مفاهيم القرآن الجزء ٢

مفاهيم القرآن9%

مفاهيم القرآن مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
تصنيف: مفاهيم القرآن
الصفحات: 627

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 627 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 219091 / تحميل: 6016
الحجم الحجم الحجم
مفاهيم القرآن

مفاهيم القرآن الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

الفقيه في باب ما أحلّ الله من النكاح وما حرّم.

وحبابة بنت جعفر الأسديّة التي روت عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وقالت: رأيت أمير المؤمنين في شرطة الخميس ومعه درّة يضرب بها بيّاع الجريّ والمارماهيّ، والمزماريّ ويقول لهم: « يا بُيّاع مُسوُخ بني إسرائيل » إلى آخر الحديث.

وحكيمة بنت الإمام أبي جعفر محمّد بن عليّ الجوادعليه‌السلام .

وحميدة البربريّة اُمّ الإمام أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام وهي من الثقات التقيّات، وكان مولانا الإمام الصادقعليه‌السلام يرسلها مع اُمّ فروة تقضيان حقوق أهل المدينة.

وزينب بنت أبي سلمة التي كانت من أفقه نساء زمانها، وكانت كثيرة الخير والصدقة وكانت صنّاع تعمل بيدها وتتصدّق بيدها.

وسعيدة التي وقع اسمها في إسناد الكافي فقد روى في باب النوادر من آخر كتاب النكاح عن سعيدة .

وغيرهنّ كثيرات لم نذكر أسماءهنّ اختصاراً وإيجازاً(١) .

وقد برزت هذه النسوة وصعدن إلى تلك المرتبة من العلم والفضيلة، وضاهين الرجال في المقام والمنزلة بفضل الإسلام.

فقد ربّى في حجره مثل هذه النساء العالمات التقيّات ذوات الشخصيّة الرشيدة والمواقف البارزة، والصفحات البيض، والتواريخ المشرقة في شتّى مناحي الحياة الإسلاميّة ولولا الإسلام، وما أولاهن من المنزلة والحظوة لبقيت المرأة تعاني من ما كانت تعانيه من ظلم الجاهليّة وعسفها، وكبتها وتحقيرها.

فقد كانت المرأة في زمن الجاهليّة محرومة من كلّ مزايا الرجال، تحتقر كما يحتقر

__________________

(١) من أراد الوقوف على تفصيل ذكرهنّ وأسمائهنّ فعليه أن يراجع كتاب: أعلام النساء، بلاغات النساء، الخيرات الحسان، والاستيعاب، والإصابة.

٤٤١

الحيوان، وتباع وتشترى كما يشترى ويباع المتاع، حتّى جاء الإسلام وأولاهنّ ما أولاه من الرفعة بعد الضعة، والشرف بعد المقت والعزّة بعد الإهانة والذّل، فتخرّج منهنّ الكاتبات والأديبات والعالمات، والراويات، وربّات الفكر والرأي، وذوات الشخصيّة والشأن الكبير.

على أنّ النساء لم يحصلن على حقوقهنّ في التعليم في ظلّ الحكومة والشريعة الإسلاميّة فقط، بل حصلن على حقوق عادلة في التسوية مع الرجال في اعتناق الدين، واستحقاق الثواب الاُخرويّ، والاحترام الدنيويّ، والميراث، والزواج وحقوق الزوجيّة، والطلاق، والنفقة، والوصيّة.

وجملة القول ؛ أنّه ما وجد دين ولا شرع ولا قانون في أمّة من الأمم أعطى النساء ما أعطاهنّ الإسلام من الحقوق والعناية والكرامة، في جميع المجالات الإنسانيّة.

هذا ولقد كان الإسلام أوّل من عمل على محو الاُميّة ونشر الثقافة والعلم وتعميمها في أوساط الناس فيما كانت الحكومات المعاصرة لعصر النبوّة المحمديّة ـ كالأجهزة الحاكمة في إيران ـ تحظر العلم والثقافة على طبقات الشعب وتحرم اكتسابهما إلّا على الأُمراء وأبناء الاُمراء، وطبقة المؤبذين ( وهم رجال الدين الزرادشتي )(١) .

وإنّ أدلّ دليل على سعي الإسلام لمحو الاُميّة قبل أي أحد هو ما فعله النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله مع أسرى بدر حيث جعل فداء بعض الأسرى الذين كانوا يعرفون القراءة والكتابة، تعليم أولاد المسلمين: القراءة والكتابة.

فقد روى الحلبي في سيرته ذلك قائلاً: ( بعثت قريش في فداء الأسارى وكان الفداء فيهم على قدر أموالهم، وكان من أربعة آلاف إلى ثلاثة آلاف درهم إلى ألفين إلى ألف. ومن لم يكن معه فداء وهو يحسن الكتابة دفع إليه عشرة غلمان من غلمان المدينة ليعلّمهم الكتابة فإذا تعلّموا كان ذلك فداء )(٢) .

__________________

(١) الشاهنامة للفردوسيّ ٦: ٢٥٧ ـ ٢٦٠.

(٢) السيرة الحلبيّة ٢: ٢٠٤.

٤٤٢

على أنّ المنهج الذي اختاره الإسلام هو جعل الإيمان مقروناً بالعلم، والعلم مقروناً بالإيمان فالمكتفي بأحدهما كطائر يحلّق بجناح واحد ولذلك نرى أنّ الله سبحانه يقرن أحدهما بالآخر في كتابه إذ يقول:( يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) ( المجادلة: ١١ ).

وكقوله:( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ ) ( الروم: ٥٦ ).

وممّا يدلّ على ذلك ما نراه ـ إذا سرنا في البلاد الإسلاميّة ـ من بناء الجامعات إلى جنب المساجد الذي يشير بوضوح إلى عدم التفكيك بين العلم والإيمان، وبين الدين والمعرفة في الحوزات الإسلاميّة العلميّة المبثوثة في كلّ أرجاء العالم الإسلاميّ أو انعقاد الحلقات الدراسيّة في المساجد. ولقد بلغ حثّ الإسلام على اكتساب العلم والمعرفة حدّاً بليغاً حتّى أنّه حرّض على الهجرة في سبيل اكتساب العلم، عندما حثّ على أن يخرج من كلّ فريق طائفة تسافر إلى المدينة، ليدركوا حضرة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وليتعلّموا منه ما يحتاجون إليه من العلوم والمعارف الإلهيّة المفيدة ثم يرجعوا إلى قومهم وهو أمر يدلّ ضمناً على أنّ الإسلام كان ممن أسّس بنيان الحوزات العلميّة والجامعات وهي حقيقة يدلّ عليها قوله سبحانه:( فَلَوْلا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) ( التوبة: ١٢٢ ).

فإنّ هذه الآية وإن فسّرت بوجوه غير أنّ الأظهر في تفسير الآية ما روي عن الإمام الصادقعليه‌السلام :

قال عبد الله بن المؤمن الأنصاريّ قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّ قوماً يروون أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « اختلافُ اُمّتي رحمة » فقال: « صدقُوا » فقال: إن كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب ؟ قال: « ليس حيثُ تذهب وذهبُوا، إنّما أراد قول الله عزّ وجلّ:( فَلَوْلا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) فأمرهم أن ينفروا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ويختلفوا إليه فيتعلّموا ثمّ يرجعوا إلى قومهم فيعلّموهم، إنّما أراد اختلافهم من البلدان لا اختلافاً في دين الله إنّما الديّن

٤٤٣

واحد »(١) .

وهذه الآية مضافاً إلى كونها دالّة على وجود مركز أو مراكز علميّة في زمن النبيّ يسافر إليها الأفراد ليتلقّوا فيها العلوم والمعارف اللازمة ؛ تدلّ على وجوب هذا الأمر وجوباً كفائيّاً، ولقد استمرّ وجود هذه المراكز والحوزات العلميّة في زمن الأئمّة: وفي زمن الإمام الصادق خاصّة.

فقد روى أحمد بن محمّد بن عيسى وقال: خرجت إلى الكوفة في طلب الحديث فلقيت بها الحسن بن عليّ الوشا، فسألته أن يخرج لي كتاب العلا بن رزين وأبان بن عثمان، فأخرجهما إليّ فقلت له: أحبّ أن يجيزهما لي فقال: يرحمك الله وما عجلتك، اذهب فاكتبهما واسمع من بعد ذلك، فقال: لا آمن الحدثان، فقال: لو علمت هذا الحديث يكون له هذا الطلب لاستكثرت منه فإنّي أدركت في هذا المسجد ( بالكوفة ) تسعمائة شيخ كلّ يقول حدّثني جعفر ( أي الإمام الصادقعليه‌السلام )(٢) .

وبالتالي فإنّ ما يدلّ على اهتمام الدين الإسلاميّ بانتشار العلوم والأخذ بالمعارف المتنوّعة هو ازدهار العلوم المختلفة بين المسلمين ونبوغهم المطّرد والبارز في شتّى مجالات المعرفة، وتنوّع الكتب والمصنفات التي خلّفها المسلمون وصنّفها علماؤهم وكتّابهم، وكانت أساساً لكثير من العلوم الحديثة.

يبقى أن نعرف أنّ الإسلام لا يطرح صيغة خاصّة لمنهج التعليم، وقد سبق أن قلنا: إنّ خاتمية الدين الإسلاميّ تقتضي أن يبيّن الإسلام الجوهر واللب، وأمّا الصور والأشكال فمتروكة للأجيال والعصور، ومقتضياتها فلا مانع من أن يستفيد المسلمون من أي منهج تعليميّ، وأن يستخدموا أي جهاز يضمن تعميم العلم كالتلفزيون والمذياع شريطة الحفاظ على خلق المجتمع، وقيمه الإسلاميّة العليا. فإنّ الإسلام يخالف كلّ علم يتنافى مع سعادة البشر ويهدّد استقراره.

__________________

(١) نور الثقلين ٢: ٢٣٨.

(٢) رجال النجاشيّ: ٢٨ وتنقيح المقال للمامقانيّ ١: ٢٩٤.

٤٤٤

هذا ولعلّك تعجب إذا علمت أنّ تحصيل العلم في الفنون المختلفة من الطبّ والاقتصاد والحقوق السياسيّة والصنائع المتنوّعة فريضة إسلاميّة يجب على الجميع تعلّمه على نحو الواجب الكفائيّ لكي ترتفع حاجة المسلمين إلى غيرهم، ويأمنوا بذلك من تدخّل الأجانب في شؤونهم، بل الأعجب من ذلك أنّ التحصيل في بعض الشؤون واجب عينيّ وذلك فيما يتعلّق بمعرفة الأحكام الدينيّة من أحكام العبادات والمعاملات كما حقّق في موضعه(١) ، ولأجل ذلك وجب على الحكومة الإسلاميّة أن تخصّص قسماً كبيراً من ميزانيّتها لتأسيس الجامعات الدينيّة، والعلميّة وتهيئة ظروف التعليم والتعلّم حتّى يتسنّى لأبناء الاُمّة تحصيل المعرفة في أي مجال مفيد، وضروريّ لحياة الاُمّة. فإنّ جميع ما سقناه إليك من أدلّة حاثّة على طلب العلم، وإنّ ما وصل إليه المسلمون القدامى من أزدهار، وتقدّم عظيم، في العلوم يستدعيان أن تكون الحكومة الإسلاميّة هي التي تتولّى تهيئة أجواء العلم والتعلّم والتعليم، وإلاّ فكيف يمكن أن يتحقّق ذلك الازدهار ويتحقّق هذا الهدف العظيم، والأمر خارج عن نطاق الأفراد بل هو ميسّر للحكومة وإمكانيّاتها، ولوجوب أن تقتدي هذه الحكومة بسيرة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله حيث تولّى بنفسه تهيئة أجواء التعليم والتعلّم لأبناء المدينة كما مرّ عليك في قصّة أسرى بدر.

الإسلام والعلوم الطبيعيّة

ثمّ انّه لم يكن تأكيد الإسلام على تحصيل العلم ليختصّ بعلم دون علم وبباب دون آخر، وإن كان التأكيد على اكتساب الفقه والعلم بأحكام الدين أشدّ، وأكثر.

فالعلم بأحكام الدين واُصوله وفروعه، أو العلم بما يجري في الطبيعة من السنن والقوانين وكشف غوامض الحياة ومعضلاتها واختراع ما يكون مفيداً للحياة البشريّة ممّا دعا إليه الإسلام من غير فرق بين علم وعلم. ولذلك أمر سبحانه في الكثير من الآيات القرآنيّة بالتدبّر في الكون والسنن الحاكمة فيه، كما هو غير خفيّ على من له إلمام بالكتاب

__________________

(١) راجع فرائد الشيخ الأنصاريّ: ٣٠٠ ـ ٣٠١.

٤٤٥

الكريم.

وتقسيم العلوم إلى دينيّة وغير دينيّة ( أو قديمة وحديثة ) مجرّد اصطلاح وإلاّ فكلّ علم نافع ناجع قد دعا إليه الدين وأمر به الكتاب، وأخذ به المسلمون، وما يعدّ علوماً حديثة فلها جذور في القديم وإنّما حدث التطوّر والتكامل حسب مرور الزمان شأن كلّ ظاهرة وعلم.

ولأجل ذلك نرى أنّ المسلمين اهتمّوا ـ منذ بزوغ الإسلام ـ بمختلف العلوم والمعارف، وبرعوا فيها، وكانوا لكثير منها مكتشفين، وكان منهم المخترعون، والمبدعون.

وقد اعترف بذلك كثير من علماء الغرب والشرق، وأقرّوا للمسلمين به، وبيّنوا جهود المسلمين في هذا المضمار، وعدّوهم آباء العلم الحديث في كثير من المجالات والأصعدة.

ونحن هنا نشير إلى طائفة ممّن كان لهم من المسلمين اكتشافات علميّة :

١. جابر بن حيّان، تلميذ الإمام جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام كان من أشهر علماء الكيمياء. هذا وللرازي وأبو ريحان البيرونيّ بحوث شيّقة وهامّة في الكيمياء أيضاً.

٢. يعقوب ابن إسحاق الكندي ؛ له ١٥ كتاباً في معرفة أحوال الجوّ.

٣. الحسن بن الهيثم ؛ المتولّد عام ٣٠٤ ألّف كتباً عديدة في الضوء وخواصّ المرايا المقعّرة والمحدّبة والمنكسرة.

٤. محمد بن إبراهيم الفزاري، والحجاج بن يوسف بن مطر ؛ لهما ولغيرهما من المسلمين جهود علميّة كبرى في الرياضيّات.

٥. الخواجا نصير الدين الطوسيّ، وأبو معشر البلخيّ، يعود إليهما الكثير من الاختراعات والاكتشافات في علم الهيئة والفلك.

٦. محمّد بن زكريّا الرازي، وأبو عليّ بن سينا، وابن رشد الأندلسيّ يعود إليهما

٤٤٦

الكثير من الأبحاث الطبيّة، ومسائل العلاجات والأدوية.

٧. الكندي والدميريّ والقزوينيّ وابن بطوطة وابن خلدون ؛ ممّن لهم كتب ومؤلّفات واسعة في علم الأحياء، والجغرافيه، وغيرهما من العلوم والمعارف، وغيرهم ممّن لا يمكن إحصاء أسمائهم لكثرتهم وكثرة مؤلّفاتهم.

ويكفي دلالة على تشجيع الإسلام للصناعة ما قاله الإمام الصادقعليه‌السلام في حديث مفصّل: « كلّ ما يتعلّم العبادُ أو يُعلّمون غيرهُم من صُنوف الصناعات مثل الكتابة والحساب والنّجارة والصّياغة والسّراجة والبناء والحياكة والقُصارة والخياطة وصُنعة صنوف التصاوير ما لم يكُن مثل الرّوحانيّ وأنواع صنوف الآلات التي يحتاجُ إليها العبادُ التي منها منافعهُم وبها قوامُهم وفيها بُلغةُ جميع حوائجهم فحلال فعلهُ، وتعليمهُ والعملُ به وفيه لنفسه أو لغيره »(١) .

ثمّ انّ عناية الإسلام بالكتابة وتقييد العلم بواسطتها يعتبر من أبرز الأدلّة على تبنيّ الإسلام للعلم وحرصه عليه فقد كان الإسلام أوّل من روّج الكتابة وحثّ على تعلّمها، وكان ذلك الموقف من الكتابة والتدوين هو السبب الرئيسيّ في كتابة المؤلّفات وتأليف الكتب العديدة الذي كان ـ بدوره ـ خير وسيلة لأحياء العلم، والابقاء عليه فقد روي أنّه كتب الشيعة وحدهم ما يقارب (١٠) آلاف كتاب خلال عهد الإمامين الباقرين خاصّة(٢) .

ولقد وردت أحاديث كثير في هذا الصدد يضيق المجال بذكرها في هذه العجالة ولكنّنا ندرج هنا بعضها على سبيل المثال :

عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: « قيّدُوا العلم بالكتابة »(٣) .

__________________

(١) تحف العقول: ٢٤٦.

(٢) المراجعات: ٣٣٧ المراجعة (١١٠).

(٣) تحف العقول كما في الذريعة ١: ٦، المستدرك للحاكم ١: ١٠٦، كنز العمال ٥: ٢٧٧، البيان والتبيين ١: ١٦١.

٤٤٧

وعن عبد الله بن عمر قال قلت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أقيّد العلم ؟ قال: « نعم »، قيل وما تقييده ؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « كتابتُهُ »(١) .

وعن أبي بصير قال دخلت على أبي عبد الله ( الصادق ) فقال: « ما يمنعُكُم من الكتابة، إنّكُم لن تحفظُوا حتّى تكتبُوا »(٢) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا مات ابنُ آدم انقطع عملهُ إلّا من ثلاث :

صدقة جارية، أو علم ينتفعُ به أو ولد صالح يستغفُر لهُ »(٣) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « المُؤمنُ إذا مات وترك ورقةً واحدةً عليها علم تكُونُ تلك الورقةُ سُتراً فيما بينهُ وبين النّار وأعطاهُ الله بكُلّ حرف مكتُوب عليها مدينةً في الجنّة »(٤) .

وعنهعليه‌السلام أيضاً أنّه قال: « احتفظُوا بكُتبكُم فسوف تحتاجُون إليها »(٥) .

وقالعليه‌السلام : « القلبُ يتّكلُ على الكتابة »(٦) .

وقالعليه‌السلام : « اُكتُب وبُث علمك في إخوانك فإن متّ فأورث كُتُبك بنيك فإنّهُ يأتي على النّاس زمان هرج ما يأنسُون إلّا بكُتُبهم »(٧) .

وعن الإمام الحسنعليه‌السلام أنّه دعا بنيه وبني أخيه فقال: « إنّكُم صغار قوم ويُوشكُ أن تكُونُوا كبار قوم آخرين فتعلّمُوا العلم فمن لم يستطع منكُم أن يحفظهُ فليكتُبهُ وليضعهُ في بيته »(٨) .

هذا وللإمام عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام تعاليم لطيفة في مجال الكتابة وتحسين الخطّ فقد قال لكاتبه عبيد الله بن أبي رافع: « ألق دواتك، وأطل جلفة(٩) قلمك ،

__________________

(١) راجع الذريعة ١: ٦، التاج ١: ٦١.

(٢) مشكاة الأنوار للطبرسيّ: ١٤٢، وروي في الكافي ١: ٥٢ بهذه الصورة: « اكتُبُوا فإنّكُم لا تحفظُون حتّى تكتبُوا ».

(٣) رواه الخمسة إلّا البخاريّ، راجع التاج ١: ٦٦.

(٤) أوثق الوسائل: المقدّمة.

(٥ و ٦ و ٧) الكافي ١: ٥٢.

(٨) بحار الأنوار ٢: ١٥٢.

(٩) الجلفة ما بين مبراه وسنته.

٤٤٨

وفرّج بين السّطُور وقرمط(١) بين الحُرُوف، فإنّ ذلك أجدرُ بصباحة الخطّ »(٢) .

كما روي عنهعليه‌السلام قوله: « الخطّ الحسن يزيد الحقّ وضوحاً »(٣) .

هكذا حثّ الإسلام على الكتابة حثّا بليغاً، وأكيداً، وكفى في ذلك أنّ الله تعالى أقسم بالقلم باعتباره وسيلة فعّالة لنقل المعرفة وتدوينها، وإبقائها.

بحث وتنقيب

ولعلّك تقول: لو حثّ الإسلام مثل هذا الحثّ على الكتابة والتدوين فلماذا نهى الخليفة الثاني عن كتابة الحديث في حين كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يحثّ أصحابه على كتابة ما يسمعونه منه. فقد أخرج صاحب غوالي اللئالي عن عمر بن شعيب عن أبيه وجدّه قال قلت: يا رسول الله أكتب كلّ ما أسمع منك ؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « نعم »، قال: قلت في الرضا والغضب ؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « نعم فإنّي لا أقول في ذلك كلّه إلّا الحقّ »(٤) .

وقد أملىصلى‌الله‌عليه‌وآله كتباً في الشرائع والأحكام كان قد جهّز بها رسله وعمّاله في الأقطار المفتوحة وقد احتفظ بها المسلمون وأوردها أصحاب السير والمعاجم وأهل الحديث والتفسير في كتبهم وهذه الصحف تعرب قبل كلّ شيء عن عناية الرسول بحفظ علوم الرسالة وذخائر النبوّة وأحكام الدين ودساتيره ليستفيد منها القريب ويرجع إليها النائي.

وقد تواتر عن الفريقين أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قبض وفي قراب سيفه أو ذؤابة سيفه كتاب أو كتابان(٥) .

__________________

(١) القرمطة بين الحروف، المقاربة بينها وتضييق فواصلها.

(٢) نهج البلاغة: قصار الكلم ( الرقم ٣١٥ ).

(٣) حديث مشهور.

(٤) راجع الذريعة ١: ٦، التاج ١: ٦١.

(٥) صرّح بذلك إمام الحنابلة في مواضع من مسنده راجع المسند ١: ٨١، ١٠٠، ١١٩، ١٢٦، ١٣٢، صحيح مسلم ٤: ٢١٧، السنن الكبرى ٨: ٣٠.

٤٤٩

وقد اعتمد على هذا الكتاب أئمّة أهل الحديث في مختلف الأبواب والأحكام واكثر النقل عنه المحدّث الحرّ العامليّ في جامعه الكبير وينهي إسناده إلى أئمّة أهل البيت(١) .

قال ابن عمر: إنّ قريشاً قالت: إنّك تكتب عن رسول الله وهو بشر يغضب يعنون به أنّه يقول عند الغضب باطلاً، فعرضت كلامهم على رسول الله قال: « اكتب فإنّي لا أقُولُ إلّا حقّاً » أو أشار إلى شفتيه وقال: « لا يخرُجُ منهُما إلّا الحقّ اكتُب »(٢) .

وقد أملى رسول الله كثيراً من الأحكام على ( علي ) فدوّن أمالي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حياته، واشتهر بكتاب عليّ، وقد روى عنه البخاريّ في صحيحه في باب كتابة الحديث وباب « إثم من تبرّأ من مواليه ».

وقد أكثر عنه النقل الإمامان الباقر والصادقعليهما‌السلام ورآه كثير من أصحابهما كزرارة بن اُعين ومحمد بن مسلم وأبي بصير ونظرائهم.

وأخرج الشيخ أو العباس النجاشي ( المتوفّى عام ٤٥٠ ) في ترجمة « محمّد بن عذافر » عن عذار الصيرفيّ قال: كنت مع الحكم بن عيينة، عند أبي جعفر محمّد بن علي الباقرعليه‌السلام فجعل يسأله وكان أبو جعفر له مكرهاً فاختلفا في شيء، فقال أبو جعفر: « يا بنيّ قم فأخرج كتاب عليّ » فاخرج كتاباً مدرجاً عظيماً، ففتح وجعل ينظر حتى أخرج المسألة، فقال أبو جعفر: « هذا خطّ عليّ وإملاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأقبل على الحكم وقال: « يا أبا محمّد: إذهب وسلمة والمقداد حيث شئتم يميناً وشمالاً، فوالله لا تجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل عليهم جبرائيل »(٣) .

والحديث عمّا كتبه عليّعليه‌السلام كثير، وأخرج المشايخ والمحمّدون الثلاثة روايات جمّة عنه ينتهون بإسنادها إلى أئمة الحديث مبثوثة في كتب الطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحجّ والجهاد والأمر بالمعروف والتجارة والوصايا والطلاق والنكاح

__________________

(١) راجع وسائل الشيعة كتاب القصاص.

(٢) مستدرك الحاكم ١: ٤.

(٣) فهرست النجاشيّ: ٢٥٥ ( طبعة الهند ).

٤٥٠

والأطعمة والأشربة والحدود والقصاص والديات والقضاء والأيمان والصيد والميراث وإحياء الموات(١) .

ثمّ إنّ الشيعة في الصدر الأوّل اقتفوا أثر إمامهم في الكتابة والتأليف فاهتمّوا بجمع أحاديث الأحكام والفرائض والقضايا وأخبار المغازي، وتراجم الرجال وقد جمع أسماءهم الشيخ أبو العباس النجاشيّ في أوّل رجاله.

ثمّ الذين نشأوا بعد الطبقة الاُولى نهجوا منهاج سلفهم، حذو القذّة بالقذّة في كلّ قرن وجيل ؛ رغم ما كانت تواجههم من الظروف القاسية والكوارث الداهمة ورغم ما كانوا يعانون من السلطات الغاشمة

فإنّ الشيعة رغم كلّ تلك المصاعب ألّفوا كتباً ثمينة جمعوا فيها شذرات الحديث وشوارد السير واُصول الأخلاق، ونهضوا بهذه المهمّة بعزم راسخ لا يعرف الكلل والملل مثابرين على العمل، ومعانين في طريق هدفهم كثيراً من الأذى حفاظاً على حياض الشريعة الإسلاميّة وصوناً لكنوزها، وبثّاً لتعاليم الحنيفيّة البيضاء.

وقد ترجم الشيخ أبو العباس النجاشيّ صاحب الفهرست المعروف في صدر كتابه بعض رجال الشيعة ممّن يعدّون من المؤلّفين في الطبقة الاُولى.

ودونك أسماء عدّة منهم من الذين ذكرهم الشيخ أبو العباس النجاشيّ بهذا العنوان في أوّل فهرسته :

١. أبو رافع ؛ مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وصاحب بيت مال أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام صنف كتاب السنن والأحكام والقضايا.

٢. عبيد الله بن أبي رافع ؛ كاتب أمير المؤمنين وأوّل من ألّف في الرجال، ترجم من أصحاب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله من شهد منهم حروب أمير المؤمنينعليه‌السلام الجمل وصفين.

__________________

(١) راجع وسائل الشيعة في هذه الكتب وقد جمع العلاّمة الشيخ الأحمديّ في كتابه القيّم « مكاتيب الرسول » ١: ٨٢ ـ ٨٨ ما بثّه صاحب الوسائل في جامعه على نسق الكتب الفقهيّة.

٤٥١

٣. عليّ بن أبي رافع ؛ كاتب أمير المؤمنينعليه‌السلام صنف كتاباً في فنون من الفقه: الوضوء والصلاة وسائر الأبواب.

٤. ربيعة بن سميع ؛ صنّف كتاب زكاة النعم على ما سمعه عن أمير المؤمنينعليه‌السلام في صدقات النعم وما يؤخذ من ذلك.

٥. أبو صادق سليم بن قيس الهلالي ؛ صاحب أمير المؤمنين ألّف أصله المعروف المطبوع.

٦. الأصبغ بن نباتة المجاشعيّ، من خيار أصحاب أمير المؤمنين ومن شرطة الخميس له كتاب عهد أمير المؤمنين إلى مالك الأشتر النخعيّ ووصيّته إلى ابنه محمّد بن الحنفيّة.

٧. أبو عبد الله سلمان الفارسي ؛ له كتاب ( خبر جاثليق ) وقد أملى الخطبة الطويلة والاحتجاجات.

٨. أبو ذرّ الغفاري ؛ له كتاب وصايا النبيّ وشرحه العلاّمة المجلسي وأسماه عين الحياة.

هذا حال الطبقة الاُولى منهم وأمّا الذين أتوا بعدهم فالرواة منهم المعاصرون للأئمّة الهداة في مجموع القرنين منذ قبض الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى عصر العسكريعليه‌السلام لم يؤثر عنهم فتور في تدوين العلوم وضبط الحديث، وجمع قواعد الفقه وتنسيق طبقات الرجال وضمّ حلقات التفسير وإتقان مباني واُسس الكلام إلى غير ذلك.

كلّ ذلك يشهد على مبلغ اهتمامهم بتلقّي أنواع المعارف والعلوم من معادنها في السرّ والعلانية، وتغنينا عن إفاضة القول وسرد الشواهد، الفهارس المؤلّفة لكتب الشيعة في القرون الإسلاميّة الغابرة ولا سيّما ما ألّفه العلاّمة المتتبّع المغفور له الشيخ أغا بزرگ الطهرانيّ في أثره الخالد ( الذريعة إلى تصانيف الشيعة ) المطبوع في خمسة وعشرين جزء.

٤٥٢

وأظنّ أنّ الموضوع لا يحتاج إلى أن نتوسّع فيه أكثر من ذلك وهذا كتاب الله سبحانه يحثّ في أطول آيات كتابه(١) على كتابة ما يتوصّل بها إلى حفظ عرض دنيويّ زائل ومتاع مندثر، أفلا يجوز لنا من هذا الحثّ الأكيد استنباط لزوم الاهتمام بما ننال به المقاصد العالية ويفوز الإنسان به بالسعادة الخالدة ؟

حول الحديث الموضوع

وبعد ذلك كله لا اعتبار بما نسبوه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من أنّه قال: « لا تكتبوا عنّي شيئاً سوى القرآن فمن كتب عنّي غير القرآن فليمحه »(٢) أو أنّه لم يأذن بكتابة الحديث على ما رواه الترمذيّ عن أبي سعد قال: استأذنا النبيّ في الكتابة فلم يأذن لنا(٣) .

وأغرب منه ما رواه الحاكم بسنده عن عائشة قالت: جمع أبي الحديث عن رسول الله فكانت خمسمائة حديث فبات يتقلّب، قالت فغمّني كثيراً، فقلت يتقلّب لشكوى أو لشيء بلغه، فلّما أصبح قال: أي بنيّة هلمّي الأحاديث التي عندك ! فجئته بها فأحرقها، وقال خشيت أن أمُوت وهي عندك فيكون فيها أحاديث عن رجل ائتمنته ووثقت به ولم يكن كما حدّثني فأكون قد تقلّدت ذلك(٤) .

وأظنّ أنّ ما اُلصق برسول الله من مختلقات الحديث وضعها القائل أو القائلون لأغراض وغايات سياسيّة وأظنّ أنّ الذي دفع الوضّاعين إلى إعزاء ما اختلقوه إلى رسول الله أحد أمرين أو كليهما :

إمّا لأنّ المعتمد في كتابة أحاديث الرسول آنذاك كان هو الإمام عليّعليه‌السلام دون سائر الصحابة، وكان ذلك يعدّ فضيلة رابية للإمام، فحاول أعداؤه ومناوؤه طمسها فاختلقوا ما اختلقوا لكي يصبح عمل الإمام في استقلاله بالتدوين، أو تبرّزه في هذا الباب عملاً غير مشروع.

__________________

(١) سورة البقرة ٢: الآية (٢٨٢) آية الدين.

(٢) رواه الدارميّ في مقدّمة سننه.

(٣) صحيح الترمذيّ ٢: ٩١ ( طبعة الهند ).

(٤) جمع الجوامع للسيوطيّ ٢: ١٤٧.

٤٥٣

وإمّا لأنّ تلك الأحاديث فيها الكثير ممّا قاله النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في فضل عليّعليه‌السلام وعظم شأنه، فلو سوّغت كتابة الأحاديث وأحاط بها الناس علماً وتناقلها المسلمون في شتّى الأقطار، لأدّت إلى ظهور الإمامعليه‌السلام على سائر الصحابة، وكونه الأحقّ في تسنّم منصب الخلافة بعد الرسول وفي ذلك ما فيه من الخطر على من تسنّموا عرشها بغير حقّ وبغير دليل.

فلو كان كتابة الحديث وضبطه في الصحائف والجلود أمراً مرغوباً عنه فلماذا أملى النبيّ بنفسه كتباً في الشرائع والأحكام وجهّز بها رسله وعماله في الأقطار المفتوحة.

ولو كان نهي النبيّ بمرأى ومسمع من أصحابه وأنصاره، فلماذا استفتى عمر أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في ذلك فأشاروا عليه أن يكتب فطفق عمر يستخير الله شهراً ثمّ أصبح يوماً وقد عزم الله له فقال: إنّي كنت اُريد أن أكتب السنن وإنّي ذكرت قوماً كانوا قبلكم كتبوا كتباً فأكبّوا عليها وتركوا كتاب الله وإنّي والله لا أشوب كتاب الله بشيء أبداً ولا اُلبس كتاب الله بشيء أبداً(١) .

والعذر الذي جاء به الخليفة في كلامه يشبه ما في كلام بعضهم في تفسير نهي النبيّ عن الكتابة من أنّ نهيهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن كتابة الحديث كان لخوفهصلى‌الله‌عليه‌وآله من اختلاط الحديث بالقرآن.

ولا يخفى ما فيه من الخبط والخطأ فإنّ ما يفسده أكثر ممّا يصلحه إذ معنى ما ذكره هو إبطال معجزة القرآن وهدم اُصولها من القواعد، وإنّ معنى ذلك كون بلاغة القرآن والحديث والخطب المرويّة من باب واحد هو باطل، والله سبحانه يقول:( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) ( الإسراء: ٨٨ ).

وقد حقّق في محلّه أنّ القرآن وحي بلفظه ومعناه، لا يشبه كلام الإنسان من حيث

__________________

(١) رواه الكاتب المتتبع المعاصر أبو ريّه عن الحافظ بن عبد ربه والبيهقي في أضواء على السنّة المحمديّة ص ٤٣.

٤٥٤

الصياغة والانسجام، والحديث وحي بمعناه دون لفظه، فهو من جهة اللفظ والصياغة كلام بشريّ يمكن مباراته.

وهناك عذر آخر لا يقلّ في الوهن والضعف عن الأوّل جاء به بعض المعاصرين قال: يمكن أن تكون حكمة النهي عن كتابة الحديث هو أن لا تكثر أوامر التشريع، ولا تتّسع أدلّة الأحكام وهو ما كان يتحاشاهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى كان يكره كثرة السؤال، أو يكون من أحاديث في اُمور خاصّة بوقتها بحيث لا يصح الاستمرار في العمل بها. ونحن لا نعلّق عليها إلّا شيئاً طفيفاً إذ القارئ الكريم أعرف بحالها، إذ أي صلة بين كتابة حديث نافع وسنّة متّبعة تتّصل بحياة المسلمين الفرديّة والاجتماعيّة وتحتلّ مكاناً سامياً في استنباط كثير من الأحكام التي كانوا يواجهونها بعد عصر الرسالة عندما توسّعت الحكومة الإسلاميّة وتلوّنت حياتهم بألوان حضارة جديدة، ولم يكن لهم بها عهد في عصر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وبين كثرة السؤال عن أشياء لا تهمّ السائل معرفتها.

على أنّ ما اعتذر به الكاتب في تصحيح النهي عن تدوين السنّة يستدعي النهي عن كتابة القرآن وهما في المقام سواسية، لأنّ عمق معاني القرآن وغزارة مقاصده تؤدّي بالباحث إلى كثرة التساؤل واتّساع أدلّة الأحكام وتكثر أوامر التشريع، وبالتالي يستلزم تسلسل الأسئلة.

ولا يتردّد المحقّق الباحث في أنّ ما عزوه إلى النبيّ من مخاريق الأوهام الباطلة التي نحتوها لأغراض سياسيّة، لتصحيح فعل الخليفة ونهيه عن كتابة الحديث وسنّة النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وما ارتكبه الخليفة عثرة لا تقال، فالله يعلم كم خسر الإسلام والمسلمون من جرّائها لولا أن تدارك الخسران العظيم عمر بن عبد العزيز فكتب من الشام إلى أبي بكر ابن حزم وهو من كبار المحدّثين بالمدينة: انظر من حديث رسول الله فاكتبه، فإنّي خفت دروس العلم وذهاب العلماء(١) .

__________________

(١) صحيح البخاريّ ١: ٢٧ كتاب العلم.

٤٥٥

برامج الحكومة الإسلاميّة ووظائفها

٢

الحكومة الإسلاميّة

والحقوق الفرديّة والاجتماعيّة

حاجة المجتمعات إلى الحقوق

بما أنّ الإنسان بطبيعته ذو تطلّعات وحاجات تزداد بتوسّع التمدّن وتقدّم الحضارة، وبما أنّ الحياة الاجتماعيّة لا تنفكّ عن إقامة العلاقات والروابط بين أبناء البشريّة، وبما أنّ وصول الأفراد إلى تطلّعاتهم وحاجاتهم لا ينفكّ عن التزاحم والتصادم والاختلاف والتشاجر، كان لا بدّ من حلّ هذا الاختلاف والتنازع، ووضع العلاقات الاجتماعيّة في الإطار الصحيح.

وقد كان هذا الحلّ يتمّ ـ في العصور السابقة ـ بالقوّة، وقدرة السلاح وكان المنطق الحاكم هو ( الحقّ لمن غلب )، غير أنّ تقدّم البشريّة في مدارج التربية أوجد لديها فكرة التنظيم وحلّ الاختلافات بين أفراد البشر بغير وسيلة القوّة، والسلاح، ومن هنا تكوّن ما يسمّى بعلم الحقوق، فعلم الحقوق عبارة عن الاُصول والقواعد التي تنظّم علاقات الأفراد، والتي يجب أن تسود المجتمعات حتماً، ولا يتخلّف عنها أحد أبداً.

٤٥٦

وبعبارة اُخرى ؛ إنّ الحقوق عبارة عن ( مجموع القواعد والقوانين المقرّرة لحفظ الأفراد وترقية المجتمع البشريّ، وعلى ذلك ينطبق علم الحقوق على قسم من الفقه الإسلاميّ، ويكون شعبة من الفقه ).

ولقد كان الفقه الإسلاميّ القانون الوحيد الحافظ لحقوق الأفراد والجماعات في الشرق الإسلاميّ إلى أوائل القرن الرابع عشر حتّى أن قامت الثورات الشعبية (؟) وأسّست مجالس الاُمّة، وسنّت القوانين الجديدة، وتركت القوانين الإسلاميّة جانباً وقد خسر المسلمون، بالعدول عن القوانين الإسلاميّة إلى تلك القوانين البشريّة المقتبسة من الغرب، خسر المسلمون ـ بسبب ذلك ـ العدل والرحمة، والإنسانيّة والاستقرار والدقّة.

تقسيمات الحقوق

لقد قسّم علماء الحقوق القوانين والحقوق(١) إلى :

أ ـ داخليّة ؛ تختصّ بالعلاقات المتقابلة بين أفراد الاُمّة الواحدة.

ب ـ خارجيّة ؛ تختص بالعلاقات المتقابلة بين الأمم والدول المختلفة.

وكلّ من الداخليّة والخارجيّة ينقسمان إلى خاصّة، وعامّة، وإليك فيما يأتي تفصيل هذه التقسيمات إجمالاً :

أ ـ الحقوق الداخليّة

والعامّة منها تنقسم إلى ثلاث شعب هي :

الاُولى / القانون الأساسيّ الذي يقوم في إطاره كلّ الروابط والعلاقات بين الأفراد، وتقوم كلّ التشكيلات الحاكمة على حياة الاُمّة فهو بمثابة ( الاُسس الكليّة لأي

__________________

(١) ليس المراد بالحقوق ـ هنا ـ هو المعنى الخاصّ له، بل هو مطلق القوانين ولذلك يكون الحقوق بمعناه الخاصّ المصطلح فقهياً جزءاً من هذا البحث.

٤٥٧

نظام ).

الثانية / القوانين المختصّة بالدوائر الحكوميّة وحدود وظائفها، وما يحدّد علاقات الأفراد ( موظّفين ومراجعين ) بها.

الثالثة / الحقوق والقوانين الجزائيّة التي يتميّز بها المعتدي عن غير المعتدي والمجرم عن غير المجرم، وتكون مانعة للأفراد عن الأعمال والتصرّفات المخلّة بالنظام.

وأمّا الخاصّة فهي تنقسم أيضاً إلى ثلاث شعب هي :

الاُولى / الحقوق المدنيّة وهي المتعلّقة بالأفراد في إطار العلاقات العائليّة والتي تسمّى الآن بالأحوال الشخصيّة، كالنكاح والطلاق والميراث وما شابه.

الثانية / القوانين والمسائل المرتبطة بالقضاء التي يستطيع الأفراد بالتوسّل بها أن يستوفوا حقوقهم الضائعة.

الثالثة / القوانين المتعلّقة بالعلاقات والمبادلات التجاريّة.

ب ـ الحقوق الخارجيّة ( الدوليّة )

والعامّة منها هي التي تبيّن وترسم كيفية علاقات الدول مع الدول، والحكومات مع الحكومات، ويندرج في ذلك المعاهدات وغيرها ممّا يدور بين الدول.

والخاصّة، هي التي ترتبط بعلاقة الدولة أو أفراد الشعب مع أتباع دولة اُخرى.

هذه هي ثمانية أنواع من القوانين والحقوق حسب التقسيم الحديث.

الإسلام والحقوق

لقد حظيت الحقوق ـ في الفقه الإسلاميّ ـ بأفضل مكانة في تشريعاته وتعاليمه بل إنّ الحقوق التي رسمها الإسلام وبيّنها على لسان القرآن أو السنّة الشريفة تعتبر من أدقّ، وأمتن الحقوق، وأكثرها إنسانيّة ورحمة وعقلانيّة. غير أنّ هناك ـ مضافاً إلى ذلك ـ خصائص تمتاز بها الحقوق الإسلاميّة عن الحقوق التي تطرحها القوانين البشريّة

٤٥٨

الوضعيّة هي :

أوّلاً: انّ الحقوق والقوانين التي جاء بها الإسلام تستمدّ اُصولها، وجزئياتها من ( الوحي الإلهيّ )، ولذلك فهي لا تقبل التغيير والتبديل، ولكنّ الحقوق التي طرحتها الأنظمة البشريّة فحيث أنّها تنبع من العلم البشريّ المحدود فهي تتعرّض دائماً للتغيير والتطوير لضيق آفاق العقل البشريّ.

ثانياً: أنّ الحقوق في الإسلام حيث تكون تابعة للمصالح والمفاسد الواقعية ونابعة من الملاكات الحقيقيّة فإنّها لا تخضع لأيّ زيادة أو نقصان وأيّ تطوير وتحوير، لانّها تقوم على أساس الواقع الإنسانيّ الثابت، والفطرة الحقيقيّة التي لا تتغيّر، والمصالح والمفاسد الموجودة في أفعال الإنسان وأعماله، ولكنّ الحقوق التي عرضتها الأنظمة والقوانين الوضعيّة حيث تنبع من الأهواء والميول والرغبات الفرديّة أو الجماعيّة فإنّها كثيراً ما تنالها أيدي التطوير والحذف لما يظهر فيها من عجز وضعف.

نعم إنّ القوانين والحقوق الإسلاميّة وإن كان بعضها يتغيّر شكلاً وإطاراً لكنّها لا تتغيّر جوهراً ومضموناً، ولقد أشبعنا القول في هذا الأمر في بحث الخاتميّة(١) .

ثالثاً: إنّ القوانين الإسلاميّة حيث تكون صادرة من مصدر ربّانيّ وتكون موجّهة إلى مؤمنين معتقدين بشرائعه ووعوده ومواعيده تتمتّع طبعاً وبالذات بخاصّية الانقياد النفسيّ والخضوع الكامل والطاعة التامّة لها.

وحيث تكون القوانين الوضعيّة البشريّة صادرة من الأدمغة البشريّة لا يجد الإنسان أي دافع ذاتيّ إلى التقيّد بها وتطبيق العمل عليها إلّا بدافع الإكراه وتحت طائلة القانون، وخوفاً من سلطات الدولة.

ولا يخفى على أي ذي لبّ رجحان الأوّل على الثاني في ميزان الحياة.

ثمّ إنّ اُمّهات هذه التقسيمات الحديثة الثمانية من القوانين والحقوق موجودة

__________________

(١) راجع هذا البحث في الجزء الثالث من المجموعة القرآنيّة التي تفسير الآيات تفسيراً موضوعياً وفي ضوء القرآن.

٤٥٩

بمغزاها في التشريع الإسلاميّ وإن لم تكن تحت العناوين والتسميات الحديثة فالقانون الأساسيّ في الإسلام هو عبارة عن الأحكام والاُصول الكليّة الموجودة في الكتاب والسنّة غير المتغيّرة عبر الزمان والمكان، والتي يجب أن يقوم عليها كلّ تخطيط وتنظيم لحياة المسلمين في جميع المجالات.

أمّا النظام الإداريّ ( وهو القسم الثاني من الحقوق الداخليّة العامّة ) فتجدها مذكورة بتوسّع وتفصيل في كتب الفقه وقد أخذها فقهاء الإسلام من سيرة النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله وسنّته الشريفة، وسيرة الإمام عليّ وكلماتهعليه‌السلام وغيرهما في المجال الإداريّ والتدبير الحكوميّ، ويمكن للقارئ الكريم أن يقف على الكثير منها في الكتابين التاليين :

١. الراعي والرعيّة للفكيكيّ.

٢. نظام الحكم والإدارة في الإسلام للقرشيّ وغيرهما.

وأمّا الحقوق والقوانين الجزائيّة فقد ألّف فيها علماء الإسلام المطوّلات والمختصرات التي تحتوي على تفصيلاتها وجزئيّاتها فلاحظ كتب الحدود والقصاص والديات هذا كلّه في مجال الحقوق والقوانين الداخليّة العامّة.

وأمّا الداخليّة الخاصّة الراجعة إلى العلاقات العائليّة والشخصيّة فقد بسط فيها الفقهاء القول تحت عنوان « الأحوال الشخصيّة » والمذكورة ـ قديماً ـ تحت عناوين النكاح والطلاق والميراث والوصايا وما شابهها.

وأمّا ما يرجع إلى القضاء فقد بحث عنها الفقهاء تحت عنوان القضاء والشهادات.

وأمّا ما يرجع إلى ( العلاقات التجاريّة ) فقد بيّن الفقهاء أحكامها المفصّلة في كتبهم تحت العناوين التالية: التجارة، الخيار، السلف، المفلس، الحجر، الضمان، الصلح، العارية، الوديعة، الشركة، المضاربة، المزارعة، المساقاة، الإجارة، الوكالة، الوقف، السبق والرماية.

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

وروى محبّ الدين الطبريّ في ذخائر العقبى: ١٦ ) وابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة (٩٠) بسنديهما إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: أنا وأهل بيتي شجرة في الجنّة، وأغصانها في الدنيا، فمن تمسّك بنا اتّخذ إلى ربّه سبيلا.

والروايات في هذا الباب أكثر من أن تحصى، وقد ألمحنا إلى بعضها، لكي لا يخلو منها هذا الموضع.

٦٠١

٦٠٢

الطّرفة الثالثة والثلاثون

روى هذه الطّرفة - عن كتاب الطّرف - العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢؛ ٥٤٦ - ٥٤٧ ) وصرّح بأنّها في كتاب مصباح الأنوار بإسناده إلى كتاب الوصيّة لعيسى الضرير، ونقل هذه الطّرفة أيضا العلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢؛ ٩٥ ) باختصار.

قال عليّعليه‌السلام : غسلت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنا وحدي وهو في قميصه، فذهبت أنزع عنه القميص، فقال جبرئيل: لا تجرّد أخاك من قميصه؛ فإنّ الله لم يجرّده

في كتاب سليم بن قيس (٧٤) قال: سمعت البراء بن عازب، يقول: ولقد أراد عليّعليه‌السلام أن ينزع قميص رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فصاح به صائح: لا تنزع قميص نبيّك يا عليّ، فأدخل يده تحت القميص فغسّله، ثمّ حنّطه، وكفّنه، ثمّ نزع القميص عند تكفينه وتحنيطه.

وفي تفسير العيّاشي ( ج ١؛ ٢٣٤ ) عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام ، قال: لما قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سمعوا صوتا من جانب البيت - ولم يروا شخصا - يقول: واستروا عورة نبيّكم، فلمّا وضعه على السرير نودي: يا عليّ، لا تخلع القميص، فغسّله عليّعليه‌السلام في قميصه.

وفي الخصال (٥٧٣) بسنده عن مكحول في المناقب السبعين الّتي لأمير المؤمنين لم يشركه فيها أحد، وفيه قول عليّعليه‌السلام : وأمّا السادسة عشرة، فإنّي أردت أن أجرّده، فنوديت « يا وصي محمّد، لا تجرّده، فغسّله والقميص عليه »، فلا والّذي أكرمني بالنبوّة،

٦٠٣

وخصّه بالرسالة، ما رأيت له عورة، خصّني الله بذلك من بين أصحابه.

وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢؛ ٢٥١ ) عن تهذيب الأحكام ( ج ١؛ ١٣٢ ) لمّا همّ عليّعليه‌السلام بغسل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله سمعنا صوتا في البيت « إنّ نبيّكم طاهر مطهّر، فادفنوه ولا تغسّلوه »، فقال عليّعليه‌السلام : اخسأ عدوّ الله؛ فإنّه أمرني بغسله وكفنه، وذلك سنّة، ثمّ قال: نادى مناد آخر غير تلك النغمة « يا عليّ، استر عورة نبيّك، ولا تنزع القميص ».

وفي مجمع الزوائد للهيثمي ( ج ٩؛ ٣٦ ) بسنده عن ابن عبّاس، في حديث تغسيل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : فلمّا قضى قام عليّعليه‌السلام وأغلق الباب، وجاء العبّاس ومعه بنو عبد المطّلب، فقاموا على الباب، فجعل عليّعليه‌السلام يقول: بأبي أنت وأمّي طبت حيّا وطبت ميّتا، قال عليّعليه‌السلام : أدخلوا عليّ الفضل بن العبّاس، فقالت الأنصار: نشدناكم بالله ونصيبنا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأدخلوا رجلا منهم، يقال له أوس بن خوليّ، يحمل جرّة بإحدى يديه، فسمعوا صوتا في البيت: « لا تجردوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واغسلوه كما هو في قميصه »، فغسّله عليّعليه‌السلام ؛ يدخل يده من تحت القميص.

وفي الوفا بأحوال المصطفى (٨١٠) عن عائشة، قالت: لما أرادوا غسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قالوا: والله ما ندري أنجرّد رسول الله من ثيابه كما نجرّد موتانا، أم نغسّله وعليه ثيابه؟ فلمّا اختلفوا أرسل الله عليهم السّنة، حتّى والله ما من القوم رجل إلاّ وذقنه في صدره نائما، قالت: ثمّ كلّمهم من ناحية البيت هاتف لا يدرون من هو، فقال: اغسلوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليه ثيابه، قالت: فقاموا إليه فغسّلوه وعليه قميصه، يفاض عليه الماء والسدر، ويدلّكه الرجال بالقميص، وكانت تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسّل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلاّ نساؤه.

وأخرج هذا الحديث الحاكم في المستدرك ( ج ٣؛ ٥٩ - ٦٠ ) وقال: « هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه »، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوّة ( ج ٧؛ ٢٤٢ ) وقال: « هذا إسناد صحيح » وساق له شاهدا.

وأنا أشهد الله، أنّ هذا الكلام صدر من أمّ المؤمنين عائشة، لكنّها لم تملك أن أظهرت حقدها فلم تبيّن من غسّله، ولمن كان هذا النداء، مع أنّنا علمنا أنّ عليّاعليه‌السلام هو الّذي غسّله

٦٠٤

والفضل يناوله الماء، ومن ثمّ أدخل أوس بن خوليّ كرامة للأنصار، فترى من هم الرجال في قولها « فقاموا إليه »؟ وقولها، « يدلّكه الرجال بالقميص »؟! إنّها لا تطيب نفسا بخير لعليّ ابن أبي طالب، وأمّا السّنة الّتي ألقيت عليهم، فهي من عنديّات عائشة؛ لأنّ اعترافها بسماع عليّ أصوات الملائكة وجبرئيل أثقل عليها من جبل على ظهر نملة، ويظهر ذلك واضحا من قولها الأخير.

انظر تغسيل عليّعليه‌السلام للنبي من وراء القميص، وأنّه لم يجرّده، في المسترشد (١٦٩) والإرشاد (١٠٠) وإعلام الورى (٨٥) وأمالي الطوسي (٦٦٠) وشرح النهج ( ج ١٣؛ ٣٨ ) وطبقات ابن سعد ( ج ٢؛ ٢٧٥ - ٢٧٧ ) وتاريخ الطبريّ ( ج ٥؛ ٢٠٤ ) وتاريخ ابن الأثير ( ج ٢؛ ٣٣٢ - ٣٣٣ ) والبداية والنهاية ( ج ٥؛ ٢٨٠ - ٢٨٣ ) وسيرة ابن هشام ( ج ٤؛ ٣١٣ ) والرياض النضرة ( ج ٢؛ ١٤٠ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩؛ ٣٦ ).

[ قال عليّعليه‌السلام ]: فغسّلته بالروح والريحان والرحمة، والملائكة الكرام الأبرار الأخيار، تشير لي وتمسك، وأكلّم ساعة بعد ساعة، ولا أقلب منه عضوا إلاّ قلب لي

في أمالي الطوسي (٥٤٧) بسنده عن أبي ذرّ في مناشدة عليّعليه‌السلام يوم الشورى، وفيها قولهعليه‌السلام : فهل فيكم أحد غسّل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مع الملائكة المقربين بالروح والريحان، تقلّبه لي الملائكة، وأنا أسمع قولهم، وهم يقولون: « استروا عورة نبيّكم ستركم الله »، غيري؟ قالوا: لا.

وفي المسترشد (٣٣٨) قال عليّعليه‌السلام يوم الشورى: نشدتكم الله، أفيكم أحد غسّل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالروح والريحان مع الملائكة المقرّبين غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.

وقد مرّ ما فيه الكفاية في أنّ الإمام عليّاعليه‌السلام كان يسمع صوت الملائكة، وفتح له عن بصره فرآهم، وأنّ جبرئيل في جمع من الملائكة الكرام غسّلوا النبي معهعليه‌السلام ، وحسبك من ذلك قوله في نهج البلاغة ( ج ٢؛ ١٧٢ ): ولقد وليت غسلهصلى‌الله‌عليه‌وآله والملائكة أعواني، فضجّت الدار والأفنية، ملأ يهبط وملأ يعرج، وما فارقت سمعي هينمة منهم. وهذا

٦٠٥

كالصّريح أو صريح في أنّهعليه‌السلام رآهم يهبطون ويعرجون وسمع أصواتهم.

وقد مرّ في الطّرفة الثامنة والعشرين، عند قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يعينك جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وإسماعيل » ما فيه الكفاية في إثبات تقليب الملائكة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عند غسله، ولا يخفى أنّ المراد بقولهعليه‌السلام : « ولا أقلب منه عضوا إلاّ قلب لي »، أنّ الملائكة الكرام كانت هي الّتي تقلّب أعضاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّعليه‌السلام ، ولذلك جاء في نسخة « هامش أ »: « وكلّما أردت أن أقلّب منه عضوا قلّبته الملائكة لي »، ومثل ذلك قولهعليه‌السلام في كثير من المصادر: « فما تناولت عضوا إلاّ كأنّما يقلّبه معي ثلاثون رجلا، حتّى فرغت من غسله ». وسننقل هنا بعض ما جاء بلفظ عنوان مطلبنا - أعني « ولا أقلب منه عضوا إلاّ قلّب لي » - من كتب الفريقين، ونشير إلى أماكن ما يؤدّي مؤدّاها من العبارات.

ففي كتاب سليم بن قيس (٧٩) قال سلمان: فأتيت عليّاعليه‌السلام وهو يغسّل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد كان رسول الله أوصى عليّا أن لا يلي غسله غيره، فقالعليه‌السلام : يا رسول الله، من يعينني على ذلك؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : جبرئيل، فكان عليّعليه‌السلام لا يريد عضوا إلاّ قلب له. وانظر رواية هذا الخبر في الاحتجاج (٨٠).

وفي الخصال (٥٧٣) بسنده عن مكحول، عن أمير المؤمنين في مناقبه السبعين الّتي لم يشركه فيها أحد، وفيه: وأمّا الخامسة عشرة، فإنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أوصى إليّ وقال: « يا عليّ، لا يلي غسلي غيرك، ولا يواري عورتي غيرك، فإنّه إن رأى أحد عورتي غيرك تفقأت عيناه »، فقلت له: كيف لي بتقليبك يا رسول الله؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّك ستعان »، فو الله ما أردت أن أقلّب عضوا من أعضائه إلاّ قلب لي.

وفي الرياض النضرة ( ج ٢؛ ١٣٩ ) عن حسين بن عليّ، عن أبيه، عن جدّهعليهم‌السلام ، قال: أوصى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاعليه‌السلام أن يغسّله، فقال عليّعليه‌السلام : يا رسول الله أخشى أن لا أطيق ذلك، قال: « إنّك ستعان عليّ »، قال: فقال عليّعليه‌السلام : فو الله ما أردت أن أقلّب من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عضوا إلاّ قلب لي، خرّجه ابن الحضرمي. انظر وسيلة المآل (٢٣٩). وذكره المتّقي في كنز العمال ( ج ٤؛ ٥٤ ) وقال: « أخرجه ابن عساكر ».

٦٠٦

انظر شرح النهج لابن ميثم البحراني ( ج ٣؛ ٤٤١ ) وطبقات ابن سعد ( ج ٢؛ ٢٧٨، ٢٨١ ) والبداية والنهاية ( ج ٥؛ ٢٨٢ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ١؛ ٢٣٩ ).

[ قال عليّعليه‌السلام ]: ثمّ واريته، فسمعت صارخا يصرخ من خلفي: يا آل تيم، ويا آل عدي، ويا آل أميّة( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ ) (١) ، اصبروا آل محمّد تؤجروا، ولا تحزنوا فتؤزروا،( مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ) (٢)

في تفسير العيّاشي ( ج ١؛ ٢٣٣ ) عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: إنّ عليّا لمّا غمّض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: إنّا لله وإنا إليه راجعون، يا لها من مصيبة!! خصّت الأقربين، وعمّت المؤمنين، لم يصابوا بمثلها قطّ، ولا عاينوا مثلها.

فلمّا قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سمعوا مناديا ينادي من سقف البيت( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٣) ، والسلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته( كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ، فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ ) (٤) ، إنّ في الله خلفا من كلّ ذاهب، وعزاء من كلّ مصيبة، ودركا من كلّ ما فات، فبالله فثقوا، وعليه فتوكلوا، وإياه فارجوا، إنّما المصاب من حرم الثواب.

وفيه أيضا ( ج ١؛ ٢٣٣ - ٢٣٤ ) عن الحسين، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: لمّا قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جاءهم جبرئيل، والنبي مسجّى، وفي البيت عليّ وفاطمة والحسن

__________________

(١) القصص؛ ٤١

(٢) الشورى؛ ٢٠

(٣) الأحزاب؛ ٣٣

(٤) آل عمران؛ ١٨٥

٦٠٧

والحسينعليهم‌السلام ، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة،( كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ مَتاعُ الْغُرُورِ ) (١) ، إنّ في الله عزاء من كلّ مصيبة، ودركا من كلّ ما فات، وخلفا من كلّ هالك، وبالله فثقوا، وإياه فارجوا، إنّما المصاب من حرم الثواب، هذا آخر وطني من الدنيا، قالواعليهم‌السلام : فسمعنا صوتا فلم نر شخصا. وفيه أيضا ( ج ١؛ ٢٣٤ ) عن هشام بن سالم، عن الصادقعليه‌السلام نحوه.

وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم ( ج ٣؛ ٥٧ ) روى بسنده عن جابر بن عبد الله، قال: لمّا توفي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عزّتهم الملائكة، يسمعون الحسّ ولا يرون الشخص، فقالت: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، إنّ في الله عزاء من كلّ مصيبة، وخلفا من كلّ فائت، فبالله فثقوا، وإيّاه فارجوا، فإنّما المحروم من حرم الثواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قال الحاكم: « هذا حديث صحيح الإسناد ».

انظر أمالي الطوسي (٦٦٠) وفضائل الخمسة ( ج ٣؛ ٥٤ ) حيث قال بعد نقله ما في مستدرك الحاكم: « وذكره ابن حجر في إصابته، وقال: أخرجه البيهقي في دلائل النبوّة »، والوفا بأحوال المصطفى (٨٢٥) والبداية والنهاية ( ج ٥؛ ٢٩٧ - ٢٩٩ ).

وهذه التعزية فيها من التسلية لأهل البيت، والإنذار لأعدائهم، والتعريض بالظالمين آل محمّد ما لا يخفى، وهو معنى ما في المطلب المذكور في هذه الطّرفة.

وقد تبيّن من خلال هذه التوثيقات المختصرة، أنّ كلّ - أو جلّ - ما في كتاب الطّرف ممّا وردت بمضامينه الأخبار، وروي عن أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام وباقي الصحابة والمسلمين، وتبيّن أنّ ألفاظ الطّرف هي ألفاظ الروايات المروية عن الأئمّة من آل محمّد صلوات الله عليهم، فإذا عرفت ذلك، وعرفت اعتبار الكتاب وراويه عيسى بن المستفاد، وأنّه أصل من أصول الإماميّة، لم يبق أدنى شكّ وارتياب، في جلالة هذا الكتاب ومؤلفه، وكونه من أمهات الأصول والمصادر المعتبرة.

__________________

(١) آل عمران؛ ١٨٥

٦٠٨

هذا آخر ما أردنا تدوينه وتحريره من « التحف في توثيقات الطّرف »، وقد تم الفراغ منه عصر يوم الجمعة، في اليوم الثاني والعشرين من شهر جمادي الأوّل من سنة ١٤١٨ ه‍، ببركة محمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين.

٦٠٩

٦١٠

ثبت مصادر التوثيقات

أ

١. أبواب الجنان وبشائر الرضوان: لخضر بن شلاّل العفكاوي. ( ت ١٢٥٥ هـ ) مخطوط في المكتبة الرضويّة برقم ٣١٠٧.

٢. إتحاف السائل بما لفاطمة من الفضائل: لمحمّد حجازي بن محمّد بن عبد الله الشهير بالواعظ القلقشندي الشافعي. ( ت ١٠٣٥ هـ ). طبع القاهرة.

٣. إثبات الوصيّة: لأبي الحسن عليّ بن الحسين بن عليّ المسعودي. ( ت ٣٤٦ هـ ) الطبعة الثانية لمنشورات الشريف الرضي بقم.

٤. الاحتجاج على أهل اللّجاج: لأبي منصور أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسي، من أعلام القرن السادس. طبع نشر المرتضى سنة ١٤٠٣ ه‍، بالأفسيت عن طبعة بيروت، تحقيق وتعليق السيّد محمّد باقر الخرسان.

٥. إحقاق الحقّ: للقاضي نور الله بن السيّد شريف الدين بن السيّد ضياء الدين نور الله بن شمس الدين محمّد شاه التستري. ( ت ١٠١٩ هـ ). طبع مكتبة آية الله المرعشي النجفي، بمدينة قم، سنة ١٤٠٨ هـ

٦. أحكام القرآن: لأبي بكر محمّد بن عبد الله بن أحمد، المعروف بابن العربي المالكي. ( ت ٥٤٣ هـ ). طبع دار المعرفة ببيروت، بالأفسيت عن طبعة مصر الجديدة سنة ١٩٦٧ م، بتحقيق محمّد عليّ البجاوي.

٧. إحياء الميت في فضائل أهل البيت: للحافظ جلال الدين عبد الرّحمن بن أبي بكر السيوطي.

٦١١

( ت ٩١١ هـ ). المطبوع بهامش اتحاف الأشراف للشبراوي.

٨. أخبار شعراء الشيعة: لأبي عبد الله محمّد بن عمران المرزباني. ( ت ٣٨٤ هـ ). الطبعة الثانية لشركة الكتبي في بيروت سنة ١٤١٣ ه‍ ١٩٩٣ م، بتحقيق الدكتور الشيخ محمّد هادي الأميني.

٩. الأخبار الطوال: لأحمد بن داود الدينوري. ( ت ٢٨٢ هـ ). طبع منشورات الشريف الرضي في قم، بالأفسيت، بتحقيق عبد المنعم عامر.

١٠. الاختصاص: لأبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي، الملقّب بالشيخ المفيد. ( ت ٤١٣ هـ ). طبع انتشارات مكتبة الزهراء في قم، سنة ١٤٠٢ ه‍ - ١٩٨٢ م.

١١. اختيار معرفة الرجال ( أو رجال الكشي ): لمحمّد بن الحسن الطوسي، شيخ الطائفة. ( ت ٦٤٠ هـ ). طبع مؤسسة آل البيت لإحياء التراث في قم، سنة ١٤٠٤ ه‍، بتحقيق السيّد مهدي الرجائي.

١٢. الأربعين عن الأربعين في فضائل عليّ أمير المؤمنين: للشيخ المفيد الحافظ أبي محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسين النيسابوري الخزاعي ( ت ٤٧٦ ه‍ أو بعدها ). الطبعة الأولى لوزارة الثقافة والارشاد الاسلامي بطهران، سنة ١٤١٤ ه‍، بتحقيق الشيخ محمّد باقر المحمودي.

١٣. الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد: لأبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي، الملقب بالشيخ المفيد. ( ت ٤١٣ هـ ). طبع مكتبة بصيرتي في قم.

١٤. إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان: للحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي، المعروف بالعلاّمة الحلّي ( ت ٧٢٦ هـ ). طبع مؤسسة النشر الإسلامي في قم، سنة ١٤١٠ ه‍، بتحقيق الشيخ فارس الحسّون.

١٥. إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري: لأبي العبّاس، شهاب الدين أحمد بن محمّد القسطلاني. ( ت ٩٢٣ هـ ). نشر دار إحياء التراث العربي في بيروت.

١٦. إرشاد القلوب: للشيخ أبي محمّد الحسن بن محمّد الديلمي. ( من أعلام القرن الثامن الهجري ). الطبعة الرابعة لمؤسسة الأعلمي في بيروت، سنة ١٣٩٨ ه‍ - ١٩٧٨ م.

١٧. إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء: لشاه وليّ الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي الحنفي. ( ت ١١٢٦ هـ ). طبع في الهند.

١٨. أسباب النزول: لأبي الحسن، عليّ بن أحمد الواحدي النيسابوري. ( ت ٤٦٨ هـ ).

٦١٢

طبع انتشارات الشريف الرضي في قم، سنة ١٣٦٢ ه‍. ش، بالأفسيت عن طبعة دار الكتب العلمية في بيروت.

١٩. الاستبصار فيما اختلف من الأخبار: لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي. ( ت ٤٦٠ هـ ). طبع دار الكتب الاسلامية في طهران.

٢٠. استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف: للحافظ شمس الدين محمّد بن عبد الرّحمن السخاوي الشافعي. ( ت ٩٠٢ هـ ). وهو مخطوط.

٢١. الاستغاثة في بدع الثلاثة: لأبي القاسم عليّ بن أحمد الكوفي. ( ت ٣٥٢ هـ ). طبع مكتبة نينوى بطهران، بالأفسيت عن طبعة النجف الأشرف.

٢٢. الاستيعاب في معرفة الأصحاب: لأبي عمر يوسف بن عبد الله الأندلسي القرطبي، المعروف بابن عبد البرّ النمري. ( ت ٤٦٣ هـ ). طبع مطبعة نهضة مصر في القاهرة، بتحقيق محمّد عليّ البجاوي. وطبعة أخرى بهامش الإصابة المطبوع في دار إحياء التراث العربي، بالأفسيت عن طبعة مصر، سنة ١٣٢٨ هـ

٢٣. أسد الغابة في معرفة الصحابة: لأبي الحسن عليّ بن محمّد بن محمّد بن عبد الكريم الشيباني، المعروف بابن الأثير. ( ت ٦٣٠ هـ ). طبع دار إحياء التراث العربي، بالأفسيت عن طبعة المطبعة الوهبية بمصر سنة ١٢٨٠ ه‍، بتصحيح مصطفى وهبي.

٢٤. إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته الطاهرين: لأبي العرفان محمّد بن عليّ الصبّان الشافعي. ( ت ١٢٠٦ هـ ). طبعة مصر مستقلة، وطبعة بهامش نور الأبصار طبعة مصر بمكتبة الجمهورية.

٢٥. أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب في مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب: لمحمّد بن محمّد بن محمّد الجزري، تهذيب وتعليق الشيخ محمّد باقر المحمودي، الطبعة الأولى سنة ١٤٠٣ ه‍ - ١٩٨٣ م.

٢٦. أسنى المطالب في مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب: لمحمّد بن محمّد بن محمّد عليّ بن يوسف الجزري الدمشقي الشافعي. ( ت ٨٣٣ هـ ). طبع مكة المكرّمة سنة ١٣٢٤ هـ

٢٧. الإصابة في تمييز الصحابة: للحافظ أحمد بن عليّ بن محمّد بن محمّد بن عليّ الكناني الشافعي، المعروف بابن حجر العسقلاني. ( ت ٨٥٢ هـ ). طبع دار إحياء التراث العربي، بالأفسيت عن الطبعة الأولى بمصر سنة ١٣٢٨ هـ

٦١٣

٢٨. الأصول الستّة عشر: لنخبة من رواة الأصول. طبع دار الشبستري للمطبوعات في قم، الطبعة الثانية سنة ١٣٨٣ هـ

٢٩. أضواء على السنة المحمّدية ( أو دفاع عن الحديث ): للشيخ محمود أبو ريّة، الطبعة الخامسة لمنشورات الأعلمي في بيروت، بالأفسيت عن طبعة مصر.

٣٠. أعلام النبوّة: لأبي الحسن عليّ بن محمّد بن حبيب الماوردي الشافعي. ( ت ٤٥٠ هـ ).

٣١. إعلام الورى بأعلام الهدى: لأبي عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي. ( ت ٥٤٨ هـ ). طبع المطبعة الحيدريّة في النجف الأشرف، سنة ١٣٩٠ هـ

٣٢. الأغاني: لأبي الفرج عليّ بن الحسين الاصفهاني. ( ت ٣٥٦ هـ ). طبع دار إحياء التراث العربي في بيروت، بالأفسيت عن طبعة مؤسسة جمال في مصر. سنة ١٣٨٣ ه‍ - ١٩٦٣ م.

٣٣. آفة أصحاب الحديث: لأبي الفرج عبد الرّحمن بن عليّ بن محمّد الجوزي القريشي البغدادي. ( ت ٥٩٧ هـ ). طبع في طهران بالأفسيت عن طبعة بيروت.

٣٤. التهاب نيران الأحزان ( أو وفاة النبي ): للشيخ حسين بن محمّد بن أحمد بن عصفور الدرازي البحراني. ( ت ١٢١٦ هـ ). طبع منشورات الشريف الرضي في قم، بالأفسيت عن طبعة المطبعة الحيدريّة في النجف الأشرف.

٣٥. الأمالي: لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي. ( ت ٣٨١ هـ ). الطبعة الخامسة بمطبعة الأعلمي في بيروت سنة ١٤٠٠ ه‍ - ١٩٨٠ م.

٣٦. الأمالي: لأبي عبد الله محمّد بن النعمان العكبري البغدادي، الملقب بالشيخ المفيد. ( ت ٤١٣ هـ ) طبع منشورات جماعة المدرسين في قم سنة ١٤٠٣ هـ

٣٧. الأمالي: لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي. ( ت ٤٦٠ هـ ). طبع وتحقيق مؤسسة البعثة في قم، الطبعة الأولى سنة ١٤١٤ هـ

٣٨. الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية: للسيّد عليّ الحسيني الميلاني، طبع منشورات الشريف الرضي في قم، الطبعة الأولى سنة ١٤١٣ هـ

٣٩. الإمامة والتبصرة من الحيرة: لأبي الحسن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي، والد الشيخ الصدوق. ( ت ٣٢٩ هـ ). نشر وتحقيق مدرسة الإمام المهدي « عج » في قم، الطبعة الأولى سنة ١٤٠٤ هـ

٤٠. الإمامة والسياسة: لأبي محمّد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري. ( ت ٢٧٦ هـ ).

٦١٤

طبع انتشارات الشريف ارضي في قم، سنة ١٤١٣ ه‍ بالأفسيت عن طبعة بيروت، بتحقيق الأستاذ عليّ شيري.

٤١. إمتاع الأسماع بما للرّسول من الأبناء والأموال والحفدة والمتاع: لأبي العبّاس أحمد بن عليّ بن عبد القادر، المعروف بتقي الدين المقريزي. ( ت ٨٤٥ هـ ). وهو تسع مجلدات مخطوطة، طبع الأول منها فقط في القاهرة.

٤٢. الأموال: لأبي عبيد القاسم بن سلاّم. ( ت ٢٢٤ هـ ). طبع دار الكتب العلمية في بيروت، سنة ١٤٠٦ ه‍ - ١٩٨٦ م.

٤٣. الانتصار: لعلم الهدى السيّد الشريف المرتضى أبي القاسم عليّ بن الحسين الموسوي. ( ت ٤٣٦ هـ ). طبعة المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف، سنة ١٣٩١ ه‍ - ١٩٧١ م، بتقديم السيّد محمّد رضا بن حسين الخرسان.

٤٤. الأنساب: لأبي سعيد عبد الكريم بن محمّد التميمي السمعاني. ( ت ٥٦٢ هـ ). الطبعة الأولى لدار الجنان في بيروت سنة ١٤٠٨ ه‍ - ١٩٨٨ م، بتقديم وتعليق عبد الله عمر البارودي.

٤٥. أنساب الأشراف: لأحمد بن يحيى بن جابر البغدادي البلاذري. ( ت ٢٧٩ هـ ). الطبعة الأولى لمؤسسة الاعلمي في بيروت، بتحقيق وتعليق الشيخ محمّد باقر المحمودي.

٤٦. الإيضاح: للشيخ الأقدم أبي محمّد الفضل بن شاذان بن الخليل الأزدي النيسابوري. ( ت ٢٦٠ هـ ). طبع مطبعة جامعة طهران سنة ١٣٥١ ه‍. ش.

ب

٤٧. البدء والتاريخ: المنسوب إلى أبي زيد أحمد بن سهل البلخي. ( ت ٣٢٣ هـ ). أو الى مطهر بن طاهر المقدسي. طبع مطبعة برطرند سنة ١٩١٦ م.

٤٨. البداية والنهاية: لأبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي. ( ت ٧٧٤ هـ ). الطبعة الأولى لدار إحياء التراث العربي سنة ١٤٠٨ ه‍ - ١٩٨٨ م. بتحقيق عليّ شيري.

٤٩. بديع المعاني في شرح عقيدة الشيباني: لنجم الدين محمّد بن عبد الله الاذرعي العجلولي الشافعي. ( ت ٨٧٦ هـ ). طبع القاهرة.

٥٠. بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار: للمولى الشيخ محمّد باقر المجلسي.

٦١٥

( ت ١١١١ هـ ). طبع مؤسسة الوفاء في بيروت سنة ١٤٠٣ ه‍ - ١٩٨٣ م، عدا المجلد الثامن في المطاعن فانه طبع الكمباني، حجري.

٥١. بشارة المصطفى لشيعة المرتضى: لمحمّد بن محمّد بن عليّ الطبري الامامي ( ت ٥٥٣ هـ ). الطبعة الثانية لمنشورات المكتبة الحيدرية في النجف الأشرف، سنة ١٣٨٣ هـ

٥٢. بصائر الدرجات: لأبي جعفر محمّد بن الحسن بن فروخ الصفّار. ( ت ٢٩٠ هـ ). طبع مؤسسة الأعلمي في طهران، سنة ١٤٠٤ ه‍، الطبعة الثانية، بتقديم وتعليق ميرزا محسن كوجه باغي.

٥٣. بلاغات النساء: لابن طيفور، أبي الفضل أحمد بن أبي طاهر المقدسي. ( ت ٢٨٠ هـ ). طبع مكتبة بصيرتي في قم سنة ١٣٦١ هـ

٥٤. بهجة الآمال في شرح زبدة المقال: لآية الله الحاج ملاّ عليّ العلياري التبريزي. الطبعة الحجرية. وطبع في قم في بنياد فرهنك اسلامي سنة ١٣٧١ هـ

٥٥. البيان: للشهيد الأوّل أبي عبد الله محمّد بن مكي العاملي. ( المستشهد ٧٨٦ هـ ). الطبعة الأولى في قم، سنة ١٤١٢ ه‍، بتحقيق ونشر الشيخ محمّد الحسون.

٥٦. بيت الأحزان: للشيخ عباس بن محمّد رضا بن أبي القاسم القمي. ( ت ١٣٥٩ هـ ). طبع مؤسسة النبأ في طهران، بتحقيق باقر قرباني زرّين.

ت

٥٧. تاج العروس من جواهر القاموس: للسيّد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي. ( ت ١٢٠٥ هـ ). الطبعة الأولى بالمطبعة الخيرية بمصر سنة ١٣٠٦ هـ

٥٨. تاريخ ابن الأثير ( أو الكامل في التاريخ ): لعزّ الدين أبي الحسن عليّ بن أبي الكرم محمّد بن محمّد الشيباني، المعروف بابن الأثير. ( ت ٦٣٠ هـ ). طبعة دار صادر في بيروت سنة ١٣٨٥ هـ

٥٩. تاريخ ابن خلدون ( أو ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الاكبر ): لعبد الرّحمن بن خلدون. ( ت ٨٠٨ هـ ). الطبعة الثانية بدار الفكر في بيروت سنة ١٤٠٨ ه‍ - ١٩٨٨ م، بمراجعة سهيل زكّاز.

٦٠. تاريخ أبي الفداء ( أو المختصر في أخبار البشر ): للعلاّمة إسماعيل بن عليّ بن محمود، المعروف

٦١٦

بأبي الفداء. ( ت ٧٣٢ هـ ). طبع القسطنطينية في مجلّدين.

٦١. تاريخ بغداد: للحافظ أبي بكر أحمد بن عليّ الخطيب البغدادي ( ت ٤٦٣ هـ ). طبع مكتبة إسماعيليان في طهران، بالأفسيت عن طبعة دار الكتاب العربي في بيروت، بالأفسيت عن طبعة مصر بتصحيح محمّد حامد الفقي.

٦٢. تاريخ الخلفاء: للحافظ جلال الدين عبد الرّحمن بن أبي بكر السيوطي. طبع انتشارات الشريف الرضي سنة ١٤١١ ه‍ في قم، بالأفسيت عن طبعة مصر، بتحقيق محيي الدين عبد الحميد.

٦٣. تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس: لحسين بن محمّد بن حسن الديار بكري. ( ت ٩٨٣ هـ ). طبع المطبعة الوهبية في مصر سنة ١٣٨٣ هـ

٦٤. تاريخ دمشق المعروف بتاريخ ابن عساكر: للحافظ أبي القاسم عليّ بن الحسين بن هبة الله الشافعي الدمشقي، المعروف بابن عساكر. ( ت ٥٧١ هـ ). طبع دار التعارف في بيروت سنة ١٣٩٥ هـ

٦٥. تاريخ الطبري ( أو تاريخ الرسل والملوك ): لأبي جعفر محمّد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبري. ( ت ٣١٠ هـ ). طبع المطبعة الحسينية في مصر سنة ١٣٢٦ هـ

٦٦. تاريخ المدينة المنوّرة: لزيد بن عمر بن شبّة النميري البصري. ( ت ١٧٣ هـ ). طبع دار التراث والدار الاسلامية في بيروت سنة ١٤١٠ ه‍ - ١٩٩٠ م، بالأفسيت عن طبعة قديمة، بتحقيق فهيم محمّد شلتوت.

٦٧. تاريخ اليعقوبي: لأحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح اليعقوبي. ( ت ٢٩٢ هـ ). طبع دار صادر في بيروت.

٦٨. تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة: للسيّد شرف الدين عليّ الحسيني الاسترآبادي النجفي. ( ت ٦٤٠ هـ ). الطبعة الأولى في قم.

٦٩. التبيان في تفسير القرآن: لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي. ( ت ٤٦٠ هـ ). طبع مكتب الاعلام الاسلامي في قم ١٤٠٩ ه‍، بالأفسيت عن طبعة دار إحياء التراث العربي في لبنان، بتحقيق وتصحيح أحمد حبيب قصير العاملي.

٧٠. تجارب الأمم: لأحمد بن محمّد بن يعقوب مسكويه. ( ت ٤٢١ هـ ). الطبعة الأولى لدار سروش في طهران سنة ١٩٨٧ م، بتحقيق الدكتور أبي القاسم إمامي.

٦١٧

٧١. التحصين لأسرار ما زاد من أخبار كتاب اليقين: للسيّد رضي الدين عليّ بن طاوس الحلّي. ( ت ٦٦٤ هـ ). الطبعة الأولى لدار الكتاب الجزائري في قم سنة ١٤١٣ هـ

٧٢. تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين: للمحدث الشهير الميرزا محمّد بن رستم بن معتمد خان البدخشي، من علماء القرن الحادي عشر. وهو مخطوط.

٧٣. تذكرة خواص الأمّة: للمؤرخ الحافظ يوسف بن قز أوغلي بن عبد الله، المعروف بسبط ابن الجوزي. ( ت ٦٥٤ هـ ). طبع مكتبة نينوى في طهران، بتقديم السيّد محمّد صادق بحر العلوم.

٧٤. تذكرة الفقهاء: للحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي، المعروف بالعلاّمة الحلّي. ( ت ٧٢٦ هـ ). الطبعة الحجريّة.

٧٥. تطهير الجنان واللسان عن الخطور والتفوّه بثلب معاوية بن أبي سفيان: لأحمد بن محمّد المشهور بابن حجر الهيثمي المكي. ( ت ٩٧٤ هـ ). طبع مكتبة القاهرة بمصر سنة ١٣٨٥ ه‍ ملحقا بالصواعق المحرقة، وطبعة أخرى بهامش الصواعق المحرقة مطبوعة بالمطبعة الميمنية بالقاهرة سنة ١٣١٢ هـ

٧٦. تفسير الإمام الحسن العسكري: وهو التفسير المنسوب للإمام الحادي عشر الحسن بن عليّ العسكري (ع). طبعة حجرية في تبريز سنة ١٣١٥ هـ

٧٧. تفسير البرهان: للعلاّمة المحدّث السيّد هاشم الحسيني البحراني. ( ت ١١٠٧ أو ١١٠٩ هـ ). طبع مؤسسة إسماعيليان في طهران، بتصحيح محمود بن جعفر الموسوي، ومعاونة نجي الله التفريشي.

٧٨. تفسير الحبري: لأبي عبد الله الكوفي، الحسين بن الحكم بن مسلم الحبري. ( ت ٢٨٦ هـ ). الطبعة الأولى لمؤسسة آل البيت في قم سنة ١٤٠٨ ه‍، بتحقيق السيّد محمّد رضا الحسيني.

٧٩. تفسير الشوكاني: للشيخ محمّد بن عليّ بن محمّد الشوكاني. ( ت ١٢٥٠ هـ ). فتح القدير الجامع بين فنّي الرواية والدراية من التفسير.

٨٠. تفسير الصافي: للمولى محمّد محسن بن مرتضى بن محمود، المعروف بالفيض الكاشاني. ( ت ١٠٠٧ هـ ). الطبعة الأولى لمؤسسة الأعلمي في بيروت سنة ١٣٩٩ ه‍ - ١٣٧٩ م، بتصحيح وتقديم وتعليق الشيخ حسين الأعلمي.

٨١. تفسير الطبري: لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبري. ( ت ٣١٠ هـ ). طبع دار المعرفة في بيروت سنة ١٤٠٣ ه‍ - ١٩٨٣ م، بالأفسيت عن الطبعة الأولى لطبعة بولاق بمصر سنة ١٣٢٣ هـ

٦١٨

٨٢. تفسير العياشي: لمحمّد بن مسعود بن عياش السلمي. ( ت ٣٢٠ هـ ). طبع المكتبة العلمية الإسلامية في طهران ١٣٨٠ ه‍، بتحقيق السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي.

٨٣. تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان ( أو تفسير النيسابوري ). للعلاّمة الحسن بن محمّد بن حسين القمّي. ( ت ٨٥٠ هـ ). طبع دار المعرفة في بيروت سنة ١٤٠٣ ه‍ - ١٩٨٣ م، بالأفسيت عن الطبعة الأولى بالمطبعة الأميرية ببولاق مصر سنة ١٣٢٣ ه‍، بهامش تفسير الطبري.

٨٤. تفسير الفخر الرازي ( أو مفاتيح الغيب ): لأبي عبد الله محمّد بن عمر المعروف بفخر الدين الرازي. ( ت ٦٠٦ هـ ). الطبعة الأولى بالمطبعة البهية بمصر.

٨٥. تفسير فرات: لأبي القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، من أعلام الغيبة الصغرى، طبع وزارة الثقافة والارشاد الاسلامي في ايران، الطبعة الأولى سنة ١٤١٠ ه‍ - ١٩٩٠ م، بتحقيق محمّد كاظم.

٨٦. تفسير القرآن العظيم: للحافظ أبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي. ( ت ٧٧٤ هـ ). طبع بولاق بمصر.

٨٧. تفسير القرطبي: لأبي عبد الله المحمّد بن أحمد الأنصاري القرطبي. ( ت ٦٧١ هـ ). طبع دار إحياء التراث العربي في لبنان، بالأفسيت عن طبعة مصر سنة ١٣٧٢ ه‍ - ١٩٥٢ م، بتصحيح أحمد عبد العليم البرذوني.

٨٨. تفسير القمي: لأبي الحسن عليّ بن إبراهيم بن هاشم القمي. ( ت أوائل القرن الرابع الهجري ). الطبعة الثالثة لمؤسسة دار الكتاب في قم سنة ١٤٠٤ ه‍، بتحقيق السيّد طيّب الموسوي الجزائري.

٨٩. تقريب المعارف: لأبي الصلاح تقي بن نجم الحلبي. ( ت ٤٤٧ هـ ). طبع سنة ١٤١٧ ه‍، نشر وتحقيق فارس تبريزيان الحسون.

٩٠. تقوية الإيمان برد تزكية ابن أبي سفيان: للسيّد محمّد عقيل بن عبد الله بن يحيى العلوي الحسيني. ( ت ١٣٥٠ هـ ). الطبعة الأولى لدار الثقافة والنشر في قم سنة ١٤١٢ هـ

٩١. التمهيد في أصول الدين: لأبي بكر محمّد بن الطيب بن محمّد الباقلاني. ( ت ٤٠٣ هـ ). المطبوع بالقاهرة.

٩٢. تهذيب الآثار: لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبري. ( ت ٣١٠ هـ ). الطبعة الأولى بمطبعة المدني في القاهرة. بتحقيق محمود شاكر.

٦١٩

٩٣. تهذيب الأحكام: لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي. ( ت ٤٦٠ هـ ). الطبعة الثالثة لدار الكتب الاسلامية في طهران سنة ١٤٠٦ ه‍، بتحقيق السيّد حسن الموسوي الخرسان.

٩٤. تهذيب التهذيب: لأحمد بن عليّ بن محمّد، المعروف بابن حجر العسقلاني. ( ت ٨٥٢ هـ ). طبع مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد الدكن في الهند سنة ١٣٢٥ هـ

٩٥. التوحيد: للشيخ الأقدم أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي، الملقّب بالشيخ الصدوق. ( ت ٣٨١ هـ ). نشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في قم، بتصحيح وتعليق السيّد هاشم الحسيني الطهراني.

٩٦. توضح الدلائل في تصحيح الفضائل: للمحدث الكبير أحمد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن هادي بن محمّد الحسيني الإيجي الشافعي من اعلام القرن التاسع. مخطوط في مكتبة بارس الوطنية بشيراز برقم ٥٤٣.

٩٧. التيسير بشرح الجامع الصغير: لعبد الرءوف بن تاج العارفين بن عليّ ابن زين العابدين المناوي المصري الشافعي. ( ت ١٠٣١ هـ ). وهو مختصر فيض القدير.

ث

٩٨. ثواب الأعمال وعقاب الأعمال: لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمي، الملقب بالشيخ الصدوق. ( ت ٣٨١ هـ ). نشر مكتبة الصدوق في طهران، بتصحيح وتعليق عليّ أكبر غفاري.

ج

٩٩. الجامع الصغير من حديث البشير النذير: لجلال الدين عبد الرّحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي. ( ت ٩١١ هـ ). طبع دار المعرفة في بيروت، سنة ١٣٩١ هـ

١٠٠. جامع المقاصد في شرح القواعد: للمحقق الثاني عليّ بن الحسين الكركي. ( ت ٩٤٠ هـ ). الطبعة الأولى لمؤسسة آل لبيت في قم سنة ١٤٠٨ هـ

١٠١. الجمع بين الصحيحين: للامام الحافظ أبي عبد الله محمّد بن أبي نصر فتوح الحميدي الأندلسي.

٦٢٠

621

622

623

624

625

626

627