مفاهيم القرآن الجزء ٢

مفاهيم القرآن9%

مفاهيم القرآن مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
تصنيف: مفاهيم القرآن
الصفحات: 627

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 627 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 219093 / تحميل: 6016
الحجم الحجم الحجم
مفاهيم القرآن

مفاهيم القرآن الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

داخل النفوس البشريّة، وإثارتها من مكامنها، وإلى ذلك يشير قول الإمام عليّعليه‌السلام وهو يصف مهمّة الأنبياء: « فبعث فيهم رسله، وواتر إليهم أنبياءه، ليستأدوهم ميثاق فطرته، ويذكّروهم منسيّ نعمته، ويحتجّوا عليهم بالتبليغ، ويثيروا لهم دفائن العقول »(١) .

ولأجل ذلك أيضاً أمر الله سبحانه نبيّه محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله بأن يذكّر الناس بما خلقوا وفطروا عليه فقال:( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ ) ( الغاشية: ٢١ ).

ولقد أشبعنا الكلام ـ في الجزء الأوّل ـ عند البحث عن المعرفة الفطريّة، وقلنا بأنّ الدين، واُصول فروعه الكليّة مركوزة في النفس البشريّة، وهو شيء أشار إليه قوله سبحانه:( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) ( الروم: ٣٠ ).

فما هو المفطور عليه البشر هو الدين بمعناه الوسيع الشامل للعقيدة والأخلاق والقيم والسجايا وقد روى الفريقان عن النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله قوله: « ما من مولود إلّا يولد على الفطرة ثمّ أبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه. ثُمّ قال:( فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ) »(٢) .

عوامل تكوين الشخصيّة

وتتلخّص عوامل تكوين الشخصيّة وأجواء التربية في ثلاث اُمور أساسيّة هي :

١. الوراثة.

٢. التعليم.

٣. البيئة.

ولقد اهتم الإسلام بهذه الاُمور الثلاثة اهتماماً بالغاً، ورسم لها برامج ومناهج

__________________

(١) نهج البلاغة: الخطبة الاُولى.

(٢) تفسير البرهان ٣: ٣٦١، التاج الجامع للاُصول ٤: ١٨٠.

٤٢١

دقيقة ورصينة ليمكن تكوين الشخصيّة الإنسانيّة المتكاملة والنفسيّة البشريّة الفاضلة ؛ وإليك تفصيل القول في كلّ واحد منها :

١. الوراثة

يرى علماء التربية والنفس للابتداء في تربية النشء مبدءاً معيّنا في عمر الإنسان، يعتقدون أنّه الوقت المناسب للتهذيب والتربية بيد أنّ الإسلام لا يرى ذلك بل يعتقد أنّ العناية بأمر الطفل يجب أن تبدأ منذ اللقاء الأوّل بين والديه، ومنذ انعقاد نطفته بل وقبل ذلك. لأنّ الإسلام يرى أنّ أكثر ما ينطوي عليه الأبوان من أخلاق وصفات تنتقل ـ بالوراثة ـ إلى أبنائهم، وتؤثّر على شخصيّتهم، ومسيرهم ومصيرهم، ولقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة العلميّة بالكناية البليغة، والاشارة الحسيّة اللطيفة حيث قال:( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إلّا نَكِدًا كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ) ( الأعراف: ٥٨ ).

إنّ الله سبحانه لم يكن يريد أن يقرّر للناس ما هم عارفونه، ومطّلعون عليه من ظواهر الطبيعة من أنّ الأرض الطيبة يكون نباتها طيباً، والخبيثة لا يُخرج منها إلّا النكد، بل كان يريد الإشارة إلى الدور الحسّاس الذي يلعبه عامل الوراثة وأخلاق الأبوين في المولود. وإلى ذلك يشير شيخ الأنبياء نوحعليه‌السلام حيث يدعو الله سبحانه أن لا يبقي من قومه الكفرة أحداً في الأرض لأنّهم إن بقوا لا يلدوا إلّا فاجراً كفّاراً إذ قال الله عنه:( وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا *إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إلّا فَاجِرًا كَفَّارًا ) ( نوح: ٢٦ ـ ٢٧ ).

وهي تكشف عن أنّ صلاح الوالدين يهيّء الأرضيّة لصلاح الولد كما أنّ فسادهما يهيّء الأرضيّة لفساده وانحرافه. كما قال الإمام عليّعليه‌السلام : « حُسنُ الأخلاق بُرهانُ كرم الأعراق »(١) .

__________________

(١) غرر الحكم: ٣٧٩.

٤٢٢

وإلى هذا الناموس الطبيعيّ ( الوراثة ) أشارت جملة كبيرة من الأحاديث، والمناهي الواردة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته المعصومين.

فقد نهى الإسلام عن التزوّج بالمرأة الحمقاء تجنّباً لمساوئ هذا الزواج إذ قال النبيّ الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إيّاكُم وتزويج الحمقاء فإنّ صُحبتها بلاء، وولدُها ضياع »(١) .

كما نهىصلى‌الله‌عليه‌وآله عن تزويج الفاسق: « من زوّج كريمته من فاسق فقد قطع رحمه »(٢) .

ولتأثير الوراثة على الشخصيّة الإنسانيّة نرى أنّ الإمام عليّعليه‌السلام يأمر عامله الأشتر في عهده بالاتّصال بذوي المروءات وأصحاب الأحساب الكريمة حيث يقول: « ثمّ الصق بذوي المروءات والأحساب وأهل البيوتات الصالحة والسّوابق الحسنة ثمّ أهل النجدة والشّجاعة والسّخاء والسّماحة فإنّهُم جماع من الكرم وشعب من العُرف »(٣) .

وذلك لما في هذه الناحية من الأثر الطيّب على فكر الإنسان وسلوكه وشخصيّته ونفسيّته.

ونهى عن تزويج الزانية والزاني إذ قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « لا تزوّجوا المرأة المستعلنة بالزّنا ولا تزوّجوا الرجل المستعلن بالزّنا إلّا أن تعرفوا منهما التّوبة »(٤) .

ثمّ أشار الإمام الصادقعليه‌السلام في رواية اُخرى إلى تأثير الزنا في نفسيّة الطفل المتولّد من الزنا بقوله: « ثانيهما: أنّه يحنّ إلى الحرام الّذي خُلق منهُ، وثالثُها: الاستخفافُ بالدّين »(٥) .

ولعلّه يكون لولد الزنا هذه الحال لأنّ والديه حينما يقومان بالزنا، يشعران بأنّهما ينقضان القانون، وهي صفة تنتقل إلى وليدهما ـ بالوراثة ـ فيكون الولد المتولّد منهما

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٤: ٥٦.

(٢) الكافي ١: ٥٤.

(٣) نهج البلاغة: قسم الكتب ( الكتاب ٥٣ ).

(٤) مكارم الأخلاق: ١٠٤.

(٥) سفينة البحار ١: ٥٦٠.

ومن أراد الوقوف على بقيّة الروايات في هذا الباب وتأثير الوراثة على الطفل فليرجع إلى الجزء الرابع عشر من الوسائل من الصفحة ٤٧ إلى الصفحة ٥٧.

٤٢٣

مهيّئاً لنقض القانون، ويسهل ذلك عنده.

ولهذا حثّ الإسلام حثّاً شديداً على اختيار الزوجة الصالحة فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : « تخيّروا لنطفكم فإنّ العرق دسّاس »(١) .

وقال: « إيّاكم وخضراء الدّمن »

قيل: وما خضراء الدمن ؟

قال: « المرأة الحسناء في منبت سوء »(٢) .

وقال الإمام الصادقعليه‌السلام : « طوبى لمن كانت اُمّه عفيفةً »(٣) .

وقال الحسين بن بشّار الواسطي كتبت إلى أبي الحسن الرضاعليه‌السلام أنّ لي قرابة قد خطب إليّ وفي خلقه سوء قال: « لا تزوّجه إن كان سيّء الخلق »(٤) .

وأنت إذا تصفّحت الأحاديث المرويّة في هذا المجال لوجدت أنّ الإسلام اعتبر صلاح الوالدين اللبنة الاُولى في صلاح الولد واستقامته. وقد صار هذا القانون معروفاً بين الناس حتّى عاد شاعرهم يقول :

ينشأ الصغير على ما كان والده

إنّ الاُصول عليها تنبت الشجر

ولابدّ من القول بأنّ ما ذكر حول عامل الوراثة، وأثره في تكوين شخصيّة الطفل ؛ لا يعني أنّ ما يرتسم في شخصيّة الطفل من أبويه ـ بالوراثة ـ لا يتغيّر ولا يخضع للتبدّل والتحوّل بحيث لا يمكن أن تؤثّر فيه عوامل اُخرى تقضي على ما ورثه من كريم السجايا وشريف الأخلاق أو سيّئها، بل يعني أنّ الوراثة، وصلاح الأبوين يعتبر عاملاً مقتضياً لصلاح الطفل وأرضيّة مناسبة لتنشئته نشأة صالحة مستقيمة، ما لم يمنع مانع، ولم يطرأ طارئ، كما حدث لولد نوح وغيره، وكذا العكس.

وهكذا يكون عامل الوراثة وصلاح الوالدين أوّل مدرسة للتربية السليمة ،

__________________

(١) غرر الحكم: ٣٧٩.

(٢) المحجّة البيضاء ٢: ٥٢، بحار الأنوار ٢٢: ٥٤.

(٣) بحار الأنوار ٢٣: ٧٩.

(٤) وسائل الشيعة ١٤: ٥٤.

٤٢٤

وتكوين الشخصيّة الصالحة. نعم إنّ صلاح الوالدين من حيث الصفات الذاتيّة وحده لا يكفي في نشأة الولد نشأة صالحة، بل يفرض الإسلام على الأبوين أن يتعاهدا ولدهما بالتربية العمليّة، والأدب السليم فقال الإمام زين العابدينعليه‌السلام : « وأمّا حقّ ولدك فأن تعلم أنّه منك ومضاف إليك في عاجل الدّنيا بخيره وشرّه وأنّك مسؤول عمّا ولّيته من حسن الأدب، والدلالة على ربّه عزّ وجلّ والمعونة على طاعته فاعمل في أمره عمل من يعلم أنّه مثاب على الإحسان إليه معاقب على الإساءة إليه »(١) .

وقال الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على أهل بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم »(٢) .

وقال الإمام عليّعليه‌السلام : « خير ما ورّث الآباء الأبناء الأدب »(٣) .

وحيث أنّ الكتب الأخلاقيّة الإسلاميّة قد تكفّلت بالبحث المفصّل والعميق في وظيفة الوالدين، فقد طوينا الكلام عنها في هذا الباب خاصّة، وفي مجالات التربية عامّة.

وفي الحقيقة يكون ما ذكرناه هنا دراسة عابرة للإشارة إلى وجود منهج التربية في الحكومة الإسلاميّة، والتفصيل موكول إلى الكتب المعدّة لذلك، ويكفي لمعرفة أهميّة التزكية والتهذيب، ما قاله الإمام الصادقعليه‌السلام : « أحبّ إخواني من أهدى إليّ عيوبي »(٤) .

* * *

٢. التعليم(٥)

عندما تتكوّن اُسس الشخصيّة وقواعدها في نفسيّة الطفل ـ بالوراثة ـ يأتي دور المعلّم، الذي يمثّل المدرسة التربويّة الثانية بعد مدرسة الأبوين وعامل الوراثة. فعلى

__________________

(١) وسائل الشيعة ٣: ١٣٥، ورسالة الحقوق في آخر كتاب مكارم الأخلاق.

(٢) مجموعة ورّام ١: ٦.

(٣) غرر الحكم: ٣٩٣.

(٤) تحف العقول: ٣٦٦.

(٥) سوف يوافيك أنّ الحكومة الإسلاميّة يجب أن تقوم بمسؤوليّة التعليم والتثقيف الصحيح السليم.

٤٢٥

يدي المعلّم الصالح والمربّي الطيّب تنمو السجايا والصفات الحسنة، وتتكامل التربية لدى الطفل ولهذا يكون دور التعليم ـ في مصير الطفل ـ دوراً حسّاساً بالغ الخطورة جداً.

ففي هذه الفترة ـ بالذات ـ تتّخذ الشخصيّة شكلها الكامل تقريباً، ومن هنا حرص الدين الإسلاميّ على أن يكون جوّ التعليم جوّاً سليماً طاهراً وصالحاً للغاية، وذلك لأنّ قلب الطفل أسرع قبولاً لما يلقى فيه، فهو يتقبّل كلّ شيء من معلّمه، إن خيراً فخير، وإن شرّاً فشرّ ولذلك قال الإمام عليّ لولده الحسنعليهما‌السلام : « وإنّما قلب الحدث كالأرض الخالية ما اُلقي فيها من شيء قبلته فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبّك »(١) .

وقال الإمام الصادقعليه‌السلام لأبي جعفر الأحول حينما بعثه للتبليغ والتعليم: « عليك بالأحداث فإنّهم أسرع إلى كلّ الخير »(٢) .

إنّ هذه الفترة من أخطر الفترات وأكثرها حسّاسية في حياة الطفل ولذلك قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن يسبقكم إليهم المرجئة »(٣) .

ولقد كان للتربية الصالحة والتعليم السليم آثاراً جليلة في التاريخ البشريّ فهاهو عمر بن عبد العزيز سليل الشجرة الملعونة على لسان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله تتغيّر طباعه وتتحوّل سجاياه إذ يتولاّه معلّم صالح بتربية صالحة فينشأ على خلاف ما نشأ عليه آباؤه وأسلافه ويفعل عكس ما يفعلوه.

قال عمر بن عبد العزيز: ( كنت غلاماً أقرأ القرآن على بعض ولد عتبة بن مسعود فمرّ بي يوماً وأنا ألعب مع الصبيان ونحن نلعن عليّاً، فكره ذلك ودخل المسجد، فتركت الصبيان وجئت إليه لأدرس عليه وزدي، فلمّا رآني قام فصلّى وآطال في الصلاة شبه المعرض عنّي حتّى أحسست منه ذلك فلمّا انفتل من صلاته كلح في وجهي.

فقلت له: ما بال الشيخ ؟

__________________

(١) مستدرك الوسائل ٣: ٧١.

(٢ و ٣) الكافي ٦: ٩٣، ٤٧.

٤٢٦

فقال لي: يا بنيّ أنت اللاعن عليّاً منذ اليوم ؟!

قلت: نعم.

قال: فمتى علمت أنّ الله سخط على أهل بدر بعد أن رضي عنهم ؟

فقلت: يا أبت، وهل كان ( عليّ ) من أهل بدر ؟

فقال: ويحك ! وهل كانت بدر كلّها إلّا له ؟

فقلت: لا أعود.

فقال: الله إنّك لا تعود.

قلت: نعم.

فلم ألعنه بعدها.

ثمّ كنت أحضر تحت منبر المدينة وأبي يخطب يوم الجمعة، وهو حينئذ أمير، فكنت أسمع أبي يمرّ في خطبته تهدر شقاشقه حتّى يأتي إلى لعن عليّعليه‌السلام فيجمجم ويعرض له من الفهاهة والحصر ما الله عالم به، فكنت أعجب من ذلك.

فقلت له يوماً: يا أبت أنت أفصح الناس وأخطبهم فما بالي أراك أفصح خطيب يوم حفلك حتّى إذا مررت بلعن هذا الرجل صرت ألكن عييّاً ؟

فقال: يا بنيّ أنّ من ترى تحت منبرنا من أهل الشام وغيرهم لو علموا من فضل هذا الرجل ما يعلمه أبوك لم يتّبعنا منهم أحد. فوقرت كلمته في صدري مع ما كان قاله لي معلّمي أيام صغري فأعطيت الله عهداً لئن كان لي في هذا الأمر نصيب لاُغيرنّه فلمّا منّ الله عليّ بالخلافة أسقطت ذلك، وجعلت مكانه( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) وكتبت إلى الافاق فصار سنّة(١) .

__________________

(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٤: ٥٨ المتوفّى (٦٥٥).

٤٢٧

٣. البيئة

إنّ للبيئة والمحيط أثراً كبيراً في تربية الشخصيّة البشريّة وتكوينها فالبيئة الصالحة الطاهرة تساعد على النشأة الصالحة، وعلى العكس تكون البيئة الفاسدة.

ويضرب القرآن الكريم لنا مثلاً عن تأثير البيئة في شخصيّة الإنسان وسلوكه، ومن المعلوم أنّ القرآن الكريم إذا ضرب مثلاً على أمر اختار نموذجاً كبيراً ومثلاً بارزاً جدّاً فهو يمثل لمن أثّرت البيئة الفاسدة في سلوكه ومصيره بامرأتي لوط ونوح إذ قال:( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) ( التحريم: ١٠ ).

ولذلك حرص الإسلام على طهارة المجتمع وسعى في تطهيره من كلّ فساد وانحراف ؛ فأكّد مثلاً على اختيار الصديق الصالح لما له من الأثر على شخصيّة صديقه وخلقه وسلوكه قال الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أراد الله به خيراً رزقه خليلاً صالحاً إن نسي ذكّره وإن ذكر أعانه »(١) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله أيضاً: « أسعد النّاس من خالط كرام النّاس »(٢) .

وقد ورد عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أيضاً أنّه قال: « المرء على دين خليله وقرينه »(٣) .

وقال الإمام عليّعليه‌السلام : « واحذر صحابة من يفيل رأيه وينكر عمله فإنّ الصّاحب معتبر بصاحبه »(٤) .

وقالعليه‌السلام : « لا تصحب الشّرّير فإنّ طبعك يسرق من طبعه شرّاً وأنت لا تعلم »(٥) .

وقال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من يصحب صاحب السّوء لا يسلم »(٦) .

__________________

(١ و ٢) بحار الأنوار ١٥: ٥١.

(٣) وسائل الشيعة ٤: ٢٠٧.

(٤) غرر الحكم: ٧٢٣.

(٥) ابن أبي الحديد ٢٠ الكلمة ١٤٧ص ٢٧٢.

(٦) مستدرك الوسائل ٢: ٦٥.

٤٢٨

وإلى ذلك أشار الشاعر بقوله :

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه

فكلّ قرين بالمقارن مُقتدي

إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم

ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي

ولأجل ذلك قرّر الإسلام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذي من شأنهما تطهير المجتمع كما منع من التجاهر بالمعصية لأنّ ذلك يهوّن الذنب ويزيل قبحه، ويجرّ إلى الانحراف الأخلاقيّ وإلى ذلك أشار الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله: « إنّ المعصية إذا عمل بها العبدُ سرّاً لم يضرّ إلّا عاملها فإذا عمل بها علانيةً ولم يغيّر عليه أضرّت بالعامّة »(١) .

ثمّ انّ الإسلام لم يكتف بتوجيه العناية إلى الاُمور الثلاثة المذكورة، وتقوية ما فطر عليه الإنسان، بل جعل له روادع وزواجر اُخرى فأكّد دور :

١. العقل.

٢. الأنبياء وأوصيائهم.

واعتبرهما حجّتين ملزمتين، قال الإمام موسى بن جعفر الكاظمعليه‌السلام : « إنّ لله على الناس حجّتين حجّة ظاهرة وحجّة باطنة فأمّا الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمّة وأمّا الباطنة فالعقول »(٢) .

وأمّا العقل فقد حثّ الإسلام على إحيائه والاهتمام بنداءاته والأخذ بإرشاداته لأنّه قادر على تمييز الخير عن الشرّ إذ قال الإمام عليّعليه‌السلام : « كفاك من عقلك ما أوضح لك سبيل غيّك من رُشدك »(٣) .

ومنع من كلّ ما يميت العقل ويقضي على نوره، ويعطل أثره فمنع عن شرب الخمر وتعاطيه مثلاً إذ قال:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ

__________________

(١) وسائل الشيعة ١١: ٤٠٧.

(٢) الكافي ١: ١١.

(٣) نهج البلاغة: قسم الحكم ( الرقم ٤٢١ ).

٤٢٩

رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ( المائدة: ٩٠ ).

وأمّا الأنبياء: فقد جهزهم سبحانه بكلّ ما يمكّنهم من تربية الناس تربية صالحة من برامج وتعاليم في هذا المجال.

والجدير بالذكر أنّ الإسلام اتّخذ طريقين حيويين ليجعل تعاليمه أكثر نفوذاً في النفوس وأكثر توفيقاً ونجاحاً في مجال التربية والتزكية وهما :

أوّلاً: إنّه بيّن للناس فلسفة الأحكام والتعاليم وعللها النفسيّة والاجتماعيّة والأخلاقيّة والصحّية ولم يكتف بتقديم النصائح الجافّة، وذلك ليقف الناس بأنفسهم على المفاسد التي تكمن في المناهي وأضرار المعاصي وإلى هذا يشير ما قاله الإمام عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام : « إن قال قائل: لم أمر الله تعالى العباد ونهاهم، قيل: لأنّه لا يكون بقاؤهم وصلاحهم إلّا بالأمر والنّهي والمنع من الفساد والتغاصب »(١) .

وكنموذج من هذه العلل نذكر ما قاله الإمام الصادقعليه‌السلام : « حرّم الله الخمر لفعلها وفسادها لأنّ مدمن الخمر تورّثه الإرتعاش وتذهب بنوره، وتهدم مروّته وتحمله أن يجسر على ارتكاب المحارم وسفك الدّماء، وركوب الزّنا ولا يؤمن إذا سكر أن يثب على حرمه وهو لا يعقل ذلك ولا يزيد شاربها إلّا كلّ شرّ »(٢) .

ولذلك علّل القرآن الكريم تحريمه للخمر والميسر بقوله سبحانه:( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ) ( المائدة: ٩١ ).

وقد ألّف علماء الإماميّةرحمهم‌الله كتباً متعدّدة نظّموا فيها ما روي عن النبّي وأئمّة أهل البيت ـ عليهم الصّلاة والسّلام ـ حول فلسفة الأحكام وعللها ونخصّ بالذكر كتاب

__________________

(١) عيون أخبار الرضا: ١٠١.

(٢) وسائل الشيعة ١٧: كتاب الأطعمة والأشربة: ٢٤٤.

٤٣٠

( علل الشرائع ) تأليف الشيخ الصدوق المتوفّى ( ٣٨١ ه‍ )رحمه‌الله .

ثانياً: إنّه أردف أوامره ونواهيه بالتبشير بالثواب الإلهيّ أو الإنذار والتخويف من العذاب. وبذلك حقّق الإسلام ويحقّق نجاحاً كبيراً في مجال التربية يفقده أي برامج آخر سواه، ويدلّ عليه أخلاق المسلمين وسلوكهم حاضراً وماضياً خاصّة، وهي كانت سبب تقدمهم في السابق، كما يدلّ عليه اعتراف الأجانب والأباعد قبل الأصدقاء والأقارب، فقد قال بعض الباحثين عن التربية في الإسلام :

( لا يستطيع أحد من المربّين والمؤرّخين أن ينكر أنّ التربية الإسلاميّة هي الأساس المتين لحضارة المسلمين، والمثل العليا في تلك التربية تتّفق مع الاتّجاهات الحديثة في عالم التربية اليوم )(١) .

ومن هنا يتحتّم على الحكومة الإسلاميّة أن تخطّط لمنهج التربية، وتوفّر أجواءها الصالحة وتخصّص الميزانيّات اللازمة لها، وتستخدم في هذا السبيل كلّ الأجهزة المناسبة من وسائل الإعلام والتوجيه والثقافة وعمارة المراكز الدينيّة والعباديّة وما شابه. ومن المعلوم أنّ هذه الوظيفة تندرج في نطاق مسؤوليّة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بقسمه الاجتماعيّ العامّ الذي سبق أن قلنا انّه من واجب الدولة ووظيفتها ومسؤوليّتها وصلاحيّاتها.

هذا وقد قام علماء الإسلام بتأليف كتب كثيرة في علم الأخلاق. ولهذا نجد الاُمّة الإسلاميّة في غنى عن كلّ كتاب أخلاقيّ مؤلّف على أساس الفكر الغربيّ.

ومن أراد التوسع في هذا الباب فليراجع كتاب « طهارة النفس » أو « تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق » تأليف الإمام أبي عليّ بن محمّد ابن مسكويه المتوفّى عام ( ٤٢١ ه‍ ). وقد أثنى عليه المحقّق الخواجا نصير الدين الطوسيّ بقوله :

بنفسي كتاباً حاز كلّ فضيلة

وصار لتكميل البريّة ضامناً

__________________

(١) النظام التربويّ في الإسلام: ١٨.

٤٣١

و « أحياء العلوم » للإمام الغزاليّ المتوفّى عام ( ٥٠٥ ه‍ ) وهوكتاب فريد في بابه لم يؤلّف مثله وإن كان فيه بعض الهنات و « جامع السعادات » للعلاّمة النراقيّ المتوفّى عام ( ١٢٠٩ ه‍ ) إلى غير ذلك من المؤلّفات الأخلاقيّة.

وفي الختام نشير إلى نكتة هامّة وهي أنّه يتحتّم على علماء الأخلاق المسلمين إخراج الأخلاق الإسلاميّة في ثوب عصريّ حديث يتمشّى مع الحاجات والمشكلات العصريّة الراهنة في الشباب وغيرهم.

كما يتحتّم عليهم أن يستفيدوا في تهذيب اجتماع المجتمع من جميع الوسائل والأساليب التربويّة والعلوم الحديثة.

مسؤوليّة التعليم

تحتلّ مسألة التعليم بعد التربية مكانة مرموقة وحسّاسة في برامج ومسؤوليّات الحكومة الإسلاميّة، لا تقل أهمّية عن المسائل الاُخرى.

وبما أنّ البحث في هذا المجال واسع النطاق مترامي الأطراف، لا يسع لنا التعمّق فيه، في هذه العجالة من الوقت، لهذا نكتفي هنا بالإشارة والتلميح إلى بعض الخطوط في هذا المجال، تاركين تفاصيلها للكتب المفصّلة المخصّصة لبيان هذا الجانب المهمّ من جوانب الإسلام الحنيف.

لقد دعا ( الإسلام ) الاُمّة الإسلاميّة دعوة أكيدة وشديدة إلى تحصيل العلم واكتسابه بكلّ وسيلة ممكنة، ومهما كلّف ذلك من الثمن، وتطلّب من الجهد، قال الإمام عليّ بن الحسين زين العابدينعليه‌السلام : « لو يعلم الناس ما في طلب العلم لطلبوه ولو بسفك المهج وخوض اللّجج »(١) .

وينطلق هذا الموقف من اهتمام الإسلام بالعلم والمعرفة، فللعلم والمعرفة مكانة عظيمة في هذا الدين تتجلّى في خلال ما جاء حولها من الآيات والنصوص الحديثيّة، وما

__________________

(١) بحار الأنوار ١: ١٨٥.

٤٣٢

جاء حول أهل العلم ورجاله وطلاّبه من التجليل والتبجيل والاحترام والتكريم.

فقد قال سبحانه في كتابه الكريم:( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ ) ( الزمر: ٩ ).

وقال أيضاً:( يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) ( المجادلة: ١١ ).

ويكفي للتدليل على شدّة اهتمام الإسلام بالعلم والعلماء أنّه وردت مادّة ( العلم ) في الكتاب العزيز ما يقارب (٧٧٩) مرّة(١) .

وأيّ أمر أدل على هذا الاهتمام والعناية من افتتاح الله سبحانه وحيه لنبيّه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله بذكر العلم والقلم، فلقد ابتدأت الآيات التي نزلت على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في مطلع البعثة الشريفة بالأمر بالقراءة، وتحدثت عن القلم، وتعليم الإنسان ما لم يعلم، إشارة إلى أعظم موهبة إلهيّة بعد نعمة الخلق والإيجاد، إذ قال تعالى:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ *خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ *اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ *الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ *عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) ( سورة العلق: ١ ـ ٥ ).

فهذه الآيات التي نزلت في بدء الدعوة وشروع الرسالة المحمديّة كانت بمثابة الخطب الافتتاحيّة التي يفتتح بها الرؤساء والقادة عهود حكمهم ورئاستهم ويبيّنون فيها منهج سياستهم وأهمّ الخطوط في برنامجهم للمستقبل، فكما أنّ هذه الخطب بحكم كونها ترسم السياسة المستقبليّة لذلك الرئيس ـ تأتي مدروسة الألفاظ، دقيقة المعاني، محسوبة العبارات وتكون مهمّة غاية الأهمّية لأنّها تعكس أهمّ أغراض الحاكم وأبرز اهتماماته، يكون افتتاح الوحي الإلهيّ بذكر العلم والقراءة والقلم وهو كناية عن الكتابة دليلا ـ وأيّ دليل ـ على العناية القصوى التي يحضى بها ( العلم ) في النظام الإسلاميّ.

وأيضاً يكفي للتدليل على هذه العناية الإسلاميّة القصوى بالعلم أنّ الله تعالى أقسم ـ في كتابه الكريم ـ بالقلم بقوله سبحانه:( ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ) ( القلم: ١ ).

__________________

(١) راجع لذلك: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم مادّة ( علم ).

٤٣٣

وهو أمر ذو دلالة قويّة جداً وخاصّة في ذلك العصر الذي كان الاهتمام فيه بالعلم منعدماً أو كاد أن يكون كذلك(١) .

على أنّ ما جاء في الأحاديث والأخبار من النصوص المتضمّنة لبيان مكانة العلم والعلماء يضاهي ما جاء في القرآن

وأنت ـ أيّها القارئ الكريم ـ لو راجعت الموسوعات الحديثيّة، ترى من كثب كيف اهتمّت الأخبار والروايات بهذا الأمر اهتماماً بالغاً لا تجد له نظيراً بالنسبة إلى سائر الموضوعات ؛ ممّا يعني أنّ ( العلم ) انفرد بهذا المقام في الأحاديث واختصّ به دون غيره وإليك فيما يلي طائفة من هذه الأحاديث :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فضلُ العلم أحبّ إلى الله من فضل العبادة »(٢) .

وقال أيضاً: « العلمُ رأس الخير كُلّه »(٣) .

وقال: « قليل من العلم خير من كثير من العبادة »(٤) .

ويروى أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله دخل ذات يوم إلى المسجد فإذا في المسجد مجلسان: مجلس يتفقّهون، ومجلس يدعون الله ويسألونه فقال :

« كلا المجلسين إلى خير، أمّا هؤلاء فيدعون الله، وأمّا هؤلاء فيتعلّمون ويفقّهون الجاهل. هؤلاء أفضل، بالتّعليم أرسلت »، ثمّ قعد معهم(٥) .

وقال الإمام عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : « العلم أصل كلّ خير »(٦) .

وقالعليه‌السلام أيضاً: « العلم وراثة كريمة »(٧) .

وقالعليه‌السلام أيضاً: « قيمة كلّ أمرئ ما يحسنه »(٨) .

__________________

(١) روى البلاذري في فتوح البلدان: ٤٥٩، إنّ عدد من كان يحسن الكتابة في الأوس والخزرج كان قليلاً ولا يتجاوز (١١) شخصاً كما كان عدد من يحسن الكتابة في مكّة قليلاً أيضاً بحيث لا يتجاوز سبعة عشر كما في الصفحة ٤٥٧ من نفس الكتاب.

(٢) بحار الأنوار ١: ١٦٧، ١٨٥، ١٦٩.

(٣) بحار الأنوار.

(٤) بحار الأنوار ١: ١٦٧، ١٨٥، ١٦٩.

(٥) منية المريد: ١٣.

(٦) غرر الحكم: ٢٠.

(٧) بحار الأنوار ١: ١٦٧، ١٨٥، ١٦٩.

(٨) نهج البلاغة: قصار الكلمات ( الكلمة رقم ٨١ ).

٤٣٤

وقالعليه‌السلام أيضاً: « العلم ضالّة المؤمن »(١) .

وقال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : « العلم أصل كلّ حال سنيّ ومنتهى كلّ منزلة رفيعة »(٢) .

وقال الإمام الباقر محمّد بن عليّعليه‌السلام : « الرّوح عماد الدّين، والعلم عماد الرّوح، والبيان عماد العلم »(٣) .

إلى غير ذلك من مئات الأحاديث والأخبار الدالّة على أهمّية العلم ومكانته العليا وموضعه الأرفع في الدين الإسلاميّ.

ومن هنا أكّد الإسلام على المسلمين أن يكتسبوا العلم ويحصلوا على المعرفة فقد روي عن النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: « طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ومسلمة »(٤) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ألا إنّ الله يحبّ بغاة العلم »(٥) .

وقال الإمام عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : « الشّاخص في طلب العلم كالمجاهد في سبيل الله »(٦) .

وقال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : « طلب العلم فريضة على كلّ حال »(٧) .

وقال: « لست اُحبّ أن أرى الشّابّ منكم إلّا غادياً في حالين: إمّا عالماً أو متعلّماً فإن لم يفعل فرّط، فإن فرّط ضيّع، فإن ضيّع أثم، وإن أثم سكن النّار والّذي بعث محمّداً بالحقّ »(٨) .

__________________

(١ و ٣) بحار الأنوار ١: ١٦٩، ١٨١.

(٢) ـ بحار الأنوار ٢: ٣١ ـ ٣٢.

(٤) البحار ١: ١٧٧، وربّما ورد في بعض الأحاديث ذكر المسلم دون المسلمة والمراد به هو الجنس المسلم الشامل للذكر والاُنثى مثل( إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) .

(٥) الكافي ١: ٣٠.

(٦) روضة الواعظين: ١٠.

(٧) بصائر الدرجات: ٣.

(٨) بحار الأنوار ١: ١٧٠، الحديث ٢٢.

٤٣٥

إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة جدّاً.

وفي الوقت نفسه أوصى العلماء وأهل العلم أن يعلّموا الناس وينشروا الثقافة والعلم والمعرفة بينهم فقد روي عن الإمام عليّعليه‌السلام أنّه قال: « إنّ الله لم يأخذ على الجّهال عهداً بطلب العلم حتّى أخذ على العلماء عهداً ببذل العلم للجهّال لأنّ العلم كان قبل الجهل »(١) .

وعن الإمام أبي جعفر الباقرعليه‌السلام أنّه قال: « زكاة العلم أن تعلّمه عباد الله »(٢) .

ولقد روي أنّ الإمام عليّ لـمّا كان يفرغ من الجهاد يتفرّغ لتعليم الناس(٣) .

ولقد اعتبر الإسلام تعليم الأولاد وتثقيفهم حقّاً واجباً من حقوق الأبناء على آبائهم فعن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: « من حقّ الولد على والده ثلاثة

يحسن اسمه

ويعلّمه الكتابة

ويزوّجه إذا بلغ »(٤) .

وعن الإمام الصادق جعفر بن محمّدعليه‌السلام أنّه قال: « الغلام يلعب سبع سنين ويتعلّم الكتابة سبع سنين ويتعلّم الحلال والحرام سبع سنين »(٥) .

وقد كشف الإمام عليّعليه‌السلام عن أنّ سنّ الطفولة هو أفضل فرصة لتلقّي العلم وأخذ المعرفة فقال: « وإنّما قلب الحدث كالأرض الخالية ما القي فيها من شيء قبلته »(٦) .

ولذلك قالعليه‌السلام : « علّموا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم الله به لا تغلب عليهم المرجّئة برأيها »(٧) .

__________________

(١ و ٢) الكافي ١: ٣٢ ـ ٣٣.

(٣) مستدرك الوسائل ٢: ٤١٧.

(٤) مكارم الأخلاق: ١١٤.

(٥) وسائل الشيعة ٧: ١٩٤.

(٦) نهج البلاغة: الخطبة ٣١.

(٧) بحار الأنوار ٢: ١٦.

٤٣٦

فلا بدّ إذن من استغلال هذه الظاهرة واغتنام الفرصة وتوجيهها الوجهة الصالحة التي تتّسم بالتوازن وحسن السلوك وحبّ الفضيلة والمعرفة.

ولقد فتح الإسلام باب تحصيل العلوم في وجه الجميع نساء ورجالاً من دون أي قيد أو شرط، إلّا شرطاً واحداً هو أن يتمّ هذا التحصيل في جوّ سليم عار من أي فساد أخلاقيّ أو انحراف معنويّ.

وتحقيقاً لهذا الأمر السامي وهو تعميم الثقافة والعلم حظر على المعلّمين أن يأخذوا الاُجرة ـ على تعليمهم بعض العلوم.

هذا بعد أن رفع مكانة المعلّم، وكشف عن جليل مقامه، واعتبر حقّه من أعظم الحقوق.

قال الإمام زين العابدينعليه‌السلام : « وأمّا حقّ سائسك بالعلم فالتّعظيم له، والتّوقير لمجلسه، وحسن الاستماع إليه والإقبال عليه، والمعونة له على نفسك فيما لا غنى بك عنه من العلم بأن تفرّغ له عقلك وتحضره فهمك، وتزكّي له قلبك وتجلي له بصرك بترك اللّذات، ونقص الشّهوات وأن تعلم أنّك فيما ألقى إليك رسوله إلى من لقيك من أهل الجّهل فلزمك حسن التأدية عنه إليهم ولا تخنه في تأدية رسالته والقيام بها عنه إذا تقلّدتها »(١) .

وروي عن الإمام أبي محمّد الحسن العسكريّعليه‌السلام أنّه قال: « إنّ رجلاً جاء إلى عليّ بن الحسين برجل يزعم أنّه قاتل أبيه فاعترف فأوجب عليه القصاص، وسأله أن يعفو عنه ليعظّم الله ثوابه فكأنّه لم تطب نفسه بذلك، فقال عليّ بن الحسينعليه‌السلام للمدّعي للدّم الوليّ المستحقّ للقصاص :

إن كنت تذكر لهذا الرّجل عليك فضلاً فهب له هذه الجناية واغفر له هذا الذّنب ».

قال: أُريد القود [ أي القصاص ] فإن أراد لحقه على أن اُصالحه على الدية

__________________

(١) تحف العقول ـ رسالة الحقوق ص ٢٦٠.

٤٣٧

صالحته وعفوت عنه فقال عليّ بن الحسينعليه‌السلام : « فماذا حقّه عليك ».

قال: يا ابن رسول الله لقّنني توحيد الله ونبوّة محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإمامة عليّ والأئمّة:

فقال عليّ بن الحسينعليه‌السلام : « فهذا لا يفي بدم أبيك ؟

بلى والله يفي بدماء أهل الأرض كلّهم من الأوّلين والآخرين سوى الأنبياء والأئمّة إن قتلوا، فإنّه لا يفي بدمائهم شيء إن يقنع منه الدية ».

قال: بلى.

قال عليّ بن الحسينعليه‌السلام للقاتل: « افتجعل لي ثواب تلقينك له حتّى أبذل لك الدية فتنجو من القتل » ؟.

قال: يا ابن رسول الله أنا محتاج إليها وأنت مستغن عنها فإنّ ذنوبي عظيمة وذنبي إلى هذا المقتول أيضاً بيني وبينه لا بيني وبين وليّه هذا.

قال عليّ بن الحسينعليه‌السلام : « فتستسلم للقتل أحبّ إليك من نزولك عن هذا التّلقين » ؟.

قال: بلى يا ابن رسول الله.

فقال عليّ بن الحسين لوليّ المقتول: « يا عبد الله قابل بين ذنب هذا إليك وبين تطوّله عليك، قتل أباك، حرمه لذّة الدنيا وحرمك التّمتع به فيها على أنّك إن صبرت وسلمت فرفيقك أبوك في الجنان، ولقّنك الإيمان فأوجب لك به جنّة الله الدائمة وأنقذك من عذابه الأليم، فإحسانه إليك أضعاف جنايته عليك، فإمّا أن تعفو عنه جزاءً على إحسانه إليك، لأُحدّثكما بحديث من فضل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خير لك من الدّنيا بما فيها، وإمّا أن تأبى أن تعفو عنه حتّى أبذل لك الدية لتصالحه عليها ثمّ أخبرته بالحديث دونك فلمّا يفوتك من ذلك الحديث خير من الدّنيا بما فيها لو اعتبرت به ».

فقال الفتى: يا ابن رسول الله قد عفوت عنه بلا دية ولا شيء إلّا ابتغاء وجه الله

٤٣٨

ولمسألتك في أمره فحدّثنا يا ابن رسول الله بالحديث الخ »(١) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ معلّم الخيرات يستغفر له دوابّ الأرض وحيتان البحر وكلّ ذي روح في الهواء وجميع أهل السّماء والأرض »(٢) .

وقال الصادقعليه‌السلام : « من علّم خيراً فله بمثل أجر من عمل به ».

قلت: فإن علّمه غيره أيجري ذلك ؟

قالعليه‌السلام : « إن علّمه النّاس كلّهم جرى له ».

قلت: فإن مات ؟ قال: « وإن مات »(٣) .

وعن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما تصدّق النّاس بصدقة مثل علم ينشر ».

وعن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: « من علّم مسلماً مسألةً فقد ملك رقبته » فقيل يا رسول الله: أيبيعه ؟ قال: « لا، ولكن يأمره وينهاه »(٤) .

ثمّ إنّ التاريخ الإسلاميّ مليء بالنساء العالمات اللواتي حظين بالمقام العلميّ السامي بفضل ما أتاح لهنّ الإسلام من فرصة التعليم واكتساب المعرفة، وحتّى كان منهنّ المحدثات والراويات عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وعن أهل بيته المطهّرينعليهم‌السلام .

فها هو ابن الأثير يذكر في كتابه طائفة منهنّ روين أحاديث عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله منهنّ :

أسماء بنت يزيد السكن الأنصاريّة ابنة عمّ معاذ بن جبل.

وأسماء بنت يزيد الأنصاريّة من بني عبد الأشهل التي روت رواية شريفة جداً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد أن سألته عمّا يلحق بالنساء من الأجر والمثوبة من خدمة أزواجهنّ واستحسن النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله سؤالها ومنطقها وأدبها.

واُميمة مولاة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

واُميمة بنت رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف.

وجويريّة بنت الحارث الخزاعيّة المصطلقيّة.

__________________

(١ و ٢ و ٣ و ٤) بحار الأنوار ٢: ١٢ ـ ١٣، ١٧، ١٦، ٤٢.

٤٣٩

وحواء بنت زيد السكن الأنصاريّة الأشهليّة.

وخولة بنت عبد الله الأنصاريّة.

وزينب بنت جحش الأسديّة.

وزينب بنت خباب بن الأرت ( ذكرها البخاريّ في من روى عن النبيّ ).

واُمّ صابر بنت نعيم بن مسعود الأشجعيّ.

وهذه نماذج من الصحابيّات والراويات التي تزخر بأسماءهنّ كتب أسماء الصحابة والرواة.

كما عقد العلاّمة المامقانيّ في كتابه الرجاليّ فصلاً خاصّاً وموسّعاً في ذكر النساء اللواتي لهنّ رواية عن النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله ويعتبرن من حملة الحديث فعدّ منهنّ نساء بارزات في مجالات العلم والثقافة وذات شخصيّات ومواقف نبيلة، ومن أراد الوقوف على كامل أسمائهنّ فليراجع الجزء الثالث / الصفحة ٦٩ ـ ٨٣ من هذا الكتاب.

وها نحن نذكر هنا بعضاً منهنّ على سبيل المثال لا الحصر :

اُمّ أيمن التي شهدت مع الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء بنت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في قضيّة فدك.

وأسماء بنت أبي بكر التي سمّاها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بذات النطاقين إشارة لموقفها في حصار الشعب.

واُمّ حزام التي كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يكرمها ويزورها في بيتها، ويقيل عندها، وأخبرها بأنّها شهيدة.

واُمّ سلمة التي كانت تغزو مع رسول الله وروت عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أحاديث، وروى عنها ابنها انس.

واُمّ سلمة التي كانت من المهاجرات إلى الحبشة.

واُمّ كلثوم التي كانت جليلة القدر فصيحة بليغة.

وثويبة مولاة أبي لهب، وقد وقعت ضمن أسانيد الصدوق في كتاب من لا يحضره

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

وروى محبّ الدين الطبريّ في ذخائر العقبى: ١٦ ) وابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة (٩٠) بسنديهما إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: أنا وأهل بيتي شجرة في الجنّة، وأغصانها في الدنيا، فمن تمسّك بنا اتّخذ إلى ربّه سبيلا.

والروايات في هذا الباب أكثر من أن تحصى، وقد ألمحنا إلى بعضها، لكي لا يخلو منها هذا الموضع.

٦٠١

٦٠٢

الطّرفة الثالثة والثلاثون

روى هذه الطّرفة - عن كتاب الطّرف - العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢؛ ٥٤٦ - ٥٤٧ ) وصرّح بأنّها في كتاب مصباح الأنوار بإسناده إلى كتاب الوصيّة لعيسى الضرير، ونقل هذه الطّرفة أيضا العلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢؛ ٩٥ ) باختصار.

قال عليّعليه‌السلام : غسلت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنا وحدي وهو في قميصه، فذهبت أنزع عنه القميص، فقال جبرئيل: لا تجرّد أخاك من قميصه؛ فإنّ الله لم يجرّده

في كتاب سليم بن قيس (٧٤) قال: سمعت البراء بن عازب، يقول: ولقد أراد عليّعليه‌السلام أن ينزع قميص رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فصاح به صائح: لا تنزع قميص نبيّك يا عليّ، فأدخل يده تحت القميص فغسّله، ثمّ حنّطه، وكفّنه، ثمّ نزع القميص عند تكفينه وتحنيطه.

وفي تفسير العيّاشي ( ج ١؛ ٢٣٤ ) عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام ، قال: لما قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سمعوا صوتا من جانب البيت - ولم يروا شخصا - يقول: واستروا عورة نبيّكم، فلمّا وضعه على السرير نودي: يا عليّ، لا تخلع القميص، فغسّله عليّعليه‌السلام في قميصه.

وفي الخصال (٥٧٣) بسنده عن مكحول في المناقب السبعين الّتي لأمير المؤمنين لم يشركه فيها أحد، وفيه قول عليّعليه‌السلام : وأمّا السادسة عشرة، فإنّي أردت أن أجرّده، فنوديت « يا وصي محمّد، لا تجرّده، فغسّله والقميص عليه »، فلا والّذي أكرمني بالنبوّة،

٦٠٣

وخصّه بالرسالة، ما رأيت له عورة، خصّني الله بذلك من بين أصحابه.

وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ٢٥١ ) عن تهذيب الأحكام ( ج ١؛ ١٣٢ ) لمّا همّ عليّعليه‌السلام بغسل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله سمعنا صوتا في البيت « إنّ نبيّكم طاهر مطهّر، فادفنوه ولا تغسّلوه »، فقال عليّعليه‌السلام : اخسأ عدوّ الله؛ فإنّه أمرني بغسله وكفنه، وذلك سنّة، ثمّ قال: نادى مناد آخر غير تلك النغمة « يا عليّ، استر عورة نبيّك، ولا تنزع القميص ».

وفي مجمع الزوائد للهيثمي ( ج ٩؛ ٣٦ ) بسنده عن ابن عبّاس، في حديث تغسيل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : فلمّا قضى قام عليّعليه‌السلام وأغلق الباب، وجاء العبّاس ومعه بنو عبد المطّلب، فقاموا على الباب، فجعل عليّعليه‌السلام يقول: بأبي أنت وأمّي طبت حيّا وطبت ميّتا، قال عليّعليه‌السلام : أدخلوا عليّ الفضل بن العبّاس، فقالت الأنصار: نشدناكم بالله ونصيبنا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأدخلوا رجلا منهم، يقال له أوس بن خوليّ، يحمل جرّة بإحدى يديه، فسمعوا صوتا في البيت: « لا تجردوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واغسلوه كما هو في قميصه »، فغسّله عليّعليه‌السلام ؛ يدخل يده من تحت القميص.

وفي الوفا بأحوال المصطفى (٨١٠) عن عائشة، قالت: لما أرادوا غسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قالوا: والله ما ندري أنجرّد رسول الله من ثيابه كما نجرّد موتانا، أم نغسّله وعليه ثيابه؟ فلمّا اختلفوا أرسل الله عليهم السّنة، حتّى والله ما من القوم رجل إلاّ وذقنه في صدره نائما، قالت: ثمّ كلّمهم من ناحية البيت هاتف لا يدرون من هو، فقال: اغسلوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليه ثيابه، قالت: فقاموا إليه فغسّلوه وعليه قميصه، يفاض عليه الماء والسدر، ويدلّكه الرجال بالقميص، وكانت تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسّل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلاّ نساؤه.

وأخرج هذا الحديث الحاكم في المستدرك ( ج ٣؛ ٥٩ - ٦٠ ) وقال: « هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه »، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوّة ( ج ٧؛ ٢٤٢ ) وقال: « هذا إسناد صحيح » وساق له شاهدا.

وأنا أشهد الله، أنّ هذا الكلام صدر من أمّ المؤمنين عائشة، لكنّها لم تملك أن أظهرت حقدها فلم تبيّن من غسّله، ولمن كان هذا النداء، مع أنّنا علمنا أنّ عليّاعليه‌السلام هو الّذي غسّله

٦٠٤

والفضل يناوله الماء، ومن ثمّ أدخل أوس بن خوليّ كرامة للأنصار، فترى من هم الرجال في قولها « فقاموا إليه »؟ وقولها، « يدلّكه الرجال بالقميص »؟! إنّها لا تطيب نفسا بخير لعليّ ابن أبي طالب، وأمّا السّنة الّتي ألقيت عليهم، فهي من عنديّات عائشة؛ لأنّ اعترافها بسماع عليّ أصوات الملائكة وجبرئيل أثقل عليها من جبل على ظهر نملة، ويظهر ذلك واضحا من قولها الأخير.

انظر تغسيل عليّعليه‌السلام للنبي من وراء القميص، وأنّه لم يجرّده، في المسترشد (١٦٩) والإرشاد (١٠٠) وإعلام الورى (٨٥) وأمالي الطوسي (٦٦٠) وشرح النهج ( ج ١٣؛ ٣٨ ) وطبقات ابن سعد ( ج ٢؛ ٢٧٥ - ٢٧٧ ) وتاريخ الطبريّ ( ج ٥؛ ٢٠٤ ) وتاريخ ابن الأثير ( ج ٢؛ ٣٣٢ - ٣٣٣ ) والبداية والنهاية ( ج ٥؛ ٢٨٠ - ٢٨٣ ) وسيرة ابن هشام ( ج ٤؛ ٣١٣ ) والرياض النضرة ( ج ٢؛ ١٤٠ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩؛ ٣٦ ).

[ قال عليّعليه‌السلام ]: فغسّلته بالروح والريحان والرحمة، والملائكة الكرام الأبرار الأخيار، تشير لي وتمسك، وأكلّم ساعة بعد ساعة، ولا أقلب منه عضوا إلاّ قلب لي

في أمالي الطوسي (٥٤٧) بسنده عن أبي ذرّ في مناشدة عليّعليه‌السلام يوم الشورى، وفيها قولهعليه‌السلام : فهل فيكم أحد غسّل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مع الملائكة المقربين بالروح والريحان، تقلّبه لي الملائكة، وأنا أسمع قولهم، وهم يقولون: « استروا عورة نبيّكم ستركم الله »، غيري؟ قالوا: لا.

وفي المسترشد (٣٣٨) قال عليّعليه‌السلام يوم الشورى: نشدتكم الله، أفيكم أحد غسّل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالروح والريحان مع الملائكة المقرّبين غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

وقد مرّ ما فيه الكفاية في أنّ الإمام عليّاعليه‌السلام كان يسمع صوت الملائكة، وفتح له عن بصره فرآهم، وأنّ جبرئيل في جمع من الملائكة الكرام غسّلوا النبي معهعليه‌السلام ، وحسبك من ذلك قوله في نهج البلاغة ( ج ٢؛ ١٧٢ ): ولقد وليت غسلهصلى‌الله‌عليه‌وآله والملائكة أعواني، فضجّت الدار والأفنية، ملأ يهبط وملأ يعرج، وما فارقت سمعي هينمة منهم. وهذا

٦٠٥

كالصّريح أو صريح في أنّهعليه‌السلام رآهم يهبطون ويعرجون وسمع أصواتهم.

وقد مرّ في الطّرفة الثامنة والعشرين، عند قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يعينك جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وإسماعيل » ما فيه الكفاية في إثبات تقليب الملائكة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عند غسله، ولا يخفى أنّ المراد بقولهعليه‌السلام : « ولا أقلب منه عضوا إلاّ قلب لي »، أنّ الملائكة الكرام كانت هي الّتي تقلّب أعضاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّعليه‌السلام ، ولذلك جاء في نسخة « هامش أ »: « وكلّما أردت أن أقلّب منه عضوا قلّبته الملائكة لي »، ومثل ذلك قولهعليه‌السلام في كثير من المصادر: « فما تناولت عضوا إلاّ كأنّما يقلّبه معي ثلاثون رجلا، حتّى فرغت من غسله ». وسننقل هنا بعض ما جاء بلفظ عنوان مطلبنا - أعني « ولا أقلب منه عضوا إلاّ قلّب لي » - من كتب الفريقين، ونشير إلى أماكن ما يؤدّي مؤدّاها من العبارات.

ففي كتاب سليم بن قيس (٧٩) قال سلمان: فأتيت عليّاعليه‌السلام وهو يغسّل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد كان رسول الله أوصى عليّا أن لا يلي غسله غيره، فقالعليه‌السلام : يا رسول الله، من يعينني على ذلك؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : جبرئيل، فكان عليّعليه‌السلام لا يريد عضوا إلاّ قلب له. وانظر رواية هذا الخبر في الاحتجاج (٨٠).

وفي الخصال (٥٧٣) بسنده عن مكحول، عن أمير المؤمنين في مناقبه السبعين الّتي لم يشركه فيها أحد، وفيه: وأمّا الخامسة عشرة، فإنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أوصى إليّ وقال: « يا عليّ، لا يلي غسلي غيرك، ولا يواري عورتي غيرك، فإنّه إن رأى أحد عورتي غيرك تفقأت عيناه »، فقلت له: كيف لي بتقليبك يا رسول الله؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّك ستعان »، فو الله ما أردت أن أقلّب عضوا من أعضائه إلاّ قلب لي.

وفي الرياض النضرة ( ج ٢؛ ١٣٩ ) عن حسين بن عليّ، عن أبيه، عن جدّهعليهم‌السلام ، قال: أوصى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاعليه‌السلام أن يغسّله، فقال عليّعليه‌السلام : يا رسول الله أخشى أن لا أطيق ذلك، قال: « إنّك ستعان عليّ »، قال: فقال عليّعليه‌السلام : فو الله ما أردت أن أقلّب من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عضوا إلاّ قلب لي، خرّجه ابن الحضرمي. انظر وسيلة المآل (٢٣٩). وذكره المتّقي في كنز العمال ( ج ٤؛ ٥٤ ) وقال: « أخرجه ابن عساكر ».

٦٠٦

انظر شرح النهج لابن ميثم البحراني ( ج ٣؛ ٤٤١ ) وطبقات ابن سعد ( ج ٢؛ ٢٧٨، ٢٨١ ) والبداية والنهاية ( ج ٥؛ ٢٨٢ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ١؛ ٢٣٩ ).

[ قال عليّعليه‌السلام ]: ثمّ واريته، فسمعت صارخا يصرخ من خلفي: يا آل تيم، ويا آل عدي، ويا آل أميّة( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ ) (١) ، اصبروا آل محمّد تؤجروا، ولا تحزنوا فتؤزروا،( مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ) (٢)

في تفسير العيّاشي ( ج ١؛ ٢٣٣ ) عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: إنّ عليّا لمّا غمّض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: إنّا لله وإنا إليه راجعون، يا لها من مصيبة!! خصّت الأقربين، وعمّت المؤمنين، لم يصابوا بمثلها قطّ، ولا عاينوا مثلها.

فلمّا قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سمعوا مناديا ينادي من سقف البيت( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٣) ، والسلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته( كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ، فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ ) (٤) ، إنّ في الله خلفا من كلّ ذاهب، وعزاء من كلّ مصيبة، ودركا من كلّ ما فات، فبالله فثقوا، وعليه فتوكلوا، وإياه فارجوا، إنّما المصاب من حرم الثواب.

وفيه أيضا ( ج ١؛ ٢٣٣ - ٢٣٤ ) عن الحسين، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: لمّا قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جاءهم جبرئيل، والنبي مسجّى، وفي البيت عليّ وفاطمة والحسن

__________________

(١) القصص؛ ٤١

(٢) الشورى؛ ٢٠

(٣) الأحزاب؛ ٣٣

(٤) آل عمران؛ ١٨٥

٦٠٧

والحسينعليهم‌السلام ، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة،( كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ مَتاعُ الْغُرُورِ ) (١) ، إنّ في الله عزاء من كلّ مصيبة، ودركا من كلّ ما فات، وخلفا من كلّ هالك، وبالله فثقوا، وإياه فارجوا، إنّما المصاب من حرم الثواب، هذا آخر وطني من الدنيا، قالواعليهم‌السلام : فسمعنا صوتا فلم نر شخصا. وفيه أيضا ( ج ١؛ ٢٣٤ ) عن هشام بن سالم، عن الصادقعليه‌السلام نحوه.

وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم ( ج ٣؛ ٥٧ ) روى بسنده عن جابر بن عبد الله، قال: لمّا توفي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عزّتهم الملائكة، يسمعون الحسّ ولا يرون الشخص، فقالت: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، إنّ في الله عزاء من كلّ مصيبة، وخلفا من كلّ فائت، فبالله فثقوا، وإيّاه فارجوا، فإنّما المحروم من حرم الثواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قال الحاكم: « هذا حديث صحيح الإسناد ».

انظر أمالي الطوسي (٦٦٠) وفضائل الخمسة ( ج ٣؛ ٥٤ ) حيث قال بعد نقله ما في مستدرك الحاكم: « وذكره ابن حجر في إصابته، وقال: أخرجه البيهقي في دلائل النبوّة »، والوفا بأحوال المصطفى (٨٢٥) والبداية والنهاية ( ج ٥؛ ٢٩٧ - ٢٩٩ ).

وهذه التعزية فيها من التسلية لأهل البيت، والإنذار لأعدائهم، والتعريض بالظالمين آل محمّد ما لا يخفى، وهو معنى ما في المطلب المذكور في هذه الطّرفة.

وقد تبيّن من خلال هذه التوثيقات المختصرة، أنّ كلّ - أو جلّ - ما في كتاب الطّرف ممّا وردت بمضامينه الأخبار، وروي عن أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام وباقي الصحابة والمسلمين، وتبيّن أنّ ألفاظ الطّرف هي ألفاظ الروايات المروية عن الأئمّة من آل محمّد صلوات الله عليهم، فإذا عرفت ذلك، وعرفت اعتبار الكتاب وراويه عيسى بن المستفاد، وأنّه أصل من أصول الإماميّة، لم يبق أدنى شكّ وارتياب، في جلالة هذا الكتاب ومؤلفه، وكونه من أمهات الأصول والمصادر المعتبرة.

__________________

(١) آل عمران؛ ١٨٥

٦٠٨

هذا آخر ما أردنا تدوينه وتحريره من « التحف في توثيقات الطّرف »، وقد تم الفراغ منه عصر يوم الجمعة، في اليوم الثاني والعشرين من شهر جمادي الأوّل من سنة ١٤١٨ ه‍، ببركة محمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين.

٦٠٩

٦١٠

ثبت مصادر التوثيقات

أ

١. أبواب الجنان وبشائر الرضوان: لخضر بن شلاّل العفكاوي. ( ت ١٢٥٥ هـ ) مخطوط في المكتبة الرضويّة برقم ٣١٠٧.

٢. إتحاف السائل بما لفاطمة من الفضائل: لمحمّد حجازي بن محمّد بن عبد الله الشهير بالواعظ القلقشندي الشافعي. ( ت ١٠٣٥ هـ ). طبع القاهرة.

٣. إثبات الوصيّة: لأبي الحسن عليّ بن الحسين بن عليّ المسعودي. ( ت ٣٤٦ هـ ) الطبعة الثانية لمنشورات الشريف الرضي بقم.

٤. الاحتجاج على أهل اللّجاج: لأبي منصور أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسي، من أعلام القرن السادس. طبع نشر المرتضى سنة ١٤٠٣ ه‍، بالأفسيت عن طبعة بيروت، تحقيق وتعليق السيّد محمّد باقر الخرسان.

٥. إحقاق الحقّ: للقاضي نور الله بن السيّد شريف الدين بن السيّد ضياء الدين نور الله بن شمس الدين محمّد شاه التستري. ( ت ١٠١٩ هـ ). طبع مكتبة آية الله المرعشي النجفي، بمدينة قم، سنة ١٤٠٨ هـ

٦. أحكام القرآن: لأبي بكر محمّد بن عبد الله بن أحمد، المعروف بابن العربي المالكي. ( ت ٥٤٣ هـ ). طبع دار المعرفة ببيروت، بالأفسيت عن طبعة مصر الجديدة سنة ١٩٦٧ م، بتحقيق محمّد عليّ البجاوي.

٧. إحياء الميت في فضائل أهل البيت: للحافظ جلال الدين عبد الرّحمن بن أبي بكر السيوطي.

٦١١

( ت ٩١١ هـ ). المطبوع بهامش اتحاف الأشراف للشبراوي.

٨. أخبار شعراء الشيعة: لأبي عبد الله محمّد بن عمران المرزباني. ( ت ٣٨٤ هـ ). الطبعة الثانية لشركة الكتبي في بيروت سنة ١٤١٣ ه‍ ١٩٩٣ م، بتحقيق الدكتور الشيخ محمّد هادي الأميني.

٩. الأخبار الطوال: لأحمد بن داود الدينوري. ( ت ٢٨٢ هـ ). طبع منشورات الشريف الرضي في قم، بالأفسيت، بتحقيق عبد المنعم عامر.

١٠. الاختصاص: لأبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي، الملقّب بالشيخ المفيد. ( ت ٤١٣ هـ ). طبع انتشارات مكتبة الزهراء في قم، سنة ١٤٠٢ ه‍ - ١٩٨٢ م.

١١. اختيار معرفة الرجال ( أو رجال الكشي ): لمحمّد بن الحسن الطوسي، شيخ الطائفة. ( ت ٦٤٠ هـ ). طبع مؤسسة آل البيت لإحياء التراث في قم، سنة ١٤٠٤ ه‍، بتحقيق السيّد مهدي الرجائي.

١٢. الأربعين عن الأربعين في فضائل عليّ أمير المؤمنين: للشيخ المفيد الحافظ أبي محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسين النيسابوري الخزاعي ( ت ٤٧٦ ه‍ أو بعدها ). الطبعة الأولى لوزارة الثقافة والارشاد الاسلامي بطهران، سنة ١٤١٤ ه‍، بتحقيق الشيخ محمّد باقر المحمودي.

١٣. الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد: لأبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي، الملقب بالشيخ المفيد. ( ت ٤١٣ هـ ). طبع مكتبة بصيرتي في قم.

١٤. إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان: للحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي، المعروف بالعلاّمة الحلّي ( ت ٧٢٦ هـ ). طبع مؤسسة النشر الإسلامي في قم، سنة ١٤١٠ ه‍، بتحقيق الشيخ فارس الحسّون.

١٥. إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري: لأبي العبّاس، شهاب الدين أحمد بن محمّد القسطلاني. ( ت ٩٢٣ هـ ). نشر دار إحياء التراث العربي في بيروت.

١٦. إرشاد القلوب: للشيخ أبي محمّد الحسن بن محمّد الديلمي. ( من أعلام القرن الثامن الهجري ). الطبعة الرابعة لمؤسسة الأعلمي في بيروت، سنة ١٣٩٨ ه‍ - ١٩٧٨ م.

١٧. إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء: لشاه وليّ الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي الحنفي. ( ت ١١٢٦ هـ ). طبع في الهند.

١٨. أسباب النزول: لأبي الحسن، عليّ بن أحمد الواحدي النيسابوري. ( ت ٤٦٨ هـ ).

٦١٢

طبع انتشارات الشريف الرضي في قم، سنة ١٣٦٢ ه‍. ش، بالأفسيت عن طبعة دار الكتب العلمية في بيروت.

١٩. الاستبصار فيما اختلف من الأخبار: لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي. ( ت ٤٦٠ هـ ). طبع دار الكتب الاسلامية في طهران.

٢٠. استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف: للحافظ شمس الدين محمّد بن عبد الرّحمن السخاوي الشافعي. ( ت ٩٠٢ هـ ). وهو مخطوط.

٢١. الاستغاثة في بدع الثلاثة: لأبي القاسم عليّ بن أحمد الكوفي. ( ت ٣٥٢ هـ ). طبع مكتبة نينوى بطهران، بالأفسيت عن طبعة النجف الأشرف.

٢٢. الاستيعاب في معرفة الأصحاب: لأبي عمر يوسف بن عبد الله الأندلسي القرطبي، المعروف بابن عبد البرّ النمري. ( ت ٤٦٣ هـ ). طبع مطبعة نهضة مصر في القاهرة، بتحقيق محمّد عليّ البجاوي. وطبعة أخرى بهامش الإصابة المطبوع في دار إحياء التراث العربي، بالأفسيت عن طبعة مصر، سنة ١٣٢٨ هـ

٢٣. أسد الغابة في معرفة الصحابة: لأبي الحسن عليّ بن محمّد بن محمّد بن عبد الكريم الشيباني، المعروف بابن الأثير. ( ت ٦٣٠ هـ ). طبع دار إحياء التراث العربي، بالأفسيت عن طبعة المطبعة الوهبية بمصر سنة ١٢٨٠ ه‍، بتصحيح مصطفى وهبي.

٢٤. إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته الطاهرين: لأبي العرفان محمّد بن عليّ الصبّان الشافعي. ( ت ١٢٠٦ هـ ). طبعة مصر مستقلة، وطبعة بهامش نور الأبصار طبعة مصر بمكتبة الجمهورية.

٢٥. أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب في مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب: لمحمّد بن محمّد بن محمّد الجزري، تهذيب وتعليق الشيخ محمّد باقر المحمودي، الطبعة الأولى سنة ١٤٠٣ ه‍ - ١٩٨٣ م.

٢٦. أسنى المطالب في مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب: لمحمّد بن محمّد بن محمّد عليّ بن يوسف الجزري الدمشقي الشافعي. ( ت ٨٣٣ هـ ). طبع مكة المكرّمة سنة ١٣٢٤ هـ

٢٧. الإصابة في تمييز الصحابة: للحافظ أحمد بن عليّ بن محمّد بن محمّد بن عليّ الكناني الشافعي، المعروف بابن حجر العسقلاني. ( ت ٨٥٢ هـ ). طبع دار إحياء التراث العربي، بالأفسيت عن الطبعة الأولى بمصر سنة ١٣٢٨ هـ

٦١٣

٢٨. الأصول الستّة عشر: لنخبة من رواة الأصول. طبع دار الشبستري للمطبوعات في قم، الطبعة الثانية سنة ١٣٨٣ هـ

٢٩. أضواء على السنة المحمّدية ( أو دفاع عن الحديث ): للشيخ محمود أبو ريّة، الطبعة الخامسة لمنشورات الأعلمي في بيروت، بالأفسيت عن طبعة مصر.

٣٠. أعلام النبوّة: لأبي الحسن عليّ بن محمّد بن حبيب الماوردي الشافعي. ( ت ٤٥٠ هـ ).

٣١. إعلام الورى بأعلام الهدى: لأبي عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي. ( ت ٥٤٨ هـ ). طبع المطبعة الحيدريّة في النجف الأشرف، سنة ١٣٩٠ هـ

٣٢. الأغاني: لأبي الفرج عليّ بن الحسين الاصفهاني. ( ت ٣٥٦ هـ ). طبع دار إحياء التراث العربي في بيروت، بالأفسيت عن طبعة مؤسسة جمال في مصر. سنة ١٣٨٣ ه‍ - ١٩٦٣ م.

٣٣. آفة أصحاب الحديث: لأبي الفرج عبد الرّحمن بن عليّ بن محمّد الجوزي القريشي البغدادي. ( ت ٥٩٧ هـ ). طبع في طهران بالأفسيت عن طبعة بيروت.

٣٤. التهاب نيران الأحزان ( أو وفاة النبي ): للشيخ حسين بن محمّد بن أحمد بن عصفور الدرازي البحراني. ( ت ١٢١٦ هـ ). طبع منشورات الشريف الرضي في قم، بالأفسيت عن طبعة المطبعة الحيدريّة في النجف الأشرف.

٣٥. الأمالي: لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي. ( ت ٣٨١ هـ ). الطبعة الخامسة بمطبعة الأعلمي في بيروت سنة ١٤٠٠ ه‍ - ١٩٨٠ م.

٣٦. الأمالي: لأبي عبد الله محمّد بن النعمان العكبري البغدادي، الملقب بالشيخ المفيد. ( ت ٤١٣ هـ ) طبع منشورات جماعة المدرسين في قم سنة ١٤٠٣ هـ

٣٧. الأمالي: لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي. ( ت ٤٦٠ هـ ). طبع وتحقيق مؤسسة البعثة في قم، الطبعة الأولى سنة ١٤١٤ هـ

٣٨. الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية: للسيّد عليّ الحسيني الميلاني، طبع منشورات الشريف الرضي في قم، الطبعة الأولى سنة ١٤١٣ هـ

٣٩. الإمامة والتبصرة من الحيرة: لأبي الحسن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي، والد الشيخ الصدوق. ( ت ٣٢٩ هـ ). نشر وتحقيق مدرسة الإمام المهدي « عج » في قم، الطبعة الأولى سنة ١٤٠٤ هـ

٤٠. الإمامة والسياسة: لأبي محمّد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري. ( ت ٢٧٦ هـ ).

٦١٤

طبع انتشارات الشريف ارضي في قم، سنة ١٤١٣ ه‍ بالأفسيت عن طبعة بيروت، بتحقيق الأستاذ عليّ شيري.

٤١. إمتاع الأسماع بما للرّسول من الأبناء والأموال والحفدة والمتاع: لأبي العبّاس أحمد بن عليّ بن عبد القادر، المعروف بتقي الدين المقريزي. ( ت ٨٤٥ هـ ). وهو تسع مجلدات مخطوطة، طبع الأول منها فقط في القاهرة.

٤٢. الأموال: لأبي عبيد القاسم بن سلاّم. ( ت ٢٢٤ هـ ). طبع دار الكتب العلمية في بيروت، سنة ١٤٠٦ ه‍ - ١٩٨٦ م.

٤٣. الانتصار: لعلم الهدى السيّد الشريف المرتضى أبي القاسم عليّ بن الحسين الموسوي. ( ت ٤٣٦ هـ ). طبعة المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف، سنة ١٣٩١ ه‍ - ١٩٧١ م، بتقديم السيّد محمّد رضا بن حسين الخرسان.

٤٤. الأنساب: لأبي سعيد عبد الكريم بن محمّد التميمي السمعاني. ( ت ٥٦٢ هـ ). الطبعة الأولى لدار الجنان في بيروت سنة ١٤٠٨ ه‍ - ١٩٨٨ م، بتقديم وتعليق عبد الله عمر البارودي.

٤٥. أنساب الأشراف: لأحمد بن يحيى بن جابر البغدادي البلاذري. ( ت ٢٧٩ هـ ). الطبعة الأولى لمؤسسة الاعلمي في بيروت، بتحقيق وتعليق الشيخ محمّد باقر المحمودي.

٤٦. الإيضاح: للشيخ الأقدم أبي محمّد الفضل بن شاذان بن الخليل الأزدي النيسابوري. ( ت ٢٦٠ هـ ). طبع مطبعة جامعة طهران سنة ١٣٥١ ه‍. ش.

ب

٤٧. البدء والتاريخ: المنسوب إلى أبي زيد أحمد بن سهل البلخي. ( ت ٣٢٣ هـ ). أو الى مطهر بن طاهر المقدسي. طبع مطبعة برطرند سنة ١٩١٦ م.

٤٨. البداية والنهاية: لأبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي. ( ت ٧٧٤ هـ ). الطبعة الأولى لدار إحياء التراث العربي سنة ١٤٠٨ ه‍ - ١٩٨٨ م. بتحقيق عليّ شيري.

٤٩. بديع المعاني في شرح عقيدة الشيباني: لنجم الدين محمّد بن عبد الله الاذرعي العجلولي الشافعي. ( ت ٨٧٦ هـ ). طبع القاهرة.

٥٠. بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار: للمولى الشيخ محمّد باقر المجلسي.

٦١٥

( ت ١١١١ هـ ). طبع مؤسسة الوفاء في بيروت سنة ١٤٠٣ ه‍ - ١٩٨٣ م، عدا المجلد الثامن في المطاعن فانه طبع الكمباني، حجري.

٥١. بشارة المصطفى لشيعة المرتضى: لمحمّد بن محمّد بن عليّ الطبري الامامي ( ت ٥٥٣ هـ ). الطبعة الثانية لمنشورات المكتبة الحيدرية في النجف الأشرف، سنة ١٣٨٣ هـ

٥٢. بصائر الدرجات: لأبي جعفر محمّد بن الحسن بن فروخ الصفّار. ( ت ٢٩٠ هـ ). طبع مؤسسة الأعلمي في طهران، سنة ١٤٠٤ ه‍، الطبعة الثانية، بتقديم وتعليق ميرزا محسن كوجه باغي.

٥٣. بلاغات النساء: لابن طيفور، أبي الفضل أحمد بن أبي طاهر المقدسي. ( ت ٢٨٠ هـ ). طبع مكتبة بصيرتي في قم سنة ١٣٦١ هـ

٥٤. بهجة الآمال في شرح زبدة المقال: لآية الله الحاج ملاّ عليّ العلياري التبريزي. الطبعة الحجرية. وطبع في قم في بنياد فرهنك اسلامي سنة ١٣٧١ هـ

٥٥. البيان: للشهيد الأوّل أبي عبد الله محمّد بن مكي العاملي. ( المستشهد ٧٨٦ هـ ). الطبعة الأولى في قم، سنة ١٤١٢ ه‍، بتحقيق ونشر الشيخ محمّد الحسون.

٥٦. بيت الأحزان: للشيخ عباس بن محمّد رضا بن أبي القاسم القمي. ( ت ١٣٥٩ هـ ). طبع مؤسسة النبأ في طهران، بتحقيق باقر قرباني زرّين.

ت

٥٧. تاج العروس من جواهر القاموس: للسيّد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي. ( ت ١٢٠٥ هـ ). الطبعة الأولى بالمطبعة الخيرية بمصر سنة ١٣٠٦ هـ

٥٨. تاريخ ابن الأثير ( أو الكامل في التاريخ ): لعزّ الدين أبي الحسن عليّ بن أبي الكرم محمّد بن محمّد الشيباني، المعروف بابن الأثير. ( ت ٦٣٠ هـ ). طبعة دار صادر في بيروت سنة ١٣٨٥ هـ

٥٩. تاريخ ابن خلدون ( أو ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الاكبر ): لعبد الرّحمن بن خلدون. ( ت ٨٠٨ هـ ). الطبعة الثانية بدار الفكر في بيروت سنة ١٤٠٨ ه‍ - ١٩٨٨ م، بمراجعة سهيل زكّاز.

٦٠. تاريخ أبي الفداء ( أو المختصر في أخبار البشر ): للعلاّمة إسماعيل بن عليّ بن محمود، المعروف

٦١٦

بأبي الفداء. ( ت ٧٣٢ هـ ). طبع القسطنطينية في مجلّدين.

٦١. تاريخ بغداد: للحافظ أبي بكر أحمد بن عليّ الخطيب البغدادي ( ت ٤٦٣ هـ ). طبع مكتبة إسماعيليان في طهران، بالأفسيت عن طبعة دار الكتاب العربي في بيروت، بالأفسيت عن طبعة مصر بتصحيح محمّد حامد الفقي.

٦٢. تاريخ الخلفاء: للحافظ جلال الدين عبد الرّحمن بن أبي بكر السيوطي. طبع انتشارات الشريف الرضي سنة ١٤١١ ه‍ في قم، بالأفسيت عن طبعة مصر، بتحقيق محيي الدين عبد الحميد.

٦٣. تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس: لحسين بن محمّد بن حسن الديار بكري. ( ت ٩٨٣ هـ ). طبع المطبعة الوهبية في مصر سنة ١٣٨٣ هـ

٦٤. تاريخ دمشق المعروف بتاريخ ابن عساكر: للحافظ أبي القاسم عليّ بن الحسين بن هبة الله الشافعي الدمشقي، المعروف بابن عساكر. ( ت ٥٧١ هـ ). طبع دار التعارف في بيروت سنة ١٣٩٥ هـ

٦٥. تاريخ الطبري ( أو تاريخ الرسل والملوك ): لأبي جعفر محمّد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبري. ( ت ٣١٠ هـ ). طبع المطبعة الحسينية في مصر سنة ١٣٢٦ هـ

٦٦. تاريخ المدينة المنوّرة: لزيد بن عمر بن شبّة النميري البصري. ( ت ١٧٣ هـ ). طبع دار التراث والدار الاسلامية في بيروت سنة ١٤١٠ ه‍ - ١٩٩٠ م، بالأفسيت عن طبعة قديمة، بتحقيق فهيم محمّد شلتوت.

٦٧. تاريخ اليعقوبي: لأحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح اليعقوبي. ( ت ٢٩٢ هـ ). طبع دار صادر في بيروت.

٦٨. تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة: للسيّد شرف الدين عليّ الحسيني الاسترآبادي النجفي. ( ت ٦٤٠ هـ ). الطبعة الأولى في قم.

٦٩. التبيان في تفسير القرآن: لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي. ( ت ٤٦٠ هـ ). طبع مكتب الاعلام الاسلامي في قم ١٤٠٩ ه‍، بالأفسيت عن طبعة دار إحياء التراث العربي في لبنان، بتحقيق وتصحيح أحمد حبيب قصير العاملي.

٧٠. تجارب الأمم: لأحمد بن محمّد بن يعقوب مسكويه. ( ت ٤٢١ هـ ). الطبعة الأولى لدار سروش في طهران سنة ١٩٨٧ م، بتحقيق الدكتور أبي القاسم إمامي.

٦١٧

٧١. التحصين لأسرار ما زاد من أخبار كتاب اليقين: للسيّد رضي الدين عليّ بن طاوس الحلّي. ( ت ٦٦٤ هـ ). الطبعة الأولى لدار الكتاب الجزائري في قم سنة ١٤١٣ هـ

٧٢. تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين: للمحدث الشهير الميرزا محمّد بن رستم بن معتمد خان البدخشي، من علماء القرن الحادي عشر. وهو مخطوط.

٧٣. تذكرة خواص الأمّة: للمؤرخ الحافظ يوسف بن قز أوغلي بن عبد الله، المعروف بسبط ابن الجوزي. ( ت ٦٥٤ هـ ). طبع مكتبة نينوى في طهران، بتقديم السيّد محمّد صادق بحر العلوم.

٧٤. تذكرة الفقهاء: للحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي، المعروف بالعلاّمة الحلّي. ( ت ٧٢٦ هـ ). الطبعة الحجريّة.

٧٥. تطهير الجنان واللسان عن الخطور والتفوّه بثلب معاوية بن أبي سفيان: لأحمد بن محمّد المشهور بابن حجر الهيثمي المكي. ( ت ٩٧٤ هـ ). طبع مكتبة القاهرة بمصر سنة ١٣٨٥ ه‍ ملحقا بالصواعق المحرقة، وطبعة أخرى بهامش الصواعق المحرقة مطبوعة بالمطبعة الميمنية بالقاهرة سنة ١٣١٢ هـ

٧٦. تفسير الإمام الحسن العسكري: وهو التفسير المنسوب للإمام الحادي عشر الحسن بن عليّ العسكري (ع). طبعة حجرية في تبريز سنة ١٣١٥ هـ

٧٧. تفسير البرهان: للعلاّمة المحدّث السيّد هاشم الحسيني البحراني. ( ت ١١٠٧ أو ١١٠٩ هـ ). طبع مؤسسة إسماعيليان في طهران، بتصحيح محمود بن جعفر الموسوي، ومعاونة نجي الله التفريشي.

٧٨. تفسير الحبري: لأبي عبد الله الكوفي، الحسين بن الحكم بن مسلم الحبري. ( ت ٢٨٦ هـ ). الطبعة الأولى لمؤسسة آل البيت في قم سنة ١٤٠٨ ه‍، بتحقيق السيّد محمّد رضا الحسيني.

٧٩. تفسير الشوكاني: للشيخ محمّد بن عليّ بن محمّد الشوكاني. ( ت ١٢٥٠ هـ ). فتح القدير الجامع بين فنّي الرواية والدراية من التفسير.

٨٠. تفسير الصافي: للمولى محمّد محسن بن مرتضى بن محمود، المعروف بالفيض الكاشاني. ( ت ١٠٠٧ هـ ). الطبعة الأولى لمؤسسة الأعلمي في بيروت سنة ١٣٩٩ ه‍ - ١٣٧٩ م، بتصحيح وتقديم وتعليق الشيخ حسين الأعلمي.

٨١. تفسير الطبري: لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبري. ( ت ٣١٠ هـ ). طبع دار المعرفة في بيروت سنة ١٤٠٣ ه‍ - ١٩٨٣ م، بالأفسيت عن الطبعة الأولى لطبعة بولاق بمصر سنة ١٣٢٣ هـ

٦١٨

٨٢. تفسير العياشي: لمحمّد بن مسعود بن عياش السلمي. ( ت ٣٢٠ هـ ). طبع المكتبة العلمية الإسلامية في طهران ١٣٨٠ ه‍، بتحقيق السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي.

٨٣. تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان ( أو تفسير النيسابوري ). للعلاّمة الحسن بن محمّد بن حسين القمّي. ( ت ٨٥٠ هـ ). طبع دار المعرفة في بيروت سنة ١٤٠٣ ه‍ - ١٩٨٣ م، بالأفسيت عن الطبعة الأولى بالمطبعة الأميرية ببولاق مصر سنة ١٣٢٣ ه‍، بهامش تفسير الطبري.

٨٤. تفسير الفخر الرازي ( أو مفاتيح الغيب ): لأبي عبد الله محمّد بن عمر المعروف بفخر الدين الرازي. ( ت ٦٠٦ هـ ). الطبعة الأولى بالمطبعة البهية بمصر.

٨٥. تفسير فرات: لأبي القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، من أعلام الغيبة الصغرى، طبع وزارة الثقافة والارشاد الاسلامي في ايران، الطبعة الأولى سنة ١٤١٠ ه‍ - ١٩٩٠ م، بتحقيق محمّد كاظم.

٨٦. تفسير القرآن العظيم: للحافظ أبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي. ( ت ٧٧٤ هـ ). طبع بولاق بمصر.

٨٧. تفسير القرطبي: لأبي عبد الله المحمّد بن أحمد الأنصاري القرطبي. ( ت ٦٧١ هـ ). طبع دار إحياء التراث العربي في لبنان، بالأفسيت عن طبعة مصر سنة ١٣٧٢ ه‍ - ١٩٥٢ م، بتصحيح أحمد عبد العليم البرذوني.

٨٨. تفسير القمي: لأبي الحسن عليّ بن إبراهيم بن هاشم القمي. ( ت أوائل القرن الرابع الهجري ). الطبعة الثالثة لمؤسسة دار الكتاب في قم سنة ١٤٠٤ ه‍، بتحقيق السيّد طيّب الموسوي الجزائري.

٨٩. تقريب المعارف: لأبي الصلاح تقي بن نجم الحلبي. ( ت ٤٤٧ هـ ). طبع سنة ١٤١٧ ه‍، نشر وتحقيق فارس تبريزيان الحسون.

٩٠. تقوية الإيمان برد تزكية ابن أبي سفيان: للسيّد محمّد عقيل بن عبد الله بن يحيى العلوي الحسيني. ( ت ١٣٥٠ هـ ). الطبعة الأولى لدار الثقافة والنشر في قم سنة ١٤١٢ هـ

٩١. التمهيد في أصول الدين: لأبي بكر محمّد بن الطيب بن محمّد الباقلاني. ( ت ٤٠٣ هـ ). المطبوع بالقاهرة.

٩٢. تهذيب الآثار: لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبري. ( ت ٣١٠ هـ ). الطبعة الأولى بمطبعة المدني في القاهرة. بتحقيق محمود شاكر.

٦١٩

٩٣. تهذيب الأحكام: لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي. ( ت ٤٦٠ هـ ). الطبعة الثالثة لدار الكتب الاسلامية في طهران سنة ١٤٠٦ ه‍، بتحقيق السيّد حسن الموسوي الخرسان.

٩٤. تهذيب التهذيب: لأحمد بن عليّ بن محمّد، المعروف بابن حجر العسقلاني. ( ت ٨٥٢ هـ ). طبع مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد الدكن في الهند سنة ١٣٢٥ هـ

٩٥. التوحيد: للشيخ الأقدم أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي، الملقّب بالشيخ الصدوق. ( ت ٣٨١ هـ ). نشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في قم، بتصحيح وتعليق السيّد هاشم الحسيني الطهراني.

٩٦. توضح الدلائل في تصحيح الفضائل: للمحدث الكبير أحمد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن هادي بن محمّد الحسيني الإيجي الشافعي من اعلام القرن التاسع. مخطوط في مكتبة بارس الوطنية بشيراز برقم ٥٤٣.

٩٧. التيسير بشرح الجامع الصغير: لعبد الرءوف بن تاج العارفين بن عليّ ابن زين العابدين المناوي المصري الشافعي. ( ت ١٠٣١ هـ ). وهو مختصر فيض القدير.

ث

٩٨. ثواب الأعمال وعقاب الأعمال: لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمي، الملقب بالشيخ الصدوق. ( ت ٣٨١ هـ ). نشر مكتبة الصدوق في طهران، بتصحيح وتعليق عليّ أكبر غفاري.

ج

٩٩. الجامع الصغير من حديث البشير النذير: لجلال الدين عبد الرّحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي. ( ت ٩١١ هـ ). طبع دار المعرفة في بيروت، سنة ١٣٩١ هـ

١٠٠. جامع المقاصد في شرح القواعد: للمحقق الثاني عليّ بن الحسين الكركي. ( ت ٩٤٠ هـ ). الطبعة الأولى لمؤسسة آل لبيت في قم سنة ١٤٠٨ هـ

١٠١. الجمع بين الصحيحين: للامام الحافظ أبي عبد الله محمّد بن أبي نصر فتوح الحميدي الأندلسي.

٦٢٠

621

622

623

624

625

626

627