شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

سفینة البحار الجزء 8

الثالثة: التأيید و النصر،قال اللّه تعالى:( إِنَّ اللّٰهَ مَعَ الذينَ اتَّقَوْا ) (١) .

الرابعة: النجاة من الشدائد و الرزق الحلال،قال تعالى:( وَ مَنْ یَتَّقِ اللّٰهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لاٰ یَحْتَسِبُ ) (٢) .

الخامسة: صلاح العمل،قال اللّه تعالى:( یٰا أيها الذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّٰهَ وَ قُولُوا قَوْلاً سَدِیداً* یُصْلِحْ لَکُمْ أَعْمٰالَکُمْ ) (٣) .

السادسة: غفران الذنوب،قال اللّه تعالى بعد قوله:( یُصْلِحْ لَکُمْ أَعْمٰالَکُمْ ) :

( وَ یَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ) (٤) .

السابعة: محبّة اللّه تعالى،قال تعالى:( إِنَّ اللّٰهَ یُحِبُّ الْمُتَّقِینَ ) (٥) .

الثامنة: قبول الأعمال،قال تعالى:( إِنَّمٰا یَتَقَبَّلُ اللّٰهُ مِنَ الْمُتَّقِینَ ) (٦) .

التاسعة: الإکرام و الإعزاز،قال اللّه تعالى:( إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللّٰهِ أَتْقٰاکُمْ ) (٧) .

العاشرة: البشارة عند الموت،قال تعالى:( الذينَ آمَنُوا وَ کٰانُوا یَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْریٰ في الْحَیٰاهِ الدُّنْیٰا وَ في الْآخرة ) (٨) .

الحادية عشر: النجاة من النار،قال تعالى:( ثُمَّ نُنَجِّی الذينَ اتَّقَوْا ) (٩) .

الثانية عشر: الخلود في الجنة،قال تعالى:( أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِینَ ) (١٠) .

فقد ظهر لک انّ سعادة الدارین منطویة فيها و مندرجة تحتها و هي کنز عظیم و غنم جسیم و خیر کثیر و فوز کبير،انتهى.

____________________

(١) سورة النحل/الأية ١٢٨.

(٢) سورة الطلاق/الأية ٢ و ٣.

(٣) سورة الأحزاب/الأية ٧٠ و ٧١.

(٤) سورة الأحزاب/الأية ٧١.

(٥) سورة التوبة/الأية ٧.

(٦) سورة المائدة/الأية ٢٧.

(٧) سورة الحجرات/الأية ١٣.

(٨) سورة یونس/الأية ٦٣ و ٦٤.

(٩) سورة مریم/الأية ٧٢.

(١٠) سورة آل عمران/الأية ١٣٣.

و في (مجمع البحرین) :التقوی فعلي کنجوی و الأصل فيه و قوی من وقیته منعته قلبت الواو تاء و کذلک تقاه و الأصل وقاه،قال تعالى:( إِلاّٰ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقٰاهً ) (١) ، و قال: و التقیّ اسم لمحمّد بن علي الجوادعليهما‌السلام لأنّه اتّقی اللّه فوقاه شرّ المأمون لمّا دخل عليه بالليل و هو سکران فضربة بسیفه حتّی ظنّ أنّه قتله فوقاه اللّه شرّه،انتهى.

التقیّة و المداراة

باب التقیّة و المداراة(٢) .

( إِلاّٰ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقٰاهً )

( وَ قٰالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ یَکْتُمُ أيمٰانَهُ) (٣) .

روي: انّ التقیّة ترس المؤمن و لا أيمان لمن لا تقیّة له،و انّ تسعة أعشار الدین في التقیّة،و لا دین لمن لا تقیّة له،و التقیّة في کلّ شيء الاّ في شرب النبيّذ و المسح علي الخفين،و عليک بالتقیّة فانّها سنة إبراهيم الخليلعليه‌السلام .

المحاسن :قال أبو جعفرعليه‌السلام : إنّما جعلت التقیّة ليحقن بها الدماء فإذا بلغ الدم فلا تقیّة.

أمالي الطوسيّ :قال الصادقعليه‌السلام : عليکم بالتقیّة فانّه ليس منّا من لم یجعله شعاره و دثاره مع من یأمنه ليکون سجیته مع من یحذره.

المحاسن :عن ابن مسکان قال: قال لي أبو عبد اللّهعليه‌السلام :انّي لأحسبک إذا شتم عليعليه‌السلام بين یديک لو تستطیع أن تأکل أنف شاتمه لفعلت؟فقلت:أي و اللّه جعلت فداک انّي لهکذا و أهل بيتي،فقال لي:فلا تفعل فو اللّه لربّما سمعت من

____________________

(١) سورة آل عمران/الأية ٢٨.

(٢) ق:کتاب العشرة/٢٢٤/٨٧،ج:٣٩٣/٧٥.

(٣) سورة غافر/الأية ٢٨.

یشتم عليا و ما بيني و بينه الاّ إسطوانة فأستتر بها فإذا فرغت من صلوأتي فأمرّ به فأسلّم عليه و أصافحه(١) .

مصباح الشریعة : و انتهز مغنم عباد اللّه الصالحین و لا تنافس الاشکال و لا تنازع الأضداد و من قال لک(أنا)فقل(أنت)و لا تدع في شيء و إن أحاط به علمک و تحقّقت به معرفتک و لا تکشف به سرّک الاّ على أشرف منک في الدین و انّي تجد المشرف،فإذا فعلت ذلک أصبت السلامة و بقیت مع اللّه بلا علاقة.

تفسیر الإمام العسکريّ : تقیّة بعض أصحاب الصادقعليه‌السلام و توریته بحیث مدحة الصادقعليه‌السلام و قال:انّ الموالي لأوليائنا المعادي لأعدائنا إذا ابتلاه اللّه بمن یمتحنه من مخالفيه وفّقه لجواب یسلم معه دینه و عرضه و یعظّم اللّه بالتقیّة ثوابه(٢) .أقول :و تقدّم في(حزبل)و(سبب)ما یناسب ذلک.

التقیّة و الروأيات الواردة في مدحها و الأمر باستعمالها

الهدأية: التقیّة فریضة واجبة علينا في دولة الظالمین فمن ترکها فقد خالف دین الإمامية و فارقه. و قال الصادقعليه‌السلام : لو قلت انّ تارک التقیّة کتارک الصلاة لکنت صادقا،و التقیّة في کلّ شيء حتّی یبلغ الدم فإذا بلغ الدم فلا تقیّة. ثم ساق روأيات عنهعليه‌السلام في ذلک الى أن قال:و قال: من صلي معهم في الصفّ الأول فکأنّما صلي مع رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الصفّ الأول.

و قال: الریاء مع المنافق في داره عبادة و مع المؤمن شرک،و التقیّة واجبة لا یجوز ترکها الى أن یخرج القائمعليه‌السلام فمن ترکها فقد دخل في نهي اللّه(عزّ و جلّ)و نهي رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و الأئمةعليهم‌السلام (٣) .

____________________

(١) ق:کتاب العشرة/٢٢٥/٨٧،ج:٣٩٩/٧٥.

(٢) ق:کتاب العشرة/٢٢٦/٨٧،ج:٤٠٢/٧٥.

(٣) ق:کتاب العشرة/٢٣١/٨٧،ج:٤٢١/٧٥.

الکافي :عن محمّد بن مروان قال: قال لي أبو عبد اللّهعليه‌السلام :ما منع میثمرحمه‌الله من التقیّة فو اللّه لقد علم انّ هذه الأية نزلت في عمّار و أصحابة( إِلاّٰ مَنْ أُکْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأيمٰانِ ) (١).(٢)

الکافي :عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام قال: کلّما تقارب هذا الأمر(٣) کان أشدّ للتقیّة.

الکافي :عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: التقیّة في کلّ شيء یضطرّ اليه ابن آدم فقد أحلّة اللّه له(٤) .

توصیة الصادقعليه‌السلام أصحابة بالتقیّة في رسالته المعروفة اليهم(٥) .

فقه الرضا : عليکم بالتقیّة فانّه روي:من لا تقیّة له لا دین له، و روي: تارک التقیّة کافر، و روي: اتّق حیث لا یتّقی،التقیّة دین منذ أول الدهر الى آخره. و روي: انّ أبا عبد اللّهعليه‌السلام کان یمضي یوما في أسواق المدینة و خلفه أبو الحسن موسیعليه‌السلام فجذب رجل ثوب أبي الحسنعليه‌السلام ثمّ قال له:من الشیخ؟فقال:لا أعرفة(٦) .

في: انّ التقیّة کانت شدیدة في زمن الصادقينعليهما‌السلام بحیث کان الأصحاب یکتمون کتبهم.

روي الکلينيرحمه‌الله عن محمّد بن الحسن بن أبي خالد شنبوله قال: قلت لأبي جعفر الثانيعليه‌السلام :جعلت فداک انّ مشأيخنا رووا عن أبي جعفر و أبي عبد اللّهعليهما‌السلام و کانت التقیّة شدیدة فکتموا کتبهم فلم ترو عنهم فلمّا ماتوا صارت الکتب الينا فقال:حدّثوا بها فانّها حقّ(٧) .

____________________

(١) سورة النحل/الأية ١٠٦.

(٢) ق:کتاب العشرة/٢٣٤/٨٧،ج:٤٣٢/٧٥.

(٣) أي خروج القائمعليه‌السلام .

(٤) ق:کتاب العشرة/٢٣٥/٨٧،ج:٤٣٥/٧٥.

(٥) ق:١٧٥/٢٣/١٧،ج:٢١٠/٧٨.

(٦) ق:٢٠٩/٢٦/١٧،ج:٣٤٧/٧٨.

تفسیر العیّاشي: عن المفضّل قال: سألت الصادقعليه‌السلام عن قوله تعالى:( أَجْعَلْ بينَکُمْ وَ بينَهُمْ رَدْماً ) (١) .قال: التقّية:( فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَ مَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً ) (٢) قال: ما استطاعوا له نقباً اذا عمل بالتقيّة لم يقدروا في ذلك على حيلة و هو الحصن الحصين و صار بينك و بين أعداءالله سدّاً لا يستطيعن له نقباً، قال: و سألتُه عن قوله تعالى:( فَإذا جاءَ وَعْدُ رَبَّي جَعَلَهُ دَكّاءَ ) (٣) قال: رفع التقيّة عند قيام القائمعليه‌السلام فينتقم من أعداء الله(٤) .

معاني الأخبار :عن سفيان بن سعيد قال:سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : و کان و اللّه صادقا کما سمّي یقول:یا سفيان عليک بالتقیّة فانّها سنة إبراهيم الخليلعليه‌السلام ،و انّ اللّه(عزّ و جلّ)قال لموسی و هارونعليهما‌السلام :( اذْهَبٰا الىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغیٰ* فَقُولاٰ لَهُ قَوْلاً ليناً لَعلّة یَتَذَکَّرُ أَوْ یَخشيٰ ) (٥) یقول اللّه(عزّ و جلّ):

کنّیاه و قولا له یا أبا مصعب،و انّ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم کان إذا أراد سفرا ورّي بغيره و قال:أمرني ربي بمداراة الناس کما أمرني بأداء الفرائض،و لقد أدّبه اللّه(عزّ و جلّ) بالتقیّة فقال:( ادْفَعْ بالتي هي أَحْسَنُ ) (٦) .الآية، يا سفيان من استعمل التقيّة في دين الله فقد تسنّم الذروة العليا من العزّ، انّ عزّ المؤمن في حفظ لسانه و مَن لم يملك لسانَه ندم(٧) .

____________________

(١) سورة الکهف/الأية ٩٥.

(٢) سورة الکهف/الأية ٩٧.

(٣) سورة الکهف/الأية ٩٨.

(٤) ق:٥/٢٧/١٦٨،ج:١٢/٢٠٧.

(٥) سورة طه/الآية٤٣و٤٤.

(٦) سورة فصلت/الآية٣٤.

(٧) ق:٥/٣٤/٢٥٣،ج:١٣/١٣٥.

تقیّة أصحاب الکهف

الکافي :قال أبو عبد اللّهعليه‌السلام : ما بلغت تقیّة أحد تقیّة أصحاب الکهف إن کانوا ليشهدون الأعیاد و یشدّون الزنانیر فأعطاهم اللّه(عزّ و جلّ)أجرهم مرّتین(١) .

خبر مولى لثقیف: کان بمکّة ینال من الرجلين فأوصاه عليّ بن الحسینعليهما‌السلام بتقوی اللّه فقال:ناشدتک اللّه و ربّ هذا البيت هل صليا على فاطمةعليها‌السلام ؟فقال: اللّهم لا(٢) .

کلام السیّد في(الشافي) في عدم جواز التقیّة على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دون الإمامعليه‌السلام (٣) .

استدلال المجلسي بما یدلّ على جواز التقیّة(٤) .

عرّف الشهيدرحمه‌الله في قواعده التقیّة بأنّها مجاملة الناس بما یعرفون و ترک ما ینکرون حذرا من غوائلهم،قال:و أشار اليه أمیر المؤمنینعليه‌السلام الى أن قال: و قسمها بانقسام الأحکام الخمسة و عدّ من الحرام التقیّة في قتل الغیر،و قال:التقیّة تبيح کلّ شيء حتّی إظهار کلمة الکفر و لو ترکها حینئذ أثم الاّ في هذا المقام و مقام التبرّي من أهل البيت فانّه لا یأثم بترکها بل صبره إمّا مباح أو مستحبّ و خصوصا إذا کان ممّن یقتدی به،انتهى

و حکى الشیخ الطبرسي في(مجمع البيان)عن المفيدرحمه‌الله انّه قال:التقیّة قد تجب أحیانا و تکون فرضا و تجوز أحیانا من غیر وجوب و یکون في وقت أفضل من ترکها و قد یکون ترکها أفضل و إن کان فاعلها معذورا و معفوّا عنه متفضّلا عليه

____________________

(١) ق:٤٣٤/٧٦/٥،ج:٤٢٨/١٤.

(٢) ق:٩٩/١١/٨،ج:-.

(٣) ق:١٤٢/١٢/٨،ج:-.

(٤) ق:١٤٣/١٢/٨،ج:-.

بترک اللوم عليها(١) .

ما حکي من تقیّة الأئمةعليهم‌السلام

بلغ من تقیّة أمیر المؤمنینعليه‌السلام ما رواه أبو الصلاح في(التقریب): انّه قام رجل الى أمیر المؤمنینعليه‌السلام فسأله عن قول اللّه تعالى:( یٰا أيها الذينَ آمَنُوا لاٰ تُقَدِّمُوا بينَ یدي اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ ) (٢) فيمن نزلت؟فقال:ما ترید أترید أن تعزّي بي الناس؟قال: لا یا أمیر المؤمنین و لکن أحبّ أن أعلم،قال:اجلس،فجلس فقال:أکتب عامرا أکتب معمرا أکتب عمرا أکتب عمارا أکتب معتمرا في أحد الخمسة نزلت(٣) .

في تقیّة جعفر بن محمّدعليهما‌السلام بحیث: أفطر الصوم خوفا من أبي العباس و قال: إن صمت صمنا و إن أفطرت أفطرنا،فقیل له:تفطر یوما من شهر رمضان؟فقال: أي و اللّه أفطر یوما من شهر رمضان أحبّ الى من أن یضرب عنقي(٤) .

في انّ في أوائل إمامة موسی بن جعفرعليهما‌السلام کانت التقیّة شدیدة جدّا لأنّه کان لأبي جعفر المنصور بالمدینة جواسیس ینظرون على من اتّفق شیعة جعفرعليه‌السلام فيضربون عنقه(٥) .

الخرأيج :روي عن عليّ بن سوید قال: خرج اليه عن أبي الحسن موسیعليه‌السلام : سألتني عن أمور کنت منها في تقیّة و من کتمانها في سعة فلمّا انقضی سلطان الجبابرة و دنا سلطان ذي السلطان العظیم بفراق الدنیا المذمومة الى أهلها العتاة على خالقهم رأيت أن أفسّر لک ما سألتني عنه...الخ، و منه یظهر انّه(سلام اللّه

____________________

(١) ق:١٤٤/١٢/٨،ج:-.

(٢) سورة الحجرات/الأية ١.

(٣) ق:٢٤٨/٢٠/٨،ج:-.

(٤) ق:١٦٧/٢٨/١١،ج:٢١٠/٤٧.

(٥) ق:١٨٣/٣٠/١١،ج:٢٦٢/٤٧.

عليه)کان في التقیّة الى أواخر أيامه(١) .

حدیث خلف بن حمّاد یظهر منه انّهعليه‌السلام کان في شدّة من التقیّة(٢) .

و کذا یظهر ذلک من کتابة الى الخیزران أمّ موسی الهادي یعزّيها بموسی ابنها و یهنّیها بهارون، و قد تقدّم في(عزی) و في آخرة قال المجلسي: انظر الى شدّة التقیّة في زمانهعليه‌السلام حتّی أحوجته الى أن یکتب مثل هذا الکتاب لموت کافر لا یؤمن بيوم الحساب،فهذا یفتح لک من التقیّة کلّ باب(٣) .

عن أبي الحسن عليّ الهاديعليه‌السلام في حدیث قال لداود الضریر: یا داود لو قلت لک انّ تارک التقیّة کتارک الصلاة لکنت صادقا(٤) .

تفسیر الإمام العسکريّ : نظر الباقرعليه‌السلام الى بعض شیعته و قد دخل خلف بعض المنافقين الى الصلاة و أحسّ الشیعي بأنّ الباقرعليه‌السلام قد عرف ذلک منه فقصده و قال:أعتذر اليك یابن رسول اللّه من صلأتي خلف فلان فانّي أتّقیه و لو لا ذلک لصليت وحدی،فقال له الباقرعليه‌السلام :یا أخي إنّما کنت تحتاج أن تعتذر لو ترکت، یا عبد اللّه المؤمن ما زالت ملائکة السموات السبع و الأرضين السبع تصلى عليک و تلعن إمامک ذاک و إن اللّه تعالى أمر أن تحسب لک صلاتک خلفه للتقیّة بسبعمائة صلاة لو صليتها وحدک،فعليک التقیّة و اعلم انّ اللّه تعالى یمقت تارکها کما یمقت المتّقی منه فلا ترض لنفسک أن تکون منزلتک عنده کمنزلة أعدائه(٥) .

تقیّة الشیخ أبي القاسم الحسین بن روحرضي‌الله‌عنه

کان أبو القاسم الحسین بن روحرضي‌الله‌عنه من أعقل الناس عند المخالف و الموافق

____________________

(١) ق:٢٥٠/٣٨/١١،ج:٦٦/٤٨.

(٢) ق:٢٦٥/٣٩/١١،ج:١١٢/٤٨.

(٣) ق:٢٧٣/٤٠/١١،ج:١٣٤/٤٨.

(٤) ق:١٤١/٣١/١٢،ج:١٨١/٥٠.

(٥) ق:٣٣١/١٠٥/٧،ج:٢٣٥/٢٦.

و یستعمل التقیّة،و کانت العأمّة تعظّمه و قد تناظر اثنان فزعم واحد انّ أبا بکر أفضل الناس بعد رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثمّ عمر ثمّ على و قال الآخر:بل عليّعليه‌السلام أفضل من عمر،فدار الکلام بينهما فقال أبو القاسمرضي‌الله‌عنه :الذي اجتمعت عليه الصحابة هو تقدیم الصدّیق ثمّ بعده الفاروق ثمّ بعده عثمان ذو النورین ثمّ عليّ الوصيّ، و أصحاب الحدیث على ذلک و هو الصحیح عندنا،فبقی من حضر المجلس متعجّبا من هذا القول و کانت العأمّة الحضور یرفعونه على رؤوسهم و کثر الدعاء له و الطعن على من یرمیة بالرفض؛و بلغ الشیخ أبا القاسمرحمه‌الله انّ بوّابا کان له على الباب الأوّل قد لعن معاویة و شتمه فأمر بطرده و صرفه عن خدمته فبقی مدّة طویلة یسأل في إمرة فلا و اللّه ما ردّه الى خدمته کلّ ذلک للتقیّة(١) .

کمال الدین :قال الرضاعليه‌السلام : لا دین لمن لا ورع له و لا أيمان لمن لا تقیّة له،إنّ أکرمکم عند اللّه(عزّ و جلّ)أعملکم بالتقیّة قبل خروج قائمناعليه‌السلام ،فمن ترکها قبل خروج قائمنا فليس منّا(٢) .

ألا و انّ أعظم فرائض اللّه عليکم بعد فرض موالاتنا و معاداة أعدائنا استعمال التقیّة على أنفسکم و إخوانکم و معارفکم و قضاء حقوق إخوانکم في اللّه و انّ اللّه یغفر کلّ ذنب بعد ذلک و لا یستقصي فأمّا هذان فقلّ من ینجو منهما الاّ بعد مسّ عذاب شدید(٣) .أقول : قد تقدّم ما یناسب ذلک في(سخا)و(وری).

باب سوء المحضر و من یکرمه الناس اتّقاء شرّه(٤) .

أقول : قد تقدّم ما یتعلق بذلک في(شرر) و تقدّم في(مهر)انّ مهر السنة کان اثنتي عشرة اوقیّة و نشّا.

____________________

(١) ق:٩٧/٢٢/١٣،ج:٣٥٦/٥١.

(٢) ق:١٨٣/٣٣/١٣،ج:٣٢١/٥٢.

(٣) ق:کتاب العشرة/٦٣/١٥،ج:٢٢٩/٧٤.

(٤) ق:کتاب العشرة/١٩٤/٧١،ج:٢٧٩/٧٥.

باب الواو بعده الکاف

وکا:

نهج البلاغة :قال أمیر المؤمنینعليه‌السلام : العین وکاء السّه(١) .

قوله تعالى في یوسف:( وَ أَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّکَأً ) (٢) أي وسائد یتّکین عليها، و قیل أراد به الطعام لأنّ من دعی الى طعام یعدّ له المتّکأ الى غیر ذلک،و في(تفسیر القمّيّ):أي أترجه،و روي ابن عبّاس و غیره متّکأ خفيفة ساکنه التاء،و قالوا المتک الأترج.

قال المجلسي:أقول : لعلّ عليّ بن إبراهيم هکذا رواه فلذا فسّره بذلک أو فسّره بمطلق الطعام و لمّا کان الواقع ذلک فسّره به،انتهى(٣) .

أقول : تقدّم في(أکل)کراهة الأکل متّکئا و معنی الإتّکاء فيه.

وکل:

التوکّل على اللّه و مدحه

باب التوکّل و التفویض و ذمّ الاعتماد على غیره تعالى(٤) .

( وَ عَلى اللّٰهِ فَليتَوَکَّلِ الْمُؤْمِنُونَ* وَ مٰا لَنٰا أَلاّٰ نَتَوَکَّلَ عَلى اللّٰهِ وَ قَدْ هَدٰانٰا سُبُلَنٰا وَ لَنَصْبِرَنَّ عَلى مٰا آذيتُمُونٰا وَ عَلى اللّٰهِ فَليتَوَکَّلِ الْمُتَوَکِّلُونَ ) (٥) .

____________________

(١) ق:کتاب الطهارة/٥٤/٢٩،ج:٢٢٦/٨٠.

(٢) سورة یوسف/الأية ٣١.

(٣) ق:١٧٢/٢٨/٥،ج:/١٢هامش ٢٢٦.

(٤) ق:کتاب الأخلاق١٤٧/٢٦/،ج:٩٨/٧١.

(٥) سورة إبراهيم/الأية ١١ و ١٢.

( وَ تَوَکَّلْ عَلى الْعَزِیزِ الرَّحِیمِ ) (١) .

الکافي :عن أبي حمزة الثمالي عن عليّ بن الحسینعليهما‌السلام قال: خرجت حتّی انتهىت الى هذا الحأيط فاتّکأت عليه فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ینظر في تجاه وجهي ثمّ قال:یا عليّ بن الحسین ما لي أراک کئیبا حزینا أ على الدنیا فرزق اللّه حاضر للبرّ و الفاجر؟قلت:ما على هذا أحزن و انّه لکما تقول،قال:فعلي الآخرة فوعد صادق یحکم فيه ملک قاهر أو قال قادر(٢) ؟ قلتُ: ما على هذا أحزن و انّه لكما تقول، فقال: ما(٣) حزنک؟قلت:ممّا یتخوّف من فتنة ابن الزبير و ما فيه الناس،قال:فضحک ثمّ قال:یا عليّ بن الحسین هل رأيت أحدا دعا اللّه فلم یجبه؟ قلت:لا،قال:فهل رأيت أحدا توکّل على اللّه تعالى فلم یکفه؟قلت:لا،قال:فهل رأيت أحدا سأل اللّه تعالى فلم یعطه؟قلت:لا،ثمّ غاب عنّي.

بيان : فيه شرح الخبر و جملة من أحوال ابن الزبير و انّ الظاهر انّ هذا الرجل إمّا کان ملکا تمثّل بشرا بأمر اللّه تعالى أو کان بشرا کخضر أو الياسعليهما‌السلام ،و کونهعليه‌السلام أفضل و أعلم منهم لا ینافي إرسال اللّه تعالى بعضهم اليه لتذکیره و تسکینة کإرسال بعض الملائکة الى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ،و کونهعليه‌السلام عالما بما ألقي اليه لا ینافي التذکیر فانّ أکثر أرباب المصائب عالمون بما یلقي اليهم على سبيل التسلية و التعزیة و مع ذلک ینفعهم لا سیّما إذا علم انّ ذلک من قبل اللّه تعالى(٤) .

أيضا ذکر الخبر بروأية أخری(٥) .

____________________

(١) سورة الشعراء/الأية ٢١٧.

(٢) التردید في کلام الراوي.

(٣) ممّ(خ ل).

(٤) ق:کتاب الأخلاق١٥٢/٢٦/،ج:١٢٢/٧١.

(٥) ق:كتاب الأخلاق/٢٦/١٥٨،ج:٧١/١٤٨. ق:١١/٣/١٣،ج:٤٦/٣٧. ق:١١/٩/٤٢،ج:٤٦/١٤٥.

الکافي :عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام قال: انّ الغنی و العزّ یجولان فإذا ظفرا بموضع التوکّل أوطنا.

الکافي :عنهعليه‌السلام قال: أوحى اللّه تعالى الى داود:ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خلقي عرفت ذلک من نیّته ثمّ تکیده السماوات و الأرض و من فيهنّ الاّ جعلت له المخرج من بينهنّ(١) .

الکافي :عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام قال: أيما عبد أقبل قبل ما یحبّ اللّه(عزّ و جلّ)أقبل اللّه قبل ما یحبّ،و من اعتصم باللّه عصمة اللّه،و من أقبل اللّه قبلة و عصمة لم یبال لو سقطت السماء على الأرض أو کانت نازلة نزلت على أهل الأرض فشملتهم بلية کان في حزب اللّه بالتقوی من کلّ بلية،اليس اللّه تعالى یقول:( إِنَّ الْمُتَّقِینَ في مَقٰامٍ أَمِینٍ ) (٢) ؟

بيان : (قبل ما یحب)أي نحوه،و الإعتصام باللّه الاعتماد و التوکّل عليه.

کلام المحقق الطوسيّ في التوکّل

قال المحقق الطوسيّرحمه‌الله :المراد بالتوکّل أن یکل العبد جمیع ما یصدر عنه و یرد عليه الى اللّه تعالى لعلمه بأنّه أقوي و أقدر و یصنع ما قدر عليه على وجه أحسن و أکمل ثمّ یرضي بما فعل و هو مع ذلک یسعي و یجتهد فيما وکله اليه و یعدّ نفسه و قدرته و عمله و إرادته من الأسباب و الشروط المخصّصه لتعلّق قدرته تعالى و إرادته بما صنعة بالنسبة اليه و من ذلک یظهر معنی(لا جبر و لا تفویض بل أمر بين أمرین)،انتهى.

قال المجلسي: ثم انّ التوکّل ليس معناه ترک السعي في الأمور الضروریّة و عدم الحذر عن الأمور المحذورة بالکلية بل لابدّ من التوسّل بالوسائل و الأسباب على

____________________

(١) ق:کتاب الأخلاق/١٥٣/٢٦،ج:١٢٦/٧١.

(٢) سورة الدخان/الأية ٥١.

ما ورد في الشریعة من غیر حرص و مبالغة فيه و مع ذلک لا یعتمد على سعيه و ما یحصلة من الأسباب بل یعتمد على مسبّب الأسباب(١) .

روي في حدیث انّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لجبرئيل:و ما التوکّل على اللّه(عزّ و جلّ)؟فقال:العلم بأنّ المخلوق لا یضرّ و لا ینفع و لا یعطي و لا یمنع و استعمال الياس من الخلق،فإذا کان العبد کذلک لم یعمل لأحد سوی اللّه و لم یرج و لم یخف سوی اللّه و لم یطمع في أحد سوی اللّه فهذا هو التوکّل...الخ(٢) .

الکافي :عن الحسین بن علوان قال: کنّا في مجلس یطلب فيه العلم و قد نفدت نفقتي في بعض الأسفار فقال لي بعض أصحابنا:من تؤمّل لما قد نزل بک؟فقلت: فلانا،فقال:إذا و اللّه لا تسعف حاجتک و لا تبلغ(٣) أملک و لا تنجح طلبتک،قلت: و ما علمک رحمک اللّه؟قال:انّ أبا عبد اللّهعليه‌السلام حدّثني انّه قرأ في بعض الکتب انّ اللّه تبارک و تعالى یقول:و عزّتي و جلالى و مجدی و ارتفاعی على عرشی لأقطعنّ أمل کلّ مؤمّل من الناس أمّل غیری بالياس،و قد أشیر اليه في(أمل)(٤) .

عیون أخبار الرضا و أمالي الصدوق :عن الحسن بن الجهم قال: سألت الرضاعليه‌السلام فقلت له:جعلت فداک ما حدّ التوکّل؟فقال لي:أن لا تخاف مع اللّه أحدا،قال: قلت:فما حدّ التواضع؟قال:أن تعطي الناس من نفسک ما تحبّ أن یعطوک مثله، قال:قلت:جعلت فداک أشتهي أن أعلم کیف أنا عندک،فقال:انظر کیف أنا عندک

أمالي الصدوق :قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال اللّه تعالى:یابن آدم أطعنی فيما أمرتک

____________________

(١) ق:کتاب الأخلاق/١٥٣/٢٦،ج:١٢٧/٧١.

(٢) ق:کتاب الأخلاق/١٤/١،ج:٣٧٣/٦٩. ق:٩/٢/٢٣،ج:٢٢/١٠٣. ق:٦/٢/١٧،ج:٢٠/٧٧. ق:کتاب الأخلاق/١٥٦/٢٦،ج:١٣٨/٧١.

(٣) یبلغک(خ ل).

(٤) ق:کتاب الأخلاق/١٥٤/٢٦ و ١٦٠،ج:١٣٠/٧١ و ١٥٤.

و لا تعلمني ما یصلحک(١) .

الدرّة الباهرة :قال الجوادعليه‌السلام : کیف یضیع من اللّه کافله و کیف ینجو من اللّه طالبه،و من انقطع الى غیر اللّه و کله اللّه اليه

توکّل إبراهيم الخليلعليه‌السلام

بيان التنزیل لابن شهر آشوب :قال: أمر نمرود بجمع الحطب في سواد الکوفة عند نهر کوثا من قریة قطنانا و أوقد النار فعجزوا عن رمی إبراهيمعليه‌السلام فعمل لهم إبليس(لعنة اللّه)المنجنیق فرمي به فتلقّاه جبرئيل في الهواء فقال:هل لک من حاجة؟فقال:أمّا اليك فلا،حسبي اللّه و نعم الوکیل،فاستقبلة میکائیل فقال:إن أردت أن أخمد النار فانّ خزائن الأمطار و المیاة بيدي،فقال:لا أرید،و أتاه ملک الریح فقال:لو شئت طیّرت النار،فقال:لا أرید،فقال جبرئيل:فاسأل اللّه فقال:

حسبي من سؤالي علمه بحالي

کنز الکراجکي :قال لقمان لابنة: یا بني ثق باللّه(عزّ و جلّ)ثمّ سل في الناس هل من أحد وثق باللّه فلم ینجه،یا بني توکّل على اللّه ثمّ سل في الناس من ذا الذي توکّل على اللّه فلم یکفه،یا بني أحسن الظنّ باللّه ثمّ سل في الناس من ذا الذي أحسن الظنّ باللّه فلم یکن عند حسن ظنّة به(٢) .

إرشاد القلوب :روي عن أمیر المؤمنینعليه‌السلام قال: انّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سأل ربّه سبحانه ليلة المعراج فقال:یا ربّ أي الأعمال أفضل؟فقال اللّه(عزّ و جلّ):ليس شيء عندي أفضل من التوکّل عليَّ و الرضا بما قسمت(٣) .

قال أمیر المؤمنینعليه‌السلام في وصيّته للحسنعليه‌السلام : و الجیء نفسک في الأمور کلّها

____________________

(١) ق:کتاب الأخلاق/١٥٥/٢٦،ج:١٣٥/٧١.

(٢) ق:کتاب الأخلاق/١٦٠/٢٦،ج:١٥٦/٧١.

(٣) ق:٦/٢/١٧،ج:٢١/٧٧.

الى الهک فانّک تلجئها الى کهف حریز و مانع عزیز(١) .

قول السجّادعليه‌السلام : لحمّاد بن حبيب الکوفي الذي ضلّ عن طریق الحجّ عند زبالة:لو صدق توکّلک ما کنت ضالاّ و لکن اتبعنی؛فأوصلةعليه‌السلام بليلة الى مکّة(٢) .

أقول : قد تقدّم في(أثر)الإشارة الى أثر التوکّل و الاعتماد على اللّه تعالى:

أمالي الصدوق :عن أبي عبد اللّه عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: قال اللّه تعالى: أيما عبد أطاعني لم أکلة الى غیره،و أيما عبد عصاني و کلته الى نفسه ثمّ لم أبال في أي واد هلک(٣) .

الکافي :ابن أبي یعفور قال:سمعت أبا عبد اللّهعليه‌السلام یقول: و هو رافع یده الى السماء: ربّ لا تکلني الى نفسي طرفه عین أبدا لا أقلّ من ذلک و لا أکثر،قال:فما کان بأسرع من أن تحدر الدموع من جوانب لحیته ثمّ أقبل علي فقال:یابن أبي یعفور انّ یونس ابن متی و کله اللّه(عزّ و جلّ)الى نفسه أقل من طرفه عین فأحدث ذلک الظنّ...الخ(٤) .

المتوکّل العباسي

خبر المتوکّل العباسي و ما جری منه على قبر الحسینعليه‌السلام (٥) ، و قد تقدّم ما یتعلق بذلک في(قبر).

أمالي الطوسيّ :روي: انّ المنتصر بن المتوکّل سمع أباه یشتم فاطمة(صلوات اللّه عليها)فسأل رجلا من الناس عن ذلک فقال له:قد وجب عليه القتل الاّ انّه من قتل أباه لم یطل له عمر،قال:ما أبالي إذا أطعت اللّه بقتله أن لا یطول لي عمر،فقتله

____________________

(١) ق:٥٨/٨/١٧،ج:٢٠٠/٧٧.

(٢) ق:١٣/٣/١١،ج:٤٠/٤٦.

(٣) ق:کتاب الأخلاق١٦٤/٢٧/،ج:١٧٨/٧١.

(٤) ق:٤٢٤/٧٥/٥،ج:٣٨٧/١٤.

(٥) ق:٢٩٥/٥٠/١٠-٢٩٨،ج:٣٩١/٤٥-٤٠٤.

و عاش بعده سبعة أشهر(١) .

باب فيه یذکر ما جری بين عليّ الهاديعليه‌السلام و المتوکّل(٢) .

: استخفاف المتوکّل بعلي الهاديعليه‌السلام بأن یمشيعليه‌السلام مع الوزراء و الأمراء و غیرهم بين یديه و یدي الفتح بن خاقان، و قول الهاديعليه‌السلام : ما ناقة صالح عند اللّه بأکرم منّي و قتل المتوکّل و الفتح بن خاقان بعد ثلاثة أيام(٣) .

روي انّ المتوکّل قتل في رابع شوّال سنة(٢٤٧)و بویع لابنة محمّد بن جعفر المنتصر(٤) .

ذکر مرض المتوکّل من خراج خرج به و نذرت أمّة لشفائه مالا جليلا للهاديعليه‌السلام و معالجة الإمامعليه‌السلام أياه بکسب(٥) .

أمر المتوکّل و هو في مجلس شربة بإحضار عليّ الهاديعليه‌السلام و ما جری بينهما(٦) .

ما جری بين المتوکّل و رجل من أولاد محمّد بن الحنفية(٧) .

أقول : المتوکّل هو جعفر بن المعتصم بن هارون الرشید،بویع له بالخلافه بعد أخيه الواثق و ذلک في ذي الحجّة سنة(٢٣٢)،و قتل في شوال سنة(٢٤٧)و کان أخبث بني العباس و أقساهم قلبا و أشدّهم عتوّا و عنادا للطالبيین،قال أبو الفرج في (مقاتل الطالبيین) :و کان المتوکّل شدید الوطأه على آل أبي طالب غليظا على جماعتهم مهتمّا بأمورهم شدید الغیظ و الحقد عليهم،ثمّ ذکر من ذلک کرب قبر الحسینعليه‌السلام و عفي إثارة،الى أن قال:و استعمل على المدینة و مکّة عمر ابن الفرج

____________________

(١) ق:٢٩٦/٥٠/١٠،ج:٣٩٦/٤٥.

(٢) ق:١٤٣/٣٢/١٢،ج:١٨٩/٥٠.

(٣) ق:١٤٤/٣٢/١٢،ج:١٩٢/٥٠.

(٤) ق:١٤٩/٣٢/١٢،ج:٢١٠/٥٠.

(٥) الکسب بالضم:عصاره الدهن،و لعلّ المراد هنا ما یشبهها ممّا یتلبّد من السرقين تحت أرجل الشاة.(منه مدّ ظلّه).

(٦) ق:١٤٦/٣٢/١٢،ج:١٩٨/٥٠.

(٧) ق:١٤٩/٣٢/١٢،ج:٢١١/٥٠.

الرخجي فمنع الناس من برّ آل أبي طالب و کان لا یبلغة انّ أحدا برّ أحدا منهم بشيء و إن قلّ الاّ أنهکه عقوبة و أثقله غرما حتّی کان القمیص یکون بين جماعة من العلويات یصلين فيه واحدة بعد واحدة ثمّ ینزعنه و یجلسن على مغازلهنّ عواري حواسر،الى أن قتل المتوکّل فعطف المنتصر عليهم و أحسن اليهم و وجّه بمال فرقة فيهم و کان یؤثر مخالفة أبيه في جمیع أحواله و مضادّه مذهبة طعنا عليه و نفرة لفعله،انتهى.

باب الواو بعده اللام

ولج : باب ما نزل من النهي عن اتّخاذ کلّ بطانة و وليجة و ولي من دون اللّه تعالى و حججهعليهم‌السلام (١) .

الکافي :عن أبي جعفرعليه‌السلام : في قوله تعالى:( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَکُوا وَ لَمّٰا یَعْلَمِ اللّٰهُ الذينَ جٰاهَدُوا مِنْکُمْ وَ لَمْ یَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللّٰهِ وَ لاٰ رَسُولِهِ وَ لاَ الْمُؤْمِنِینَ وليجة ) (٢) یعني بالمؤمنین الأئمةعليهم‌السلام لم یتّخذوا الولائج من دونهم.

بيان : وليجة الرجل بطانته و دخلاؤه و خاصّته و من یتّخذه معتمدا عليه من غیر أهله(٣) .

ولد : باب الدعاء لطلب الولد(٤) .

روي: لذلک عن الهاديعليه‌السلام :اتّخذ خاتما فصّه فيروزج و اکتب عليه( رَبِّ لاٰ تَذَرْنِی فَرْداً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْوٰارثينَ ) (٥) (٦)

أبواب الأولاد و أحکامهم(٧) .

باب کیفية نشوّ الولد و الدعاء و التداوي لطلب الولد و صفات الأولاد و ما یزید

____________________

(١) ق:١٤٠/٦١/٧،ج:٢٤٤/٢٤.

(٢) سورة التوبة/الأية ١٦.

(٣) ق:١٤٠/٦١/٧،ج:٢٤٤/٢٤.

(٤) ق:کتاب الدعاء/٢٨١/١٢٨،ج:٣٤٣/٩٥.

(٥) سورة الأنبيّاء/الأية ٨٩.

(٦) ق:کتاب الدعاء/٢٨١/١٢٨،ج:٣٤٣/٩٥.

(٧) ق:٢٣/١٠٦/١٠٩،ج:١٠٤/٧٧.

في الباه و في قوّة الولد(١) .

فيه مدح شرب السویق و أکل البيض لکثرة النسل،و اللبن الحليب مع العسل و السفرجل فانّه یحسن الولد،و الهندباء تزید في الماء و یحسن الوجه،و البصل یزید في الجماع،و الجزر یسخن الکليتین و یقیم الذکر،و الکحل یزید في المجامعة کالحنّاء(٢) .

و قد ورد الاستغفار و أدعیة کثیرة لطلب الولد(٣) .

أقول : و ینفع لذلک شرب ماء نیسان سبعة أيام بالکیفية التي تقدّمت في(مطر).

مکارم الأخلاق :عن عليّعليه‌السلام : ما کثر شعر رجل قطّ الاّ قلّت شهوته(٤) .

باب فضل الأولاد و ثواب تربيتهم و کیفيتها(٥) .

مکارم الأخلاق :قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خیر أولادکم البنات.

و عن الرضاعليه‌السلام : انّ اللّه تعالى إذا أراد بعبد خیرا لم یمته حتّی یریه الخلف.

و عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من سعادة الرجل أن لا تحیض ابنته في بيته، و عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: اعدلوا بين أولادکم کما تحبّون أن یعدلوا بينکم في البرّ و اللطف،و قال: سمّوا أولادکم أسماء الأنبيّاء و أحسن الأسماء عبد اللّه و عبد الرحمن.

عن رفاعة قال: سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن الرجل تکون له بنون و أمّهم ليست بواحدة أيفضل أحدهم على الآخر؟قال:نعم لا بأس به قد کان أبي یفضّلنی على عبد اللّه.

عن الصادقعليه‌السلام قال: من نعم اللّه(عزّ و جلّ)على الرجل أن یشبهة ولده(٦) .

عنهعليه‌السلام قال: دع ابنک یلعب سبع سنین و یؤدّب سبعا و الزمه نفسک سبع سنین

____________________

(١) ق:١٠٩/١٠٦/٢٣،ج:٧٧/١٠٤.

(٢) ق:١١٠/١٠٦/٢٣،ج:٧٩/١٠٤-٨٣.

(٣) ق:١١١/١٠٦/٢٣،ج:٨٥/١٠٤.

(٤) ق:١١٢/١٠٦/٢٣،ج:٨٧/١٠٤.

(٥) ق:١١٢/١٠٧/٢٣،ج:٨٩/١٠٤.

(٦) ق:١١٣/١٠٧/٢٣،ج:٩٣/١٠٤.

فإن أفلح و الاّ فاله فانّه لا خیر فيه.

و عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: الولد سیّد سبع سنین،و عبد سبع سنین،و وزیر سبع سنین،فان رضيت خلائقه لاحدی و عشرین و الاّ فاضرب على جنبه فقد أعذرت الى اللّه تعالى.

عن الباقرعليه‌السلام قال: یفرّق بين الغلمان و النساء في المضاجع إذا بلغن عشر سنین.

و عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: فرّقوا أولادکم في المضاجع إذا بلغوا سبع سنین.

جامع الأخبار :عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أولادنا أکبادنا صغراؤهم أمراؤنا کبراؤهم أعداؤنا فإن عاشوا فتنونا و إن ماتوا حزنونا.

نوادر الراونديّ :قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من سعادة المرء المسلم الزوجة الصالحة و المسکن الواسع و المرکب الهنيّ و الولد الصالح،و من یمن المرأة أن یکون بکرها جارية،یعني أول ولدها.

عدّة الداعي :و قال عليّعليه‌السلام : من قبّل ولده کان له حسنة(١) .

أمالي الصدوق :عن الصادقعليه‌السلام قال: ليس یتبع الرجل بعد موته من الأجر الاّ ثلاث خصال:صدقة أجراها في حیاته فهي تجری بعد موته،و سنة هدی سنةا فهي تعمل بها بعد موته،و ولد صالح یستغفر له

علل الشرأيع :عنهعليه‌السلام : انّ اللّه تعالى إذا أراد أن یخلق خلقا جمع کلّ صورة بينه و بين أبيه الى آدمعليه‌السلام ثمّ خلقة على صورة أحدهم فلا یقولنّ أحد هذا لا یشبهني و لا یشبه شیئا من آبائي(٢) .

قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من دخل السوق فاشتری تحفة فحملها الى عیاله کان کحامل صدقة الى قوم محاویج،و ليبدأ بالاناث قبل الذکور فانّه من فرّح أنثی فکأنّما أعتق رقبه من ولد إسماعیل.

____________________

(١) ق:١١٤/١٠٧/٢٣،ج:٩٩/١٠٤.

(٢) ق:١١٥/١٠٧/٢٣،ج:١٠٣/١٠٤.