شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

سفینة البحار الجزء 7

العرب فو اللّه لو کان له بیتان بیت تبن و بیت تبر لأنفذ تبره قبل تبنه،و انّي یکون أجبن العرب فو اللّه ما التقت فئتان قطّ الاّ کان فارسهم غیر مدافع،و انّي یکون أعیی العرب فو اللّه ما سنّ البلاغة لقریش غیره،و لما قامت أمّ مجفن عنه ألأم و أبخل و أجبن و أعیا لبظر أمّه،فو اللّه لو لا ما تعلم لضربت الذي فيه عیناک فأياک عليک لعنة اللّه و العود الى مثل هذا،قال:و اللّه أنت أظلم منّي،فعلي أي شيء قاتلته و هذا محلّة؟قال:على خاتمي هذا حتّی یجوز به أمري،قال:فحسبک ذلک عوضا من سخط اللّه و اليم عذابه،قال:لا یابن مجفن و لکنّي أعرف من اللّه ما جهلت حیث یقول:( وَ رَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شيء ) (١) (٢)

أقول : الفضل ما شهدت به الأعداء.

ما جری بین ابن عبّاس و معاویة

ما جری بینه و بین ابن عبّاس حیث قدم ابن عبّاس عليه و ذلک کان في أيام وفاة الحسنعليه‌السلام و سأله معاویة أن یطلب منه الحاجة،قالرضي‌الله‌عنه :عليّ بن أبي طالب قد عرفت فضله و سابقته و قرابته و قد کفاکه الموت أحبّ أن لا یشتم على منابرکم، قال:هيهات یابن عبّاس،هذا أمر دین أ ليس أ ليس و فعل و فعل،فعدّد ما بینه و بین عليّعليه‌السلام فقال ابن عبّاس:أوليّ لک یا معاویة و الموعد القيامة و( لِکُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) (٣) .و أخذ برنس خزّ أحمر يقال انّه كان لعليّعليه‌السلام في بيت ماله و توجّه الى مدينة(٤) .

خبر محمّد بن عبد اللّه الحمیري و مدحه عليّاعليه‌السلام عند معاویة و أخذه البدرة منه

____________________

(١) سورة الأعراف/الآية ١٥٦.

(٢) ق:٥٧٨/٥٣/٨،ج:٢٥٣/٣٣.

(٣) سورة الانعام/الآية٦٧.

(٤) ق:٨/٥٣/٥٧٩،ج:٣٣/٢٥٥.

و تقدّم في(حمد).

کلمات معاویة مع دارمیّة الحجونیّة و بثّه قرّاء أهل الشام و قضاته في نواحي الشام و مدأينها یروون الروأيات الکاذبة في ذمّ أمیر المؤمنینعليه‌السلام و نشر لعنة حتّی نشأ عليه الصغیر و هرم عليه الکبیر،و کتابة الى زیاد بن أبيه بإذلال العجم و معاملته معهم بسنة ابن الخطّاب(١) .

ما جری بینه و بین عبد اللّه بن جعفر(٢) .

نبش شهداء أحد لجری القناة في أيام معاویة(٣) .

ذکر من نطق بفضائل عليّعليه‌السلام في محضرة بعبارات فصیحة فأخرجه معاویة(٤) .

في استخراج معاویة علم عاقبة أمره بحیله منه حیث أشاع في العراق موته(٥) .

في انّه دسّ مولى عمر ليتبع الأشتر الى مصر فيسقیه سمّا ثمّ قال لأهل الشام لمّا دسّ اليه مولى عمر-و في روأية(الاختصاص)مولى عثمان-:ادعوا على الأشتر، فدعوا عليه،فلمّا بلغة موته قال:ألا ترون کیف استجیب لکم؟(٦)

شأن نزول قوله تعالى:( فَلاٰ صَدَّقَ وَ لاٰ صَلّٰی* وَ لٰکِنْ کَذَّبَ وَ تَوَلّٰی ) (٧) .فيه(٨) .

حکأية ذکرها القلقشندي

أقول : قال القلقشندي أبو العباس أحمد بن علي المصري الشافعي الأدیب

____________________

(١) ق:٥٨٠/٥٣/٨،ج:٢٦٠/٣٣-٢٦٣.

(٢) ق:٥٨١/٥٣/٨،ج:٢٦٥/٣٣.

(٣) ق:٥٨٤/٥٣/٨،ج:٢٧٧/٣٣.

(٤) ق:٥٨٥/٥٣/٨،ج:٢٧٨/٣٣.

(٥) ق:٥٨٥/٥٣/٨،ج:٢٧٩/٣٣. ق:٥٨١/١١٣/٩ و ٥٨٣،ج:٢٩٨/٤١ و ٣٠٤.

(٦) ق:٦٤٨/٦٣/٨،ج:٥٥٤/٣٣.

(٧) سورة القيامة/الآية ٣١-٣٢.

(٨) ق:٩/٥٢/٢٢٢،ج:٣٧/١٩٣.

المنشي المتوفي سنة(٨٢١)في أوائل الجزء الثاني من کتابة(صبح الأعشی)ما هذا لفظة:و من غریب ما یحکي في ذلک انّ رجلا أخذ خطرا من قوم على أن یغضب معاویة بن أبي سفيان مع غلبه حلمه،فعمد الى معاویة و هو ساجد في الصلاة فوضع یده على عجیزته و قال:ما أشبه هذا العجیزة بعجیزة هند،یعني أمّ معاویة، فلمّا سلّم من صلاته التفت الى ذلک الرجل و قال:یا هذا انّ أبا سفيان کان محتاجا من هند الى ذلک و إن کان أحد جعل لک شیئا على ذلک فخذه،انتهى.

و ذکر البیهقي في کتاب(المحاسن)انّه قیل لمعاویة بن أبي سفيان: من رأيت شرّ الناس؟فقال:علقمة بن وائل الحضرمي،قدم علي رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأمرنی أن انطلق به الى رجل من الأنصار أنزله اليه،فانطلقت معه و هو علي ناقته و أنا أمشي في ساعة حارّه و ليس عليّ حذاء فقلت:إحملنی یا عمّ من هذا الحرّ فانّه ليس عليّ حذاء،فقال:لست من أرداف الملوک،قلت:أنا ابن أبي سفيان،قال:قد سمعت رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قول ذلک،قال:فقلت:ألق الى نعليک،قال:لا تعلهما قدماک و لکن امش في ظلّ ناقتي و کفى لک بذلک شرفا و انّ الظلّ لک لکثیر،فما مرّ بی مثل ذلک اليوم.أقول : تقدّم في(شرک)ما یتعلق بذلک.

قال الفيروزآبادي في القاموس: و المعویة الکلبة المستحرمة و جرو الثعلب و بلا لام ابن أبي سفيان الصحأبي،انتهى.و المستحرمة أي الکلبة التي أرادت الفحل.

معاویة بن خدیج(لعنة اللّه)

معاویة بن خدیج هو الذي ضرب عنق محمّد بن أبي بکر ثمّ ألقاه في جوف حمار و أحرقه بالنار،و کان ابن خدیج ملعونا خبیثا یسبّ عليّاعليه‌السلام (١) .أقول : قد

____________________

(١) ق:٦٥٠/٦٣/٨،ج:٥٦٢/٣٣.

تقدّم في محمّد بن أبي بکر ما یناسبه.

الاختصاص : فيه انّه کان معاویة بن عبد اللّه بن جعفر الطیّار أحد سمحاء بني هاشم و أحد أدبائها و ظرفائها أعطى الفرزدق لمدحه عليّ بن الحسینعليهما‌السلام عشرین ألف دینار(١) .

معاویة بن یزید

خلع معاویة بن یزید نفسه عن الخلافة و قول مروان له:یا أبا ليلى،سنة عمرية، و قول أمّه له:ليتک کنت حیضة(٢) (٣)

أقول : کان سبب تنبّهه لذلک ما أشار اليه الشیخ ابن فهد في(عدة الداعي).

الاختصاص : هلک معاویة بن یزید و هو ابن احدی و عشرین سنة،و وليّ الأمر أربعین ليلة(٤) .

____________________

(١) ق:٣٨/٨/١١،ج:١٣٠/٤٦.

(٢) الحیضة-بالکسر-:الخرقة التي تستذفر بها المرأة،و منه حدیث عائشة:ليتني کنت حیضة ملغاة.

(٣) ق:٣٤/٨/١١،ج:١١٨/٤٦.

(٤) ق:١١/٨/٣٤،ج:٤٦/١١٩.

باب العین بعده الهاء

عهد:

في العهد و ما یتعلق به

الإرشاد: من کلام أمیر المؤمنینعليه‌السلام : لمّا نقض معاویة بن أبي سفيان شرط الموادعه و أقبل یشنّ الغارات على أهل العراق فقال بعد أن حمد اللّه و أثنی عليه:ما لمعاویة قاتله اللّه؟لقد أرادنی علي أمر عظیم أراد أن أفعل کما یفعل فأکون قد هتکت ذمّتي و نقضت عهدي فيتّخذها عليّ حجّة فيکون عليّ شینا الى یوم القيامة، الى قوله: فليصنع ما بدا له فانّا غیر غأدرين بذمّتنا و لا ناقضین لعهدنا(١) .

الکلام في قوله تعالى:( رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اللّٰهَ عَليهِ ) (٢) (٣)

روي انّ اللّه تعالى لا یقبل الاّ العمل الصالح و لا یقبل اللّه الاّ الوفاء بالشروط و العهود(٤) .

باب لزوم الوفاء بالوعد و العهد و ذمّ خلفهما(٥) .

( وَ الذينَ هُمْ لِأَمٰانٰاتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ رٰاعُونَ ) (٦) .

____________________

(١) ق:٧٠١/٦٤/٨،ج:١٥٢/٣٤.

(٢) سورة الأحزاب/الآية ٢٣.

(٣) ق:کتاب الأيمان/٥٠/١١،ج:١٨٩/٦٧.

(٤) ق:کتاب الأيمان/٥١/١١،ج:١٩١/٦٧.

(٥) ق:کتاب العشرة/١٤٣/٤٧،ج:٩١/٧٥.

(٦) سورة المؤمنون/الآية٨. و سورة المعارج/الآية٣٢.

الخصال :عن أبي مالک قال: قلت لعليّ بن الحسینعليهما‌السلام أخبرني بجمیع شرأيع الدین،قال:قول الحقّ و الحکم بالعدل و الوفاء بالعهد(١) .أقول : یأتي ما یناسب ذلک في(وعد)و(وفي).

نوادر الراونديّ :قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا دین لمن لا عهد له(٢) .

نهج البلاغة : من عهد لأمیر المؤمنینعليه‌السلام الى بعض عمّاله(٣) .

باب الفتن الحادثة بمصر و فيه عهود أمیر المؤمنینعليه‌السلام الى محمّد بن أبي بکر و مالک الأشتر(٤) .

الإشارة الى عهد أمیر المؤمنینعليه‌السلام للأشتررضي‌الله‌عنه

کتاب عهد أمیر المؤمنینعليه‌السلام للأشتر و هو أطول عهد کتبه و أجمعة للمحاسن:

هذا ما أمر به عبد اللّه عليّ أمیر المؤمنین مالک بن الحارث الأشتر في عهده اليه حین ولاّه مصر جبوة خراجها و جهاد عدوّها و استصلاح أهلها و عمارة بلادها،أمره بتقوي اللّه و أيثار طاعته و اتّباع ما أمر به في کتابة من فرائضه و سنّته التي لا یسعد أحد الاّ باتّباعها و لا یشقی الاّ مع جحودها و إضاعتها،و أن ینصر اللّه سبحانه بیده و قلبه و لسانه فانه جلّ اسمه قد تکفّل بنصر من نصرة و إعزاز من أعزّه...الخ(٥) .

الإشارة الى عهد المأمون للرضاعليه‌السلام

کتاب عهد المأمون لأبي الحسن الرضاعليه‌السلام :

____________________

(١) ق:کتاب العشرة/١٤٣/٤٧،ج:٩٢/٧٥.

(٢) ق:کتاب العشرة/١٤٣/٤٧،ج:٩٦/٧٥.

(٣) ق:٦٤٢/٦٢/٨،ج:٥٢٨/٣٣.

(٤) ق:٦٤٣/٦٣/٨،ج:٥٣٣/٣٣.

(٥) ق:٦٦٠/٦٣/٨،ج:٥٩٩/٣٣. ق:٦٨/١٠/١٧،ج:٢٤٠/٧٧.

کشف الغمّة :قال الفقیر الى اللّه تعالى عليّ بن عیسی أثابه اللّه:و في سنة(٦٧٠) سبعین و ستمائة وصل من مشهده الشریف أحد قوّامه و معه العهد الذي کتبه له المأمون بخطّ یده و بین سطوره و في ظهره بخطّ الامامعليه‌السلام ما هو مسطور،فقبّلت مواقع أقلامه و سرّحت طرفي في ریاض کلامه و عددت الوقوف عليه من منن اللّه و انعامه ونقلت ه حرفا فحرفا و هو بخطّ المأمون: بسم اللّه الرحمن الرحیم هذا کتاب کتبه عبد اللّه بن هارون الرشید أمیر المؤمنین لعليّ بن موسی بن جعفرعليه‌السلام وليّ عهده،أمّا بعد فانّ اللّه(عزّ و جلّ)اصطفي الإسلام دینا و اصطفي له من عبادة رسلا دالين عليه و هادين اليه یبشّر أوّلهم بآخرهم و یصدّق تاليهم ماضيهم...الخ(١) .

باب ولآية العهد و العلّة في قبول الرضاعليه‌السلام لها(٢) .

الإشارة الى دعاء العهد

دعاء العهد المروي عن الصادقعليه‌السلام : اللّهم ربّ النور العظیم...؛من دعا به أربعین صباحا کان من أنصار القائمعليه‌السلام و أعطاه اللّه تعالى بکلّ کلمة ألف حسنة و محی عنه ألف سیّئة(٣) .

عهر:

معنی قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :(و للعاهر الحجر)

النبويّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الولد لصاحب(٤) .الفراش و للعاهر الحجر(٥) .

____________________

(١) ق:٤٣/١٣/١٢،ج:١٤٨/٤٩.

(٢) ق:٣٦/١٣/١٢،ج:١٢٨/٤٩.

(٣) ق:٢٢٤/٣٥/١٣،ج:٩٥/٥٣. ق:کتاب الصلاة/٤٩٧/٦٦،ج:٢٨٤/٨٦. ق:کتاب الدعاء/٧٤/٢٨،ج:٤٢/٩٤.

(٤) للفراش(خ ل).

(٥) ق:٩/٥٢/٢٠٢،ج:٣٧/١٢٣. ق:١٠/٢١/١٢٧،ج:٤٤/١١٥.

کلام السیّد الرضيرحمه‌الله في ذلک و حاصله انّ المراد انّ العاهر لا شيء له في الولد،أي له من ذلک ما لا حظّ فيه و لا انتفاع به کما یقول القائل لغیره إذا أراد هذا المعنی:ليس لک من الأمر الاّ الحجر و الجلمد و التراب و الکثکث،و یؤکّد هذا التأویل ما روی عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: الولد للفراش و للعاهر الأثلب؛ و الأثلب التراب المختلط بالحجارة،و یمکن له تأویل آخر و هو أن یکون المراد انّ العاهر ليس له الاّ الحدّ عليه و هو الرجم بالأحجار فيکون الحجر هاهنا اسما للجنس لا للمعهود، هذا إذا کان العاهر محصنا و الاّ فعلي قول بعضهم فالمراد بالحجر الإعناف به و الغلظ عليه بتوفيه الحدّ الذي یستحقّه من الجلد له،و لکن ذلک بعید عن سنن الفصاحة و دخول في باب الفقاهة،فالأوليّ الاعتماد على التأویل الأوّل(١) .

____________________

(١) ق:١٠٧/٩٨/٢٣،ج:٦٤/١٠٤.

باب العین بعده الياء

عیب:

في ذمّ تتبّع عیوب الناس

النبويصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في خبر المناهي: و من مشي في عیب أخيه و کشف عورته کانت أول خطوة خطاها وضعها في جهنّم و کشف اللّه عورته على رؤوس الخلائق(١) .

باب الإغضاء عن عیوب الناس(٢) .

تفسیر القمّيّ :قال أمیر المؤمنینعليه‌السلام : طوبی لمن شغله عیبه عن عیوب الناس.

تحف العقول :و قال لابنه الحسینعليه‌السلام : أي بنيّ انّه من أبصر عیب نفسه شغل عن عیب غیره.

علل الشرأيع :عن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إذا کان الرجل على یمینک على رأي ثمّ تحوّل الى یسارک فلا تقل الاّ خیرا و لا تبرأ منه حتّی تسمع منه ما سمعت و هو على یمینک على رأي فانّ القلوب بین اصبعین من أصابع اللّه یقلّبها کیف یشاء ساعة کذا و ساعة کذا و انّ العبد ربّما وفّق للخیر.قال الصدوق: یعني بین طریقین من طرق اللّه،یعني بالطریقین طریق الخیر و طریق الشرّ،انّ اللّه(عزّ و جلّ) لا یوصف بالأصابع و لا یشبّه بخلقة،تعالى عن ذلک علوّا کبیرا(٣) .

____________________

(١) ق:٢٥٤/٤١/٣،ج:٢١٦/٧.

(٢) ق:کتاب العشرة/١٣٠/٤٠،ج:٤٦/٧٥.

(٣) ق:کتاب العشرة/١٣١/٤٠،ج:٤٨/٧٥.

قال أمیر المؤمنینعليه‌السلام : جهل المرء بعیوبه من أکبر ذنوبه(١) .

و قال الصادقعليه‌السلام : أحبّ إخواني الى من أهدی الى عیوبي(٢) .

باب تتبّع عیوب الناس و إفشائها و طلب عثرات المؤمنین(٣) .

( إِنَّ الذينَ یُحِبُّونَ أَنْ تَشِیعَ الْفٰاحِشَهُ في الذينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذٰابٌ اليم ) (٤) .

( وَ لاٰ تَجَسَّسُوا ) (٥) .

تفسیر القمّيّ :عن الصادقعليه‌السلام قال: من قال في مؤمن ما رأت عیناه و سمعت أذناه کان من الذين قال اللّه تعالى:( إِنَّ الذينَ یُحِبُّونَ أَنْ تَشِیعَ الْفٰاحِشَهُ في الذينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذٰابٌ اليم في الدُّنْیٰا وَ الْآخرة )

ثواب الأعمال :قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أذاع فاحشه کان کمبتدیها،و من عیّر مؤمنا بشيء لا یموت حتّی یرکبة.

الاختصاص :قال الصادقعليه‌السلام : من اطّلع من مؤمن على ذنب أو سیّئة فأفشی ذلک عليه و لم یکتمها و لم یستغفر اللّه له کان عند اللّه کعاملها و عليه وزر ذلک الذي أفشاة عليه و کان مغفورا لعاملها و کان عقابه ما أفشی عليه في الدنیا مستور عليه في الآخرة ثمّ یجد اللّه أکرم من أن یثنی عليه عقابا في الآخرة.

و قالعليه‌السلام : من روی على مؤمن روأية یرید بها شینه و هدم مروّته ليسقط من أعین الناس أخرجه اللّه من ولأيته الى ولآية الشیطان فلا یقبلة الشیطان(٦) .

الکافي :عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام قال:قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : یا معشر من أسلم بلسانه و لم یخلص الأيمان الى قلبه لا تذمّوا المسلمين و لا تتّبعوا عوراتهم فانّه من یتّبع

____________________

(١) ق:١١١/١٥/١٧،ج:٤١٩/٧٧.

(٢) ق:١٨٦/٢٣/١٧،ج:٢٤٩/٧٨.

(٣) ق:کتاب العشرة/١٧٥/٦٥،ج:٢١٢/٧٥.

(٤) سورة النور/الآية ١٩.

(٥) سورة الحجرات/الآية ١٢.

(٦) ق:کتاب العشرة/١٧٦/٦٥،ج:٢١٦/٧٥.

عوراتهم یتّبع اللّه عورته و من یتّبع اللّه عورته یفضحه و لو في بیته(١) .

وصيّة عیسیعليه‌السلام لأصحابة

تحف العقول :في وصيّة الصادقعليه‌السلام لعبد اللّه بن جندب: یابن جندب انّ عیسی ابن مریمعليهما‌السلام قال لأصحابة:أرأيتم لو انّ أحدکم مرّ بأخيه فرأى ثوبه قد انکشف عن بعض عورته أکان کاشفا عنه کلّها أم یردّ عليها ما انکشف منها؟قالوا:بل نردّ عليها،قال:کلاّ بل تکشفون عنها کلّها،فعرفوا انّه مثل ضربة لهم،فقیل له:یا روح اللّه و کیف ذلک؟قال:الرجل منکم یطّلع على العورة من أخيه فلا یسترها... الى أن قال: لا تنظروا في عیوب الناس کالأرباب و انظروا في عیوبکم کهيئة العبید،إنّما الناس رجلان مبتلي و معافي فارحموا المبتلي و احمدوا اللّه على العافية(٢) .

عن سفيان بن عیینه قال في قوله تعالى:( إِلاّٰ أُمَمٌ أَمْثٰالُکُمْ ) (٣) .ما في الأرض آدميّ الّا و فيه شبه من بعض البهائم، فمنهم من يقدم إقدام الأسد و منهم من يعدو عدو الذئب و منهم من ينبح نباح الكلب و منهم من يتطوّس كفعل الطاووس و منهم من يشبه الخنزير، فانّه لو أُلقي اليه الطعام الطيّب تركه و اذا قام الرجل عن رجعيه و لغت فيه، و كذلك نجد من الآدميّين من لو سمع خمسين حكمة لم يحفظ واحدةً منها فإن أخطات مرّة واحدة حفظهما و لم يجلس مجلساً الّا رواه عنه، ثم قال: فاعلم يا أخي إنّك إنّما تعاشر البهائم و السباع فبالغ في الإحتراز(٤) .

أقول : و أحسن من هذا ما قال أمیر المؤمنینعليه‌السلام : الأشرار یتّبعون مساویء الناس و یترکون محاسنةم کما یتّبع الذباب المواضع الفاسدة من الجسد و یترک

____________________

(١) ق:کتاب العشرة/١٧٧/٦٥،ج:٢١٨/٧٥.

(٢) ق:١٩٤/٢٤/١٧،ج:٢٨٣/٧٨.

(٣) سورة الأنعام/الآية ٣٨.

(٤) ق:١٤/٩٤/٦٣٥ج:٦٤/٤.

الصحیح. و قالعليه‌السلام : أکبر العیب أن تعیب ما فيک مثلة.و قال: من نظر في عیوب غیره فأنکرها ثمّ رضيها لنفسه فذلک الأحمق بعینه.

قالعليه‌السلام : أبصر الناس لعوار الناس المعور.

أمالي الطوسيّ :قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : کفي بالمرء عیبا أن یبصر من الناس ما یعمی عنه من نفسه،و أن یعیّر الناس بما لا یستطیع ترکه،و أن یؤذي جليسه بما لا یعنيه.

قلت : و یناسب هاهنا هذه الأشعار:

و تقّدم في(شرف)في وصيّة المیر سیّد شریف و یأتي في (عیر)ما یناسب ذلک.

عیر:

النهي عن التعییر و ذمّه

باب النهي عن التعییر بالذنب أو العیب(١) .

الکافي :عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام قال: من أنّب مؤمنا أنّبه اللّه في الدنیا و الآخرة.

بیان : أنّبه أي عنّفه و لامه.

____________________

(١) ق:کتاب الکفر/١٦٣/٤٣،ج:٣٨٤/٧٣.

الخصال :عن عليّ بن الحسینعليهما‌السلام قال: کان آخر ما أوصی به الخضر موسی بن عمرانعليهما‌السلام أن قال له:لا تعیّرن أحدا بذنب؛و انّ أحبّ الأمور الى اللّه(عزّ و جلّ) ثلاثة:القصد في الجدة و العفو في المقدرة و الرفق بعباد اللّه،و ما رفق أحد بأحد في الدنیا الاّ رفق اللّه(عزّ و جلّ)به یوم القيامة،و رأس الحکم مخافة اللّه تعالى(١) .

کتأبي الحسین بن سعید :عن الباقرينعليهما‌السلام : انّ أباذر عیّر رجلا علي عهد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأمّه فقال له:یابن السوداء،و کانت أمّه سوداء،فقال له رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :تعیّره بأمّه یا أبا ذر؟!قال:فلم یزل أبو ذرّ یمرّغ وجهة في التراب و رأسه حتّی رضي رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنه(٢) .

الصادقيعليه‌السلام : انّ الأنبیاءعليهم‌السلام لا یصبرون على التعبیر(٣) .

تعییر عمر لسلمان على إقباله على سفّ الخوص و أکل الشعیر(٤) .

تعییر معاویة لأمیر المؤمنینعليه‌السلام :و عهدک أمس تحمل قعیدة بیتک ليلا على حمار و یداک في یدي ابنيک حسن و حسین یوم بویع أبو بکر فلم تدع أحدا من أهل بدر و السوابق الاّ دعوتهم الى نفسک و مشيت اليهم بامرأتک و أدليت اليهم بابنيک و استنفرتهم على صاحب رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلم یجبک منهم الاّ أربعة أو خمسة، و لعمري لو کنت محقّا لأجابوک و لکنّک ادّعیت باطلا و قلت باطلا و قلت ما لا یعرف و رمت ما لا یدرک(٥) .

جواب الأمیرعليه‌السلام عن تعییر معاویة

کتابة لعليّعليه‌السلام :انّک کنت تقاد کما یقاد الجمل المخشوش،یؤنّبه بذلک،

____________________

(١) ق:کتاب الکفر/١٦٤/٤٣،ج:٣٨٦/٧٣.

(٢) ق:کتاب العشرة/١٥٧/٥٦،ج:١٤٦/٧٥.

(٣) ق:٢٠٤/٢٩/٥،ج:٣٤٧/١٢.

(٤) ق:٧٥٨/٧٨/٦،ج:٣٦٠/٢٢.

(٥) ق:٦١/٤/٨،ج:٣١٣/٢٨.

فکتبعليه‌السلام في جوابه:وقلت انّي کنت أقاد کما یقاد الجمل المخشوش حتّی أبأيع، و لعمر اللّه لقد أردت أن تذمّ فمدحت و أن تفضح فافتضحت،و ما على المسلم من غضاضه في أن یکون مظلوما ما لم یکن شاکّا في دینه أو مرتابا في یقینه و هذه حجّتی عليک و على غیرک(١) .

الکافي :عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام قال: أبعد ما یکون العبد من اللّه أن یکون الرجل یوأخي الرجل و هو یحفظ عليه زلاّته ليعیّره بها یوما ما(٢) .

عیش:

نکاح رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عايشة و أحوالها

باب أحوال عايشة و حفصة(٣) .

خبر(إنّا نجد منک ریح المغافير)(٤) .

نهج البلاغة : فأمّا فلانه فأدرکها رأي النساء و ضغن غلا في صدرها کمرجل القين و لو دعیت لتنال من غیری ما أتت الى لم تفعل،و لها بعد حرمتها الأوليّ.

بیان : قال ابن أبي الحدید في شرح هذا القول:الضغن:الحقد،و المرجل قدر کبیر،و القين الحدّاد،أي کغليان قدر من حدید،و فلانه کنآية عن عايشة،أبوها أبو بکر و أمّها أمّ رومان ابنه عامر بن عویمر بن عبد شمس،تزوجها رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل الهجرة بسنتین بعد وفاة خدیجة(رضي ‌الله‌ عنها)و هي بنت سبع سنین و بني عليها بالمدینة و هي بنت تسع سنین و عشرة أشهر و کانت قبلة تذکر لجبیر بن مطعم، و کان نکاحه أياها في شوّال و بناؤه عليها في شوّال،و توفي رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنها و هي بنت عشرین سنة،و کانت ذات حظّ من رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و میل ظاهر اليها

____________________

(١) ق:٧٠/٤/٨،ج:٣٦٨/٢٨.

(٢) ق:کتاب العشرة/١٧٧/٦٥،ج:٢١٩/٧٥.

(٣) ق:٧٢٦/٧١/٦،ج:٢٢٧/٢٢.

(٤) ق:٧٢٧/٧١/٦،ج:٢٢٨/٢٢.

و کانت لها عليه جرأه و ادلال حتّی کان منها في أمره في قصّة ماریة ما کان من الحدیث الذي أسرّه لأخری و أدّی الى تظاهرهما عليه و أنزل فيهما قرآن یتلي في المحاریب یتضمّن و عیدا غليظا عقیب تصریح بوقوع الذنب و صفو القلب و أعقبتها تلک الجرأه و ذلک الانبساط أن حدث منها في أيام الخلافة العلوية ما حدث.

الاستیعاب :في باب عايشة بإسناده عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لنسائه: أيتکن صاحبه الجمل الأدبب یقتل حولها قتلى کثیر و تنجو بعد ما کادت، قال ابن عبد البرّ:هذا من أعلام نبوّتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ،و لم تحمل عايشة من رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و لا ولد له من مهيرة الاّ من خدیجة،و من السراري من ماریة،و قذفت عايشة في أيام رسول اللّه بصفوان بن المعطل السلمي و القصة مشهورة فأنزل اللّه براءتها في قرآن یتلي و ینقل و جلد قاذفوها الحدّ،و توفيت في سنة سبع و خمسین للهجرة و عمرها أربع و ستّون سنة و دفنت بالبقيع في ملک معاویة.

کلام أبي یعقوب في أسباب العداوة بینها و بینهعليه‌السلام

أقول : ثمّ ذکر ابن أبي الحدید عن شیخه أبي یعقوب یوسف بن إسماعیل اللمعاني أسبابا للعداوة بین عايشة و بین أمیر المؤمنینعليه‌السلام و فاطمة(صلوات اللّه عليها)،و بسط الکلام في ذلک الى أن قال:و أکرم رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة إکراما عظیما أکثر ممّا کان الناس یظنّونه و أکثر من إکرام الرجال لبناتهم فقال بمحضر الخاصّ و العام مرارا لا مرّة واحدة و في مقامات مختلفة لا في مقام واحد:انّها سیّده نساء العالمین و انّها عديلة مریم بنت عمران و انّها إذا مرّت في الموقف نادی مناد من جهة العرش:یا أهل الموقف غضّوا أبصارکم لتعبر فاطمة بنت محمد،و هذه من الأحادیث الصحیحة و ليس من الأخبار المستصحة،و إنّ إنکاحه عليّا أياها لم یکن الاّ بعد أن أنکحه اللّه تعالى أياها في السماء بشهادة الملائکة،و کم قال مرّة:

یؤذيني ما یؤذيها و یغضبني ما یغضبها و انّها بضعة منّي یریبني ما رابها،فکان هذا و أمثاله یوجب زیادة الضغن عند الزوجة،و النفوس البشريّه تغیظ على ما هو دون هذا،ثمّ کان بینها و بین عليّعليه‌السلام في حیاة رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما یقتضی تهيیج ما في النفوس نحو قولها و قد استدناه رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجاء حتّی قعد بینه و بینها و هما متلاصقان:أما وجدت مقعدا لکذا-لما لا یکنّی عنه-الاّ فخذي،و نحوه ما روی انّه سأيره یوما و أطال مناجاته فجاءت و هي سأيره خلفهما حتّی دخلت بینهما و قالت: فيم أنتما فقد أطلتما؟فيقال انّ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غضب ذلک اليوم،و ما روی من حدیث الجفنه من الثرید التي أمرت الخادم فوقفت لها فأکفأتها و نحو ذلک ممّا یکون بین الأهل و بین المرأة و أحمائها.

ثمّ اتّفق انّ فاطمةعليها‌السلام ولدت أولادا کثیرة بنين و بنات و لم تلد هي ولدا و انّ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم کان یقیم بني فاطمة مقام بنيه و یسمّي الواحد منهم ابني و یقول: دعوا لي ابني و لا تزرموا(١) على ابني،و ما فعل ابني؟

ثمّ اتّفق انّ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سدّ باب أبيها الى المسجد و فتح باب صهره،ثمّ بعث أباها ببراءة الى مکّة ثمّ عزله عنها بصهره فقدح ذلک أيضا في نفسها،و ولد لرسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إبراهيم من ماریة فأظهر عليّعليه‌السلام بذلک سرورا کثیرا و کان یتعصّب لماریة و یقوم بأمرها عند رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم میلا على غیرها،و جرت لماریة نکبه مناسبه لنکبه عايشة فبرّأها عليّعليه‌السلام منها و کشف بطلانها و کشفه اللّه تعالى على یده و کان ذلک کشفا محسّا بالبصر لا یتهيأ للمنافقین أن یقولوا فيه ما قالوه في القرآن المنزل ببراءة عايشة.و کلّ ذلک ممّا کان یوغر(٢) صدر عايشة.

ثمّ مات إبراهيم فأبطنت شماته و إن أظهرت کآبة،و وجم(٣) عليّ و فاطمةعليهما‌السلام

____________________

(١) زرم البول:انقطع،و أزرمته أنا،و منه الحدیث:(لا تزرموا ابني)أي لا تقطعوا له بوله. (مجمع البحرین)

(٢) و قد أوغرت صدره على فلان:أي أحمیتة من الغیظ.

(٣) وجم من الأمر وجوما،و الواجم الذي اشتد حزنه حتّی أمسک عن الکلام.

من ذلک(١) .

مختصر ذلک(٢) .

في انّها کانت منحرفة عنهعليه‌السلام (٣) .

وجه تسمیتها غلامها بعبد الرحمن

ذکر السیّد الأجلّ في(الشافي)انّ محمّد بن إسحاق روی انّ عايشة لمّا وصلت الى المدینة راجعه من البصرة لم تزل تحرّض الناس على أمیر المؤمنینعليه‌السلام و کتبت الى معاویة و أهل الشام مع الأسود بن أبي البختری تحرّضهم، قال:و روی عن مسروق انّه قال: دخلت على عايشة فجلست اليها فحدّثتني و استدعت غلاما لها أسود یقال له عبد الرحمن فجاء حتّی وقف فقالت:یا مسروق،أ تدري لم سمیتة عبد الرحمن؟فقلت:لا،قالت:حبّا منّي لعبد الرحمن بن ملجم(٤) .

فرحها بقتل عليّعليه‌السلام و تمثلةا بقول القائل:

و روي مثلة عنها في خبر وفاة الحسنعليه‌السلام و دفنه(٦) .

في عدم إذنها لأمیر المؤمنینعليه‌السلام حین استأذنعليه‌السلام للدخول على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بعض أخبار الطیر(٧) .

____________________

(١) ق:٧٢٨/٧١/٦،ج:٢٣٦/٢٢.

(٢) ق:٤٤٤/٣٧/٨،ج:٢٤٠/٣٢.

(٣) ق:٢٤/٣/٨،ج:١٠٧/٢٨.

(٤) ق:٣٠/٣/٨،ج:١٤٩/٢٨. ق:٤٦٣/٤١/٨،ج:٣٤١/٣٢.

(٥) ق:٤٦٣/٤١/٨،ج:٣٤٠/٣٢.

(٦) ق:١٣٦/٢٢/١٠،ج:١٥٣/٤٤.

(٧) ق:٣٤٤/٦٧/٩،ج:٣٤٨/٣٨.

في بغضها لهعليه‌السلام (١) .

ذکرها خدیجة و تنقیصها أياها و بکاء فاطمة(صلوات اللّه عليها)لذلک(٢) .

ذکر قصتها في فوت أبي محمّد الحسنعليه‌السلام (٣) .

ذهب أکثر العامّة الى جواز الإقتداء بالعبد من غیر کراهة و استدلّ عليه في شرح الوجیز بأن عايشة کان یؤمّها عبد لها یکنّی أبا عمر(٤) .

الکلام في النبويصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : یا عايشة لو لا انّ قومک حدیثوا عهد بالجاهلية لأمرت بالبیت فهدم فأدخلت فيه ما أخرج منه و ألزقته بالأرض و جعلت له بأبين بابا شرقیّا و بابا غربیّا فبلغت أساس إبراهيم(٥) .

احتجاج أم سلمة على عايشة و منعها عن الخروج

باب احتجاج أمّ سلمة عليها و منعها عن الخروج(٦) .

معاني الأخبار :بالاسناد عن أبي أخنس الأرجی قال: لمّا أرادت عايشة الخروج الى البصرة کتبت اليها أمّ سلمة(رحمة ‌الله عليها)زوجة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم -قلت:و في روأية أخری دخلت عليها و قالت-:أمّا بعد فانّک سدّه بین رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و بین أمّته و حجابة مضروب على حرمته،و قد جمع القرآن ذيلک فلا تندحیه و سکّن

____________________

(١) ق:٤٢٢/٣٤/٨،ج:١٤٢/٣٢. ق:٤٢٩/٣٥/٨،ج:١٦٩/٣٢. ق:٧٣٠/٧١/٦،ج:٢٤٢/٢٢. ق:٣٩١/١٢٥/٧،ج:١٥٥/٢٧. ق:٢٤٨/٥٤/٩-٢٥٧،ج:٢٩٧/٣٧-٣٣٦.

(٢) ق:١٠٠/٥/٦،ج:٣/١٦.

(٣) ق:٢٠٠/١٤/٦،ج:٣١/١٧. ق:١٣٣/٢٢/١٠،ج:١٤٢/٤٤.

(٤) ق:٣٥/٣/٨،ج:١٧٢/٢٨.

(٥) ق:١٤٤/١٢/٨،ج:-.

(٦) ق:٤٢٤/٣٥/٨،ج:١٤٩/٣٢.

عقیراک فلا تصحریها،اللّه من وراء هذه الأمّه و قد علم رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مکانک لو أراد أن یعهد اليک لفعل و قد عهد فاحفظي ما عهد و لا تخالفي فيخالف بک و اذکري قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في نباح کلاب الحوأب و قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما للنساء و للغرور؟و قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انظري یا حمیراء الاّ تکونی أنت علت بل قد نهاک عن الفرطه في البلاد،انّ عمود الإسلام لن یثاب بالنساء إن مال و لن یرأب بهنّ إن صدع،حمادیات النساء غضّ الأبصار و خفر الأعراض و قصر الوهازه،ما کنت قائله لو انّ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عارضک ببعض الفلوات ناصّه قلوصا من منهل الى آخر؟أن یعین اللّه مهواک و علي رسوله تردین قد وجّهت سدافته و ترکت عهيده،لو سرت مسیرک هذا ثمّ قیل لي ادخلي الفردوس لاستحییت أن ألقي رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ه اتکه حجابا قد ضربة عليّ،فاتقي اللّه،اجعلي حصنک بیتک و رباعه الستر قبرک حتّی تلقيه و أنت علي تلک الحال أطوع ما تکونین للّه ما لزمته و أنصر ما تکونین للدین ما جلست عنه،لو ذکّرتک بقول تعرفينه لنهشتنی نهش الرقشاء المطرق.

فقالت عايشة:ما أقبلني لوعظک و ما أعرفني بنصحک،و ليس الأمر على ما تظنّين و لنعم المسیر مسیرا فزعت الى فيه فئتان متشاجرتان،إن أقعد ففي غیر جزع و إن أنهض فالى ما لا بدّ من الأزدياد منه،فقالت أمّ سلمة:

ثمّ قالرحمه‌الله : تفسیر قولها(رحمة ‌الله عليها):(انّک سدّه بین رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم )أي انّک باب بینه و بین أمّته فمتی أصیب ذلک الباب بشيء فقد دخل على رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حریمه و حوزته فاستبیح ما حماة،فلا تکوني أنت سبب ذلک بالخروج الذي لا یجب عليک فتحوجي الناس الى أن یفعلوا مثل ذلک.

و قولها:(فلا تندحیه)أي لا تفتحیه فتوسّعیه بالحرکة و الخروج یقال ندحت الشيء إذا أوسعته،و منه یقال(أنا في مندوحة عن کذا)أي في سعة.

و ترید بقولها(قد جمع القرآن ذيلک)قول اللّه(عزّ و جلّ):( وَ قَرْنَ في بُیُوتِکُنَّ وَ لاٰ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجٰاهِليهِ الْأُوليّٰ ) (١) .

و قولها:(و سکّن عقیراک)من عقر الدار و هو أصلها و أهل الحجاز یضمّون العین و أهل نجد یفتحونها،فکانت عقیرا اسم مبنيّ من ذاک على التصغیر و مثلة ممّا جاء مصغّرا الثريّا و الحمیّا و هي سورة الشراب،و لم یسمع بعقیرا الاّ في هذا الحدیث.

و قولها:(فلا تصحریها)أي لا تبرزیها و تباعديها و تجعليها بالصحراء،یقال أصحرنا إذا أتينا الصحراء کما یقال أنجدنا إذا أتينا نجدا.

و قولها:(علت)أي ملت الى غیر الحقّ،و العول المیل و الجور قال اللّه(عزّ و جلّ):( ذٰلِکَ أَدْنیٰ أَلاّٰ تَعُولُوا ) (٢) یقال عال یعول إذا جاوز.

و قولها:(بل قد نهاک عن الفرطه في البلاد)أي عن التقدّم و السبق لأنّ الفرطه اسم في الخروج و التقدّم مثل غرفة و غرفة،یقال(في فلان فرطة)أي تقدّم و سبق، یقال(فرطتة في المال)أي سبقته.

و قولها:(انّ عمود الإسلام لن یثاب بالنساء إن مال)أي لا یردّ بهنّ الى استوائه، ثبت الى کذا أي عدت اليه.

و قولها:(لن یرأب بهنّ إن صدع)أي لا یسدّ بهنّ،یقال:(رأبت الصدع لأمته فانضمّ).

و قولها:(حمادیات النساء)هي جمع حمادی و یقال:(قصاراک أي تفعل ذلک و حماداک)کأنّها تقول جهدک و غأيتک.

و قولها:(غضّ الأبصار)معروف.

____________________

(١) سورة الأحزاب/الآية ٣٣.

(٢) سورة النساء/الآية ٣.