الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ٨

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل12%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 496

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 231160 / تحميل: 7115
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ٨

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

الخوف من الله والورع والالتزام ، فهي إذن جامعة لكافة صفات الكمال الإنساني.

إنّ ذكر الجنات والعيون بصيغة الجمع إشارة إلى تنوع رياض الجنّة وكثرة عيونها ، والتي لكل منها لذة مميزة وطعم خاص.

٢ و ٣ ـ ثمّ تشير الآيات إلى نعمتين معنويتين مهمّتين أخيرتين (السلامة) و (الأمن) السلامة من أيّ أذى وألم ، والأمن من كل خطر ، فتقول ـ على لسان الملائكة مرحبة بهم ـ :( ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ ) .

وفي الآية التّالية بيان لثلاث نعم معنوية أخرى :

٤ ـ( وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ ) أي : الحسد والحقد والعداوة والخيانة(١) .

٥ ـ( إِخْواناً ) تربطهم أقوى صلات المحبة.

٦ ـ( عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) (٢) .

إن جلساتهم الاجتماعية خالية من القيود المتعبة التي يعاني منها عالمنا الدنيوي ، فلا طبقية ولا ترجيح بدون مرجح والكل إخوان ، يجلسون متقابلين في صف واحد ومستوى واحد.

وبطبيعة الحال ، فهذا لا ينافي تفاوت مقاماتهم ودرجاتهم الحاصلة من درجة الإيمان والتقوى في الحياة الدنيا ، ولكنّ ذلك التساوي إنما يرتبط بجلساتهم الاجتماعية.

٧ ـ ثمّ تأتي الإشارة إلى النعمة المادية والمعنوية السابعة :( لا يَمَسُّهُمْ فِيها

__________________

(١) الغل : في الأصل بمعنى النفوذ الخفي للشيء ، ولهذا يطلق على الحسد والحقد والعداوة التي تنفذ بخفاء في نفس الإنسان ، فالغل مفهوم واسع يشمل الكثير من الصفات الأخلاقية القبيحة.

(٢) السرر : جمع سرير ، وهي المقاعد التي يجلسون عليها في جلسات سمرهم. (علما بأن كلا من سرر وسرير من مادة واحدة).

٨١

نَصَبٌ ) إنّه ليس كيوم استراحة بهذه الدنيا يقع بين تعب ونصب قبله وبعده ، ولا يدع الإنسان يجد طعم الراحة والاستقرار.

٨ ـ ولا يشغلهم همّ فناء أو انتهاء نعم( وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ ) .

بعد أن عرض القرآن الكريم النعم الجليلة التي ينالها المتقون في الجنّة بذلك الرونق المؤثر الذي يوقع المذنبين والعاصين في بحار لجية من الغم والحسرة ويجعلهم يقولون : يا ليتنا نصيب بعض هذه المواهب ، فهناك ، يفتح الله الرحمن الرحيم أبواب الجنّة لهم ولكن بشرط ، فيقول لهم بلهجة ملؤها المحبّة والعطف والرحمة وعلى لسان نبيّه الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) .

إنّ كلمة «عبادي» لها من اللطافة ما يجذب كل إنسان ، وحينما يختم الكلام ب( الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) يصل ذلك الجذب إلى أوج شدته المؤثرة.

وكما هو معهود من الأسلوب القرآني ، تأتي العبارات العنيفة حين تتحدث عن الغضب والعذاب الإلهي لتمنع من سوء الاستفادة من الرحمة الإلهية ، ولتوجد التعادل بين مسألتي الخوف والرجاء ، الذي يعتبر رمز التكامل والتربية فيقول وبدون فاصلة :( وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ ) .

* * *

بحوث

١ ـ رياض وعيون الجنّة :

إنّ فهم واستيعاب أبعاد النعم الإلهية التي تزخر بها الجنّة ونحن نعيش في هذا العالم الدنيوي المحدود ، يعتبر أمرا صعبا جدا ، بل ومن غير الممكن ، لأنّ نعم هذا العالم بالنسبة لمنعم الآخرة كنسبة الصفر إلى رقم كبير جدّا ومع ذلك فلا يمنع من أن نحس ببعض أشعتها بفكرنا وروحنا.

إنّ القدر المسلم بهذا الخصوص ، هو أنّ النعم الأخروية متنوعة جدّا ، وينطق

٨٢

بهذه الحقيقة التعبير بال «جنات» في الآيات المتقدمة وغيرها من الآيات الأخر ، وكذلك التعبير بال «عيون».

لقد ورد في القرآن الكريم (في سور الإنسان ، الرحمن ، الدخان ، محمد وغيرها) إشارة إلى أنواع مختلفة من هذه العيون ، وأشير الى تنوعها بإشارات صغيرة. ولعل ذلك تصوير لأنواع الأعمال الصالحة في هذا العالم ، وسنشير إلى هذا الأمر إن شاء الله عند تفسيرنا لهذه السور.

٢ ـ النّعم المادية وغير المادية :

على خلاف ما يتصور البعض فإنّ القرآن لم يبشر الناس دائما بالنعم المادية للجنّة فقط ، بل تحدث مرارا عن النعم المعنوية أيضا ، والآيات مورد البحث نموذج واضح لذلك حيث نرى أن أول ما يواجه أهل الجنّة هناك هو الترحيب والبشارة من الملائكة لأهل الجنّة عند دخولهم فيها( ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ ) .

ومن النعم الروحية الأخرى التي أشارت إليها هذه الآيات تطهير الصدور من الأحقاد وكل الصفات المذمومة كالحسد والخيانة وما شابهها ، والتي تذهب بروح الأخوة.

وكذلك حذف الاعتبارات والامتيازات الاجتماعية المغلوطة التي تخدش استقرار فكر وروح الإنسان ، وهو ما ذكره في وصف جلساتهم.

ومن نافلة القول أن (السلامة) و (الأمن) المجعولتين على رأس النعم الأخروي ، هما أساس لكل نعمة أخرى ، ولا يمكن الاستفادة الكاملة من أية نعمة بدونهما وهذا ما ينطبق حتى على الحياة الدنيا ، فالأمن والسلام أساس لكل نعيم ورخاء وإلّا فلا.

٨٣

٣ ـ الحقد والحسد عدوّا الأخوة :

من لطيف ما يلاحظ في هذه الآيات أنّها بعد أن ذكرت نعمة السلامة والأمن ، وقبل أن تتعرض لبيان حال الأخوّة والألفة التي سيكون عليها أهل الجنّة ، أشارت إلى مسألة نزع الصفات المانعة للأخوّة ، كالحقد والحسد والغرور والخيانة ، جامعة كل ذلك بكلمة الغل» ذات المفهوم الواسع.

وفي الحقيقة ، إنّ قلب الإنسان ما لم يطهر من هذا «الغل» فسوف لا تتحقق نعمة السلامة والأمن ولا الأخوّة والمحبّة ، بل الحروب والمظالم والمجابهات والصراعات على الدوام ، وهو ما يؤدي إلى قلع جذور الأخوّة والسلامة والأمن من الحياة.

٤ ـ الجزاء الكامل :

يقول بعض المفسّرين : إنّ الجزاء لا يكتمل إلّا بأربعة أمور : منافع وخيرة ، أن تكون مقرونة بالاحترام ، خالية من أيّ ألم ، دائمة وخالدة.

وقد أشارت الآيات مورد البحث إلى هذه الأمور الأربعة

فعبارة( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ) إشارة إلى المنفعة الأولى.

وعبارة( ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ ) دليل على الاحترام والتقدير.

وعبارة( وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) إشارة إلى نفي أي نوع من الآلام والمعاناة الروحية (النفسية).

وعبارة( لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ ) إشارة إلى نفي الآلام الجسمانية.

أمّا عبارة( وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ ) فهي حاكية عن آخر شرط ، وهو دوام وبقاء النعم.

٨٤

وبهذا يكون هذا الجزاء والثواب كاملا من كل الجهات(١) .

٥ ـ تعالوا لنجعل من هذه الدنيا جنّة :

إنّ النعم المادية والروحية الأخروية التي صورتها الآيات السابقة في حقيقتها تشكل أصول النعم لهذا العالم ، ولعل القرآن الكريم يريد أن يفهمنا بأنّنا يمكن أن نوجد جنّة صغيرة في حياتنا تكون شبيهة بتلك الجنّة الكبيرة ، فيما لو استطعنا أن نوفر شرائطها المطلوبة اللازمة.

فلو طهرنا قلوبنا من الحقد والعداوة.

وقوّينا بيننا روابط الأخوّة والمحبّة.

وحذفنا من حياتنا تلك الاعتبارات واشكال الترف الزائدة والمفرقة.

وإذا ما عملنا لتحقيق الأمن والسلام في مجتمعنا.

وإذا أدرك الناس بأنّه لا استعباد ولا استغلال ولا طبقية فيما بينهم فإنّنا ـ والحال هذه ـ سنكون في جنّة الحياة الدنيا!!

* * *

__________________

(١) التّفسير الكبير للفخر الرازي ، ج ١٩ ، ص ١٩٣.

٨٥

الآيات

( وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ (٥١) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (٥٢) قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (٥٣) قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (٥٤) قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ (٥٥) قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ (٥٦) قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (٥٧) قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (٥٨) إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (٥٩) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ (٦٠) )

التّفسير

الضّيوف الغرباء ..!

تتحدث هذه الآيات المباركات وما بعدها عن الجنبة التربوية في تاريخ حياة الأنبياءعليهم‌السلام وما جرى لهم مع العصاة من أقوامهم ، وتطرح الآيات نماذج حيّة للاعتبار ، لكلا الطرفين (عباد الله المخلصين من طرف وأتباع

٨٦

الشيطان من طرف آخر).

ومن لطيف البيان القرآني شروع الآيات بذكر قصة ضيف إبراهيم (وهم الملائكة الذين جاؤوا بهيئة البشر وبشروه بولد جليل الشأن ، ومن ثمّ أخبروه عن أمر عذاب قوم لوط).

فقد جاء في الآيتين السابقتين أمر الله إلى نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بتبيان سعة رحمة الله للناس مع تبيان أليم عذابه ، ويطرح في هذه القصة نموذجين حيين لهاتين الصفتين ، وبذلك تتبيّن صلة الربط بين هذه الآيات.

فتقول أوّلا :( وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ ) .

فكلمة «ضيف» جاءت بصيغة المفرد ، ولا مانع من ذلك حيث ذهب بعض كبار المفسّرين إلى أن «ضيف» تستعمل مفردا وجمعا.

وهؤلاء الضيوف هم الملائكة الذين دخلوا على إبراهيمعليه‌السلام بوجوه خالية من الابتسامة ، فابتدءوه بالسلام( إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً ) .

فقام إبراهيمعليه‌السلام بوظيفته (إكرام الضيف) ، فهيأ لهم طعاما ووضعه أمامهم ، إلّا أنّهم لم يدنوا إليه ،

فاستغرب من موقف الضيوف الغرباء ، فعبّر عمّا جال في خاطره( قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ ) (١) .

وكان مصدر خوف إبراهيمعليه‌السلام ممّا كان عليه متعارفا في مسألة رد الطعام أو عدم التقرب منه ، فهو عندهم إشارة إلى وجود نيّة سوء أو علامة عداء.

ولكن الملائكة لم يتركوا ابراهيم في هذا الحال حتى :( قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ ) .

من هو المقصود بالغلام العليم؟

يبدو من خلال متابعة الآيات القرآنية أنّ المقصود هو (إسحاق) ، حيث نقرأ

__________________

(١) إنّ الآيات مورد البحث لم تذكر هذا التفصيل في تهيئة الطعام وعدم مد أيديهم إليه ، إلّا أنّ ذلك ورد في الآية (٦٩) و (٧٠) من سورة هود فليراجع.

٨٧

في سورة هود ، الآية (٧١) أن امرأة إبراهيم كانت واقفة بقربه عند ما بشرته الملائكة ، ويظهر كذلك أنّها كانت امرأة عاقرا فبشروها أيضا( وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ ) .

وكما هو معروف فإنّ سارة ، هي أم إسحاق ، ولإبراهيمعليه‌السلام ولد آخر أكبر من إسحاق واسمه (إسماعيل) من (هاجر) ـ الأمّة التي تزوجها إبراهيم.

كان إبراهيم يعلم جيدا أنّه من المستبعد أن يحصل له ولد ضمن الموازين الطبيعية ، (ومع أن كل شيء مقدورا للهعزوجل ) ، ولهذا أجابهم بصيغة التعجب :( قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ) هل البشارة منكم أم من اللهعزوجل وبأمره ، أجيبوني كي أزداد اطمئنانا؟

إنّ تعبير «مسّني الكبر» إشارة إلى ما كان يجده من بياض في شعره وتجاعيد في وجهه وبقية آثار الكبر فيه.

ويمكن لأحد أن يشكل : بأنّ إبراهيمعليه‌السلام قد سبق بحالة مشابهة حينما ولد له إسماعيلعليه‌السلام وهو في الكبر فلم التعجب من تكرار ذلك؟

والجواب : أوّلا : كان بين ولادة إسماعيل وإسحاق (على ما يقول بعض المفسّرين) أكثر من عشر سنوات ، وبذلك يكون تكرار الولادة مع مضي هذه المدّة ضعيف الاحتمال.

وثانيا : إنّ حدوث ووقوع حالة مخالفة للموازين الطبيعية مدعاة للتعجب ، وإذا ما تكررت فلا يمنع من التعجب لحدوثها وتكرارها مرّة أخرى.

فولادة مولود جديد في هكذا سن أمر غير متوقع ، وإذا ما وقع فهو غريب وعجيب في كل الأحوال(١) .

وعلى أية حال لم يدع الملائكة مجالا لشك أو تعجب إبراهيم حيث( قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِ ) فهي بشارة من الله وبأمره ، فهي حقّ مسلّم به.

__________________

(١) يذكر بعض المفسّرين أن عمر إبراهيمعليه‌السلام عند ولادة ابنه إسماعيل كان (٩٩) عاما ، وعند ولادة إسحاق كان عمره (١١٢) عاما.

٨٨

وتأكيدا للأمر ودفعا لأي احتمال في غلبة اليأس على إبراهيم ، قالت الملائكة:( فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ ) .

لكنّ إبراهيمعليه‌السلام طمأنهم بعدم دخول اليأس من رحمة الله إليه ، وإنّما هو في أمر تلك القدرة التي تجعل من اختراق النواميس الطبيعية أمر حاصل وبدون الخلل في الموازنة ،( قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ) .

إنّ الضالين هم الذين لا يعرفون الله وقدرته المطلقة ، الله الذي خلق الإنسان ببنائه العجيب المحير من ذرة تراب ومن نطفة حقيرة ليخرجه ولدا سويا ، الله الذي حوّل نخلة يابسة الى حاملة للثمر بإذنه ، الله الذي جعل النّار بردا وسلاما هل من شك بأنّه سبحانه قادر على كل شيء ، بل وهل يصح ممن آمن به وعرفه حق معرفته أن ييأس من رحمته!؟!

وراود إبراهيمعليه‌السلام ـ بعد سماعه البشارة ـ أنّ الملائكة قد تنزلت لأمر ما غير البشارة، وما البشارة إلّا مهمّة عرضية ضمن مهمّتهم الرئيسية ، ولهذا( قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ ) .

ومع علم الملائكة بإحساس إبراهيمعليه‌السلام المرهف وأنّه دقيق في كل شيء ولا يقنع بالعموميات ، فبينوا له أمر نزول العذاب على قوم لوط المجرمين باستثناء أهله( إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ) .

إنّ ظاهر تعبير «آل لوط» وما ورد من تأكيد بكلمة «أجمعين» سيشمل امرأة لوط الضالة التي وقفت في صف المشركين ، ولعل إبراهيم كان مطلعا على ذلك ، ولذا أضافوا قائلين :( إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ ) .

و «قدّرنا» إشارة إلى المهمّة التي كلفوا بها من اللهعزوجل .

هذا وقد بحثنا قصة نزول الملائكة على إبراهيمعليه‌السلام وتبشيره بإسحاقعليه‌السلام وحديثهم معه بشأن قوم لوطعليه‌السلام مفصلا في تفسيرنا للآيتين (٦٩ و ٧٠) من سورة هود من هذا التّفسير.

* * *

٨٩

الآيات

( فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (٦١) قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (٦٢) قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (٦٣) وَأَتَيْناكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (٦٤) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (٦٥) وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (٦٦) وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (٦٧) قالَ إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ (٦٨) وَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ (٦٩) قالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ (٧٠) قالَ هؤُلاءِ بَناتِي إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (٧١) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (٧٢) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (٧٣) فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (٧٤) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (٧٥) وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (٧٦) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (٧٧) )

٩٠

التّفسير

عاقبة مذنبي قوم لوط :

طالعتنا الآيات السابقة بقصة اللقاء بين ملائكة العذاب هؤلاء وبين إبراهيمعليه‌السلام ، وهذه الآيات تكمل لنا سير أحداث القصّة فتبتدأ من خروجهم من عند إبراهيم حتى لقائهم بلوطعليه‌السلام .

فنقرأ أوّلا( فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ ) .

فالتفت إليهم لوط( قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ) .

يقول المفسّرون : قال لهم ذلك لما كانوا عليه من جمال الصورة ريعان الشباب ، وهو يعلم ما كان متفشيا بين قومه من الانحراف الجنسي فمن جهة ، هم ضيوفه ومقدمهم مبارك ولا بد من إكرامهم واحترامهم ، ولكنّ المحيط الذي يعيشه لوطعليه‌السلام مريض وملوث.

ولهذا ورد تعبير «سيء بهم» في الآيات المتعرضة لقصة قوم لوط في سورة هود ، أي إنّ هذا الموضوع كان صعبا على نبيّ الله وقد اغتم لقدومهم لتوقعه يوما عصيبا!

ولكنّ الملائكة لم يتركوه وهذه الهواجس طويلا حتى سارعوا الى القول :( قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ ) ، أي إنّنا جئنا بالعذاب الذي واعدتهم به كثيرا ، وذلك لأنّهم لم يعتنوا ولم يصدقوا بما ذكرته لهم.

ثمّ أكّدوا له قائلين :( وَأَتَيْناكَ بِالْحَقِ ) ، أي العذاب الحتمي الجزاء الحاسم لقومك الضالين.

ثمّ أضافوا لزيادة التأكيد :( وَإِنَّا لَصادِقُونَ ) .

فهؤلاء القوم قد قطعوا كل جسور العودة ولم يبق في شأنهم محلا للشفاعة والمناقشة ، كي لا يفكر لوط في التشفع لهم وليعلم أنّهم لا يستحقونها أبدا.

ثمّ قال الملائكة للوط : أخرج وأهلك من المدينة ليلا حين ينام القوم أو

٩١

ينشغلوا بشرابهم وشهواتهم ، لأجل نجاة الثلة المؤمنة من قومه (وهم أهله ما عدا زوجته).

( فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ ) وكن خلفهم كي لا يتخلف أحد منهم ولتكون محافظا ورقيبا لهم( وَاتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ ) وعلى أن يكون نظركم إلى الأمام( وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ) ، أي إلى أرض الشام ، أو أيّ مكان آخر يكون فيه الناس مطهرين من هذه الآثام.

ثمّ ينتقل مجرى الحديث حيث يقول تعالى :( وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ ) ، أي سوف لا يبقى منهم أحد عند الصباح.

ومن الملفت للنظر ، أن القرآن قد ترك القصّة عند هذا الحد وعاد إلى بدايتها ليعرض ما ترك القول فيه ـ لسبب سنشير إليه فيما بعد ـ فيقول :( وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ ) أي إنّهم قد ظنوا بحصول لقمة جديدة سائغة عن طريق ضيوف لوط!

إنّ تعبير( أَهْلُ الْمَدِينَةِ ) ليوحي إلى أن الذين تحركوا صوب منزل لوطعليه‌السلام كانوا جمعا كبيرا ، وهو ما يوضح بجلاء تلك الوقاحة والقبح والجسارة التي كانوا عليها ، وخصوصا قوله( يَسْتَبْشِرُونَ ) التي تحكي عمق تلوثهم بذلك الدرك السافل ، مع أنّ مثل هذا الفعل القبيح ربّما لا يشاهد حتى بين الحيوانات ، وإذا ما ابتلى به إنسان (والعياذ بالله) فإنّه سوف يحاول كتمه وإخفاؤه ، حيث أن الإتيان به مدعاة للتحقير والازدراء من قبل الآخرين أمّا قوم لوط ، فكانوا مستبشرين بذلك الصيد الجديد وكل يهنئ الآخر على ما سيصيبه من نصيب!!

وحينما سمع لوط أصواتهم وضجيجهم أغتم غمّا شديدا لأجل ضيوفه ، لأنّه ما كان يدري أنّهم ملائكة العذاب الى ذلك الوقت ولهذا( قالَ إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ ) .

أي إن كنتم لا تؤمنون بالله ولا تصدقون بالنّبي ولا تعتقدون بثواب وعقاب ، فراعوا حق الضيافة التي هي من السنن المتعارف عليها عند كل

٩٢

المجتمعات سواء كانت مؤمنة أم كافرة ، أيّ بشر أنتم؟ لا تفهمون أبسط المسائل الإنسانية، فإن لم يكن لكم دين فكونوا أحرارا في دنياكم! ثمّ أضاف قائلا :( وَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ ) (١) أمام ضيفي.

ولكنّهم من الوقاحة والإصرار على الانحراف بحيث صاروا لا يشعرون بالخجل من أنفسهم ، بل راحوا يحاججون لوطا ويحاسبونه ، وكأنّه ارتكب جرما في استضافته لهؤلاء القوم( قالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ ) ، باستضافتهم! فلما ذا خالفت أمرنا؟!

وكان قوم لوط من البخل بحيث أنّهم لا يحبون الضيافة ، وكانت مدينتهم على طريق القوافل ، ويبررون فعلهم القبيح ببعض الواردين لأجل أن لا ينزل عندهم أحد من القوافل المارة ، وتعارفوا على ذلك حتى أصبح عندهم عادة.

وكما يبدو أنّ لوطا كان حينما يسمع بأحد الغرباء يدخل المدينة يسرع لاستضافته خوفا عليه من عمل قومه الخبيث ، ولما علم أهل المدينة بذلك جاؤوا إليه غاضبين ونهوه عن أن يستضيف أحدا مستقبلا.

عليه ، فكلمة «العالمين» في الآية أعلاه ـ ما يبدو ـ إشارة إلى عابري السبيل ، ومن هم ليسوا من أهل تلك المدينة.

وعند ما رآهم لوط على تلك الحال من الوقاحة والجسارة ، أتاهم من طريق آخر لعلهم يستفيقون من غفلتهم وسكر انحرافهم ، فقال لهم : إن كنتم تريدون إشباع غرائزكم فلما ذا تسلكون سبيل الانحراف ولا تسلكون الطريق الصحيح (الزواج)( قالَ هؤُلاءِ بَناتِي إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ ) .

__________________

(١) نرى في هذه الآيات أن لوطا يطلب من قومه أن لا يفضحوه تارة وألّا يخزوه تارة أخرى ، الفضيحة لغة بمعنى: انكشاف شيء ، وظهور العيب أيضا (وأراد لوط أنّه يفهمهم بأن عملكم القبيح هذا سيخجلني أمام ضيوفي ويعرفوا مدى خباثة أهل مدينتي).

أمّا الخزي : فهو بمعنى الإبعاد وكذلك بمعنى الخجل (وأراد لوط أن يقول لهم : لا تخجلوني أمام ضيوفي وتباعدوا بيني وبينهم).

٩٣

ممّا لا شك فيه أنّ بنات لوط لا يكفين لذلك العدد الهائل من المتحجرين حول داره، ولكن لوطا الذي كان يهدف إلى إلقاء الحجّة عليهم أراد أن يقول لهم : انني مستعد الى هذه الدرجة للتضحية من أجل الضيف ، وكذلك لأجل إنقاذكم من الفساد ونجاتهم من الانحراف.

وذهب البعض إلى أنّ المقصود من( هؤُلاءِ بَناتِي ) كل بنات المدينة ، باعتباره أبا روحيا للجميع. (إلّا أنّ التّفسير الأوّل أقرب إلى معنى الآية).

وليس نجاف أنّ لوطا ما كان ليزوج بناته من أولئك المشركين الضالين ، ولكنّه أراد أن يقول لهم : تعالوا آمنوا لأزوجكم بناتي.

لكنّ الويل ، كل الويل من سكرات الشهوة ، الانحراف الغرور والعناد التي مسحت عنهم كل قيم الأخلاق الإنسانية وأفرغتهم من العواطف البشرية ، والتي بها يحسون بالخجل والحياء أمام منطق لوطعليه‌السلام ، أو أن يتركوا بيت لوط وينسحبوا عن موقفهم ، ولكنّ أنّى لهم ذلك ، والأكثرية بسبب عدم تأثرهم بحديث لوط استمروا في غيهم وأرادوا أن يمدوا أيديهم إلى الضيوف.

وهنا يخاطب الله تعالى نبيّه قائلا :( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) .

وقرأنا في سورة هود ـ فيما يتعلق بهذه القصّة ـ أنّ ملائكة العذاب قد كشفوا عن أمرهم وقالوا للوط : لا تخف إنّهم لن يصلوا إليك.

وفي الآية السابعة والثلاثين من سورة القمر نقرأ( وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ ) .

وفي بعض الرّوايات : إنّ أحد هؤلاء الضيوف أخذ قبضة من تراب فرماها في وجوه القوم فأصبحوا لا يبصرون جميعا.

وبعد ذلك يبلغ كلام الله تعالى عن هؤلاء القوم الذروة حينما يبيّن عاقبتهم السيئة في آيتين قصيرتين وبشكل حدّي مليء بالدروس والعبر بقوله :( فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ) أي صوت شديد عند شروق الشمس.

٩٤

ويمكن حمل «الصيحة» على أنّها صاعقة عظيمة أو صوت زلزلة رهيب ، والمهم أنّه كان صوتا مرعبا أسقط الجميع مغميا عليهم أو ميتين.

والمعلوم أنّ الأمواج الصوتية إذا ما تعدت حدّا معينا فستكون مرعبة مخيفة تهز فرائص الإنسان ، وإذا ما ازدادت شدتها فستبهت الإنسان وتشلّه عن الحركة وربّما تودي بحياته ، بل ومن الممكن لها أن تهدم الأبنية ، وهذا ما تفعله المتفجرات.

ولم يكتف بذلك بل شمل العذاب المدينة أيضا( فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها ) .

وزيد في التنكيل بهم( وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ) .

إنّ سقوط الحجارة على رؤوسهم ربّما كان يستهدف من لم يمت من الصيحة المرعبة ولم يصبح تحت الأنقاض ، وربّما لأجل محو أجسادهم ، وجثثهم من على الأرض كي لا يبقى أثر لهؤلاء القوم المجرمين ، حتى أنّ المار على تلك الديار بعد نزول الأحجار لا يصدق بسهولة أنّها كانت مدينة معمورة!

ثمّ إنّ نزول هذا العذاب ذو المراحل الثلاث (الصيحة الرهيبة ، قلب المدينة ، المطر الحجري) ـ رغم أن كل واحدة منهن كانت تكفي لقطع دابر القوم ـ كان لمضاعفة عذابهم لشدّة فسادهم وجسارتهم وإصرارهم على إدامة التلوّث بتلك القبائح الشنيعة ، وكي يكون عبرة لمن يعتبر.

وهنا يخلص القرآن الكريم إلى النتائج الأخلاقية والتربية فيقول :( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) (١) العقلاء الذين يفهمون الأحداث بفراستهم وذكائهم ونظرهم الثاقب ويحملون من كل إشارة حقيقة ومن كل تنبيه درسا.

ولا تتصوروا أن آثارهم ذهبت تماما ، بل هي باقية على طريق القوافل والمارة( وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) .

__________________

(١) متوسم : من مادة (وسم) ـ على وزن رسم ـ أى ترك أثرا ، ويقال لمن يخلص من أثر صغير إلى نتائج وحقائق كبيره (متوسم).

٩٥

وإن لم تصدقوا فاذهبوا لرؤية آثار المدن المعذبة الواقعة على طريق المسافرين إلى الشام (من المدينة) فانظروا وفكروا واعتبروا ، وعودوا إلى الله ، واسلكوا طريق التوبة ، وطهّروا نفوسكم من الآثام والذنوب.

ثمّ تدعوا الآية المؤمنين إلى التفكر مليا في هذه القصة واستخلاص العبر منها :( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ) .

فكيف يمكن للمؤمن أن لا يعتبر ولا يهتز عند ما يطالع خبر هذه الواقعة؟!

بحثنا بشيء من التفصيل في الآيات المتعلقة بقوم لوط في سورة هود من هذا التفسير ، فبحثنا في معنى «سجيل» ، ولما ذا أمطر على هؤلاء القوم المنحرفين بالحجارة ، ولماذا قلبت مدينتهم ، ولما ذا كان العذاب صباحا ، ولما ذا أمر لوط وأهله أن لا يلتفتوا إلى الوراء ، وكذلك بحثنا مسألة تحريم الشذوذ الجنسي في الأديان السماوية وفلسفة التحريم ، بالإضافة إلى بحث في أخلاق قوم لوط وسنبحث هنا بعض ما تبقى من الإشارات المتعلقة بهذه القصّة.

* * *

بحوث

١ ـ ما المقصود ب( بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ ) ؟

«القطع» بمعنى سواد الليل ، يقول المرحوم الطبرسي في (مجمع البيان) : القطع كأنّه جمع قطعة ، ومعناه : سر بأهلك بعد ما يمضي أكثر الليل وتبقى قطعة منه.

ولكنّ الراغب الأصفهاني في مفرداته يعتبر كلمة «قطع» بمعنى قطعة على صيغة المفرد ، مع أن كثيرا من المفسّرين فسّروها بأواخر الليل وعند السحر ، ولعل تفسيرهم يعود إلى الآيات الأخرى التي تحدد هذا الوقت في قصّة آل لوط

٩٦

( نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ ) (١) .

أي إنّهم خرجوا عند ما كان عبّاد الشهوة غارقين في نوم غفلتهم وقد أفسد وجودهم سكر الشراب والغرور والشهوات ، فكانت المدينة مهيئة لآل لوط في الخروج بسلام.

ثمّ إنّ نزول العقاب كان في الصباح عند شروق الشمس ، ولعل انتخاب هذا الوقت كان لإعطاء المهلة لقوم لوط بعد أن فقدوا أبصارهم ، عسى أن يتفكروا في أمرهم فيعيدوا النظر في شركهم وعصيانهم ، فكانت تلك الليلة آخر فرصة لهم.

ويستفاد من بعض الرّوايات أنّ بعضا منهم عند ما كانوا في طريق عودتهم إلى دورهم أقسموا أن لا يدعوا أحدا من آل لوط حيا عند الصباح ، ولهذا نزل عليهم العذاب الإلهية في ذلك الوقت(٢) .

٢ ـ تفسير قوله تعالى :( وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ) .

ذكرنا أنّ الملائكة أوصت آل لوط بالخروج آخر الليل إلى المكان الذي عين لهم ، إلّا أن الآيات القرآنية لم تدخل في تفاصيل ذلك السفر ولم تعين المنطقة التي سيذهبون إليها ، لذلك عرض المفسّرون جملة آراء بهذا الخصوص.

فمنهم من قال : أمروا بالسير نحو الشام لأنّ محيطها أكثر طهارة.

وقال بعض آخر : إنّ الملائكة عينت لهم قرية وطلبت منهم الذهاب إليها.

واكتفى تفسير الميزان بعبارة : كان لديهم نوع من الهدية الإلهية والدلالة العلمية في سلوك طريقهم.

__________________

(١) سورة القمر ، ٣٤.

(٢) نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ٣٥٨.

٩٧

٣ ـ علاقة الرّبط بين «المتوسم» و «المؤمن».

لاحظنا تعبير( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) و( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ) في الآيات الحاكية عن قصّة قوم لوط ، والجمع بين التعبيرين يعطينا : أنّ المؤمن الحقيقي هو المتوسم الذي ذو الفراسة والنباهة.

وفي رواية عن الإمام الباقرعليه‌السلام عند ما سئل عن تفسير قوله تعالى :( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) قال : هم الأمّة ، ثمّ قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «اتقوا فراسة المؤمن، فإنّه ينظر بنور اللهعزوجل »(١) .

وفي رواية أخرى عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال : «هم الأئمّة»(٢) .

وروي أن أمير المؤمنين عليعليه‌السلام أنّه قال : «كان رسول الله المتوسم ، وأنا من بعده، والأئمّة من ذريتي المتوسمون»(٣) .

٤ ـ سكر الشّهوة والغرور!

إن سكر الخمر معروف ، وثمة سكر أشد منه آثارا كسكر المنصب وسكر الشهوة ، وقرأنا في الآيات السابقة كيف أن الله يقسم بروح نبيّه( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) ، ولهذا فإنّهم لا يبصرون أوضح طرق النجاة ، وبلغ بهم الحال أن يردوا ما عرض عليهم نبيّهمعليهم‌السلام أن يشبعوا شهواتهم بالطريق الصحيح المشروع ليتخلصوا من الذنوب والتلوثات وقبائح الأفعال!

والذي نستفيده من موقف لوطعليه‌السلام هو أنّ مكافحة الفساد لا يتم بالنهي عنه فقط، بل لا بدّ من تهيئة وتعبيد الطريق المعبدة البدلية ، لينتقل الضال أو المضلل به من جادة الفساد إلى جادة الصلاح ، فلا بد من تهيئة الأوضاع والأجواء السليمة

__________________

(١) نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ٢٣.

(٢) المصدر السابق.

(٣) المصدر السابق.

٩٨

للناس مع وجود البرامج المؤثرة الهادفة.

ومن غريب ما نطالعه في بعض الرّوايات أنّ لوطا (هذا النّبي الجليل) قد قضى بين قومه ثلاثين عاما وهو يدعوهم إلى الهدى ويحذرهم من مغبة الانغماس في متاهات الضلال ، ومع ذلك لم يؤمن به إلّا أهل بيته (ما عدا زوجته)(١) .

ما أعظم ثباتهعليه‌السلام ! مع منحرفين لدرجة لا يطيق أيّ إنسان العيش معهم حتى ولو لساعة واحدة! بل وما أصعب العيش مع تلك الزوجة!

ونقرأ في الآيتين الخامسة والثلاثين والسادسة والثلاثين من سورة الذاريات :( فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) ؟

فيتّضح لنا أنّ العقاب الإلهي لا يكون عشوائيا ، بل لا يشمل إلّا المستحقين له ولو كان هناك مؤمن واحد عامل بواجباته لا نقذه الله تعالى من بينهم.

* * *

__________________

(١) نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ٣٨٢.

٩٩

الآيات

( وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ (٧٨) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ (٧٩) وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (٨٠) وَآتَيْناهُمْ آياتِنا فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (٨١) وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ (٨٢) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (٨٣) فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨٤) )

التّفسير

خاتمة أصحاب الأيكة وأصحاب الحجر :

يشير القرآن الكريم في هذه الآيات إلى قصّتين من قصص الأمم السالفة ، وهما (أصحاب الأيكة) و (أصحاب الحجر) ليكمل البحث الذي عرضه في الآيات السابقة حول قوم لوط.

يقول أوّلا :( وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ ) (١) .

( فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ ) وعاقبناهم على ظلمهم واستبدادهم

__________________

(١) إنّ كلمة «إنّ» في هذه الآية ليست شرطية وإنّما هي مخففة ، فيكون تقدير الكلام (إنه كان أصحاب الأيكة لضالمين).

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

في الدين) : ٣١.

٢٩ ـ( قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرّمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب ) : ٦٥.

٣٤ ـ( والذين يكنزون الذهب والفضة ) : ١٧٣.

٧١ ـ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) : ١٢٨.

٨٦ ـ( اذا انزلت سورة ) : ١٩٢.

١٠٠ ـ( والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان ) : ١٧٣.

( سورة يونس )

٣٢ ـ( فماذا بعد الحق الا الضلال ) : ٣٥.

٣٨ ـ( ام يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله ) : ٢٧ ، ١٠٢.

٣٩ ـ( وما كان هذا القرآن ان يفترى ) : ٥٤.

( سور هود )

١ ـ( كتاب احكمت آياته ) : ٤٦.

١٣ ـ( ام يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات ) : ٢٧ ، ١٠٢.

٢٠١

( سورة يوسف )

٣٦ ـ( ودخل معه السجن فتيان قال احدهما اني اراني اعصر خمرا وقال الاخر اني اراني احمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه ) : ٥٨.

٤٠ ـ( ان الحكم الا لله ) : ٢٣ ، ١٢٦.

٤١ ـ( يا صاحبي السجن اما احدكما فيسقي ربه خمراً واما الاخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الامر الذي فيه تستفتيان ) : ٥٨.

٤٣ ـ( وقال الملك اني ارى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخر يابسات ) : ٥٨.

٤٧ ـ( قال تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه في سنبله الا قليلا مما تأكلون *ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن الا قليلا مما تحصنون *ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ) : ٥٨.

١٠٠ ـ( ورفع ابويه على العرش وخروا له سجداً وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقاً ) : ٥٨.

( سورة الرعد )

١٧ ـ( انزلنا من السماء ماءاً فسالت اودية بقدرها ) : ٤٥.

٣٣ ـ( أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ) : ١٣٠.

٤٣ ـ( قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ) : ٢٨.

٢٠٢

( سورة ابراهيم )

٢٢ ـ( وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ) : ١٠٨.

٣٤ ـ( ان الإنسان لظلوم كفار ) : ١١٨.

( سورة الحجر )

٩ ـ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) : ١٧٨.

٢١ ـ( وان من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم ) : ٩٠.

( سورة النحل )

٩ ـ( وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ) : ١٣١.

٤٤ ـ( وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس مانزل اليهم ) : ٣٨ ، ٦٨.

٨٩ ـ( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء ) : ١٥ ، ٣٤ ، ٨٤.

١٠١ ـ( واذا بدلنا آية مكان آية والله اعلم بما ينزل قالوا انما انت مفتر بل اكثرهم لا يعلمون *قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين ) : ٦٦.

٢٠٣

( سورة الاسراء )

١ ـ( وهو السميع البصير ) : ٨٩.

٩ ـ( ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ) : ١٥.

٣٥ ـ( واوفوا الكيل اذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خيراً واحسن تأويلاً ) : ٥٩ ، ٦١.

٨٨ ـ( قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ) : ٢٧ ، ١٠٢.

٨٩ ـ( ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى اكثر الناس الا كفوراً ) : ٤٥.

١٠٥ ـ( وبالحق انزلناه وبالحق نزل ) : ٣٥.

١٠٦ ـ( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) : ١٥١.

( سورة طه )

٥ ـ( الرحمن على العرش استوى ) : ٥٢.

٨ ـ( الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى ) : ٨٩.

٥٠ ـ( ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) : ٢١ ، ١١٣.

( سورة الحج )

١٧ ـ( ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ان الله على كل

٢٠٤

شيء شهيد ) : ١٢٧.

٣٠ ـ( فاجتنبوا الرجس من الاوثان ) : ٣٩.

( سورة المؤمنون )

٦٨ ـ( افلم يدبروا القول ام جاءهم مالم يأت آباءهم الاولين ) : ٨٤.

( سورة النور )

١ ـ( سورة انزلناها ) : ١٩٢.

( سورة الشعراء )

١٩٣ ـ( نزل به الروح الامين *على قلبك لتكون من المنذرين *بلسان عربي مبين ) : ١٠٥ ، ١٣٤.

( سورة العنكبوت )

٤٣ ـ( وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون ) : ٤٥.

( سورة الروم )

٧ ـ( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون ) : ١٤١.

١٠ ـ( ثم كان عاقبة الذين اساؤا السوأى ان كذبوا

٢٠٥

بآيات الله وكانوا بها يستهزئون ) : ٢٥.

٣٠ ـ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ) : ٢١ ، ٩١.

٥٤ ـ( وهو العليم القدير ) : ٨٩.

( سورة السجدة )

٧ ـ( الذي احسن كل شيء خلقه ) : ٨٧.

٤١ ـ( وانه لكتاب عزيز *لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) : ١٧٩.

( سورة الاحزاب )

٣٣ ـ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراً ) : ٦٤.

٥٢ ـ( وكان الله على كل شيء رقيباً ) : ١٢٧.

٧٢ ـ( انه كان ظلوماً جهولا ) : ١١٨.

( سورة سبأ )

٢٠ ـ( ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين ) : ١٠٨.

٢١ ـ( وربك على كل شيء حفيظ ) : ١٢٨.

٢٠٦

( سورة فاطر )

١٠ ـ( اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) : ٢٥.

٦٥ ـ( هو الحي لا اله الا هو ) : ٨٨.

( سورة يس )

٦٠ ـ( الم اعهد اليكم يا بني آدم ان لا تعبدوا الشيطان ) : ٣٩.

( سورة ص )

٣٩ ـ( كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكروا اولوا الالباب ) : ٨٤.

٨٥ ـ( لاملأن جهنم منك وممن تبعك منهم اجمعين ) : ١٠٨.

٨٧ ـ( ان هو الا ذكر للعالمين ) : ٣٢.

( سورة الزمر )

٩ ـ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ) : ١٣٩.

٢٣ ـ( الله نزل احسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ) : ٤٦.

٦٢ ـ( الله خالق كل شيء ) : ٨٦.

٢٠٧

( سورة فصلت )

٤١ ـ( وانه لكتاب عزيز *لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) : ٣٥

( سورة الشورى )

١١ ـ( ليس كمثله شيء ) : ٥٢

١٣ ـ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا اليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى ) : ٣٤

٥١ ـ( وما كان لبشر أن يكلمه الله الاّ وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى باذنه ما يشاء انه علي حكيم ) : ١٣٣

( سورة الزخرف )

١ ـ( حم *والكتاب المبين *انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون *وانه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ) : ٤٥ ، ٦٢

٣٢ ـ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ) ، ١١٨

(سورة الجاثية )

٢٣ ـ( أفرأيت من اتخذ الله هواه ) : ٣٩ ، ١٤١

٢٠٨

( سورة الاحقاف )

١٨ ـ( اولئك الذين حق عليهم القول في امم قد خلت من قبلهم من الجن والانس انهم كانوا خاسرين ) : ١٠٩.

٣٠ ـ( يهدي الى الحق والى طريق مستقيم ) : ٣٣.

( سورة محمد )

٢٤ ـ( افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها ) : ٣٦ ، ٥١.

( سورة الحجرات )

١٣ ـ( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) : ٤٤.

( سورة الطور )

٣٣ ـ( ام يقولون تقوله بل لايؤمنون *فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين ) : ٢٧.

( سورة النجم )

١٠ ـ( فأوحى الى عبده ما اوحى *ما كذب الفؤاد ما رأى *افتمارونه على ما يرى ) : ١٣٤.

٢٠٩

( سورة القمر )

٤٩ ـ( انا كل شيء خلقناه بقدر ) : ٨٩.

( سورة الواقعة )

٧٥ ـ( فلا اقسم بمواقع النجوم *وانه لقسم لو تعلمون عظيم *انه لقرآن كريم *في كتاب مكنون *لايمسه الا المطهرون *تنزيل من رب العالمين ) : ٦٣.

( سورة الحديد )

٢٨ ـ( يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ) : ٩١.

( سورة المجادلة )

١١ ـ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ) : ١٣٩.

٢٢ ـ( اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ) : ٩٠.

( سورة الحشر )

٧ ـ( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) : ٣٨.

٢١٠

( سورة الجمعة )

٢ ـ( هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ) : ٣٨ ، ٦٨.

( سورة القلم )

( وماهو الا ذكر للعالمين ) : ٣٢.

( سورة الجن )

٢٦ ـ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احداً *الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً *ليعلم ان قد ابلغوا رسالات ربهم واحاط بما لديهم واحصى كل شيء عدداً ) : ٦٤ ، ١٣٠.

( سورة الاحقاف )

٢٩ ـ( واذ صرفنا اليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين ) : ١٠٩ ، ١١٠.

( سورة الدهر )

انا خلقنا الإنسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيراً *انا هديناه السبيل اما شاكراً واما كفوراً ) : ١١٤.

٢١١

( سورة المدثر )

٣٥ ـ( انها لاحدى الكبر *نذيراً للبشر ) : ٣٣.

٣٨ ـ( كل نفس بما كسبت رهينة ) : ١٣٠.

( سورة عبس )

١١ ـ( كلا انها تذكرة *فمن شاء ذكره *في صحف مكرمة *مرفوعة مطهرة *بأيدي سفرة *كرام بررة ) : ١٠٧.

١٩ ـ( من نطفة خلقه فقدره *ثم السبيل يسره ) : ١١٤ ، ١٢٠.

( سورة التكوير )

١٩ ـ( انه لقول رسول كريم *ذي قوة عند ذي العرش مكين *مطاع ثم امين *وما صاحبكم بمجنون *ولقد رآه بالافق المبين ) : ١٠٥.

( سورة الانفطار )

٩ ـ( وان عليكم لحافظين *كراماً كاتبين *يعلمون ما تفعلون ) : ١٢٨.

( سورة الطارق )

٤ ـ( ان كل نفس لما عليها حافظ ) : ١٣٠.

١٣ ـ( انه لقول فصل *وما هو بالهزل ) : ٣٤.

٢١٢

( سورة الاعلى )

٢ ـ( الذي خلق فسوى *والذي قدر فهدى ) : ٢١ ، ١١٣.

( سورة الفجر )

٢٢ ـ( وجاء ربك والملك صفاً صفاً ) : ٥٢.

( سورة الشمس )

٧ ـ( ونفس وما سواها *فألهمها فجورها وتقواها *قد افلح من زكاها *وقد خاب من دساها ) ٢١ ، ٩٢ ، ١١٠ ، ١١١.

( سورة العلق )

٥ ـ( علم الإنسان مالم يعلم ) : ١٣٩

٦ ـ( كلا ان الإنسان ليطغى *ان رآه استغنى ) : ١٢٢

( سورة البينة )

٢ ـ( رسول من الله يتلو صحفا مطهرة ) : ٢.

( سورة الزلزال )

٧ ـ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره *ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) : ١٢٦.

٢١٣

نصوص الاحاديث

ان في أخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن ، فردوا متشابها الى محكمها ولاتتبعوا متشابها فتظلوا ٥٣

ان للقرآن ظهراً وبطناً لبطنه الى سبعة أبطن ٤٠

انا معاشر الانبياء نكلم الناس على قدر عقولهم ٤٥

ظهرة (القرآن) تنزيله وبطنه تأويله ، منه ما مضى ومنه مالم يكن بعد ، يجري كما يجري الشمس والقمر كلما جاء منه شيء وقع ٦٧

مافي القرآن آية الاولها ظهر وبطن وما فيها حرف الاوله حد ولكل حد مطلع ٦٧

المحكم ما يعمل به والمتشابه ما اشتبه على جاهلة ٥٢

من رد متشابه القرآن الى محكمة هدي الى صراط مستقيم ٥٢

من فسر القرآن برأيه فليتبوَّأ مقعده من النار ٨٢

نزل القرآن على سبعة أحرف ١٨٧

وان القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضاً ولكن نزل يصدق بعضه بعضاً ، فما عرفتم فاعملوا به وما تشابه عليكم فآمنوا به

٢١٤

٥٢ ، ٨٢

يشهد بعضه على بعض وينطق بعضه ببعض ٥٢ ، ٨٢.

٢١٥
٢١٦

اسماء الاعلام

١ ـ آدمعليه‌السلام ١٠٨ و ١٣٢.

١٦ ـ ابن عباس ٧٠ ، ٧١ ، ٧٣ ، ١٥٦ ، ١٦٣ ، ١٦٧ ، ١٨٤ ، ١٨٦ ، ١٩١.

٢ ـ آل عمران ٢١ ، ٢٢ ، ٣٢ ، ٤٣ ، ٤٦ ، ٥٣ ، ٩٠ ، ٩١ ، ١٥١ ، ٦٣ ، ١٦٥ ، ١٦٦ ، ١٩٠ ، ١٩٢ ، ١٩٣.

١٧ ـ ابن العربي ٧٤.

١٨ ـ ابن عياش ١٨٣.

٣ ـ الالوسي البغدادي ٧٥.

١٩ ـ ابن كثير ١٨٤ ، ١٨٨ ، ١٩١.

٤ ـ ابراهيمعليه‌السلام ٣٤ ، ١٠٤ ، ١٠٨ ، ١١٨ ، ١٣٢ ، ١٦٢.

٢٠ ـ ابن مجاهد ١٨٨ ، ١٨٩.

٥ ـ ابليس ١٠٨.

٢١ ـ ابن المسيب ١٨١.

٦ـ ابن ابي ليلي ١٩١.

٢٢ ـ ابوالأسود الدؤلي ١٩٣.

٧ ـ ابن ابي مليكة ١٨١.

٢٣ ـ ابو جعفر الطبري ١٨٨.

٨ ـ ابن جبير ٧١.

٢٤ ـ ابو جعفر ابن القعقاع ١٨٦ ، ١٩١.

٩ ـ ابن ابي جبير المكي ١٨٨.

٢٥ ـ ابو حاتم السجستاني ١٨٨.

١٠ ـ ابن جرير الطبري ٧٢ ، ٧٣ ، ١٨٣.

٢٦ ـ ابوالحارث ١٨٥.

١١ ـ ابن ذكوان ١٨٦ ، ١٩١.

٢٧ ـ ابو حمزة الثمالي ٧٧.

١٢ ـ ابن سيرين ١٨٢.

٢٨ ـ ابوحيان الاندلسي ٧٤.

١٣ ـ ابن شهاب الزهري ١٨٢

٢٩ ـ ابوالدرداء ١٨٢ ، ١٩١.

١٤ ـ ابن ضريس ١٥٩.

٣٠ ـ ابوالرجاء ١٨٢.

١٥ ـ ابن عامر ١٨٦ ، ١٨٨.

٣١ ـ ابوسعيد الخدري ٦٩.

٣٢ ـ ابو صالح الكلبي ٧١ ، ٧٢.

٢١٧

٣٣ ـ ابو العالية ٧٠ ، ٧١ ، ١٨٢.

١٨٣.

٣٤ ـ ابوعبدالرحمن السلمي ١٨٢ ، ١٨٦ ، ١٩١.

٥٤ ـ الاسود ١٨٢.

٣٥ ـ ابو عبدالله الموصلي ١٩١.

٥٥ ـ اعمش ١٨٥.

٣٦ ـ ابوعبيدالقاسم بن سلام ١٨٣ ، ١٨٨.

٥٦ ـ الياسعليه‌السلام ١٣٢.

٣٧ ـ ابو عمر بن العلاء ١٨٣ ، ١٨٥ ، ١٨٨.

٥٧ ـ اليسععليه‌السلام ١٣٢.

٣٨ ـ ابوعوانة ١٨٦.

٥٨ ـ ام سلمة ١٨٤ ، ١٨٦.

٣٩ ـ ابولهب ١٥٩.

٥٩ ـ امير المؤمنينعليه‌السلام ١٧٣ ، ١٨٤ ، ١٨٦ ، ١٩٣.

٤٠ ـ ابوموسى الاشعري ٦٩ ، ١٨١.

٦٠ ـ الامين ١٨٥.

٤١ ـ ابو ميمونة ١٨٤.

٦١ ـ انس بن مالك ٦٩.

٤٢ ـ ابوهريرة ٦٩ ، ١٨٦.

٦٢ ـ اهل بيتعليهم‌السلام ٢٦ ، ٣٧ ، ٥١ ، ٦٤ ، ٧٦ ، ٨١ ، ٨٢ ، ٨٣ ، ٨٤ ، ٨٥ ، ١٢٩ ، ١٥٨ ، ١٧٣ ، ١٧٤ ، ١٨٧.

٤٣ ـ أبي بن كعب ٦٩ ، ١٧٣ ، ١٨١ ، ١٩١.

٦٣ ـ ايوبعليه‌السلام ١٣٢.

٤٤ ـ احمد بن جبير الكوفي ١٨٣.

٦٤ ـ الباقرعليه‌السلام ٦٧ ، ٧٦ ، ٧٧.

٤٥ ـ احمد بن حنبل ٧٣.

٦٥ ـ بزي ١٨٤.

٤٦ ـ اسحاقعليه‌السلام ١٣٢.

٦٦ ـ البغدادي ١٨٥.

٤٧ ـ اسكندر المقدوني ١٠١.

٦٧ ـ بلال الحبشي ٣٣.

٤٨ ـ اسماعيلعليه‌السلام ١٣٢.

٦٨ ـ بنو آدم ٣٩.

٤٩ ـ اسماعيل حقي ٧٥.

٦٩ ـ بنو اسرائيل ٣١ ، ٣٦ ، ١٣٢ ، ١٦١.

٥٠ ـ اسماعيل القاضي ١٨٨.

٧٠ ـ بنو حذيفة ١٨٤.

٥١ ـ اسماعيل بن اسحاق المالكي ١٨٣.

٧١ ـ بنو قريضة ٧١.

٥٢ ـ اسماعيل بن جعفر الانصاري ١٩١.

٧٢ ـ بنو النضير ١٥٥.

٥٣ ـ اسماعليل بن عبدالله بن مهاجر

٧٣ ـ البيهقي ١٦٥.

٢١٨

٧٤ ـ الثعلبي ٧٤.

٩٤ ـ ذو الكفلعليه‌السلام ١٣٢.

٧٥ ـ جابر بن عبدالله ٦٩.

٩٥ ـ ربيع بن انس ٧١.

٧٦ ـ جبرائيل ٩٧ ، ٩٩ ، ١٠٤ ، ١٠٥ ، ١٠٧ ، ١٣٤.

٩٦ ـ ربيع بن خيثم ١٨٢.

٧٧ ـ جرير ، من أصحاب الصادق ٧٦.

٩٧ ـ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٣٧ ، ٣٨ ، ٤٥ ، ٤٨ ، ٤٩ ، ٦٠ ، ٦٨ ، ٦٩ ، ٧٢ ، ٩١ ، ٩٧ ، ١٠٣ ، ١٠٤ ، ١١١ ، ١١٢ ، ١١٣ ، ١٣٣ ، ١٤٦ ، ١٤٧ ، ١٥٢ ، ١٥٤ ، ١٥٨ ، ١٥٩ ، ١٦٨ ، ١٧٠ ، ١٧١ ، ١٧٥ ، ١٨٠ ، ١٨١ ، ١٨٩ ، ١٩٣.

٧٨ ـ حارث بن القيس ١٨٢.

٩٨ ـ الرضاعليه‌السلام ٥٢.

٧٩ ـ الحجاج الثقفي ٧٠.

٩٩ ـ الروح الامين ٩٧ ، ٩٩ ، ١٠٤ ، ١٠٥ ، ١٠٦ ، ١٣٤.

٨٠ ـ الحسن البصري ٧٠ ، ٧١ ، ١٨٢.

١٠٠ ـ روح القدس ٦٦.

٨١ ـ حفص ١٨٣ ، ١٨٥.

١٠١ ـ الروم ٢٥ ، ٩١ ، ١٦٣.

٨٢ ـ حماد بن زيد ١٨٦.

١٠٢ ـ الزجاج ٧٤.

٨٣ ـ حمزة بن حبيب الزيات ١٨٣ ، ١٨٥ ، ١٨٦ ، ١٨٨ ، ١٩١.

١٠٣ ـ زربن حبيش ١٨٢ ، ١٨٥.

٨٤ ـ حميد بن قيس الاعرج ١٨٢.

١٠٤ ـ زرارة بن اعين ٧٦.

٨٥ ـ الخضر ٥٩ ، ٦٠ ، ٦١.

١٠٥ ـ الزركشي ١٨٧.

٨٦ ـ خلاد ١٨٥.

١٠٦ ـ زكرياعليه‌السلام ١٣٢.

٨٧ ـ خلف ١٨٣ ، ١٨٥ ، ١٨٦ ، ١٩١.

١٠٧ ـ الزمخشري ٧٤.

٨٨ ـ خليفة بن سعد ١٨٢.

١٠٨ ـ زيد بن اسلم ٧٠ ، ٧١ ، ١٨٢.

٨٩ ـ الخليل بن احمد الفراهيدي ١٤٥ ، ١٨٥ ، ١٩٤.

١٠٩ ـ زيد بن ثابت ١٧١ ، ١٨١.

٩٠ ـ داريوش ١٠١.

١١٠ ـ زيد بن القعقاع ١٨٤.

٩١ ـ الداني ، ابو عمرو ١٨٣.

١١١ ـ سالم ١٨١.

٩٢ ـ داودعليه‌السلام ١٣٢.

٩٣ ـ دوري ١٨٥.

٢١٩

١١٢ ـ السبيعي ١٨٥.

٧٦ ، ١٨٥.

١١٣ ـ السجادعليه‌السلام ٧٧.

١٣٥ ـ صالحعليه‌السلام ١٠٤ ، ١٣٢.

١١٤ ـ السجستاني ١٧٠.

١٣٦ ـ صدر الدين الشيرازي.

١١٥ ـ سعد بن اياس الشيباني ١٨٥.

١٣٧ ـ صهيب الرومي ٣٣.

١١٦ ـ سعيد بن جبير ٧٠ ، ١٨٢.

١٣٨ ـ ضحاك ٧٠ ، ٧١.

١١٧ ـ سفيان بن عيينة ٧٢.

١٣٩ ـ طاووس اليماني ٤٠ ، ٧١ ١٨١.

١١٨ ـ سلام بن سيمان ١٨٦.

١٤٠ ـ طه ٢١ ، ٥٢ ، ٨٩ ، ١١٣ ، ١٦١.

١١٩ ـ سلمان الفارسي ٣٣.

١٤١ ـ الطبرسي ٧٩.

١٢٠ ـ السلمي ١٨٦.

١٤٢ ـ الطوسي ، محمد بن الحسن ٨٧.

١٢١ ـ سليمان الاعمش ١٨٣.

١٤٣ ـ عاصم بن ابي النجود ١٨٢ ، ١٨٤ ، ١٨٥ ، ١٨٦ ، ١٨٧ ، ١٨٨.

١٢٢ـ سليمان بن يسار ١٨٢.

١٤٤ ـ عاصم الجحدري ١٨٣ ، ١٩١.

١٢٣ ـ سوسي ١٨٥.

١٤٥ ـ عبد بن حميد ٧٢.

١٢٤ ـ السيوطي ٧٠ ، ٧٣ ، ١٨٦.

١٤٦ ـ عبد الرحمن بن زيد بن اسلم ٧١.

١٢٥ ـ الشاطبي ١٨٣.

١٤٧ ـ عبد الرزاق الكاشاني ٧٤.

١٢٦ ـ الشافعي ٧٣.

١٤٨ ـ عبد علي الحويزي ٧٩ ، ٧٩.

١٢٧ ـ شريح بن يزيد الحضرمي ١٨٣.

١٤٩ ـ عبد الله بن ابي اسحاق ١٨٣.

١٢٨ ـ الشريف الرضي ٧٨.

١٥٠ ـ عبدالله بن الاعرج ١٨٢.

١٢٩ ـ شعبة بن الحجاج ٧٢.

١٣٠ ـ شبعة بن العياش ، ابوبكر ١٨٤ ، ١٨٥.

١٣١ ـ الشعبي ١٨٢.

١٣٢ ـ شعيبعليه‌السلام ١٣٢.

١٣٣ ـ شيبة بن النفاخ ١٨٢ ، ١٨٨ ، ١٩١.

١٣٤ ـ الصادقعليه‌السلام ٥٢ ،

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496