الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٣

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل11%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 510

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 510 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 156595 / تحميل: 5920
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

.

____________________

=> بكاء الرسول على أمه: زار الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله قبر أمه وبكا عليها وأبكى من حوله: راجع: سنن البيهقي ج ٤ / ٧٠، تاريخ بغداد للخطيب ج ٧ / ٢٧٩، الغدير ج ٦ / ١٦٥.

بكاء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله على أهل بيته: راجع: ينابيع المودة ص ١٣٥ باب ٤٥، فرائد السمطين ج ٢ / ٣٤ ح ٣٧١، سيرتنا وسنتنا ص ١١٢، المصنف لابن أبى شيبة ج ١٢، سنن ابن ماجة ج ٢ / ٥١٨، المستدرك للحاكم ج ٤ / ٤٦٤، مقاتل الطالبيين ص ٢٩٠ ط الحيدرية.

بكاء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله على فاطمة: فرائد السمطين ج ٢ / ٣٤.

بكاء الرسول على الإمام الحسن: فرائد السمطين ج ٢ / ٣٤، المستدرك للحاكم ج ٤ / ٤٦٤.

بكاء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله على الإمام الحسين: راجع: سيرتنا وسنتنا ص ٣٤ و ٣٥ و ٣٨ و ٣٩ و ٤٧ و ٥٥ و ٦٤ و ٦٦ و ٧٤ و ٧٥ و ٧٨ و ٧٩ و ٨٢ و ٩٧ و ١٠٣ و ١٠٦ و ١٠٨ و ١١٣ و ١١٥ و ١١٦ و ١١٩، مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ / ٨٧ و ٨٨ و ١٥٨ و ١٥٩ و ١٦٢ و ١٧٠ وج ٢ / ١٦٧، ذخائر العقبى ص ١١٩ و ١٤٧ و ١٤٨، فرائد السمطين ج ٢ / ١٠٤ ح ٤١٢ وص ١٧٢ ح ٤٦٠، دلائل النبوة للبيهقي في ترجمة الإمام الحسين، ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق لابن عساكر ح ٦٢٩ و ٦٣٠ و ٦٣١ و ٦٢٢ و ٦٢٦ و ٦٢٧ و ٦٢٨ و ٦١١ و ٦١٢ و ٦١٣ و ٦١٤، الفصول المهمة ص ١٥٤ و ١٤٥، الصواعق ص ١١٥ ط ١ وص ١٩٠ ط المحمدية، الخصائص الكبرى ج ٢ / ١٢٥ و ١٢٦، المستدرك ج ٣ / ١٧٦، المعجم الكبير للطبراني ترجمة الإمام الحسين، كفاية الطالب في مناقب علي بن أبى طالب للكنجي الشافعي ص ٢٧٩ ط الغرى، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٨٧ و ١٨٨ و ١٨٩ و ١٧٩، أعلام النبوة الماوردي ص ٨٣ ب ١٢، جوهرة الكلام ص ١١٧ و ١٢٠، كنز العمال ج ٦ / ٢٢٣ ط ١ وج ١٣ / ١١٢ ط ٢ وج ٣ / ١٠٨ ط ١، المصنف لابن أبى شيبة ج ١٢، نظم درر السمطين للزرندي ص ٢١٥، الطبقات =>

٣٠١

.

____________________

=> الكبرى لابن سعد بترجمة الإمام الحسين مخطوط، المسند لأحمد بن حنبل ج ٢ / ٦٠ و ٦١ ط ٢، البداية والنهاية لابن كثير ج ٦ / ٢٣٠ وج ٨ / ١٩٩، الروض النضير ج ١ / ٨٩ و ٩٢ و ٩٣، المعجم الكبير للطبراني ترجمة الإمام الحسين طبع ضمن مجموعة " الحسين والسنة " ص ١٢٢ ح ٤٥ و ٤٨ و ٥١ و ٥٣ و ٥٤ و ٩٥، طرح التثريب للعراقي ج ١ / ٤٢، المواهب اللدنية ج ٢ / ١٩٥، تذكرة الخواص ص ١٤٢، السراط السوي للشيخاني ص ٩٣، أمالي الشجري ص ١٦٣ و ١٦٦ و ١٨١ و ١٦٩، تهذيب التهذيب ج ٢ / ٣٤٧، فضائل أحمد بن حنبل ترجمة الحسين، ينابيع المودة ص ٢٢٠ و ٣١٨ و ٣٢٠ تاريخ الإسلام للذهبي ج ٣ / ١٠، سير أعلام النبلاء ج ٣ / ١٩٣ و ١٩٤.

بكاء الرسول على عثمان بن مضعون: راجع: سيرتنا وسنتنا ص ١٦٢، المستدرك للحاكم ج ٣ /، سنن أبى داود ج ٢ / ٦٣، سنن ابن ماجة ج ١ / ٤٤٥، الغدير ج ٧ / ٢١٤ عن سنن البيهقي ج ٣ / ٤٠٦، حلية الأولياء ج ١ / ١٠٥، الاستيعاب ج ٢ / ٤٩٥، الإصابة ج ٢ / ٤٦٤، أسد الغابة ج ٣ / ٣٨٧، سنن الترمذي أبواب الجنائز، دعوة الحسينية ص ٥٣.

بكاء الصحابة بمحضر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله على الإمام الحسين: مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ / ١٦٣.

بكاء الرسول على رقية: راجع: الغدير ج ٧ / ٢١٤ وج ٣ / ٢٤، الروض الانف ج ٣ / ٢٤، مستدرك الحاكم ج ٤ / ٤٧، الاستيعاب بهامش الإصابة ج ٢ / ٣٤٨ وصححه، الإصابة ج ٤ / ٣٠٤ و ٤٨٩ الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج ٣ / ٢٨٨ وج ٤ / ١٥، الطبقات لابن سعد ج ٨ / ٣٨، ذخائر العقبى ص ١٦٦ وفيه أم كلثوم، قاموس الرجال ج ١٠ / ٤٣٩ و ٤٤٠.

٧ - بكاء الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام على فاطمة: راجع: فرائد السمطين ج ٢ / ٨٨ ح ٤٠٥، مروج الذهب للمسعودي ج ٢ / ٢٩٨ دعوة الحسينية ص ٦٥، مستدرك الحاكم ج ٣ ك معرفة الصحابة.

بكاء الإمام علىعليه‌السلام على الإمام الحسين: راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد بترجمة الإمام الحسين مخطوط، سيرتنا =>

٣٠٢

.

____________________

=> وسنتنا ص ١١٦ و ١١٧ و ١١٩ و ١٢٠ و ١٢١ و ١٢٣ و ١٦٣، المعجم الكبير للطبراني ج ١، تذكرة الأمة للسبط بن الجوزي ص ١٤٢، مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ / ١٦٢، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٩١، دعوة الحسينية ص ١١٦.

بكاء الإمام أمير المؤمنين على ولده حين مر بكربلاء: راجع: ينابيع المودة ص ٣١٩ و ٣٢٠، دعوة الحسينية ص ٩٦ و ٩٧.

بكاء الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام على عمه حمزة: راجع: فرائد السمطين ج ٢ / ١٢٧ ح ٤٢٧.

الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام يأمر بالبكاء على مالك الأشتر: قال في حقه: " على مثل مالك فلتبك البواكي ". راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ٢ / ٣٠ ط ١ وج ٦ / ٧٧ بتحقيق أبو الفضل، الكامل لابن الاثير ج ٣ / ١٧٨ وفى طبع آخر ج ٣ / ١٥٣، تاج العروس ج ٢ / ٤٥٤، لسان العرب ج ٤ / ٣٣٦.

٨ - فاطمة الزهراء تبكى على أبيها: راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ / ٣١١ و ٣١٢، صحيح البخاري باب مرض النبي ووفاته، سنن أبى داود ج ٢ / ١٩٧، سنن النسائي ج ٤ / ١٣، مستدرك الحاكم ج ٣ / ١٦٣، تاريخ بغداد ج ٧ / ٢٨٩، صحيح مسلم ك الفضائل باب فضائل فاطمة، سنن الترمذي أبواب المناقب باب مناقب فاطمة ج ٥ ص ٣٦١ ح ٣٩٦٤، خصائص النسائي ص ٤٨ ط النجف، دعوة الحسينية، البيان في أخبار صاحب الزمان للكنجي الشافعي ص ٨٠ - ٨١ ط ١ النجف، المناقب للخوارزمي ص ٦٢، ينابيع المودة ص ٨٠ و ٨١ و ٢٦٥.

وروى ابن عساكر في " التحفة " قال: جاءت فاطمة رضي ‌الله‌ عنها فوقفت على قبرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأخذت قبضة من تراب القبر ووضعت على عينيها وبكت وأنشأت تقول :

ماذا على من شم تربة أحمد

أن لا يشم مدى الزمان غواليا

صبت علي مصائب لو أنها

صبت على الأيام عدن لياليا

راجع: وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ج ٤ / ١٤٠٥، السيرة النبوية لابن سيد الناس ج ٢ / ٣٤٠، الشمائل للقاري ج ٢ / ٢١٠، الاتحاف للشبراوي ص ٩، صلح الاخوان ص ٥٧، =>

٣٠٣

.

____________________

=> مشارق الأنوار للحمزاوي ص ٦٣، السيرة النبوية لزين دحلان ج ٣ / ٣٩١، أعلام النساء لعمر رضا كحالة ج ٣ / ١٢٠٥، الغدير ج ٥ / ١٤٧ وغيرهم.

٩ - بكاء أم سلمة على الإمام الحسينعليه‌السلام : راجع: سيرتنا وسنتنا ص ٦٢ و ١٢٩ و ١٣٠ و ١٣١ و ١٣٤، الصواعق المحرقة ص ١١٥ ط ١، صحيح الترمذي ج ١٣ / ١٩٣، دلائل النبوة للبيهقي باب رؤية النبي في المنام، ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق لابن عساكر ص، المستدرك للحاكم ج ٤ / ١٩، دعوة الحسينية ص ١٠١، كفاية الطالب للكنجي ص ٢٨٦ ط الغرى، جامع الأصول ج، أسد الغابة ج ٢ / ٢٢، تيسير الوصول لابن الديبع ج ٣ / ٢٧٧، نظم درر السمطين للزرندي ص ٢١٧، مطالب السئول لابن طلحة ص ٧١، مشكاة المصابيح ج ٢ / ١٧١، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٣٩، الخصائص الكبرى للسيوطي ج ٢ / ١٢٦، شرح بهجة المحافل ج٢ / ٢٣٦، نور العين في مشهد الحسين للاسفراييني ص ٧٠، ينابيع المودة ص ٣٣١.

بكاء أم سلمة على الوليد بن الوليد: قالت أم سلمة بنت أبى أمية: جزعت حين مات الوليد بن الوليد جزعا لم أجزعه على ميت فقلت لأبكين عليه بكاءا تحدث به نساء الأوس والخزرج، وقلت غريب توفى في بلاد غربة، فاستأذنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأذن لى في البكاء.. ". راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٤ / ١٣٣. وقريب منه في: وسائل الشيعة ج ٢ / ٩٢٢ ك التجارة ب ١٧ من أبواب ما يكتسب به ح ٢.

١٠ - بكاء أم أيمن على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : راجع: صحيح مسلم ج ٧ ك الفضائل فضائل أم أيمن، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ / ٣١١. وقالت ترثيه :

عين جودى فان بذلك للدم

ع شفاء، فأكثر م البكاء

حين قالوا: الرسول أمسى فقيدا

ميتا كان ذاك كل البلاء

=>

٣٠٤

..

____________________

=>

وأبكيا خير من رزئناه في الدن‍

يا ومن خصه بوحى السماء

بدموع غزيرة منك حتى

يقضى الله فيك خير القضاء

راجع: الطبقات ج ٢ / ٣٣٢ و ٣٣٣، سيرة ابن هشام ج ٤ / ٣٤٦.

١١ - الجن تبكى على الإمام الحسينعليه‌السلام : راجع: المعجم الكبير للطبراني ترجمة الإمام الحسين ضمن " الحسين والسنة " ص ١٤١ ح ٩٦ و ٩٩ و ١٠٠ و ١٠١ و ١٠٢، كفاية الطالب ص ٤٤٢ - ٤٤٣ باب الحسين وشهادته، دعوة الحسينية ص ١٠٣، ينابيع المودة ص ٣١٩ و ٣٢٠.

١٢ - الصحابة يبكون على الإمام الحسين في مجلس الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : راجع: مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي ج ١ / ١٦٣، سيرتنا وسنتنا ص ٤٧.

١٣ - الناس يبكون على أمير المؤمنينعليه‌السلام : راجع: أنساب الأشراف ج ٣ / ٢٩ ح ٤٣.

١٤ - نساء آل البيت يبكين الإمام الحسين عند الوداع: راجع: دعوة الحسينية ص ١١١.

١٥ - الإمام الحسين يبكى على أبيهعليه‌السلام : راجع: ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٣ / ٣٠٤ ح ١٤٠٤.

١٦ - الإمام الحسين يبكى على طفله الرضيع: راجع: تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ٢٥٢، دعوة الحسينية ص ١١١.

الإمام الحسين يبكى على ابنه على الأكبر: راجع: دعوة الحسينية ص ١١١، ينابيع المودة.

١٧ - الإمام علي بن الحسين يقيم المأتم على أبيه في كربلاء بعد رجوعه: راجع: نور العين في مشهد الحسين للاسفراييني، دعوة الحسينية ص ١١٧. الإمام على بن الحسين يبكى على أبيه: راجع: نور العين في مشهد الحسين للاسفراييني، ينابيع المودة، حلية الأولياء لأبي نعيم، =>

٣٠٥

.

____________________

=> دعوة الحسينية ص ١١٦ و ١٢١، وسائل الشيعة ج ٢ / ٩٢٢ ك الطهارة ب ٨٧ من أبواب الدفن ح ٧ و ١٠ و ١١، اللهوف لابن طاوس ص ٨٠، مثير الأحزان ص ٩٢، مقدمة مرآة العقول ج ٢ / ٣١٨.

١٨ - ابن عباس يبكى الإمام الحسنعليه‌السلام : راجع: الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج ١ / ١٤٤، الغدير ج ١١ / ١٢. ابن عباس يبكى الإمام الحسينعليه‌السلام : راجع: الصواعق لابن حجر ب ١١ فصل ٣ ص ١٩٤، دعوة الحسينية ص ٩٨، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٢٠٦ - ٢٠٧، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ١٥٢ ط الحيدرية.

١٩ - محمد بن الحنفية يبكى على أخيه الحسن: راجع: مروج الذهب ج ٢ / ٤٢٩ ط دار الأندلس وفيه رثاه بقوله: سأبكيك ما ناحت حمامة أيكة * وما خضر في دوح الحجاز قضيب -

محمد بن الحنفية يبكى على أخيه الحسين: راجع: أنساب الأشراف للبلاذري ترجمة الإمام الحسين ضمن " الحسين والسنة " ص ٥٢، نور العين في مشهد الحسين للاسفراييني، دعوة الحسينية ص ٩٧، ينابيع المودة ص ٣٣٤ - ٣٣٧، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ١٣٧.

٢٠ - بكاء زينب على أخيها الإمام الحسين: راجع: ينابيع المودة ص ١٦٣ ب ٦١، دعوة الحسينية ص ٩٩ و ١١٢.

٢١ - سكينة تبكى أباها: راجع: دعوة الحسينية ص ١١٢.

٢٢ - أم كلثوم تبكى على أبيها: راجع: ينابيع المودة ص ١٦٣، دعوة الحسينية ص ٧٤. أم كلثوم تبكى على أخيها الحسين: راجع: دعوة الحسينية ص ١١٩، مقتل الحسين لأبي مخنف =>

٣٠٦

.

____________________

=> ٢٣ - نساء آل البيت يبكين على الأكبر: راجع: دعوة الحسينية ص ١١١.

٢٤ - النساء والصبيان والرجال يبكون الإمام الحسن سبعة أيام: راجع: ترجمة الإمام الحسن من تاريخ دمشق لابن عساكر ص ٢٣٥ ح ٣٧٣.

٢٥ - فاختة بنت قرظة تبكى الإمام الحسن: راجع: مروج الذهب ج ٢ / ٤٣٠ ط دار الأندلس.

٢٦ - سودة بنت عمارة تبكى أمير المؤمنينعليه‌السلام : راجع: ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٣ / ٣٤٥ ح ١٥٠٣.

٢٧ - سائر الناس يبكون على الإمام الحسين عند شهادته: راجع: أنساب الأشراف للبلاذري ج ٣ / ٦، شرح ابن أبى الحديد ج ١٦ / ١١، ترجمة الإمام الحسن من تاريخ ابن عساكر ص ٢٣٦ ح ٣٧٤، تهذيب تاريخ ابن عساكر ج ٣ / ٢٦٥.

٢٨ - المسلمون يبكون حمزة: راجع: شرح ابن أبى الحديد ج ١٥ / ٣٨، دعوة الحسينية ص ٧٩.

٢٩ - الحارث بن الصمة يبكى على حمزة: راجع: فرائد السمطين ج ٢ / ١٢٧ ح ٤٢٧.

٣٠ - أبو هريرة يبكى على الإمام الحسن: راجع: ترجمة الإمام الحسن من تاريخ ابن عساكر ص ٢٢٩ ح ٣٦٧.

٣١ - بكاء بلال على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : راجع: وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ج ٤ / ١٣٥٦ و ١٤٠٥، شفاء السقام للسبكي ص ٣٩ و ٤٠، الغدير ج ٥ / ١٤٧، أسد الغابة ج ١ / ٢٠٨، صلح الاخوان ص ٥٧، مشارق الأنوار للحمزاوي ص ٥٧، المواهب اللدنية.

٣٢ - الإمام الشافعي يرثى الإمام الحسين: راجع: معراج الوصول للزرندى، ينابيع المودة ب ٦٢، دعوة الحسينية ص ١٢٢ و ١٢٣. =>

٣٠٧

.

____________________

=> ٣٣ - الزهري يبكى إذا ذكر السجادعليه‌السلام : راجع: حلية الأولياء ج ٣ / ١٣٥، ينابيع المودة ص ٣٧٨ ط اسلامبول، كفاية الطالب ص ٢٩٩ ط الغرى، اثبات الهداة ج ٣ / ٣٠ ط جديد.

٣٤ - ابن الهبارية يبكى الإمام الحسين: راجع: تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي، دعوة الحسينية ص ١٢٢.

٣٥ - سليمان بن قتة يبكى الإمام الحسين: راجع: الاستيعاب لابن عبد البر في ترجمة سليمان المذكور، دعوة الحسينية ص ١٢٣.

٣٦ - بكاء حمنة بنت جحش على زوجها وتقرير الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك: راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١٥ / ١٨، سيرة ابن هشام ج ٣ / ١٠٤ غزوة أحد.

٣٧ - أنس بن مالك يبكى على الإمام الحسين: راجع: الصواعق لابن حجر ص عن الترمذي، ينابيع المودة ص، دعوة الحسينية ص ١١٣.

٣٨ - زيد بن أرقم يبكى الإمام الحسين: راجع: الصواعق لابن حجر ص، ينابيع المودة ص، دعوة الحسينية ص ١١٣.

٣٩ - راهب يبكى على الإمام الحسين ثم يسلم: راجع: رشفة الصادى لأبي بكر الحضرمي، الصواعق لابن حجر، ينابيع المودة، تذكرة الخواص، دعوة الحسينية ص ١١٤ - ١١٧، مقتل الحسين لأبي مخنف.

٤٠ - الحسن البصري يبكى على الإمام الحسين: راجع: تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي، دعوة الحسينية ص ١١٧، الاستيعاب لابن عبد البر.

٤١ - أهل المدينة يبكون على الإمام الحسين: راجع: نور العين في مشهد الحسين للاسفراييني ص، دعوة الحسينية ص ١١٧، ينابيع المودة، مقتل الحسين لأبي مخنف =>

٣٠٨

.

____________________

=> ٤٢ - فاطمة بنت عقيل تبكى اخوتها: راجع: دعوة الحسينية ص ١٢٢.

٤٣ - صفية بنت عبدالمطلب تبكى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وتقول :

أفاطم بكى ولا تسأمى

بصبحك ما طلع الكوكب

هو المرء يبكى وحق البكاء

هو الماجد السيد الطيب

الخ -

وقالت أيضا:

أعيني جودا بدمع سجم

يبادر غربا بما منهدم

أعيني فاسحنفرا واسكبا

بوجد وحزن شديد الالم

وقالت أيضا:

عين جودى بدمعة تسكاب

للنبى المطهر الاواب

وأندبي المصطفى فعمى وخصى

بدموع غزيرة الاسراب

عين من تندبين بعد نبى

خصه الله ربنا بالكتاب

راجع بقية أشعارها في: الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٢٨ و ٣٢٩ و ٣٣٠.

٤٤ - هند بنت الحارث بن عبدالمطلب تبكى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وتقول :

يا عين جودى بدمع منك وابتدرى

كما تنزل ماء الغيث فانشعبا

الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٣٠.

٤٥ - أبو الطفيل يبكى على الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام : راجع: المناقب للخوارزمي ص ٢٣٩، دعوة الحسينية ص ٧٠.

٤٦ - الخضر يبكى على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : صحيح مسلم ك الفضائل فضائل أم أيمن، دلائل البيهقي.

٤٧ - أروى بنت عبدالمطلب تبكى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بقولها :

ألا يا عين ويحك أسعديني

بدمعك ما بقيت وطاوعيني

ألا يا عين ويحك واستهلى

على نور البلاد وأسعديني

الخ - راجع: الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٢٥. =>

٣٠٩

.

____________________

=> ٤٨ - عاتكة بنت عبدالمطلب تبكى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وتقول :

يا عين جودي ما بقيت بعبرة

سحا على خير البرية أحمد

يا عين فاحتفلي وسحي واسجمي

وابكي على نور البلاد محمد

إلى ان قالت:

فابكي المبارك والموفق ذا التقى

حامى الحقيقة ذا الرشاد المرشد

وقالت:

عيني جودا طوال الدهر وانهمرا

سكبا وسحا بدمع غير تعذير

يا عين فاسحنفرى بالدمع واحتفلي

حتى الممات بسجل غير منزور

يا عين فانهملي بالدمع واجتهدي

للمصطفى دون خلق الله بالنور

راجع: الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٢٦.

وقالت أيضا:

أعيني جودا بالدموع السواجم

على المصطفى بالنور من آل هاشم

راجع: نفس المصدر.

٤٩ - هند بنت أثاثة بن عباد بن عبدالمطلب تبك الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وتقول :

ألا يا عين بكى لا تملى

فقد بكر النعي بمن هويت

الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٣١.

٥٠ - عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل تبكى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وتقول :

أمست مراكبه أوحشت

وقد كان يركبها زينها

وأمست تبكى على سيد

تردد عبرتها عينها

الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٣٢.

٥١ - بكاء زينب الصغرى بنت عقيل بن أبى طالب على قتلا الطف وتقول :

ماذا تقولون ان قال النبي لكم

ماذا فعلتم وكنتم آخر الأمم

بأهل بيتي وأنصاري وذريتي

منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم

ما كان ذاك جزائي إذ نصحت لكم

ان تخلفوني بسوء في ذوى رحم

راجع: المعجم الكبير للطبراني ترجمة الإمام الحسين طبع ضمن " الحسين والسنة " =>

٣١٠

.

____________________

=> ص ١٣٧ ح ٨٧، دعوة الحسينية ص ١٢١ و ١٢٤، ينابيع المودة باب ٦٠.

٥١ - أبو بكر يبكى على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ويقول: يا عين فابكى ولا تسأمى * وحق البكاء على السيد - راجع: الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣١٩.

وذكر بكائه على الرسول في: الغدير ج ٧ / ٢١٤ عن صحيح البخاري ك المغازى ج ٦ / ٢٨١، سيرة ابن هشام ج ٤ / ٣٣٤، طبقات ابن سعد ط مصر رقم التسلسل ٧٨٥، تاريخ الطبري ج ٣ / ١٩٨، صحيح مسلم ج ٧ ك الفضائل فضائل أم أيمن.

٥٢ - عبدالله بن أنيس يقول في رثاء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله :

ولكننى باك عليه ومتبع

مصيبته انى إلى الله راجع

راجع: الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٢١.

٥٣ - حسان بن ثابت يرثى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

يا عين جودى بدمع منك اسبال

ولا تملن من سح واعوال

وقال أيضا:

يا عين فأبكى رسول الله إذ ذكر

ذات الاله فنعم القائد الوالى

راجع: الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٢٣ و ٣٢٤.

٥٤ - كعب بن مالك يبكى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ويقول :

يا عين فابكى بدمع ذرى

لخير البرية والمصطفى

وبكى الرسول وحق البكاء

عليه لدى الحرب عند اللقا

راجع: الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٢٤.

٥٥ - بكاء عمر بن الخطاب على شيخ قد مات: راجع: الرياض النضرة ج ٢ / ٥٤ ط ١، الغدير ج ٦ / ١٦٤ وج ٥ / ١٥٥، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج ٤ / ٣١٠.

بكى عمر على النعمان بن مقرن الذي توفى سنة ٢١ ه‍: وهذا يدل على ان الأسباب السياسية التي دعت إلى المنع عن البكاء في هذا الوقت قد ارتفعت. وإلا لماذا يصعد المنبر ويضع يده على رأسه ويبكى على النعمان ؟ راجع في بكائه على النعمان: الاستيعاب لابن عبد البر بهامش الإصابة ج ١ / ٢٩٧ بترجمة النعمان، الغدير ج ٦ / ١٦٤ وج ٥ / ١٥٥.

٥٦ - ابن عمر يبكى على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣١٢.

٣١١

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٢٩٣: -

بكى على عمه الحمزة أسد الله وأسد رسوله، قال ابن عبد البر(١) وغيره لما رأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حمزة قتيلا بكى، فلما رأى ما مثل به شهق(٤١٢) .

وذكر الواقدي(٢) : ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يومئذ إذا بكت صفية يبكي وإذا نشجت ينشج (قال): وجعلت فاطمة تبكي، فلما بكت بكى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤١٣) .

____________________

(١) في ترجمة حمزة من الاستيعاب (منه قدس).

(٤١٢) بكاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على عمه حمزة: الاستيعاب لابن عبد البر بهامش الإصابة ج ١ / ٢٧٥ ط ١، الغدير للأميني ج ٦ / ١٦٥، الإمتاع للمقريزي ص ١٥٤، الكامل في التاريخ ج ٢ / ١٧٠، مجمع الزوائد ج ٦ / ١٢٠، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج ٤ / ٣٠٧ و ٣١٠، ذخائر العقبى ص ١٨٠، دعوة الحسينية ص ٨٠، سيرة ابن هشام ج ٣ / ١٠٥ غزوة أحد.

وروى ابن مسعود قال: " ما رأينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله باكيا قط أشد من بكائه على حمزة ابن عبدالمطلب لما قتل. - إلى ان قال - ووضعه في القبر ثم وقفصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على جنازته وانتحب حتى نشغ من البكاء.. ". ذخائر العقبى ص ١٨١ قال محب الدين الطبري في شرح الحديث: النشغ: الشهيق حتى يبلغ به الغشى.، السيرة الحلبية ج ٢ / ٢٤٦.

(٢) كما في أوائل الجزء الخامس عشر من شرح النهج الحميدي في أواخر ص ٣٨٧ من ج ٣ (منه قدس).

(٤١٣) اشتمل هذا الحديث على بكاء النبي وتقريرهصلى‌الله‌عليه‌وآله كما لا يخفى (منه قدس).

الرسول يبكى مع صفية على حمزة: شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١٥ / ١٧، الإمتاع للمقريزى ص ١٥٤، الغدير ج ٦ / ١٦٥، السيرة الحلبية ج ٢ / ٢٤٧ (*).

٣١٢

وعن أنس قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله - إذ كان جيش المسلمين في مؤتة -: أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبدالله بن رواحة فأصيب. وان عيني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لتذرفان. (الحديث)(٤١٤) .

وذكر ابن عبد البر في ترجمة زيد من استيعابه: ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بكى على جعفر وزيد، وقال: أخواي ومؤنساي ومحدثاي(٤١٥) .

وعن أنس من حديث أخرجه البخاري في صحيحه(١) قال فيه. ثم دخلنا عليهصلى‌الله‌عليه‌وآله وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تذرفان فقال له عبدالرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله ! فقال: يابن عوف انها رحمة، ثم أتبعها باخرى، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول الا

____________________

(٤١٤) أخرجه البحتري في باب الرجل ينعى إلى أهل الميت بنفسه صفحة ١٤٨ من الجزء الأول من صحيحه المطبوع سنة ١٣٣٤ بالمطبعة الملجية، وأخرجه أيضا في باب غزوة مؤتة أواخر صفحة ٣٩ من جزئه الثالث (منه قدس).

بكاء الرسول على جعفر: الكامل ج ٢ / ١٦١ ط دار الكتاب العربي، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ / ٢٨٢، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٢ / ٤٣، صحيح البخاري ك الجنائز باب الرجل ينعى إلى أهل الميت وكتاب فضل الجهاد والسير باب من تأمر في الحرب بغير امرة وكتاب المغازي باب غزوة مؤتة، ابن أبى الحديد ج ١٥ / ٧١.

(٤١٥) بكاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على جعفر وزيد: الاستيعاب بهامش الإصابة ج ١ / ٥٤٨، سنن البيهقي ج ٤ / ٧٠، وسائل الشيعة ج ٢ / ٩٢٢ ك الطهارة ب ٨٧ من أبواب جواز البكاء ح ٦، صحيح البخاري ك المناقب باب علامات النبوة في الإسلام، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٣ / ٤٧، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٢ / ٤٣، شرح ابن أبى الحديد ج ١٥ / ٧٣.

(١) راجع باب قول النبي انا بك لمحزونون من أبواب الجنائز ص ١٥٤ والتي بعدها من ج ١ (منه قدس) (*).

٣١٣

ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون(٤١٦) .

وعن أسامة بن زيد قال: أرسلت ابنة النبي إليه ان ابنا لي قبض فأتنا فقام ومعه سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت فرفع الصبي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونفسه تتقعقع ففاضت عينا رسول الله، فقال سعد: يا رسول الله ما هذا ؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وانما يرحم الله من عباده الرحماء. (الحديث)(٤١٧) .

وعن عبدالله بن عمر قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتاه النبي يعوده ومعه عبدالرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود فوجده في غاشية أهله فقال قد قضى ؟ قالوا: لا يا رسول الله، فبكى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فلما رأى القوم بكاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بكوا فقال: ألا تسمعون، ان الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم

____________________

(٤١٦) بكاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على ابنه إبراهيم: صحيح البخاري ك الجنائز باب قول النبي انا بك لمحزونون، وسائل الشيعة ج ٢ / ٩٢١ ب ٨٧ من أبواب جواز البكاء ك الطهارة ح ٣ و ٤ و ٨، سنن أبى داود ج ٣ / ٥٨، سنن ابن ماجة ج ١ / ٤٨٢، الغدير ج ٦ / ١٦٤، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ١ / ١٣٧ و ١٣٨ و ١٣٩ و ١٤٠ و ١٤٢ و ١٤٣ و ١٤٤، ذخائر العقبى ص ١٥٣ و ١٥٥، دعوة الحسينية ص ٥٠ و ٥١.

(٤١٧) أخرجه الشيخان في صحيحيهما، فراجع من صحيح البخاري صفحة ١٥٢ من جزئه الأول ومن صحيح مسلم باب البكاء على الميت من جزئه الأول (منه قدس).

بكاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على ابن بنته: راجع: سنن أبى داود ج ٢ / ٦٣، الغدير للأميني ج ٦ / ١٦٥، سنن ابن ماجة ج ١ / ٤٨١، صحيح البخاري ك الجنائز، دعوة الحسينية ص ٤٨، صحيح مسلم ك الجنائز باب البكاء على الميت ج ٣ / ٣٩ ط العامرة.

٣١٤

(الحديث)(٤١٨) .

وفي ترجمة جعفر من الاستيعاب قال: لما جاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله نعي جعفر، أتى امرأته أسماء بنت عميس فعزاها، قال: ودخلت فاطمة وهي تبكي وتقول: واعماه، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " على مثل جعفر فلتبكي البواكي "(٤١٩) .

وذكر أهل السير والأخبار كابن جرير وابن الأثير وابن كثير وصاحب العقد الفريد وغيرهم، ما قد أخرجه الإمام أحمد بن حنبل من حديث ابن عمر في ص ٤٠ من الجزء الثاني من مسنده: من أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما رجع من أحد جعلت نساء الأنصار يبكين على من قتل من أزواجهن، قال: فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ولكن حمزة لا بواكي له. قال: ثم نام فانتبه وهن يبكن، قال فهن اليوم إذا يبكين يندبن حمزة(٤٢٠) .

____________________

(٤١٨) أخرجه البخاري في باب البكاء عند المريض من أبواب الجنائز صفحة ١٥٥ من الجزء الأول من صحيحه، وأخرجه أيضا مسلم في باب البكاء على الميت صفحة ٣٤١ من الجزء الأول من صحيحه (منه قدس). بكاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وجملة من الصحابة على سعد بن عبادة: راجع: صحيح البخاري ك الجنائز باب البكاء عند الميت، صحيح مسلم ك الجنائز باب البكاء على الميت ج ٣ / ٤٠ ط العامرة، دعوة الحسينية ص ٥٢.

(٤١٩) تضمن هذا الحديث تقريرهصلى‌الله‌عليه‌وآله على البكاء وأمره به على أن مجرد صدوره من سيدة النساء حجة (منه قدس). بكاء فاطمة الزهراء على جعفر وأمر النبي به: الاستيعاب بهامش الإصابة ج ١ / ٢١١، أسد الغابة ج، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ / ٢٨٢، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٢ / ٤٢ ط بيروت.

(٤٢٠) أي يبكينه ويعددن محاسنه (منه قدس). النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يعتب على الأنصار لعدم البكاء على حمزة: الكامل لابن الأثير ج ٢ / ١١٣، السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ / ١٠٤، الغدير للأميني ج ٦ / ١٦٥، =>

٣١٥

وفي ترجمة حمزة من الاستيعاب نقلا عن الواقدي، قال: لم تبك امرأة من الأنصار على ميت - بعد قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لكن حمزة لا بواكي له - إلى اليوم، الا بدأن بالبكاء على حمزة(٤٢١) .

قلت: حسبك تلك السيرة المستمرة على بكاء حمزة من عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعهد أصحابه والتابعين لهم بإحسان، وكفى بها في رجحان البكاء على من هو كحمزة وان بعد العهد بموته. ولا تنسى ما في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لكن حمزة لا بواكي له من العتب عليهن لعدم نياحتهن عليه والبعث لهن على ندبه وبكائه. وحسبك به وبقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " على مثل جعفر فلتبك البواكي " دليلا على الاستحباب.

ومع ذلك كله فقد كان من رأي الخليفة عمر بن الخطاب النهي عن البكاء على الميت مهما كان عظيما حتى أنه كان يضرب فيه بالعصا ويرمي بالحجارة، ويحثي بالتراب(١) يفعل هذا على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واستمر عليه طيلة حياته(٤٢٢) .

____________________

=> مجمع الزوائد ج ٦ / ١٢٠، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ / ٤٤ وج ٣ / ١١ و ١٧، وسائل الشيعة ج ٢ / ٩٢٢ ك الطهارة ب ٨٨ من أبواب الدفن ح ٣.

(٤٢١) نساء الأنصار يبدئن بالبكاء على حمزة قبل البكاء على موتاهن: راجع: الاستيعاب بهامش الإصابة ج ١ / ٢٧٥، أسد الغابة ج، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ / ٤٤ وج ٣ / ١١ و ١٧ و ١٨ و ١٩، ذخائر العقبى ص ١٨٣، السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ / ١٠٤، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١٥ / ٤٢.

(١) تجد فعله هذا كله في آخر باب البكاء عند المريض ص ٢٥٥ من ج ١ من صحيح البخاري (منه قدس).

(٤٢٢) زجر وضرب عمر لمن يبكى على ميته: راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١٢ / ٦٨، الغدير للأميني ج ٦ / ١٦٠، =>

٣١٦

وقد أخرج الإمام أحمد من حديث ابن عباس(١) من جملة حديث ذكر فيه موت رقية بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبكاء النساء عليها، قال: فجعل عمر يضربهن بسوطه، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : دعهن يبكين، وقعد على شفير القبر وفاطمة إلى جنبه تبكي، قال فجعل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يمسح عين فاطمة بثوبه رحمة لها. آه(٤٢٣)

وأخرج أيضا في مسند أبي هريرة(٢) حديثا جاء فيه: انه مر على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جنازة معها بواكي فنهرهن عمر، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " دعهن فان النفس مصابة، والعين دامعة "(٤٢٤) .

وكانت عائشة وعمر في هذه المسألة على طرفي نقيض، فكان عمر وابنه

____________________

=> السنن الكبرى للبيهقي ج ٤ / ٧٠، المستدرك للحاكم ج ١ / ١٨١ وج ٣ / ١٩١، سنن ابن ماجة ج ١ / ١٨١، مسند أحمد ج ٣ / ٣٣٣ وج ١ / ٢٣٧ و ٣٣٥، عمدة القاري ج ٤ / ٨٧، مسند الطيالسي ص ٣٥١، الاستيعاب بهامش الإصابة ترجمة عثمان بن مظعون ج ٢ / ٤٨٢، مجمع الزوائد ج ٣ / ١٧، الطبقات لابن سعد ج ٨ / ٣٧.

(١) في ص ٣٣٥ من الجزء الأول من مسنده (منه قدس).

(٤٢٣) النساء يبكين على رقية وعمر يضربهن: راجع: مسند أحمد ج ١ / ٣٣٥ ط ١، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ج ٣ / ٨٩٤، سنن البيهقي ج ٤ / ٧٠، الغدير ج ٦ / ١٥٩، الطبقات لابن سعد ج ٨ / ٣٧.

(٢) في ص ٣٣٣ من الجزء الثاني من مسنده (منه قدس).

(٤٢٤) وسمع يوما نائحة في بيت فدخل عليها - وذلك في عهد خلافته - فمال عليهن ضربا بدرته حتى بلغ النائحة فضربها حتى سقط خمارها ثم قال لغلامه: اضرب النائحة ويلك اضربها فانها نائحة لا حرمة لها إلى آخر ما كان منه يومئذ مما ذكره ابن أبى الحديد من هذه الواقعة ص ١١١ من المجلد الثالث من شرح النهج (منه قدس). السنن الكبرى للبيهقي ج ٤ / ٧٠، مسند أحمد ج ٢ / ٤٠٨، الغدير ج ٦ / ١٦٠ (*).

٣١٧

عبدالله يرويان عن النبي انهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ان الميت يعذب ببكاء أهله عليه(٤٢٥) .

وفي رواية: ببعض بكاء أهله عليه(٤٢٦) .

وفي ثالثة: ببكاء الحي عليه(٤٢٧) .

وفي رابعة: يعذب في قبره بما ينح عليه(٤٢٨) .

وفي رواية خامسة: من يبك عليه يعذب(٤٢٩) .

وهذه الروايات كلها خطأ من راويها بحكم العقل والنقل.

قال الفاضل النووي (حيث أورد هذه الروايات في باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه من شرح صحيح مسلم): هذه الروايات كلها من رواية عمر بن الخطاب وابنه عبدالله (قال): وأنكرت عائشة عليهما ونسبتهما إلى النسيان والاشتباه واحتجت بقوله تعالى:( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) (٤٣٠) .

قلت: وأنكر هذه الروايات أيضا ابن عباس(٤٣١) . وأئمة أهل البيت

____________________

(٤٢٥) صحيح مسلم ك الجنائز باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه ج ٣ / ٤١ و ٤٣ ط العامرة.

(٤٢٦) صحيح مسلم ج ٣ / ٤٣.

(٤٢٧) صحيح مسلم ج ٣ / ٤١.

(٤٢٨) صحيح مسلم ج ٣ / ٤١.

(٤٢٩) صحيح مسلم ج ٣ / ٤٢.

(٤٣٠) سورة الأنعام: ١٦٤.

(٤٣١) ابن عباس ينكر روايات المنع عن البكاء: صحيح مسلم ج ١ / ٤٢ و ٤٣، اختلاف الحديث للشافعي في هامش كتاب الأم ج ٧ / ٢٦٦، صحيح البخاري في أبواب الجنائز، مسند أحمد ج ١ / ٤١، سنن النسائي ج ٤ / ١٨، سنن البيهقي ج ٤ / ٧٣، الغدير ج ٦ / ١٥٩ (*).

٣١٨

كافة واحتجوا على خطأ راويها(٤٣٢) ، وما زالت عائشة وعمر في هذه المسألة على طرفي نقيض(٤٣٣) حتى ناحت على أبيها يوم وفاته، فكان بينها وبينه ما قد أخرجه الطبري عند ذكر وفاة أبي بكر في حوادث سنة ١٣ من الجزء الرابع من تاريخه بالإسناد إلى سعيد بن المسيب.

____________________

(٤٣٢) أهل البيت ينكرون روايات منع البكاء: وقد روت الشيعة عدة روايات في جواز البكاء على الميت ما لم يقل ما يسخط الرب. راجع: وسائل الشيعة ك الطهارة ب ٨٧ و ٨٨ من أبواب الدفن ج ٢ / ٩٢٠، جامع أحاديث الشيعة ج ٣ / ٤٦٩ ب ٦.

(٤٣٣) عائشة تنكر روايات عمر وابنه في المنع عن البكاء وتخطائهما في ذلك: راجع: صحيح مسلم ج ٣ / ٤٢ و ٤٣ و ٤٤ و ٤٥، الغدير ج ٦ / ١٦٠ عن المستدرك للحاكم ج ١ / ٣٨١، اختلاف الحديث للشافعي بهامش كتاب الأم ج ٧ / ٢٦٦، صحيح البخاري أبواب الجنائز، مسند أحمد ج ١ / ٤١، جامع بيان العلم ج ٢ / ١٠٥، سنن النسائي ج ٤ / ١٨، سنن البيهقي ج ٤ / ٧٣، مختصر المزني هامش كتاب الأم ج ١ / ١٨٧، الموطأ لمالك ج ١ / ٩٦، دعوة الحسينية للهمداني ص ٢٣. سنن الترمذي ك الجنائز باب ما جاء في الرخصة في البكاء على الميت ج ٢ / ٢٣٦ ح ١٠٠٩ وقال هذا الحديث صحيح وح ١٠١٠ (وقال بعده): حديث عائشة حديث حسن صحيح وقد روى من غير وجه عن عائشة.

(وقال) وقد ذهب أهل العلم إلى هذا وتأولوا هذه الآية( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) وهو قول الشافعي. وقد رجح الشافعي في اختلاف الحديث حديث عائشة على أحاديث عمر.

عمر لا يمنع عن البكاء في موت خالد بن الوليد المتوفى ٢٢ ه‍: راجع: الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج ٤ / ٣٠٨ عن الإصابة ج ١ / ٤١٥، صفة الصفوة ج ١ / ٦٥٥، أسد الغابة ج ٢ / ٩٦، حياة الصحابة ج ١ / ٤٦٥، تاريخ الخميس ج ٢ / ٢٤٧. =>

٣١٩

قال: لما توفي أبو بكر أقامت عليه عائشة النوح فأقبل عمر بن الخطاب حتى قام ببابها فنهاهن عن البكاء عليه، فأبين أن ينتهين فقال عمر لهشام بن الوليد: ادخل فأخرج إلي ابنة أبي قحافة، فقالت عائشة لهشام حين سمعت ذلك من عمر: إني أحرج عليك بيتي. فقال عمر لهشام: ادخل فقد أذنت لك، فدخل هشام فأخرج أم فروة أخت أبي بكر إلى عمر فعلاها بالدرة فضربها ضربات فتفرق النوح حين سمعوا ذلك. آه(٤٣٤) .

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٣٠١: -

وهنا نلفت أولي الألباب إلى البحث عن السبب في تنحي الزهراء عن البلد في نياحتها على أبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله وخروجها بولديها في لمة من نسائها إلى البقيع يندبن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في ظل أراكة كانت هناك فلما قطعت بنى لها علي بيتا

____________________

=> النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ينهى عمر عن التعرض للذين يبكون موتاهم: راجع: الغدير ج ٦، مسند أحمد ج١ / ٢٣٧ و ٣٣٥ وج ٢ / ٤٠٨ وج ٣ / ٣٣٣، مستدرك الحاكم ج ٣ / ١٩١ وصححه وج ١ / ٣٨١، تلخيص المستدرك للذهبي، مسند أبى داود الطيالسي ص ٣٥١، الاستيعاب بهامش الإصابة بترجمة عثمان بن مضعون ج ٢ / ٤٨٢ مجمع الزوائد ج ٣ / ١٧، سنن البيهقي ج ٤ / ٧٠، عمدة القاري ج ٤ / ٨٧، سنن ابن ماجة ج ١ / ٤٨١، دعوة الحسينية ص ١٦، كنز العمال ج ٨ / ١١٧ ط ١.

(٤٣٤) عمر يضرب النساء في البكاء على أبى بكر: كنز العمال ج ٨ / ١١٩، الإصابة لابن حجر ج ٣ / ٦٠٦، الغدير ج ٦ / ١٦١، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد.

عمر يسمح لعائشة فقط أن تبك على أبيها: كنز العمال ج ٨ / ١١٩، الإصابة لابن حجر ج ٣ / ٦٠٦، الغدير ج ٦ / ١٦١. ولأجل المزيد من الاطلاع على جواز البكاء راجع: كتاب دعوة الحسينية إلى مواهب الله السنية للشيخ محمد باقر الهمداني ففيه مباحث جيدة ومفيدة. (*)

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

باختصار إلى بعض خصوصيات وجزئيات حياتهم.

يقول تعالى :( لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ) .

كما سنرى فإنّ عظمة هذه الآية تنبع من أنّهم بالاستفادة من خصوصيات موقعهم وطريقة إحاطة الجبال بمنطقة سكناهم وبالذكاء العالي الذي وهبهم الله ، استطاعوا حصر مياه السيول ـ التي لا تخلف وراءها إلّا الدمار ـ خلف سدّ عظيم ، وبذا عمّروا دولة رفيعة التمدّن ، فكانت آية عظيمة أن يتحوّل سبب الخراب والدمار إلى عامل رئيسي من عوامل العمران والتمدّن!!

«سبأ» اسم من؟ وما هي؟. الموضوع مورد أخذ وردّ بين المؤرخين ، ولكن المشهور هو أنّ «سبأ» اسم «أبي العرب» في اليمن ، وطبقا للرواية الواردة عن «فروة بن مسيك» أنّه قال : «سألت رسول الله عن «سبأ» أرجل هو أم امرأة؟ فقال : هو رجل من العرب ولد له عشرة ، تيامن منهم ستّة وتشاءم منهم أربعة ، فأمّا الذين تيامنوا فالأزد وكندة ومذحج والأشعرون وأنمار ومجد. فقال رجل من القوم : ما أنمار؟ قال : الذين منهم خثعم وبجيلة ، وأمّا الذين تشاءموا فعاملة وجذام ولخم وغسان. فالمراد بسبإ هاهنا القبيلة الذين هم أولاد سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان»(١) .

وبعضهم ذهب إلى أنّ «سبأ» اسم لأرض اليمن أو لإحدى مناطقها. وظاهر الآيات القرآنية التي تحدّثت في قصّة سليمانعليه‌السلام و (الهدهد) أشارت إلى هذا المعنى أيضا ففي الآية (٢٢) من سورة النمل ، يقول تعالى على لسان الهدهد :( وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ) يعني لقد جئتك من أرض سبأ بنبإ يقين.

في حال أنّ ظاهر الآية مورد البحث هو أنّ «سبأ» كانوا «قوما» عاشوا في تلك المنطقة ، بلحاظ أنّ ضمير «هم» في «مساكنهم» يعود عليهم.

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ٨ ، ص ٣٨٥ ـ ٣٨٦.

٤٢١

ولا منافاة بين التّفسيرين لأنّ من الممكن أن يكون «سبأ» اسم شخص ابتداء ، ثمّ بعدئذ سمّي كلّ أولاده وقومه من بعده باسمه ، ثمّ انتقل الاسم ليشمل مكان سكناهم.

تنتقل الآية بعد ذلك لتجلّي الموقف عن تلك الموهبة الإلهية التي وضعت بين يدي قوم سبأ. فيقول تعالى :( جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ ) .

ما حصل هو أنّ قوم سبأ استطاعوا ـ ببناء سدّ عظيم بين الجبال الرئيسية في منطقتهم ـ حصر مياه السيول المدمّرة أو الضائعة هدرا على الأقل ، والإفادة منها وبإحداث منافذ في ذلك السدّ سيطروا تماما على ذلك الخزّان المائي الهائل ، وبالتحكّم فيه تمكّنوا من زراعة مساحات شاسعة من الأرض.

الإشكال الذي أثاره (الفخر الرازي) هو : ما هي أهميّة وجود مزرعتين لكي يذكر ذلك في آية مستقلّة؟ ثمّ يقول في الجواب أنّ هاتين المزرعتين لم تكونا عاديتين ، بل إنّهما عبارة عن سلسلة من رياض المترابطة مع بعضها البعض والممتدة على جانبي نهر عظيم يتغذّى من ذلك السدّ العظيم. وكانت تلك الرياض مليئة بالبركات إلى درجة أنّه ورد في كتب التأريخ عنها ، أن لو مرّ شخص يحمل على رأسه سلّة فارغة من تحت أشجار تلك المزارع في فصل نضوج الأثمار فانّها تمتلئ بسرعة نتيجة ما يتساقط من تلك الأثمار الناضجة.

أليس من العجيب إذا أن يتحوّل سبب الخراب والدمار إلى سبب رئيسي للعمران بذلك الشكل المدهش؟ ثمّ ألا يعدّ ذلك من عجائب آيات الله سبحانه وتعالى؟

وعلاوة على كلّ ذلك ـ وكما سترد الإشارة إليه في الآيات الآتية ـ فإنّ من آيات الله أيضا ذلك الأمن والأمان غير العاديين اللذين شملا تلك الأرض.

ثمّ يضيف القرآن :( كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌ

٤٢٢

غَفُورٌ ) (١) (٢) .

هذه الجملة القصيرة تصوّر مجموعة النعم المادية والمعنوية بأجمل تعابير ، فبلحاظ النعم المادية أرض طيّبة خالية من الأمراض المختلفة ، من السراق والظلمة ، من الآفات والبلايا ، من الجفاف والقحط ، من الخوف والوحشة ، وقيل خالية حتّى من الحشرات المؤذية.

هواء نقي ، ونسيم يبعث على السرور ، أرض معطاءة وأشجار وافرة الثمر.

وأمّا بلحاظ النعم المعنوية فمغفرة الله التي شملتهم ، والتغاضي عن تقصيرهم ، وصرف البلاء والعذاب عنهم وعن بلدتهم.

ولكن هؤلاء الجاحدين غير الشكورين. لم يقدّروا تلك النعمة حّق قدرها. ولم يخرجوا من بوتقة الامتحان بسلام ، سلكوا طريق الإعراض والكفران ، فقرّعهم الله أيّما تقريع!!

قال تعالى :( فَأَعْرَضُوا ) استهانوا بنعمة الله ، توهّموا بأنّ العمران والمدنية والأمن أشياء عادية ، نسوا الله ، وأسكرتهم النعمة ، وتفاخر الأغنياء على الفقراء ، وظنّوا أنّهم يزاحمونهم في أرزاقهم ـ كما سيرد في الآيات اللاحقة ـ.

وهنا مسّهم سوط الجزاء ، يقول تعالى :( فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ ) فدمّر بيوتهم ومزارعهم وحوّلها إلى خرائب

«العرم» : من «العرامة» وهي شراسة وصعوبة في الخلق تظهر بالفعل ، ووصف «السيل» بالعرم إشارة إلى شدّته وقابليته على التدمير. وتعبير «سيل العرم» من قبيل إضافة الموصوف إلى الصفة.

وقيل : «العرم» الجرذان الصحراوية ، وهي التي سبّبت انهيار السدّ بنفوذها فيه

__________________

(١) «بلدة» : خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هذه بلدة طيّبة وهذا ربّ غفور.

(٢) يمكن أن يكون هذا الخطاب الإلهي لهؤلاء القوم على أحد احتمالين ، فإمّا أن يكون قد أبلغ ذلك بواسطة الأنبياء المبعوثين منهم ، كما قال به بعض المفسّرين ، أو أنّ هذه النعم كانت توصل إلى إدراكهم مثل هذا الخطاب.

٤٢٣

(قصّة نفوذ الجرذان الصحراوية في السدّ ، مع كونها ممكنة ـ كما سيرد شرحه فيما بعد ـ لكن تعبير الآية ليس فيه أدنى تناسب مع هذا المعنى).

في «لسان العرب» ، مادّة «عرم» وردت معان مختلفة من جملتها «السيل الذي لا يطاق» ومنه قوله تعالى «الآية» ، وقيل : إضافة إلى المسنّاة أو السدّ ، وقيل : إلى الفأر(١) .

ولكن أنسب التفاسير هو الأوّل ، وهو الذي اعتمده ـ أيضا ـ علي بن إبراهيم في تفسيره.

بعدئذ يصف القرآن الكريم عاقبة هذه الأرض كما يلي :( وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ) .

«أكل» : بمعنى الطعام.

«خمط» : بمعنى النبات المرّ وهو «الأراك».

«أثل» : شجر معروف.

وبذا يكون قد نبت محلّ تلك الأشجار الخضراء المثمرة ، أشجار صحراوية غليظة ليست ذات قيمة ، والتي قد يكون «السدر» أهمّها ، وهذا أيضا كان نادرا بينها. ولك ـ أيّها القارئ ـ أن تتخيّل أي بلاء حلّ بهؤلاء وبأرضهم؟!

ولعلّ ذكر هذه الأنواع الثلاثة من الأشجار التي بقيت في تلك الأرض المدمّرة إشارة إلى ثلاثة امور : أحدها قبيح المنظر ، والثّاني لا نفع فيه ، والثالث له منفعة قليلة جدّا.

يقول تعالى في الآية التالية بصراحة وكتلخيص واستنتاج لهذه القصّة( ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا ) .

ويجب أن لا يتبادر إلى الذهن بأنّ هذا المصير يخصّ هؤلاء القوم ، بل إنّ من

__________________

(١) لسان العرب مادّة «عرم» ج ١٢ ، ص ٣٩٦.

٤٢٤

المسلّم أنّه يعمّ كلّ من كانت لهم أعمال شبيهة بأعمال هؤلاء. وهكذا تضيف الآية( وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ ) .

كان هذا مختصرا عن مصير «قوم سبأ» الذي سنفصّله أكثر في تفسير الآيات اللاحقة.

* * *

٤٢٥

الآيتان

( وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ (١٨) فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (١٩) )

التّفسير

( فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ!! )

تعود هذه الآيات إلى قصّة قوم سبأ مرّة اخرى ، وتعطي شرحا وتفصيلا أكثر حولهم وحول العقاب الذي حلّ بهم. ليكون درسا بليغا وتربويا لكلّ سامع.

يقول تعالى : لقد عمّرنا أرضهم إلى حدّ أنّ النعمة لم تغطّها وحدها ، بل( وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً ) . فقد جعلنا بينهم وبين الأرض المباركة مدائن وقرى اخرى متّصلة بفواصل قليلة إلى درجة أنّ القرية ترى من القرية الثّانية.

بعض المفسّرين قالوا في تفسير «قرى ظاهرة» بأنّها إشارة إلى القرى التي كانت تظهر للعيان من جادّة المسير بشكل واضح ، ويستطيع المسافرون التوقّف فيها ، أو

٤٢٦

أنّها القرى التي كانت على مرتفعات من الأرض فكانت واضحة للعابرين.

أمّا ما هي «الأرض المباركة»؟ فقد أجمع أغلب المفسّرين على أنّها «أرض الشام» (سوريا وفلسطين والأردن) ، لأنّ هذا التعبير اطلق على نفس هذه المنطقة في الآية الاولى من سورة الإسراء ، والآية (٨١) من سورة الأنبياء.

ولكن بعض المفسّرين احتمل أنّ المقصود منها هو «صنعاء» أو «مأرب» وكلتاهما كانتا في اليمن ، ولا يستبعد هذا التّفسير ، لأنّ المسافة بين (اليمن) الواقعة في أقصى جنوب الجزيرة العربية ، و (الشام) الواقعة في أقصى شمالها ، شاسعة ومليئة بالصحاري اليابسة المقفرة ممّا يجعل تفسير الأرض المباركة هنا (بالشام) بعيدا جدّا ، ولم ينقل في التواريخ ما يشير إلى ذلك.

بعضهم احتمل أيضا أن يكون المقصود (بالأرض المباركة). (مكّة) وهو بعيد أيضا.

هذا من جهة العمران ، ولكن العمران وحده لا يكفي ، بل إنّ شرطه الأساسي هو «الأمان» ، ولذلك تضيف الآية( وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ ) أي جعلنا بينها فواصل معتدلة.( سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) .

وبهذا فإنّ الفواصل والمسافات بين القرى كانت متناسقة محسوبة ، وكذلك فإنّها طرق محفوظة من حملات الضواري أو السرّاق أو قطّاع الطرق. بحيث أنّ الناس كانوا يسافرون خلال هذه الطرق. بلا زاد أو دواب وبلا استفادة من الحراس المسلّحين ، ولم يكونوا يخافون من حوادث الطريق أو قلّة الماء والزاد لديهم.

أمّا بأيّة وسيلة تمّ إبلاغ هذه الرسالة للناس( سِيرُوا فِيها ) الآية ، يرد أيضا الاحتمالان بأن يكون ذلك بواسطة أحد الأنبياءعليهم‌السلام ، أو أنّ ظاهر حال المنطقة كان يوصل هذا المعنى إلى وجدانهم.

تقديم «الليالي» على «الأيّام» قد يكون بلحاظ أنّ وجود الأمن في الليل من

٤٢٧

السرّاق او الوحوش اهمّ منه في النهار الذي تسهل معه مهمّة الأمن.

ولكن هؤلاء جحدوا نعم الله العظيمة التي شملت كلّ مناحي حياتهم ـ كما هو الحال بالنسبة لغيرهم من الأقوام المتنعّمة ـ ولبسهم الغرور ، وأحاطت بهم الغفلة ونشوة النعيم وعدم لياقتهم له ، فأسلكتهم طريق الكفران وعدم الشكر ، وانحرفوا عن الصراط وتركوا أوامر الله خلف ظهورهم.

فمن جملة مطالبهم العجيبة من الله ،( فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا ) .

أي طلبوا أن يجعل الله المسافات بين قراهم طويلة ، كي لا يستطيع الفقراء السفر جنبا إلى جنب مع الأغنياء ، ومقصودهم هو أن تكون بين القرى ـ كما أسلفنا ـ فواصل صحراوية شاسعة ، حتّى لا يستطيع الفقراء ومتوسّطو الحال الإقدام على السفر بلا زاد أو ماء أو مركّب ، وبذا يكون السفر أحد مفاخر الأغنياء وعلامة على القدرة والثروة ، ووجوب أن يظهر هذا الامتياز ويثبت لدى الجميع.

أو أنّهم ملّوا من الراحة والرفاه ، كما ملّ بنو إسرائيل من (المنّ والسلوى) (الغذاء السماوي) وطلبوا من الله البصل والثوم والعدس.

بعضهم احتمل أيضا أن يكون المقصود بعبارة( باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا ) أنّهم أصبحوا كسالى إلى درجة لم يكونوا معها حاضرين للسفر لغرض رعي الحيوانات أو التجارة أو الزراعة ، ولذا طلبوا من الله أن يبقيهم في وطنهم دائما ويباعد بين السفرة والاخرى. ولكن يبدو أنّ التّفسير الأوّل أفضل.

على كلّ حال فإنّهم بهذا العمل أوقعوا الظلم على أنفسهم( وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ) .

نعم ، فإن كانوا يظنّون أنّهم إنّما يظلمون غيرهم فقد اشتبهوا ، إذ أنّهم قد استلّوا خنجرا ومزّقوا به صدورهم ، ودخّان النار التي أسعروها أعمى عيونهم.

وياله من تعبير رائع ، ذلك الذي أوضح به القرآن الكريم مصيرهم المؤلم ، حيث يقول : إنّنا جازيناهم ودمّرنا بلادهم ومعيشتهم بحيث :( فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ ) .

نعم فلم يبق من تلك الحياة المرفّهة ، والتمدّن العريض المشرق ، إلّا أخبار على

٤٢٨

الألسن ، وذكريات في الخواطر ، وكلمات على صفحات التاريخ( وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ) .

كيف دمّرنا أرضهم بحيث سلبت منهم معها قدرة البقاء فيها ، وبذا أصبحوا مجبرين على أن يتفرّقوا كلّ مجموعة إلى جهة لإدامة حياتهم ، ونثروا كما تنثر أوراق الخريف التي عصفت بها الريح حتّى أضحى تفرّقهم مثلا يضرب فقيل : «تفرّقوا أيادي سبأ»(١) .

وكما قال بعض المفسّرين ، فقد ذهبت قبيلة (غسّان) إلى الشام ، و (أسد) إلى عمان ، و (خزاعة) إلى جهة تهامة ، و (أنمار) إلى يثرب(٢) .

وفي ختام الآية يقول تعالى :( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) ، لأنّ الصابرين والشاكرين وحدهم يستطيعون الإعتبار ممّا جرى ، خصوصا مع ملاحظة أنّ كلّا من (صبّار) و (شكور) هي صيغة مبالغة. ذلك لكونهم بصبرهم واستقامتهم يتمكّنون من الإمساك بزمام مركب الهوى والهوس الجموح ، ويقفون بوجه المعاصي ، وبشكرهم لله تعالى في طريق طاعته فإنّهم مرتبطون به وييقظون ، وعليه فإنّهم يأخذون العبرة بشكل جيّد ، أمّا أولئك الذين ركبوا سفينة الهوى وتجاهلوا نعم الله عليهم فكيف يمكنهم أخذ العبرة ممّا جرى؟

* * *

بحوث

١ ـ المصير المذهل لقوم سبأ!!

يستفاد ممّا ورد في القرآن الكريم والروايات ، وكذلك كتب التاريخ ، بأنّ «قوم سبأ» كانوا يقطنون جنوب الجزيرة ، وكانت لهم حكومة راقية ، وحضارة خلّابة.

__________________

(١) نقل هذا المثل على صورتين «تفرّقوا أيدي سبأ» و «أيادي سبأ» ، ففي الشكل الأوّل إشارة إلى التمزّق البشري ، والشكل الثّاني إشارة إلى تمزّق الأموال والنعم والإمكانات ، لأنّ «أيادي» عادة تستعمل بمعنى النعم.

(٢) تفسير القرطبي وتفسير أبي الفتوح الرازي ، ذيل الآيات مورد البحث.

٤٢٩

ورغم أنّ أرض (اليمن) كانت واسعة وصالحة للزراعة ، إلّا أنّه من استغلالها لعدم وجود نهر مهمّ في تلك المنطقة ، كما أنّ مياه الأمطار ـ التي كانت تهطل بغزارة على قمم الجبال كانت تذهب هدرا في هضاب وصحاري تلك المنطقة. ولكن أهل تلك المنطقة الأذكياء فكّروا في كيفية الاستفادة من تلك المياه المهدورة ، فبنوا لهذا الغرض عددا من السدود في النقاط الحسّاسة كان أهمّها وأكثرها مخزونا «سدّ مأرب».

«مأرب» بلدة صغيرة تقع عند انتهاء إحدى ممرّات السيول تلك ، وكانت تمرّ سيول جبال «صراة» العظيمة من جنبها ، وفي فم هذا المضيق وبين جبلي «بلق» بنوا سدّا عظيما قويا ، وأوجدوا فيه منافذ كثيرة للماء ، وقد استطاع هذا السدّ خزن كميّات هائلة من الماء خلفه إلى درجة أنّهم استطاعوا ـ بالاستفادة من ذخيرته ـ إحداث جنّات جميلة جدّا ، وبساتين مملوءة بالبركة على طرفي النهر الوارد ابتداء من مصبّ السدّ.

وكما ذكرنا سابقا فإنّ القرى المأهولة في تلك الأرض كانت شبه متّصلة ببعضها ، بحيث أنّ ظلال الأشجار كانت تتواصل مع بعضها البعض ، وكانت الأشجار محمّلة بكميّات كبيرة من الثمار حتّى أنّ من يمرّ تحتها بسلّته الخالية يخرج بعد مدّة قصيرة بسلّة ممتلئة تلقائيا ، وفور النعمة ـ ممزوجا بالأمان ـ هيّأ محيطا مرفّها لحياة طاهرة ، محيطا نموذجيا لطاعة الله ، والتكامل المعنوي ، ولكنّهم لم يقدّروا النعمة حقّ قدرها ، فنسوا الله ، وجحدوا النعمة ، وانشغلوا بالتفاخر والعناوين والمستوى الاجتماعي.

ورد في بعض كتب التاريخ بأنّ الجرذان الصحراوية ، بعيدا عن مرأى هؤلاء المغرورين السكارى ، كانت تتّخذ لها جحورا في ذلك السدّ الترابي ، وتنخره من الداخل ، وفجأة هطلت أمطار غزيرة وتجمّعت لتشكّل سيولا عظيمة ، تراكمت خلف ذلك السدّ الذي لم يعدّ حينها مؤهّلا لتحمّل الضغط الشديد من تلك الكمّيات

٤٣٠

الهائلة ، وما هي إلّا لحظة حتّى انهار هذا السدّ ليضع النهاية لتلك الحياة الزاهية ، ودمّر القرى المعمورة ، الجنان ، المزارع ، المحاصيل ، قضى على الحيوانات ، هدّم القصور والبيوت الجميلة الجذّابة ، وتحوّلت تلك الأرض الحيّة إلى صحراء جافّة لا ماء فيها ولا كلأ ، ولم يبق من تلك الجنان والأشجار المثمرة إلّا شجر (الأراك) المرّ ، و (شجر المنّ) وقليل من (السدر) ، وهاجرت الطيور المغردة ليحلّ محلّها البوم والغربان(١) .

نعم ، حينما يريد الله سبحانه وتعالى إظهار قدرته ، فإنّه يدمّر مدينة راقية بعدد من الفئران حتّى يتّضح للعباد مدى ضعفهم ولا يغترّوا بقدرتهم مهما بلغت.

٢ ـ الإعجاز القرآني التأريخي

أورد القرآن الكريم قصّة «قوم سبأ» في الوقت الذي كان المؤرخّون لا يعلمون شيئا عن وجود هؤلاء القوم ، وعن مثل تلك المدنيّة. والملفت للنظر أنّ المؤرخّين قبل الاكتشافات الحديثة ، لم يذكروا شيئا حول سلسلة ملوك سبأ والمدنية العظيمة لهم ، واعتقدوا فقط بأنّ (سبأ) هو شخص افتراضي ، عرف كأب مؤسّس لدولة «حمير» ، في حين أنّ القرآن الكريم أفرد سورة كاملة باسم هؤلاء القوم وأشار إلى أحد مظاهر مدينتهم وهو بناؤهم (لسدّ مأرب) التأريخي.

ولكن بعد الكشوف عن الآثار التأريخية لهؤلاء القوم في اليمن ، تغيّرت أفكار علماء التأريخ. والسبب في تأخّر الكشف عن الآثار التأريخية لهؤلاء القوم يعود إلى :

١ ـ صعوبة الطريق المؤدّية إلى مناطق التنقيب وشدّة حرارة الجو هناك.

٢ ـ تنفّر سكنة المنطقة حاليا من الأجانب ، ممّا جعل الأوربيين غير المطّلعين

__________________

(١) اقتباس من تفسير مجمع البيان وقصص القرآن وتفاسير اخرى.

٤٣١

وغير العارفين يطلقون صفة «التوحّش» على هذه الأحاسيس الصادرة من أهل المنطقة ، حتّى استطاع عدّة معدودة من علماء الآثار يدفعهم التعلّق الشديد بكشف الأسرار الأثرية النفوذ إلى قلب مدينة «مأرب» وما حولها. واكتشفوا مجموعة من الأحجار الحاوية للخطوط والنقوش الكثيرة ، وبعد ذلك تعاقبت مجاميع المنقّبين في القرن التاسع عشر الميلادي ناقلين معهم في كلّ مرّة مجموعة من النقوش والخطوط والآثار ، وبالاستفادة من تلك الآثار ، التي ناهزت الألف أثر ، أطلع العلماء على جزئيات وخصوصيات حضارة هؤلاء القوم ، وعلى تأريخ بناء «سدّ مأرب» وخصوصيات اخرى ، وثبت للغربيين بأنّ ما ذكره القرآن الكريم بهذا الخصوص لم يكن اسطورة ، بل واقع تاريخي لم يكونوا قد اطّلعوا عليه ، وبعد ذلك استطاعوا رسم مخطّط كامل لذلك السدّ العظيم وتشخيص منافذ عبور المياه فيه ، والجداول الخاصّة بالبساتين والمزارع يمينا وشمالا وسائر خصوصيات المنطقة الاخرى.

٣ ـ لفتات هامّة للعبرة في قصّة قصيرة

إنّ التعرّض لسرد قصّة قوم سبأ بعد قصّة سليمانعليه‌السلام له مفهوم خاصّ :

١ ـ إنّ داود وسليمانعليهما‌السلام كانا نبيّين عظيمين استطاعا تشكيل حكومة قويّة ، وإيجاد حضارة مشرقة تلاشت بوفاتهم ، وكذلك الحضارة الكبرى التي أقامها قوم سبأ تلاشت بانهيار سدّ مأرب!!

والجدير بالملاحظة أنّ الروايات تشير إلى أن عصا سليمانعليه‌السلام أكلتها حشرة «الأرضة» ، كما أنّ سدّ مأرب نخرته الجرذان الصحراوية ، كي يعلم هذا الإنسان المغرور بأنّ النعم المادية مهما كانت عظيمة ومصدرا للخير ، فإنّها أحيانا تتلاشى بواسطة حشرة أو حيوان ضعيف يقلب عاليها أسفلها. وبالنتيجة ينتبه المؤمنون

٤٣٢

والعارفون ولا يقعوا أسرى في شراك هذه النعم ، ويفيق المغرورون من سكر غفلتهم ولا يسلكوا طريق الظلم والعدوان.

٢ ـ نلاحظ هنا حضارتين عظيمتين ، إحداهما رحمانية ، والاخرى شيطانية المصير ، لكنّهما واجهتا الفناء ولم تخلدا.

٣ ـ وممّا يستحقّ الانتباه ، هو أنّ المغرورين من قوم سبأ الذين لم يستطيعوا تحمّل وجود المستضعفين بينهم ، وتمنّوا حاجزا منيعا بين الأقليّة الأشراف والأكثرية الفقراء يحول دون اختلاطهم ، ودعوا الله أن يباعد بين قراهم حتّى يشقّ السفر على الفقراء ، وقد استجاب الله سبحانه وتعالى دعاءهم وفرّق جمعهم ، ومزّقهم أيادي سبأ ، حتّى أنّهم لو أرادوا الالتقاء لتطلّب منهم ذلك أن يصرفوا عمرا كاملا في السفر.

٤ ـ حينما يدقّق المتأمّل في وضع تلك الأرض قبل هجوم «سيل العرم» وبعده ، لا يمكنه أن يصدّق بسهولة أنّ هذه الأرض بعد السيل هي تلك الأرض الخضراء المليئة بالأشجار المورقة المثمرة ، وكيف أضحت الآن صحراء موحشة ليس فيها إلّا بضعة أشجار مبعثرة من الشجر المرّ والأراك وقليل من شجر السدر تتراءى من بعيد كمسافرين أضاعوا طريقهم وتبعثروا هنا وهناك.

وهذا يجسّد بلسان الحال : أنّ «كيان الإنسان» كهذه الأرض ، فإذا استطاع السيطرة على قواه الخلّاقة واستخدمها بالشكل الصحيح ، فإنّه ينبت بساتين مليئة بالطراوة من العلم والعمل والفضائل الأخلاقية ، ولكن إذا كسر سدّ التقوى ، وانهالت الغرائز كالسيل المدمّر ، وغطّت أرض حياة الإنسان ، فلن يبقى غير الخراب ، وأحيانا فإنّ أعمالا ظاهرها أنّها بسيطة تبدأ بالتأثير تدريجيا على الاسس ، حتّى ينهار كلّ شيء ، لذا يجب الخوف والحذر حتّى من هذه الأمور الصغيرة التافهة ظاهرا.

٤٣٣

٥ ـ آخر ما نروم الإشارة إليه ، هو أنّ ذلك المصير العجيب يثبت مرّة اخرى حقيقة أنّ (الموت) مخفي في جوهر حياة الإنسان ، ونفس الشيء الذي يكون سببا لحياة الإنسان وعمرانها يوما ، يكون عامل موته وهلاكه في يوم آخر.

* * *

٤٣٤

الآيتان

( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢٠) وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (٢١) )

التّفسير

لا أحد مجبر على اتّباع الشّيطان :

هذه الآيات في الحقيقة تمثّل نوعا من الاستنتاج العام من قصّة «قوم سبأ» التي مرّت في الآيات السابقة ، ورأينا كيف أنّهم باستسلامهم لهوى النفس ووسوسة الشيطان ، أصبحوا معرضا لكلّ تلك الخيبة وسوء التوفيق.

يقول تعالى في الآية الاولى من هذه الآيات :( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) .

بتعبير آخر ، فإنّ إبليس بعد امتناعه من السجود لآدم وطرده من محضر الكبرياء الإلهي ، توقّع وقال :( فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) (١) وإنّ هذا التوقّع قد صحّ بالنسبة لهؤلاء القوم. فمع أنّه (لعنه الله) قد قال

__________________

(١) النمل ، ١٩

٤٣٥

حديثه هذا تخمينا وتوقّعا ، ولكن هذا التخمين أصبح واقعا في النتيجة. واتّبعه ضعفاء الإيمان والإرادة وسقطوا في فخاخه زرافات ووحدانا ، إلّا مجموعة صغيرة من المؤمنين استطاعت تحطيم سلاسل الوساوس الشيطانية ، وتفادت الوقوع في مصيدته ، جاءوا أحرارا وعاشوا أحرارا ورحلوا أحرارا ، ومع أنّهم كانوا قلّة من حيث العدد ، إلّا أنّ كلّ واحد منهم كان يعدل دنيا بأسرها من حيث القيمة المعنوية «أولئك هم الأقلّون عددا والأكثرون عند الله قدرا»(١) .

وتشير الآية التالية إلى مطلبين فيما يخصّ الوساوس الشيطانية ، والأشخاص الذين يقعون تحت سلطته ، والأشخاص الذين ليس له عليهم سلطان ، فتقول الآية المباركة :( وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ ) .

إذن فنحن الذين نجيز له الدخول ونعطيه تأشيرة العبور من حدود دولة الفردية إلى داخل قلوبنا. وذلك هو عين ما ينقله القرآن عن لسان الشيطان نفسه( وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ) (٢) ، ولكن من الواضح أنّه بعد إجابة دعوته من قبل عديمي الإيمان ، وعبيد الهوى ، لا يهدأ له بال ، بل يسعى إلى إحكام سلطته على وجودهم.

لذا فإنّ الآية تؤكّد أنّ الهدف من إطلاق يد إبليس في وسوساته ، إنّما هو لأجل معرفة المؤمنين من غيرهم ممّن هم في شكّ :( إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍ ) (٣) .

بديهي أنّ الله تعالى مطّلع تماما على كلّ ما يقع في هذا العالم منذ الأزل حتّى الأبد ، وعليه فإنّ جملة «لنعلم» ليس مفهومها أنّ الله تعالى يقول : «بأنّنا لم نكن

__________________

(١) نهج البلاغة ، الكلمات القصار.

(٢) إبراهيم ، ٢٢.

(٣) على هذا المعنى الذي ذكرناه في تفسير الآية ، فإنّ الاستثناء هنا «استثناء متّصل» بقرينة ما ورد في الآية (٤٢) من سورة الحجر :( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ ) ، بلحاظ أنّ ظاهر هذه الآية أنّ للشيطان سلطة على الغاوين ـ طبعا بعض المفسّرين احتملوا أن يكون «الاستثناء منقطعا أيضا».

٤٣٦

نعلم بالمؤمنين بالآخرة من الذين هم في شكّ منها ، ويجب أن تكون هناك للشيطان وسوسة حتّى نعلم ذلك» كلّا ، بل المقصود من هذه الجملة هو التحقّق العيني لعلم الله ، لأنّ الله سبحانه وتعالى لا يعاقب أحدا بناء على علمه بالبواطن ، والأعمال المستقبلية لذلك الشخص ، بل يجب توفّر ميدان للامتحان ، ومن خلال وساوس الشياطين وهوى النفس يظهر الإنسان ما بداخله ـ بكامل الإرادة والإختيار إلى الواقع الفعلي ، ويتحقّق علم الله سبحانه وتعالى عينا ، لأنّه لو لا تحقّق الأعمال بالفعل لا يحصل الاستحقاق للثواب والعقاب.

وبتعبير آخر : فإنّ الثواب والعقاب لا يقع على حسن الباطن أو سوئه ، فلا بدّ لما هو موجود بالقوّة أن يتحقّق بالفعل.

ثمّ تختتم الآية بتنبيه للعباد( وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ) . حتّى لا يتصوّر أتباع الشيطان بأنّ أعمالهم وأقوالهم تتلاشى في هذه الدنيا ، أو أنّ الله ينسى ، كلّا ، بل إنّ الله يحتفظ بكلّ ذلك إلى يوم الجزاء.

* * *

٤٣٧

الآيات

( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (٢٢) وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٢٣) قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٤) قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٢٥) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (٢٦) قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ كَلاَّ بَلْ هُوَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٧) )

التّفسير

نبئوني لماذا؟

قلنا في بداية السورة بأنّ هناك مجموعة من آياتها تتحدّث حول المبدأ والمعاد والإعتقادات الحقّة ، ومن ربطها مع بعضها نحصل على حقائق جديدة.

٤٣٨

في هذا المقطع من الآيات يجرّ القرآن المشركين في الواقع إلى المحاكمة ، وبالضربات الماحقة للأسئلة المنطقية ، يحشرهم في زاوية ضيّقة ، ثمّ يبيّن تفسّخ منطقهم الواهي بخصوص شفاعة الأصنام.

في هذه المجموعة من الآيات ، خوطب الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله خمس مرّات ، وقيل له : (قل) لهم وفي كلّ مرّة تعرض الآيات مطلبا جديدا يتعلّق بمصير الأصنام وعبّادها ، بشكل يشعر معه بأن ليس هناك عقيدة أفرغ ولا أجوف من عبادة الأصنام ، بل لا يمكن أساسا تسمية هذه العبادة (عقيدة) أو (مذهبا).

في الآية الاولى يقول تعالى :( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ ) (١) ولكن اعلموا أنّ هذه الأصنام أو الشركاء لا يستجيبون لدعائكم أبدا ، ولا يحلّون لكم مشكلة ، ثمّ تنتقل الآية إلى عرض الدليل على هذا القول ، فيقول تعالى : لأنّهم( لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ ) .

فلو كانوا يستطيعون شيئا لكان لهم أحد هذه الأوصاف الثلاثة : إمّا مالكية مستقلّة لشيء في السماء أو الأرض ، أو على الأقل مشاركة مع الله في أمر الخلق ، أو معاونة الخالق في شيء من هذه الأمور.

في حال أنّ الواضح هو أنّ «واجب الوجود» واحد لا غير ، والباقون جميعهم «ممكن الوجود» مرتبطون به. ولو قطع الله تعالى نظر لطفه عنهم لحظة لأحلّهم دار البوار والعدم.

واللطيف هو قوله تعالى :( مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ ) ، فموجودات لا تملك في هذه السماء اللامحدودة ، وهذه الأرض المترامية الأطراف ما يعادل( مِثْقالَ ذَرَّةٍ ) ، فأي مشكلة يمكنها حلّها لنفسها ، ناهيك عن سواها!!

__________________

(١) في الحقيقة إنّ في الجملة مستترين : الأوّل بعد «زعمتم» تقديره «أنّهم آلهة» والثّاني بعد «من دون الله» تقديره «لا يستجيبون دعاءكم» والجملة تكون هكذا «قل ادعوا الذين زعمتم أنّهم آلهة من دون الله لا يستجيبون لكم».

٤٣٩

هنا يتبادر إلى الذهن فورا السؤال التالي : إذا كانت الأمر كذلك ، فما ذا تكون قضيّة شفاعة الشفعاء؟

وللإجابة على هذا التساؤل تقول الآية التي بعدها : لو كان هناك شفعاء لدى الله تعالى فانّهم لا يشفعون إلّا بإذنه وأمره( وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ) .

وعليه فإنّ العذر الذي يتعلّل به الوثنيون بقولهم :( هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ ) (١) ، ينتهي بهذا الجواب ، وهو أنّ الله سبحانه وتعالى ، لم يجز شفاعتها أبدا.

أمّا جملة( إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ) فهي إشارة إلى الشافعين أو إلى المشفوع لهم.

احتمل المفسّرون الاحتمالين ، وإن كان يناسب ما ورد في الآية السابقة من الحديث حول الأصنام وأولئك الذين توهّموا أنّها شفعاؤهم ، أن تكون الإشارة إلى «الشافعين».

ثمّ هل أنّ المقصود من «الشفاعة» هنا شفاعة الدنيا ، أم الآخرة؟ كلّا الاحتمالين واردان ، ولكن الجملة التي تلي ذلك تدلّل على أنّ المقصود هو شفاعة الآخرة.

لذا تقول العبارة بعدها بأنّه في ذلك اليوم تهيمن الوحشة والاضطراب على القلوب ، ويستولي القلق على الشافعين والمشفوع لهم بانتظار أن يروا لمن يأمر الله بجواز الشفاعة؟ وعلى من ستجوز تلك الشفاعة؟ وتستمر حالة القلق والاضطراب ، حتّى حين فيزول ذلك الفزع والاضطراب عن القلوب بصدور الأمر الإلهي.( حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ ) (٢) .

على كلّ حال فذلك يوم الفزع ، وعيون الذين يطمعون بالشفاعة تعلّقت بالشفعاء ، ملتمسة منهم الشفاعة بلسان الحال أو بالقول. ولكن الشفعاء أيضا ينتظرون أمر الله ، كيف؟ ولمن سيجيز الشفاعة؟ ويبقى ذلك الفزع وذلك

__________________

(١) يونس ، ١٨.

(٢) (فزع) من مادّة «فزع» ، وفي وقت تعدّيها بحرف الجرّ (عن) تكون بمعنى إزالة الفزع والوحشة والاضطراب ، كذلك لو وردت بصورة الثلاثي المجرّد وتعدّت بحرف الجرّ (عن) يكون لها نفس المعنى أيضا.

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510