تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب الجزء ١

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب0%

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب مؤلف:
المحقق: حسين درگاهى
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 450

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمّد بن محمّد رضا القمّي المشهدي
المحقق: حسين درگاهى
تصنيف: الصفحات: 450
المشاهدات: 7898
تحميل: 4301


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 450 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 7898 / تحميل: 4301
الحجم الحجم الحجم
تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فكان(١) المقابل له، من اختل احدى قوّتيه العاقلة والعاملة. والمخل بالعمل، فاسق، فمغضوب(٢) عليه، لقوله تعالى، في القاتل عمدا:( وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ ) (٣) .

والمخل بالعلم، جاهل ضال، لقوله تعالى:( فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ ) (٤) .

وأقول: يحتمل أن يكون المراد، بالمغضوب عليهم، الكفار، الذين غضب عليهم. فلم يهتدوا إلى طريق من طرق الحق، أصلا. و «بالضالين»، الذين منّ الله عليهم، بالإسلام، وأدخلهم في زمرة أهل الايمان. فضلوا الطريق.

ولم يتفطنوا لما هو المرام.

وفي تفسير علي بن إبراهيم(٥) : حدثني أبي، عن حماد، عن حريز، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم وغير الضالين، قال: المغضوب عليهم، النصاب.

«والضالين»، اليهود والنصارى.

وعنه(٦) : عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ في قوله: غير المغضوب عليهم وغير الضالين، قال: المغضوب عليهم النصاب. «والضالين»، الشكاك الذين لا يعرفون الامام.

وفي كتاب معاني الأخبار(٧) : حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي، قال :

__________________

(١) المصدر: وكان.

(٢) المصدر: مغضوب.

(٣) النساء / ٩٢.

(٤) يونس / ٣٢.

(٥) تفسير القمي ١ / ٢٩.

(٦) نفس المصدر.

(٧) معاني الاخبار / ٣٢، ح ٨.

٨١

حدثنا فرات بن ابراهيم، قال: حدثنا عبيد بن كثير، قال: حدثنا محمد بن مروان، قال: حدثني عبيد بن يحيى بن مهران العطار، قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ في قول الله ـ عز وجل:( صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ) ، قال: شيعة علي ـ عليه السلام ـ الذين أنعمت عليهم بولاية علي بن أبي طالب ـ عليه السلام لم يغضب عليهم ولم يضلوا.

وفي من لا يحضره الفقيه(١) : وفيما ذكره الفضل من العلل، عن الرضا ـ عليه السلام ـ أنه قال:( صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) ، توكيد في السؤال والرغبة، وذكر لما قد تقدم من نعمه، على أوليائه، ورغبة في مثل تلك النعم.

( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ) ، استعاذة من أن يكون من المعاندين الكافرين المستخفين به وبأمره ونهيه.

«ولا الضالين»، اعتصام من أن يكون من الذين ضلوا عن سبيله، من غير معرفة.

وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

وفي مجمع البيان(٢) : وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله: إنّ الله تعالى، منّ عليّ، بفاتحة الكتاب ـ إلى قوله ـ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ) ، اليهود.( وَلَا الضَّالِّينَ ) ، النصارى.

وفي كتاب الاحتجاج(٣) ، للطبرسي ـ رحمه الله: وروينا بالأسانيد المقدم ذكرها، عن أبي الحسن العسكري ـ عليه السلام: إنّ أبا الحسن الرضا ـ عليه السلام ـ قال: إنّ من تجاوز بأمير المؤمنين، العبودية، فهو من «المغضوب عليهم» ومن

__________________

(١) من لا يحضره الفقيه ١ / ٢٠٤، عيون الأخبار ٢ / ١٠٧، ح ١.

(٢) مجمع البيان ١ / ٣١.

(٣) الاحتجاج ٢ / ٢٣٣.

٨٢

«الضالين».

وفي الاستبصار(١) : روى الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن معاوية ابن وهب، قال: قلت لأبي عبد الله ـ عليه السلام ـ أقول: آمين ـ إذا قال الامام:( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ) .

قال: هم اليهود والنصارى.

وفي تهذيب الأحكام(٢) : محمد بن أحمد بن يحيى، عن الحسين(٣) بن موسى الخشاب، عن غياث بن كلوب، عن إسحاق بن عمار، عن جعفر، عن أبيه ـ عليه السلام ـ: إنّ رجلين من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ اختلفا في صلاة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله. فكتبا إلى أبي بن كعب: كم كانت لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ من سكتة؟

فقال(٤) : كانت له سكتتان: إذا فرغ من أم القرآن، وإذا فرغ من السورة.

وفي شرح الآيات الباهرة: قال الامام(٥) ـ عليه السلام ـ: قال أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ: أمر الله ـ عز وجل ـ عباده أن يسألوه(٦) ، طريق المنعم عليهم، وهم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون. وأن يستعيذوا به، من طريق المغضوب عليهم، وهم اليهود [الذين](٧) قال الله تعالى فيهم(٨) :

__________________

(١) الاستبصار ١ / ٣١٩، ح ١١٨٨.

(٢) تهذيب الأحكام ٢ / ٢٩٧، ح ١١٩٦.

(٣) المصدر: الحسن.

(٤) المصدر: قال.

(٥) تفسير العسكري / ٢٤.

(٦) النسخ: يسألوا.

(٧) يوجد في المصدر.

(٨) المائدة / ٦٠.

٨٣

( قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ، مَنْ لَعَنَهُ اللهُ. وَغَضِبَ عَلَيْهِ. وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ ) (١) وأن يستعيذوا به، من طريق «الضالين»، وهم الذين قال الله تعالى فيهم:( قُلْ: يا أَهْلَ الْكِتابِ: لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ. وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ. وَأَضَلُّوا كَثِيراً. وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ ) ، وهم النصارى.

وفي عيون الأخبار(٢) : حدثنا محمد بن القاسم، المفسر الاسترآبادي ـ رضي الله عنه ـ قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي (بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب)(٣) ، عن أبيه، علي بن محمد، عن أبيه، محمد بن علي، عن أبيه، علي بن موسى الرضا، عن أبيه، موسى بن جعفر، عن آبائه، عن أمير المؤمنين ـ عليهم السلام ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله: قال الله عز وجل: قسمت فاتحة الكتاب بيني وبين عبدي. فنصفها لي ونصفها لعبدي. ولعبدي ما سأل.

إذا قال العبد:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، قال الله ـ جل جلاله: بدأ عبدي باسمي وحق عليّ أن أتمم له أموره، وأبارك له في أحواله.

فإذا قال:( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) ، قال الله ـ جل جلاله: حمدني عبدي وعلم أن النعم التي له من عندي. وأن البلايا التي دفعت عنه، فبنطوّلي(٤) . أشهدكم، اني أضيف له إلى نعم الدنيا، نعم الاخرة. وأدفع عنه بلايا الاخرة، كما دفعت عنه بلايا الدنيا.

__________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) عيون الاخبار.

(٣) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٤) المصدر: فبطولي.

٨٤

وإذا(١) قال:( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، قال الله ـ جل جلاله: شهد لي عبدي أني الرحمن الرحيم. أشهدكم لا وفرّن من رحمتي، حظه. ولأجزلن من عطائي، نصيبه.

فإذا قال:( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) ، قال الله تعالى: أشهدكم، كما اعترف أني أنا الملك يوم الدين، لأسهلن يوم الحساب، حسابه، ولأتجاوزن عن سيئاته.

فإذا قال العبد(٢) :( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) ، قال الله ـ عز وجل ـ: صدق عبدي اياي يعبد.

أشهدكم لأثيبنه على عبادته، ثوابا يغبطه كل من خالفه في عبادته لي.

فإذا قال:( وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) ، قال الله تعالى: بي استعان عبدي. و «الي التجأ»(٣) .

أشهدكم لأعينّنه على أمره، ولأغيثنه في شدائده، ولآخذن بيده يوم نوائبه.

فإذا قال:( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) ـ إلى آخر السورة ـ قال الله ـ جل جلاله: هذا لعبدي. ولعبدي ما سأل. فقد استجبت لعبدي. وأعطيته ما أمل وأمنته ما منه وجل)(٤) .

(وقرئ «ولا الضالون»، بالرفع. «ولا الضالين»، بالهمزة، على لغة من جد في الهرب عن التقاء الساكنين.

وفي الحديث(٥) : إذا قال العبد:( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) ـ إلى آخرها ـ قال الله: هذا لعبدي. ولعبدي ما سأل. قد استجبت لعبدي. وأعطيه ما أمل وأمنته ما منه وجل.

__________________

(١) المصدر: فإذا.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) المصدر: التجأ الى.

(٤) ما بين القوسين ليس في أ.

(٥) عيون الأخبار ١ / ٣٠١.

٨٥

وروى علي بن إبراهيم(١) ، بإسناده، عن علي بن عقبة، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال: إنّ إبليس رنّ رنّتين(٢) ، لـمّا بعث الله نبيّه ـ صلّى الله عليه وآله ـ على حين فترة من الرّسل، وحين نزلت أم الكتاب.

وروي عن أبي محمد العسكري، عن آبائه، عن عليٍّ ـ عليهم السلام ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ: إنّ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) آيةِ من فاتحة الكتّاب. وهي سبع آيات تمامها( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) . سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يقول: إنّ الله ـ عز وجل ـ قال لي(٣) : يا محمد!( وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) . فأفرد الامتنان عليّ بفاتحة الكتاب.

وجعلها بإزاء القرآن العظيم. وانّ فاتحة الكتاب، أشرف ما في كنوز العرش.

وأن الله ـ عز وجل ـ خصّ محمدا وشرّفه بها. ولم يشرك معه فيه(٤) أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان. فانه أعطاه منها( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) . ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد وآله الطاهرين، منقادا «لأمرهم، مؤمنا بظاهرهم وباطنهم»(٥) ، أعطاه الله ـ عز وجل ـ بكل حرف منها، حسنة، كل حسنة(٦) منها، أفضل من الدنيا وما فيها، من أصناف أموالها وخيراتها. ومن استمع قارئا يقرأها، كان له ما للقارئ.

فليكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم. فانه غنيمة لا يذهبن أو انه. «فيبقي

__________________

(١) تفسير القمي ١ / ٢٩.

(٢) المصدر: أنينا.

(٣) الحجر / ٨٧.

(٤) المصدر: فيها.

(٥) المصدر: لامرهما، مؤمنا بظاهرهما وباطنهما.

(٦) المصدر: كل واحدة.

٨٦

في قلوبكم الحسرة(١) (٢) .

واعلم! أن «آمين» ليس من القرآن. ولا يجوز قراءته بعد فاتحة الكتاب، عند الشيعة، لا للإمام ولا للمأموم ولا للمنفرد. وعليه الآثار الواردة عن الائمة ـ رضوان الله عليهم ـ.

روي في الصحيح(٣) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ أنه قال: إذا كنت خلف امام، فقرأ «الحمد» وفرغ من قراءتها، فقل أنت(٤) :( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) ولا تقل: آمين.

وروي(٥) ـ أيضا ـ أن (محمد بن علي الحلبي)(٦) قال: سألت أبا عبد الله ـ (عليه السلام) ـ أقول إذا فرغت من فاتحة الكتاب: آمين؟ قال: لا.

(وفي عيون الأخبار(٧) : باب ذكر أخلاق الرضا ووصف عبادته: وكان إذا فرغ من الفاتحة، قال: الحمد لله رب العالمين)(٨) .

لكن المتسننة، ذهبوا إلى أن قراءته بعد فاتحة الكتاب للمأموم، مستحبة، لكنّه ليس عندهم من القرآن، إلّا عند مجاهد. وذكروا في ذلك أحاديث، تدل على تأكد استحبابها. لا نعرفها.

__________________

(١) المصدر: فيبقى قلوبكم في الحسرة.

(٢) ما بين القوسين يوجد في أو مشطوب في المتن.

(٣) الكافي ٣ / ٣١٣، ح ٥، تهذيب الأحكام ٢ / ٧٤، ح ٢٧٥.

(٤) ليس في أ.

(٥) تهذيب الأحكام ٢ / ٧٤، ح ٢٧٦.

(٦) أ: محمد بن الحلبي، المصدر: محمد الحلبي.

(٧) عيون الأخبار ٢ / ١٨٣.

(٨) ما بين القوسين ليس في أ.

٨٧

قالوا:(١) قال ـ عليه السلام ـ علمني جبرئيل، «آمين»، عند فراغي من قراءة الفاتحة.

وقال: انه كالختم، على الكتاب.

وفي معناه، قول علي ـ عليه السلام ـ: آمين، خاتم رب العالمين. ختم به دعاء عبده.

يعني، كما أن الختم، يحفظ الكتاب، عن فساد ظهور مضمونه على غير المكتوب اليه، كذلك يحفظ قول «آمين»، دعاء العبد، عن فساد ظهور الخيبة وعدم الاجابة فيه.

وعن النبي(٢) ـ أيضا ـ قال: إذا قال الامام:( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ) قال الملائكة: آمين. فقولوا: آمين. فمن وافق تأمينه، تأمين الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه.

وأحاديثنا الصحيحة، تدل على وضع تلك الأخبار. كما مر.

وبالجملة، هو إسم فعل، معناه: استجب. مبني على الفتح. وفيه لغتان: المد والقصر.

وقيل: تشديد الميم، خطأ. لكنّه يجوز التشديد، من أم، إذا قصد، أي: حال كوننا قاصدين نحوك.

__________________

(١) ر. أنوار التنزيل ١ / ١١.

(٢) نفس المصدر.

٨٨

سورة البقرة

أي، سورة يذكر فيها، قصة البقرة. وإنّما سمّيت بها، لغرابة قصّتها وامتياز هذه السورة بها، عن سائر السور.

وهي مدنية: بل أول سورة نزلت بالمدينة. إلّا آية نزلت يوم النحر، بمنى، في حجّة الوداع،( وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إلى اللهِ ) (١) (الاية).

وآيها، مائتان وسبع وثمانون.

( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) (٢)

في كتاب ثواب الأعمال(٣) ، بإسناده إلى أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال من قرأ سورة البقرة وآل عمران جاء(٤) يوم القيامة، تظلّانه على رأسه مثل الغيابتين.

وفيه(٥) : عن عليّ بن الحسين ـ عليهما السلام ـ قال: قال رسول الله ـ صلّى

__________________

(١) البقرة / ٢٨١.

(٢) ليس في أ.

(٣) ثواب الأعمال / ١٣٣.

(٤) المصدر: جاءتا.

(٥) نفس المصدر.

٨٩

الله عليه وآله ـ من قرأ أربع آيات من أول البقرة وآية الكرسي وآيتين بعدها وثلاث آيات من آخرها، لم ير في نفسه وماله شيئا يكرهه، ولا يقربه الشيطان، ولا ينسى القرآن.

وفي مجمع البيان(١) : وسئل رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ: أيّ سور القرآن أفضل؟

قال: البقرة.

قال: أي آيّة(٢) آي(٣) القرآن(٤) أفضل؟

قال: آية الكرسي.

وفي تفسير العيّاشي(٥) : عن سعد الإسكاف، قال: سمعت أبا جعفر ـ عليه السلام ـ يقول: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ: أعطيت الطوال، مكان التوراة.

وأعطيت الماءين، مكان الإنجيل. وأعطيت المثاني، مكان الزبور. وفضلت بالمفصّل سبع وستين سورة.

( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم ) (٦) : وسائر الألفاظ التي يتهجّى بها، اسماء مسمياته الحروف المبسوطة التي ركبت منها. وقد روعيت في هذه(٧) التسمية، لطيفة، وهي أنّ المسميات، لـمّا كانت كأساميها، وهي حروف وحدان،

__________________

(١) مجمع البيان ١ / ٣٢.

(٢) ليس في ر وفي المصدر.

(٣) ليس في أو ر.

(٤) المصدر: آي البقرة.

(٥) تفسير العيّاشي ١ / ٢٥.

(٦) مشطوبة في المتن وغير موجودة في ر.

(٧) ليس في أ.

٩٠

والأسامي، عدد حروفها مرتق إلى الثلاثة، اتجه لهم طريق إلى أن يدلوا في التسمية على المسمى، فلم يغفلوها. وجعلوا المسمى، صدر كل إسم كما ترى(١) إلّا في «الألف» فإنهم استعاروا الهمزة، مكان مسماها. لأنه لا يكون إلّا ساكنا. وإنّما كانت أسماء لدخولها في حد الاسم واعتوار ما يختص به من(٢) التعريف والتنكير والجمع والتصغير ونحو ذلك عليها.

وبه صرح الخليل وأبو علي.

وما روى ابن مسعود أنه ـ عليه السلام ـ قال: من قرأ حرفا من كتاب الله، فله حسنة. والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول: «الم» حرف. بل ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف(٣) .

فالمراد، فيه من الحرف الكلمة. فيحتمل أنه سبحانه أراد بها، الحروف الملفوظة(٤) ، على قصد تعديدها، أو تسمية بعض السور، أو القرآن، أو ذاته سبحانه، بقسم، أو غير قسم. فالنكتة في ذلك التعديد أو التسمية، على هذا الوجه أمران :

الاول: أنّه لـمّا كانت مسميات هذه الأسماء، بسائط الكلام، التي يتركب منها، افتتحت السور، بطائفة منها، على وجه التعديد أو التسمية بها، تنبيها(٥) لمن تحدى بالقرآن، على أن المتلوّ عليهم، كلام منظوم مما ينظمون منه، كلامهم.

فلو كان من عند غير الله، لما عجزوا عن الإتيان بما يدانيه.

والثاني: إنّ يكون أول ما يقرع(٦) الأسماع، مستقلا بنوع من الاعجاز.

__________________

(١) ليس في أ.

(٢) ليس في أ.

(٣) ر. أنوار التنزيل ١ / ١٢.

(٤) أالأصل: الملفوظ.

(٥) أ: تبنيها.

(٦) أ: تقرع.

٩١

فان النطق بأسماء الحروف، مخصوص بمن خط ودرس. فأما الأمي الذي لم يخالط أهل الكتاب، فمستبعد مستغرب خارق للعادة، كالتلاوة والكتابة. وقد راعى في ذلك، ما يعجز عنه الأديب الأريب الفائق في فنه، من إيراد نصف أسماء الحروف بحيث ينطوي على انصاف(١) مسمياتها، تحقيقا وتقريبا، في تسعة وعشرين سورة، على عدد الحروف، مع نكات أخر.

قيل(٢) : ويمكن أن يكون تلك الحروف الملفوظة، باعتبار مخارجها، اشارة إلى معان دقيقة لطيفة، كما يشيرون «بالألف»، باعتبار مخرجها الذي هو أقصى الحلق، إلى مرتبة الغيب، و «بالميم»، باعتبار مخرجها الذي هو الشفة، إلى مرتبة الشهادة، وبمخرج «اللام» الواقع بينهما، إلى ما يتوسط من المراتب.

فالمشار إليه بقوله(٣) «الم»، مرتبة الغيب والشهادة وما بينهما. وذلك المشار اليه، هو الكتاب الوجودي، الذي لا يخرج منه شيء.

ويمكن حملها على معانيها الحسابية، اشارة إلى مدد أقوام وآجال، او غير ذلك، بحساب ذلك ويدل عليه.

(وروي(٤) : انه ـ عليه السلام ـ لـمّا أتاه اليهود، تلا عليهم «( الم ) ـ البقرة».

فحسبوا. وقالوا: كيف ندخل في دين، مدته احدى وسبعون سنة؟

فتبسم رسول الله ـ صلى الله عليه وآله.

فقالوا: وهل غيره؟

فقال:( المص ) و( الر ) و( المر ) .

__________________

(١) أ: اتصاف.

(٢) ر. أنوار التنزيل ١ / ٦٣.

(٣) ليس في أ.

(٤) معاني الاخبار / ٢٢.

٩٢

فقالوا: خلطت علينا. فلا ندري بأيها نأخذ.

فان تلاوته، إياها، بهذا الترتيب. وتقريرهم على استنباطهم، دليل على ذلك.)(١) وقيل(٢) : يمكن حمله على الاشارة بصورها الكتابية الرقمية، إلى معان أخر كما يشيرون «بالألف»، إلى الوجود النازل من علو غيب الإطلاق، إلى مراتب التقييد، من غير انعطاف.

و «باللام» (اليه مع انعطاف من غير أن يتم دائرته «بالميم» إلى تمام دائرته، فيعم مراتب الوجود.

وقيل: يمكن أن يجعل تلك الحروف، اشارة إلى كلمات، هي منها اقتصر عليها)(٣) .

«فالألف»، آلاء الله. «واللام»، لطفه. «والميم»، ملكه.

وروي: إنّ «ألم»، معناه: أنا الله أعلم. وأن «الألف» من الله. «واللام» من جبرئيل. والميم من محمد، أي(٤) : القرآن منزل من الله، على لسان جبرئيل إلى محمد ـ صلى الله عليه وآله.

(عن أبي محمد الحسن العسكري ـ عليه السلام ـ قال(٥) (٦) قال الصادق ـ عليه السلام [ثم] «الألف» حرف من حروف قولك «الله». دل «بالألف»

__________________

(١) ما بين القوسين مشطوب في الأصل وغير موجود في ر.

(٢) ر. أنوار التنزيل ١ / ١٣.

(٣) ما بين القوسين ليس في أ.

(٤) ليس في أ.

(٥) تفسير العسكري / ٢٩ ـ ٣٠.

(٦) ما بين القوسين ليس في أ.

٩٣

على قولك «الله». ودل «باللام» على قولك «الملك العظيم القاهر للخلق أجمعين». ودل «بالميم» على أنه «المجيد المحمود في كل أفعاله».

(وفي شرح الآيات الباهرة(١) :(٢) روى(٣) علي بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن المفضل، عن جابر، عن أبي جعفر ـ عليه السلام ـ [أنه](٤) : «الم» وكل حرف في القرآن، منقطعة من حروف، إسم الله الأعظم، الذي يؤلفه الرسول والامام ـ عليهما السلام ـ فيدعو [به](٥) ، فيجاب.

(وفي كتاب معاني الأخبار(٦) : بإسناده إلى أحمد بن زياد بن جعفر [الهمداني](٧) عن(٨) علي [بن ابراهيم](٩) ، عن أبيه عن يحيى بن [أبي](١٠) عمران، عن يونس [ابن عبد الرحمن](١١) ، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ قال: «الم»، هو حرف من حروف إسم الله الأعظم، المقطع في القرآن، الذي يؤلفه النبي (ص) والامام. فإذا دعا به أجيب.

وبإسناده(١٢) إلى سفيان بن سعيد الثوري، عن الصادق ـ عليه السلام ـ حديث

__________________

(١) تأويل الآيات الباهرة / ٦.

(٢) ما بين القوسين ليس في أ.

(٣) المصدر: قال.

(٤) يوجد في المصدر.

(٥) يوجد في المصدر.

(٦) معاني الاخبار / ٢١، ح ٢.

(٧) يوجد في المصدر.

(٨) المصدر: قال حدثنا.

(٠٩، ١٠ و ١١) يوجد في المصدر.

(١٢) نفس المصدر / ١٩، ضمن ح ١.

٩٤

طويل، يقول فيه ـ عليه السلام ـ: أما «الم» في أول البقرة، فمعناه: أنا الله الملك.

وبإسناده(١) إلى محمد بن قيس قال: سمعت أبا جعفر ـ عليه السلام ـ يقول: إنّ حييا وأبا ياسر، ابني أخطب، ونفرا من يهود أهل نجران، أتوا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ فقالوا له: أليس فيما تذكر فيما أنزل الله عليك( الم ) ؟

قال: بلى.

قالوا: أتاك بها جبرئيل من عند الله؟

قال: نعم.

قالوا: لقد بعثت(٢) أنبياء قبلك وما نعلم نبيا منهم أخبر ما(٣) مدة ملكه، وما أجل أمته، غيرك.

قال: فأقبل حيي بن أخطب على أصحابه، فقال لهم: «الالف» واحد.

و «اللام»، ثلاثون. و «الميم»، أربعون. فهذه احدى وسبعون سنة. فعجب أن(٤) يدخل في دين، مدة ملكه وأجل أمته، احدى وسبعون سنة.

قال: ثم أقبل على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ فقال له: يا محمد! هل مع هذا غيره؟

قال: نعم.

قال: فهاته(٥) ! قال:( المص ) .

__________________

(١) نفس المصدر / ٢١ ح ٣.

(٢) النسخ: بعث.

(٣) المصدر: أخبرنا.

(٤) المصدر: ممن.

(٥) المصدر: هاته.

٩٥

قال: هذه أثقل وأطول، «الألف»، واحد. «واللام»، ثلاثون. و «الميم» أربعون. «الصاد»، تسعون. فهذه مائة واحدى وستون سنة.

ثم قال لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله: فهل مع هذا غيره؟

قال: نعم.

قال: هاته! قال:( الر ) .

قال: هذه أثقل وأطول، «الألف» واحد. و «اللام» ثلاثون و «الراء» مائتان.

ثم قال لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله: فهل مع هذا غيره؟

قال: نعم.

قال: هاته! قال:( المر ) .

قال: هذه أثقل وأطول، «الالف» واحد. و «اللام» ثلاثون. و «الميم» أربعون. و «الراء» مائتان.

ثم قال له: فهل(١) مع هذا غيره؟

قال: نعم.

قالوا: قد التبس علينا أمرك. فما ندري ما أعطيت.

ثم قاموا عنه.

ثم قال أبو ياسر لحيي(٢) ، أخيه: ما يدريك، لعل محمدا قد جمع له هذا كله وأكثر منه.

قال: فذكر أبو جعفر ـ عليه السلام ـ: إنّ هذه الآيات، أنزلت فيهم ،

__________________

(١) المصدر: هل.

(٢) المصدر: للحيى.

٩٦

( مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ ) (١) . قال: وهي تجري(٢) في وجه آخر على غير تأويل حيي وأبي ياسر وأصحابهما.

وفيه(٣) : في حديث طويل، عن أبي محمد العسكري ـ عليه السلام: وجعل هذا القول، حجة على اليهود. وذلك أنّ الله تعالى، لـمّا بعث موسى بن عمران ثم من بعده من الأنبياء، إلى بني إسرائيل، لم يكن فيهم قوم(٤) إلّا أخذوا عليهم العهود والمواثيق، ليؤمن بمحمد العربي الأمي المبعوث بمكة، الذي يهاجر إلى المدينة، يأتي بكتاب، بالحروف(٥) المقطعة، افتتاح بعض سوره. يحفظه أمته، فيقرءونه قياما وقعودا ومشاة وعلى كل الأحوال. يسهل الله ـ عز وجل ـ حفظه عليهم [و](٦) يقرنون بمحمد ـ صلى الله عليه وآله ـ أخاه ووصيه علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ الآخذ عنه علومه، التي علمها. والمتقلد عنه الأمانة التي قلدها(٧) ويذلل(٨) كل من عاند محمدا بسيفه الباتر، ويفحم كل من حاوله(٩) وخاصمه بدليله القاهر(١٠) . يقاتل عباد الله على تنزيل كتاب الله، حتى يقودهم إلى قبوله طائعين

__________________

(١) آل عمران / ٧.

(٢) النسخ: بحرى.

(٣) نفس المصدر / ٢٢ ـ ٢٥، ح ٤.

(٤) المصدر: أحد.

(٥) المصدر: من الحروف.

(٦) يوجد في المصدر.

(٧) المصدر: قدرها.

(٨) المصدر: مذلل.

(٩) المصدر: جادله.

(١٠) المصدر: الظاهر.

٩٧

وكارهين. ثم إذا صار محمد إلى رضوان الله ـ عز وجل ـ ارتد(١) كثير ممن كان أعطاه ظاهر الايمان، وحرفوا تأويلاته، وغيروا معانيه، ووضعوها على خلاف وجوهها.

قاتلهم بعد ذلك على تأويله، حتى يكون إبليس الغاوي لهم، هو الخاسئ(٢) الذليل المطرود المغلول.

قال: فلما بعث الله محمدا، وأظهره بمكة، ثم سيره منها إلى المدينة، وأظهره بها، ثم أنزل عليه(٣) الكتاب، وجعل افتتاح سورته(٤) الكبرى، «بالم»، يعنى( الم ذلِكَ الْكِتابُ ) . وهو ذلك الكتاب الذي أخبرت الأنبياء(٥) السالفين، اني سأنزله عليك، يا محمد( لا رَيْبَ فِيهِ ) . فقد ظهر كما أخبرهم به أنبياؤهم، أن محمدا، ينزل عليه كتاب مبارك لا يمحوه الباطل. يقرؤه هو وأمته على سائر أحوالهم. ثم اليهود، يحرفونه عن جهته ويتناولونه(٦) على غير وجهه. ويتعاطون التوصل إلى علم ما قد طواه الله عنهم، من حال آجال هذه الأمة، وكم مدة ملكهم.

فجاء إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ جماعة منهم(٧) . فولى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ عليا ـ عليه السلام ـ مخاطبتهم(٨) .

فقال قائلهم: إنّ كان ما يقول محمد حقا، لقد علمناكم قدر ملك أمته، هو

__________________

(١) المصدر: وارتد.

(٢) المصدر: الخاسر.

(٣) المصدر: اليه.

(٤) النسخ: سوره.

(٥) المصدر: أنبيائى.

(٦) المصدر: يتأولونه.

(٧) المصدر: منهم جماعة.

(٨) المصدر: فخاطبهم.

٩٨

احدى(١) وسبعون سنة، «الألف»، واحد. و «اللام»، ثلاثون. و «الميم»، أربعون.

فقال علي ـ عليه السلام ـ: فما تصنعون «بالمص»؟ وقد أنزلت(٢) عليه.

فقالوا(٣) : هذه احدى وستون ومائة سنة قال: فما ذا تصنعون «بالر»؟ وقد أنزلت عليه.

فقالوا: هذه اكثر. هذه مائتان واحدى وثلاثون سنة.

فقال علي ـ عليه السلام ـ: فما تصنعون بما أنزل عليه «المر»؟

قالوا: هذه مائتان واحدى وسبعون سنة.

فقال علي ـ عليه السلام ـ: فواحدة من هذه له أو جميعها له؟

فاختلط كلامهم. فبعضهم قال له واحدة منها. وبعضهم قال بل يجمع له كلها وذلك سبعمائة وأربع [وثلاثون سنة](٤) ثم يرجع الملك إلينا، يعني إلى اليهود.

فقال علي ـ عليه السلام ـ: أكتاب من كتب الله ـ عز وجل ـ نطق بهذا؟ أم آراؤكم دلتكم عليه؟

فقال(٥) بعضهم: كتاب الله نطق به. وقال آخرون منهم: بل آراؤنا دلت عليه.

فقال علي ـ عليه السلام ـ: فأتوا بالكتاب من عند الله، ينطق بما تقولون.

فعجزوا عن إيراد ذلك.

وقال(٦) للآخرين: فدلونا على صواب هذا الرأي.

__________________

(١) النسخ: أحد.

(٢) المصدر: أنزل.

(٣) المصدر: قالوا.

(٤) يوجد في المصدر وهو الصواب، وفي النسخ: سبعمائة وأربع سنين.

(٥) المصدر: قال.

(٦) المصدر: فقال.

٩٩

فقالوا: صواب رأينا، دليله. ان هذا حساب الجمل.

فقال علي ـ عليه السلام ـ: كيف دل على ما تقولون؟ وليس في هذه الحروف إلّا ما اقترحتم بلا بيان. أرأيتم ان قيل لكم: إنّ هذه الحروف ليست دالة على هذه المدة، لملك أمّة محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ ولكنها دالة على أن كل واحد منكم، قد لعن بعدد هذا الحساب. أو أن عدد ذلك، لكل واحد منكم ومنا، بعدد هذا الحساب، دراهم(١) أو دنانير. او أن لعلي [على](٢) كل واحد منكم، دين(٣) ، عدد ماله مثل عدد هذا الحساب.

فقالوا: يا أبا الحسن! ليس شيء مما ذكرته، منصوصا عليه في( الم ) و( المص ) و( الر ) و( المر ) ».

فقال علي ـ عليه السلام ـ: ولا شيء مما ذكرتموه، منصوصا عليه في( الم ) و( المص ) و( الر ) و( المر ) ». فان بطل قولنا لما قلنا، بطل قولك لما قلت.

فقال خطيبهم ومنطيقهم: لا تفرح، يا عليُّ! بأن عجزنا عن إقامة حجة [فيما نقول](٤) ، على دعوانا. فأيُّ حجّة لك في دعواك. إلّا أن تجعل عجزنا حجّتك.

فإذا مالنا حجّة فيما نقول ولا لكم حجّة فيما تقولون.

قال عليٌّ ـ عليه السلام ـ: لا سواه(٥) ، إنّ لنا حجّة، هي المعجزة الباهرة.

ثمّ نادى جمال اليهود: يا أيتها(٦) الجمال! اشهدي لمحمّد ولوصيّه.

__________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) يوجد في المصدر.

(٣) النسخ: دينا.

(٤) يوجد في المصدر.

(٥) المصدر: لا سواء.

(٦) يوجد في المصدر والنسخ: أيها.

١٠٠