شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

سفینة البحار الجزء 8

یوما بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان و غیرهم فقلت:جعلت فداک لو عزلت لهؤلاء مائدة،فقال:مه انّ الربّ تبارک و تعالى واحد و الأمّ واحدة و الأب واحد و الجزاء بالأعمال(١) .

الاختصاص : کان محمّد بن مسلم رجلا شریفا موسرا فقال له أبو جعفرعليه‌السلام (٢) : تواضع یا محمد،فلمّا انصرف الى الکوفة أخذ قوصرة من تمر مع المیزان و جلس علي باب المسجد الجامع و جعل ینادي عليه،فأتاه قومه فقالوا له:فضحتنا،فقال: انّ مولأي أمرني بأمر فلن أخالفه و لن أبرح حتّی أفرغ من بيع ما في هذه القوصرة، فقال له قومه:أمّا إذا أبيت الاّ أن تشتغل ببيع و شری فاقعد في الطحانین،فقعد في الطحانین فهيأ رحی و جملا و جعل یطحن.و ذکر أبو محمّد البرقي انّه کان مشهورا في العبادة و کان من العباد في زمانه(٣) .

تواضع النجاشيّ بلبس خلقان الثیاب و الجلوس على التراب شکرا للّه تعالى على أن نصر رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و أهلک أعداءه ببدر(٤) .

قصة ما جری بين محمّد بن مروان و ملک النوبة

تنبيّه الخاطر :قیل للمنصور: في حبسک محمّد بن مروان فلو أمرت بإحضاره و سألته عمّا جری بينه و بين ملک النوبة،فقال:صرت الى جزیرة النوبة في آخر أمرنا فأمرت بالمضارب فضربت فخرج النوب یتعجّبون و أقبل ملکةم رجل طویل أصلع حاف عليه کساء فسلّم و جلس على الأرض،فقلت:ما لک لا تجلس على

____________________

(١) ق:٢٩/٧/١٢،ج:١٠١/٤٩.

(٢) تقدم الإشارة الى هذا الحدیث في(حمد)،و لکن ذکر الصادقعليه‌السلام هناک مکان أبي جعفرعليه‌السلام سهوا.(منه مدّ ظلّه).

(٣) ق:٢٢٢/٣٣/١١،ج:٣٨٩/٤٧.

(٤) ق:٤٠١/٣٤/٦،ج:٤١٧/١٨. ق:کتاب العشرة١٥٠/٥١/،ج:١٢٢/٧٥.

البساط؟قال:أنا ملک و حقّ لمن رفعه اللّه أن یتواضع له إذا رفعه(١) .ثم قال: ما بلكم تطأون الزرع بدوابّكم و الفساد محرّم عليكم في كتابكم؟ فقلتُ: عبيدنا فعلوه بجهلهم، قال: فما بالكم تشربون الخمر و هي محرّمة عليكم في دينكم؟ قلت: أشياعنا فعلوه بجهلهم، قال: فما بالكم تلبسون الديباج و تتحلّون بالذهب و هي محرّمة عليكم على لسان نبيّكم؟ قلت: فعل ذلك أعاجم من خدمنا كرهنا الخلاف عليهم، فجعل ينظر في وجهي و يكرّر معاذيري على وجه الإستهزاء ثم قال: ليس كما تقول يابن مروان ولكنّكم قومٌ ملكتم فظلمتم و تركتم ما أُمرتم فأذاقكم اللهُ و بال أمركم ولله فيكم نقم لم تبلغ و انّي أخشى أن تنزل بك و أنت في أرضي فيصيبني معك فارتحل عنّي(٢) .

تواضع عليّ بن یقطین لإبراهيم الجمّال بأن إمرة أن یطأ خدّه ليرتفع قدرة عند إمامة موسی بن جعفرعليهما‌السلام (٣) .

التواضع و الإشارة الى تواضع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

ذکر أخلاق المتواضعین و أحوال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تواضعة، فممّا روي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ذلک: انّه کان یعالج في بيته و کان یعلف الناضح و یعقل البعیر و یقمّ البيت و یحلب الشاة و یخصف النعل و یرقع الثوب و یأکل مع خادمه و یطحن عنه اذا أعیی الى غیر ذلک ممّا ذکرناه في(خلق)في ذکر أخلاقه الشریفةصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣) .

____________________

(١)

لأبي العتاهية:

(منه مدّ ظلّه العالى).

(٢) ق:١٥٩/٢٨/١١،ج:١٨٦/٤٧.

(٣) ق:٢٥٦/٣٨/١١،ج:٨٥/٤٨.

(٤) ق:كتاب الكفر/٣٣/١١٧،ج:٧٣/٢٠٨.

علل الشرأيع :قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّ أحبّکم و أقربکم منّي یوم القيامة مجلسا أحسنکم خلقا و أشدّکم تواضعا،و انّ أبعدکم یوم القيامة منّي الثرثارون و هم المستکبرون(١) .

أقول : تقدّم في(کربل)حسن أثر التواضع.

تفسیر العیّاشي :العلويعليه‌السلام : و من أتي غنیّا فتواضع لغنائه ذهب اللّه بثلثي دینه(٢) .

تفسیر القمّيّ :عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام في حدیث عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: و من أتي ذا میسرة فتخشّع له طلب ما في یديه ذهب ثلثا دینه،ثمّ قال:و لا تعجل و ليس یکون الرجل ینال من الرجل الرفق فيجلّه و یوقّره فقد یجب ذلک عليه و لکن یریه انّه یرید بتخشّعه ما عند اللّه و یرید أن یختله عمّا في یديه(٣) .

باب التواضع في الطعام(٤) .

الصغاني

أقول : تقدّم في(حدث)ذکر جملة من الأخبار الموضوعة نقلا عن الصغاني و هو بفتح الصاد المهملة و تخفيف الغین المعجمة،و قد یقال الصأغاني بالألف نسبة الى الصغان قریة بمرو،و قد یسمّي جاغان،و هو حسن بن محمّد بن الحسن العمري الحنفي اللغوي النحوي المتوفي سنة(٦٥٠)و عدّ من مشأيخ إجازة جمال الدین السیّد أحمد بن طاووس و العلاّمةرحمه‌الله .

____________________

(١) ق:کتاب الکفر/١٢٤/٣٣،ج:٢٣١/٧٣.

(٢) ق:کتاب الکفر/٢٨/٨،ج:١٩٦/٧٢.

(٣) ق:٣٥/٦/١٧،ج:١١٦/٧٧.

(٤) ق:٨٧٢/١٩٨/١٤،ج:٣١٩/٦٦.

باب الواو بعده الطاء

وطأ : باب وطي الدّبر(١) .أقول : تقدّم ما یتعلق بذلک في(جمع).

وطس : باب غزوة حنین و الطائف و أوطاس(٢) .

أوطاس واد في دیار هوازن،

و في الحدیث: أوطاس ليس من العقیق، قال في (مجمع البحرین) :أوطاس اسم موضع معروف وقعت فيه غزوة من غزوات رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ،و في حدیث حنین:الآن حمي الوطیس،الوطیس التنّور و هو کنأية عن شدّة الأمر و اضطراب الحرب،و یقال أول من قالها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وطن : العلويعليه‌السلام المشتمل على مواطن یوم القيامة،منها موطن یجتمعون فيه فلا یزالون یبکون الدم(٣) .

لعن أبي سفيان في سبعة مواطن(٤) .

انّ اللّه یمتحن الأوصياء في سبعة مواطن(٥) .

النبويصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : یا علي انّ اللّه أشهدک معي سبعة مواطن(٦) .

أقول : قال شیخنا الحرّ العامليقدس‌سره في مقدّمه کتاب(أمل الآمل):قد عزمنا على تقدیم ذکر علماء جبل عامل على باقي علمائنا المتأخّرین لوجوه،أحدها قضاء

____________________

(١) ق:٩٨/٨٩/٢٣،ج:٢٨/١٠٤.

(٢) ق:٦٠٨/٥٨/٦،ج:١٤٦/٢١.

(٣) ق:٢٢٤/٣٨/٣،ج:١١٧/٧.

(٤) ق:٣٧٩/٣٢/٨،ج:-.

(٥) ق:٣٠٠/٦٢/٩،ج:١٦٧/٣٨.

(٦) ق:٣٨١/٨١/٩،ج:١٥٨/٣٩.

حقّ الوطن لما روي: (حبّ الوطن من الأيمان) و روي: (من أيمان الرجل حبّة لقومه) ،انتهى.

وطوط:

الوطواط

الوطواط من المسوخ و قد تقدّم في(مسخ)، و روي: انّه کان رجلا سارقا یسرق الرطب من رؤوس النخل، و في حدیث آخر: و مسخ الوطواط لانّه کان یسرق تمور الناس(١) .

أقول : الوطواط الخفّاش و قد تقدّم في(خفش)،و في (مجمع البحرین) حرق بيت المقدس کانت الوطواط على ما نقل تطفيه بأجنحتها.

____________________

(١) ق:٧٨٤/١٢٠/١٤،ج:٢٢١/٦٥.

باب الواو بعده العین

وعد:

الوعد و الوعید

باب الوعد و الوعید و الحبط و التکفير(١) .

عقائد الصدوق : اعتقادنا في الوعد و الوعید هو انّ من وعده اللّه(عزّ و جلّ)على عمل ثوابا فهو منجز،و من وعده على عمل عقابا فهو فيه بالخیار إن عذّبه فبعدله و إن عفا عنه فبفضلة و ما اللّه بظلاّم للعبيد و قد قال اللّه(عزّ و جلّ):( إِنَّ اللّٰهَ لاٰ یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَکَ بِهِ وَ یَغْفِرُ مٰا دُونَ ذٰلِکَ لِمَنْ یَشٰاءُ ) (٢) (٣)

لزوم الوفاء بالوعد

باب لزوم الوفاء بالوعد و العهد و ذمّ خلفهما(٤) .

( وَ اذْکُرْ في الْکِتٰابِ إِسْمٰاعِیلَ إِنَّهُ کٰانَ صٰادِقَ الْوَعْدِ ) (٥) .

الخصال :عن الحسین بن مصعب قال:سمعت أبا عبد اللّهعليه‌السلام یقول: ثلاثة لا عذر لأحد فيها:أداء الأمانة الى البرّ و الفاجر،و الوفاء بالعهد للبرّ و الفاجر،و برّ الوالدين برّين کانا أو فاجرین. و تقدّم في(نفق)انّ خلف الوعد من علامات النفاق.

____________________

(١) ق:٩٠/١٨/٣،ج:٣٣١/٥.

(٢) سورة النساء/الأية ٤٨ و ١١٦.

(٣) ق:٩٢/١٨/٣،ج:٣٣٥/٥.

(٤) ق:کتاب العشرة١٤٣/٤٧/،ج:٩١/٧٥.

(٥) سورة مريم/الآية ٥٤.

علل الشرأيع :عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام قال: انّ رسول اللّه وعد رجلا الى صخرة فقال: أنا لک هاهنا حتّی تأتي،قال:فاشتدّت الشمس عليه فقال أصحابة:یا رسول اللّه لو أنّک تحوّلت الى الظلّ،قال:قد وعدته الى هاهنا و إن لم یجيء کان منه الى المحشر(١) .

خبر وعد إسماعیل صادق الوعد رجلا بالصفاح و مکثه به سنة مقیما حتّی جاء الرجل و اعتذر بانّي نسیت میعادک،فقال:أما و اللّه لو لم تجئني لکان منه المحشر، و خبر وعد أبي عمرو بن العلا رجلا حاجة و تعذّرها عليه و قوله في ذلک.

من کتاب قضاء الحقوق قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : عده المؤمن أخذ باليد، یحثّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الوفاء بالمواعید و الصدق فيها،یریدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّ المؤمن إذا وعد کان الثقة بموعده کالثقة بالشيء إذا صار باليد، و قال: المؤمنون عند شروطهم.

مشکاة الأنوار :عن الرضاعليه‌السلام قال: انّا أهل بيت نری ما وعدنا علينا دینا کما صنع رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) .

و تقدّم في(عدل) قول رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من عامل الناس فلم یظلمهم و حدّثهم فلم یکذبهم و ودعهم فلم یخلفهم فهو ممن کملت مروّته و ظهرت عدالته و وجبت أخوّته و حرمت غیبته، و تقدّم في(نفق)ما یتعلق بذلک.

وعظ:

مواعظ اللّه تعالى

باب في تأویل قوله تعالى:( قُلْ إِنَّمٰا أَعِظُکُمْ بِوٰاحِدَهٍ ) (٣) (٤)

باب مواعظ اللّه(عزّ و جلّ)في القرآن المجید(٥) .

____________________

(١) ق:کتاب العشرة/١٤٣/٤٧،ج:٩٥/٧٥.

(٢) ق:کتاب العشرة/١٤٤/٤٧،ج:٩٧/٧٥.

(٣) سورة سبأ/الأية ٤٦.

(٤) ق:٨١/٢٢/٧،ج:٣٩١/٢٣.

(٥) ق:١٧/١/١،ج:٧٧/١.

باب مواعظ اللّه(عزّ و جلّ)في سأير الکتب السماویة و في الحدیث القدسي و مواعظ جبرئيل(١) .

الخصال :عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام قال:قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لجبرئيلعليه‌السلام : عظنی،فقال:یا محمّد عش ما شئت فانّک میّت،و أحبب ما شئت فانّک مفارقه،و اعمل ما شئت فانّک ملاقیه،شرف المؤمن صلاته بالليل و عزّة کفّه عن أعراض الناس(٢) .

مواعظ لقمان لابنه(٣) .

موعظة لقمان ابنه

الکافي :قال أبو عبد اللّهعليه‌السلام : و کان فيما وعظ به لقمان ابنة:یا بني انّ الناس قد جمعوا قبلک لأولادهم فلم یبق ما جمعوا له و لم یبق من جمعوا له،و إنّما أنت عبد مستأجر قد أمرت بعمل و وعدت عليه أجرا،فأوف عملک و استوف أجرک، و لا تکن في هذه الدنیا بمنزلة شاة وقعت في زرع أخضر فأکلت حتّی سمنت فکان حتفها عند سمنها،و لکن اجعل الدنیا بمنزلة قنطرة على نهر جزت عليها و ترکتها و لم ترجع اليها آخر الدهر،اخربها و لا تعمرةا فانّک لا(٤) تؤمر بعمارتها،و اعلم انّک ستسأل غدا إذا وقفت بين یدي اللّه(عزّ و جلّ)عن أربع:شبابک فيما أبليته و عمرک فيما أفنیته و مالک فيما اکتسبته و فيما أنفقته فتأهّب لذلک و أعدّ له جوابا، و لا تأس على ما فاتک من الدنیا فانّ قليل الدنیا لا یدوم بقاؤه و کثیرها لا یؤمن بلاؤه،فخذ حذرک و جدّ في أمرک و اکشف الغطاء عن وجهک و تعرّض لمعروف

____________________

(١) ق:٥/٢/١٧،ج:١٨/٧٧.

(٢) ق:٦/٢/١٧،ج:٢١/٧٧.

(٣) ق:٤٦/٤/١ و ٦٤،ج:١٣٦/١ و ٢٠٥. ق:٣٢٠/٤٨/٥،ج:٤٠٨/١٣.

(٤) لم(خ ل).

ربّک و جدّد التوبة في قلبک و اکمش في فراغک قبل أن یقصد قصدک و یقضى قضاؤک و یحال بينک و بين ما ترید.

بيان : اخربها أي دعها خرابا بترک ما لا تحتاج اليه، اکمش أي أسرع و عجّل، یقصد على بناء المجهول کنأية عن توجّه ملک الموت اليه أو الأمراض و البلأيا(١) .

قصص الأنبيّاء :عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: کان فيما وعظ لقمان ابنة أن قال:یا بني إن تک في شکّ من الموت فادفع عن نفسک النوم و لن تستطیع ذلک،و إن کنت في شکّ من البعث فادفع عن نفسک الانتباه و لن تستطیع ذلک،فانّک إذا فکّرت في هذا علمت انّ نفسک بيد غیرک،و إنّما النوم بمنزلة الموت و إنّما الىقظه بعد النوم بمنزلة البعث بعد الموت(٢) .

باب ما أوحي الى موسیعليه‌السلام من الحکم و المواعظ(٣) .

مواعظ داود النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤) .

مواعظ سليمانعليه‌السلام (٥) .

باب مواعظ عیسیعليه‌السلام و حکمه(٦) .

موعظة زکریا

موعظة زکریاعليه‌السلام و انذاره الناس و تأثیرها في یحیی، روي: انّه کان زکریا إذا أراد أن یعظ بني إسرائیل یلتفت یمینا و شمالا فإن رأي یحیی لم یذکر جنه و لا نارا فجلس ذات یوم یعظ بني إسرائیل و أقبل یحیی تدلّف رأسه بعباءة فجلس في غمار

____________________

(١) ق:کتاب الکفر/٨٤/١٤،ج:٦٩/٧٣-٧٣.

(٢) ق:٢٠٠/٣٦/٣،ج:٤٢/٧.

(٣) ق:٣٠١/٤١/٥،ج:٣٢٣/١٣.

(٤) ق:٣٤٠/٥٢/٥،ج:٣٣/١٤.

(٥) ق:٣٦٤/٥٩/٥،ج:١٣٠/١٤.

(٦) ق:٤٠٠/٧٠/٥،ج:٢٨٣/١٤.

الناس و التفت زکریا یمینا و شمالا فلم یر یحیی فأنشأ یقول:حدّثني حبيبي جبرئيل عن اللّه تبارک و تعالى انّ في جهنّم جبلا یقال له السکران،في أصل ذلک الجبل واد یقال له الغضبان لغضب الرحمن تبارک و تعالى،في ذلک الوادي جبّ قامته مائة عام في ذلک الجبّ توأبيت من نار،في تلک التوأبيت صناديق من نار و ثیاب من نار و سلاسل من نار و أغلال من نار،فرفع یحیی رأسه فقال:و اغفلتاه من السکران،ثمّ أقبل هائما على وجهة(١) .

أوحى اللّه تعالى الى عیسیعليه‌السلام أن کن للناس في الحلم کالأرض تحتهم و في السخاء کالماء الجاري و في الرحمة کالشمس و القمر فانّهما یطلعان على البرّ و الفاجر(٢) .

قالت الحواریّون لعیسیعليه‌السلام : یا روح اللّه من نجالس؟قال:من یذکّرکم اللّه رؤیته و یزید في علمکم منطقه و یرغّبکم في الآخرة عمله(٣) .

موعظته للحواریّین(٤) .

موعظة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

باب جوامع وصأيا رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و مواعظه و حکمة(٥) .

اعلام الدین :عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بعض خطبة او مواعظه: أيها الناس لا یشغلنّکم دنیاکم عن آخرتکم فلا تؤثروا هواکم على طاعة ربّکم و لا تجعلوا أيمانکم ذریعة الى معاصيکم و حاسبوا أنفسکم قبل أن تحاسبوا و مهّدوا لها قبل أن تعذّبوا،و تزوّدوا للرحیل قبل أن تزعجوا فانّها موقف عدل

____________________

(١) ق:٣٧٣/٦٤/٥،ج:١٦٦/١٤.

(٢) ق:٤١٠/٧٠/٥،ج:٣٢٦/١٤.

(٣) ق:٤١١/٧٠/٥،ج:٣٣١/١٤.

(٤) ق:١٤١/١٠/١٤،ج:٢٠٧/٥٨.

(٥) ق:٣٣/٦/١٧،ج:١١٠/٧٧.

و اقتضاء حقّ و سؤال عن واجب و قد أبلغ في الاعذار من تقدّم بالإنذار(١) .

و قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : یا معشر المسلمین شمّروا جدّوا تأهّبوا فانّ الرحیل قریب، و تزوّدوا فانّ السفر بعید،و خفّفوا أثقالکم فانّ وراءکم عقبة کؤدا لا یقطعها الاّ المخفّون،أيها الناس انّ بين یدي الساعة أمورا شدادا و أهوالا عظاما و زمانا صعبا یتملّک فيه الظلمة و یتصدّر فيه الفسقه و یضام فيه الآمرون بالمعروف و یضطهد فيه الناهون عن المنکر فأعدّوا لذلک الأيمان(٢) .و عضّوا عليه بالنواجذ و الجأوا الى العمل الصالح و أكرهوا عليه النفوس تفضّوا الى النعيم الدائم(٣) .

و قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لرجل و هو یوصيه: أقلل من الشهوات یسهل عليک الفقر،و أقلل من الذنوب یسهل عليک الموت،و قدّم مالک أمامک یسرّک اللحاق به،و اقتنع بما أوتیته یخفّ عليک الحساب،و لا تتشاغل عمّا فرض عليک بما قد ضمن لک فانّه ليس بفأيتک ما قد قسم لک و لست بلاحق ما قد زوي عنک(٤) .

أمالي الصدوق :عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام قال: لمّا فتح رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مکّة قام على الصفا فقال:یا بني هاشم یا بني عبد المطّلب انّي رسول اللّه اليكم و انّي شفيق عليکم،لا تقولوا انّ محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منّا فو اللّه ما أوليائي منکم و لا من غیرکم الاّ المتقون،ألا فلا أعرفکم تأتوني یوم القيامة تحملون الدنیا على رقابکم و یأتي الناس یحملون الآخرة،ألا و انّي قد أعذرت فيما بيني و بينکم و انّ لي عملي و لکم عملکم(٥) .

موعظتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قیس بن عاصم تقدمت في(قیس).

____________________

(١) ق:٥٢/٧/١٧،ج:١٨١/٧٧.

(٢) الزمان(ظ).

(٣) ق:٥٣/٧/١٧،ج:١٨٦/٧٧.

(٤) ق:٥٤/٧/١٧،ج:١٨٧/٧٧.

(٥) ق:٣/٦١/٣٩٥،ج:٨/٣٥٩.

مواعظ أمیر المؤمنینعليه‌السلام و خطبه

باب مواعظ أمیر المؤمنین(صلوات اللّه عليه)و خطبه و حکمه(١) .

أمالي الصدوق :عن الصادق عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام قال: انّ أمیر المؤمنینعليه‌السلام خطب بالبصرة فقال بعد ما حمد اللّه(عزّ و جلّ)و اثنى عليه و صلى على النبيّ و آله: المدّة و إن طالت قصیره،و الماضي للمقیم عبرة،و المیّت للحيّ عظه،و ليس لأمس مضی عوده،و لا المرء من غد على ثقة،انّ الأول للأوسط رائد،و الأوسط للآخر قائد،و کلّ لکلّ مفارق و کلّ بکلّ لا حق ...الحدیث و في آخرة: ثمّ دمعت عیناهعليه‌السلام و قرأ( وَ إِنَّ عَليکُمْ لَحٰافِظِینَ* کِرٰاماً کٰاتِبينَ* یَعْلَمُونَ مٰا تَفْعَلُونَ ) (٢) (٣)

نهج البلاغة : و قالعليه‌السلام لرجل سأله أن یعظه:لا تکن ممّن یرجو الآخرة بغير العمل و یرجیء التوبة بطول الأمل،یقول في الدنیا بقول الزاهدین و یعمل فيها بعمل الراغبين،إن أعطي منها لم یشبع و إن منع منها لم یقنع،یعجز عن شکر ما أوتی و یبتغی الزیادة فيما بقی،ینهي و لا ینتهي و یأمر بما لا یأتي،یحبّ الصالحین و لا یعمل عملهم و یبغض المذنبيّن و هو أحدهم،یکره الموت لکثرة ذنوبة و یقیم على ما یکره الموت له،إن سقم ظلّ نادما و إن صحّ أمن لاهيا،یعجب بنفسه إذا عوفي و یقنط إذا ابتلي،إن إصابة بلاء دعا مضطرّا و إن ناله رخاء أعرض مغترّا،تغلبة نفسه على ما یظنّ و لا یغلبةا على ما یستیقن،یخاف على غیرة بأدنی من ذنبه و یرجو لنفسه بأکثر من عمله،إن استغنی بطر و فتن و إن افتقر قنط و وهن،یقصر إذا عمل و یبالغ إذا سأل،إن عرضت له شهوة أسلف المعصیة و سوّف التوبة و إن عرته محنه انفرج عن شرائط الملّة،یصف العبرة و لا یعتبر و یبالغ في المواعظ و لا یتّعظ،فهو بالقول مدلّ و من العمل مقلّ،ینافس فيما یفني و یسامح فيما یبقی،

____________________

(١) ق:٩٨/١٥/١٧،ج:٣٧٦/٧٧.

(٢) سورة الإنفطار/الأية ١٠-١٢.

(٣) ق:١٧/١٥/٩٩،ج:٧٧/٣٨٠.

یری الغنم مغرما و الغرم مغنما،یخشي الموت و لا یبادر الفوت،یستعظم من معصیة غیره ما یستقلّ أکثر منه من نفسه و یستکثر من طاعته ما یحقره من طاعة غیره،فهو على الناس طاعن و لنفسه مداهن،اللغو مع الأغنیاء أحبّ اليه من الذکر مع الفقراء،یحکم على غیرة لنفسه و لا یحکم عليها لغیرة،یرشد غیرة و یغوی نفسه،فهو یطاع و یعصی و یستوفي و لا یوفي،و یخشي الخلق في غیر ربّه و لا یخشي ربّه في خلقة.

قال السیّد: و لو لم یکن في هذا الکتاب الاّ هذا الکلام لکفي به موعظة ناجعه و حکمة بالغة و بصیره لمبصر و عبرة لناظر مفکر(١) .

موعظتهعليه‌السلام أهل الکوفة: کل ليلة بعد صلاة العشاء بصوت یسمعه کافه أهل المسجد و من جاورهم:تجهزوا رحمکم اللّه فقد نودي فيکم بالرحیل(٢) .

موعظته نوف البکالي،تقدم في(نوف)کما انه تقدم في(دنا)کثیر من مواعظه (صلوات اللّه عليه).

مواعظ الحسن بن عليّعليهما‌السلام

باب مواعظ الحسن بن عليّعليهما‌السلام و حکمه(٣) .

اعلام الدین :قالعليه‌السلام : صاحب الناس مثل ما تحبّ أن یصاحبوک. و کان یقول: ابن آدم انّک لم تزل في هدم عمرک منذ سقطت من بطن أمّک،فخذ ممّا في یدک لما بين یديک فانّ المؤمن یتزوّد و انّ الکافر یتمتّع. و: کان ینادي مع هذه الموعظة( وَ تَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَیْرَ الزّٰادِ التَّقْویٰ ) (٤) (٥)

موعظتهعليه‌السلام جنادة بن أبي أمیّة: استعدّ لسفرک و حصّل زادک قبل حلول

____________________

(١) کتاب الکفر/٢٨/٨،ج:١٩٩/٧٢.

(٢) کتاب الأخلاق/١٦٣/٢٦،ج:١٧٢/٧١.

(٣) ق:١٤٤/١٩/١٧،ج:١٠١/٧٨.

(٤) سورة البقرة/الأية ١٩٧.

(٥) ق:١٧/١٩/١٤٨،ج:٧٨/١١٦.

أجلک(١) .

مواعظ الحسین بن عليّعليهما‌السلام

باب مواعظ الحسین بن أمیر المؤمنین(صلوات اللّه عليهما)(٢) .

تحف العقول :موعظة منهعليه‌السلام : أوصيکم بتقوی اللّه و أحذّرکم أيامه و أرفع لکم أعلامة فکأن المخوف قد أفل(٣) بمهول وروده و نكير حلوله و بشع مذاقه فاعتلق مهجكم و حال بين العمل و بينكم، فبادروا بصحة الأجسام و مدّة الأعمار كأنّكم نَبعات(٤) .طوارقه فتنقلکم من ظهر الأرض الى بطنها و من علوّها الى سفلها و من أنسها الى وحشتها و من روحها وضوءها الى ظلمتها و من سعتها الى ضیقها حیث لا یزال حمیم و لا یعاد سقيم و لا یجاب صریخ،أعاننا اللّه و أياکم على أهوال ذلک اليوم و نجّانا و أياکم من عقابه و أوجب لنا و لکم الجزیل من ثوابه،عباد اللّه فلو کان ذلک قصر مرماکم و مدی مضعنکم کان حسب العامل شغلا یستفرغ عليه أحزانه و یذهله عن دنیاه و یکثر نصبه لطلب الخلاص منه،فکیف و هو بعد ذلک مرتهن باکتسابه مستوقف على حسابه،لا وزیر له یمنعه و لا ظهير عنه یدفعه و یومئذ لا ینفع نفسا أيمانها لم تکن آمنت من قبل أو کسبت في أيمانها خیرا قل انتظروا انّا منتظرون،أوصيکم بتقوی اللّه فانّ اللّه قد ضمن لمن اتّقاه أن یحوّله عمّا یکره الى ما یحبّ و یرزقه من حیث لا یحتسب،فأياک أن تکون ممّن یخاف علي العباد من ذنوبةم و یأمن العقوبة من ذنبه فانّ اللّه تبارک و تعالى لا یخدع عن جنّته و لا ینال

____________________

(١) ق:١٣٢/٢٢/١٠،ج:١٣٨/٤٤.

(٢) ق:١٤٨/٢٠/١٧،ج:١١٦/٧٨.

(٣) أفل کفرح:نشط،و أفلت المرضع أي ذهب لبنها،و تأفّل:تکبّر.(القاموس).

(٤) النَبْعَة: واحدة شجر النبع، و تستعمل للقوس و يقال: هو من نبعةٍ كريمة أي من أصل كريم.(المنجد). و طوارقه أي حوادثه و الضمير يرجع الى المخوف.(منه مدّ ظلّه).

ما عنده الاّ بطاعته إن شاء اللّه(١) .

أقول : نقل السیّد الأجلّ السیّد علي خان الشیرازي من کتاب(خلق الإنسان) للفاضل النیسابوري انّه قال: کان الحسین بن عليّ سیّد الشهداءعليهما‌السلام کثیرا ما ینشد هذه الأبيات و تزعم الرواة انّها ممّا أملته نفسه الطاهرة على لسان مکارمه الوافرة:

أقول :یأتي في مواعظ الصادقعليه‌السلام ما یناسب هذا.

مواعظ عليّ بن الحسینعليهما‌السلام

باب وصأيا عليّ بن الحسینعليهما‌السلام و مواعظه و حکمه(٢) .

موعظة عليّ بن الحسینعليهما‌السلام ابنة محمّداعليه‌السلام في مرضه الذي توفي فيه: یا بني انّ العقل رائد الروح و العلم رائد العقل، الى أن قال: و اعلم انّ الساعات تذهب عمرک و انّک لا تنال نعمة الاّ بفراق أخری فأياک و الأمل الطویل،فکم من مؤمّل أملا لا یبلغة و جامع مالا لا یأکلة،و مانع ما سوف یترکه،و لعلّة من باطل جمعة و من حقّ منعه،إصابة حراما و ورثه،احتمل إصره و باء بوزره ذلک هو الخسران المبين(٣) .

أمالي الطوسيّ :عن الثمالي قال: کان عليّ بن الحسینعليهما‌السلام یقول:ابن آدم لا تزال بخیر ما کان لک واعظ من نفسک و ما کانت المحاسبة من همّک و ما کان الخوف لک

____________________

(١) ق:١٤٩/٢٠/١٧،ج:١٢٠/٧٨.

(٢) ق:١٥١/٢١/١٧،ج:١٢٨/٧٨.

(٣) ق:٦٥/١٥/١١،ج:٢٣٠/٤٦.

شعارا و الحزن لک دثارا،ابن آدم انّک میّت و مبعوث و موقوف بين یدي اللّه(عزّ و جلّ)و مسؤول فأعدّ جوابا(١) .

موعظتهعليه‌السلام الزهري تقدّم في(زهر).

أمالي الطوسيّ :عن سعيد بن المسیّب قال: کان عليّ بن الحسینعليهما‌السلام یعظ الناس و یزهّدهم في الدنیا و یرغبهم في أعمال الآخرة بهذا الکلام في کلّ جمعة في مسجد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و حفظ عنه و کتب،و کان یقول:أيها الناس اتّقوا اللّه و اعلموا انّکم اليه ترجعون فتجد کلّ نفس ما عملت في هذه الدنیا من خیر محضرا و ما عملت من سوء تودّ لو انّ بينها و بينه أمدا بعیدا و یحذّرکم اللّه نفسه،ویحک ابن آدم الغافل و ليس بمغفول عنه،ابن آدم انّ أجلک أسرع شيء اليك قد أقبل نحوک حثیثا یطلبک و یوشک أن یدرکک،و کأنّ قد أوفيت أجلک و قبض الملک روحک و صرت الى منزل وحيدا فردّ اليك فيه روحک و اقتحم عليک فيه ملکاک منکر و نکیر لمساءلتک و شدید امتحانک،ألا و انّ أول ما یسألانک عن ربّک الذي کنت تعبده،و عن نبيّک الذي أرسل اليك،و عن دینک الذي کنت تدین به،و عن کتابک الذي کنت تتلوه،و عن إمامک الذي کنت تتولاة،ثمّ عن عمرک فيما أفنیته،و مالک من أين اکتسبته و فيما أتلفته،فخذ حذرک و انظر لنفسک و أعدّ للجواب قبل الإمتحان و المسألة و الإختبار...الخ(٢) .

مواعظ أبي جعفر الباقرعليه‌السلام

باب وصأيا أبي جعفرعليه‌السلام و مواعظه و حکمه(٣) .

____________________

(١) ق:کتاب الأخلاق/٤٠/٨،ج:٦٤/٧٠.

(٢) ق:١٥٥/٢١/١٧،ج:١٤٣/٧٨. ق:١٥٤/٣١/٣،ج:٢٢٣/٦.

(٣) ق:١٦١/٢٢/١٧،ج:١٦٢/٧٨.

تحف العقول :روي: انّه حضرة ذات یوم جماعة من الشیعة فوعظهم و حذّرهم و هم ساهون لاهون فأغاظه ذلک فأطرق مليا ثمّ رفع رأسه اليهم فقال:انّ کلامی لو وقع طرف منه في قلب أحدکم لصار میّتا،ألا یا أشباحا بلا أرواح و ذبالا(١) .بلا مصباح، خُشُبٌ مُسنّدة و أصنام مَريدة، ألا تأخذون الذهب من الحجر؟ ألا تقتبسون الضياء من النور الأزهر؟ ألا تأخدون اللؤلؤ من البحر؟ خذوا الكلمة الطيّبة ممّن قالها و إن لم يعمل بها فانّ الله تعالى يقول:( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) (٢) الى أن قالعليه‌السلام : کأنّک قد نسیت ليالى أوجاعک و خوفک، دعوته فاستجاب لک فاستوجب بجمیل صنیعه الشکر فنسیته فيمن ذکر و خالفته فيما أمر،ویلک إنّما أنت لصّ من لصوص الذنوب کلّما عرضت لک شهوة أو ارتکاب ذنب سارعت اليه و أقدمت بجهلک عليه فارتکبته،کأنّک لست بعین اللّه، أو کأنّ اللّه ليس لک بالمرصاد،یا طالب الجنة ما أطول نومک و أکلّ مطیّتک و أوهي همّتک،فللّه أنت من طالب و مطلوب،و یا هاربا من النار ما أحثّ مطیّتک اليها و ما أکسبک لما یوقعک فيها،انظروا الى هذه القبور سطورا بأفناء الدور ...الى قوله: یابن الأيام الثلاث،یومک الذي ولدت فيه و یومک الذي تنزل فيه قبرک و یومک الذي تخرج فيه الى ربّک،فياله من یوم عظیم،یا ذوي الهيئة المعجبه و الهيم(٣) المُعْطَنة مالي أرى أجسامكم عامرة و قلوبكم دامرة، أما و الله لو عاينتم ما أنتم ملاقوه و ما أنتم اليه صائرون لقلتُم:( يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَ لا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَ نَكُونَ مِنَ المُؤْمِنينَ ) (٤) ، و قال جلّ من قائل:( بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهَوا عَنْهُ وَ إنَّهُمْ لَكاذِبُونَ ) (٥) .(٦)

____________________

(١) ذبالة بالضم،جمع ذبالة:الفتیلة.(المنجد).

(٢) سورة الزمر/الأية ١٨.

(٣) الهِيم بالكسر: الإبل العطاش، و أعطنها: حبسها عند الماء فبركت بعد المورد.(القاموس).

(٤) سورة الأنعام/الآية ٢٧.

(٥) سورة الأنعام/الآية ٢٨.

(٦) ق:١٧/٢٢/١٦٣،ج:٧٨/١٧٠.

و قالعليه‌السلام : من لم یجعل اللّه له من نفسه واعظا فانّ مواعظ الناس لن تغني عنه شیئا(١) .

موعظة الباقرعليه‌السلام عمر بن عبد العزیز بقوله: یا عمر إنّما الدنیا سوق من الأسواق منها خرج قوم بما ینفعهم و منها خرجوا بما یضرّهم... الى أن قال: و اتّق اللّه یا عمر و افتح الأبواب و سهّل الحجاب و انصر المظلوم و ردّ المظالم،ثمّ قال: ثلاث من کنّ فيه استکمل الأيمان باللّه،فجثا عمر على رکبتیه و قال:اللّه یا أهل بيت النبوّة،فقال:نعم یا عمر من إذا رضي لم یدخله رضاه في الباطل و إذا غضب لم یخرجه غضبه من الحقّ و من إذا قدر لم یتناول ما ليس له،فدعا عمر بدواة و قرطاس و کتب: بسم اللّه الرحمن الرحیم هذا ما ردّ عمر بن عبد العزیز ظلامه محمّد بن عليّعليهما‌السلام فدک(٢) .

مواعظ أبي عبد اللّه الصادقعليه‌السلام

باب مواعظ الصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام و وصأياه و حکمه(٣) .

أمالي الصدوق :روي انّه جاء الى الصادقعليه‌السلام رجل فقال له:بأبي أنت و أمّي یابن رسول اللّه علّمني موعظة،فقال له:إن کان اللّه تبارک و تعالى قد تکفّل بالرزق فاهتمامک لماذا؟و إن کان الرزق مقسوما فالحرص لماذا؟و ان کان الحساب حقّا فالجمع لماذا؟و إن کان الثواب عن اللّه حقّا فالکسل لماذا؟و إن کان الخلف من اللّه(عزّ و جلّ)حقّا فالبخل لماذا؟و ان کان العقوبة من اللّه(عزّ و جلّ)النار فالمعصیة لماذا؟و ان کان الموت حقّا فالفرح لماذا؟و ان کان العرض على اللّه حقّا فالمکر لماذا؟و ان کان الشیطان عدوّا فالغفلة لماذا؟و ان کان الممرّ على الصراط

____________________

(١) ق:١٦٤/٢٢/١٧،ج:١٧٣/٧٨.

(٢) ق:٩٤/١٩/١١،ج:٣٢٦/٤٦.

(٣) ق:١٦٨/٢٣/١٧،ج:١٩٠/٧٨.

حقّا فالعجب لماذا؟و إن کان کلّ شيء بقضاء و قدر فالحزن لماذا؟و ان کانت الدنیا فانیه فالطمانينة اليها لماذا؟(١)

أمالي الصدوق :و في الحدیث عن المنصور: انّه قال للصادقعليه‌السلام :حدّثني عن نفسک بحدیث أتّعظ به و یکون لي زاجر صدق عن الموبقات،فقال الصادقعليه‌السلام : عليک بالحلم فانّه رکن العلم،و املک نفسک عند أسباب القدرة فانّک إن تفعل ما تقدر عليه کن شفي غیظا أو تداوي حقدا أو یحبّ أن یذکر بالصولة،و اعلم بانّک إن عاقبت مستحقّا لم تکن غأية ما توصف به الاّ العدل و الحال التي توجب الشکر أفضل من الحال التي توجب الصبر،فقال المنصور:وعظت فأحسنت و قلت فأوجزت.

مواعظ موسی بن جعفرعليهما‌السلام

باب مواعظ موسی بن جعفرعليهما‌السلام و حکمه(٢) .

أمالي الصدوق :روي انّه کتب هارون الرشید الى أبي الحسن موسی بن جعفرعليهما‌السلام : عظني و أوجز،فکتب اليه:ما من شيء تراه عینک الاّ و فيه موعظة(٣) .

باب مواعظ الرضاعليه‌السلام (٤) .

من کتاب(الدرّ)قالعليه‌السلام : اتّقوا اللّه أيها الناس في نعم اللّه عليکم فلا تنفروها عنکم بمعاصيه بل استدیموها بطاعته و شکره على نعمة و أيادیة،و اعلموا انّکم لا تشکرون اللّه بشيء بعد الأيمان باللّه و رسوله و بعد الإعتراف بحقوق أولياء اللّه من آل محمّدعليهم‌السلام أحبّ اليكم من معاونتکم لإخوانکم المؤمنین على دنیاهم التي

____________________

(١) ق:١٦٨/٢٣/١٧،ج:١٩٠/٧٨.

(٢) ق:١٩٧/٢٥/١٧،ج:٢٩٦/٧٨.

(٣) ق:٢٠٢/٢٥/١٧،ج:٣١٩/٧٨.

(٤) ق:٢٠٦/٢٦/١٧،ج:٣٣٤/٧٨.

هي معبر لهم الى جنّات ربّهم فانّ من فعل ذلک کان من خاصّة اللّه،من حاسب نفسه ربح و من غفل عنها خسر و من خاف أمن...الخ(١) .

تحف العقول :و روي عنه قال: إذا أراد اللّه أمرا سلب العباد عقولهم،فإذا نفذ إمرة و تمّت إرادته ردّ الى کلّ ذي عقل عقله فيقول:کیف ذا و من أين ذا(٢) .

مواعظ أبي جعفر الجوادعليه‌السلام

باب مواعظ أبي جعفر محمّد بن عليّ الجوادعليهما‌السلام (٣) .

الدرّة الباهرة :قال أبو جعفر الجوادعليه‌السلام : کیف یضیع من اللّه کافله و کیف ینجو من اللّه طالبه،و من انقطع الى غیر اللّه و کله اللّه اليه و من عمل على غیر علم ما یفسد أکثر ممّا یصلح،القصد الى اللّه بالقلوب أبلغ من إتعاب الجوارح بالأعمال،من أطاع هواه أعطي عدوّه مناه،من هجر المداراة قاربه المکروه،و من لم یعرف الموارد أعیته المصادر،و من انقاد الى الطمانينة قبل الخبره فقد عرض نفسه للهلکة و العاقبة المتعبة.

اعلام الدین :مثله بأدنی تفاوت،و قالعليه‌السلام : الثقة باللّه تعالى ثمن لکلّ غال و سلّم الى کلّ عال. و قالعليه‌السلام : إذا نزل القضاء ضاق الفضاء، و قالعليه‌السلام : لا تعادي أحدا حتّی تعرف الذي بينه و بين اللّه تعالى فإن کان محسنا فانّه لا یسلمة اليك و إن کان سیئا فانّ علمک به یکفيکه فلا تعاده. و قالعليه‌السلام : لا تکن وليا للّه تعالى في العلانیة و عدوّا له في السرّ.و قال:التحفّظ على قدر الخوف(٤) .

____________________

(١) ق:٢١١/٢٦/١٧،ج:٣٥٥/٧٨.

(٢) ق:٢٠٦/٢٦/١٧،ج:٣٣٥/٧٨.

(٣) ق:٢١٢/٢٧/١٧،ج:٣٥٨/٧٨.

(٤) ق:٢١٤/٢٧/١٧،ج:٣٦٥/٧٨.