الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٢

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل13%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 592

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 592 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 174875 / تحميل: 5996
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

والظاهر أن القضية ذاتها كانت عجيبة عند سليمان ، بحيث تحذّر نملة صويحباتها من النمل تحذرهنّ من تحطيم سليمان وجنوده إياهن وهم لا يشعرون :فضحك من أجلها!

وقال بعضهم : كان ضحك سليمان سرورا منه بأن عرف أن النمل تعترف بتقواه وعدالته وتقوى جنوده وعدالتهم.

وقال بعضهم : كان ضحكه وتبسمه لأنّ الله أعطاه هذه القدرة ، وهي أنّه برغم جلجلة جيشه ولجبه فإنّه التفت إلى صوت النملة مخاطبة بقية النمل فلم يغفل عنها.

وعلى كل حال ، فإن سليمان توجه نحو الله داعيا وشاكرا مستزيدا فضله( وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَ ) (١) .

أي ، لتكون لي القدرة أن استعمل هذه النعم جميعها في ما أمرتني به وما يرضيك ، ولا أنحرف عن طريق الحقّ فإن أداء شكر هذه النعم لا يكون إلّا بتوفيقك وإعانتك.( وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ ) وهو يشير إلى أن بقاء هذا الجيش وحكومته وتشكيلاتها الواسعة غير مهم بالنسبة إليه ، بل المهم أن يؤدي عملا صالحا يرضي به ربّه ، وحيث أن «أعمل» فعل مضارع فهو دليل على طلب استمرار التوفيق من قبل الله له.

والطلب الثّالث الذي طلبه سليمان من ربّه ، كما حكته الآية ، هو أن يجعله في زمرة الصالحين ، إذ قال :( وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ )

* * *

__________________

(١) «أوزعنى» من مادة (إيزاع) ومعناه «الإلهام» ، أو المنع عن الانحراف ، أو إيجاد العشق والتعلق ، إلّا أن أغلب المفسّرين اختاروا المعنى الأوّل.

٤١

بحوث

١ ـ معرفة سليمان بلغة الحيوانات ومنطقها

ليس لنا كثير معرفة بعالم الحيوانات وما يزال الغموض أو الإبهام يكتنف هذا العالم ويلقي عليه ظلاله ، بالرغم من التقدم العلمي في هذا المجال.

إنّنا نرى آثار ذكاء الحيوانات ومهارتها في كثير من أعمالها فبناء خلايا النحل بشكلها المنظّم الدقيق ، ودقة النمل في جميع ما يحتاج للشتاء ، وكيفية ذخيرته ومذخره! ودفاع الحيوانات عن نفسها عند مواجهتها العدوّ ، وحتى معرفتها بكثير من الأمراض ، والعثور على بيوتها وأوكارها من الأماكن البعيدة ، وقطع المسافات الطويلة للوصول إلى هدفها وتوقّعها عن حوادث المستقبل وأمثالها.

كل هذه الأمور تدل على أن في دنيا الحيوانات المجهولة كثيرا من الوسائل الغامضة التي لا نعرف حلّها!.

ثمّ بعد هذا كلّه فإنّ كثيرا من الحيوانات تقوم بأعمال مذهلة نتيجة للتعلم والتربية يعجز عنها حتى الإنسان.

إلّا أنّه ليس من الواضح أنّ هذه الحيوانات إلى أية درجة هي خبيرة بدنيا الناس! ترى هل تعلم الحيوانات واقعا : من نحن؟! وما نعمل؟ وقد لا نعهد في هذه الحيوانات ذكاء بهذا المستوى ، إلّا أن هذا لا يعني نفيه وسلبه عنها.

فعلى هذا الحساب إذا كنّا قرأنا في القصّة السابقة أن النمل علم بمجيء سليمان وجنوده ، وحذر من البقاء ، وأنّه يجب التوجه نحو مساكنه لئلا يحطمه سليمان وجنوده وسليمان عرف هذا الموضوع تماما فلا مجال للعجب.

ثمّ بعد هذا فإن حكومة سليمان ـ كما قلنا آنفا ـ كانت خارقة للعادات مقرونة بالمعاجز ، فعلى هذا الأساس أبدى بعض المفسّرين اعتقادهم بأن هذا

٤٢

المستوى من الاطلاع والمعرفة ـ من قبل فئة من الحيوانات في عصر سليمان ، هو بنفسه إعجاز خارق للعادة ، ولا يمنع أن لا نرى ذلك عينه في سائر العصور والقرون.

والغرض أنّه لا دليل عندنا على حمل قصّة سليمان والنمل ، أو سليمان والهدهد ، على الكناية أو لسان الحال ، مع إمكان حفظ الظاهر وحمله على المعنى الحقيقي(١) !

٢ ـ سليمان وإلهامه الشكر لله

إن واحدة من أفضل العلامات لمعرفة الحكام الإلهيين وتمييزهم عن الحكام الجبابرة ، هي أن الجبابرة حين يصلون إلى القدرة يغرقون في الغرور والغفلة ، وينسون القيم الإنسانية كلّها ويندكّون بشدّة في أنانيتهم!

إلّا أن الحكام الإلهيين حين ينالون القدرة يحسّون بأعباء المسؤولية فيتوجهون نحو الله أكثر من أي وقت مضى ، ويسألونه العون والقدرة على أداء رسالتهم كما أن «سليمان» بعد أن وصل إلى تلك القدرة. كان أهم شيء عنده أن يسأل الله الشكر على نعمه ، والإفادة من هذه المواهب في مسير رضاه وسعادة عباده!.

وممّا يلفت النظر أن يبدأ طلبه بعبارة( أَوْزِعْنِي ) ومفهومه الإلهام الوجداني وإعداد القوى الباطنية كلها لأداء هذا الهدف الكبير. ومعناها : اللهم تفضل علي بقدرة وطاقة تجعلني أعبئ كل قواي الداخلية لأداء شكرك ، وأداء ما عليّ من مسئولية ودلّني على السبيل إليك ، لأنّ الطريق طويل صعب محفوف

__________________

(١) تحدثنا في تفسير الآية (٣٨) من سورة الأنعام عن هذا الشأن أيضا

٤٣

بالمخاوف والمخاطر طريق أداء حقوق جميع الناس في مثل هذه الحكومة الواسعة.

إنّه لا يطلب الإيزاع على شكر نعم الله عليه فحسب ، بل يطلب في الوقت ذاته أن يؤدي الشكر على المواهب والنعم التي أنعمها الله على والديه لأنّ كثيرا من مواهب وجود الإنسان يرثها عن والديه وممّا لا شك فيه أن الإمكانات التي يمنحها الله للوالدين تعين الأبناء كثيرا في سبيل الوصول لأهدافهم.

٣ ـ سليمان والعمل الصالح

ممّا يلفت النظر أن سليمان رغم حكومته وسلطنته التي لا نظير لها ، وتلك القدرة الواسعة ، إلّا أنّه يطلب من الله يوفقه للعمل الصالح باستمرار ، وأهم من ذلك وأسمى أن يكون في زمرة عباده الصالحين.

ويستفاد من هذا التعبير :

أوّلا : أنّ الهدف النهائي من نيل القدرة هو أداء العمل الصالح ، العمل الجدير القيّم وكل ما سواه يعدّ مقدمة له!.

والعمل الصالح مقدمة ـ أيضا ـ لنيل رضا الله ـ الذي هو الهدف النهائي وغاية الغايات.

ثانيا : أنّ الدخول في زمرة «الصالحين» مرحلة أسمى من مرحلة أداء العمل الصالح ، لأنّ الأوّل يعني صلاح الذات ، والثّاني صلاح العمل «لا حضوا بدقّة».

وبتعبير آخر : قد يقوم الإنسان بعمل صالح ، إلّا أن هذا المعنى لا يعدّ جزءا من ذاته وروحه ونسيج وجوده ، فسليمانعليه‌السلام يطلب من الله أن يشمله بعنايته إلى درجة يتجاوز بها مرحلة كونه يعمل صالحا ، لينفد الصلاح إلى أعماق وجوده وروحه ، ولا يمكن تحقق هذا إلّا برحمة الله.

٤٤

فكم هو عزيز وغال أن يكون الإنسان عبدا صالحا لله ، بحيث يطلب سليمان من ربّه أن يدخله في عباده الصالحين ، على الرغم من جاهه وحشمته وجلاله الذي لا يشك فيها أحد ، وأن يحفظه الله من العثرات والزلات في كل آن ، وخاصّة ما قد يصدر من الإنسان وهو على رأس هيئة عظيمة وتشكيلات واسعة!

* * *

٤٥

الآيات

( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ (٢٠) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (٢١) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (٢٢) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ (٢٣) وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (٢٤) أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ (٢٥) اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٢٦) )

التّفسير

قصّة الهدهد وملكة سبأ :

يشير القرآن في هذا القسم من الآيات إلى جانب آخر من حياة سليمانعليه‌السلام المدهشة ، وما جرى له مع الهدهد وملكة سبأ.

٤٦

فيقول أوّلا :( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ ) .

وهذا التعبير يكشف هذه الحقيقة ، وهي أنّه كان يراقب وضع البلاد بدقّة ، وكان يتحرى أوضاع حكومته لئلا يخفى عليه غياب شيء ، حتى لو كان طائرا واحدا.

وما لا شك فيه أنّ المراد من الطير هنا هو الهدهد ، لأنّ القرآن يضيف استمرارا للكلام( فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ ) .

وهناك كلام بين المفسّرين في كيفية التفات سليمان إلى عدم حضور الهدهد.

فقال بعضهم : كان سليمانعليه‌السلام عند ما يتحرك تظلل الطير بأنواعها فوق رأسه فتكون مثل الخيمة ، وقد عرف غياب الهدهد من وجود ثغرة في هذا الظل!.

وقال بعضهم : كان الهدهد مأمورا من قبل سليمان بالتقصّي عن الماء كلما دعت الحاجة إليه وعند ما دعت الحاجة إلى الماء في هذه المرّة لم يجد الهدهد فعرف غيابه.

وعلى كل حال ، فهذا التعبير( ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ ) ثمّ قوله :( أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ ) لعله إشارة إلى أن غياب الهدهد هل كان لعذر مقبول أو لغير عذر؟

وعلى أيّة حال ، فان حكومة منظمة ومقتدرة يجب أن تجعل كل شيء يجري داخل اطار الدولة تحت نظرها ونفوذها حتى وجود طائر واحد وغيابه ، لا بدّ أن لا يخفى عن علمها ونظرها وهذا درس كبير لمن أراد التدبير.

ومن أجل أن لا يكون حكم سليمان غيابيا ، وأن لا يؤثر غياب الهدهد على بقية الطيور ، فضلا عن الأشخاص الذين يحملون بعض المسؤوليات ، أضاف «سليمان» قائلا:( لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ ) .

والمراد من «السلطان» هنا هو الدليل الذي يتسلط به الإنسان من أجل إثبات قصده ، وتأكيد هذا اللفظ بـ «مبين» هو أنّه لا بد لهذا الفرد المتخلف من

٤٧

إقامة دليل واضح وعذر مقبول لتخلفه!

وفي الحقيقة فإنّ سليمان قبل أن يقضي غيابيا ذكر تهديده اللازم في صورة ثبوت التخلّف وحتى هذا التهديد جعله في مرحلتين تناسبان الذنب مرحلة العقاب بما دون الاعدام ، ومرحلة العقاب بالإعدام.

وقد برهن «سليمان» ضمنا أنّه ـ حتى بالنسبة للطائر الضعيف ـ يستند في حكمه إلى المنطق والدليل ، ولا يعوّل على القوّة والقدرة أبدا.

ولكن غيبة الهدهد لم تطل( فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ ) عاد الهدهد وتوجه نحو سليمان :( فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ) .

وكأن الهدهد قد رأى آثار الغضب في وجه سليمان ، ومن أجل أن يزيل ذلك التهجم ، أخبره أوّلا بخبر مقتضب مهم الى درجة أن سليمان نفسه كان غير مطّلع عليه ، برغم ما عنده من علم ، ولما سكن الغضب عن وجه سليمان ، فصّل الهدهد له الخبر ، وسيأتي بيانه في الآيات المقبلة.

وممّا ينبغي الالتفات إليه أنّ جنود سليمان ـ حتى الطيور الممتثلة لأوامره ـ كانت عدالة سليمان قد أعطتهم الحرية والأمن والدعة بحيث يكلمه الهدهد دون خوف وبصراحة لا ستار عليها فيقول :( أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ ) .

فتعامل الهدهد «وعلاقته» مع سليمان لم يكن كتعامل الملأ المتملقين للجبابرة الطغاة إذ يتملقون في البدء مدة طويلة ، ثمّ يتضرعون ويعدون أنفسهم كالذرّة أمام الطود ، ثمّ يهوون على أقدام الجبابرة ويبدون حاجتهم في حالة من التضرع والتملق ، ولا يستطيعون أن يصرّحوا في كلامهم أبدا ، بل يكنّون كناية أرق من الورد لئلا يخدش قلب السلطان غبار كلامهم!!.

أجل ، إنّ الهدهد قال بصراحة : غيابي لم يكن اعتباطا وعبثا بل جئتك بخبر يقين «مهم» لم تحط به! وهذا التعبير درس كبير للجميع ، إذ يمكن أن يكون موجود صغير كالهدهد

٤٨

يعرف موضوعا لا يعرفه أعلم من في عصره ، لئلا يكون الإنسان مغرورا بعلمه حتى لو كان ذلك سليمان مع ما عنده من علم النبوّة الواسع.

وعلى كل حال ، فإنّ الهدهد أخذ يفصّل لسليمان ما حدث فقال :( إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ ) .

لقد بيّن الهدهد لسليمان بهذه الجمل الثلاث جميع مواصفات هذا البلد تقريبا ، وأسلوب حكومته!

فقال أوّلا : إنّه بلد عامر فيه جميع المواهب والإمكانات ، والآخر إنّني وجدت امرأة في قصر مجلل تملكهم ، والثّالث : لها عرش عظيم ـ ولعله أعظم من عرش سليمان ـ لأنّ الهدهد كان رأى عرش سليمان حتما ، ومع ذلك يصف عرش هذه الملكة بأنّه عظيم.

وقد أفهم الهدهد بكلامه هذا سليمان أنّه لا ينبغي أن تتصور أن جميع العالم تحت «نفوذ أمرك وحكومتك»! وأن عرشك هو وحده العرش العظيم

ولما سمع سليمانعليه‌السلام كلام الهدهد غرق في تفكيره ، إلّا أن الهدهد لم يمهله طويلا فأخبره بخبر جديد خبر عجيب ، مزعج مريب ، إذ قال :( وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ ) فكانوا يفخرون بعبادتهم للشمس وبذلك صدّهم الشيطان عن طريق الحق( فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ ) .

وقد غرقوا في عبادة الأصنام حتى أنّي لا أتصور أنّهم يثوبون إلى رشدهم( فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ ) .

وهكذا فقد بين الهدهد ما هم عليه من حالة دينية ومعنوية أيضا ، إذ هم غارقون في الشرك والوثنية والحكومة تروّج عبادة الشمس والناس على دين ملوكهم.

معابدهم وأوضاعهم الأخرى تدل على أنّهم سادرون في التيه ، ويتباهون

٤٩

بهذا الضلال والانحراف ، وفي مثل هذه الظروف التي يرى فيها الناس والحكومة على خط واحد ، فمن البعيد إمكان هدايتهم.

ثمّ أضاف الهدهد قائلا :( أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ ) (١) .

وكلمة «خبء» على وزن (صبر) معناها كل شيء خفي مستور ، وهي هنا إشارة إلى إحاطة علم الله بغيب السماوات والأرض ، أي : لم لا يسجدون لله الذي يعلم غيب السماوات والأرض وما فيهما من أسرار؟!

وما فسّره بعضهم بأن الخبء في السماوات هو الغيث ، والخبء في الأرض هو النبات ، فهو ـ في الحقيقة ـ من قبيل المصداق البارز.

والطريف في الآية أنّها تتكلم أوّلا عما خفي في السماوات والأرض ، ثمّ تتكلم عن أسرار القلوب!.

إلّا أنّه لم استند الهدهد من بين جميع صفات الله إلى علمه بغيب العالم وشهوده كبيره وصغيره؟!

لعل ذلك لمناسبة أن سليمان ـ بالرغم من جميع قدرته ـ كان يجهل خصائص بلد سبأ ، فالهدهد يقول : ينبغي الاعتماد على الله الذي لا يخفى عليه شيء في السماوات والأرض.

أو لمناسبة أنّه ـ طبقا لما هو معروف ـ للهدهد حس خاص يدرك به وجود الماء في داخل الأرض لذلك يتكلم عن علم الله الذي يعلم بكل خافية في عالم الوجود.

وأخيرا يختتم الهدهد كلامه هكذا( اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) .

__________________

(١) كلمة «ألّا» مركبة من (أن ولا) كما يذهب إلى ذلك كثير من المفسّرين ، وهي متعلقة بجملة (فصدهم) أو «زين لهم الشيطان» وقدروا لها اللام فتكون الجملة هذا النحو من التقدير «صدّهم عن السبيل لئلا يسجدوا لله» إلّا أن الظاهر أن (ألّا) حرف تحضيض ومعناه (هلّا) وكما قلنا في المتن فإنّ هذه الجملة من كلام الهدهد تعقيبا على ما سبق ، وإن كان هناك من يقول بأنها استئنافية وإنها من كلام الله.

٥٠

وهكذا يختتم الهدهد كلامه مستندا إلى «توحيد العبادة» و «توحيد الرّبوبية» لله تعالى. مؤكدا نفي كل أنواع الشرك عنه سبحانه.

* * *

ملاحظتان

أـ الدروس التعليميّة

ما قرأناه في هذا القسم من الآيات ، فيه لطائف كثيرة ومسائل دقيقة ، يمكن أن يكون لها كبير الأثر في حياة الناس وسياسة الحكومات جميعا.

١ ـ فرئيس الحكومة أو المدير العام ، ينبغي عليه أن يكون دقيقا في دائرته أو تشكيلاته التنظيمية ، بحيث يتابع حتى غياب الفرد الواحد ويتفقده!

٢ ـ أن يراقب تخلف الفرد ، وأن يتخذ الحكم الصارم ، لكيلا يؤثر غيابه على

الآخرين.

٣ ـ لا ينبغي أن يصدر حكما غيابيا أبدا دون أن يمنح المتخلف الفرصة للدفاع عن نفسه ، مع الإمكان.

٤ ـ ينبغي أن يجعل لكل جريمة عقابا مناسبا وأن يكون العقاب بمقدار الذنب ، وأن يراعي سلسلة مراتبه.

٥ ـ أن على أي شخص ـ حتى لو كان أكبر الناس ، أو بيده أعظم المسؤوليات والقدرة الاجتماعية ـ أن يذعن للمنطق والدليل حتى ولو صدر من فم أضعف الخلق!.

٦ ـ ينبغي أن تحكم الصراحة في محيط المجتمع ، وأن يتمتع أفراده بالحرية بحيث يستطيع الواحد منهم عند اللزوم أن يقول لرئيس الحكومة :( أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ ) !

٧ ـ من الممكن أن يكون أقل الأفراد على اطلاع ومعرفة ، في حين أنّ أكبر

٥١

العلماء وأصحاب النفوذ غير مطلعين ، لكيلا يغتر أيّ إنسان بعلمه!

٨ ـ في المجتمع البشري حاجات وضرورات متبادلة ، بحيث قد يحتاج أكبر شخص فيه ـ كسليمان مثلا ـ إلى مساعدة أدنى شخص حتى ولو كان مثل الهدهد!

٩ ـ بالرغم من أن في النساء قابليات كثيرة! وقصّة سليمان نفسها حاكية عن أن ملكة سبأ كانت تتمتع بدراية كبيرة وفهم عال ، إلّا أنّ قيادة الحكومة لا تتلاءم مع حالة المرأة وروحها وجسمها ، بحيث يتعجب الهدهد من هذه المسألة ويقول :( إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ ) !

١٠ ـ أغلب الناس على دين ملوكهم لذلك نقرأ في هذه القصّة أن الهدهد يقول في شأن الملكة وقومها :( وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ ) .

يتحدث الهدهد أولا عن سجودها ثمّ عن سجود قومها.

ب ـ الجواب على بعض الأسئلة

للمفسرين هنا بعض الأسئلة ، ومنها : كيف لم يحط سليمانعليه‌السلام بمثل هذه البلدة مع ما لديه من علم وإمكانات وفيرة في حكومته؟.

ثمّ كيف طوى الهدهد هذه المسافة بين اليمن ومركز حكومة سليمان الّذى كان في الشام «على ما يظهر»؟

وهل كان الهدهد قد ضل الطريق ثمّ اهتدى إلى ذلك المكان ، أو كان له غرض آخر؟!

أمّا في ما يخص السؤال الأوّل فيمكن أن يجاب عنه بأن سليمانعليه‌السلام كان ذا علم بوجود هذه البلدة ، إلّا أنّه لم يعرف خصائصها ، ثمّ إن صحراء الحجاز كانت تفصل بين اليمن والشام ، ولم تكن وسائل المواصلات بين البلدان يومئذ كما هي

٥٢

عليه في يومنا هذا «وبالطبع فإنّ علمه عن طريق الغيب والإلهام الإلهي موضوع آخر».

وأمّا قطع المسافة من قبل الهدهد ، فإنّها لم يكن عسيرة عليه لأنّنا نعرف بعض الطيور التي تقطع المسافة بين القطبين والفاصلة بين الشام واليمن إزاء تلك المسافة لا تعدّ شيئا.

وأمّا مجيء الهدهد إلى سبأ فكان ـ كما تقول بعض التواريخ ـ أنّ سليمان عزم على زيارة بيت الله الحرام ، فتوجه من الشام ليؤدي مناسك إبراهيمعليه‌السلام «أى الحج» ، وفي مسيره رغب في السير نحو الجنوب ، فواصل منطقة لا تبعد عن اليمن كثيرا فاغتنم الهدهد الفرصة عند ما استراح سليمان في تلك المنطقة وجاء إلى قصر ملكة سبأ فرأى ما رأى من المشهد المثير العجيب(١) .

* * *

__________________

(١) لا بأس بمراجعة دائرة المعارف لمحمّد فريد وجدي ، ج ١٠ ، ص ٤٧٠ مادة «الهدهد» بالرغم من أن الرّواية المذكورة هناك لم تخل من المبالغات!

٥٣

الآيات

( قالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ (٢٧) اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ما ذا يَرْجِعُونَ (٢٨) قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ (٢٩) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣٠) أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (٣١) قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ (٣٢) قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ما ذا تَأْمُرِينَ (٣٣) قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ (٣٤) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (٣٥) )

التّفسير

الملوك مفسدون مخرّبون :

لقد أصغى سليمانعليه‌السلام إلى كلام الهدهد بكل اهتمام وفكّر مليّا ، ولعل سليمان كان يظنّ أن كلام الهدهد صحيح ، ولا دليل على كذب بهذا الحجم لكن

٥٤

حيث أن هذه المسألة لم تكن مسألة «ساذجة» بسيطة ، ولها أثر كبير في مصير بلد كامل وأمّة كبيرة! فينبغي أن لا يكتفي بمخبر واحد ، بل ينبغي التحقيق أكثر في هذا المجال :( قالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ ) .

وهذا الكلام يثبت بصورة جيدة أنّه يجب الاهتمام في المسائل المصيرية المهمّة ، حتى لو أخبر بها «فردّ» صغير ، وأن يعجّل في التحقيقات اللازمة «كما تقتضيه السين» في جملة «سننظر»!.

سليمانعليه‌السلام لم يتهم الهدهد فيحكم عليه بالكذب ولم يصدّق كلامه دون أيّ دليل بل جعله أساسا للتحقيق!

وعلى كل حال ، فقد كتب كتابا وجيزا ذا مغزى عميق ، وسلّمه إلى الهدهد وقال له :( اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ما ذا يَرْجِعُونَ ) (١) .

يستفاد من التعبير( فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ) أن يلقي الكتاب عند ما تكون ملكة سبأ حاضرة بين قومها ، لئلا تعبث به يد النسيان أو الكتمان. ، ومن هنا يتّضح أن ما ذهب إليه بعض المفسّرين بأن الهدهد ذهب إلى قصر ملكة سبأ ودخل مخدعها وألقى الكتاب على صدرها أو حنجرتها ـ لا يقوم عليه دليل ـ وإن كان متناسبا مع الجملة التي وردت في الآية التالية( إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ ) .

ففتحت ملكة سبأ كتاب سليمان ، واطّلعت على مضمونه ، وحيث أنّها كانت من قبل قد سمعت بأخبار سليمان واسمه ، ومحتوى الكتاب يدلّ على إقدامه وعزمه الشديد في شأن بلدة «سبأ» ، لذلك فكّرت مليّا ، ولما كانت في مثل هذه المسائل المهمّة تستشير من حولها ، لذلك فقد دعتهم وتوجهت إليهم و( قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ ) .

__________________

(١) قال بعض المفسّرين : إن جملة «ثمّ تول عنهم» مؤخرة معنى ، وإن تقدمت في العبارة ، وأصلها هكذا : فانظر ماذا يرجعون ثمّ تولّ عنهم وإنّما قدروا ذلك لأنّ تولّ عنهم معناه العودة والرجوع ، مع أن ظاهر الآية أنّه ألق الكتاب واعرض عنهم وانظر في مكان مشرف لترى رد فعلهم!

٥٥

ترى ، حقّا أن ملكة سبأ لم تكن رأت «حامل الكتاب» ، إلّا أنّها أحست بأصالة الكتاب من القرائن الموجودة فيه؟ ولم تحتمل أن يكون الكتاب مفتعلا ومفترى أبدا ...؟!

أم أنّها رأت الرّسول بأم عينيها ، ورأت كيفية وصول الكتاب الدهشة التي هي بنفسها دليل على أن المسألة واقعية ومهمّة ، ومهما كان الأمر فإنّها عوّلت على الكتاب بكل اطمئنان؟.

وقول الملكة :( إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ ) «أي قيم» لعله لمحتواه العميق ، أو لأنّه بدئ باسم الله أو لأنّه ختم بإمضاء صحيح(١) . أو لأنّ مرسله رجل عظيم ، وقد احتمل كل مفسّر وجها منها ـ أو جميعها ـ لأنّه لا منافاة بينها جميعا. وقد تجتمع جميعها في هذا المفهوم الجامع!.

صحيح أنّهم (قوم سبأ) كانوا يعبدون الشمس ، إلّا أننا نعرف أن كثيرا من عبدة الأصنام كانوا يعتقدون بالله ـ أيضا ـ ويسمونه رب الأرباب ويعظمونه ويحترمونه.

ثمّ إن «ملكة سبأ» تحدثت عن مضمون الكتاب فقالت :( إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) (٢) .

ومن البعيد ـ كما يبد وـ أن يكون سليمان كتب كتابه إلى ملكة سبأ بهذه العبارات «وهذه الألفاظ العربيّة». إذا فالجمل الأنفة يمكن أن تكون منقولة بالمعنى ، أو أنّها خلاصة ما كان كتبه سليمان ، وقد أدّتها ملكة سبأ بهذه الوجازة والاقتضاب إلى قومها.

__________________

(١) ورد في الحديث أن كون الكتاب كريما هو بخاتمه «تفسير مجمع البيان والميزان والقرطبي». وجاء في حديث آخر أن الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أراد أن يكتب رسالة للعجم ، فقيل له : إنّهم لا يقبلونها إلّا بالخاتم ، فأمر النّبي أن يصنع له خاتم ونقشه «لا اله إلّا الله محمّد رسول الله» وختم الرسالة أو الكتاب بذلك الخاتم «القرطبي ذيل الآيات محل البحث».

(٢) جملة «ألّا تعلوا علي» يمكن أن تكون بمجموعها بدلا من (كتاب) وبيان لمحتواه. كما يمكن أن تكون (أن) تفسيرية فهي هنا بمعنى (أي) ـ كما يحتمل أن (أن) تكون متعلقة بمحذوف وتقديره : أوصيكم ألا تعلوا إلخ.

٥٦

الطريف أن مضمون هذا الكتاب لم يتجاوز في الواقع ثلاث جمل :

الأولى : ذكر «اسم الله» وبيان رحمانيّته ورحمته.

الثّانية : الأمر بترك الاستعلاء والغرور لأنّ الاستعلاء مصدر المفاسد الفرديّة والاجتماعيّة.

والثّالثة : التسليم والإذعان للحق.

وإذا أمعنا النظر لم نجد شيئا آخر لا بدّ من ذكره.

وبعد أن ذكرت ملكة سبأ محتوى كتاب سليمان لقومها التفتت إليهم و( قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ ) .

لقد أرادت الملكة بهذه الاستشارة تقوية مركزها في قومها ، وأن تلفت أنظارهم إليها ، كما أرادت ضمنا أن تعرف مدى انسجامهم وميزان استجابتهم لما تقدم عليه من تصميم.

كلمة «أفتوني» مشتقّة من (الفتوى) معناها في الأصل الحكم الدقيق والصحيح في المسائل الغامضة والصعبة فملكة سبأ أرادت بهذا التعبير أن تشعرهم بصعوبة المسألة أوّلا ، وأن يدققوا النظر ويجمعوا الرأي فيها ليتجنبوا الخطأ ثانيا.

«تشهدون» مأخوذ من مادة «الشهود» ، ومعناه الحضور الحضور المقرون بالتعاون والمشورة!.

فالتفت إليها أشراف قومها وأجابوها على استشارتها فـ( قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ما ذا تَأْمُرِينَ ) .

وهكذا فقد أظهروا لها تسليمهم وإذعانهم لأوامرها كما أبدوا رغبتهم في الاعتماد على القوّة والحضور في ميدان الحرب.

ولمّا رأت الملكة رغبتهم في الحرب خلافا لميلها الباطني ، ومن أجل إطفاء هذا الظمأ وأن تكون هذه القضية مدروسة ، لذلك( قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا

٥٧

قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً ) .

فيقتلون جماعة منهم ويأسرون آخرين ويطردون طائفة ثالثة ويخرجونهم من ديارهم ويخربون حيّهم وينهبون ثرواتهم وأموالهم.

ولمزيد التأكيد أردفت قائلة :( وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ ) .

وفي الحقيقة إن ملكة سبأ التي كانت بنفسها ملكة ، كانت تعرف نفسية الملوك بصورة جيدة ، وأن سيرتهم تتلخص في شيئين :

١ ـ الإفساد والتخريب.

٢ ـ وإذلال الأعزة

لأنّهم يفكرون في مصالحهم الشخصية ، ولا يكترثون بمصالح الأمّة وعزتها وهما على طرفي نقيض دائما.

ثمّ أضافت الملكة قائلة : علينا أن نختبر سليمان وأصحابه ، لنعرف منهم وما يريدون؟ وهل سليمان نبيّ حقا أو ملك؟ وهل هو مصلح أو مفسد؟ وهل يذلّ الناس أم يحترمهم ويعزّهم؟

فينبغي أن نرسل شيئا إليه( وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ) .

فالملوك لهم علاقة شديدة بالهدايا ، ونقطة الضعف كامنة في هذا الأمر ، فيمكن أن يذعنوا للهدايا الغالية فإذا أذعن سليمان بهذه الهدية فهو ملك ، وينبغي أن نواجهه بالقوّة فنحن أقوياء وإذا ألح على كلامه ولم يكترث بنا فهو نبيّ ، وفي هذه الصورة ينبغي التعامل معه بالحكمة والتعقل!

ولم يذكر القرآن أية هدية أرسلتها الملكة إلى سليمان ، لكنّه بتنكيرها بيّن عظمتها ، إلّا أن المفسّرين ذكروا مسائل كثيرة لا يخلو بعضها من الإغراق :

قال بعضهم : أرسلت إليه خمسمائة غلام وخمسمائة جارية ممتازة ، وقد ألبست الرجال ثياب النساء والنساء ثياب الرجال ، وجعلت الأقراط في آذان

٥٨

الرجال والا سورة في أيديهم ، وألبست الجواري تيجانا وكتبت في رسالتها إلى سليمان : لو كنت نبيّا فميّز الرجال من النساء!.

وبعثت أولئك على مراكب ثمينة ، ومعهم جواهر وأحجار كريمة ، وأوصت رسولها ـ في الضمن ـ أن أنظر كيف يواجهك سليمان عند وردك عليه ، فإن واجهك بالغضب فاعلم بأنه سيرة الملوك ، وإن واجهك بالمحبة واللطف فاعلم أنّه نبيّ.

* * *

بحوث

١ ـ آداب كتابة الرسائل

ما ورد في الآيات آنفة الذكر في شأن كتاب «سليمان» إلى أهل سبأ ، هو قدوة لكتابة الرسائل و «الكتب» وقد تكون من المسائل المهمّة والمصيرية إذ تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم وتبيّن روح الكلام في جملتين مدروستين.

ويظهر من التاريخ الإسلامي والرّوايات ـ بشكل واضح ـ أن أئمتنا الكرام عليهم الصلاة والسّلام ، كانوا يعنون بالاختصار والاقتضاب في إرسال الكتاب خاليا من الحشو والزوائد ، وهو مدروس أيضا.

فأمير المؤمنينعليه‌السلام يكتب إلى عماله وممثليه في بعض كتبه : «أدقوا أقلامكم ، وقاربوا بين سطوركم ، واحذفوا عنّي فضولكم ، واقصدوا قصد المعاني ، وإيّاكم والإكثار ، فإن أموال المسلمين لا تحتمل الإضرار»(١) .

إن بري لسان القلم يجعل الكلمات أصغر ، وتقارب السطور وحذف الفضول ، لا يؤدي إلى الاقتصاد في الأموال العامة أو الشخصية فحسب ـ بل يقتصد في وقت الكاتب والقارئ أيضا وقد يضيع الفضول والتشريفات

__________________

(١) الخصال ـ للصدوق ، طبقا لما جاء في البحار ، ج ٧٦ ، ص ٤٩.

٥٩

الواردة في أثناء جمل الكتاب الهدف من كتابته ، فلا يصل الكاتب والقارئ إلى الهدف المنشود!

وفي هذه الأيّام أصبح من المألوف الإكثار في كتابة العناوين البراقة والألقاب الفخمة وزيادة المقدمات والحواشي والإضافات على خلاف ما كان في صدر الإسلام ممّا يهدر الكثير من الطاقات والأوقات والثروات.

وخاصة ينبغي الالتفات إلى أن الكتاب «الرسالة» في ذلك العصر كان يتطلب زمانا طويلا لإيصاله وبذل المال لحامل الكتاب ، ومع ذلك كانت الكتب موجزة مقتضبة ، ويمكن ملاحظة أمثلة منها في كتب النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى خسرو پرويز وقيصر الروم وأمثالهما.

وأساسا فإنّ رسالة الإنسان وكتابه دليل على شخصيته ، كما أن حامل الكتاب والرّسول دليل على شخصية المرسل أيضا.

يقول الإمام علىعليه‌السلام في نهج البلاغة : «رسولك ترجمان عقله ، وكتابك أبلغ من ينطق عنك»(١) .

ويقول الإمام الصادقعليه‌السلام «يستدل بكتاب الرجل على عقله وموضع بصيرته ، وبرسوله على فهمه وفطنته»(٢) .

والجدير بالذكر أنّه يستفاد من الرّوايات الإسلامية أنّ ردّ الكتاب واجب كردّ السلام ، إذ نقرأ عن الإمام الصادق أنّه قال : «ردّ جواب الكتاب واجب كوجوب ردّ السلام»(٣) .

وحيث أن كل رسالة أو كتاب مشفوع عادة بالتحية ، فلا يبعد أن يكون مشمولا بالآية الكريمة( وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها ) (٤) .

__________________

(١) نهج البلاغة ، الكلمات القصار ـ الجملة ٣٠١.

(٢) البحار ، ج ٧٦ ، ص ٥٠.

(٣) وسائل الشيعة ، ج ٨ ، ص ٤٢٧ «كتاب الحج أبواب العشرة باب ٣٢».

(٤) النساء ، الآية ٨٦.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

الملك الجبّار.

هكذا جاء قلب الحقائق، وتبديل المخازي محاسن، وثبتها مقلوبة في ذمّة التاريخ.

هذا وقد تمّ ترقيم هذا البحث بجوار مشهد الإمام الرضا (عليه السلام) بخراسان في ظهيرة يوم الجمعة سادس عشر ربيع الثاني عام 1423 هـ ق = 7 / 4 / 1381 هـ ش.

والحمد للّه رب العالمين - محمّد هادي معرفة

٥٦١

٥٦٢

المصادر

آراء المستشرقين حول القرآن الكريم: عمر إبراهيم رضوان، دار طيبة - الرياض، 1413.

الآثار الباقية عن القرون الخالية: أبو ريحان البيروني، وزارت فرهنك وإرشاد إسلامي - طهران - 2000م.

آلاء الرحمان في تفسير القرآن: الشيخ محمّد جواد البلاغي، مكتبة الوجداني - قم - الطبعة الثانية.

الإتقان في علوم القرآن: جلال الدين السيوطي، مطبعة المشهد الحسيني - القاهرة - 1387.

الاحتجاج: أبو منصور أحمد بن علي الطبرسي، النجف - 1386.

أحكام القرآن: أبو بكر أحمد بن علي الجصّاص، دار الكتاب العربي - 1335.

إحياء علوم الدين: أبو حامد الغزالي، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1358.

الأخبار الطوال: أحمد بن داود الدينوري، القاهرة - 1960 م.

أساس البلاغة: جار اللّه الزمخشري، دار الكتب - مصر - 1973م.

الاستبصار: الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، دار الكتب الإسلامية - طهران - 1390.

الإسرائيليات والموضوعات: أبو شهبة محمّد بن محمّد، مكتبة السنّة - القاهرة - 1408.

أُسد الغابة: ابن الأثير، المطبعة الوهبية - 1280.

الإصابة في تمييز الصحابة: ابن حجر العسقلاني، مطبعة السعادة - مصر - 1328.

إعراب القرآن: المنسوب إلى الزّجاج، القاهرة - 1963 م.

الأعلام: خير الدين الزركلي، بيروت - 1390.

الأمالي: السيد الشريف المرتضى علم الهدى، دار الكتاب العربي - بيروت - 1387.

الأمالي: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، النجف - 1389.

إملاء ما مَنَّ به الرحمان: أبو البقاء العكبري، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1380.

بحار الأنوار: محمّد باقر المجلسي، مؤسسة الوفاء - بيروت - 1983م.

بداية المجتهد: محمّد بن أحمد (ابن رشد الأندلسي)، مكتبة الكلّيات الأزهرية - مصر - 1389.

البداية والنهاية: ابن كثير، مكتبة المعارف - بيروت - 1977م.

البرهان في علوم القرآن: بدر الدين الزركشي، دار إحياء الكتب العربية - 1376.

البيان في تفسير القرآن: آية اللّه السيد أبو القاسم الخوئي، المطبعة العلمية - قم - 1394.

تأريخ الطبري: محمّد بن جرير، دار المعارف - مصر - 1971م.

تأريخ القرآن: نولديكه: (نقلاً عن آراء المستشرقين).

تأويل مشكل القرآن: ابن قتيبة، دار التراث - القاهرة - 1393.

التبيان في تفسير القرآن: الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، دار الكتب الإسلامية - طهران - 1390.

تفسير ابن أبي حاتم: عبد الرحمان الرازي، المكتبة العصرية - بيروت - 1419.

تفسير ابن كثير (تفسير القرآن العظيم): ابن كثير، دار إحياء الكتب العربية - مصر.

٥٦٣

تفسير البحر المحيط: أبو حيان الأندلسي، دار الفكر - بيروت - 1398.

تفسير البرهان: السيد هاشم بحراني، مؤسسة الأعلمي - بيروت - 1419.

تفسير البيضاوي: عبد اللّه بن عمر البيضاوي، مؤسسة شعبان - بيروت.

تفسير التحرير والتنوير: ابن عاشور، مؤسسة التأريخ العربي - بيروت - 1420.

تفسير الجلالين: دار إحياء الكتب العربية - مصر - 1342.

تفسير الجواهر في تفسير القرآن الكريم: الشيخ طنطاوي جواهري، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1350.

تفسير الصافي: المولى محمد محسن الكاشاني، المطبعة الإسلامية - طهران - 1384.

تفسير العيّاشي: أبو نضر محمّد بن مسعود، المكتبة العلمية الإسلامية - طهران.

تفسير الفرقان: الدكتور محمد الصادق، إسماعيليان - قم - 1410.

تفسير القاسمي (محاسن التأويل): محمّد جمال الدين القاسمي، مؤسسة التأريخ العربي - بيروت - 1415.

تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن): محمّد بن أحمد القرطبي، القاهرة - 1387.

تفسير القمّي: علي بن إبراهيم القمّي، النجف - 1387.

تفسير الماوردي (النكت والعيون): أبو الحسن علي بن محمّد - دار الكتب العلمية - بيروت - 1412.

تفسير المراغي: أحمد مصطفى المراغي، مصر - دار الفكر.

تفسر المنار: الشيخ محمّد عبده، تأليف محمد رشيد رضا، دار المعرفة - بيروت.

تفسير جزء عَمّ (تفسير القرآن العظيم): محمّد عبده نشر أدب الحوزة - 1341.

تفسير عبد الرزّاق: ابن همّام، دار الكتب العلمية - بيروت - 1419.

تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان: نظام الدين النيسابوري (هامش جامع البيان للطبري).

تفسير مقاتل بن سليمان: مؤسسة التأريخ العربي - بيروت - 1423.

التفسير الكبير (مفاتيح الغيب): فخر الدين الرازي، الطبعة الثانية - دار الكتب العلمية - طهران.

تفسير نور الثقلين: الشيخ عبد العلي الحويزي، إسماعيليان - قم - 1415.

التفسير المبين: محمّد جواد مغنية، دار الكتاب الإسلامي.

التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): مطبعة مهر - قم - 1409.

التوحيد: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، دار المعرفة - بيروت.

تنزيه الأنبياء: السيد الشريف علم الهدى، مكتبة بصيرتي - قم.

تنزيه القرآن عن المطاعن: القاضي عبد الجبار، دار النهضة الحديثة - بيروت.

تهذيب التهذيب: ابن حجر العسقلاني، دار صادر - بيروت - 1325.

ثواب الأعمال: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، النجف - 1392.

جامع البيان في تفسير القرآن: محمد بن جرير الطبري، دار المعرفة - بيروت - 1392.

جامع الشواهد: محمّد باقر الشريف الأردكاني، الطبعة الحجرية.

جمهرة اللغة: ابن دريد محمّد بن الحسن البصري، حيدر آباد الدكن - 1345.

جواهر الكلام: الشيخ محمّد حسن النجفي، دار إحياء التراث العربي - بيروت - 1981م.

٥٦٤

حياة محمّد (صلّى اللّه عليه وآله): محمّد حسين هيكل، مطبعة مصر - القاهرة - 1354.

الحيوان: الجاحظ أبو عثمان عمرو بن بحر، تحقيق يحيى الشامي، دار مكتبة الهلال - بيروت - 1986م.

الحيوان للدراسات العليا في جامعة بغداد.

الخرائج والجرائح: قطب الدين الراوندي، مؤسسة الإمام المهدي (عليه السلام) - قم - 1409.

الخراج: القاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم، دار المعرفة - بيروت - 1399.

الخصال: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، مكتبة الصدوق - طهران - 1389.

الخطط المقريزية: أحمد بن علي المقريزي، دار العرفان - بيروت.

الخلاف: الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، طهران - 1382.

دائرة المعارف الإسلامية الكبرى: إشراف كاظم البجنوردي، طهران - 1991م.

دائرة المعارف الإسلامية (المترجمة إلى العربية): دار المعرفة - بيروت.

دائرة معارف القرن العشرين: محمّد فريد وجدي، مطبعة دائرة معارف القرن العشرين - 1386.

الدرّ المنثور: جلال الدين السيوطي، دار الفكر - بيروت - 1414.

الدروس الشرعية: الشهيد محمّد بن مكي العاملي، الطبعة الحجرية.

الدفاع عن القرآن ضدّ منتقديه: عبد الرحمان بدوي، مكتبة مدبولي الصغير.

دعائم الإسلام: القاضي أبو نعيمة النعمان المصري، دار المعارف، مصر - 1965م.

ذو القرنين القائد الفاتح والحاكم الصالح (سلسلة القصص القرآني): محمّد خير رمضان يوسف، دار القلم - دمشق - 1415.

الرحلة المدرسة: الشيخ محمّد جواد البلاغي، النجف.

روح المعاني: أبو الفضل محمود الآلوسي، إدارة الطباعة المنيرية - مصر.

الروض الأنف: عبد الرحمان السهيلي، مكتبة الكلّيات الأزهرية - 1391.

سعد السعود: ابن طاووس سيد رضي الدين، افست مؤسسة النشر الرضي، قم - 1362.

سنن ابن ماجه (سنن المصطفى): أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد، دار الفكر - بيروت.

سنن البيهقي (السنن الكبرى): أبو بكر أحمد بن الحسين، دار المعرفة - بيروت.

سنن الترمذي: محمّد بن عيسى الترمذي، المكتبة الإسلامية.

سنن الدارمي: عبد اللّه بن عبد الرحمان، دار إحياء السنّة النبوية.

السنن الكبرى: أحمد بن الحسين البيهقي، دار المعرفة - بيروت - 1406.

سنن النسائي: أبو عبد الرحمان أحمد بن شعيب، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1383.

سنن أبي داود: سليمان بن الأشعث، دار إحياء السنّة النبوية.

سيبويه: أبو بشر عمرو، مؤسسة الأعلمي - بيروت - 1387.

سير أعلام النبلاء: شمس الدين الذهبي، مؤسسة الرسالة - بيروت - 1410.

السيرة النبوية: ابن هشام، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1355.

شبهات حول الإسلام: سيد محمّد قطب، مكتبة وهبة - الطبعة الثالثة - 1958م.

٥٦٥

شرح الكافية في النحو: الشيخ رضي الدين الإسترابادي، دار الكتب العلمية - بيروت.

شرح المعلّقات السبع: الحسين بن أحمد الزوزني، منشورات أرومية - قم - 1405.

شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد - دار إحياء ا لكتب العربية - مصر - 1965م.

الصحاح: إسماعيل بن حماد الجوهري، دار العلم للملايين - بيروت - 1376.

صحيح البخاري: أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري، مطابع الشعب - 1378.

صحيح مسلم: أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، مكتبة محمّد علي صبيح - 1334.

العرب قبل الإسلام: جرجي زيدان، دار الهلال - القاهرة.

علل الشرائع: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، النجف - 1385.

علم اليقين: المولى محمّد محسن الفيض الكاشاني، بيدار - قم - 1400.

عوالي الآلئ: ابن أبي جمهور الإحساني، سيد الشهداء - قم - 1403.

العين: الخليل ابن أحمد الفراهيدي، دار الهجرة - قم - 1405.

عيون أخبار الرضا (عليه السلام): الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، النجف - 1390.

غنية النزوع: ابن زهر السيد حمزة بن علي، مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام) - قم - 1417.

فتح الباري: ابن حجر العسقلاني، دار المعرفة - بيروت - 1300.

الفتوحات المكية: محيي الدين ابن عربي، دار صادر، بيروت.

الفصل في الملل والنحل: ابن حزم علي بن أحمد، دار المعرفة - بيروت - 1395.

الفقه على المذاهب الأربعة: عبد الرحمان الجزيري، دار إحياء التراث العربي - بيروت - 1406.

فقه اللغة وسرّ العربية: أبو منصور الثعالبي، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1392.

الفن القصصي في القرآن الكريم: محمّد أحمد خلف اللّه، مع شرح وتعليق خليل عبد الكريم، مؤسسة الانتشارات العربي - بيروت - 1999م.

في ظلال القرآن: سيد قطب، الطبعة السادسة.

قرب الإسناد: عبد اللّه بن جعفر الحميري، النجف.

قصص الأنبياء: عبد الوهاب النجار، دار الثقافة - بيروت - 1386.

القصص القرآني: السيد محمّد باقر الحكيم، المركز العالمي للعلوم الإسلامية - قم - 1416.

قصّة الحضارة: ول ديورانت، لجنة التأليف والترجمة - القاهرة - 1956م.

الكافي: أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني، دار الكتب الإسلامية - طهران - 1389.

الكافي في الفقه: أبو الصلاح الحلبي، مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) - أصفهان.

الكامل في التاريخ: ابن أثير، دار صادر - بيروت - 1399.

الكتاب المقدّس (كتب العهد القديم والعهد الجديد): جمعية التوراة البريطانية والأجنبية.

الكشّاف: جار اللّه الزمخشري، الطبعة الثالثة - دار الكتب العلمية - طهران.

كفاية الأثر: الخزار الرازي، الطبعة الحجرية - 1305، في مجموعة كتب.

كمال الدين: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، طهران - 1390.

٥٦٦

كنز العمال: علي المتقي الهندي، مؤسسة الرسالة - بيروت - 1405.

لسان العرب: ابن منظور، بيروت - 1376.

لسان الميزان: ابن حجر العسقلاني، مؤسسة الأعلمي - بيروت - 1390.

المبسوط: الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن، المطبعة الحيدرية - طهران.

متشابهات القرآن ومختلفه: محمّد بن علي بن شهر آشوب، بيدار - قم - 1369.

المجازات النبوية: السيد الشريف الرضي أبو الحسن محمّد، مؤسسة الحلبي - القاهرة - 1387.

مجمع الأمثال: أحمد بن محمد الميداني، بيروت - دار الفكر - 1393.

مجمع البيان: أبوعلي الفضل بن الحسن، المكتبة الإسلامية - طهران - 1383.

المحاسن: أحمد بن محمد البرقي، المجمع العالمي لأهل البيت - قم - 1413.

المحّجة البيضاء: الفيض الكاشاني، مؤسسة النشر الإسلامي - قم - الطبعة الثانية.

المختلف (مختلف الشيعة): العلاّمة الحسن بن يوسف الحلّي، مكتب الإعلام الإسلامي - قم - 1417.

مختصر في شواذ القرآن: ابن خالويه، مصر - 1934م.

مذاهب التفسير الإسلامي: جولد تسيهر، تعريب عبد الحليم النجار، القاهرة - 1374.

مروح الذهب: أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي، المكتبة التجارية الكبرى - مصر - 1384.

مسائل علي بن جعفر: مؤسسة آل البيت - قم - 1409.

المستدرك على الصحيحين: الحاكم النيسابوري، مكتبة المطبوعات الإسلامية - حلب.

مستدرك الوسائل: ميرزا حسين النوري الطبرسي، مؤسسة آل البيت - قم - 1407.

المسند: أحمد بن الحنبل، دار صادر - بيروت.

مشكل إعراب القرآن: مكي بن أبي طالب، بغداد - 1975م.

المصاحف: أبو بكر عبد اللّه السجستاني، المطبعة الرحمانية - مصر - 1355.

المطوّل: سعد الدين مسعود التفتازاني، افست الداوري - قم.

معاني الأخبار: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، النجف.

معاني القرآن: يحيى بن زياد الفرّاء، مصر - 1972.

المعجزة الخالدة: السيد هبة الدين الشهرستاني، مكتبة الجوادين - الكاظمية.

معجم البلدان: شهاب الدين الياقوت الحموي، دار صادر - بيروت - 1376.

المعجم الزوولوجي: محمد كاظم الملكي، النجف - 1376.

معجم لغات القرآن (نثر طوبى): أبو الحسن الشعراني، ملحق تفسير أبي الفتوح الرازي.

معجم مقاييس اللغة: ابن فارس أبو الحسين أحمد، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1392.

المعجم الوسيط: دار إحياء التراث العربي - بيروت.

المعرب: أبو منصور الجواليقي، دار القلم - دمشق - 1410.

مغني اللبيب: ابن هشام جمال الدين يوسف، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد والطبعة الحجرية.

مفاهيم جغرافية في القصص القرآني: عبد العظيم عبد الرحمان خضر، دار الشروق - السعودية - 1401.

٥٦٧

مفتاح الكرامة: السيد محمّد جواد العاملي، مؤسسة آل البيت.

المفردات: الراغب الأصفهاني، مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1381.

مقدمة ابن خلدون: عبد الرحمان بن محمّد، المكتبة التجارية الكبرى - القاهرة.

المقنعة: الشيخ محمد بن محمد بن نعمان المفيد، مؤسسة النشر الإسلامي - قم - 1410.

ملحق ترجمة كتاب (مقالة في الإسلام لتسدال): هاشم العربي، مطبعة النيل المسيحية - مصر - 1925 م.

المناقب (مناقب آل أبي طالب): مكتبة علامة - قم.

مَن لا يحضره الفقيه: الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي الصدوق، دار الكتب الإسلامية - طهران - 1390.

منهاج الصالحين: آية اللّه السيد أبو القاسم الخوئي، الطبعة الخامسة - المطبعة العلمية - قم - 1395.

المهذّب: القاضي ابن البرّاج، مؤسسة النشر الإسلامي - قم - 1406.

الموسوعة المصرية: لجنة التحرير، وزارة الثقافة والإعلام - مصر.

الميزان في تفسير القرآن: العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي - طهران - دار الكتب الإسلامية.

نهاية المرام: السيد محمد بن علي العاملي (صاحب المدارك)، مؤسسة النشر الإسلامي - قم - 1413.

النهاية في مجرّد الفقه والفتاوى: الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن، دار الكتاب العربي - بيروت - 1390.

نهج البلاغة: تصحيح صبحي الصالح، بيروت - 1387.

النوادر: فضل اللّه بن علي الراوندي، دار الحديث - قم.

الهدى إلى دين المصطفى: الشيخ جواد البلاغي، النجف - 1385.

الهيئة والإسلام: السيد هبة الدين الشهرستاني، النجف - 1384.

الوافي بالوفيات: صلاح الدين خليل بن ايبك الصفدي، دار إحياء التراث العربي - بيروت - 1420.

وسائل الشيعة: الشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي، مؤسسة آل البيت - قم - 1412.

مصادر فارسية

ايران باستان: حسن بيرنيا (مشير الدولة)، ابن سينا، - طهران - 1344.

تاريخ تمدن إسلامي: ويل دورانت، الطبعة الرابعة - طهران - 1373ش.

تاريخ إيران: حسن بيرينا: مكتبة خيام - طهران.

تاريخ هيرودوت: ترجمة المازندراني، وزارات فرهنك وهنر - تهران.

تفسير أبي الفتوح الرازي (روح الجِنان وروح الجَنان): المطبعة الإسلامية - طهران - 1352ش.

تفسير أبي مسلم (بررسي آراء ونظرات تفسيري أبو مسلم أصفهاني): قم - 1374ش.

تفسير نمونه: لجنة التأليف، دار الكتب الإسلامية - قم - الطبعة الأولى.

قاموس كتاب مقدس: جيمس هاكس، مكتبة ظهوري - طهران - 1928م.

كورش كبير ذو القرنين: أبو الكلام آزاد، ترجمة باستاني باريزي - نشر علم - طهران - 2001 م.

لغت نامه: دهخدا، جامعه طهران - 1419.

٥٦٨

الفهرس

الباب الأول : هل للقرآن من مصادر؟ 6

الوحي مصدر القرآن الوحيد! 7

شرائع إبراهيميّة منحدِرة عن أصل واحد 11

وحدة المنشأ هو السّبب للتّوافق على المنهج 13

القرآن يشهد بأنّه مُوحى 14

القرآن في زُبُر الأوّلين 14

( أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) 15

مقارنة عابرة بين القرآن وكُتب سالفة مُحرّفة 16

معارف فخيمة امتاز بها الإسلام 16

جلائل صفات اللّه في القرآن 17

وصْفُه تعالى كما في التوراة 18

الله يصول ويجول ضدّ بني آدم 20

الإنسان سرّ الخليقة 21

مِيزات الإنسان الفطريّة 22

خلقتُ الأشياء لأجلك وخلقتك لأجلي! 25

الحفاظ على كرامة الأنبياء 25

إبراهيم، لم يَكذب قطّ! 28

قصّة الطوفان في التوراة 29

حادث الطوفان في القرآن 30

مواضع عِبر أغفلتها التوراة 31

هل عمّ الطوفان وجه الأرض؟ 32

نقض فرضية الشمول 33

الطوفان ظاهرة طبيعيّة حيث أرادها الله 34

لا شاهد على شمول الطوفان 37

٥٦٩

آثار جيولوجيّة 38

( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرضِ ) 39

( لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) 39

( قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ) 41

( وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ) 43

( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ) 46

( فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاّ خَمْسِينَ عَاماً ) 47

( وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ ) 48

نوح (عليه السلام) بعد الهبوط 50

والدُ إبراهيم (عليه السلام) تارَح أو آزر؟ 51

الذبيح هو إسماعيل وليس بإسحاق! 55

قصّة لوط مع ابنتَيه كما هي في التوراة 57

يعقوب ينتهب النبوّة من أخيه عيسو! 58

يعقوب يصارع الربّ 59

خروج بني إسرائيل وتجاوزهم البحر 59

قصّة العجل والسامري 62

مواضع الاختلاف بين القرآن والتوراة بشأن العجل 63

نظرة في قولة السامري 66

ما كانت صفة العِجل؟ 68

مَن هُو السامريّ؟ 69

مَن هُو قارون؟ 70

( مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ ) 71

حادث نُتُوق الجبل فوقَ رؤوسِ بني إسرائيل 72

قصّة داود وامرأة اُوريّا 77

القرآن والأناجيل 78

الصدّيقة مريم (عليها السلام) 79

٥٧٠

يا أُخت هارون 83

ابنة عمران 85

تأليه الصدّيقة مريم! 86

ويكلّم الناس في المهد وكهلاً 88

مريم تعودُ بابنها وقد جاوزَ سنَّ الرضَاعة 91

عيسى يحاجّ العلماء في سنٍّ مبكّرٍ 93

الكُهولة هو تخطّي الثلاثين 93

التبشير بِمَقدم رسول الإسلام مُحمّد (صلّى الله عليه وآله) 94

قِصّة الصّلب 97

مسألة التوفّي 102

الباب الثاني: القرآن وثقافات عصره! 110

التأثّر بالبيئة! 111

هل تأثّر القرآن بثقافات عصره؟ 111

1 - مُجاراة في الاستعمال 112

2 - خطاب القرآن عامّ 113

3 - حقيقة لا تخييل 114

ثقافات جاهليّة كافَحَها الإسلام 115

المرأة وكرامتها في القرآن 115

وللرجال عليهنّ درجة 117

تفضيل البنين على البنات 121

للذكر مثل حظّ الأُنثيين 124

محاولات فاشلة 126

دية المرأة على النصف! 129

المرأة في مجال الشهادة 132

المرأة في مجال القضاء 136

المرأة في مجال الحضانة 137

٥٧١

الطلاق والعِدّة والعدد 139

واضربوهنّ! 149

وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ 158

تعدّد الزوجات 162

تعدّد زوجات النبيّ 167

تحرير الرقيق تدريجيّاً 174

خرافات جاهليّة بائدة 186

الجنّ في تعابير القرآن 187

كلام عن مَسّ الجنّ 190

التشبيه في رؤوس الشياطين 191

أوصاف جاءت على مقاييس عامّة 195

كلام عن السحر في القرآن 202

أقسام السحر 205

سَحَرَةُ فرعون 220

سَحَرة بابل 222

ظواهر روحيّة غريبة 227

كلامٌ عن إصابة العين 229

نظرة فاحصة عن إصابة العين 232

هل تأثّر القرآن بالشعر الجاهلي؟ 237

الاقتباس 238

هل في القرآن تعابير جافية؟ 240

( الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا ) 240

( فَخَانَتَاهُمَا ) 241

٥٧٢

الباب الثالث: مُوهم الاختلاف والتناقض 243

كلام عن مُوهم الاختلاف في القرآن 244

السلامة من الاختلاف إعجاز! 248

الأسباب المـُوهِمة للاختلاف 249

( هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ) 252

( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) 253

( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ) 255

( إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ) 256

( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) 258

تساؤل بعضهم بعضاً 260

( لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ) 262

( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ) 263

( وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ) 264

مواطن القيامة متفاوتة 266

( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ) 268

( وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً ) 269

مضاعفة العذاب 269

التكليم من وراء حجاب 270

نظرة أو انتظار؟ 271

التناسي أو النسيان 272

كسب التأنيث والتذكير 273

فرعون يُقتّل أبناء إسرائيل قبل بعثة موسى أم بعدها؟ 275

التقدير أَزلاً أم في ليلة القَدر؟ 276

متى وقع التقدير؟ وهل لا يتنافى التقدير مع الاختيار؟ 277

( إِنْ مِنْكُمْ إِلاّ وَارِدُهَا ) 279

( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) 281

٥٧٣

( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) 282

أسئلة مع أجوبتها لابن قتيبة 286

اختلاف القراءة هل يُوجب اختلافاً في القرآن؟ 287

القرآن شيءٌ والقراءات شيءٌ آخر 288

موهم الاختلاف والتناقض زيادةً على ما سبق 291

مطاعن ردّ عليها قطب الدِّين الراوندي 303

الباب الرابع: هل هناك في القرآن مُخالفات مع العِلم أو التأريخ أو الأدب؟ 311

مُخالفات علميّة؟! 312

هل هناك في القرآن ما يُخالف العِلم؟ 312

( وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ) 312

( وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) 318

( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا ) 320

فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً 321

وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ 322

سبع سماوات عُلا 328

مسائل ودلائل 334

1 - ( كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) 334

2 - ( فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ ) 334

3 - ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) 336

4 - ( أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً ) 336

5 - ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ) 337

6 - ( وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ ) 338

7 - ( وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ) 342

تقاسيم الأرض 343

مُحتَملات ثلاثة 343

أَرضون لا تُحصى 344

٥٧٤

المـُختار في تفسير (مِثلهنّ) 345

8 - ( وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ) 347

أخطاء تأريخيّة! 349

مشكلة هامان 349

فأَوقِد لي يا هامان على الطين! 354

صناعة الآجُرّ واستخدامه مُنذ عهد قديم! 355

قولة اليهود: يد اللّه مغلولة! 356

قولة اليهود: عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ!! 362

قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ 363

عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ 364

فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ 366

مَن هو فرعون موسى؟ 367

( كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ) 367

شُبهة وجود اللَحن في القرآن 368

ليس في القرآن لَحن 369

( وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً ) 375

( وَنُقَدِّسُ لَكَ ) 376

ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ 376

( وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً ) 378

( وَطُورِ سِينِينَ ) 379

( سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) 381

( وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ) 382

ثلاثة قروء 383

الالتفات وتنوّع الكلام 384

( جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ ) 387

( قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً ) 387

٥٧٥

( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا ) 390

( أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا ) 391

( إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ) 391

( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ ) 392

( وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) 393

موارد زَعَموا فيها مخالفات في عَودِ الضمير! 395

تغليب جانب ذوي العقول 397

استعارة تخييليّة 398

مُثنّى يُراد به الجماعات 401

جمعٌ يراد به الاثنان فما فوق 402

يجوز في جماعة غير ذوي العقول اعتبار جمع التأنيث 406

التعبير عن العقلاء بـ (ما) الموصولة 408

ضمائر تُخالِف مَراجِعَها 412

ما يستوي فيه المفرد والجمع 415

الباب الخامس: القَصَص القرآني على منصّة التحقيق  418

أُسلوب القِصّة في القرآن 420

مِيزات القصّة في القرآن 421

أغراض القصّة في القرآن 425

أسرار التَّكرار في القَصَص القرآني 431

الحرّية الفنّية في قَصَص القرآن 432

حالات كائنة أَبرزها الترسيم 437

القِصّة في القرآن حقيقة واقعة 439

وَقفة فاحصة 449

حديث ابني آدم! 452

٥٧٦

حديث الطُوفان والسفينة 454

حديثُ عادٍ وثَمود وقومِ هود 454

ناقة صالح! 458

حديث سدوم! 460

أصحاب الكهف والرقيم! 461

مَن هُم أصحاب الكهف؟ 463

متى كان هذا الهُروب واللجوء؟ 465

حديث ذي القرنَينِ 468

نحو مَغرب الشمس! 475

وجدها تَغرب في عينٍ حَمِئة! 478

من هم يأجوج ومأجوج؟ 487

يأجوج ومأجوج في التأريخ 495

أين السدّ وأين موضعه الآن؟ 497

التحضّر البشري في عهد ذي القَرنَينِ 497

سدّ كورش (ذي القَرنَينِ) التأريخي 505

بناء جِدار (دربند) 508

جدار (دربند) 509

شكوك حول كورش: هل هو ذو القَرنَينِ؟ 512

ذو القَرنَينِ في الروايات 515

إزاحة شُبُهات 516

كورش هو ذلك العبد الصالح؟ 517

وثيقة إعلان حقوق الأُمَم 521

أنا كورش 522

وثيقة إعلام تحرير اليهود 523

هنا ملحوظة 526

٥٧٧

سدّ مأرب العظيم! 530

مَن الذي بنى سدّ مأرب؟ 535

سور الصين الكبير! 542

لمحة عن الإسكندر المقدوني! 546

تسع آيات إلى فرعون وقومه! 551

لمحة عن حياة بني إسرائيل في مصر 555

المصادر 563

٥٧٨

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592