الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٤

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل6%

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 581

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠
  • البداية
  • السابق
  • 581 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 168968 / تحميل: 6111
الحجم الحجم الحجم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء ١٤

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

بحثان

١ ـ فلسفة وجود الشيطان

هناك مسائل مهمّة تطرح بشأن الآيات المذكورة أعلاه ، منها مسألة خلق الشيطان ، وسبب سجود الملائكة لآدم ، وسبب تفضيل آدم على الملائكة ، والشيطان على من سيتسلّط ، وما هي نتيجة التكبّر والغرور ، وما المقصود من الطين وروح الله ، ومسألة خلق آدم وخلقه المستقل في مقابل فرضيات تكامل الأنواع؟ ومسائل اخرى من هذا القبيل تمّ تناولها وبصورة مفصّلة في التّفسير الأمثل في ذيل الآية (٣٤) من سورة البقرة ، وفي ذيل الآية (٢٦) من سورة الحجر ، وفي ذيل الآية (١١) من سورة الأعراف.

نعود مرّة اخرى إلى السؤال الأوّل الخاصّ بشأن فلسفة خلق الشيطان ، فالكثير يتساءل إن كان الإنسان خلق من أجل التكامل ونيل السعادة عن طريق عبوديته لله ، فما هي أسباب وجود الشيطان الذي هو موجود مدمّر يعمل ضدّ تكامل الإنسان؟ وهو في نفس الوقت موجود ذكي ، مكّار ، يثير العداوة والبغضاء. إلّا أنّنا لو تفكّرنا قليلا فسوف ندرك أنّ وجود هذا العدو عامل مساعد لدفع التكامل الإنساني إلى الإمام وتقدّمه.

لا نذهب بعيدا ، فقوّات المقاومة التي تدافع دائما وبشدّة ضدّ العدوّ تزداد قوّة يوما بعد آخر

والقادة والجنود المدرّبون الأقوياء هم الأشخاص الذين يقاتلون الأعداء بعنف في المعارك الكبيرة.

والسياسي المحنّك القوي هو الذي يتمكّن في الأزمات السياسيّة الشديدة أن يتصدّى للأعداء الأقوياء ويتغلّب عليهم.

وأبطال المصارعة الكبار هم الذين نازلوا مصارعين أقوياء أشدّاء ، إذن فلم العجب من أنّ عباد الله الكبار بجهادهم المستمر المرير ضدّ الشيطان ، يصبحون

٥٦١

أقوياء يوما بعد آخر.

فعلماء اليوم قالوا بشأن فلسفة وجود الميكروبات : لو لا وجود هذه الميكروبات لكان جسم الإنسان ضعيفا عديم الإحساس ، ويحتمل أيضا توقّف نمو الإنسان بسرعة بحيث لا يتجاوز طوله الثمانين سنتيمترا ، ولكان جميع البشر على شكل أقزام صغار ، وبهذا الشكل فإنّ مبارزة جسم الإنسان للميكروبات المهاجمة تعطيه قوّة وقدرة على النمو.

وكذلك الحال بالنسبة إلى روح الإنسان في جهادها ضدّ الشيطان وهوى النفس.

وهذا لا يعني أنّ الشيطان مكلّف بإغواء عباد الله ، فالشيطان كان طاهرا في بداية خلقه ، كبقيّة الموجودات ، ولكن الانحراف والانحطاط والتعاسة التي أصيب بها إنّما كان برغبته وإرادته ، وبهذا فإنّ البارئعزوجل لم يخلق إبليس منذ اليوم الأوّل شيطانا ، وإنّما إبليس هو الذي أراد أن يكون شيطانا ، وفي نفس الوقت فإنّ ممارساته الشيطانية لا تجلب الضرر لعباد الله المخلصين إطلاقا ، بل قد تكون سلّما لرقيّهم وسموّهم.

وفي النهاية يبقى هذا السؤال : لماذا تمّت الموافقة على طلبه في البقاء حيّا ، ولماذا لم يهلك في تلك اللحظة؟

جواب هذا السؤال هو ما ذكرناه أعلاه ، وبعبارة اخرى :

إنّ عالم الدنيا هذا هو ساحة للاختبار والامتحان (الاختبار الذي هو وسيلة لتربية وتكامل الإنسان) وكما هو معروف فإنّ الاختبار لا يتمّ من دون مواجهة عدو شرس ومجابهة مختلف أنواع الأعاصير والمشاكل.

وبالطبع ، إن لم يكن هناك شيطان ، فإنّ هوى النفس ووساوسها هي التي تضع الإنسان في بودقة الاختبار ، ولكن حرارة هذه البودقة تزداد بوجود الشيطان ، لأنّ الشيطان سيكون في هذه الحالة العامل الخارجي المؤثّر على الإنسان ، وهوى النفس والوساوس ستكون العامل الداخلي.

٥٦٢

٢ ـ نيران الأنانية والغرور تحرق رأسمال الوجود

من الأمور الحسّاسة جدّا التي تلفت النظر في قضيّة طرد إبليس من رحمة الله ، هو مدى تأثير عاملي الأنانية والغرور على سقوط وتعاسة الإنسان ، إذ يمكن القول بأنّهما من أهمّ وأخطر عوامل الانحراف. وقد تسبّبا ـ في لحظة واحدة ـ في هدم عبادة ستّة آلاف سنة ، وإنّهما كانا السبب وراء تدنّي موجود كان في صفّ ملائكة السماء الكبار إلى أدنى درجات الشقاء ، ويستحقّ لعنة الله الأبدية.

الأنانية والغرور يحجبان الحقيقة عن بصر الإنسان ، فالأنانية مصدر الحسد ، والحسد مصدر العداوة والبغضاء ، والعداوة والبغضاء سبب إراقة الدماء وارتكاب الجرائم.

الأنانية تدفع الإنسان إلى الاستمرار في ارتكاب الخطأ ، وتحبط ـ في نفس الوقت ـ مفعول أيّ عامل للصحوة من الغفلة ، أي تحوّل بين ذلك العامل وبين الإنسان.

الأنانية والعناد يسلبان فرصة التوبة وإصلاح الذات من الإنسان ، ويغلقان أمامه كلّ أبواب النجاة ، وخلاصة الأمر فإنّ كلّ ما نقوله حول خطر هذه الصفات القبيحة والمذمومة يعدّ قليلا.

وكم هو جميل قول أمير المؤمنينعليه‌السلام : «فعدو الله إمام المتعصّبين ، وسلف المستكبرين ، الذي وضع أساس العصبية ، ونازع الله رداء الجبرية ، وادّرع لباس التعزّز ، وخلع قناع التذلّل ألا ترون كيف صغّره الله بتكبّره؟ ووضعه بترفّعه؟ فجعله في الدنيا مدحورا ، وأعدّ له في الآخرة سعيرا».(١)

* * *

__________________

(١) نهج البلاغة ، الخطبة ١٩٢ المعروفة بالقاصعة.

٥٦٣

الآيات

( قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (٨٤) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٥) قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (٨٦) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (٨٧) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (٨٨) )

التّفسير

آخر حديث بشأن إبليس!

آيات بحثنا هي آخر آيات سورة (ص) ، وفي الحقيقة هي خلاصة لكلّ محتوى هذه السورة ، ونتيجة للأبحاث المختلفة التي تناولتها السورة.

في البداية ردّا على تهديد إبليس في إغواء كلّ بني آدم عدا المخلصين منهم ـ يجيبه البارئعزوجل بالقول :( قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ) (١) أقسم بالحقّ ، ولا أقول إلّا الحقّ( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ) .

__________________

(١) تركيب هذه الجملة له عدّة احتمالات ، فمن الممكن أن تكون (الحقّ) مبتدأ و (قسمي) خبر محذوف للمبتدأ ، ومن الممكن أن يكون (قولي) خبره (فالحقّ قولي) ويوجد احتمال آخر هو أنّ (الحقّ) خبر مبتدأ محذوف والتقدير (هذا هو الحقّ) أو (أنا الحقّ).

٥٦٤

فما ورد في بداية السورة إلى هنا حقّ ، والذي ورد بشأن أحوال الأنبياء الكبار في هذه السورة بسبب حروبهم وجهادهم حقّ ، والحديث في هذه السورة عن القيامة والعذاب الأليم الذي سينزل بالطغاة والنعم التي سيغدقها الباريءعزوجل على أهل الجنّة حقّ ، ونهاية السورة حقّ ، والله سبحانه يقسم بالحقّ ويقول الحقّ بأنّه سيملأ جهنّم بالشيطان وأتباعه ، وذلك جواب قاطع على كلام إبليس بشأن إغوائه بني الإنسان ، وبهذا وضّح البارئعزوجل تكليف الجميع.

على أيّة حال ، فإنّ هاتين الجملتين تشتملان على الكثير من التأكيد ، فتؤكّدان مرتين على مسألة (الحقّ) وتقسمان بها ، وعبارة (لأملأنّ) رافقتها نون التوكيد الثقيلة و (أجمعين) تأكيد مجدّد على كلّ ذلك ، لكي لا يبقى لأحد أدنى شكّ وترديد بهذا الشأن ، إذ لا سبيل لنجاة الشيطان وأتباعه ، والاستمرار بالسير على خطاه يؤدّي إلى جهنّم.

وفي نهاية هذا البحث يشير البارئعزوجل إلى أربعة امور في عدّة عبارات قصيرة وواضحة؟

ففي المرحلة الاولى يقول :( قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ) .

وبهذا وضع النّبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حدّا لذرائع المتذرّعين ، وبيّن أنّه لا يبتغي من وراء ذلك سوى نجاة وسعادة البشر ، وأنّه لا يريد منهم أيّ جزاء مادّي أو معنوي ، ولا استحسان ولا شكر ، ولا مقام ولا حكومة ، وإنّما أجري على الله ، كما ذكرت ذلك آيات اخرى في القرآن المجيد كالآية (٤٧) من سورة سبأ ، والتي تقول :( إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللهِ ) .

وهذه هي إحدى دلائل صدق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لأنّ الداعية الكذّاب إنّما يدعو للوصول إلى أطماع شخصيّة ، وهذه الأطماع تظهر بشكل أو بآخر من خلال حديثه ، والعكس ما نراه في شخصيّة رسولنا الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وفي المرحلة الثانية يقول : أنا لست من المتكلّفين ، فكلامي مستند على الأدلّة

٥٦٥

والمنطق ، ولا يوجد فيه أي تكلّف ، وعباراتي واضحة وكلامي خال من الغموض واللفّ والدوران( وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) .

وفي الواقع فإنّ المرحلة الاولى تتناول أوصاف الداعية ، والمرحلة الثانية تتطرّق لسبل الدعوة ومحتواها.

أمّا المرحلة الثالثة فتبيّن الهدف الأصلي من هذه الدعوة الكبيرة من نزول هذا الكتاب السماوي( إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ ) .

نعم ، المهمّ هو أن يوقظ الناس من غفلتهم ويجعلهم يتعمّقون في التفكير ، لأنّ الطريق واضح ، وعلاماته ظاهرة ، والفطرة السليمة في داخل الإنسان تمثّل دافعا قويّا تدفع الإنسان إلى سبيل التوحيد والتقوى ، فالمهمّ هو الصحوة ، وهذه هي الرسالة الرئيسيّة للأنبياء ولكتبهم السماوية.

هذه العبارة وردت مرّات عديدة في القرآن ، وكلّها تبيّن أنّ محتوى دعوة الأنبياء في كلّ المراحل يتناسب مع الفطرة التي فطرنا عليها البارئعزوجل ، وأنّ الإثنين يسيران معا إلى الأمام.

وأمّا في المرحلة الرابعة والأخيرة ، فإنّه يهدّد المعارضين والمخالفين بعبارة قصيرة غزيرة المعنى :( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) .

يقول : من الممكن أن لا تأخذوا هذا الكلام مأخذ الجدّ ، وتمرّون به مرّ الكرام ، إلّا أنّه سيثبت لكم عاجلا صدق كلامي ، سيثبت في هذا العالم في ساحات قتال الإسلام ضدّ الكفر ، وفي ساحات العمل الاجتماعي والفكري ، وفي العالم الآخر بواسطة العذاب الإلهي الأليم الذي ستعذّبون به ، خلاصة الأمر أنّ السوط الإلهي مهيّأ للنزول على المستكبرين والظالمين.

* * *

٥٦٦

ملاحظة

من هو المتكلّف؟

قرأنا في الآيات المذكورة أعلاه أنّ إحدى مفاخر رسولنا الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه غير متكلّف ، وفي الروايات الإسلاميّة المزيد من الأبحاث التي توضّح علامات المتصنّع والمتظاهر بما ليس فيه ، ومنها :

ورد حديث في (جوامع الجامع) عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال فيه : «المتكلّف ثلاث علامات : ينازع من فوقه ، ويتعاطى ما لا ينال ، ويقول ما لا يعلم»(١) !

وروي مثله في الخصال عن الصادقعليه‌السلام عن لقمان في وصيته لابنه.

كما ورد حديث آخر وهو من وصايا الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأمير المؤمنينعليه‌السلام «للمتكلّف ثلاث علامات : يتملّق إذا حضر ، ويغتاب إذا غاب ، ويشمت بالمصيبة»(٢) .

إضافة إلى ذلك روي حديث عن الإمام الصادقعليه‌السلام ، جاء فيه : «المتكلّف مخطئ وإن أصاب ، والمتكلّف لا يستجلب في عاقبة أمره إلّا الهوان ، وفي الوقت إلّا التعب والعناء والشقاء ، والمتكلّف ظاهره رياء وباطنه نفاق ، وهما جناحان بهما يطير المتكلّف ، وليس في الجملة من أخلاق الصالحين ، ولا من شعار المتّقين المتكلّف في أي باب ، كما قال الله تعالى لنبيّه قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلّفين»(٣).

من مجموع هذه الرّوايات يتّضح ـ بصورة جيّدة ـ أنّ المتكلّفين خارجون عن جادّة الحقّ والعدالة والصدق والأمانة ، وأنّهم لا يرون الحقائق أمام أعينهم ، ويتشبّثون بالأوهام والخيال ، ينبّئون بأمور ليسوا على اطّلاع بها ، ويتدخّلون

__________________

(١) جوامع الجامع نقلا عن تفسير الميزان ، المجلّد ١٧ ، الصفحة ٢٤٣.

(٢) نور الثّقلين ، المجلّد ٤ ، الصفحة ٤٧٣.

(٣) المصدر السابق.

٥٦٧

بأمور لا يعرفونها ، لهم ظاهر وباطن ، وحضورهم وغيابهم متضادّ ، يتعبون أنفسهم ويجهدونها ، ولكنّهم لا يحصدون سوى الخيبة والخسران ، أمّا المتّقون والصالحون فإنّهم مطهّرون من هذه الصفة ومنزّهون عنها.

إلهي! وفّقنا لتطهير أنفسنا من كلّ آثار التكلّف والنفاق والتمرّد والطغيان.

إلهي! اجعلنا في صفوف المخلصين الذين يستظلّون بظلّ حمايتك وحفظك ، والذين يئس الشيطان منهم.

إلهي! ارزقنا اليقظة والذكاء ، كي نسارع في إحياء محتوى هذا القرآن الكبير ، وتعبئة كافّة القوى الإسلامية في أنحاء العالم ، ونسير في طريقك بقلب ولسان واحد ، لكسر شوكة أعداء الحقّ والحقيقة.

آمين يا ربّ العالمين.

* * *

«انتهت سورة (ص)»

«وانتهاء المجلد الرابع عشر»

٥٦٨

الفهرس

سورة فاطر

محتوى السورة ٧

فضيلة هذه السورة ٨

تفسير الآيات : ١ ـ ٣ ٩

فاتح مغاليق الأبواب ٩

ملاحظات

«بحث»

الملائكة في القرآن الكريم ١٦

تفسير الآيات : ٤ ـ ٧ ٢١

لا يغرنكم الشيطان والدنيا ٢١

تفسير الآيات : ٨ ـ ١٠ ٢٧

إليه يصعد الكلم الطيّب والعمل الصالح يرفعه ٢٧

ملاحظتان

١ ـ العزّة جميعا من الله عزّ اسمه ٣٥

٢ ـ الفرق بين «الكلام الطيّب» و «العمل الصالح» ٣٦

تفسير الآيتان : ١١ ـ ١٢ ٣٧

وما يستوي البحران ٣٧

تأمّل الأمور التالية ٤١

٥٦٩

بحث

العوامل المعنوية المؤثّرة في طول العمر ٤٤

تفسير الآيتان : ١٣ ـ ١٤ ٤٧

الأصنام لا تسمع دعاءكم ٤٧

بحث

الدين أصل التحوّلات ٥٠

تفسير الآيات : ١٥ ـ ١٨ ٥٣

( لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ) ٥٣

شرح برهان الإمكان والوجوب «الفقر والغنى» ٥٥

تفسير الآيات : ١٩ ـ ٢٣ ٦٠

وما تستوي الظلمات ولا النّور ٦٠

بحوث

١ـ آثار الإيمان والكفر ٦٢

٢ ـ هل أنّ الموتى واقعا لا يدركون ٦٣

٣ ـ تنويع التعبيرات جزء من الفصاحة ٦٦

تفسير الآيات : ٢٤ ـ ٢٦ ٦٨

لا عجب من عدم إيمان ٦٨

تفسير الآيتان : ٢٧ ـ ٢٨ ٧٢

العجائب المختلفة للخلقة ٧٢

تفسير الآيتان : ٢٩ ـ ٣٠ ٧٨

التجارة المربحة مع الله ٧٨

تعليقة ٨١

شروط تلك التجارة العجبية ٨١

تفسير الآيتان : ٣١ ـ ٣٢ ٨٣

٥٧٠

الورثة الحقيقيّون لميراث الأنبياء ٨٣

ملاحظة

من هم حرّاس الكتاب الإلهي ٩٠

تفسير الآيات : ٣٣ ـ ٣٥ ٩٢

الحمد لله الذي أذهب عنّا الحزن ٩٢

تفسير الآيات : ٣٦ ـ ٣٨ ٩٦

ربّنا أخرجنا نعمل صالحا ٩٣

ملاحظتان

١ ـ ما هو المقصود من «ذات الصدور» ١٠١

٢ ـ لا سبيل للرجوع ١٠١

تفسير الآيات : ٣٩ ـ ٤١ ١٠٣

السماوات والأرض بيد القدرة الإلهية ١٠٣

ملاحظة

الصغير والكبير سيّان أمام قدرة الله ١٠٩

تفسير الآيات : ٤٢ ـ ٤٤ ١١٤

سبب النّزول ١١١

استكبارهم ومكرهم سبب شقائهم ١١٢

تفسير الآية : ٤٥ ١١٨

لو لا لطف الله ورحمته ١١٨

سورة يس

محتوى السورة ١٢٥

فضيلة سورة «يس» ١٢٦

٥٧١

تفسير الآيات : ١ ـ ١٠ ١٢٨

بحوث

١ ـ فقدان وسائل المعرفة ١٣٦

٢ ـ السدود من الأمام والخلف ١٣٨

٣ ـ الحرمان من السير الآفاقي والأنفسي ١٣٨

تفسير الآيتان : ١١ ـ ١٢ ١٤٠

من هم الذين يتقبّلون إنذارك ١٤٠

مسألتان

١ ـ أنواع الكتب التي تثبت بها أعمال الناس ١٤٤

٢ ـ كلّ شيء أحصيناه ١٤٥

تفسير لآيات : ١٣ ـ ١٩ ١٤٨

واضرب لهم مثلا أصحاب القرية ١٤٨

تفسير لآيات : ٢٠ ـ ٣٠ ١٥٤

المجاهدون الذين حملوا أرواحهم على الأكف ١٥٥

بداية الجزء الثالث والعشرون من القرآن الكريم

بحوث

١ ـ قصّة رسل أنطاكية ١٦٦

٢ ـ ما نتعلّمه من هذه القصّة ١٦٩

٣ ـ ثواب وعقاب البرزخ ١٧١

٤ ـ قادة الأمم ١٧٢

تفسير الآيتان : ٣١ ـ ٣٢ ١٧٣

الغفلة الدائمة ١٧٣

تفسير لآيات : ٣٣ ـ ٣٦ ١٧٦

٥٧٢

آيات اخرى ١٧٦

تفسير الآيات : ٣٧ ـ ٤٠ ١٨٣

بحوث

١ ـ حركة الشمس (الدورانية) و (الجريانية) ١٨٩

٢ ـ تعبير «تدرك» و «سابق» ١٩١

٣ ـ نظام النور والظلام في حياة البشر ١٩١

تفسير الآيات : ٤١ ـ ٤٤ ١٩٤

حركة السفن في البحار آية إلهيّة ١٩٤

تفسير الآيات : ٤٥ ـ ٤٧ ٢٠٣

الإعراض عن جميع آيات الله ١٩٨

تفسير الآيات : ٤٨ ـ ٥٣ ٢٠٣

صيحة النشور ٢٠٣

تفسير الآيات : ٥٤ ـ ٥٨ ٢٠٩

أصحاب الجنّة فاكهون ٢٠٩

ملاحظة

أنواع «السلام» المنثور على أهل الجنّة ٢١٣

تفسير الآيات : ٥٩ ـ ٦٢ ٢١٥

لماذا عبدتم الشيطان ٢١٥

تفسير الآيات : ٦٣ ـ ٦٨ ٢٢٠

يوم تسكت الألسن وتشهد الأعضاء ٢٢٠

تفسير الآيتان : ٦٩ ـ ٧٠ ٢٢٧

انّه ليس بشاعر بل نذير ٢٢٧

بحث

حياة وموت القلوب ٢٣١

٥٧٣

تفسير الآيات : ٧١ ـ ٧٦ ٢٣٤

فوائد الأنعام للإنسان ٢٣٤

بحث

تفسير الآيات : ٧٧ ـ ٧٩ ٢٤١

سبب النّزول ٢٤١

تفسير الآية٨٠ ٢٤٦

مسألتان

١ ـ شجر أخضر لماذا ٢٤٩

٢ ـ الفرق بين الوقود والوقود ٢٥٠

تفسير الآيات : ٨١ ـ ٨٣ ٢٥٢

هو المالك والحاكم على كلّ شيء ٢٥٢

بحوث

١ ـ الإعتقاد بالمعاد أمر فطري ٢٥٦

٢ ـ أثر الإعتقاد بالمعاد على حياة البشر ٢٥٨

٣ ـ الدلائل العقليّة على المعاد ٢٦١

أ ـ برهان الحكمة ٢٦١

ب ـ برهان العدالة ٢٦٣

ج ـ برهان الهدف ٢٦٤

د ـ برهان نفي الاختلاف ٢٦٥

٤ ـ القرآن ومسألة المعاد ٢٦٦

٥ ـ المعاد الجسماني ٢٦٨

٦ ـ الجنّة والنار ٢٧٠

٥٧٤

سورة الصّافات

محتوى سورة الصّافات ٢٧٥

فضيلة تلاوة سورة الصافات ٢٧٦

تفسير الآيات : ١ ـ ٥ ٢٧٨

الملائكة المستعدّة لتنفيذ المهام ٢٧٨

تفسير الآيات : ٦ ـ ١٠ ٢٧٨

حفظ السماء من تسلّل الشياطين ٢٨٥

تفسير الآيات : ١١ ـ ١٥ ٢٩١

الذين لا يقبلون الحقّ أبدا ٢٩١

ملاحظتان

تفسير الآيات : ١٦ ـ ٢٣ ٢٩٥

هل نبعث من جديد ٢٩٥

تفسير الآيات : ٢٤ ـ ٣٢ ٣٠١

الحوار بين القادة والأتباع الضالّين ٣٠١

ملاحظتان

١ ـ السؤال أيضا عن ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه ‌السلام ٣٠٥

٢ ـ المتبوعون والتابعون الضالّون ٣٠٧

تفسير الآيات : ٣٣ ـ ٤٠ ٣٠٩

مصير أئمّة الضلال وأتباعهم ٣٠٩

ملاحظة

تفسير الآيات : ٤١ ـ ٤٩ ٣١٤

جوانب من النعم لأهل الجنّة ٣١٤

٥٧٥

ملاحظة

إلقاء نظرة عامّة على ما جاء في الآيات السابقة ٣١٩

تفسير الآيات : ٥٠ ـ ٦١ ٣٢١

البحث عن رفيق السوء ٣٢١

بحوث

١ ـ الرابطة بين أهل الجنّة وأهل النار ٣٢٤

٢ ـ بحقّ من نزلت هذه الآيات ٣٢٥

٣ ـ لنيل مثل هذه النعم علينا المثابرة ٣٢٦

تفسير الآيات : ٦٢ ـ ٧٠ ٣٢٨

جوانب من العذاب الأليم لأهل النار ٣٣٤

تفسير الآيات : ٧١ ـ ٧٤ ٣٣٤

الأمم الضالّة السابقة ٣٣٤

تفسير الآيات :٧٥ ـ ٨٢ ٣٣٧

مقتطفات من قصّة نوح ٣٣٧

ملاحظة

هل أنّ البشر الموجودين على الأرض هم من ذريّة نوح ٣٤١

تفسير الآيات : ٨٣ ـ ٩٤ ٣٤٣

خطّة إبراهيم الذكيّة في تحطيم الأصنام ٣٤٣

ملاحظات

١ ـ هل أنّ الأنبياء يستخدمون التورية ٣٥٠

٢ ـ إبراهيم والقلب السليم ٣٥٢

تفسير الآيات : ٩٥ ـ ١٠٠ ٣٥٤

فشل مخطّطات المشركين ٣٥٤

٥٧٦

بحثان

١ ـ خالق كلّ شيء ٣٥٨

٢ ـ هجرة إبراهيم عليه ‌السلام ٣٥٩

تفسير الآيات : ١٠١ ـ ١١٠ ٣٦١

إبراهيم عند المذبح ٣٦١

بحوث

١ ـ من هو ذبيح الله ٣٦٩

٢ ـ هل أنّ إبراهيم كان مكلّفا بذبح ابنه ٣٧١

٣ ـ كيف يمكن أن تكون رؤيا إبراهيم حجّة ٣٧٢

٤ ـ عدم تأثّر روح إبراهيم الكبيرة بوساوس الشيطان ٣٧٣

٥ ـ فلسفة التكبيرات في (منى) ٣٧٤

٦ ـ الحجّ عبادة مهمّة تبني الإنسان ٣٧٥

تفسير الآيات : ١١١ ـ ١١٣ ٣٧٨

إبراهيم ذلك العبد المؤمن ٣٧٨

تفسير الآيات : ١١٤ ـ ١٢٢ ٣٨٢

النعم التي منّ بها الله على موسى وهارون ٣٨٢

تفسير الآيات : ١٢٣ ـ ١٣٢ ٣٨٦

النّبي إلياس ومواجهته للمشركين ٣٨٦

بحثان

١ ـ من هو إلياس ٣٩٠

٢ ـ من هم إل ياسين ٣٩١

تفسير الآيات : ١٣٣ ـ ١٣٨ ٣٩٤

تدمير قوم لوط ٣٩٤

تفسير الآيات : ١٣٩ ـ ١٤٨ ٣٩٨

٥٧٧

يونس في بوتقة الامتحان ٣٩٨

بحوث

١ ـ عرض موجز لحياة يونسعليه‌السلام ٤٠٧

٢ ـ كيف بقي يونس حيّا في بطن الحوت ٤٠٨

٣ ـ دروس وعبر كبيرة في قصص صغيرة ٤١٠

٤ ـ الجواب على سؤال ٤١١

٥ ـ القرعة ومشروعيتها في الإسلام ٤١٢

تفسیر الآيات : ١٤٩ـ١٦٠ ٤١٣

التهم القبيحة ٤١٣

تفسیر الآيات : ١٦١ ـ ١٧٠ ٤٢٠

الادّعاءات الكاذبة ٤٢٠

تفسیر الآيات : ١٧١ ـ ١٧٧ ٤٢٥

حزب الله هو المنتصر ٤٢٥

سؤال مهمّ ٤٢٧

تفسیر الآيات : ١٧٨ ـ ١٨٢ ٤٣١

تولّ عنهم ٤٣١

ملاحظة

التفكّر في نهاية كلّ عمل ٤٣٤

سورة (ص)

محتويات السورة ٤٣٩

فضيلة تلاوة سورة (ص) ٤٤٠

تفسیر الآيات ١ ـ ٣ ٤٤١

أسباب النّزول ٤٤١

٥٧٨

انقضاء مهلة النّجاة ٤٤٢

تفسیر الآيات : ٤ ـ ٧ ٤٤٧

أسباب النّزول ٤٤٧

هل يمكن قبول إله واحد بدلا من كلّ تلك الآلهة ٤٤٨

ملاحظة

الخوف من الجديد ٤٥٢

تفسیر الآيات : ٨ ـ ١١ ٤٥٥

الجيش المهزوم ٤٥٥

تفسیر الآيات : ١٢ ـ ١٦ ٤٦٠

تكفيهم صيحة سماوية واحدة ٤٦٠

تفسیر الآيات : ١٧ ـ ٢٠ ٤٦٧

تعلّم من داود ٤٦٧

بحث

الصفات العشر لداود علیه السلام ٤٧١

تفسیر الآيات : ٢١ ـ ٢٥ ٤٧٣

داود والامتحان الكبير ٤٧٣

بحوث

١ ـ ما هي حقيقة وقائع قصّة داود ٤٧٧

٢ ـ التوراة والقصص الخرافية بشأن داود ٤٧٨

والآن نسأل ٤٨٢

٣ ـ الأحاديث الإسلامية وقصّة داودعليه‌السلام ٤٨٥

آراء المفسّرين ٤٨٥

تفسیر الآيات : ٢٦ ـ ٢٩ ٤٨٨

٥٧٩

أحكم العدل ولا تتّبع هوى النفس ٤٨٨

ملاحظتان

١ ـ التقوى والفجور أمام بعضهما البعض ٤٩٤

٢ ـ لمن تعني هذه الآيات ٤٩٥

تفسير الآيات : ٣٠ ـ ٣٣ ٤٩٧

سليمان عليه‌السلام يستعرض قوّاته القتالية ٤٩٧

تفسير الآيات : ٣٤ ـ ٤٠ ٥٠٤

الامتحان الصعب لسليمان وملكه الواسع ٥٠٤

هنا يطرح سؤالان ٥٠٧

١ ـ هل يستشفّ البخل من طلب سليمانعليه‌السلام ٥٠٧

ملاحظتان

١ ـ الحقائق التي تبيّنها لنا قصّة سليمان ٥١٣

٢ ـ سليمان في القرآن والتوراة ٥١٤

تفسير الآيات : ٤١ ـ ٤٤ ٥١٦

حياة أيّوب المليئة بالحوادث والعبر ٥١٦

بحوث

١ ـ دروس مهمّة في قصّة أيّوب ٥٢٣

٢ ـ أيّوب عليه‌السلام في القرآن والتوراة ٥٢٥

٣ ـ إطلاق صفة (أوّاب) على الأنبياء الكبار ٥٢٦

تفسير الآيات : ٤٥ ـ ٤٨ ٥٢٨

الأنبياء الستّة ٥٢٨

تفسير الآيات : ٤٩ ـ ٥٤ ٥٣٢

هذا ما وعد به المتّقون ٥٣٥

٥٨٠

581