ الْمِرَاءَ(٢) وَإِنْ كُنْتَ مُحِقّاً ، وَ(٣) لَاتُحِبَّ أَنْ تُحْمَدَ عَلَى التَّقْوى».(٤)

١٨٦٩/ ٧. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، عَمَّنْ رَوَاهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « أَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلى مُوسىعليه‌السلام : أَنْ يَا مُوسى ، أَتَدْرِي لِمَ(٥) اصْطَفَيْتُكَ بِكَلَامِي(٦) دُونَ خَلْقِي؟ قَالَ(٧) : يَا رَبِّ ، وَلِمَ ذَاكَ؟ » قَالَ : « فَأَوْحَى اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى - إِلَيْهِ : يَا مُوسى(٨) ، إِنِّي قَلَّبْتُ عِبَادِي ظَهْراً لِبَطْنٍ ، فَلَمْ أَجِدْ فِيهِمْ أَحَداً أَذَلَّ لِي نَفْساً(٩) مِنْكَ ؛ يَا مُوسى ، إِنَّكَ إِذَا صَلَّيْتَ وَضَعْتَ خَدَّكَ(١٠) عَلَى التُّرَابِ - أَوْ‌

__________________

= ص ٤٦٨ ، ح ٢٣٦٦ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٣ ، ح ٢٠٤٩٦ ؛البحار ، ج ١٦ ، ص ٢٦٥ ، ح ٦٥ ؛ وج ٧٥ ، ص ١٢٨ ، ح ٢٧.

(١). في المعاني : « المجالس ».

(٢). ماريتُه اماريه مماراة ومِراءً : جادَلتُه.المصباح المنير ، ص ٥٧٠ ( مرى ).

(٣). هكذا في جميع النسخ والوافي ومرآة العقول والوسائل والبحار والمعاني. وفي المطبوع : + « أن ».

(٤).معاني الأخبار ، ص ٣٨١ ، ح ٩ ، عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام . وفيالكافي ، كتاب العشرة ، باب التسليم ، ح ٣٦٤٥ ؛ والخصال ، ص ١١ ، باب الواحد ، ح ٣٩ ، بسند آخر ، وتمام الرواية فيهما : « من التواضع أن تسلّم على من لقيت ».الجعفريّات ، ص ١٤٩ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير.تحف العقول ، ص ٤٨٧ ، عن العسكريعليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه : « من التواضع السلام على كلّ من تمرّ به ، والجلوس دون شرف المجلس ».الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٠ ، ح ٢٣٧١ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٠٨ ، ح ١٥٧٧٩ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٢٩ ، ح ٢٨.

(٥). في البحار والعلل : « لما ».

(٦). في العلل : « لكلامي ».

(٧). في « ض » : + « موسى ».

(٨). هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « أن يا موسى ». وفي الوسائل والعلل : - « يا موسى ».

(٩). في « ب ، ج د ، ض » والوافي : « أذلّ نفساً لي ». وفي « ز » : « أذلّ نفساً » بدون « لي ». وفي « ف » : « أذلّ بي نفساً ».

(١٠). في الوسائل والعلل : « خدّيك ».

٣١٧

قَالَ : عَلَى الْأَرْضِ - ».(١)

١٨٧٠/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَرَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا - عَلَى الْمُجَذَّمِينَ(٢) وَهُوَ رَاكِبٌ(٣) حِمَارَهُ وَهُمْ يَتَغَدَّوْنَ(٤) ، فَدَعَوْهُ إِلَى الْغَدَاءِ(٥) ، فَقَالَ : أَمَا إِنِّي(٦) لَوْ لَا أَنِّي(٧) صَائِمٌ لَفَعَلْتُ ، فَلَمَّا صَارَ إِلى مَنْزِلِهِ أَمَرَ بِطَعَامٍ ، فَصُنِعَ(٨) ، وَأَمَرَ أَنْ يَتَنَوَّقُوا(٩) فِيهِ ، ثُمَّ دَعَاهُمْ فَتَغَدَّوْا(١٠) عِنْدَهُ ، وَتَغَدّى(١١) مَعَهُمْ ».(١٢)

١٨٧١/ ٩. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ :

__________________

(١).علل الشرائع ، ص ٥٦ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن عليّ بن يقطين ، عن رجل ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٣٢ ، ح ٩٧٥ ، مرسلاً عن أبي جعفرعليه‌السلام ، مع اختلاف يسير ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٧١ ، مع اختلاف وزيادة في أوّله.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٩ ، ح ٢٣٦٧ ؛الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٠ ، ح ٨٥٧٥ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٢٩ ، ح ٢٩.

(٢). في « ب » وحاشية « ف » : « مجذّمين ». وفي حاشية « ج ، د ، ف ، ض ، بس » والبحار : « المجذومين ». والمجذَم‌والمجذوم : المبتلى بالجذام ، وهو داء يحدث من غلبة السوداء فيفسد مزاج الأعضاء. راجع :القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٣٣ ( جذم ). (٣). يجوز فيه الإضافة كما في « ص ».

(٤). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « يتغذّون » بالذال المعجمة ، وكذا بعده.

(٥). في « ب » : « الغذاء » بالمعجمتين.

(٦). في الوسائل : - « إنّي ».

(٧). في « ب » : - « أنّي ».

(٨). في « ض » : + « له ».

(٩). في « ض » : « أن يتفوّقوا ». وفيمرآة العقول : « يتألّقوا ». وفي هامش المطبوع عن بعض النسخ : «يتأنّفوا». وتنوّق فلان في مطعمه ومَلبسه واموره : إذا تجوّد وبالغ.ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٨٥٤ ( نوق ).

(١٠). في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « فتغذّوا » بالمعجمتين.

(١١). في « ب » : « تغذّى » بالمعجمتين. وفيالمرآة : « هذا ليس بصريح في الأكل معهم في إناء واحد ، فلا ينافي الأمر بالفرار من المجذوم ؛ مع أنّه يمكن أن يكونوا مستثنين من هذا الحكم لقوّة توكّلهم وعدم تأثّر نفوسهم بأمثال ذلك ، أو لعلمهم بأنّ الله لايبتليهم بأمثال البلايا التي توجب نفرة الخلق ».

(١٢).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٦٩ ، ح ٢٣٦٨ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٧ ، ح ٢٠٥٠٧ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٥٥ ، ح ٢ ؛ وص ٩٤ ، ذيل ح ٨٤ ؛ وج ٧٥ ، ص ١٣٠ ، ح ٣٠.

٣١٨

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ مِنَ التَّوَاضُعِ أَنْ يَجْلِسَ الرَّجُلُ دُونَ شَرَفِهِ ».(١)

١٨٧٢/ ١٠. عَنْهُ(٢) ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ وَمُحَسِّنِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، قَالَ :

نَظَرَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام إِلى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَدِ اشْتَرى لِعِيَالِهِ شَيْئاً وَهُوَ يَحْمِلُهُ ، فَلَمَّا رَآهُ(٣) الرَّجُلُ اسْتَحْيَا(٤) مِنْهُ ، فَقَالَ لَهُ(٥) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « اشْتَرَيْتَهُ لِعِيَالِكَ ، وَحَمَلْتَهُ إِلَيْهِمْ ؛ أَمَا وَاللهِ ، لَوْ لَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَشْتَرِيَ لِعِيَالِيَ الشَّيْ‌ءَ ، ثُمَّ أَحْمِلَهُ إِلَيْهِمْ ».(٦)

١٨٧٣/ ١١. عَنْهُ(٧) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « فِيمَا أَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلى دَاوُدَعليه‌السلام : يَا دَاوُدُ ، كَمَا أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ مِنَ(٨) اللهِ الْمُتَوَاضِعُونَ ، كَذلِكَ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنَ اللهِ الْمُتَكَبِّرُونَ ».(٩)

١٨٧٤/ ١٢. عَنْهُ(١٠) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ رَفَعَهُ‌..............................

__________________

(١).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٠ ، ح ٢٣٧٠ ؛الوسائل ، ج ١٢ ، ص ١٠٨ ، ح ١٥٧٧٨ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٣١ ، ح ٣١.

(٢). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله المذكور في السند السابق ؛ فقد روى هو كتاب محسِّن بن أحمد القَيسي. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٢٣ ، الرقم ١١٣٣ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٤٧١ ، الرقم ٧٥٤.

(٣). في « ز » : « رأى ».

(٤). في حاشية « د » : « استحى ».

(٥). هكذا في « ب ، ص ض ، ف ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي سائر النسخ والمطبوع : - « له ».

(٦).الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٠ ، ح ٢٣٧٢ ؛الوسائل ، ج ٥ ، ص ١٢ ، ح ٥٧٥٩ ؛البحار ، ج ٧٥ ، ص ١٣٢ ، ح ٣٢.

(٧). في « ف » : « وعنه ». والضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله.

(٨). في « ب » وحاشية « ص ، ف ، بف » : « إلى ».

(٩).الأمالي للصدوق ، ص ٣٠٥ ، المجلس ٥٠ ، ح ١٢ ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله.الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧١ ، ح ٢٣٧٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٧٢ ، ح ٢٠٤٩٤ ؛البحار ، ج ١٤ ، ص ٣٩ ، ح ٢١ ؛ وج ٧٥ ، ص ١٣٢ ، ح ٣٤.

(١٠). الضمير راجع إلى أحمد بن أبي عبد الله ؛ فقد روى هو كتاب عليّ بن الحكم ، كما فيرجال النجاشي ، ص ٢٧٤ ، الرقم ٧١٨ ، وأكثر من الرواية عنه مباشرة في كتابه المحاسن ، فالظاهر أنّ ما ورد في « ب ، ف ، بر » والمطبوع من زيادة « عن أبيه » سهو لا يعتمد عليه.=

٣١٩

إِلى(١) أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

دَخَلْتُ عَلى أَبِي الْحَسَنِ مُوسىعليه‌السلام فِي السَّنَةِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا لَكَ ذَبَحْتَ كَبْشاً ، وَنَحَرَ فُلَانٌ بَدَنَةً(٢) ؟

فَقَالَ : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، إِنَّ نُوحاًعليه‌السلام كَانَ فِي السَّفِينَةِ ، وَكَانَ فِيهَا مَا شَاءَ اللهُ ، وَكَانَتِ السَّفِينَةُ مَأْمُورَةً ، فَطَافَتْ بِالْبَيْتِ وَهُوَ طَوَافُ النِّسَاءِ ، وَخَلّى سَبِيلَهَا نُوحٌعليه‌السلام ، فَأَوْحَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَى الْجِبَالِ : أَنِّي وَاضِعٌ سَفِينَةَ نُوحٍ عَبْدِي عَلى جَبَلٍ مِنْكُنَّ ، فَتَطَاوَلَتْ ، وَشَمَخَتْ(٣) ، وَتَوَاضَعَ الْجُودِيُّ(٤) - وَهُوَ جَبَلٌ عِنْدَكُمْ - فَضَرَبَتِ السَّفِينَةُ بِجُؤْجُؤِهَا(٥) الْجَبَلَ ». قَالَ : « فَقَالَ نُوحٌعليه‌السلام عِنْدَ ذلِكَ : يَا مَارِي ، أَتْقِنْ ، وَهُوَ بِالسُّرْيَانِيَّةِ : يَا(٦) رَبِّ ، أَصْلِحْ ».

قَالَ : فَظَنَنْتُ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِعليه‌السلام عَرَّضَ بِنَفْسِهِ(٧) (٨)

__________________

= يؤيّد ذلك خلوّ « ج ، د ، ز ، ص ، ض ، بس ، بف ، جر » والطبعة الحجريّة من هذه الزيادة.

ثمّ إنّ ما ورد في بعض الأسناد القليلة من توسّط والد أحمد بن أبي عبد الله بينه وبين عليّ بن الحكم كما فيالمحاسن ، ص ٣٠٠ ، ح ٥ ؛ وص ٣١٦ ، ح ٣٤ و ٣٦ ؛ وص ٣١٧ ، ح ٣٩ ؛ وص ٤٢٩ ، ح ٢٤٧ ، لا يأمن من وقوع الخلل.

(١). في « ب ، د ، ز ، ف ، بس ، بف ، جر » وحاشية « ض » والوافي : « عن ».

(٢). قال الجوهري : « البدنة : ناقة أو بقرة تنحر بمكّة ؛ سمّيت بذلك لأنّهم كانوا يسمّنونها ». وقال ابن الأثير : « البدنة تقع على الجمل والناقة والبقر ، وهي بالإبل أشبه ، وسمّيت بدنة لعظمها وسمنها ». راجع :الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢٠٧٧ ؛النهاية ، ج ١ ، ص ١٠٨ ( بدن ).

(٣). « شمخت » أي ترفّعت وعلت. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٥٠٠ ؛لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٣٠ ( شمخ ).

(٤). « الجوديّ » : جبل بأرض الجزيرة ما بين دجلة والفرات ، استوت عليه سفينة نوحعليه‌السلام .الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٦١ ؛مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٢٩ ( جود ).

(٥). « الجُؤجُؤ » : صدر السفينة. والجمع : الجآجئ.ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٥٥ ( جأجأ ).

(٦). في « ب ، ز ، ص ، ض ، ف ، بس ، بف » والوافي والبحار : - « يا ».

(٧). في البحار ، ج ١١ : - « قال : فظننت - إلى - بنفسه ». وفيالوافي : « عرّض بنفسه ، يعني أراد بهذه الحكاية أن يتبيّن أنّه إنّما تواضع بذبح الشاة دون أن ينحر البدنة ليجبر الله تواضعه ذاك بالرفعة في قدره في الدنيا والآخرة».

(٨).تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٥٠ ، ح ٣٨ ، عن أبي بصير ، من قوله : « إنّ نوحاً كان في السفينة » ، مع اختلاف =

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

ويمكن ان تكون الجملة( وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ ) لها علاقة بالبرق الذي يصنع هذه الغيوم المليئة بالمياه.

الآية الاخرى تشير الى صوت الرعد الذي يتزامن مع البرق( وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ) (١) .

نعم ، فهذا الصوت المدوّي في عالم الطبيعة يضرب به المثل ، فهو مع البرق في خدمة هدف واحد ولهما منافع متعدّدة كما أشرنا إليها ، ويقومان بعملية التسبيح ، وبعبارة اخرى فالرعد لسان حال البرق يحكي عن عظمة الخالق وعن نظام التكوين. فهو كتاب معنوي ، وقصيدة غرّاء ، ولوحة جميلة وجذّابة ، نظام محكم ومنظّم ومحسوب بدقّة ، وبلسان حاله يتحدّث عن علم ومهارة وذوق الكاتب والرسام والمعمار ويحمده ويثني عليه ، كلّ ذرّات هذا العالم لها اسرار ونظام دقيق. وتحكي عن تنزيه الله وخلوّه من النقص والعيوب (وهل التسبيح غير ذلك؟!).

وتتحدّث عن قدرته وحكمته (وهل الحمد غير بيان صفات الكمال؟!).

وقد احتمل بعض الفلاسفة انّ لكلّ ذرّات هذا العالم نوعا من العقل والشعور ، فهي من خلال هذا العقل تسبّح الله وتقدّسه ، ليس بلسان الحال فقط ، بل بلسان المقال ايضا.

وليس الرعد وسائر اجزاء العالم تسبّح بحمده تعالى ، بل حتّى الملائكة( وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ) (٢) فهم يخافون من تقصيرهم في تنفيذ الأوامر الملقاة على عاتقهم ، وبالتالي فهم يخشون العقاب الالهي ، ونحن نعلم انّ الخوف يصيب أولئك الذين يحسّون بمسؤولياتهم ووظائفهم خوف بنّاء يحثّ الشخص على

__________________

(١) للتوضيح اكثر في معنيي التسبيح والتقديس للكائنات سيأتي في ذيل الآية( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) الاسراء ، ٤٤.

(٢) يقول الشيخ الطوسيرحمه‌الله في تفسيره التبيان : الخيفة بيان لحالة الشخص امّا الخوف فمصدر.

٣٦١

السعي والحركة.

وللتوضيح اكثر في مجال البرق والرعد تشير الآية الى الصاعقة( وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ ) ومع كلّ ذلك ـ وبمشاهدة آيات العظمة الالهية في عالم التكوين من السّماء والأرض والنباتات والأشجار والبرق والرعد وأمثالها ، وفي قدرة الإنسان الحقيرة تجاه هذه الحوادث ، حتّى في مقابل واحدة منها مثل شرارة البرق ـ نرى انّ هناك جماعة جاهلة تجادل في الله( وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ ) .

«المحال» في الأصل «الحيلة» بمعنى التدبير السرّي وغير الظاهر ، فالذي له القدرة على هذا التدبير يمتلك العلم والحكمة العالية ، ولهذا السبب يستطيع ان ينتصر على أعدائه ولا يمكن الفرار من حكومته.

وذكر المفسّرون وجوها عديدة في تفسير( شَدِيدُ الْمِحالِ ) فتارة بمعنى «شديد القوّة» ، او «شديد العذاب» ، او «شديد القدرة» او «شديد الأخذ»(١) .

الآية الاخيرة تشير الى مطلبين :

الاوّل : قوله تعالى :( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِ ) فهو يستجيب لدعواتنا ، وهو عالم بدعاء العباد وقادر على قضاء حوائجهم ، ولهذا السبب يكون دعاؤنا ايّاه وطلبنا منه حقّا ، وليس باطلا.

ولكن دعاء الأصنام باطل( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ ) نعم هكذا في دعوة الباطل ليست اكثر من وهم ، لانّ ما يقولونه من علم وقدرة الأصنام ما هو الّا أوهام وخيال ، او ليس الحقّ هو عين الواقع واصل الخير والبركة؟ والباطل هو الوهم واصل الشرّ والفساد؟ ولتصوير هذا الموضوع يضرب لنا القرآن الكريم مثالا حيّا ورائعا يقول :( إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ

__________________

(١) فسر البعض «المحال» من «المحل ، الماحل» بمعنى المكر والجدال والتصميم على العقوبة ، ولكن ما أشرنا اليه أعلاه هو الصحيح ، والتفسيران قريبا المعنى.

٣٦٢

فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ ) . فهل يستطيع احد ان يجلس على بئر ويطلب الماء بإشارة يد ليبلغ الماء فاه؟ هذا العمل لا يصدر الّا من انسان مجنون!

وتحتمل الآية تفسيرا آخر ، فهي تشبّه المشركين كمن بسط كفّه في الماء ليتجمع فوقها الماء ، وعند خروجها من الماء لم يجد فيها شيئا منه لانّ الماء يتسرّب من بين أصابع الكفّ المفتوحة.

وهناك تفسير ثالث وهو انّ المشركين ـ لحلّ مشاكلهم ـ كانوا يلجأون الى الأصنام ، فمثلهم مثل الذي يحتفظ بالماء في يده ، هل يحفظ الماء في يد؟! وهناك مثل معروف بين العرب لمن يسعى بدون فائدة يقال له : هو كقابض الماء باليد ، ويقول الشاعر :

فأصبحت فيما كان بيني وبينها

من الودّ مثل القابض الماء باليد

ولكنّنا نعتقد انّ التّفسير الاوّل أوضح!

وللتأكيد على هذا الحديث يأتي في نهاية الآية قوله تعالى :( وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ ) وايّ ضلال اكبر من ان يسعى الإنسان ويجتهد في السبيل الضالّ ولكنّه لا يصل الى مقاصده. ولا يحصل على شيء نتيجة تعبه وجهده.

الآية الأخيرة من هذه المجموعة ، ولكي تبرهن كيف انّ المشركين ضلّوا الطريق تقول :( وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ ) .

* * *

بحوث

١ ـ ما هو المقصود من سجود الكائنات؟

السجدة في هذه الموارد تعني الخضوع والتسليم ، فإنّ جميع الملائكة

٣٦٣

والناس ذوي العقول والأفكار متواضعين لله وخاضعين لأوامره ، وهناك نوعان من السجود ، سجود تكويني وهو انّ الكلّ خاضعون ومسلّمون للقوانين الطبيعيّة مثل الحياة والممات والمرض و و ، والبعض منهم له سجود تشريعي بالاضافة الى السجود التكويني ، فهم بميلهم وإرادتهم يسجدون لله.

٢ ـ ما هو معنى( طَوْعاً وَكَرْهاً ) ؟

عبارة( طَوْعاً وَكَرْهاً ) يمكن ان تكون اشارة الى انّ المؤمنين خاضعون لله بميلهم وإرادتهم ، وامّا غير المؤمنين فهم خاضعون كذلك للقوانين الطبيعيّة التي تسير بأمر الله ان شاؤوا وان أبوا.

و (الكره) بضمّ الكاف تعني الكراهية في داخل الإنسان ، و (كره) بفتح الكاف ما حمل عليه الإنسان من خارج نفسه ، وبما انّ الأشخاص غير المؤمنين مقهورون للعوامل الخارجية وللقوانين الطبيعيّة ، استعمل القرآن (كره) بفتح الكاف.

ويحتمل في تفسير( طَوْعاً وَكَرْهاً ) انّ المقصود من «طوعا» هو التوافق والميل الفطري والطبيعي بين الإنسان والأسباب الطبيعيّة (مثل حبّ اي انسان للحياة) والمقصود من «كرها» هو ما فرض على الإنسان من الخارج مثل موت أحد الأشخاص بسبب المرض او اي عامل طبيعي آخر.

٣ ـ ما هو معنى كلمة الظلال؟

«الظّلال» جمع «ظل» واستعمال هذه الكلمة في الآية يشير الى انّ المقصود في السجود ليس فقط السجود التشريعي ، فظلال الكائنات ليست خاضعة لارادتهم واختيارهم ، بل هو تسليم لقانون الضوء ، وعلى هذا يكون سجودهم تكويني ، يعني التسليم لقوانين الطبيعيّة.

٣٦٤

وطبيعي ليس المقصود من «الظلال» انّ جميع ما في السّماوات والأرض لها وجود مادّي كي يكون لها ظلال ، ولكن الآية تشير الى تلك الأشياء التي لها ظلال ، فمثلا يقال : انّ جمعا من العلماء وأبنائهم شاركوا في المجلس الكذائي ، وليس المقصود هنا انّ لكلّ العلماء أبناء «فتدبّر».

وعلى ايّة حال فإنّ الظلّ امر عدمي ، وهو ليس اكثر من فقدان النّور ، ولكن له آثارا ووجودا بسبب النّور المحيط به ، ولعلّ الآية تشير الى هذه النقطة ، وهي انّه حتّى الظلال خاضعة لله.

٤ ـ ما هو معنى كلوة( الْآصالِ ) ؟

«الآصال» جمع «اصل» وهي جمع «اصيل» ومعناه آخر وقت من النهار ، ولذلك يعتبر اوّل الليل ، والغدو جمع غداة بمعنى اوّل النهار.

ورغم انّ السجود والخضوع للأشياء الكونية في مقابل الأوامر الالهيّة دائمة ومستمرّة في كلّ وقت ، ولكن ذكرها هنا في موقعين (الصبح والعشاء) امّا انّه كناية عن دوام الوقت ، فمثلا تقول : انّ فلانا يطلب العلم صباحا ومساء ، فالمقصود وهو انّه في كلّ وقت يطلب العلم ، وامّا ان يكون المقصود من الآية ما جاء في الكلام عن الظلال والتي تكون واضحة اكثر في اوّل النهار وآخره.

* * *

٣٦٥

الآية

( قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (١٦) )

التّفسير

لماذا عبادة الأصنام؟

كان البيان في الآيات السابقة عن معرفة الله واثبات وجوده ، وهذه الآية تبحث عن ضلال المشركين والوثنيين وتتناوله من عدّة جهات ، حيث تخاطب ـ اوّلا ـ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث تقول :( قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) ثمّ تأمر النّبي ان يجيب على السؤال قبل ان ينتظر جوابهم( قُلِ اللهُ ) ثمّ انّه يلومهم ويوبّخهم بهذه الجملة( قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرًّا ) .

لقد بيّن ـ اوّلا ـ عن طريق ربوبيته انّه المدبّر والمالك لهذا العالم ، ولكلّ خير

٣٦٦

ونفع من جانبه ، وقادر على دفع اي شرّ وضرّ ، وهذا يعني انّكم بقبولكم لربوبيته يجب ان تطلبوا كلّ شيء من عنده لا من الأصنام العاجزة عن حلّ ايّة مشكلة لكم. ثمّ يذهب الى ابعد من ذلك حيث يقول : انّ هذه الأصنام لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرّا فكيف يمكنها ان تنفعكم او تضرّكم؟ وهم والحال هذه لا يحلّون اي عقدة لكم حتّى لو قمتم بعبادتهم ، فهؤلاء لا يستطيعون تدبير أنفسهم فما ذا ينتظر منهم؟

ثمّ يذكر مثالين واضحين وصريحين يحدّد فيها وضع الافراد الموحّدين والمشركين ، فيقول اوّلا :( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ ) فكما لا يستوي الأعمى والبصير لا يستوي المؤمن والكافر ، ولا يصحّ قياس الأصنام على الخالق جلّ وعلا.

ويقول ثانيا :( أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ ) كيف يمكن ان نساوي بين الظلام الذي يعتبر قاعدة الانحراف والضلال ، وبين النّور المرشد والباعث للحياة ، وكيف يمكن ان نجعل الأصنام التي هي الظّلمات المحضة الى جنب الله الذي هو النّور المطلق ، وما المناسبة بين الايمان والتوحيد اللذان هما نور القلب والروح ، وبين الشرك اصل الظلام؟!

ثمّ يدلل على بطلان عقيدة المشركين عن طريق آخر فيقول :( أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ ) والحال ليس كذلك ، فإنّ المشركين أنفسهم لا يعتقدون بها ، فهم يعلمون انّ الله خالق كلّ شيء ، وعالم الوجود مرتبط به ، ولذلك تقول الآية :( قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ ) .

* * *

٣٦٧

بحوث

١ ـ الخالقية والرّبوبية يتطلّبان العبادة

يمكن ان يستفاد من الآية أعلاه انّ الخالق هو الربّ المدبّر ، لانّ الخلقة امر مستمر ودائمي ، وليس من خلق الكائنات يتركهم وشأنهم ، بل انّه تعالى يفيض بالوجود عليهم باستمرار وكلّ شيء يأخذ وجوده من ذاته المقدّسة ، وعلى هذا فنظام الخلقة وتدبير العالم كلّها بيد الله ، ولهذا السبب يكون هو النافع والضارّ. وغيره لا يملك شيء الّا منه ، فهل يوجد احد غير الله احقّ بالعبادة؟

٢ ـ كيف يسأل ويجيب بنفسه؟

بالنظر الى الآية أعلاه يطرح هذا السؤال : كيف امر الله نبيّه ان يسأل المشركين : من خلق السماوات والأرض؟ وبعدها بدون ان ينتظر منهم الجواب يأمر النّبي ان يجيب هو على السؤال وبدون فاصلة يوبّخ المشركين على عبادتهم الأصنام ، اي طراز هذا في السؤال والجواب؟

ولكن مع الالتفات الى هذه النقطة يتّضح لنا الجواب وهو انّه في بعض الأحيان يكون الجواب للسؤال واضح جدّا ولا يحتاج الى الانتظار. فمثلا نسأل أحدا : هل الوقت الآن ليل ام نهار؟ وبلا فاصلة نجيب نحن على السؤال فنقول : الوقت بالتأكيد ليل. وهذه كناية لطيفة ، حيث انّ الموضوع واضح جدّا ولا يحتاج الى الانتظار للجواب ، بالاضافة الى انّ المشركين يعتقدون بخلق الله للعالم ولم يقولوا ابدا انّ الأصنام خالقة السّماء والأرض ، بل كانوا يعتقدون بشفاعتهم وقدرتهم على نفع الإنسان ودفع الضرر عنه ، ولهذا السبب كانوا يعبدوهم. وبما انّ الخالقية غير منفصلة عن الرّبوبية يمكن ان نخاطب المشركين بهذا الحديث ونقول : أنتم الذين تقولون بأنّ الله خالق ، يجب ان تعرفوا انّ الربوبية لله كذلك ،

٣٦٨

ويختصّ بالعبادة ايضا لذلك.

٣ ـ العين المبصرة ونور الشمس شرطان ضروريان

يشير ظاهر المثالين (الأعمى والبصير) و (الظّلمات والنّور) الى هذه الحقيقة ، وهي انّ النظر يحتاج الى شيئين : العين المبصرة ، وشعاع الشمس ، بحيث لو انتفى واحد منهما فإنّ الرؤية لا تتحقّق ، والآن يجب ان نفكّر : كيف حال الافراد المحرومين من البصر والنّور؟ المشركون المصداق الواقعي لهذا ، فقلوبهم عمي ومحيطهم مليء بالكفر وعبادة الأصنام ، ولهذا السبب فهم في تيه وضياع. وعلى العكس فالمؤمنون بنظرهم الى الحقّ ، واستلهامهم من نور الوحي وارشادات الأنبياء عرفوا مسيرة حياتهم بوضوح.

٤ ـ هل انّ خلق الله لكلّ شيء دليل على الجبر؟

استدلّ جمع من اتباع مدرسة الجبر انّ جملة( اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) في الآية أعلاه لها من السعة بحيث تشمل حتّى عمل الافراد ، فالله خالق اعمالنا ونحن غير مختارين.

يمكن ان نجيب على هذا القول بطريقين :

اوّلا : الجمل الاخرى للآية تنفي هذا الكلام ، لانّها تلوم المشركين بشكل اكيد فإذا كانت اعمالنا غير اختيارية ، فلما ذا هذا التوبيخ؟! وإذا كانت ارادة الله ان نكون مشركين فلما ذا يلومنا؟! ولماذا يسعى بالأدلّة العقليّة لتغيير مسيرتهم من الضلالة الى الهداية؟ كلّ هذا دليل على أنّ الناس أحرار في انتخاب طريقهم.

ثانيا : انّ الخالقية بالذات من مختصّات الله تعالى. ولا يتنافى مع اختيارنا في الأفعال ، لانّ ما نمتلكه من القدرة والعقل والشعور ، وحتّى الاختيار والحرية ، كلّها

٣٦٩

من عند الله ، وعلى هذا فمن جهة هو الخالق (بالنسبة لكلّ شيء وحتّى أفعالنا) ومن جهة اخرى نحن نفعل باختيارنا ، فهما في طول واحد وليس في عرض وأفق واحد ، فهو الخالق لكلّ وسائل الأفعال ، ونحن نستفيد منها في طريق الخير او الشرّ.

فمثلا الذي يؤسّس معملا لتوليد الكهرباء او لإنتاج أنابيب المياه ، يصنعها ويضعها تحت تصرّفنا ، فلا يمكن ان نستفيد من هذه الأشياء الّا بمساعدته ، ولكن بالنتيجة يكون التصميم النهائي لنا ، فيمكن ان نستفيد من الكهرباء لامداد غرفة عمليات جراحية وانقاذ مريض مشرف على الموت ، او نستخدمها في مجالس اللهو والفساد ، ويمكن ان نروي بالماء عطش انسان ونسقي وردا جميلا ، او نستخدم الماء في إغراق دور الناس وتخريبها.

* * *

٣٧٠

الآية

( أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ (١٧) )

التّفسير

وصف دقيق لمنظر الحقّ والباطل :

يستند القرآن الكريم ـ الذي يعتبر كتاب هداية وتربية ـ في طريقته الى الوقائع العينيّة لتقريب المفاهيم الصعبة الى أذهان الناس من خلال ضرب الأمثال الحسّية الرائعة من حياة الناس ، وهنا ـ ايضا ـ لأجل ان يجسّم حقائق الآيات السابقة التي كانت تدور حول التوحيد والشرك ، الايمان والكفر ، الحقّ والباطل ، يضرب مثلا واضحا جدّا لذلك

يقول اوّلا :( أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً ) الماء عماد الحياة واصل النمو والحركة ،

٣٧١

( فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها ) تتقارب السواقي الصغيرة فيما بينها ، وتتكوّن الأنهار وتتّصل مع بعضها البعض ، فتسيل المياه من سفوح الجبال العظيمة والوديان وتجرف كلّ ما يقف امامها ، وفي هذه الأثناء يظهر الزّبد وهو ما يرى على وجه الماء كرغوة الصابون من بين أمواج الماء حيث يقول القرآن الكريم :( فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً ) .

«الرابي» من «الربو» بمعنى العالي او الطافي ، والربا بمعنى الفائدة مأخوذ من نفس هذا الأصل.

وليس ظهور الزبد منحصرا بهطول الأمطار ، بل( وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ ) (١) اي الفلزات المذابة بالنّار لصناعة أدوات الزينة منها او صناعة الوسائل اللازمة في الحياة.

بعد بيان هذا المثال بشكله الواسع لظهور الزبد ليس فقط في الماء بل حتّى للفلزات وللمتاع ، يستنتج القرآن الكريم( كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ ) ثمّ يتطرّق الى شرحه فيقول :( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ) .

فأمّا الزبد الذي لا فائدة فيه فيذهب جفاء ويصير باطلا متلاشيا ، وامّا الماء الصافي النقي المفيد فيمكث في الأرض او ينفذ الى الاعماق وتتكوّن منه العيون والآبار تروي العطاش ، وتروي الأشجار لتثمر ، والازهار لتتفتّح ، وتمنح لكلّ شيء الحياة.

وفي آخر الآية ـ للمزيد من التأكيد في مطالعة هذه الأمثال ـ يقول تعالى :( كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ ) .

* * *

__________________

(١) تشير هذه الآية الى الافران التي تستعمل لصهر الفلزان ، فهذه الافران تتميّز بوجود النّار من تحتها ومن فوقها يعني نار تحت الفلز ونار فوقه ، وهذه من أفضل انواع الافران حيث تحيط بها النّار من كلّ جانب.

٣٧٢

بحوث

هذا المثال البليغ الذي عبّر عنه القرآن الكريم بألفاظ موزونة وعبارات منظّمة. وصوّر فيها الحقّ والباطل بأروع صورة ، فيه حقائق مخفيّة كثيرة ونشير هنا الى قسم منها :

١ ـ ما هي علائم معرفة الحقّ والباطل؟

يحتاج الإنسان في بعض الأحيان لمعرفة الحقّ والباطل ـ إذا أشكل عليه الأمر ـ الى علائم وأمثال حتّى يتعرّف من خلالها على الحقائق والأوهام. وقد بيّن القرآن الكريم هذه العلامات من خلال المثال أعلاه :

الف : ـ الحقّ مفيد ونافع دائما ، كالماء الصافي الذي هو اصل الحياة. امّا الباطل فلا فائدة فيه ولا نفع ، فلا الزبد الطافي على الماء يروي ظمآنا أو يسقي أشجارا ، ولا الزبد الظاهر من صهر الفلزات يمكن ان يستفاد منه للزينة او للاستعمالات الحياتية الاخرى ، وإذا استخدمت لغرض فيكون استخدامها رديئا ولا يؤخذ بنظر الاعتبار كما نستخدم نشارة الخشب للإحراق.

باء : ـ الباطل هو المستكبر والمرفّه كثير الصوت ، كثير الأقوال لكنّه فارغ من المحتوى ، امّا الحقّ فمتواضع قليل الصوت ، وكبير المعنى ، وثقيل الوزن(١) .

جيم ـ الحقّ يعتمد على ذاته دائما ، امّا الباطل فيستمدّ اعتباره من الحقّ ويسعى للتلبّس به ، كما انّ (الكذب يتلبّس بضياء الصدق) ولو فقد الكلام الصادق من العالم لما كان هناك من يصدق الكذب. ولو فقدت البضاعة السليمة من العالم لما وجد من يخدع ببضاعة مغشوشة. وعلى هذا فوجود الباطل راجع الى شعاعه الخاطف واعتباره المؤقّت الذي سرقه من الحقّ ، امّا الحقّ فهو مستند الى نفسه واعتباره منه.

__________________

(١) يقول الامام عليعليه‌السلام في وصفه أصحابه يوم الجمل «وقد ارعدوا وابرقوا ومع هذين الأمرين الفشل ، ولسنا نرعد حتّى نوقع ولا نسيل حتّى نمطر».

٣٧٣

٢ ـ ما هو الزّبد؟

«الزبد» بمعنى الرغوة التي تطفوا على السائل ، والماء الصافي اقلّ رغوة ، لانّ الزبد يتكوّن بسبب اختلاط الأجسام الخارجية مع الماء ، ومن هنا يتّضح انّ الحقّ لو بقي على صفائه ونقائه لم يظهر فيه الخبث ابدا ، ولكن لامتزاجه بالمحيط الخارجي الملوّث فإنّه يكتسب منه شيئا ، فتختلط الحقيقة مع الخرافة ، والحقّ بالباطل ، والصافي بالخابط. فيظهر الزبد الباطل الى جانب الحقّ.

وهذا هو الذي يؤكّده الامام عليعليه‌السلام حيث يقول : لو انّ الباطل خلص من مزاج الحقّ لم يخف على المرتادين ، ولو انّ الحقّ خلص من لبس الباطل انقطعت عنه السن المعاندين».(١) .

يقول بعض المفسّرين انّ للآية أعلاه ثلاث امثلة : «نزول آيات القرآن» تشبيه بنزول قطرات المطر للخير ، «قلوب الناس» شبيهة بالأرض والوديان وبقدر وسعها يستفاد منها ، «وساوس الشيطان» شبيهة بالزبد الطافي على الماء ، فهذا الزبد ليس من الماء ، بل نشأ من اختلاط الماء بمواد الأرض الاخرى ، ولهذا السبب فوساوس النفس والشيطان ليست من التعاليم الالهية ، بل من تلوّث قلب الإنسان ، وعلى ايّة حال فهذه الوساوس تزول عن قلوب المؤمنين ويبقى صفاء الوحي الموجب للهداية والإرشاد.

٣ ـ الاستفادة تكون بقدر الاستعداد واللياقة!

يستفاد من هذه الآية ـ ايضا ـ انّ مبدا الفيض الالهي لا يقوم على البخل والحدود الممنوعة ، كما انّ السحاب يسقط امطاره في كلّ مكان بدون قيد او

__________________

(١) نهج البلاغة ، الخطبة ٥٠.

٣٧٤

شرط ، وتستفيد الأرض والوديان منها على قدر وسعها ، فالأرض الصغيرة تستفيد اقلّ والأرض الواسعة تستفيد اكثر ، وهكذا قلوب الناس في مقابل الفيض الالهي.

٤ ـ الباطل والأوضاع المضطربة

عند ما يصل الماء الى السهل او الصحراء ويستقرّ فيها ، تبدا المواد المختلطة مع الماء بالترشّح ويذهب الزبد فيظهر الماء النقي مرّة ثانية ، وعلى هذا النحو فالباطل يبحث عن سوق مضطربة حتّى يستفيد منها ، ولكن بعد استقرار السوق وجلوس كلّ تاجر في مكانه المناسب وتحقق الالتزامات والضوابط في المجتمع ، لا يجد الباطل له مكانا فينسحب بسرعة!

٥ ـ الباطل يتشكّل بأشكال مختلفة

انّ واحدة من خصائص الباطل هي انّه يغيّر لباسه من حين لآخر ، حتّى إذا عرفوه بلباسه يستطيع ان يخفي وجهه بلباس آخر ، وفي الآية أعلاه اشارة لطيفة لهذه المسألة ، حيث تقول : لا يظهر الزبد في الماء فقط ، بل يظهر حتّى في الافران المخصوصة لصهر الفلزات بشكل ولباس آخر ، وبعبارة اخرى فإنّ الحقّ والباطل موجودان في كلّ مكان كما يظهر الزبد في السوائل بالشكل المناسب لها. وعلى هذا يجب ان لا نخدع بتنوّع الوجوه وان نعرف أوجه الباطل ونطرحه جانبا.

٦ ـ ارتباط البقاء بالنفع

تقول الآية :( وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ) ليس الماء فقط يبقى ويذهب الزبد الطافي عليه ، بل حتّى الفلزات تلك التي تستعمل للزينة او للمتاع

٣٧٥

يبقى الخالص منها ويذهب خبثه. وعلى هذا النحو فالناس والمدارس والمبادئ لهم حقّ الحياة على قدر منفعتهم ، وإذا ما رأينا بقاء اصحاب المبادئ الباطلة لفترة فإنّ ذلك بسبب وجود ذلك المقدار من الحقّ الذي اختلط فيه ، وبهذا المقدار له حقّ الحياة.

٧ ـ كيف يطرد الحقّ الباطل؟

«الجفاء» بمعنى الإلقاء والإخراج ، ولهذا نكتة لطيفة وهي انّ الباطل يصل الى درجة لا يمكن فيها ان يحفظ نفسه ، وفي هذه اللحظة يلقى خارج المجتمع ، وهذه العملية تتمّ في حالة هيجان الحقّ ، فعند غليان الحقّ يظهر الزبد ويطفو على سطح ماء القدر ويقذف الى الخارج ، وهذا دليل على انّ الحقّ يجب ان يكون في حالة هيجان وغليان دائما حتّى يبعد الباطل عنه.

٨ ـ الباطل مدين للحقّ ببقائه

كما قلنا في تفسير الآية ، فلو لم يكن الماء لما وجد الزبد ، ولا يمكن له ان يستمر ، كما انّه لولا وجود الحقّ فإنّ الباطل لا معنى له ولو لم يكن هناك اشخاص صادقون لما وقع احد تحت تأثير الافراد الخونة ولما صدّق بمكرهم ، فالشعاع الكاذب للباطل مدين في بقائه لنور الحقّ.

٩ ـ صراع الحقّ والباطل مستمر

المثال الذي ضربه لنا القرآن الكريم في تجسيم الحقّ والباطل ليس مثالا محدودا في زمان ومكان معينين ، فهذا المنظر يراه الناس في جميع مناطق العالم المختلفة ، وهذا يبيّن انّ عمل الحقّ والباطل ليس مؤقتا وآنيا. وجريان الماء

٣٧٦

العذب والمالح مستمر الى نفخ الصور ، الّا إذا تحوّل المجتمع الى مجتمع مثالي (كمجتمع عصر الظهور وقيام الامام المهديعليه‌السلام ) فعنده ينتهي هذا الصراع ، وينتصر الحقّ ويطوي بساط الباطل ، وتدخل البشرية مرحلة جديدة من تاريخها ، والى ان نصل الى هذه المرحلة فالصراع مستمر بين الحقّ والباطل ، ويجب ان نحدّد موقفنا في هذا الصراع.

١٠ ـ تزامن الحياة مع السعي والجهاد

المثال الرائع أعلاه يوضّح هذا الأساس لحياة الناس ، وهو انّ الحياة بدون جهاد غير ممكنة ، والعزّة بدون سعي غير ممكنة ايضا ، لانّه يقول : يجب ان يذهب الناس الى المناجم لتهيئة مستلزمات حياتهم في المتاع والزينة( ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ ) . وللحصول على هذين الشيئين يجب تنقية المواد الخام من الشوائب بواسطة نيران الافران للحصول على الفلز الخالص الصالح للاستعمال ، وهذا لا يتمّ الّا من خلال السعي والمجاهدة والعناء.

وهذه هي طبيعة الحياة حيث يوجد الى جانب الورد الشوك ، والى جانب النصر توجد المصاعب والمشكلات ، وقالوا في القديم : (الكنوز في الخرائب وفوق كلّ كنز يوجد ثعبان نائم) ، فإنّ هذه الخربة والثعبان تمثّلان المشاكل والصعوبات للحصول على الموفّقية في الحياة.

ويؤكّد القرآن الكريم هذه الحقيقة وهي انّ التوفيق لا يحصل الّا بتحمّل المصاعب والمحن ، يقول جلّ وعلا في الآية (٢١٤) من سورة البقرة :( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ ) .

٣٧٧

الأمثال في القرآن :

انّ دور المثال في توضيح وتفسير الغايات له اهميّة كبيرة غير قابلة للإنكار ، ولهذا السبب لا يوجد اي علم يستغني عن ذكر المثال لاثبات وتوضيح الحقائق وتقريب معناها الى الأذهان ، وتارة ينطبق المثال مع المقصود بشكل يجعل المعاني الصعبة تنزل من السّماء الى الأرض وتكون مفهومة للجميع ، فيمكن ان يقال : انّ المثال له دور مؤثّر في مختلف الأبحاث العلمية والتربوية والاجتماعية والاخلاقية وغيرها ، ومن جملة تأثيراته :

١ ـ المثال يجعل المسائل محسوسة :

من المعلوم أنّ الإنسان يأنس بالمحسوسات أكثر ، أمّا الحقائق العلمية المعقّدة فهي بعيدة المنال. والأمثال تقرّب هذه الفواصل وتجعل الحقائق المعنوية محسوسة ، وإدراكها يسير ولذيذ.

٢ ـ المثال يقرّب المعنى :

تارة يحتاج الإنسان لاثبات مسألة منطقية او عقلية الى ادلّة مختلفة ، ومع كلّ هذه الادلّة تبقى هناك نقاط مبهمة محيطة بها ، ولكن عند ذكر مثال واضح منسّق مع الغاية يقرّب المعنى ويعزّز الادلّة ويقلّل من كثرتها.

٣ ـ المثال يعمّم المفاهيم

كثير من البحوث العلمية بشكلها الاصلي يفهمها الخواص فقط ، ولا يستفيد منها عامّة الناس ، ولكن عند ما يصحبها المثال تكون قابلة للفهم ، ويستفيد منها الناس على اختلاف مستوياتهم العلمية ، ولهذا فالمثال وسيلة لتعميم الفكر

٣٧٨

والثقافة.

٤ ـ المثال ، يزيد في درجة التصديق :

مهما تكن الكليّات العقلية منطقية ، فإنّها لا تخلق حالة اليقين الكافية في ذهن الإنسان ، لانّ الإنسان يبحث عن اليقين في المحسوسات ، فالمثال يجعل من المسألة الذهنيّة واقعا عينيّا ، ويوضّحها في العالم الخارجي ، ولهذا السبب فإنّ له اثره في زيادة درجة تصديق المسائل وقبولها.

٥ ـ المثال يخرس المعاندين :

كثيرا ما لا تنفع الادلّة العقليّة والمنطقيّة لاسكات الشخص المعاند حيث يبقى مصرّا على عناده ولكن عند ما نصب الحديث في قالب المثال نوصد الطريق عليه بحيث لا يبقى له مجال للتبرير ولا لاختلاق الاعذار. ولا بأس ان نطرح هنا بعض الامثلة حتّى نعرف مدى تأثيرها : نقرا في القرآن الكريم انّ الله سبحانه وتعالى يرد على الذين اشكلوا على ولادة السّيد المسيحعليه‌السلام كيف انّه ولد من امّ بغير أب( إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ) .(١)

لاحظوا جيدا ، فنحن مهما حاولنا ان نقول للمعاندين : انّ هذا العمل بالنسبة الى قدرة الله المطلقة لا شيء ، فمن الممكن ان يحتجّوا ايضا ، ولكن عند ما نقول لهم هل تعتقدون انّ آدم خلقه الله من تراب؟ فإنّ الله الذي له هذه القدرة كيف لا يستطيع إيجاد شخص بدون أب؟!

__________________

(١) آل عمران ، ٥٩.

٣٧٩

وبالنسبة الى المنافقين الذين يقضون في ظلّ نفاقهم ايّاما مريحة ظاهرا ، فإنّ القرآن الكريم يضرب مثالا رائعا عن حالهم ، فيشبهّهم بالمسافرين في الصحراء فيقول( يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .(١) .

فهل يوجد أوضح من هذا الوصف للمنافق التائه في الطريق ، ليستفيد من نفاقه وعمله كي يستمرّ في حياته؟

وعند ما تقول للافراد : انّ الإنفاق يضاعفه لكم الله عدّة مرّات قد لا يستطيعون ان يفهموا هذا الحديث ، ولكن يقول القرآن الكريم :( مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ) (٢) ، وهذا المثال الواضح اقرب للإدراك.

وغالبا ما نقول : انّ الرياء لا ينفع الإنسان ، فقد يكون هذا الحديث ثقيلا على البعض ، كيف يمكن لهذا العمل ان يكون غير مفيد ، فبناء مستشفى او مدرسة حتّى لو كان بقصد الرياء لماذا ليست له قيمة عند الله؟!

ولكن يضرب الله مثالا رائعا حيث يقول :( فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً ) .(٣) ولكي لا نبتعد كثيرا فالآية التي نحن بصدد تفسيرها تبحث في مجال الحقّ والباطل وتجسّم هذه المسألة بشكل دقيق ، المقدّمات والنتائج ، والصفات والخصوصيات والآثار ، وتجعلها قابلة الفهم للجميع وتسكت المعاندين ، واكثر

__________________

(١) البقرة ، ٢٠.

(٢) البقرة ، ٢٦١.

(٣) البقرة ، ٢٦٤.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572