الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٠

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل7%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 550

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 550 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 206696 / تحميل: 6191
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

التسامع في أدلة السنن، فلابد من الإتيان بها برجاء المطلوبية لابقصد الورود، وكذا الحال في المكروهات.

مستحبّات الإحرام

يستحبّ في الإحرام أمور:

١ - تنظيف الجسد، وتقليم الأظفار، وأخذ الشارب، وإزالة الشعر من الإبطين والعانة، كلّ ذلك قبل الإحرام.

٢ - تسريح شعر الرأس واللّحية من أوّل ذي القعدة لمن أراد الحجّ، وقبل شهر واحد لمن أراد العمرة المفردة.

وقال بعض الفقهاء بوجوب ذلك، وهذا القول وإن كان ضعيفاً إلاّ أنّه أحوط.

٣ - الغسل للإحرام في الميقات، ويصحّ من الحائض والنفساء أيضاً على الأظهر، وإذا خاف عوز الماء في الميقات قدّمه عليه، فإن وجد الماء في الميقات أعاده، وإذا اغتسل ثمّ أحدث بالأصغر أو أكل أو لبس ما يحرم أعاد غسله، ويجزىء الغسل نهاراً إلى آخر اللّيلة الآتية، ويجزىء الغسل ليلاً إلى آخر النهار الآتي.

٤ - أن يدعو عند الغسل على ما ذكره الصدوق «ره» ويقول:

« بسم الله وبالله، اللّهُمّ اجْعَلْهُ لِي نُوراً وَطَهوراً وَحِرزاً وَأمْناً مِنْ كُلِّ

٣٨١

خَوفٍ، وشِفاءً مِن كُلِّ داءٍ وَسُقم، اللّهمَّ طَهِّرْني وَطهِّرْ قَلْبِي وَاشْرَحْ لِي صَدْري، وَأجْرِ عَلى لِسانِي مَحَبَّتَك وَمِدْحَتَكَ وَالثَّنَاءَ عَلَيْكَ، فَإنَّهُ لا قُوَّةَ لِي إلاّ بِكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ أنّ قِوامَ دينِي التسلِيمُ لَكَ، والاتِّبَاعُ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ ».

٥ - أن يدعو عند لبس ثوبيّ الإحرام ويقول:

« الحَمْدُ لله الَّذي رَزَقَنِي ما أُواري بِه عَوْرَتي، وأُؤدِّي فيه فَرْضي، وَأعبُدُ فيه رَبِّي، وانتَهي فيه إلى ما أمَرَني، الحَمْدُ لله الذي قَصَدْتُهُ فَبَلَّغَني، وأَرَدْتُهُ فأعانني وَقبِلَني وَلَمْ يَقطَعْ بي، وَوَجْهَهُ أردتُ فَسَلَّمَني، فهو حِصْني وَكَهْفي وحِرزي، وَظَهري وَمَلاذي، ورجائي وَمَنْجاي وذُخْري وَعُدَّتي في شِدَّتي ورخائي ».

٦ - أن يكون ثوباه للإحرام من القطن.

٧ - أن يكون إحرامه بعد فريضة الظهر، فإن لم يتمكّن فبعد فريضة أخرى، وإلاّ فبعد ركعتين أو ستّ ركعات من النوافل، والستّ أفضل، يقرأ في الركعة الأولى الفاتحة وسورة التوحيد، وفي الثانية الفاتحة وسورة الجحد، فإذا فرغ حمد الله وأثنى عليه، وصلّى على النبيِّ وآله ثمّ يقول:

« اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ أنْ تَجْعَلَني مِمَّن اسْتَجابَ لَكَ وَآمَنَ بِوَعْدكَ، وَاتَّبَعَ أمْرَكَ فَإنِّي عَبْدُكَ وَفي قَبْضَتِك، لا أُوْقى إلاّ ما وَقَيْتَ، وَلا آخُذُ إلاّ ما أعْطَيْتَ، وَقَدْ ذَكرْتَ الحجَّ، فأسألُكَ أن تَعْزمَ لِي عَلَيْه عَلى كِتابِكَ وَسُنَّة نَبِيِّكَصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَتُقَوِّيَني عَلى مَا ضَعُفتُ عَنْهُ،

٣٨٢

وَتُسلِّمَ مِنِّي مَنَاسِكي، في يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ، وَاجْعَلْني مِن وَفْدكَ الَّذينَ رَضيتَ وَارتَضيْتَ وَسَمَّيْتَ وَكَتَبْتَ.

اللّهُمَّ إنِّي خَرَجتُ مِن شُقّةٍ بَعيدَةٍ وانفَقْتُ مَالِي ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ، اللّهُمَّ فَتَمِّمْ لِي حَجّي وَعُمْرَتي، اللّهُمَّ إنِّي أُريدُ التمتُّع بِالعُمْرَة إلى الحَجّ عَلى كِتابِكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَصلى‌الله‌عليه‌وآله وَسلّم، فإنْ عَرَضَ لِي عَارضٌ يَحْبسنُي، فحُلَّني حيثُ حَبَسْتَني لِقَدَرِكَ الَّذي قَدَّرْتَ عليَّ، اللّهُمَّ إن لَمْ تَكُنْ حَجَّةٌ فَعْمرةٌ.

أحْرَمَ لَكَ شعري وَبَشَري، ولَحْمي ودَمي، وعِظامي ومُخّي وعَصَبي، من النِّساء والثِّياب وَالطِّيب، أبتغي بذلك وجْهَكَ والدّارَ الآخرة ».

٨ - التلفّظ بنية الإحرام مقارناً للتلبية.

٩ - رفع الصوت بالتلبية للرجال.

١٠ - أن يقول في تلبيته:

« لَبَّيْكَ ذا المعارج لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ داعِياً إلى دار السَّلام لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ غَفّارَ الذُّنُوب لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ أهلُ التلبية لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ ذا الجلال والإكرام لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ تُبْدىَُ والمعادُ إليكَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ تَستغني ويُفْتَقرُ إليكَ لَبَّيْكَ.

لَبَّيْكَ مَرهوباً وَمرغُوباً إليك لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ إلهَ الحقِّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ ذا النَّعُماء والفَضْل الحَسن الجَميل لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ كشّافَ الكُرَب العظام لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ عبدُكَ وابنُ عبدَيْكَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ يا كريمُ لَبَّيْكَ ».

٣٨٣

ثمّ يقول:

« لَبَّيْكَ أتقرَّبُ إليكَ بمحمّدٍ وآل محمّدٍ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ بحجّة أو عُمرةٍ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وهذه عُمْرةُ متعة إلى الحجّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ تلبيةً تمامُها وبلاغُها عَليكَ ».

١١ - تكرار التلبية حال الإحرام، عند الاستيقاظ من النوم، وبعد كلّ صلاة، وعند كل ركوب ونزول كلّ علوّ أكمه أو هبوط واد منها، وعند ملاقاة الراكب، وفي الأسحار يستحبّ إكثارها ولو كان المحرم جنباً أو حائضاً، ولا يقطعها في عمرة التمتّع إلى أن يشاهد بيوت مكّة القديمة، وفي حجّ التمتّع إلى زوال يوم عرفة، كما تقدم في المسألة ٥١.

مكروهات الإحرام

يكره في الإحرام أمور:

١ - الإحرام في ثوب أسود، بل الأحوط ترك ذلك، والأفضل الإحرام في ثوب أبيض.

٢ - النوم على الفراش الأصفر، وعلى الوسادة الصفراء.

٣ - الإحرام في الثياب الوسخة، ولو وسخت حال الإحرام فالأولى أن لا يغسلها ما دام محرماً، ولا بأس بتبديلها.

٤ - الإحرام في الثياب المعلّمة، أي المشتملة على الرسم

٣٨٤

ونحوه.

٥ - استعمال الحنّاء قبل الإحرام إذا كان أثره باقياً إلى وقت الإحرام.

٦ - دخول الحمّام، والأولى بل الأحوط أن لا يدلك المحرم جسده.

٧ - تلبية من يناديه، بل الأحوط ترك ذلك.

دخول الحرم ومستحبّاته

يستحب في دخول الحرم أمور:

١ - النزول من المركوب عند وصوله الحرم، والاغتسال لدخوله.

٢ - خلع نعليه عند دخول الحرم، وأخذهما بيده تواضعاً وخشوعاً لله سبحانه.

٣ - أن يدعو بهذا الدعاء عند دخول الحرم:

«اللَّهُمَّ إنَّك قُلتَ في كتابِكَ، وقولُكَ الحقّ: وَأذِّن في النّاس بالحجِّ يأتُوكَ رجالاً وَعلى كُلِّ ضامرٍ يأتينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَميقٍ، اللّهُمَّ إنِّي أرجو أنْ أكُونَ مِمَّنْ أجابَ دعوتَكَ، قَد جئتُ من شُقَّةٍ بَعيدةٍ وَفَجٍّ عَميقٍ، سامعاً لِنِدائِكَ وَمُستجيباً لَكَ، مُطيعاً لأمْركَ وكلُّ ذلك بِفَضْلكَ عَليَّ وإحسانكَ إليَّ.

٣٨٥

فَلكَ الحَمْدُ على ما وَفَّقْتَني لَهُ أبتغي بذلك الزُّلْفةَ عندَكَ، والقُربَةَ إليكَ والمنزلةَ لَدَيك، والمغْفِرةَ لذُنُوبي، والتَّوبَةَ عليَّ منها بمنِّكَ، اللّهُمَّ صلِّ على محمّدٍ وآل مُحمّدٍ وَحرِّم بَدَني على النّار، وَآمِنّي مِن عَذابِكَ بِرَحمَتِكَ يا أرْحَمَ الرّاحمين».

٤ - أن يمضغ شيئاً من الإذخر عند دخوله الحرم.

آداب دخول مكّة المكرّمة والمسجد الحرام

يستحبّ لمن أراد أن يدخل مكّة المكرّمة أن يغتسل قبل دخولها، وان يدخلها بسكينة ووقار، ويستحبّ لمن جاء من طريق المدينة أن يدخل من أعلاها ويخرج من أسفلها.

ويستحبّ أن يكون حال دخول المسجد حافياً على سكينة ووقار وخشوع، وان يكون دخوله من باب بني شيبة، وهذا الباب وإن جهل فعلاً من جهة توسعة المسجد إلاّ أنّه قال بعضهم إنّه كان بإزاء باب السلام، فالأولى الدخول من باب السلام، ثمّ يأتي مستقيماً إلى أن يتجاوز الاسطوانات.

ويستحبّ أن يقف على باب المسجد ويقول:

« السَّلامُ عَليكَ أيُّها النبيُّ وَرحمَةُ الله وبركاتُهُ، بسم الله وبالله، وَمِنَ الله وما شاء الله، السَّلامُ عَلى أنبياء الله ورُسُله، والسَّلامُ على

٣٨٦

رَسُول الله، والسَّلامُ عَلى إبراهيمَ خَلِيل الله، والحَمْدُ لله ربّ العالمِينَ».

ثمّ يدخل المسجد متوجّهاً إلى الكعبة رافعاً يديه إلى السماء ويقول:

« اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ في مَقامي هذا، في أوّل مناسِكي، أن تَقبَلَ تَوبَتي وان تجاوَزَ عن خَطيئَتي وَتَضَعَ عَنِّي وِزْرِي، الحَمْدُ لله الَّذي بَلَغَني بَيْتَهُ الحرامَ، اللّهُمَّ إنِّي أُشْهِدُكَ أنَّ هذا بيتُكَ الحرامُ الَّذي جعلتَهُ مثابَةً للنّاس وأمْناً مُباركاً وهُدىً للعالمين.

اللّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ، والبلدُ بلدُكَ، والبيتُ بيتُكَ، جئتُ أطلبُ رَحمَتَكَ، وأؤُمّ طاعَتَكَ، مُطيعاً لأمرك، راضياً بقَدَرك، أسألُكَ مسألةَ الفقير إليكَ، الخائِفُ لِعُقُوبَتِكَ، اللّهُمَّ افتَحْ لي أبْوابَ رَحمَتِك، واسْتَعْمِلني بطاعتِكَ ومَرْضاتِكَ ».

وفي رواية أخرى يقف على باب المسجد ويقول:

« بسم الله وبالله، ومِن الله وإلى الله وما شاء الله، وعلى مِلَّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وخيرُ الأسماء لله، والحَمْدُ لله، والسَّلامُ على رَسُول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، السَّلامُ على محمّد بن عبدالله، السَّلام عليكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ الله وبركاتُهُ، السَّلامُ على أنبياء الله، ورُسلُه، السَّلامُ على إبراهيمَ خَليل الرَّحمن، السَّلامُ على المُرْسَلينَ، والحَمْدُ لله رَبِّ العالَمينَ، السَّلامُ علينا وعلى عباد الله الصالحين.

اللّهُمَّ صلِّ على محمَّدٍ وَآلِ محمَّدٍ، وباركْ على محمَّدٍ وآل

٣٨٧

محمَّدٍ، وارحم محمَّداً وَآل محمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ على إبراهيم وَآل إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، اللّهُمَّ صَلِّ على محمَّدٍ وآل محمَّدٍ عَبدكَ ورسولِكَ، وصَلِّ على إبراهيم خليلِكَ، وعلى أنبيائِكَ ورُسُلِكَ وَسلِّمْ عَلَيْهِمْ، وسَلامٌ على المُرْسَلينَ، والحَمْدُ لله ربِّ العالمينَ.

اللّهُمَّ افتَحْ لي أبوابَ رحْمَتِكَ وَاسْتَعْمِلْني في طاعَتِكَ وَمَرْضاتِكَ واحْفَظْنِي بِحِفْظ الإيمان أبداً ما أبْقَيْتَني جَلَّ ثَناءُ وَجْهِكَ، الحمدُ لله الَّذي جَعَلني مِنْ وَفْدِهِ وزوّاره، وجَعلني مِمَّن يَعْمُرُ مَساجِدَهُ، وَجَعلني مِمَّن يُناجيه، اللّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ وَزائِرُكَ في بَيْتِكَ وَعَلى كُلِّ مَأتيٍّ حَقٌّ لِمَنْ أتاهُ وَزَارَهُ، وانتَ خَيْرُ مَأتِيٍّ وَأكْرَمُ مَزورٍ.

فأسألُكَ يا اللهُ يا رَحْمنُ وَبأنَّكَ أنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أنْتَ، وَحْدَكَ لا شَريْكَ لَكَ، وَبِأنَّكَ واحِدٌ أحَدٌ صَمَدٌ لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفْواً أحَدٌ، وان مُحمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صلّى الله عليه وعَلى أهْل بيتهِ، يا جَوادُ يا كَريمُ يا ماجِدُ يا جَبّارُ يا كَريمُ، أسألُكَ أنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إيّايَ بزياتي إيّاكَ أوّلَ شيءٍ تُعْطيني فَكاكَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ ».

ثمّ يقول ثلاثاً:

« اللّهُمَّ فُكَّ رَقَبتي مِنَ النَّار ».

ثمّ يقول:

« وأوْسعْ عليَّ مِنْ رزْقِكَ الحَلال الطِّيب، وَادْرأ عَنّي شَرَّ شياطين الإنس والْجِنِّ، وَشرَّ فَسَقَة العَرب والعَجَم ».

٣٨٨

ويستحبّ عندما يحاذي الحجر الأسود أن يقول:

« أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريْكَ لَهُ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، آمَنْتُ بالله وَكَفَرتُ بالطّاغوت وباللاّت والعُزَّى وبِعبادة الشّيطان، وبعبادة كُلِّ نِدٍّ يُدعى مِنْ دُون الله ».

ثمّ يذهب إلى الحجر الأسود ويستلمه ويقول:

« الحَمْدُ لله الَّذي هَدانا لِهَذا وَما كُنّا لنَهْتَدي لَوْلا أنْ هَدَانا اللهُ، سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ لله ولا إله إلاّ الله والله أكبَرُ، أكبَرُ مِنْ خَلقِه، أكبَرُ مِمَّن أخْشى وَأحذَرُ، ولا إلهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شريْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحيي ويُميتُ ويُميتُ وَيُحيي، بِيده الخَيْرُ، وهُوَ عَلى كلِّ شَيءٍ قَدير ».

ويصلّي على محمّد وآل محمّد، ويسلّم على الأنبياء كما يصلّي، ويسلّم عند دخوله المسجد الحرام، ثمّ يقول:

« إنِّي أُؤمِنُ بِوَعْدِكَ وَأُوفِي بِعَهدك».

وفي رواية صحيحة عن أبي عبداللهعليه‌السلام : إذا دنوت من الحجرالأسود فارفع يديك، واحمد الله واثن عليه، وصلِّ على النبيّ، واسأل الله أن يتقبّل منك، ثمّ استلم الحجر وقبّله، فإن لم تستطع أن تقبّله فاستلمه بيدك، فإن لم تستطع أن تستلمه بيدك فأشر إليه وقل:

« اللّهُمَّ أمانَتي أدَّيْتُها، ومِيثَاقي تعاهَدتُهُ لتشْهَدَ لِي بالموافاة، اللّهُمَّ تَصديقاً بكتابِكَ، وعلى سُنَّة نَبِيِّكَ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ

٣٨٩

وَحْدَهُ لا شَريْكَ لَهُ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحمّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، آمَنْتُ بالله وَكَفَرْتُ بالجِبْت والطّاغوت وباللات والعُزَّى وعِبادة الشّيطان، وعِبادة كُلِّ نِدٍّ يُدعى مِنْ دُون الله تعالى ».

فإن لم تستطع أن تقول هذا فبعضه، وقل:

« اللّهُمَّ إليْكَ بَسَطْتُ يَدي، وَفِيْما عِنْدَكَ عَظُمَتْ رَغْبَتي فاقْبَلْ سَبْحَتي، وَاغْفِر لي وَارْحَمْني، اللّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الكُفْر وَالفَقْر وَمَواقِف الخِزْي في الدُّنيا وَالآخِرة ».

آداب الطواف

روى معاوية بن عمّار عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال تقول في الطواف:

« اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ بِاسْمِكَ الَّذي يُمْشى بِه عَلى طَلل الماء كَمَا يُمْشَى بِه عَلى جَدَد الأرْض، وَأسألُكَ بِاسْمِكَ الَّذي يَهْتَزُّ لَهُ عَرْشُكَ، وأسألُكَ بِاسْمِكَ الَّذي تَهْتَزُّ لَهُ أقْدامُ مَلائِكَتِك، وَأسألُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ مُوسى مِن جانِب الطُّور فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَألْقَيْتَ عَلَيْه مَحَبَّةً مِنْكَ، وَأسْألُكَ بِاسْمِكَ الَّذي غَفَرْتَ بِه لِمُحَمَّدٍ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأخَّر، وَأَتْمَمْتَ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ أنْ تَفْعَلَ بِي كذا وكذا » ما أحببت من الدعاء.

وكلّ ما انتهيت إلى باب الكعبة فصلِّ على محمّد وآل محمّد،

٣٩٠

وتقول فيما بين الركن اليماني والحجر الأسود:

« ربَنا آتِنا في الدُّنيا حَسنَةً وَفِي الآخِرة حَسَنَةً وَقِنَا عَذابَ النّار ».

وقل في الطواف:

« اللّهُمَّ إنِّي إليكَ فقِيرٌ، وإني خائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَلا تُغَيِّر جِسْمِي، وَلا تُبَدِّل اسمي ».

وعن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: كان علي بن الحسينعليه‌السلام إذا بلغ الحجّ قبل أن يبلغ الميزاب يرفع رأسه، ثمّ يقول وهو ينظر إلى الميزاب:

« اللّهُمَّ أدْخِلْني الجَنَّة بِرَحْمَتِكَ، وَأجِرْني بِرَحْمَتِكَ مِنَ النّار، وَعافِني مِنَ السُّقْم، وَأوسعْ عَليَّ مِنَ الرِّزق الحَلال، وَأدْرَأ عَنِّي شَرَّ فَسَقَة الجنِّ والإنْس، وَشَرَّ فَسَقَة العَرَب والعَجَم ».

وفي الصحيح عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنّه لمّا انتهى إلى ظهر الكعبة حتّى يجوز الحجر قال:

« يا ذَا المنِّ والطَّول وَالجُود والكَرم، إنَّ عَمَلِي ضَعِيْفٌ فضاعِفْهُ لِي وَتَقَبَّلهُ مِنّي، إنّكَ أنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ».

وعن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام أنّه لمّا صار بحذاء الركن اليماني أقام فرفع يديه ثمّ قال:

« يا اللهُ يا وَليَّ العافِيَةِ، وَخالِقَ العافِيَةِ، وَرازقَ العافِيَةِ، وَالمُنعِمُ بالعافِيَةِ، وَالمَنَّانُ بالعافِيَةِ، والمُتَفَضِّلُ بالعافِيَةِ عَليَّ وَعَلى جَمِيْع خَلْقِكَ، يَا رَحْمنَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَرَحيمَهُما، صلِّ على مُحمَّدٍ وَآل

٣٩١

مُحمَّدٍ وارْزُقْنا العافِيَة، ودَوامَ العافِيَة وَتَمامَ العافِيَة، وَشُكْرَ العافِيَة، في الدُّنيا والآخِرة يا أرْحمَ الرّاحمين ».

وعن أبي عبداللهعليه‌السلام : إذا فرغت من طوافك وبلغت مؤخّر الكعبة وهو بحذاء المستجار دون الركن اليماني بقليل فابسط يديك على البيت والصق بدنك وخدّك بالبيت وقل:

« اللّهُمَّ البيتُ بيتُكَ، والعَبْدُ عَبدُكَ وَهذا مكانُ العائذ بِكَ من النّار».

ثمّ أقِرَّ لربّك بما عملت، فإنّه ليس من عبد مؤمن يقرّ لربّه بذنوبه في هذا المكان إلاّ غفر الله له إن شاء الله، وتقول:

« اللّهُمَّ مِنْ قِبَلِكَ الرُّوحُ والفَرَجُ والعافيةُ، اللُّهُمَّ إنَّ عَمَلِي ضَعيفٌ فَضاعِفهُ لِي، واغْفِر لِي ما اطَّلَعْتَ عَلَيْه مِنِّي وَخَفِيَ عَلى خَلْقِكَ ».

ثمّ تستجير بالله من النار وتخيّر لنفسك من الدعاء، ثمّ استلم الركن اليماني.

وفي رواية أخرى عنهعليه‌السلام : ثمّ استقبل الركن اليماني والركن الذي فيه الحجر الأسود واختم به وتقول:

« اللّهُمَّ قَنِّعْنِي بِما رَزَقْتَني، وَباركْ لِي فيما آتَيْتَني ».

ويستحبّ للطائف في كلّ شوط أن يستلم الأركان كلّها وان يقول عند استلام الحجر الأسود:

«أمَانَتي أدَّيْتُها وَمِيْثاقِي تَعاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ لِي بالمُوافاة».

٣٩٢

آداب صلاة الطواف

يستحبّ في صلاة الطواف أن يقرأ بعد الفاتحة سورة التوحيد في الركعة الأولى، وسورة الجحد في الركعة الثانية، فإذا فرغ من صلاته حمد الله وأثنى عليه وصلّى على محمّد وآل محمّد، وطلب من الله تعالى أن يتقبّل منه.

وعن الصادقعليه‌السلام أنّه سجد بعد ركعتي الطواف وقال في سجوده:

« سَجَدَ وَجْهِي لَكَ تَعبّداً وَرِقّاً، لا إلهَ إلاّ أنْتَ حَقّاً حَقّاً، الأوّل قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ، وَالآخِرُ بَعْدَ كُلِّ شَيءٍ، وَهَا أنَا ذا بَيْنَ يَدَيْكَ، ناصِيَتي بِيَدَيْكَ، وَاغْفِرْ لِي إنَّه لا يَغْفِرُ الذَّنْبَ العَظِيمَ غَيْرُكَ، فَاغْفِرْ لِي، فَإنِّي مُقرٌّ بِذُنُوبي عَلى نَفْسِي وَلا يدفَعُ الذَّنْبَ العَظيمَ غيرُكَ ».

ويستحبّ أن يشرب من ماء زمزم قبل أن يخرج إلى الصفا ويقول:

« اللّهُمَّ اجْعَلْهُ عِلْماً نافِعاً، ورِزقاً واسِعاً، وشفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ وَسُقمٍ».

وإن أمكنه أتى زمزم بعد صلاة الطواف وأخذ منه ذنوباً أو ذنوبين، فيشرب منه ويصبّ الماء على رأسه وظهره وبطنه، ويقول:

« اللّهُمَّ اجْعَلْهُ عِلْماً نافِعاً، وَرِزقاً واسعاً، وشفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ وسُقمٍ».

٣٩٣

ثمّ يأتي الحجر الأسود فيخرج منه إلى الصفا.

آداب السعي

يستحبّ الخروج إلى الصفا من الباب الذي يقابل الحجر الأسود مع سكينة ووقار، فإذا صعد على الصفا نظر إلى الكعبة، ويتوجّه إلى الركن الذي فيه الحجر الأسود، ويحمد الله ويُثني عليه ويتذكّر آلاء الله ونعمه، ثمّ يقول: «اللهُ أكبر» سبع مرّات، «الحمدُ لله» سبع مرّات، «لا إله إلاّ الله» سبع مرّات، ويقول ثلاث مرّات:

« لا إلهَ إلاّ الله وَحْدَهُ لا شَريْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيي وَيُمِيْتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَموتُ، بِيَده الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ».

ثمّ يصلّي على محمّد وآل محمّد، ثمّ يقول ثلاث مرّات:

« الله أكبرُ على ما هَدانَا، وَالحَمْدُ لله عَلى ما أولانَا، وَالحَمْدُ لله الحَيِّ القَيُّوم، والحَمْدُ لله الحيِّ الدَّائِم ».

ثمّ يقول ثلاث مرّات:

« أشْهَدُ أن لا إلهَ إلاّ الله، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، لا نَعْبُدُ إلاّ إيِّاهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّيْنَ وَلَوْ كَره الْمُشْرِكُونَ ».

ثمّ يقول ثلاث مرّات:

«اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ العَفْوَ وَالعافِيَةَ وَاليَقِيْنَ فِي الدُّنيا وَالآخِرة».

ثمّ يقول: «اللهُ أكبر» مائة مرّة، «لا إله إلاّ الله» مائة مرّة، «الحمدُ لله»

٣٩٤

مائة مرّة، «سبحان الله» مائة مرّة، ثمّ يقول:

« لا إلهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ، أنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَغَلَبَ الأحْزابَ وَحْدَهُ، فَلَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَحْدَهُ وَحْدَهُ، اللّهُمَّ بَاركْ لِي فِي المَوت وَفِيما بَعْدَ المَوْت، اللّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ ظُلْمَة القَبْر وَوَحْشَتِه، اللّهُمَّ أظِلَّنِي في ظِلِّ عَرْشِكَ يَوْمَ لا ظِلَّ إلاّ ظِلُّكَ ».

ويستودع الله دينه ونفسه وأهله كثيراً، فيقول:

« أسْتَودعُ اللهَ الرَّحمنَ الرَّحِيم الَّذي لا تَضيعُ وَدائِعهُ ديني وَنَفْسي وَأهْلي، اللّهُمَّ اسْتَعْمِلْني على كِتَابِكَ وَسُنَّة نَبِيِّكَ وتَوَفَّنِي على مِلَّتِهِ، وأعِذْني من الفتنة».

ثمّ يقول: «الله أكبر» ثلاث مرّات، ثمّ يعيدها مرّتين ثمّ يكبّر واحدة ثمّ يعيدها، فإن لم يستطع هذا فبعضه.

وعن أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) أنّه إذا صعد الصفا استقبل الكعبة ثمّ يرفع يديه، ثمّ يقول:

« اللّهُمَّ اغْفِر لِي كُلّ ذَنْبٍ أذْنَبْتُهُ قَطّ، فإنْ عُدْتُ فَعُدْ عَلَيَّ بِالمَغْفِرَة، فَإنَّك أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، اللّهُمَّ افْعَلْ بِي ما أنْتَ أهْلُهُ، فَإنَّكَ إن تَفْعَلْ بِي ما أنْتَ أهلُهُ تَرْحَمْنِي، وإن تُعَذِّبْني فَأنْتَ غَنِيٌّ عَنْ عَذابي، وانا مُحتاجٌ إلى رَحْمَتِكَ، فَيا مَنْ أنا مُحْتَاجٌ إلى رَحْمَتِه ارْحَمْني، اللّهُمَّ لا تَفْعَلْ بِي مَا أنا أهْلُهُ، فإنَّكَ إن تَفْعل بِي ما أنَا أهْلُهُ تُعذِّبني وَلَمْ تَظْلِمني، أصْبَحْتُ أتَّقي عَدْلَكَ وَلا أخافُ جَوْرَكَ، فيا مَنْ هُوَ عَدلٌ لا يَجورُ ارْحَمْني ».

٣٩٥

وعن أبي عبداللهعليه‌السلام إن أردت أن يكثر مالك فأكثر من الوقوف على الصفا، ويستحبّ أن يسعى ماشياً وان يمشي مع سكينة ووقار حتّى يأتي محلّ المنارة الأولى فيهرول إلى محلّ المنارة الأخرى، ثمّ يمشي مع سكينة ووقار حتّى يصعد على المروة، فيصنع عليها كما صنع على الصفا، ويرجع من المروة إلى الصفا على هذا النهج أيضاً، وإذا كان راكباً أسرع فيما بين المنارتين فينبغي أن يجدّ في البكاء ويتباكى ويدعو الله كثيراً ويتضرع إليه.

آداب الإحرام إلى الوقوف بعرفات

إذا أحرم للحجّ - وقد تقدم ذكر آدابه في صفحة ٣٨٣ - وخرج من مكّة يلبّي في طريقه غير رافع صوته، حتّى إذا أشرف على الأبطح رفع صوته، فإذا توجّه إلى منى قال:

«اللّهُمَّ إيّاكَ أرْجُو، وَإيّاكَ أدعُوا، فَبَلِّغْني أمَلِي، وَأصْلِحْ لِي عَمَلِي».

ثمّ يذهب إلى منى بسكينة ووقار مشتغلاً بذكر الله سبحانه، فإذا وصل إليها قال:

« الحَمْدُ لله الَّذي أقْدَمَنيها صالحاً في عافية، وبَلَّغَني هذا المكانَ».

٣٩٦

ثمّ يقول:

« اللّهُمَّ هذه مِنى، وَهذهِ ممّا مَنَنْتَ به عَلَيْنا مِن المناسِك، فأسألُكَ أنْ تَمُنَّ عَليَّ بما مَنَنْتَ به على أنبِيائِكَ، فَإنَّما أنا عَبْدُك وفي قَبْضَتِكَ ».

ويستحبّ له المبيت في منى ليلة عرفة، يقضيها في طاعة الله تبارك وتعالى، والأفضل أن تكون عباداته ولا سيما صلواته في مسجد الخيف، فإذا صلّى الفجر عقّب إلى طلوع الشمس ثمّ يذهب إلى عرفات، ولا بأس بخروجه منها قبل طلوع الشمس.

فإذا توجّه إلى عرفات قال:

«اللُّهُمَّ إلَيْكَ صَمَدْتُ، وإيّاك فاعتَمَدتُ وَوَجْهَكَ أرَدْتُ، فأسألُكَ أن تُباركَ لي في رحلَتِي وان تَقْضيَ لي حاجَتي، وان تجْعَلَني مِمَّن تُباهي به اليومَ مَنْ هو أفْضَلُ مِنِّي »، ثمّ يلبّي إلى أن يصل إلى عرفات.

آداب الوقوف بعرفات

يستحبّ في الوقوف بعرفات أمور، وهي كثيرة نذكر بعضها، منها:

١ - الطهارة حال الوقوف.

٢ - الغسل عند الزوال.

٣٩٧

٣ - تفريغ النفس للدعاء والتوجّه إلى الله.

٤ - الوقوف بفسح الجبل في ميسرته.

٥ - الجمع بين صلاتي الظهرين بأذان وإقامتين.

٦ - الدعاء بما تيسّر من المأثور وغيره، والأفضل المأثور، فمن ذلك:

دعاء الحسينعليه‌السلام يوم عرفة، ودعاء علي بن الحسينعليه‌السلام .

ومنه: ما في صحيحة معاوية بن عمّار عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: إنّما تعجل الصلاة وتجمع بينها لتفرغ نفسك للدعاء فإنّه يوم دعاء ومسألة، ثمّ تأتي الموقف وعليك السكينة والوقار، فاحمد الله وهلّله ومجِّده واثن عليه، وكبّره مائة مرّة، واحمده مائة مرّة، وسبّحه مائة مرّة، واقرأ «قل هو الله أحد» مائة مرّة، وتخيّر لنفسك من الدعاء ما أحببت، واجتهد فإنّه يوم دعاء ومسألة وتعوّذ بالله من الشيطان فإنّ الشيطان لن يذهلك في موطن قطّ أحبّ إليه من أن يذهلك في ذلك الموطن، وإيّاك أن تشتغل بالنظر إلى الناس، واقبل قبل نفسك، وليكن فيما تقول:

« اللّهُمَّ إنّي عبدُكَ فلا تجعلني مِن أخْيَبِ وَفْدِكَ وارحَمْ مَسِيري إليكَ مِنَ الفَجِّ العَمِيق ».

وليكن فيما تقول:

« اللُّهمَّ رَبَّ المشاعِر كلِّها فُكَّ رَقَبَتي مِنَ النّار، وَأوْسِعْ عَليَّ مِنْ

٣٩٨

رِزقِكَ الحَلال، وادْرَأ عَنّي شَرّ فَسَقَة الجِنِّ والإنس ».

وتقول:

« اللُّهُمَّ لا تَمْكُر بِي ولا تَخْدَعني ولا تَسْتَدْرجْنِي ».

وتقول:

« اللُّهُمَّ إنِّي أسألُكَ بِحَوْلِكَ وَجُوْدك وَكَرمِكَ وَمَنِّكَ وَفَضْلِكَ، يا أسْمَعَ السّامِعينَ وَيا أبْصَرَ الناظرينَ وَيا أَسْرَعَ الحاسِبينَ وَيا أرْحَمَ الرّاحِمينَ أنْ تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وان تفعل بي كذا وكذا»، وتذكر حوائجك.

وليكن فيما تقول وانت رافع رأسك إلى السماء:

«اللّهُمَّ حاجتي إلَيْكَ الّتَي إنْ أعطَيْتَنيها لم يَضُرَّني ما مَنَعْتَني، وَالَّتي إن مَنَعْتَنيها لم يَنْفَعْني ما أعطَيْتَني، أسألُكَ خلاصَ رَقَبَتي مِنَ النّار».

وليكن فيما تقول:

« اللّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ وَمِلْكُ يَدكَ، ناصِيَتي بِيَدكَ وأجَلِي بِعِلْمِكَ، أسألُكَ أن تُوَفِّقَني لِما يُرْضِيكَ عَنِّي وان تَسلَّمَ مِنِّي مناسِكي الَّتي أرَيْتَها خليلَكَ إبراهيم صلواتُك عَليه وَدَلَلْتَ عَلَيْها نَبيِّكَ محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

وليكن فيما تقول:

« اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّن رَضيتَ عَمَلَهُ وَأطَلْتَ عُمَرَهُ وَأحيَيْتَهُ بَعْدَ المَوْت حَياةً طَيِّبَةً ».

٣٩٩

ومن الأدعية المأثورة ما علّمه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاًعليه‌السلام على ما رواه معاوية بن عمّار عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: فتقول:

« لا إله إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيي وَيُميتُ وَيُميتُ وَيُحيي، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيدَه الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أنْتَ كما تَقُول وخير ما يَقُولُ القائِلُون، اللّهُمَّ لَكَ صلاتي وديني وَمَحيايَ وَمَماتي وَلَكَ تُراثي، وبِكَ حَوْلي وَمِنْكَ قُوَّتي، اللّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الفَقْر وَمِنَ وَسْواس الصَّدر وَمِنْ شَتات الأمر وَمِنْ عَذاب النّارَ وَمِنْ عَذاب القبر، اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ مِنْ خَيْر ما تأتي به الرِّياحُ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما تأتي به الرِّياحُ، وأسألُكَ خَيْرَ اللّيل وخَيْرَ النَّهار ».

ومن تلك الأدعية ما رواه عبدالله بن ميمون، قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقف بعرفات، فلمّا همّت الشمس أن تغيب قبل أن يندفع، قال:

« اللّهُمّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الفَقْر وَمِنْ تَشَتّت الأمر، وَمِنُ شَرِّ ما يُحدثُ باللّيل والنَّهار، أمْسى ظُلْمي مُسْتَجيراً بِعَفْوك، وأمْسى خَوفي مُستجيراً بأمانك، وأمسى ذُلِّي مُسْتجيراً بِعِزِّكَ، وأمْسى وَجْهِي الفاني مُستجيراً بِوَجْهِكَ الباقي، يا خَيْرَ مَنْ سُئِل، ويا أجْوَدَ مَنْ أعْطى، جَلِّلْني بِرَحْمَتِكَ، وَألْبِسْني عافِيَتِكَ، وَاصْرفْ عَنِّي شَرَّ جميع خَلْقِكَ».

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

يا من يجيب دعا المضطر في الظلم

يا كاشف الكرب والبلوى مع السقم

قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا

وعين جودك يا قيّوم لم تنم

إن كان جودك لا يرجوه ذو سرف

فمن يجود على العاصين بالنعم

هب لي بجودك فضل العفو عن سرف

يا من أشار إليه الخلق في الحرم

ثمّ رفع رأسه إلى السّماء وناجى :

إلهي سيّدي ومولاي! إن أطعتك بعلمي ومعرفتي فلك الحمد والمنّة عليّ ، وإن عصيتك بجهلي فلك الحجّة عليّ.

ورفع رأسه ثانية إلى السّماء مناجيا بأعلى صوته : يا إلهي وسيّدي ومولاي ، ما طابت الدنيا إلّا بذكرك ، وما طابت العقبى إلّا بعفوك ، وما طابت الأيّام إلّا بطاعتك ، وما طابت القلوب إلّا بمحبّتك ، وما طاب النعيم إلّا بمغفرتك.

يضيف الأصمعي أنّ هذا الشاب واصل مناجاة ربّه حتّى أغمي عليه ، فدنوت منه وتأمّلت في محيّاه فإذا هو علي بن الحسين زين العابدين ، فأخذت رأسه في حجري وبكيت له كثيرا ، فأعادته إلى وعيه قطرات دمع سكبت على وجنتيه ، فتح عينيه وقال : من الذي شغلني عن ذكر مولاي؟ قلت : إنّك من بيت النبوّة ومعدن الرسالة. ألم تنزل فيكم آية التطهير؟ ألم يقل الله فيكم :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

نهض الإمام السجّاد وقال : يا أصمعي! هيهات هيهات! خلق الله الجنّة لمن أطاع وأحسن ولو كان عبدا حبشيّا ، وخلق النّار لمن عصاه ولو كان سيّدا قرشيا.

ألم تقرأ القرآن؟ ألم تسمع كلام الله :( فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا

٥٢١

يَتَساءَلُونَ ) .

يقول الأصمعي : عند ما وجدته على هذا الحال ، تركته ومضيت لسبيلي(١) .

٣ ـ تناسب العقاب مع الذنب

أشرنا سابقا إلى العذاب الإلهي في القيامة ، وإلى أنّ الذنوب التي ترتكب تتناسب مع العقاب بدقّة ، وقد ذكرت الآيات السابقة احتراق الوجوه الشديد بلهيب النّار المحرقة ، حتّى تكون الوجوه معبّسة والثغور مفتّحة. كلّ ذلك عقاب للذين خفّت موازينهم وانعدم إيمانهم. ومع التوجّه لهذا المعنى ، وهو أنّ هؤلاء كانوا يعبّسون حين سماع الآيات الإلهيّة وأحيانا يسخرون بها. ويجلسون يتحدّثون باستهزاء وتهكّم ، فإنّ هذا العذاب يناسب أعمالهم هذه.

* * *

__________________

(١) بحر المحبّة ـ للغزالي ، صفحة ٤١ إلى ٤٤ (مع التلخيص)

٥٢٢

الآيات

( أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (١٠٥) قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ (١٠٦) رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ (١٠٧) قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ (١٠٨) إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (١٠٩) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (١١٠) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ (١١١) )

التّفسير

لا تكلّمون!

تحدّثت الآيات السابقة عن العذاب الأليم لأهل النّار ، وتناولت الآيات ـ موضع البحث ـ استعراض جانب من كلام الله مع أهل النّار ، إذ خاطبهم سبحانه وتعالى بعتاب( أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ ) (١) .

__________________

(١) إنّ هذه الجملة في الحقيقة فيها محذوف تقديره (يقول الله تعالى ألم تكن ...).

٥٢٣

ألم أرسل إليكم آيات وأدلّة واضحة بواسطة رسلي! ألم أتمّ حجّتي عليكم! ومع كلّ هذا واصلتم تكذيبكم وإنكاركم.

وبملاحظة كون فعلي «تتلى» و «تكذّبون» مضارعان وهما دليل على الاستمرار ، فإنّه يتّضح لنا استمرار تلاوة الآيات الإلهيّة عليهم ، وكذلك هم يواصلون التكذيب!.

وهم يعترفون في ردّهم( قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ ) .

«الشقوة» و «الشقاوة» نقيض السعادة ، وتعني توفّر وسائل العقاب والبلاء. أو بتعبير آخر : هي الشرّ والبلاء الذي يصيب الإنسان ، بينما تعني السعادة توفّر ظروف النعمة والطيب.

والشقاوة والسعادة ليستا إلّا نتيجة لأعمالنا وأقوالنا ومقاصدنا ، والإعتقاد بأنّ السعادة أو الشقاوة ذاتية للإنسان منذ الولادة ، ما هو إلّا تصوّر يذكر لتسويغ الفرار من عبء المسؤولية والاعتذار من الأعمال المخالفة للحقّ ، أو هو تفسير لأعمال الجهل.

ولهذا نرى المذنبين أهل النّار يعترفون بصراحة أنّ الله أتمّ عليهم الحجّة ، وأنّهم كانوا السبب في تعاسة أنفسهم ، لأنّهم قوم ضالّون.

ولعلّهم في اعترافهم هذا يودّون نيل رضى الله ورحمته ، لهذا يضيفون مباشرة( رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ ) يقولون ذلك وكأنّهم لا يعلمون أنّ القيامة دار جزاء ، وليست دار عمل ، وأنّ العودة إلى الدنيا أمر محال.

لهذا يردّهم الله سبحانه وتعالى بقوّة( قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ ) وعبارة «اخسؤا» التي هي فعل أمر ، تستعمل لطرد الكلاب ، فمتى ما استخدمت للإنسان فإنّها تعني تحقيره ومعاقبته.

ثمّ يبيّن اللهعزوجل دليل ذلك بقوله : هل نسيتم :( إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ) . ولكنّكم كنتم تستهزئون

٥٢٤

بهم إلى درجة أنّ كثرة الاستهزاء والسخرية منهم أنساكم ذكري :

( فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ ) على أعمالهم وعقائدهم وأخلاقهم( إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ ) .

وأمّا أنتم فقد ابتليتم بأسوأ حالة ، وبأكثر العذاب ألما ، ولا ينجدكم أحد من مصيركم الذي تستحقّونه.

وبهذا بيّنت الآيات الأربع الأخيرة السبب الرئيسي لتعاسة أهل النّار ، وسبب انتصار وفلاح أهل الجنّة بشكل صريح.

الفئة الضالّة هي التي كانت وراء تعاستها ، فقد هانت حتّى لم تخاطب يوم القيامة إلّا بما يخاطب به الكلب ، لاستهزائهم بأهل الحقّ والاستهانة بمعتقداتهم السامية ، فما أجدر المستهزئين بالمؤمنين بهذا المصير!

وأمّا الفئة الصالحة فقد نالت خير جزاء من الله بصبرها واستقامتها في مواجهة العدو المعاند المغرور المتعنّت ، ومواصلتهم الطريق إلى الله بإخلاص.

* * *

٥٢٥

الآيات

( قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (١١٢) قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ (١١٣) قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١٤) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ (١١٥) فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (١١٦) )

التّفسير

الدنيا ، وعمرها القصير :

بما أنّ الآيات السابقة تناولت جانبا من عذاب أهل النّار الأليم ، عقّبت الآيات ـ موضع البحث ـ ذلك بذكر نوع آخر من العذاب ، هو العذاب النفسي الموجّه من قبل الله تعالى لأهل النّار للاستهانة بهم.

تقول الآية الأولى :( قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ ) يخاطبهم سبحانه وتعالى يوم القيامة قائلا : كم سنة عشتم فوق الأرض؟

كلمة «الأرض» في هذه الآية وكذلك القرائن التي سوف تأتي لا حقا تدلّ على أنّ السؤال هو عن مقدار عمرهم في الدنيا بالمقارنة مع أيّام الآخرة.

٥٢٦

فما ذهب إليه بعض المفسّرين : من أنّ المراد من هذا الاستفسار هو عن السؤال مقدار انتظارهم في عالم البرزخ ، بعيد حسب الظاهر ، رغم وجود شواهد قليلة على ذلك في آيات أخرى(١) .

إلّا أنّهم يرون في هذه المقارنة أنّ الدنيا قصيرة جدّا جدّا( قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ) .

والحقيقة أنّ الأعمار الطويلة في الدنيا كسحابة صيف لو قارناها بحياة الآخرة ، حيث النعم الخالدة والعقاب غير المحدود.

وللتأكيد أو للردّ بدقّة قالوا( فَسْئَلِ الْعادِّينَ ) أي : ربّاه اسأل الذين يعرفون أن يعدّوا الأعداد ويحسبوها بدقّة حين مقارنة بعضها مع بعض ، ويمكن أن يكون القصد من كلمة «العادّين» الملائكة الذين يحسبون أعمار الناس وأعمالهم بدقّة ، لأنّ هؤلاء يجيدون الحساب أفضل من غيرهم.

وهنا يؤنّبهم الله ويستهزئ بهم( قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) فسوف يدركون يوم القيامة مدى قصر عمر الدنيا المحدود بالنسبة لعمر الآخرة الممدود ، فالعمر الأوّل ما هو إلّا كلمة بصر ، ولكنّهم كانوا يتصوّرونه خالدا ، لأنّ حجب الغفلة وآثارها قد أسدلت على قلوبهم ، فحجبتها عن رؤية الحقّ ، فاستهانوا بالآخرة وحسبوها وعدا آجلا بعيدا ، لهذا قال لهم اللهعزوجل : لو أنّكم كنتم تعلمون لأدركتم هذه الحقيقة التي توصّلتم إليها يوم القيامة في دنياكم(٢) .

__________________

(١) نقرأ في سورة الروم الآية (٥٥) و (٥٦) :( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ ، وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ ، فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ ، وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) تبيّن هاتان الآيتان أنّ الاستفسار والردّ خاص بالتوقّف في البرزخ ، وإذا جعلناه دليلا على الآيات موضع البحث ، فمفهومها سيكون أيضا التوقّف في البرزخ ، إلّا أنّه كما قلنا : إنّ الدلائل الموجودة ـ في الآيات موضع البحث ـ مقدّمة عليها ، وإنّها تبيّن أنّ الاستفسار وجوابه يخصّ التوقّف في الدنيا.

(٢) إن «لو» في الآية السابقة شرطية كما قلنا سابقا. وهناك جملة تقديريّة محذوفة فتكون «لو أنّكم كنتم تعلمون» لعلمتم

٥٢٧

واستعملت الآية أسلوبا مؤثّرا آخر لإيقاظ هذه الفئة وتعليمها( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ ) هذه العبارة الموجزة والعميقة تبيّن واحدا من أقوى الأدلّة على البعث وحساب الأعمال والجزاء ، وتعني أنّ الحياة الدنيا تصبح عبثا إن لم تكن القيامة والمعاد. فالدنيا بما فيها من مشاكل وما وضع فيها الله من مناهج ومسئوليات وبرامج ، تكون عبثا وبلا معنى إن كانت لأيّام معدودات فقط ، كما سنشرح ذلك في المسائل الآتية.

وبما أنّ عدم بثيّة الخلق أمر مهمّ يحتاج إلى دليل رصين ، أضافت الآية( فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ) .

فإنّ الذي يقوم بعمل تافه ـ في الواقع ـ هو الجاهل غير الواعي أو الضعيف غير القادر ، أو من هو بالذات تافه خاو.

أمّا «الله» الذي جمع الكمال في صفاته.

وهو «الملك» الذي يملك جميع الكائنات ويحكم عليها وهو «الحقّ» الذي لا يصدر منه غير الحقّ ، فكيف يخلق الوجود عبثا بلا غاية.

ولو توهّم أحد الأشخاص بأنّه يمكن أن يوجد من يمنعه من الوصول إلى هدفه ، فإنّ عبارة( لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ) تنفي ذلك وتؤكّد ربوبيّته ومفهومها أنّ هذا المالك مصلح وهادف في خلقه للعالم.

وباختصار نقول : إنّه إضافة إلى ذكر كلمة «الله» التي هي إشارة إلى صفاته الكمالية في ذاته ، ذكرت الآية أربع صفات بشكل صريح : مالكية وحاكمية الله ، ثمّ حقّانيّة وجوده ، وكذلك عدم وجود شريك له ، وأخيرا مقام ربوبيّته. وهذا كلّه دليل على أنّه تعالى لا يقوم بعمل عبثا ، كما أنّه لم يخلق البشر عبثا.

كلمة «العرش» كما أشرنا سابقا ، هي إشارة إلى أنّ عالم الوجود كلّه الخاضع

__________________

أنّكم ما لبثتم إلّا قليلا ، وقال بعض المفسّرين أن «لو» تعني هنا «ليت» وبهذا تكون الجملة بهذا الشكل «ليتكم علمتم بهذا الموضوع في دنياكم»

٥٢٨

لحكم الله (لأنّ العرش في اللغة يعني السرير ذي الأرجل العالية والخاصّ بالحكّام ، وهذه كناية عن حكم الله المطلق). وللاطلاع أوسع على معنى العرش في القرآن المجيد يراجع التّفسير الأمثل تفسير الآية ٥٤ من سورة الأعراف.

وسبب توصيف العرش بالكريم ، هو أنّ كلمة «الكريم» تعني بالأصل الشريف والمفيد والجيّد ، وبما أنّ عرش الله سبحانه وتعالى له هذه الصفات ، فقد سمّي بالكريم.

ولا بدّ من القول بأنّ صفة الكريم لا تخصّ العاقل فقط ، بل تطلق على غيره في اللغة العربية. كما نشاهد ذلك في سورة الحجّ الآية ٥٠ الخاصّة بالمؤمنين الصالحين( لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) أي رزق ذو بركة. وكما يقول الراغب الاصفهاني في مفرداته : الكرم لا يقال إلّا في المحاسن الكبيرة ، كمن ينفق مالا في تجهيز جيش في سبيل الله ، أو تحمّل حمالة ترقئ دماء قوم.

* * *

بحث

الموت ليس نهاية الحياة :

قلنا : إنّ من بين الأدلّة المطروحة لإثبات المعاد والعالم الآخر هي «مطالعة نظام هذا العالم» أو بتعبير آخر : إنّ دراسة «النشأة الأولى» شاهد على وجود «النشأة الاخرى».

ومن الضروري إيضاح ذلك بنحو أوسع هنا.

فمن جهة نرى عالم الوجود بهذه السعة والعظمة والتنظيم المدهش ، حتّى اعترف كبار العلماء بأنّ أسرار العالم بقدر يقف الإنسان عاجزا إزاءها ، فإنّ معلوماته مهما كانت لا تشكّل سوى صفحة من كتاب كبير جدّا. بل إنّ معلوماتنا عن هذا الوجود ما هي إلّا «ألفباء» لهذا الكتاب العظيم التأليف والأسرار.

٥٢٩

فكلّ واحدة من هذه المجرّات العظيمة تضمّ مليارات من الكواكب ، وعدد المجرات والفواصل بينها كبير بدرجة تثير الدهشة حين حساب المسافة بينها بسرعة الضوء ، علما بأنّ سرعة الضوء تبلغ ثلاثمائة ألف كيلومترا في الثّانية.

والدقّة المستخدمة في بناء أصغر وحدة من هذا العالم هي ذاتها التي استخدمت في أوسع بناء فيه.

والإنسان ـ بحسب علمنا ـ أكمل المخلوقات التي نعرفها في الوجود ، وهو أسمى نتاج لهذا العالم ، ومن جهة أخرى يلاقي الآلام والمشاكل الكثيرة خلال عمره القصير حتّى يبلغ أشدّه!! فما يكاد ينهي مرحلة الطفولة بآلامها ومشاكلها ويتنفّس الصعداء منها حتّى يدخل مرحلة الصبا والشباب بتقلّباتها الشديدة المدمّرة.

وما يكاد يثبت قدميه بعد في هذه المرحلة حتّى تدهمه مرحلة جديدة مفعمة بألوان الأذى وأنواع المصاعب ، هي مرحلة الكهولة والشيخوخة ، فيتّضح له مدى ضعفه وعجزه.

فهل يصدق أن يكون هدف هذا الكائن العظيم الأعجوبة في الخلق ، الذي يسمّى الإنسان ، يأتي هو أن إلى هذا العالم ليقضي عددا من السنين ، وليمرّ بكلّ هذه المراحل بما فيها من آلام ومصاعب ، وليأكل مقدارا من الطعام ويلبس لباسا وينام وينهض ثمّ يموت وينتهي كلّ شيء. وإذا كانت هذه هي الحقيقة ، ألا يعني هذا عبثا؟

أتكون كلّ هذه التشكيلات العظيمة من أجل غاية دنيئة كالأكل والشرب والنوم؟

افرضوا بقاء نوع الإنسان ملايين السنين في هذه الدنيا ، وتتعاقب الأجيال ، وترتقي العلوم الماديّة فتوفّر أفضل المأكل والملبس والمسكن وأعلى مستوى من الرفاهية للبشر ، أتكون تشكيلات الوجود كلّه من أجل هذه المقاصد الدنيا؟

٥٣٠

وعلى هذا فإنّ دراسة هذا العالم العظيم لوحده دليل على كونه مقدّمة لعالم أوسع يمتاز بالدوام الخالد ، ويعطي الإيمان به حياتنا معناها اللائق بها ، ويخلصها من التفاهات. ولهذا لا نستغرب من تصوّر الفلاسفة الماديّين الذين لا يعتقدون بالقيامة والآخرة أنّ هذا العالم تافه لا هدف له. ولو كنّا نحن نعتقد بمثل هذا فحسب لاتّجهنا نفس اتّجاههم. ولهذا نؤكّد أنّه إذا كان الموت نقطة النهاية فخلق الوجود يصبح أمرا تافها ، لهذا نقرأ في الآية (٦٦) من سورة الواقعة( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ ) ؟!

* * *

٥٣١

الآيتان

( وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (١١٧) وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (١١٨) )

التّفسير

المفلحون والخائبون :

بما أنّ الآيات السابقة تحدّثت عن قضيّة المعاد ، واستعرضت الصفات الإلهيّة ، فانّ الآية الأولى أعلاه تناولت التوحيد نافية الشرك مؤكّدة للمبدأ والمعاد.

في قوله تعالى :( وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ ) (١) .

أجل ، إنّ المشركين يستندون إلى الأوهام ، فلا دليل على ما يدّعون سوى أنّهم كالببغاء يقلّدون آباءهم في التمسّك بالخرافات والأساطير ـ التي لا أساس

__________________

(١) واعتبر بعض المفسّرين عبارة «فإنّما حسابه عند ربّه» جواب الشرط لعبارة «من يدّع مع الله» ويعتبر جملة «لا برهان له به» جملة اعتراضية جاءت بين سؤال الشرط وجوابه. وهي لتأكيد الهدف النهائي. إلّا أنّ البعض الآخر يرى أنّ عبارة «لا برهان له» جواب الشرط وجملة «فإنّما حسابه» فرع عنها ، لكنّ هذا الاحتمال لا ينسجم مع الأدب العربي ، إذ يستوجب أن يقترن جواب الشرط بالفاء. أي «فلا برهان له ، وذهب آخرون إلى أنّ هذه الجملة صفة أو حالا. إلّا أنّ الاحتمال الأوّل يبدو أقرب إلى الصواب رغم أنّه لا فرق في المعنى يستحقّ الملاحظة».

٥٣٢

لها من الصحّة ـ ومن هنا ينكرون المعاد على الرغم من وضوح أدلّته وإشراق حقيقته ، ويقبلون الشرك من غير دليل صحيح عليه. ومن الطبيعي أن يعاقب مثل هؤلاء الذين داسوا حكم العقل بأقدامهم ، واتّجهوا في دروب الكفر والشرك المظلمة بوعي منهم.

وفي النهاية تقول الآية :( إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ ) ما أجمل بداية هذه السورة( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) ! وما أجمل نهايتها المؤكّدة لبدايتها( لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ ) ! هذه هي صورة جامعة لحياة المؤمنين والكافرين من البداية إلى النهاية.

وختمت السورة بهذه الآية الشريفة كاستنتاج عام بأن وجّهت الكلام إلى الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ) .

والآن وقد اختارت فئة الشرك سبيلا ، وجارت فئة أخرى وظلمت ، فأنت ـ أيّها الرّسول ومن معك تدعون الله ربّكم أن يغفر لكم ويرحمكم بلطفه الواسع الكريم.

ولا شكّ في أنّ هذا الأمر بالدعاء شامل لجميع المؤمنين ، رغم كون المخاطب به هو النّبي بذاته.

وروي «أنّ أوّل سورة( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) وآخرها من كنوز العرش ، ومن عمل بثلاث آيات من أوّلها ، واتّعظ بأربع من آخرها فقد نجا وأفلح(١) ».

ويحتمل أنّه يقصد الآيات الثلاث التي تلت عبارة( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) والتي تدعو إحداها إلى الخشوع في الصلاة ، وتدعو الأخرى إلى اجتناب اللغو وتدعو الثّالثة إلى الزكاة. فإحداها تنظّم علاقة الإنسان بربّه ، والاخرى تنظّم هذه العلاقة مع الناس ، والثّالثة مع النفس.

والقصد من الآيات الأربع الأخيرة ، هي الآية ١١٥ وما يليها التي تحدّثت

__________________

(١) تفسير الفخر الرازي في آخر الآيات موضع البحث المجلّد ٢٣ و ٢٤ مطبعة البهيّة المصرية ـ القاهرة ـ ص ١٢٨.

٥٣٣

عن غائيّة الخلق ، والمعاد ، والتوحيد ، وأخيرا الانقطاع إلى الله والتوجّه إليه.

ربّاه! ندعوك بحقّ المؤمنين الذين وعدتهم في هذه السورة بالفلاح. وفي طليعتهم الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيتهعليهم‌السلام أن تحشرنا مع هذه الفئة الصالحة وأن تكتبنا مع المفلحين.

ربّاه! منّ علينا برحمتك وغفرانك إنّك أرحم الراحمين.

إلهي! اجعل خاتمة أعمالنا خيرا. واحفظنا من كلّ خطأ وانحراف ، إنّك على كلّ شيء قدير.

ختام تفسير سورة المؤمنين

* * *

نهاية المجلّد العاشر

٥٣٤

الفهرس

تفسير الآيات : ٤٢ ـ ٤٨ ٥

أوّل لقاء مع فرعون الجبّار ٥

بحوث

١ ـ قدرة الله العجيبة ٩

٢ ـ التعامل المناسب مع الأعداء ١٠

٣ ـ هل يوحى إلى غير الأنبياء ١٠

٤ ـ سؤال وجواب ١١

تفسير الآيات : ٤٩ ـ ٥٥ ١٣

من ربّكما ١٣

ملاحظات

تفسير الآيات : ٥٦ ـ ٦٤ ٢٠

فرعون يهيء نفسه للجولة الأخيرة ٢٠

تفسير الآيات :٦٥ ـ ٦٩ ٢٦

موسى عليه‌السلام ينزل إلى الساحة ٢٦

بحثان

١ ـ ما هي حقيقة السحر ٣٠

٢ ـ السّاحر لا يفلح أبداً ٣١

٥٣٥

تفسير الآيات : ٧٠ ـ ٧٦ ٣٣

الإنتصار العظيم لموسى عليه‌السلام ٣٣

بحوث

١ ـ العلم أساس الإيمان والوعي ٣٩

٢ ـ لن نؤثرك على البيّنات ٤٠

٣ ـ من هو المجرم ٤٠

٤ ـ جبر البيئة خرافة ٤١

تفسير الآيات : ٧٧ ـ ٧٩ ٤٢

نجاة بني إسرائيل وغرق الفراعنة ٤٢

تفسير الآيات : ٨٠ ـ ٨٢ ٤٦

طريق النجاة الوحيد ٤٦

تفسير الآيات : ٨٣ ـ ٩١ ٥١

صخب السامري ٥٢

بحوث

١ ـ شوق اللقاء ٥٨

٢ ـ الحركات المناوئة لنهضة الأنبياء ٥٩

٣ ـ مراحل القيادة ٦٠

٤ ـ سؤال وجواب ٦١

تفسير الآيات ٦٣ ـ ٩٨ ٦٣

نهاية السّامري المريرة ٦٣

بحثان

١ ـ يجب الثبات أمام الحوادث الصعبة ٧٠

٢ ـ من هو السامري ٧١

٥٣٦

تفسير الآيات : ٩٩ ـ ١٠٤ ٧٢

أسوأ ما يحملون على عاتقهم ٧٢

تفسير الآيات : ١٠٥ ـ ١١٢ ٧٧

مشهد القيامة المهول ٧٧

بحثان

١ ـ الفرق بين الظلم والهضم ٨٢

٢ ـ مراحل القيامة ٨٣

تفسير الآيات : ١١٣ ـ ١١٤ ٨٥

قل :( رَبِّ زِدْنِي عِلْماً ) ٨٥

بحثان

١ ـ لا تعجل حتّى في تلقّي الوحي ٨٧

٢ ـ أطلب المزيد من العلم ٨٨

تفسير الآيات :١١٥ ـ ١٢٢ ٩١

آدم ومكر الشّيطان ٩١

هل ارتكب آدم معصية ٩٦

تفسير الآيات : ١٢٣ ـ ١٢٧ ٩٨

المعيشة الضنكا ٩٨

بحوث

١ ـ الغفلة عن ذكر الحقّ وآثارها ٩٩

٢ ـ عمى البصر وعمى البصيرة ١٠١

٣ ـ الإسراف في المعصية ١٠٣

٤ ـ ما هو الهبوط ١٠٣

تفسير الآيات :١٢٨ ـ ١٣٠ ١٠٥

اعتبروا بتاريخ الماضين ١٠٥

٥٣٧

تفسير الآيات : ١٣١ ـ ١٣٥ ١١٠

سورة الأنبياء

فضل سورة الأنبياء ١١٧

محتوى السورة ١١٧

تفسير الآيات : ١ ـ ٥ ١٢٠

أعذار متنوّعة ١٢٠

ملاحظة

هل القرآن محدث ١٢٥

تفسير الآيات : ٦ ـ ١٠ ١٢٧

كلّ الأنبياء كانوا بشراً ١٢٧

من هم أهل الذكر ١٢٨

تفسير الآيات : ١١ ـ ١٥ ١٢٢

كيف وقع الظّالمون في قبضة العذاب ١٣٢

تفسير الآيات : ١٦ ـ ١٨ ١٣٥

خلق السّماء والأرض ليس لهوا ١٣٥

بحث

الهدف من الخلق ١٣٨

تفسير الآيات : ١٩ ـ ٢٥ ١٤٢

الشرك ينبع من الظنّ ١٤٢

برهان التمانع ١٤٤

سؤال ١٤٦

تفسير الآيات : ٢٦ ـ ٢٩ ١٥٠

الملائكة عباد مكرمون مطيعون ١٥٠

٥٣٨

تفسير ال آیات : ٣٠ ـ ٣٣ ١٥٤

علامات أخرى لله في عالم الوجود ١٥٤

بحثان

١ ـ تفسير قوله تعالى :( كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) ١٥٨

٢ ـ السّماء سقف محكم ١٥٩

تفسير الآيتان : ٣٤ ـ ٣٥ ١٦٢

الموت يتربّص بالجميع ١٦٢

تفسير ال آیات : ٣٦ ـ ٤٠ ١٦٦

خلق الإنسان من عجل ١٦٦

ملاحظتان

تفسير ال آیات : ٤١ ـ ٤٥ ١٧٠

تفسير الآيتان : ٤٦ ـ ٤٧ ١٧٤

موازين العدل في القيامة ١٧٤

تفسير ال آیات : ٤٨ ـ ٥٠ ١٧٨

لمحة من قصص الأنبياء ١٧٨

تفسير ال آیات : ٥١ ـ ٥٨ ١٨٢

تخطيط إبراهيم عليه ‌السلام لتحطيم الأصنام ١٨٢

ملاحظتان

١ ـ الصنميّة في أشكال متعدّدة ١٨٦

٢ ـ قول عبدة الأصنام وجواب إبراهيم ١٨٧

تفسير ال آیات : ٥٩ ـ ٦٧ ١٨٨

إبراهيم وبرهانه المبين ١٨٨

تفسير ال آیات : ٦٨ ـ ٧٠ ١٩٥

٥٣٩

عند ما تصير النّار جنّة ١٩٥

بحوث

١ ـ السعي للخير والشرّ ١٩٩

٢ ـ الفتى الشّجاع ١٩٩

٣ ـ إبراهيم ونمرود ٢٠٠

تفسير الآيات : ٧١ ـ ٧٣ ٢٠٢

هجرة إبراهيم من أرض الوثنيين ٢٠٢

تفسير الآيتان : ٧٤ ـ ٧٥ ٢٠٨

نجاة لوط من أرض الفجّار ٢٠٨

تفسير الآيتان : ٧٦ ـ ٧٧ ٢١١

نجاة نوح من القوم الكافرين ٢١١

ملاحظة

تفسير الآيات : ٧٨ ـ ٨٠ ٢١٤

قضاء داود وسليمان عليهما‌ السلام ٢١٤

بحث

تفسير الآيتان : ٨١ ـ ٨٢ ٢٢٠

الرياح تحت إمرة سليمان ٢٢٠

تفسير الآيتان : ٨٣ ـ ٨٤ ٢٢٤

أيّوب ونجاته من المصاعب ٢٢٤

بحوث

١ ـ لمحة من قصّة أيّوب ٢٢٥

تفسير الآيتان : ٨٥ ـ ٨٦ ٢٢٨

٥٤٠

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550