الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٠

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل10%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 550

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 550 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 206834 / تحميل: 6198
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

١٥١ـ عبدالله بن الحارث ١٨٠.

١٧٢ ـ علقمة ١٨٢.

١٥٢ ـ عبدالله بن الزبير ٦٩.

١٧٣ ـ علىعليه‌السلام ٥٢ ، ٨٢ ، ١٧٠ ، ١٧٤ ، ١٨١ ، ١٨٤ ، ١٨٦ ، ١٩١.

١٥٣ ـ عبدالله بن الصائب ١٨٤.

١٧٤ ـ على بن ابي طلحة ١٦٥.

١٥٤ ـ عبدالله بن بن عامر ١٨٣ ، ١٨٦.

١٧٥ ـ علي بن حمزة الفارسي الكسائي ١٨٥.

١٥٥ ـ عبدالله بن عباس ٦٩.

١٧٦ ـ عمر بن الخطاب ٧١.

١٥٦ ـ عبدالله بن عمر ٦٩.

١٧٧ ـ عمر بن عبد العزيز ١٤٤ ، ١٨١.

١٥٧ ـ عبدالله بن عياش المخزومي ١٨٦.

١٧٨ ـ عمروبن شرحبيل ١٨٢.

١٥٨ ـ عبدالله بن كثير ١٨٢.

١٧٩ ـ عمرو بن ميمون ١٨٢.

١٥٩ ـ عبدالله بن مسعود ٦٩ ، ١٨١.

١٨٠ ـ العياشي ٥٠ ، ٥٢ ، ٦٧ ، ٧٧ ، ٧٨ ، ٨٥.

١٦٠ ـ عبدالملك بن مروان ١٩٣.

١٨١ ـ عيسىعليه‌السلام ٣٤ ، ١٠٤ ، ١٣٢.

١٦١ ـ عبيد بن عمير ١٨١.

١٨٢ ـ عيسى بن عمرو ١٨٣.

١٦٢ ـ عبيد بن نفلة ١٨٢.

١٨٣ ـ الفخر الرازي ٧٤.

١٦٣ ـ عبيدة ١٨٢.

١٨٤ ـ فرات بن ابراهيم الكوفي ٧٧.

١٦٤ ـ عثمان بن عفان ١٧٣ ، ١٨١ ، ١٨٢ ، ١٨٦ ، ١٨٨ ، ١٩٠.

١٨٥ ـ الفضيل بن يسار ٦٧.

١٦٥ ـ عروة ١٨١.

١٨٦ ـ الفيض الكاشاني ٧٨ ، ٧٩.

١٦٦ ـ عطاء بن ابي رباح ٧٠ ، ٧١ ، ١٨١.

١٨٧ ـ قالون الراوي ١٨٣ ، ١٨٤.

١٦٧ ـ عطاء بن ابي مسلم ٧٠ ، ٧١.

١٨٨ ـ قتادة ٧٠ ، ٧١ ، ١٦٦ ، ١٨٢.

١٦٨ ـ عطاء بن يسار

١٨٩ ـ القراب ١٨٩.

١٦٩ ـ عطية ٧٠ ، ٧١.

١٩٠ ـ القرطي ، محمد بن ابي بكر ٧٥.

١٧٠ ـ عطية بن قيس الكلابي ١٨٣.

١٧١ ـ عكرمة ٧٠ ، ٧١ ، ١٦٥ ، ١٨١.

٢٢١

١٩١ ـ قريش ١٦٠ ، ١٦٨.

٢١١ ـ معاذ القاري ١٨٢.

١٩٢ ـ القمي ، علي بن ابراهيم ٥٠ ، ٧٧.

٢١٢ ـ معروف بن خربوذ ٧٦.

١٩٣ ـ قنبل ١٨٤.

٢١٣ ـ مغيرة بن ابي شهاب ١٨٢.

١٩٤ ـ الكسائي ١٨٣ ، ١٨٥ ، ١٨٨ ، ١٩١.

٢١٤ ـ مكي ١٨٧.

١٩٥ ـ كعب الأحبار ٦٩.

٢١٥ ـ ملك مصر ٥٨.

١٩٦ ـ اكليني محمد بن يعقوب ٧٧.

٢١٦ ـ منصور بن المعتمر ١٨٥.

١٩٧ ـ كورش ١٠١.

٢١٧ ـ موسىعليه‌السلام ٣٤ ، ٥٩ ، ٦٠ ، ٦١ ، ١٠٤ ، ١٠٥ ، ١٠٩ ، ١٣٢ ، ١٣٣.

١٩٨ ـ الكونابادي ٧٨.

٢١٨ ـ الميبدي ٧٨.

١٩٩ ـ لقمان ١٦٢.

٢١٩ ـ ميكائيل ١٠٤.

٢٠٠ ـ لوطعليه‌السلام ١٣٢.

٢٢٠ ـ نافع المدني ١٨٤.

٢٠١ ـ المأمون ١٨٥.

٢٢١ ـ نافع بن الارزق ٧٠.

٢٠٢ ـ مالك بن انس ١٨٦.

٢٢٢ ـ نافع بن نعيم ١٨٢ ، ١٨٧ ، ١٨٨.

٢٠٣ ـ مجاهد ٧٠ ، ١٨١ ، ١٨٣ ، ١٨٤ ، ١٩١.

٢٢٣ ـ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٢٦ ، ٢٨ ، ٣٨ ، ٤٠ ، ٥٠ ، ٥٢ ، ٦٤ ، ٦٧ ، ٦٨ ، ٦٩ ، ٧٦ ، ٨١ ، ٨٢ ، ٨٤ ، ٨٥ ، ٩١ ، ٩٣ ، ٩٧ ، ٩٨ ، ٩٩ ، ١٠١ ، ١٠٢ ، ١٣٤ ، ١٦٧ ، ١٦٩ ، ١٧٠ ، ١٧٨ ، ١٨٦ ، ١٨٧ ، ١٩٠.

٢٠٤ ـ محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٣٦ ، ٩٨٧ ، ١٠٥ ، ١٣٢ ، ١٦٦ ، ١٧٦ ، ١٧٨.

٢٢٤ ـ النخعي ١٨٢.

٢٠٥ ـ محمد بن ابي محيصين ١٨٢.

٢٢٥ ـ نصر بن العاصم ١٨٢.

٢٠٦ ـ محمد بن كعب القرطبي ٧٠ ، ٧١.

٢٢٦ ـ نظام الدين الحسن القمي النيسابوري ٧٥.

٢٠٧ ـ محمد بن مسلم ٧٦.

٢٠٨ ـ مسروق ١٨٢.

٢٠٩ ـ مسلم بن جندب ١٨٢.

٢١٠ ـ المسيح ١٠٦.

٢٢٢

٢٢٧ ـ النعماني محمد بن ابراهيم ٧٧.

٢٣٩ ـ يحيى بن حارث ١٨٣.

٢٢٨ ـ نوحعليه‌السلام ٣٤ ، ١٢٤ ، ١٣٢ ، ١٦٢.

٢٤٠ ـ يحيى بن وثاب ١٨٢.

٢٢٩ ـ النووي ٧٠.

٢٤١ ـ يحيى بن يعمر١٨٢.

٢٣٠ ـ الواحدي ٧٤.

٢٤٢ ـ يزيد بن القعقاع ١٨٢ ، ١٨٦ ، ١٩١.

٢٣١ ـ ورش ١٨٤.

٢٤٣ ـ يعقوبعليه‌السلام ١٣٢.

٢٣٢ ـ وكيع بن الجراح ٧٢.

٢٤٤ ـ يعقوب الحضرمي ١٨٣ ، ١٨٦ ، ١٨٨.

٢٣٣ ـ هارونعليه‌السلام ١٣٢.

٢٤٥ ـ يوسفعليه‌السلام ٢٣ ، ٥٧ ، ٥٨ ، ٦٠ ، ١٢٦ ، ١٣٢ ، ١٦٢.

٢٣٤ ـ هارون الرشيد ١٨٥.

٢٤٦ ـ يونسعليه‌السلام ٢٧ ، ٣٥ ، ٥٤ ، ١٠٢ ، ١٣٢ ، ١٦١.

٢٣٥ ـ هاشم البحراني ٧٨ ، ٧٩.

٢٤٧ ـ يونس النحوي ١٨٥.

٢٣٦ ـ هشام ١٨٦ ، ١٩١.

٢٣٧ ـ هودعليه‌السلام ٢٧ ، ٤٦ ، ١٠٢ ، ١٣٢ ، ١٦٢.

٢٣٨ ـ يحيىعليه‌السلام ١٣٢.

٢٢٣

الامكنة والبقاع

١ ـ الاحقاف ٣٣ ، ١٠٩ ، ١١٠ ، ١٦٢.

١٢ ـ طوس ١٨٥.

٢ ـ الاعراف ٤٠ ، ٥٣ ، ٩١ ، ١٦١ ، ١٧٢.

١٣ ـ القاهرة ١٨٤.

٣ ـ البحرين ١٧٢ ، ١٨٩.

١٤ ـ الكوفة ١٧٢ ، ١٨١ ، ١٨٢ ، ١٨٥ ، ١٨٦ ، ١٨٨ ، ١٩٠ ، ١٩١.

٤ ـ البصرة ١٤٦ ، ١٧٢ ، ١٨١ ،

١٨٢ ، ١٨٣ ، ١٨٨ ، ١٩٠ ، ١٩١.

١٥ ـ المدينة ١٥٢ ، ١٥٣ ، ١٦٥ ، ١٦٦ ، ١٦٩ ، ١٧١ ، ١٧٢ ، ١٨١ ، ١٨٢ ، ١٨٤ ، ١٨٦ ، ١٨٨ ، ١٩٠ ، ١٩١.

٥ ـ تهامة ٩٨.

١٦ ـ مصر ٥٨.

٦ ـ الجزيرة العربية ٣٢.

١٧ـ مكة ١٥٢ ، ١٥٣ ، ١٥٩ ، ١٦٣ ، ١٦٥ ، ١٦٦ ، ١٦٨ ، ١٧٢ ، ١٨١ ، ١٨٢ ، ١٨٤ ، ١٨٨ ، ١٩٠ ، ١٩١.

٧ ـ دمشق ١٨٦.

١٨ ـ وادي يابس ١٥٥.

٨ ـ الروم ٢١ ، ٢٥ ، ٨٩ ، ٩١.

١٩ ـ اليمامة ١٧١.

٩ ـ الري ١٨٥.

٢٠ ـ اليمن ١٧٢ ، ١٨٩.

١٠ ـ الشام ١٧٢ ، ١٨١ ، ١٨٢ ،

١٨٣ ، ١٨٨ ، ١٩٠ ، ١٩١.

١١ ـ طور ٢٧.

٢٢٤

دليل الموضوعات

الموضوع

الصفحة

القرآن في الاسلام........................................................... ١

مقدمة الناشر:............................................................. ٥

تقديم..................................................................... ٧

ـ مقدمة المؤلف ـ.......................................................... ١١

الفصل الاول.............................................................. ١٣

قيمة القرآن لدى المسلمين................................................. ١٣

القرآن ، دستور الحياة الافضل.............................................. ١٥

القرآن وضع مناهج الحياة للانسان.......................................... ٢٣

القرآن سند النبوة :....................................................... ٢٦

الفصل الثاني.............................................................. ٢٩

كيف يُعلّم القرآن الكريم................................................... ٢٩

القرآن كتاب عالمي :..................................................... ٣١

القرآن كتاب كامل :..................................................... ٣٣

القرآن كتاب دائم :...................................................... ٣٤

القرآن مستقل في دلالته :................................................. ٣٥

للقرآن ظاهر وباطن :..................................................... ٣٩

لماذا تكلم القرآن بأسلوب الظاهر ، والباطن :................................ ٤١

في القرآن المحكم والمتشابه :................................................ ٤٦

معنى المحكم والمتشابه عند المفسرين والعلماء :................................. ٤٧

أسلوب أئمة أهل البيت في المحكم والمتشابه :................................. ٥١

في القرآن التأويل والتزيل :................................................. ٥٣

معنى التأويل عند المفسرين والعلماء :........................................ ٥٤

المعنى الحقيقي للتأويل في عرف القرآن :...................................... ٦٠

٢٢٥

القرآن والناسخ والمنسوخ :................................................. ٦٤

الجري والانطباق في القرآن :............................................... ٦٦

التفسير وظهوره وتطوره :................................................... ٦٨

علم التفسير وطبقات المفسرين :............................................ ٦٨

أسلوب مفسري الشيعة وطبقاتهم :.......................................... ٧٥

كيف يتقبل القرآن التفسير؟............................................... ٧٩

نتيجة البحث :.......................................................... ٨١

نموذج من تفسير القرآن بالقرآن :........................................... ٨٦

معنى حجية اقوال النبي والائمة :............................................ ٩٢

تنبيه :.................................................................. ٩٣

الفصل الثالث............................................................. ٩٥

وحي القرآن الكريم......................................................... ٩٥

المسلمون ووحي القرآن :................................................... ٩٧

كتاب العصر والوحي والنبوة :.............................................. ٩٨

ماذا يقول القرآن في الموضوع :............................................ ١٠٠

١ ـ كلام الله تعالى :.................................................... ١٠١

٢ ـ جبرائيل والروح الامين :.............................................. ١٠٤

٣ ـ الملائكة والشياطين :................................................. ١٠٧

الجن :................................................................. ١٠٩

٤ ـ صرخة الضمير :.................................................... ١١٠

٥ ـ حول التفسير الثاني :................................................ ١١١

أ ـ الهداية العامة وهداية الإنسان :......................................... ١١٣

ب ـ ميزة الإنسان في قطع مسالك الحياة :.................................. ١١٤

ج ـ كيف يكون الإنسان اجتماعياً؟....................................... ١١٥

د ـ الاختلافات وضرورة القانون :......................................... ١١٩

٢٢٦

هـ ـ لا يكفي العقل في هداية الإنسان الى القانون :.......................... ١٢٠

و ـ لا تكون الهداية الا بالوحي :.......................................... ١٢٣

ز ـ اشكال وجواب :..................................................... ١٢٥

ح ـ لا يتسرب الخطأ الى الوحي :.......................................... ١٣٠

ط ـ حقيقة الوحي مخفية علينا :........................................... ١٣١

ي ـ كيفية وحي القرآن :................................................. ١٣٢

( الفصل الرابع )......................................................... ١٣٧

القرآن والعلوم........................................................... ١٣٧

تعظيم القرآن مكانة العلم والحث على طلبه :............................... ١٣٩

العلوم التي يدعو القرآن الى تعلمها :....................................... ١٤٠

العلوم الخاصة بالقرآن :.................................................. ١٤٢

العلوم التي كان القرآن عاملاً في ظهورها :.................................. ١٤٣

( الفصل الخامس )...................................................... ١٤٩

نزول القرآن وانتشاره..................................................... ١٤٩

كيف نزلت الآيات؟.................................................... ١٥١

بعد البحث السابق :.................................................... ١٥٢

أسباب النزول :........................................................ ١٥٥

المنهج الذي لا بد ان يتخذ في اسباب النزول :............................. ١٥٨

ترتيب نزول السور :..................................................... ١٥٩

نظرة في الحديث والاحاديث الاخرى :..................................... ١٦٥

جمع القرآن في مصحف :................................................ ١٦٨

( أ ) القرآن قبل الرحلة :.............................................. ١٦٨

( ب ) بعد رحلة الرسول :............................................ ١٧٠

اهتمام المسلمين بالقرآن :................................................ ١٧٢

٢٢٧

القرآن مصون من التحريف............................................... ١٧٥

قراءة القرآن وحفظه وروايته :.............................................. ١٧٩

طبقات القراء :......................................................... ١٨٠

القراء السبعة :.......................................................... ١٨٤

عدد الآيات :.......................................................... ١٨٩

أسماء السور :.......................................................... ١٩١

خط القرآن واعرابه :.................................................... ١٩٣

فهارس الكتاب......................................................... ١٩٥

الآيات الكريمة....................................................... ١٩٧

نصوص الاحاديث................................................... ٢١٤

اسماء الاعلام........................................................ ٢١٧

الامكنة والبقاع....................................................... ٢٢٥

٢٢٨

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

والشقاء أن يعزل نفسه عن تيار نهر عالم الخلقة العظيم ، والذي يسير كلّه ببرنامج منظّم؟

ألا تجعلنا مشاهدة الوضع العام للعالم نفكّر في أنّ البشر أيضا يجب أن يخضعوا لنظام عالم الوجود ، شاؤوا أم أبوا ، ويقبلوا القوانين المنتظمة العادلة ، ويعودوا إلى مسيرهم الأصيل ويكونوا منسجمين وهذا النظام.

إذا ألقينا نظرة على بناء أجهزة بدن الإنسان المختلفة المعقّدة ، ابتداء من القلب والمخ إلى العين والاذن واللسان ، إلى بصيلة الشعر ، سنراها جميعا خاضعة لقوانين وأنظمة وحسابات دقيقة ، وإذا كان الأمر كذلك في البدن ، فكيف تقدر البشرية أن تستقرّ بدون اتّباع ضوابط ومقرّرات ونظام صحيح وعادل؟

إنّنا نريد بقاء البشرية ، ونسعى لذلك ، غاية ما في الأمر أنّ مستوى وعي مجتمعنا لم يصل إلى ذلك الحدّ بحيث نعلم أنّ استمرارنا في هذا الطريق الحالي سينتهي إلى فنائنا ، ولكن سنثوب إلى عقولنا تدريجيّا ، ويحصل لنا هذا الإدراك والرشد الفكري.

نحن نريد منافعنا ومصالحنا ، ولكنّنا إلى الآن لا نعلم أنّ استمرار الوضع الحالي سيدمّر مصالحنا ويجعلها هباء منثورا ، ولكنّا نضع نصب أعيننا الأرقام والإحصائيات الحيّة الناطقة عن سباق التسلّح مثلا ، وسنرى أنّ نصف القوى الفكرية والجسمية للمجتمع البشري ، ونصف الثروات ورؤوس الأموال الضخمة تهدر في هذا المجال! ولا تهدر فحسب ، بل إنّها تسعى إلى فناء وإتلاف النصف الثّاني!

وتزامنا مع ارتفاع سطح وعينا سنرى بوضوح أنّنا يجب أن نعود إلى نظام عالم الوجود العام ، ونضمّ صوتنا إليه ، ونتّحد معه.

وكما أنّنا جزء من هذا الكلّ فعلا ، فيجب أن نكون كذلك من الناحية العملية

٢٦١

حتّى نستطيع أن نصل إلى أهدافنا في جميع المجالات.

والنتيجة هي : إنّ نظام الخلقة سيكون دليلا واضحا على قبول نظام اجتماعي صحيح في المستقبل ، في عالم الإنسانية ، وهذا هو الذي يستفاد من الآية مورد البحث ، والأحاديث المرتبطة بقيام المصلح العالمي العظيم ، المهدي الموعود(١) .

* * *

__________________

(١) ممّا يستحقّ الانتباه أنّ هذا البحث قد كتب في ليلة الخامس عشر من شعبان سنة ١٤٠٢ ، والمصادف للميلاد السعيد للإمام المهدي صاحب الزمانعليه‌السلام ، فالحمد لله على هذا التقارن.

٢٦٢

الآيات

( وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ (١٠٧) قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٨) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ (١٠٩) إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ (١١٠) وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (١١١) قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (١١٢) )

التّفسير

النّبي رحمة للعالمين :

لمّا كانت الآيات السابقة قد بشّرت العباد الصّالحين بوراثة الأرض وحكمها ، ومثل هذه الحكومة أساس الرحمة لكلّ البشر ، فإنّ الآية الأولى أشارت إلى رحمة وجود النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم العامّة ، فقالت :( وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ ) فإنّ عامّة البشر في الدنيا ، سواء الكافر منهم والمؤمن ، مشمولون لرحمتك ، لأنّك تكفّلت بنشر الدين الذي ينقذ الجميع ، فإذا كان جماعة قد انتفعوا به وآخرون لم ينتفعوا ، فإنّ

٢٦٣

ذلك يتعلّق بهم أنفسهم ، ولا يخدش في عموميّة الرحمة.

وهذا يشبه تماما أن يؤسّس جماعة مستشفى مجّهزة لعلاج كلّ الأمراض ، وفيها الأطباء المهرة ، وأنواع الأدوية ، ويفتحوا أبوابها بوجه كلّ الناس بدون تمييز ، أليست هذه المستشفى رحمة لكلّ أفراد المجتمع؟ فإذا امتنع بعض المرضى العنودين من قبول هذا الفيض العام ، فسوف لا يؤثّر في كون تلك المستشفى عامّة.

وبتعبير آخر فإنّ كون وجود النّبي رحمة للعالمين له صفة المقتضى وفاعلية الفاعل ، ومن المسلّم أنّ فعلية النتيجة لها علاقة بقابلية القابل.

إنّ التعبير بـ «العالمين» له إطار واسع يشمل كلّ البشر وعلى امتداد الأعصار والقرون ، ولهذا يعتبرون هذه الآية إشارة إلى خاتمية نبي الإسلام ، لأنّ وجوده رحمة وإمام وقدوة لكلّ الناس إلى نهاية الدنيا ، حتّى أنّ هذه الرحمة تشمل الملائكة أيضا :

ففي حديث شريف مروي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يؤيّد هذه العمومية ، إذ نلاحظ فيه إنّ هذه الآية لمّا نزلت سأل النّبي جبرئيل فقال : «هل أصابك من هذه الرحمة شيء؟» فقال جبريل : «نعم إنّي كنت أخشى عاقبة الأمر ، فآمنت بك لمّا أثنى الله عليّ بقوله : عند ذي العرش مكين»(١) .

وعلى كلّ حال ، ففي دنيا اليوم حيث ينتشر الفساد والظلم والاستبداد في كلّ جانب ، ونيران الحروب مستعرة في كلّ جهة ، وأخذت قبضات الجبّارين العتاة بأنفاس المستضعفين المظلومين في الدنيا الغارقة في الجهل وفساد الأخلاق والخيانة والظلم والجور أجل في مثل هذه الدنيا سيتّضح أكثر فأكثر معنى كون النّبي رحمة للعالمين ، وأي رحمة أسمى من أنّه أتى بدين إذا عمل به فإنّه يعني نهاية كلّ المآسي والنكبات والأيّام السوداء؟

__________________

(١) مجمع البيان ، ذيل الآية محل البحث.

٢٦٤

أجل ، إنّه هو وأوامره ، ودينه وأخلاقه كلّها رحمة ، رحمة للجميع ، وستكون عاقبة استمرار هذه الرحمة حكم الصالحين المؤمنين في كلّ أرجاء المعمورة.

ولمّا كان أهمّ مظهر من مظاهر الرحمة ، وأثبت دعامة لذلك هي مسألة التوحيد وتجليّاته ، فإنّ الآية التالية تقول :( قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ؟

وهذه الآية في الواقع تشير إلى ثلاث نقاط مهمّة :

الأولى : إنّ التوحيد هو الدعامة الأساسيّة للرحمة ، وحقّا كلّما فكّرنا أكثر فستتّضح هذه العلاقة أقوى ، التوحيد في الإعتقاد ، وفي العمل ، والتوحيد في الكلمة ، وتوحيد الصفوف ، وفي القانون وفي كلّ شيء.

الثّانية : إنّه بمقتضى كلمة (أنّما) الدالّة على الحصر ، فإنّ كلّ دعوات الأنبياء تتلخّص في أصل التوحيد ، والمطالعات الدقيقة تبيّن أيضا أنّ الأصول ، بل وحتّى الفروع والأحكام ترجع أخيرا إلى أصل التوحيد ، ولذلك فإنّ التوحيد ـ وكما قلنا سابقا ـ ليس أصلا من الأصول وحسب ، بل إنّه كالخيط القوي الذي يربط خرز المسبحة ، أو الأصحّ أنّه كالروح السارية في البدن.

والنقطة الثّالثة : إنّ المشكلة الأساسيّة في جميع المجتمعات هي التلوّث بالشرك بأشكال مختلفة ، لأنّ جملة( فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) توحي بأنّ المشكلة الأساسيّة هي الخروج من الشرك ومظاهره ، ورفع اليد عن الأصنام وتحطيمها ، ليس الأصنام الحجرية والخشبية فحسب ، بل كلّ الأصنام ، وفي أي شكل كانت ، وخاصّة طواغيت البشر!

ثمّ تقول الآية التالية : إنّهم إذا لم يذعنوا ويهتّموا لدعوتنا ونداءاتنا هذه( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ ) .

«آذنت» من مادّة الإيذان ، أي الإعلان المقترن بالتهديد ، وجاء أحيانا بمعنى إعلان الحرب ، لكن لمّا كانت هذه السورة قد نزلت في مكّة ، ولم تكن هناك أرضية

٢٦٥

للجهاد ، ولم يكن حكم الجهاد قد نزل ، فيبدو من البعيد جدّا أن يكون معنى هذه الجملة هنا إعلان الحرب ، والظاهر أنّ النّبي أراد بهذا الكلام أن يعلن تنفّره وابتعاده عن أولئك ، ويبيّن بأنّه قد يئس منهم تماما.

وتعبير «على سواء» إمّا أن يكون إشارة إلى أنّي قد أنذرتكم جميعا وحذّرتكم من العذاب الإلهي على حدّ سواء ، لئلّا يتصوّروا أنّ أهل مكّة أو قريشا يختلفون عن الآخرين ، وأنّ لهم عند الله فضلا أو كرامة. أو أنّه إشارة إلى أنّ النّبي قد بلّغهم جميعا وبدون استثناء.

ثمّ يبيّن هذا التهديد بصورة أوضح ، فيقول بأنّي لا أعلم هل أنّ موعد عذابكم قريب أم بعيد :( وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ ) فلا تظنّوا أنّ هذا الوعيد بعيد ، فربّما كان قريبا وقريبا جدّا.

قد يكون المراد من العذاب والعقوبة هنا عذاب القيامة ، أو عذاب الدنيا ، أو كليهما ، ففي الصورة الأولى هو مختص بعلم الله ، ولا يعلم أي أحد تاريخ وقوع القيامة بدقّة حتّى أنبياء الله ، وفي الصورة الثّانية والثّالثة يمكن أن يكون إشارة إلى جزئياته وزمانه ، وأنا لا أعلم بجزئياته ، لأنّ علم النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمثل هذه الحوادث ليس له صفة فعليّة دائما ، بل له صفة إرادية أحيانا ، أي ما دام لم يرد فهو لا يعلم(١) .

ثمّ إنّكم لا ينبغي أن تتوهّموا أنّ عقوبتكم إذا تأخّرت فهذا يعني أنّ الله غير مطّلع على أعمالكم وأقوالكم ، فهو يعلم كلّ شيء ، فـ( إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ ) فإنّ الجهر والإخفاء له معنى بالنسبة لكم حيث أنّ علمكم محدود عادة ، أمّا بالنسبة لمن لا حدود لعلمه ، فإنّ الغيب والشهادة ، والسرّ والعلن سواء لديه.

__________________

(١) كما ورد في كتاب الكافي في باب يتعلّق بهذا الشأن أيضا.

٢٦٦

وكذلك إذا رأيتم أنّ العقوبة الإلهيّة لا تحيط بكم فورا ، فلا تظنّوا أنّ الله سبحانه غير عالم بعملكم ، فلا أعلم لعلّه إمتحان لكم :( وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ ) ثمّ يأخذكم أشدّ مأخذ ويعاقبكم أشدّ عقاب!

لقد أوضحت الآية في الواقع حكمتين لتأخير العذاب الإلهي :

الأولى : مسألة الامتحان والاختبار ، فإنّ الله سبحانه لا يعجّل في العذاب أبدا حتّى يمتحن الخلق بالقدر الكافي ، ويتمّ الحجّة عليهم.

والثّانية : إنّ هناك أفرادا قد تمّ اختبارهم وحقّت عليهم كلمة العذاب حتما ، إلّا أنّ الله سبحانه يوسّع عليهم النعمة ليشدّد عليهم العذاب ، فإذا ما غرقوا في النعمة تماما ، وغاصوا في اللذائذ ، أهوى عليهم بسوط العذاب ليكون أشدّ وآلم ، وليحسّوا جيدا بألم وعذاب المحرومين والمضطهدين.

وتتحدّث آخر آية هنا ـ وهي آخر آية من سورة الأنبياء ـ كالآية الأولى من هذه السورة عن غفلة الناس الجهّال ، فتقول حكاية عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في عبارة تشبه اللعن ، وتعكس معاناتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من كلّ هذا الغرور والغفلة ، وتقول : إنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد مشاهدة كلّ هذا الإعراض( قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ ) (١) . وفي الجملة الثّانية يوجّه الخطاب إلى المخالفين ويقول :( وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ ) .

إنّه في الحقيقة ينبّه هؤلاء بكلمة (ربّنا) إلى هذه الحقيقة ، وهي أنّنا جميعا مربوبون ومخلوقون ، وهو ربّنا وخالقنا جميعا.

والتعبير بـ «الرحمن» ، والذي يشير إلى الرحمة العامّة ، يعيد إلى أسماع هؤلاء أنّ الرحمة الإلهية قد عمّت كلّ وجودنا ، فلما ذا لا تفكّروا لحظة في خالق كلّ هذه النعمة والرحمة؟

وتعبير( الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ ) يحذّر هؤلاء بأن لا تظنّوا أنّا وحيدون أمام

__________________

(١) لا شكّ أنّ حكم الله سبحانه بالحقّ دائما ، وعلى هذا فإنّ ذكر كلمة (بالحقّ) هنا له صبغة التوضيح.

٢٦٧

جمعكم وكثرته ، ولا تتصوّروا أنّ كلّ اتهاماتكم وأكاذيبكم ، سواء كانت على ذات الله المقدّسة أو علينا ، ستبقى بدون جواب وجزاء ، كلّا مطلقا ، فإنّه تعالى سندنا ومعتمدنا جميعا ، وهو قادر على أن يدافع عن عباده المؤمنين أمام كلّ أشكال الكذب والافتراء والاتّهام.

نهاية سورة الأنبياء

اللهمّ لا تدعنا وحدنا قبال الشرق والغرب اللذين صمّما جميعا على إبادتنا ، بل نسألك أن تنصرنا كما نصرت نبيّكصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصحابه وهم قلّة ولم تدعهم وحدهم قبال كثرة الأعداء.

اللهمّ إنّك قد بيّنت في هذه السورة المباركة رحمتك الخاصّة على الأنبياء في الشدائد والأزمات وعند تقلّبات الحياة ومصاعبها.

اللهم وإنّنا مبتلون في عصرنا وزماننا بمثل تلك الشدائد والأزمات ، وانّا لنرجو رحمتك التي خصّصت بها أنبياءك وعبادك الصالحين ، فارحمنا وفرّج عنّا

آمين ربّ العالمين

* * *

٢٦٨

سورة الحجّ

مدنيّة

وعدد آياتها ثمان وسبعون آية

٢٦٩
٢٧٠

«سورة الحجّ»

مضمون سورة الحجّ :

سمّيت هذه السورة بـ «سورة الحجّ» لأنّ جزءا من آياتها تحدّث عن الحجّ.

وهناك اختلاف بين المفسّرين وكتّاب تأريخ القرآن حول مكّيتها أو مدنيّتها.

فالبعض يرى أنّها مكيّة باستثناء عدد من آياتها. في الوقت الذي يرى آخرون أنّها مدنية عدا بعض آياتها. وآخرون يرون أنّها مزيجا من الآيات المكيّة والمدنيّة. إلّا أنّنا لو أخذنا بنظر الإعتبار استنتاجاتنا من السور المكية والمدنيّة ، أو بتعبير آخر : أجواء هاتين المدينتين وحاجات المسلمين وكيفية صدور تعاليم النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إليهم في كلّ من هاتين المنطقتين ، لوجدنا أنّ آيات هذه السورة تشبه السور المدنيّة ، فالتعاليم الخاصّة بالحجّ ، وكذلك التعاليم الخاصة بالجهاد تناسب أوضاع المسلمين في المدينة ، مع أنّ تأكيد آيات في هذه السورة للمبدأ والمعاد لا تستبعد ملاءمتها للسور المكيّة.

يقول مؤلّف «تأريخ القرآن» استنادا إلى «فهرست ابن النديم ونظم الدرر» :

إنّ سورة الحجّ نزلت في المدينة ، باستثناء آيات منها والتي نزلت بين مكّة والمدينة ، ويضيف : إنّها السورة السادسة بعد المائة التي نزلت على النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وتقع بعد سورة النور. وقبل سورة المنافقين.

وعلى أي حال فإنّ كون هذه السورة مدنيّة أقوى.

هذا ويمكن تقسيم مواضيعها إلى عدّة أقسام هي :

٢٧١

١ ـ تضمّنت آيات منها موضوع «المعاد» وأدلّته المنطقية ، وإنذار الغافلين عن يوم القيامة ونظائر ذلك التي تبدأ هذه السورة بها لتضمّ جزءا كبيرا منها.

٢ ـ يتضمّن جزء ملحوظ من هذه الآيات جهاد الشرك والمشركين ، وجلب انتباه الناس إلى عظمة الخالق بواسطة معاجز الخلق في عالم الوجود.

٣ ـ دعا جزء آخر من هذه السورة الناس إلى الإعتبار بمصير الأقوام البائدة ، وما لاقت من عذاب إلهي ، ومن هذه الأقوام قوم نوح ، وعاد وثمود ، وقوم إبراهيم ولوط ، وقوم شعيب وموسى.

٤ ـ وتناول جزء آخر منها مسألة الحجّ وتاريخه منذ عهد إبراهيمعليه‌السلام ، ومسألة القربان والطواف وأمثالها.

٥ ـ وتضمّن الجزء الآخر مقاومة الظالمين والتصدّي لأعداء الإسلام المحاربين.

٦ ـ واحتوى قسم آخر نصائح في مجالات الحياة المختلفة.

٧ ـ التشجيع على أعمال الصلاة والزكاة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والتوكّل والتوجّه إلى الله (سبحانه وتعالى).

فضيلة تلاوة سورة الحجّ :

جاء في حديث للرسول الأكرم محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «من قرأ سورة الحجّ اعطي من الأجر كحجّة حجّها ، وعمرة اعتمرها ، بعدد من حجّ واعتمر فيما مضى وفيما بقي»(١) !

وهذا الثواب والفضل العظيم ليس لمجرد التلاوة اللفظيّة فقط ، وإنّما لتلاوة تنير الفكر ، وتفكّر يتبعه عمل وتطبيق.

__________________

(١) مجمع البيان بداية سورة الحجّ.

٢٧٢

ومن يجعل هذه السورة ومضمونها من مبدأ ومعاد وتعليمات تعبّدية أخلاقية ومسائل خاصّة بالجهاد ومقارعة الظالمين ، مصباحا لبصيرته ومنهاجا لحياته ، سيجد نفسه قد ارتبط بجميع المؤمنين السابقين واللاحقين ـ معنويا وروحيّا ـ ارتباطا يشعره بأنّه شريك في أعمالهم ، وهم شركاء في أعماله ، دون أن ينقص من أجرهم. وأنّه سيكون همزة وصل بين جميع المؤمنين عبر التاريخ.

وعلى هذا ، فلا عجب من مقدار الثواب والأجر الذي نصّ عليه هذا الحديث.

* * *

٢٧٣

الآيتان

( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ )

( يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ (٢) )

التّفسير

زلزلة البعث العظيمة :

تبدأ هذه السورة بآيتين تشيران إلى يوم البعث ومقدّماته ، وهما آيتان تبعدان الإنسان ـ دون إرادته ـ عن هذه الحياة المادية العابرة ، ليفكّر بالمستقبل المخيف الذي ينتظره المستقبل الذي سيكون جميلا وسعيدا إن فكّرت فيه اليوم ، ولكنّه مخيف حقّا إن لم تعدّ العدّة له ، والآية المباركة :( يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ) . خطاب للناس جميعا بلا استثناء ، فقوله تعالى :( يا أَيُّهَا النَّاسُ ) دليل واضح على عدم التفريق بينهم من ناحية العنصر ، واللغة ، والزمان ، والأماكن الجغرافية ، والطوائف ، والقبائل. فهو موجّه للجميع : المؤمن والكافر ،

٢٧٤

والكبير والصغير ، والشيخ والشابّ ، والرجل والمرأة ، على امتداد العصور.

وعبارة( اتَّقُوا رَبَّكُمْ ) خلاصة لجميع برامج السعادة ، فهي تبيّن التوحيد في «ربّكم» من جهة والتّقوى من جهة أخرى. وبهذا جمعت البرامج الاعتقادية والعمليّة.

وجملة( إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ) التي جاءت في عدد من الآيات القرآنية ، تكرّر هنا الحديث عنها بشكل مختصر ، هو أنّ البعث يحدث ثورة وتبدّلا حادّا في عالم الوجود ، الجبال تقتلع من مكانها ، وتموج البحار ، وتنطبق السّماء على الأرض ، ثمّ يبدأ عالم جديد وحياة جديدة ، ويسيطر ذعر شديد على الناس يفقدهم صوابهم.

ثمّ بيّنت الآية التالية في عدّة جمل انعكاس هذا الذعر الشديد ، فقالت :( يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ ) من شدّة الوحشة والرعب.

( وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها ) .

وثالث انعكاس لهذا الذعر الشديد :( تَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى ) وعلّة ذلك هو شدّة العذاب في ذلك اليوم( وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ ) هذا العذاب الذي أرعب الناس وأفقدهم صوابهم.

مسائل مهمّة

١ ـ تحدث هذه الظواهر المذكورة آنفا بشكل يسير في الزلازل الدنيويّة والأحداث المرعبة ، حيث تنسى الامّهات أطفالهنّ ، وتسقط الحوامل حملهنّ ، وترى آخرين كالسكارى قد فقدوا صوابهم ، إلّا أنّ هذا لا يتّخذ طابعا عاما. أمّا زلزال البعث فإنّه يصيب الناس جميعا دون استثناء.

٢ ـ قد تكون هذه الآيات إشارة إلى خاتمة العالم التي تعتبر مقدّمة للبعث ، وفي هذه الحالة ستأخذ عبارة «كلّ ذات حمل وتذهل كلّ مرضعة» مفهومها

٢٧٥

الحقيقي ، إلّا أنّه يحتمل أنّها تشير إلى زلزال يوم البعث ، بدلالة قوله سبحانه :( لكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ ) والعبارات السابقة تكون كأمثلة. أي إنّ الموقف مرعب لدرجة أنّه لو فرض وجود ذات حمل لوضعت حملها ، وتغفل الامّهات عن أطفالهنّ ـ تماما ـ إن شهدن هذا الموقف.

٣ ـ نعلم أنّ كلمة «المرضع» تطلق في اللغة العربية على المرأة التي ترضع ولدها(١) ، إلّا أنّ مجموعة من المفسّرين وبعض اللغويين يقولون : إنّ هذه الكلمة تستخدم بصيغة مؤنثة «مرضعة» لتشير إلى لحظة الإرضاع ، أي يطلق على المرأة التي يمكنها إرضاع طفلها كلمة المرضع ، وكلمة المرضعة خاصة بالمرأة التي هي في حالة إرضاع طفلها(٢) .

ولهذا التعبير في الآية أهميّة خاصّة ، فشدّة زلزال البعث ، ورعبه بدرجة كبيرة ، يدفعان المرضعة إلى سحب ثديها من فم رضيعها ونسيانه دون وعي منها.

٤ ـ إنّ عبارة( تَرَى النَّاسَ سُكارى ) إشارة إلى أنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو المخاطب فيها فيقول له : سترى الناس هكذا ، أمّا أنت فلست مثلهم ، ويحتمل أن يكون الخطاب للمؤمنين الراسخين في الإيمان الذين ساروا على خطى النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بأنّهم في أمان من هذا الخوف الشديد.

٥ ـ نقل كثير من المفسّرين ورواة الحديث في خاتمة هذه الآيات حديثا عن الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو أنّ الآيتان من بداية السورة نزلتا ليلا في غزاة بني المصطلق(٣) ـ وهم حي من خزاعة ـ والناس يسيرون ، فنادى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فحثّوا المطي حتّى كانوا حولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقرأها عليهم. فلم ير أكثر باكيا من تلك الليلة ، فلمّا

__________________

(١) يؤتى بعلامة التأنيث في حالة أن يكون للكلمة تذكير وتأنيث ، إلّا أنّ الحمل والإرضاع خاصين بالنساء ، لهذا لا حاجة لهما بتاء التأنيث وأمثالها.

(٢) يراجع قاموس اللغة ، وتفسير الكشّاف ، والتّفسير الكبير للفخر الرازي ، وتفسير الميزان.

(٣) وقعت هذه الغزوة في شهر شعبان في السنة السادسة للهجرة.

٢٧٦

أصبحوا لم يحطّوا السرج عن الدواب ولم يضربوا الخيام ، والناس بين باك حزين أو جالس يتفكّر ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أتدرون أي يوم ذاك؟» قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : «ذاك يوم يدخل الناس من كلّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النّار ، وواحد إلى الجنّة»! فكبر ذلك على المسلمين وبكوا بشدّة! وقالوا : فمن ينجو يا رسول الله؟ فأجابهم بأنّ المذنبين الذين يشكّلون الأكثرية هم غيركم. ثمّ قال : «إنّي لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنّة» فكبّروا ، ثمّ قال : «إنّي لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنّة» فكبّروا ، ثمّ قال : «إنّي لأرجو أن تكونوا ثلثي أهل الجنّة ، وإنّ أهل الجنّة مائة وعشرون صفّا ، ثمانون منها أمّتي»(١) .

* * *

__________________

(١) بتلخيص عن تفسير مجمع البيان ، وتفسير نور الثقلين ، وتفاسير أخرى.

٢٧٧

الآيتان

( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ (٣) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (٤) )

التّفسير

أتباع الشيطان!

بعد أن أعطت الآيات السابقة صورة لرعب الناس حين وقوع زلزلة القيامة ، أوضحت الآيات اللاحقة حالة أولئك الذين نسوا الله ، وكيف غفلوا عن مثل هذا الحدث العظيم ، فقالت :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) .

نجد هؤلاء الناس يجادلون مرّة في أساس التوحيد ووحدانيّة الحقّ تبارك وتعالى ، وفي إنكار وجود شريك له. ومرّة يجادلون في قدرة الله على إحياء الموتى ، وفي البعث والنشور ، ولا دليل لهم على ما يقولون.

قال بعض المفسّرين : إنّ هذه الآية نزلت في «النضر بن الحارث» الذي كان من المشركين المعاندين ، وكان يصرّ على القول بأنّ الملائكة بنات الله ، وأنّ القرآن مجموعة من أساطير السلف تنسب إلى الله ، كما كان ينكر الحياة بعد الموت.

٢٧٨

والبعض الآخر من المفسّرين يعتقد أنّ هذه الآية إشارة إلى جميع المشركين الذين يجادلون في التوحيد وفي قدرة الله.

إلّا أنّ سبب النّزول لا يمكنه أن يضيّق مفهوم هذه الآية ، فهذان القولان يصبّان في معنى واحد ، يشمل جميع الذين يشتركون في جدال مع الله تعالى ، إمّا عن تقليد أعمى ، وإمّا عن عصبية ، أو لإتّباع الخرافات ، أو الأهواء النفسية.

ثمّ تضيف هذه الآية( وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ ) فهؤلاء الأشخاص الذين لا يتّبعون منطقا أو علما ، وإنّما يتّبعون كلّ شيطان عنيد ومتمرّد ، ولا يخضعون لشيطان واحد ، بل لجميع الشياطين! شياطين الإنس والجنّ ، الذين لكلّ منهم برنامجه وأحابيله وشراكه.

وكلمة «مريد» مشقّة من «مرد» وأصلها الأرض المرتفعة التي لا نبت فيها.

وتطلق أيضا كلمة «أمرد» على الشجرة الجرداء ، ولهذا تطلق أيضا على كلّ صبي لم ينبت الشعر في وجهه ، وهنا يقصد بـ «المريد» الشخص الذي خلا من أي خير وسعادة. وطبيعي أن يكون مثل هذا الشخص عنيدا وظالما وعاصيا. وبهذا يتّضح مصير الإنسان الذي يتّبع الشيطان الخالي من كلّ خير!!

ومن هنا كانت الآية اللاحقة( كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ ) (١) .

* * *

ملاحظات

١ ـ الجدال في الحقّ والباطل

رغم أنّ كلمة «المجادلة» تعني في عرف الناس البحث غير المنطقي ، فإنّ

__________________

(١) «السعير» مشتقّة من «سعر» بمعنى لهب النّار ، وتعني هنا نار جهنّم الحارقة. التي تمتاز بأنّها أكثر حرقا من أي نار.

٢٧٩

أصلها اللغوي ليس كذلك. بل تعني أي نقاش كان. لهذا نرى القرآن يوصي النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقوله :( وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) (١) أي جادل مخالفيك بأفضل أسلوب.

٢ ـ جدال الباطل سبيل الشيطان

يرى بعض كبار المفسّرين أنّ عبارة( يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) إشارة إلى أقوال المشركين التي تفتقد السند والدليل. وعبارة( وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ ) إشارة إلى أفعال المشركين الخاطئة.

ويرى آخرون أنّ العبارة الأولى تشير إلى اعتقاداتهم الفاسدة والخرافية. أمّا العبارة الثّانية فتشير إلى سلوكياتهم الخاطئة والمنحرفة.

وبما أنّ الآية السابقة والتالية هذه الآية ، تناولتا الأسس الاعتقادية ، فلا يستبعد أن تشير هاتان الجملتان إلى حقيقة واحدة ، أو بتعبير آخر : تتضمنّان طرفي موضوع واحد ـ نفيه وإثباته ـ فالعبارة الأولى تقول :( يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) أي يجادل في الله وقدرته تقليدا لأحد ، أو عصبيّة ، أو هوى نفس ، والعبارة الثّانية تشير إلى أن من لا يتّبع العلم والمعرفة ، فمن الطبيعي أنّه يتّبع كلّ شيطان طاغ عنيد.

٣ ـ لماذا أي شيطان كان؟

إنّه ممّا يلفت النظر أنّ القرآن لم يقل أنّ هذا الشخص يتّبع الشيطان ، بل ذكر.

أنّه يتّبع أي شيطان عنيد كان ، وهذا يشير إلى تعدّد مناهج ومكائد الشياطين ، فكلّ منهم اختار لنفسه مكيدة خاصّة ، وهذه المكائد والفخاخ متنوّعة ومتكثّرة إلى حدّ

__________________

(١) النحل ، ١٢٥.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550