الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٠

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل0%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 550

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

مؤلف: آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
تصنيف:

الصفحات: 550
المشاهدات: 197228
تحميل: 5312


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 550 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 197228 / تحميل: 5312
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء 10

مؤلف:
العربية

١
٢

٣
٤

الآيات

( اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (43) فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى (44) قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى (45) قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى (46) فَأْتِياهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48) )

التّفسير

أوّل لقاء مع فرعون الجبّار :

الآن وقد أصبح كلّ شيء مهيّا ، وكلّ الوسائل قد جعلت تحت تصرّف موسى ، فقد خاطب الله سبحانه موسى وهارون. بقوله :( اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي ) الآيات التي تشمل المعجزتين الكبيرتين لموسىعليه‌السلام ، كما تشمل كلّ آيات الله وتعليماته التي هي بذاتها دليل على أحقّية دعوته ، خاصّة وأنّ هذه التعليمات العظيمة المحتوى ظهرت على يد رجل قضى أهمّ سنيّ حياته في «رعي الأغنام»!

٥

ومن أجل رفع معنوياتهما ، والتأكيد على بذل أقصى ما يمكن من المساعي والجهود ، فقد أضاف سبحانه قائلا :( وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي ) وتنفيذ أوامري ، لأنّ الضعف واللين وترك الحزم سيذهب بكلّ جهود كما أدراج الرياح ، فأثبتا ولا تخافا من أي حادثة ، ولا تهنا أمام أي قدرة.

بعد ذلك ، يبيّن الهدف الأصل لهذه الحركة ، والنقطة التي يجب أن تكون هدفا لتشخيص المسار ، فيقول :( اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى ) فإنّه سبب كلّ الشقاء والتعاسة في هذه المنطقة الواسعة ، وما لم يتمّ إصلاحه فسوف لا ينجح أي عمل ، لأنّ عامل تقدّم الأمّة أو تخلّفها ، سعادتها أو شقائها وبؤسها هو قادتها وحكّامها ، ولذلك يجب أن يكونوا هدفكما قبل الجميع.

صحيح أنّ هارون لم يكن في ذلك الحين حاضرا في تلك الصحراء ، ولكن الله أطلعه على هذه الحوادث كما ذكر المفسّرون ، وقد خرج من مصر لاستقبال أخيه موسى لأداء هذه المهمّة ، إلّا أنّه لا مانع مطلقا من أن يخاطبا معا ، وتوجّه إليهما مأمورية تبليغ الرسالة ، في الوقت الذي لم يحضر غير أحدهما.

ثمّ بيّنت الآية طريقة التعامل المؤثّرة مع فرعون ، فمن أجل أن تنفذا إليه وتؤثرا فيه( فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى ) والفرق بين «يتذكّر» و «يخشى» هنا هو أنّكما إذا واجهتماه بكلام لطيف ، رقيق ، ملائم ، وتبيّنان في الوقت ذاته المطالب بصراحة وحزم ، فيحصل أحد الاحتمالين : أن يقبل من صميم قلبه أدلتكما المنطقيّة ويؤمن ، والاحتمال الآخر هو أن يخاف على الأقل من العقاب الإلهي في الدنيا أو الآخرة ، ومن زوال ملكه وقدرته ، فيذعن ويسلم ولا يخالفكما.

ويوجد احتمال ثالث أيضا ، وهو أنّه لا يتذكّر ولا يخشى ، بل سيستمر في طريق المخالفة والمجابهة ، وقد أشير إلى ذلك بكلمة «لعلّ» وفي هذه الصورة فإنّ الحجّة قد تمّت عليه ، وعلى كلّ حال فإنّ القيام بهذا العمل لا يخلو من فائدة.

٦

لا شكّ أنّ الله تعالى يعلم عاقبة عمله ، إلّا أنّ التعبيرات المذكورة آنفا درس لموسى وهارون وكلّ المصلحين والمرشدين إلى طريق الله(1) .

ومع هذه الحال ، فقد كان موسى وهارون قلقين من أنّ هذا الرجل القوي المتغطرس المستكبر ، الذي عمّ رعبه وخشونته كلّ مكان ، قد يقدم على عمل قبل أن يبلّغ موسىعليه‌السلام وهارونعليه‌السلام الدعوة ، ويهلكهما ، لذلك( قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى ) .

«يفرط» من مادّة فرط ـ على وزن شرط ـ أي السبق والعجلة ، ولذلك يقال للشخص الذي يردّ محلّ الماء أوّلا : فارط ، ونقرأ في كلام الإمام عليعليه‌السلام أمّا قبور الموتى بجبانة الكوفة : «أنتم لنا فرط سابق»(2) .

على كلّ حال ، فإنّ موسى وهارون كانا مشفقين من شيئين : فإمّا أن يقسو فرعون ويستخدم القوّة قبل أن يسمع كلامهما ، أو أنّه يقدم على هذا العمل بعد سماعه هذا الكلام مباشرة ، وكلتا الحالين تهدّد مهمّتهما بالخطر.

إلّا أنّ الله سبحانه قد أجابهما بحزم : فـ( قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى ) وبناء على هذا ، فمع وجود الله القادر معكما في كلّ مكان ، الله الذّي يسمع كلّ شيء ، ويرى كلّ شيء ، وهو حاميكما وسندكما ، فلا معنى للخوف والرعب.

ثمّ يبيّن لهما بدقّة كيفية إلقاء دعوتهما في محضر فرعون في خمس جمل قصار قاطعة غنيّة المحتوى ، ترتبط أوّلها بأصل المهمّة ، والثّانية ببيان محتوى المهمّة ، والثّالثة بذكر الدليل والسند ، والرّابعة بترغيب الذين يقبلونها ، وأخيرا فإنّ الخامسة تكفّلت بتهديد المعارضين.

فتقول أوّلا :( فَأْتِياهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ ) والجميل هنا أنّهما بدل أن يقولا : (ربّنا) فإنّهما يقولان (ربّك) ليثيروا عواطف فرعون وإحساساته تجاه هذه النقطة

__________________

(1) لقد بحثنا في معنى (لعلّ) وبأي معنى وردت في القرآن بصورة مفصّلة في ذيل الآية (84) من سورة النساء.

(2) نهج البلاغة ، الكلمات القصار رقم 130.

٧

بأنّ له ربّا ، وأنّهما رسولاه ، ويكونان قد أفهماه بصورة ضمنيّة أن ادّعاء الرّبوبية لا يصحّ من أي أحد ، فهي مختصّة بالله.

ثمّ تقول :( فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ ) الصحيح أنّ دعوة موسى لم تكن من أجل نجاة بني إسرائيل من قبضة الفراعنة فقط ، بل كانت ـ وبشهادة سائر آيات القرآن ـ تهدف أيضا إلى نجاة فرعون والفراعنة أنفسهم من قبضة الشرك وعبادة الأوثان. إلّا أنّ أهميّة هذا الموضوع ، وارتباطه المنطقي بموسى كان السبب في أن يضع إصبعه على هذه المسألة بنفسه ، لأنّ استغلال واستعباد بني إسرائيل مع كلّ ذلك التعذيب والأذى لم يكن أمرا يمكن توجيهه.

ثمّ أشارت إلى دليلهما ووثيقتهما ، فتقول : قولا له :( قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ ) فإنّا لا نتكلم اعتباطا أو جزافا ، ولا نتحدّث من دون أن نمتلك الدليل ، وبناء على هذا ، فإنّ العقل يحكم بأن تفكّر في كلامنا على الأقل ، وأنّ تقبله إن كان صحيحا ومنطقيّا.

ثمّ تضيف الآية من باب ترغيب المؤمنين :( وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى ) .

وهذه الجملة يمكن أن تشير أيضا إلى معنى آخر ، وهو أنّ السلامة في هذه الدنيا ، والعالم الآخر من الآلام والعذاب الإلهي الأليم ، ومن مشاكل الحياة الفردية والاجتماعية ، من نصيب أولئك الذين يتّبعون الهدى الإلهي ، وهذه في الحقيقة هي النتيجة النهائية لدعوة موسى.

وأخيرا ، فإنّ الله يأمرهما أن يفهماه العاقبة المشؤومة للتمرّد على هذه الدعوة وعصيانها ، بقولهما له :( إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) .

من الممكن أن يتوهّم متوهّم عدم تناسب هذه العبارة والحوار الملائم اللذين كانا قد امرا بهما. إلّا أنّ هذا خطأ

محض ، فأي مانع من أن يقول طبيب حريص بأسلوب مناسب لمريضه : كلّ من يستعمل هذا الدواء سيشفى وينجو ، وكلّ من يتركه فسينزل به الموت.

٨

إنّ هذا بيان لنتيجة التعامل غير المناسب مع واقع ما ، ولا يوجد فيه تهديد خاص ، ولا شدّة في التعامل. وبتعبير آخر : فإنّ هذه حقيقة يجب أن تقال لفرعون بدون لفّ ودوران ، وبدون أي تغطية وتورية.

* * *

بحوث

1 ـ قدرة الله العجيبة

لقد رأينا كثيرا ـ على مرّ التاريخ ـ أناسا أقوياء هبّوا للوقوف بوجه الحقّ ، إلّا أنّ الله سبحانه لم يستخدم ويعبّئ جنود الأرض والسّماء من أجل سحقهم وتدميرهم في أي مورد من الموارد ، بل إنّه يغلبهم بسهولة وبساطة ، وبصورة لا تخطر على ذهن أحد ، خاصة وأنّه في كثير من الموارد يبعث هؤلاء نحو أسباب موتهم ، ويؤكل مهمّة إعدامهم إليهم أنفسهم!

ونرى في قصّة فرعون هذه ، أنّ عدوّه الأصلي ـ أي موسى ـ قد تربّى في أحضانه ، وهو الذي رعاه ، ونشأ في كنفه! ومن الطبيعي أنّ ذلك كان بتخطيط الله سبحانه.

والأروع من ذلك أنّ قابلة موسىعليه‌السلام ـ طبقا لنقل التواريخ ـ كانت من الأقباط ، والنجّار الذي صنع صندوق نجاته كان من الأقباط أيضا ، والذين أخرجوا الصندوق من الماء كانوا من حرّاس فرعون ، والذي فتح الصندوق كانت امرأة فرعون ، واستدعيت أمّ موسى من قبل أتباع فرعون لتكون مرضعة له ، وكانت مطاردة موسىعليه‌السلام بعد حادثة قتل الرجل القبطي قد تمّت من قبل الفراعنة ، وكانت سبب هجرته إلى مدين ليقضي فترة من التعليم والتكامل في مدرسة النّبي «شعيب».

نعم ، عند ما يريد الله سبحانه أن يظهر قوّته فهكذا يفعل ، ليعلم كلّ العصاة والمتمردّين أنّهم أصغر من أن يقفوا أمام إرادة الله ومشيئته.

٩

2 ـ التعامل المناسب مع الأعداء

إنّ أوّل أوامر القرآن من أجل النفوذ إلى قلوب الناس ـ مهما كانوا ضالّين ومنحطّين ـ هو التعامل المناسب المقترن بالمحبّة والعواطف الإنسانية ، أمّا التوسّل بالعنف فإنّه يتعلّق بالمراحل التالية حينما لا يؤثّر التعامل برفق ، فالهدف هو جذب الناس ليتذكّروا ، وليبصروا طريقهم ، أو أن يخافوا من العواقب المشؤومة للعمل السيء( لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى ) .

إنّ كلّ عقيدة يجب أن تمتلك جاذبية ، ولا تبعد الأفراد عنها بدون مبرّر ، وقصص ووقائع الأنبياء وأئمّة الدينعليهم‌السلام تبيّن بوضوح أنّهم لم ينحرفوا عن هذا المنهج والمسير أبدا طوال حياتهم.

نعم ، من الممكن أن لا تؤثّر أساليب المحبّة واللطف في القلوب الداكنة عند بعض الناس ، ويكون الطريق مقتصرا على استعمال العنف في المكان المناسب ، إلّا أنّه ليس قانونا عامّا وأساسيّا للبدء في العمل ، فإنّ المحبّة هي البداية والمسلك الأوّل ، وهذا هو الدرس الذي تذكره لنا الآية آنفة الذكر.

ممّا يلفت النظر أنّنا نقرأ في بعض الرّوايات : إنّ موسى كان مأمورا بأن ينادي فرعون بأحسن أسمائه ، فربّما يؤثّر ذلك في قلبه المظلم.

3 ـ هل يوحى إلى غير الأنبياء؟

لا شكّ أنّ للوحي في القرآن الكريم معاني مختلفة : فقد جاء أحيانا بمعنى الصوت الواطئ ، أو القول همسا. وهذا هو المعنى الأصلي لهذا اللفظ في اللغة العربية.

وجاء أحيانا بمعنى الإشارة الرمزية إلى شيء ما ، مثل :( فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ

١٠

سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ) (1) .

وأحيانا بمعنى الإلهام الغريزي ، مثل( أَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ) (2) .

وأحيانا بمعنى الأمر التكويني ، الأمر الذي يصدر بلسان الخلقة ، مثل( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها ) (3) .

وورد أحيانا بمعنى الإلهام الذي يلقى في قلوب المؤمنين ، وإن لم يكونوا أنبياء أو أئمّة ، مثل :( إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى ) (4) .

إلّا أنّ أهمّ موارد استعماله في القرآن المجيد هي النداءات الإلهيّة الخاصّة بالأنبياء ، مثل :( إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ) (5) .

فبناء على هذا ، فإنّ لكلمة الوحي معنى واسعا وجامعا يشمل هذه الموارد ، ولهذا فسوف لا نعجب من استعمال كلمة الوحي في شأن أمّ موسى.

4 ـ سؤال وجواب

من الممكن أن يتساءل البعض عند قراءة هذه الآيات ، وهو : لماذا يقلق موسى ويضطرب ويتردّد مع تلك الوعود الإلهيّة ، إلى أن يقول الله سبحانه له بصراحة : اذهبا فإنّني معكما أسمع كلّ الكلام ، وأرى كلّ شيء ، ولا مجال للقلق مطلقا؟

ويتّضح جواب هذا السؤال من أنّ هذه المهمّة كانت ثقيلة جدّا ، فإنّ موسىعليه‌السلام ـ الذي كان راعيا للأغنام ـ يريد أن يذهب مع أخيه فقط إلى حرب رجل قوي مقتدر ، ومتمرّد عاص ، والذي يحكم بلدا قويّا في ذلك الزمان. ثمّ إنّ

__________________

(1) مريم ، 11

(2) النحل ، 68.

(3) الزلزال ، 5.

(4) سورة طه ، 38.

(5) النساء ، 163.

١١

هذه الدعوة تبدأ من دعوة فرعون نفسه ، لا أن يذهبا أوّلا إلى الآخرين ليعدّا الأنصار والجيوش ، بل يجب أن يقدحوا أوّل شرارة في قلب فرعون ، وهذه في الحقيقة مهمّة معقّدة جدّا ، وصعبة للغاية.

إضافة إلى أنّ للعلم والمعرفة درجات ومراتب ، فكثيرا ما يعلم الإنسان بشيء يقينا ، إلّا أنّه يرغب أن يصل إلى مرحلة علم اليقين والاطمئنان المطلق ، كما أنّ إبراهيم مع إيمانه القطعي بالمعاد ، فإنّه طلب من الله أن يريه مشهدا من إحياء الموتى في هذه الدنيا ، ليطمئن أكثر.

* * *

١٢

الآيات

( قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى (49) قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى (50) قالَ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى (51) قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى (52) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى (53) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (54) مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى (55) )

التّفسير

من ربّكما؟

لقد حذف القرآن المجيد هنا ـ وكما هي طريقته ـ بعض المطالب التي يمكن فهمها بمعونة الأبحاث الآتية ، وتوجّه مباشرة إلى محاورة موسى وهارون مع فرعون ، والمبحث في الواقع هكذا :

إنّ موسى بعد تلقّى الوحي والرسالة ، وخطّة عمل كاملة في كيفيّة التعامل مع

١٣

فرعون ، تحرّك من تلك الأرض المقدّسة ، والتقى أخاه هارون ـ على حدّ قول المفسّرين ـ قرب مصر ، ثمّ توجّها معا نحو فرعون ، وتمكّنا من الدخول إلى قصر فرعون الأسطوري برغم المشاكل الكثيرة.

فلمّا أصبح موسى أمام فرعون وجها لوجه ، أعاد تلك الجمل الدقيقة المؤثّرة التي علّمه الله إيّاها أثناء الأمر بالرسالة :( إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى ) . واعلم أيضا( إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) .

فلمّا سمع فرعون هذا الكلام ، كان أوّل ردّ فعله أن( قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى ) .

والعجيب أنّ فرعون المغرور والمعجب بنفسه لم يكن مستعدا حتّى أن يقول : من ربّي الذي تدّعيانه؟ بل قال : من ربّكما؟!

فأجابه موسى مباشرة بجواب جامع جدّا ، وقصير في الوقت نفسه ، عن الله :( قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى ) ففي هذه العبارة الموجزة إشارة إلى أصلين أساسيين من الخلقة والوجود ، وكلّ واحد منهما دليل وبرهان مستقل يوصل إلى معرفة الله :

الأوّل : إنّ الله سبحانه قد وهب لكلّ موجود ما يحتاجه ، وهذا أمر في غاية الأهميّة ممّا يقتضي تأليف عدّة كتب ، بل إنّ كثيرا من الكتب قد الّفت في هذا المجال.

إنّنا إذا دقّقنا قليلا في النباتات والحيوانات التي تعيش في كلّ منطقة ، سواء الطيور ، أو الحيوانات البحرية ، أو الحشرات والزواحف ، فسنرى أنّ لكلّ منها انسجاما تامّا مع محيطها الذي تعيش فيه ، وكلّ ما تحتاجه فهو موجود تحت تصرّفها ، فإنّ هيكل الطيور قد هيّئها للطيران من ناحية شكلها ووزنها وحواسها المختلفة ، وكذلك تكوين وبناء الحيوانات التي تعيش في أعماق البحار.

والثّاني : مسألة هداية وإرشاد الموجودات ، وقد جعلها القرآن باستعماله (ثمّ)

١٤

في الدرجة الثّانية بعد تأمين الاحتياجات.

إنّ من الممكن أن يمتلك الإنسان أي شيء من أسباب الحياة ، إلّا أنّه يجهل كيفيّة الاستفادة منها ، والمهمّ أن يعرف طريقة استعمالها ، وهذا هو الشيء الذي نراه في الموجودات المختلفة بوضوح ، وكيف أنّ كلّا منها يستغلّ طاقته بصورة دقيقة في إدامة حياته ، كيف يبني بيتا ، وكيف يتكاثر ، وكيف يربيّ أولاده ويخفيهم ويبعدهم عن متناول الأعداء ، أو يعلمهم كيف يواجهون الأعداء؟

والبشر ـ أيضا ـ لديهم هذه الهداية التكوينيّة ، إلّا أنّ الإنسان لمّا كان موجودا يمتلك عقلا وشعورا ، فقد جعل الله سبحانه هدايته التكوينيّة مع هدايته التشريعيّة بواسطة الأنبياء متلازمة ومتزامنة ، بحيث إنّه إذا لم ينحرف عن ذلك الطريق ، فإنّه سيصل حتما إلى مقصده. وبتعبير آخر فإنّ الإنسان نتيجة لامتلاكه العقل والإرادة ، فإنّ له واجبات ومسئوليات ، وبعد ذلك مناهج تكامليّة ليس للحيوانات مثلها ، ولذلك فإنّه إضافة إلى الهداية التكوينيّة محتاج إلى الهداية التشريعيّة.

وخلاصة القول : إنّ موسىعليه‌السلام يريد أن يفهم فرعون أنّ عالم الوجود هذا غير منحصر فيك ، ولا في أرض مصر ، ولا يختص بالحاضر أو الماضي ، فإنّ لهذا العالم ماضيا ومستقبلا لم أكن ولم تكن فيه ، وتلاحظ مسألتان أساسيتان في هذا العالم : تأمين الحاجات ، ثمّ استغلال الطاقات والقوى في طريق رقي الموجودات ، فإنّها تستطيع جيدا أن تدلّك على ربّنا ، وتعرّفك به ، وكلّما أمعنت النظر في هذا المجال فستحصل على دلالات وبراهين كثيرة على عظمته وقدرته.

فلمّا سمع فرعون هذا الجواب الجامع الجميل ، ألقى سؤالا آخر( قالَ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى ) . وهناك بحث بين المفسّرين في مراد فرعون من هذه الجملة ، فقد أظهروا وجهات نظر مختلفة!

1 ـ فقال بعضهم : إنّ موسىعليه‌السلام لمّا ذكر في آخر جملة من كلامه شمول العذاب الإلهي للمكذّبين بالتوحيد ، فإنّ فرعون سأل : إذن فلما ذا لم يبتل أولئك

١٥

الأقوام المشركين الماضين ، بمثل هذا العذاب؟

2 ـ وقال بعض : إنّ موسى لمّا قال : إنّ ربّ العالم هو ربّ الجميع ، سأل فرعون : فلما ذا كان الأسلاف من قومنا وكلّ الأقوام الماضية مشركين؟ فهذا يبيّن أنّ الشرك وعبادة الأصنام ليس عملا خاطئا!

3 ـ وقال آخرون : لمّا كان معنى كلام موسى هو أنّ الجميع سينال نتيجة أعماله في النهاية ، وسيعاقب أولئك الذين عصوا الأوامر الإلهيّة ، فسأل فرعون : فما هو مصير الأقوال الماضية الذين هلكوا واندثروا؟

على كلّ حال ، أجابه موسىعليه‌السلام بقوله :( قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى ) (1) وبناء على هذا فإنّ حساب هؤلاء وكتبهم محفوظة ، وسينالون في النهاية ثواب وعقاب أعمالهم ، فإنّ الحافظ لهذا الحساب هو الله الذي لا يخطئ ولا ينسى ، وبملاحظة ما بيّنه موسى من أصل التوحيد والتعريف بالله ، فإنّ من الواضح جدّا أنّ حفظ هذا الحساب لدى من أعطى كلّ موجود حاجته بدقّة ، ثمّ هداه ليس أمرا صعبا.

وللمفسّرين آراء مختلفة في الفرق بين (لا يضلّ) و (لا ينسى) إلّا أنّ الظاهر هو أن (لا يضلّ) إشارة إلى نفي أي نوع من الخطأ من قبل الله سبحانه ، و (لا ينسى) إشارة إلى نفي النسيان ، أي أنّه سبحانه لا يشتبه في حساب الأفراد عند بداية العمل ، ولا يبتلى بنسيان حفظ حسابهم وأعمالهم ، وعلى هذا فإنّ موسى قد نبّه بصورة ضمنيّة على إحاطة علم الله بكلّ شيء ، لينتبه فرعون إلى هذه الحقيقة ، وهي أنّ أي شيء من عمله لا يخفى على الله وإن كان بمقدار رأس الإبرة ، وسوف ينال عقابه أو ثوابه.

في الحقيقة ، إنّ الإحاطة العلمية لله هي نتيجة الكلام الذي قاله موسى من

__________________

(1) لقد ذكر «كتاب» هنا بصيغة النكرة ، وهذه إشارة إلى عظمة الكتاب الذي تثبت فيه أعمال العباد ، كما نقرأ في آية أخرى :( لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها ) الكهف ـ 49.

١٦

قبل ، وهو أنّ الله الذي أعطى كلّ موجود حاجته ثمّ هداه ، مطّلع على حال كلّ أحد ، وكلّ شيء.

ولمّا كان جانب من حديث موسىعليه‌السلام حول مسألة التوحيد ومعرفة الله ، فإنّه يبيّن هنا فصلا آخر في هذا المجال ، فيقول :( الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى ) . وفي مجموع هذه الآية إشارة إلى أربعة أنواع من نعم الله الكبرى.

1 ـ الأرض التي هي مهد استقرار الإنسان ومهاده ، ويستطيع الإنسان العيش عليها براحة وأمان ببركة قانون الجاذبية ، وكذلك الطبقة الغازية العظيمة التي تحيط بالأرض.

2 ـ الطرق والسبل التي أوجدها الله في الأرض ، والتي تربط جميع مناطقها بعضها بالبعض الآخر ، كما رأينا غالبا وجود طرق ووديان بين سلسلة الجبال التي تناطح السّماء يستطيع الإنسان أن يمرّ من خلالها ويصل إلى مقصده.

3 ـ الماء الذي هو أساس الحياة ، ومصدر كلّ البركات ، والذي أنزل من السّماء.

4 ـ الأعشاب والنباتات المختلفة التي تخرج من الأرض بفعل هذا الماء ، ويشكل قسم منها المواد الغذائية للإنسان ، وقسم يستفيد منه الإنسان في صنع الأدوية ، وقسم آخر يصنع ملابسه ، وقسم آخر لوسائل الحياة كالأبواب ، وحتّى البيوت التي تبنى من الخشب ، والسفن ، وكثير من وسائط النقل الأخرى ، بل يمكن القول : إنّ هذه النعم الأربع الكبرى تشكل حسب الترتيب الذي ورد في الآية أولويّات حياة الإنسان ، فقبل كلّ شيء يحتاج الإنسان إلى محلّ سكن وهدوء ، وبعده إلى طرق المواصلات ، ثمّ الماء ، ثمّ المحاصيل الزراعية.

ثمّ أشار إلى خامس النعم وآخرها من سلسلة النعم الإلهيّة هذه ، فقال :( كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ ) ، وهو إشارة إلى ثرواتكم ومنتوجاتكم الحيوانيّة ، والتي تشكّل

١٧

جانبا مهمّا من المواد الغذائية والملابس ووسائل الحياة ، هي أيضا من بركات هذه الأرض وذلك الماء النازل من السّماء.

وفي النهاية ، وبعد أن أشار إلى كلّ هذه النعم ، قال :( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى ) .

ممّا يستحقّ الانتباه أنّ «النهى» جمع «نهية» وهي في الأصل مأخوذة من مادّة «نهي» مقابل الأمر ، وتعني العقل الذي ينهى الإنسان عن القبائح والسيّئات ، وهذه إشارة إلى أنّ كلّ تدبّر وتفكّر من أجل فهم أهميّة هذه الآيات ليس كافيا ، بل إنّ العقل والفكر المسؤول هو الذي يستطيع أن يدرك ويطلع على هذه الحقيقة.

وبما أنّ هذه الآيات دلّلت على التوحيد بخلق الأرض ونعمها ، فقد بيّنت مسألة المعاد بالإشارة إلى الأرض في آخر آية من هذه الآيات أيضا فقالت :( مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى ) وإنّه لتعبير بليغ حقّا ، ومختصر أيضا ، عن ماضي البشر وحاضره ومستقبله ، فكلّنا قد جئنا من التراب ، وكلّنا نرجع إلى التراب ، ومنه نبعث مرّة أخرى!

إنّ رجوعنا إلى التراب ، أو بعثنا منه أمر واضح تماما ، لكن في كيفيّة بدايتنا من التراب تفسيران : الأوّل : إنّنا جميعا من آدم وآدم من تراب. والآخر : إنّنا أنفسنا قد خلقنا من التراب ، لأنّ كلّ المواد الغذائية التي كوّنت أجسام آبائنا وأمهاتنا قد أخذت من هذا التراب.

ثمّ إنّ هذا التعبير ينبّه كلّ العتاة المتمردّين ، والمتّصفين بصفات فرعون ، كي لا ينسوا من أين أتوا ، وإلى أين يذهبون؟ فلما ذا كلّ هذا الغرور والعصيان والطغيان من موجود كان بالأمس ترابا ، وسيكون غدا ترابا أيضا؟

* * *

١٨

ملاحظات

1 ـ كلمتي «المهد» و «المهاد» تعنيان المكان المهيّأ للجلوس والمنام والاستراحة ، وفي الأصل تطلق كلمة المهد على المكان الذي ينام فيه الطفل ، فكأنّ الإنسان طفل وضع في مهد الأرض ، وقد توفّرت في هذا المهد كلّ وسائل الحياة.

2 ـ كلمة «أزواجا» التي أخذت من مادّة «زوج» يمكن أن تكون إشارة إلى أصناف وأنواع النباتات ، كما يمكن أن تكون إشارة خفيّة إلى مسألة الزوجيّة في عالم النباتات ، والتي سنتحدّث عنها في ذيل آية مناسبة إن شاء الله تعالى.

3 ـ ورد عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث في اصول الكافي في تفسير (أولو النهى) ، جاء فيه : «إنّ خياركم أولو النهى» قيل : يا رسول الله ، ومن أولو النهى؟ قال : «هم أولو الأخلاق الحسنة ، والأحلام الرزينة ، وصلة الأرحام ، والبررة بالأمّهات والآباء ، والمتعاهدين للفقراء والجيران واليتامى ، ويطعمون الطعام ، ويفشون السلام في العالم ، ويصلّون والناس نيام غافلون»(1) .

وفي حديث آخر نقل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنّ رجلا سأله : يا ابن عمّ خير خلق الله ، ما معنى السجدة الأولى؟ فقال : «تأويله : اللهمّ إنّك منها خلقتني ـ يعني من الأرض ـ ورفع رأسك ومنها أخرجتنا ، والسجدة الثّانية وإليها تعيدنا ، ورفع رأسك من الثّانية ومنها تخرجنا تارة أخرى»(2) .

* * *

__________________

(1) اصول الكافي ، الجزء الثّاني ، باب «المؤمن وعلاماته وصفاته» الحديث 32.

(2) بحار الأنوار ، ج 85 ، ص 132

١٩

الآيات

( وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها فَكَذَّبَ وَأَبى (56) قالَ أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى (57) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً (58) قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59) فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتى (60) قالَ لَهُمْ مُوسى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى (61) فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوى (62) قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى (63) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى (64) )

التّفسير

فرعون يهيء نفسه للجولة الأخيرة :

تعكس هذه الآيات مرحلة أخرى من المواجهة بين موسى وفرعون ، ويبدأ

٢٠