مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات0%

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 836

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عباس القمي
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: الصفحات: 836
المشاهدات: 463705
تحميل: 19072

توضيحات:

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 836 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 463705 / تحميل: 19072
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مفاتيح الجنان ويليه الباقيات الصالحات

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

كثير، ورُوي أنّ من لم يقدر علىٰ ذلك يسبّح في كل يوم مئة مرة بهذا التسبيح لينال أجر الصيام فيه:سُبْحانَ الاِله الجَلِيلِ سُبْحانَ مَنْ لايَنْبَغِي التَّسْبِيحَ إِلَّا لَهُ سُبْحانَ الاَعَزِّ الاَكْرَمِ سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ العِزُّ وَهُوَ لَهُ أَهْلٌ.

وأَمّا أعماله فقسمان:

القسم الأوّل : الأعمال العامة التي تؤدىٰ في جميع الشهر ولاتخص أياماً معينة منه، وهي أُمور:

الأول: أن يدعو في كل يوم من رجب بهذا الدعاء الذي روي أنّ الإمام زين العابدين (صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ) دعا به في الحِجْر في غُرّة رَجَبْ:

يامَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السَّائِلِينَ وَيَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ مِنْكَ سَمْعٌ حاضِرٌ وَجَوابٌ عَتِيدٌ، اللّهُمَّ وَمَواعِيدُكَ الصَّادِقَةُ وَأَيادِيكَ الفاضِلَةُ وَرَحْمَتُكَ الواسِعَةُ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِيَ حَوائِجِي لِلْدُنْيا وَالآخرةِ إِنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

الثاني: أن يدعو بهذا الدعاء الذي كان يدعو به الصادقعليه‌السلام في كل يوم من رجب:

خابَ الوافِدُونَ عَلىٰ غَيْرِكَ وَخَسِرَ المُتَعَرِّضُونَ إِلَّا لَكَ وَضاعَ المُلِمُّونَ إِلَّا بِكَ وَأَجْدَبَ المُنْتَجِعُونَ إِلَّا مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ، بابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرَّاِغِبينَ وَخَيْرُكَ مَبْذُولٌ لِلطَّالِبِينَ وَفَضْلُكَ مُباحٌ لِلْسَّائِلِينَ وَنَيْلُكَ مُتاحٌ لِلامِلِينَ وَرِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصاكَ وَحِلْمُكَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ ناواكَ، عادَتُكَ الاِحْسانُ إِلىٰ المُسِيئِينَ وَسَبِيلُكَ الإِبْقاءُ عَلىٰ المُعْتَدِينَ. اللّهُمَّ فَاهْدِنِي هُدىٰ المُهْتَدِينَ وَارْزُقْنِي اجْتِهادَ المُجْتَهِدِينَ وَلا تَجْعَلْنِي مِنَ الغافِلِينَ المُبْعَدِينَ وَاغْفِرْ لِي يَوْمَ الدِّينِ.

الثالث : قال الشيخ في (المصباح): روىٰ المعلىٰ بن خُنيس عن الصادقعليه‌السلام أنَّه قال: قل في رجب:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صَبْرَ الشَّاكِرِينَ لَكَ وَعَمَلَ الخائِفِينَ مِنْكَ

١٨١

وَيَقِينَ العابِدِينَ لَكَ، اللّهُمَّ أَنْتَ العَلِيُّ العَظِيمُ وَأَنا عَبْدُكَ البائِسُ الفَقِيرُ أَنْتَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ وَأَنا العَبْدُ الذَّلِيلُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَامْنُنْ بِغِناكَ عَلىٰ فَقْرِي وَبِحِلْمِكَ عَلىٰ جَهْلِي وَبِقُوَّتِكَ عَلىٰ ضَعْفِي يا قَوِيُّ يا عَزِيزُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الأَوْصِياء المَرْضِيِّينَ وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا وَالآخرةِ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

أقول: هذا دعاء رواه السيد أيضاً في (الاقبال)، ويظهر من تلك الرواية أنّ هذا الدعاء هو أجمع الدعوات ويصلح لان يدعىٰ به في كل الاوقات.

الرابع: قال الشيخ أيضاً: يستحب أن يدعو بهذا الدعاء في كل يوم:

اللّهُمَّ ياذا المِنَنِ السَّابِغَةِ وَالآلاءِ الوازِعَةِ وَالرَّحْمَةِ الواسِعَةِ وَالقُدْرَةِ الجامِعَةِ وَالنِّعَمِ الجَسِيمَةِ وَالمَواهِبِ العَظِيمَةِ وَالاَيادِي الجَمِيلَةِ وَالعَطايا الجَزِيلَةِ، يا مَنْ لا يُنْعَتُ بِتَمْثِيلٍ وَلا يُمَثَّلُ بِنَظِيرٍ وَلا يُغْلَبُ بِظَهِيرٍ، يا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ وَأَلْهَمَ فَأَنْطَقَ وَابْتَدَعَ فَشَرَعَ وَعَلا فَارْتَفَعَ وَقَدَّرَ فَأَحْسَنَ وَصَوَّرَ فَأَتْقَنَ وَاحْتَجَّ فَأَبْلَغَ وَأَنْعَمَ فَأَسْبَغَ وَأَعْطىٰ فَأَجْزَلَ وَمَنَح فَأَفْضَلَ، يا مَنْ سَما فِي العِزِّ فَفاتَ نَواظِرَ (١) الاَبْصارِ وَدَنا فِي اللُّطْفِ فَجازَ هَواجِسَ الاَفْكارِ يا مَنْ تَوَحَّدَ بِالمُلْكِ فَلا نِدَّ لَهُ فِي مَلَكُوتِ سُلْطانِهِ وَتَفَرَّدَ بِالآلاِء وَالكِبْرِياءِ فَلا ضِدَّ لَهُ فِي جَبَرُوتِ شَأْنِهِ، يا مَنْ حارَتْ فِي كِبْرياءِ هَيْبَتِهِ دقائِقُ لَطائِفِ الاَوْهامِ وَانْحَسَرَتْ دُونَ إدْراكِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ أَبْصارِ الاَنامِ، يا مَنْ عَنَتِ الوُجُوهُ لِهَيْبَتِهِ وَخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ وَوَجِلَتِ القُلُوبُ مِنْ خِيفَتِهِ ؛ أَسْأَلُكَ بِهذِهِ المِدْحَةِ الَّتِي لا تَنْبَغِي‌ إِلَّا لَكَ وَبِما وَأَيْتَ بِهِ عَلىٰ نَفْسِكَ لِداعِيكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَبِما ضَمِنْتَ الاِجابَةَ فِيهِ عَلىٰ نَفْسِكَ لِلدَّاعِينَ، ياأَسْمَعَ السَّامِعِينَ وَأَبْصَرَ النَّاِظرِينَ وَأَسْرَعَ الحاسِبِينَ، ياذا

____________________

(١) خَوَاطِرَ.

١٨٢

القُوَّةِ المَتِين صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلىٰ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَاقْسِمْ لِي فِي شَهْرِنا هذا خَيْرَ ما قَسَمْتَ وَاحْتِمْ لِي فِي قَضائِكَ خَيْرَ ما حَتَمْتَ وَاخْتِمْ لِي بِالسَّعادَةِ فِيمَنْ خَتَمْتَ، وَأَحْيِنِي ما أَحْيَيْتَنِي مَوْفوراً وَأَمِتْنِي مَسْرُوراً وَمَغْفوراً، وَتَوَلَّ أَنْتَ نَجاتِي مِنْ مُسأَلَةِ البَرْزَخِ وَادْرأ عَنِّي مُنْكَراً وَنَكِيراً وَأَرِعَيْنِي مُبَشِّراً وَبَشِيراً، وَاجْعَلْ لِي إِلىٰ رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ (١) مَصِيراً وَعَيْشاً قَرِيراً وَمُلْكاً كَبِيراً وَصَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَثِيراً.

أقول: هذا دعاء يدعىٰ به في مسجد صعصعة أيضاً.

الخامس: روىٰ الشيخ: أنه خرج هذا التوقيع الشريف من الناحية المقدسة علىٰ يد الشيخ الكبير أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد رضيالله عنه: أُدع في كل يوم من أيام رجب:

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعانِي جَمِيعِ مايَدْعُوكَ بِهِ وُلاةَ أَمْرِكَ المَأْمُونُونَ عَلىٰ سِرِّكَ المُسْتَبْشِرُونَ بِأَمْرِكَ الواصِفُونَ لِقُدْرَتِكَ المُعْلِنُونَ لِعَظَمَتِكَ، أَسْأَلُكَ بِما نَطَقَ فِيهِمْ مِنْ مَشِيَّتِكَ فَجَعَلْتَهُمْ مَعادِنَ لِكَلِماتِكَ وَأَرْكانا لِتَوْحِيدِكَ وَآياتِكَ وَمَقاماتِكَ الَّتِي لاتَعْطِيلَ لَها فِي كُلِّ مَكانٍ يَعْرِفُكَ بِها مَنْ عَرَفَكَ، لافَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَها إِلَّا أَنَّهُمْ عِبادُكَ وَخَلْقُكَ فَتْقُها وَرَتْقُها بِيَدِكَ بَدْؤُها مِنْكَ وَعَوْدُها إِلَيْكَ، أَعْضادٌ وَأَشْهادٌ وَمُناةٌ وَأَذْوادٌ وَحَفَظَةٌ وَرُوَّادٌ فَبِهِمْ مَلأتَ سَمائَكَ وَأَرْضَكَ حَتّىٰ ظَهَرَ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ؛ فَبِذلِكَ أَسْأَلُكَ وَبِمَواقِعِ العِزِّ مِنْ رَحْمَتِكَ وَبِمَقاماتِكَ وَعَلاماتِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَزِيدَنِي إِيْماناً وَتَثْبِيتاً، ياباطِناً فِي ظُهُورِهِ وَظاهِراً فِي بُطُونِهِ وَمَكْنُونِهِ يامُفَرِّقاً بَيْنَ النُّورِ وَالدَّيْجُورِ يامَوْصُوفاً بِغَيْرِ كُنْهٍ وَمَعْرُوفاً بِغَيْرِ شِبْهٍ، حادَّ كُلِّ مَحْدُودٍ وَشاهِدَ كُلِّ مَشْهُودٍ وَمُوجِدَ كُلِّ مَوْجُودٍ

____________________

(١) وَ جَنَّاتِكَ.

١٨٣

وَمُحْصِيَ كُلِّ مَعْدُودٍ وَفاقِدَ كُلِّ مَفْقُودٍ لَيْسَ دُونَكَ مِنْ مَعْبُودٍ أَهْلَ الكِبْرِياءِ وَالجُودِ، يامَنْ لايُكَيَّفُ بِكَيْفٍ وَلايُؤَيَّنُ بِأَيْنٍ يامُحْتَجِباً عَنْ كُلِّ عَيْنٍ يادَيْمُومُ ياقَيُّومُ وَعالِمَ كُلِّ مَعْلُومٍ ،(١) صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَعَلىٰ عِبادِكَ المُنْتَجَبِينَ وَبَشَرِكَ المُحْتَجِبِينَ وَمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ وَالبُهْمِ الصَّافِّينَ الحافِّينَ، وَبارِكْ لَنا فِي شَهْرِنا هذا المُرَجَّبِ المُكَرَّمِ وَما بَعْدَهُ مِنَ الاَشْهُرِ الحُرُمِ وَأَسْبِغْ عَلَيْنا فِيهِ النِّعَمَ وَأَجْزِلْ لَنا فِيهِ القِسَمَ، وَأَبْرِزْ لَنا فِيهِ القَسَمَ بِإسْمِكَ الأعْظَمِ الأعْظَمِ الأَجَلِّ الأَكْرَمِ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلىٰ النَّهارِ فَأَضاءَ وَعَلىٰ اللَّيْلِ فَأَظْلَمَ، وَاغْفِرْ لَنا ماتَعْلَمُ مِنَّا وَما لا نَعْلَمُ وَاعْصِمْنا مِنَ الذُّنُوِب خَيْرَ العِصَمِ واكْفِنا كَوافِيَ قَدَرِكَ وَامْنُنْ عَلَيْنا بِحُسْنِ نَظَرِكَ وَلا تَكِلْنا إِلىٰ غَيْرِكَ وَلا تَمْنَعْنا مِنْ خَيْرِكَ وَبارِكْ لَنا فِيما كَتَبْتَهُ لَنا مِنْ أَعْمارِنا وَأَصْلِحْ لَنا خَبِيئَةَ أَسْرارِنا وَأَعْطِنا مِنْكَ الاَمانَ وَاسْتَعْمِلْنا بِحُسْنِ الاِيمانِ وَبَلِّغْنا شَهْرَ الصِّيامِ وَما بَعْدَهُ مِنَ الاَيَّامِ وَالاَعْوامِ ياذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ .

السادس: وروىٰ الشيخ: أنه خرج من الناحية المقدسة علىٰ يد الشيخ أبي القاسم قدس هذا الدعاء في أيام رجب:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالمَولُودِينَ فِي رَجَبٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الثَّانِي وَابْنِهِ عَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ المُنْتَجَبِ، وَأّتَقَرَّبُ بِهما إِلَيْكَ خَيْرَ القُرَبِ يامَنْ إِلَيْهِ المَعْرُوفُ طُلِبَ وَفِيما لَدَيْهِ رُغِبَ، أَسْأَلُكَ سُؤالَ مُقْتَرِفٍ مُذْنِبٍ قَدْ أَوْبَقَتْهُ ذُنُوبُهُ وَأَوْثَقَتْهُ عُيُوبُهُ فَطَالَ عَلىٰ الخَطايا دُؤُوبُهُ وَمِنَ الرَّزَايا خُطُوبُهُ ؛ يَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ وَحُسْنَ الاَوْبَةِ وَالنُّزُوعَ عَنْ الحَوْبَةِ وَمِنَ النَّارِ فَكاكَ رَقَبَتِهِ وَالعَفْوَ عَمَّا فِي رِبْقَتِهِ، فَأَنْتَ مَوْلايَ أَعْظَمُ أَمَلِهِ

____________________

(١) من هنا ورد في نسخة ثانية.

١٨٤

وَثِقَتِهِ. اللّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ بِمَسائِلِكَ الشَّرِيفَةِ وَوَسائِلكَ المُنِيفَةِ أَنْ تَتَغَمَّدَنِي فِي هذا الشَّهْرِ بِرَحْمَةٍ مِنْكَ وَاسِعَةٍ وَنِعْمَةٍ وَازِعَهٍ وَنَفْسٍ بِما رَزَقْتَها قانِعَةٍ إِلىٰ نُزُولِ الحافِرَةِ وَمَحَلِّ الآخرةِ وَما هِيَ إِلَيْهِ صائِرَةٌ.

السابع: وروىٰ الشيخ أيضاً عن أبي القاسم حسين بن روح رضيالله عنه النائب الخاص للحجةعليه‌السلام : أنه قال: زر أي المشاهد كنت بحضرتها في رجب تقول:

الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَشْهَدَنا مَشْهَدَ أَوْلِيائِهِ فِي رَجَبٍ وَأَوْجَبَ عَلَيْنا مِنْ حَقِّهِمْ ما قَدْ وَجَبَ، وَصَلَّىٰ اللهُ عَلىٰ مُحَمَّدٍ المُنْتَجَبِ وَعَلىٰ أَوْصِيائِهِ الحُجُبِ، اللّهُمَّ فَكَما أَشْهَدْتَنا مَشْهَدَهُمْ (١) فَانْجِزْ لَنا مَوْعِدَهُمْ وَأَوْرِدْنا مَوْرِدَهُمْ غَيْرَ مُحَلَّئِينَ عَنْ وِردٍ فِي دارِ المُقامَةِ وَالخُلْدِ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ ؛ إِنِّي قَصْدُتُكْم (٢) وَاعْتَمَدْتُكُمْ بَمَسْأَلَتِي وَحاجَتِي وَهِيَ فَكاكُ رَقَبَتِي مِنَ النَّار وَالمَقَرُّ مَعَكُمْ فِي دارِ القَرارِ مَعَ شِيعَتِكُمْ الاَبْرارِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فنِعْمَ عُقْبىٰ الدَّارِ أَنا سائِلُكُمْ وَآمِلُكُمْ فِيما إِلَيْكُمْ التَّفْوِيضُ وَعَلَيْكُمْ التَّعْوِيضُ، فَبِكُمْ يُجْبَرُ المَهيضُ وَيُشْفىٰ المَرِيضُ وَماتَزْدادُ الأَرْحامُ وَماتَغِيضُ. إِنِّي بِسِرِّكُمْ مُؤْمِنٌ (٣) وَلِقَوْلِكُمْ مُسَلِّمٌ وَعَلىٰ الله بِكُمْ مُقْسِمٌ فِي رَجْعِي بِحَوائِجِي وَقَضائِها وَإِمْضائِها وَإِنْجاحِها وَإِبْراحِها (٤) وَبِشُؤُونِي لَدَيْكُمْ وَصَلاحِها، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ سَلامَ مُوَدِّعٍ وَلَكُمْ حَوَائِجَهُ مُودِعٌ يَسْأَلُ الله إِلَيْكُمْ المَرْجِعَ وَسَعْيَهُ إِلَيْكُمْ غَيْرَ (٥) مُنْقَطِعٍ وَأَنْ يَرْجِعَنِي مِنْ حَضْرَتِكُمْ خَيْرَ مَرْجِعٍ إِلىٰ جَنابٍ مُمْرِعٍ وَخَفْضِ مُوَسِّعٍ (٦) وَدَعَةٍ وَمَهَلٍ إِلىٰ حِينِ الاَجَلِ وَخَيْرِ مَصِيرٍ وَمَحَلٍّ فِي النَّعِيمِ الاَزَلِ وَالعَيْشِ المُقْتَبَلِ وَدَوامِ الاُكُلِ

____________________

(١) مَشَاهِدَهُمْ.

(٢) قَدْ قَصَدْتكم.

(٣) مُومِّمٌ.

(٤) وَ إيزَاحِها.

(٥) وَسَعْيُهُ إلَيْكُمْ غَيْرُ مُنْقَطِعٍ.

(٦) وَ خَفْضِ عيشٍ مُوسِّعٍ وَسَعَةِ عَيشٍ وَ مَهَلٍ إلى خَيْر الأجَلِ.

١٨٥

وَشُرْبِ الرَّحِيقِ وَالسَّلْسَلِ (١) وَعَلٍّ وَنَهلٍ لاسَأَمَ مِنْهُ وَلا مَلَلَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، وَتَحِيَّاتُهُ عَلَيْكُمْ حَتَّىٰ العَوْدِ إِلىٰ حَضْرَتِكُمْ وَالفَوْزِ فِي كَرَّتِكُمْ وَالحَشْرِ فِي زُمْرَتِكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ وَصَلَواتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ وَهُوَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الوَكِيلُ .

الثامن: روىٰ السيد ابن طاووس عن محمد بن ذكوان المعروف بالسجّاد - لانه كان يكثر من السجود والبكاء فيه حتىٰ ذهب بصره - قال: قلت للصادقعليه‌السلام : جعلت فداك هذا رجب علّمني فيه دعاءاً ينفعنيالله به، قالعليه‌السلام : اكتب:

بسم الله الرحمن الرحيم قل في كل يوم من رجب صباحا ومساءً وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك:

يامَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ وَآمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ (٢) كُلِّ شَرٍّ، يامَنْ يُعْطِي الكَثيرَ بِالقَلِيلِ، يامَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُيامَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسأَلْهُ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تَحَنُّنا مِنْهُ وَرَحْمَةً ؛ أَعْطِنِي بِمَسأَلَتِي إِيّاكَ جَمِيعَ خَيْرِ الدُّنْيا وَجَمِيعَ خَيْرِ الآخرةِ، واصْرِفْ عَنِّي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ شَرِّ الدُّنْيا وَشَرِّ الآخرةِ فَإِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ ماأَعْطَيْتَ وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ ياكَرِيمُ . قال الراوي: ثم مدّعليه‌السلام يده اليسرىٰ فقبض علىٰ لحيته ودعا بهذا الدعاء وهو يلوذ بسبابته اليمنى. ثم قال بعد ذلك:ياذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ ياذَا النَّعَماءِ وَالجُودِ ياذَا المَنِّ وَالطَّوْلِ حَرِّمْ شَيْبَتِي عَلىٰ النَّار .

التاسع: عن النبيصلي الله عليه وآله وسلم أنه قال: من قال في رجب:أَسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إلهَ إِلَّا هُوَ وَحَدْهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ مئة مرة وختمها بالصدقة. ختمالله له بالرحمة والمغفرة، ومن قال أربعمئة مرة كتبالله له أجر مئة شهيد.

العاشر: وعنهصلي الله عليه وآله وسلم قال: من قال في رجب:لا إِلهَ إِلَّا الله ألف مرة كتبالله له مئة ألف حسنة، وبنىٰالله له مئة مدينة في الجنة.

____________________

(١) وَ السَّلْسَبيل.

(٢) من.

١٨٦

الحادي عشر: في الحديث: من استغفرالله في رجب سبعين مرة بالغداة وسبعين مرة بالعشيّ يقول:أَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ، فإذا بلغ تمام سبعين مرة رفع يديه وقال:اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ ، فإن مات في رجب مات مرضيّاً عنه، ولاتمسه النار ببركة رجب.

الثاني عشر: أن يستغفر في هذا الشهر ألف مرة قائلاً:أَسْتَغْفِرُ الله ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ مِنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ والآثامِ ، ليغفر لهالله الرحيم.

الثالث عشر: روىٰ السيد في (الاقبال) فضلا كَثِيراً لقراءةقُلْ هُوَ الله أَحَدٌ عشرة آلاف مرة أو ألف مرة أو مئة مرة في شهر رجب. وروىٰ أيضاً: أنّ من قرأ:قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ مئة مرة في يوم الجمعة من شهر رجب كان له يوم القيامة نور يجذبه إلىٰ الجنة.

الرابع عشر: روىٰ السيد أنّ من صام يوما من رجب وصلّىٰ أربع ركعات يقرأ في الأوّلىٰ آية الكرسي] مئة مرة، وفي الثانيةقُلْ هُوَ الله أَحَدٌ مائتي مرة لم يمت إِلَّا وقد شاهد مكانه في الجنة أو شوهد له.

الخامس عشر: روىٰ السيد أيضاً عن النبيصلي الله عليه وآله وسلم : أنّ من صلّىٰ يوم الجمعة من رجب أربع ركعات مابين صلاة الظهر وصلاة العصر يقرأ في كل ركعة [الحمد] مرة و[آية الكرسي] سبع مرّات وقل هوالله أحد خمس مرات ثم يقول عشرا:أَسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَأَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ ، كتبالله له من اليوم الذي صلّىٰ فيه هذه الصلاة الىٰ اليوم الذي يموت فيه بكل يوم ألف حسنة، وأعطاه بكل آية تلاها مدينة في الجنة من الياقوت الاحمر، وبكل حرف قصراً في الجنة من الدرّ الابيض، وزوجه حور العين، ورضي عنه بغير سخط، وكُتب من العابدين، وختم له بالسعادة والمغفرة... الخبر.

السادس عشر: أن يصوم ثلاثة ايام من هذا الشهر هي: أيام الخميس والجمعة والسبت، فقد روي: أنّ من صامها في شهر من الاشهر الحرم كتبالله له عبادة تسعمئة عام.

السابع عشر: يصلّي في هذا الشهر ستين ركعة يصلي منها في كل ليلة

١٨٧

ركعتين يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وقُلْ ياأَيُّها الكافِرُونَ ثلاث مرات وقُلْ هُوَالله أَحَدٌ مرة واحدة فإذا سلّم رفع يديه إلىٰ السماء وقال:لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيُّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَإِلَيْهِ المَصِيرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ ،اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الاُمِّيِّ وَآلِهِ . ويمرّر يديه علىٰ وجهه، وعن النبيصلي الله عليه وآله وسلم : أنّ من فعل ذلك استجابالله دعائَه وأعطاه أجر ستين حجة وعمرة.

الثامن عشر: رُوي عن النبيصلي الله عليه وآله وسلم : أنّ من قرأ في ليلة من ليالي رجب مئة مرة: قُلْ هُوَالله أَحَدٌ في ركعتين فكأنما قد صام مئة سنة في سبيلالله ورزقهالله ، في الجنة مئة قصر كل قصر في جوار نبي من الانبياءعليهم‌السلام .

التاسع عشر: وعنهصلي الله عليه وآله وسلم أيضاً: أنّ من صلّىٰ في ليلة من ليالي رجب عشر ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد] وقُلْ ياأَيُّها الكافِرُونَ مرة والتوحيد ثلاث مرات غفرالله له ما اقترفه من الاثم، الخبر.

العشرون: قال العلامة المجلسي في زاد المعاد: روي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: قال رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم من قرأ في كل يوم من أيام رجب وشعبان ورمضان في كل ليلة منها كلاً من الحمد وآية الكرسي وقُلْ ياأَيُّها الكاِفُرونَ وقُلْ هُوَالله أَحَدٌ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ وقُلْ أَعُوُذ بِرَبِّ النَّاسِ ثلاث مرات، وقال:سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلَّا الله وَ الله أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِالله العَلِيّ العَظِيمِ، وثلاثاً:اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وثلاثاً:اللّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ، وقال اربعمئة مرة:أَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ غفرالله له ذنوبه وإن كانت عدد قطر الأمطار وورق الاشجار وزبد البحار... الخبر. وقال العلامة المجلسي (رض) أيضاً: من المأثور قول:لا إِلهَ إِلَّا الله في كل ليلة من هذا الشهر ألف مرة. واعلم أنّ أول ليلة من ليالي الجمعة من رجب تسمىٰ ليلة الرغائب وفيها عمل مأثور عن النبيصلي الله عليه وآله وسلم ذو فضل كثير، ورواه السيد في (الاقبال) والعلامة المجلسي في (اجازة بني زهرة). ومن فضله ان يُغفر لمن صلاّها ذنوب كثيرة، وأنه إذا كان أول ليلة نزوله إلىٰ قبره بعثالله إليه ثواب هذه الصلاة في أحسن صورة

١٨٨

بوجه طلق ولسان ذلق فيقول: ياحبيبي، أبشر فقد نجوت من كل شدة! فيقول: من أنت، فما رأيت أحسن وجها منك ولاسمعت كلاما أحلىٰ من كلامك ولا شَمَمْتُ رائحة أطيب من رائحتك؟ فيقول: ياحبيبي، أنا ثواب تلك الصلاة التي صليتها ليلة كذا في بلدة كذا في شهر كذا في سنة كذا، جئت الليلة لاقضي حقك وأُؤانس وحدتك وأرفع عنك وحشتك، فاذا نفخ في الصور ظلّلت في عرصة القيامة علىٰ رأسك، فافرح فإنك لن تعدم الخير أبداً. وصفة هذه الصلاة: ان يصوم أول خميس من رجب ثم يصلي بين صلاتي المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعة يفصل بين كل ركعتين بتسليمه، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وإنا أنزلناه ثلاث مرات وقل هوالله احد اثنتي عشرة مرة، فاذا فرغ من صلاته قال سبعين مرة:اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ (١) النَبِيِّ الاُمِّيِّ وَعَلىٰ آلِهِ، ثم يسجد ويقول في سجوده سبعين مرة:سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلائِكَةِ والرُّوح ثم يرفع رأسه ويقول سبعين مرة:رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيُّ الأعْظَمُ ، ثم يسجد سجدة أُخرىٰ فيقول فيها سبعين مرة:سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلائِكَةِ والرُّوح ، ثم يسأل حاجته فانها تقضىٰ إن شاءالله .واعلم أيضاً أنّ من المندوب في شهر رجب زيارة الإمام الرضاعليه‌السلام ، ولها في هذا الشهر مزيّة كما أنّ للعمرة أيضاً في هذا الشهر فضل، وروي: انها تالية الحج في الثواب.

وروي: أنّ علي بن الحسينعليهما‌السلام كان قد اعتمر في رجب، فكان يصلي عند الكعبة ويسجد ليله ونهاره وكان يسمع منه وهو في السجود:عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ .

القسم الثاني: في الاعمال الخاصة بليالي أو أيام خاصة من رجب

الليلة الأولى: هي ليلة شريفة وقد ورد فيها أعمال:

الأول: ان يقول إذا رأىٰ الهلال:اللّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلّيْنا بِالاَمْنِ وَالاِيْمانِ وَالسَّلامَةِ وَالاِسْلامِ رَبِّي وَ رَبُّكَ الله عَزَّوَجَلَّ. وروي عن النبيصلي الله عليه وآله وسلم أنه كان إذا رأىٰ هلال رجب قال:اللّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي رَجَبٍ وَشَعْبانَ وَبَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ وَأَعِنَّا عَلىٰ الصِيامِ وَالقِيامِ وَحِفْظِ اللّسانِ وَغَضِّ البَصَرِ وَلا

____________________

(١) وَ آلِ مُحَمَّدٍ.

١٨٩

تَجْعَلْ حَظَّنا مِنْهُ الجُوعَ وَالعَطَشَ .

الثاني: أن يغتسل، فعن بعض العلماء عن النبيصلي الله عليه وآله وسلم أنّه قال: من أدرك شهر رجب فاغتسل في أوله وأوسطه وآخره خرج من ذنوبه كيوم ولدته أُمه.

الثالث: أن يزور الحسينعليه‌السلام .

الرابع: أن يصلي بعد صلاة المغرب عشرين ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وقُلْ هُوَ الله أَحَدٌ مرة ويسلم بين ركعتين، ليُحفظ في أهله وماله وولده ويجار من عذاب القبر ويجوز علىٰ الصراط كالبرق الخاطف من غير حساب.

الخامس: أن يصلي ركعتين بعد العشاء يقرأ في أول ركعة منهما [فاتحة الكتاب] و[ألم نشرح] مرة و[قُلْ هُوَالله أَحَدٌ] ثلاث مرات، وفي الركعة الثانية [فاتحة الكتاب] و[ألم نشرح] و[قُلْ هُوَالله أحَدٌ] و[المعوّذتين]، فإذا سلّم قال:لا إلهَ إِلَّا الله ثلاثين مرة و صلىٰ علىٰ النبيصلي الله عليه وآله وسلم ثلاثين مرة ليغفرالله له ذنوبه ويخرج منها كيوم ولدته أُمه.

السادس: أن يصلّي ثلاثين ركعة يقرأ في كل ركعة [فاتحة الكتاب] وقل ياأيها الكافرون مرة وسورة التوحيد ثلاث مرات.

السابع: أن يأتي بما ذكره الشيخ في (المصباح) حيث قال: العمل في أول ليلة من رجب، روىٰ أبو البختري وهب بن وهب عن الصادقعليه‌السلام عن أبيه عن جده عن عليّعليه‌السلام قال: كان يعجبه أن يفرغ نفسه أربع ليالٍ في السنة وهي: (أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الفطر، وليلة النحر). وروىٰ عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام أنه قال: يستحب أن يدعو بهذا الدعاء أول ليلة من رجب بعد العشاء الآخرة:اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ مَلِكٌ وَأَنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرٌ وَأَنَّكَ ماتَشاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ، اللّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ صَلَّىٰ الله عَلَيْهِ وَآلِهِ يامُحَمَّدُ يارَسُولَ الله إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلىٰ اللهِ رَبِّكَ وَرَبِّي لِيُنْجِحَ بِكَ طَلِبَتِي، اللّهُمَّ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَالاَئِمَّةِ مِنْ أَهْل بَيْتِهِ صَلَّىٰ الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَنْجِح طَلِبَتِي . ثم تسأل حاجتك.

وروىٰ علي بن حديد قال كان موسىٰ بن جعفرعليه‌السلام يقول وهو ساجد بعد فراغه من صلاة الليل:لَكَ المَحْمَدَةُ إِنْ أَطَعْتُكَ وَلَكَ الحُجَّةُ إِنْ عَصَيْتُكَ لا صُنْعَ لِي وَلا

١٩٠

لِغَيْرِي فِي إِحْسانٍ إِلَّا بِكَ، ياكائِناً (١) قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ وَيا مُكَوَّنَ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَدِيلَةِ عِنْدَ المَوْتِ وَمِنْ شَرِّ المَرْجِعِ فِي القُبُورِ وَمِنَ النَّدامَةِ يَوْمَ الأزِفَةِ ؛ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ عَيْشِتي عيْشَةً نَقِيَّةً وَمِيتَتِي مِيتَةً سويَّةً وَمُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً كَرِيماً غَيْرَ مُخْزٍ وَلا فاضِحٍ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ يَنابِيعِ الحِكْمَةِ وَأُولِي النِّعْمَةِ وَمَعادِنِ العِصْمَةِ وَاعْصِمْنِي بِهِمْ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَلا تَأْخُذْنِي عَلىٰ غِرَّةٍ وَلا عَلىٰ غَفْلَةٍ، وَلا تَجْعَلْ عَواقِبَ أَعْمالِي حَسْرَةً وَارْضَ عَنِّي فَإِنَّ مَغْفِرَتَكَ لِلظَّالِمِينَ وَأَنا مِنَ الظَّالِمِينَ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي مالا يَضُرُّكَ وَأَعْطِنِي مالا يَنْقُصُكَ فَإِنَّكَ الوَسِيعُ رَحْمَتُهُ البَدِيعُ حِكْمَتُهُ، وَأَعْطِنِي السِّعَةَ وَالدِّعَةَ وَالاَمْنَ وَالصِّحَّةَ وَالبُخُوعَ وَالقُنُوعَ والشُّكْرَ وَالمُعافاةَ وَالتَّقْوىٰ وَالصَّبْرَ وَالصِّدْقَ عَلَيْكَ وَعَلىٰ أَوْلِيائِكَ وَاليُسْرَ وَالشُّكْرَ، وَاعْمُمْ بِذلِكَ يا رَبِّ أَهْلِي وَوَلَدِي وَإِخْوانِي فِيكَ وَمَنْ أَحْبَبْتُ وَأَحَبَّنِي وَوَلَدْتُ وَوَلَدَنِي مِنَ المُسْلِمِينَ وَالمُؤْمِنِينَ يا رَبَّ العالَمِينَ. قال ابن اُشيم: هذا الدعاء يعقب الثماني ركعات صلاة الليل قبل صلاة الوتر ثم تصلي الثلاث ركعات صلاة الوتر، فإذا سلّمت قلت وأنت جالس:

الحَمْدُ للهِ الَّذِي لاتَنْفدُ خَزائِنُهُ وَلايَخافُ آمِنُهُ، رَبِّ إِنْ ارْتَكَبْتُ المَعاصِي فَذلِكَ ثِقَةٌ مِنِّي بِكَرَمِكَ إِنَّكَ تَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِكَ وَتَعْفُو عَنْ سَيِّئاتِهِمْ وَتَغْفِرُ الزَّلَلَ، وَإِنَّكَ مُجِيبٌ (٢) لِداعِيكَ وَمِنْهُ قَرِيبٌ وَأّنا تائِبٌ إِلَيْكَ مِنَ الخَطايا وَراغِبٌ إِلَيْكَ فِي تَوْفِيرِ حَظِّي مِنَ العَطايا، ياخالِقَ البَرايا يامُنْقِذِي مِنْ كُلِّ شَدِيدَةٍ (٣) يا مُجِيرِي مِنْ كُلِّ مَحْذُورٍ وَفِّرْ عَلَيَّ السُّرُورَ وَاكْفِنِي شَرَّ عَواقِبَ الاُمُورِ فَأَنْتَ (٤) الله عَلىٰ نَعَمائِكَ وَجَزِيلِ عَطائِكَ مَشْكُورٌ وَلِكُلِّ خَيْرٍ مَذْخُورٌ. واعلم أنّ لكل ليلة من ليالي هذا

____________________

(١) يَا كَائِنُ.

(٢) فَإِنَّكَ مُجِيبٌ.

(٣) شِدَّةٍ.

(٤) فَإِنَّكَ أنْتَ.

١٩١

الشهر الشريف صلاة خاصة ذكرها علماؤنا ولايسمح لنا المقام نقلها.

(اليوم الأول من رجب)

وهو يوم شريف وفيه أعمال:

الأول: الصيام، وقد روىٰ أنّ نوحاعليه‌السلام كان قد ركب سفينته في هذا اليوم فأمر من معه ان يصوموه. ومن صام هذا اليوم تباعدت عنه النار مسير سنة.

الثاني: الغسل.

الثالث: زيارة الحسينعليه‌السلام . روىٰ الشيخ عن بشير الدهّان عن الصادقعليه‌السلام قال: من زار الحسين بن عليعليهما‌السلام أول يوم من رجب غفرالله له البتة.

الرابع: أن يدعو بالدعاء الطويل المروي في كتاب (الاقبال).

الخامس: أن يبتدىء صلاة سلمان رضيالله عنه، وهي ثلاثون ركعة يصلّي منها في هذا اليوم عشر ركعات يسلّم بعد كل ركعتين، ويقرأ في كل ركعة [فاتحة الكتاب] مرة و قل هوالله أحد ثلاث مرات، و[قل ياأيها الكافرون] ثلاث مرات، فاذا سلم رفع يديه وقال:لا إِلهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكَ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيُّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

ثم يقول:اللّهُمَّ لا مانِعَ لِما أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ وَلا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ ، ثم يمسح بها وجهه ويصلي عشراً بهذه الصفة في يوم النصف من رجب ولكن يقول بعدعَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ: إِلها وَاحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً.

ويصلي مثلها في آخر أيام الشهر ويقول بعدعَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ :وَصَلَّىٰ الله عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّة‌َإِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ ، ثم يمسح وجهه بيده ويسأل حاجته.

وهذه صلاة ذات فوائد جمة لاينبغي التغاضي عنها ولسلمان رحمهالله أيضاً صلاة اخرىٰ في هذا اليوم: وهي عشر ركعات يقرأ في كل ركعة [الفاتحة] مرة و[التوحيد] ثلاث مرات، وهي صلاة ذات فضل عظيم فإنها توجب غفران الذنوب والوقاية من فتنة القبر ومن عذاب يوم القيامة ويصرف عَمَّن صلاها الجذام والبرص وذات الجنب.وروىٰ السيد في (الاقبال) صلاة أخرىٰ لهذا اليوم أيضا،

١٩٢

فراجعه ان شئت وفي مثل هذا اليوم من سنة سبع وخمسين (٢٧ه) كان علىٰ بعض الاقوال ولادة الإمام الباقرعليه‌السلام ، وأما مختاري فيها فهو اليوم الثالث من شهر صفر، وفي اليوم الثاني من هذا الشهر علىٰ بعض الروايات كانت ولادة الإمام علي النقيعليه‌السلام (سنة ٢١٢ ه) وكان وفاته في الثالث من هذا الشهر سنة مئتين واربع وخمسين (٢٥٤ ه) في سرّ من رأى،اليوم العاشر : كان فيه علىٰ قول ابن عياش ولادة الإمام محمد التقيعليه‌السلام .

(الليلة الثالثة عشرة)

إعلم أنه يستحب أن يصلّىٰ في كل ليلة من الليالي البيض من هذه الاشهر الثلاثة: رجب وشعبان ورمضان الليلة الثالثة عشرة منها ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وسورة يَّس وتبارك والملك والتوحيد، ويصلىٰ مثلها أربع ركعات بسلامين في الليلة الرابعة عشرة، ويأتي ستّ ركعات مثلها يسلّم بين كل ركعتين منهما في الليلة الخامسة عشرة. فعن الصادقعليه‌السلام : أنّه من فعل ذلك حاز فضل هذه الاشهر الثلاثة وغفر له كل ذنب سوىٰ الشرك.

(اليوم الثالث عشر)

هو أول الايام البيض، وقد ورد للصيام في هذا اليوم واليومين بعده أجر جزيل، ومن أراد أن يدعو بدعاء أم داود فليبدأ بصيام هذا اليوم، وكان في هذا اليوم علىٰ المشهور ولادة أمير المؤمنين صَلَواتُالله وسَلامُهُ عَلَيهِ في الكعبة بعد ثلاثين سنة من عام الفيل.

(ليلة النصف من رجب)

وهي ليلة شريفة وردت فيها أعمال:

الأول: الغسل.

الثاني: إحياؤها بالعبادة كما قال العلاّ مة المجلسي.

الثالث: زيارة الحسينعليه‌السلام .

الرابع: الصلاة ست ركعات التي قد مرت عند ذكر الليلة الثالثة عشرة.

الخامس: الصلاة ثلاثون ركعة يقرأ في كل ركعة الفاتحة مرّة والتوحيد عشر مرات. وقد روىٰ السيد هذه الصلاة عن النبيصلي الله عليه وآله وسلم وروىٰ لها فضلاً كَثِيراً.

السادس: الصلاة اثنتا عشرة ركعة وتسلّم بين كل ركعتين، تقرأ في كل ركعة كلاً من سور [الفاتحة] و[التوحيد] و[الفلق] و[الناس] و[آية الكرسي] و[سورة إنا أنزلناه] أربع مرات،

١٩٣

ثم تسلّم وتقول بعد الفراغ أربع مرات:الله الله رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَلا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِيَّاً، ثم تدعو بما أحببت. ثم تدعو بما أحبب. وقد روىٰ السيد هذه الصلاة عن الصادقعليه‌السلام بهذه الصفة ولكن الشيخ قال في (المصباح): روىٰ داود بن سرحان عن الصادقعليه‌السلام قال تصلي ليلة النصف من رجب اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كل ركعة [الحمد] وسورة، فإذا فرغت من الصلاة قرأت بعد ذلك [الحمد] و[المعوّذتين] و[سورة الاخلاص] و[آية الكرسي] أربع مرات، وتقول بعد ذلك:سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلَّا الله وَالله أَكْبَرُ ] أربع مرات، ثم تقول:الله الله رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَما شاءَ الله لا قُوَّةَ إِلَّا بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ ]، وتقول في ليلة سبع وعشرين مثلها.

(يوم النصف من رجب)

وهو يوم مبارك وفيه أعمال:

الأول: الغسل.

الثاني: زيارة الحسينعليه‌السلام ، فعن ابن أبي نصر أنه قال: سأَلت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام في: أي شهر نزور الحسينعليه‌السلام ؟ قال : في النصف من رجب والنصف من شعبان.

الثالث: صلاة سلمان علىٰ نحو مامرّ في اليوم الأوّل.

الرابع: أن يصلّي أربع ركعات، فإذا سلّم بسط يده وقال:اللّهُمَّ يامُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ وَيا مُعِزَّ المُؤْمِنِينَ، أَنْتَ كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي المَذاهِبُ وَأَنْتَ بارِئُ خَلْقِي رَحْمَةً بِي وَقَدْ كُنْتَ عَنْ خَلْقِي غَنِيا وَلَوْلا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الهالِكِينَ، وَأَنْتَ مُؤَيِّدِي بِالنَّصْرِ عَلىٰ أَعْدائِي وَلَوْلا نَصْرُكَ إِيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ المَفْضُوحِينَ، يامُرْسِلَ الرَّحْمَةِ مِنْ مَعادِنِها وَمُنْشِيَ البَرَكَةِ مِنْ مَوَاضِعها يامَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالشّمُوخِ وَالرِّفْعَةِ فَأَوْلِياؤُهُ بِعِزِّهِ يَتَعَزَّزُونَ، وَيامَنْ وَضَعَتْ لَهُ المُلُوكُ نِيرَ المَذَلَّةِ عَلىٰ أَعْناقِهِمْ فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ ؛ أَسْأَلُكَ بِكَيْنُوِنَّيِتَك الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ كِبْرِيائِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِكِبْرِيائِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ عِزَّتِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ الَّتِي اسْتَوَيْتَ بِها عَلىٰ عَرْشِكَ فَخَلَقْتَ بِها جَمِيعَ خَلْقِكَ فَهُمْ لَكَ مُذْعِنُونَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ

١٩٤

بَيْتِهِ. وفي الحديث: مادعا بهذا الدعاء مكروب إِلَّا نفّسالله كربته.

دعاء أم داود:

الخامس: دعاء أمّ داود، وهو أهم أعمال هذا اليوم، ومن آثاره قضاء الحوائج وكشف الكروب ودفع ظلم الظالمين، وصفته علىٰ ماأورده الشيخ في (المصباح): هي أنّ من أراد ذلك فليصم اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، فاذا كان عند الزوال من اليوم الخامس عشر اغتسل، فإذا زالت الشمس صلّىٰ الظهر والعصر يحسن ركوعهما وسجودهما، وليكن في موضع خالٍ لايشغله شاغل ولايكلّمه إنسان فإذا فرغ من الصلاة استقبل القبلة وقرأ [الحمد] مئة مرة و[سورة الاخلاص] مئة مرة و[آية الكرسي] عشر مرات، ثم يقرأ بعد ذلك سورة [الانعام] وبني إسرائيل] و[الكهف] ولقمان] و[يَّس] و[الصافات] و[حَّم السجدة] وحَّم عسق وحَّم الدخان و[الفتح] و[الواقعة] و[الملك] ونَّ وإذا السماء انشقت] ومابعدها إلىٰ اخر القرآن، فإذا فرغ من ذلك قال وهو مستقبل القبلة:

صَدَقَ الله العَظِيمُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ ذُو الجَلالِ وَالاِكْرامِ الرَّحْمانُ الرَّحِيمُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ البَصِيرُ الخَبِيرُ، شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولُو العِلْمِ قائِما بِالقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ وَبَلَّغَتْ رُسَلُهُ الكِرامُ وَأَنا عَلىٰ ذلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ وَلَكَ المَجْدُ وَلَكَ العِزُّ وَلَكَ الفَخْرُ وَلَكَ القَهْرُ وَلَكَ النِّعْمَةُ وَلَكَ العَظَمَةُ وَلَكَ الرَّحْمَةُ وَلَكَ المَهابَةُ وَلَكَ السُّلْطانُ وَلَكَ البَهاءُ وَلَكَ الاِمْتِنانُ وَلَكَ التَّسْبِيحُ وَلَكَ التَّقْدِيسُ وَلَكَ التَّهْلِيلُ وَلَكَ التَّكْبِيرُ وَلَكَ مايُرىٰ وَلَكَ مالايُرىٰ وَلَكَ مافَوْقَ السَّماواتِ العُلىٰ وَلَكَ ماتَحْتَ الثَّرىٰ وَلَكَ الأَرْضُونَ السُّفْلىٰ وَلَكَ الآخرةُ وَالأوّلىٰ وَلَكَ ماتَرْضىٰ بِهِ مِنَ الثَّناءِ وَالحَمْدِ وَالشُّكْرِ وَالنَّعْماءِ اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ جَبْرَئِيلَ أَمِينِكَ عَلىٰ وَحْيِكَ وَالقَوِيِّ عَلىٰ أَمْرِكَ وَالمُطاعِ فِي سَماواتِكَ وَمَحالِّ كَراماتِكَ المُتَحَمِّلِ لِكَلِماتِكَ النَّاصِرِ لاَنْبِيائِكَ المُدَمِّرِ لاَعْدائِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مِيكائِيل مَلَكِ رَحْمَتِكَ

١٩٥

وَالمَخْلُوقِ لِرَأْفَتِكَ وَالمُسْتَغْفِرِ المُعِينِ لاَهْلِ طاعَتِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ إِسْرافِيلَ حامِلِ عَرْشِكَ وَصاحِبِ الصُّورِ المُنْتَظِرِ لاَمْرِكَ الوَجِلِ المُشْفِقِ مِنْ خِيْفِتكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ حَمَلَةِ العَرْشِ الطَّاهِرينَ وَعَلىٰ السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَهِ الطَّيِّبِينَ وَعَلىٰ مَلائِكَتِكَ الكِرامِ الكاتِبِينَ وَعَلىٰ مَلائِكَةِ الجِنانِ وَخَزَنَةِ النِّيْرانِ وَمَلَكِ المَوْتِ وَالاَعْوانِ ياذَا الجَلالِ وَالاِكْرامِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ أَبِينا آدَمَ بَدِيعِ فِطْرَتِكَ الَّذِي كَرَّمْتَهُ بِسُجُودِ مَلائِكَتِكَ وَأَبَحْتَهُ جَنَّتَكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ اُمِّنا حَوَّاءَ المُطَهَّرَةِ مِنَ الرِّجْسِ المُصَفَّاةِ مِنَ الدَّنَسِ المُفَضَّلَةِ مِنَ الاِنْسِ المُتَرَدِّدَةِ بَيْنَ مَحالِّ القُدْسِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ هابِيلَ وَشِيثَ وَإِدْرِيسَ وَنُوحٍ وَهُودٍ وَصالِحٍ وَإِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَيُوسُفَ وَالاَسْباطِ وَلُوطٍ وَشُعَيْبٍ وَأَيُّوبَ وَمُوسىٰ وَهارُونَ وَيُوشَعَ وَمِيشا وَالخِضْرِ وَذِي القَرْنَيْنِ وَيُونُسَ وَإِلْياسَ وَاليَسَعَ وَذِي الكِفْلِ وَطَالُوتَ وَداودَ وَسُلَيْمانَ وَزَكَريَّا وَشَعْيا وَيَحْيىٰ وَتُورَخَ وَمَتّىٰ وَإِرْمِيا وَحَيْقُوقَ وَدانيالَ وَعُزَيْرٍ وَعَيسىٰ وَشَمْعُونَ وَجِرْجِيسَ وَالحَوارِيِّينَ وَالاَتْباعِ وَخالِدٍ وَحَنْظَلَةَ وَلُقْمانَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ وَبارِكْ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ وَرَحِمْتَ (١) وَبارَكْتَ عَلىٰ إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ الأَوْصِياء وَالسُّعَداءِ وَالشُّهداء وَأَئِمَّةِ الهُدى، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى‌الاَبْدالِ وَالاَوْتادِ وَالسُّيّاحِ وَالعُبّادِ وَالمُخْلِصِينَ وَالزُّهّادِ وَأَهْلِ الجِدِّ وَالاجْتِهادِ، وَاخْصُصْ مُحَمَّداً وَأَهْلَ بَيْتِهِ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ وَأَجْزَلِ كَراماتِكَ وَبَلِّغْ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ مِنِّي تَحِيَّةً وَسَلاما وَزِدْهُ فَضْلاً وَشَرَفا وَكَرَما حَتّىٰ تُبَلِّغَهُ أَعْلىٰ دَرَجاتِ أَهْلِ الشَّرَفِ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ وَالاَفاضِلِ المُقَرَّبِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مَنْ سَمَّيْتُ وَمَنْ لَمْ اُسَمِّ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَأَنْبِيائِكَ ورُسُلِكَ وَأَهْلِ طاعَتِكَ وَأَوْصِلْ صَلَواتِي إِلَيْهِمْ وَإِلىٰ

____________________

(١) وَ تَرَحَّمْتَ.

١٩٦

أَرْواحِهِمْ وَاجْعَلْهُمْ إِخْوانِي فِيكَ وَأَعْوانِي عَلىٰ دُعائِكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَيْكَ وَبِكَرَمِكَ إِلىٰ كَرَمِكَ وَبِجُودِكَ إِلىٰ جُودِكَ وَبِرَحْمَتِكَ إِلىٰ رَحْمَتِكَ وَبِأَهْلِ طاعَتِكَ إِلَيْكَ، وَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ بِكُلِّ ماسَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ مِنْ مَسْأَلَةٍ شَرِيفَةٍ غَيْرِ مَرْدُودَةٍ وَبِما دَعَوْكَ بِهِ مِنْ دَعْوةٍ مُجابَةٍ غَيْرِ مُخَيَّبَةٍ ؛ يا الله يارَحْمانُ يارَحِيمُ ياحَلِيمُ ياكَرِيمُ ياعَظِيمُ ياجَلِيلُ يامُنِيلُ ياجَمِيلُ ياكَفِيلُ ياوَكِيلُ يامُقِيلُ يامُجِيرُ ياخَبِيرُ يامُنِيرُ يامُبِيرُ يامَنِيعُ يامُدِيلُ يامُحِيلُ ياكَبِيرُ ياقَدِيرُ يابَصِيرُ ياشَكُورُ يابَرُّ ياطُهْرُ ياطاهِرُ ياقاهِرُ ياظاهِرُ ياباطِنُ ياساتِرُ يامُحيطُ يامُقْتَدِرُ ياحَفِيظُ يامُتَجَبِّرُ ياقَرِيبُ ياوَدُودُ ياحَمِيدُ يامَجِيدُ يامُبْدِيُ يامُعِيدُ ياشَهِيدُ يامُحْسِنُ يامُجْمِلُ يامُنْعِمُ يامُفْضِلُ ياقابِضُ ياباسِطُ ياهادِي يامُرْسِلُ يامُرْشِدُ يامُسَدِّدُ يامُعْطِي يامانِعُ يادافِعُ يارافِعُ ياباقِي ياواقِي ياخَلا قُ ياوَهَّابُ ياتَوَّابُ يافَتَّاحُ يانَفَّاحُ يامُرْتاحُ يامَنْ بِيَدِهِ كُلُّ مِفْتاحٍ يانَفَّاعُ يارَؤُفُ ياعَطُوفُ ياكافِي ياشافِي يامُعافِي يامُكافِي ياوَفِيُّ يامُهَيْمِنُ ياعَزِيزُ ياجَبَّارُ يامُتَكَبِّرُ ياسَلامُ يامُؤْمِنُ ياأَحَدُ ياصَمَدُ يانُورُ يامُدَبِّرُ يافَرْدُ ياوِتْرُ ياقُدُّوسُ ياناصِرُ يامُؤْنِسُ ياباعِثُ ياوارِثُ ياعالِمُ ياحاكِمُ يابادِي يامُتَعالِىٰ يامُصَوِّرُ يامُسّلِّمُ يامُتَحَجِّبُ ياقائِمُ يادائِمُ ياعَلِيمُ ياحَكِيمُ ياجَوادُ يابارِيُ ياسارُّ ياعَدْلُ يافاصِلُ يادَيَّانُ ياحَنَّاُن يامَنَّانُ ياسَمِيعُ يابَدِيعُ ياخَفِيرُ يامُعِينُ (١) ياناشِرُ ياغافِرُ ياقَدِيمُ يامُسَهِّلُ يامُيَسِّرُ يامُمِيتُ يا مُحْيِي يا نافِعُ يارازِقُ يامُقْتَدِرُ (٢) يامُسَبِّبُ يامُغِيثُ يامُغْنِي يامُقْنِي ياخالِقُ ياراصِدُ ياواحِدُ ياحاضِرُ ياجابِرُ ياحافِظُ ياشَديدُ ياغِياثُ ياعائِدُ ياقابِضُ، يامَنْ عَلا فَاسْتَعْلىٰ فَكانَ بِالمَنْظَرِ الاَعْلىٰ يامَنْ قَرُبَ فَدَنا وَبَعُدَ فَنائَىٰ وَعَلِمَ السِّرَّ وَأَخْفىٰ يامَنْ إِلَيْهِ التَّدْبِيرُ وَلَهُ المَقادِيرُ وَيامَنْ العَسِيرُ عَلَيْهِ سَهْلٌ يَسِيرٌ يا

____________________

(١) يَا مُغَيِّر.

(٢) يَا مُقَدِّر.

١٩٧

مَنْ هُوَ عَلىٰ ما يَشاءُ قَدِيرٌ يامُرْسِلَ الرِّياحِ يافالِقَ الاِصْباحِ ياباعِثَ الأَرْواحِ ياذا الجُودِ وَالسَّماحِ يارادَّ ماقَدْ فاتَ ياناشِرَ الاَمْواتِ ياجامِعَ الشَّتاتِ يارَازِقَ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ وَيافاعِلَ مايَشاءُ كَيْفَ يَشاءُ وَياذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ ياحَيُّ ياقَيُّومُ ياحَيَّا حِينَ لاحَيَّ يامُحْيِيَ المَوْتَىٰ ياحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ بَدِيعُ السَّماواتِ وَالاَرْضِ. يا إِلهِي وَسيِّدِي صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ وَبارِكْ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَرَحِمْتَ (١) عَلىٰ إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارْحَمْ ذُلِّي وَفاقَتِي وَفَقْرِي وَانِفْرادِي وَوَحْدَتِي وَخُضُوعِي بَيْنَ يَدَيْكَ وَاعْتِمادِي عَلَيْكَ وَتَضَرُّعِي. إِلَيْكَ أَدْعُوكَ دُعاءَ الخاضِعِ الذَّلِيلِ الخاشِعِ الخائِفِ المُشْفِقِ البائِسِ المَهينِ الحَقِيرِ الجائِعِ الفَقِيرِ العائِذِ المُسْتَجِيرِ المُقِرِّ بِذَنْبِهِ المُسْتَغْفِرِ مِنْهُ المُسْتَكِينِ لِرَبِّهِ دُعاءَ مَنْ أَسْلَمَتْهُ ثِقَتُهُ (٢) وَرَفَضَتْهُ أَحِبَّتُهُ وَعظُمَتْ فَجِيعَتُهُ، دُعاءَ حَرِقٍ حَزِينٍ ضَعِيفٍ مَهِينٍ بائِسٍ مَسْكِينٍ بِكَ مُسْتَجِيرٍ، اللّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ بأَنَّكَ مَلِيكٌ وأَنَّكَ ماتَشاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ وَأَنَّكَ عَلىٰ ما تَشاءُ قَدِيرٌ، وَأَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ هذا الشَّهْرِ الحَرامِ والبَيْتِ الحَرامِ وَالبَلَدِ الحَرامِ وَالرُّكْنِ وَالمَقامِ وَالمَشاعِرِ العِظامِ وَبِحَقِّ نِبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، يامَنْ وَهَبَ لادَمَ شِيثاً وَلاِبْراهِيمَ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيامَنْ رَدَّ يُوسُفَ عَلىٰ يَعْقُوبَ وَيامَنْ كَشَفَ بَعْدَ البَّلاءِ ضُرَّ أَيُّوبَ يارادَّ مُوسىٰ عَلىٰ اُمِّهِ وَزائِدَ الخِضْرِ فِي عِلْمِهِ وَيامَنْ وَهَبَ لِداوُدَ سُلَيْمانَ وَلِزَكَرِيَّا يَحْيىٰ وَلِمَرْيَمَ عِيسىٰ ياحافِظَ بِنْتِ شُعَيْبٍ وَياكافِلَ وَلَدِ اُمِّ مُوسى (٣) ؛ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي كُلَّها وَتُجِيرَنِي مِنْ عَذابِكَ وَتُوجِبَ لِي رِضْوانَكَ وَأَمانَكَ وَإِحْسانَكَ وَغُفْرانَكَ وَجِنانَكَ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَفُكَّ عَنِّي كُلَّ حَلَقَةٍ بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ يُؤْذِينِي وَتَفْتَحَ لِي كُلَّ

____________________

(١) وَ تَرَحَّمْتَ.

(٢) نَفْسُهُ.

(٣) يَا كَافِلَ وَلد أُمِّ مُوْسَى عَنْ وَالِدَتِه.

١٩٨

بابٍ وَتُلَيِّنَ لِي كُلَّ صَعْبٍ وَتُسَهِّلَ لِي كُلَّ عَسِيرٍ وَتُخْرِسَ عَنِّي كُلَّ ناطِقٍ بِشَرٍّ وَتَكُفَّ عَنِّي كُلَّ باغٍ وَتَكْبِتَ عَنِّي كُلَّ عَدُوٍّ لِي وَحاسِدٍ وَتَمْنَعَ مِنِّي كُلَّ ظالِمٍ وَتَكْفِيَني كُلَّ عائِقٍ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ حاجَتِي وَيُحاوِلُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ طاعَتِكَ وَيُثَبِّطَنِي عَنْ عِبادَتِكَ، يامَنْ أَلْجَمَ الجِنَّ المُتَمَرِّدِينَ وَقَهَرَ عُتاةَ الشَّياطِينَ وَأَذَلَّ رِقابَ المُتَجَبِّرِينَ وَرَدَّ كَيْدَ المُتَسَلِّطِينَ عَنِ المُسْتَضْعَفِينَ ؛ أَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ عَلىٰ ماتَشاءُ وَتَسْهِيلِكَ لِما تَشاءُ كَيْفَ تَشاءُ أَنْ تَجْعَلَ قَضاء حاجَتِي فِيما تَشاءُ.

ثم اسجد علىٰ الأَرْض وعفّر خدّيك وقل:اللّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ فارْحَمْ ذُلِّي وَفاقَتِي وَاجْتِهادِي وَتَضَرُّعِي وَمَسْكَنَتِي وَفَقْرِي إِلَيْكَ يارَبِّ .

واجتهد ان تسح عيناك ولو بقدر رأس الذبابة(١) دموعا، فإنّ ذلك من علامة الاجابة.

(اليوم الخامس والعشرون)

في هذا اليوم من سنة مئة وثلاث وثمانين كانت وفاة الإمام موسىٰ بن جعفرعليه‌السلام في بغداد، وله من العمر خمس وخمسون سنة، وهو يوم يتجدّد فيه أحزان آل محمدعليهم‌السلام وشيعتهم.

ليلة المبعث:

الليلة السابعة والعشرون :هي ليلة المبعث وهي من الليالي المتبرّكة وفيها أعمال:

الأول: قال الشيخ في (المصباح): روي عن أبي جعفر الجوادعليه‌السلام قال إنّ في رجب ليلة هي خير للناس مما طلعت عليه الشمس، وهي ليلة السابع والعشرين منه نُبِّيَ رسولالله صلي الله عليه وآله وسلم في صبيحتها، وإنّ للعامل فيها من شيعتنا مثل أجر عمل ستين سنة. قيل: وما العمل فيها؟

قال: إذا صليت العشاء ثم أخذت مضجعك ثم استيقظت أيّ ساعة من ساعات الليل كانت قبل منتصفه صلّيت اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كل ركعة الحمد وسورة خفيفة من المفصّل، والمفصّل سورة محمدصلي الله عليه وآله وسلم إلىٰ آخر القرآن، وتسلم بين كل ركعتين، فإذا فرغت من الصلوات جلست بعد السلام وقرأت الحمد سبعاً والمعوّذتين سبعاً وقل هوالله أحد وقل ياأيها الكافرون كلاً منها سبعاً وإنا أنزلناه وآية

____________________

(١) الْإِبْرَةِ.

١٩٩

الكرسي كلاًّ منها سبعاً وتقول بعد ذلك كله:

الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذَ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ عِزِّكَ عَلىٰ أَرْكانِ عَرْشِكَ وَمُنْتَهىٰ الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ وَبِاسْمِكَ الأعْظَمِ الأعْظَمِ الأَعْظَمِ وَذِكْرِكَ الاَعْلىٰ الاَعْلىٰ الاَعْلىٰ وَبِكَلِماتِكَ التَّامَّاتِ أَنْ تُصَلِّي عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَفْعَلَ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، ثم ادع بما شئت. ويستحب الغسل في هذه الليلة، وقد مرّت عند ذكر ليلة النصف من رجب صلاة تصلّىٰ أيضاً في هذه الليلة.

الثاني: زيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام وهي أفضل أعمال هذه الليلة ولهعليه‌السلام في هذه الليلة زيارات ثلاث سنشير إليها في باب الزيارات ان شاءالله .

واعلم أنّ أبا عبدالله محمد بن بطوطة الذي هو من علماء أهل السنة وقد عاش قبل ستة قرون قد أتىٰ بذكر المرقد الطاهر لمولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام في رحلته المعروفة باسمه (رحلة ابن بطوطة)، عندما ذكر دخوله مدينة النجف الاشرف في عودته من مكة المعظمة، فقال: وأهل هذه المدينة كلهم رافضيّة، وهذه الروضة ظهرت لها كرامات منها أنّ في ليلة السابع والعشرين من رجب وتسمىٰ عندهم ليلة المحيا يؤتىٰ إلىٰ تلك الروضة بكل مُقْعَدٍ من العراقين وخراسان وبلاد فارس والروم فيجتمع منهم الثلاثون والأَرْبعون ونحو ذلك، فإذا كان بعد العشاء الآخرة جعلوا فوق الضريح المقدس والناس ينتظرون قيامهم وهم ما بين مصلٍّ وذاكر وتالٍ ومشاهد الروضة، فإذا مضىٰ من الليل نصفه أو ثلثاه أو نحو ذلك قام الجميع أصحّاء من غير سوء، وهم يقولون: لا إِلهَ إِلَّا اللهُ ،مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ،عَلِيُّ وَلِيُّ الله .

وهذا أمر مستفيض عندهم سمعته من الثقات، ولم أحضر تلك الليلة لكني رأيت بمدرسة الضيّاف ثلاثة من الرجال: أحدهم من ارض الروم، والثاني من إصبهان، والثالث من خراسان وهم مُقعدون، فاستخبرتهم عن شأنهم فأخبروني أنهم لم يدركوا ليلة المحيا وأنهم منتظرون أوانها من عام آخر، وهذه الليلة يجتمع لها الناس من البلاد خلق كثير ويقيمون سوقا عظيمة مدة عشرة أيام.

أقول: لاتستبعد هذا الحديث فإنّ ما برز من هذه الروضات الشريفة من الكرامات الثابتة لنا عن طريق التواتر تفوق حد الاحصاء، وهذا شهر شوال من السنة الماضية سنة ألف وثلاثمئة وأربعين قد شاهد الملأ فيه معجزة باهرة غير قابلة للانكار من المرقد الطاهر لإمامنا ثامن الأئمة الهداة وضامن

٢٠٠