مفاهيم القرآن الجزء ٧

مفاهيم القرآن10%

مفاهيم القرآن مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
تصنيف: مفاهيم القرآن
ISBN: 964-357-223-4
الصفحات: 581

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 581 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 265508 / تحميل: 6065
الحجم الحجم الحجم
مفاهيم القرآن

مفاهيم القرآن الجزء ٧

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
ISBN: ٩٦٤-٣٥٧-٢٢٣-٤
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

كتاب الطبقات الكبير )، ابن سعد، تحقيق السيّد عبد العزيز الطباطبائي، مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، قم.

١١٧ - الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، رضيّ الدين أبو القاسم علي بن موسى بن طاووس، (ت: ٦٦٤)، مطبعة الخيام، قم.

١١٨ - العِبر في خبر مَن غبر، الحافظ الذهبي (ت: ٧٤٨)، تحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد، مطبعة حكومة الكويت ١٩٨٤م.

١١٩ - عبرات المصطفين، الشيخ محمّد باقر المحمودي، مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة.

١٢٠ - العُدَد القويّة لدفع المخاوف اليومية، رضيّ الدين علي بن يوسف بن المطهّر الحلّي (القرن الثامن)، تحقيق السيّد مهدي الرجائي، مكتبة آية الله العظمى النجفي المرعشي، قم.

١٢١ - العقد الفريد، أحمد بن محمد بن عبد ربّه الأندلسي، (ت: ٣٢٨)، تحقيق الدكتور عبد المجيد الترحيني، دار الكُتب العلمية، بيروت، لبنان.

١٢٢ - عوالم العلوم والمعارف والأحوال من الآيات والأخبار والأقوال، الشيخ عبد الله البحراني الأصفهاني، مدرسة الإمام المهديعليه‌السلام ، قم المقدّسة.

١٢٣ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ، الشيخ محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي، (ت: ٣٨١)، تصحيح السيّد مهدي الحسيني اللاجوردي.

١٢٤ - عيون المعجزات.

١٢٥ - الغدير في الكتاب والسنَّة والأدب، العلاّمة الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي، دار الكتاب العربي، بيروت.

١٢٦ - الفتوح، أحمد بن أعثم الكوفي، تحقيق الدكتور سهيل زكار، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت.

١٢٧ - فرائد السمطين، إبراهيم بن محمّد بن المؤيّد بن عبد الله بن علي بن محمّد الجويني الخراساني (٦٤٤ - ٧٣٠) مؤسّسة المحمودي، لبنان.

٤٤١

١٢٨ - فردوس الأخبار، الحافظ شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي (ت: ٥٠٩)، دار الكتاب العربي، بيروت.

١٢٩ - فرحة الغريّ في تعيين قبر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في النجف، السيّد عبد الكريم بن طاووس (ت: ٦٩٣)، منشورات الرضي، قم.

١٣٠ - الفصول المهمَّة في معرفة أحوال الأئمّةعليهم‌السلام ، ابن الصبّاغ المالكي (ت: ٨٥٥)، مطبعة العدل، النجف.

١٣١ - قُرب الإسناد، أبو العبّاس عبد الله بن جعفر الحميري - من أعلام القرن الثالث، تحقيق مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، قم.

١٣٢ - قيد الشريد، محمّد بن طولون.

١٣٣ - الكافي، الشيخ أبو جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي (ت: ٣٢٨)، دار الكُتب الإسلامية، طهران.

١٣٤ - كامل البهائي، الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن الحسن الطبري، المشهور بعماد الدِّين الطبري، (القرن السابع)، مكتبة المرتضوي طهران.

١٣٥ - كامل الزيارات، أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (ت: ٣٦٧)، تصحيح العلاّمة الأميني، المطبعة المرتضويّة في النجف ١٣٥٦.

١٣٦ - الكامل في التاريخ، الشيخ عِزّ الدّين أبو الحسن علي بن أبي الكرم، المعروف بابن الأثير، دار صادر ودار بيروت، بيروت.

١٣٧ - كتاب الثقات، الحافظ محمّد بن حبان بن أحمد أبي حاتم التميمي البستي (ت: ٣٥٤)، مؤسّسة الكُتب الثقافية، ط حيدر آباد الدكن، الهند.

١٣٨ - كتاب سليم بن قيس، المتوفَّى حدود سنة ٩٠، تحقيق علاء الدين الموسوي، مؤسّسة البعثة، طهران.

١٣٩ - كتاب المزار، الشيخ المفيد (ت: ١٤١٣)، مدرسة الإمام المهديعليه‌السلام ، قم.

١٤٠ - كشف الغُمّة، أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي، مكتبة بني هاشم، تبريز، ط ١٣٨١.

٤٤٢

١٤١ - كفاية الطالب، الحافظ أبو عبد الله محمّد بن يوسف بن محمّد القرشي الكنجي الشافعي (ت: ٦٥٨)، تحقيق محمّد هادي الأميني، دار إحياء تراث أهل البيت، طهران.

١٤٢ - كنز العمّال في سُنن الأقوال والأفعال، المتّقي الهندي، (ت: ٩٧٥)، مؤسّسة الرسالة، بيروت.

١٤٣ - لؤلؤ ومرجان، الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي، تحقيق حسين أُستاد ولي، دار الكُتب الإسلاميّة، طهران.

١٤٤ - مثالب العرب، هشام بن الكلبي (٩٦ - ٢٠٤)، دار الهُدى، بيروت.

١٤٥ - مُثير الأحزان، ابن نما الحلّي (٥٦٧ - ٦٤٥)، تحقيق مؤسّسة الإمام المهدي، قم.

١٤٦ - المجْدي في الأنساب، السيّد نجم الدِّين أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن محمّد العلوي العمري النسّابة (القرن الخامس) مكتبة آية الله النجفي المرعشي.

١٤٧ - مجمع البحرين، الشيخ فخر الدِّين الطريحي (ت: ١٠٨٥)، دفتر نشر الثقافة الإسلامية، طهران.

١٤٨ - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، الحافظ نور الدِّين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت: م٨٠٧)، دار الكتاب العربي، بيروت.

١٤٩ - المحاسن، أبو جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، تصحيح السيّد جلال الدّين الحسيني المحدِّث، دار الكُتب الإسلاميّة، طهران.

١٥٠ - المحاسن والمساوئ، الشيخ إبراهيم بن محمّد البيهقي، دار صادر بيروت.

١٥١ - مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، محمّد بن مُكرّم المعروف بابن منظور، تحقيق السيّد أحمد صقر، دار المعرفة، بيروت.

١٥٢ - مراقد أهل البيت في الشام (بالفارسية)، السيّد أحمد الفهري، منشورات أمير كبير، طهران.

١٥٣ - مُرُوج الذهب ومعادن الجوهر، أبو الحسن علي بن الحسين بن علي

٤٤٣

المسعودي، (ت: ٣٤٦)، دار الهجرة، قم.

١٥٤ - مسار الشيعة في مُختصر تواريخ الشريعة، الإمام الشيخ المفيد (٣٣٦ - ٤١٣هـ)، المؤتمر العالمي لألفيّة الشيخ المفيد (قدّس سرّه).

١٥٥ - المستدرك على الصحيحين، الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم النيسابوري، دار المعرفة، بيروت، لبنان.

١٥٦ - مستدرك الوسائل، الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي، منشورات المكتبة الإسلاميّة ومؤسّسة إسماعيليان، قم.

١٥٧ - المسلسلات، أبو محمّد جعفر بن أحمد بن علي القمّي (المطبوع مع جامع الأحاديث و... )، تصحيح السيّد محمّد الحسيني النيسابوري، مجمع البحوث الإسلاميّة، مشهد، إيران.

١٥٨ - مُسند أبي يعلى الموصلي، الإمام الحافظ أحمد بن علي بن المثنى التميمي (٢١٠ - ٣٠٧)، تحقيق حسين سليم أسد، دار المأمون للتراث، دمشق.

١٥٩ - مسند الإمام أحمد بن حنبل، دار صادر، بيروت.

١٦٠ - مصابيح السنَّة، البغوي.

١٦١ - مصباح الزائر، رضيّ الدِّين السيّد علي بن موسى بن طاووس، (ت: ٦٦٤)، مؤسّسة آل البيتعليهم‌السلام لإحياء التراث.

١٦٢ - مصباح الكفعمي، الشيخ تقيّ الدِّين إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح العاملي الكفعمي، منشورات الرضيّ والزاهدي، قم.

١٦٣ - مصباح المتهجّد، الشيخ الطوسي (ت: ٤٦٠)، تصحيح إسماعيل الأنصاري الزنجاني.

١٦٤ - المعارف، أبو محمّد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، (ت: ٢٧٦)، دار الكُتب العلمية، بيروت.

١٦٥ - معامل الزُّلفى، السيّد هاشم البحراني.

١٦٦ - معالي السبطين في أحوال الحسن والحسينعليهما‌السلام ، الشيخ محمّد مهدي

٤٤٤

الحائري المازندراني، منشورات الرضي، قم.

١٦٧ - مُعجم البلدان، شهاب الدِّين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.

١٦٨ - مُعجم رجال الحديث، آية الله السيّد أبو القاسم الموسوي الخوئي، الطبعة الخامسة، طهران.

١٦٩ - المعجم الكبير، الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، (ت: ٣٦٠)، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، دار إحياء التراث العربي، الناشر مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

١٧٠ - المفيد من مُعجم رجال الحديث، محمّد الجواهري، منشورات مكتبة المحلاّتي، قم.

١٧١ - مقاتل الطالبيّين، أبو الفرج الأصفهاني (٢٨٤ - ٣٥٦)، تحقيق السيّد أحمد صقر، دار المعرفة، بيروت.

١٧٢ - مقتل الحسينعليه‌السلام ، أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد المكّي أخطب خوارزم، (ت: ٥٦٨)، طبعة النجف، تحقيق العلاّمة الشيخ محمّد السماوي، منشورات المفيد، قم.

١٧٣ - مقتل الحسينعليه‌السلام ، عبد الرزّاق الموسوي المقرَّم.

١٧٤ - مقتل الإمام الحسينعليه‌السلام ، آية الله الشيخ محمّد رضا الطبسي النجفي - مخطوط.

١٧٥ - الملهوف على قتلى الطفوف، رضيّ الدِّين أبو القاسم عليّ بن موسى بن جعفر بن طاووس، (ت: ٦٦٤)، تحقيق فارس تبريزيان، دار الأُسوة للطباعة والنشر ١٤١٤.

١٧٦ - المنتخب في جمع المراثي والخطب المشتهر بالفخري، الشيخ فخر الدين الطريحي النجفي، منشورات الشريف الرضي.

١٧٧ - مُنتخب التواريخ، محمّد هاشم الخراساني، انتشارات علميّة إسلاميّة - طهران.

١٧٨ - مَن لا يحضره الفقيه، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت:

٤٤٥

٣٨١)، جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية بقم المقدّسة.

١٧٩ - مناقب آل أبي طالب، أبو جعفر رشيد الدِّين محمّد بن علي بن شهر آشوب، (ت: ٥٨٨)، المطبعة العلميّة بقم.

١٨٠ - مناقب أمير المؤمنين، الصنعاني.

١٨١ - مناقب عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، أبو الحسن عليّ بن محمّد بن محمّد الواسطي الجلاّبي الشافعي الشهير بابن المغازلي، (ت: ٤٨٣)، المكتبة الإسلاميّة طهران.

١٨٢ - المنتظم من تاريخ الأُمم والملوك، أبو الفرج عبد الرحمان بن علي بن محمّد بن الجوزي، (ت: ٥٩٧)، دار الكُتب العلميّة - بيروت.

١٨٣ - موسوعة كلمات الإمام الحسينعليه‌السلام ، عدّة من المؤلّفين، معهد تحقيقات باقر العلوم، دار المعروف، قم.

١٨٤ - نُزل الأبرار بما صحّ من مناقب أهل البيت الأطهار، الحافظ محمّد بن معتمد خان البدخشاني الحارثي، (ت: ١١٢٦)، تحقيق الشيخ محمّد هادي الأميني، مكتبة الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام العامّة، أصفهان.

١٨٥ - نظرية الإمامة، الدكتور أحمد محمود صبحي.

١٨٦ - نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين، جمال الدين محمّد بن يوسف بن الحسن بن محمّد الزرندي الحنفي المدني، (ت: ٧٥٠)، تحقيق محمّد هادي الأميني، مكتبة نينوى الحديثة، طهران.

١٨٧ - نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار، الشيخ مؤمن بن حسن مؤمن الطناحي، مؤسّسة إسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع، قم.

١٨٩ - واقعة كربلاء، الشيخ محمّد مهدي شمس الدين، المؤسّسة الدولية للدراسات والنشر، بيروت.

١٩٠ - وسائل الشيعة، الشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت: ١١٠٤)، مؤسّسة آل

٤٤٦

البيتعليهم‌السلام لإحياء التراث.

١٩١ - وفيّات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، أبو العبّاس شمس الدّين أحمد بن أبي بكر بن خلكان (ت: ٦٨١)، دار إحياء التراث العربي، بيروت.

١٩٢ - الهداية الكبرى، أبو عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي (ت: ٣٣٤)، مؤسّسة البلاغ، بيروت.

١٩٣ - ينابيع المودّة، الشيخ سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي (ت: ١٢٩٤)، دار أُسوة للطباعة والنشر، قم.

٤٤٧

الفهرست

مُقدِّمة مركز الدراسات الإسلامية ٣

مُقدِّمة المؤلّف.. ٥

المدخل الشام وحكَّامها الأُمويّون

المدخل الشام وحُكّامها الأُمويّون. ١١

التعريف بالشام: ١١

من خواصّ الشام: ١١

الشام مدخل الفاتحين: ١٢

فتح الشام: ١٣

فتح دمشق: ١٦

بنو أُميّة والشام ١٧

جذور العلاقة: ١٧

معاوية مؤسِّس الحكومة الأُمويّة السوداء: ١٨

إسلام أُمويّ وحكم دمويّ! ٢١

مَن هو يزيد؟ ٢٥

لهوه: ٢٥

فسقه: ٢٦

كفره: ٢٩

ما قالته زينب الكبرى: ٣٠

ما قاله بعض الصحابة: ٣١

أقوال العلماء في كفره: ٣١

رأي الإمام أحمد بن حنبل: ٣١

رأي ابن القفطي: ٣٢

رأي الباعوني: ٣٢

رأي ابن عقيل: ٣٢

٤٤٨

رأي اليافعي: ٣٣

رأي القاضي أبي يعلى وابن الجوزي: ٣٣

رأي الكيا الهراسي: ٣٣

رأي سبط ابن الجوزي: ٣٣

رأي ابن عساكر: ٣٤

رأي الأجهوري: ٣٤

رأي السعد التفتازاني: ٣٥

رأي الحافظ البدخشاني: ٣٥

رأي الشبراوي: ٣٥

رأي الآلوسي: ٣٥

رأي عبد الباقي أفندي العمري: ٣٦

تأمُّل ابن حجر: ٣٦

توقّف البيهقي: ٣٨

جوره: ٣٩

لعنه: ٤٣

١. التمسّك بعموم وإطلاق بعض الآيات القرآنية: ٤٣

٢. التمسّك بعموم بعض الأحاديث: ٤٥

٣. أقوال العلماء في لعن يزيد: ٤٦

أحمد بن حنبل: ٤٦

ابن الفرّاء: ٤٦

ابن الجوزيّ: ٤٧

الأسفراينيّ: ٤٧

المقدسيّ: ٤٨

السيوطيّ: ٤٨

عبد الكريم بن الشيخ وليّ الدِّين: ٤٨

العلاّمة الأجهوري عن شيخ مشايخه: ٤٨

٤٤٩

الكيا الهراسي: ٤٩

التفتازانيّ في شرح العقائد النسفيّة: ٤٩

السمهوديّ: ٥٠

البدخشاني: ٥٠

عبد الباقي أفندي: ٥٠

الآلوسيّ: ٥٠

قتله الإمام الحسينعليه‌السلام: ٥١

جزاء قاتل الحسين عليه‌السلام وأوصافه في الروايات: ٥١

يزيد هو القاتل: ٥٤

الشواهد التاريخية: ٥٤

أمْرُه الوليد بن عتبة بقتل الحسين عليه‌السلام: ٥٥

مسألة اغتيال الإمام الحسين عليه‌السلام في موسم الحجّ: ٥٥

* رسائل يزيد حول قتل الحسين عليه‌السلام: ٥٥

اعتراف ابن زياد بذلك: ٥٦

زينب الكبرى تجعل مسؤولية قتل الحسين على عاتق يزيد: ٥٦

ابن عبّاس يُحمّل يزيد مسؤولية قتل الإمام الحسين عليه‌السلام: ٥٧

معاوية ابنه يُحمّله المسؤولية: ٥٨

بعض بني العبّاس يُحمّله المسؤولية: ٥٨

رضاه بقتل الحسين عليه‌السلام بعد مقتله: ٥٩

أقوال العلماء في المسألة: ٦٠

البلاذري: ٦٠

القاضي ابن نعمان: ٦٠

المسعودي: ٦٠

ابن عقيل (٤٣١ - ٥١٢): ٦٠

الكيا الهراسي (٤٥٠ - ٥٠٤): ٦١

التفتازاني: ٦١

٤٥٠

الذهبي: ٦١

الأجهوري: ٦١

الشبراوي: ٦١

لماذا تنصّل من مسؤولية قتل الإمام عليه‌السلام؟! ٦٢

يزيد في مرآة الحديث: ٦٤

يزيد في كلمات الإمام الحسينعليه‌السلام: ٦٥

يزيد في نظر الصحابة والتابعين وبعض كبار القوم: ٦٨

أبو هريرة: ٦٨

ابن عبّاس: ٦٨

عتبة بن مسعود: ٦٨

ابن الزبير: ٦٨

سعيد بن المسيّب: ٦٩

عبد الله بن عفيف: ٧٠

عبد الله بن حنظلة: ٧٠

عبد الله بن مُطيع: ٧٠

عبد الله بن عمرو بن حفص المخزومي: ٧١

عمرو بن حفص بن المغيرة - أبو زوجة يزيد -: ٧١

وفد المدينة: ٧١

معاوية بن يزيد بن معاوية: ٧١

عمر بن عبد العزيز: ٧٢

يزيد في أقوال العلماء: ٧٢

١ - الإمام ابن حنبل: ٧٢

٢ - مُجاهد: ٧٣

٣ - الكيا الهراسي: ٧٣

٤ - ابن الجوزي: ٧٣

٥ - ابن أبي الحديد ردّاً على بعض: ٧٤

٤٥١

٦ - سيّد الحفّاظ شهردار بن شيرويه الديلمي: ٧٥

٧ - مجد الأئمّة: ٧٥

٨ - ابن تيمية: ٧٦

٩ - صاحب الميزان: ٧٦

١١ - ابن حجر: ٧٦

١٢ - الجوهري: ٧٦

١٣ - ابن حزم: ٧٦

١٤ - العلاّمة الحجّة الأميني: ٧٦

موته: ٧٧

الفصل الأوّل: دور أهل البيت في الشام

الفصل الأوّل: دور أهل البيت في الشام ٨١

الشام قبل ورود أهل البيت عليهم‌السلام.... ٨١

ظهور الآيات في الشام بعد مقتل الحسين عليه‌السلام: ٨١

حالة الناس: ٨٢

أمْرُ يزيد بإرسال رأس الإمام عليه‌السلام وأُسرته إلى الشام! ٨٣

مَن حمل الرأس الشريف؟ ٨٤

أ) زحر بن قيس الجعفي: ٨٤

ب) مُحَفّز بن ثعلبة العائذي: ٨٥

ج) عمر بن سعد: ٨٥

أهل البيت عليهم‌السلام في الشام ٨٦

أصبح أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أُسارى! ٨٦

كيف ورد أهل بيت الحسين عليه‌السلام دمشق؟! ٨٨

إنّ هذه الرواية تكشف عن عدّة نقاط: ٩٠

رأس الحسين يتلو القرآن! ٩١

تكلّم رأس الحسين عليه‌السلام بدمشق! ٩٢

على درج المسجد: ٩٣

٤٥٢

مع الشيخ الشامي: ٩٣

تأمّل وملاحظات: ٩٥

متى وصل الرأس الشريف؟ ٩٦

رأس الإمام عليه‌السلام بين يدي يزيد! ٩٩

تأمُّل ومُلاحظات: ١٠١

ردّ فعل يزيد: ١٠٢

إزاحة وهْم: ١٠٤

القاتل يطلب الجائزة! ١٠٦

مجلس يزيد: ١٠٧

مجلس أم مجالس؟ ١٠٩

كيفيّة دخول أُسارى آل البيت عليهم‌السلام: ١١٠

رأس الحسينعليه‌السلام في ملجس يزيد! ١١٣

يزيد ينكت ثنايا الحسين عليه‌السلام! ١١٤

أ) ما قاله يزيد عند نكته ثنايا الحسين عليه‌السلام! ١١٧

ب) ما أنشده يزيد! ١١٧

وقفة مع بعض الكُتب: ١١٩

فعل يزيد واستنكار بعض الحاضرين: ١٢١

١ - أبو برزة الأسلمي: ١٢١

ملاحظتان: ١٢٣

٢ - زيد بن أرقم: ١٢٥

٣ - نعمان بن بشير: ١٢٦

٤ - صحابيّ لم يُسمَّ: ١٢٦

٥ - يحيى بن الحَكم أو عبد الرحمان بن الحَكم: ١٢٧

٦ - الحسن المثنّى: ١٢٨

يزيد في موضع الانفعال: ١٢٩

تمثُّل يزيد بأبيات ابن الزبعرى: ١٣١

٤٥٣

مُحاورات الإمام السجّاد عليه‌السلام مع يزيد: ١٤٠

ملاحظات: ١٤٥

يزيد يهمُّ بقتل الإمام عليه‌السلام! ١٥٠

إشارة بعض الحاضرين بقتل الإمام! ١٥١

مُجابهة الإمام زين العابدين مع الرجل الشامي! ١٥٢

زينب الكبرى في مجلس يزيد: ١٥٣

بين يدي رأس الإمام! ١٥٤

خُطبة زينب الكبرى: ١٥٥

نظرة سريعة في مضامين الخُطبة: ١٦٦

موقف يزيد من الخُطبة! ١٦٧

موقف زينب الكبرى من طَلَبِ الرجل الشامي! ١٦٧

ملاحظات: ١٦٨

دور أُمّ كلثوم في مجلس يزيد: ١٧٢

دور سكينة بنت الحسين عليهما‌السلام: ١٧٣

دور فاطمة بنت الحسينعليهما‌السلام: ١٧٥

استنكار بعض أهل الكتاب! ١٧٧

جذور المسألة: ١٧٧

(يوحنّا) يُخبر عن المذبوح بكربلاء: ١٨٠

(أرميا) يُخبر عن مذبحة كربلاء: ١٨٢

رأس اليهود في مجلس يزيد: ١٨٣

رسول ملك الروم في مجلس يزيد: ١٨٦

دور الإمام زين العابدين عليه‌السلام في الشام: ١٨٩

زينب الكبرى تُعرِّف قائد المسيرة: ١٨٩

السجّادعليه‌السلام يعرّف أهل البيت من خلال القرآن! ١٨٩

خُطبة الإمام زين العابدين عليه‌السلام: ١٩٠

نظرة خاطفة في الخُطبة وصداها: ١٩٨

٤٥٤

الإمام عليه‌السلام مع مكحول صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: ٢٠١

زين العابدين عليه‌السلام مع منهال: ٢٠٢

مُلاحظة: ٢٠٤

مع الرأي العام المضلَّل... مرّة أُخرى! ٢٠٤

حبس الإمام زين العابدين عليه‌السلام! ٢٠٦

مُحاولات اغتيال الإمام زين العابدين عليه‌السلام! ٢٠٦

تأمّل وملاحظات: ٢٠٩

تجلّي مكارم الأخلاق! ٢٠٩

مأساة الشام ٢١٠

رأس الحسين عليه‌السلام في دمشق! ٢١٠

صلب الرأس الشريف في دمشق! ٢١٦

الرأس الشريف في بيت يزيد: ٢١٧

إطافة الرأس الشريف في مدائن الشام: ٢١٧

أوّل رأس حُمِل في الإسلام! ٢١٧

إسلام يهودي ببركة الرأس الشريف: ٢١٧

رباب ترثي الحسين: ٢١٨

رأس الحسينعليه‌السلام عند يتيمته! ٢١٩

كلام حول السيّدة رقيّة: ٢٢١

وصف مسكن أهل البيت في الشام: ٢٢٥

رؤيا سكينة بنت الحسين عليه‌السلام بالشام: ٢٢٦

مدّة إقامة أهل البيت في الشام: ٢٢٨

حقائق أمْ أوهام؟ ٢٢٩

المظلوم ينتصر ٢٣٥

غلبة الدم على السيف! ٢٣٥

كيف انقلبت المعادلة؟ ٢٣٦

٤٥٥

نظرة إلى دور الإمام زين العابدين عليه‌السلام: ٢٣٦

نظرة إلى دور زينب الكبرى عليها‌السلام: ٢٣٩

نظرة إلى دور سائر أهل البيت عليهم‌السلام وأثره: ٢٤١

نظرة إلى مواقف بعض الصحابة: ٢٤٢

بعض الموالين لأهل البيت في الشام: ٢٤٤

نفوذ بعض الموالين في جهاز الحكم الأُموي! ٢٤٦

يزيد يواجه المشاكل في بيته! ٢٤٦

١ - بكاء نساء الأُسرة الأُمويّة ٢٤٦

٢ - موقف زوجة يزيد: ٢٤٩

رؤيا زوجة يزيد! ٢٥٠

إقامة عزاء الحسين عليه‌السلام في بيت الطاغية! ٢٥١

يزيد يبكي تصنّعاً!! ٢٥٣

يزيد يأمر بتقديم بعض الخدمات!! ٢٥٤

يزيد يُظهر الندامة ويلعن ابن مرجانة!! ٢٥٤

تأمُّل وملاحظات: ٢٥٦

وعد يزيد لزين العابدين عليه‌السلام: ٢٦٠

استشارة يزيد وجوه أهل الشام: ٢٦٢

تجهيز الأسرى من آل البيت إلى المدينة: ٢٦٣

الفصل الثاني: حركة المسيرة المظفَّرة

الفصل الثاني: حركة المسيرة المظفَّرة ٢٦٧

الخروج من الشام ٢٦٧

يزيد يعتذر من الإمام عليّ بن الحسين عليه‌السلام! ٢٦٧

عرض الأموال على آل البيت عليهم‌السلام ورفض السيّدة أُمّ كلثوم: ٢٦٩

متى كان الخروج من الشام؟ ٢٧٠

المسايرون للركب! ٢٧١

السؤال الأوّل: مَنْ هم المسايرون؟ ٢٧١

٤٥٦

السؤال الثاني: لماذا هذه المسايرة؟ ٢٧٣

ما سُمِع عند ترك دمشق: ٢٧٣

حُسْن المعاملة في الطريق! ٢٧٤

إلى كربلاء ٢٧٧

زيارة قبر الإمام الحسين عليه‌السلام: ٢٧٧

مَنْ هو أوّل زائر لقبر الحسين عليه‌السلام؟ ٢٧٧

جابر بن عبد الله الأنصاري وعطيّة العوفي في كربلاء: ٢٨١

بيان شخصيَّتيهما: ٢٨٥

إقامة العزاء على أرض الطف: ٢٨٨

التحقيق حول الأربعين! ٢٨٩

القضاء بين المحدِّث النوري والقاضي الطباطبائي: ٢٩٤

١ - مع المحدِّث النوري: ٢٩٤

مُناقشة مُقدّمتي النوري: ٢٩٥

المحدِّث النوري يستدلّ بسبع نقاط: ٢٩٨

مناقشتنا للمحدّث النوري: ٣٠٦

٢ - مع القاضي الطباطبائي. ٣٠٩

القاضي يستدلُّ بعشر نقاط: ٣١٠

تلخيص استنتاج القاضي: ٣١٣

مُلخَّص أدلّة القاضي الطباطبائي ومُناقشتها: ٣١٤

القول المختار في المسألة: ٣١٥

تحديد يوم الأربعين: ٣١٩

فضل زيارة الإمام الحسينعليه‌السلام في يوم الأربعين: ٣١٩

إلحاق الرأس الشريف بالجسد الطاهر: ٣٢٠

الأقوال في موضع دفن رأس الحسين عليه‌السلام: ٣٢١

ترك كربلاء نحو المدينة: ٣٣٨

٤٥٧

الفصل الثالث: إلى مدينة الرسول

الفصل الثالث: إلى مدينة الرسول. ٣٤٣

المدينة قبل وصول خبر مقتل الإمام الحسين عليه‌السلام: ٣٤٣

دور أُمِّ سلمة: ٣٤٤

* أُمُّ سلمة تعلم بمصير الإمام عليه‌السلام: ٣٤٤

* أُمُّ سلمة ترى تربة الحسين عليه‌السلام: ٣٤٥

مُلاحظتان: ٣٤٧

أ) الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام: ٣٤٧

ب) أبو بكر وعمر وحذيفة وعمّار وأبو ذرّ: ٣٤٧

* تربة الحسين عليه‌السلام عند أُمّ سلمة: ٣٤٨

* ما سمعته أُمّ سلمة ليلةَ قُتِل الحسين عليه‌السلام! ٣٥٢

* ما رأته أُمّ سلمة في منامها! ٣٥٣

أُمّ سلمة تسمع نوح الجنّ‌. ٣٥٦

صراخ أُمّ سلمة وضجّة المدينة ٣٥٧

خلاصة الكلام‌ ٣٥٨

دور ابن عبّاس‌. ٣٥٨

علمه بمصير سيّد الشهداء عليه السلام‌ ٣٥٨

رؤيا ابن عبّاس وإخباره بعض الناس‌. ٣٥٨

قال: دم الحسين أرفعه إلى السماء. ٣٦٠

ما سمعه أهل المدينة ٣٦٠

رؤيا عامر بن سعد البجلي! ٣٦٦

تقاطر الدم من شجرة! ٣٦٦

قصّة الغُراب وفاطمة بنت الحسين ( الصغرى )! ٣٦٩

الطير المتلطّخ بالدم في المدينة! ٣٧٠

المدينة بعد تلقّيها خبر مقتل الإمام الحسين عليه‌السلام: ٣٧٣

وصول مبعوث ابن زياد المدينة المنوّرة: ٣٧٤

٤٥٨

مبعوث ابن زياد عند والي المدينة: ٣٧٥

ضجّة الناس عند سماع الخبر: ٣٧٦

اشتداد الواعية في دور بني هاشم: ٣٧٦

جلاوزة السلطة تظهر كُفرها وحقدها! ٣٧٧

موقف أُمّ سلمة: ٣٧٩

نعي أسماء بنت عقيل: ٣٨١

* وصول مبعوثَيْ يزيد إلى المدينة: ٣٨٢

رأس الحسينعليه‌السلام بالمدينة: ٣٨٢

رثاء ابنة عقيل: ٣٨٦

خطبة عمرو بن سعيد! ٣٩٠

موقف عبد الله بن جعفر: ٣٩٢

عودة بقيّة الركب الحسيني إلى المدينة المنوَّرة: ٣٩٤

ما قالته أُمّ كلثوم: ٣٩٥

الإمام زين العابدين عليه‌السلام يوفِد بشير بن حَذْلَم: ٣٩٧

حال المدينة بعد علم أهلها بمصرع الإمام عليه‌السلام: ٣٩٨

استقبال الناس بقيّة العترة الطاهرة: ٤٠٠

خُطبة الإمام زين العابدينعليه‌السلام: ٤٠٠

تأمُّل ومُلاحظات: ٤٠٢

في المدينة المنوّرة ٤٠٣

حالة أهل البيت عليهم‌السلام حين دخولهم المدينة: ٤٠٣

حالة المدينة بعد دخول حرم الحسين عليه‌السلام: ٤٠٥

رثاء امرأة من بنات عبد المطّلب: ٤٠٥

عند مسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله: ٤٠٦

لبس السواد وإقامة المأتم: ٤٠٦

مُكافأة الحرس: ٤٠٦

هدم بيوت تتعلّق بأُسرة الحسين عليه‌السلام: ٤٠٨

٤٥٩

إقامة العزاء على الحسين عليه‌السلام: ٤٠٨

نَوْحُ الجِنّ: ٤٠٩

رثاء أُمّ البنين: ٤٠٩

حزن وبكاء الرباب بنت امرئ القيس ورثاؤها: ٤١١

رثاء عاتكة بنت زيد: ٤١٢

أُمّ سلمة تردُّ الأمانات إلى أهلها: ٤١٣

فاطمة بنت الحسين عليه‌السلام تردّ الأمانات إلى أهلها: ٤١٥

استمرار بكاء وحزن الإمام زين العابدين عليه‌السلام: ٤١٥

دور الإمام زين العابدين عليه‌السلام في استمرار الرسالة: ٤١٩

دور زينب الكبرى (سلام الله عليها) في استمرار الرسالة: ٤٢١

فهرس الآيات القرآنية ٤٢٧

فهرس المصادر ٤٣٢

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

عامّة فقال سبحانه:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ إلّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) ( المائدة / ٨ ).

هذا وقد دلّت ـ على تشريع هذا الجهاد ـ مضافاً إلى ما ذكر من الآيات، أحاديث وروايات متضافرة نأتي ببعضها:

قال الإمام عليٌّعليه‌السلام :

« الجهاد باب من أبواب الجنّة فتحه الله لخاصّة أوليائه

هو لباس التقوى ودرع الله الحصينة، وجنّته الوثيقة »(١) .

وقال الإمام أبو جعفر الباقرعليه‌السلام :

« الجهاد الذي فضّله الله على الأعمال وفضّل عامله على العمّال تفضيلاً في الدرجات والمغفرة لأنّه ظهر به الدين، وبه يدفع عن الدين »(٢) .

إلى غير ذلك من الأحاديث المذكورة في المصادر المعتبرة.

ثمّ إنّ من يجب جهادهم على نحو الدفاع ثلاث طوائف:

١ ـ البغاة على الإمام من المسلمين، كالخوارج الذين خرجوا على الإمام عليّعليه‌السلام مثلاً.

٢ ـ أهل الذمّة، وهم اليهود والنصارى والمجوس إذا أخلّوا بشرائط الذمّة.

٣ ـ من ليس لهم كتاب إذا قاموا بمؤامرة ضد المسلمين.

__________________

(١) نهج البلاغة الخطبة ٢٧.

(٢) في هذا الحديث إشارة إلى كلا النوعين من الجهاد ( الدفاعي والتحريري ) فقولهعليه‌السلام : لأنّه ظهر به الدين، إشارة إلى الثاني، وقولهعليه‌السلام : وبه يدفع عن الدين، إشارة إلى الأوّل.

٥٠١

هذه هي لمحةٌ خاطفة عن حقيقة الجهاد الدفاعي ودوافعه وخصائصه، وأمّا معرفة مسائله وفروعه وأحكامه التفصيليّة فمتروكة إلى الكتب الفقهية المفصّلة(١) .

* * *

الجهاد التحريري ( الإبتدائي )

لقد شرع الإسلام ـ إلى جانب الجهاد الدفاعي ـ نوعاً آخر من الجهاد، هو الجهاد الإبتدائي الذي يجدر أن يسمّى بالجهاد التحريري.

وتتلخّص دوافع هذا النوع من الجهاد في اُمور عديدة نشير إلى ثلاثة منها، تاركين للقارئ الكريم مراجعة الكتب الفقهية المطوّلة المفصّلة لمعرفة بقيّة هذه الدوافع، والأسباب.

١ ـ تحرير البشريه من الشرك

إنّ أهم دوافع الجهاد التحريري هو محاربة الوثنيّة والشرك، وتحرير البشريّة من إتّخاذ أي معبود سوى الله.

فالإسلام يأمر بعبادة الله وحده، وينهي عن اتّخاذ أي معبود سواه.

يقول الله سبحانه:

( وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَٰهًا آخَرَ لا إِلَٰهَ إلّا هُوَ ) ( القصص / ٨٨ ).

وهي حقيقة تدركها الفطرة البشرية السليمة ولكن هذه الفطرة قد تنحرف وتحيد عن مسيرها الصحيح بفعل المؤثّرات والدعايات وتضليل المضلّلين.

وهنا يفرض الدين على أتباعه أن يجاهدوا لتحرير العقول من قيودها، وتخليص الفطرة الإنسانية المنحرفة من براثن الوثنيّة بكل وسيلة ممكنة.

__________________

(١) شرائع الإسلام، كتاب الجهاد، الركن الثاني ـ مع شروحه ‍.

٥٠٢

وليس هذا ممّا يخالف حرية الإنسان في اتّخاذ المعتقد الذي يريد، لأنّ الحرية ليست مطلوبة على إطلاقها.

ثمّ إنّ تخليص البشرية من براثن الوثنية إنّما هو خدمة للبشرية وإحياء لها، وإنقاذاً لشخصيّتها من ذلّ الخضوع تجاه الموجودات الحقيرة.

وهذا أمر ضروري حتّى إذا لم يدرك البشر أهمّيته، أو امتنع من قبوله تمشّياً مع هواه.

فلو أنّ وزارة الصحّة ـ مثلاً ـ أرادت تلقيح الناس باللقاح الصحّي ضد مرض داهم، أو وباء قادم، لزم على الجميع قبول هذا الأمر، ولم يكن لأحد الامتناع عن ذلك بحجّة أنّه حرّ لا يجوز إكراهه على شيء.

فلا تسمع منه هذه الحجّة، ولا يقبل منه هذا الرفض، حفاظاً على الصحّة العامّة وصيانة للمجتمع من العدوى.

ويعتبر هذا الإكراه والإلزام بهذا الأمر العقلائي رحمة له، ولطفاً به لا ظلماً وعدواناً.

إنّ عبادة الوثن تجعل عابد الوثن أذل من الصنم الذي نحته بيديه وإلى ذلك يشير سبحانه ـ مستنكراً ـ:( أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ) ؟ ( الصافّات / ٩٥ ).

ثمّ إنّ الخضوع للوثن يوجب إنحطاط الفكر الإنساني ووقوعه في الخرافات التي هي بمثابة القيود والأغلال للفكر البشري، تمنعه عن الانطلاق في مدارج الرقي والتكامل، وتحجز النفس الإنسانية من نموّ الفضائل والسجايا الخلقية الكريمة.

هذا مضافاً إلى أنّ عبادة الأوثان والأصنام توجد اختلافاً وتحزّباً بين البشر، وتفرّق وحدته، وتمزّق صفّه إذ كل جماعة تتّخذ وثناً خاصّاً تعبده وتتمسّك به، وتنفي سواه، وفي ذلك ضرر عظيم على حياة البشرية لا يقلّ عن خطر الطاعون والوباء، وفي ذلك يقول الله حاكياً عن لسان يوسف:

( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) ( يوسف / ٣٩ ).

٥٠٣

ولهذا يرى الإسلام محاربة هذا الوباء الفكري، واقتلاعه من الجذور.

ومن هنا أقدم الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله عند فتحه « مكّة » على كسر الأصنام الموضوعة في البيت الحرام، وأمر كل صاحب وثن أن يحطّم وثنه، وكانصلى‌الله‌عليه‌وآله يفعل ذلك كلّما فتح منطقة من مناطق الجزيرة(١) .

نعم صحيح أنّ للتبليغ والدعوة أثراً لا ينكر في إيقاظ الأفكار، وفكّها من أسارها، بيد أنّه أثر محدود لا يعرفه إلّا الزمر الواعية، المثقّفة، القادرة على إستيعاب التوجيهات والمواعظ.

ولأجل ذلك يجب على إمام المسلمين قبل نشوب الحرب بين المسلمين وأعدائهم أن يدعو الكفّار والأعداء إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، ويبالغ في إيقاظهم وتوعيتهم ودعوتهم وإتمام الحجّة عليهم.

قال صاحب شرائع الإسلام:

« ولا يبدأون إلّا بعد الدعاء إلى محاسن الإسلام ويكون الداعي الإمام أو من نصّبه »(٢) .

وقد دلّت على ذلك من السنّة روايات متضافرة منها ما ورد عن السكوني عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام : قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام :

بعثني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى اليمن فقال: يا عليُّ لا تقاتلنّ أحداً حتّى تدعوه إلى الإسلام، والله لئن يهدينّ الله على يديك رجلاً خير لك ممّا طلعت عليه الشمس وغربت، ولك ولاؤه يا عليّ »(٣) .

وعن عليٍّعليه‌السلام أنّه قال:

__________________

(١) سيرة ابن هشام: ج ٢ ص ١٤٣.

(٢) شرائع الإسلام، كتاب الجهاد، الركن الثاني.

(٣) مستدرك الوسائل: ج ١١ الباب ٩ من أبواب جهاد العدو الحديث ١.

٥٠٤

« لا يغزَ قوم حتّى يدعوا »(١) .

وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أيضاً أنّه قال:

« لا تقاتل الكفّار إلّا بعد الدعاء »(٢) .

وقد سئل الإمام زين العابدين عليّ بن الحسينعليهما‌السلام عن كيفيّة الدعوة إلى الدين:

فقال: تقول: « بسم الله الرحمن الرحيم ـ أدعوك إلى الله عزّ وجلّ وإلى دينه وجماعه أمران: أحدهما: معرفة الله عزّ وجلّ والآخر: العمل برضوانه، وإنّ معرفة الله عزّ وجلّ أن يعرف بالوحدانية والرأفة والرحمة والعزّة، والعلم والقدرة والعلوّ على كل شيء، وأنّه النافع الضار القاهر لكل شيء الذي لا تدركه الأبصار، وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، وأنّ محمداً عبده ورسوله، وإنّ ما جاء به هو الحق من عند الله عزّ وجلّ وما سواه هو الباطل ».

فإذا أجابوا إلى ذلك فلهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين(٣) .

وعن الإمام الباقرعليه‌السلام أنّه قال:

« أوّل حدود الجهاد الدعاء إلى طاعة الله من طاعة العباد، وإلى عبادة الله من عبادة العباد وإلى ولاية الله من ولاية العباد »(٤) .

بل ولو أنّ أحداً من المشركين إستأمن وأراد أن يسمع كلام الله اُعطي الأمان، ثمّ اُعيد إلى مأمنه، سواء كان قبل نشوب الحرب أو في أثنائه.

قال الله سبحانه:

( وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ المُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ

__________________

(١) و (٢) مستدرك الوسائل: ج ١١ الباب ٩ من أبواب جهاد العدو الحديث ٢، ٣.

(٣) وسائل الشيعة: ج ١١ ص ٣١، باب كيفية الدعاء إلى الإسلام من أبواب الجهاد.

(٤) وسائل الشيعة: ج ١١ ص ٧.

٥٠٥

ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ ) ( التوبة / ٦ ).

غير أنّ الدعوة والتبليغ ربّما تؤثّر في بعض الأشخاص ولا تؤثّر في آخرين، خصوصاً إذا كان الدين يهدّد مصالحهم ومطامعهم ولذلك وجبت محاربتهم إذ لا يكون الخير والإصلاح حينئذٍ إلّا بالسيف، ومنطق القوّة:

وإلى هذا أشار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله:

« الخير كلّه في السيف، وتحت ظلال السيف، ولا يقيم الناس إلّا السيف »(١) .

فرض العقيدة ممنوع

قد يتوهّم الجاهل بمعالم الدين الإسلامي وأحكامه أنّ الهدف من الجهاد التحريري إنّما هو فرض العقيدة الإسلامية على الناس فرضاً.

ولكن هذا ظنّ واضح البطلان معلوم الضعف لمن له معرفة بطبيعة الدعوة الإسلامية.

فإنّ الإسلام الذي يشجب ويستنكر على بعض الناس اتّباعهم لعقائد آبائهم وأجدادهم الباطلة، كيف يجوّز لأتباعه أن يحملوا الناس على العقيدة الإسلامية دون أن يسمحوا لهم بأن يفكّروا ويحقّقوا ويفتّشوا عن المعتقد الحق، ليعتنقوه بالبرهان والدليل ؟

إنّ اعتناق العقيدة أي عقيدة يجب أن يكون حسب نظر الإسلام قائماً على أساس البحث والفحص والتحقيق ومرتكزاً على البرهان والدليل، ولذلك فهو يقبح اتّباع السلف دون مراجعة لعقائدهم، وتحقيق في صحّتها أو بطلانها إذ قال سبحانه:

( وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إلّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا

__________________

(١) وسائل الشيعة: ج ١١ ص ٥.

٥٠٦

عَلَىٰ أُمَّةٍ ( أي طريقة )وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ *قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ *فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ ) ( الزخرف / ٢٣ ـ ٢٥ ).

وقال سبحانه:

( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ ) ( البقرة / ١٧٠ ).

وبتعبير آخر: إنّ الإسلام ذمّ التقليد في الاُصول والعقائد والجري على سنن الآباء والأجداد بلا تأمّل ولا تدبّر، وطالب بالتفكّر والتعقّل فكيف يأمر أتباعه بأن يفرضوا العقيدة الإسلامية على الآخرين بقوّة النار والحديد.

كيف وقد صرّح بحرية الإعتقاد بقوله سبحانه:

( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ) ( البقرة / ٢٥٦ ).

إنّ القرآن الكريم يصرّح بأنّ الإختلاف الفكري، والتنافس الإيديولوجي أمر غريزي طبيعي، ولذلك فهو باق إلى يوم القيامة ولا يمكن إزالته من رأس، ولا يصحّ إلغاؤه بالمرّة.

قال سبحانه:

( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) ( هود / ١١٨ ).

إنّ القرآن الكريم ينهي الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله عن فرض العقيدة الإسلامية على الناس لأنّ الله شاء لهم أن يكونوا أحراراً في ذلك وهو في الوقت نفسه يعطينا درساً في مجال التبليغ والدعوة يجب أن نسير على ضوئه، فيقول:

( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) ( يونس / ٩٩ ).

٥٠٧

إذن فلم يكن الجهاد التحريري في مجال ( تحرير البشريّة من الشرك ) بفرض العقيدة على الناس أو حملهم على الخضوع لمنهج الدين دون اختيار منهم أو إرادة حرّة، بل هناك دواع وعلل للجهاد التحريري وهي التي نتلوها عليك.

٢ ـ كسر الموانع المفروضة على الشعوب

إنّ هناك داعياً آخر لتشريع عنوان الجهاد التحريري وهو وضع الاغلاق المفروضة على الشعوب، وإسقاط الحكومات التي تمنع من وصول الإسلام إلى الناس وتقيم سدوداً بينهم وبين العقيدة الحقّة وتسلب حريّاتهم، وتكرههم على اتّخاذ عقيدة خاصّة، والمشي على حسب منهج خاص وإن كانوا لا يرتضونه.

وبهذا يكون الجهاد التحريري لرفع الموانع والحواجز المانعة عن وصول العقيدة الحقّة إلى الناس، وتحريرهم من تلك القيود حتى يمكنهم اختيار الدين الإسلامي بعد الاطّلاع على محاسنه، وتبليغ معالمه إليهم.

٣ ـ تخليص المستضعفين من الظالمين:

إنّ الهدف الثالث من أهداف الجهاد التحريري هو إنقاذ الشعوب من اضطهاد الحكّام الجائرين، واستبدادهم وظلمهم.

فهو إذن شُرّع لتحرير المستضعفين وتخليصهم من عسف الحكّام، وكبتهم، وحيث إنّ هذا الهدف لا يتحقّق إلّا باستخدام القوّة وحمل السلاح والمقاتلة والغزو إتّخذ الإسلام طريق الجهاد، فقال القرآن الكريم:

( وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا ) ( النساء / ٧٥ ).

٥٠٨

وقد وردت الإشارة إلى هذا الهدف في تصريحات بعض المسلمين الذين خرجوا لفتح البلاد وإنقاذ المستضعفين من حكّامهم الجائرين قال: إنّ سعد بن أبي وقاص أرسل ربعي بن عامر ليكلّم قائد القوات الفارسية فلمّا دنا من « رستم » جلس على الارض وركّز رمحه على البسط فقال له: ما حملك على هذا ؟ قال: إنّا لا نستحب القعود على زينتكم، فقال له ترجمان رستم واسمه « عبود » من أهل الحيرة: ما جاء بكم ؟ قال: الله جاء بنا وهو بعثنا لنخرج من يشاء من عباده من ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الاسلام فأرسلنا بدينه إلى خلقه، فمن قبله قبلنا منه ورجعنا عنه وتركناه وأرضه دوننا، ومن أبىٰ قاتلناه حتى نفضي إلى الجنّة أو الظفر(١) .

إذن لم يكن تشريع هذا الجهاد لفرض الاستيلاء على الأراضي، أو بهدف السيطرة على منابع الثروة، أو استعمار الشعوب كما هو هدف الحروب غير الإسلامية في الماضي والحاضر.

كما أنّ الإسلام ينهي عن العدوان لبعض الأسباب التي تعود إلى المسائل الشخصية، والقضايا الفردية، التي لا تنطوي على مصلحة الإسلام والمسلمين الكلّية ...، وفي هذا الصدد يقول القرآن الكريم:

( وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ المَسْجِدِ الحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا ) ( المائدة / ٢ ).

وبما أنّ الجهاد التحريري ينطوي على أحكام دقيقة، وظرفية، لا يعرفها إلّا الإمام العادل العارف بالدين، والعالم بالظروف لم يجز أن يقوم المسلمون بهذا الجهاد إلّا بقيادة ( إمام معصوم ) أو من ينوب منابه في السلطة الدينية والزمنية، نعم في مشروعية الجهاد التحريري في غياب الإمام المعصوم بحث مفصّل، فلاحظ الكتب الفقهية.

__________________

(١) الكامل لابن الأثير: ج ٢ ص ٣٢٠ حوادث عام ١٤ من الهجرة النبوية.

٥٠٩

وإلى هذا أشار الإمام الصادقعليه‌السلام بقوله:

« والجهاد واجب مع إمام عادل »(١) .

نعم هناك كلمة أخيرة على هامش كلا الجهادين وهي:

إنّه يجب على الدولة الإسلامية ـ قبل نشوب أيّة حرب ـ إعداد المسلمين وتجهيزهم بكل ما تستطيع من أنواع القوّة الحربية في كل زمان بحسبه، على أن يكون القصد الأوّل من ذلك هو إرهاب العدو، وإخافته من عاقبة التعدّي على بلاد الاُمَّة الإسلامية أو مصالحها، أو على أفراد منها، أو متاع لها حتى في غير بلادها، لأجل أن تكون آمنة في عقر دارها مطمئنّة على أهلها ومصالحها وأموالها، ولكي تحظىٰ بالإحترام اللائق بها في الساحة الدولية، إذ يقول القرآن الكريم:

( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ ) ( الأنفال / ٦٠ ).

ويبقى أن نقول: إنّ القتال والنضال بما هو هو ليس أمراً قبيحاً وإنّما يصطبغ بالحسن أو القبح بالغايات المحدّدة للقتال والنضال.

فلو كان القتال والنضال بهدف الاعتداء والتجاوز على النفوس والأعراض والأموال والحرمات فيكون القتال أمراً منكراً، ويعد وحشيّة همجيّة، ويكون المباشر له حيواناً ضارياً تلبّس بالإنسانية.

وإذا كان القتال لحفظ الشرف والإنسانية ومنع المعتدين عن الإعتداء، وغير ذلك من الأهداف المشروعة المذكورة سلفاً، فلا يكون قبيحاً بل يعتبر وظيفة إنسانية.

هذه دراسة عابرة عن الجهاد التحريري حقيقة وأهدافاً وفلسفة، والتفصيل موكول إلى محلّه في الكتب الفقهية المفصّلة. وأمّا الأدب فإليك البيان.

__________________

(١) وسائل الشيعة: ج ١١ ص ٣٥.

٥١٠

رعاية الأخلاق في الحرب

إنّ وقائع الحروب تشهد بأنّ الجبابرة والطواغيت ينسون ـ عند نشوب الحروب ـ كل القيم الإنسانية، والاُصول الأخلاقية، فيرتكبون كل جريمة، ويقترفون كل جناية دون أن يردعهم عن ذلك رادع، أو يتقيّدوا في القتال بقانون.

وليس هذا أمر يتّصل بالماضي، فساحات المعارك اليوم، وما تشهده من فظائع، خير دليل على ما ذكرناه.

صحيح أنّ هناك أعرافاً دولية، وقوانين عالمية للحروب، ولكن من الصحيح أيضاً أنّ رعاية هذه القوانين والأعراف ضئيلة، أو كادت أن تكون مفقودة أصلاً.

هذا مضافاً إلى أنّ هذه القوانين والأعراف لا تكون ـ في الأغلب ـ شاملة، أو كافية.

غير أنّ الإسلام سنّ للحرب والقتال حدوداً دقيقة من شأنها أن تجعل الحرب في إطار الأخلاق والقواعد الإنسانية ولم يكتف بمجرّد تشريعها ووضعها، بل عمل بها في كافة حروبه ووقائعه.

من هنا يجب علينا أن نقف على هذه الحدود، لنتعرّف على مدى رحمة الإسلام وإنسانيّته، وعدالته، حتى في الحروب حيث يفقد المقاتلون توازنهم عادة، فلا يتورّعون عن ارتكاب كل كبيرة وصغيرة، وتشهد على ذلك الحروب العالميّة وخاصّة ( الاُولى والثانية )، وكذا الحروب التي شنّها الغرب على الشرق في مختلف المناطق في القرن الحاضر، ونخصّ بالذكر المعارك الدامية بين الإستعمار الفرنسي، والشعب الجزائري البطل، والإستعمار الأمريكي والشعب الفيتنامي، والإستعمار الإسرائيلي والشعب الفلسطيني، وما جرى في هذه الحروب من الممارسات الوحشيّة المروّعة على يد هذه القوى الإستعمارية.

٥١١

١ ـ الآمنون في الحرب

لـمّا كانت العدالة الإجتماعية هي المطلب الأقصى للإسلام، ولم تكن للحرب أصالة في منطقه، ولم تكن بنفسها هدفاً بل شرّعت لدفع المعتدين وإزالتهم عن طريق الدعوة الحقّة، اقتضى ذلك كلّه أن لا يهاجم إلّا على الظالمين ولذا قال القرآن الكريم:

( فَلا عُدْوَانَ إلّا عَلَى الظَّالِمِينَ ) ( البقرة / ١٩٣ ).

ولأجل ذلك نهى الإسلام عن قتل طائفة من الناس إذا لم يكونوا يساندون الأعداء الظالمين ولا يقاتلون، وهؤلاء هم:

١ ـ النساء.

٢ ـ الولدان.

٣ ـ المجانين.

٤ ـ الأعمى.

٥ ـ الشيخ الفاني.

٦ ـ المقعد.

وقد دلّت على ذلك أحاديث متضافرة منها ما عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال:

« نهى رسول الله عن قتل المقعد والأعمى والشيخ الفاني والمرأة والولدان في دار الحرب »(١) .

٢ ـ تمالك النفس

لا ريب أنّ الحرب سبب قوي لغليان المشاعر وارتفاع سورة الغضب إلى

__________________

(١) فروع الكافي: ج ٥ ص ٢٨ ح ٦.

٥١٢

أقصاه ولهذا ربّما يؤدّي إلى ارتكاب أقسى ألوان الجريمة في حقّ الخصم.

ومن هنا يجب أن يعطى زمام الحرب للعقل لا للمشاعر الملتهبة، والأحاسيس المشتعلة.

ولقد أعطى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله تعاليم كلّية في الحرب، كان يوصي بها كل جيش يبعثه، وكل سرية يرسلها.

وإليك فيما يأتي نموذجاً من الأحاديث التي أدّب فيها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أو الإمام المجاهدين والمقاتلين بآداب، وتعاليم خاصة، تكفل إنسانية الحروب وعدالتها.

عن الإمام أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام أنّه قال:

« كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أراد أن يبعث سرية دعاهم فأجلسهم بين يديه، ثمّ يقول:

سيروا بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله، لا تغلوا، ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا صبيّاً ولا امرأة، ولا تقطعوا شجراً إلّا أن تضطرّوا إليها.

وأيّما رجل من أدنى المسلمين أو أفضلهم نظر إلى أحد من المشركين فهو جار، حتّى يسمع كلام الله فإن تبعكم، فأخوكم في الدين، وإن أبىٰ فابلغوه مأمنه، واستعينوا بالله »(١) .

وعنهعليه‌السلام أيضاً أنّه قال:

إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا بعث أميراً له على سرية أمره بتقوى الله عزّ وجل في خاصّة نفسه، ثمّ في أصحابه عامّة، ثمّ يقول:

اُغز باسم الله، وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، لا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تمثّلوا، ولا تقتلوا وليداً، ولا متبتّلًا في شاهق، ولا تحرقوا النخل ولا تغرقوه بالماء ،

__________________

(١) وسائل الشيعة: ج ١١ ص ٤٣.

٥١٣

ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تحرقوا زرعاً لأنّكم لا تدرون لعلّكم تحتاجون إليه. ولا تعقروا من البهائم ما يؤكل لحمه إلّا ما لابدّ لكم من أكله، وإذا لقيتم عدوّاً للمسلمين فادعوهم الخ الحديث »(١) .

بل ونص بعض الفقهاء على أنّ المرأة لا تقتل حتّى لو كانت تعاون الأعداء، لأنّ النساء مستضعفات غالباً، وهنّ يرغمن على القيام بمثل هذا التعاون إرغاماً.

قال المحقّق الحلّي في المختصر النافع:

« ولا تقتل نساؤهم ولو عاون إلّا مع الإضطرار »(٢) .

وهذا يجسّد منتهى الرحمة والإنسانية التي يتحلّى بها الدين الإسلامي.

وقد جاء في غزوة بدر أنّ عمر بن الخطاب قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

يا رسول الله دعني أنزع ( أقلع ) ثنيّتي سهيل بن عمرو، ويدلع لسانه ( وكان سهيل خطيباً يهرّج ضد النبي ) فلا يقوم عليك خطيباً في موطن أبداً.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

« لا اُمثّل به فيمثّل الله بي وإن كنت نبيّاً »(٣) .

إنّ المقارنة بين هذه التعاليم والمواقف الإسلامية والجنايات والجرائم الوحشية التي ارتكبتها الدول الكبرى في مستعمراتها كالجزائر وفيتنام وغيرهما، توقفنا على إنسانيّة الدين الإسلامي ورحمته في الحرب.

__________________

(١) وسائل الشيعة: ج ١١ ص ٤٤.

(٢) المختصر النافع، كتاب الجهاد ص ١١٢ طبع القاهرة.

(٣) سيرة ابن هشام: ج ٢ ص ٦٤٢.

٥١٤

٣ ـ منع ممارسة الأساليب الوحشية

إنّ الإسلام يحرّم إهلاك العدو بالطرق غير الإنسانية مثل إلقاء السم في الماء أو قطعه عنهم، أو إرساله على مُخيّمهم لغرقهم، أو حرقهم بالنار.

وفي ذلك يقول المحقّق الحلّي في المختصر النافع:

« ويجوز المحاربة بكل ما يرجى به الفتح »(١) .

ثمّ قال:

« ويكره يإلقاء النار، ويحرم بإلقاء السم »(٢) .

وقال العلّامة الحلّي في تبصرة المتعلّمين:

« ويجوز المحاربة بسائر أنواع الحرب، إلّا إلقاء السم في بلادهم »(٣) .

ثمّ ها هو الإمام عليٌّعليه‌السلام في صفّين بعد الإستيلاء على الشريعة لا يمنع جيش معاوية عن الماء، وإن كان معاوية قد فعل ذلك من قبل(٤) .

إلى هذه الدرجة الرفيعة من الرحمة والشفقة تبلغ رحمة الإسلام، بينما لا تتورّع الدول الكبرى عن قصف الشعوب المقهورة بقنابل النابالم، وغيرها من الوسائل والأدوات الحربية الفتّاكة المروّعة.

ومن الذي لا يمكن أن ينسىٰ ما فعلته الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية حينما قصفت هيروشيما، وناكازاكي بالقنابل الذريّة، فأبادت ما يقارب نصف مليون، وحذف ذينك البلدين من الخريطة الجغرافية بحجّة التعجيل في إنهاء الحرب، كما قال ترومن رئيس الجمهوريّة الأمريكي الأسبق عام ١٩٤٥ م ؟

__________________

(١) و (٢) المختصر النافع، كتاب الجهاد: ص ١١٢.

(٣) تبصرة المتعلّمين: كتاب الجهاد ص ٨١.

(٤) راجع وَقْعة صفّين لابن مزاحم: ص ١٦٦ ـ ١٦٧ ( طبعة مصر ).

٥١٥

٤ ـ أمان الكفّار:

إنّ الإسلام ـ بحكم كونه رسالة إلهية ودعوة سماويّة لهداية الإنسان ـ يحرص على دخول الأفراد في صفوف أتباعه، والإنضواء تحت لوائه عن رغبة وإرادة.

ولتحقيق هذا الهدف الأسمى نجد الإسلام يسمح بإعطاء الأمان لكلّ من يطلب ذلك من الكفّار لكي يسمع منطق الإسلام، ويتعرّف على تعاليمه، سواء كان ذلك عند نشوب الحرب، أو في غير الحرب.

بل إنّ الإسلام يعطي الحق لكلّ مسلم أن يمنح الأمان لمن شاء، ولو كان لغير الهدف المذكور.

قال المحقّق الحلّي في الشرائع:

« ويجوز أن يذمَّ الواحدُ من المسلمين لآحاد من أهل الحرب »(١) .

وقال في المختصر النافع:

« ويذم الواحد من المسلمين للواحد، ويمضي ذمامه على الجماعة ولو كان أدونهم »(٢) .

ثمّ إنّ ما يدلّ على مدى عناية الإسلام وحرصه على الدماء أنّه يجير حتّى من دخل في حوزة المسلمين بشبهة الأمان وظنّه فهو مأمون حتّى يرد إلى مأمنه دون أن يصيبه أذى.

قال المحقّق في الشرائع:

« وكذا كلّ حربي دخل في دار الإسلام بشبهة الأمان كان يسمع لفظاً فيعتقده أماناً، أو يصحب رفقة فيتوهّمها أماناً »(٣) .

__________________

(١) شرائع الإسلام، كتاب الجهاد في الذمام، وراجع الجواهر: ج ٢١ ص ٩٦.

(٢) المختصر النافع، كتاب الجهاد: ص ١١٢.

(٣) الشرائع، كتاب الجهاد: ج ١ ص ٣١٣ ـ ٣١٤.

٥١٦

وقال في المختصر النافع:

« ومن دخل بشبهة الأمان فهو آمن حتّى يردّ إلى مأمنه »(١) .

وتدلّ على هذا أحاديث منها عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال:

« لو أنّ قوماً حاصروا مدينة فسألوهم الأمان، فقالوا: لا، فظنّوا أنّهم قالوا: نعم، فنزلوا إليهم كانوا آمنين »(٢) .

ومن مظاهر العدل والمساواة أنّ الإسلام يجيز أمان العبد المسلم كما يجيز أمان الحر المسلم سواء بسواء.

ويدلّ على هذا الحكم الإسلامي العظيم روايات عديدة منها ما روي عن الإمام الصادقعليه‌السلام لـمّا سأله السكوني عن معنى قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يسعى بذمّتهم أدناهم » قالعليه‌السلام :

« لو أنّ جيشاً من المسلمين حاصروا قوماً من المشركين فأشرف رجل، فقال: اعطوني الأمان حتّى ألقى صاحبكم واُناظره فأعطاه أدناهم الأمان وجب على أفضلهم الوفاء به »(٣) .

وعن الصادقعليه‌السلام أيضاً أنّه قال:

إنّ عليّاًعليه‌السلام أجاز أمان عبد مملوك لأهل حصن من الحصون وقال:

« هو من المؤمنين »(٤) .

ولقد روى الجزري في تاريخه الكامل: « إنّ المسلمين نزلوا بجنديسابور فأقاموا عليها يقاتلونهم، فرمي إلى من بها من عسكر المسلمين بالأمان. فلم يفجأ المسلمين إلّا وقد فتحت أبوابها، وأخرجوا أسواقهم، وخرج أهلها، فسألهم المسلمون، فقالوا: رميتم بالأمان، فقبلناه، وأقررنا بالجزية على أن تمنعونا.

__________________

(١) المختصر النافع، كتاب الجهاد: ص ١١٢.

(٢) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٥٠.

(٣) و (٤) وسائل الشيعة: ج ١٥ ص ٤٩ و ٥٠.

٥١٧

فقال المسلمون: ما فعلنا .

وسأل المسلمون فيما بينهم، فإذا عبد يدعىٰ « مكثفاً » كان أصله منها، فعل هذا.

فقالوا: هو عبد.

فقال أهلها: لا نعرف العبد من الحر، وقد قبلنا الجزية، وما بدّلنا، فان شئتم فاغدروا. فكتبوا لعمر فأجاز أمانهم، فأمّنوهم وانصرفوا عنهم »(١) .

وهذا هو نموذج واحد من سلوك المسلمين في هذا المجال يجد نظائره كل من راجع التاريخ الإسلامي.

__________________

(١) الكامل في التاريخ لابن الأثير الجزري: ج ٢ ص ٣٨٧ ـ ٣٨٨.

٥١٨

(١٣)

واقعة الغدير

لا شكَّ في أنّ الدين الإسلامي دين عالمي، وشريعة خاتمة، وقد كانت قيادة الاُمّة الإسلامية من شؤون النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله مادام على قيد الحياة، وكان عليه أن يوكل مقام القيادة من بعده إلى أفضل أفراد الاُمّة وأكملهم.

إنّ في هذه المسألة وهي أنّ منصب القيادة بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله هل هو منصب تنصيصي تعييني أو أنّه منصب انتخابي ؟ هناك اتّجاهين:

فالشيعة ترى أنّ مقام القيادة منصب تنصيصي، ولابد أن ينصّ على خليفة النبي من السماء، بينما يرى أهل السنّة أنّ هذا المنصب انتخابي جمهوري، أي أنّ على الأمّة أن تقوم بعد النبي باختيار فرد من أفرادها لإدارة البلاد.

إنّ لكل من الاتّجاهين المذكورين دلائل، ذكرها أصحابهما في الكتب العقائدية، إلّا أنّ ما يمكن طرحه هنا هو تقييم ودراسة المسألة في ضوء دراسة وتقييم الظروف السائدة في عصر الرسالة، فانّ هذه الدراسة كفيلة باثبات صحّة أحد الاتّجاهين.

إنّ تقييم الأوضاع السياسية داخل المنطقة الاسلامية وخارجها في عصر الرسالة يقضي بأنّ خليفة النبي لابد أن يعيَّن من جانب الله تعالى، ولا يصحّ أن يوكل هذا إلى الأمّة، فانّ المجتمع الإسلامي كان مهدّداً على الدوام بالخطر الثلاثي ( الروم ـ الفرس ـ المنافقين ) بشنّ الهجوم الكاسح، وإلقاء بذور الفساد والاختلاف بين المسلمين.

كما أنّ مصالح الأمّة كانت توجب أن يوحّد صفوف المسلمين في مواجهة الخطر الخارجي، وذلك بتعيين قائد سياسي من بعده، وبذلك يسد الطريق على

٥١٩

نفوذ العدو في جسم الاُمّة الإسلامية والسيطرة عليها، وعلى مصيرها.

وإليك بيان وتوضيح هذا المطلب:

لقد كانت الامبراطورية الرومانية أحد أضلاع الخطر المثلث الذى يحيط بالكيان الإسلامي، ويهدّده من الخارج والداخل.

وكانت هذه القوة الرهيبة تتمركز في شمال الجزيرة العربية، وكانت تشغل بال النبي القائد على الدوام، حتى أنّ التفكير في أمر الروم لم يغادر ذهنه وفكره حتى لحظة الوفاة، والالتحاق بالرفيق الأعلى.

وكانت أول مواجهة عسكرية بين المسلمين، والجيش المسيحي الرومي وقعت في السنة الثامنة من الهجرة في أرض فلسطين، وقد أدّت هذه المواجهة إلى مقتل القادة العسكريين البارزين الثلاثة وهم « جعفر الطيار » و « زيد بن حارثة » و « عبد الله بن حارثة ».

ولقد تسبّب انسحاب الجيش الإسلامى بعد مقتل القادة المذكورين إلى تزايد جرأة الجيش القيصري المسيحي، فكان يخشى بصورة متزايدة أن تتعرّض عاصمة الإسلام للهجوم الكاسح من قبل هذا الجيش.

من هنا خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في السنة التاسعة للهجرة على رأس جيش كبير جداً إلى حدود الشام ليقود بنفسه أيّة مواجهة عسكرية، وقد استطاع الجيش في هذه الرحلة الصعبة المضنية أن يستعيد هيبته الغابرة، ويجدد حياته السياسية.

غير أنّ هذا الانتصار المحدود لم يقنع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأعدّ قُبيل مرضه جيشاً كبيراً من المسلمين، وأمّر عليهم « اُسامة بن زيد »، وكلّفهم بالتوجّه إلى حدود الشام، والحضور في تلك الجبهة.

أمّا الضلع الثاني من المثلث الخطير الذي كان يهدد الكيان الإسلامي، فكان

٥٢٠

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581