مفاهيم القرآن الجزء ٧

مفاهيم القرآن13%

مفاهيم القرآن مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
تصنيف: مفاهيم القرآن
ISBN: 964-357-223-4
الصفحات: 581

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 581 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 265867 / تحميل: 6070
الحجم الحجم الحجم
مفاهيم القرآن

مفاهيم القرآن الجزء ٧

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
ISBN: ٩٦٤-٣٥٧-٢٢٣-٤
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

[١٨٤٨] علي بن سِنان المـُوصِلي:

العدل، في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي: أخبرنا جماعة، عن التلَّعكبري، عن أبي علي بن أحمد الرازي الأيادي(١) ، قال: أخبرنا الحسين ابن علي، عن علي بن سنان الموصلي العدل(٢) .

[١٨٤٩] علي بن سَوادة الهَمْداني:

كُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[١٨٥٠] علي بن سُويد الحَضْرمي:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[١٨٥١] علي بن شُعَيب:

عنه: عبد الرحمن بن أبي نجران، في التهذيب، في باب فضل زيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام (٥) ، وأيوب بن نوح(٦) .

[١٨٥٢] علي بن صالح:

أبو الحسن الهَمْداني، الثَّوْري، الكُوفِيّ، أخو الحسن، أسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[١٨٥٣] علي بن صالح المـَكّي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) .

__________________

(١) في الحجرية: (الأباري)

(٢) الغيبة للشيخ الطوسي: ٩٥.

(٣) رجال الشيخ: ٢٤٤ / ٣٤٢.

(٤) رجال الشيخ: ٢٤٤ / ٣٣٦.

(٥) تهذيب الأحكام ٧: ٣٢١ / ١٣٢٤.

(٦) تهذيب الأحكام ٦: ٢١ / ٤٨.

(٧) رجال الشيخ: ٢٤١ / ٢٩١.

(٨) رجال الشيخ: ٢٤١ / ٢٩٥.

٢٢١

[١٨٥٤] علي [بن(١) ] الصامت:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[١٨٥٥] علي بن الصلت:

له كتاب، في الفهرست(٣) ، والنجاشي(٤) ، عنه: الحسين بن سعيد(٥) ، وأحمد بن محمّد بن عيسى(٦) ، وأحمد بن محمّد البرقي(٧) ، والنضر بن سويد، في الكافي، في باب الغَداء والعشاء(٨) ، وهو ممّن قيل في حقّهم: صحيح الحديث(٩) .

[١٨٥٦] علي بن طَلْحة:

عِجْلي، عربي، كُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١٠)

[١٨٥٧] علي بن عَامِر الخَفّاف:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١١) .

__________________

(١) ما بين المعقوفتين لم يرد في الأصل والحجرية وجامع الرواة ١: ٥٨٧. وأثبتناه من المصدر، الموافق لما في: منهج المقال: ٢٣٤، ومجمع الرجال ٤: ٢٠٢، ونقد الرجال: ٢٣٧، وتنقيح المقال ٢: ٢٩٣، ومعجم رجال الحديث ١٢: ٦٣، ورجال البرقي: ٢٥.

(٢) رجال الشيخ: ٢٦٨ / ٧٣٠.

(٣) فهرست الشيخ: ٩٦ / ٤١٦.

(٤) رجال النجاشي: ٢٧٩ / ٧٣٥.

(٥) تهذيب الأحكام ٥: ١٦٨ / ٥٥٩.

(٦) تهذيب الأحكام ٢: ٣٠ / ٨٨.

(٧) الكافي ٤: ١٤ / ٦.

(٨) الكافي ٦: ٢٨٨ / ٢.

(٩) رجال النجاشي: ٤٢٧ / ١١٤٧.

(١٠) رجال الشيخ: ٢٦٨ / ٧٣٩.

(١١) رجال الشيخ: ٢٤٤ / ٣٤٩.

٢٢٢

[١٨٥٨] علي بن عَامِر النَّخَعِي:

مولاهم، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[١٨٥٩] علي بن عبد الرّحمن الأزْدِي:

الكُوفِي، مولى الأنصار(٢) ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[١٨٦٠] علي بن عبد الرّحمن الخَزّاز:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) ، عنه: الحسن بن علي الخزّاز(٥) .

[١٨٦١] علي بن عبد العَزِيز:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[١٨٦٢] علي بن عبد العزيز الأُمَوي:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[١٨٦٣] علي بن عبد العزيز الفَزَارِيّ:

وهو ابن غراب، أَسْنَدَ عَنْهُ، له كتاب، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) ، يروي كتابه عنه في الفهرست: علي بن الحسن، عن أحمد بن الحسن أخيه عن أبيه الحسن بن علي بن فضّال(٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢٤٤ / ٣٤٣.

(٢) في الحجرية: الأنصاري.

(٣) رجال الشيخ: ٢٤٢ / ٣٠٩.

(٤) رجال الشيخ: ٢٤٣ / ٣١٩.

(٥) الكافي ٦: ٤٣٤ / ٢٠.

(٦) رجال الشيخ: ٢٦٨ / ٧٤٢.

(٧) رجال الشيخ: ٢٤٣ / ٣٢٤.

(٨) رجال الشيخ: ٢٤٢ / ٢٩٩.

(٩) فهرست الشيخ: ٩٥ / ٤١١.

٢٢٣

[١٨٦٤] علي بن عبد العزيز الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[١٨٦٥] علي بن عبد العزيز المـُزَنِيّ:

الخَيّاط(٢) ، الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) ، وهو صاحب الكتاب المعتمد في مشيخة الفقيه، على ما نصّ عليه صاحب جامع الرواة(٤) .

ويروي عنه: ابن أبي عمير(٥) ، وابن مسكان(٦) ، وجماعة، كما مرّ في (رك)(٧) .

[١٨٦٦] علي بن عبد الله البَجَلي:

عنه: عمر بن عثمان الخزاز(٨) كثيراً(٩) .

[١٨٦٧] علي بن عبد الله الجَرْمي:

الكُوفِيّ، روى عنهما، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢٤٣ / ٣١٨، ١٣٠ / ٤٩، في أصحاب الصادق والباقر (عليهما السّلام)

(٢) في المصدر: (الحناط)، ومثله في: مجمع الرجال ٤: ٢٠٦، ومعجم رجال الحديث ١٢: ٧٦، وما في الأصل والحجرية موافق لما في: منهج المقال: ٢٣٥، وجامع الرواة ١: ٥٨٩.

(٣) رجال الشيخ: ٢٤٢ / ٣٠٤.

(٤) جامع الرواة ١: ٥٨٩، ومشيخة الفقيه ٤: ١٢٩.

(٥) الكافي ٤: ٢٤١ / ٦.

(٦) الكافي ٤: ٣٣٠ / ٦.

(٧) تقدم في الجزء الرابع صحيفة: ٤٩٣، الطريق رقم: [٢٢٠].

(٨) في الأصل: (الخراز) بالراء -.

(٩) الكافي ٤: ٢٥٢ / ١، وفيه: (عمرو)، وتهذيب الأحكام ٥: ٤٦٨ / ١٦٤٠ وفيه: (عمرو بن عثمان)

(١٠) رجال الشيخ: ٢٤٢ / ٣١١.

٢٢٤

[١٨٦٨] علي بن عبد الله الوَرّاق:

يروي عنه الصدوق مترضيا(١) .

[١٨٦٩] علي بن عبد المـَلِك بن أعْين:

الشيْباني، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[١٨٧٠] علي بن عبيد الله بن محمّد:

ابن عمر بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام أبو الحسين، المدني، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[١٨٧١] علي بن عَطِيّة السَّلَمي:

مولاهم، الحنّاط، الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) ، وقال بعضهم(٥) : هو الذي وثّقه النجاشي(٦) .

[١٨٧٢] علي بن عَطِيّة العُوفِي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[١٨٧٣] علي بن العَلاء بن الفَضْل بن خالد:

في النجاشي في ترجمة محمّد بن خالد -: وله إخوة يعرفون بأبي علي الحسن بن خالد، وأبي القاسم الفضل بن خالد، ولابن فضل ابن يعرف بعليّ بن العلاء بن الفضل بن خالد، فقيه(٨) . ويظهر من أول

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١: ١١٢ / ١.

(٢) رجال الشيخ: ٢٤٢ / ٢٩٧.

(٣) رجال الشيخ: ٢٤١ / ٢٩٠.

(٤) رجال الشيخ: ٢٤٣ / ٣١٧.

(٥) انظر: منهج المقال: ٢٣٦، ومنتهى المقال: ٢٢٦.

(٦) رجال النجاشي: ٤٦ / ٩٣، في ترجمة أخيه الحسن بن عطية الحنّاط.

(٧) رجال الشيخ: ٢٦٧ / ٧٢٥.

(٨) رجال النجاشي: ٣٣٥ / ٨٩٨.

٢٢٥

الترجمة أنهم برقيّون.

[١٨٧٤] علي بن عُمارة البَكْرِي:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[١٨٧٥] علي بن عَمْرو العَطّار القَزْويني:

في الكشي في ترجمة علي بن عبد الغفار -: خبر شريف فيه مدحه(٢) .

[١٨٧٦] علي بن عُمَر بن علي بن الحسين:

ابن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، المدني، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) ، هو من أجداد السيدين المرتضى والرضي من طرف أُمّهما، قال في أول الناصريات: وأمّا علي بن عمر الأشْرف، فإنَّه كان عالماً، وقد روى الحديث(٤) .

وفي الكافي بإسناده عن إسحاق بن جعفرعليه‌السلام قال: كنت عند أبي يوماً فسأله علي بن عمر بن علي فقال: جعلت فداك إلى من نفزع ويفزع الناس بعدك؟ فقال: إلى صاحب الثوبين الأصفرين والغديرتين يعني الذؤابتين وهو الطالع علينا من الباب، يفتح الباب بيديه جميعاً، فما لبثنا أن طلع علينا كفان أخذت بالبابين ففتحهما ثم دخل علينا أبو إبراهيمعليه‌السلام (٥) .

[١٨٧٧] علي بن عُمَر الهَمْداني:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢٤٤ / ٣٤١.

(٢) رجال الكشي ٢: ٨٠٩ / ١٠٠٨.

(٣) رجال الشيخ: ٢٤١ / ٢٨٦.

(٤) الناصريات (ضمن الجوامع الفقهية): ٢١٤.

(٥) أُصول الكافي ١: ٢٤٦ / ٥.

(٦) رجال الشيخ: ٢٤٤ / ٣٢٩.

٢٢٦

[١٨٧٨] علي بن عَوْف الأزْدِي:

الكُوفِي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[١٨٧٩] علي بن عيسى الجَلاّب:

يكنّى أبا سهل(٢) ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[١٨٨٠] علي بن عيسى المـُجاور:

يروي عنه الصدوق مترضياً(٤) ؛ وربما قال: المجاور في مسجد الكوفة(٥) .

[١٨٨١] علي بن عيسى القُمّي:

في النجاشي في ترجمة ابنه محمّد -: كان وجهاً بقم، وأميراً عليها من قبل السلطان، وكذلك كان أبوه(٦) .

وصرّح في التعليقة بحسنه(٧) من هذه العبارة، وهو مبني على عدم كون المراد من الوجه في المقام الوجاهة في الدين، بل مطلق الشهرة، وكونه ممن يرجع إليه، وإلا فهو من ألفاظ التعديل عند المحققين.

[١٨٨٢] علي بن غالب بن أبي الهُذَيل:

ابن الهُذَيل، الشاعر الكُوفِيّ، وأَخوه محمّد، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢٤٤ / ٣٤٨.

(٢) في الأصل والحجرية: سهيل نسخة بدل.

(٣) رجال الشيخ: ٢٤٣ / ٣١٥.

(٤) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١: ٢٥٣ / ٢.

(٥) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٨٨ / ١.

(٦) رجال النجاشي: ٣٧١ / ١٠١٠.

(٧) تعليقة الوحيد على منهج المقال: ٢٣٦.

(٨) رجال الشيخ: ٢٤٣ / ٣٢٢.

٢٢٧

[١٨٨٣] علي بن غَفَارة(١) الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[١٨٨٤] علي بن الفُضَيل (٣) :

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) ، عنه: الحسن بن محبوب، في التهذيب، في باب القضاء في قتيل الزحام(٥) ، وفي بعض نسخه: الفضل.

[١٨٨٥] علي القَصِير:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[١٨٨٦] علي بن مُبشّر بن الحَكَم:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[١٨٨٧] علي بن محمّد بن بُنْدار:

من مشايخ ثقة الإسلام(٨) ، وعنه أيضاً: علي بن إبراهيم، في الكافي،

__________________

(١) في المصدر: (بن عفاف)، ومثله في نقد الرجال: ٢٤١ (عن نسخة بدل). وما في: منهج المقال: ٢٣٦، ومجمع الرجال ٤: ٢١٣، ونقد الرجال: ٢٤١، وجامع الرواة ١: ٥٩٥، وتنقيح المقال ٢: ٣٠١، موافق لما في الأصل والحجرية.

(٢) رجال الشيخ: ٢٤٢ / ٣٠١.

(٣) في المصدر: (بن الفضل)، ومثله في: منهج المقال: ٢٣٧، ومجمع الرجال ٤: ٢١٤، وتنقيح المقال ٢: ٣٠١.

وما في: جامع الرواة ١: ٥٩٥، ومنهج المقال، وتنقيح المقال، كلاهما عن بعض النسخ موافق لما في الأصل والحجرية.

(٤) رجال الشيخ: ٢٤٢ / ٣٠١.

(٥) تهذيب الأحكام ١٠: ٢٠٦ / ٨١١.

(٦) رجال الشيخ: ٢٦٨ / ٧٣١، ورجال البرقي: ٢٥.

(٧) رجال الشيخ: ٢٤٣ / ٣٢٥.

(٨) الكافي ٥: ٣٢٨ / ٢.

٢٢٨

في باب السمك(١) .

[١٨٨٨] علي بن محمّد بن جعفر:

ابن محمّد بن مسرور، أبو الحسن، له كتاب فضل العلم، يرويه عنه: أخوه الجليل جعفر بن محمّد بن قولويه، كما في النجاشي(٢) ، ويفهم منه كما في التعليقة(٣) إماميّته، وفضله، وجلالته.

[١٨٨٩] علي بن محمّد الحُضَيني:

صاحب كتاب معتمد في مشيخة الفقيه(٤) ، ويروي عنه: الفقيه الثقة حَمْدان القلانسي(٥) ، وإبراهيم بن مهزيار(٦) ، ومحمّد بن سنان(٧) .

[١٨٩٠] علي بن محمّد الحنّاط:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) .

[١٨٩١] علي بن محمّد بن الزبير:

القُرَشي، الكُوفِيّ، في النجاشي في ترجمة شيخه ابن عبدون -: وكان قد لقي أبا الحسن علي بن محمّد القرشي، المعروف بابن الزبير، وكان علوّاً في الوقت(٩) .

وعن المحقق الداماد: هو ابن الزبير المعروف عند الأصحاب، شيخ

__________________

(١) الكافي ٦: ٣٢٣، أورده في ذيل الحديث ٣.

(٢) رجال النجاشي: ٢٦٢ / ٦٨٥.

(٣) تعليقة الوحيد: ١٠٣، ٢٣٤.

(٤) الفقيه ٤: ١٢٠، من المشيخة.

(٥) تهذيب الأحكام ٦: ٩١ / ١٧٢.

(٦) تهذيب الأحكام ٥: ١٠٨ / ١٤١٨.

(٧) الفقيه ٤: ١٢٠، من المشيخة.

(٨) رجال الشيخ: ٢٤٢ / ٣٠٧.

(٩) رجال النجاشي: ٨٧ / ٢١١.

٢٢٩

الشيوخ، وراوية للأُصول، قال النجاشي: وكان علوّاً في الوقت، أي كان غاية في الفضل، والعلم، والثقة، والجلالة، في وقته وأوانه(١) ، انتهى.

قلت: بل في قوله: كان قد لقي أبا الحسن. إلى آخره، إشارة إلى ذلك أيضاً، فإنّه بحسب العادة لا يقال ذلك إلاّ في حقّ الجليل.

وفي من لم يرو عنهمعليهم‌السلام : روى عن علي بن الحسن بن فضال جميع كتبه، وروى أكثر الأصول، روى عنه: التلَّعكبري، أخبرنا عنه: أحمد ابن عبدون، مات سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، ودفن في مشهد أمير المؤمنينعليه‌السلام (٢) ، انتهى.

وهو أحد المشايخ الذين أكثروا من الاعتماد عليهم في ذكر طرقهم إلى أرباب المؤلفين. ومن جميع ذلك ظهر أنَّ حكم الشيخ البهائي(٣) ، وسيّد المدارك(٤) ، بصحة السند من جهته في محلّه. وقد مرّ في آخر الفائدة السادسة ما ينفع المقام(٥) .

[١٨٩٢] علي بن محمّد بن سعد:

الأَشْعَري، من مشايخ محمّد بن الحسن بن الوليد، كما في من لم

__________________

(١) قاله المحقق الداماد في حاشيته على رجال ابن داود، كما في منتهى المقال: ٢٢٨.

(٢) رجال الشيخ: ٤٨٠ / ٢٢.

(٣) الحبل المتين: ٧٠، في رواية محمد بن مسلم عن أحدهما، وابن أبي عمير عن غير واحد، وراجع تهذيب الأحكام ١: ٣١٦ / ٩٢٠، ٣١٧ / ٩٢١.

(٤) عدَّ السيد العاملي في مدارك الأحكام ١: ٢٧٨، رواية زرارة ومحمد بن مسلم التي في طريقها المترجم له، من الموثق بأحمد بن محمد بن سعيد الزيدي الجارودي، وعلي بن الحسن بن فضال الفطحي، لما دلّ على سلامة باقي رجال السند عنده، والرواية في تهذيب الأحكام ١: ٢٦ / ٦٧، فراجع.

(٥) تقدم في الجزء السادس صحيفة: ٣٩٨ ٤٠٤.

٢٣٠

يرو عنهمعليهم‌السلام (١) .

[١٨٩٣] علي بن محمّد بن شِيرَة:

أبو الحسن [في النجاشي(٢) ]: كان فقيهاً، مكثراً من الحديث، فاضلاً، غمز عليه أحمد بن محمّد بن عِيسى، وذكر أنه سمع منه مذاهب منكرة، وليس في كتبه ما يدلّ على ذلك. له كتاب التأديب، وهو كتاب الصلاة، وهو موافق كتاب ابن خانبة، وفيه زيادات في الحج، وكتاب الجامع في الفقه كبير، أخبرنا: علي بن أحمد بن محمّد بن طاهر، قال: حدثنا محمّد بن الحسن، قال: حدثنا سعد، عن علي بن محمّد بن شِيرة القاساني بكتبه(٣) . وظاهره كون علي عنده(٤) من الأجلاء، وعدم الاعتناء بغمز ابن عيسى.

ويؤيّده رواية ابن الوليد كتبه، بتوسط مثل سعد بن عبد الله، ويروي عنه أيضاً من الأجلاء: محمّد بن علي بن محبوب(٥) ، وعلي بن إبراهيم(٦) ، ومحمّد بن عيسى بن عبيد(٧) ، ويؤيّده أيضاً ما في رجال الشيخ: علي بن شيرة ثقة(٨) ، وأمّا قوله فيه بلا فصل: علي بن محمّد القاشاني، ضعيف

__________________

(١) رجال الشيخ: ٤٨٤ / ٤٧.

(٢) ما بين العضادتين لم يرد في الأصل والحجرية أضفناه لأن الكلام للنجاشي، وكما سينبه عليه المصنف في كلامه فلاحظ.

(٣) رجال النجاشي: ٢٥٥ / ٦٦٩.

(٤) الضمير يرجع إلى النجاشي.

(٥) تهذيب الأحكام ٦: ١٥١ / ٢٦٢.

(٦) الكافي ٣: ٢٠٩ / ٨.

(٧) الكافي ٥: ٣١٤ / ٤٤.

(٨) رجال الشيخ: ٤١٧ / ٩.

٢٣١

أصفهاني، من ولد زياد مولى عبد الله بن العباس، من آل خالد الأزهر(١) .

فإن قلنا بالاتحاد، كما عليه بعضهم(٢) ، فيتعارض توثيقه تضعيفه ويسقط عن الاعتبار [و(٣) ] يؤيّد الأول بما في النجاشي، ويوهن الثاني بكونه مأخوذاً عن المنقول عن أحمد الذي استضعفه في النجاشي، مضافاً إلى رواية الأجلاّء عنه ممّن تقدّم، والصفار(٤) ، وإبراهيم بن هاشم(٥) ، والحسن بن محمّد بن سماعة(٦) ، وغيرهم(٧) .

وإن قلنا بالتغاير فابن شيرة ثقة لا معارض له سوى غمز أحمد. وفي التعليقة: روى عنه محمّد بن أحمد بن يحيى، ولم يستثن(٨) .

[١٨٩٤] علي بن محمّد الصَّيْمَرِيّ:

هو بعينه علي بن محمّد بن زياد الصيمري، قال رضي الدين علي بن طاوس في كتاب فرج المهموم: ذكر بعض أصحابنا في كتاب الأوصياء، وهو كتاب معتمد، رواه الحسن بن جعفر الصيمري، ومؤلفه علي بن محمّد الصيمري، وكانت له مكاتبات إلى الهادي والعسكري (عليهما السّلام)، وجوابهما إليه، وهو ثقة، معتمد عليه(٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٤١٧ / ١٠.

(٢) انظر كلام العلاّمة في خلاصة الأقوال: ٢٣٢ / ٦.

(٣) في الأصل: (أو)، وما أثبتناه من الحجرية.

(٤) تهذيب الأحكام ٦: ١٥١ / ٢٦٢.

(٥) الكافي ٤: ٥٤٣ / ١٤.

(٦) لم نعثر على روايته عنه، ولا يخفى أن الحسن بن محمد بن سماعة من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، وعلي بن محمد بن شيرة من أصحاب الجوادعليه‌السلام انظر: رجال الشيخ: ٣٤٨ / ٢٤ ٤١٧ / ٩.

(٧) منهم أحمد بن محمد بن خالد عنه، راجع أُصول الكافي ١: ٣٥ / ٣.

(٨) تعليقة الوحيد على منهج المقال: ٢٣٨ ٢٣٩.

(٩) فرج المهموم: ٣٦.

٢٣٢

وفي مهج الدعوات: فمن الخلفاء الذين أرادوا قتلهعليه‌السلام يعني أبا محمّد العسكريعليه‌السلام ، المسمى بالمستعين من بني العباس، روينا ذلك من كتاب الأوصياء وذكر الوصايا، تأليف السعيد علي بن محمّد بن زياد الصيْمَري، من نسخة عتيقة عندنا، قال: وكان (رضى الله عنه) قد لحق مولانا علي ابن محمّد الهادي، ومولانا الحسن بن علي العسكري (صلوات الله عليهما) وخدمهما، وكاتباه، ودفعا(١) إليه توقيعات كثيرة(٢) .

ولأبي علي هنا وَهْمٌ أشرنا إليه في ترجمة جعفر بن محمود(٣) . وفي الكافي في باب مولد صاحب الأمرعليه‌السلام : عن علي بن محمّد، عن ابن عقيل عيسى بن نصر، قال: كتب علي بن زِياد الصيمري يسأل كفنا، فكتبعليه‌السلام إليه إنك تحتاج إليه في سنة ثمانين، فمات في سنة ثمانين، وبعثعليه‌السلام إليه بالكفن قبل موته بأيام(٤) .

وفي دلائل الطبري: حدثني أبو المفضل، قال: حدثني محمّد بن يعقوب، قال: كتب علي بن محمّد الصيمري يسأل الصاحبعليه‌السلام كفناً يتبيّن ما يكون من عنده، فورد: أنّك تحتاج إليه سنة إحدى وثمانين، فمات في الوقت الذي حدّه، وبعث إليه بالكفن قبل أن يموت بشهر.

وقال علي بن محمّد الصيمري: كتبتُ إليه أسأله عمّا عندك من العلوم، فوقّععليه‌السلام : علمنا على ثلاثة أوجه: ماض، وغابر، وحادث، أمّا الماضي: فتفسير، وأمّا الغابر: فموقوف، وأمّا الحادث: فقذف

__________________

(١) في الأصل والحجرية: ورفعا (نسخة بدل)

(٢) مهج الدعوات: ٢٧٣.

(٣) تقدم في الجزء السابع برقم: [٤٢٤].

(٤) أُصول الكافي ١: ٤٤٠ / ٢٧.

٢٣٣

في القلوب، ونقر في الإسماع، وهو أفضل علمنا، ولا نبيّ بعد نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) .

[١٨٩٥] علي بن محمّد بن عبد الله:

القمّي، من مشايخ ثقة الإسلام في الكافي(٢) .

[١٨٩٦] علي بن محمّد بن عبد الله:

ابن علي بن جعفر بن علي بن محمّد الرضا علي بن موسىعليهم‌السلام أبو الحسن، النقيب بسرّمن رأى، المعدل، له كتاب الأيام التي فيها فضل من السنة، كذا في النجاشي(٣) ، وفي الوجيزة: ممدوح(٤) .

[١٨٩٧] علي بن محمّد بن علي:

ابن الحسينعليهم‌السلام ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[١٨٩٨] علي بن محمّد النوفلي:

صاحب كتاب معتمد في مشيخة الفقيه(٦) ، ويروي عنه: محمّد بن خالد(٧) .

[١٨٩٩] علي بن محمّد بن يحيى:

الخَزّاز، يروي عنه: الجليل محمّد بن علي بن محبوب كثيراً(٨) .

__________________

(١) دلائل الإمامة للطبري: ٢٨٥.

(٢) كما في الكافي ٥: ٨١ / ٧.

(٣) رجال النجاشي: ٢٦٩ / ٧٠٣.

(٤) الوجيزة: ٣٦.

(٥) رجال الشيخ: ٢٤١ / ٢٨٨.

(٦) الفقيه ٤: ٩١، من المشيخة.

(٧) الفقيه ٤: ٩١، من المشيخة، روى عنه بواسطة أبيه.

(٨) تهذيب الأحكام ٧: ٧٥ / ٣٢٢، ١٠: ٤٩ / ١٨١.

٢٣٤

[١٩٠٠] علي بن محمّد بن يعقوب:

ابن إسحاق بن عمّار الصَّيْرَفِيّ، الكِسَائِيّ، الكُوفِيّ، العِجْلي، من مشايخ جعفر بن قولويه في كامل الزيارة(١) ، ويروي عنه أيضاً من شيوخ الطائفة: التلعكبري(٢) ، ومحمّد بن أحمد بن داود(٣) .

[١٩٠١] علي بن مَطَر:

صاحب كتاب معتمد في مشيخة الفقيه، يرويه عنه: محمّد بن سنان(٤) ، وفي التعليقة: يروي عنه: صفوان بن يحيى في الصحيح(٥) ، وهو دليل الوثاقة، ويؤيدها رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عنه(٦) .

[١٩٠٢] علي بن مَعْبد (٧) :

صاحب كتاب في رجال الشيخ(٨) ، والفهرست(٩) ، والنجاشي(١٠) ، يرويه عنه: إبراهيم بن هاشم(١١) ، وموسى بن جعفر(١٢) ، ويروي عنه أيضاً:

__________________

(١) كامل الزيارات: ٢٤٧ / ٣.

(٢) رجال الشيخ: ٤٨١ / ٢٥.

(٣) تهذيب الأحكام ٤: ١٦٣ / ٤٦١.

(٤) الفقيه ٤: ١٢٧، من المشيخة.

(٥) تهذيب الأحكام ٦: ٢٣٦ / ٥٨٢.

(٦) تعليقة الوحيد على منهج المقال: ٢٣٩، وأُنظر تهذيب الأحكام ١: ١٩٠ / ٥٤٩.

(٧) في الأصل والحجرية: (بن معيد) بالياء وما أثبتناه من المصدر الموافق لما في كتب الرجال.

(٨) رجال الشيخ: ٤١٧ / ٧.

(٩) فهرست الشيخ: ٢٣٠ / ٤٩٧ (طبع جامعة مشهد)

(١٠) رجال النجاشي: ٢٧٣ / ٧١٦.

(١١) فهرست الشيخ: ٢٣٠ / ٤٩٧ (طبع جامعة مشهد)

(١٢) رجال النجاشي: ٢٧٣ / ٧١٦.

٢٣٥

محمّد بن الفرج(١) ، وسهل بن زياد(٢) .

[١٩٠٣] علي بن مَعْمَر:

صاحب كتاب في النجاشي، يرويه عنه الجليل: أحمد بن ميثم(٣) ، وعنه: العباس بن عامر(٤) .

[١٩٠٤] علي بن المـُغيرة (٥) الزُّبيدي:

الأزْرق، كُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) ، عنه: حماد بن عثمان، في الروضة بعد حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٧) ، وجميل بن دراج، في التهذيب، في باب أحكام الأرضين(٨) ، وابن أبي نجران(٩) ، ويحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد(١٠) .

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٩: ١٣٨ / ٥٨١.

(٢) الكافي ٦: ٤١٠ / ١٤.

(٣) رجال النجاشي: ٢٧٩ / ٧٣٨.

(٤) أُصول الكافي ٢: ٤٧٥ / ١١.

(٥) في المصدر: (بن أبي المغيرة)، ومثله في: رجال النجاشي: ٤٩ / ١٠٦ في ترجمة ابنه الحسن، ورجال العلاّمة: ١٠٣ / ٧٠، ومنهج المقال: ٢٢٥، ومجمع الرجال ٤: ١٦٢، ونقد الرجال: ٢٢٦، وجامع الرواة ١: ٥٥٢، و (بن المغيرة) في: منهج المقال: ٢٣٩، ومجمع الرجال ٤: ٢٢٥، وجامع الرواة ١: ٦٠٣، وتنقيح المقال ٢: ٣١٠، ونقد الرجال: ٢٤٤، وصرح هذا الأخير باتحادهما.

(٦) رجال الشيخ: ٢٦٨ / ٧٤٠، ٢٤١ / ٢٩٣، في كلا الموضعين في أصحاب الصادقعليه‌السلام ، وذكره أيضاً في أصحاب الباقرعليه‌السلام : ١٣١ / ٦٥.

(٧) الكافي ٨: ١٣١ / ١٠١، من الروضة.

(٨) تهذيب الأحكام ٧: ١٥٤ / ٦٨٠، وفيه: (علي الأزرق)

(٩) الكافي ٨: ١٠٧ / ٨٣، عنه بواسطة محمد بن القاسم.

(١٠) أُصول الكافي ٢: ٤٥٢ / ٤، عنه بواسطة أبيه إبراهيم.

٢٣٦

[١٩٠٥] علي بن المـُقْعَد:

كُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[١٩٠٦] علي بن مَنْصُور:

أبو الحسن، كُوفِيّ، سكن بغداد، متكلّم، من أصحاب هشام، له كتب منها: كتاب التدبير في التوحيد والإمامة، في النجاشي(٢) ، عنه: يونس ابن عبد الرّحمن، في الكافي، في باب إثبات الصانع(٣) ، وعلي بن أسباط(٤) ، والحسين بن سعيد، في باب حجّ إبراهيم وإسماعيل (عليهما السّلام)(٥) .

[١٩٠٧] علي بن موسى الكُميدانيّ:

من مشايخ ثقة الإسلام، وعلي بن بابويه، مرَّ في (س ورسد)(٦) .

[١٩٠٨] علي بن ميسر (٧) بن عبد الله:

النَّخَعِيّ، مولاهم، كُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢٤٣ / ٣٢٣.

(٢) رجال النجاشي: ٢٥٠ / ٦٥٨، وفي حاشية الأصل: (وفي النجاشي [٤٣٣ / ١١٦٤] في ترجمة هشام بن الحكم: وكتابه التدبير في الإمامة وهو جمع علي بن منصور منهقدس‌سره )

(٣) أُصول الكافي ١: ٥٧ / ١، في باب حدوث العالم وإثبات المحدث.

(٤) أُصول الكافي ١: ٣٤٩ / ٤٦.

(٥) الكافي ٤: ٢٠٢ / ٣.

(٦) تقدم في الجزء الرابع صحيفة: ٢٢١، الطريق رقم: [٦٠]. وكذلك في الجزء الخامس صحيفة: ٩٩، الطريق رقم: [٢٦٤].

(٧) في المصدر: (ميسرة)، ومثله في: منهج المقال: ٢٤، ونقد الرجال: ٢٤٤ (نسخة بدل)، ومعجم رجال الحديث ١٢: ٢٠٧، وما في: مجمع الرجال ٤: ٢٣٠، ونقد الرجال: ٢٤٤، وجامع الرواة ١: ٦٠٥، وتنقيح المقال ٢: ٣١٢، موافق لما في الأصل والحجرية.

(٨) رجال الشيخ: ٢٤٢ / ٣١٠.

٢٣٧

[١٩٠٩] علي بن مَيْمُون أبو الأَكْراد:

الصائِغ، الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) ، عنه: صفوان بن يحيى، في التهذيب، في أواخر كتاب المكاسب(٢) ، وابن مسكان، فيه، في باب الإجارات(٣) ، والحسن بن محمّد بن سماعة(٤) ، وعلي بن الحكم(٥) ، وعلي بن حديد(٦) ، وعبيس بن هشام(٧) ، وأبو داود المسترق(٨) .

وجعفر بن بشير في الكشي في الصحيح عنه، قال: دخلت عليه يعني أبا عبد اللهعليه‌السلام أسأله(٩) ، فقلت: إنّي أدين الله بولايتك وولاية آبائك وأجدادكعليهم‌السلام ، فادع الله أن يثبّتني فقال: رحمك الله، رحمك الله(١٠) .

ولا يخفى أن كونه من أصحاب الصادقعليه‌السلام ورواية صفوان عنه، ثمَّ ابن مسكان من أصحاب الإجماع وغيرهم من الأجلّة، وابن بشير الذي قيل في حقّه: روى عن الثقات كلّها من أمارات الوثاقة، ويؤيّدها الخبر(١١) ، بل اعتمد عليه العلاّمة(١٢) في قبول خبره، وإن ناقشه

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢٤٣ / ٣٢٧، ١٢٩ / ٣٩، ورجال البرقي: ١٦، ٢٥، كلاهما في أصحاب الصادق والباقر (عليهما السّلام)

(٢) تهذيب الأحكام ٦: ٣٨٣ / ١١٣١.

(٣) تهذيب الأحكام ٧: ٢١١ / ٩٢٧.

(٤) فهرست الشيخ: ٩٤ / ٤٠٠.

(٥) تهذيب الأحكام ٧: ٢١١ / ٩٢٨.

(٦) تهذيب الأحكام ٧: ١١١ / ٤٧٩.

(٧) رجال النجاشي: ٢٧٢ / ٧١٢.

(٨) أُصول الكافي ١: ٣٠٦ / ١٢.

(٩) في المصدر: (ليلة)

(١٠) رجال الكشي ٢: ٦٦١ / ٦٨٠.

(١١) الذي مرَّ في رواية الكشي.

(١٢) رجال العلاّمة: ٩٦ / ٢٧.

٢٣٨

الشهيد(١) بما هو مدفوع في التعليقة(٢) .

وفي النجاشي: له كتاب يرويه عنه جماعة(٣) . فقول الغضائري: حديثه يعرف وينكر، ويجوز أن يخرج شاهدا(٤) ، ينبغي أن يعدّ من أوصاف كلامه فتبصّر.

[١٩١٠] علي بن النَّهْدِيّ:

عنه: ابن أبي عمير، مرّتين في الكافي، في باب زيارة الاخوان(٥) .

[١٩١١] علي بن هاشم بن (٦) البَرِيد:

أبو الحسن، الزُّبيدي، الخَرّاز، مولاهم، الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[١٩١٢] علي بن هِبَةُ اللهِ الوَرّاق:

يروي عنه الصدوق مترضيا(٨) .

__________________

(١) تعليقة الشهيد الثاني على رجال العلاّمة: ٤٦، في مناقشة كلام العلاّمة في قوله: (الأقرب عندي. إلى آخره)

(٢) لم يرد كلام الوحيد في دفع كلام الشهيد الثاني في نسختين عندنا من التعليقة، ولكن نقله عنه الحائري في منتهى المقال: ٢٣١.

(٣) رجال النجاشي: ٢٧٢ / ٧١٢.

(٤) رجال العلاّمة: ٩٦ / ٢٧.

(٥) أُصول الكافي ٢: ١٤١ / ٤، ١٤٢ / ٨.

(٦) في المصدر: (بن) لم ترد، ومثله في تنقيح المقال ٢: ٣١٤، وفي نسخة بدل في نقد الرجال: ٢٤٥، وما في: منهج المقال: ٢٤٠، ونقد الرجال: ٢٤٥، وجامع الرواة ١: ٦٠٧، ومعجم رجال الحديث ١٢: ٢١٩، موافق لما في الأصل والحجرية.

(٧) رجال الشيخ: ٢٤١ / ٢٩٤.

(٨) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢٥٩ / ١٨.

٢٣٩

[١٩١٣] علي بن يزيد الأخنسي(١) :

الكُوفِيّ، مولى، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[١٩١٤] علي بن يزيد الحَنّاط:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[١٩١٥] علي بن يعقوب بن الحسين:

الهاشمي، يروي عنه جماعة من بني فضّال(٤) ، الذين أُمرنا بالأخذ بما رووا(٥) ، وفيهم الحسن من أصحاب الإجماع، ومرّ في (شه)(٦) فراجع.

[١٩١٦] علي بن يونس بن عبد الرّحمن:

الجُعْفِيّ، الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[١٩١٧] عمّار أبو عَاصِم البَجَلِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) عنه: علي بن الحكم(٩) .

__________________

(١) في المصدر: (الأحيسي) بالياء المثناة من تحت ومثله في تنقيح المقال ٢: ٣١٤. وما في منهج المقال: ٢٤٠، ومجمع الرجال ٤: ٢٣٤، ونقد الرجال: ٢٤٦، وجامع الرواة ١: ٦٠٨، ومعجم رجال الحديث ١٢: ٢٢٣، موافق لما في الأصل والحجرية.

(٢) رجال الشيخ: ٢٤٤ / ٣٣٢.

(٣) رجال الشيخ: ٢٤٤ / ٣٣٣.

(٤) كما في تهذيب الأحكام ٨: ٨٨ / ٣٠٢، ١٥٣ / ٥٣٢.

(٥) انظر رجال الكشي ٢: / ١٠٥٠.

(٦) تقدم في الجزء الخامس صحيفة: ٢١٣، الطريق رقم: [٣٠٥].

(٧) رجال الشيخ: ٢٤٣ / ٣٢٠، ورجال البرقي: ٢٥.

(٨) رجال الشيخ: ٢٥٠ / ٤٣٨.

(٩) الكافي ٤: ٥٦ / ١١.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

بين العدوّ، وقد وضع المسلمون الأحجار إلى جانب الخندق، يرمون بها من أراد العبور، فعند ذلك قام حيي بن أخطب بمؤامرة اُخرى وهو فتح الطريق لدخول يثرب من ناحية اُخرى، وهو إقناع بني قريظة ( الطائفة الوحيدة المتبقّاة من اليهود في المدينة ) على رفض عهدها مع محمد، وانضمامها إلى الأحزاب، فاجتمع مع أكابر الأحزاب، وقال: إنّه مقنع بني قريظة بنقض عهد موادعتهم محمداً والمسلمين، حتّى يقطعوا بذلك المدد والمير عنه، ويفتحوا الطريق لاجتياز الأحزاب من حصونهم إلى داخل المدينة، ولـمـّا سمعت ذلك قريش وقبائل غطفان فرحوا بذلك وزعموا أنّ هذه الخطوة سوف تكون ناجحة، وأنّها مفتاح الإنتصار، فخرج حيي بن أخطب حتّى أتى كعب بن أسد القرظي صاحب عقد بني قريظة وعهدهم، ولـمـّا سمع كعب بحيي بن أخطب، أغلق دونه باب حصنه، فاستأذن عليه، فأبى أن يفتح له فناداه حينئذٍ: ويحك يا كعب، إفتح لي. قال: ويحك يا حيي إنّك رجل مشؤوم، وإنّي قد عاهدت محمداً ولست بناقض ما بيني وبينه، ولم أر منه إلّا وفاءً وصدقاً. قال: ويحك إفتح لي اُكلّمك. قال: ما أنا بفاعل. قال: والله إن أغلقت دوني إلّا خوفاً عن جشيشتك أن آكل معك منها، فعندئذ غضب كعب ففتح له فقال: ويحك يا كعب جئتك بعزّ الدهر وبحر طامّ(١) ، جئتك بقريش على قادتها وسادتها، قد عاهدوني وعاقدوني على أن لا يبرحوا حتّى يستأصلوا محمداً ومن معه. قال: فقال له كعب: جئتني والله بذلّ الدهر، ويحك يا حيي ! فدعني وما أنا عليه، فإنّي لم أر من محمّد إلّا صدقاً ووفاءً. فلم يزل حيي بكعب يفتله في الذروة والغارب حتّى سمع له، على أن أعطاه عهداً ( من الله ) وميثاقاً: لئن رجعت قريش وغطفان، ولم يصيبوا محمّداً أن يدخل معه في حصنه حتّى يصيبه ما أصابه، فنقض كعب بن أسد عهده، وبرئ ممّا كان بينه وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وقد بلغ المسلمين نبأ إنضمام قريظة إلى الأحزاب، فاهتزّوا وخافوا مغبّته فبعث رسول الله سعد بن معاذ، وهو سيد الأوس وسعد بن عبادة وهو سيد الخزرج ومعهما لفيف من المسلمين، فقال: إنطلقوا حتّى تنظروا أحقٌ ما بلغنا عن هؤلاء

__________________

(١) يشير إلى الأحزاب المؤلّفة.

٣٠١

القوم أم لا ؟ فإن كان حقّاً فألحنوا لي لحناً(١) أعرفه، ولا تفتّوا في أعضاد الناس، وإن كانوا غير ناقضين فأجهروا به للناس، قال فخرجوا حتى أتوهم، فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم فيما نالوا من رسول الله وقالوا: مَن رسول الله ؟ لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد، فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه، وكان رجلاً فيه حدّه، فقال له سعد بن عبادة: دع عنك مشاتمتهم فما بيننا وبينهم أعظم من المشاتمة، فأقبلا إلى رسول الله فسلّموا عليه، وقالوا: « عضل والقارة » أي غدروا كغدر عضل والقارة، وأصحاب الرجيع، فقال رسول الله: الله أكبر ! أبشروا يا معشر المسلمين. وعظم عند ذلك البلاء واشتدّ الخوف وذلك لأنّهم لو قطعوا المير والمدد وفتحوا الطريق للأحزاب، لدخلوا المدينة واستأصلوا أهلها، فما مضى وقت حتّى بدت بوادر النقض فقطعوا المدد والميرة عن المسلمين، وخرجوا يطيفون في أزقّة المدينة، يخوّفون النساء والصبيان. قالت صفيّة ـ وكانت في حصن « حسّان » ـ: مرّ بنا رجل من اليهود فجعل يطيف بالحصن، فقلت: يا حسّان ! إنّ هذا اليهودي كما ترى يطيف بالحصن وإنّي والله ما آمنه أن يدلّ على عورتنا مَنْ وراءنا من يهود، وقد شغل عنّا رسول الله وأصحابهم، فانزل إليه فاقتله. قال: يغفر الله لك يا ابنة عبد المطلب ! والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا ! قالت: فلمّا قال لي ذلك، ولم أر عنده شيئاً احتجزت(٢) ثمّ أخذت عموداً ثمّ نزلت من الحصن إليه، فضربته بالعمود، حتّى قتلته. قالت: فلمّا فرغت منه، رجعت إلى الحصن(٣) .

ثمّ إنّه سبحانه سلّط على الأحزاب البرد والريح الشديدة، وفرّق كلمتهم على وجه سيوافيك تفصيله، وتفرّقوا وجلوا عن جوانب المدينة ورجعوا إلى أوطانهم من دون أن ينالوا من المسلمين شيئاً. ولم يكن عود الأحزاب بعد فصل الشتاء أمراً غير بعيد في نظر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وبنو قريظة هم الأعداء الغدرة، ومن الممكن أن يتكرّر التاريخ ويقع المسلمون في مغبّته، وبينما كان النبيّ يفكر في

__________________

(١) أي تكلّموا بالإشارة والتعريض، ولا توهنوا عزائم المسلمين.

(٢) شددت معجري.

(٣) السيرة النبويّة لابن هشام: ج ٢ ص ٢٢٨.

٣٠٢

ذلك وقد صلّى الظهر، جاء جبرئيل وقال: إنّ الله عزّ وجلّ يأمرك بالمسير إلى بني قريظة، فأمر رسول الله مؤذناً فأذّن في الناس من كان سامعاً مطيعاً فلا يصلّين إلّا ببني قريظة(١) ولبس رسول الله السلاح والمغفر والدرع والبيضة وأخذ قناتاً بيده، وتقلّد الترس، وركب فرسه، وحفّ به أصحابه، وتلبّسوا السلاح وركبوا الخيل، وكانت ستّة وثلاثين فرساً، وكان رسول الله قد قاد فرسين وركب واحداً، وانتهى رسول الله إلى بني قريظة، فنزل على أسفل حرّة بني قريظة، وكان عليٌّعليه‌السلام قد سبق في نفر من المهاجرين والأنصار، فيهم أبو قتادة، وطلع رسول الله، فلّما رأى رسول الله عليّاً أمره بأخذ اللواء وكره أن يسمع رسول الله أذاهم وشتمهم، فتقدّمه أسيد بن حضير، قال: فقال: يا أعداء الله لا نبرح حصنكم حتّى تموتوا جوعاً. قال: يا بن الحضير نحن مواليكم دون الخزرج. قال: لا عهد بيني وبينكم ودنا رسول الله، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا إخوة القردة والخنازير وعبدة الطواغيت أتشتموني ؟ قالوا: فجعلوا يحلفون بالتوراة التي أنزلت على موسى ما فعلنا وقالوا: نكلّمك، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم. فأنزلوا نباش بن قيس، وقالوا: يا محمّد ننزل على ما نزلت عليه بنو النضير. لك الأموال والحلقة وتحقن دمائنا ونخرج من بلادكم بالنساء والذراري ولنا ما حملت الإبل إلّا الحلقة فأبى رسول الله وقال: لا إلّا أن تنزلوا على حكمي. فرجع نباش إلى أصحابه بمقالة رسول الله ولـمـّا وقف القوم على عزم رسول الله بنزولهم على حكمه، عقدوا مجلساً للمشاورة إشترك فيها أكابر القوم، فاقترح كعب بن أسد عليهم عدّة إقتراحات، يعرب بعضها عن ضآلة تفكيره ويدلّ البعض الآخر على قسوته، وإليك تلك الإقتراحات:

١ ـ الإيمان بما جاء به محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله

يا معشر بني قريظة إنّكم لتعلمون أنّ محمداً نبي الله وما منعنا من الدخول معه إلّا الحسد بالعرب، ولقد كنت كارهاً لنقض العقد والعهد، ولكنّ البلاء وشؤم

__________________

(١) قال الواقدي: صار إليهم النبيّ لسبع بقين من ذي القعدة، فحاصرهم خمسة عشر يوماً، ثمّ انصرف يوم الخميس سبع خلون من ذي الحجة سنة خمس.

٣٠٣

هذا الجالس(١) علينا وعلى قومه فتعالوا نصدّقه ونؤمن به، فنأمن على دمائنا وأبنائنا ونساءنا وأموالنا فنكون بمنزلة من معه، قالوا لا نكون تبعاً لغيرنا. نحن أهل الكتاب والنبوّة، فجعل كعب يردّ عليهم الكلام بالنصيحة لهم. قالوا: لا نفارق التوراة ولا ندع ما كنّا عليه من أمر موسى.

٢ ـ قتل النساء والأولاد

إذا كنتم كارهين للإيمان بمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فهلمّوا نقتل أبناءنا ونساءنا ثمّ نخرج وفي أيدينا السيوف إلى محمّد وأصحابه، فإن قتلنا قتلنا، وما وراءنا أمر نهتم به، وان ظهرنا لنتّخذن النساء والأبناء.

فصاح حيّي بن أخطب وقال: ما ذنب هؤلاء المساكين ؟ وقالت رؤساء اليهود: ما في العيش خير بعد هؤلاء.

٣ ـ الخروج على أصحاب محمّد ليلة السبت

إنّ محمّداً وأصحابه آمنين لنا فيها أن نقاتله، فنخرج فلعلّنا أن نصيب منه غرّة قالوا نفسد سبتنا وقد عرفت ما أصابنا فيه. قال حيّي: قد دعوتك إلى هذا وقريش وغطفان حضورٌ فأبيت أن تكسر السبت فإن أطاعتني اليهود فعلوا. فصاحت اليهود: لا نكسر السبت. قال نبّاش بن قيس: وكيف نصيب منهم غرّة وأنت ترى أنّ أمرهم كل يوم يشتدّ كانوا أوّل ما يحاصروننا إنّما يقاتلون بالنّهار ويرجعون بالليل، فهم الآن يبيتون الليل ويظلّون النهار، فأي غرّة نصيب منهم ؟ هي ملحمة وبلاء كتب علينا، فاختلفوا وسقط في أيديهم وندموا على ما صنعوا ورقّوا على النساء والصبيان وكنّ يبكين.

وعندئذٍ قال ثعلبة وأسيد إبنا سعيد وأسد بن عبيد عمّهم: يا معشر بني قريظة !

والله إنّكم لتعلمون أنّه رسول الله، وأنّ صفته عندنا. حدّثنا بها علماؤنا

__________________

(١) يعني حيّي بن أخطب وقد وفى بعهده، بعد تفرّق الأحزاب، فدخل حصن بني قريظة ليشترك معهم في المصير.

٣٠٤

وعلماء بني النضير هذا أوّلهم يعني حيّي بن أخطب مع جبير بن الهيّبان. أصدق الناس عندنا وهو خبّرنا بصفته عند موته. قالوا: لا نفارق التوراة، فلمّا رآى هؤلاء النفر إباءهم، نزلوا في الليلة التي في صبحها نزلت قريظة، فأمنّوا على أنفسهم وأهلهم وأموالهم.

اقتراح رابع

واقترح عمرو بن سعد وقال: يا معشر اليهود إنّكم حالفتم محمداً على ما حالفتموه عليه، أن لا تنصروا عليه أحداً من عدوّه وأن تنصروه ممّن دهمه فنقضتم ذلك العهد الذي كان بينكم وبينه فلم أدخل فيه ولم أشرككم في عذركم، فإن أبيتم أن تدخلوا معه، فاثبتوا على اليهوديّة واعطوا الجزية، فو الله ما أدري يقبلها أم لا ؟ قالوا: نحن لا نقرّ للعرب بخرج في رقابنا يأخذوننا به، القتل خير من ذلك.

ولـمـّا طال الحصار وأذعنت بنو قريظة أنّ النبيّ الأكرم لا يتركهم إلّا أن ينزلوا على حكمه، بعثوا إلى رسول الله حتّى يبعث إليهم أبا لبابة بن عبد المنذر، وكان حليف الأوس ليستشيروه في أمرهم، فأرسله رسول الله فلّما رأوه قام إليه الرجال، وبكت النساء والصبيان، فرقّ لهم، وقالوا: يا أبا لبابة أترى أن ننزل على حكم محمّد ؟ فأشار بيده إلى حلقه، يعني أنّه الذبح.

ثمّ ندم أبو لبابة من إذاعة سرّ رسول الله، قال: فو الله ما زالت قدماي من مكانهما حتّى عرفت أنّي قد خنت الله ورسوله، ثمّ انطلق أبو لبابة على وجهه ولم يأت رسول الله حتّى ارتبط في المسجد إلى عمود من عمده وقال: لا أبرح مكاني هذا حتّى يتوب الله عليّ ممّا صنعت، وعاهد الله: أن لا أطأ بني قريظة أبداً ولا اُرى في بلد خنت الله ورسوله فيه أبداً، وفي ذلك نزل قوله سبحانه:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) ( الأنفال / ٢٧ ).

فمكث سبعة أيّام لا يذوق فيها طعاماً ولا شراباً حتّى خرّ مغشياً عليه، ثمّ تاب الله عليه، فقيل له يا أبا لبابة قد تيب عليك، فقال: لا والله لا أحلّ نفسي حتّى يكون رسول الله هو الذي يحلّني، فجاءه فحلّه بيده، ثمّ قال أبو لبابة: إنّ من تمام توبتي أن

٣٠٥

أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وأن أنخلع من مالي، فقال النبيّ: يجزيك السدس أن تصدّق به.

وقد نزل أيضاً في توبته قوله سبحانه:( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ( التوبة / ١٠٢ )(١) .

فلمّا أصبحوا، نزلوا على حكم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فتواثبت الأوس، فقالوا: يا رسول الله وقد فعلت في موالي إخواننا بالأمس ما قد علمت ( يريدون بني قينقاع ـ وكانوا حلفاء الخزرج ـ فسأله إيّاهم عبد الله بن أبي، فوهبهم له ) قال رسول الله: ألا ترضون يا معشر الأوس أن يحكم فيهم رجل منكم ؟ قالوا: نعم. قال رسول الله: فذلك إلى سعد بن معاذ، فلمّا حكّمه رسول الله أتاه قومه إلى رسول الله، فلمّا انتهى سعد إلى رسول الله قال ـ يخاطب الأوسيين ـ: قوموا إلى سيّدكم، قالت الأوس ـ الذين بقوا عند رسول الله ـ: يا أبا عمرو ! إنّ رسول الله قد ولّاك الحكم، فأحسن فيهم واذكر بلاءهم عندك، فقال سعد بن معاذ: أترضون بحكمي لبني قريظة ؟ قالوا: نعم، قد رضينا بحكمك وأنت غائب عنّا، قال سعد: عليكم عهد الله وميثاقه أنْ أحكم فيكم ما حكمت. قالوا: نعم، قال سعد: فإنّي أحكم فيهم أن يقتل من جرت عليه الموسى، وتسبى النساء والذريّة وتقسّم الأموال، وفي نقل آخر: أحكم فيهم أن تقتل الرجال وتقسّم الأموال وتسبى الذراري والنساء، ورضي رسول الله بحكم سعد(٢) .

وقال ابن هشام: إنّ بني قريظة طلبوا من النبيّ أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ، قال: إنّ عليّ بن أبي طالب صاح وهم محاصرو بني قريظة: يا كتيبة الإيمان ! وتقدّم هو والزبير بن العوّام، فقال: والله لأذوقنّ ما ذاق حمزة أو لأفتحن حصنهم، فقالوا: يا محمّد ننزل على حكم سعد بن معاذ، واُجري الحكم حسبما رأى سعد.

__________________

(١) السيرة النويّة، لابن هشام: ج ٢ ص ٢٣٧، والمغازي للواقدي: ج ٢ ص ٥٠٥ ومجمع البيان: ج ٤ ص ٨٢٤.

(٢) المغازي للواقدي: ج ٢ ص ٥١٢.

٣٠٦

إنّ المستشرقين قد استغلّوا هذه الواقعة، فحاولوا أن يتّهموا قضاء سعد بن معاذ بالقسوة والخروج عن العدل، ولكنّهم نظروا إلى الواقعة بعين واحدة، فنظروا إلى ما حاق ببني قريظة من الذلّ والخزي، وقد أحاطت بهم نساؤهم وأطفالهم بالبكاء عليهم، فزعموا أنّ مقتضى العدل والرحمة هو الإغماض عنهم، وعن جريمتهم، ولأجل دعم أنّ العدل والحق كانا يقضيان بما قضى به سعد بن معاذ نشير للاُمور التالية.

لا شك أنّ عواطف سعد وأحاسيسه ومشاعره ومناظر الصبيان ونساء بني قريظة، وأوضاع رجالهم وملاحظة الرأي العام ( الأوسيين )، كان يثير الإشفاق لهم والإغماض عن جريمتهم. كلّ هذه الإعتبارات كانت تقتضي أن تجعل القاضي فريسة العاطفة، ويبرّئ بني قريظة الجناة الخونة وأن يخفّف من عقوبتهم أكبر قدر ممكن، لكنّ منطق العقل وحرّية القاضي واستقلاله، وقبل كلّ شيء مراعاة المصالح العامّة، قاده إلى الحكم بقتل رجالهم الخونة وسبي نسائهم وأطفالهم، ولقد استند الحاكم في حكمه إلى الاُمور التالية:

١ ـ إنّ يهود بني قريظة كانوا قد تعهّدوا للنّبي ـ عند نزوله بالمدينة ـ بأنّهم لو تآمروا ضدّ الإسلام والمسلمين وناصروا أعداء التوحيد وألّبوهم على المسلمين، كان للنبيّ أن يقوم بقتلهم وسبي نسائهم، وإليك نقل هذه الإتفاقيّة: إلّا يعينوا على رسول الله، ولا على أحد من أصحابه بلسان ولا يد ولا بسلاح ولا بكراع في السرّ والعلانية لا بليل ولا بنهار. الله عليهم بذلك شهيد، فإن فعلوا فرسول الله في حلّ من سفك دماءهم، وسبي ذراريهم ونسائهم، وأخذ أموالهم(١) .

إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كتب لكل قبيلة منهم كتاباً على حدة وكان الذي تولّى أمر بني النضير: حيي بن أخطب وهو الذي رغّب رئيس بني قريظة على نقض العهد ورفضه، كما أنّ الذي تولّى أمر بني قريظة هو كعب بن أسد،

__________________

(١) بحار الأنوار: ج ١٩ ص ١١١، ونقله الصدوق في كمال الدين، وأخرجه علي بن إبراهيم القمي في تفسيره.

٣٠٧

الذي نقض عهد النبي وسبّه بمحضر من أصحابه من سعدين وغيرهما.

فلو حكم سعد بن معاذ على قتل رجالهم وسبي نسائهم فإنّما استند إلى هذه الاتفاقية التي تولّى أمرها رؤساؤهم وأكابرهم، فلو كان سعد حاكماً بغير ما ورد فيها، فقد بخس حق المسلمين وظلمهم، فالعدل في القضاء كان يقتضي عدم الخضوع لحكم العاطفة.

٢ ـ ارتكبت بنو قريظة جريمة عظيمة في ظروف حرجة عندما لم يبق بين المسلمين، وإبادتهم واستئصالهم واستيلاء الأحزاب عليهم ونسفهم من رأس إلّا خطوة أو خطوتان لولا أنّ الله بدّد شمل الكفّار، وسخّر عليهم الرياح والبرد، وفرّق كلمتهم، ونشر فيهم سوء الظن بحلفائهم.

هذا ما قد كان، ولكنّ التاريخ يمكن أن يعيد نفسه ويرجع الأحزاب في العام القابل أو بعد برهة من الزمن مستمدّين في إستيلائهم من هذا الطابور الخامس المتواجد بين المسلمين، ولم يكن ذلك الاحتمال أمراً بعيداً في نظر القاضي بل أمراً قريباً جدّاً، فلو كان حكم عليهم بالعفو لخان بمصالح المسلمين العامّة وجعلهم في دائرة الخطر.

إنّ بني قريظة قد جسّدوا العداوة بين اليهود والمسلمين وأثبتوا أنّ بني إسرائيل لا تطيب نفوسهم إلّا باستئصال المسلمين، فلو عادت الأحزاب إلى المدينة من جديد لعادوا إلى مشاركة العرب وقريش في حربهم ضدّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أفهل يمكن للقاضي العادل أن ينظر إلى هذا الاحتمال بعين التساهل ؟!

٣ ـ من المحتمل جداً أنّ سعد بن معاذ رئيس قبيلة الأوس الموالين ليهود بني قريظة كان واقفاً على قانون العقوبات لدى اليهود. فإنّ التوراة تنصّ على ما يلي:

« حين تقرب من مدينة لكي تحاربها إستدعها إلى الصلح. فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها، يكون لك للتسخير ويستعبد لك ،

٣٠٨

وإن لم تسالمك بل عملت معك حرباً فحاصرها، وإذا دفعها الربّ إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحدّ السيف، وأمّا النساء والأطفال والبهائم وكلّ ما في المدينة كلّ غنيمتها فتغتنمها لنفسك »(١) .

٤ ـ والّذي نتصوّره أنّ أكبر أسباب هذا الحكم هو أنّ سعد بن معاذ رأى باُمّ عينيه أنّ رسول الله عفا عن بني قينقاع ونزل على طلب الخزرجيين منه العفو منهم، واكتفى من عقابهم بإخراجهم من المدينة، ولكنّ تلك الزمرة ما غادرت أراضي الإسلام حتّى بدأت بالمشاغبة والمؤامرة الدنيئة ضد الإسلام، فذهب كعب بن الأشرف إلى مكّة وأخذ يتباكى دجلاً وخداعاً على قتلى بدر ولم يفتأ عن تأليب قريش ضد الرسول، وكانت نتيجة تلك المؤامرة وقعة اُحد الّتي استشهد فيها أزيد من سبعين صحابيّاً من خيرة أبناء الإسلام.

هكذا عفا الرسول عن بني النضير المتآمرين واكتفى من عقابهم بمجرّد الإجلاء، ولكنّهم قابلوا هذا الموقف الإنساني بتأليب القبائل العربية ضد الإسلام، حتّى أنّهم عقدوا إتّحاداً عسكريّاً فيما بينهم، وكانت من أخطر المعارك على الإسلام لولا منّه سبحانه وحنكة رسوله وتضحيات أصحابه.

وقد أعطت هاتان الواقعتان للقاضي دروساً كافية، فوقف على أنّ الإفراج عن بني قريظة ـ هذه الشرذمة الباغية والطغمة الظالمة ـ سوف يثير على المسلمين ما كانوا يجتنبون عنه، فسوف يقومون باتّحاد عسكري أوسع ويؤلّبون العرب على الإسلام.

والّذي يكشف عن إخلاص ونواياه الحسنة أنّ قومه الأوسيين كانوا مصرّين على العفو عن بني قريظة والحنان لهم، وكان الرئيس أحوج ما يكون إلى تأييد قومه، وكانت مخالفتهم توجّه إليه أكبر ضربة، ولكنّ القاضي الحر أدرك أنّ جميع هذه الشفاعات تخالف مصالح الآلاف من المسلمين، فانطلق من منطق العقل ورفض رضا قومه فأخذ برضا الله.

__________________

(١) التوراة، سفر التثنية الفصل العشرون / ١٠ ـ ١٤.

٣٠٩

٤ ـ غزوة خيبر أو بؤرة الخطر:

كانت منطقة خيبر منطقة واسعة خصبة تقع على بعد ١٧٦ كيلومتراً من المدينة وكانت تسكنها قبائل من اليهود مشتغلين فيها بالزراعة وجمع الثروة، وكانوا متسلّحين بأقوى الوسائل الدفاعيّة، حيث كان عدد نفوسهم يقارب عشرين ألف نسمة بينهم عدد كبير من الأبطال الشجعان(١) .

إنّ النبي الأكرم قد أجلى بني قينقاع وبني النضير من المدينة، وأباد بني قريظة، وظلّ السلام يخيّم على المدينة وأطرافها، غير أنّه كان بقرب المسلمين حصن حصين ليهود خيبر، وهم الذين شجّعوا جميع القبائل العربية على محاربة الحكومة الإسلامية والقضاء عليها، فلم يكن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يضرب الصفح عنهم ولا يفكّر فيهم، وهم الذين موّنوا جيش العرب بأموالهم، وثرواتهم، ووعدوهم بثمار المدينة.

وبما أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قد عقد الصلح مع قريش في السنة السادسة من الهجرة واطمئنّ من جانبهم، وبما أنّه راسل الملوك والسلاطين ودعاهم جميعاً إلى الإسلام، فلم يكن من المستبعد أن يستغلّ كسرى وقيصر يهود خيبر فيتعاونوا على القضاء على الإسلام.

ومن هنا رأى النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله أن لا يضيّع هذه الفرصة حيث انّ قريش صالحت رسول الله على أن لا تتعاون عليه، فقد فرغ باله من جانبهم، فلو دخل هو في محاربة اليهود، لما ساعدتهم قريش، ولكن كان من الممكن أن تقوم قبائل النجد بمساعدتهم، فخطّط رسول الله للإستتار، وفاجأهم على وجه لم يعلموا به حتّى وجدوا جيش المسلمين أمام حصونهم.

__________________

(١) تاريخ الطبري: ج ٢ ص ٤٦، السيرة الحلبية: ج ٣ ص ٣٦.

٣١٠

غادر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المدينة وأمر أن ينادى فيها بأنّه لا يخرج معي إلّا راغب في الجهاد، أمّا الغنيمة فلا، واستخلف فيها نميلة بن عبد الله الليثي، فأخذ يسير إلى شمال المدينة، وكان المسلمون يظنّون أنّه يريد غزو قبائل غطفان وقزارة الذين تعاونوا مع قريش في معركة الأحزاب، ولكنّه عندما وصل أرض الرجيع، عرّج بجيشه صوب خيبر، وبهذا قطع الطريق على أيّة إمدادات عسكرية من ناحية الشمال إلى خيبر، وحال بين قبائل غطفان وقزارة ويهود خيبر، فعلى الرّغم من أنّ الحصار إمتدّ على اليهود قرابة شهر لم تستطع القبائل المذكورة أن تمدّ حلفاءهم اليهود بأيّ شيء(١) .

فلمّا نزل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قرب خيبر مع ١٦٠٠ مقاتل والخيبريّون بين عشرين ألف نسمة، دعا بهذا الدعاء:

« أللّهم ربّ السموات وما أظللن، وربّ الأرضين وما أقللن نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها، ونعوذ بك من شرّها وشرّ أهلها وشرّ ما فيها »(٢) .

وهذا الدعاء يكشف عن نوايا النبي وهو يدعو به أمام ١٦٠٠ من جنوده الشجعان الذين كان كل واحد منهم شعلة وهّاجة من الشوق إلى القتال في سبيل الله، ولكنّ هذا الدعاء أنار الهدف من هذا الغزو وأنّه يطلب خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها، ثمّ أمر بإحتلال المواقع والمواضع الحسّاسة ليلاً بحيث لم يقف واحد من الخيبريين، ولا القاطنين في أبراج حصونهم السبعة على قدوم المسلمين، واحتلالهم القلاع السبع، وصدّ الطريق على سائر القبائل، ولـمـّا طلع الشمس خرج الفلاّحون من الحصن مغادرين بيوتهم إلى مزارعهم وبساتينهم، ففوجئوا بجيش التوحيد، فرجعوا إلى حصونهم وهم يقولون: محمد والجيش معه. فبادروا إلى إغلاق أبواب الحصون. ثمّ عقدوا إجتماعاً عسكرياً داخل حصنهم المركزي، فلمّا رأى رسول الله مساحي اليهود، إستغلّ تلك المنظرة فقال:

__________________

(١) السيرة النبويّة: ج ٢ ص ٣٠٣.

(٢) الكامل لابن الأثير: ج ٢ ص ١٤٧.

٣١١

« الله أكبر خربت خيبر. إنّا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ».

وقد اتّخذت اللجنة العسكرية قراراً خاصاً، وهو أن يجعل الأطفال والنساء في واحد من الحصون، ويجعل الطعام والذخيرة في حصن آخر، ويستقرّ المقاتلون على الأبراج ويدافعوا عن كل حصن بالأحجار، ثمّ يخرج الأبطال الصناديد من كلّ حصن ويقاتلون المسلمين خارجه.

كانت هذه خطّة اليهود الدفاعيّة لمواجهة جنود الإسلام، وقد أصرّوا على تنفيذها حتّى آخر لحظة، وبهذا التخطيط استطاعوا أن يقاوموا الجيش الإسلامي قرابة شهر كامل، إلى أن وفّق الله تبارك وتعالى المسلمين بفتح هذه القلاع واحدة بعد اُخرى.

فكان أوّل حصن افتتح حصن ناعم، ثمّ القموص ( حصن بني أبي الحقيق ) وهكذا سائر الحصون افتتحت واحد بعد الآخر.

ثمّ إنّ الآيات الواردة في هذه الواقعة على قسمين:

قسم نزل في صلح الحديبيّة، حيث إنّ النبي الأكرم صالح قريشاً، وكانت تلك المصالحة مرّة في مذاق بعض الأصحاب، فنزل الوحي بأنّهم سوف يصيبهم مغانم كثيرة يريد بها غنائم خيبر. قال سبحانه:

( وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا *وَعَدَكُمُ اللهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَٰذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا *وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللهُ بِهَا وَكَانَ اللهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ) ( الفتح / ١٩ ـ ٢١ ).

وهذه الآيات نزلت في قصّة الحديبيّة، وبذلك كسب النبي رضا بعض الصحابة الذين كان تهمّهم الغنيمة والفوز بالمال.

فإذا كان المراد من الآية:( وَعَدَكُمُ اللهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا ) هو غنائم خيبر يكون المراد من قوله:( فَعَجَّلَ لَكُمْ هَٰذِهِ ) هو قصّة الحديبيّة، فقد كان للمسلمين في

٣١٢

صلحها فوز عظيم، وإن لم يقف عليها السطحيون منهم، كما أنّ المراد من الناس في قوله:( وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ ) هو قريش، وبذلك يعلم أنّ تفسير هاتين الجملتين بغزوة خيبر تفسير على وجه بعيد وإن اختاره أمين الإسلام في مجمعه.

ومن أمعن النظر في سورة الفتح يرى أنّ الجميع على سبيكة واحدة فركّز على قصّة الحديبيّة ويعد الفوز بمغانم كثيرة وليس هو إلّا غزوة غنائم خيبر.

وقسم آخر نزل عند مغادرة النبي المدينة قاصداً إلى خيبر وهو قوله سبحانه:

( سَيَقُولُ المُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إلّا قَلِيلاً ) ( الفتح / ١٥ ).

قال الطبرسي:

« لـمّا انصرف المسلمون عام الحديبيّة بالصلح وعدهم الله تعالى فتح خيبر وخصّ بغنائمها من شهد الحديبية دون من تخلّف عنها فلمّا انطلقوا إليها، قال هؤلاء المخلّفون « ذرونا نتبعكم » يريدون بذلك تبديل كلام الله ومواعيده لأهل الحديبيّة بغنيمة خيبر خاصّة، فأرادوا بالمشاركة ابطال هذا النبأ، ثمّ قال سبحانه:

( قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللهُ مِن قَبْلُ ) (١) .

قصّة فدك والتصالح مع أهالي وادي القرى ٰ

لـمـّا فرغ رسول الله من خيبر قذف الله الرعب في قلوب أهل « فدك » حين بلغهم ما أوقع الله تعالى بأهل خيبر، فبعثوا إلى رسول الله يصالحونه على النصف من فدك فقدمت عليه رسلهم بخيبر، فقبل ذلك منهم رسول الله، فكانت فدك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خالصة لأنّه لم يوجف عليها من خيل ولا ركاب(٢) .

__________________

(١) مجمع البيان: ج ٥ ص ١١٤.

(٢) السيرة النبويّة لابن هشام: ج ٢ ص ٣٥٣.

٣١٣

قال سبحانه:( وَمَا أَفَاءَ اللهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَٰكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ وَاللهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ( الحشر / ٦ ).

كانت فدك منطقة خصبة كثيرة الخير قرب خيبر وهي تبعد عن المدينة ما يقارب من خمس كيلومترات، فقد شاء الله تبارك وتعالى أن تكون ملكاً مطلقاً للرسول الأكرم يصرفه في مصالح الإسلام والمسلمين حسبما يشاء، ومن ثمّ وهب رسول الله فدكاً لابنته الطاهرة وذلك بعد ما نزل قوله سبحانه:

( وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ) ( الإسراء / ٢٦ ).

وأكّد المفسّرون من الشيعة والسنّة على أنّها نزلت في أقرباء رسول الله وبالأخص ابنته الزهراءعليها‌السلام فإنّها كانت أقوى مصاديق « ذى القربى » وكان المسلمون يعرفونها بأنّها هي المراد من الآية.

يقول السيوطي:

« كان عليّ بن الحسين السجّادعليه‌السلام في الشام بعد واقعة كربلاء فسأله بعض الشاميين عن نسبه، فتلى عليّ بن الحسينعليه‌السلام تلك الآية للتعريف عن نفسه، فقال الشامي متعجّباً: وإنّكم القرابة التي أمر الله أن يعطى حقّها » ؟!(١) .

نعم اختلفوا في أنّ النبي وهب ساعة نزول الآية فدكاً لابنته فاطمة أو لا ؟ فالشيعة على الأوّل ووافقهم جمع من السنّة، وإن خالف بعضهم الآخر.

ولـمّا أراد المأمون العباسي إعادة فدك إلى بني الزهراء كتب إلى المحدّث المعروف عبد الله بن موسى وطلب منه أن يرشده في هذا الأمر، فوافاه الجواب بالإيجاب، فأعاد المأمون فدكاً إلى أبناء الزهراء وذرّيتها(٢) .

__________________

(١) الدر المنثور: ج ٤ ص ١٧٦، مجمع البيان: ج ٣ ص ٤١١.

(٢) مجمع البيان: ج ٣ ص ٤١١، وفتوح البلدان: ص ٤٦.

٣١٤

وقد جلس المأمون ذات يوم على كرسي خاصّ للإستماع إلى مظالم الناس وشكاياتهم، فكانت أوّل ما اُعطي له رسالة وصف صاحبها نفسه فيها بأنّه يدافع عن الزهراء، فقرأ المأمون الرسالة وبكى مدّة، ثمّ قال: من هذا المحامي عن الزهراء، فقام شيخ كبير وقال: أنا هو ذا، فانقلب مجلس المأمون من مجلس القضاء إلى مجلس الحوار بينه وبين ذلك الشيخ ووجد نفسه محجوجاً لأدلّة الشيخ، فأمر رئيس ديوانه بالكتابة إلى عامله أن يردّ فدك إلى أبناء الزهراء، ثمّ وشّحه المأمون بتوقيعه، وفي ذلك يقول دعبل الخزاعي:

أصبح وجه الزمان قد ضحكا

بردّ مأمونٍ هاشمَ فدكاً(١)

و ليست الشيعة بحاجة في ذلك المقام إلى إقامة الدلائل بأنّ فدكاً كانت ملكاً موهوباً لبنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ويكفي في ذلك ما قاله الإمام عليّعليه‌السلام في رسالته إلى عثمان بن حنيف عامله بالبصرة:

« بلى كانت في أيدينا فدك من كلّ ما أظلّته السماء، فشحّت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين، ونعم الحكم الله ! »(٢) .

لقد بدأ منع بني الزهراء من فدك في عهد الخليفة الأوّل، وكان الحال على ذلك حتّى تسنّم معاوية سدّة الحكم، فوّزع فدكاً بين ثلاثة هم مروان بن الحكم وعمرو بن العثمان وابنه يزيد، ولـمـّا ولّى الأمر مروان بن الحكم، سيطر على فدك بصورة كاملة ووهبها لابنه عبد العزيز وهو وهبها لولده عمر بن عبد العزيز(٣) .

وهو أوّل من ردّ فدك إلى بني فاطمة، ثمّ انتزعها الخلفاء الذين توالوا بعده من أبناء الزهراء، وكانت بأيديهم حتّى انقرض حكم الأمويين.

__________________

(١) شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد: ج ١٦ ص ٢١٧.

(٢) نهج البلاغة، الكتاب رقم ٤٥.

(٣) شرح نهج البلاغة: ج ١٦ ص ٢١٦.

٣١٥

وقد اضطرب أمر فدك اضطراباً عجيباً أيام الخلافة العباسية، فلمّا ولّي أبو العباس السفّاح ردّها على عبد الله بن الحسن بن الحسن، ثمّ قبضها أبو جعفر من بني الحسن، ثمّ ردّها محمد المهدي ابنه على ولد فاطمةعليها‌السلام ، ثمّ قبضها موسى الهادي بن المهدي وهارون أخوه، لأسباب سياسيّة خاصّة، حتّى وصل الدور إلى المأمون فردّها على الفاطميين أصحابها الشرعيّين ضمن تشريفات خاصة وبصورة رسمية، ثمّ اضطرب أمر فدك من بعده أيضاً، فربّما سلبت من أصحابها وربّما ردّت إليهم، وهكذا تراوحت بين السلب والردّ.

ولقد اُستغلّت فدك في عهد الأمويين والعباسيين في أغراض سياسّية بحتة قبل أن تستغل في أغراض إقتصاديّة.

فلقد كان الخلفاء في صدر الإسلام يحتاجون إلى عائدات فدك المالية مضافاً إلى أنّهم إنتزعوها من يد الإمام عليّعليه‌السلام لغرض سياسي، ولكن في العصور المتأخّرة عن ذلك كثرت ثروة الخلفاء وزادت زيادة هائلة بحيث لم يكونوا بحاجة إلى عائدات فدك، ولهذا فإنّ عمر بن عبد العزيز لـمّا أعاد فدكاً إلى بني فاطمة إحتجّ عليه بنو اُميّة واعترضوا قائلين: « هجنت فعل الشيخين، وإن أبيت إلّا هذا فامسك الأصل واقسم الغلّة »(١) .

إنّ دراسة قصّة فدك وما ورد حولها من الأقوال والآراء يحتاج إلى بسط في الكلام وهو خارج عن مقاصد هذه الموسوعة، وقد أشبعنا الكلام فيها في بعض كتبنا الخاصّة ببيان سيرة الأئمّة الطاهرين وفي مقدّمتهم أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام فمن شاء فليرجع إليه.

__________________

(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج ١٦ ص ٢٧٨.

٣١٦

(١٠)

غزوات النّبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله

١ ـ غزوة بدر

ليس الهدف في المقام تبيين غزوات النّبي وسراياه طيلة حياته، فإنّ ذلك يقع على عاتق كتب السير الوافرة، وإنمّا الهدف الإشارة إلى الغزوات الّتي قادها بعد هجرته، ولها جذور في القرآن الكريم، ولأجل ذلك نقتصر في عرض جهاده في سبيل الله على القليل منه الذي جاء ذكره في القرآن الكريم.

ومن أسمى مغازيه وأعظمها أثراً وأكبرها دويّاً غزوة بدر الكبرى التّي وقعت في « وادي بدر » المنسوب إلى « بدر بن يخلد بن نضر بن كنانة » ووادي بدر معروف، وبينه وبين المدينة قرابة (١٥٠) كيلومترا.

بلغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ أباسفيان بن حرب، مقبل من الشام في عير عظيمة لقريش، فيها أموال لهم وتجارة من تجاراتهم، فيها ثلاثون رجلاً من قريش أو أربعون، منهم مخرمة بن نوفل وعمرو بن العاص، فندب المسلمين إليهم وقال: هذه عير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا إليها، لعلّ الله ينفلكموها(١) هذا ما يذكره أصحاب السير، وهو بظاهره يكشف عن جانب من جوانب القضيّة، ولكن كان هناك حافز آخر دفع النبي للتعرّض إلى عير قريش، وهو أنّ المسلمين في اُمّ القرىٰ، كانوا يعانون من ضغط المشركين وظلمهم، فقد كانوا يستبيحون دماءهم ويصادرون أموالهم ويخرجونهم من مساكنهم وديارهم ظلماً وبغياً، فأراد النبي أن

__________________

(١) السيرة النبوية لابن هشام: ج ١ ص ٦٠٦ ـ ٦٠٧، ومغازي الواقدي: ج ١ ص ٢٠.

٣١٧

يوقف قريشاً على خطورة ما يفعلون، وأنهّم إذا تمادوا في أعمالهم الإجراميّة في مكّة، فسوف يقوم المسلمون بقيادة نبيّهم، بسد منافذ تجارتهم ومصادرة قوافلهم.

فخرج رسول الله في ثمان ليال خلون من شهر رمضان واستعمل عمرو بن اُم مكتوم على الصلاة بالناس، وردّ أبا لبابة من الروحاء واستعمله على المدينة، فسلك طريقه من المدينة ـ وبعد ما قطع منازل ـ نزل على واد يقال له « ذفران ». وكان أبوسفيان حين دنا من الحجاز يتحسّس الأخبار ويسأل من لقى من الركبان حتّى أصاب خبراً من بعضهم أنّ النّبي قد استنفر أصحابه قاصداً إيّاه وعيره، فحذر عند ذلك، فاستأجر « ضمضم بن عمرو الغفاري » فبعثه إلى مكّة وأمره أن يأتي قريشاً فيستنفرهم إلى أموالهم، ويخبرهم أنّ محمّداً قد عرض لها في أصحابه، فخرج « ضمضم بن عمرو » سريعاً إلى مكّة، ودخل وهو يصرخ ببطن الوادي واقفاً على بعيره، وقد جدع بعيره، وحوّل رحله، وشقّ قميصه، وهو يقول:

« يا معشر قريش، اللطيمة، اللطيمة، أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوث، الغوث ».

فتجهّز الناس سراعاً وقالوا: أيظن محمد واصحابه أن تكون ( عيرنا ) كعير ابن الحضري، كلّا والله، ليعلمنّ غير ذلك، فكانوا بين رجلين أمّا خارج وأمّا باعث مكانه رجلاً. وأوعبت قريش، فخرجوا كلّهم إلى الغزو، فلم يتخلّف من أشرافها إلّا أبا لهب فبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة.

أقبل أبوسفيان بن حرب، وتقدّم العير حذراً، حتّى ورد الماء، فقال لـ‍ « مجدي بن عمرو »: هل أحسست أحداً. فقال: ما رأيت أحداً أنكره، إلّا إنّي قد رأيت راكبين قد أناخا إلى هذا التل، ثم استقيا في شن(١) لهما، ثم انطلقا، فأتى أبوسفيان مناخهما، فأخذ من أبعار بعيريهما، ففتَّه فإذا فيه النوى، فقال: هذه والله علائف يثرب، فرجع إلى أصحابه سريعاً، فضرب وجه عيره عن الطريق وأخذ بها جهة

__________________

(١) أي قربة، وهي آلة حمل الماء.

٣١٨

الساحل وترك بدراً يساراً، وانطلق حتّى أسر ع.

ولـمّا رأى أبوسفيان أنّه قد أحرز عيره، أرسل إلى قريش: إنّكم إنّما خرجتم لتمنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم، فقد نجّاها الله، فارجعوا.

فقال أبو جهل بن هشام: والله لا نرجع حتى نرد بدراً ـ وكان بدر موسماً من مواسم العرب، يجتمع به سوق كل عام ـ فنقيم عليه ثلاثاً، فننحر الجزر، ونطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف علينا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبداً بعدها.

فمضت قريش حتّى نزلوا بالعدوة القصوى من الوادي يتوسّط بينها وبين وادي البدر كثيب.

ثمّ إنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم، فاستشار الناس وأخبرهم عن قريش، فأظهر كل رأيه. فقال عمر بن الخطاب ـ مهوِّلاً خطورة الموقف ـ: إنّها والله قريش وعزّها، والله ما ذلّت منذ عزّت، والله ما آمنت منذ كفرت، والله لا تسلم عزّها أبداً، ولتقاتلنّك، فاتّهب لذلك اُهبته، وأعد لذلك عدّته(١) .

ثمّ قام المقداد بن عمرر، فقال: « يا رسول الله، أمض لما أراك الله، فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى:( اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ) . ولكن إذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون، فوالّذي بعثك بالحق، لو سرت بنا إلى بَرْك الغِماد(٢) ، لجادلنا معك من دونه حتّى تبلغه ». فقال له رسول الله خيراً ودعا له بخير.

ثمّ قال رسول الله: « أشِيروا عليّ أيّها الناس » وإنّما يريد ( رسول الله ) الأنصار، وكان يظن أنّ الأنصار لا تنصره إلّا في الدار، وذلك انّهم شرطوا له أن يمنعوه ممّا

__________________

(١) المغازي، للواقدي: ج ١ ص ٤٨.

(٢) موضع بناحية اليمن، وقيل هو أقصى حجر، وقيل إنّها مدينة في الحبشة.

٣١٩

يمنعون منه أنفسهم وأولادهم، وعند ذلك قام سعد بن معاذ، فقال: « أنا اُجيب عن الأنصار، وكأنّك تريدنا يا رسول الله ؟ » قال: « أجل » ; قال:

« فقد آمنّا بك وصدّقناك، وشهدنا أنّ ما جئت به هو الحق، وآتيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطّاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك، فو الّذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلّف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً، وإنّا لصبُرٌ في الحرب، صُدُق في اللقاء، لعلّ الله يريك منّا ما تقرّ به عينك، فسر بنا على بركة الله ».

فسرّ رسول الله بقول سعد، ونشّطه ذلك، ثمّ قال: « سيروا وابشروا، فإنّ الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله كإنّي الآن أنظر إلى مصارع القوم ».

ثمّ إنّه سبحانه يشير إلى خروج قريش من مكّة وإصرارهم على إدامة السير إلى وادي بدر ليقيموا هناك أيّاماً يسقون الخمر وتعزف عليهم القيان بقوله سبحانه:( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ وَاللهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ) ( الأنفال / ٤٧ ).

روى ابن عباس في تفسيرالآية: « لـمّا رأى أبوسفيان أنّه أحرز عيره، أرسل إلى قريش أن ارجعوا، فقال أبو جهل: والله لا نرجع حتّى نرد بدراً »(١) وقد تقدّم ذكره.

إنّ غزوة بدر، كانت أوّل غزوة قام بها المسلمون، ولم يكن لهم تدريب في الحرب، ولأجل ذلك كره فريق من المؤمنين الحرب، قال سبحانه:( كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ المُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ *يُجَادِلُونَكَ فِي الحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إلى المَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ ) ( الأنفا ل / ٥ ـ ٦ ).

والآية ظاهرة في كراهة لفيف من المؤمنين للخروج من المدينة عند مغادرتها، ويحتمل أن تكون إشارة إلى كراهة بعضهم للخروج في مجلس المشورة في منطقة « ذفران »، وقد تعرّفت على بعض نصوص الكارهين.

__________________

(١) مجمع البيان: ج ٢ ص ٥٤٨.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581