الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٢

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل13%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 592

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 592 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 174876 / تحميل: 5996
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) .(١)

وسواء كان «الرّكون» هنا بمعنى الميل القلبي ، أو بمعنى الإعانة الظاهرية ، أو إظهار الرضا والمحبّة ، أو طلب الخير لهم هذه المعاني التي ذكرها المفسّرين «للركون» يجمعها مفهوم جامع لها ، وهو الاتكاء والاعتماد والتعلق وما إلى ذلك ، وهذا المفهوم شاهد حي على مقصودنا.

ونقرأ في هذا الصدد حديثا للإمام على بن الحسينعليه‌السلام مع «محمّد بن مسلم الزهري» الذي كان رجلا عالما ، إلّا أنّه كان يتعاطف ويتعاون مع الجهاز الأموي ولا سيما مع هشام بن عبد الملك ، يحذّره الإمام في حديثه هذا من إعانة الظالمين والركون إليهم ، وهو حديث مثير جدّا وقد جاء فيه : «أو ليس بدعائهم إيّاك حين دعوك جعلوك قطبا أداروا بك رحى مظالمهم ، وجسرا يعبرون عليك إلى بلاياهم ، سلّما إلى ظلالتهم ، داعيا إلى عينهم سالكا سبيلهم ، يدخلون بك الشك على العلماء ويقتادون بك قلوب الجهال إليهم ، فما أقل ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك ، وما أيسر ما عمروا لك في جنب ما خرّبوا عليك! فانظر لنفسك فإنّه لا ينظر إليها غيرك ، وحاسبها حساب رجل مسئول»(٢) .

والحقّ أنّ هذا المنطق البليغ المؤثر للإمامعليه‌السلام لكل عالم من وعّاظ السلاطين مرتبط بالظالمين راكن إليهم ، يمكن أن يبصّره بمصيره المشؤوم عاقبته المخزية.

ويذكر ابن عباس أن آية( رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ ) من جملة الآيات التي تؤكّد على أن الركون للمجرمين ذنب عظيم ، وإعانة المؤمنين إطاعة لأمر الله سبحانه.

__________________

(١) سورة هود ، الآية ١١٤.

(٢) تحف العقول ، ص ٦٦.

٢٠١

قالوا لبعض العلماء : إنّ فلانا أصبح كاتبا للظالم الفلاني ، ولا يكتب له إلّا الدخل والخرج. وحياته وحياة عائلته مرهونة بما يحصل عليه من مال لقاء هذا العمل ، وإلّا فسيقع هو وأسرته في فقر مدقع.

فكان جواب هذا العالم : أمّا سمع قول العبد الصالح «موسى»( رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ ) (١) .

* * *

__________________

(١) كان لنا بحثان مستوفيان في مجال إعانة الظالمين في ذيل الآية (٢) من سورة المائدة وذيل الآية (١١٢) من سورة هود ، فلا بأس بمراجعتهما.

٢٠٢

الآيات

( فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (١٨) فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما قالَ يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (١٩) وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (٢٠) فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢١) وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ (٢٢) )

التّفسير

موسى يتوجّه إلى مدين خفية :

نواجه في هذه الآيات المقطع الرّابع من هذه القصّة ذات المحتوى الكبير.

حيث أن مقتل الفرعوني في مصر انتشر بسرعة ، والقرائن المتعددة تدلّ على

٢٠٣

أن القاتل من بني إسرائيل ، ولعل اسم موسىعليه‌السلام كان مذكورا من بين بني إسرائيل المشتبه فيهم.

وبالطبع فإنّ هذا القتل لم يكن قتلا عاديا ، بل كان يعد شرارة لانفجار ثورة مقدمة للثورة ولا شك أن جهاز الحكومة لا يستطيع تجاوز هذه الحالة ببساطة ليعرّض أرواح الفرعونيين للقتل على أيدي عبيدهم من بني إسرائيل.

لذلك يقول القرآن في بداية هذا المقطع( فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ ) (١) .

وهو على حال من الترقب والحذر ، فوجئ في اليوم التالي بالرجل الإسرائيلي الذي آزره موسى بالأمس يتنازع مع قبطي آخر وطلب من موسى أن ينصره( فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ) (٢) .

ولكن موسى تعجب منه واستنكر فعله و( قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ ) إذ تحدث كل يوم نزاعا ومشادة مع الآخرين ، وتخلق مشاكل ليس أوانها الآن ، إذ نحن نتوقع أن تصيبنا تبعات ما جرى بالأمس ، وأنت اليوم في صراع جديد أيضا!!

ولكنّه كان على كل حال مظلوما في قبضة الظالمين (وسواء كان مقصرا في المقدمات أم لا) فعلى موسىعليه‌السلام أنّ يعينه وينصره ولا يتركه وحيدا في الميدان ،( فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما ) ج صاح ذلك القبطي :( قالَ يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ ) ويبدو من عملك هذا أنّك لست إنسانا منصفا( إِنْ

__________________

(١) كلمة «يترقب» مأخوذة من «الترقب» ، ومعناه الانتظار ، وموسى هنا في انتظار نتائج هذه الحادثة ، ومحل الجملة إعرابا ـ خبر بعد خبر ، وإن قيل أنها حال ، إلا أن هذا القول ضعيف.

(٢) كلمة «يستصرخ» مشتقة من مادة «الاستصراخ» ، ومعناها الإستغاثة ، ولكنها في الأصل تعني الصياح أو طلب الصياح من الآخر ، وهذا عادة ملازم للإعانة

٢٠٤

تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ) (١) .

وهذه العبارة تدلّ بوضوح على أن موسىعليه‌السلام كان في نيّته الإصلاح من قبل ، سواء في قصر فرعون أو خارجه ، ونقرأ في بعض الرّوايات أن موسىعليه‌السلام كانت له مشادات كلامية مع فرعون في هذا الصدد ، لذا فإن القبطي يقول لموسى : أنت كل يوم تريد أن تقتل إنسانا ، فأيّ إصلاح هذا الذي تريده أنت؟! في حين أن موسىعليه‌السلام لو كان يقتل هذا الجبار ، لكان يخطو خطوة أخرى في طريق الإصلاح

وعلى كل حال فإنّ موسى التفت إلى أن ما حدث بالأمس قد انتشر خبره ، ومن أجل أن لا تتسع دائرة المشاكل لموسى فإنّه أمسك عن قتل الفرعوني في هذا اليوم.

ومن جهة أخرى فإنّ الأخبار وصلت إلى قصر فرعون فأحسّ فرعون ومن معه في القصر أن تكرار مثل هذه الحوادث ينذره بالخطر ، فعقد جلسة شورى مع وزرائه وانتهى «مؤتمرهم» إلى أن يقتلوا موسى ، وكان في القصر رجل له علاقة بموسى فمضى إليه وأخبره بالمؤامرة وكما يقول القرآن الكريم :( وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ) .

ويبدو أنّ هذا الرجل هو «مؤمن آل فرعون» الذي كان يكتم إيمانه ويدعى «حزقيل» وكان من أسرة فرعون ، وكانت علاقته بفرعون وثيقة بحيث يشترك معه في مثل هذه الجلسات.

وكان هذا الرجل متألما من جرائم فرعون ، وينتظر أن تقوم ثورة «إلهية»

__________________

(١) يعتقد جماعة من المفسّرين أن هذه الجملة قالها الإسرائيلي لموسى ، لأنّه ظن أن موسى يريد قتله ، ولكن القرائن الكثيرة في الآية تنفي هذا الاحتمال!

٢٠٥

ضده فيشترك معها.

ويبدو أنّه كان له أمل كبير بموسىعليه‌السلام إذ كان يتوسم في وجهه رجلا ربّانيا صالحا ثوريّا ، ولذلك فحين أحسّ بأن الخطر محدق بموسى أوصل نفسه بسرعة إليه وأنقذه من مخالب الخطر ، وسنرى بعدئذ أن هذا الرجل لم يكن في هذا الموقف فحسب سندا وظهيرا لموسى ، بل كان يعدّ عينا لبني إسرائيل في قصر فرعون في كثير من المواقف والأحداث.

أمّا موسىعليه‌السلام فقد تلقى الخبر من هذا الرجل بجدّية وقبل نصحه ووصيته في مغادرة المدينة( فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ ) .

وتضرع إلى الله بإخلاص وصفاء قلب ليدفع عنه شرّ القوم و( قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) .

فأنا أعلم يا ربّ أنّهم ظلمة ولا يرحمون ، وقد نهضت ـ دفاعا عن المحرومين ـ بوجه الظالمين ، ولم آل جهدا ووسعا في ردع الأشرار عن الإضرار بالطيبين ، فأسألك ـ يا ربّي العظيم ـ أن تدفع عنّي أذاهم وشرّهم.

ثمّ قرر موسىعليه‌السلام أن يتوجه إلى مدينة «مدين» التي كانت تقع جنوب الشام وشمال الحجاز ، وكانت بعيدة عن سيطرة مصر والفراعنة ولكنه شاب تربّى في نعمة ورفاه ويتجه إلى سفر لم يسبق له في عمره أن يسافر إليه ، فلا زاد ولا متاع ولا صديق ولا راحلة ولا دليل ، وكان قلقا خائفا على نفسه ، فلعل أصحاب فرعون سيدركونه قبل أن يصل إلى هدفه «مدين» ويأسرونه ثمّ يقتلونه فلا عجب أن يظل مضطرب البال!

أجل ، إن على موسىعليه‌السلام أن يجتاز مرحلة صعبة جدّا ، وأن يتخلص من الفخ الذي ضربه فرعون وجماعته حوله ليصطادوه ، ليستقرّ أخيرا إلى جانب المستضعفين ويشاطرهم آلامهم بأحاسيسه وعواطفه ، وأن يتهيأ لنهضة إلهية

٢٠٦

لصالحهم وضد المستكبرين.

إلّا أنّه كان لديه في هذا الطريق وعواطفه رأس مال كبير وكثير لا ينفد أبدا ، وهو الإيمان بالله والتوكل عليه ، لذا لم يكترث بأي شيء وواصل السير( وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ ) (١) .

* * *

__________________

(١) «تلقاء» مصدر أو اسم مكان ، ومعناه هنا : الجهة والصوب الذي قصده.

٢٠٧

الآيات

( وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ (٢٣) فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (٢٤) فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢٥) )

التّفسير

عمل صالح يفتح لموسى أبواب الخير :

نواجه هنا المقطع الخامس من هذه القصّة ، وهي قضيّة ورود موسىعليه‌السلام إلى مدينة مدين.

هذا الشاب الطاهر الذي لا يغش أحدا أمضى عدّة أيّام في الطريق ، الطريق التي لم يتعود المسير فيها من قبل أبدا ، ولم يكن له بها معرفة ، وكما يقول بعضهم : اضطر موسى إلى أن يمشي في هذا الطريق حافيا ، وقيل : إنّه قطع الطريق في

٢٠٨

ثمانية أيّام ، حتى لقي ما لقي من النصب والتعب ، وورمت قدماه من كثرة المشي.

وكان يقتات من نبات الأرض وأوراق الشجر دفعا لجوعه ، وليس له أمام مشاكل الطريق وأتعابه إلّا قلبه المطمئن بلطف الله الذي خلّصه من مخالب الفراعنة.

وبدأت معالم «مدين» تلوح له من بعيد شيئا فشيئا ، وأخذ قلبه يهدأ ويأنس لاقترابه من المدينة ، ولما اقترب ثمّ عرف بسرعة أنّهم أصحاب أغنام وأنعام يجتمعون حول الآبار ليسقوا أنعامهم وأغنامهم.

يقول القرآن في هذا الصدد :( وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ ) (١) .

فحركه هذا المشهد حفنة من الشبان الغلاظ يملأون الماء ويسقون الأغنام ، ولا يفسحون المجال لأحد حتى يفرغوا من أمرهم بينما هناك امرأتان تجلسان في زاوية بعيدة عنهم ، وعليهم آثار العفّة والشرف ، جاء إليهما موسىعليه‌السلام ليسألهما عن سبب جلوسهما هناك و( قالَ ما خَطْبُكُما ) (٢) .

ولم لا تتقدمان وتسقيان الأغنام؟!

لم يرق لموسىعليه‌السلام أن يرى هذا الظلم ، وعدم العدالة وعدم رعاية المظلومين ، وهو يريد أن يدخل مدينة مدين ، فلم يتحمل ذلك كله ، فهو المدافع عن المحرومين ومن أجلهم ضرب قصر فرعون ونعمته عرض الحائط وخرج من وطنه ، فهو لا يستطيع أن يترك طريقته وسيرته وأن يسكت أمام الجائرين الذين لا ينصفون المظلوم!

فقالت البنتان : إنّهما تنتظران تفرق الناس وأن يسقي هؤلاء الرعاة اغنامهم :

__________________

(١) «تذودان» مشتقة من «ذود» على زنة «زرد» ومعناها المنع ، فهما إذا كانتا تذودان أغنامهما لئلا تختلط بالأغنام الأخرى.

(٢) ما خطبكما : أي ما شأنكما وما شغلكما هنا؟!

٢٠٩

( قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ ) (١) .

ومن أجل أن لا يسأل موسى : أليس لكما أب؟ ولماذا رضي بإرسال بناته للسقي مكانه ، أضافتا مكملتين كلامهما( وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ ) فلا هو يستطيع أن يسقي الأغنام ، وليس عندنا أخ يعينه على الأمر فلا حيلة لنا إلّا أن نؤدي نحن هذا الدور.

فتأثر موسىعليه‌السلام من سماعه حديثهما بشدة. فأي أناس هؤلاء لا ينصفون المظلوم ، ولا هم لهم غير أنفسهم.

فتقدم وأخذ الدلو وألقاها في البئر يقال : إن هذه الدلو كان يجتمع عليها عدّة نفر ليخرجوها بعد امتلائها من الماء ، إلّا أن موسىعليه‌السلام استخرجها بقوته وشكيمته وهمّته بنفسه دون أن يعينه أحد( فَسَقى لَهُما ) أغنامهما.

ويقال : إنّ موسىعليه‌السلام حين اقترب من البئر لام الرعاء ، قال : أي أناس أنتم لا همّ لكم إلّا أنفسكم! وهاتان البنتان جالستان؟! ففسحوا له المجال وقالوا له : هلمّ واملأ الدلو ، وكانوا يعلمون أن هذه الدلو حين تمتلئ لا يستخرجها إلّا عشرة أنفار من البئر.

ولكن موسىعليه‌السلام بالرغم من تعب السير في الطريق والجوع ملأ الدلو وسحبها بنفسه وسقى أغنام المرأتان جميعها( ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) .

أجل إنّه متعب وجائع ، ولا أحد يعرفه في هذه المدينة ، فهو غريب ، وفي الوقت ذاته كان مؤدبا وإذا دعا الله فلا يقول : ربّ إنّي أريد كذا وكذا ، بل يقول :( رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) أي إنّه يكشف عن حاجته فحسب ، ويترك الباقي إلى لطف الله سبحانه.

لكن هلمّ إلى العمل الصالح ، فكم له من أثر محمود! وكم له من بركات

__________________

(١) «يصدر» مأخوذ من مادة «صدر» ومعناه الخروج من الماء ، «والرعاء» جمع راع ، وهو سائس الغنم.

٢١٠

عجيبة! خطوة نحو الله ملء دلو من أجل إنصاف المظلومين ، فتح لموسى فصلا جديدا ، وهيأ له. من عالم عجيب من البركات المادية والمعنوية ووجد ضالته التي ينبغي أن يبحث عنها سنين طوالا.

وبداية هذا الفصل عند ما جاءته احدى البنتين تخطو بخطوات ملؤها الحياء والعفة ويظهر منها أنّها تستحي من الكلام مع شاب غريب : رجوعهما إليه بهذه السرعة على غير ما اعتادتا عليه ، فقصتا عليه الخبر ، فأرسل خلفه( فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ ) فلم تزد على أن( قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا ) .

فلمع في قلبه إشراق من الأمل ، وكأنّه أحس بأنّ واقعة مهمّة تنتظره وسيواجه رجلا كبيرا! رجلا عارفا بالحق وغير مستعد أن يترك أي عمل حتى لو كان ملء الدلو أن يجزيه عليه ، هذا الرجل ينبغي أن يكون إنسانا نموذجيا ورجلا سماويا وإلهيّا ربّاه ما أروعها من فرصة.

أجل ، لم يكن ذلك الشخص الكبير سوى «شعيب» النّبي الذي كان يدعو الناس لسنين طوال نحو الله ، كان مثلا لمن يعرف الحق ويطلب الحق ، واليوم إذ تعود بنتاه بسرعة يبحث عن السبب ، وحين يعرف الأمر يقرر أن يؤدي ما عليه من الحق لهذا الشاب كائنا من كان.

تحرك موسىعليه‌السلام ووصل منزل شعيب ، وطبقا لبعض الروايات ، فإنّ البنت كانت تسير أمام موسى لتدله على الطريق ، إلّا أن الهواء كان يحرّك ثيابها وربّما انكشف ثوبها عنها ، ولكن موسى لما عنده من عفة وحياء طلب منها أن تمشي خلفه وأن يسير أمامها ، فإذا ما وصلا إلى مفترق طرق تدله وتخبره من أي طريق يمضي إلى دار أبيها شعيب :(١)

دخل موسىعليه‌السلام منزل شعيبعليه‌السلام ، المنزل الذي يسطع منه نور النبوّة وتشع

__________________

(١) انظر : أبو الفتوح الرازي ـ ذيل الآيات.

٢١١

فيه الروحانية من كل مكان وإذا شيخ وقور يجلس ناحية من المنزل يرحب بقدوم موسىعليه‌السلام ، ويسأله :

من أين جئت؟! وما عملك؟! وما تصنع في هذه المدينة. وما مرادك وهدفك هنا؟!

ولم أراك وحيدا؟!

وأسئلة من هذا القبيل

يقول القرآن في هذا الصدد :( فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) فأرضنا بعيدة عن سيطرتهم وسطوتهم ولا تصل أيديهم إلينا ، فلا تقلق ولا تشعر نفسك الوحشة ، فأنت في مكان آمن ولا تفكر بالغربة ، فكل شيء بلطف الله سيتيسر لك!

فالتفت موسى إلى أنّه وجد استاذا عظيما تنبع من جوانبه عيون العلم والمعرفة والتقوى ، وتغمر وجوده الروحانيّة ويمكن أن يروي ظمأه منه.

كما أحسّ شعيب أنّه عثر على تلميذ جدير ولائق ، وفيه استعداد لأن يتلقى علومه وينقل إليه تجارب العمر!

أجل كما أن موسى شعر باللذة حين وجد أستاذا عظيما كذلك أحس شعيب بالفرح والسرور حين عثر على تلميذ مثل موسى.

* * *

مسألتان

١ ـ أين كانت مدين؟!

«مدين» : اسم مدينة كان يقطنها «شعيب» وقبيلته ، هذه المدينة كانت تقع في شرق خليج العقبة [وشمال الحجاز وجنوب الشامات] وأهلها من أبناء إسماعيل

٢١٢

«الذبيح» ابن إبراهيم الخليلعليهما‌السلام ، وكانت لهم تجارة مع مصر وفلسطين ولبنان.

أمّا اليوم فيطلق على «مدين» اسم «معان».

كما أن بعضا من المفسّرين يعتقدون أن مدين اسم لجماعة كانت تعيش ما بين خليج العقبة وجبل سينا المعروف بطور سيناء ، وجاء اسمها في التوراة بـ «مديان» أيضا(١) .

كما يرى البعض : إنّ أساس تسمية هذه المدينة «بمدين» هو لأنّ أحد أبناء إبراهيم الخليل واسمه «مدين» كان يعيش في هذه المدينة(٢) .

وفي الوقت الحاضر يبدو في الخرائط الجغرافية للأردن أن إحدى مدنها في الجنوب الغربي منها ، واسمها «معان» تحمل الأوصاف ذاتها التي كانت في مدين وتنطبق عليها تماما.

٢ ـ دروس كثيرة توحي بالعبر :

في هذا القسم من قصّة موسىعليه‌السلام دروس كثيرة توحي بالعبر :

أـ إنّ أنبياء الله هم حماة المظلومين دائما ، فموسى سواء كان في مصر أو كان في مدين كان يسيئه أن يرى ظلما وتجاوزا على حقوق الآخرين ، وكان ينهض لنصرة المظلوم ولم لا يكون كذلك ، وأحد أهداف بعثة الأنبياء نصرة المظلوم.

ب ـ أداء عمل صغير لله له بركات كثيرة!

لم يفعل موسى سوى أنّه جلب دلوا من الماء وسقى الأغنام للبنتين ، ولم يكن له هدف سوى مرضاة الله الخالق سبحانه!

ولكن كم كان لهذا العمل الصغير من خير وبركة؟! لأنّه صار سببا لأن يصل

__________________

(١) راجع أعلام القرآن ، ص ٥٧٢.

(٢) راجع روح المعاني ، ج ٢٠ ، ص ٥١.

٢١٣

إلى منزل شعيب نبي الله ، وأن يتخلّص من الغربة ، وأن يجد مأوى يطمئن إليه ، وصار من نصيبه الأكل الهنيء والثياب والزوجة الصالحة ، وأهم من كل ذلك إنّه وصل إلى شعيب ، ذلك الشيخ الكبير الذي يتمتع بضمير حي وله دين سماوي ، فعاش معه عشر سنين وأصبح مهيأ لقيادة الأمة في ذلك الوقت

ج ـ إنّ رجال الله لا يتركون أي عمل سدى ـ وخاصّة ما يعمله المخلصون ـ دون أن يؤدوا أجره ولهذه السبب فإنّ شعيبا حين بلغه ما قدمه موسىعليه‌السلام من عمل ـ وهو شاب لم يكن معروفا لم يكن معروفا هناك ـ لم يقرّ حتى أرسل خلفه ليعطيه أجره.

د ـ وهذه المسألة تثير الانتباه ، وهي أن موسى كان يذكر الله دائما ، ويطلب منه العون في كل أمر ، يوكل حل مشاكله إليه.

فحين قتل القبطي وعرف أنّه «ترك الأولى» استغفر ربّه فورا و( قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ) .

وحين خرج من مصر سأل الله أن يحفظه و( قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) .

وحين وصل أرض مدين( قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ! ) .

وحين سقى أغنام «شعيب» وتولى إلى الظل دعا ربّه( فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) .

وهذا الدعاء الأخير ـ خاصة ـ الذي دعا به في وقت تحوط فيه الأزمات وهو في أشدّ الحاجات ، دعا به وهو في غاية التأدب والخشوع ، ولم يسأل الله أن يحقق له ما يحتاج ، بل سأل المزيد وقال :( رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) .

ه ـ لا ينبغي التصور أن موسىعليه‌السلام إنّما كان يذكر الله في الشدائد فحسب ، فهو لم ينس ذكر الله حتى حين كان في نعمة ورفاهية من العيش ، إذ كان يعيش في

٢١٤

قصر فرعون ـ لذلك ورد في الرّوايات «درج موسى كان يوما عند فرعون فعطس موسى فقال : الحمد لله ربّ العالمين. فأنكر فرعون ذلك عليه ولطمه وقال : ما هذا الذي تقول؟ فوثب موسى على لحيته ـ وكان طويل اللحية ـ فهلبها أي قلعها ، فآلمه ألما شديدا ، فهم فرعون بقتله فقالت له امرأته ، هذا غلام حدث لا يدري ما يقول وقد لطمته بلطمه إيّاك. فقال فرعون : بلى يدري ...» إلخ(١) .

* * *

__________________

(١) نور الثقلين ، ج ٤ ، ص ١١٧.

٢١٥

الآيات

( قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (٢٦) قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (٢٧) قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ وَاللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ (٢٨) )

التّفسير

موسى في دار شعيب :

هذا هو المقطع السادس من قصّة حياة موسىعليه‌السلام المثيرة ، جاء موسى إلى منزل شعيب ، منزل قرويّ بسيط ، منزل نظيف ومليء بالروحيّة العالية ، وبعد أن قصّ عليه قصّته ، بادرت إحدى بنتي شعيب بالقول ـ وبعبارة موجزة ـ : إنّني أقترح أن تستأجره لحفظ الأغنام ورعايتها : وقالت( يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ) .

هذه البنت التي تربّت في حجر النّبي الكبير ، ينبغي أن تتحدث بمثل هذا

٢١٦

الحديث الوجيز الكريم ، وأن تؤدي الكلام حقّه بأقلّ العبارات.

ترى من أين عرفت هذه البنت أنّ هذا الشاب قويّ وأمين أيضا؟ مع أنّها لم تره الّا لأوّل مرّة على البئر ، ولم تتّضح لها سوابق حياته!

والجواب على هذا السؤال واضح وجليّ إذ لاحظت قوته وهو ينحيّ الرعاء عن البئر ويملأ القربة الثقيلة لوحده ويطالب بحق المظلوم ، وأمّا أمانته وصدقه فقد اتّضحا لها منذ أن سارت أمامه إلى بيت أبيها ، فطلب منها أن تتأخر ويتقدمها ، لئلا تضرب الريح ثيابها!.

أضف إلى ذلك من خلال نقله قصته لشعيب فقد اتّضحت قوته في دفعه القبطي عن الإسرائيلي وقتله إيّاه بضربة واحدة وأمانته وصدقه في عدم مساومته الجبابرة.

فرضي شعيبعليه‌السلام باقتراح ابنته ، وتوجه إلى موسى و( قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ ) ثمّ أضاف قائلا :( فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ ) (١) .

وعلى كل حال ، فلا أريد إيذاءك( وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ) .

فأنّا ألتزم بالعهد والميثاق وأفي بما نتعاقد عليه ، ولا أشدّد عليك في الأمور ، وأتعامل معك معاملة حسنة وصالحة إن شاء الله.

ومن خلال هذا الاقتراح هناك أسئلة كثيرة حول الزواج من ابنة شعيب والمهر وسائر الخصوصيات ، وسنبحث عنها في البحوث القادمة إن شاء الله.

واستجابة لهذا القرار والعقد الذي أنشأه شعيب مع موسى وافق موسى

__________________

(١) هذا المضمون نفسه ورد في رواية منقولة في تفسير علي بن إبراهيم ، فقال لها شعيب : أمّا قوته فقد عرفتنيه إنّه يستقى الدلو وحده ، فبم عرفت أمانته؟ فقالت : «إنّه لمّا قال لي تأخري عنّي ودليني على الطريق فإنّا من قوم لا ينظرون في أدبار النساء عرفت أنّه ليس من الذين ينظرون أعجاز النساء فهذه أمانته».

٢١٧

و( قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ )

ثمّ أردف مضيفا بالقول :( أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَ ) أي سواء قضيت عشر سنين أو ثماني سنين «حجج» فلا عدوان علي

ومن أجل استحكام العقد بينهما جعل موسىعليه‌السلام الله كفيلا وقال :( وَاللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ! ) .

وبهذه البساطة أصبح موسى صهرا لشعيب على ابنته.

* * *

بحوث

١ ـ شرطان أساسيان للإدارة الصحيحة

في العبارة القصيرة التي وردت في الآيات المتقدمة على لسان بنت شعيب في شأن استئجار موسى ، كان من أهم الشروط وأكثرها أصالة شرطان لخّصا في «القوّة» و «الأمانة».

ومن البديهي أنّ القوّة المذكورة ـ آنفا ـ ليس المراد منها قوّة الجسم فحسب ، بل القدرة على تحمّل المسؤولية أيضا.

فالطبيب «القوي الأمين» هو الطبيب الذي له معرفة جيدة وكافية في عمله ، وله تسلّط عليه أيضا.

والمدير القوى هو الذي يعرف «أصول الإدارة» ويعرف الأهداف المطلوبة وله تسلط في وضع الخطط و «البرامج» ، وله سهم وافر في الابتكار وتنظيم الأعمال ويعبئ القوى في سبيل الوصول للهدف المعين.

وفي الوقت ذاته يكون مشفقا وناصحا وأمينا وصادقا في العمل.

والأشخاص الذين يقنعون في تحمل المسؤولية وجود الأمانة والطهارة فحسب ، هم مخطئون بمقدار خطأ من يعتمد على سمة التخصص والعلم فحسب.

٢١٨

فالمتخصصون الخونة والعلماء المنحرفون يضربون ضربتهم كما يضربها المخلصون الذين لا حظ لهم من الاطلاع والمهارة في العمل.

وإذا أردنا أن نخرّب دولة ما فينبغي أن نوكل الأمور إلى إحدى هاتين الطائفتين إلى مدراء خائنين لـ «الأمانة» ، إلى المخلصين الذين لاحظ لهم من العلم والإدارة والنتيجة واحدة.

إنّ منطق الإسلام هو أن يوكل كل عمل إلى شخص قوي أمين مقتدر ، ليصل نظام المجتمع إلى الكمال ، وإذا ما تأمّلنا في سبب زوال الحكومات في طول التأريخ ، وفكّرنا في الأمر ، وجدنا العامل الأصلي هو إيكال الأمر إلى إحدى هاتين الطائفتين اللتين تكلمنا عنهما آنفا.

ومن الطريف أنّ منهج الإسلام في جميع الأمور أنّه يقرن «العلم مع التقوى» جنبا إلى جنب.

فمرجع التقليد لا بدّ أن يكون «مجتهدا عادلا» والقاضي وكذلك القائد يجب أن يكون «مجتهدا عادلا» وبالطبع فإن شروطا أخرى ينبغي توفرها أيضا ، ولكن أساس هذه الشروط جميعا شرطان هما «العلم المقترن بالتقوى والعدل».

٢ ـ اسئلة عن زواج موسى من بنت شعيب!

ذكرنا ـ آنفا ـ أنّ الآيات المتقدمة تحمل بين ثنايها أسئلة متعددة ، وعلينا أن نجيب عليها ولو باختصار :

أـ هل يجوز من الناحية الشرعية والفقهية ، أن تكون الزوجة غير معلومة ، بل يقال عند إجراء صيغة العقد «أزوّجك إحدى البنتين مثلا»؟

والجواب : ليس من المعلوم أن العبارة السابقة( أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ ) ذكرت عند إجراء صيغة العقد بل الظاهر أنّه جرى كلام ومقدمات للعقد والزواج ، وبعد موافقة موسى على الزواج ، ثمّ تجري صيغة العقد على واحدة

٢١٩

بعينها.

ب ـ هل يمكن أن يكون المهر مجهولا ، أو مرددا بين النقصان والتمام؟!

والجواب : يفهم من لغة الآية أن المهر الواقعي كان ثماني سنوات خدمة أمّا السنتان الأخريان فموكلتان لرغبة موسى ، إن شاء أدّاهما ، وإلّا فلا!

ج ـ وهل يجوز أساسا أن يكون المهر «خدمة وعملا»؟!

وكيف يمكن الزواج من امرأة على هذا المهر والدخول بها ، والمهر بعد لم يتمّ ، ولا يمكن إتمامه في مكان واحد!

والجواب : إنّه لا دليل على عدم جواز مثل هذا المهر ، بل إطلاقات الأدلة على المهر في شريعتنا ـ أيضا ـ تشمل كل شيء ذي قيمة!

كما أنّه لا يلزم أداء المهر في مكان واحد ، بل يكفي أن يكون في ذمّة الرجل ، والمرأة مالكة له.

وأصل السلامة والاستصحاب يقضيان أنّ هذا الرجل يحيا مدّة ويستطيع أداء هذا المهر.

د ـ أساسا كيف يمكن جعل الخدمة للأب مهرا للبنت؟! فهل المرأة بضاعة تباع في مقابل الخدمة(١) ؟!

والجواب : لا شكّ أن شعيبا كان يحرز رضا ابنته على مثل هذا المهر ، ولديه وكالة منها على هذا العقد ، وبتعبير آخر : إن المالك الأصلي لما في ذمّة موسى ، هي زوجته «بنت شعيب».

ولكن حيث أنّهم كانوا يعيشون في بيت واحد وفي غاية الصفاء والنقاء ، ولم تكن بينهم فرقة وانفصال «كما هي الحال بالنسبة إلى كثير من الأسر القروية

__________________

(١) قال المحقق الحلي في الشرائع «يصح العقد على منفعة كتعليم الصنعة والسورة من القرآن وكل عمل محلل ، وعلى إجارة الزوج نفسه مدّة معينة» ويضيف الفقيه الكبير الشيخ محمّد حسن صاحب الجواهر بعد ذكر تلك العبارة قوله : «وفاقا للمشهور» (جواهر الكلام ، ج ٣١ ، ص ٤).

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

الملك الجبّار.

هكذا جاء قلب الحقائق، وتبديل المخازي محاسن، وثبتها مقلوبة في ذمّة التاريخ.

هذا وقد تمّ ترقيم هذا البحث بجوار مشهد الإمام الرضا (عليه السلام) بخراسان في ظهيرة يوم الجمعة سادس عشر ربيع الثاني عام 1423 هـ ق = 7 / 4 / 1381 هـ ش.

والحمد للّه رب العالمين - محمّد هادي معرفة

٥٦١

٥٦٢

المصادر

آراء المستشرقين حول القرآن الكريم: عمر إبراهيم رضوان، دار طيبة - الرياض، 1413.

الآثار الباقية عن القرون الخالية: أبو ريحان البيروني، وزارت فرهنك وإرشاد إسلامي - طهران - 2000م.

آلاء الرحمان في تفسير القرآن: الشيخ محمّد جواد البلاغي، مكتبة الوجداني - قم - الطبعة الثانية.

الإتقان في علوم القرآن: جلال الدين السيوطي، مطبعة المشهد الحسيني - القاهرة - 1387.

الاحتجاج: أبو منصور أحمد بن علي الطبرسي، النجف - 1386.

أحكام القرآن: أبو بكر أحمد بن علي الجصّاص، دار الكتاب العربي - 1335.

إحياء علوم الدين: أبو حامد الغزالي، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1358.

الأخبار الطوال: أحمد بن داود الدينوري، القاهرة - 1960 م.

أساس البلاغة: جار اللّه الزمخشري، دار الكتب - مصر - 1973م.

الاستبصار: الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، دار الكتب الإسلامية - طهران - 1390.

الإسرائيليات والموضوعات: أبو شهبة محمّد بن محمّد، مكتبة السنّة - القاهرة - 1408.

أُسد الغابة: ابن الأثير، المطبعة الوهبية - 1280.

الإصابة في تمييز الصحابة: ابن حجر العسقلاني، مطبعة السعادة - مصر - 1328.

إعراب القرآن: المنسوب إلى الزّجاج، القاهرة - 1963 م.

الأعلام: خير الدين الزركلي، بيروت - 1390.

الأمالي: السيد الشريف المرتضى علم الهدى، دار الكتاب العربي - بيروت - 1387.

الأمالي: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، النجف - 1389.

إملاء ما مَنَّ به الرحمان: أبو البقاء العكبري، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1380.

بحار الأنوار: محمّد باقر المجلسي، مؤسسة الوفاء - بيروت - 1983م.

بداية المجتهد: محمّد بن أحمد (ابن رشد الأندلسي)، مكتبة الكلّيات الأزهرية - مصر - 1389.

البداية والنهاية: ابن كثير، مكتبة المعارف - بيروت - 1977م.

البرهان في علوم القرآن: بدر الدين الزركشي، دار إحياء الكتب العربية - 1376.

البيان في تفسير القرآن: آية اللّه السيد أبو القاسم الخوئي، المطبعة العلمية - قم - 1394.

تأريخ الطبري: محمّد بن جرير، دار المعارف - مصر - 1971م.

تأريخ القرآن: نولديكه: (نقلاً عن آراء المستشرقين).

تأويل مشكل القرآن: ابن قتيبة، دار التراث - القاهرة - 1393.

التبيان في تفسير القرآن: الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، دار الكتب الإسلامية - طهران - 1390.

تفسير ابن أبي حاتم: عبد الرحمان الرازي، المكتبة العصرية - بيروت - 1419.

تفسير ابن كثير (تفسير القرآن العظيم): ابن كثير، دار إحياء الكتب العربية - مصر.

٥٦٣

تفسير البحر المحيط: أبو حيان الأندلسي، دار الفكر - بيروت - 1398.

تفسير البرهان: السيد هاشم بحراني، مؤسسة الأعلمي - بيروت - 1419.

تفسير البيضاوي: عبد اللّه بن عمر البيضاوي، مؤسسة شعبان - بيروت.

تفسير التحرير والتنوير: ابن عاشور، مؤسسة التأريخ العربي - بيروت - 1420.

تفسير الجلالين: دار إحياء الكتب العربية - مصر - 1342.

تفسير الجواهر في تفسير القرآن الكريم: الشيخ طنطاوي جواهري، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1350.

تفسير الصافي: المولى محمد محسن الكاشاني، المطبعة الإسلامية - طهران - 1384.

تفسير العيّاشي: أبو نضر محمّد بن مسعود، المكتبة العلمية الإسلامية - طهران.

تفسير الفرقان: الدكتور محمد الصادق، إسماعيليان - قم - 1410.

تفسير القاسمي (محاسن التأويل): محمّد جمال الدين القاسمي، مؤسسة التأريخ العربي - بيروت - 1415.

تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن): محمّد بن أحمد القرطبي، القاهرة - 1387.

تفسير القمّي: علي بن إبراهيم القمّي، النجف - 1387.

تفسير الماوردي (النكت والعيون): أبو الحسن علي بن محمّد - دار الكتب العلمية - بيروت - 1412.

تفسير المراغي: أحمد مصطفى المراغي، مصر - دار الفكر.

تفسر المنار: الشيخ محمّد عبده، تأليف محمد رشيد رضا، دار المعرفة - بيروت.

تفسير جزء عَمّ (تفسير القرآن العظيم): محمّد عبده نشر أدب الحوزة - 1341.

تفسير عبد الرزّاق: ابن همّام، دار الكتب العلمية - بيروت - 1419.

تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان: نظام الدين النيسابوري (هامش جامع البيان للطبري).

تفسير مقاتل بن سليمان: مؤسسة التأريخ العربي - بيروت - 1423.

التفسير الكبير (مفاتيح الغيب): فخر الدين الرازي، الطبعة الثانية - دار الكتب العلمية - طهران.

تفسير نور الثقلين: الشيخ عبد العلي الحويزي، إسماعيليان - قم - 1415.

التفسير المبين: محمّد جواد مغنية، دار الكتاب الإسلامي.

التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): مطبعة مهر - قم - 1409.

التوحيد: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، دار المعرفة - بيروت.

تنزيه الأنبياء: السيد الشريف علم الهدى، مكتبة بصيرتي - قم.

تنزيه القرآن عن المطاعن: القاضي عبد الجبار، دار النهضة الحديثة - بيروت.

تهذيب التهذيب: ابن حجر العسقلاني، دار صادر - بيروت - 1325.

ثواب الأعمال: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، النجف - 1392.

جامع البيان في تفسير القرآن: محمد بن جرير الطبري، دار المعرفة - بيروت - 1392.

جامع الشواهد: محمّد باقر الشريف الأردكاني، الطبعة الحجرية.

جمهرة اللغة: ابن دريد محمّد بن الحسن البصري، حيدر آباد الدكن - 1345.

جواهر الكلام: الشيخ محمّد حسن النجفي، دار إحياء التراث العربي - بيروت - 1981م.

٥٦٤

حياة محمّد (صلّى اللّه عليه وآله): محمّد حسين هيكل، مطبعة مصر - القاهرة - 1354.

الحيوان: الجاحظ أبو عثمان عمرو بن بحر، تحقيق يحيى الشامي، دار مكتبة الهلال - بيروت - 1986م.

الحيوان للدراسات العليا في جامعة بغداد.

الخرائج والجرائح: قطب الدين الراوندي، مؤسسة الإمام المهدي (عليه السلام) - قم - 1409.

الخراج: القاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم، دار المعرفة - بيروت - 1399.

الخصال: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، مكتبة الصدوق - طهران - 1389.

الخطط المقريزية: أحمد بن علي المقريزي، دار العرفان - بيروت.

الخلاف: الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، طهران - 1382.

دائرة المعارف الإسلامية الكبرى: إشراف كاظم البجنوردي، طهران - 1991م.

دائرة المعارف الإسلامية (المترجمة إلى العربية): دار المعرفة - بيروت.

دائرة معارف القرن العشرين: محمّد فريد وجدي، مطبعة دائرة معارف القرن العشرين - 1386.

الدرّ المنثور: جلال الدين السيوطي، دار الفكر - بيروت - 1414.

الدروس الشرعية: الشهيد محمّد بن مكي العاملي، الطبعة الحجرية.

الدفاع عن القرآن ضدّ منتقديه: عبد الرحمان بدوي، مكتبة مدبولي الصغير.

دعائم الإسلام: القاضي أبو نعيمة النعمان المصري، دار المعارف، مصر - 1965م.

ذو القرنين القائد الفاتح والحاكم الصالح (سلسلة القصص القرآني): محمّد خير رمضان يوسف، دار القلم - دمشق - 1415.

الرحلة المدرسة: الشيخ محمّد جواد البلاغي، النجف.

روح المعاني: أبو الفضل محمود الآلوسي، إدارة الطباعة المنيرية - مصر.

الروض الأنف: عبد الرحمان السهيلي، مكتبة الكلّيات الأزهرية - 1391.

سعد السعود: ابن طاووس سيد رضي الدين، افست مؤسسة النشر الرضي، قم - 1362.

سنن ابن ماجه (سنن المصطفى): أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد، دار الفكر - بيروت.

سنن البيهقي (السنن الكبرى): أبو بكر أحمد بن الحسين، دار المعرفة - بيروت.

سنن الترمذي: محمّد بن عيسى الترمذي، المكتبة الإسلامية.

سنن الدارمي: عبد اللّه بن عبد الرحمان، دار إحياء السنّة النبوية.

السنن الكبرى: أحمد بن الحسين البيهقي، دار المعرفة - بيروت - 1406.

سنن النسائي: أبو عبد الرحمان أحمد بن شعيب، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1383.

سنن أبي داود: سليمان بن الأشعث، دار إحياء السنّة النبوية.

سيبويه: أبو بشر عمرو، مؤسسة الأعلمي - بيروت - 1387.

سير أعلام النبلاء: شمس الدين الذهبي، مؤسسة الرسالة - بيروت - 1410.

السيرة النبوية: ابن هشام، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1355.

شبهات حول الإسلام: سيد محمّد قطب، مكتبة وهبة - الطبعة الثالثة - 1958م.

٥٦٥

شرح الكافية في النحو: الشيخ رضي الدين الإسترابادي، دار الكتب العلمية - بيروت.

شرح المعلّقات السبع: الحسين بن أحمد الزوزني، منشورات أرومية - قم - 1405.

شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد - دار إحياء ا لكتب العربية - مصر - 1965م.

الصحاح: إسماعيل بن حماد الجوهري، دار العلم للملايين - بيروت - 1376.

صحيح البخاري: أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري، مطابع الشعب - 1378.

صحيح مسلم: أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، مكتبة محمّد علي صبيح - 1334.

العرب قبل الإسلام: جرجي زيدان، دار الهلال - القاهرة.

علل الشرائع: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، النجف - 1385.

علم اليقين: المولى محمّد محسن الفيض الكاشاني، بيدار - قم - 1400.

عوالي الآلئ: ابن أبي جمهور الإحساني، سيد الشهداء - قم - 1403.

العين: الخليل ابن أحمد الفراهيدي، دار الهجرة - قم - 1405.

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، النجف - 1390.

غنية النزوع: ابن زهر السيد حمزة بن علي، مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام) - قم - 1417.

فتح الباري: ابن حجر العسقلاني، دار المعرفة - بيروت - 1300.

الفتوحات المكية: محيي الدين ابن عربي، دار صادر، بيروت.

الفصل في الملل والنحل: ابن حزم علي بن أحمد، دار المعرفة - بيروت - 1395.

الفقه على المذاهب الأربعة: عبد الرحمان الجزيري، دار إحياء التراث العربي - بيروت - 1406.

فقه اللغة وسرّ العربية: أبو منصور الثعالبي، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1392.

الفن القصصي في القرآن الكريم: محمّد أحمد خلف اللّه، مع شرح وتعليق خليل عبد الكريم، مؤسسة الانتشارات العربي - بيروت - 1999م.

في ظلال القرآن: سيد قطب، الطبعة السادسة.

قرب الإسناد: عبد اللّه بن جعفر الحميري، النجف.

قصص الأنبياء: عبد الوهاب النجار، دار الثقافة - بيروت - 1386.

القصص القرآني: السيد محمّد باقر الحكيم، المركز العالمي للعلوم الإسلامية - قم - 1416.

قصّة الحضارة: ول ديورانت، لجنة التأليف والترجمة - القاهرة - 1956م.

الكافي: أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني، دار الكتب الإسلامية - طهران - 1389.

الكافي في الفقه: أبو الصلاح الحلبي، مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) - أصفهان.

الكامل في التاريخ: ابن أثير، دار صادر - بيروت - 1399.

الكتاب المقدّس (كتب العهد القديم والعهد الجديد): جمعية التوراة البريطانية والأجنبية.

الكشّاف: جار اللّه الزمخشري، الطبعة الثالثة - دار الكتب العلمية - طهران.

كفاية الأثر: الخزار الرازي، الطبعة الحجرية - 1305، في مجموعة كتب.

كمال الدين: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، طهران - 1390.

٥٦٦

كنز العمال: علي المتقي الهندي، مؤسسة الرسالة - بيروت - 1405.

لسان العرب: ابن منظور، بيروت - 1376.

لسان الميزان: ابن حجر العسقلاني، مؤسسة الأعلمي - بيروت - 1390.

المبسوط: الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن، المطبعة الحيدرية - طهران.

متشابهات القرآن ومختلفه: محمّد بن علي بن شهر آشوب، بيدار - قم - 1369.

المجازات النبوية: السيد الشريف الرضي أبو الحسن محمّد، مؤسسة الحلبي - القاهرة - 1387.

مجمع الأمثال: أحمد بن محمد الميداني، بيروت - دار الفكر - 1393.

مجمع البيان: أبوعلي الفضل بن الحسن، المكتبة الإسلامية - طهران - 1383.

المحاسن: أحمد بن محمد البرقي، المجمع العالمي لأهل البيت - قم - 1413.

المحّجة البيضاء: الفيض الكاشاني، مؤسسة النشر الإسلامي - قم - الطبعة الثانية.

المختلف (مختلف الشيعة): العلاّمة الحسن بن يوسف الحلّي، مكتب الإعلام الإسلامي - قم - 1417.

مختصر في شواذ القرآن: ابن خالويه، مصر - 1934م.

مذاهب التفسير الإسلامي: جولد تسيهر، تعريب عبد الحليم النجار، القاهرة - 1374.

مروح الذهب: أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي، المكتبة التجارية الكبرى - مصر - 1384.

مسائل علي بن جعفر: مؤسسة آل البيت - قم - 1409.

المستدرك على الصحيحين: الحاكم النيسابوري، مكتبة المطبوعات الإسلامية - حلب.

مستدرك الوسائل: ميرزا حسين النوري الطبرسي، مؤسسة آل البيت - قم - 1407.

المسند: أحمد بن الحنبل، دار صادر - بيروت.

مشكل إعراب القرآن: مكي بن أبي طالب، بغداد - 1975م.

المصاحف: أبو بكر عبد اللّه السجستاني، المطبعة الرحمانية - مصر - 1355.

المطوّل: سعد الدين مسعود التفتازاني، افست الداوري - قم.

معاني الأخبار: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، النجف.

معاني القرآن: يحيى بن زياد الفرّاء، مصر - 1972.

المعجزة الخالدة: السيد هبة الدين الشهرستاني، مكتبة الجوادين - الكاظمية.

معجم البلدان: شهاب الدين الياقوت الحموي، دار صادر - بيروت - 1376.

المعجم الزوولوجي: محمد كاظم الملكي، النجف - 1376.

معجم لغات القرآن (نثر طوبى): أبو الحسن الشعراني، ملحق تفسير أبي الفتوح الرازي.

معجم مقاييس اللغة: ابن فارس أبو الحسين أحمد، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1392.

المعجم الوسيط: دار إحياء التراث العربي - بيروت.

المعرب: أبو منصور الجواليقي، دار القلم - دمشق - 1410.

مغني اللبيب: ابن هشام جمال الدين يوسف، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد والطبعة الحجرية.

مفاهيم جغرافية في القصص القرآني: عبد العظيم عبد الرحمان خضر، دار الشروق - السعودية - 1401.

٥٦٧

مفتاح الكرامة: السيد محمّد جواد العاملي، مؤسسة آل البيت.

المفردات: الراغب الأصفهاني، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1381.

مقدمة ابن خلدون: عبد الرحمان بن محمّد، المكتبة التجارية الكبرى - القاهرة.

المقنعة: الشيخ محمد بن محمد بن نعمان المفيد، مؤسسة النشر الإسلامي - قم - 1410.

ملحق ترجمة كتاب (مقالة في الإسلام لتسدال): هاشم العربي، مطبعة النيل المسيحية - مصر - 1925 م.

المناقب (مناقب آل أبي طالب): مكتبة علامة - قم.

مَن لا يحضره الفقيه: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، دار الكتب الإسلامية - طهران - 1390.

منهاج الصالحين: آية اللّه السيد أبو القاسم الخوئي، الطبعة الخامسة - المطبعة العلمية - قم - 1395.

المهذّب: القاضي ابن البرّاج، مؤسسة النشر الإسلامي - قم - 1406.

الموسوعة المصرية: لجنة التحرير، وزارة الثقافة والإعلام - مصر.

الميزان في تفسير القرآن: العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي - طهران - دار الكتب الإسلامية.

نهاية المرام: السيد محمد بن علي العاملي (صاحب المدارك)، مؤسسة النشر الإسلامي - قم - 1413.

النهاية في مجرّد الفقه والفتاوى: الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن، دار الكتاب العربي - بيروت - 1390.

نهج البلاغة: تصحيح صبحي الصالح، بيروت - 1387.

النوادر: فضل اللّه بن علي الراوندي، دار الحديث - قم.

الهدى إلى دين المصطفى: الشيخ جواد البلاغي، النجف - 1385.

الهيئة والإسلام: السيد هبة الدين الشهرستاني، النجف - 1384.

الوافي بالوفيات: صلاح الدين خليل بن ايبك الصفدي، دار إحياء التراث العربي - بيروت - 1420.

وسائل الشيعة: الشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي، مؤسسة آل البيت - قم - 1412.

مصادر فارسية

ايران باستان: حسن بيرنيا (مشير الدولة)، ابن سينا، - طهران - 1344.

تاريخ تمدن إسلامي: ويل دورانت، الطبعة الرابعة - طهران - 1373ش.

تاريخ إيران: حسن بيرينا: مكتبة خيام - طهران.

تاريخ هيرودوت: ترجمة المازندراني، وزارات فرهنك وهنر - تهران.

تفسير أبي الفتوح الرازي (روح الجِنان وروح الجَنان): المطبعة الإسلامية - طهران - 1352ش.

تفسير أبي مسلم (بررسي آراء ونظرات تفسيري أبو مسلم أصفهاني): قم - 1374ش.

تفسير نمونه: لجنة التأليف، دار الكتب الإسلامية - قم - الطبعة الأولى.

قاموس كتاب مقدس: جيمس هاكس، مكتبة ظهوري - طهران - 1928م.

كورش كبير ذو القرنين: أبو الكلام آزاد، ترجمة باستاني باريزي - نشر علم - طهران - 2001 م.

لغت نامه: دهخدا، جامعه طهران - 1419.

٥٦٨

الفهرس

الباب الأول : هل للقرآن من مصادر؟ 6

الوحي مصدر القرآن الوحيد! 7

شرائع إبراهيميّة منحدِرة عن أصل واحد 11

وحدة المنشأ هو السّبب للتّوافق على المنهج 13

القرآن يشهد بأنّه مُوحى 14

القرآن في زُبُر الأوّلين 14

( أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) 15

مقارنة عابرة بين القرآن وكُتب سالفة مُحرّفة 16

معارف فخيمة امتاز بها الإسلام 16

جلائل صفات اللّه في القرآن 17

وصْفُه تعالى كما في التوراة 18

الله يصول ويجول ضدّ بني آدم 20

الإنسان سرّ الخليقة 21

مِيزات الإنسان الفطريّة 22

خلقتُ الأشياء لأجلك وخلقتك لأجلي! 25

الحفاظ على كرامة الأنبياء 25

إبراهيم، لم يَكذب قطّ! 28

قصّة الطوفان في التوراة 29

حادث الطوفان في القرآن 30

مواضع عِبر أغفلتها التوراة 31

هل عمّ الطوفان وجه الأرض؟ 32

نقض فرضية الشمول 33

الطوفان ظاهرة طبيعيّة حيث أرادها الله 34

لا شاهد على شمول الطوفان 37

٥٦٩

آثار جيولوجيّة 38

( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرضِ ) 39

( لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) 39

( قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ) 41

( وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ) 43

( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ) 46

( فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاّ خَمْسِينَ عَاماً ) 47

( وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ ) 48

نوح (عليه السلام) بعد الهبوط 50

والدُ إبراهيم (عليه السلام) تارَح أو آزر؟ 51

الذبيح هو إسماعيل وليس بإسحاق! 55

قصّة لوط مع ابنتَيه كما هي في التوراة 57

يعقوب ينتهب النبوّة من أخيه عيسو! 58

يعقوب يصارع الربّ 59

خروج بني إسرائيل وتجاوزهم البحر 59

قصّة العجل والسامري 62

مواضع الاختلاف بين القرآن والتوراة بشأن العجل 63

نظرة في قولة السامري 66

ما كانت صفة العِجل؟ 68

مَن هُو السامريّ؟ 69

مَن هُو قارون؟ 70

( مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ ) 71

حادث نُتُوق الجبل فوقَ رؤوسِ بني إسرائيل 72

قصّة داود وامرأة اُوريّا 77

القرآن والأناجيل 78

الصدّيقة مريم (عليها السلام) 79

٥٧٠

يا أُخت هارون 83

ابنة عمران 85

تأليه الصدّيقة مريم! 86

ويكلّم الناس في المهد وكهلاً 88

مريم تعودُ بابنها وقد جاوزَ سنَّ الرضَاعة 91

عيسى يحاجّ العلماء في سنٍّ مبكّرٍ 93

الكُهولة هو تخطّي الثلاثين 93

التبشير بِمَقدم رسول الإسلام مُحمّد (صلّى الله عليه وآله) 94

قِصّة الصّلب 97

مسألة التوفّي 102

الباب الثاني: القرآن وثقافات عصره! 110

التأثّر بالبيئة! 111

هل تأثّر القرآن بثقافات عصره؟ 111

1 - مُجاراة في الاستعمال 112

2 - خطاب القرآن عامّ 113

3 - حقيقة لا تخييل 114

ثقافات جاهليّة كافَحَها الإسلام 115

المرأة وكرامتها في القرآن 115

وللرجال عليهنّ درجة 117

تفضيل البنين على البنات 121

للذكر مثل حظّ الأُنثيين 124

محاولات فاشلة 126

دية المرأة على النصف! 129

المرأة في مجال الشهادة 132

المرأة في مجال القضاء 136

المرأة في مجال الحضانة 137

٥٧١

الطلاق والعِدّة والعدد 139

واضربوهنّ! 149

وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ 158

تعدّد الزوجات 162

تعدّد زوجات النبيّ 167

تحرير الرقيق تدريجيّاً 174

خرافات جاهليّة بائدة 186

الجنّ في تعابير القرآن 187

كلام عن مَسّ الجنّ 190

التشبيه في رؤوس الشياطين 191

أوصاف جاءت على مقاييس عامّة 195

كلام عن السحر في القرآن 202

أقسام السحر 205

سَحَرَةُ فرعون 220

سَحَرة بابل 222

ظواهر روحيّة غريبة 227

كلامٌ عن إصابة العين 229

نظرة فاحصة عن إصابة العين 232

هل تأثّر القرآن بالشعر الجاهلي؟ 237

الاقتباس 238

هل في القرآن تعابير جافية؟ 240

( الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا ) 240

( فَخَانَتَاهُمَا ) 241

٥٧٢

الباب الثالث: مُوهم الاختلاف والتناقض 243

كلام عن مُوهم الاختلاف في القرآن 244

السلامة من الاختلاف إعجاز! 248

الأسباب المـُوهِمة للاختلاف 249

( هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ) 252

( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) 253

( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ) 255

( إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ) 256

( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) 258

تساؤل بعضهم بعضاً 260

( لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ) 262

( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ) 263

( وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ) 264

مواطن القيامة متفاوتة 266

( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ) 268

( وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً ) 269

مضاعفة العذاب 269

التكليم من وراء حجاب 270

نظرة أو انتظار؟ 271

التناسي أو النسيان 272

كسب التأنيث والتذكير 273

فرعون يُقتّل أبناء إسرائيل قبل بعثة موسى أم بعدها؟ 275

التقدير أَزلاً أم في ليلة القَدر؟ 276

متى وقع التقدير؟ وهل لا يتنافى التقدير مع الاختيار؟ 277

( إِنْ مِنْكُمْ إِلاّ وَارِدُهَا ) 279

( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) 281

٥٧٣

( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) 282

أسئلة مع أجوبتها لابن قتيبة 286

اختلاف القراءة هل يُوجب اختلافاً في القرآن؟ 287

القرآن شيءٌ والقراءات شيءٌ آخر 288

موهم الاختلاف والتناقض زيادةً على ما سبق 291

مطاعن ردّ عليها قطب الدِّين الراوندي 303

الباب الرابع: هل هناك في القرآن مُخالفات مع العِلم أو التأريخ أو الأدب؟ 311

مُخالفات علميّة؟! 312

هل هناك في القرآن ما يُخالف العِلم؟ 312

( وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ) 312

( وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) 318

( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا ) 320

فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً 321

وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ 322

سبع سماوات عُلا 328

مسائل ودلائل 334

1 - ( كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) 334

2 - ( فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ ) 334

3 - ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) 336

4 - ( أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً ) 336

5 - ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ) 337

6 - ( وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ ) 338

7 - ( وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ) 342

تقاسيم الأرض 343

مُحتَملات ثلاثة 343

أَرضون لا تُحصى 344

٥٧٤

المـُختار في تفسير (مِثلهنّ) 345

8 - ( وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ) 347

أخطاء تأريخيّة! 349

مشكلة هامان 349

فأَوقِد لي يا هامان على الطين! 354

صناعة الآجُرّ واستخدامه مُنذ عهد قديم! 355

قولة اليهود: يد اللّه مغلولة! 356

قولة اليهود: عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ!! 362

قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ 363

عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ 364

فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ 366

مَن هو فرعون موسى؟ 367

( كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ) 367

شُبهة وجود اللَحن في القرآن 368

ليس في القرآن لَحن 369

( وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً ) 375

( وَنُقَدِّسُ لَكَ ) 376

ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ 376

( وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً ) 378

( وَطُورِ سِينِينَ ) 379

( سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) 381

( وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ) 382

ثلاثة قروء 383

الالتفات وتنوّع الكلام 384

( جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ ) 387

( قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً ) 387

٥٧٥

( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا ) 390

( أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا ) 391

( إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ) 391

( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ ) 392

( وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) 393

موارد زَعَموا فيها مخالفات في عَودِ الضمير! 395

تغليب جانب ذوي العقول 397

استعارة تخييليّة 398

مُثنّى يُراد به الجماعات 401

جمعٌ يراد به الاثنان فما فوق 402

يجوز في جماعة غير ذوي العقول اعتبار جمع التأنيث 406

التعبير عن العقلاء بـ (ما) الموصولة 408

ضمائر تُخالِف مَراجِعَها 412

ما يستوي فيه المفرد والجمع 415

الباب الخامس: القَصَص القرآني على منصّة التحقيق  418

أُسلوب القِصّة في القرآن 420

مِيزات القصّة في القرآن 421

أغراض القصّة في القرآن 425

أسرار التَّكرار في القَصَص القرآني 431

الحرّية الفنّية في قَصَص القرآن 432

حالات كائنة أَبرزها الترسيم 437

القِصّة في القرآن حقيقة واقعة 439

وَقفة فاحصة 449

حديث ابني آدم! 452

٥٧٦

حديث الطُوفان والسفينة 454

حديثُ عادٍ وثَمود وقومِ هود 454

ناقة صالح! 458

حديث سدوم! 460

أصحاب الكهف والرقيم! 461

مَن هُم أصحاب الكهف؟ 463

متى كان هذا الهُروب واللجوء؟ 465

حديث ذي القرنَينِ 468

نحو مَغرب الشمس! 475

وجدها تَغرب في عينٍ حَمِئة! 478

من هم يأجوج ومأجوج؟ 487

يأجوج ومأجوج في التأريخ 495

أين السدّ وأين موضعه الآن؟ 497

التحضّر البشري في عهد ذي القَرنَينِ 497

سدّ كورش (ذي القَرنَينِ) التأريخي 505

بناء جِدار (دربند) 508

جدار (دربند) 509

شكوك حول كورش: هل هو ذو القَرنَينِ؟ 512

ذو القَرنَينِ في الروايات 515

إزاحة شُبُهات 516

كورش هو ذلك العبد الصالح؟ 517

وثيقة إعلان حقوق الأُمَم 521

أنا كورش 522

وثيقة إعلام تحرير اليهود 523

هنا ملحوظة 526

٥٧٧

سدّ مأرب العظيم! 530

مَن الذي بنى سدّ مأرب؟ 535

سور الصين الكبير! 542

لمحة عن الإسكندر المقدوني! 546

تسع آيات إلى فرعون وقومه! 551

لمحة عن حياة بني إسرائيل في مصر 555

المصادر 563

٥٧٨

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592